You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ض
ف
ش
ض ف
ف
ن
ف
ي
ف
ت
ي
ي
| 03.12.19
اجلريدة
الطالبية املستقلّة
منذ العام 1949
03.12.19
V.52 N.05
مقابالت:
سوليدير: بني رجال األعمال وأهل البلد
د. ن م فوّاز: فالحل يجب أن يكون من خالل إعادة وسط ي بوت لجميع الناس والتفك
بسياسية انتقالية وواقعية وإعادة الحقوق أ لصحابها والتعويض الجدي عن كل من خرس
ملكيته
مقابالت:
وسط بريوت بريشة السوليدير:
19
18
د. م ن حرب: لكن انتهى ال أ مرُ برس ش كةٍ عقاريةٍ تستوىلي عىل وسط البلد بصالحياتٍ مُ فرطةٍ
وقُوةٍ سياسيةٍ هائلة.
ثقافة وفن
فنّ الشارع:
لقد عمد ي ٌ كث من المتظاهرين إىل ي التعب عن مطالبهم ومشاغلهم وهمومهم ال
خلعوها عىل جدران أ الماكن العامة والمحالت
الإ نسان والمجتمع
وسط البلد وردم الهوية:
مُ حيت معالم ي بوت لتستبدلها ي المبا الفخمة والمطاعم أ الجنبية الطبقية. خُ نقت
المدينة وسُ لبت حياتها فلم تعد تلك ي ت ال رسخت ي ذاكرة اهلنا وأجدادنا.
17
14
أحمد العطار | المحرّر
خمسةُ وعون عامً ا ولم تجفَّ دموع
أهالي ي بوت، ي حة ذاكرةٍ عاش عىل
صورها آ اللف من سكان الوسط، فمنهم
من ق نحبه ومنهم من ينتظر...
ي أزقّة الحمرا، يروون إل زبائن
محالّهم المتواضعة ذكريات أحيائهم
وسط البلد، يذكرون كيف هُ جّ روا من أرض
آبائهم بحجّ ة إعادة العمار، يحتفظون
بصور بيوتهم ومحالّهم العتيقة،
ت ويحمون عىل أرواح رفاقهم ي النضال
الذين قضوا عىل أمل العودة. طلبنا
مقابلةً مع أحدهم، لكنّه رفض، »حكيت
ي كت وما نفع، قرّرت ما عاد إحكي «.
تلمحهم
المقال ص. 22
ض
ت
ي
ي
ن
ي
ي
ض
ش
ن
ض
ف
ف
ف
ف
ض ف
ف
ف
ن
ن
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ت
ف
ف
ث
ث
ف
ئ
ف
ي
ف
ي
ف
ف
ف
ف
ن
ت
ي
ف
ف
ف
ف
ض
ش
ف
ي
| |26.11.19 20 أخبار |
|26.11.19|
التحرير | 21
أحمد العطار | المحرّر
إ ش اف
الدكتور طالل نظام الدين
رئيسة التحرير
حياة عبد هللا
المحرّر
أحمد العطار
نائب المحرّر
لوكاس أبو جودة
محرّرة قسم ال أ خبار
ب ت ا رعد
محررا قسم ال آ راء
ناهية كنج
محسن شمص
محرّرا قسم النسان والمجتمع
ابراهيم مراد
كنان سلّوم
محرّرا قسم الثقافة والفنّ
حسن سليقا
مجد فارس
المدقّقون اللّغويّون
جواد طرفة
يم ن ليون
محمد عزّ الدين
مروى بوسطه جي
الحق ما بيموت
خمسةُ وعون عامً ا ولم تجفَّ دموع أهالي ي بوت، ي حة ذاكرةٍ عاش عىل صورها آ اللف من سكان
الوسط، فمنهم من ق نحبه ومنهم من ينتظر... تلمحهم ي أزقّة الحمرا، يروون إل زبائن محالّهم
المتواضعة ذكريات أحيائهم ي وسط البلد، يذكرون كيف هُ جّ روا من أرض آبائهم بحجّ ة إعادة العمار،
يحتفظون بصور بيوتهم ومحالّهم العتيقة، ت ويحمون عىل أرواح رفاقهم ي النضال الذين قضوا عىل أمل
العودة. طلبنا مقابلةً مع أحدهم، لكنّه رفض، »حكيت ي كت وما نفع، قرّرت ما عاد إحكي «.
إل كلّ دمعة ذرفت عىل مع وسط البلد، إل كلّ مناضل ومناضلة رفعا شعار ت اسداد الحقوق، إل كلّ
نوبة قلبيّة اسألوا عنها، إل البيارتة المهجّ رين من قصور السوليدير، نهدي هذا العدد.
هي ش الكة اللبنانيّة لتطوير وإعادة إعمار وسط مدينة ي بوت، ش.م.ل.، ،SOLIDERE أنشئت بموجب
المرسوم رقم 2573 الصادر ي 22 تموز 1992 عن رئيس الجمهوريّة آنذاك الياس الهراوي والحكومة رشيد
الصلح، الذي ترأس حكومة انتقالية أجرت انتخابات نيابيّة مبكرة عام 1992. وقد أقرّها مجلس النواب
حيث ق ض ض بع الملكيّات العامّ ة والخاصّ ة الواقعة ي الوسط التجاري ي لبوت والمحدّ دة بالمرسوم رقم
2236 بتاريخ 19 شباط 1992، وتمليكها ش لكة خاصّ ة عىل أن تعوّض عىل أصحاب أ المالك الخاصة بقيمة
ممتلكاتهم حينئذٍ ، أي قبل إعادة إعمارها، وبأسهم ي ش الكة.
أتاح القانون أ لصحاب أ المالك ش اء أمالكهم من سوليدير، ي ت ال عرضتها بأسعارمرتفعة منعت معظم
السكان من ت اسدادها، وكان من ي ن ب الذين استطاعوا ت اسداد أمالكهم رئيس مجلس إدارة فندق السان
جورج، فادي الخوري، الذي احتفظ بالفندق، لكنّه لم لم يستطع إعادة ترميمه بضغوط من ش الكة. قاد
الخوري حمالت ي كثة ضد سوليدير، وجعل من واجهة فندقه لوحة يعلق عليها لفتة: أوقفوا سوليدير.
