10.07.2015 Views

climate-change

climate-change

climate-change

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

إيڤ سياماالتغيّرالمناخيترجمة:‏ زينب منعم


المحتوياتمقدمة 7ظاهرة الدفيئة 9مساهمة من غلافنا الجوي 10غازات الدفيئة 12تاريخ صاخب 14عامل مناخي حاسم 18توقع المناخ 21اللجنة الدولية للتغيرات المناخية:‏ خبير عالمي في المناخ 22النماذج المناخية 24العديد من التقلبات 26لنتصرف ... وحالاً‏ 30أي مناخ للغد؟ 33ارتفاع درجات الهرارة 34المتساقطات 36نهو ظواهر مناخية أكثر حدة؟ 38ارتفاع منسوب المياه 40السيناريوهات الكارثية 42التأثيرات على البشر 47هل تتجه الأنظمة البيئية نهو الزوال؟ 48التغير المناخي والصهة 52التغير المناخي والزراعة 56


المنشآت البشرية 60بعض‏ من الجيوسياسية 64من المسوءول عن ظاهرة الدفيئة؟ 67الانبعاثات العالمية 68المواصلات 70الانبعاثات المتعلقة بنظامنا الغذاءي 74تنوع المنشآت 78الإنتاج الصناعي 82مشكلة الطاقة 84مواجهة تحديات المناخ 89هدفنا:‏ تقليل الانبعاثات بمعدل النصف 90بروتوكول كيوتو 94الطاقات المتجددة 96إزالة السموم الصادرة عن وساءل النقل 100دفن ثاني أكسيد الكربون 102التكنولوجيا وأسلوب الهياة 104تغيير نمط الهياة 108قيم جديدة لمجتمع جديد 112وجهات نظر ونقاشاتمسألة النووي المعقدة 116معجم المصطلهات 121فهرس‏ 126


منذ سنوات ليست ببعيدة،‏ سلطتاضواء على ظاهرة الدفيئة المناخية،‏التي فرضت نفسها في فترة زمنيةقصيرة كإحدى المشكلات المصيرية فيالقرن الحادي والعشرين،‏ علماً‏ بأنها ليستمسألة جديدة على الساحة العلمية،‏ بل تماكتشافها منذ أكثر من قرن،‏ وهي واضحةوضوح الشمس ولا يشوبها أي غموض.‏ولا تقتصر معرفتنا اليوم عن هذه الظاهرةعلى آليتها الفيزيائية فحسب،‏ بل تتعداهاإلى جزء من تطورها على مدى تاريخكوكبنا،‏ وهو ما يسعدنا كثيراً،‏ نه يستحيلعلينا اتخاذ أي إجراءات وقائية من دون هذهالمعرفة.‏نلاحظ في هذه اللقطة المأخوذة من مكوك الفضاء كولومبيا،‏أن الغلاف الجوي يتكون من عدة طبقات متتاز بخصائصمختلفة ميكننا رؤيتها بوضوح.‏ تتركز انبعاثات غازات الدفيئةفي الجزء السفلي من الغلاف.‏


ظاهرة الدفيئة


مساهمة من غلافنا الجويتعود ظاهرة الدفيئة التي توءثر على كوكبنا إلى خصاءص‏ فيزياءيةتتميز بها غازات موجودة في الغلاف الجوي.‏ وعموماً‏ ، فإن هذه الظاهرةالطبيعية مفيدة للكاءنات الهية.‏شفافية انتقائيةهناك وسيلة بسيطة وفي متناول الجميع لتجربة قوة ظاهرة الدفيئة،‏ ألا وهي الدخول إلىسيارة طال رَكنُها في الشمس.‏تفسر َّ درجة الهرارة المرتفعة داخل السيارةوالتي لا تحتمل ولا تطاق،‏ بخاصية معينة تتسمبها نوافذ السيارة:‏ إنها الشفافية الانتقاءية،‏التي من خلال سماحها لأشعة الضوء المرءيبالمرور،‏ تحتفظ بجزء من الأشعة تحت الهمراء،‏وتزيد بالتالي من درجة الهرارة داخل السيارة.‏إن عدة غازات من الغلاف الجوي تتميزسفانتي أرينيوس،‏ الحائز على جائزة نوبل فيالكيمياء عام 1903 لأعامله حول المحاليل المائية،‏هو أحد المكتشفني الرئيسيني لظاهرة الدفيئة،‏ويعود تقديره لأهميتها إلى بداية القرن العشرين.‏تحت الهمراء.‏ يمتص‏ الغلاف الجويجزءاً‏ كبيراً‏ ‏(يصل إلى النصف)‏ منالإشعاع الشمسي،‏ فيما يصل المتبقيإلى الأرض‏ ليتهول بغالبيته إلى أشعةتحت الهمراء،‏ وهي نوع من الإشعاعيمتصه ما يعرف ب«غازات الدفيئة»‏الموجودة في غلافنا الجوي،‏ ما يسببارتفاع درجة الهرارة.‏ لكن تبادلالطاقة بين الأرض‏ وغلافها الجويوالشمس‏ والمنطقة المهيطة بها،‏ هوفي الواقع أكثر تعقيداً‏ من التوازنالمبسط الذي أظهرناه للتو،‏ إذ إنمصير هذه الإشعاعات يبقى متبايناً‏10بالخصاءص‏ نفسها،‏ ما يوءدي إلى عواقب بالغةالتأثير على كوكبنا...‏يتكون الإشعاع الذي تتلقاه الأرض‏ منالشمس‏ من % 40 من الضوء المرءي،‏ % 10من الأشعة فوق البنفسجية و‎50‎ % من الأشعةمفهوم معروف منذ زمن بعيدأصدر الفيزياءي الفرنسي جوزيف فورييه في عام1824 المفهوم الذي على أساسه يعمل الغلاف الجويللأرض‏ كزجاج الدفيئة.‏ غير أن الكيمياءي الإيرلنديجون تيندال هو أول من حاول تحديد حجم هذهالظاهرة،‏ في منتصف القرن التاسع عشر،‏ من خلالقياسه قوة امتصاص‏ مختلف الغازات للأشعة تحتالهمراء.‏ وقد حدد بأن بخار الماء هو أقوى الغازاتالدفيئة.‏ إلا أننا ندين بالنظرية المقبولة والمعتمدةحالياً‏ إلى الكيمياءي السويدي سفانتي أرينيوس،‏ الذيخلص‏ في حساباته التي أجراها في عام 1896، إلىأن تضاعف تركيز الغلاف الجوي بغاز ثاني أكسيدالكربون سوف يسبب احتراراً‏ عالمياً‏ نسبته 5 إلى 6درجات مئوية،‏ وهو رقم قريب من التقديرات الهالية.‏


غازات الدفيئةثمة أنواع كشيرة من الغازات مخصصة لتدفئة غلافنا الجوي،‏ البعض‏منها موجود في الجو منذ ملايين السنين،‏ في حين أن البعض‏ الآخر منإبداع بشري.‏ثاني أكسيد الكربون تحت اضواءهناك العديد من الغازات المسببة للدفيئة،‏ يرتبط تأثيرها على معجمالمناخ بعدة عوامل،‏ من بينها:‏ مدى فعاليتها في امتصاص‏ الأشعة ج ف م ه (Ppmv)مختصر ‏«جزء في المليونتحت الهمراء أولاً،‏ ثم مدة وجودها في الغلاف الجوي،‏ ثم وفرتها من حيش الهجم».‏ إن جزءاً‏وأهمية المساهمات البشرية في تركيزها.‏ إن أهمها على الإطلاق واحداً‏ في المليون من حيش،(CO الذي يساهم حتى نسبة % 40 الهجم (1 ج ف م ه)‏ يعادل%، 0.0001 أي سنتيمتراً‏2هو ثاني أكسيد الكربون ‏(أومن إجمالي ظاهرة الدفيئة.‏ ويمشل هذا الغاز % 0.038 من الغلاف مكعباً‏ من الغاز لكل مترالجوي ‏(أو 380 ج ف م ه)،‏ ما يبدو نسبة منخفضة للغاية.‏ لكن مكعب من الهواء.‏ أما فيعندما نعرف أن الغلاف الجوي يتكون بنسبة % 99 من الأوكسيجين ما يخص‏ الغازات النادرة،‏والنيتروجين،‏ وهي غازات شفافة للأشعة تحت الهمراء،‏ نفهم فتصبه ‏«ج ف ب ه»‏(ppbv) جزءاً‏ في المليارساعتئذ أن كل شيء يهدش عند مستوى ال‎1‎ % المتبقي.‏ فقد ‏(البليون)‏ من حيش الهجم.‏ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون بنهو % 30 منذ بداية العصرالصناعي،‏ علماً‏ بأن جزيئة من ثاني أكسيد الكربون يمكن أن تبقى في الغلاف الجوي نهوقرنين من الزمن!‏ إنمدة بقاء انبعاثاتغازات الدفيئة فيالغلاف الجوي هيعامل مفصلي،‏ إذتعتمد عليها جماديةالنظام،‏ ما يعني أنالعمر الافتراضيلانبعاثات غازاتالدفيئة يدل علىاستجابة بعيدةللمناخ،‏ حتى لوخفضنا الانبعاثاتالتي ننتجها.‏المصادر البشرية لانبعاثات غازات الدفيئةسكني - تجاري % 13النقل % 24الصناعة والزراعة% 25إنتاج الكهرباء% 33التكرير % 512


أهمية المياهإن الأول بين انبعاثات غازات الدفيئةوأقلها ذكراً‏ هو بخار الماء.‏ فنسبة تركيزهذا الغاز في الغلاف الجوي أعلى من نسبةتركيز انبعاثات غازات الدفيئة الأخرى(0.3 %). فالمياه تساهم بنهو % 55 منظاهرة الدفيئة،‏ لكن وبسبب وفرتها علىسطه كوكبنا،‏ يمكن اعتبار التأثير البشريضئيلاً‏ جداً‏ على تركيزها،‏ خصوصاً‏ أنالمياه لا تبقى طويلاً‏ في الغلاف الجوي،‏فقط حوالى 8 إلى 15 يوماً‏ تقريباً.‏الميتان وأكسيد النيتروزواوزونتتدخل ثلاثة غازات أخرى في عملية الدفيئة،‏ كلمنها بنسبة %. 2 هذه الغازات هي الميتان،‏ أوN 2O ج ف م ه)،‏ وأكسيد النيتروز،‏ أو (1.8 CH 4O(0.03 3 ج ف(0.3 ج ف م ه)،‏ والأوزون،‏ أوم ه).‏فالميتان يمتص‏ بفاعلية هاءلة الأشعة تحتالهمراء وذلك بنسبة 20 إلى 50 مرة أفضل منثاني أكسيد الكربون،‏ فضلاً‏ عن أن الإنسانيساهم في زيادة تركيزه بسرعة أكبر من ثاني أكسيد الكربون،‏ بهيش تخطت الضعف منذبداية العصر الصناعي.‏ ولهسن الهظ،‏ يعيش‏ الميتان في الغلاف الجوي فترة قصيرة نسبياً‏تبلغ نهو عقد من الزمن.‏ لكن هذا ليس‏ هو حال أكسيد النيتروز،‏ الموجود منذ 120 سنة‏(ويمتص‏ إشعاعاً‏ بنسبة 253 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون...)!‏أما بالنسبة إلى طبقة الأوزون،‏ فتركيبتها الكيمياءية المعقدة تتسبب بتهللها باستمراروباستعادة تركيبتها بعد ذلك.‏ وإنه لمن الصعب حالياً‏ تقييم مقدار إسهام الإنسان في تركيزها،‏لكن الموءكد هو أنها تزداد تركيزاً‏ في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي،‏ في حين أن تركيزهايتراجع في طبقة الستراتوسفير ‏(أكثر من 12 كم فوق سطه الأرض):‏ هذا هو ثقب الأوزونالشهير،‏ وهي ظاهرة تختلف عن ظاهرة الاحترارعلى الرغم من وجود صلات بين العمليتين.‏ما ينتجه انسانأخيراً،‏ هناك سلسلة من الغازات التي ينتجهاالإنسان قد يبدو تركيزها في الغلاف الجويمتناهي الصغر،‏ إذ إن انبعاثاتها هي مليون مرةأصغر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون،‏ غير أندورها المناخي لا يُستهان به.‏ هذه الغازات هيفي المقام الأول مركبات كربونية هالوجينية،‏والأكثر شهرة من بينها مركبات الكربونالكلورية الفلورية ‏(كلوروفلوروكربون)‏ ومركباتالكربون الهيدروفلورية ‏(هيدروفلوروكربون).‏تتميز هذه الغازات بقوة تدفئة هامة جداً،‏ ومدةحياة في الغلاف الجوي طويلة الأمد قد تصلالى آلاف السنين،‏ وذلك بسبب ثباتها الكيمياءي.‏إن انبعاثات غازات الدفيئة القوية التييحويها هذا البحر من الثلاجات القدمية،‏ سوفتصل تدريجياً‏ إلى الغلاف الجوي مبقدار ما يقومالصدأ بعمله:‏ هذا هو مثال عن ‏«المفعول المؤجل»‏الذي تتسم به أنشطتنا التي تؤثر في المناخ.‏ظاهرة الدفيئة 13


تاريخ صاخبفي الماضي،‏ كان تركيز انبعاثات غازات الدفيئة مختلفاً‏ جداً‏ ؛ إذ كانمن الممكن تحريرها أو تخزينها من خلال عمليات جيولوجية مختلفةكالترسيب،‏ والبراكين...‏دراسة الماضي حاجة ملحّ‏ ةبدافع من القلق الذي يسود العالم،‏ يهرز حالياً‏ علم مناخ العصر الجيولوجي القديم،‏ أو مناخالعصور القديمة،‏ تقدماً‏ سريعاً.‏ ففي الواقع،‏ من الضروري أن نهدد بدقة الظروف التي سادتكوكبنا آنذاك من أجل فك شيفرة آليات العمل التي تتبع اليوم،‏ وهي آليات عديدة،‏ متناقضةومعقدة.‏ يصه هذا الأمر خصوصاً‏ عندما نهاول وضع هذه العمليات في معادلة ما منأجل توقع تطورها المهتمل.‏ لكن لا نتوقع أن يكشف المناخ تاريخه بسهولة:‏ إذ يجب أننمتلك العديد من البيانات لنهصل على صورة دقيقة مشل درجة الهرارة،‏ وهطول الأمطار،‏14تكشف فقاعات صغرية من الغلاف الجوي القديم،‏ محتجزة داخل أسطوانات جليدية مخزنة عند درجةحرارة منخفضة،‏ عن طريقة تغري تكوينه مع مرور الوقت.‏


يقدم هذا اليعسوب المتحجر والمحتجز في رسوبيات منالعصر الطباشريي معلومات قيّمة عن المناخ الذي ساد في عصره.‏16داءم.‏ مع ذلك،‏ فإننا نعلم أن تاريخ الأرض‏ بدأ‏ منذ نهو4.5 مليارات سنة،‏ وعلى الأرجه في ظل غلاف جويساخن،‏ مليء بشاني أكسيد الكربون وبخار الماء،‏ وهمامركبان تسببا بمستوى دفيئة لم يلاحَ‏ ظ بعدها بأي شكلمن الأشكال على كوكبنا.‏ ثم تكشف بخار الماء الأرضي،‏فنتج منه طوفان ضخم أسس‏ لتكوّن المهيطات.‏ ثم وبفعلنشاط الكاءنات الهية،‏ واصلت ظاهرة الدفيئة انهسارها،‏بعد الانخفاض‏ التدريجي في كمية ثاني أكسيد الكربونالموجود في الغلاف الجوي.‏ وتم تدريجياً‏ تخزين هذا الكربون على شكل طبقة ضخمة منالهجر الجيري،‏ تشكلت في أعماق المهيطات بفعل العمل المشترك لنوع من البكتيريا ‏(البكتيرياالزرقاء)‏ والكاءنات الصدفية من جهة،‏ ومن خلال الغطاء النباتي من جهة أخرى.‏ كذلك فإنحقول الفهم والنفط والغاز الطبيعي المتأتية من الغابات القديمة التي تكدست بقاياها المليئةبالمواد العضوية،‏ قد عملت على عزل الكربون تدريجياً‏ من الغلاف الجوي.‏تأثير العوامل الجيولوجيةلقد ترافق انهسار ظاهرة الدفيئة مع ارتفاع درجة حرارة الشمس،‏ بهيش زادت قوة إشعاعهابنهو % 30 مع تحولها من نجمة صغيرة إلى نجمة مكتملة،‏ فبقيت بذلك حالة سطه الأرض‏مستقرة نسبياً.‏ وتجدر الإشارة إلى أن النشاط البركاني قد يعيد توزيع جزء من الكربونالمخزن في جوف الأرض.‏ وهكذا كان العصر الطباشيري الأعلى،‏ قبل 80 مليون سنة،‏ الفترةالأكثر حراً‏ في تاريخ كوكبنا،‏ والتي حلت بعد مرحلة بركانية متفجرة أنتجت نسبة من ثانيأكسيد الكربون في الغلاف الجوي أعلى بشلاش مرات من النسبة الهالية.‏ لذا فمن المعتقد أنالأرض‏ كانت أكثر دفئاً‏ بنسبة 6 إلى 10 درجات مئوية من اليوم.‏ في المقابل،‏ فإن ظهور


عامل مناخي حاسملكونها تضخم من تأثير التغير في نسبة الإشراق الشمسي على المناخ،‏فإن ظاهرة الدفيئة تضطلع بدور مناخي رءيسي،‏ وليس‏ هامشياً‏ .المناخ تحت تأثيرات متعددةلقد أدرك العلماء منذ فترة طويلة تأثير ظاهرة الدفيئة على المناخ،‏ نظراً‏ لكونها تغير التوازنالهراري لنظام الأرض/‏ الغلاف الجوي،‏ إلا أن أهمية هذا التأثير كانت موضع نقاش‏ علىمدى عقود.‏ وفي النهاية،‏ ظهر أن ثمة العديد من العوامل الأخرى قد توءثر في المناخ،‏ يمكناعتبارها بطريقة ما أكثر حسماً‏ من ظاهرة الدفيئة.‏البداية مع كمية الإشعاع الشمسي المتلقى،‏ حيش إن هذه الكمية تتغير في المقام الأول وفقاً‏للشمس‏ نفسها التي يتغير سطوعها؛ فهيتشع اليوم بنشاط ‏(طاقة)‏ أكبر يصل إلىذروته،‏ بخلاف ما كان عليه الأمر منذ عدةمليارات من السنين.‏ كما أن كمية الإشعاعالشمسي المتلقى تعتمد أيضاً‏ على مدارالأرض‏ الذي يخضع لتغيرات دورية؛ إذ إنهيشكل قطعاً‏ إهليلجياً‏ يزداد امتداده أو يقل،‏ما يبعد كوكبنا عن نجمه أو يقربه إليهبهسب إيقاع تغيراته.‏ كذلك يختلف ميلانمحور الأرض‏ بالنسبة إلى مسطه المدار.‏ كلذلك يوءثر على توزيع الإشعاع الشمسي وفقاً‏لخطوط العرض‏ والمواسم.‏ فضلاً‏ عن ذلك،‏يتأثر المناخ أيضاً‏ بتكتونية الصفاءه،‏ أيتختلف كمية الطاقة المنبعثة من الشمس مبرورالوقت،‏ متاماً‏ كام يختلف موقعها بالنسبة إلى الأرض.‏ إلاأن هذه التغريات لا تكفي لشرح التطورات المناخية.‏بشكل القارات وموقعها.‏ تالياً،‏ فإن وجودقارة حالياً‏ في القطب الجنوبي،‏ قد سهبمن الدورة الماءية ما يعادل سماكة 120متراً‏ من المياه المهيطية،‏ التي يهتويهاهذا الكوكب - وهو أمر لا يستهان به - وذلك من خلال تشكل غطاء جليدي بسماكة عدةكيلومترات فوق تلك القارة،‏ في حين أن سماكة الجليد البهري في القطب الشمالي ‏(حيشلا توجد أية قارة)‏ لا تتعدى بضعة أمتار.‏ كذلك،‏ فلقد أنتج تشكل السلاسل الجبلية،‏ كجبالالهيمالايا،‏ ظواهر مناخية هامة مشل الرياه الموسمية.‏ أخيراً،‏ فإن موقع القارات يوءثر أيضاً‏في التبادلات الهرارية الخاصة بالكوكب،‏ وذلك من خلال تشكيله التيارات البهرية.‏18


درجات الحرارة،‏ ونسبتا الكربون والميتانCO 2ثاين أكسيد الكربون‏(أجزاء في المليون)‏CH 4الفرق بالنسبة لدرجةالحرارة الحالية ‏(بالدرجةالمئوية)‏الميتان ‏(أجزاء في المليار)‏202-4-6-700600500400280260240220200- 400000 عام - 300000 عام - 200000 عاماليوملطالما كان منحنى متوسط درجات الحرارة على الأرض خلال ال‎450000‎ سنة الماضية،‏ موازياً‏ لمنحنييانبعاثات ثاين أكسيد الكربون وغاز الميتان؛ هذا ما يكشفه في أي حال جليد القارة القطبية الجنوبية.‏ وهكذافإن نشر كميات هائلة من هذين الغازين،‏ وهذا ما نقوم به حالياً،‏ سوف يرفع بسرعة من حرارة كوكبنا.‏منحنيات معبّرةفي عام 1999، نشرت مجلة Nature نتاءج تحليلات أولى العينات الجليدية المأخوذة منالقارة القطبية الجنوبية.‏ خلصت النتاءج إلى أن منهنى درجات الهرارة يتبع منذ 500000سنة،‏ وإلى حد كبير،‏ منهنيي كميتي ثاني أكسيد الكربون والميتان،‏ وهما غازا الدفيئةالرءيسيان الناتجان من الأنشطة البشرية.‏ كذلك فإن المنهنى موازٍ‏ للدورات الفلكية للإشراقالشمسي،‏ إلا أن التغيرات في الإشراق التي يتلقاها كوكب الأرض‏ تبقى ضعيفة جداً.‏ ماتعلمنا إياه هذه البيانات هو أن أثرها مضخ َّ م،‏ وأنهذا التضخم ناتج عن ظاهرة الدفيئة التي،‏ بالتالي،‏تتسبب بما يسمى ردة فعل إيجابية على ارتفاعدرجات الهرارة.‏ وعلى الرغم من أننا ما زلنا نجهلالآليات الدقيقة،‏ إلا أن العلماء توقعوا فرضيات عدة.‏كذلك نهن نعلم أن مياه المهيطات تذيب ثاني أكسيدالكربون بشكل أفضل عندما تكون باردة،‏ لذا فإنأي احترار،‏ مهما كان بسيطاً،‏ سيوءدي من دون شكإلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون،‏ الذي يزيد بدوره منظاهرة الاحترار...‏ ويمكن افتراض‏ سيناريو مماثللغاز الميتان أيضاً.‏ أخيراً‏ يمكننا القول إن ظاهرةالدفيئة تضطلع بدور رءيسي في المناخ العالمي.‏- 100000 عامتوقيع انسانمن المعروف أن البيئات الطبيعية تبشأو تخزن انبعاثات غازات الدفيئة.‏ وهنافإن من حقنا أن نتساءل عما إذا كانازديادها في الغلاف الجوي،‏ والملهوظمنذ بداية العصر الصناعي،‏ لا يرجع إلىظاهرة طبيعية.‏ في الواقع،‏ لا يملك الكربونالأحفوري الأصل التركيب نفسه للكربونالموجود على سطه الكرة الأرضية ‏(فهو لايهتوي على C14). كذلك فإن التهاليل التيتجرى على الغلاف الجوي تُظهر عاماً‏ بعدعام تراجعاً‏ نسبياً‏ في نسبة الC14‎‏،‏ ما يبينّ‏أن المذنب هو في الواقع الوقود الأحفوري...‏ظاهرة الدفيئة 19


إن توقع المناخ هو بلا شك من أعظمالتحديات العلمية.‏ فهو في الواقع،‏على مفترق طرق بين عدد هائل منالتخصصات،‏ ويركز على ظواهر ذات تأثيراتعالمية،‏ وفي تفاعل ثابت،‏ ما يجعل مندراستها أمراً‏ صعباً‏ للغاية.‏ مع ذلك فقد بدأالباحثون بتركيب سيناريوهات أكثر واقعيةخاصة بمستقبل مناخنا،‏ تزداد صدقيتها سنةبعد سنة.‏فعلينا إذاً،‏ من خلال هذه ادوات غيرالمكتملة،‏ أن نستبق ارتفاع درجات الحرارةفي المستقبل،‏ ونسعى جاهدين للحد منتأثيراتها.‏تُعدّ‏ الشبكة الدولية لمحطات المراقبة ‏(هنا محطة ‏«ماونتواشنطن»‏ في الولايات المتحدة)‏ جزءاً‏ من الأدوات التي متكننامن رصد التطورات المناخية.‏


اللجنة الدولية للتغيراتالمناخية:‏ خبير عالمي فيالمناخلقد أدى تعقد قضايا المناخ إلى ولادة منظومة مبتكرة من الخبراء،‏ ألا وهياللجنة الدولية للتغيرات المناخية GIEC) أو ،(IPCC مسوءوليتها إعلامالرأي العام كما إعلام صناع القرار بما لديهم من معلومات ومعطيات.‏مئات من العلماء من 170 دولة مختلفةإن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية ‏(بالإنجليزية Intergovernmental Panel on(Climate Change - IPCC هي المصدر الرءيسي للمعلومات العلمية النوعية المتعلقةبالاحترار العالمي ‏(وقد تمت العودة إليها في كشير من الأحيان عند تأليف هذا الكتاب).‏ونظراً‏ إلى أهمية القضايا التي يضطلع بها،‏ يستهق هذا الفريق أن يعرّف به على الأقل لتبريرصدقية تحليلاته.‏في عام 1986 أنشأت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية،‏ وبرنامج الأمم المتهدة للبيئة،‏اللجنة الدولية للتغيرات المناخية.‏ في الواقع،‏ إن هذه اللجنة ليست منظمة تعنى بالأبهاشنظرية المؤامرةإن منتقدي اللجنة الدولية للتغيرات المناخيةليسوا كثراً،‏ وهم نادراً‏ ما يكونون من العلماء.‏فمن الصعوبات الرءيسية التي يواجهونها،‏ هي أنيشرحوا لماذا تسعى مجموعة متوافقة من العلماءوالباحشين،‏ للمصادقة على فكرة خاطئة،‏ موافقينبذلك على نوع من ‏«الموءامرة»‏ الفكرية واسعةالنطاق.‏ إضافة إلى ذلك،‏ ينبغي أن يقدّم تفسير عنسبب موافقة معظم الموءسسات الصناعية الكبرى،‏التي أصبهت تعترف حالياً‏ بالتغير المناخي،‏ علىهذه الموءامرة ‏(بما في ذلك مجموعة إكسون النفطيةالتي تُعتبر تاريخياً‏ رأس‏ الهربة والممول الرءيسيللتشكك المناخي،‏ والتي اعترفت أخيراً‏ بالاحترار).‏كما يجب أن يقدّم تفسير عن سبب اعتراف دولالعالم الآن،‏ بما فيها الولايات المتهدة والمملكةالعربية السعودية،‏ بأن الأنشطة البشرية تشكلخطراً‏ على استقرار المناخ.‏22بل هي تقوم ب«تقييم المعطيات العلميةوالتقنية والاجتماعية والاقتصادية،‏ التيتتعلق بخطر تغير المناخ الناتج من أعمالالإنسان».‏ ويقتضي عملها أن تقدم،‏ علىفترات منتظمة،‏ تقارير تلخص‏ المعطياتالعلمية حول تغير المناخ في وقت معين.‏لتهقيق ذلك،‏ تستعين اللجنة الدوليةللتغيرات المناخية بمئة عالم يُعدّون منالمراجع في اختصاصاتهم،‏ ويمشلونأفضل تمشيل تنوع الدول الأعضاء ال‎170‎‏.‏ونظراً‏ إلى تداخل الاختصاصات في مجالعلم المناخ،‏ فإن هوءلاء العلماء هم علىحد سواء اختصاصيون في علم المناخ،‏وجغرافيون واقتصاديون وعلماء فيالديمغرافيا،‏ واختصاصيون في علم الجليد،‏وعلماء فيزياء الغلاف الجوي...‏ إلخ.‏


تقاريرباجماعيأخذ هوءلاءالاختصاصيونعلماً‏ بكل ماكتب من دراساتعلمية كل 属 في إطاراختصاصه،‏ ومنثم يكتبون التقاريرالتي توزع بعدءذعلى مجموعةمن المتخصصين‏(آلاف الأشخاص)‏لكي يطلعوا عليها،‏فيُبدون تحفظاتمعينة،‏ أو يقدموناقتراحات...‏ إلخ.‏يُستخدم هذا الجهاز الذي يأخذ شكل كرة بلورية لقياس قوة الإشعاعالشمسي،‏ أما الهدف منه،‏ في الواقع،‏ فهو توقع مستقبل المناخ.‏تجُ‏ مع هذه الردود،‏ وتُدرس،‏ ثم تُدمج،‏ عند الهاجة،‏ في التقارير.‏ تخضع التقارير بعد ذلكللتصويت في اجتماع الجمعية العمومية الخاصة باللجنة الدولية للتغيرات المناخية.‏ تضمهذه الجمعية،‏ فضلاً‏ عن العلماء،‏ ممشلين سياسيين عن الدول الأعضاء ‏(ومن بينها الولاياتالمتهدة والصين والمملكة العربية السعودية).‏ ولاعتماد التقارير والتوصيات،‏ يجب أنتحصل على مجموع الأصوات،‏ وهذا ما لا يزال سارياً‏ حتى الآن.‏بيانات مرجعية عامةإن الخبراء الذين يعملون لهساب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية،‏ وعلى الرغم من كونهممتطوعين،‏ يتمتعون بمكانة مرموقة داخل المجتمع العلمي.‏ ويمكن اعتبار التقرير الأخيرللجنة الدولية للتغيرات المناخية،‏ والذي نشر عام 2007 ‏(وغالباً‏ ما يشار إليه بالأحرفالأولى AR4 ل «4 «Assessment Report ‏(أي التقرير التقييمي رقم 4))، خلاصة شاملةللمراجع الخاصة بمجال المناخ،‏ ويزيده أهمية التطور الهاءل الذي شهدته البهوش المناخيةفي السنوات الأخيرة،‏ والتي لخُ‏ صت في هذا التقرير.‏تتوافر تقارير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية باللغة الإنجليزية على الموقع الإلكتروني،www.ipcc.ch كما نجد أيضاً‏ على هذا الموقع ‏«ملخصات مخصصة لصناع القرارات»،‏وهي أكثر تبسيطاً،‏ ومترجمة إلى عدة لغات.‏ يهتوي تقرير عام 2007 أكثر من 1000 صفهة،‏تظهر فيها بوضوه ملخصات قصيرة لكن شاملة.‏توقع المناخ 23


النماذج المناخيةتسمه المهاكاة الهاسوبية،‏ المبنية بدقة من خلال قوانين الفيزياء،‏بتوقع مناخ الأرض‏ في المستقبل.‏تقسيم الغلاف الجوي إلى مكعباتكيف لنا أن نهصل على معلومات تتعلق بسلوك كوكبنا بعد 50 أو 100 سنة؟ لهذه الغاية،‏اضطر العلماء إلى بناء نماذج مناخية تعتمد على المهاكاة الرمزية لسلوك الغلاف الجويعبر برامج الكمبيوتر،‏ وذلك لاستهالة القيام بالتجارب في ظروف حقيقية.‏ ولتهقيق ذلك،‏فقد قسموا الغلاف الجوي إلى عدد محدود من النقاط،‏ أو بدقة أكثر إلى وحدات حجمية،‏ أو‏«قوالب»‏ تشبه الل ِّبنَ‏ ، يختلف حجمها وفق دقة النموذج.‏ وغالباً‏ ما يكون ضلع كل من هذه‏«القوالب»‏ - المسماة أيضاً‏ ‏«خلايا»‏ - بطول يراوه بين 200 و‎300‎ كلم في النماذج العالمية،‏وأقل من ذلك في النماذج الإقليمية،‏ ويصل ارتفاعها غالباً‏ إلى كيلومتر واحد.‏تحدد الظروف الساءدة في كل خلية ‏(درجة الهرارة،‏ الرطوبة،‏ الضغط،‏ تركيز هذا الغاز أوذاك،‏ ملوحة البهر...)‏ استناداً‏ إلى حالة النموذج الأولية ‏(وغالباً‏ ما تكون هذه الهالة الأوليةهي الوضع الهالي،‏ أو الوضع الذي كان ساءداً‏ في عام 1990، وهو عام مرجعي للاتفاقاتالدولية).‏ يخضع التطور المنطلق من الشروط الأولية الساءدة إلى أنظمة من المعادلات تسعىإلى مقاربة الظواهر الطبيعية بشكل أفضل؛ مشل انتشار الغازات،‏ توصيل الهرارة،‏ خصاءص‏الهواء البصرية،‏ وغيرها من الظواهر.‏ وتكمل هذه التجارب بتشغيل النماذج،‏ ومراقبة سلوكالنظام خلال فترات محددة متباعدة وطويلة ‏(غالباً‏ ما تمتد لعدة عقود).‏تقنيات مختلفة لتصميم النماذجهناك عشرون نموذجاً‏ عالمياً‏ يعترف بها المجتمع الدولي،‏ نذكر منها:‏ نموذج مركز هادليفي المملكة المتهدة؛ (CCM) Community Climate Model بنسخاته المختلفة،‏والذي أعده المركز الوطني لأبهاش الغلاف الجوي في الولايات المتهدة؛ نموذج معهد بيارسيمون لابلاس‏ (IPSL) في فرنسا؛ نموذجمعهد بوتسدام لبهوش التأثيرات المناخية(PIK) في ألمانيا؛ وبشكل رءيسي،‏ نموذجالمركز الأوروبي للتوقعات الجوية المتوسطةالمدى CEPMMT) أو ،(ECMWF ومقرهفي إنكلترا لكنه مركز أوروبي.‏ ولئن كان منالمستهيل تمشيل كل الظواهر عند حدوثها،‏ فإنعلم تصميم النماذج يعتمد على حسن انتقاءالظواهر وإدراجها في نموذجه،‏ في مقابل24تقليص حجم الخلايامن الأهداف الرءيسية التي يسعى مصمموالنماذج إلى تحقيقها،‏ تصغير حجم خلاياالنماذج.‏ إن العديد من الظواهر،‏ خصوصاً‏تلك التي تتعلق بالدورة الماءية ‏(تكوّنالسهب،‏ الأمطار...)،‏ تحدش وفق مقاييس‏أصغر بكشير من تلك المستخدمة.‏ لكن هذاالتصغير للخلايا يتطلب في المقابل زيادةكبيرة في القدرة الهسابية...‏


تهميش‏ أخرى يراها لا تستهق الذكر أمام الظواهر الأولى.‏ كذلك،‏ يجب على المعادلات الممشلةللعمليات عند حدوثها أن تُظهر الواقع قدر المستطاع!‏ في الواقع،‏ فإنه من خلال هذه النقاطالمختلفة تتميز البرامج الموجودة حالياً‏ بعضها عن بعض.‏إجماع حول ظاهرة الاحتباس الحراريللتهقق من صهة عملهم،‏ يختبر مصممو النماذج برامجهم على المناخات التي سادت فيالماضي.‏ فالعلماء يمتلكون مشلاً‏ مجموعة كاملة،‏ إلى حد ما،‏ من سجلات درجات الهرارةوكميات الأمطار منذ عام 1860، بهيش تشكل مرجعاً‏ للتهقق من صهة تشغيل المختبرات.‏ومن المشير للاهتمام أن نلاحظ،‏ أنه على الرغم من تنوع المختبرات والوساءل العلمية،‏ فقدأتت نتاءج مصممي النماذج متجانسة إلى حد كبير،‏ خصوصاً‏ في ما يتعلق بدرجات الهرارة.‏فما من نموذج من النماذج الهالية يتوقع،‏ مشلاً،‏ درجة حرارة مستقرة في أفق عام 2100.كما أن ما من نموذج استطاع أن يشره،‏ من خلال العوامل والظواهر الطبيعية فقط،‏ ارتفاعدرجة الهرارة عالمياً‏ بمقدار 0.74 درجة مئوية منذ قرن إلى اليوم..‏ وهذا ما يشبت مسوءوليةالإنسان.‏نموذج مناخيالمصدر:‏ © Fairhead / LMD/ CNRSتقسم النامذج المناخية الغلاف الجوي إلى سلسلة من ‏«الخانات»‏ تتميز بخصائص عدة مثل درجةالحرارة،‏ الضغط،‏ الرطوبة،‏ سرعة الرياح،‏ وما إلى ذلك.‏ ثم تحسب تفاعلاتها بواسطة معادلات رياضية.‏ كلامكانت المربعات صغرية،‏ كان النموذج دقيقاً‏ جغرافياً...‏ وتطلّب قدرة حسابية أكبر!‏توقع المناخ 25


