07.05.2017 Views

أوراق عمل المؤتمر السادس

أوراق عمل مؤتمر الإسلام العظيم والمرأة في نسخته السادسة تحت عنوان (الإسلام سياسة وسلام- الحِراك السياسي للمرأة المسلمة) والذي أقيم في البحرين بتاريخ 3 شعبان 1433هـ الموافق 23 يونيو 2012م

أوراق عمل مؤتمر الإسلام العظيم والمرأة في نسخته السادسة تحت عنوان (الإسلام سياسة وسلام- الحِراك السياسي للمرأة المسلمة) والذي أقيم في البحرين بتاريخ 3 شعبان 1433هـ الموافق 23 يونيو 2012م

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ِ<br />

ٍ<br />

المرأة ثالثًا:‏<br />

المسلمة وتحديات<br />

والمتغيّ‏ ‏ِر الثابت<br />

إنَّ‏ إشكالية الثابت والمتغير تنطلق من جهتين األولى:‏ تتعلق بفهم اإلسالم فهي ‏"جنبه مفهومية"،‏ ومبدأ وأساس هذه<br />

الجنبة هو القول بأن اإلسالم الذي يراد له أن يكون خالدًا فاع ‏ًال مؤثرً‏ ا في حياة اإلنسان في كلّ‏ األزمنة والعصور،‏ ال<br />

يمكن لعطائه الفكري،‏ وثرائه المعرفي أن يتوقف عند حدّ‏ معين وأفق محدد،‏ أل ‏َّن البشرية تعيش على الدوام تجددًا في<br />

أفكارها واتساعًا في مداركها،‏ وليس من المعقول لدين يبتغي الخلود واالستمرار فاع ‏ًال مؤثرً‏ ا في حياة اإلنسان أن<br />

يعجز في وقت من األوقات عن تقديم ما يساهم في فتح آفاق مستجدة من التفكير والوعي لمعتنقيه ومتبعيه.‏ والثانية:‏<br />

تتعلق بفاعلية اإلسالم ودوره في الحياة فهي ‏"جنبة <strong>عمل</strong>ية"،‏ ومبدأ هذه الجنبة هو القول بأن فاعلية الدين اإلسالمي،‏<br />

والفكر الديني على البقاء واالستمرار والتأثير في الممارسات ال<strong>عمل</strong>ية للناس،‏ مرهونة بقدرتها على االستجابة لتغيرات<br />

الظروف اإلنسانية التي تتسم بدوام التطور والتبدل<br />

وفي هذا الصدد هل يمكن أن نضبط بموضوعية الدور الحقيقي للمرأة المسلمة في المجال السياسي دون القضاء علي<br />

االزدواجية التي شهدها تناول قضية المرأة:‏ تناقض بين الفعل والقول،‏ وبين الفكر والممارسة،‏ وما بين التواجد في<br />

المجال العام والمجال الخاص،‏ واالختالف ما بين التصور التقليدي والحكم الشرعي؟<br />

أسئلة متعددة لكن أساسية كإطار نظري لتحول دور المرأة في ال<strong>عمل</strong> السياسي بين الثابت والمتغير.‏<br />

يشار إلى أن الدراسات التي تناولت المرأة في اإلسالم في السنوات الماضية خلصت إلى التأكيد على أهمية دور<br />

المرأة في النموذج اإلسالمي،‏ مع إغفال لدور الرجل في هذه المعادلة،‏ رغم دوره المكمل المهم في أي تصور<br />

لمجتمع إسالمي نموذجي يهتم باألسرة بوصفها النواة األولى لسالمة بُنية المجتمع،‏ لذا يأتي الحديث عن واجبات<br />

المرأة المسلمة منفص ‏ًال عن دور الرجل ومساهماته المطلوبة لهذه المسؤوليات ممَّا يزيد مركزية المرأة،‏ لذا فهم<br />

الناس أ ‏َّن المرأة وحدها المسؤولة عن التربية،‏ وحفظ كيان األسرة وأخالقيات المجتمع والتضحية بالذات اعتبارها<br />

حاملة العبء االكبر،‏ ومع هذه الثقافة المبالغة في اعتبار نهضتها،‏ أو تعثرها يكون سببًا لنهضة األمَّة بأسرها،‏ مع<br />

تجاهل تام لموضوع صالح أو فساد الطرف اآلخر في هذه المنظومة وهو الرجل،‏ ومع هذه الثقافة سادت مفاهيم لكل<br />

جنس مجاله،‏ وتخصصه،‏ فأصبحت الذكورة تعني العمق والجدية واألنوثة هي السطحية،‏ فتم تمجيد الذكورة على<br />

أساس القوة وسياسية الدولة القومية،‏ وفي المقابل تم تمجيد األنوثة على سطحيتها باعتبارها الحارس لَلسرة والمجال<br />

والتجدد.‏ )44(<br />

)45(<br />

الخاص.‏<br />

وفي هذا المجال يشدّ‏ ‏ِد آية هللا السيد محمد حسين فضل هللا على مسألة الفصل في المجاالت بحسب الجنس بقوله:''إنَّ‏<br />

الفكرة التي تحبس دور المرأة في نطاق خاص،‏ أو تحبس دور الرجل في نطاق خاص،‏ هي فكرة غير <strong>عمل</strong>ية وغير<br />

صحيحة،‏ وقد اعتاد الناس على أن يجعلوا لكل إنسا ‏ٍن دورً‏ ا بحسب اختصاصه،‏ كما نالحظ أ ‏َّن الناس،‏ في بعض<br />

المجتمعات اإلسالمية،‏ يحصرون دور الفقيه في ال<strong>عمل</strong> الفقهي،‏ وال يريدون له أن يتدخل في األعمال االجتماعية،‏ أو<br />

السياسة".‏ )46(<br />

ففي محيطها الخاص تبقي الفاعل األساس في <strong>عمل</strong>ية التنشئة االجتماعية،‏ وسالمة األسرة.‏<br />

أما في المجال العام،‏ فإننا نشكك في قدرة مشاركتها في الحياة السياسية،‏ ونقفل األبواب أمامها،‏ ألنها ستدخل في<br />

منافسة خاسرة مع دورها كأم وزوجة،‏ في حين نرمي بمسؤوليتها أمام المجتمع للنضال؛ من أجل استحقاق هذا<br />

الدور،‏ وهذا ما يؤكد أن هناك ثواب هت ال ينبغي التفريط فيها.‏<br />

في المقابل هناك متغيرات ترجع للظروف الطارئة،‏ لكن هذا األمر ال يدفعنا لل<strong>عمل</strong> لجعل المتغيرات الثوابت،‏ وال<br />

الثوابت متغيرات.‏<br />

-<br />

44<br />

كامل الهاشمي،‏ إشكالية الثابت والمتغير،‏ موقع االلكتروني للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب اإلسالمية.‏<br />

45<br />

- أميمة ابو بكر مقال صورة الرجل في الكتابات اإلسالمية،‏ تحديات الثابت والمتغير في القرن 19، القاهرة،‏ منشورات مركز المرأة والذاكرة،‏ 2001 م،‏ ص<br />

11، ص‎144‎‏.‏<br />

-<br />

46<br />

الوقت،‏ العدد<br />

م.‏ 2008 أكتوبر - 28 ه 1429 شوال 29 الثالثاء 981<br />

36

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!