الحرير - Saudi Aramco

الإنترنت عالم واحد..‏ عوالم متعددة‏سبتمرب / ‏أكتوبر ‎2011‎مshutterstockانهيار الأسوار الوهميةيثير تساوؤلت عن طرحمفهوم اآداب الإنترنتوضرورة الهتمامبالحصانة وجرعاتالتطعيمالجتماعية على الإنرتنت فاأنت تكون يف عملك اأو بيتك ودونتكلف مبالبس البيت،‏ وتتواصل مع العامل.‏النزياح الفرتاضيكل الشواهد تشري اإىل اأننا نقبع بني عاملني،‏ كالهما حقيقييوؤثر فينا ونوؤثر فيه،‏ بدءاً‏ من ابتسامة قد تتصاعد اإىل قهقهةلفتة،‏ بينما يحملق اأحدهم يف ‏شاشة ‏صمّ‏ اء وانتهاء بانقالباتخطرية ‏شكلت حتولت جذرية يف تاريخ بلدان وشعوب انطلقت‏شرارتها من الصفحات الإلكرتونية،‏ فاجاأت العامل باأسره اأنهاليست ‏سوى حقيقة ماثلة جمسدة يف انعكاساتها على مسارقراراتنا اليومية،‏ وجديّة عالقاتنا وحتى مزاجنا،‏ والأهممن ذلك حتماً،‏ خرباتنا احلياتية التي مل تعد تقاس اليومبالشهادات،‏ اأو بعدد الكتب واملوسوعات التي اأضنانا البحثعنها حتت ‏شعار ‏»العلم نور«‏ و»خري ‏صديق يف الزمان كتاب«!‏كما اأتاحت الشبكة العنكبوتية التصال والوصول لأكربالأطباء واأشهرهم يف العامل لعالج مرض ما،‏ اأو الستنارةبراأي متخصص اأثناء عملية جراحية جارية عرب ما يسمىالطب التصايل !Telemedicine فكيفيرفض بعضنا العرتاف بوجود هذا العاملعلى اأرض الواقع؟!‏حول ‏ضرورة حتويل البوصلة يف النظرة اإىلعامل الإنرتنت،‏ يروي املعلم والرتبوي والباحثالجتماعي ممدوح السليماين،‏ الدور املفاجئلالتسال بالعامل اخلارجي اأثناء اأحدالأحداث احلالية:‏ ‏»يف ظل التطورات الأخريةالتي حدثت يف دول عربية وبسببها اكتشفنا اأن الفرق بنيالواقع الفرتاضي واحلقيقي قد وىل،‏ واأن الفرتاضي قديصبح حقيقياً‏ اإذا توافرت له مقوّمات احلياة.‏ ويضيف:‏اأن الأفكار والصداقات والعالقات النسانية التي تنساأ مناأحضان الواقع الفرتاضي هي يف احلقيقة جزء واقعي منااكتسى ‏شكالً‏ جديداً‏ نحاول من خالله اأن نستكشف املجهولفينا ويف الآخر.‏ التحدي احلقيقي لنا الآن،‏ هو هل املحتوىالعربي والإسالمي يف ‏»الإنرتنت«‏ يعرب عن حقيقتنا الإنسانية؟علينا اأن نرثي هذا املحتوى باملعلومات الصادقة والصحيحةحتى يشعر اأبناوؤنا بالأمان يف خضم هذا السيل الضخم منالأفكار واملعلومات السهلة.‏ وحتى نستطيع فهم اأبنائنا يجبعلينا الولوج اإىل عواملهم اجلديدة لنتحاور معهم،‏ ونزيدثقتهم باأنفسهم ونطلق لهم احلرية املسوؤولة التي تعينهم علىفرز اجليد من الرديء يف هذا العامل الكبري،‏ ل بد اأن نحاولدمج عواملهم الصغرية املختلفة يف عامل واحد نعيش فيه معاً‏بكل اختالفاته.‏طقوس ‏شاذة تنتقل عرب الإنرتنتتطفو بعض السلوكيات اأو املظاهر اخلطرة على ‏سطحجمتمعاتنا التي قد تتسم باملتضعضعة لعدم توافر استعداداتكافية كجدار واقٍ‏ ملواجهة اأي موجات تتنافى وقيم الأمةوثوابتها،‏ فحتى الحتياطات الحرتازية التي تتخذها بعضاجلهات املسوؤولة يف احلكومات العربية من البطء بحيث لتواكب ‏سرعة رياح التغيري الفكري،‏ واختالط احلابل بالنابل.‏املستشار الأسري د.عبداهلل العويرضي يصور املشهد قائالً:‏‏»يتبني لنا اأن مشكالت عدة نلقي بتبعات ظهورها على ‏شبكةالإنرتنت،‏ ما هي اإل نتاج عدم وجود مبادرات اأسرية ودعائمثقافية اأخالقية رشيدة تصد عن البالغ والطفل ما قد حتملهالأجواء من جراثيم اأو عدوى.‏ ومن هنا نستنتج اأن الأمراضالجتماعية تتفاقم حدتها يف بيئة رطبة ترحب بها وتخلق لهااأجواءً‏ تعزز مراحل منوّها!«.‏ويف استبانة عشوائية قامت بها معلمة لغة اإجنليزية يف مدينةاأبها وزعتها على املعلمات حتذر وبشدة من دخول الطالباتيف عمر املراهقة اإىل بعض املواقع التي تنتج وتسوّق خلطاأزياء خاص واكسسوارات غريبة،‏ واأغان تخدش احلياء،‏وتعجّ‏ باملناظر غري الالئقة.‏ تقوم هذه املواقع اأيضاً‏ بتنسيقاللقاءات والجتماعات عرب الإنرتنت لالحتفال بطقوسدينية غري ‏سوية،‏ كما يتم تبادل الرسائل والصور للمفاخرةببشاعة قدراتهم على تعذيب اأنفسهم بجز الندبات واجلروحفوق اأيديهم.‏ ويرتبط منسوبوها بسمات ‏شكلية ومعتقداتمضطربة ل تخالف منهجيتنا الفكريةوالجتماعية والدينية فحسب،‏بل تخالف الفطرةالإنسانية السويّة.‏اإنها ظاهرة ‏)اإميو)Emo املتمثلةيف ‏صبغ الوجوهبالطباسريالأبيس وتلوينالعينني والشفاه بالأسود،‏وارتداء اأي نوع من املالبس‏شريطة اأن يكسوها السواد،‏والبقاء يف الظالم ورفسفتح الستائر مطلقاً.‏ تثري هذهالظاهرة ذكرى الأجواء الغامضةالشهرية التي اأحاطت بالقصر