العديد من التقلباتلا يزال قياس‏ العديد من الظواهر بالأرقام أمراً‏ صعباً‏ ، هذا إن لم يُ‏ سأ‏فهمها.‏ وهذه لمهة سريعة عن أهم الصعوبات التي تعترض‏ مصمميالنماذج.‏26يعد تطور نسبة الغيوم من المظاهر المناخية الأصعب توقعاً‏ في المستقبل،‏ إلا أنه سيؤثر بشدة في ظاهرةالاحتباس الحراري.‏آثار مرتدة ذات إشكاليةمن الصعب توقع الظواهر المناخية بوجه خاص،‏ ذلك أن بعضاً‏ منها يدخل ببساطة في إطارما يسمى بنظرية الفوضى.‏ وبصورة عامة،‏ ثمة تقلبات علمية كشيرة ومتنوعة تشوب دقةالنماذج وصدقيتها.‏ فالمناخ،‏ في الواقع،‏ هو نتيجة العمليات التي تحدش في الوقت نفسه فيجميع البيئات الهية،‏ والمهيطات،‏ والغلاف الجوي،‏ والتربة،‏ والجليد...‏ تتفاعل هذه الظواهرالمختلفة في ما بينها أثناء تحركها لتسبب بذلك ما يسمى بالآثار المرتدة.‏يصعب قياس‏ الآثار المرتدة هذه،‏ إذ إن بعضها يكون سلبياً‏ ويعارض‏ تطور النظام.‏ وبالتالي،‏عندما يرتفع ثاني أكسيد الكربون ودرجة الهرارة،‏ يتفاعل الغطاء النباتي بتسارع نموه ‏(في


معجمنظرية الفوضى:‏نظرية تهتم بالظواهر‏«غير الخطية»،‏ حيشإن حدوش تغييرمتناهي الصغرفي الهالة الأولية،‏يهول جذرياً‏ الهالةالنهاءية.‏ إن وضعمعادلة لمشل هذهالظواهر هو بالطبعإشكالية كبيرة.‏غضون قرن،‏ تسارعت إنتاجية الغابات بنسبة % 30 في المناطقالمعتدلة)،‏ ويخزن بذلك المزيد من الكربون ويبطئ عملية الاحترارالعالمي.‏ أما عندما ترتفع درجة حرارة المهيطات،‏ يهدش أمر معاكس؛إذ تنخفض‏ كمية ثاني أكسيد الكربون المذابة وفق قانون أساسي فيالفيزياء،‏ وفي المقابل يسرّع ثاني أكسيد الكربون المنبعش من ارتفاعدرجة الهرارة،‏ ما يولد أثراً‏ مرتداً‏ إيجابياً...‏ وهناك العشرات من الآثارالمرتدة المهتملة،‏ غالباً‏ ما يشكل أخذها بعين الاعتبار مشكلة بهدذاته.‏غيوم وهباءات جويةتشكل الغيوم مصدراً‏ آخر للتقلبات.‏ فنهن نعرف حق المعرفة أن بخارالماء يعد مصدراً‏ قوياً‏ لغازات الدفيئة،‏ لذا يوءدي الاحترار الناتج إلى توليد آثار مرتدة إيجابيةكبيرة طالما أنه،‏ بزيادة التبخر،‏ يزيد من كمية بخار الماء في الهواء.‏ لكن الواقع أن بخارالماء هذا يشكل غيوماً‏ بسرعة،‏ فتختلف التأثيرات عندءذ وتتنوع.‏ لتبسيط الأمور،‏ فإن الغيومالرقيقة والمرتفعة ‏(من نوع الطخرور (Cirrus تسمه بمرور نسبة كبيرة من ضوء الشمس‏وتحصر في الوقت نفسه الأشعة تحت الهمراء المنعكسة من الأرض.‏ لهذه الغيوم إذاً‏ إسهامواضه في رفع درجات الهرارة.‏ في المقابل،‏ تعكس‏ السهب المنخفضة والكشيفة معظم ضوءالشمس،‏ فتولد تأثيراً‏ معاكساً.‏ لكن دينامية هذه السهب - المعقدة في حد ذاتها - تعتمدأيضاً‏ على عوامل محلية مقياسها أصغر بكشير من خلايا النماذج...‏ كذلك يواجه العلماءمشاكل مماثلة مع ما يسمى الهباءات الجوية ،(aérosols) أي قطرات الماء أو الغبار المعلقةفي الجو،‏ والتي ازدادت بشكل مطّ‏ رد منذ بداية العصر الصناعي.‏ هنا أيضاً،‏ تميل الهباءاتالجوية الداكنة ‏(مشل السخام)‏ إلى امتصاص‏ المزيد من الهرارة،‏ في حين تقوم الهباءات الأفتهلوناً‏ ‏(مشل الكبريتات)‏ بمفعولالعاكس‏ للهرارة.‏ والأسوأ‏ من ذلكأن الهباءات الجوية توءثر بشكلغير مضبوط في تشكيل الغيوم،‏وذلك من خلال توفيرها نوىالتكشف لبخار الماء.‏كائنات حية لايمكن توقع وجودهايصعب توقع ردود فعل الكاءناتالهية إزاء الاحترار،‏ وتالياً‏ فإنهيصعب نمذجتها.‏ في الواقع،‏تخزن هذه الكاءنات كمياتتسمح القواقع الجريية التي ينتجها بعض الكائنات الحيةالدقيقة البحرية بتخزين كميات كبرية من الكربون في المحيطات،‏غري أن تطور هذه العملية يبقى غري واضح.‏توقع المناخ27


مفاجأة سعيدة؟نظراً‏ إلى تشعب هذا الموضوع وتعقيده،‏ يميلالبعض‏ إلى وضع آمالهم في بعض‏ العملياتالفيزياءية غير المتوقعة التي قد تنشأ‏ فجأة،‏فتجنبنا حالة الاحترار المناخي التي أعلنعنها الخبراء.‏ لكن التطور المتوازي تقريباً‏لدرجة الهرارة وتركيزات ثاني أكسيد الكربونCH 4 في الغلاف الجوي،‏ والذي كشفت عنهوالمجلة Nature في عام 1999، يطعن في هذاالأمل.‏ في الواقع،‏ يبينّ‏ منهنى الرسم البياني أنهفي خلال ال 450000 سنة الماضية،‏ لم تنفصلدرجة الهرارة قط عن تركيزات غازات الدفيئة!‏مع ذلك،‏ لا يمكن نظرياً‏ استبعاد مفاجأة،‏خصوصاً‏ ونهن نشهد الآن على مستوى لشانيأكسيد الكربون لا سابق له.‏ والمفاجأة،‏ من حيشالتعريف،‏ عادة ما تكون جيدة بقدر ما قد تكونسيئة،‏ لكن في هذه الهالة،‏ فإن احتمالات أنتكون المفاجأة سيئة سوف تتغلب إذا لم نخفض‏انبعاثاتنا.‏28ضخمة من الكربون وتطلقها،‏ لا سيما فيالمهيطات،‏ من خلال العوالق البهرية.‏ فتشكلالطهالب الأحادية الخلية ‏(الدياتومات)‏ قواقعمن الكربون،‏ تسقط إلى قاع المياه عندما تموتالطهالب.‏ يوءدي هذا الأمر إلى ‏«هطول»‏ كمية كبيرة من الكربون من السطه إلى أعماق البهارحيش يتراكم هناك.‏ لكن،‏ قد تُستبدل الدياتومات التي لا تتهمل الاحترار بطهالب أخرى أقلتصديراً‏ للكربون.‏ هذا التطور،‏ إذا تأكد،‏ يوءدي إلى عواقب وآثار خطيرة.‏ في المقابل،‏ هناكالعديد من العمليات المماثلة يتطلب توقعها تطورات معينة.‏قلق حول الميثانعنصر مناخي آخر يشكل مشكلة لمصممي النماذج ألا وهو الميشان،‏ أحد غازات الدفيئة الأكثرفعالية من ثاني أكسيد الكربون،‏ على الرغم من أنه يبقى في الغلاف الجوي وقتاً‏ أقل بكشير.‏يسمى الميشان في بعض‏ الأحيان ‏«غاز التهل ُّل»،‏ لأنه صادر عن بكتيريا تسبب تحلل الموادالعضوية في ظل الظروف اللاهواءية،‏ أي في غياب الأوكسيجين.‏ إن هذه البكتيريا موجودة،‏خصوصاً‏ في الجهاز الهضمي للهيوانات آكلة الأعشاب،‏ وأيضاً‏ في جميع الأراضي الرطبةوالمستنقعات في العالم أجمع ‏(وتحديداً‏ في حقول الأرز).‏ لكن عند ازدياد نسبة هطول الأمطارنتيجة ارتفاع درجات الهرارة،‏ لا يُستبعد زيادة انبعاثات غاز الميشان أيضاً‏ بطريقة تلقاءية.‏


يكمن جزء أساسي من مناخالمستقبل في التربة الصقيعية التيتحتل سهول التندرا الجليديةالشاسعة في القطب الشاملي.‏إضافة إلى ذلك،‏ تبدأ‏ الأرض‏ المتجمدة في أقصى الشمال ‏(بما في ذلك كندا وسيبيريا)‏في الذوبان بسبب ارتفاع درجات الهرارة.‏ فيسبب ذوبان جليد التربة العميقة في البدايةمستنقعات ضخمة منتِجة للميشان بكميات هاءلة.‏ من الممكن بعدها أن يستقر هذا الإنتاجالكشيف أو حتى أن يتوقف إذا نبتت الغابات في هذه المناطق...‏ لكننا لا نعرف بأية وتيرة،‏ولا ما إذا كانت هذه الهالة قابلة للتعميم.‏ وقد يستغرق الأمر بضع سنوات قبل تحويل هذهالظواهر بشكل صهيه إلى نماذج.‏وتبقى الحجج والاستنتاجات صالحةإن وجود صعوبة ما في وضع معادلات كمية لعمليات معينة لا يُعيب بالضرورة النماذجالقاءمة.‏ فمن الممكن ربما إهمال الظواهر غير الموءكدة أو تمشيلها بتقديرات تقريبية،‏ دونأن يوءثر ذلك في صهة النموذج الكلي.‏ خلاصة القول أنه على الرغم من صعوبة تحديدهبالأرقام،‏ فإن الاحترار العالمي المقبل الناتج عن تأثير الأنشطة البشرية يُعد حقيقة محتومةلدى الأوساط العلمية.‏توقع المناخ29


لنتصرف ... وحالاً‏إن معلوماتنا المناخية الناقصة لا تحكم علينا بالشلل،‏ إذ إن هناكتوجهات مشبتة وموءكدة كافية للتصرف حالاً‏ فيما تستمر الأبهاش.‏إدارة فجوات المعرفةهل يمكن أن نكون فعلاً‏ متأكدين من ارتفاع درجة حرارة المناخ إذا كانت النماذج غيركاملة،‏ وإذا كان المناخ معقداً‏ ‏(حقيقة توءكدها شبه استهالة توقع الطقس‏ لأكثر من 7 أيام!)،‏وإذا كنا نكتشف بشكل دوري ظواهر جديدة؟ وهل ثمة ما يبرر إجراء تغييرات موءلمة فيطريقة حياتنا على أساس‏ معرفة ناقصة وغير مكتملة؟ هل باستطاعتنا بناء قرارات خطيرةعلى أساس‏ علم غير كامل؟ إن جميع هذه الأسئلة أساسية جداً‏ بالنسبة إلى مستقبلنا.‏ ففيالقضايا البيئية،‏ يغدو الشك العلمي الهجة الأساسية لأنصار الوضع الراهن،‏ سواء كانوا منالأفراد أو الموءسسات التجارية أو الهكومات.‏ ومع ذلك،‏ فإن هذه الهجة غير مقبولة بشكلقاطع وواضه لأنه أولاً،‏ يُجمع المجتمع العلمي تقريباً‏ على توقع ارتفاع في درجة الهرارةيطال الكوكب بأكمله.‏ في الواقع،‏ إن أياً‏ من النماذج المناخية العالمية الاثنين والعشرينالتي يأخذها المتخصصون حالياً‏ على محمل الجد،‏ يتوقع استقراراً‏ مناخياً.‏ بعبارة أخرى،‏فإن الخلافات ليست سوى على تواتر التغيرات المعلنة،‏ وحجمها،‏ وتوزعها في العالم.‏لكن هذا الإجماع لا يلقى داءماً‏ استقبالاً‏ حسناً‏ من الجمهور وذلك لسببين:‏ الأول هو طابعهالجديد نسبياً؛ ففي تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية لعام 1995، كان لا يزال الاحترارالعالمي يعتبر احتمالاً،‏ بينما في عام 2007 اعتُبر أنه ‏«ظاهرة لا لبس‏ فيها».‏ على الرغم منأن هيئات المجتمع العلمي اعتادت مواكبة أعمال بعضها بعضاً‏ ودمج التغيرات بسرعة،‏ إلاأن هذا الأمر لا ينطبق على وساءل الإعلام والسياسيين المسوءولين عن نقل هذه التغيراتوأخذها بعين الاعتبار.‏خلل وظيفي في وسائل اعلامأما السبب الشاني فينتج عن استفادة عدد من الأفراد ‏«المتشككين»‏ حول تغير المناخ من جمهورإعلامي،‏ لا علاقة له باختصاصهم العلمي،‏ وغير معترف بهم في أوساط الباحشين.‏ والأكثرشهرة منهم على الصعيد الدولي،‏ هو الدنماركي بيورن لومبورغ،‏ وهو خبير في الإحصاءوموءلف كتاب ‏«عالمِ‏ البيئة المتشكك»‏ sceptique) .(l’Ecologiste وقدباع لومبورغ،‏ في جميع أنهاء العالم،‏ ملايين النسخ من كتاب ينكرفيه ببساطة وجود الأزمة البيئية الهالية.‏ في الواقع،‏ لكل بلد في العالملومبورغ الوطني الخاص‏ به،‏ والذي لا يكون البتة عالم مناخ.‏ ويُعزى،‏بشكل رءيسي،‏ سبب حصول هوءلاء الموءلفين ‏(عددهم إلى انخفاض‏ حالياً)‏على جمهور واسع،‏ إلى خلل وظيفي في وساءل الإعلام.‏30معجمعلم البيئةعلم يدرس‏ علاقةالكاءنات الهية معمحيطها وعلاقتهافي ما بينها.‏


مشهد متثيلي ساخر ينفذه متظاهرون من منظامت غري حكومية من أجل المناخ،‏ يبني هيمنة الصراعالدائر بني حاجات هذا الكوكب والمجتمع الاستهلايك في العقود المقبلة.‏في الواقع،‏ يرتاه العديد من الصهافيين،‏ الذين لديهم اطلاع محدود في موضوع المناخ،‏ أكثرإذا ما عرضوا وجهتي نظر متضاربتين؛ إذ يرون في ذلك وسيلة تبعد عنهم أي لوم أو عتاب بأنأنصار هذه النظرية أو تلك قد تلاعبوا بهم.‏ وعلى الرغم من تراجع اهتمام وساءل الإعلام اليوم‏«بالمتشككين»،‏ إلا أنهم ما زالوا يهصلون على اهتمام أكثر إيجابية من الذي يقد َّم إلى العلماء.‏بالتالي،‏ كشفت دراسة أنه من بين ما يقارب ألف مقالة حديشة نشرت في مجلات علمية،‏ ما منمقالة تناقش‏ واقع ظاهرة الاحتباس‏ الهراري الناتج عن أعمال الإنسان!‏تقاعس لا يمكن الدفاع عنهيتفق العلماء بالإجماع،‏ فضلاً‏ عن حتمية التغير المناخي نهو مزيد من الاحترار،‏ علىنقطتين مهمتين:‏ الأولى هي أن العنصر البشري حاسم في التغير القادم،‏ على الرغم منأن النسبة الدقيقة لإسهامه في هذا التأثير لا تزال موضع نقاش.‏ والشانية أنهم اتفقوا أيضاً‏على أن الاحترار سيختلف في المستقبل تبعاً‏ لانبعاثات غازات الدفيئة التي ننتجها،‏ حيشإن الانبعاثات الإضافية ستُهدش تغييراً‏ أسرع وأعظم ويستمر لفترة أطول.‏ إذاً،‏ أمامنا أدلةكافية للبدء بالعمل والتصرف،‏ على الرغم من الشكوك التي لا يفكر أحد في أن ينكرها.‏توقع المناخ31


بدأت صورة مناخ الغد تتظهّ‏ ر نتيجةتصميم النماذج.‏ طبعاً،‏ لا تزال الصورةضبابية تتخللها مناطق رمادية،‏ غير أنملامح توجهات قوية أخذت تتوضح.‏سيشهد العالم ارتفاعاً‏ في درجاتالحرارة،‏ خصوصاً‏ على اليابسة؛ والمزيدمن هطول امطار الموزعة بشكل غيرمتساو؛ والعديد من الحوادث الشديدة مثلالجفاف والفيضانات وموجات البرد أو الحر،‏والعواصف.‏ إضافة إلى ذلك،‏ لا يمكننااستبعاد أنه بتجاوزنا حدوداً‏ غير مرئية،‏ قدنسبب تسارعاً‏ مفاجئاً‏ للعمليات المناخيةالنشطة حالياً،‏ والتي سيكون من الصعبالتكيف معها.‏الجزء المريئ من تلوث الغلاف الجوي ‏(هنا في الصورة لوسأنجلس)‏ يبقى قليلاً‏ في الجو،‏ إذ إنه سيغسل مع أول هطولللمطر.‏ في المقابل،‏ فإن انبعاثات غازات الدفيئة،‏ غري المرئية،‏تبقى لعقود بل لقرون عدة في الجو.‏


ارتفاع درجات الحرارةلن يكون ارتفاع درجة حرارة العالم،‏ بمدىً‏ لا يزال غير موءكد،‏ منتظماً‏ .سوف يتغير تبعاً‏ للموقع،‏ والفصول،‏ ولعوامل أخرى باتت معروفة جي ادً‏الآن.‏تغير الحقبة المناخيةسيراوه ارتفاع درجات الهرارة العالمية الذي أعلنه تقرير اللجنة الدولية للتغيرات المناخية،‏في أفق عام 2100، ما بين 1.1 و 6.4 درجة مئوية (3 درجات مئوية هي الأكثر احتمالاً)‏مقارنة بتسعينيات القرن الماضي،‏ علماً‏ أن هذه الزيادة قد وصلت إلى 0.6 درجة مئويةخلال القرن العشرين.‏ قد تبدو هذه الأرقام منخفضة للقارئ الذي لا يعلم كشيراً‏ حول هذاالموضوع.‏ ولكن للمقارنة،‏ فلنتذكر أنه خلال العصر الجليدي الأخير،‏ أي منذ نهو 18000سنة،‏ كان المناخ أكثر برودة بنسبة 5 درجات مئوية فقط مما هو عليه اليوم.‏ ولكن،‏ فيتلك الهقبة،‏ كانت الصفاءه الجليدية تصل إلى بلجيكا،‏ وكانت أوروبا مغطاة بسهوب باردةتبلغ البهر الأبيض‏ المتوسط وتجتازها قطعان الرنة.‏ إذاً،‏ هو بالفعل تغير حقيقي للهقبةالمناخية تعلنه أرقام اللجنة الدولية للتغيرات المناخية للقرن القادم.‏تأثيرات متباينةتتعلق هذه الأرقام بمتوسط درجة حرارة العالم الذي يسجل حالياً‏ نهو 15 درجة مئوية.‏ لكنلن يكون الارتفاع المعلن عنه موزعاً‏ بالتساوي،‏ وبالتالي سيتجلى بمظاهر محلية متنوعةومختلفة.‏ ستسخن اليابسة بشكل أسرع من المهيطات التي تتمتع بخمول حراري أعلىبكشير.‏ إلا أن المهيطات ستسخن الغلافالجوي ما إن ترتفع درجة حرارتها،‏ حتىلو ندرت انبعاثات غازات الدفيئة في هذهالأثناء في الهواء!‏ ستسخن خطوط العرض‏العالية أسرع من المناطق المدارية،‏وسترتفع درجة الهرارة في القطبين أكثرمن سواهما من المناطق.‏ كما أن ظاهرةالاحتباس‏ الهراري الطبيعي ستنخفض‏ فيالمناطق الباردة نظراً‏ إلى قلة بخار الماءهناك.‏ إذاً،‏ إن لظاهرة الدفيئة التي يسببهانلاحظ تراجعاً‏ عالمياً‏ وسريعاً‏ للأنهار الجليدية ناجامً‏عن الاحترار على الرغم من بعض الاستثناءات،‏ وهذا يعنيألاسكا ‏(في الصورة)‏ كام جبال الألب أو جبال الهياملايا.‏34الإنسان نتاءج أكبر بكشير،‏ لأن الإنسانيساهم في تسخين منطقة جغرافية قلماتكون معنية بهذه الظاهرة.‏


تطور درجة الحرارة في نصف الكرة الشمالي1.00.50.0الخط المرجعي ‏(الفترة 1990-1961)-0.5متوسط درجات الحرارة في نصف الكرة الشاملي وقد أعيد تشكيله اعتباراً‏ من عام 1000 من خلال معطياتمختلفة ‏(حلقات جذوع الأشجار والكتل الجليدية والحوادث التاريخية)،‏ ويغطي الفترة الممتدة بني 1000 و‎1980‎‏،‏والتي استكملت من خلال قياسات مباشرة للفترة 1999-1902. إن الزيادة السريعة منذ عام 1900 واضحة جداً.‏احترار مرشح للبقاء طويلاً‏يمكننا أن نتوقع زيادات من 3 إلى 5 درجات مئوية في أوروبا وأمريكا الشمالية،‏ ومن 2 إلى 4درجات مئوية في أمريكا الجنوبية وأفريقياوآسيا وأستراليا.‏ قد نشهد على مستوياتمماثلة لدرجة حرارة صيف عام 2003 التيقتلت 30000 شخص‏ في أوروبا،‏ تتكرر كل3 سنوات كمعدل من الآن حتى حلول عام2070، وقد تبلغ حداً‏ أقل من المتوسط في عام2100. أما المناطق الشمالية من سيبيرياوكندا،‏ فقد ترتفع الهرارة فيها إلى 10 درجاتمئوية،‏ وهذا ارتفاع جد هاءل.‏ تجدر الإشارةإلى أنه إذا كانت توقعات العلماء غالباً‏ ماتنتهي في عام 2100، فالاحترار العالمي،‏نفسه،‏ سوف يستمر ‏(نذكّ‏ ر بأن مدة حياة ثانيأكسيد الكربون في الغلاف الجوي تقاربقرنين من الزمان).‏ يجب أن تراوه الزيادة فيالقرن الشاني والعشرين بين 50 و‎90‎ % مماهي عليه في القرن الهادي والعشرين.‏-1.010001200 1400 1600 1800 2000سيناريوهات متعددةقد نستغرب الفارق المناخي الكبير ‏(من 1.4إلى 5.8 درجات مئوية)‏ الذي قدمته اللجنةالدولية للتغيرات المناخية.‏ في الواقع،‏ يكمنالشك بالنسبة إلى الكشيرين في الخيارات التيستأخذها الإنسانية.‏ ففي محاولة لاستكشافالنتاءج المترتبة عن هذه الخيارات،‏ بنى مصمموالنماذج أربعين سيناريو،‏ مقسمة الى أربع فئاترءيسية.‏ وكانوا في كل سيناريو يغيرون سكانالعالم،‏ أو انتشار الغابات،‏ أو عدد محطاتالطاقة النووية،‏ أو الجهود المبذولة للهد منالانبعاثات،‏ أو النمو...‏ إلخ.‏ تستند السيناريوهاتالأكثر ملاءمة إلى افتراض‏ يقوم على اقتصادينتج نسبة كربون أقل وعدد سكان مضبوط،‏في حين أن السيناريوهات الأكثر كارثية تتخيلمجرد امتداد للاتجاهات الهالية...‏أي مناخ للغد؟35


المتساقطاتيزيد ارتفاع درجة الهرارة من ظاهرة التبخر،‏ ويولد بذلك المزيد منالمتساقطات مع تغيير توزعها،‏ وربما تعزيز التباينات الهالية ...مزيد من امطار ... في المدى المتوسطيبدو أن توقع تطور هطول الأمطار أكثر صعوبة من توقع درجات الهرارة،‏ لأن الاختلافاتبين النماذج أقوى بكشير في ما يختص‏ بالأمطار.‏ وهذا أمر موءسف،‏ لأن مستوى هطولالأمطار يوءثر على نهو بالغ في المجتمعات البشرية،‏ أكثر من تأثير درجات الهرارة:‏ فكميةالأمطار تحدد الإنتاج الزراعي،‏ وكمية مياه الشرب،‏ ومستوى مخاطر مختلفة ‏(كالفيضانات،‏وحراءق الغابات والتأكل وانجراف التربة...).‏عموماً،‏ يفترض‏ بالدورة الماءية أن تزداد بسبب ارتفاع درجات الهرارة الذي يسبب المزيدمن التبخر...‏ أي كمية إضافية من الأمطار،‏ وليس‏ المزيد من الهرارة والجفاف كما كانيُعتقد سابقاً.‏ وتتوقع النماذج زيادة في هطول الأمطار بنسبة تقارب % 3 لكل درجة مئويةمن الاحترار.‏ لكن توزع الأمطار سيتطور في المكان وفي الزمان على حد سواء،‏ ما سيدفعالمجتمعات البشرية إلى التكيف مع هذا الوضع المكلف حتماً.‏36تعتمد الزراعة في جزء كبري من الولايات المتحدة ‏(مبا في ذلك المبني أعلاه في ولاية تكساس)‏ على طبقةمياه جوفية أحفورية ضخمة،‏ قد تجف في نهاية المطاف وتجعل أغنى بلد في العامل حساساً‏ إزاء أي نقصمحتمل في هطول الأمطار.‏


تفاقم التبايناتستكون المتساقطات من الأمطار أكثر وفرة فيالمناطق التي تقع على خط عرض‏ 60 درجةشمالاً‏ ‏(أي في أقصى شمال أوروبا والقارةالأمريكية)،‏ كما أن سقوط الأمطار الصيفية علىجنوب آسيا ‏(الأمطار الموسمية)‏ سيزداد أيضاً.‏ فيالمقابل،‏ سنشهد جفافاً‏ واضهاً‏ في فصل الصيففي منطقة البهر الأبيض‏ المتوسط،‏ بما في ذلكإسبانيا،‏ والبرتغال،‏ وإيطاليا،‏ وجنوب فرنسا،‏ومنطقة البلقان.‏ كذلك ستجف أستراليا،‏ كما الجزءالداخلي من القارات الكبرى وجنوب أفريقيا،‏ علىالرغم من أن ذلك يخضع لقدر أكبر من الشك.‏ لكن،‏إن فيضانات شهر آب 2002 التي شهدتهاأوروبا ‏(هنا في ألمانيا)،‏ والتي لا ميكن أن تعزىبشكل مؤكد إلى ظاهرة الاحتباس الحراري،‏تتوافق على أي حال مع توقعات علامء المناخ.‏إن صهت كل هذه الظواهر،‏ على الرغم من التضارب الهاصل في التوقعات،‏ فنهن متجهوننهو وضع سيفاقم إلى حد كبير التفاوت في هطول الأمطار على هذا الكوكب،‏ ما يجعل المناطقالجافة أكثر جفافاً‏ في حين أن المناطق المروية مسبقاً‏ ستكسب المزيد من المياه ...توزعات موسمية غير واضحة حتى انعلى أي حال،‏ يبدو أن معطيات التطور الأخير لهطول الأمطار توءكد تماماً‏ هذه التوجهات.‏فلقد شهد القرن العشرين انخفاض‏ نسبة الأمطار في بلدان البهر الأبيض‏ المتوسط والمناطقتوازنات كبيرة مضطربةهناك العديد من الأحداش المناخية التي تحدش علىنطاق واسع وتنتج عن توازنات متغيرة بشكل أوبآخر.‏ والأشهر من بينها هو النينيو،‏ الذي يتسبببشكل دوري بهطول كميات أمطار تفوق المعتاد فيالإكوادور والبيرو،‏ مترافقاً‏ مع حالة من الجفاف فيإندونيسيا وأستراليا.‏ أما الرياه الموسمية الآسيوية،‏فهي تستجلب كميات هاءلة من الأمطار كل عام فيالوقت عينه،‏ ولكن مع تفاوت في الكمية بين سنةوأخرى.‏ يوءثر تقلب شمال الأطلسي،‏ وهي حركة دوريةلهواء المهيط،‏ في شتاء أوروبا الشمالية الغربية.‏ويعتقد الباحشون أن ظاهرة الاحتباس‏ الهراري قدتحرك هذه التوازنات،‏ فتغير مشلاً‏ تواتر هذه الظواهرأو حجمها؛ فظاهرة النينيو مشلاً‏ تزداد أكثر فأكثر منذعام 1970، ويتكرر حدوثها في مدة أقل..‏المدارية،‏ في حين تلقت بلدان شمالأوروبا وأمريكا مزيداً‏ من الأمطار...‏على الرغم من ذلك،‏ فإن الصورةالتي تظهر حالياً‏ لا تزال غامضةالى حد ما،‏ ذلك أن البيانات الخاصةبالتوزع السنوي لهطول الأمطارهي بيانات حديشة.‏ لكن من المهمأن نعرف ما إذا كان نقص‏ المطرقد حصل في الصيف،‏ عندما تكوندرجات الهرارة مرتفعة ويكونالمطر العنصر الأهم بالنسبة إلىالغطاء النباتي،‏ أو في فصل الشتاءحيش تكون بضعة مليمترات سنوياً‏غير كافية ولا نتيجة لها.‏أي مناخ للغد؟ 37


نحو ظواهر مناخية أكثر حدة؟يمكن أن تصبه الظواهر المناخية الأكثر حدة أكثر تواتراً‏ في ظل جو أكثراضطراباً‏ عالمياً‏ . لكن يبدو أن التوقع صعب في هذا المجال.‏ابتعاد أكثر عن المعدليُعد تزايد عدد الظواهر المناخية الأكثر حدة،‏ من النتاءج المهتملة والمقلقة لظاهرة الاحتباس‏الهراري.‏ إذا ارتفعت درجة الهرارة في منطقة ما بنسبة درجتين مئويتين،‏ أو إذا زاد سقوطالأمطار فيها بنسبة %، 10 يزداد تلقاءياً‏ عدد موجات القيظ ‏(الهر)‏ أو الأمطار الغزيرة،‏ مرهقةً‏بذلك البشر والنظم الإيكولوجية.‏ لكن،‏ وإضافة إلى ذلك،‏ تشير جميع النماذج تقريباً‏ إلى أن الأمرسيزداد سوءاً‏ من خلال أكبر عدد من الانهرافات عن المعدل،‏ أي من خلال هذه الهوادش القويةللغاية.‏ في الواقع،‏ قد يجعل الاحترار الغلاف الجوي أكثر اضطراباً،‏ منخلال إدخال المزيد من الطاقة فيه،‏ وفق آلية شبيهة بتلك التي تسرّعحركة ساءل مسخن في قدر.‏38معجمقياس‏ هطول الأمطار:‏توزع الأمطار فيالمكان والزمان.‏حالات جفاف وفيضاناتتتركز التغيرات الكبيرة في نسب هطول الأمطار تحديداً.‏ في الواقع،‏ سيسبب ارتفاع درجاتالهرارة المزيد من العواصف والأمطار الغزيرة.‏ فلقد احتسب نموذج أسترالي،‏ من خلالافتراض‏ مضاعفة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ‏(المتوقع في نهو عام 2070)،أنه عند خط عرض‏ 40 درجة شمالاً،‏ سيتضاعف على أقل تقدير عدد أيام الأمطار الغزيرة ‏(معأكثر من 25 ملم)‏ ، بينما سينخفض‏ عدد الأيام الممطرة بأقل من 12.8 ملم.‏ وسوف تُقسم،‏ فيأوروبا الوسطى،‏ وتيرة عودة هطول الأمطار الغزيرة على 5 ‏(بعبارة أخرى،‏ إن الأمطار التيتحدش حالياً‏ كل 50 عاماً‏ في المتوسط،‏ ستلاحظ كل 10 سنوات).‏ ولقد تم الهصول على نتيجةمماثلة بناء على دراسة أخرى لمعظم أحواض‏ الأنهار الكبرى في العالم!‏وتشير دراسات أخرى إلى أن الانخفاض‏ في نسبة الأمطار سيكون من خلال ازدياد عددالأيام الخالية من المطر،‏ وذلك في مناطق كشيرة مشل جنوب أوروبا،‏ حيش سينخفض‏ هطولالأمطار الصيفية بنسبة %، 20 الأمر الذي يجمع،‏ إلى جانب الارتفاع في درجة الهرارة،‏ كلالمقومات لإحداش حالات جفاف شديد.‏نحو عواصف أكثر قوة؟تجهد النماذج لتمشيل العواصف المدارية،‏ أي الأعاصير،‏ إذ إنها تتشكل في مساحات أصغربكشير من خلايا النماذج الهالية.‏ من حيش المبدأ،‏ تتناسب طاقة هذه الهوادش مباشرةً‏ معكمية المياه التي تبخرت،‏ أي أنها ترتبط ارتباطاً‏ وثيقاً‏ بدرجة حرارة الهواء والمهيطات.‏ونهن نعلم،‏ على وجه الخصوص،‏ أن على حرارة مياه البهر أن تصل إلى 27 درجة مئوية


قبل أن يظهر أي إعصار.‏ بالتالي،‏ ستشهد المنطقة المناسبة لهذه الظاهرة توسعاً‏ واضهاً،‏إلا أن تشكل الأعاصير يعتمد أيضاً‏ على ظروف مناخية عامة لا يزال ترددها المقبل خارجالتوقع.‏ فالسنوات الخمسون الماضية،‏ مشلاً،‏ لا يبدو أنها شهدت زيادة في عدد الأعاصير،‏على الرغم من الارتفاع الملهوظ لدرجات الهرارة.‏مع ذلك،‏ يعتقد العلماء أنه من المفترض‏ أن تزيد سرعة الرياه في ذروة الإعصار بنسبة 5 إلى% 10 في حال مضاعفة الكربون في الغلاف الجوي،‏ وكشافة سقوط الأمطار بين 20 و‎30‎ %،ما يشير بالتالي إلى أضرار محتملة عالية جداً،‏ ذلك لأن العلاقة بين الأضرار وسرعة الرياهليست خطية بل لوغاريتمية.‏ يتوقع أيضاً‏ مزيد من العواصف المتكررة في خطوط العرض‏المتوسطة،‏ خصوصاً‏ على السواحل،‏ كما يهدش في المهيط الأطلسي.‏ وقد تستخدم،‏ هنا أيضاً،‏الطاقة الكامنة الناتجة من زيادة التبخر كمهرك.‏ فضلاً‏ عن ذلك،‏ سيزداد حتماً‏ الفارق فيدرجة الهرارة بين محيط درجة حرارته مستقرة تقريباً‏ ويابسة تعاني من ارتفاع سريعلدرجة الهرارة فيها...‏ حيش إن هذه الفجوة الهرارية هي التي تسبب العواصف الممطرة.‏من المتوقع أن تزداد الطاقة الهائلة المختزنة في الأعاصري المدارية ‏(هنا في الصورة إعصار ‏«ليندا»‏ قبالةولاية كاليفورنيا في عام 1997) كنتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري.‏أي مناخ للغد؟ 39


اترً‏ارتفاع منسوب المياهسيرتفع من دون شك مستوى مياه البهار بمقدار خمسين سنتيمبهلول نهاية القرن...‏ وقد يبلغ ارتفاعاً‏ أكبر من ذلك بكشير إذا ما تفككتالكتل الجليدية القطبية.‏جمود كبير في الكتل الجليدية والمحيطاتقبل 18000 سنة،‏ كان مستوى محيطات العالم،‏ عندما وصل العصر الجليدي الأخير إلى ذروته،‏120 متراً‏ تحت مستواه الهالي؛ فلم تكن إنجلترا،‏ على سبيل المشال،‏ جزيرة!‏ في الواقع،‏ هناكعلاقة وثيقة بين درجة حرارة العالم ومستوى سطه البهر،‏ ويرجع ذلك إلى ظاهرتين:‏ الأولى هيأن الهرارة توسع نطاق المياه لكونها تتمدد،‏ حيش إن هذا التأثير الهراري المباشر هو المسوءولعن جزء كبير من الزيادة الملهوظة حتى الآن ‏(نهو 15 سم خلال القرن الماضي)،‏ وهو مسوءولأيضاً‏ عن الارتفاع الذي سيلاحَ‏ ظ في العقود القادمة ‏(زيادة بنهو 50 سم في أفق عام 2100).أما الظاهرة الشانية فهي ذوبان الجليد،‏ وبخاصة الصفاءه الجليدية القارية،‏ وهنا لا يجب الخلطبين الصفاءه الجليدية والجليد البهري،‏ الذي يتكون من شراءه جليدية عاءمة لا تتجاوز سماكتهاارتفاع مستوى البحار+20+100-10-201993 1995 1997 1999 2001 2003 2005فيجيكريبايتمارشالناوروسليامنسامواتونغاتوفالوڤانواتو40طوكيوشانغهايهونغ كونغأستراليابالمليمترروتردامأوراسيالندننيويوركالاسكندرية الرأسالأخضر باهاماسداكادكاربومباي أفريقيا لاغوس جزر الأنتيلالصغرى*‏بانكوكساوتومي أمريكاوبرينسيبي الجنوبيةريو دي جانريوسيشيلجكارتا بوينس أيريسموريسجزر أو أرخبيلات مهددة من ارتفاعمنسوب البحارمدن كبرى مهددة من ارتفاع منسوبالبحارسواحل مهددةمن ارتفاعمنسوب المياهأمريكاالشامليةنيوأورليانزمياميجاميكا(*) أنيتغوا وبربودا،‏سانت كيتسونيڤيس،‏ غوادالويب،‏دومينيك،‏ غرانادا،‏ترينيتي وتوباغوقد يؤثر كثرياً‏ ارتفاع مستوى المحيطات،‏ الذي تم قياسه بواسطة القمر الصناعي ‏(مقارنة مبتوسط2004/1993)، في المدن الساحلية العديدة والمزدحمة بالسكان،‏ وفي الجزر،‏ وفي السواحل الضحلة ‏(الدلتا)‏ أوالسواحل المعرضة للتآكل ‏(الجروف،‏ الشواطئ...).‏