حسب القانون ي اللبنا فإنّ ش الكات العقاريّة تنتهي بانتهاء مدّ تها، ويُصار بعدها إل بيع ممتلكاتها بالمزاد
ي ن العل . وقد حدّ دت المادة الرابعة من النظام ال ي أ ساس ش للكة مدّ تها ب25 سنة بدأت مع بدء العمل
الفعىلي ش للكة أي عام 1994، عىل أن تنتهي عام 2019، لكن جرى التمديد لسوليدير ش لعة سنوات
إضافيّة بقرار حكومي. ب يعت فادي خوري القرار مخالفًا للقانون، وقد تقدّ م بطعنٍ ضدّ ه، ولم يبتّ
بالطعن ت ّ ح آ الن.
وكيلُ الشؤون األكاديمية يجتمعُ مع الطُّ البِ وعميدِ شؤونِهم للبحثِ بمسألةِ التسعرية
بالدوالر وطَ مْ أنَةِ الطالّ ب
ت با رعد – محررة قسمِ أ الخبار
بعد الحتجاجاتِ المُ تكرِّرة ي ت ال سبقَت عيدَ
الستقالل، عقدَ ب الوفوست )وكيل الشؤون
الكاديمية( محمّ د حراجىلي يوم ي ن الثن
أ
اجتماعًا مع الطالبِ وعميدِ هم طالل نظام
الدين للبحثِ بمسألةِ دَلوَرة القسط.
استحصَ لَت أوتلوك عىل التقرير المُ فَصَّ ل
عمّ ا تمّ تداولُه ي الجتماع، وإليكم أبرز
المعطيات.
أعلن حراجىلي عن صعوبة إعادة ي التسع ةِ
إىل عُملتِ ها أ الساسية ي )اللة اللبنانية(.
فخالل تاريخِ الجامعةِ كان سِ عرُ الكرَدِ ت
موضوعًا بالدولر مع ما يوازيه ي باللة،
وتُكملُ الإدارةُ اليومَ ي َ التسع بالدولر مع
الموازي ي اللبنا . ي و حال رفضِ البنك
ف
الدفعَ ي باللة يُمكنُكم الدفعُ ي الجامعة ي
قسمِ المحاسبة.
إنّ وضعَ السِّ عرِ بالدولر مع الوضعِ
ي البالدِ سيجعلُ
الجامعةَ ي تُعا عىل الصعيدِ أ الكاديميِّ
القتصاديِّ الحاىلي ِّ
نّ ي والف . أ فالدواتُ التقنيةُ ي ت ال ت تشيها
الجامعةُ ي تأ من شمالِ أفريقيا أو من
أوروبا حيثُ ي ُ التسع بعُ ملةٍ أجنبية.
تساهمُ أيضً ا أموالُ أ القساطِ ب %85 ممّ ا
مصاريف الكُليّاتِ من أساتذةٍ ي ن وموظف لذا
ل يُمكنِ نا ي ُ التسع ي باللة. وإن انخفضَ
سعرُ رصفِ ي اللة، فسوفَ نعملُ عىل جعلِ
الجميع يحصلُ عىل التعليم ي الجامعة.
ن ع العتبارِ انخفاضَ سعرِ
مع أ الخذ بِ ي ِ
الرصفِ بِشدّ ة من قبل ممّ ا أذى مُ وظّفي
وأساتذةِ الجامعة.
قالَت لبابة )إحدى الطالبات( إن القسطَ
كان يُسعَّ ر ي باللة. أجابَ حراجىلي مُ ؤكّدً ا
عىل سعي الجامعةِ عىل جعلِ التعليمِ
مُ تاحً ا للكل، فالجامعةُ مُ ؤسَ سةٌ ل تبغى
الرِّبحَ ولن تعملَ إن لم تستقطب طُالبًا.
ن بثالث مليون دولر سنويًا
يتمّ المُ ساهمةُ ي ِ
لمكتبِ المُ ساعدات المالية وتسعى
الجامعةُ لزيادة ب التَّ ُّعات وتوزيعِ ها بإنصافٍ
ي حال تراجعَ ت قيمة ي اللة. كما بَّ وع
حراجىلي عن قلَقِ هِ من مُ غادرةِ بعض
الساتذةِ ي ن )اللبناني أ والجانب( كونَ
أ
ي ن الموظف يتلقّون رواتِبَهُم ي باللة.
إن الإدارةَ تضعُ جميعَ السيناريوهات
عىل الطاولةِ وتسعى لتخفيفِ نسبةِ الخسائرِ
عليها وعىل الطالب )تشملُ هذه الخسائرُ
خسارةَ الجامعةِ للطالب أيضً ا(. وللطالّ بِ
ي ت الع اضِ كما لالإدارةِ الحقُّ
حمايةِ الجامعة )أي الطالب أ والساتذة
ي ن والموظف (.
ومن جهةٍ أُخرى بّ ع عىلي زين الدين عن
قلقِ الهيئة الطُالبية عىل الوضعِ القتصادي
وتداعياتِه عىل مستقبلِ الطالب أ الكاديمي.
فالطالبُ لن يهدأَ لهم بالٌ تّ ح يحصلوا
عىل المزيدِ من التوضيحِ حول كيفيةِ
حمايتِ هم من أزمةٍ اقتصاديةٍ جِ دِّ مُ حتَمَ لة.
وقال حراجىلي أنَّه سيناقشُ هذا أ المرَ عند
الجتماعِ مع مجلس عُمداء الكليات.
كما وأكّد حراجىلي أنَّ دلوَرَة أ القساطِ
ليس هدفُها حمايةُ الجامعةِ من أ ال زمةِ لكنّه
الحقُّ
لم يُنكر أيضً ا أنّ ي َ تغي العُ ملةِ مُ رتبطٌ
بالوضعِ القتصادي، فلدى الجامعةِ خِ ب ةٌ
مع أ ال زماتِ القتصاديةِ وتَمَ كّ نَت ي عديد
المواقفِ من الصمودِ والعودةِ أقوى من ذي
قبل.
