الإيراني في أفريقيا

More documents

Recommendations

Info

دول الغرب األفريقي وتلبست إيران عباءة الدين اإلسلامي والتاريخ المشترك كاستراتيجية لها لتسهيل اختراقها لدول الشرق األوسط،‏ وهذا الدور جلي وواضح اليوم،‏ ويقوم به الحوثيون في اليمن،‏ والعديد من األحزاب السياسية والمليشيات في العراق،‏ واألسد في سوريا،‏ وحزب اهلل في لبنان،‏ وغيرهم من الجماعات المنتشرة في بلدان الدول العربية،‏ والتي لم تخف تبعيتها لنظام والية الفقيه.‏ وال يختلف الدور اإليراني في دول جنوب الصحراء األفريقية كثيراً‏ عما تقوم به في الدول العربية،‏ ولكن عند النظر لدول جنوب الصحراء الكبرى يتطلب األمر تغيير تلك العدسة التي نستخدمها لننظر لدورها في الشرق األوسط،‏ فالقارة األفريقية تتميز بتراكيب اجتماعية وديموغرافيات متنوعة تختلف عما هي في الشرق األوسط الذي تشترك غالبيته الساحقة في الدين واللغة والثقافة اإلسلامية بشكل أوسع.‏ وعلى سبيل المثال،‏ األديان والثقافات في دول القرن األفريقي تختلف عما هي عليه في دول الغرب والشرق األفريقي،‏ حيث تزيد أعداد المسلمين عما هي عليه في الدول األفريقية الجنوبية،‏ التي تغلب عليها األديان األخرى كالمسيحية،‏ ويعد المسلمون فيها أقليات.‏ إن إليران مصالح أخرى في توسعها في إفريقيا،‏ وليست محصورة على تصدير الثورة،‏ أو تأسيس لنظام والية الفقيه فقط،‏ وإنما هناك مصالح اقتصادية وسياسية بحته،‏ لذلك فمصالحها تختلف من دولة ألخرى،‏ ومن منطقة ألخرى.‏ وتجاوزت إيران مرحلة التأسيس لنفسها هناك،‏ إذ أوجدت منذ سبعينيات القرن الماضي قاعدة تضمن لها التغلغل بحرية أكبر في هذه الدول،‏ لذا فهي اليوم في رأيي تعدت تلك المرحلة بكثير،‏ وشرعت في مرحلة التوسع السياسي واالقتصادي واالجتماعي في أوساط تلك المجتمعات والدول،‏ والتي أقدرها بأن تكون أطول مرحلة في خارطة طريقها للسيطرة على القارة األفريقية،‏ وتحجيم أدوار باقي الاعبين في الشأن األفريقي.‏ في هذه المرحلة تتبنى إيران عدة مداخل لتضمن استمراريتها وتوسعها،‏ وكما أسلفت،‏ فإن تنوع ديموغرافية القارة األفريقية يجعل من الصعب عليها اختراق كل هذه الدول والثقافات والتراكيب بتبني منهج أو استراتيجية موحدة،‏ لذا يتطلب تحقيق خططها أن تكون سياستها الخارجية هناك أكثر براغماتية،‏ لتتأقلم مع تلك التنوعات.‏ ولكن هناك على األقل مبدأ مشتركاً‏ تتبناه إيران عندما تبرر لتلك الدول سبب تقاربها معها،‏ وهو وجوب الوقوف معا لهزيمة الهيمنة الغربية،‏ وتحرير شعوب البلدان التي تعاني من تلك الهيمنة،‏ وتأسيس جبهة موحدة تكون إيران طرفاً‏ أساسياً‏ فيها لمواجهة نفوذ الدول المتسلطة بزعمها.‏ وهذا ما يكرره المسؤولون اإليرانيون خلال زيارتهم المتكررة لدول أفريقيا،‏ منذ أول زيارة قام بها رفسنجاني في عام 1991 إلى السودان]‏‎1‎‏[،‏ وصوالً‏ إلى عهد روحاني…‏ وهذا ما سنسلط عليه الضوء في هذه الورقة البحثية التي ستناقش مداخل وأهداف التغلغل اإليراني في أفريقيا،‏ من خلال قراءة مفصلة لتغلغلها في دول جنوب الصحراء األفريقية،‏ واختلاف مناهجها باختلاف المناطق المركزية في تلك القارة كدول القرن األفريقي ودول الغرب األفريقي،‏ وأخيراً‏ دول وسط وجنوب – جنوب الصحراء األفريقية الكبرى.‏ www.arabiangcis.org 6