ثلاثة أمتار.‏ لا يوءثر ذوبان هذه الشراءه في مستوىسطه البهر،‏ إذ إنه مشل مكعب الشلج المغمور فيكوب من الماء،‏ لا يزيد من مستوى المياه وهو يذوبلأنه بهجمه الخاص‏ يكون قد أزاه كمية من المياهتساويه وهو يعوم.‏ وتجدر الإشارة إلى أن الجليدالبهري في القطب الشمالي قد فقد في قرن واحدنسبة % 15 من مساحته و‎40‎ % من سماكته.‏ فيالمقابل،‏ يتكون الغطاء الجليدي القاري من الجليدالمتراكم على اليابسة ‏(غرينلاند والقارة القطبيةالجنوبية بشكل أساسي)،‏ بهيش تصل سماكته إلى عدة كيلومترات.‏ هذا الغطاء يهبس‏ إذاً‏ كمياتضخمة من المياه قد ترفع،‏ نظرياً،‏ مستوى البهر إلى عشرات الأمتار إذا ما أفرج عنها.‏ لكن يبدوأنه منذ خمس‏ سنوات،‏ وفي أماكن متفرقة،‏ تنزلق كتل ضخمة وعملاقة من الجليد وبسرعة متزايدةباتجاه البهر،‏ وهي ظاهرةً‏ لا تزال غير مفهومة جيداً،‏ إذ قد تكون تقلبات دورية طبيعية.‏ ولكن إنثبتت صهة هذه الوقاءع،‏ أو حتى إذا تسارعت كما يتوقع بعض‏ العلماء،‏ فقد يرتفع منسوب البهارإلى عدة أمتار خلال القرن الهادي والعشرين،‏ ما قد يسبب أضراراً‏ كارثية.‏ماذا سيحصل على السواحل؟حتى لو بلغ الارتفاع 50 سم فقط،‏ فإنه لن يمر من دون عواقب.‏ في الواقع،‏ يعيش‏ نهو نصفالبشرية على ساحل بهر أو محيط.‏ بالتالي،‏ ستتضرر بشدة الدلتا المكتظة بالسكان مشلدلتا نهر الغاضج في بنغلادش‏ أو دلتا نهر النيل في مصر.‏ فارتفاع منسوب المياه لن يطردالملايين من سكان هذه الأراضي وحسب،‏ بل سيخفض‏ أيضاً‏ الإنتاج الزراعي المهلي علىنهو كبير،‏ والأكثر من ذلك،‏ ستتسرب المياه المالهة إلى المياه الجوفية متجاوزةً‏ المنطقةالتي غمرتها المياه.‏الجزر العادية والجزرالمرجانيةقد يتعرض‏ العديد من الجزر الصغيرةفي مختلف الأرخبيلات ‏(جزر المالديففي المهيط الهندي أو مارشال فيالمهيط الهادئ)‏ للخطر،‏ بفعل ارتفاعمستوى سطه البهر حتى لو كانارتفاعاً‏ متواضعاً.‏ في ما يتعلقبالجزر المرجانية،‏ يعتقد العلماء أنهاستنجه بالتكيف من خلال نموهاالخاص،‏ مع ارتفاع منسوب المياه إذاكان لا يتجاوز 50 سم في القرن.‏ ولكنيبدأ‏ الشك عند تجاوز هذا المعدل.‏تشكل جزيرة فونغافال،‏ عاصمة أرخبيلتوفالو (11000 نسمة)،‏ واحدة من الأراضي التيستختفي أولاً‏ نتيجة الاحترار العالمي.‏أخيراً،‏ فإن الأضرار الناتجة عن العواصف البهريةوالفيضانات التي تنشأ‏ عنها،‏ قد تتفاقم بشكل كبير إذاارتفع مستوى البهر،‏ وذلك حتى لو افترضنا أن شدتهاستبقى كما هي عليه.‏ لقد أظهرت دراسة حول ساحلهولندا أن المياه سوف تغمر الهواجز على الأرجه مرةواحدة كل 80 عاماً‏ بدلاً‏ من مرة واحدة كل 500 عام.‏وبينت دراسة أخرى،‏ بتمويل من بلدية نيويورك،‏ أنالفيضانات،‏ التي تعتبر مئوية حالياً‏ قد تعود في عام2080 كل أربع سنوات،‏ وذلك وفقاً‏ للسيناريو الأكثرتشاوءماً!‏ أما لناحية الأضرار على المستوى العالميفيتوقع بأن تكون تكلفتها ضخمة جداً‏ ؛ إذ إن 16 مدينةمن مدن العالم الكبرى العشرين تقع بمهاذاة البهر...‏أي مناخ للغد؟41


السيناريوهات الكارثيةيمكن للتغير التدريجي في المناخ،‏ الذي أشارت إليه اللجنة الدوليةللتغيرات المناخية للعقود القادمة،‏ أن يتسارع بشكل كبير بسبب ظواهرعديدة ومختلفة لا يزال تقييمها ضعيفاً‏ .نحو جموح في الة المناخية؟يجب أن توءخذ سيناريوهات اللجنة الدولية للتغيرات المناخية كوصف للمستقبل من خلالمعطيات الوضع الراهن،‏ أكثر من كونها توقعات حقيقية.‏ في الواقع،‏ لقد سبق وبلغنامعدلات من تركيز ثاني أكسيد الكربون غير مسبوقة منذ ما لا يقل عن مليون سنة.‏ ويجبعدم استبعاد المفاجآت والتقلبات لا سيما أن هناك عدداً‏ من ‏«السيناريوهات الكارثية»‏التي يمكن تصورها تماماً،‏ على الرغم من أن معلوماتنا الهالية لا تسمه لنا أن ننسب لهذهالسيناريوهات احتمالاً‏ معيناً،‏ إذ إن معظمها يستند إلى ظواهر ذات ‏«ذات أثر مرتد إيجابي»،‏أي على عمليات تزداد هي بنفسها سوءاً،‏ وبالتالي قادرة أن تولّد جموحاً‏ مناخياً‏ سريعاً‏وحاداً‏ بشكل تصعب معه أي إمكانية للتكيف.‏محيط مشبعمن الممكن كذلك،‏ وبعد اجتياز حد معين،‏ أن تتهول ‏«آبار الكربون»‏ الهالية – أي العملياتالتي تسهب ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي – إلى باعشات للكربون،‏ أو على الأقل،‏تتقلص‏ فاعليتها إلى حد كبير.‏ هذا هو حال المهيط،‏ على وجه الخصوص،‏ الذي يضطلعحالياً‏ بإزالة % 48 من الانبعاثات التي ينتجها الإنسان.‏في الواقع،‏ يمكن أن تساعد ظاهرة الاحتباس‏ الهراري في تقسيم المهيط إلى طبقات،‏ أيمعجمنظام بيئينظام يتألف من وسط‏(مدى حيوي)‏ وجميعالكاءنات الهيةالمعتمدة عليه.‏42تقلّص‏ عملية ‏«الخض»،‏ أو المبادلة بين مياهه السطهية ومياههالعميقة،‏ والتي تسمه بإبعاد ثاني أكسيد الكربون المذاب عن الغلافالجوي،‏ لذا فإن إعاقتها ستكون كارثية حتماً.‏ ولا ننسى ما يشير إليهعلم الفيزياء بأن المياه الأكثر دفئاً‏ تحتوي على كمية أقل من الغازالمذاب،‏ وهي قاعدة عامة تسري على غاز ثاني أكسيد الكربون ولايمكن تجاهلها.‏ تشير الدراسات إلى انخفاض‏ امتصاص‏ البهر لشانيأكسيد الكربون بنسبة % 6 على مدى السنوات العشرين الماضية،‏ وتتوقع نماذج عديدةاستمرار هذا الاتجاه.‏ يمكن أيضاً‏ تصور أن الأنظمة البيئية في المهيطات،‏ بما في ذلكالعوالق،‏ لم تعد قادرة على امتصاص‏ الكربون كما كانت تفعل من قبل.‏مشكلة الغاباتلا يخلو الأمر من تساوءلات مشابهة تتعلق بالأنظمة البيئية الأرضية.‏ فالغابات أيضاً،‏ تخزن


إذا كان أول فيلم خيالي هوليوودي ‏(اليوم المقبل)‏ المكرس لظاهرة الاحتباس الحراري قد بالغ في تصويرالأحداث،‏ يبقى أن العلامء أنفسهم لا يستبعدون سيناريوهات كارثية في حالة الجموح المناخي.‏أي مناخ للغد؟ 43


الدورة الحرارية الملحيةيخضع العديد من الظواهر المناخية إلى مايسمى ‏«تأثير العتبة».‏ وقد حُ‏ وّل أحدها إلىفيلم تحت عنوان ‏«اليوم المقبل»‏ لاقى رواجاً‏شعبياً‏ على الرغم من عدم دقته العلمية:‏ إنهاظاهرة توقف تيار مياه المهيط العميقة‏(الدورة الهرارية الملهية)‏ الذي يعيد توزيعالمياه الجليدية الخاصة بالقطب الشمالي علىالجنوب.‏إن توقف هذا التيار،‏ أو تباطوءه المفاجئ،‏ قديوءدي إلى انهيار درجات الهرارة في شمالغرب أوروبا،‏ تليها اضطرابات مختلفة،‏ مغيراً‏بذلك جميع التوقعات الإقليمية المتعلقةبالاحتباس‏ الهراري.‏إلا أن هذا التيار تغذّيه ظاهرة تتعلق بشمالالمهيط الأطلسي،‏ ألا وهي غوص‏ كمياتالتيارات البحرية الباردة والدافئةضخمة من المياه نهو الأعماق،‏ منشئاً‏ بذلكنوعاً‏ من السهب المشابه لعمل المهرك.‏ترجع هذه الهركة إلى الطابع البارد والمالهجداً‏ لمياه هذه المنطقة،‏ الذي يجعلها أكثركشافة من المهيط المجاور لها.‏ لكن مع استمرارارتفاع درجة حرارة القطبين،‏ سترتفع بلا شكدرجة حرارة المياه،‏ فضلاً‏ عن هطول كميةكبيرة من الأمطار على المنطقة التي ستعانيأيضاً‏ من ذوبان جزء من جليدها.‏ وقد توقفهذه الظواهر ميكانيكياً‏ عملية غوص‏ المياهالسطهية إلى الأعماق.‏لكننا ما زلنا غير قادرين على القول بالضبطكم من الوقت سيستغرق الوصول إلى هذاالواقع،‏ غير أن معظم الخبراء يعتقدون أنه منغير المرجه حصول ذلك قبل عام 2100...وهذا أيضاً‏ غير موءكد.‏تيار سطحي دافئتيار بارد ومالحمناطق الحرارةالمنبعثة في الجومناطق الحرارةالمنبعثة في الجوالتيار المحيط بالقطب الجنويبيتصرف المحيط مثل مسخن عملاق،‏ بحيث تنقل الدورة الحرارية الملحية الحرارة من المناطق الاستوائيةإلى القطبني،‏ فتنتقل المياه الساخنة إلى السطح،‏ ثم تبرد في مناطق خطوط العرض العليا،‏ ثم تغوص عميقاً‏نحو نقاط الالتقاء ‏(القطب الشاملي والقطب الجنويب)،‏ ثم تتحول إلى تيار تحتي بارد يتبع المسار العكسي.‏44


معجمتأثير العتبة:‏ قدرةبعض‏ الأنظمة علىتغيير حالتها جذرياً،‏وبصورة لا عودة فيهافي معظم الأحيان،‏ منخلال تغيير طفيف فيالظروف الأولية.‏تربة صقيعية:(Permafrost) الجزءالعميق من التربةالخاضع للصقيع‏(الجليد)،‏ يهتوي علىمعادن،‏ وهو متجمدبشكل داءم ‏(مرادف:‏تربة متجمدة).‏كل عام كميات كبيرة من الكربون،‏ وهي تشهد فترة من الإنتاجيةالعالية منذ عقود عدة،‏ ربما بسبب تزايد ثاني أكسيد الكربون الذييتفاعل مع الغطاء النباتي وكأنه سماد غازي.‏لكن قد يتوقف هذا النمو أو يضمهل إذا كان الجفاف في بعض‏المناطق يعيق الامتصاص‏ النباتي،‏ ويعزز احتمالات حدوش الهراءق.‏من المهتمل أن يتهقق هذا التغيير بهلول عام 2100 إذا لم يتخذ أيإجراء لخفض‏ الانبعاثات.‏خطر الكلاترات (Clathrates)لقد حُ‏ ددت أخطار أخرى عديدة ومختلفة،‏ لكن الأكثر إثارة للقلق ينبعمن هيدروكربونات غريبة،‏ ألا وهي الكلاترات ‏(أو هيدرات الميشان)،‏التي هي خليط من الميشان والماء تشكلت نتيجة درجات حرارةمنخفضة وضغط مرتفع.‏ إن الكلاترات مخزنة في التربة المتجمدةبشكل داءم ‏(التربة الصقيعية)‏ وفي رواسب المهيطات العميقة.‏ تتوافر هذه الهيدرات بكميةهاءلة جداً،‏ فهي موجودة،‏ على الصعيد العالمي،‏ مرتين أكثر من الكربون المخزن في الوقودالأحفوري.‏ فإذا ارتفعت درجة حرارة التربة الصقيعية مشلاً،‏ يهرر ذوبان الكلاترات غازالميشان،‏ وهو غاز الدفيئة الأكثر فاعلية من ثاني أكسيد الكربون.‏حالياً،‏ لا أحد يستطيع أن يهدد عند أي حد من الاحتباس‏ الهراري قد يبدأ‏ ذوبان الكلاترات،‏ ولافي أي حقول ‏(الهقول القارية أم المهيطية؟)‏ قد تبدأ‏ العملية.‏ ولكن من الموءكد أن ارتفاع درجةحرارة المهيطات والقارات يزيد من الخطر،‏ كما أن الأرشيف الخاص‏ بالرواسب يشير إلى أن هذهالظاهرة قد حدثت بالفعل في وقت مضى.‏نظام غير مستقر من الخطر اخلال بهإذا كانت هذه الظواهر،‏ التي سميناها ووصفناهاللتو،‏ يشوبها الشك وعدم اليقين،‏ فإنه يجب عليناأن نتذكر أن المناخ نظام معقد وغير مستقر،‏يخضع للعديد من تأثيرات العتبة التي لا تزالغير متوقعة حتى الآن.‏لكن على الرغم من ذلك،‏ ومنذ نهو 10000 سنة،‏ بقيالمناخ ثابتاً‏ بشكل ملهوظ،‏ فكان هذا الأمر مفيداً‏للبشرية إلى حد كبير،‏ إذ استعمرت الكوكب بأسره.‏لكن عندما ندخل عناصر مخُ‏ ِ لّة،‏ فنهن نكون أكثرعرضة لخطر التدهور المناخي – كما لو كنا على متنزورق غير مستقر،‏ وقررنا أن نهز في كل الاتجاهات،‏ومن دون أن تكون لنا دراية في استعماله.‏تعطينا فقاعات الهواء المحبوسة في هذهالعينة من الجليد الجوفي فكرة عن تكوين الغلافالجوي لعام 1819، عند تشكل هذا الجليد.‏أي مناخ للغد؟45


تتكيف مجتمعاتنا بشكل وثيق معالمناخ:‏ فقد تم تطوير وتحسينالعمارة،‏ الزراعة،‏ السلوك،‏ شبكاتالنقل والطاقة للتعامل مع بيئة معينة.‏لكن إن حصل وتغيرت هذه البيئة،‏ فعلىالمجتمعات أن تجري تعديلات لا تعد ولاتحصى.‏ إلا أن التكيف مع ظروف جديدة،‏خصوصاً‏ غير المعروفة منها،‏ هو عمليةمكلفة تتخللها محاولات وتجارب لا تخلو منالفشل.‏ وقد افترض علماء مناخ مشهورون،‏أنه بفضل هذه الفترة الاستثنائية منالاستقرار المناخي للسنوات الثمانية آلافالماضية،‏ استطاعت الحضارات انسانيةأن تنشأ وتثبت.‏ لكن كيف يمكن لهذهالحضارات أن تقاوم الظروف المتغيرةالمحتملة في المستقبل؟إن الشعوب الأكرث ضعفاً‏ على كوكب الأرض - مثل هذهالقروية في بنغلادش - هم الذين سيعانون أكرث من سواهم،‏من قسوة التغريات المناخية التي يسببها منط حياة البلدانالغنية.‏


التأثيراتعلى البشر


هل تتجه انظمة البيئيةنحو الزوال؟من الصعب علينا تفسير كيف أن موجة الانقراض‏ الناجمة عن الاحترارالعالمي،‏ ستغير الخدمات التي تقدمها لنا البيئات الطبيعية.‏طبيعة سخية جداً‏غالباً‏ ما نبخس‏ من قيمة الخدمات التي تقدمها البيئات الطبيعية للمجتمعات البشرية،‏وذلك ببساطة لأنها خدمات مجانية.‏ فالأنظمة البيئية في المهيطات توفر لنا كل عام نهو80 مليون طن من الأسماك،‏ وهناك مليارات من الكاءنات الهية الدقيقة التي تعيد تدويرنفاياتنا العضوية وتحولها إلى مغذيات تهضمها النباتات،‏ أما الغابات والمراعي فهيتحفظ التربة والمياه،‏ وتحمينا بذلك من الفيضانات،‏ وانهيارات الأرض‏ والانجرافات،‏ كماوأن الكاءنات الهية تعيد تركيب العديد من الجزيئات اللازمة لصناعتنا.‏ لكن،‏ إذا انتكستالأنظمة البيئية وقلّ‏ تنوع الكاءنات الهية،‏ ستضعف حتماً‏ قدرة هذه الأنظمة على تأمينالخدمات لنا،‏ وسيدفع البشر ثمن هذه الأعمال.‏انظمة البيئية في حالة اضطرابإن الأنظمة البيئية تخضع بالفعل لضغط كبير.‏ يتوافق علماء الأحياء أننا دخلنا فترةانقراض‏ الكاءنات الهية،‏ وهي تتسم بتواتر أعلى بمئة مرة على الأقل من المعدل الطبيعي.‏في هذه الهالة،‏ يكون تأثير المناخ في الوقت الهاضر هامشياً،‏ لكننا لم نواجه حتى الآنسوى جزء متواضع من الاحترار المتوقع.‏ ومعذلك،‏ فإن آثار هذه الظاهرة أصبهت بالفعلكبيرة:‏ ففي عام 2001، لم يكن بهوزة اللجنةالدولية للتغيرات المناخية،‏ سوى 21 مقالاً‏يعالج التغيرات المناخية في الأنظمة البيئية.‏أما في أواءل عام 2005، فقد أحصى الخبراءأكثر من 1000!أنواع توسع نطاق وجودهالقد دخل عالم الأحياء بالفعل عصرالاضطرابات:‏ فوفق دراسة نشرت في مجلةNature ‏(الطبيعة)،‏ غيرّ‏ نهو % 50 منالكاءنات توزعه أو إيقاع حياته البيولوجية،‏48انقراض أنواع وظهور أخرىفي الطبيعة،‏ غالباً‏ ما تتبع فترات الانقراض‏المتسارعة فترات ظهور أنواع جديدة،‏ تستعيدخلالها الكاءنات الهية تنوعها وتُكثر منه.‏بالطبع،‏ إن الفترة التي نمر بها لن تكونعلى الأرجه استشناء لهذه القاعدة.‏ فالمشكلةبالنسبة إلى الإنسان هي وتيرة هذهالعمليات،‏ إذ إن الانقراض‏ ينذر بالهدوشفي غضون بضعة عقود،‏ في حين أن عمليةظهور أنواع جديدة،‏ هي بأكملها عملية تمتدعلى الأقل لآلاف السنين.‏ لكن ما يُطره علىالمهك بالنسبة إلينا،‏ هو مصير كل الأجيالالمستقبلية!‏


تسهل ظاهرة الاحتباس الحراري النمو الواسع النطاق لطحالب Caulerpa taxifolia ‏(مثلها مثلكائنات مدارية أخرى)‏ في البحر الأبيض المتوسط.‏خلال العقود الأخيرة.‏ ويعود ذلك،‏ في معظم الهالات،‏ إلى ظاهرة الاحتباس‏ الهراري.‏ علىسبيل المشال،‏ يلاحظ اليوم العديد من الأنواع عند خطوط عرض‏ أعلى من ذي قبل،‏ علىاليابسة وفي المهيطات.‏ لذلك،‏ يتأقلم حالياً‏ العديد من الأنواع الاستواءية في البهر الأبيض‏المتوسط،‏ ونذكر الأكثر شهرة من بينها الطهالب الغازية ،Caulerpa taxifolia التياستوطنت مياه ستة بلدان،‏ وهذا هو الهال أيضاً‏ بالنسبة إلى بعض‏ الأسماك والرخويات.‏وأظهرت دراسة أجريت على 39 نوعاً‏ من الفراشات الأوروبية والأمريكية الشمالية،‏ تقدماً‏إجمالياً‏ نهو الشمال وذلك خلال 23 عاماً‏ ‏(ما يوازي 200 كلم بالنسبة إلى بعض‏ الأنواع).‏والملفت أيضاً،‏ أن 12 نوعاً‏ من الطيور البريطانية،‏ تقدمت شمالاً‏ بمعدل 18.9 كم سنوياً،‏ علىمدى السنوات العشرين الماضية.‏ نشير أيضاً‏ إلى أن بعض‏ النباتات في طريقها للاختفاءمن جنوب أوروبا،‏ وأن بعض‏ الأنظمة البيئية الجبلية باتت توجد على ارتفاعات أعلى سواءفي جبال الألب أو في آسيا ‏(اليابان تحديداً).‏ في الوقت عينه،‏ تتكيف الأنواع من خلالتغيير إيقاع حياتها البيولوجية،‏ حيش بات الإنبات والإزهار يسبق موعده بخمسة أيام،‏في المتوسط،‏ على صعيد العالم.‏ كذلك،‏ باتت أنواع من الطيور المهاجرة تغادر الأمكنة التيتمكش فيها في فصل الشتاء،‏ في وقت مبكر.‏ هذه التغيرات توءثر في جميع الكاءنات الهية،‏بدءاً‏ من الكاءنات الأحادية الخلية إلى الشدييات،‏ مروراً‏ باللافقاريات أو النباتات.‏التأثيرات على البشر 49


العثور على مكان على ارضليس‏ من الممكن داءماً‏ لكاءن ما الهجرة وإيجادظروف حياتية تتلاءم مع تركيبته البيولوجية.‏في الواقع،‏ لقد جزأ‏ الإنسان،‏ إلى حد كبير،‏المناطق الطبيعية،‏ وأقام جميع أنواع الهواجز‏(المدن والطرق ومناطق الزراعة المكشفة ...).فعلى سبيل المشال،‏ قد يكون من المستهيلبالنسبة إلى أنواع الرخويات المهددة من الجفاف،‏أن تبلغ بيئة أكثر ملاءمة بعيدة عنها بعشراتالكيلومترات فقط.‏ وقد لا يكون هناك أيضاً،‏بالنسبة إلى بعض‏ الهيوانات،‏ بيئات ملاءمة فيأي مكان على وجه الأرض.‏ وهكذا،‏ فإن ارتفاعدرجة الهرارة بمعدل درجتين،‏ يتسبب في اختفاءكامل لجليد القطب الشمالي في الصيف،‏ ما يدمرمن أوانه!‏ والشيء عينه ينطبق على الطيور التي تربط عودتها من مهاجرها بوجود هذهالهشرات.‏معجممانغروف:‏ تنموغابات المانغروفالبرماءية علىشواطئ السواحلالطينية في المناطقالاستواءية.‏انتهازي:‏ يطلقخصوصاً‏ على نوعمن الكاءنات يتكيفمع الظروف الآنية.‏50على طول السواحلتغطي غابات المانغروف والأراضي الرطبةالساحلية الأخرى نهو مليون كيلومترمربع في العالم اليوم.‏ تتميز هذه المناطقبإنتاجية بيولوجية عالية جداً،‏ كماتضطلع بدور رءيسي في تكاثر الكاءناتالبهرية،‏ إذ إن أكثر من ثلشي الأسماك التييستهلكها البشر يتردد إلى هذه المناطق فيمرحلة ما من حياته.‏ أما اليوم فتعاني هذهالمناطق من ضغط وتدخل بشري كبير،‏ كمايمكن لارتفاع مستوى سطه البهر الناجمعن ظاهرة الاحتباس‏ الهراري،‏ أن يتعدىقدرة كاءنات هذه المناطق على التكيفنتيجة غرقها.‏ هذا من شأنه أن يوثر كشيراً‏في النظام البيئي المهيطي.‏نظاماً‏ بيئياً‏ كاملاً‏ اتخذ يوماً‏ ما الدب القطبي شعاراً‏ له.‏ كما ونعتقد أيضاً،‏ أن من شأن هذاالارتفاع أن يتسبب في تراجع % 97 من مرجان العالم،‏ لأنها كاءنات حساسة للغاية منحيش الهرارة.‏ وقد يمشل هذا الارتفاع أيضاً‏ ضربة قاسية للأسماك المرتبطة حياتها بالمياهالعذبة:‏ فلن ينجو % 50 من السلمونيات الأميركية ‏(أسماك السلمون العادي والمرقط...)،‏وربما يكون هذا الرقم نفسه في أوروبا.‏إذاً،‏ علينا أن نتذكر داءماً‏ أن الأنظمة البيئية تحكمها توازنات دقيقة بين الأنواع.‏ فمعظمالهشرات مشلاً‏ تفقس‏ في وقت يكون مصدر طعامها وفيراً‏ جداً،‏ سواء كان غبار الطلع،‏ أوأوراق صغيرة أو فواكه...‏ تالياً،‏ قد تعاني من عواقب وخيمة إذا تم الإزهار قبل 15 يوماً‏عتبات حرجة منخفضة نسبياً‏هل هناك عتبة للاحترار تعرض‏ للخطر قدرة الأنظمة البيئية علىإطعامنا،‏ والتخلص‏ من نفاياتنا،‏ وتخزين الكربون الذي ننتجه،‏وتصفية المياه التي نستهلكها...‏ إلخ؟ كما رأينا سابقاً،‏ إن درجتينإضافيتين تكفيان لتهقيق تغيرات كبيرة.‏ وقد تسبب ثلاش درجات،‏ منبين أمور أخرى،‏ فقدان % 60 من الأنواع في منطقة حوض‏ البهرالأبيض‏ المتوسط،‏ أو ما يقارب جميع الأنظمة البيئية الجبلية.‏ لكنعلينا ألا ننسى أيضاً‏ مسألة الإيقاع:‏ إن % 50 من الأنظمة البيئية،‏قادر على التكيف مع ارتفاع في الهرارة يبلغ 0.1 درجة مئوية في


إن إنشاء الحواجز التي لا ميكن للحيوانات والنباتات تجاوزها ‏(مثل إنشاء البنى البنية التحتية لوسائل النقل)،‏يضعف الأنظمة البيئية،‏ من خلال إعاقة مرور الأفراد والتبادلات الجينية،‏ التي تسمح للأنواع بأن تصمد وتقاوم.‏العقد الواحد،‏ لكن % 30 فقط يقاوم ارتفاعاً‏ في الهرارة يبلغ 0.3 درجة مئوية ‏(أي 3 درجاتإضافية في القرن الواحد).‏ أخيراً،‏ إذا بلغ ارتفاع الهرارة 0.4 درجة مئوية،‏ فستتدهور سريعاً‏كل الأنظمة البيئية التي سيسيطر عليها عدد محدود من الأنواع العدوانية والانتهازية.‏ لاشك في أن مشل هذا السيناريو سيوءدي إلى انبعاثات كبيرة من الكربون،‏ إذ إن الأنظمة البيئية‏«الفقيرة»‏ تحتوي عموماً‏ على مواد عضوية أقل من الأنظمة المتنوعة جداً.‏التأثيرات على البشر 51


التغير المناخي والصحةلن يعوض‏ اعتدال فصول الشتاء ضرر الأمراض‏ المعدية المنتشرة أكثرفأكثر،‏ ولا موجات الهرارة ولا حتى الجفاف والعواصف والفيضانات ...توقع صحي صعب للغايةعرف الرومان منذ العصور القديمة أن قضاء فصل الصيف في الجبال أفضل لتجنب الهمى.‏فتأثير المناخ على الصهة ليس‏ أمراً‏ جديداً‏ إذاً،‏ على الرغم من أنه لم يتم اكتشاف الآثارالصهية الناجمة عن تغير المناخ إلا في السنوات القليلة الماضية.‏ ولقد بدأت النتاءجبالتراكم،‏ حيش نشرت موءخراً‏ منظمة الصهة العالمية التابعة للأمم المتهدة تقريراً‏ شاملاً‏عن هذه المشكلة.‏ لكن من الصعوبة تقييم آليات العمل بدقة؛ ذلك أن الصهة العامة تعتمد أولاً‏اعتماداً‏ وثيقاً‏ على العوامل الاجتماعية.‏ لذا،‏ وعلى الرغم من تقارب المناخ بين ولاية فلوريداوجزيرة هايتي،‏ فإن السكان فيهمايعانون من أمراض‏ مختلفة جداً.‏فضلاً‏ عن ذلك،‏ يرافق تغير المناختغيرات أخرى مشل إتلاف الغابات،‏وتغير الممارسات والأساليبالزراعية،‏ والتوسع العمراني،‏ وماإلى ذلك.‏ لذا،‏ فإن من الصعب عزلما يتعلق بالمناخ نفسه،‏ فغالباً‏ما تكون الخصاءص‏ البيولوجيةللميكروبات ونواقلها معقدة جداً‏وقادرة على التطور.‏سيتطلب تغري المناخ التكيف مع ظواهر جديدة واستثنائية،‏كموجات الحر على سبيل المثال ‏(هنا في فرنسا في آب/أغسطس.(200352معدل الوفيات:‏انخفاض في الشتاء،‏وارتفاع في الصيفلقد تم تحديد اتجاهات عدة تضطلع بدور في هذا الموضوع.‏ فالآثار المباشرة لظاهرةالاحتباس‏ الهراري هي الأسهل للفهم:‏ إن موجات البرد القارس‏ في المناطق المعتدلةأصبهت نادرة،‏ الأمر الذي يسبب ربما انخفاضاً‏ في معدل الوفيات في فصل الشتاء.‏ فيالمقابل،‏ توءدي زيادة تواتر موجات الهر الشديد،‏ وكذلك ارتفاع متوسط درجة الهرارة،‏ إلىزيادة نسبة الوفيات .على سبيل المشال،‏ ستمشل موجة الهر الاستشناءية التي ضربت أوروبا في صيف عام 2003،


خطر الملاريا في جميع أنحاء العالممناطق اختفى منها الملاريا،‏ أو تماستئصاله أو مل ينتشر أبداً‏مناطق ذات مخاطر محدودةمناطق ينتقل فيها الملاريايؤثر مرض الملاريا في مليار شخص ويقتل مليون شخص سنوياً،‏ ويعتقد الخبراء أن منطقة الخطر ستتوسعبفعل ظاهرة الاحتباس الحراري.‏والتي خلفت وراءها 30000 حالة وفاة،‏حدثاً‏ قريباً‏ جداً‏ من المعدل في عام 2050.وقد تكون عواقب هذين الاتجاهين ‏(المزيدمن الموجات الهارة،‏ والقليل من موجاتالبرد)،‏ من حيش الوفيات،‏ أكثر تعادلاً‏ إلىحد ٍّ ما في خطوط العرض‏ الوسطى.‏ارتفاع نسبة استهلاكالمياه الملوثةلن يكون لارتفاع نسبة الظواهر المتطرفةمناخياً،‏ غير العواقب السلبية على صهةالإنسان.‏ فالأمراض‏ المتعلقة بالدورةالماءية هي التي تقلق بالفعل علماء المناخ:‏في الواقع،‏ إن استهلاك المياه الملوثةيميز فترات الجفاف والفيضانات وما بعدالأعاصير...‏ العديد من الآفات قابلة بلاشك للزيادة.‏ يعرض‏ هذا الاستهلاك السكاناوزون والصحةإن ظاهرة استنزاف طبقة الأوزون منفصلةتماماً‏ عن ظاهرة الاحتباس‏ الهراري.‏ فهيعبارة عن تغير في الغلاف الجوي نتيجةالانبعاثات التي يصدرها البشر،‏ ويرىالمختصون أنها ستستمر لعدة عقود.‏ إنالأوزون في الغلاف الجوي العلوي،‏ الموجودحالياً‏ بنسبة أقل ب % 30 من مستوياته فيما قبل العصر الصناعي،‏ يمتص‏ الأشعة فوقالبنفسجية الآتية من أشعة الشمس،‏ وهي أشعةثبت تأثيرها السرطاني.‏ من المرجه أن هذاالوضع - وجنون قضاء العطل في الشمس‏- هو المسوءول عن جزء كبير من المليونيإصابة بسرطان الجلد المشخصة كل عام،‏ ذلكفضلاً‏ عن أمراض‏ العيون:‏ فمن بين 20 مليونحالة في العالم من حالات إعتام عدسة العينالمسببة للعمى،‏ قد يكون % 20 منها ناتجاً‏ منزيادة الأشعة فوق البنفسجية،‏ التي قد تسببأيضاً‏ ضعفاً‏ في الجهاز المناعي.‏التأثيرات على البشر 53


54تنتقل حمى الضنك بواسطة البعوض الذي نخشى انتشاره في المناطق المدارية ‏(هنا،‏ طفلان مصابان فيمستشفى بانكوك).‏للعديد من الأمراض‏ المعدية،‏ بما في ذلك الهمى النزفية على أنواعها المختلفة،‏ والأمراض‏مشل الكوليرا والتيفوءيد والتلوش بالجراثيم أحادية الخلية ‏(الشيجلا،‏ الجيارديا...‏ إلخ).‏ منالمعروف أيضاً،‏ أن الفيضانات تعزز انتشار القوارض،‏ وهي حيوانات تحمل عدداً‏ كبيراً‏ منالفيروسات،‏ من بينها حمى الأرانب (tularemia) وداء اللولبية النهيفة .(leptospirosis)نواقل أكثر نشاطاً‏ بفعل الحرارةفضلاً‏ عن ذلك،‏ تشكل التغيرات في هطول الأمطار ودرجة الهرارة عاملاً‏ حاسماً‏ في تطور


أكبر ناقل للأمراض‏ المعدية في العالم،‏ ألا وهوالبعوض.‏ يرتبط نهو 200 نوع من البعوض‏ بعددقياسي من الأمراض‏ ذات الأهمية العالمية.‏ هذاهو حال الملاريا ‏(الأنوفيلة الغامبية)،‏ لكن هناكأيضاً‏ حمى الضنك ‏(بعوض‏ الزاعجة المصرية)،‏الهمى الصفراء،‏ فيروس‏ غرب النيل وحمى الأخدودالأفريقي العظيم...‏ إلخ.‏ من المرجه أن يوءثر المناخفي هذه الأمراض،‏ عن طريق تغيير بعض‏ أماكنتوالد الناقلات ‏(مضاعفة المستنقعات أو تجفيفها)،‏وتعديل فترة نشاطها ‏(عدد الأيام في السنة فوقالصحة والريقد توءدي زيادة الجفاف المعلن عنها فيالعديد من البلدان المدارية،‏ إلى تطويرأجهزة ري مشل القنوات والسدود،‏ وما إلىذلك.‏ إلا أن هذه التطورات قد تسبب هيأيضاً‏ أمراضاً‏ مختلفة متعلقة بالمياه،‏ بمافي ذلك البلهارسيا والملاريا.‏ ويزيد الري،‏في كشير من الأحيان،‏ الإصابات الناتجةعن الديدان،‏ بهيش تبقى يرقاتها على قيدالهياة في التربة الرطبة.‏16 درجة مئوية)،‏ أو أيضاً‏ تغيير مقدار ضراوة الجراثيم نفسها المسببة للأمراض.‏ إلا أن المعادلةتبدو أكثر تعقيداً‏ مما هي عليه،‏ إذ من الصعب أن نفهم لماذا يتمتع نوع معين من البعوض‏بأسبقية على نوع آخر في ظروف معينة،‏ أو بالأحرى،‏ ما هي بالضبط التفاعلات بين البعوض‏ومسبب المرض.‏ الهال نفسه بالنسبة إلى القراد الذي يهمل العديد من الأمراض‏ الخطرة،‏ مشلمرض‏ اللايم أو بعض‏ التهابات الدماغ،‏ والذي يرتبط أيضاً‏ بشكل وثيق بالظروف المناخية.‏يتوقع الخبراء بالإجمال تطور الأمراض‏ الطفيلية مع ارتفاع درجة الهرارة وهطول الأمطار.‏فالعديد من النماذج المناخية يتوقع عودة ظهور الملاريا،‏ التي يمكن أن تهدد نهو 200 مليونشخص،‏ مع زيادة متواضعة في درجات الهرارة العالمية (1.3 درجة مئوية بهلول عام 2080).على الرغم من أن القياس‏ الكمي الدقيق صعب،‏ والمنطق الموضعي معقد،‏ إلا أن هناك حاجةإلى رصد وباءي وثيق،‏ خصوصاً‏ أن حركة النقل الجوي تسبب انتشاراً‏ لم يسبق له مشيللأنواع من البعوض.‏مشكلة إنصاف عالميةلظاهرة الاحتباس‏ الهراري عواقب صهية مختلفة،‏ وذلك من خلال تأثيرها على الزراعةوعلى النمو السكاني عموماً.‏ فقد تعرف المناطق الأكثر جفافاً‏ مشاكل متزايدة في سوءالتغذية،‏ وقد يوءدي ارتفاع مستوى سطه البهر،‏ إضافة إلى الجفاف الذي يهدد بعض‏ المناطقعلى حد سواء،‏ إلى نزوه السكان،‏ الأمر الذي غالباً‏ ما يسبب أزمات صهية خطرة.‏معجم لكن من الموءكد أن تغير المناخ سيطره وبإلهاه متزايد،‏ مسألة الإنصافناقل:‏ يشير إلى كاءن والمساواة بين سكان العالم.‏ وكانت اللجنة الدولية للتغيرات المناخيةحي ينقل عنصراً‏ قد حذرت في عام 2001 من ‏«الآثار السلبية لتغير المناخ على الصهة،‏معدياً.‏ معظمهامن اللافقاريات التي ستكون جلية تماماً،‏ خصوصاً‏ بين السكان ذوي الدخل المنخفض،‏‏(البرغوش،‏ والبعوض‏ لا سيما في البلدان المدارية وشبه المدارية».‏والقرادة)،‏ وقد وطالما لا يزال هناك % 20 من البشر يعيشون بأقل من دولار واحدنصادف بينهاالقوارض‏ وبعض‏ يومياً،‏ فمن البديهي أن لا يسير التصدي للأضرار الصهية الناجمة عنالمناخ بالسهولة التي نتوقعها ...الطيور.‏التأثيرات على البشر55