بّ وع إبراهيمُ عن مُ شكلةِ الطالبِ مع
انعدامِ الشفافية من جهة الإدارة وسياستها
المالية. فأجابَه حراجىلي : »إنْ أعلَنَّا ذلك
أمام الملَ ءِ فسوف نُساهمُ ي انخفاضِ
سعرِ ي اللة، فالجامعةُ بنظر الناس مُ ؤسسةٌ
ي أمكيّةٌ تعلمُ قبل جميعِ الناسِ عن مُ ستقبلِ
الوضعِ القتصاديِ ي البالد«.
اجتمعَ الطالب، بعد النقاشِ مع
حراجىلي ، مع المُ ديرِ الماىلي دروه ن ز ويك . قالَ
ال ي ُ خ إنَّ مسألةَ دلوَرَةِ أ القساطِ تعودُ إىل
أ
ثالثِ سنواتٍ من النقاشِ مع مجلسِ الأُمَ ناء
الذي اتخذَ هذا القرار. أكملَ ن ز ويك قائالً إن
بعض البنوكِ ل ت ز تل مُ بالتفاقاتِ ال
أجرَتها مع الجامعةِ وهي ي غ مُ تعاونة، لكنّ
الجامعةَ مُ رصِ َّةٌ عىل حمايةِ الطالبِ فقامت
بالسماحِ لهم بالدفعِ عند قسم المُ حاسبة.
وطالما أن سِ عرَ الرصفِ ي استقرارٍ ، فإنَّه لن
ي َ تتغ ي تسعة أ القساط. يكمنُ التحدّ ي
معرفةِ أ الشخاصِ الذين يحتاجونَ
ث أك من ي غهم.
للمساعدةِ
كما وستنعقدُ جلسةُ حوارٍ مبا ي ن
الطالب والرئيسِ خوري ي أ اليام المقبلة.
فالجامعةُ ستحمي طُالبَها ولن تر بأن
يُغادِ روها بسبب أوضاعِ هم القتصادية.
“أكّد خوري أكرثَ من مرَّةٍ خالل اللقاء أنّ الجامعة ستقومُ بكُلِّ اإلجراءاتِ
التي ستحمي طُ الّ بَها وتساعدَ هُ م عىل إكمالِ السنوات الدراسية.”
ٍ ب
الكتّاب الصحفيّون
عىلي سليم
ن الديرا
هاجر ي
ن الرشعي
سيمون ي
أحمد المقداد
عقيل عيىس
ي ز جال ج
ي يح اليح
زكي نارص الدين
ألىس ي ميالن
مريم الها
محمد صايغ
زينب قصب
التصميم
ي ميام سنيور
سارة القا
ي مة درزي
االحتجاجاتُ واالجتماعُ مع الربوفوست تحُ ثّ خوري عىل التالقي مع الطُّ الب: نِقاشٌ مفتوحٌ
بني الطرفني يف بطحيش يوم الخميس 28 تشرين الثاين
ت با رعد – كاتبة صحافية
دعا رئيسُ الجامعةِ أ ال ي مكية ي ي بوت الدكتور فضلو خوري إىل
لقاءٍ مفتوحٍ يجمعُ هُ مع الطالب يسمحُ لهم بطرحِ أي سؤالٍ
يُريدون معرفةَ إجابته. جاءَت هذه الدعوةُ بعد سلسلةِ
الحتجاجت الطالبية ي ت ال شهدَ تها ساحةُ الكولِدج هول والوِ ست
هول عىل خلفيةِ ي ِ تسع أ القساط بالدولر.
استهلَّ الطُالّ بُ اللقاءَ ي بطحيش ب ع حملِ يافطاتٍ
بِّ ُ تُع عن احتجاجهم، وكان أبرزُ ما كُ تب: »لن ندفعَ الثمن«
ي و«التسعة ي باللة«. من جِ هَتِ ه أعلنَ خوري أنّ الضبابيةَ ي ت ال تُحيطُ
بمُ ستقبلِ الوضعِ القتصاديِّ تُشكِّلُ صعوبةً عىل الإدارةِ ، لكنَّ
الإدارةَ عىل عِ لمٍ بالنخفاضِ الحاىلي لسِ عرِ رصف ي اللة. )جرى
اللقاءُ ي ن ب الطُالبِ وخوري يومَ الخميس الذي تَعدَّ ى فيهِ سِ عرُ
رصَ فِ الدولر أ اللفي ي لة(.
ثمّ أكّد خوري أن الإدارةَ تدري أنَّ القُدرةَ الرسشِّ ائيةَ
لمُ جتمعِ الجامعةِ ي تراجعٍ مع تدهورِ الوضعِ القتصادي. لذلك
تمَّ تشكيلُ لجنةِ مُ ستشارينَ ي ن اقتصادي مُ ؤلَّفةٍ من أربعةِ ي ن موظف
ستتوىلّ بنصح اللجنةِ الإدارية. كما اجتمعَ ت الإدارةُ مع مجلسِ
الأُمَ ناء لطرحِ هذه المسألةِ وتمّ وضعُ خطّةِ طوارئ هدفُها
ظلِّ تفاقُم أ الوضاعِ
ف
مساعدةُ المجموعاتِ أ الك ي
ث أك ث فأك . وقد تَمّ ترتيبُ الفِ ئات أ ال ث ك حاجة كالتاىلي :
القتصاديةِ
طُالّ ب الجامعة، يليهُم الموظفون الذين يدفعون أقساطَ أبنائِهم
المدرسية من الصف أ الول ي ابتدا تّ ح الثالث ثانوي. يليهُم
الموظفون الذين يدفعون أ القساط لمرحلة أعىل من المرحلة
الثانويّة. أكّد خوري َ أك من مرَّةٍ خالل اللقاء أنّ الجامعة ستقومُ
بكُلِّ الإجراءاتِ ي ت ال ستحمي طُالّ بَها وتساعدَ هُ م عىل إكمالِ
السنوات الدراسية.
