الإيراني في أفريقيا
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
دول القرن األفريقي<br />
أما <strong>في</strong> الشرق األفريقي، أو ما يعرف بالقرن األفريقي،<br />
فهناك مالحظة على طريقة عمل إيران <strong>في</strong>ها،<br />
فمن المعروف أن التاريخ ال يمكن صياغته كما<br />
نشاء، وال يمكن تبديل أو تغيير الحقائق التاريخية<br />
بحقائق تتناسب مع مصالحنا، فهذه الحقيقة<br />
ال تؤمن بها إيران التوسعية، إليمانها بإمكانية<br />
إعادة صياغة التاريخ أو تغييره إلقناع عدد كاف<br />
من األجيال الناشئة، ليكون مدخالً لفرض وجودها<br />
التاريخي <strong>في</strong> الدول المستهدفة.<br />
وتعلم إيران أنه لكي تنجح مثل هذه االستراتيجية<br />
يتوجب عليها أن تبذل جهوداً مستمرة تمتد<br />
ألجيال حتى تنجح <strong>في</strong> إقناع أكبر قدر من األجيال<br />
المستهدفة بأنهم – أي الفرس – كانوا الجزء<br />
األهم <strong>في</strong> تاريخهم. ومن المالحظ أنه ليس من<br />
الضروري أن تقوم إيران بهذا الدور بشكل مباشر<br />
كحكومة، وإنما عن طريق المؤرخين <strong>في</strong> الجامعات<br />
اإليرانية وبعض المثق<strong>في</strong>ن المعرو<strong>في</strong>ن]6[ <strong>في</strong> تلك<br />
Sheriff) (Abdel البلدان كالبرو<strong>في</strong>سور عبدالشريف<br />
<strong>في</strong> جامعة دار السالم <strong>في</strong> تنزانيا، وغيره الكثير <strong>في</strong><br />
الدول المستهدفة]7[.<br />
وقد عرفت دول القرن األفريقي وتحديداً الساحل<br />
األفريقي والممتد على طول سواحل الصومال<br />
وصوالً إلى سواحل زنجبار تنزانيا على مر التاريخ<br />
بدخول اإلسالم لها عن طريق رحالت التجار<br />
العرب، وما يؤمن به أهل هذه المناطق أن الوجود<br />
اإلسالمي <strong>في</strong> تاريخهم جاء عن الطريق العرب فترة<br />
توسعهم <strong>في</strong> القرون األولى للهجرة اإلسالمية.<br />
ولكن الرواية اإليرانية تختلف عن هذه الروايات،<br />
وتدعي أن من أدخل اإلسالم هم الشيرازيون<br />
القادمون من إيران، وأنتجت العديد من األفالم<br />
الوثائقية على قنواتها إلقناع العالم والمسلمين<br />
هناك ألن اإلسالم دخل فارسياً عن طريقهم من<br />
خالل اإلمام الشيرازي علي بن الحسن]8[.<br />
وال توجد إحصائيات موثقة عن تعداد السكان<br />
الشيعة <strong>في</strong> تنزانيا أو الساحل الشرقي األفريقي<br />
بشكل عام، ولكن وبحسب التقرير الصادر حول<br />
حرية األديان <strong>في</strong> تنزانيا لعام 2013 من وزارة الخارجية<br />
األمريكية، فإن نسبة معتنقي اإلسالم <strong>في</strong> زنجبار<br />
وحدها تصل إلى%98, نسبة السنة منها ما بين<br />
%90-80، والباقي منها يتوزع على عدد من الفرق<br />
الشيعية يؤمن بها ذوو األصول اآلسيوية]9[.<br />
و<strong>في</strong> دراسة قام بها الدكتور محمد شيخ علبو<br />
من جامعة ماونت كينيا، جمع <strong>في</strong>ها الكثير من<br />
المعلومات حول أنشطة األقليات الشيعية <strong>في</strong><br />
كينيا، ذكر <strong>في</strong>ها أن الفرق الشيعية <strong>في</strong> كينيا<br />
تنقسم إلى فرقتين رئيسيتين وهما االثنا عشرية<br />
واإلسماعيلية )البهورة(. ومن المهم معرفة أن<br />
الفرقة االثني عشرية هي األكثر نشاطاً <strong>في</strong> الترويج<br />
للمذهب الشيعي رغم قلتهم، إال أنه يتركز<br />
معظمهم <strong>في</strong> نيروبي ومومباسا وكوسومو<br />
وبعض المدن الرئيسية األخرى. ويوكل هذا<br />
النشاط للمنظمات الشيعية وأبرزها منظمة<br />
بالل مسلم الخيرية التي أسسها السيد سعيد<br />
اختر رضوي، حيث أشار إلى أن أنشطتها تتركز<br />
<strong>في</strong> السواحل الشرقية، وتستهدف وتستقطب<br />
الشباب السني ال المسيحي <strong>في</strong> تلك المناطق<br />
عن طريق البعثات التعليمية واألنشطة الدينية<br />
ا لمختلفة .<br />
وأوضح الدكتور محمد نوه أيضاً أن هذه النسب <strong>في</strong><br />
تزايد، وذلك يعود للدعم الذي تقدمه إيران لهذه<br />
المنظمات. وبالنظر لتاريخ المنظمة التي تنشط<br />
فروعها <strong>في</strong> الشرق األفريقي، تجد أن السيد رضوي<br />
7<br />
www.arabiangcis.org