التغير المناخي والزراعة56على الزراعة العالمية أن تتكيف مع الظروف الجديدة،‏ إلا أن هذا الأمربهد ذاته تحدٍ‏ صعب،‏ خصوصاً‏ بالنسبة إلى المناطق الفقيرة ...استقرار مناخي على مدى ألفيات متعددةقد يكون استقرار المناخ هو ما أدى إلى نشوء الزراعة،‏ وتالياً‏ ظهور كل الهضارات الإنسانية.‏لكن كيف لنا أن نعرف حقاً،‏ إذا كان من غير الممكن توقع المناخ،‏ أي نباتات نزرع وفيأي وقت،‏ وما هي حيوانات المزرعة القادرة على البقاء على قيد الهياة،‏ وأية عناية يجبأن نقدمها لها؟ لقد استندت جميع التقنيات الزراعية،‏ التي تم تناقلها بين مئات الأجيال،‏منذ الري حتى المداورة بين المهاصيل،‏ إلى وجود بيئة مستقرة.‏ ورافق المكاسب الملهوظةفي إنتاجية الثروة الهيوانية،‏ والمهاصيل التي صاحبت التنمية البشرية خلال القرنينالماضيين،‏ تكيف الزراعة مع البيئة أكثر من أي وقت مضى.‏ من دون أدنى شك،‏ ستكونالهاجة إلى التكيف مع الظروف الجديدة والمتغيرة،‏ تحدياً‏ كبيراً‏ لقطاع الزراعة في المستقبل.‏نتائج إيجابية أحياناً‏إن الزراعة،‏ التي يشكل الإنسان ركيزتهاالأساس،‏ هي واحدة من الأنشطة البشرية الأكثرتأثراً‏ بتغير المناخ.‏ غير أن هذا التأثر ليس‏كله سلبياً،‏ إذ إن بعض‏ المناطق قد تناسبهاالتغيرات الهاصلة.‏ يقول فلاديمير بوتين في هذاالصدد،‏ إنه ‏«بالنسبة إلى بلد مشل روسيا،‏ يمكنلاحترار عالمي بنسبة 3-2 درجات مئوية أنيكون مفيداً».‏ في الواقع،‏ يُجمع المختصون علىالاعتقاد،‏ بأن زيادة قدرها درجة مئوية واحدة،‏تعادل انتقالاً‏ نهو الجنوب بنهو 180 كم.‏ ولاشك في أن بعض‏ المناطق الباردة والقاسية مشلسيبيريا أو كندا،‏ أو حتى الدول الاسكندينافية،‏ستستفيد من المناخ اللطيف،‏ فضلاً‏ عن زيادةهطول الأمطار.‏ لكن في الوقت الراهن،‏ يوءديذوبان التربة الصقيعية،‏ إلى انتشار الكشير منالمستنقعات،‏ بهيش نجهل كيفية تطورها.‏ كماأنه ليس‏ من المستبعد انتظار فترة طويلة حتى يستطيع الإنسان استخدام هذه المناطق.‏اشجار والمناخيمكن أن تكون زراعة الغابات ‏(التهريج)‏حساسة جداً‏ أمام تغير المناخ،‏ بسبب الوقتالطويل الذي يفصل بين غرس‏ الأشجاروجني ثمارها.‏ هذا الفاصل الزمني الذييدوم 40 عاماً‏ لبعض‏ الأنواع التي تشهد نمواً‏سريعاً،‏ قد يصل إلى 150 عاماً‏ في ما يتعلقبالأخشاب الصلبة ذات الجودة العالية.‏قد يكون تغير المناخ خلال هذه الفواصلالزمنية كبيراً‏ جداً.‏ لكن حالياً،‏ استفاد مراقبوالأحراج من ظاهرة الاحتباس‏ الهراري،‏حيش سجلوا تسارعاً‏ في نمو الأشجار يقاربنسبة % 30 خلال العقود القليلة الماضية.‏لكن قد نشهد نتاءج عكسية،‏ أو بالأحرىخساءر هاءلة في المهاصيل،‏ خصوصاً‏ فيالمناطق التي سيرتفع فيها الجفاف.‏ حتى أنزراعة الأشجار المشمرة قد تتأثر،‏ خصوصاً‏أن بعض‏ الأنواع يهتاج لقضاء فترة شتاءباردة لإعطاء محصول جيد.‏


تغير أمكنة المناطق الزراعيةإن تأثير المناخ في المهاصيل الزراعية،‏ الذي أعلن عنه المهندسون الزراعيون،‏ هو أكثرتفاوتاً‏ في المناطق المعتدلة.‏ فارتفاع درجات الهرارة ليس‏ بالأمر المهم في هذه المناطق،‏وكيفية تطور هطول الأمطار غير موءكدة.‏ فمن المهتمل أن يصبه داخل أوروبا وأمريكاالشمالية أكثر جفافاً،‏ وقد تلاحظ نتاءج هذا الواقع،‏ كما كان الهال في عام 2003 ‏(انظر فيالمربع).‏ لكن إذا أصبه هذا النوع من المناخ الدافئ عادياً‏ ومنتظماً،‏ فمن المرجه أن يتكيفالمزارعون وتتأثر المهاصيل بنسبة أقل.‏ أما إذا انتقلت الأحزمة النباتية أكثر من 300 كم إلىالشمال،‏ فهناك خطر من تغيرات جذرية:‏ من يدري،‏ فقد تصبه أفضل أنواع الشمبانيا في عام2050، تلك التي تأتينا من إنجلترا وبلجيكا؟ والأخطر من ذلك،‏ يمكننا أن نفترض‏ أن الذرة،‏وهي نوع من الهبوب العطشى بطبيعتها،‏ ستفسه المجال في العديد من الأماكن لمهاصيلأكثر اعتدالاً‏ في استهلاك المياه،‏ مشل القمه أو الشعير.‏ بالنسبة إلى جنوب أوروبا،‏ فهو يشيرالمزيد من المخاوف،‏ فبهسب ما جاء في التقرير الشالش للجنة الدولية للتغيرات المناخية:‏‏«إن الموارد الماءية ورطوبة التربة قد يقلان صيفاً‏ في جنوب أوروبا،‏ ما سيساعد على توسيعالفجوة بين شمال أوروبا وجنوبها في ما يتعلق بمسألة الجفاف...‏ ».إن الجفاف مضر بالحبوب على وجه الخصوص،‏ حيث تحتاج إلى كميات كبرية من المياه،‏ وتحديداً‏ منها الذرة.‏التأثيرات على البشر 57


58مخاطر غذائية متزايدة في الجنوبمرة أخرى،‏ يبدو أن البلدان المدارية وشبه المدارية،‏ هي الأكثر عرضة للتهديد نتيجة تطورالمناخ على كوكبنا.‏ فالفيضانات والأعاصير والجفاف ‏«قد تعرض‏ للخطر الأمن الغذاءيلكشير من المناطق القاحلة والمدارية والمعتدلة في آسيا»،‏ بهسب ما تفيد اللجنة الدوليةللتغيرات المناخية.‏ وتشير هذه اللجنة أيضاً‏ إلى أن ‏«الزراعة ستتطور وتصبه أكثر إنتاجيةفي المناطق الشمالية».‏ لكن آلاف الأميال،‏ والكشير من الهدود،‏ تفصل المناطق المأهولةبالسكان حيش تنخفض‏ المهاصيل،‏ عن المناطق ذات الكشافة السكانية المنخفضة التيفضلها القدر ... وبهسب المعطيات الهالية،‏ فقد تكون أفريقيا وأمريكا اللاتينية أولى ضهاياالتغيرات القادمة.‏ كذلك تعلن اللجنة عن انخفاضات كبيرة في محاصيل الهبوب الرءيسية‏(تراجع بنسبة % 25 للذرة و‎20‎ % للقمه بهلول عام 2070 في أفريقيا،‏ وبنسبة % 20 للذرةو % 30 للقمه في أمريكا اللاتينية).‏


تُستعمل المياه التي يستخدمها البشر عموماً‏في أغراض الري ‏(إلى اليسار).‏ من الضروري تطويرنظم فعالة،‏ مثل النضح ‏(أعلاه)‏ وتعميمها لمكافحةشح المياه.‏عبرة عام 2003تشير موجة الهر والجفاف التي ضربتأوروبا الوسطى والجنوبية في صيف عام2003، اهتمام العلماء بشكل كبير.‏ قد تكونهذه الظروف بالفعل المعيار الذي سيسودأوروبا خلال 50 عاماً.‏ ووفق ما كانت تشيرإليه النماذج،‏ فقد تميز ذلك العام بانخفاض‏المهاصيل في الجنوب،‏ وتحسنها في الشمال:‏فلقد انخفض‏ حصاد الذرة والشمندر بنسبة% 25 في إيطاليا،‏ في حين انخفض‏ حصادالقمه بنسبة % 30 في البرتغال.‏ في فرنسا،‏انخفض‏ حصاد الذرة بنسبة % 25 وحصادالقمه بنسبة %. 10 في المقابل،‏ ارتفع حصادالشمندر بنسبة % 25 في إيرلندا،‏ وبنسبة% 5 في السويد والدنمارك.‏تكيف مكلف للغايةلكن،‏ إذا كان اعتماد الزراعة على المناخكبيراً‏ جداً،‏ إلا أنه ليس‏ مطلقاً‏ بهال منالأحوال.‏ فالزراعة مشل أي نشاط بشري،‏تعتمد على العديد من الخيارات الاجتماعيةالمختلفة.‏ وثمة تدابير متعددة تسمهبتخفيف آثار ظاهرة الاحتباس‏ الهراري،‏كالري على سبيل المشال،‏ واختيار أصنافنباتية أكثر قدرة على المقاومة،‏ وسلالاتحيوانية قوية،‏ وتقنيات زراعية متطورة،‏ووضع أشجار توفر الظل،‏ إلخ.‏لا شك في أن أغنى بلدان العالم ستضع هذهالاستراتيجيات موضع التنفيذ.‏ في المقابل،‏فإن أفقر المناطق في العالم تعاني بالفعلمن الرعي المفرط واستنزاف التربة وتأكلها،‏بسبب الممارسات الزراعية غير الملاءمة...‏ومن الواضه أنه،‏ للصمود في وجه آثارالاحترار،‏ قد تحتاج القارات الأسوأ‏ مصيراً‏إلى مساعدات زراعية وعلمية،‏ فضلاً‏ عناستشمارات كبيرة.‏ ويبقى السوءال ما إذا كانالغرب،‏ وهو الذي يمتلك الخبرة ورأس‏ المال،‏سيقدم هذه المساعدة أو سوف يتكيف معالكارثة المقبلة.‏التأثيرات على البشر59


المنشآت البشرية‏ُصممت المباني السكنية،‏ ومحطات الطاقة النووية،‏ والجسور والسدودوجميع المباني،‏ لتدوم عقوداً‏ من الزمن،‏ ولتتهمل بالتالي التغير المناخي.‏أضرار مكلفة جداً‏مما لا شك فيه أن شركات التأمين تُعتبر الفاعليات الاقتصادية الأكثر قلقاً‏ حيال ظاهرةالاحتباس‏ الهراري.‏ إن هذه الشركات تحديداً‏ هي التي أبدت ومنذ زمن طويل اهتمامهابهذه الظاهرة،‏ بعد أن دق إعصار أندرو الذي ضرب الولايات المتهدة في عام 1992 ناقوس‏الخطر،‏ بسبب الخساءر الفادحة الموءمن عليها التي نتجت عنه،‏ والتي بلغت أكثر من 20 مليوندولار.‏ إن تزايد هذا القلق يمكن فهمه جيداً؛ فكلفة ارتفاع الهرارة بمعدل 3 درجات،‏ وارتفاعمستوى البهر بمعدل 50 سم،‏ استناداً‏ إلى ما تشير إليه التوقعات،‏ قد تكون مرتفعة جداً،‏ علماً‏بأن كلفة الأضرار المناخية الهالية تتخطى الألف مليار كل عام.‏ذوبان جليد التربة الصقيعيةسبق أن لاحظت البلدان الأكثر برودة في العالم،‏ أن التربة الصقيعية ‏(التي تشغل حوالى ربعمساحة الأرض)‏ بدأ‏ جليدها يذوب بشكل مشير للقلق،‏ في حين لا يزال العالم في مراحل مبكرةجداً‏ من التغير المناخي.‏ ويُعتقد أنه بهلول عام 2080، سيذوب ما نسبته بين 20 إلى % 35من مساحة التربة الصقيعية.‏وإذا كان ذلك جيداً‏ بالنسبة إلى الزراعة،‏ فهو ليس‏ كذلك في ما يتعلق بالمنشآت الإنسانية.‏ فيالواقع،‏ تتميز التربة الصقيعية بقساوة تضاهي قساوة الهجر،‏ ومنذ 20 أو 30 عاماً‏ لم يأت ببالأحد أنها قد تذوب يوماً.‏ وسيوءدي الضعف الذي قد سيطال التربة الصقيعية،‏ إلى إضعاف المبانيوالبنى التهتية،‏ مشل الطرق والجسور وخطوط الكهرباء،‏ إلخ.‏ القاءمة على أراض‏ جليدية.‏من المتوقع أيضاً‏ أن تشهد الأرض‏ تحركات،‏ قد يهدد خطرها شبكاتالأقنية المدفونة ‏(لاسيما خطوط الأنابيب).‏ إن % 60 من مساحة دولمشل روسيا ‏(وكذلك كندا والدول الاسكندنافية)‏ تغطيها التربة الصقيعية،‏وبالتالي ستضطر هذه الدول إلى القيام بأعمال تعزيز وتقوية مكلفةللغاية في المستقبل.‏ إلا أن الأمور لا تتوقف عند هذا الهد؛ إذ كما يزيدذوبان جليد التربة الصقيعية من تأكل السواحل والأنهار،‏ ومن مخاطرالانهيارات الأرضية،‏ يترك الاحترار تأثيراً‏ كبيراً‏ على المناطق الجبلية،‏وخصوصاً‏ في جبال الألب،‏ إذ يساهم بشكل خاص‏ في زعزعة استقرارالمنهدرات،‏ ويزيد من الانهيارات الشلجية والأرضية والطينية.‏ هناأيضاً،‏ تبدو الأضرار الهتمية التي قد تطال المنازل والبنية التهتيةبشكل خاص‏ ‏(الطرق،‏ سكك الهديد...)،‏ مكلفة للغاية.‏60معجمبنية تحتية:‏مجموع التجهيزاتالاقتصادية والتقنيةلبلد ما،‏ وشبكاتالنقل،‏ والطاقة،‏ إلخ.‏تأكل:‏ مجموعةالنشاطات الخارجيةللعوامل الجوية،‏والمياه والأنهارالجليدية التي توءديإلى تدهور التضاريس.‏


من المرجح أن تلحق زيادة هطول الأمطار أضراراً‏ مكلفة بالمنشآت البشرية ‏(بسبب الانهيارات الأرضيةعلى سبيل المثال،‏ كام نرى في الصورة أعلاه من ولاية كاليفورنيا).‏عمليات حسابية...‏ ما عادت صالحةستشهد بقية مناطق العالم أيضاً‏ تغيرات كبيرة في العقود القليلة القادمة.‏ وسوف تطره هذهالتغيرات المتوقعة الناتجة عن الاحترار المناخي مشكلات تتعلق بتصميم العديد من المرافقوالمنشآت.‏ لنأخذ على سبيل المشال المواقع الهساسة مشل محطات الطاقة النووية،‏ التي تقععادةً‏ على ضفاف الأنهار نظراً‏ لهاجتها إلى التبريد.‏ في الواقع،‏ يجعلها موقعها هذا عرضةلخطر الفيضانات،‏ الذي تم احتساب مستواه بشكل عام مع هامش‏ أمان كبير،‏ لكن من شأنالاحترار المناخي أن يقلّص‏ هذا الهامش‏ بشكل خطير،‏ وذلك من خلال تغير الهيدرولوجياعموماً.‏ في السياق عينه،‏ يراعي تصميم بعض‏ المنشآت الهندسية،‏ مشل الجسور أو المبانيالشاهقة،‏ الظروف المناخية الساءدة،‏ ويأخذ بعين الاعتبار الأحداش الاستشناءية كالعواصفوالرياه،‏ لكن يبدو الآن أن هذا الأمر يجب أن يخضع إلى إعادة نظر.‏التأثيرات على البشر 61


62مولت بلدية بوسطن دراسة أظهرت هشاشة وضعها إزاء ارتفاع مستوى سطح البحر،‏ ما يؤدي الى تفاقمآثار العواصف،‏ واحتامل غمر هذه المنطقة الساحلية المكتظة بالسكان بالمياه.‏إعادة النظر في الهندسة والعمرانعندما نريد إنشاء مبنى ليستمر مدة قرن على الأقل،‏ يتعين علينا منذ الآن أن ننظر ونفكرفي خياراتنا المعمارية،‏ وذلك لتتناسب بشكل أفضل مع متطلبات المستقبل.‏ وبالفعل،‏ شرعالمختصون بتنفيذ برامج بهوش في هذا المجال.‏ فاهتم اليابان،‏ على وجه الخصوص،‏ بتأثير‏«الجزر الهرارية الهضرية»‏ الناتجة عن المدن الكبيرة،‏ ولا سيما أن خبراء هذا البلد يتوقعونارتفاع درجة الهرارة بمعدل يفوق 4 درجات مئوية.‏ في الواقع،‏ تمتص‏ المدن من خلالالمسطهات المزفتة خصوصاً،‏ كميات هاءلة من الإشعاع الشمسي،‏ تجعلها أكثر دفئاً‏ منالمناطق الريفية المهيطة بها ‏(ترتفع حرارة مدينة طوكيو 3 درجات مئوية بالمقارنة معحرارة المناطق المجاورة لها)،‏ لا سيما أثناء الليل.‏ في هذا السياق،‏ الذي ينطبق على عددكبير من المدن الاستواءية،‏ يبدو أن اعتماد ألوان فاتحة للمسطهات والأسقف الخضراء


الكوارث المناخية والتأمينالتكلفة ‏(مبلايني الدولارات)‏أضرار مؤمن عليهاأضرار غري مؤمن عليهامنحنى المعدلاتمنحنى المعدلات700006000050000400003000020000100002000 1995 1990 1985 1980 1975 1970 1965 1960 1955 1950تكاليف الكوارث الناتجة عن الطقس،‏ وفقاً‏ لإحصاءات شركة كبرية لإعادة التأمني.‏ يفسر الإثراء الواسعللمجتمعات بوضوح جزءاً‏ من الارتفاع الملحوظ،‏ لكن ميكن لتغري المناخ أن يؤدي بدوره دوراً‏ معيناً.‏‏(المغطاة بالتربة والنباتات)،‏ وكثرة نوافير وقنوات المياه،‏ قد يعطي نتاءج جيدة إذا ماانتشر على نطاق واسع.‏وينبغي على الدول الأوروبية،‏ إذا كانت هي أيضاً‏ عرضة لموجات الهر،‏ أن تأخذ بعينالاعتبار زيادة نشاط الدورة الماءيةومخاطر الفيضانات.‏في الواقع،‏ أوصت دراسة بريطانية نشرتفي عام 2000، بتصميم المباني بشكليتطابق مع سرعات رياه متزايدة بنسبة5 إلى %، 10 ومع زيادة تدفق الأمطار.‏كما أوصت بتجنب مناطق الفيضاناتوالمناطق الساحلية،‏ ونصهت باختيارمواد مناسبة لدرجة حرارة ونسبة هطولأمطار أكثر ارتفاعاً.‏ تعد تغطية الأسطهبغطاء نباتي أيضاً‏ مسألة حديشة؛ إذ إنهاتتمتع بتأثير مضاد للفيضانات،‏ وذلكمن خلال الهد من جريان المياه السطهي،‏وتساهم في إزالة التلوش !حالة بوسطنقامت مجموعة من الباحشين،‏ من عدة جامعات فيالولايات المتهدة،‏ بتقييم كلفة الضرر الناتج عن ارتفاعمنسوب مياه البهر،‏ الذي يرافقه هبوب العواصفالساحلية في بوسطن الكبرى (101 بلدة)،‏ التي عادة ماتتعرض‏ للفيضانات.‏ تشير النتاءج التي توصلوا إليها،‏والتي نشرت في عام 2003، إلى أن تكلفة الفيضاناتستصل في القرن المقبل إلى 10 مليارات دولار،‏ وذلكمن دون ارتفاع مستويات سطه البهر.‏ ولكن في الواقع،‏ستراوه هذه التكلفة في مكانٍ‏ ما بين 25 مليار و‎98‎مليار دولار،‏ وفقاً‏ لتدابير التكيف التي ستعتمدها المدينة‏(وضع قيود على البناء،‏ تشييد تجهيزات للهماية،‏ إلخ.).‏إلا أن الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار احتمال زيادةتواتر وشدة العواصف ‏(وهو أمر ممكن،‏ ولكن غير مشبت):‏فارتفاع المياه وحده يسبب تلقاءياً‏ هذه النتيجة.‏التأثيرات على البشر63


بعض من الجيوسياسيةقد يوءدي الضغط الإضافي الناجم عن تغير المناخ ، في عالم غير مستقر،‏إلى هجرة غير منضبطة أو حتى إلى نزاعات مختلفة.‏تفجر الصراعاتيفتقر عالم اليوم إلى المساواة والاستقرار الجيوسياسي بشكل كبير،‏ ويخضع لمنافسةاقتصادية قاسية تمر بمرحلة من الشمولية والتصعيد،‏ تشمل الدول فضلاً‏ عن الموءسسات.‏لقد بات هذا الكوكب مقر الكشير من النزاعات المسلهة مختلفة الهدة،‏ ومسرحاً‏ يشهد هجرةغير مسبوقة في التاريخ.‏ وفي هذا السياق،‏ لا بد من أن تشير التغيرات المناخية توتراً‏ إضافياً،‏يدفعنا إلى الشك في إمكانية إدارته بهكمة وإنصاف،‏ بالنظر إلى الأحداش الراهنة.‏المياه،‏ مورد يزداد ندرةلنأخذ على سبيل المشال قضية المياه،‏ التي قال عنها بطرس‏ غالي،‏ الأمين العام السابق للأممالمتهدة،‏ أنها ستكون سبب الهرب المقبلة في الشرق الأوسط.‏ تعد المياه سلعة نادرة بسبباحتياجات الإنسان المتزايدة ومتطلبات الري،‏ حيش يستهلك الإنسان اليوم حوالى % 10من إجمالي تدفق الأنهار في العالم.‏ إلا أن هذاالرقم يشير إلى المتوسط العالمي،‏ وهو أعلى منذلك بكشير في بعض‏ البلدان،‏ إذ يصل في الهندعلى سبيل المشال إلى %، 75 الأمر الذي يتركمجالاً‏ ضئيلاً‏ للنمو.‏ اليوم،‏ يعيش‏ 1.4 مليارشخص‏ بأقل من 1000 متر مكعب من المياهللشخص‏ الواحد في السنة ‏(استهلاك أسبوعواحد من المواطن الأوروبي)،‏ ويتوزع هوءلاءبصورة أساسية في جنوب آسيا،‏ وجنوب شرقآسيا،‏ والشرق الأوسط وحول البهر الأبيض‏المتوسط.‏ إلا أن الموارد ستشه من دون شك فيهذه المناطق،‏ وسيزداد في المقابل عدد السكان.‏ويقدر عدد السكان الذين سيعانون من تراجعالموارد الماءية بصورة ملهوظة بما بين 700مليون و‎2.4‎ مليار شخص.‏ وتشير تقديراتحديشة إلى أن تدفق أنهار دجلة والفرات والسندوبراهمابوترا سينخفض‏ بمعدل 27 25، 22،و‎14‎ % على التوالي،‏ في حين سيرتفع منسوب64قد تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى تفاقمالتوترات الاجتامعية التي تغذي الإرهاب،‏ من خلالزيادة التفاوت على الصعيد العالمي،‏ وفي ظل ندرةبعض الموارد.‏ فهل نتوقع «11 سبتمبر»‏ آخر؟


الأنهار الصينية الكبرىإلى حد كبير،‏ وكذلك الأمربالنسبة إلى مياه الأنهارالسيبيرية.‏ ولا يجب أنننسى الأنهار العابرةللهدود ‏(من نهر الأردن إلىنهر النيجر وصولاً‏ إلى نهرالدانوب ونهر السند)،‏ والتييمكن أن يتفاقم الصراعحول طريقة استعمالمياهها...‏ ولا بد من الإشارةإلى أن الزراعة الأمريكيةتعتمد أيضاً،‏ في جزء منها،‏على طبقات المياه الجوفيةوالمياه الأحفورية،‏ التيبدأت تنضب.‏هجرات مناخية؟ستشكل مسألة الاكتفاءيُخشى أن يرتفع عدد ‏«لاجئي المناخ»‏ أكرث فأكرث،‏ لا سيام فيظل تصحر بعض المناطق ‏(تنقل الصورة هذه الواقع عند الحدودبني الصومال وكينيا).‏الذاتي الغذاءي أيضاً‏ مصدراً‏ لضغوط كبيرة.‏ فقد تولد آثار الاحترار العالمي المجاعاتالدورية في العديد من البلدان،‏ أو على الأقل نقص‏ تغذية مزمن،‏ خصوصاً‏ في المناطقالتي توسع التصهر فيها حالياً.‏ سيعاني المغرب العربي على سبيل المشال،‏ بهسب بعض‏الدراسات،‏ انخفاضاً‏ في معدل هطول الأمطار يصل إلى %، 40 في حين سترتفع الهرارة فيهبمعدل قد يصل إلى درجتين مئويتين،‏ ما سيزيد من الصعوبات التي تحيط بالزراعة.‏ تبعاً‏لذلك،‏ سترتفع أعداد اللاجئين،‏ وهي أعداد ستضاف على الصعيد العالمي إلى أعداد النازحينبسبب ارتفاع مستوى سطه البهر.‏ ولقد قدّر رءيس‏ اللجنة الدولية للتغيرات المناخية موءخراً،‏أن عدد الأشخاص‏ الذين سيهجرون مناطقهم نتيجة لعوامل مناخية سيصل في عام 2050إلى 150 مليون شخص،‏ إلا أن هذا الرقم يبقى من دون شك عرضةً‏ لتغييرات كبيرة.‏ ومنالمعروف أن العصابات المسلهة تجد في المهاجرين صيداً‏ ثميناً‏ لناحية تجنيد اللصوص،‏وأن بوءسهم يوءدي إلى عواقب صهية وخيمة،‏ وأن كلفة هجرتهم تشقل كاهل المجتمع بشكلكبير.‏ بالإضافة إلى ذلك،‏ يساهم توسع رقعة البوءس‏ في دول الجنوب في زيادة تدفق الناس‏إلى الدول الأكثر غنى،‏ تدفق تكثر فيه أعمال القمع والمضايقات الواسعة الانتشار والتييصعب ضبطها.‏ في الواقع،‏ لن يبقى أحد بمنأى عن التغيرات المتوقعة،‏ وبالتالي فإن معركةالتخفيف من حدتها تعني سكان الكوكب أجمع.‏التأثيرات على البشر 65


يستمر انبعاث غازات الدفيئة البشريةفي النمو،‏ على الرغم من تعاليصرخات علماء المناخ.‏ إلا أن توزع هذهالانبعاثات على مستوى كوكبنا متفاوتللغاية:‏ فسكان الدول الغنية يلوثونعشرين مرة أكثر من سكان الدول الفقيرة.‏تنتج الانبعاثات عن مصادر متعددة:‏ منطعامنا،‏ من نظم التدفئة في منازلنا،‏ مناستهلاكنا للمنتجات المصنعة،‏ من وسائلالنقل التي نستعمل...‏ وتنتج كذلك عنجشع انسان بالطاقة،‏ كما عن المكانةالتي يحتلها النفط في المجتمع.‏يتطلب إنتاج الفولاذ الكثري من الطاقة،‏ ويسبب بالتاليانبعاث كميات كبرية من ثاين أكسيد الكربون.‏


من المسؤول عنظاهرة الدفيئة ؟


ٍالانبعاثات العالميةيتراكم ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى في غلافنا الجوي كلعام جراء الأنشطة البشرية،‏ وتشهد الأرقام في هذا السياق تزايداً‏ مطرداً‏ .تمتص الطبيعة نصف الانبعاثاتيراوه مقدار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن نشاطات الإنسان بين 6 و‎7‎ مليار طنمن مكافئ الكربون سنوياً‏ ‏(وغالباً‏ ما تستخدم وحدة القياس‏ هذه التي تستند إلى الاحتباس‏الهراري المتولد).‏ ويرجع ذلك أساساً‏ إلى احتراق الوقود الأحفوري ‏(النفط والغاز الطبيعيوالفهم)‏ وإلى صناعة الأسمنت.‏ يسهل الهصول على هذا الرقم الدقيق،‏ إذ توءمنه الإحصاءاتالصناعية المتقنة جداً‏ والموثوقة.‏ ولكن لا بد من إكماله بإحصاءات أخرى يصعب تقديرها.‏الرقم الأساسي هو ذلك الذي يتعلقبانبعاثات الكربون الناتجة عن إزالةالغابات في المناطق المدارية،‏ والتيتقدر بين 1 و 2 جيغا ‏(مليار)‏ طن سنوياً.‏تخزن الغابات كميات كبيرة من الكربونفوق سطه الأرض،‏ وكذلك تحته.‏ كمالا يولّد استثامر الأخشاب،‏ إذا متت زراعة الغاباتفي شكل دائم،‏ أية انبعاثات؛ إذ متتص الأشجار المزروعةالكربون المنبعث من احتراق تلك التي سبق وتم قطعها.‏68يوءدي قطع الأشجار واستبدالها بأراض‏زراعية تتميز بمستوى ضئيل جداً‏ منالكربون،‏ إلى انبعاش كميات أكبر منهذا العنصر.‏لهسن الهظ،‏ لا يبقى الكربون المنبعشمن هذه المصادر المختلفة في الغلافالجوي،‏ إذ يمتص‏ المهيط حوالي 2 جيغاطن في السنة،‏ في حين يمتص‏ الغلافالهيوي المهيط بالأرض‏ - في المناطق المعتدلة - بين 1.6 و 4.8 جيغا طن ‏(علماً‏ أن الأرقامهذه لا تزال موضع جدل).‏ وفي المجموع،‏ يعادل الميزان المناخي الصافي ‏(الكمية المنبعشةناقص‏ الكمية التي تم امتصاصها)‏ زيادة بنهو 3.2 جيغا طن سنوياً.‏الهدف:‏ 500 كيلو غرام من مكافئ الكربون لكل شخصلا بد من الإشارة إلى أننا وصلنا إلى مستويات من تركز انبعاثات غازات الدفيئة في الغلافالجوي،‏ لم يسبق أن شهدها العالم منذ مليون سنة.‏ لتجنب زعزعة استقرار مناخنا بشكل كامل‏(هذا إن لم يكن الأوان قد فات بعد)،‏ لا بد من وضع حد لهذه الزيادة في أسرع وقت ممكن.‏وبالتالي يفرض‏ المنطق أن نخفض‏ من هذه الانبعاثات بنسبة 3.2 جيغا طن سنوياً،‏ كي


المواصلاتخلفت حرية التنقل وسهولته اللذان وفرهما محرك الاحتراق إدماناً‏حقيقياً‏ على اقتناء السيارات،‏ إدمان يدفع المناخ كلفته المرتفعة.‏إسهام بما لا يقل عن % 25 من غازثاني أكسيد الكربونيعد تطور وساءل النقل غير العادي،‏ الذي شهده القرن الماضي،‏ سمة رءيسية من سماتعالمنا.‏ ولقد أشار الموءرخ الأمريكي جي آر ماكنيل إلى السيارة بوصفها الاختراع الذي تركأخطر العواقب الاجتماعية والبيئية في القرن العشرين.‏ وتشير الإحصاءات الصادرة عنوكالة الطاقة الدولية إلى أن وساءل النقل تستهلك % 20 من الطاقة العالمية،‏ وتصدر % 24من مجموع ثاني أكسيد الكربون الذي تصدره البشرية.‏لكن هذه الإحصاءات تقلل في الواقعمن مكانة السيارات في عالمنا،‏ إذ لابد من أن نأخذ أيضاً‏ بعين الاعتبارتكلفة الطاقة المترتبة على بناءوصيانة الشبكات الضخمة للطرقوالأوتوسترادات التي تتطلبهاالسيارات،‏ والآخذة في التوسع أكثرفأكثر،‏ لا سيما في البلدان الأقلنمواً.‏في نهاية القرن العشرين،‏ تجاوزتشبكة الطرقات في الولاياتالمتهدة 5،5 مليون كم ‏(علماً‏ أنشبكة السكك الهديد هي أقل من ذلكبعشر مرات)،‏ في حين أن المساحةفي الولايات المتحدة،‏ تم تنفيذ كل مشاريع إشغال الأراضيعلى أساس نفط رخيص الثمن.‏ إن الخروج من هذا المنطقسيكون أكرث إيلاماً.‏70المخصصة للسيارة ‏(بما في ذلكالطرق والمواقف)،‏ تراوه نسبتهابين 5 و‎10‎ % من إجمالي مساحةالأراضي في أوروبا واليابانوالولايات المتهدة.‏ ولا بد أيضاً‏ من احتساب استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون الناتجةعن صناعة السيارات.‏ وقد كشفت دراسة ألمانية تعود إلى التسعينيات،‏ أن إنتاج سيارة يبلغوزنها طناً‏ واحداً،‏ يولد 29 طناً‏ من النفايات؛ بمعنى أن تصنيع سيارة يلوش الهواء بالمقدارعينه الذي تلوثه قيادتها لمدة 10 سنوات!‏


وهو المعدل الذي نطمه إليه).‏ أما حين نعلم أنالشاحنة تستهلك وقوداً‏ أكثر من السيارة الكبيرة،‏فسنلاحظ عندءذٍ‏ الضرر الهالي الذي يتركه نقلالبضاءع براً‏ على الخارطة المناخية.‏ وهكذا فإنالتدابير الرامية إلى تحرير التجارة الدولية تساهمبطبيعة الهال في تطوير هذا الاتجاه.‏القطار والحافلات،‏ وسائلنقل أكثر اقتصاداً‏يصدر النقل بالسكك الهديدية في مختلف الهالاتانبعاثات أقل بكشير من تلك التي تصدرهاالسيارات.‏ مع ذلك،‏ ولإصدار حكم دقيق علىينتشر الإدمان على السفر بشكل كبريفي البلدان الغنية،‏ ما يزيد من ازدهار النقلالجوي،‏ والاضطراب المناخي الذي يسببه.‏72سر الطخرور ‏(السحاب الرقيق)‏يتهم العلماء منذ سنوات عديدة الطاءراتبتوليد غيوم على ارتفاعات شاهقة‏(الطخرور)،‏ تتكون من بلورات الشلج،‏ وتعدعلى الأرجه مسوءولة عن ظاهرة الاحتباس‏الهراري الخطيرة.‏ إلا أن ديناميات الغلافالجوي العلوي حيش تحلق الطاءرات وحيشيتشكل الطخرور،‏ لا تزال غير مفهومةبوضوه،‏ وبالتالي تبقى المسألة مفتوحةللنقاش.‏ قد يصل تأثير الطخرور حتىمضاعفة التأثيرات المناخية الناجمة عنالطيران،‏ وقد يوءدي إلى عواقب مقلقة جداً.‏الآثار المناخية التي يخلفها القطار،‏ من المهم أن نعرف مصدر الكهرباء المستعمل لتهريكه،‏إذ تختلف كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعشة وفقاً‏ للطريقة التي تُنتج بها الكهرباء.‏ وبالتاليتولد القطارات في فرنسا ‏(البلد الذي يضم طاقة نووية مهمة جداً)‏ حوالي 3 غرامات منمكافئ الكربون لكل راكب في الكيلومتر الواحد،‏ في حين يتخطى هذا الرقم 20 غراماً‏ فيالمملكة المتهدة حيش تُستعمل طاقة مستمدة أساساً‏ من مصدر أحفوري.‏ويقع معظم الأرقام التي تسجلها الدول الأوروبية الأخرى بين هذين المعدلين،‏ تبعاً‏ لعددمحطاتها النووية وأهميتها،‏ وحداثة محطاتها الهرارية،‏ وعدد السدود لديها،‏ إلخ.‏ أما الهافلةفتتخطى القطار مع معدل يقارب 25 غراماً،‏ وبذلك تحافظ على مستويات معقولة نسبياً.‏الطيران،‏ الوسيلة اكثر تلويثاً‏تعد الطاءرة وسيلة النقل التي تشهد حالياً‏ أسرعنسبة نمو،‏ في حين تبدو إلى حد ما أكثر الوساءلإصداراً‏ للانبعاثات.‏ في الواقع،‏ تصدر الطاءرةكميات من ثاني أكسيد الكربون لكل راكب فيالكيلومتر الواحد تفوق الكميات التي تصدرهاسيارة كبيرة.‏ إلا أنها تصدر وفي الطبقات العاليةمن الغلاف الجوي أنواعاً‏ أخرى من الغازات لاسيما أكسيد النيتروجين.‏ وتوءدي هذه الغازات إلىتشكل كشير من الأوزون ‏(وهو أحد أنواع غازاتالدفيئة)،‏ لذلك يزيد وجودها من خطر تأثير ثانيأكسيد الكربون بنسبة %. 60 وبالإضافة إلى ذلك،‏تصدر الطاءرات سهباً‏ على شكل خطوط بيضاء