إنَّ نسبةَ الهباتِ ي ت ال تصلُ إىل مكتبِ المُ ساعداتِ
المالية ضئيلٌ مُ قارنةً بالجامعاتِ أ الخرى. إذ يُتوقّعُ أن تزدادَ
المُ ساعداتُ الماليةُ ي المستقبلِ نظرًا للوضعِ الراهنِ وتراجُ عِ
ي اللة.
أكّد خوري أن ي التسعةَ لن تعودَ إىل ي اللة اللبنانية، وعندما سُ ئلَ
ن اثن بالمئةِ من الجامعاتِ عىل
عن السَّ بب أجابَ قائالً بأنَّ أقلَّ من ي ِ
ال COMMON APP تسمحُ بالدفعِ بعُ ي ن ملتَ ، والجامعةُ أ ال ي مكيةُ
ي بوت إحداها. وقالَ أيضً ا بأنَّ 65 بالمئة من مردودِ الجامعة الما يىل
مُ سعَّ رٌ ي باللة اللبنانية، وهي نسبةٌ مُ هدّ دة. أمّ ا من ناحيّةِ
َ حاجةً
الصادرات، فالجامعةُ تدفعُ بالدولرِ ي نَ ثالث بالمِ ئةِ من
المُ ستَحَ قّات. وأضاف قائالً »الجامعةُ أ ال ي مكيّةُ ي ي بوت ليسَ ت
جامعةً لبنانيّة، هي جامعةٌ ي أمكيّةٌ مقرُّها ي بوت.«
ذكَّ رَ خوري الطالبَ أن الإدارةَ كانت واضحةً ي قرارِ الزيادة
السنوية أ لالقساطِ بنسبةِ ثالثة بالمئة، أمّ ا المساعداتُ الماليّةُ
فيُتَوقَّعُ ازديادُها سنويًّا بنسبة 17 بالمئة. كما ستطلُبُ الإدارةُ وثائقَ
من ب ي طال المُ ساعدات، والهدف منها إثباتُ نسبةِ الحاجةِ
للمُ ساعدةِ وإنْ كانَت حقًا طارئة. كما وستقومُ الجامعةُ باستقطابِ
المُ ساعداتِ الماليةِ من خارج العالمِ ب ي العر كونَ هذه المنطقةَ
كَكُل تواجهُ وضعً ا اقتصاديًا مُ تدهورًا. ختَمَ خوري قائالً إنّ
التفاصيلَ حولَ الخُ طَطِ المُ ستقبليّةِ سيتِ مُّ نِقاشُ ها خاللَ اجتماعِ
يوم ي ن الثن المُ قبل الواقع ي ي الثا من كانون أ الول - ديسم
ب .
ف
ف
ن
ن
ف
ف
ف
ن
ن
ف
ف
ف
ت
ف
ف
ن
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ن
ب
ف
ف
ن
ف
ف
ف
ف
ف
ي
ف
ف
ن
ن
ف
ف
ف
ت
ن
ف
ن
ف
ف
ف
ف
ف
ت
ف
ت
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ن
ت
ت
ي
ف
ن
ف
ن
ف
ن
ن
ف
ن
ف
ف
ن
ن
ف
ف
ن
ف
ف
ف
ز
ن
ي
ن
ف
ن
ن
ف
ف
ف
ئ
ض
ف
ف
ف
ف
ف
ن
ض
ف
ف
ف
ف
ف
ت
| |26.11.19 مقابالت | 18
|26.11.19|
مقابالت | 19
وسط بريوت بريشة السوليدير
مقابلة مع د. منى حرب، أستاذة دائرة العمارة والتصميم ومتخصصة يف التصميم
الحضري يف الجامعة األمريكيّة يف بريوت
ناهية كنج - محرّرة قسم ال آ راء
تمحورَت إعادةُ بناءِ لبنانَ والعاصمة برؤية ي “بوت عاصمةٌ عالميةٌ للمستقبل”. وكان السؤالُ الرئيىسي ُّ آنذاك: كيف
تُطبَّقُ هذه الرُّؤيةُ بطريقةٍ تجذبُ رؤوس أ الموالِ وتجلبُ مداخيلَ ت بف ةٍ زمنيةٍ ي قص ةٍ جدً ا. فكانت إعادةُ العمار هي
الوسيلةُ أ الساسُ للقيام بهذا العمل.
ولكن جوهر الرؤية من أ الساس يُصدّ رُ ي بوت للسُّ ياح وليس ي ن للبناني ، أليس كذلك؟
نعم، هذه الرؤيةُ أرادَت جعلَ ي بوت كما قيل عنها ي الستينات “باريس ش الرسق”، عاصمةً عالميةً تجذبُ
الإستثمارات ورؤوس أ الموال وتُشكِّلُ قاعدةً للخدمات عىل وجه الخصوص. كان التَوَجُّ ه مُ ماثِالً لرؤية مدينة ب ي “د ”
– عاصمةٍ نيو ب ليالية. ومُ كوّناتُ لبنانَ من قطاعٍ خاصٍ قويٍّ وقطاعٍ ي ٍّ مرص مُ يّ ٍ تم بالرسيةٍ المرصفيةٍ وقطاعٍ سياحيٍّ
ي ن غ بالمعالم المختلفة مَ هَّدَ ت لهذه الرؤية من الستيناتِ مُ رورًا بالثمانينات وصولً للتسعيناتِ حيث أُعيدَ ت
صياغتُها ضمن إطارِ عاصمةٍ نيو ب لياليةٍ عالميةٍ . ي و طبيعةِ الحال، إنَّ ترجمةَ هذه الرُّؤيةِ انعكسَ ت عىل التخطيط
ي المد ي لبوت وهندستِ ها المعمارية. فمثالً المُ خططُ أ الول لساحةِ الشُّ هداء كان مُ شابها لل ELYSEES“ ”CHAMPS
ولكن لم تُطبَّق هذه الخُ طة لحقًا واستُبدِ لَت بأُخرى تُناسِ بُه الرؤيةَ أيضً ا. فساحةُ بُ ال جِ كانَت مُ نغَ لِ قَةً نوعًا ما، تَقتَرصُ
عىل وسطٍ تجاريٍّ مُ ؤلفٍ من أسواقَ وبسطاتٍ وكانت تُشكِّلُ نُقطةَ انطالقِ الباصاتِ للشمالِ والجنوبِ والشام.