دول القرن األفريقي أما في الشرق األفريقي،‏ أو ما يعرف بالقرن األفريقي،‏ فهناك مالحظة على طريقة عمل إيران فيها،‏ فمن المعروف أن التاريخ ال يمكن صياغته كما نشاء،‏ وال يمكن تبديل أو تغيير الحقائق التاريخية بحقائق تتناسب مع مصالحنا،‏ فهذه الحقيقة ال تؤمن بها إيران التوسعية،‏ إليمانها بإمكانية إعادة صياغة التاريخ أو تغييره إلقناع عدد كاف من األجيال الناشئة،‏ ليكون مدخالً‏ لفرض وجودها التاريخي في الدول المستهدفة.‏ وتعلم إيران أنه لكي تنجح مثل هذه االستراتيجية يتوجب عليها أن تبذل جهوداً‏ مستمرة تمتد ألجيال حتى تنجح في إقناع أكبر قدر من األجيال المستهدفة بأنهم – أي الفرس – كانوا الجزء األهم في تاريخهم.‏ ومن المالحظ أنه ليس من الضروري أن تقوم إيران بهذا الدور بشكل مباشر كحكومة،‏ وإنما عن طريق المؤرخين في الجامعات اإليرانية وبعض المثقفين المعروفين]‏‎6‎‏[‏ في تلك Sheriff) (Abdel البلدان كالبروفيسور عبدالشريف في جامعة دار السالم في تنزانيا،‏ وغيره الكثير في الدول المستهدفة]‏‎7‎‏[.‏ وقد عرفت دول القرن األفريقي وتحديداً‏ الساحل األفريقي والممتد على طول سواحل الصومال وصوالً‏ إلى سواحل زنجبار تنزانيا على مر التاريخ بدخول اإلسالم لها عن طريق رحالت التجار العرب،‏ وما يؤمن به أهل هذه المناطق أن الوجود اإلسالمي في تاريخهم جاء عن الطريق العرب فترة توسعهم في القرون األولى للهجرة اإلسالمية.‏ ولكن الرواية اإليرانية تختلف عن هذه الروايات،‏ وتدعي أن من أدخل اإلسالم هم الشيرازيون القادمون من إيران،‏ وأنتجت العديد من األفالم الوثائقية على قنواتها إلقناع العالم والمسلمين هناك ألن اإلسالم دخل فارسياً‏ عن طريقهم من خالل اإلمام الشيرازي علي بن الحسن]‏‎8‎‏[.‏ وال توجد إحصائيات موثقة عن تعداد السكان الشيعة في تنزانيا أو الساحل الشرقي األفريقي بشكل عام،‏ ولكن وبحسب التقرير الصادر حول حرية األديان في تنزانيا لعام 2013 من وزارة الخارجية األمريكية،‏ فإن نسبة معتنقي اإلسالم في زنجبار وحدها تصل إلى‎%98‎‏,‏ نسبة السنة منها ما بين %90-80، والباقي منها يتوزع على عدد من الفرق الشيعية يؤمن بها ذوو األصول اآلسيوية]‏‎9‎‏[.‏ وفي دراسة قام بها الدكتور محمد شيخ علبو من جامعة ماونت كينيا،‏ جمع فيها الكثير من المعلومات حول أنشطة األقليات الشيعية في كينيا،‏ ذكر فيها أن الفرق الشيعية في كينيا تنقسم إلى فرقتين رئيسيتين وهما االثنا عشرية واإلسماعيلية ‏)البهورة(.‏ ومن المهم معرفة أن الفرقة االثني عشرية هي األكثر نشاطاً‏ في الترويج للمذهب الشيعي رغم قلتهم،‏ إال أنه يتركز معظمهم في نيروبي ومومباسا وكوسومو وبعض المدن الرئيسية األخرى.‏ ويوكل هذا النشاط للمنظمات الشيعية وأبرزها منظمة بالل مسلم الخيرية التي أسسها السيد سعيد اختر رضوي،‏ حيث أشار إلى أن أنشطتها تتركز في السواحل الشرقية،‏ وتستهدف وتستقطب الشباب السني ال المسيحي في تلك المناطق عن طريق البعثات التعليمية واألنشطة الدينية ا لمختلفة . وأوضح الدكتور محمد نوه أيضاً‏ أن هذه النسب في تزايد،‏ وذلك يعود للدعم الذي تقدمه إيران لهذه المنظمات.‏ وبالنظر لتاريخ المنظمة التي تنشط فروعها في الشرق األفريقي،‏ تجد أن السيد رضوي 7 www.arabiangcis.org
Page 1: دراسة التوغل اإلير
Page 4 and 5: التوغل اإليراني في
Page 8 and 9: أسس هذه المنظمة بعد
Page 10 and 11: والذي أشار الستمرا
Page 12 and 13: المراجع 1- 2- 3- 4- 5- 6- 7-

الإيراني في أفريقيا

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?