قد يؤثر الطخرور الناتج عن تحليق الطائرات على ارتفاعات شاهقة بشكل كبري على المناخ.‏طويلة ورفيعة وأثرها في زيادة نسبة الاحتباس‏ موءكد،‏ لأن هذا النوع من السهب المرتفعةيهجز بفعالية الأشعة ما دون الهمراء المنعكسة،‏ في الوقت الذي يسمه لكميات كبيرة منالإشعاع الشمسي بالوصول إلى سطه الأرض،‏ فيضاعف كل ذلك من تأثير انبعاثات ثاني أكسيدالكربون فقط.‏ لقد عرف الطيران،‏ منذ عام 1970، نمواً‏ بلغ معدله % 4.5 سنوياً،‏ وهو إيقاع أسرعحتى من إيقاع نمو السيارة،‏ وذلك على الرغم من المشاكل النفطية.‏ وبالكاد أبطأت هجمات 11أيلول/سبتمبر 2001 سرعة هذا النمو،‏ إذ عوضت معدلات النمو التي كانت ضمن خانة الرقمينفي عام 2004 هذا التباطوء العرضي.‏ وتتوقع الشركات كافةً‏ نمواً‏ يزيد على % 5 سنوياً‏ لقطاعينقل الركاب والبضاءع...‏ الأمر الذي يزيد استناداً‏ إلى وجهة نظر حسابية هذه الانبعاثات بنسبةثلاثة أضعاف بهلول العام 2050، أو حتى أكثر من ذلك إن لم نشهد تقدماً‏ تقنياً.‏وقود غير خاضع للضرائبلا بد من الإشارة هنا إلى أن الطيران الدولي معفى تماماً‏ من الضراءب المفروضة على الوقود،‏بموجب اتفاق تم توقيعه في عام 1944 في شيكاغو،‏ والذي سعى حينذاك إلى تنظيم الطيرانالمدني بعد الهرب وتطويره.‏ نتيجةً‏ لذلك،‏ بات الطيران المدني الدولي يستفيد اليوم من دعمكبير؛ إذ يشتري ليتر الوقود بسعر أقل بأربع أو خمس‏ مرات من السعر المتاه للأفراد في أوروباالغربية.‏ علاوةً‏ على ذلك،‏ تمكن الطيران المدني من التفلت تماماً‏ من القيود التي يفرضهابروتوكول كيوتو،‏ على أساس‏ أنه كان من الصعب جداً‏ تحديد الجهة المسببة للانبعاثات ‏(البلدالذي تنتمي إليه شركة الطيران أو بلد الركاب المسافرين)‏ . لذلك،‏ لا يمكن إلا أن نلاحظ بكلأسف أن وسيلة النقل الأقل إصداراً‏ للانبعاثات،‏ أي القطار،‏ هي الوسيلة التي تشهد أقل معدلاتنمو،‏ تماماً‏ كالباخرة،‏ في حين أن وساءل النقل التي تصدر كميات كبيرة من الانبعاثاتكالسيارة ‏(لاسيما الرباعية الدفع التي باتت أكثر رواجاً)‏ والطاءرة،‏ تشهد تطوراً‏ مطرداً.‏من المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟73


الانبعاثات المتعلقةبنظامنا الغذائيأدت التهولات التي طرأت على أسلوب حياتنا إلى ازدهار الزراعةالإنتاجية والصناعات الغذاءية اللتين تصدران كميات كبيرة من غازاتالدفيئة.‏زراعة منتِجة...‏ وملو ِّثةحققت الزراعة في خلال القرن العشرين قفزة غير عادية على صعيد الإنتاجية،‏ إذ نجهتفي إطعام سكان العالم الذين تضاعف عددهم أربع مرات في خلال قرن من الزمن ‏(علماً‏أن أسباب المجاعات التي شهدها العالم في خلال هذه الفترة كانت سياسية)،‏ في حين أنمساحة الأراضي الزراعية لم ترتفع إلا بمقدارين.‏ إلا أن هذا النجاه تم على حساب تحولاتهامة أدت إلى عدد من النتاءج السلبية.‏وأهم هذه التهولات على الإطلاق تتجلىفي أن الزراعة قد أصبهت نشاطاً‏ يعتمدفي شكل وثيق على الوقود الأحفوري.‏ منوجهة نظر معينة،‏ بات الإنسان يأكل اليومنفطاً‏ محولاً!‏ يعزى السبب في ذلك في المقامالأول إلى مكننة القطاع،‏ الذي أدى بدورهإلى انخفاض‏ كبير في عدد المزارعين،‏ حيشلا يمشل هوءلاء في معظم البلدان المتقدمة،‏بما في ذلك الدول المصدرة،‏ إلا % 5 منالسكان؛ تشير الهسابات إلى أن مزارعاً‏أمريكياً‏ يطعم اليوم أكثر من 70 شخصاً.‏ويترجم هذا الأمر باعتماد الآلات في كلمجال ‏(جرارات،‏ حصادات،‏ حلابات...)‏وباستهلاك متزايد للوقود.‏ ازداد عددالجرارات الزراعية في العالم من 300000في العام 1920 إلى عشرة ملايين في العام1960، ليصل في أواخر القرن العشرين إلىما يقارب 30 مليون جرار ذات قوة متنامية،‏ما يساهم أيضاً‏ في ازدياد الانبعاثات.‏74ماذا عن الزراعة العضوية؟مما لا شك فيه أن الزراعة العضوية لا تخلومن الانبعاثات،‏ فهي زراعة ممكننة وتتطلبأسمدة طبيعية تولد أول أكسيد النيتروجينفيما يولد سماد الماشية العضوي غاز الميشان.‏إلا أن هذا النوع من الزراعة لا يتطلب مبيداتحشرية أو أسمدة صناعية،‏ وبالتالي تصدركميات أقل من مكافئ الكربون من تلك التيتصدرها الزراعة غير العضوية بنسبة %. 30بالإضافة إلى ذلك،‏ تحمي الزراعة العضويةالبيئة في العديد من المجالات الأخرى.‏ تبلغنسبة الخسارة في محاصيل الزراعة العضويةحوالي %، 30 لهذا يتطلب الهصول على كميةالمهاصيل عينها زيادة الأراضي المزروعةبهوالي الشلش مع استعمال الكميات نفسهامن الأمور الأخرى.‏ في الولايات المتهدةالأمريكية،‏ يُستخدم % 80 من الأراضيالزراعية لتغذية الهيوانات،‏ في حين يُستخدم% 60 من الأراضي في أوروبا الغربية للغرض‏عينه.‏ وبهذا فإنه من الممكن عند تخفيض‏استهلاكنا من اللهوم في شكل كبير،‏ تحويلزراعتنا إلى نشاط ‏«نظيف».‏


تستند عوائد الزراعة الصناعية المرتفعة جداً‏ إلى استهلاك كميات كبرية من النفط،‏ ما يؤدي إلى انبعاثكميات كبرية من ثاين أكسيد الكربون.‏أسمدة ومبيدات لا غنى عنهاعلاوةً‏ على ذلك،‏ أصبهت الزراعة مستهلكاً‏ شرهاً‏ للمبيدات والأسمدة.‏ لا شك في أن الأصنافالهديشة مرتفعة الإنتاجية،‏ إلا أنها غير قادرة على النمو من دون هذا الدعم الصناعي.‏ لكنالأسمدة والمبيدات الهشرية ‏(علماً‏ أن الأخيرة مصنوعة من مشتقات البترول)‏ تحتاج إلىالتصنيع والنقل،‏ الأمر الذي يستهلك طاقة ويصدر انبعاثات.‏ بالإضافة إلى ذلك،‏ توءديالأسمدة النيتروجينية إلى إنتاج أول أكسيد النيتروجين،‏ وهو أحد أنواع غاز الدفيئة الذييتميز بقوة تفوق قوة ثاني أكسيد الكربون ‏(مع حجم مساوٍ‏ ).ارتفاع استهلاك اللحومولا يجب أن ننسى أن طعامنا بات يعتمد على اللهوم أكثر من ذي قبل.‏ يستهلك سكان البلدانالمتقدمة نهو 100 كلغ من اللهم للشخص‏ الواحد في السنة.‏ ومن المعلوم أن اللهوم تولدانبعاثات كبيرة.‏ فإنتاج اللهم يتطلب في البداية علف الهيوانات لتسمينها،‏ من خلال حبوبتنتجها الزراعة الصناعية.‏ ويهتاج علف الهيوانات إلى كميات كبيرة من الهبوب؛ إذ يتطلبإنتاج كيلوغرام واحد من لهم البقر حوالي 50 كلغ من الهبوب.‏ غير ذلك،‏ من الضروري بناءحظاءر مناسبة لهذه الهيوانات وتدفئتها.‏ أخيراً،‏ تطلق الماشية كميات كبيرة من غاز الميشانفي الهواء لزوم عملية التخمير المرافقة للهضم.‏ ويضاف إلى ذلك الانبعاثات الناجمة عنمن المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟ 75


أدت عولمة الزراعة إلى تدفق كميات غري معقولة من السلع من دول نصف الكرة الجنويب ‏(في الصورةدراق من جنوب أفريقيا)‏ إلى المدن الأوروبية والأمريكية.‏إنتاج مختلف منتجات الألبان ‏(الزبدة،‏ والهليب،‏ والجبن...).‏ وبهذا،‏ يصدر استهلاك كيلوغرامواحد من لهم العجل 12 كيلوغراماً‏ من مكافئ الكربون،‏ وهي كمية تعادل تلك الصادرة عنمشوار في السيارة لمسافة 200 كلم!‏ كذلك فإن استهلاك كيلوغرام من الزبدة يولد 3 كلغ منالكربون،‏ أي الكمية ذاتها التي تصدرها سيارة تسير لمسافة 50 كلم.‏أما أنواع اللهوم الأخرى مشل الدواجن فتصدر انبعاثات أقل بعشرين مرة من اللهومالمذكورة أعلاه،‏ إلا أنها تبقى أكثر من تلك المنبعشة من النباتات.‏ مع ذلك،‏ تضاعفت خلالالقرن العشرين كمية اللهوم المستهلكة للفرد الواحد سنوياً‏ مرتين أو ثلاش مرات في الدولالغربية.‏ وعلى الصعيد العالمي،‏ ازدادت الكمية بنسبة % 60 على مدى السنوات الأربعينالماضية،‏ لتصل إلى 37 كلغ في العام 1998. أما بالنسبة إلى تعداد الأبقار،‏ فقد تضاعفأربع مرات منذ بداية القرن ‏(ليصل إلى 1.3 مليار رأس‏ في عام – 2001 باستشناء الجواميس).‏أما تعداد الخنازير فقد تضاعف 11 مرة ليصل إلى 922 مليون رأس،‏ في حين تضاعف تعدادالدواجن ‏(الدجاج)‏ عشرين مرة،‏ ليصبه اليوم 14.8 مليار طير في مختلف أنهاء العالم.‏مواد غذائية جوالةبالإضافة إلى ذلك،‏ باتت الأسواق العالمية وجهة المنتجات الزراعية،‏ بعد أن كان هدف76


الزراعة الأساسي على مدى آلاف السنين ينهصر في تلبية الاحتياجات المهلية،‏ أو علىالأكثر الإقليمية.‏ ففي الفترة الممتدة بين عامي 1968 و‎1998‎‏،‏ زادت التبادلات الزراعيةبنسبة % 184 ، في حين زاد الإنتاج بنسبة %. 84 كذلك شهد التصنيع الغذاءي - وهوصناعة تحويلية للمنتجات الزراعية - تطوراً‏ مماثلاً.‏ وقد نتج عن ذلك كله انفجار فيالتبادلات وبالتالي في حركة نقل السلع والمنتجات الزراعية والغذاءية.‏في فرنسا،‏ تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن هذا النشاط يستهوذ على % 35 من حركةالشاحنات،‏ أما في بريطانيا فيستهوذ على % 40 منها.‏والجدير بالذكر أن نسبة كبيرة من المنتجات المنقولة تتألف من أنواع بسيطة وليست منالسلع التي لا تستطيع البلدان المستوردة إنتاجها؛ فعلى سبيل المشال استوردت المملكةالمتهدة 126 مليون لتر من الهليب في العام ، 1997 في حين أنها صدرت 270 مليون لتر فيالعام عينه!‏ وقد أشارت دراسة أمريكية تناولت سلة نموذجية تتألف من 26 منتجاً،‏ إلى أنالبضاءع تجول حول العالم ست مرات (241 ألف كلم)‏ قبل أن تصل إلى المستهلك!‏ غير ذلك،‏أصبهت الطاءرة تُستخدم أكثر فأكثر لنقل البضاءع،‏ علماً‏ بأنها تصدر كميات من مكافئالكربون تزيد على تلك التي تصدرها الباخرة بخمسين مرة.‏ وهكذا فإن كيلوغراماً‏ واحداً‏ منالتفاه تستورده أوروبا من جنوب أفريقيا مشلاً‏ يصدر 3 كلغ من مكافئ الكربون في مقابلثلاثة غرامات فقط - أي أقل بألف مرة - في ما لو أُنتج محلياً.‏صناعة المواد الغذائية تحتل مكانةً‏ مرموقة في العالمأخيراً،‏ يعد تصنيع الأغذية الزراعيةمصدراً‏ لكميات كبيرة من انبعاثاتغازات الدفيئة.‏ تتعدد الأطباق والوصفاتالتي يمكن تحضيرها وتختلف،‏ لكنهاكلها تستهلك كميات كبيرة من الطاقة.‏ففي ما يتعلق بالمواد الغذاءية المجلدة،‏لا بد أولاً‏ من طهيها بهرارة مرتفعة،‏ومن ثم تخزينها في مكان بارد،‏ وأخيراً‏الهرارة مرة أخرى لاستهلاكها!‏ عندالهديش عن التعليب،‏ يصف البعض‏صناعة المواد الغذاءية بالصناعة النهمة.‏فعلى سبيل المشال،‏ تستهلك المملكةالمتهدة،‏ وهي دولة متقدمة،‏ 80 مليونعلبة للتعبئة وعلب أخرى من الألمينيومإن تصنيع الأغذية ‏(تصنيع لحوم الدواجن المبردةوالمغطاة مبسحوق الخبز)‏ مسؤولة عن انبعاثات كبرية.‏فعملية التبريد تحديداً‏ تستهلك كثرياً‏ من الطاقة.‏أو الصلب يومياً،‏ لا يعاد تدوير إلا كمياتضئيلة منها.‏من المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟77


يستهلك عدد كبري من المباين المرموقة ‏(هنا مقر المصرف المركزي الألماين في فرانكفورت)‏ كثرياً‏ من الطاقة،‏لا سيام الأبراج الزجاجية التي تتطلب الكثري من التدفئة والتبريد.‏المهم التأكد من أنها تتوافق مع التكنولوجيا الأمشل في هذا المجال؛ إذ يعيش‏ أكثر من مليارونصف المليار نسمة في مناطق تحتاج بشكل ضروري إلى التدفئة في فصل الشتاء.‏ما الذي يمنع استخدام الخشب والطاقة الشمسية؟يمكن لتسخين المياه أن يكون هو أيضاً‏ ‏«أنظف»‏ مما هو عليه حالياً.‏ فبينما يستعمل الناس‏الكهرباء لتسخين المياه،‏ يعد استعمال الطاقة الشمسية لهذا الغرض‏ خياراً‏ أكثر عقلانيةوملاءمة من استعمال الكهرباء.‏ وقد بينت وزارة الطاقة في الولايات المتهدة،‏ أنه إذا تمتزويد % 10 فقط من المباني في الولايات المتهدة بأنظمة مياه ساخنة تعتمد على الطاقةالشمسية،‏ يمكن تجنب 8.4 مليون طن من الانبعاثات.‏ تنخفض‏ كمية الانبعاثات بشكل كبيرفي المناطق الدافئة التي تستفيد من أشعة الشمس،‏ والتي يعيش‏ فيها مليارات من البشر.‏ويمكن للسكان الذين يعيشون في مناطق لا تستفيد كشيراً‏ من الشمس،‏ والتي تحتاج إلى تدفئة،‏اللجوء إلى الطاقة الشمسية أو إلى مصادر طاقة متجددة أخرى.‏ تعد الطاقة الهرارية الأرضيةالتي تستعمل المياه الساخنة الجوفية،‏ على سبيل المشال،‏ حلاً‏ لا يزال نادر الاستخدام.‏من المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟79


80توفر ثقافة المنزل المنفرد ‏(في الصورة مجمع خاص في الولايات المتحدة)‏ مسكناً‏ أكرث استهلاكاً‏ للطاقة منالمساكن الجامعية،‏ التي تضم كل وحدة منها جدراناً‏ مشتركة مع الوحدات الأخرى.‏ويُعد الهطب،‏ في حال استهصل عليه الإنسان من غابات تخضع للتقليم،‏ وليس‏ من قطعالأشجار بأكملها،‏ مصدراً‏ متجدداً‏ للطاقة.‏ يسمه تطوير هذا الوقود في البلدان التي تضمغابات كبيرة،‏ بالهد من اتساع الهوة بين إنتاج الطاقة واستهلاكها بنسبة كبيرة.‏الحلقة المفرغة للتكييفغير ذلك،‏ يعاني سكان الأرض‏ من مشكلة التكييف،‏ حيش يستأثر ب % 6 من استهلاك الطاقةفي الولايات المتهدة،‏ ولا يزال يهقق معدلات نمو كبيرة في عدد من الدول الأخرى.‏في البلدان الصناعية التي تتمتع طبيعتها بمناخ حار،‏ كاليابان مشلاً،‏ يُعد تكييف الهواءمسوءولاً‏ عن مستويات استهلاك الطاقة المرتفعة جداً‏ في فصل الصيف،‏ الأمر الذي يشكلظاهرة مشيرة للقلق.‏ لماذا؟ لأن تكييف الهواء يقدم مشالاً‏ ممتازاً‏ للأثر الضار غير المباشر الذي


يتركه الاحتباس‏ الهراري.‏ في حال استهلكالإنسان المزيد من الطاقة لتبريد المبانيعند ارتفاع درجة حرارة المناخ،‏ ستولد هذهالطاقة كميات جديدة من الانبعاثات منشأنها أن تزيد من خطورة الوضع.‏وبالإضافة إلى ذلك،‏ لا بد من الإشارة إلى أنجهاز تكييف الهواء الذي يبرد غرفة يزيد منحرارة الغرفة المجاورة أو الهواء الخارجي،‏ما قد يوءدي إلى ارتفاع درجة حرارة الهواءفي شوارع المدن بشكل ملهوظ!‏ غير ذلك،‏يعتمد تكييف الهواء على مبردات تحتويعلى مركبات الكربون الهيدروكلوريةالفلورية،‏ التي تعد من غازات الدفيئة القويةالتي تبقى لفترات طويلة من الزمن،‏ وقدأتت لتهل محل مركبات الكربون الكلوريةالفلورية ‏(الكلوروفلوروكربون أو (CFCلأنها،‏ وبخلاف هذه الأخيرة،‏ لا تضر بطبقةالأوزون.‏ غير أن البعض‏ يعتقد أنها تزيد مننسبة الاحترار أكثر من ثاني أكسيد الكربونب 12 ألف مرة لكل كيلوغرام،‏ وأن قسماً‏ كبيراً‏منها ينتهي به الأمر في الغلاف الجوي،‏ عندانتهاء صلاحية المعدات التي تحتويها.‏تزايد عدد البيوت وحجمهاأخيراً،‏ تستلزم عملية البناء حالياً‏ كميات كبيرة من المواد التي تصدر كميات هاءلة منالانبعاثات،‏ خصوصاً‏ وأنها تنقل بواسطة الشاحنات مسافات طويلة،‏ كما يتطلب إنتاجهاالكشير من الطاقة.‏ فكل طن من الإسمنت على سبيل المشال،‏ يصدر 325 كلغ من مكافئالكربون.‏ وقد قُ‏ د ِّر إجمالي الانبعاثات الناتجة عن بناء منزل ب‎120‎ كلغ من مكافئ الكربونلكل متر مربع.‏ وهكذا يصدر منزل تصل مساحته إلى 100 متر مربع 12 طناً‏ من مكافئالكربون في الغلاف الجوي!‏تزداد نسبة استهلاك الطاقة بغرض‏ التدفئة مع ازدياد مساحة المنزل.‏ إلا أن البيوت تميل اليومإلى التوسع:‏ ففي الولايات المتهدة على سبيل المشال،‏ زادت مساحتها في العام 2000 أكثر منالشلش مقارنة بالعام 1975، حيش يفضل الناس‏ المسكن المنفرد على المساكن الجماعية التيتعد أكثر توفيراً‏ في الطاقة.‏ ويعد استعمال بعض‏ المواد التقليدية،‏ لا سيما الخشب الذي يخزنالكربون ويشكل عازلاً‏ ممتازاً،‏ تدبيراً‏ عملياً‏ سهل التنفيذ.‏من المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟81


انتاج الصناعييهدف مجتمعنا إلى تحقيق النمو،‏ بعبارة أخرى إلى إنتاج مواد مصنعةبكميات أكبر وأكبر.‏ إلا أن كل منتج منها يولد انبعاثات أثناء عمليةالتصنيع.‏إنتاج يتضاعف أربعين مرة خلال قرن من الزمننعلم منذ أكثر من ثلاثة قرون،‏ أن العمليات الصناعية تتطلب كميات هاءلة من الوقود:‏ كانتأولى مصانع الهديد والزجاج تعمل على الخشب،‏ وكان مصنع حديد متوسط الهجم يستهلكألفي هكتار من الغابات سنوياً‏ خلال القرن الشامن عشر...‏ مع بداية الشورة الصناعية،‏اختفت الغابات الأوروبية تقريباً‏ في العديد من الأماكن،‏ تحت ضغط احتياجات المجتمعاتإلى الطاقة!‏ منذ ذلك الهين،‏ زاد التقدم التكنولوجي من كفاءة عمليات الإنتاج،‏ وفي القرنالعشرين،‏ ازداد الإنتاج الصناعي أربعين ضعفاً.‏ وبهذا بات هذا القطاع أحد أكبر مصادرالانبعاثات على كوكب الأرض.‏عمليات إنتاج نهمة للطاقةيتطلب حساب الانبعاثات الناتجة عن صناعة المنتجات التي يستهلكها الإنسان،‏ معرفة دورةحياة هذا المنتج ككل:‏ أي شروط استخراج الخامات،‏ التهولات المتتالية التي تخضع لها والطاقةالتي تتطلبها،‏ ومختلف وساءل النقل المستخدمة.‏ من هنا،‏ يبدو واضهاً‏ أن المستهلك العادييعجز عن القيام بهذا الهساب،‏ في حين يسهل على المصنّعين المعنيين بهذا الشأن القيام به.‏لإشراك الجميع في تحمل المسوءولية تجاه ظاهرة الاحتباس‏ الهراري،‏ يبدو خيار تدوينمعلومات عن الانبعاثات التي يصدرها المُنتَج على عبوته،‏ إلى جانب مكوناته وسعره،‏ خياراً‏جيداً.‏ نلاحظ في المجال الصناعي أن صناعة المواد الأساسية تمشل عادة % 80 من تكاليفمعجمطاقي:‏ متعلق بالطاقةومصادرها.‏82الطاقة المستعملة للمنتَج،‏ بينما يمشل تحضيرها للاستهلاك النهاءيالعشرين في المئة المتبقية.‏ من هنا تأتي أهمية إعادة التدوير،‏ التيغالباً‏ ما تسمه بتهقيق مكاسب بنهو % 40 ‏(ولكن لا بد من أن نأخذفي الاعتبار تكلفة الطاقة الناجمة عن جمع النفايات ونقلها).‏ يتطلبإنتاج المعادن من المواد الخام،‏ على سبيل المشال،‏ كميات كبيرة من الطاقة،‏ لأن العمل علىالمعادن يستلزم درجة حرارة عالية.‏ وبهذا تولد صناعة الصلب 870 كلغ من الكربون لكلطن من الفولاذ المنتج،‏ في حين يصدر الألمينيوم،‏ الذي يستهلك كميات هاءلة من الكهرباء،‏ثلاثة أطنان من الكربون لكل طن منتج!‏حتى صناعة البلاستيك ‏(الذي يتم الهصول عليه عبر مشتقات نفطية)‏ تسبب انبعاش كمياتكبيرة من ثاني أكسيد الكربون،‏ تراوه بين 500 و‎1600‎ كلغ لكل طن منتج.‏


مُنتَج يطلق كميات من الكربون تعادل وزنه تقريباً‏للهصول على فكرة تقريبية جداً‏ عن الانبعاثات الناجمة عن إنتاج المواد التي نستعملها فيحياتنا اليومية،‏ يمكننا أن نأخذ في الاعتبار أن وزنها يفوق بمكافئ الكربون مرة أو مرتينوزنها الفعلي.‏ إلا أن هذا التقدير يبقى بالطبع تقريبياً:‏ فلا شك أن جهاز كمبيوتر محمول،‏مع ما يهتويه من أدوات معقدة ومتطورة وسيليسيوم ومزيج من المعادن،‏ يتخطى هذا الهدبكشير،‏ في حين أن قارورة من المياه المعدنية هي تحت هذا المستوى بكشير ‏(على الرغم منأنه لا يمكن التقليل من أهمية الانبعاثات الصادرة عن نقل المياه المعدنية،‏ التي عادة ماتقطع مسافات طويلة في الشاحنات قبل أن تصل إلى المستهلك خلافاً‏ لمياه الهنفية).‏ إلا أنهذا الواقع يقدم ترتيباً‏ عملياً‏ بهسب الهجم:‏ فغسالة صهون يبلغ وزنها 30 كلغ،‏ على سبيلالمشال،‏ تصدر ما بين 30 و‎60‎ كلغ من مكافئ الكربون.‏تضاف إلى الانبعاثات المذكورة للمنتجات التي نستهلكها،‏ مسألة التغليف التي اتخذتمنهى مَ‏ رَضياً‏ في الدول الصناعية،‏ وذلك لشموليتها.‏ تولّد صناعة الورق والورق المقوىحوالي 500 كلغ من الكربون لكل طن مُ‏ نتَج منها.‏ وقد ترك إلغاء القناني المرتجعة،‏ على سبيلالمشال،‏ واستبدالها بعلب الألمينيوم أو العبوات الكرتونية،‏ أثراً‏ وخيماً‏ على المناخ.‏تتيح إعادة التدوير تجنب مراحل الإنتاج الصناعي التي تستهلك الكمية الأكبر من الطاقة،‏ ومنها علىسبيل المثال إنتاج الألمينيوم الأولي في المصنع البادي في الصورة.‏من المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟ 83


مشكلة الطاقةلا يزال استهلاك الطاقة يزداد في عالمنا بسرعة صاروخية،‏ ويأتي النفطوالغاز في طليعة مصادر الطاقة المستهلكة اليوم،‏ على الرغم من قرباستنفاد مخزونهما.‏عشرة مليارات طن من المكافئ النفطي سنوياً‏يشير الموءرخ جي آر ماكنيل،‏ الذيسبق وأتينا على ذكره،‏ أن الطاقة التييستخدمها الإنسان قد تضاعفت خلالالقرن العشرين 16 مرة،‏ في حين تضاعفتانبعاثات ثاني أكسيد الكربون 17 مرة.‏ويدل التوازي القاءم بين الرقمين علىالكشير:‏ تقع مسوءولية زيادة الانبعاثاتبشكل مباشر جداً‏ على شره الإنسانتجاه الطاقة.‏عرف استهلاك الطاقة انفجاراً‏ مع الشورةالصناعية (1860)، وذلك بفضل اكتشافإمكانات الوقود الأحفوري؛ الفهم أولاً،‏ثم النفط ‏(على نطاق واسع منذ العام1950)، والغاز الطبيعي موءخراً.‏ تمشلأنواع الوقود الأحفوري الآن أكثر من% 80 من استهلاك الطاقة،‏ والذي يصلإلى حوالي 10 مليار طن من المكافئالنفطي في السنة،‏ أو 13000 مليار واط.‏ويبدو عدم المساواة في هذا السياق سمةأساسية من سمات مجتمعنا؛ إذ يستعملالإنسان 2.2 كيلوواط كهد متوسط،‏ إلاأن هذا الرقم يرتفع إلى 11 كيلو واط فيحال كان مواطناً‏ أمريكياً،‏ في حين أنملياري شخص‏ يعجزون عن الهصولعلى أي نوع من أنواع الطاقة التجارية،‏معتمدين فقط على ما يشعلونه منخشب وروش مجفف،‏ إلخ.‏إنتاج الوقود احفوري في المئتي سنة اخيرةالإنتاج ‏(مبلايني الأطنان من مكافئ النفط)‏7000600050004000300020001000نفطفحمغاز طبيعي1980 1940 1900 1860 18202000 1960 1920 1880 184084أطلقت الزيادة غري العادية التي شهدها إنتاج النفطوالغاز خلال القرن العشرين مليارات الأطنان من الكربونفي الغلاف الجوي،‏ بعدما كانت مطمورة في أعامق الطبقاتالجوفية لملايني من السنني.‏


على غرار معظم المدن العصرية،‏ يتطلب هذا الشارع التجاري في طوكيو بأضوائه المبهرة،‏ الكثري من الطاقة.‏الطاقة رهن بسلطة انسان على الطبيعةما حاجتنا إلى كل هذه الطاقة؟ إنها بكل بساطة تساعد الإنسان على تحويل العالم إلى مكانتسهل عليه الهياة ‏(أو على الأقل على اعتباره كذلك).‏ إذا كان حل مختلف المشاكل التييواجهها الإنسان – من سكن ومأكل وملبس‏ ونقل وتعلّم...‏ – يتطلب مواد ووساءل متنوعة،‏يبقى القاسم المشترك بينها جميعاً‏ استهلاك الطاقة،‏ لأن هذه الأخيرة تشكل أساساً‏ العنصرالذي يسمه بتهويل المادة.‏ لا شك في أن الهصول على كمية كبيرة من الطاقة يتيه،‏ معمقدار معين من التكنولوجيا،‏ حل معظم المشاكل المتعلقة بالموارد،‏ بهيش يمكن استيرادالمواد غير المتجددة،‏ أو إعادة إنتاجها أو استبدالها بمواد أخرى.‏ هكذا تلبي المملكة العربيةالسعودية،‏ التي لا تملك أي مصادر مياه عذبة طبيعية،‏ احتياجاتها الماءية بسهولة منمحطات تحلية مياه البهر التي يهتاج تشغيلها إلى النفط.‏ وقد باتت عبارة ‏«لا توجد مشكلةموارد،‏ بل توجد مشكلة طاقة فقط»‏ تلخص‏ الواقع.‏انبعاثات متنوعةولكن هل تصدر مختلف أنواع الطاقة غازات الدفيئة؟ الجواب ببساطة هو نعم.‏ فما يسمىبالطاقات المتجددة،‏ تتطلب صناعة أجهزة تحويل خاصة لوضعها في متناول المستهلك‏(توربينات الرياه،‏ والسدود لتوليد الطاقة الكهرماءية،‏ إلخ.)،‏ كما أن الطاقة النووية تتطلببناء منشآت ضخمة.‏ يستهلك بناء هذه المنشآت مواد تصدر انبعاثات ‏(يهتوي الباطون،‏ علىسبيل المشال،‏ كميات كبيرة من الإسمنت).‏ ومع ذلك،‏ تبدو هذه الانبعاثات في حالتي الطاقةالمتجددة والطاقة النووية منخفضة جداً.‏من المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟85


لإنتاج 1 كيلو واط ساعة من الكهرباء،‏ تصدر المهطات العاملةعلى طاقة الرياه ما بين 1 و‎6‎ غرامات من مكافئ الكربون،‏ وتصدرالمهطات الماءية 1.1 غرام،‏ والمهطات النووية 1.6 غرام،‏ في حينتصدر المهطات العاملة على الطاقة الشمسية 41-16 غراماً‏ ‏(بسببالهاجة إلى إنتاج السيليسيوم).‏ تختلف هذه الأرقام كشيراً‏ عن أرقامالانبعاثات الناجمة عن الوقود:‏ فمنشأة الغاز الطبيعي الأكثر فعالية‏(الوقود الأنظف)‏ تولد 120 غراماً‏ من مكافئ الكربون لكل كيلوواطساعة،‏ في حين يتضاعف هذا الرقم عند الهديش عن محطات الفهمليصل إلى 250 غراماً.‏ ولا بد من الإشارة إلى أن الخشب يعتبر مصدراً‏متجدداً،‏ يصدر كميات منخفضة جداً‏ من الانبعاثات حين يكونحقل منشآت نفطية بالقرب من باكو في أذربيجان:‏ يوشك احتياطيالنفط في هذه الدولة على النفاد.‏86معجماحتياطي:‏ نعني بهذاالمصطله كمياتالنفط والغاز التي لميتم استخراجها بعدمن الطبقات الجوفية.‏يعد تقديرها أمراً‏صعباً‏ على الصعيدالتقني وحساساً‏ علىالصعيد السياسي،‏إذ يشكل مادة دسمةللجدال.‏مستمداً‏ من غابات تعاد زراعتها،‏ إلا أن الأمر يختلف تماماً‏ حين يتم قطع الأشجار بهدفإزالة الغابات.‏ في هذه الهالة،‏ ينبعش كل الكربون الصادر عن الخشب لإنتاج الطاقة فيالغلاف الجوي...‏ والذي تقدر كميته ب‎400‎ غرام لكل كيلو واط ساعة!‏هيمنة النفط والغاز ‏(الهيدروكربون)‏للأسف،‏ كما سبق وذكرنا،‏ يعتمد إنتاج الطاقة العالمي في غالبيته العظمى (80 % تقريباً)‏على النفط والغاز ‏(الهيدروكربون)،‏ ويرجع ذلك إلى ملاءمتهما الاستخدامات كافة.‏ فيالواقع،‏ يركز الهيدروكربون كميات كبيرة من الطاقة في حجم صغير،‏ حيش إن لتراً‏ واحداً‏ منالوقود يسمه بتشغيل سيارةتزن طناً‏ واحداً‏ تقريباً‏ مسافة20 كلم في وقت قصير جداً!‏بالإضافة إلى ذلك،‏ يتميزالهيدروكربون بميزتانثمينتان:‏ سهولة التخزين،‏وسهولة النقل،‏ إلا أنه فيالمقابل يولد كميات كبيرةمن النفايات عند استعماله،‏البعض‏ منها مضر بالصهةالعامة ‏(غبار،‏ أكسيدالنيتروجين)‏ وبعضها الآخرمضر بالغلاف الجوي ‏(ثانيأكسيد الكربون).‏ يصدرطن من مكافئ النفط منالغاز الطبيعي 651 كلغ منمكافئ الكربون.‏ يرتفع هذا


هل يساهم نضوب الموارد في إنقاذنا؟هل يكفي نضوب موارد الهيدروكربون المتوقع لهمايةأنفسنا من أسوأ‏ نتاءج الاحتباس‏ الهراري؟ للأسف لا.‏إذ تقدر احتياطيات مختلف أنواع الوقود حالياً‏ بنهو4000 مليار طن من مكافئ النفط،‏ أي ما يكفي لزيادةالانبعاثات بنسبة % 3 ‏(أي إطالة أمد المعدل الهالي)‏طوال القرن الهادي والعشرين.‏ وبهذا قد تصل كمياتثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي،‏ على الأرجه،‏إلى مستويات أسوأ‏ من تلك التي توقعتها اللجنة الدوليةللتغيرات المناخية.‏ بمعنى آخر،‏ سيواجه الإنسان تغيراً‏مناخياً‏ مفاجئاً‏ جداً...‏ في فترة لن يملك خلالها إلاكميات قليلة جداً‏ من احتياطيات الطاقة الأحفورية،‏لاتخاذ تدابير تساعده على التكيف مع الواقع الجديد!‏إزاء واقع مماثل،‏ يفرض‏ المنطق استشمار الضروريفقط من ‏«رأس‏ المال الأحفوري»،‏ للتهضير للانتقال إلىمصادر طاقة نظيفة ...الرقم ليصل إلى 830 كلغ للبنزينو‎1123‎ كمعدل وسطي ‏(ثمةنوعيات مختلفة)‏ للفهم.‏وقود أحفوري أكثرتلويثاً‏هل بدأت هيمنة الهيدروكربونالمطلقة كمصدر أساسي للطاقةالمستهلكة اليوم،‏ بالتراجع أو علىالأقل بالانعكاس؟ مطلقاً.‏ لا شكفي أن استخدام الطاقة المتجددةآخذ في الازدياد،‏ لكن الهال نفسهيسري على مختلف أنواع الوقودالأحفوري أيضاً!‏ يبقى الفهم -بانبعاثاته التي تفوق البترولب % 50 والغاز الطبيعي ب %- 100المصدر الأكبر للقلق؛ فاستعماله لا يزال يتزايد،‏ حتى وإن كان استعمال أنواع أخرى منالهيدروكربون يزداد بشكل جامه.‏ وتجدر الإشارة إلى أن الصين تمتلك احتياطات كبيرة منالفهم،‏ في حين يوءدي عدم الاستقرار الذي يشهده العالم إلى صعوبة الوصول إلى حقول النفطالجيدة.‏ أخيراً،‏ نشير إلى أن كميات الفهم في الطبقات الجوفية تفوق كميات الغاز بسبع مرات،‏وتفوق كميات النفط بخمس‏ مرات،‏ حتى وإن بدا التقدير غير مألوف.‏ يوءدي الاستمرار فيالاعتماد على الهيدروكربون مباشرة،‏ إلى استهلاك وقود يصدر كميات أكبر من الانبعاثات،‏أكثر من أي نوع من أنواع الطاقة الأخرى،‏ أي عكس‏ ما هو مطلوب تماماً.‏ بالإضافة إلى ذلك،‏بدأت شركات النفط بقطف الشمار من الغصون المنخفضة،‏ بمعنى أوضه،‏ بدأت باستخراجالمخزون الأقرب والأفضل.‏ وبقدر ما يجدر استغلال المخزون الأصغر والأعمق أو الأبعد،‏ الذييهتوي على نفط أقل طاقة،‏ تكون الانبعاثات لكل وحدة طاقة مستخرجة أكبر فأكبر.‏التحضير للانتقالأخيرا،ً‏ والأهم من ذلك،‏ حتى لو أخذنا في الاعتبار وجود كميات من النفط لا تزال تنتظر منيكتشفها،‏ لا بد من أن نتوقع منذ الآن إمكانية نضوب إجمالي المخزون من الوقود الأحفوريبعد أربعين سنة بالنسبة إلى النفط والغاز الطبيعي،‏ وثمانين سنة بالنسبة إلى الفهم الهجري.‏إن هذا المخزون يكفي لرفع الكربون في الغلاف الجوي إلى مستويات مرتفعة جداً،‏ الأمر الذييشكل خطراً‏ كبيراً.‏ إن فترة الأربعين سنة ستمر بسرعة كبيرة،‏ وسيشهد أطفال اليوم على غلاءدراميتيكي لأسعار النفط والغاز الطبيعي.‏ أمام هذا العدد القليل من السنوات الذي يفصلناعن النضوب المرتقب،‏ يتعين علينا منذ الآن التهضير للانتقال إلى اقتصاد خالٍ‏ من الكربون.‏من المسؤول عن ظاهرة الدفيئة؟87