فبسبب رؤية ي ب وتَ كعاصمةٍ عالميةٍ وَجَ ب فتحَ ها عىل البحر وربطَها بالمرفأ ي ِ وتدم ي المبا ي ت ال حجَ بَت المدينة عن
البحر سابقًا. وكان ن هي إده أوّلَ من رسمَ هذا المُ خطط. لكنَّ هذا أ المرَ أثارَ خوفَ المُ ي ن هندس ي ن المعماري
ومُ خطِّطي المُ دنِ أ ل نَّ مقياس المدينة سيتَضاعفُ حجمُ ه ي كث ًا مُ قارنةً بالمقياس ش البرسي. فكُلّما اتَّسعَ ت الطرقات
ي وكُلَّما صارَت المدينةُ عىل شكلَ حسابٍ ي مرص تتدفقُ إليه رؤوسُ
كلما قَلَّ عدد الناس الذين يرغبون ن ز بالته والمىسش
الموالِ فقط ل الناس. والمقارنةُ ي ت ال ذكرناها سابقًا بخصوص ب ي د طبعً ا هي مقارنةٌ واجهَت عديدَ النتقادات. ب ي فد
أ
أشبهُ ش بالرسكةِ من البلد وهذا ل ينطبقُ عىل ي بوت. ي فبوت تُمثِّلُ نسيجً ا عمرانيًا مُ توارثًا من الرومانِ من مبانٍ
وطرقات. لكن رغم هذه النتقادات، كانَت الرؤيةُ وقتَها قويةً جدً ا ومُ تَّفقًا عليها من الطبقة السياسية، وأُصدرَ
بموجبها قانونٌ خاصٌّ لسوليدير يمنحُ ها صالحياتٍ واسعةً وتَمَّ ت الموافقةُ عليه من كُل أ الطرافِ السياسيةِ . كان من
ضمنِ هذه الصالحياتِ ردمُ البحرِ واستمالكُ جُ زءٍ منه، ومِ ن ضمنِ أ المالكِ مكبُّ النورماندي ي ت ال تعهَّدَ ت سوليدير
بالهتمام به وتَحوَّل لحقًا إىل المنطقةِ المُ متَدَّ ة من البيال ت ح الزيتونة. وكانت الفكرةُ بجوهَ رها قائمةً عىل BUILD(
ش كةُ سوليدير تكلفةَ البناء وإدارةِ المشاريع ي ت ال مَ وَّلَتها لمُ دَّ ة 25 عامً ا دون
دفعِ رصض ائبٍ ، ومن ثم تُصادَر مُ لكيَّتُها للدولة اللبنانية بعد مرور 25 عامً ا من ِ ج أرباحً ا دون إدخالِ أيِّ مردودٍ منها
عىل خزينة الدولة. تُصادِ رُ الطرقاتَ ي ت ال اهتمَّ ت بها فقط وتُبقي عىل ي المبا مع دفعِ رصض ائبَ عليها كونَها مُ لكَ
ي نَ المساهم أي بعض سكان ي بوت وأصحاب المتاجر القديمة الذين لم يحصلوا عىل أسهُمٍ عادلةٍ من مُ متلكاتِهم
ومُ ي ن ساهم آخرين أبرزُهم عائلةُ الحريري والبنوك ش والرسكاء ي ن الخليجي الذين وضعوا استثماراتٍ ضئيلةً لتدُ رَّ أرباحً ا
هائلةً . طبعً ا الفكرةُ ب لياليةٌ بحتة لكن صورَتَها الخارجيةَ كانت إيجابيةً جدً ا. فالبلدُ ن يُب مُ جددًا وعالقاتُ الحريري
مُ متازةٌ مع الخليج وأمريكا وفرنسا. كما أنَّ العديد من المُ ت غ ي ن ب عادوا ليعملوا ي الوطن.
أما عىل صعيدِ التنظيم ي المد ، ضمنَت خطة سوليدير المُ حافظة عىل بعضِ المناطق تُّ الاثية ي لبوت واعادةِ
ترميمِ ها بمبالِغَ باهظةٍ وتوظيفِ ي ن معماري ي ن لبناني أ لجلِ هذه الغاية من ضمنِ هم ي روب صليبة. شملَت عمليةُ إعادةِ
ت الميم أ الحياءَ القريبةَ من أسواق ي بوت حيث ب اللمان ي اللبنا والمقاهي أ والبنيةُ أ الثريةُ وساحةُ النجمة. والجديرُ
بالذِّ كر أنَّ ي ن الفرنسي ي عهد النتدابِ دمَّ روا السوقَ العُ ي َّ ثما وجلبوا ي ن معماري ي ن فرنسي ت ح يبنوا هذه المنطقة.
لذلك سُ مِّ يَت بعضُ ها بأسماءِ ن الجالت ي ن الفرنسي ك ب ي “اللم ” و “فوش”. واجَ هَ مُ مثِّلو ش كة سوليدير انتقاداتٍ لرؤية
ش الرسكة القتصادية من قِ بل مُ هندسيها ي ن المعماري ، تصدَّ ت سوليدير أ لصحاب هذه النتقادات بوعدِ هم بأنهم
سيتشَ كَّرونها بعد مُ رورِ الزمن لمُ حافظتها عىل الوجه أ الثري ي لبوت. ويُمكُنُ أن نتَفَهَّم ذلك من زاويةِ أنَّ ش الرسكةَ زادَت
ت المُ ربَّع ي ي بوت لما قامَ ت به من إعادةِ ترميمٍ لجُ زء المناطقِ أ الثريةِ ي وتحف ِها ز لرجالِ أ العمالِ عىل
سِ عرَ المِ
المُ حافظة عىل المظهر أ الثري الجميلِ المُ قابل أ لماكن أعمالهم.
البنيةِ مع إعمارِ أبنيةٍ جديدةٍ والإ بقاءِ عىل مقياسٍ ش برس يٍّ يسمحُ للناسِ
ففي منطقةِ الصيفي مثالً حافظوا عىل بعضِ أ
أن ن تت نَّه براحة فيه.
أما منطقةُ ب ي اللم وفوش والمعرض فقد أصبحَ ت منطقةً تجارية. ومنطقةُ الزيتونة أُسسَ ت لتكون منطقةً سكنيةً مع
إطاللةٍ عىل البحر.
ولن ش كةَ سوليدير استحوذَت عىل وسطِ البلد بأكمله، استطاعَت أن تُغ ي عواملِ الستثمارِ ي ت ال تندرجُ ضِ منَ
أ
قانون التنظيم ي المد الذي يُحدِّ د توسُّ عَ ي المبا عموديًا وأًفقيًا. فلقد رفعَ تها ي منطقةٍ وقلَّصَ تها ي مناطق أُخرى
ضمن ي بوت. وضمنَت الرِّبح من خياراتها الهندسية. بحيثُ إذا أردتَ ان ترى البحر عليكَ ان تدفع اك
فمن ناحية التنظيمِ ي المد ، لعبَتها سوليدير بطريقة ممتازة.
ث .
يِّ َ
)OPERATE TRANSFER بحيث تتحملُ
ي
سوليدير: بني رجال األعمال وأهل البلد مقابلة مع د. منى فواز – أستاذة دائرة العمارة
والتصميم يف الجامعة األمريكية يف بريوت ومتخصصة يف التخطيط املدين
أحمد العطار – المحرر
محمد عز الدين – مدقق لغوي
ن المد ؟
لماذا يرتبط بحث موضوع سوليدير بالتخطيط ي
التخطيط ي المد تجميلٌ ي ن وتزي ، لكنه بذاته فلسفة اجتماعية، كيف يمكن للمجتمع العيش سويًا. فللمُ خطط
ي المد القرار ي إن كان بإمكان الشخص البناء ي مكان ي ن مع ش والرس وطِ ي ت ال عليه ت ز ال امُ ها ي بنائه. والقرار هنا
يكون باسم الجماعة، أما هذه الجماعة فهي المسؤولون عن التخطيط ي المد عامةً ، ي وتفس دورها وما لها
من حقوق، فهو أمرٌ سياسي ٌّ محض. فسوليدير كُلما يَّ تغت مع الوقت، ي ُ يتغ مفهوم ماهية »الجماعة« ومن
المستفيد منها. هذا أ المر لهو عىل قدرٍ بالغٍ من أ الهمية، إل أنه مُ همَّ شٌ من قِ بل المُ ي ن تكلم عن موضوع
سوليدير. فهؤلء المُ خططون المدنيون هم عادةً من يُالم إن تطرق الموضوع للحديث عن سوليدير، وتتوه
وجهات النظر عن الفكر ي السياس المالك الذي بيده القرار الفعىلي وليس هؤلء ي ن الموظف .
ما كانت أبرز معالم التطوّر التاريخي لسوليدير منذ نشأتها عام 1994؟
العام
ف
ي الحديث عن بداية هذه ش الرسكة ل بُدَّ لنا من النطالق من تاريخ الحرب أ الهلية، فمع اندلعها ي
1975 تدمرَت العديد من المبا ي وسط ي بوت، وصولً للعام 1977 حيث ظنَّ الناس أن هذه الحرب قد
شارفت عىل النهاية، إن لم تكن ت ح قد انتهت فعليًا. فمنذ بداية هذا العام جِ يء ش برسكة L›APUR
الفرنسية، وطُرحَ ت فكرة إعادة العمار. ي و نفس الوقت أُن ِ ش ئَىس ما يُعرف بمجلس الإنماء والعماء، وهو ش كة
عامةٌ دامَ ت ت فة ي قصة جدً ا، وقد حملَت هذه ش الرسكة فكرةَ إدارة إعادة العمار بشكل يع للغاية ت ز لول
بعد تحقيق هذا الهدف. أما ما نجده اليوم بأن هذا المجلس هو مركز الفساد الحاىلي ي لبنان. لكن بذلك
الوقت كان الهدف منها إدارة أعمال إعادة البناء، وكان هو من طلب مساعدة L›APUR ي ت وال هي L›ATELIER
PARISIEN D›URBANISME أي ورشة عمل للتخطيط الحضاري ي الباريىس . فتم البدء عىل وضع مُ خطط
توجيهي وبدأت ش الرسكة الفرنسية بعرض فكرة إنشاء ش كة عقارية. ولكي نكون ي ن واضح ، فإن قانون التنظيم
ي المد ي اللبنا منذ العام 1962 يحتوي عىل بعض آ الليات ي ت ال تسمح للمخطط ي المد التدخل ي المدينة من
خالل الستمالك، القيام بالمشاريع ب الكى، وبناء ش كة ذات منفعة عامة، ومن خالل بناء ش كة عقارية. لكن
آلية إنشاء ش كة عقارية تقوم عىل فكرة اجتماع مجموعة من مالكي العقارات واتفاق %80 منهم عىل دمج
ي منطقة محددة. لكن ي و الجهة أ الخرى ينص القانون عىل عدة نصوص وإجراءاتٍ وُضعَ ت
لحماية المدينة من المُ ضاربة العقارية، إحدى هذه النصوص يمنع عىل هؤلء ي ن المالك بيع العقارات ش مباة
بعد دمجها، بل يجب عليهم العمل عىل تحسينها وقضاء ت فة زمنية واضحة فيها، كما وينص القانون عىل
أنه ي و حال انقضاء هذه المُ هلة دون القيام ببيع العقارات، فإن هذه العقارات تُحوَّلُ ش مباة إىل مزادٍ ي ن عل .
ولكن إن ت أ شخصٌ لكي يقوم ببناء ش كة عقارية ويستفيد من تسهيالت ِ ويُج آ الخرين من الدخول
مُ ي ن ساهم معه، فإن القانون يسمح بذلك ولكن ضمن ش وط تحمي المدينة. ففي العام 1977 عندما صُ در
الطرح، كان الكالم عن ش كةٍ عقارية بهذه آ اللية.
استمرَّت الحرب، ي و العام 1983 هدأت أ المور قليالً فظن العالم مجددًا بأن الحرب انتهت. زرتُ حينها
وسط المدينة وأنا طفلة، وكنتُ شاهدةً عىل الدمار المهول الذي ألم بالمنطقة. ي هذا الوقت كان مجيء
رفيق الحريري إىل لبنان وبدأ الكالم مجددًا عن ش كةٍ عقارية مع مجيء APUR مرّةً أخرى.