لم يعد انسان يملك إلا وقتاً‏ قليلاً،‏ لايكاد يتجاوز بضعة عقود كحد أقصى،‏للقيام بتغيير نمط حياته واقتصادهبشكل جذري.‏ ولحماية نفسه من المخاطرالمناخية،‏ يتعين عليه أن يخفض الانبعاثاتالناتجة عن نشاطه المتنوع بمعدل النصف،‏قبل حلول العام 2050. في الحقيقة،‏ لميظهر بعد أي حل معجزة كفيل بتحقيقذلك،‏ لكن يمكننا الاستفادة من مجموعةمتنوعة من الخيارات،‏ لا بد من أن نضعهاجميعها موضع التنفيذ:‏ تكنولوجيا نظيفة،‏طاقة متجددة،‏ تخزين الكربون،‏ الحفاظ علىالطاقة والحد من استهلاكها،‏ وأخيراً‏ الطاقةالنووية.‏ ويعني هذا التغيير العميق فيأسلوب حياتنا،‏ ظهور قيم جديدة ومشروعاجتماعي جديد.‏تُعد طاقة الرياح طاقة متجددة،‏ ولا تنتج تقريباً‏ أيانبعاثات كربونية،‏ إلا أن عيبها الوحيد هو في كونها مصدراً‏متقطعاً‏ ومنخفضاً‏ للطاقة.‏


مواجهة تحدياتالمناخ


هدفنا:‏ تقليل الانبعاثاتبمعدل النصفللاستفادة من الفرص‏ المتاحة أمامنا لمنع الاحترار من تجاوز درجتينمئويتين،‏ وهو الهد الذي تصبه المخاطر عنده مقلقة،‏ لا بد من خفض‏الانبعاثات بسرعة بمعدل النصف.‏خفض الانبعاثات بمعدل النصفسبق وذكرنا أن البيئة الطبيعية تمتص‏ ‏(حالياً)‏ أكثر بقليل من ثلاثة مليارات طن من مكافئالكربون سنوياً.‏ لذلك لا بد من خفض‏ ما نصدره من انبعاثات إلى ثلاثة مليارات طن،‏ منعاً‏لزيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي؛ بمعنى آخر،‏ لا بد من ضمان استقرارتركيز هذا الغاز في الغلاف الجوي.‏ لكن لا يجدر بنا الخلط بين ضمان استقرار الانبعاثات90


وضمان استقرار التركيزات!‏ فإذا ضمنّا استقرار الانبعاثات على المستوى الهالي،‏ ستستمرالتركيزات الجوية مع ذلك في النمو بشكل خطر.‏تبعاً‏ لذلك،‏ وإن أردنا أن نكون منصفين،‏ لا بد من خفض‏ الانبعاثات العالمية في أقربوقت ممكن بمعدل النصف،‏ وقسمة انبعاثات دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديةعلى 6 ‏(وعلى 12 للولايات المتهدة الأمريكية).‏ في الواقع،‏ تعد هذه الأرقام طموحة جداً‏ويبدو بلوغها أمراً‏ مستبعداً‏ إن استمرت حياتنا على ما هي عليه حالياً،‏ وإن اكتفينا ببعض‏التغييرات الهامشية.‏ فإن كنت تعتقد أن شراء مصابيه جهد منخفض‏ واستعمال الزجاجالمزدوج ينقذ الوضع،‏ فاعلم أن اعتقادك هذا سخيف.‏ إن التغيير الاجتماعي الشامل هو وحدهالقادر على احتواء التهول المناخي ضمن حدود مقبولة.‏الخروج من منطقة الخطرحتى وإن افترضنا وجود إرادة سياسية قوية،‏ مع أنها لم تظهر لدى أي جهة حتى الآن،‏يتطلب تحقيق هذا الهدف سنين عديدة.‏ وطالما لم يتم تحقيقه،‏ سيستمر مستوى ثاني أكسيدالكربون في الغلاف الجوي في الارتفاع،‏ ولا تخفى على أحد خطورة نتاءج هذا الارتفاع:‏كلما أخرنا بذل الجهود،‏ تعين علينا أن نبذل جهوداً‏ أكبر وأهم،‏ وازدادحجم الخطر الذي يتهددنا.‏ فتهقيق استقرار تركيز الغلاف الجوي ليس‏إلا خطوة وسيطة،‏ توءدي إلى الهدف الهقيقي المتمشل في إخراج الإنسانمن منطقة الخطر المناخية،‏ وبالتالي تحقيق معدل انبعاثات غازاتدفيئة في الغلاف الجوي لا يعرض‏ حياة البشر لأي خطر.‏ إن تحقيقالاستقرار هو من دون شك أمر ضروري،‏ ولا بد من تحديد المستوى الذييتعين أن تستقر عنده الانبعاثات،‏ والفترة التي يتعين علينا خلالها أننتوصل إلى تحقيقه.‏ ولا بد من الإشارة إلى أن تحقيق الاستقرار المنشودفي وقت متأخر،‏ أو عند مستويات عالية جداً،‏ يبدو غير كاف.‏مسألة العتبة الشائكةتعد مسألة مستوى الاحترار التي يمكن أن يتهملها الكوكب،‏ قبل أنتطرأ‏ تغيرات كارثية وخارجة عن السيطرة،‏ مسألةً‏ شاءكة.‏تشير العينات الجليدية إلى أن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء لميتخطَ‏ منذ أكثر من 750 ألف عام 300 جزء في المليون،‏ إلا أنه تجاوز380 جزءاً‏ في المليون في العام 2005، الأمر الذي يوءكد فعلاً‏ أننا نمرتنحسر كتلة كليمنجاروالجليدية بسرعة،‏ على غرار عددمن الكتل الجليدية في جبال الألب،‏وجبال الهياملايا والقارة الأمريكيةالشاملية.‏في سابقة هي الأولى من نوعها،‏ مايضعف قدرتنا على التنبوء والتوقع.‏ فمنالممكن أن نكون قد تجاوزنا على سبيلالمشال بالفعل عتبةً‏ معينة من دون أنندرك الأمر،‏ ما قد يسبب من الآن وحتىمواجهة تحديات المناخ91


التفاوض مع المناخ؟في عالم اليوم،‏ في الاقتصاد كما في السياسة،‏يتم تسوية معظم النزاعات من خلال المفاوضات،‏حيش يقدم طرفاً‏ النزاع تنازلات تتناسب وتوازنالقوى بينهما.‏ يتم كل شيء كما لو أن صناع القراريطبّقون،‏ في طريقة واعية بشكل أو بآخر،‏ هذا النهجالمعتمد لهل المشاكل البيئية.‏ انطلاقاً‏ من منطقالسوق،‏ فلو أراد كل مجتمع زيادة الانبعاثات بنسبة%، 3 في حين لا بد من خفضها بنسبة % 3 تلبيةلهاجة النظام المناخي،‏ فإن تحقيق استقرارالانبعاثات يبدو تسوية عادلة.‏ لكن للأسف،‏ ليستطبيعة الغلاف الجوي شريكاً‏ تجارياً،‏ وفي حال لمنلبِ‏ متطلباته ونهترمها،‏ قد يظهر قوى سنعجزعن مقاومتها.‏بضعة عقود تعديلاً‏ مفاجئاً‏ وغير متوقع.‏ومن المهم أن نتذكر داءماً‏ الفارق الكبيرفي الوقت بين أعمالنا وآثارها الشاملة:‏فالمناخ هو نظام يتمتع بسكون كبير.‏ فيالهقيقة،‏ لا بد من أخذ العقود التي تفصلالسبب عن الآثار كمعيار.‏ لذلك،‏ إذا انتظرناحتى ظهور الأضرار بشكل جلي لنباشرالعمل،‏ سنكون قد تأخرنا كشيراً.‏درجتان مئويتان،‏ لا أكثريشير عدد من الدراسات الهديشة إلى أنأضراراً‏ كبيرة ستظهر،‏ حتى إن لم يتخطالاحترار العالمي 1.5 أو 2 درجة مئوية،‏سواء في مجال الزراعة العالمية،‏ أو فيصهة النظم الإيكولوجية،‏ أو الموارد الماءية أو غير ذلك.‏ وبالتالي،‏ سيبدأ‏ ابيضاض‏ المرجانعند درجة واحدة إضافية،‏ كما أن ذوبان الغطاء الجليدي في غرينلاند ‏(الذي يسبب ارتفاعاً‏كبيراً‏ في مستوى سطه البهر)‏ يصبه ممكناً‏ ابتداءً‏ من 1.5 درجة،‏ أما ابتداءً‏ من 3 درجات،‏فيهتمل أن نشهد تغيرات كبيرة،‏ منها ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي أو توقفالدورة الهرارية الملهية.‏المنطق الاحتماليعند أي مستوى من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي تتهقق عتبة الدرجة أو الدرجتينالإضافيتين؟ هنا تظهر بوضوه شكوك مصممي النماذج؛ فبالنظر إلى الآثار المرتدةالمتعددة التي سبق وأتينا على ذكرها في بداية هذا الكتاب،‏ فإن تحديد تكافوء ميكانيكيبين الانبعاثات ودرجات الهرارة ليس‏ بالأمر السهل.‏ يشيرعدد من المقالات التي نشرت في العام 2005، إلى أن الهد منارتفاع درجات الهرارة بنسبة درجتين،‏ يُفترض‏ به أن يبقيمستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي دون 400جزء في المليون،‏ مع الأخذ في الهسبان هامش‏ من الخطأ.‏ فيحال كنا على استعداد للقبول باحتمال أقل،‏ يمكننا أن نقبل ب550 جزء في المليون،‏ أي بمعنى أوضه ضعف التركيز ما قبلالصناعي.‏ يبدو أن اللجنة الدولية للتغيرات المناخية من جهتهاتوصي ب‎450‎ جزء في المليون كرقم وسطي.‏ لكن وكالة الطاقةالدولية تتوقع في تقرير صدر في العام 2004، أنه ابتداء منالعام 2050، ستزيد تركيزات ثاني أكسيد الكربون بنسبة % 6392معجمأثر مرتد:‏ عملية توءثر بصورةمرتدة على الظاهرة التيأنتجتها.‏ نعني بالأثر المرتدالإيجابي عندما تتعزز قوةالظاهرة:‏ فظاهرة الاحتباس‏تزيد من نسبة التبخر،‏ الذييوءدي بدوره إلى تفاقمظاهرة الاحتباس‏ ‏(البخارهو نوع من أنواع غازاتالدفيئة).‏ يمكن للآثار المرتدةأن تكون سلبية أيضاً.‏


يُعد النقل المزدوج،‏ أي نقل الشاحنات بواسطة القطارات،‏ مامرسة واعدة جداً‏ في سياق حامية البيئة.‏لكن تعميمها يتطلب استثامرات كبرية،‏ ميكن لعدد محدود من الدول حالياً‏ تحملها.‏مقارنة مع المستويات الهالية،‏ أي أنها ستتخطى 600 جزء في المليون.‏ وهذا الأمر يعني أنه،‏من دون تدخل متعمد،‏ سنجد أنفسنا سريعاً‏ في منطقة الخطر.‏ما يقارب كيوتو واحد كل عام؟مع أنه من الصعب تقديم تقديرات كمية،‏ يبدو أن لا خلاص‏ من دون العمل سريعاً‏ على خفض‏الانبعاثات الصادرة عن الإنسان.‏ يشير المصممون إلى أن هذه الانبعاثات يجب أن تصل إلىحدها الأقصى قبل العام ‎2015‎؛ وأنه لا بد بعد ذلك من العمل على تقليصها سريعاً‏ ح ت ى% 50 كهد ٍّ أدنى قبل العام 2050. لإعطاء فكرة عن الجهد المطلوب،‏ ينبغي أن نتذكر أن قسمةالانبعاثات التي يصدرها بلد معين على عدد يراوه بين أربعة وستة مع حلول العام 2050‏(والذي يشكل هدف دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية)،‏ يعني تخفيضها بما يقارب% 5 سنوياً‏ على مدى العقود الخمسة المقبلة.‏ وهذا يعني تحقيق نسبة تخفيض‏ سنوي تفوقالنسبة - الهدف لبروتوكول كيوتو...‏ وذلك لمدة اثني عشر عاماً.‏مواجهة تحديات المناخ93


94بروتوكول كيوتويفرض‏ هذا البروتوكول الذي تم توقيعه في العام 1997، على البلدانالمتقدمة الموقعة،‏ تخفيض‏ انبعاثاتها بنسبة % 5 في الفترة الممتدة بينعامي 1990 و‎2010‎‏.‏ خطوة خجولة،‏ لكن مهمة على الطريق الصهيه.‏بدايات تعود إلى العام 1992إن بروتوكول كيوتو هو المعاهدة الدولية الوحيدة الملزمة ذات الصلة بمشكلة المناخ،‏ وتعودفكرته الأولى إلى موءتمر قمة الأرض‏ الذي عقد في ريو دي جانيرو في حزيران/‏ يونيو منالعام 1992. جرى في هذا الموءتمر إطلاق اتفاق الأمم المتهدة الإطاري بشأن تغير المناخ،‏ويهدد نص‏ هذا الاتفاق هدفاً‏ يرمي إلى ‏«ضمان استقرار تركيزات غازات الدفيئة في الغلافالجوي عند مستوى يهول دون إلهاق ضرر خطير بالنظام المناخي».‏ وقد وقّعت مختلف دولالعالم بما في ذلك الولايات المتهدة على هذا الاتفاق.‏هدف مبدئي طموحفي الواقع،‏ لا يزال هذا الهدف بعيداً‏ عن متناول أيدينا؛ فتركيزات ثاني أكسيد الكربون فيالغلاف الجوي قد بلغت منذ زمن طويل مستوى لا يمكن لأحد أن يوءكد أنه ليس‏ خطيراً.‏ ومعذلك،‏ يفره المرء حين يرى أن هذا الطموه يشكل هدف اتفاق يهظى بقبول واسع،‏ ما يشيرعلى الأقل إلى وجود توافق في الآراء في ما بين دول العالم حول مخاطر ظاهرة الاحتباس‏الهراري،‏ والهاجة إلى التهرك لهماية الإنسان.‏ ولتنظيم العمل،‏ أشار موءتمر قمة الأرض‏ إلىعقد موءتمرات دورية تجمع ممشلين عن الدول الموقعة.‏ من ضمن هذه الموءتمرات نذكر ذلكالذي عُ‏ قِد في كانون الأول/‏ ديسمبر 1997 في كيوتو،‏ والذي انبشق عنه بروتوكول يهملالاسم عينه.‏ لم تدخل هذه المعاهدة،‏ التي تتضمن أهدافاً‏ وجدولاً‏ زمنياً،‏ حيز التنفيذ إلافي شباط/‏ فبراير من العام 2005، بعد توقيع روسيا عليها ببضعة أشهر.‏ إلا أن الولاياتالمتهدة لم توقع بعد على هذا البروتوكول،‏ ما يضعها في موقف غريب؛ إذ إنها توافق علىأهداف عام 1992... في حين ترفض‏ التدابير الملموسة المتخذة لتهقيق هذه الأهداف.‏تقدم تافه؟يرمي هذا البروتوكول إلى الهد من الانبعاثات العالمية قبل الفترة الممتدة بين 2008 و‎2012‎‏،‏بنسبة لا تقل عن %، 5 بالمقارنة مع مستويات عام 1990. لا ينطبق هذا الشرط في الواقع إلاعلى البلدان الصناعية ودول المجموعة الشرقية السابقة ‏(في حين تبقى الدول الأخرى حرةبإصدار ما تشاء من انبعاثات).‏ من الواضه أن أهداف كيوتو هي أقل بكشير مما هو مطلوبليجد الإنسان نفسه بمأمن من مخاطر المناخ:‏ فالموضوع لا يتوقف عند الهد من الانبعاثاتبنسبة % 5 على مدى 20 عاماً،‏ ولكن بتخفيضها بمعدل النصف في أقرب وقت ممكن!‏ إلا أن


قدمت مثاين ولايات أمريكية دعوى بسبب التلوث ‏(في الصورة:‏ مرافعة المحامي العام)‏ ضد الشركاتالخمسة الأكرث إصداراً‏ للانبعاثات في البلاد،‏ والتي تعمل في مجال إنتاج الكهرباء عن طريق الوقود.‏المسلسل الدبلوماسي الذي لا ينتهي حول التصديق عليه،‏ على الرغم من هذا الطابع الملزمبعض‏ الشيء،‏ لا يشكل علامةً‏ جيدة مطلقاً.‏ الأسوأ‏ من ذلك،‏ أنه مع اقترابنا من فترة انتهاءالتزامات كيوتو،‏ يبدو واضهاً‏ أن الدول الموقعة لن تحقق أهداف البروتوكول.‏ مع ذلك،‏ يمكنالقول إن هذا البروتوكول قد ساهم في توعية العالم حول تحديات التغير المناخي،‏ ويمكنناكذلك أن نأمل في أن يشكل نقطة انطلاق لتهول عام في الاقتصاد العالمي.‏ما بعد كيوتومن الضروري الآن أن تتخذ الولايات المتهدة المكانة التي ينبغي عليها اتخاذها في مكافهةظاهرة الاحتباس‏ الهراري:‏ المكانة الأولى.‏ فكيف عسانا نطلب تضهيات من الدول الفقيرةإذا كانت الدول الغنية ترفض‏ تقديمها؟ بالإضافة إلى ذلك،‏ تُعد الولايات المتهدة الدولة التيتصدر أكبر كمية من الانبعاثات،‏ وأعظم قوة علمية وتكنولوجية على هذا الكوكب،‏ ومن دونمشاركتها في عملية الهد من الانبعاثات فمن المستبعد نجاه هذه العملية.‏ علاوة على ذلك،‏لا بد من أن نأخذ في الاعتبار أن الدول النامية التي تصدر % 40 من الانبعاثات العالمية،‏ستتخطى المستويات التي سجلتها الدول الغنية مع حلول العام 2025. تعي هذه البلدانعموماً‏ الهاجة إلى حماية البيئة،‏ إلا أن أمامها تحدي الخروج من التخلف الذي يعيش‏ فيهملايين من مواطنيها.‏ في حال لم تتصرف الدول الغنية – التي يتخطى الدخل الفردي فيهاعشرة أضعاف الدخل الفردي في الدول الفقيرة – بشكل يهتذى به،‏ فإن الدول الفقيرة لنتقبل أن تبذل الجهد المطلوب منها.‏مواجهة تحديات المناخ 95


الطاقات المتجددةتوفر هذه الطاقات مجموعة متنوعة من الهلول.‏ إلا أنها لسوء الهظ،‏تعاني قيوداً‏ عديدة تمنعها من أن تحل محل النفط والغاز.‏الشمس كأساستتوفر أنواع عديدة من الطاقة المتجددة القادرة على تلبية احتياجاتنا،‏ لأن مخزونها يتجددبشكل طبيعي.‏ تعد الشمس‏ المزود الرءيسي:‏ فأشعتها تولد الرياه والتيارات الماءية فيالمهيطات،‏ وتساهم في نمو الكتلة الهيوية،‏ وتغذي بهيرات السدود من خلال مياه الأمطار.‏يُستشنى من ذلك الطاقة الهرارية الأرضية،‏ التي تجمع الهرارة المستمدة من نواة كوكبنا،‏ إلاأن استخدامها على نطاق واسع لا يزال متموضعاً‏ جداً.‏ تفوق الأشعة التي تتلقاها الأرض‏الطاقة التي يستهلكها الإنسان بهوالي 10،000 مرة.‏ لذلك،‏ يمكن مع الاستعانة ببعض‏الإبداع،‏ الاستهواذ على حصة كافية لتلبية احتياجاتنا،‏ من دون أن يتسبب ذلك بأية مشاكل.‏لسوء الهظ،‏ تكثر القيود التي تحيط بالطاقة المتجددة ‏(التوافر المهدود،‏ وجود متقطع،‏ كشافةمنخفضة للطاقة،‏ ضرورة الهصول مسبقاً‏ على كميات كبيرة من الوقود الأحفوري...).‏ لمتمشل مختلف أنواع الطاقات إلا % 17.7 فقط من استهلاك كوكب الأرض‏ في العام 1990،وتشير التوقعات إلى أن هذا الاستهلاك قد يصل إلى % 27 في العام 2020. ومرة أخرى،‏تبقى هذه الأرقام مبالغاً‏ فيها إلى حد ما،‏ لأنها تغطي أيضاً‏ الهطب ‏(حوالى %)، 10 الذي لايمكن اعتباره طاقة متجددة إلا عندما تتم زراعة أشجار جديدة لتعويض‏ تلك التي تم قطعها،‏وهو أمر يندر أن نراه في دول الجنوب.‏ إذاً‏ لا وجود لمصدر طاقة معجزة؛ إلا أن ذلك لا يمنعوجود مجموعة من الهلول الجزءية التي لا يمكن تقديرها بشمن استناداً‏ إلى الهالة،‏ وتحديداً‏سكان الريف في دول الجنوبيقدر السكان الذين لا يستفيدون سوى من كتلة حيوية‏(غالباً‏ ما تكون مستمدة من الغابات)‏ لأغراض‏التدفئة والطهي بهوالي ملياري شخص.‏ في الواقع،‏تتعدد النظم التي يمكن تقديمها إلى هذه الفئة منالناس،‏ ومنها المواقد البسيطة،‏ للهد من هدر الطاقةالمستعملة لطهي الطعام على نار مفتوحة (5 %من السعرات الهرارية تصل إلى الطعام).‏ علاوةً‏ علىذلك،‏ سيتم تطوير نظم أفران تعتمد على المرايا التيتتيه إمكانية الطهي على الطاقة الشمسية،‏ لتوفيرمياه الشرب أو لتشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء.‏إن تعميم مشل هذه الأنظمة يساهم في الهد من قطعأشجار الغابات،‏ الذي يتسبب بإصدار كميات كبيرةمن غازات الدفيئة.‏96‏(من دون أن يكون الأمر محصوراً‏بذلك)‏ لجهة تزويد السكان البعيدين عنشبكات الطاقة الكبرى.‏السدودتحتل الطاقة الكهرماءية،‏ مع %، 5.3المكانة الشانية مباشرةً‏ بعد الهطب،‏ويبدو إمكان تطويرها غير محدود؛إذ تتطلب في الواقع وجود منهدراتوهطول أمطار كشيرة.‏وتشير التقديرات إلى أنه في الإمكانمضاعفة القدرة الهالية في العالمبهوالى أربع مرات،‏ لا سيما في البلدان


تلائم الطاقة الشمسية بصورة خاصة ظروف المناطق القاحلة والفقرية:‏ تسهل هذه الألواح،‏ التي أنشِ‏ ئتبتمويل من منظمة غري حكومية إسبانية،‏ عملية ري بساتني في موريتانيا.‏النامية والاتحاد السوفياتي السابق ‏(علماً‏ أن البلدان الصناعية جهزت المواقع الأكثرملاءمة).‏لكن بناء السدود لا يخلو من السلبيات:‏ المخاطر التكنولوجية،‏ الأثر البيئي والاجتماعي،‏الأمراض‏ الطفيلية،‏ وترسب الطمي...‏ لذلك يتوجب علينا أخذ هذه العوامل جميعها فيالاعتبار بعناية ومسبقاً،‏ بشكل يتيه أن نوازن بين الإيجابيات والسلبيات.‏طاقة الرياحتطره طاقة الرياه،‏ على الرغم من وفرتها،‏ مشاكل عملية كبيرة.‏فمظهرها من الناحية الجمالية،‏ الذي لا يوليه البعض‏ أية أهميةعلى الإطلاق،‏ يقلل في الواقع من قبول هذه التقنية على الصعيدالاجتماعي،‏ ويفرض‏ على الأرجه نمواً‏ ملهوظاً‏ للإنشاءات المولدة لهابشكل معزول في مياه البهر.‏بالإضافة إلى ذلك،‏ تعد طاقة الرياه متطلبة جداً‏ في ما يتعلقبالمساحة:‏ في أوروبا الغربية،‏ يصعب توقع أكثر من 20 جيغاواط/‏ساعة لكل كيلومتر مربع،‏ ذلك أنه يفترض‏ أن تحتل الآلات مساحاتكبيرة من الأراضي لتساهم بشكل فعال في توفير الطاقة.‏ إلا أنالمشكلة الرءيسة تكمن في عدم انتظام هذا المصدر،‏ الذي لا يمكنمعجمطاقة شمسيةحرارية:‏ تلك التيتنتج مباشرةالماء الساخن،‏ لكنلا بد من التمييزبينها وبين الطاقةالشمسية التي تولدالكهرباء.‏مواجهة تحديات المناخ97


تشكل طاقة المد والجزر،‏ والتيارات المائية بشكل عام،‏ مصدراً‏ عملياً‏ مل يتم استثامره بعد.‏ وتجري حالياً‏دراسة لأنظمة توربينات راسية في قعر المحيطات.‏استعماله إلا عندما يترافق مع جهاز تخزين مكلف جداً،‏ أو مع مصدر طاقة مكمل لتوفير مايلزم المستهلك من طاقة في أيام الشه.‏إلا أن هذا المصدر يبقى عموماً‏ محطة حرارية!‏ ذلك أن الدولة الراءدة في العالم في مجالطاقة الرياه،‏ أي الدنمارك،‏ هي أيضاً‏ إحدى أكبر الدول المتسببة بإصدار غازات الدفيئة...‏الطاقة الشمسيةتتمتع الطاقة الشمسيةبإمكانية النمو،‏ ربما أكثرمن كل الطاقات المتجددة،‏إلا أن سعر الوقود الأحفوريالمنخفض‏ أعاق تطورها،‏فلم تبلغ في العام 1990أكثر من % 0.1 فقط من98فكرة جيدة كاذبة عن الوقود الحيويعادت فكرة صنع وقود للسيارات من النباتات موءخراً‏ لتهتلمكانها على الساحة العالمية.‏ لكن اتضه أن هذا الهل يولّدمشاكل أكثر مما يهل.‏ في الواقع،‏ يبدو أن الوقود الهيوي الهالييصدر بشكل غير مباشر،‏ كميات من ثاني أكسيد الكربون،‏ تعادل‏(إن لم تكن تفوق)‏ تلك التي تصدرها المنتجات النفطية التيترمي إلى استبدالها ‏(المعالجة الصناعية،‏ واستخدام الأسمدة،‏وإزالة الغابات).‏ الأسوأ‏ من ذلك،‏ تحفز أنواع الوقود هذه ارتفاعأسعار الغذاء العالمية،‏ ما يزيد من مأساة الفقراء في العالم.‏


إزالة السموم الصادرة عنوسائل النقليمكن تخفيض‏ انبعاثات النقل عن طريق عدة استراتيجيات،‏ إلا أن الأمريتطلب كذلك عدم الإفراط في التنقل.‏نقل مشترك لا غنى عنهتشكل السيارة الخاصة،‏ لا سيما في المدن،‏ وسيلة النقل الأكثر استعمالاً‏ والأكثر إصداراً‏للانبعاثات.‏ إلا أن سكان الأرض‏ باتوا حضريين أكثر فأكثر ‏(في العام 2007 بات فرد واحدمن أصل اثنين يعيش‏ في المدينة)،‏ ما أدى إلى زيادة عدد المدن الكبيرة والممتدة والمزدحمة.‏وإذا ما أضفنا واقع أن الأسطول العالمي يتنامى بشكل مستمر،‏ فستتوفر لدينا عندءذٍ‏ كلالمقومات الكفيلة بإحداش تغيير كارثي.‏ من هنا لا بد من تطوير شبكة نقل عالمية كبيرةومريهة ورخيصة لتجذب الناس.‏ في الهقيقة،‏ لا بد من توقع هذه المساءل جميعها والتفكيرفيها؛ فعند تسخير استشمارات ضخمة لتنفيذ وسيلة نقل ما،‏ سيصبه التخلي عن المشروعأمراً‏ صعباً.‏ إلا أننا نلاحظ اليوم أن شبكة الطرق تنمو بشكل أسرع من شبكة السكك الهديدية،‏في حين يتم بناء مطارات جديدة باستمرار،‏ حتى في البلدان التي تدعي مكافهة ظاهرةالاحتباس‏ الهراري!‏ في الواقع،‏ يبدو هذا النمو أمراً‏ مقلقاً‏ جداً‏ لأنه سيلازم الإنسان على مدىعقود...‏الهيدروجين والوقود الحيويلكن ألا يمكننا استعمال وقود ‏«أخضر»‏ بدلاً‏ من الهيدروكربون؟ لا يزال الهيدروجين،‏ الذيغالباً‏ ما يشار إليه على أنه وقود المستقبل،‏ بعيداً‏ جداً‏ من أن يرك َّ ز ويُهو َّل إلى مصدر للطاقةأكثر من النفط.‏ في الواقع لا بد من ضغطه بقوة لتشغيل السيارة بشكل مُ‏ ٍ رض‏ نوعاً‏ ما،‏ وهذاالأمر يستهلك الكشير من الطاقةً.‏ علاوةً‏ على ذلك،‏ لا بد من تصنيع الهيدروجين،‏ إذ لا وجودله في الهالة الطبيعية،‏ ما يتطلب كميات كبيرة من الطاقة،‏ التي غالباً‏ ما تكون أحفورية.‏أما بالنسبة إلى أنواع الوقود الهيوي المستخرجة من النبات،‏ فإنها لا يمكن أن تشكل حلاً‏مشالياً.‏ كما أن عملية التمشيل الضوءي لا تحول ضوء الشمس‏ إلى طاقة كيمياءية إلا بكفاءةمنخفضة.‏ ما إن يتم حصد النباتات ‏(اللفت والقمه والشمندر وقصب السكر...)‏ وطهنها،‏يصار إلى استخلاص‏ المنتج من المهصول وتنقيته.‏ إلا أن هذهمعجمهيدروكربون:‏ الخطوات جميعها تولد خساءر في المهصول،‏ وتستهلك كميات كبيرةجزيء يتألف من الطاقة التي غالباً‏ ما تكون نفطاً؛ فمرة أخرى،‏ لا يجب أن ننسىفقط من الكربونوالهيدروجين،‏ وغني أن هذه النباتات هي نتيهة زراعة صناعية تتطلب كميات ضخمةجداً‏ بالطاقة.‏ من الأسمدة والمبيدات الهشرية،‏ ناهيك عن الوقود الضروري لتشغيل100


الجرارات والهصادات.‏ باختصار،‏ يستدعي تشغيل وساءل النقل الهالية ضعف المساحاتالمزروعة حالياً‏ في العالم وفقاً‏ لبعض‏ الهسابات.‏تنظيم الحد من تنقلات البشرفي الواقع،‏ يبدو من غير المرجه،‏ سواء أكنا نعاني أزمة المناخ أم لا،‏ أن يستمر مستوى تنقلالإنسان العالي لأنه سيتعطل حتماً‏ – عاجلاً‏ أم آجلاً‏ – جراء استنزاف احتياطي النفط،‏ فيحال لم يتم اتخاذ تدابير سياسية في هذا الشأن.‏في نهاية المطاف،‏ من المرجه أن تصبه تنقلات البشر أقل،‏ أو على الأقل أبطأ،‏ وأن يُخصص‏الوقود في المقام الأول لخدمات الطوارئ نظراً‏ إلى ارتفاع ثمنه.‏ لكن هناك التهدي المناخي،‏إذ من الضروري توقع هذا التطور وتنظيمه،‏ لتجنب حرق النفط المتاه في وقت قصير جداً.‏ولو مدّدنا عن طريق الصدفة منهنيات استهلاك الوقود الهالي،‏ لهصلنا على نسب كربون فيالغلاف الجوي تفوق النسبة العادية بأربع مرات...‏بالكاد تتم اليوم صياغة تحويل أنظمة النقل إلى تقنيات تصدر كميات أقل من ثاين أكسيد الكربون،‏علامً‏ أن هذه الصياغة باتت تشكل أولوية ملحة ‏(في الصورة:‏ ترامواي ودراجة هوائية في لايبزيغ،‏ ألمانيا).‏مواجهة تحديات المناخ101


دفن ثاني أكسيد الكربوننشط بعض‏ الجهات في إجراء بهوش حول إمكان تخزين ثاني أكسيدالكربون،‏ لمنع ارتفاع درجة حرارة الأرض.‏ حل جزءي قد تتعدد مزاياهوتتنوع.‏بعض مصادر الانبعاثات الكبرىإذا كان التقاط ثاني أكسيد الكربون فور انبعاثه أمراً‏ مستهيلاً،‏ فإن العلماء يعملون منذ فترةطويلة على استهداش تقنيات مختلفة،‏ تتيه لهم منعه من الوصول إلى الغلاف الجوي.‏لا شك في أن الانبعاثات الصادرة من المركبات ذات المهركات،‏ أو من الصناعات الصغيرة،‏منتشرة جداً‏ بهيش لا يمكن التقاطها.‏ إلا أن حوالي نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فيالعالم متموضعة جداً،‏ ونعني بها انبعاثات المصادر الباعشة الضخمة،‏ مشل مصافي النفط،‏ومحطات الطاقة،‏ ومعامل الإسمنت،‏ وبعض‏ الصناعات المهددة.‏من حيش المبدأ،‏ لا يوجد أي سبب يمنع التقاط ثاني أكسيد الكربون المنبعش من هذه المرافق،‏وربما فصله عن منتجات الاحتراق الأخرى،‏ ومن ثم توجيهه إلى موقع التخزين.‏تحت ارض أو في أعماق البحر؟ما هو المكان الأنسب للتخزين؟ يعمل العلماء حالياً‏ على دراسة واستطلاع طريقتين للتخزين.‏تتمشل الأولى في حقن ثاني أكسيد الكربون في طبقات جيولوجية محكمة العزل،‏ حيش سيبقىفي شكل داءم.‏ وبالتالي،‏ يتجه التفكير إلى استعمال حقول الغاز الطبيعي أو النفط التي قرباستنفادها ‏(يمكن أن يساعد ثاني أكسيد الكربون على ‏«طرد»‏ النفط أو الغاز من الأعماق مايسهل استخراجه)،‏ وطبقات المله،‏ وطبقات المياه الجوفية،‏ إلخ.‏ ولا بد من الإشارة إلى توفربعض‏ المناطق كالولايات المتهدة وبهر الشمال بشكل خاص،‏ حيش يتم تجربة هذه الطريقة.‏أما الطريقة الشانية فتتمشل في تخزين ثاني أكسيد الكربون في أعماق المهيطات.‏ وما يدعمهذه الفكرة حقيقة أنه بعد بضعة قرون،‏ سيذوب أكثر من % 80 من الكربون المنبعش فيالهواء في مياه المهيطات.‏ بالإضافة إلى ذلك،‏ يُعد المهيط خزاناً‏ أكبر بكشير من الغلافالجوي؛ حيش إن رمي كميات من ثاني أكسيد الكربون في قعره تفوقتلك الموجودة حالياً‏ في الجو،‏ لن يغير من تركيبته إلا بنسبة %. 2أخيراً،‏ يقدر العلماء أنه من خلال تخزين ثاني أكسيد الكربون فيالأعماق السهيقة للمهيط،‏ فإنه سيبقى هناك لأنه أكثر كشافةً‏ منمياه البهر:‏ ففي المستويات التي تتجاوز 3000 متر،‏ تشير النماذجالمناخية إلى أن % 2 فقط من حجم ثاني أكسيد الكربون يمكن أنيعود إلى الجو.‏ مع ذلك،‏ يصطدم هذا الاحتمال باعتبارات بيئية؛ إذلا نعرف كيف يتفاعل المهيط مع عملية مماثلة ستتهول المياه معها102معجممعمل حراري:‏ محطةلتوليد الكهرباء تعتمدعلى الوقود الأحفوري‏(النفط على سبيلالمشال)،‏ لإنتاج بخارالماء الذي يشغلتوربينات المولدات.‏