يقولُ الرأي المُ ضاد بأن قرار منطقة معينة ل يجب أن يكون بيدِ ي ن المالك الكبار وحدهم، فهناك
المُ ستأجرون، والسكان وأصحاب العقارات ي الصغة كذلك. هذا الكالم ينطبق عىل وسط المدينة كما عىل
حارة حريك مثال، فأنا ل ي ن يُمكن أن أُسَ خِّ ر إعادة العمار للفئة الغالبة أو المالكة. ت والعاض هنا عىل حارة
حريك كيف أنها تحولت لطابعٍ واحدٍ غالبٍ ، ي الوقت الذي مُ حِ يَت ذكرياتٌ عديدة منها كسينما ساندريال
ي ت ال كانت أول سينما ي ضواحي العاصمة فقط أ لنها من طابعٍ آخر مُ غايرٍ عن طابع ي ن المالك ي المنطقة.
والكالم نفسه يُمكن تطبيقه ي سوليدير، فكُلُنا لنا الحق ي وسط ي بوت، انطالقا من كل من كان عنده ن ز مل
قديم هناك، أو كل من كان يملك دكان ي صغا قبل الحرب. فإن مفهوم أن المدينة أ لصحاب الملك فيها أمرٌ
ي ٌ خط وخاطئ. وقد كان ل APUR كالمٌ مشابه، فإعادة البناء يجب أن يكون بيد ش كات عقارية عديدة، وليس
ش كة واحدة، وهنا ي يأ دورُ الدولة ي ي ز تحف هذه ش الرسكات ومساعدتها. والدولةَ وقتَها استملكَت حواىلي 25
ألف ت م مربع للبدء بعمليات إعادة الإ عمار، لكن الحرب عادت لتندلع من جديد.
كيف اختلف طرح سوليدير عن الطروحات السابقة؟
ي العام 1991 أصبح الطرحُ مختلفًا كُليًا، فعندما بدأ الحديث عن آلية إعمار، كان الوضع مُ غايرًا. إذ كان اسمُ
ن هي إده قد بدأ ينترسش من خالل تصويره لمدينة ي بوت بعد إعمارها من جديد. وبالرغم من اعتبار العديد
من الناس أن ن هي هو أحد أهم ي ن المهندس ي ن المعماري ي لبنان، إل أنه كان عىل خطأ جوهري ي كب . فتغي
مدينة بذاتها لم يكن خيارًا صائبا ي وقت كعام 1990، بل إنه يكاد يكون منطقيًا القيام بذلك ي عامٍ ك 1950.
ي فالتفك المنطقي ي وقتها كان يجب أن يبحث ي ترميم المدينة بهدف ي ن تأم حاجات الناس ي ز وتحفهم،
ي إلغاء وجودهم وهدم المدينة وإعادة إعمارها من جديد. فهذا ما حصل ي سوليدير من خالل
إجبار جميع الناس من ي ن المالك ي وسط ي بوت عىل جمع عقاراتهم بهدف بناء ش الرسكة العقارية. وكان ت ال ي ز ك
عىل بناء ش كة واحدة فقط ومدِّ ها بالحوافز الكافية. فكانت أوىل هذه التسهيالت طرح أسهم جديدة، لتصبح
السهم نوعان: أ السهم الملكية، أ والسهم المستثمر بحجة أن ي ن المالك جميعهم مُ فلسون ي وغ قادرين عىل
أ
إعادة الإ عمار، لجعل الصورة وكأن هذا هو الحل الوحيد. لعبت الخطة عىل عامل تقسيم الشارع، فبعد
انتشار صور عن مستقبل ي بوت، تشجع معظم الناس عىل أ المر ب معتين بأن لبنان يستحق هكذا ش مرسوع
ي ن غافل عن ما هو وراء الخبايا. وبدأت النتقادات تُوجه لكل من عارض قيام ش المرس وعَ وكان هدفه الحفاظ
عىل إرث المدينة. صدرت عدة شكاوى وقتها عن الموضوع، كانت إحداها تقول بأن القيمة المُ قدرة
ي
عقاراتهم
وليس
للعقارات، أي قيمة التعويضات، كانت أقل ي بكث من القيمة الحقيقية. أما أ المر آ الخر هو فكرٌ قديم كان سائدا
ض برص ورة نمو المدن بشكل دائري، بطريقة يكون الوسط ث أكها ازدحامً ا وعلوًا ي مبانيها. أ المر الذي أدى اىل ارتفاع
قيمة العامل الستثماري باعتبار أن ي المبا ي ت ال ستقوم ي الوسط ستكون أ العىل أ والضخم. ولتسهيل أ المور
وتوضيحها، اذا ت افضنا أن شخصا كان يملك ي ن طابق ي الوسط، وأتت سوليدير وعوَّضت عليه بثمن هذين
ي ن الطابق ، فإن هذا الشخص إن أراد ش اء العقار الذي خرسه سيضطر إىل دفع ثمن عرسش طوابق، إذ إن هذا العقار
يُمكن أن يُعَ مَّ ر عليه عرسش طوابق، وهكذا خرس المالكون القدامى عقاراتهم لصالح ش الرسكة العقارية. كما وخرست
الدولة ما كانت تملكه قبل الحرب لصالح ش الرسكة ولم تملك ول ت ح سهمً ا ي ش الرسكة. وبالعودة إىل طبيعة أ السهم،
فإن هذا الفكر أدّى إىل انخفاض قيمة سهم المالك مقابل ارتفاع قيمة سهم المستثمر.
وكتسهيل لسوليدير أيضً ا، سُ مح لها بهدم البحر عند النورمندي وتملُّكه، وصارت المساحة المردومة تتوسع ح
صارت وهي تضم البيال والزيتونة باي، وطبعً ا أن كل هذه التسهيالت كانت قرارات صادرة عن الحكومة.