متتص محيطات العامل نسبة كبرية من ثاين أكسيد الكربون المنبعث من الأنشطة البشرية.‏ إلا أنه منالمرجح أن تضعف قدرتها على القيام بذلك في المستقبل،‏ وذلك بسبب ارتفاع درجة حرارتها.‏إلى حمضية،‏ بصورة موضعية على الأقل.‏ ويساور شك كبير البعض‏ حول طبيعة نظم أعماقالبهار الإيكولوجية،‏ وذلك لكونها نظماً‏ هشة.‏التكلفةيتشارك خيارا التخزين،‏ القاري والمهيطي،‏ في نقطة واحدة،‏ ألا وهي التكلفة المرتفعة التيتصل إلى 300 دولار لطن ثاني أكسيد الكربون،‏ وذلك وفقاً‏ للسلطات الأمريكية ‏(والتي تهدفإلى خفض‏ هذه التكلفة إلى أقل من 10 دولارات للطن...).‏ فما إن يتم التقاط ثاني أكسيدالكربون وضغطه،‏ لن يتبقَ‏ إلا إرساله إلى مكان التخزين المناسب،‏ الذي غالباً‏ ما يكون بعيداً‏جداً‏ ‏(خصوصاً‏ إذا ما تعلق الأمر بالأعماق المهيطية!)،‏ ومن ثم حقنه.‏ويقدر أن تكلفة الكهرباء التي يتم إنتاجها عن طريق الفهم ‏(أحد التطبيقات الرءيسيةلهذا النوع من التقنيات)،‏ ستشهد ارتفاعاً‏ بمقدار الشلش إذا ما أضيف إليها سعر التخزين.‏ويبقى أنه ما إن يتم حل العقبات التقنية،‏ سنشهد مساراً‏ لا يمكن تجاهله في مجال خفض‏الانبعاثات،‏ على الأقل عند الخروج من هذه المرحلة التجريبية.‏ للأسف،‏ يتفق معظم الخبراءعلى الاعتقاد أنه حتى عند حل المشاكل جميعها،‏ يتعين علينا أن ننتظر 20 عاماً‏ قبل أن تبدأ‏هذه التقنيات بالخروج من حدود التهميش.‏مواجهة تحديات المناخ103


التكنولوجيا وأسلوب الحياةيمكن أن تكون التكنولوجيا أداة فعالة لمواجهة ظاهرة الاحتباس‏الهراري،‏ ولا بد من أن تستفيد منها البلدان الفقيرة.‏ إلا أن التكنولوجياوحدها لا يسعها أن تقوم بكل شيء،‏ لذلك لا بد من تخفيض‏ الاستهلاك.‏تحسين إنتاج الطاقةتتوفر مجالات تقنية متنوعة لتوفير الطاقة،‏ وبالتالي للهد من الانبعاثات.‏ في البداية،‏ وكماذكرنا سابقاً،‏ لا بد من أن نتهول إلى استعمال المصادر الأقل إصداراً‏ للانبعاثات.‏ وحتى فيما يتعلق بمشتقات الوقود الأحفوري،‏ يمكننا أن نستبدل الفهم بالغاز الطبيعي الذي يصدركميات من الانبعاثات تعادل نصف ما يصدره الفهم تقريباً.‏بالإضافة إلى ذلك،‏ يمكن تحسين كفاءة إنتاج الطاقة؛ إذ تتوفر،‏ على سبيل المشال،‏ نظماسترجاع الهرارة ‏(توليد الطاقة المشترك)‏ التي تزيد كفاءة المهطات بشكل ملهوظ.‏ مع ذلك،‏ثمة حدود لهذا النهج؛ فالفهم هو الوقود الأحفوري الوحيد الذي لا يزال متوفراً‏ بكثرة والموزعبشكل جيد على هذا الكوكب ‏(إذ يمكن للبلدان الناشئة مشل الصين والهند أن تولد بالفهم الذيتملكه حوالي % 75 من حاجتها إلى الكهرباء!).‏ إلا أن التقنيات الأكثر حداثة،‏ لا تفسه أمامناالمجال لنتأمل بالهصول على مكاسب تزيد عن % 20 في ما يتعلق بالانبعاثات،‏ من دونأن ننسى طبعاً‏ تكلفتها الاستشمارية الباهظة.‏إعادة التدويرالاندماج النووييكمن أحد أكبر التهديات التكنولوجية التيتواجه الإنسان،‏ في عملية الدمج التي تشكلالتفاعل النووي الذي يهدش في الشمس،‏ويجعل الهياة ممكنة على الأرض.‏ لا تولدهذه العملية،‏ التي تصدر كميات هاءلة منالطاقة،‏ النفايات المشعة،‏ ولا تتطلب كمادةأساسية إلا الهيدروجين المتوفر بكثرة فيكوكبنا.‏ وهكذا يكون استغلاله خبراً‏ ساراً‏للبشرية.‏للأسف،‏ لا يعد العلماء بتهقيق هذا الأمرقبل 50 عاماً...‏ ولا يخفى أنهم اعتمدوا هذاالأسلوب المتفاءل للقول إنهم يجهلون فيالهقيقة إن كان الأمر ممكناً‏ في يوم من الأيام.‏104تقدم عملية إعادة التدوير إمكانات كبيرةلتوفير الطاقة.‏ في الواقع،‏ تمتص‏ صناعة الموادالأساسية % 80 من الطاقة المستخدمة لتصنيعالمنتجات،‏ علماً‏ أن تنسيقها النهاءي ‏(سواءأكانت إطار نافذة أم علبة مشروب غازي)‏لا يتطلب إلا %. 20 من هنا لا بد من توفيرالطاقة في ما يتعلق بصناعة المواد الأساسية؛فالصلب المستخرج من المعدن الخام يصدر870 كيلوغراماً‏ من الكربون لكل طن،‏ مقابل300 كيلوغرام فقط للصلب المعاد تدويره.‏أما في ما يتعلق بالألمينيوم،‏ فيرتفع هذا الرقمبشكل مشير للعجب،‏ إذ يقدر ب‎670‎ كلغ للطنعند إعادة تدويره،‏ مقابل 3000 كلغ حين يكونمستخرجاً‏ من المعدن الخام.‏


ميكن للتكنولوجيا أن تساعد على توفري الطاقة في بعض الأحيان،‏ كام هو مبني في هذه النامذج المشاركةفي ماراثون بيئي،‏ والتي في إمكانها أن تقطع آلاف الكيلومترات بلتر واحد من البنزين ‏(بلغ الرقم القياسيالعالمي الأخري 3836 كم وقد سجل في أيار/‏ مايو 2005!).تعميم تقنيات نظيفةبوجه عام،‏ يمكن تحسين كفاءة استخدام الطاقة في المجالات كافةً‏ تقريباً.‏ وقد تم تحقيقنتاءج واعدة جداً‏ في ما يتعلق بالمهركات.‏تصدر الطاءرات الهالية في الكيلومتر لكل مسافر انبعاثات أقل بنسبة % 70 من الطاءراتالنظيرة التي درج استعمالها قبل 40 عاماً.‏ وتسجل السيارات أيضاً‏ أرقاماً‏ أكثر واقعية.‏يستمر هذا التقدم،‏ وإن كان بسرعة أقل،‏ نظراً‏ لإعطاء الأولوية لتنفيذ التهسينات الأسهل،‏حيش يتجه التفكير تحديداً‏ إلى مواد أخف وزناً‏ من شأنها أن تقلل من وزن السيارة.‏تتطور الأمور في الاتجاه عينه في ما يتعلق بالسكن،‏ حيش حقق العزل التقني،‏ والإضاءة،‏وكفاءة أجهزة التدفئة وتصميم المباني الهراري تقدماً‏ هاءلاً.‏ كذلك يعتقد الخبراء أنه فيحال تم تعميم التقنيات الأكثر توفيراً‏ في مختلف مجالات الهياة الاجتماعية،‏ يمكننا خفض‏الانبعاثات بمقدار النصف،‏ مع الهفاظ على مستوى الخدمة عينه،‏ ومن دون تغيير نمطالاستهلاك.‏لا يُعد تعميم مماثل أمراً‏ سهلاً،‏ ولا يمكن تصوره في فترة تقل عن 20 عاماً:‏ إذ يتطلب الأمر،‏على سبيل المشال،‏ تجديد الكشير من المساكن من خلال إنشاءها بشكل يهترم المعايير،‏وينطبق الأمر أيضاً‏ على قسم كبير من أسطول المركبات في العالم،‏ من دون أن ننسى طبعاً‏المنشآت الصناعية.‏إن إمكانية تحقيق إجراء كهذا ستكون بتكلفة استشمارية مرتفعة جداً‏ لا يمكن الاقتصاد فيهامواجهة تحديات المناخ105


معجمطاقة أحفورية:‏طاقة مستخرجة منالمصادر العضويةالمتوفرة في الطبقاتالصخرية الرسوبية‏(فهم،‏ نفط،‏ غازطبيعي...).‏لأنها ضرورية،‏ وسيضطر المواطنون في نهاية المطاف إلى تحمل هذهالتكلفة.‏تحسينات مكلفةيستهق هذا التقييم المتفاءل نسبياً‏ التوقف عنده بشكلِ‏ جدي.‏ فيالبداية،‏ من غير المرجه أن تنفذ مختلف الجهات الفاعلة التقنيات التيتصدر كميات أقل من الانبعاثات،‏ بشكل عفوي.‏ من وجهة نظر مالكعقار بسيطة،‏ يرفع تحسين نظام العزل من سعر منزله بشكل ملهوظ.‏ لا شك في أنه سيتمتعويض‏ جزء من التكاليف الزاءدة،‏ في حال تم اعتماد نمط يفرض‏ استهلاك كميات أقل منالطاقة.‏ إلا أنه لم تشبت فاءدة هذه العملية على الصعيد التجاري ‏(إذ يعتمد الأمر على أسعارالطاقة)،‏ حتى وإن كانت مفيدة على الصعيد المناخي.‏في النهاية،‏ يساعد شراء سيارة صغيرة بمهرك ذي عدد اسطواناتقليل على توفير الوقود...‏ لكن هذا لا يمنع الاستمرار في بيع السياراتالكبيرة!‏من وجهة نظر صناعية،‏ تبقى المشكلة على ما هي عليه:‏ يفرض‏الهد من الانبعاثات في الغالب إنتاجاً‏ بتكلفة إضافية.‏ وفي سياقمنافسة واسعة وعالمية،‏ لا ترى الشركات مصلهة لها في ذلك.‏فإذا كانت التقنية تعد بالكشير،‏ يبقى في الوقت الراهن معظم هذهالتهسينات مجرد حبر على ورق ...بالإضافة إلى ذلك،‏ وعلى الرغم من أن نجاحات تكنولوجية كبيرةلا تزال ممكنة،‏ إلا أن الأمر ليس‏ مفتوحاً‏ إلى ما لا نهاية.‏ في الواقع،‏لا تلغيِ‏ التكنولوجيا القيود الفيزياءية.‏ وبالتالي،‏ فإن تحريك وزنمعين من نقطة إلى أخرى ‏(مشلاً،‏ سيارة يستقلها أربعة أشخاص)،‏يتطلب حداً‏ أدنى من الطاقة.‏ يمكننا السعي لبلوغ هذه الطاقة الدنيا،‏لكن لا يمكننا أن نصل إلى مستوى أدنى منها!‏المزيد من التكنولوجيا...‏لكن استهلاك أقل!‏يمكن أن تقلل التكنولوجيا من الانبعاثات الصادرة عن نشاطناإلى حد كبير،‏ شرط أن نتمكن من السيطرة على استهلاكنا.‏ إلا أنالتكنولوجيا ترمي بشكل أساسي إلى زيادة الاستهلاك،‏ وهذه هيالهقيقة المضمرة عند تشجيعنا على شراء ‏«السيارات الخضراء»،‏والأجهزة الصديقة للبيئة وغيرها من المنتجات ‏«المستدامة».‏ ولابد من أن نرحب بواقع أن السيارات الهالية تستطيع عبور مسافات106


أطول بلتر واحد من الوقود،‏ بالمقارنة مع ما كانت تعبره قبل نصف قرن،‏ وبالتالي فهيتصدر كميات أقل من الانبعاثات.‏ولكن مع تزايد عدد السيارات ليبلغ 15 مرة ما كانت عليه في السابق،‏ لا تزال الانبعاثاتتزداد بشكل متفجر،‏ حتى مع السيارات ‏«النظيفة»!‏ والأمر سيان بالنسبة إلى مختلف أنشطتناوأنماط الاستهلاك التي نتبع.‏ في الواقع لا يجب أن نقع في الخطأ:‏ فاستهلاك المنتجاتالمصنعة التي ازدادت عدداً‏ وازدادت تعقيداً،‏ يتطلب حتماً‏ وداءماً‏ المزيد من الطاقة،‏ حتى وإنتم تحسين عمليات الإنتاج كافةً.‏ لا شك في أن توفير الطاقة،‏ الذي يعد أمراً‏ ضرورياً‏ للهدمن الانبعاثات الصادرة عن نشاطنا اليومي،‏ يستلزم استخدام أفضل أنواع التكنولوجيا فيمختلف المجالات،‏ ونشر الابتكار على نطاق واسع.‏يتطلب الأمر أيضاً‏ تحقيق الاستقرار على صعيد استهلاكنا الجامه للسلع والخدمات المادية،‏التي لم تتوقف عن النمو منذ عقود.‏لن يعاد تدوير إلا جزء صغريمن جبال علب الألمينيوم هذه،‏المصممة لتعبئة المشروباتالغازية،‏ والتي احتاج إنتاجهاكميات هائلة من الطاقة...‏مواجهة تحديات المناخ107


تغيير نمط الحياةفي ضوء ظاهرة الاحتباس‏ الهراري،‏ يتعين علينا أن نعيد النظر فيأنشطتنا اليومية كافةً‏ : فنمط حياة واقعي لا يعتبر أقل غنى من غيره،‏خصوصاً‏ من الناحية الإنسانية.‏تغيير نمط التغذيةيصدر كل عمل من الأعمال التي نقوم بها في حياتنا اليومية كمية من الانبعاثات.‏ لذلكتتعدد التغييرات العملية التي يمكننا القيام بها،‏ للتخفيف من المخاطر المناخية التيسيتكبدها أطفالنا.‏ لنأخذ على سبيل المشال نظامنا الغذاءي؛ إن اقتصارنا في الاستهلاكعلى المواد الغذاءية المنتجة محلياً،‏ والنباتات الموسمية،‏ يقلص‏ الانبعاثات إلى حد كبير:‏فتناول الفراولة في شهر شباط/‏ فبراير يعني بالضرورة أنها زرعت في بيوت بلاستيكية‏(حيش تمت تدفئتها على المازوت)،‏ أو أنه تم نقلها بالطاءرة من نصف الكرة الجنوبي.‏ تصدرالزراعة العضوية انبعاثات أقل مما تصدره الزراعة التقليدية بنهو الشلش،‏ فمن المستهسنبالتالي شراء المنتجات العضوية.‏تُعد اللهوم مادة تصدر كميات كبيرة من الانبعاثات،‏ طالما هناك حاجة إلى حبوب الزراعةالصناعية لعلف الهيوانات.‏ لذلك،‏ يمكننا أن نخفف كمية اللهوم في نظامنا الغذاءي،‏ وكذلككمية الدهون الهيوانية ‏(الزبدة،‏ واللبن ‏(الزبادي)،‏ والجبن،‏ إلخ...).‏ بالإضافة إلى ذلك،‏يستهسن تفضيل لهوم الدواجن على لهوم البقر،‏ لا سيما العجول التي تصدر كميات هاءلةمن الانبعاثات.‏ أخيراً،‏ لا ضررالبتة في الذهاب مشياً‏ على الأقدامللتسوق من البقالة،‏ بدلاً‏ من قيادةالسيارة إلى السوبر ماركت!‏لا تزال كمية الطاقة المهدورة ‏(التي تم تصويرها هنا بواسطةكامرياً‏ مزودة بأشعة تحت الحمراء)‏ في المنازل الجديدة كبرية جداً،‏وميكن خفضها من خلال التشدد في معايري البناء.‏108التوفير في المنزللا بد من أن نهرص‏ في فصلالشتاء على استعمال نظم التدفئةبشكل أقل،‏ فانخفاض‏ الهرارةبمعدل درجة واحدة يخفف حوالي% 7 من الطاقة المستهلكة.‏بالإضافة إلى ذلك،‏ لا بد من تجنبالتدفئة ‏(والماء الساخن)‏ علىالوقود الذي يصدر كمية كبيرة منالانبعاثات،‏ وأن نجتهد في اعتماد


نظام فعّال يعمل على الطاقة الشمسية أو الهطب.‏غير ذلك،‏ يتعين علينا أن نخفف تكلفة الإضاءةعبر استعمال مصابيه التوفير وعدم إنارة الغرفالتي لا نوجد فيها،‏ وأن نخفف أيضاً‏ من استعمالالأجهزة الكهرباءية ‏(التلفزيون ونشافة الغسيل)...‏ولا بد من اعتماد نظام عزل حراري ‏(الزجاجالمزدوج،‏ الصوف الزجاجي)،‏ وبالطبع التخليعن تكييف الهواء ‏(مع الإشارة إلى أن إغلاق نوافذالغرفة يساهم في انخفاض‏ درجة حرارتها بمعدل7 درجات مئوية في الصيف).‏الحد من النقل والتسوقللهد من الانبعاثات،‏ يمكننا أيضاً‏ التهايل فيمسألة النقل؛ كأن نستقل وساءل النقل العام،‏ونعيش‏ بالقرب من مراكز عملنا،‏ أو نعمل منالمنزل عبر الإنترنت إذا أمكن،‏ أو نستقل القطارللذهاب في إجازة ‏(أو أقله أن نمتنع عن استعمالالطاءرة)،‏ وأن نستفيد قدر الإمكان من الدراجة.‏غير ذلك،‏ يفضل أن نستبعد أنواع الرياضة الآلية‏(موتوكروس،‏ السيارات الرباعية الدفع،‏ ركوبالزوارق ذات المهركات...).‏ وأخيراً،‏ لا بد من أنندرك جميعنا التكلفة المناخية المرتفعة للتسوّق؛لذلك ينبغي الامتناع عن شراء منتجات جديدةمصدر لا ينضبشكلت المصادر الهية ‏(الخشب،‏ القطن،‏ القنب،‏الصوف،‏ الجلود،‏ الكتان،‏ المطاط والقش...)‏على مدى آلاف السنين،‏ مادة أساسيةللإنسان استعملها لتصنيع الأثاش،‏ الأدوات،‏أواني المطبخ،‏ أدوات العزل،‏ لعب الأطفالوالملابس...‏ إلا أنه عمد لاحقاً‏ إلى استبدالهابالبلاستيك.‏ إلا أن عدداً‏ كبيراً‏ من الناس‏ لايزالون يعتبرون أن الخشب ‏(إن أردنا أن نتكلمعنه فقط)،‏ مادة عالية الجودة ويفضلوناستعماله في عدد من الأمور الأساسية،‏بما في ذلك تشييد المباني.‏ علاوة على ذلك،‏غالباً‏ ما يُعد الخشب مادةً‏ أفخم من غيرهامن المواد المنافسة ‏(الخرسانة الإسمنتيةوالبلاستيك والمعادن التي تصدر جميعهاكميات كبيرة من الانبعاثات).‏ تظهر حاجةملهة إلى توسيع نطاق استخدام النباتالذي لا يستهلك إلا كميات قليلة من الطاقةويخزن الكربون،‏ وترك البلاستيك والألمينيوموالصلب لصناعة المنتجات التكنولوجية التيلا يمكنها الاستغناء عن هذا النوع من المواد‏(أجهزة الكمبيوتر،‏ المركبات،‏ الآلات...).‏ فيالواقع،‏ قد تسمه هذه التدابير بمواصلة تطويرقطاع الغابات،‏ من خلال تشجيع استعمال‏«الوقود النظيف».‏باستمرار،‏ لا سيما تلك التي تصدر كميات كبيرة من الانبعاثات،‏ كالمنتجات التي تحتويعلى إلكترونيات،‏ مع العلم أن الصناعات النسيجية أيضاً‏ تستهلك كمية من الطاقة!‏قواعد تسري على الجميعمع ذلك،‏ لا ينبغي أن نفترض‏ أن مواجهة الاحتباس‏ الهراري بطريقة جدية،‏ تتوقف عندتقديم نصاءه باعتماد أساليب ووساءل حميدة،‏ كتلك التي سبق وأشرنا إليها أعلاه؛ إذيستهيل الاعتماد على الوعي والنية الهسنة فقط لنغير من واقع الهال.‏ عندما يتعلق الأمربالهد من عدد الوفيات على الطرقات،‏ لا ينبغي أن نكتفي بتقديم التوصيات بالقيادة بسرعةمعقولة،‏ بل يجب أن تضع الدولة حدوداً‏ وتفرض‏ تطبيقها بالقانون.‏ ومن الواضه أن إصدارتشريع مناخي فعال يوءدي إلى فرض‏ بعض‏ القيود على حريّة كل ٍّ منا،‏ طالما أن الأمر يستلزمجهداً‏ جماعياً.‏ ولكن ما هو البديل؟يمكن للمواطن أن يوافق بإيجابية على الهد من عدد الرحلات التي يهق له القيام بها سنوياً،‏مواجهة تحديات المناخ109


معجمعمل من المنزل:‏ممارسة شكل منأشكال العمل عن بعد،‏الذي ينجزه الموظفمن منزله،‏ ويستخدممن أجل هذه الغايةكمبيوتر وأدواتاتصالات سلكيةولاسلكية.‏إذا علم أن الجميع ملتزم بذلك أيضاً.‏ خلافاً‏ لذلك،‏ فإذا ما رأى جارهيجول الكوكب،‏ فهو لن يكتفي بالسخرية من هذه الجهود،‏ بل قد يعجزعن التمسك بها لفترة طويلة...‏ بشكل عام،‏ يبدو واضهاً‏ أن التهاونالذي نشهده حالياً‏ إزاء الضرر الذي يلهق بالبيئة،‏ نتيجة النشاطاتالمختلفة في مختلف الميادين،‏ بدءاً‏ من إزالة الغابات وصولاً‏ إلى تسربالنفط في مياه البهار،‏ يشكل عقبة أمام أي تغيير عملي عميق.‏ فيالواقع،‏ إن ما نشهده اليوم من تقاعس‏ سلطات دول العالم كله تقريباً‏عن اعتماد إجراءات جدية وملزمة في هذا الإطار،‏ وترك المواطنينأحراراً‏ بالمساهمة في زيادة الاحترار،‏ يولد انطباعاً‏ بأن المشكلة لاتزال خارج نطاق الخطر الجسيم.‏ فبعض‏ الهوافز الضريبية لشراء الألواه الشمسية،‏ أو مراجلتعمل على الخشب،‏ لا تعد كافية للخروج من المأزق...‏مجهود يعود إلى عدة أجيالينبغي أن تستمر لعقود طويلة الجهود المبذولة للهد من تأثير أنشطتنا الهياتية على المناخ،‏ومن الضغط الذي نمارسه على البيئة والنظم البيئية بشكل عام.‏ فللهد من الخطر،‏ يتعينعلينا تخفيض‏ كميات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي إلى المستويات التي كانتساءدة قبل فورة الصناعة.‏ بذلك،‏ سنخضع حياتنا اليومية لتغييرات جمة وعميقة،‏ بدءاً‏ منالمساكن الأصغر والجماعية ‏(أكثر توفيراً‏ لناحية المواد والتدفئة)،‏ مروراً‏ باختفاء مفهومالمنتج الذي يستعمل لمرة واحدة ‏(المكلف جداً‏ بيئياً)،‏ وصولاً‏ إلى اللجوء مجدداً‏ إلى الموادالمستدامة ‏(الخشب)‏ التي اختفت بفعل انتشار البلاستيك،‏ وتوديع صناعة ‏«التغليف».‏فصل السعادة عن امور المادية...‏هل هذا يعني أن المستقبل سيكون مملاً،‏ باءساً،‏ حزيناً‏ ومليئاً‏ بالهموم؟ على الإطلاق،‏ إلا إذاأخذنا بعين الاعتبار أن المصدر الوحيد للسعادة هو حيازة الكشير من الأشياء.‏يتطلب ضمان استقرار ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي،‏ العودة إلى استهلاك الطاقة وفقاً‏للنمط الذي ساد في السبعينيات؛ فنهن بعيدون جداً‏ عن العصر الهجري!‏ سنهظى داءماً‏ بفرصةالاستمتاع بهياة اجتماعية غنية،‏ والقيام بأعمال في المدينة،‏ من مساعدة الجمعيات أو الأحزاب،‏ومن التواصل بفضل العديد من التقنيات الجديدة مع سكان كوكبنا جميعهم ‏(من المسلم به أنهقد يصبه من غير الممكن تغيير الهاسوب كل ثلاش سنوات،‏ لكن هل كان تغييره ضرورياً‏ حقاً؟).‏هذا الواقع،‏ سيمنهنا فرصاً‏ أكثر للتشقف،‏ ارتياد المساره،‏ المشاركة في الهفلات،‏ الذهابإلى السينما،‏ الاستماع إلى الموسيقى،‏ مشاهدة الأفلام،‏ ممارسة الرياضة والسفر،‏ علماً‏ أنالسفر سيستدعي استعمال وساءل نقل أبطأ،‏ وسيستلزم وقتاً‏ أطول،‏ على غرار ما كان عليهحال السفر قبل تحول المجتمع إبان عصر الصناعة.‏ ستبقى الهياة مشيرة إذاً؛ ألا تعتقدون أنالرضا الناتج عن توريش عالم مستدام ذي مستقبل مضمون لأطفالنا،‏ سيعوضنا عن فقدانجزء من حياتنا المترفة؟110


تشهد تغطية المباين بالنباتات توسعاً‏ سريعاً‏ في كثري من البلدان،‏ وهي طريقة طبيعية وغري مكلفة لتنقيةالجو،‏ تساعد على تفادي الضرر الناجم عن التكييف.‏مواجهة تحديات المناخ111


قيم جديدة لمجتمع جديدبرز مشروع اجتماعي جديد يتناول أزمة المناخ المستقبلية،‏ يدعو إلىعالم مسوءول بيئياً‏ وأكثر تعاوناً‏ وعدلاً‏ وديمقراطية.‏أكثر ثراء...‏ لكن ليس أكثر سعادةصدر موءخراً‏ تقرير يتناول حالة الكوكب وقّع عليه معهد ‏«وورلد واتش»‏ جاء فيه:‏ ‏«إننا أكثرثراء وأكثر قوة،‏ إلا أننا لسنا أكثر سعادة».‏ وأكد باحشو المعهد أن نسبة الأميركيين الذينقالوا إنهم سعداء لا تزال هي نفسها منذ العام 1957 ‏(حوالي واحد من ثلاثة)،‏ وذلك علىالرغم من تضاعف متوسط الدخل،‏ واتساع مساحة المنازل بنسبة % 38 على مدى السنواتالشلاثين الماضية،‏ وكذلك حجم الشلاجات بنسبة % 10 ‏(إلا أن ُّ السمنة باتت تشكل خطراً‏مدمراً!).‏ ولقد تطور العالم الصناعي كله بشكلٍ‏ متوازٍ‏ مع الولايات المتهدة التي تستلم قيادةالدفة:‏ استهلاك قهري،‏ يرافقه عدم مساواة أكثر حدة.‏ في الواقع،‏ نشارك جميعنا في تراجعالتضامن والهس‏ الجماعي لصاله الانسهاب نهو الذات؛ أو بمعنى آخر،‏ نشارك في تصاعدالفردية التي تترك المرء وحيداً‏ في مواجهة مجتمع بات أكثر عداءية.‏مشروع اجتماعي جديدلا تبتعد هذه الاعتبارات كشيراً‏ كما نعتقد عن المشاكل المناخية.‏ في الواقع،‏ غالباً‏ ما يتمالهديش عن مكافهة ظاهرة الاحتباس‏ الهراري بشكل سلبي،‏ وتُصوّر على أنها قاءمة طويلةمن التضهيات المكلفة الضرورية للهروب من مصير أسوأ.‏ لكن الملاحظ هو أن نمط الهياةالذي يعتمده البشر حالياً‏ يبتعد كشيراً‏ عن المشالية،‏ ويمكن أن يشكل تغييره جذرياً‏ عمليةمربهة جداً،‏ ونوعاً‏ من أنواع الجهد الجماعي المفيد لتهقيق الاستقرار المناخي.‏ فمواجهةالمخاطر المناخية،‏ وتبني أسلوب حياة يتناسب مع الفرص‏ التي يقدمها كوكب الأرض،‏ لايستلزم بعض‏ التغييرات الهامشية فهسب،‏ بل يهتاج إلى مشروع اجتماعي جديد يهمل قيماً‏مختلفة.‏ مشروع يفضل المستقبل على الهاضر والأبناء على الأهل،‏ مشروع قد يساعد علىتلاحم أجزاء بشرية فقدت ثقتها بنفسها،‏ وتعاني تمزقاً‏ متزايدا،ً‏ وذلك من خلال إرساء قيمومُ‏ شل جديدة.‏معجممنظمة الأغذيةوالزراعة :(FAO)وكالة متخصصةتابعة للأمم المتهدة،‏أنشئت في العام 1945بهدف القيام بعملدولي لمكافهة الجوعوتحسين الظروفالمعيشية.‏112الثروة،‏ شيء مثالي؟باستشناء بعض‏ الآراء حول المشاليات التي توءسس‏ هذا المشروعالاجتماعي - وهي آراء شخصية إلى حد ما - من الواضه أن ثقافةتحقيق الغنى والثروة لا تتوافق مع مجتمع مسوءول مناخياً.‏ في الواقع،‏طالما أن هدف الهياة الاجتماعية يتجلى في تحقيق المزيد من الثروة،‏وبالتالي زيادة الاستهلاك،‏ فإن التلوش والملوثين هم بالفعل الذين


يشري عدد من استطلاعات الرأي إلى أن المواطنني باتوا أكرث وعياً‏ من رجال السياسة للحاجة إلى حاميةالبيئة!‏مواجهة تحديات المناخ113


معجممنظمة التعاونوالتنمية الاقتصادية:‏تأسست في العام1961 وتشمل حالياً‏30 دولة.‏ تقدملأعضاءها إطاراً‏لتهليل السياساتالاقتصاديةوالاجتماعيةوتطويرها وتحسينها.‏والتنمية بعشر مرات.‏ إن السيناريو الوحيد المقبول لهذا الكوكب،‏ هوذلك القاءل بالتطوير السريع لدول الجنوب،‏ الذي يعتمد على التقنياتالأكثر توفيراً‏ للطاقة المستوردة من البلدان الصناعية،‏ ما يفسهالمجال لوتيرة تنمية عالمية تستعمل الموارد والتكنولوجيات المتاحة.‏ما المغزى من النمو؟إن شركة مسوءولة مناخياً‏ ينبغي أن تضع حداً‏ لشقافة النمو الساءدةحالياً،‏ والتي يتبناها نقابات العمال وأرباب العمل على حد سواء،‏ كماوساءل الإعلام والسياسيون.‏ لا ينبغي أن ينظر صناع القرار من الآنفصاعداً‏ إلى الناتج المهلي الإجمالي،‏ بل إلى انبعاثات غازات الدفيئة،‏وبشكل عام،‏ إلى التأثير الذي يتركه الإنسان على كوكب الأرض.‏ يمكننا،‏ على سبيل المشال،‏أن نتصور أن الشركات ستكافه ليس‏ لتقليص‏ عدد القوى العاملة لديها،‏ تماماً‏ كما اعتادتأن تفعل منذ سنوات،‏ بل للهد من الانبعاثات التي تتسبب بها،‏ وبالتالي من تأثيرها السلبيعلى البيئة.‏ وبدلاً‏ من مضاعفة الخطط الاجتماعية،‏ فإنها ستفته المجال دورياً‏ أمام ‏«خططمناخية»،‏ ستعمم بموجبها إجراءات جديدة أقل تلويشاً‏ وأقل استهلاكاً‏ للطاقة.‏ علاوةً‏ على ذلك،‏لن تجد الإعلانات التي تهدف عموماً‏ إلى تشجيع المزيد من الاستهلاك مكاناً‏ لها في مجتمعمماثل،‏ وسيتهول هدفها إلى مساعدة الناس‏ على إيجاد السعادة في نسبة أقل من الاستهلاك،‏حيش يمكن الاستفادة من ساعات البش التلفزيوني والإذاعي التي تشغلها،‏ ومن صفهات المجلاتوالجراءد،‏ واللوحات والجدران التي تغطيها،‏ لنشر مختلف أنواع المعلومات المفيدة،‏ لا سيما تلكالمتعلقة بطرق العيش‏ والتنقل والزراعة والتغذية الأكثر أماناً،‏ والأكثر مسوءولية وتوفيراً.‏المزيد من التوجيه الحكومي،‏والقليل من اقتصاد السوق؟يتميز المناخ،‏ وبصفة عامة مجموعة العمليات البيئية،‏ بدرجة عالية من الجمود،‏ وبالتاليبفترات تفاعل طويلة.‏ ولكي نستطيع رصد تطورها،‏ يتعين علينا التفكير على المدى الطويل،‏وتوقع ما يمكن أن يهصل على الصعيد المناخي بعد هذا العقد،‏ وعلى مدى نصف قرن إنلم يكن قرناً‏ كاملاً.‏ لكن يبدو واضهاً‏ أن اقتصاد السوق،‏ في حال مواصلته تحفيز التقدموالإثراء الاجتماعي بشكل لم يسبق له مشيل في التاريخ،‏ لن يكون قادراً‏ بالتأكيد على التوقعوالتخطيط لمدد طويلة.‏وإذ يخضع الاقتصاد للهاجة إلى نتاءج فورية،‏ إضافة إلى عجزه عن وضع خطط للمواردالمجانية التي تقدمها البيئة،‏ فإنه يسير بالبشرية إلى كارثة بيئية.‏ لذلك لا بد من أن توجهالسلطات السياسية السوق بشكل صارم ومنظم،‏ فهي الوحيدة التي قد تكون قادرة علىالعمل بما فيه المصلهة العامة.‏ هنا يكمن من دون شك مفتاه النجاه،‏ في حال أردنا التغلبعلى الأزمة المناخية والبيئية التي يشهدها عصرنا.‏مواجهة تحديات المناخ115


وجهات نظر ونقاشاتمسألة النووي المعقدةللطاقة النووية عيوب لا يمكن إنكارها،‏ إلا أن الصعوبة تكمن في إيجادحل لأزمة المناخ في حال رفض‏ الإنسان اللجوء،‏ أقله جزءياً‏ ، إلى الذرة.‏مخزون محتمل لعدة قرونيهتل النووي حالياً‏ دوراً‏ ثانوياً‏ في إنتاجالطاقة العالمية،‏ إذ لا يستعمل إلا لإنتاج% 6 منها فقط.‏ تساهم الطاقة النوويةبنهو % 20 من إنتاج الكهرباء،‏ ما يمنههاهامشاً‏ مهماً‏ جداً‏ لتهقيق النمو.‏لكن هذا النوع من الطاقة لا يُعد مصدرطاقة متجددة بالمعنى الدقيق للكلمة.‏ فيالواقع،‏ تعادل احتياطيات اليورانيوم 235العالمية ‏(مادة قابلة للاشتعال تستخدم فيمحطات الطاقة النووية)‏ حالياً‏ احتياطياتالنفط تقريباً.‏ لكن ثمة تقنية تسمى مفاعلالتوليد السريع،‏ تتيه استخدام العديد منالمواد الأخرى ‏(اليورانيوم 238 والشوريوم232 على سبيل المشال)،‏ المتوفرة بكثرةعلى هذا الكوكب.‏ يشير الخبراء إلى أن هذهالتقنية يمكنها أن تتطور في حال تم بذلمجهود تكنولوجي متاه عملياً‏ ‏(خلافاً‏لتقنية الاندماج النووي التي تسبب مشاكلأخرى).‏ وسوف تمتلك البشرية مخزوناً‏ منالطاقة الكهرباءية غير المهدود يمتد قروناً‏طويلة.‏طاقة وفيرة ومستمرةعلى غرار مختلف أنواع الطاقة الأخرى،‏فإن للطاقة النووية عيوباً‏ ومزايا،‏ لا يفضلمنهها أهمية قصوى فهسب،‏ بل يستهسنأيضاً‏ أن تقارن بمزايا أنواع الطاقةالأخرى المنافسة وعيوبها.‏ في الواقع،‏إن لهذه الطاقة فواءد كبيرة؛ فانبعاثاتغازات الدفئية الناتجة عن الطاقة النوويةمنخفضة جداً،‏ إذا ما قارناها بالطاقةالكهرباءية المولدة:‏ 6 غرام من ثاني أكسيدالكربون لكل كيلو واط ساعة مقابل ألفغرام تقريباً‏ ينتج عن الفهم!‏ ويمكن أن تُنتَجالطاقة النووية مركزياً‏ ‏(وتتكيف بالتاليمع الشبكات القاءمة)،‏ وبكميات كبيرة ومندون انقطاع،‏ الأمر الذي يميزها بشكل كبيرعن الطاقة الشمسية وطاقة الرياه علىسبيل المشال؛ في الهقيقة،‏ عند الهديش عنتزويد مصاهر المعادن والمستشفيات أوشبكات السكك الهديدية بالطاقة بشكلمستمر،‏ لا تبدو المصادر مشل الطاقةالشمسية أو طاقة الرياه ملاءمة علىالإطلاق.‏خطر الحوادث:‏أمر لا يمكن إنكارهما هي عيوب استخدام الطاقة النووية؟يتجلى العيب الأول بالتأكيد في مسألةسلامة المنشآت،‏ ولنا في حادش محطةتشيرنوبيل الأوكرانية في العام 1986 مشلاً‏116


جلياً.‏ هذا وقد حركت هجمات 11 أيلول/‏سبتمبر في الولايات المتهدة المخاوف منهجوم إرهابي قد يولد المزيد من الهوادشالمماثلة.‏مع ذلك،‏ يتيه بعض‏ الهقاءق تقديم أمشلةحول هذه المسألة.‏ لا شك في أن حادشتشيرنوبيل كان خطراً‏ جداً،‏ لكن وفقاً‏لإحصاءات منظمة الصهة العالمية،‏ فقدأدى على الأكثر إلى وفاة أربعين شخصاً‏معظمهم من رجال الإنقاذ والمتطوعينلإخلاء الموقع وعزل المفاعلات بعدالانفجار.‏ وقد سجل ارتفاع في معدلالإصابة بسرطان الغدة الدرقية بينالسكان الذين تعرضوا للإشعاعات ‏(وصلعددهم إلى عدة آلاف)،‏ إلا أن هذا النوع منالسرطان يمكن علاجه بشكل جيد نسبياً،‏فلم يوءدِ‏ بالتالي إلى وفاة أكثر من عشرةمصابين.‏ في الواقع،‏ وفي ظل المعلوماتالمتاحة حتى الآن،‏ لا يزال هناك فارق كبيرفي الخساءر مقارنة بالعديد من الهوادشالصناعية (800 حالة وفاة في ميناماتا فياليابان نتيجة تلوش مياه البهر بالزءبق،‏20000 في بوڤال في الهند بعد انفجارخزان يهتوي على مواد كيمياءية).‏ إلاأن هذه الهوادش لم تغير شيئاً‏ بالنظر إلىوجود الآلاف من المنشآت الصناعية تعرفباسم ‏«سيڤيزو 2»، أي التي تهدد بوقوعحوادش خطرة،‏ نظراً‏ لطبيعة المنتجاتالمخزنة وكميتها.‏ هذا الخطر الصناعي،‏الذي لا يهمل طبعاً‏ أي فره في طياته،‏ هوخطر مقبول اجتماعياً.‏ هذا ولا يختلف خطرالنووي كشيراً‏ عن ذلك...‏طاقات أخرى أخطر وأخطرتجدر الإشارة إلى أن أماكن تركيز الطاقةهي من حيش الجوهر نقاط خطرة.‏ فوقوعحادش في مصفاة أو سد يمكن أن يسببالكشير من الوفيات،‏ تماماً‏ كما يمكن أنتفعله محطة للطاقة النووية.‏ وينطبق هذاالاعتبار أيضاً‏ على الهجة الإرهابية:‏ لنيكون هجوم على محطة للطاقة النوويةبالضرورة أكثر تدميراً‏ من هجوم علىمصنع للمواد الكيمياءية،‏ أو منشأة نفطية،‏أو حتى مبنى...‏ فالهوادش الصناعية تتعددأيضاً‏ مع الوقود الأحفوري،‏ سواء أجاءتعلى شكل تسرب نفطي يتكرر من عام إلىعام،‏ أو على شكل آلاف الوفيات التي تسجلبانتظام في مناجم الفهم حول العالم.‏في المقابل،‏ من الواضه أن مخاطر الطاقةالشمسية وطاقة الرياه أقل بكشير،‏ إلا أنالسبب في ذلك يُعزى أساساً‏ إلى كونها توفرقدراً‏ أقل من الطاقة (0.2 % من الاستهلاكالعالمي حالياً‏ لكليهما!).‏النفايات المشعةتكمن المشكلة الرءيسية للطاقة النووية،‏على الأرجه،‏ في نفاياتها.‏ تُعد هذه مشكلةحقيقية،‏ بما أن مدة التفاعل الإشعاعيلبعض‏ النفايات تمتد على مدى أكثر منمليون سنة.‏ هنا أيضاً،‏ ينبغي تقديم أمشلةللمقارنة.‏لنأخذ حالة فرنسا الأكثر استعمالاً‏ للنوويفي العالم ‏(يستمد % 80 من الكهرباءبواسطة الذرة)،‏ حيش يولد مجموع المهطاتالفرنسية،‏ كل عام ولكل مواطن،‏ كيلوغراماً‏من النفايات ضعيفة الإشعاع،‏ وعشرةغرامات من النفايات عالية الإشعاع.‏ لايتجاوز مجموع الهجم المتراكم للنوعالأخير من النفايات،‏ منذ بدء تشغيل أولمحطة،‏ مكعباً‏ يبلغ ضلعه عشرة أمتار،‏ وهومسألة النووي المعقدة117


رقم لا يمكن بالطبع الاستهانة به،‏ إلا أن كلفرنسي يولد ثلاثمئة كيلوغرام من الملوثاتالسامة سنوياً،‏ أو النفايات المسببة للتآكل،‏والنوعان يتطلبان تخزيناً‏ آمناً،‏ علماً‏ أنبعضها يدوم لقرون عدة..‏ ومع ذلك لايطالب أحد بوقف الصناعات الكيمياءية!‏يولد النفط والغاز ‏(الهيدروكربون)‏ أيضاً‏النفايات التي يتجاوز عمرها قرناً‏ منالزمن،‏ ونقصد بها جزيئات ثاني أكسيدالكربون المنبعش في الغلاف الجوي،‏ التيتترك أثرها على المناخ لآلاف السنين.‏ ولهذاالنوع من النفايات أيضاً‏ خاصية بالغةالسوء بالمقارنة مع النفايات النووية:‏ فماأن تطلق في الجو،‏ تصبه استعادتها أمراً‏صعباً‏ وخارجاً‏ عن السيطرة.‏ خلافاً‏ لذلك،‏يمكن للمخلفات المشعة،‏ إذا ما طُ‏ مرت أولاً‏بأول وفق الشروط الصهيهة في الطبقاتالجيولوجية المستقرة،‏ أن تتطلب عمليةمراقبة منتظمة ودقيقة.‏ماذا عن انتشار النووي؟من المخاطر الأخرى التي يتم الهديش عنهابموازاة مخاطر النووي السلمي نذكر خطرالانتشار،‏ أو بمعنى آخر،‏ حيازة أسلهةنووية في عدد متزايد من الدول،‏ بما فيهاالدول الصغيرة غير المستقرة.‏في الواقع،‏ هذا الخطر موجود بشكل فعليولا يمكن إنكاره،‏ لكننا نميل إلى وصفالضرر الناتج عنه كما يلي:‏ إن الدول التيتمتلك الأسلهة النووية اليوم هي من الكثرةبهيش تنتج % 80 من الكهرباء في العالم.‏ لوكانت هذه الكهرباء ‏(في الصين،‏ والولاياتالمتهدة،‏ والهند...)‏ تستمد بشكل متزايد منالطاقة النووية،‏ فإن هذا الأمر لن يغير منخطر الانتشار،‏ الذي بات في كافة الأحوالأكبر بكشير،‏ منذ تفكك الاتحاد السوفياتي.‏ولا بد هنا من الإشارة إلى أن معظم الدولالناشطة نووياً‏ تمتلك قنبلة نووية...‏ حتىقبل إنشاء محطات الطاقة النووية.‏ضبابية اللوبي النوويفي معظم البلدان التي تمتلك محطات طاقةنووية،‏ تشجب الجمعيات والأحزاب البيئيةالتعتيم الذي يفرضه المسوءولون حول هذاالنشاط ويأسفون لعدم إشراك الناس‏ فياتخاذ القرارات إلا نادراً،‏ في حين لا ترشهالمعلومات إلا بعد سنوات من الأحداش.‏وتنتقد هذه الجمعيات والأحزاب طريقةعمل أرباب هذه الصناعة والتي تتخذشكل مجموعة ضغط ‏(لوبي)،‏ ونفوذهم فيالأوساط السياسية.‏هنا أيضاً،‏ لا تخلو هذه الانتقادات منتوجّ‏ ه بنّاء.‏ فمما لا شك فيه أنه يتعين علىالصناعة النووية أن تحرز نمواً‏ ديمقراطياً‏جاداً،‏ لكن ينبغي أن يوءخذ بعين الاعتبارأيضاً‏ لوبي النفط والغاز،‏ الذي يُعد فعلياً‏أقوى من لوبي النووي،‏ وذلك لأنه يوفرطاقةً‏ تفوق بعشر مرات ما يقدمه النوويعلى المستوى العالمي.‏ بالإضافة إلى ذلك،‏فإن لوبي النفط على سبيل المشال،‏ يمكنهالاعتماد عموماً‏ على دعم صناعة النقلالمتنامية له!‏ أخيراً،‏ ينضوي لوبي النفطوالغاز ضمن القطاع الخاص،‏ في حين أناللوبي النووي هو عادة لوبي دولة،‏ يتألفمن تكنوقراط أقل خضوعاً‏ لضرورة جنيالأرباه.‏ وبهذا فإن توجيه هذه الانتقاداتجميعها إلى لوبي النووي لا يبدو متوازناً‏جداً...‏118


طاقة نووية أم هيدروكربون؟على الرغم من المقارنة التي سقناها سابقاً،‏فإن مختلف المخاطر المرتبطة باستخدامالطاقة النووية ينبغي أن توءخذ على محملالجد.‏ ولكن أياً‏ كان تقييمنا،‏ يجب أن نلتقيعند نقطة واحدة:‏ في ظل حالة التكنولوجياالراهنة،‏ وربما على مدى بضعة عقودمقبلة،‏ لن تكون الطاقات البديلة مشلالطاقة الشمسية وطاقة الرياه قادرة علىتوليد جزء كبير من الكهرباء التي نهتاجإليها.‏ لذلك تنهصر خياراتنا بين الكهرباءالمولدة إما من الطاقة النووية أو من الوقودالأحفوري.‏ في الواقع،‏ لا يمكن الاعتماد علىالطاقة الكهرماءية،‏ ففي البلدان الصناعيةلم يعد مصدر الطاقة هذا رهناً‏ بالتطوراتالهامة،‏ أما في ما يتعلق بالطاقة التينستمدها من الكتلة الهيوية،‏ فإنها تتطلبلتلبية احتياجاتنا مساحات شاسعة.‏ أخيراً،‏لا شك في أن المورد المتأتي من خلالالتوفير في الطاقة هو مورد لا غنى عنه،‏ لكنمعجمتوليد فاءق:‏ إنتاج أكبركمية من المواد عبرالمواد النووية الخصبة،‏تفوق تلك المستهلكةوتكون قابلة للإنشطارالنووي.‏اندماج نووي:‏ اتحادالعديد من الذراتالخفيفة ‏(هيدروجين،‏ديوتيريوم،‏ إلخ..)‏ فيذرة أثقل،‏ يتم إنتاجهاعلى درجة حرارة عاليةجداً‏ ‏(ملايين الدرجات)،‏حيش يوءدي هذاالاندماج إلى الإفراج عنكمية كبيرة من الطاقة.‏يكفي التفكير فيالأمر على مستوىواحدة،‏عاءلة حتىأنه لندرك مع اتباع أقصىتدابير التوفير علىكافةً‏الأصعدة والنقل‏(التدفئة والاستهلاك...)،‏قسمةتبقى الطاقةفاتورة أمراً‏أربعة على وبالتاليصعباً!‏ فإن التوقف عناستخدام الطاقة النووية يعني بالضرورةبالنسبة إلى الدولة التي ستتخذ قراراً‏ كهذا،‏استبدال الذرة بالوقود الأحفوري.‏ لا شكفي أن هذا الهل قد يمكن فهمه،‏ إلا أنه لا بدمن أن نتمتع بالصدق ونعلن بصراحة عنالنتاءج.‏بين المخاطر المناخيةوالمخاطر النوويةتطره الإشكالية التي أثيرت السوءالالتالي:‏ ما هو الأكثر إلهاحاً:‏ التوقف عناستخدام النووي أم التوقف عن استخدامالهيدروكربون؟ كشيراً‏ ما يقال إنه للتخلص‏من الطاقة النووية،‏ علينا تطوير قدرتناعلى التوفير في الطاقة والاعتماد علىالموارد المتجددة.‏ لقد سبق ورأينا أن الأمرليس‏ سهلاً،‏ تحديداً‏ بسبب الهجم الكبيرالمطلوب إنتاجه من الطاقة ومشاكلالإنتاج المتقطع.‏ لكن لنفترض‏ حدوشتقدم تكنولوجي غير متوقع يتيه لنا أنننتج الكشير من الكهرباء المتجددة،‏ أوربما توفير كمية كبيرة منها؛ في هذهالهالة،‏ أي مصانع يجب إغلاقها أولاً‏ وفيالقريب العاجل:‏ محطات الطاقة النووية،‏ أمالمهطات العاملة على الهيدروكربون؟في السياق عينه يمكننا الهديش عن مسألةأخرى،‏ ألا وهي أن الصين سيتضاعفاستهلاكها للطاقة بين عامي 2001 و‎2025‎‏،‏وفقاً‏ لما صره به الخبراء.‏ فهل ينبغي أننعارض‏ إقدام هذه الدولة على بناء محطاتجديدة للطاقة النووية ‏(علماً‏ أنها تمتلكأسلهة نووية)،‏ ونناضل للهصول علىمحطات توليد للطاقة تعمل على الفهم؟أليس‏ من الأفضل توفير التكنولوجياالمناسبة لتمكينها من امتلاك الأجهزة التيمسألة النووي المعقدة119


تعرف على أنها الأسلم؟أخيراً،‏ ثمة تساوءل آخر يطره نفسه:‏ فيحين يبدو واضهاً‏ أنه من الصعب جداً‏إقناع المجتمعات بقسمة استهلاك الطاقةعلى 2 أو على 4، هل ينبغي تعقيد المهمةمع المطالبة بالتوقف عن استخدام الطاقةالنووية،‏ وبالتالي تخفيض‏ الكمية المنتجةمن الطاقة بشكل كبير؟في الواقع،‏ على الرغم من العداءية التييضمرها التيار البيئي حالياً‏ إزاء الذرة،‏فإن أغلبية علماء المناخ يعتبرون أنه بينالمخاطر المناخية والمخاطر النووية،‏ فإنالأولى هي التي تحمل في طياتها معظمالكوارش الخطرة.‏ مع ذلك،‏ فمن المفارقةأن التيار ‏«الأخضر»،‏ الأكثر قلقاً‏ من حيشالمبدأ‏ على مستقبل هذا الكوكب،‏ يعارض‏بشكل جذري وبالإجماع استخدام الطاقةالنووية ‏(على الرغم من أن بعض‏ أنصارهذا التيار من المفكرين المهمين كجيمس‏لوڤلوك،‏ صاحب فرضية غايا ، 1 يعتبرونالطاقة النووية اليوم شراً‏ ضئيلاً).‏ربما يكمن السبب في كون هذا التيار قدأعلن طرحه في السبعينيات،‏ إبان مرحلةكان الاحتباس‏ الهراري العالمي الذي يهددكوكبنا غير معروف بعد،‏ وفي سياق كانالتسله النووي يهدد السلام العالمي.‏بالتأكيد لن يكون النووي المدني علاجاً‏شافياً،‏ وهو لا يكفي لوضعنا بمنأى عنعواقب ظاهرة الاحتباس‏ الهراري،‏ فيحال لم نقرر تغيير نمط حياتنا.‏ لكن يمكنهأن يكون أحد عناصر استراتيجية التكيف،‏وبشكل خاص‏ عنصر دعم لتسهيل الانتقالمن اقتصادنا الهالي،‏ الذي يستهلك كمياتهاءلة من الهيدروكربون،‏ إلى ‏«اقتصادمنخفض‏ الكربون».‏(١) فرضية غايا:‏ غايا هي إلهة يونانية ترمز إلىالأرض.‏ قدم هذه النظرية بشكل رسمي جيمس‏لوڤلوك،‏ المتخصص‏ في علوم الغلاف الجوي،‏ بعدأن كان جوهانس‏ كبلر ‏(فلكي ألماني عاش‏ فيالقرنين السادس‏ عشر والسابع عشر)‏ قد طرحهاسابقاً.‏ ترى الفرضية أن الأرض،‏ بنظامها المعقدوالمنتظم ذاتياً،‏ تتميز بالعديد من الخصاءص‏التي تميز الكاءن الهي.‏ يعمل مجموع المادة الهيةالأرضية وفق هذه النظرية ككاءن كبير يكيفالأرض‏ باستمرار مع احتياجاته.‏120


معجم المصطلحاتأثر مرتدعملية توءثر بصورة مرتدةعلى الظاهرة التي أنتجتها.‏نعني بالأثر المرتد الإيجابيعندما تتعزز قوة الظاهرة:‏فظاهرة الاحتباس‏ تزيد مننسبة التبخر،‏ الذي يوءديبدوره إلى تفاقم ظاهرةالاحتباس‏ ‏(البخار هو نوعمن أنواع غازات الدفيئة).‏يمكن أن تكون الآثار المرتدةسلبية أيضاً.‏احتياطيمخزونبه ونعني ‏(النفطالهيدروكربون والغاز)‏ الذي لم يُستخرج بعدمن الطبقات الجوفية.‏ يشكلونوعيته،‏كميته تحديد الصعب على الصعيد التقنيالصعيدعلى والهساس‏ السياسي،‏ موضع نقاش.‏أحفوري ‏(طاقة)‏راجع طاقة أحفورية.‏إشراق شمسيأو إشعاع شمسي،‏ وهوالفترة التي تشع في خلالهاالشمس.‏إشعاعهو العملية التي تتضمن نقلالطاقة على شكل دقاءق أوموجات إلكترومغناطيسيةأو صوتية.‏أشعة تحت الهمراءتُقال للأشعةالإلكترومغناطيسية التييراوه طول موجتها بين 0.8و‎1‎ ميكرومتر.‏أشعة فوق البنفسجيةتُقال للأشعةالإلكترومغناطيسية التي لاتراها العين البشرية.‏إعصار مدارياضطراب جوي يتخذ شكلدوامة،‏ ترافقه رياه عنيفةجداً‏ وأمطار غزيرة،‏ يتشكلفي محيطات منطقة ما بينالمدارين.‏انتهازيّ‏يُطلق خصوصاً‏ على نوعمن الكاءنات يتكيّف معظروف الوقت الراهن.‏انقراض‏اختفاء أفراد نوع معين منالكاءنات الهية في شكلٍ‏كامل.‏أوزونغاز موءلف من جزيئات تضم،(O 3ثلاش ذرات أكسيجين )يتشكل على ارتفاع يراوهبين 20 و‎30‎ كلم بفعل تفككالأوكسيجين الذي يهتويهO) 2 تحت تأثير أشعةالهواء )الشمس.‏بنية تحتيةمجموع التجهيزاتالاقتصادية والتقنية لبلدما،‏ وشبكات النقل،‏ والطاقة،‏إلخ.‏تأثير الدفيئةظاهرة احترار طبقاتالغلاف الجوي المنخفضة،‏ناتجة عن غازات ‏(ثانيأكسيد الكربون في شكلٍ‏خاص)‏ تجعلها غير شفافةأمام الأشعة تحت الهمراءالتي تبعشها الأرض.‏تأثير العتبةقدرة بعض‏ الأنظمة علىتغيير حالته بشكلٍ‏ جذري،‏وبصورة لا عودة فيها فيمعجم المصطلحات121


ّمعظم الأحيان،‏ من خلالتغيير طفيف في الظروفالأوّلية.‏تأك ُّلمجموع التأثيرات الخارجيّةّ الخاصة بالعوامل الجويةوالمياه والأنهار الجليديّة،‏وما إلى ذلك،‏ التي تتسبّببإتلاف التّضاريس.‏تربة صقيعية ‏(جليدية)‏جزء عميق من تربة خاضعةّ للصقيع ‏(الجليد)،‏ يهتويعلى معادن وهو متجمّدبشكل داءم ‏(مرادف:‏ تربةمتجمدة).‏تصه ُّ رتحوّل منطقة ما إلى صهراء.‏تكتل سكانيتجمعات حضرية كبيرةجداً‏ أو مجموعة من المدنالمتجاورة.‏تلوشتدهور حالة مجال طبيعيبفعل مواد كيمياءية،‏ أونفايات صناعية أو منزلية.‏تنوع حيويتنوع الكاءنات الهيةوخصاءصها الوراثية.‏ثاني أكسيد الكربونغاز ينتج من اجتماع ذراتالكربون مع الأكسيجين.‏ج ف م همختصر ‏«جزء في المليونمن حيش الهجم».‏ إنّ‏ جزءاً‏واحداً‏ في المليون من حيشالهجم يعادل %، 0.001 أيّ‏سنتيمتراً‏ مكعّباً‏ واحداً‏ منالغاز لكلّ‏ متر مكعّب منالهواء.‏ أما في ما يخص‏الغازات النّادرة،‏ فنستعمل جف ب ه،‏ أي جزء في المليار‏(البليون)‏ من حيش الهجم.‏جزيرة مرجانيةتوجد في البهار الاستواءيةوتتألف من شعاب مرجانيةقليلةبهيرة تتوسطها البهيرةتسمى العمق،‏ المرجانية.‏جفافحالة يتخطى فيها التبخرالمهتمل داءماً‏ كميةالمتساقطات.‏جليد بهريامتداد واسع من الكتلالجليدية العاءمة.‏حراري ‏(معمل)‏راجع معمل ‏(محطة توليد)‏حراري.‏حرارية ) طاقة شمسية)‏راجع طاقة شمسية حراريةدفيئة ‏(تأثير)‏راجع تأثير الدفيئة.‏دورة ماءيةمجموع عمليات انتقالالمياه بين مختلف الأحواض‏الماءية ‏(محيطات،‏ أنهار،‏بهيرات...)‏ على كوكبنا.‏رياه موسميةرياه مدارية دورية تهببالتناوب من اليابسةباتجاه البهر ومن البهرباتجاه اليابسة ‏(ستة أشهرلكلّ‏ اتجاه).‏طاقة أحفوريةطاقة مستخرجة منالمصادر العضوية المتوفرةفي الطبقات الصخريةالرسوبية ‏(الفهم،‏ النفط،‏الغاز الطبيعي...).‏طاقة أرضية حراريةاستعمال الطاقة الصادرةعن حرارة أعماق الأرض.‏طاقة شمسية حراريةهي تلك التي تنتج مباشرةالماء الساخن،‏ وهنا لا بدّ‏ منالتمييز بينها وبين الطاقةالشمسية التي تولد الكهرباء.‏122


طاقة كهرماءيةطاقة كهرباءية تُنتَج عنطريق طاقة مياه الأنهاروالمساقط الماءية.‏طاقيبالطاقةعلاقة له ما ومصادرها.‏ظهور أنواع جديدةظهور فوارق وراثيةومورفولوجيةوفيزيولوجية...‏عصر جليديفترة جيولوجية تتميّز بتمددالغطاء الجليدي نهو خطوطالعرض‏ المنخفضة،‏ والجليدالجبلي نهو الوديان.‏علم الأرصاد الجويةعلم الجو الذي يدرس‏ حالاتالجوّ‏ بهدف توقع حالاتالطقس.‏علم البيئة ‏(إيكولوجيا)‏علم يدرس‏ العلاقات بينالكاءنات الهية ومحيطها،‏كذلك العلاقات في ما بينها.‏علم المناخعلم يهدف إلى وصفوتقسيم وتصنيف وشرهتوزع مختلف أنواعالمناخات وتاريخها.‏عمل من المنزلممارسة شكل من أشكالينجزهبعد عن العمل منزله،‏من الموظف ويستخدم من أجل هذهوأدواتكمبيوتر الغاية اتصالات سلكية ولاسلكية.‏عنفة ‏(توربين)‏ رياهآلة تُستعمل لالتقاط الطاقةالهواءية.‏عينة أسطوانية جليديةعينة أسطوانية ‏(من الجليد)‏تُستخرج من أعماق كتلةجليدية بواسطة آلة خاصة‏(مُ‏ عي ِّنة).‏غابات المانغروفغابة برماءيّة تتألف منشجر جذري الأغصان،‏ تنموعلى ّ الشواطئ والسواحلالطينيّة في المناطقالاستواءيّة.‏غطاء جليديكتلة من الجليد والشلج تغطيالمناطق القطبية وقممبعض‏ الجبال.‏غلاف جويطبقة غازية تشكل الغلافالخارجي للأرض‏ وغير ذلكمن الأجرام السماوية.‏غلاف حيويمنطقة تضم الهواء والتربةوالمياه حيش تتطورالكاءنات الهية.‏فوضى ‏(نظرية)‏راجع نظرية الفوضى.‏قياس‏ هطول الأمطارقياس‏ توزع الأمطار فيالمكان والزّمان.‏كاءنات مجهرية ‏(دقيقة)‏كاءن حي دقيق جداً‏‏(بكتيريا،‏ فطريات أحاديةالخلية،‏ فيروس...).‏كتلة حيويةكتلة حية تُعدّ‏ من وجهةنظر الطاقة أنه في الإمكانالهصول عليها عن طريقالهرق أو التخمير.‏كربون ‏(ثاني أكسيد)‏راجع ثاني أكسيد الكربون.‏كربون ‏(غاز)‏راجع ثاني أكسيد الكربون.‏كربون ‏(مكافئ)‏راجع مكافئ الكربون.‏كربونعنصر بسيط غير معدنييظهر على شكل جزيئاتمعجم المصطلحات123


مبلّرة ‏(ألماس،‏ غرافيت)‏ أوغير مبلّرة ‏(فهم الأنتراسيت،‏الفهم الهجري).‏كلوروفلوروكربون ‏(مركباتالكربون الكلورية الفلوريةأو (CFCغاز صناعي يتألف منالميتان والإيتان ‏(أوالإيتيلين)‏ والبروبين،‏ ويُعدمسوءولاً‏ عن تلف طبقةالأوزون.‏اللجنة الدولية للتغيراتالمناخيةلجنة أسستها المنظمةالعالمية للأرصاد الجويةوبرنامج الأمم المتهدةحول البيئة في العام 1986،وتضم مئات العلماء من 170جنسية مختلفة،‏ ومهمتهاتقديم تقارير تلخّ‏ ص‏ حالةالمعطيات العلمية حولالمناخ في وقتٍ‏ معين.‏متساقطاتمجموعة الظواهر الجويةالماءية،‏ الساءلة والصلبة،‏المتأتية من الغلاف الجوي؛أي مجموعة العمليات التيتبدأ‏ بتكشف بخار الماءوتنتهي بهطول الأمطار.‏محطة/‏ معمل حراريمعمل يولّد الطاقةالكهرباءية مستخدماً‏ وقوداً‏أحفورياً‏ ‏(نفط،‏ على سبيلالمشال)‏ لإنتاج بخار الماءبغية تشغيل توربيناتالمولدات.‏محيط حيويبيئة أرضية أو ماءية حيشالكاءناتبعض‏ تعيش‏ الهية.‏مدى حيويمكان على اليابسة أو فيالمياه تعيش‏ فيه الكاءناتالهية.‏مكافئ الكربونوحدة تعبرّ‏ عن تأثير‏«الاحترار»‏ المقارن لمختلفغازات الدفيئة،‏ مع الأخذفي الاعتبار طول عمرها‏(مدة بقاءها في الجو)‏وخصاءصها البصرية.‏مناخالغلافحالات مجموعة الجوي ‏(الهرارة،‏ الهواء...)‏في مكان معين وفي فترةزمنية محددة ‏(شهر،‏ سنة،‏ألفية).‏منظمة الأغذية والزراعة(FAO)وكالة متخصصة تابعةللأمم المتهدة أنشئت فيالعام 1945 بهدف القيامبعمل دولي لمكافهة الجوعوتحسين الظروف المعيشية.‏منظمة التعاون والتنميةالاقتصاديةأُسست في العام 1961وتضم حالياً‏ 30 دولة.‏ تقدملأعضاءها إطاراً‏ لتهليلالسياسات الاقتصاديةوالاجتماعية وتطويرهاوتحسينها.‏منظمة الصهة العالميةمنظمة دولية تابعة للأممالمتهدة،‏ أُسست في العام1946، وترمي إلى مساعدةالشعوب كافةً‏ للوصول إلىأفضل مستوى صهي.‏مياه ‏(دورة)‏راجع دورة ماءية.‏مياه جوفيةتجمع للمياه في باطنالأرض‏ ناتج عن تسرب مياهالأمطار.‏ميتانغاز خفيف جداً‏ ناتج عنتحلل المادة العضوية،‏وهو مكوّن أساسي للهواء.‏ازدادت كشافته في الجوّ‏ثلاثة أضعاف خلالالخمسين عاماً‏ المنصرمة.‏124


ناقليشير إلى كاءن حيّ‏ ينقلعنصراً‏ معدياً.‏ معظمها مناللافقاريّات ‏(كالبرغوش،‏والبعوضة والقرادة)،‏ وقدنصادف بينها القوارض‏وبعض‏ الطيور.‏نظام بيئينظام يتألف من وسط ‏(مدىحيوي)‏ ومختلف الكاءناتالهية المرتبطة به.‏نظريّة الفوضىنظريّة تهتم بالظواهر ‏«غيرالخطية»‏ حيش يهوّل تغييرمتناهي الصغر في الهالةالأوليّة الهالة النّهاءيّةبشكلٍ‏ جذري.‏ ويشكل وضعمعادلة لظواهر مماثلةإشكاليّة كبيرة.‏نقل مزدوجأسلوب لنقل البضاءع يقومعلى وضع الشاحناتالمهملة بها في قطاراتمجهزة لهذه الغاية.‏نموذج مناخيتمشيل مصغر أو رقميللغلاف الجوي وخصاءصه،‏يهدف إلى توقع حالةالأرصاد الجوية أو إجراءمحاكاة مناخية.‏النينيوتتميزمحيطية ظاهرة باحترار غير عادي للمياهالسطهية في وسط وشرقالمهيط الهادئ،‏ لا سيماعلى طول سواحل البيرو.‏هباء جويغبار صغير جداً،‏ صلبالماهية أو على الأغلبساءل،‏ معلّق في الغاز.‏هيدروكربونجزيء موءلف من الكربونوالهيدروجين فقط،‏ وغنيجداً‏ بالطاقة.‏وقود حيويوقود مستخرج من النباتات‏(قصب السكر،‏ النباتاتالزيتية والهبوب،‏ إلخ).‏معجم المصطلحات125


- تطور درجاتها – 34 35- معدل النصف الشمالي 35حريق 45 ،36حسابات مناخية ‏(نظام)‏ – 24 25حمى الضنك 55 54،حمى صفراء 55حيوانات – 48 51خشب 114 ،109 ،99 ،56خلية ‏(من النموذج)‏ 24دلتا النيل 41دورة حرارية ملهية 92 44،ذُرة 58 ،57ذوبان ‏(راجع جليد)‏رحيق 15رسوبي 45 ،15رعي مفرط 59روسيا 60 ،56ري 59 ،55رياه موسمية آسيوية 37رياضة ميكانيكية 109زراعة – 56 ،55 ،36 ،12 ،59 – 74100 ،92 ،77- عضوية 108 ،74زيادة الوفيات 52سخام 27سدود هيدروماءية 96سرطان 53سوء تغذية 55سيارة ‏(راجع مركبة)‏سيبيريا 56 ،35 ،28سيناريو 35- كارثي – 42 45شمس‏ 96 ،18 ،10صناعة – 66 ،12 ،67 ،83 ،82 ،77107 ،106 ،102الصين 87 ،71طاءرة ‏(راجع النقل المشترك)‏طاقة- استهلاك الطاقة – 84 ،80 ،78107 ،87- توفير الطاقة ،104 ،96 ،90109 ،105- طاقة أحفورية 68- طاقة الرياه – 88 ،86 ،89تحوّل حضري 80 ،79 ،63 ،62 ،61تدفئة 109 ،81 ،79 ،78تربة صقيعية 60 ،45 ،29 ،28تصهر 65تغذية – 75 ،65 ،58 ،77 108تغليف 110 ،83 ،77التقرير التقييمي رقم 23 4تكييف 109 ،81 ،80تلوش- بمفعول موءجل 13- جوي مرءي – 32 33تيار بهري 44تيندال ‏(جون)‏ 10ثاني أكسيد الكربون- الناتج عن الصناعة – 66 ،6782- الناتج عن المنشآت 78- الناتج عن النقل – 70 73- امتصاصه 42 ،19 ،17 ،16- انبعاثاته العالمية 84 ،69 ،68- تخزينه – 102 104- دوره في ظاهرة الدفيئة 11،12- معدله الهرج 94 ،93 ،92- معدله في الغلاف الجوي 15،91 ،87 ،28 ،19 ،16ثلاجة 13جبل 50 ،49 ،16جزيرة 41 ،40جزيرة مرجانية 41جفاف 58 ،57 ،53 ،38 ،37جليد- بهري 40- ذوبان 92 ،60 ،50 ،40 ،28- عصر جليدي 34 ،17- عينة اسطوانية 45 ،19 ،15 ،14- كتل جليدية 91 ،40- نهر جليدي 34جيريّ‏ 27 ،17جيولوجيا 16حافلة ‏(راجع النقل المشترك)‏حرارة- أرضية 96- معدلها العالمي 19 ،11فهرسآبار الكربون 42ابتعاد عن المعدل 38أثر مرتد 92 ،26 ،19أرخبيل 40آرينيوس‏ ‏(سفانتي)‏ 10استهلاك مفرط ،108 ،107 ،81 ،77112 ،109اسكندنافيا 60 ،56أسماك 50أشعة- الشمس‏ ،23 ،18 ،16 ،11 ،1096 ،62- تحت الهمراء 27 ،13 ،11 ،10- فوق البنفسجية 53إعادة تدوير 104إعصار 58 ،53 ،39 ،38- أندرو 60- ليندا 39اقتصاد السوق 115أقصى الشمال 28إكسون 22أكسيد- النيتروجين 87 ،72- النيتروز 11ألاسكا 34الألب 60ألمينيوم 107 ،104 ،83 ،82انتشار ‏(الأنواع)‏ 49انقراض‏ ‏(الأنواع)‏ 50 48،أوزون 72 ،53 ،13- ثقب 13- طبقة 53إيقاع بيولوجي ‏(تغير)‏ 49 48،بترول ‏(راجع وقود أحفوري،‏هيدروكربون)‏بروتوكسيد النيتروجين 75 ،74 ،13بعوضة 54بنغلادش‏ – 46 47بنية تحتية 100 ،70 ،61 ،60 ،51تأكل 60 ،48 ،36تبخر 39 ،36تحت الهمراء ‏(أشعة)‏ 13 11، 10،تحديد التواريخ 15تحريج ‏(راجع أيضاً‏ غابة)‏ 56126


- الأنواع 50 ،48- السكان 65 ،55الهند 71هندسة ‏(معمارية)‏ – 61 ،63 – 78111 ،81هيدروجين 100هيدروفلوروكربون ‏(راجعهيدروكلوروفلوروكربون)‏هيدروكربون ،87 ،86 ،70 ،45101 ،100- مخزونه 87هيدروكلوروفلوروكربون 11،81 ،13هيمالايا 18 ،16وساءل إعلام 115 ،114 ،31وقود أحفوري ،74 ،70 ،68 ،19 ،16106 ،84- حصته في إنتاج الطاقة 84- حقوله 16- دوره في ظاهرة الدفيئة 19،68وقود حيوي 100 98،الولايات المتهدة – 20 ،21 – 2295 ،94 ،80 ،74 ،71 ،33


التغيّر المناخيال شكّ‏ في أننا سنشهد في القرون المقبلة آثار اإلحتباس الحراري النّاجم عناستهالكنا المفرط والجنونيّ‏ للطّ‏ اقة األحفوريّة ‏)البترول والفحم(.‏ إنّ‏ التّغيّرالمناخي العالمي،‏ وهو أمر محتّم وال مفرّ‏ منه بعد اآلن،‏ سيسبّب تغيّراتعديدة على نطاق الكون بأكمله،‏ تؤدي إلى كوارث طبيعيّة أكثر تواتراً،‏وصعوبات أكبر وأكثر تزايداً‏ في الحصول على مياه الشّ‏ رب،‏ وفي التّكيّفالمستمرّ‏ في مجال الزّراعة،‏ مع انتشار العديد من األمراض،‏ وتنوّع بيولوجيفقير.‏ لكن،‏ وبالرّغم من ذلك،‏ ال يزال التّحكّ‏ م بحجم هذه التّغيّرات في متناولأيدينا،‏ إذ يتوقّف مستقبل كوكبنا المناخي - أو باألحرى مستقبلنا نحن - إلىحدٍّ‏ كبير،‏ على القرارات الّتي ستُنفّ‏ ذ في المدى المتوسّ‏ ط،‏ والخيارات الّتيستُتخذ في مجال الطّ‏ اقة،‏ وبالطّ‏ بع على نمط الحياة الّذي تتّبعه البشريّةبأجمعها.‏يتناول الكتاب في ستّة فصول:‏- ظاهرة الدّفيئة- توقع المناخ- أيّ‏ مناخ للغد؟- التّأثيرات على البشر- من المسؤول عن ظاهرة الدّفيئة؟- مواجهة تحدّيات المناخمع العديد من الصور والرّسوم التّوضيحيّة.‏إيڤ سياما هو صحافيّ‏ومتخصّ‏ ‏ص في التّرجمةالعلميّة.‏ عالم بيولوجيّ‏ فياألصل،‏ تخصّ‏ ص سياما فيالقضايا البيئيّة وتمكّ‏ ن منها،‏وهو يتعاون بشكل منتظم معمجالّت عديدة نذكر منها مجالتScience et Vie و La Rechercheو . Terre Sauvage

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!