ما الرؤية القتصاديّة ي ت ال انطلقت منها سوليدير، وأي تصوّر حملت لوسط ي بوت؟
كانت سوليدير أول ش مرس وعٍ تطبيقيٍّ للنيو ب ليالية ي لبنان، فصار توجه الدولة نحو دعم هذه ش الرسكة بهدف جذب
ش الرسكات الخارجية، أ والمر الذي تحقق بمساعدة ن هي اده وما ش نرسه من صُ ورٍ لحشد الرأي العام مع هذه ش الرسكة
العقارية. فتم منحها كل هذه المساعدات والتسهيالت، والتغطية القانونية أ لعمال ل قانونية ت كحيل السكان،
وكان كل ذلك تحت عنوان ت الويج لمنفس اقتصادي ينعش البلد. ي الوقت نفسه، قامت العديد من المظاهرات
الشعبية رافضة لعمليات ت الحيل وتهديم البناءات القديمة، شارك ي هذه المظاهرات أيضا عدة ي ن مهندس
ي ن معماري .
كانت الفكرة الطاغية وقتها خلقُ نسخة عن مدينة ب ي د ي ي بوت وجعلها منطقة طبقية يتملكها رجال أعمال
ن والمبا
والغنياء. ي و إحدى المؤتمرات الصحفية لرفيق الحريري يقول فيها بأنه لو كان عىل علم بأن للذكريات ي
أ
قيمة ي كبة عن الناس، لما قام بما قام به.
ت ح عام 1996 كانت سوليدير تبيع للناس حلم جلب ش الرسكات أ الجنبية عىل لبنان من خالل إعادة إعمار ي بوت إىل
أن بدأ الجتياح الائيىلي عىل لبنان وزالت جميع أ الحالم السابقة. وقد قال زياد ي الرحبا وقتها بأن لبنان البلد
الوحيد الذي يعمل عىل ي ن عامل مُ ضادين، اقتصادٌ ي ٌ خدما قائم عىل السياحة، ومقاومة اائيل. فمن بعدها تبلور
القتصاد ي اللبنا عىل أنه اقتصادٌ ريعي وليس انتاجي. ومن بعدها بدأ التوجه نحو ايجاد وسائل لجلب أ الموال
ي لبنان، فقام الحريري عام 2001 بإصدار قانون يسمح أ لالجانب بالتملك. ومن هنا تحول توجه سوليدير
نحو خلق وسط مدينة برجوازي قائم عىل الطبقية والماديات الباهظة بهدف شدِّ أنظار ي ن المتملك أ الجانب إليها.
بدأت عندها حركة التملك أ الجنبية للعقارات ي وسط البلد، وبدأت معها حمالت التسويق الإ عالمي الخليجي
للبنان وتصوير المرأة اللبنانية بصورة ي تث المشاهدين، إضافة إىل بيع أساليب الحياة ت والاث، وزادت معها
حمالت التشبه بالحياة أ الجنبية. كان الهدف من هذا كله استثمار أ الموال الخليجية إىل لبنان ت بش الوسائل
والطرق، وإن كانت غ ش عية. فالهدف الشكىلي كان استنساخ ب ي د ي ي بوت، وجلب المستثمرين أ الجانب وتحويل
القتصاد ي اللبنا إىل اقتصادٍ ي خدما بحت، أما ما كان وراء الكواليس فما كان إل صفقات ودرّ أموال عىل حساب
ي ن المواطن إىل جيوب ي ن الرأسمالي ، وعىل الهامش ذكرياتٌ حُ طمَ ت وأمالك هُ دمّ ت. فكم من الناس الذين تتحرس
عىل أمالك ذهبت أدراج الرياح وعىل وضعٍ تردَّ عىل يد السياسية الحريرية.
لماذا التمديد لسوليدير؟
لم تنشأ سوليدير عىل أساس القانون الذي يعطي ش للرسكة العقارية مدة محددة قبل وضع عقاراتها بالمزاد، بل
وُضع قانون خاصٌّ لها حيث سُ مِّ يَت المدة ب 25 سنة ي ت وال كان من المفروض نهايتها ي العام 2019. إضافة إىل
عديد التسهيالت والمساعدات ي ت ال أُعطيَت، كالسماح لها ببيع أ السهم ش مباة بعد ش ائها دون العمل عىل ي ن تحس
هذه العقارات، معارضة بذلك القانون وفكرة ش الرسكة العقارية أ الساسية. أضف إليه أيضً ا تقديم مساحات إضافية
ش للرسكة تحت ذريعة أنها ستقوم ي ن بتأم ن ب تحتية جيدة. ي ن فتثم ن الب التحتية وقتها كان يُقدَّ ر ب 70 مليون دولر
عىل مساحة 780 ألف ت م مربعً ا، أي أُعطيَت عرسش أضعاف ثمن هذه ن الب التحتية.
العام 2029 تحت ذريع
ف
يجدر الذكر بأن سوليدير قد مُ دد لها عرسش سنوات لكي تنتهي المدة القانونية الجديدة ي
أنها لم تنجز جميع مهامها الإعمارية نتيجة ما شهده لبنان من حروب لحقة.
نسمع بأنّ سوليدير هي احدى ب أك الرسقات ي العالم، فهل يتفرّد لبنان بهذه التجربة؟
سوليدير ليس فكرةً خاصةً طُبقَت فقط ي لبنان، بل حصل ذلك ي عديد من الدول تحت لواء النيو ب ليالية، لكن
الفرق هنا أن سوليدير ب أجت الناس عىل الرحيل عن وسط ي بوت بوسائل غ ش عية، وطرق طائفية وربطها
بزعيم ي سياس مُ شخص بشخص الحريري.
ما يجب تسليط الضوء عليه أيضا هو ما قام به رياض سالمة بالسماح للبنوك بالتملك ش واء العقارات، أ المر الذي
أدّى إىل تضاعف أ السعار ي وسط ي بوت بشكل ي كب . ي لتأ معها لعبة القرض ي ن السك ، إذ أصبحت هذه البنوك
تقدم للناس قروضً ا للسكن ي ي المبا ي ت ال هي – البنوك – أصالً قد أنشأتها تحت اسم وهمي. أ والخطر من هذا
كله هو أن عمليات ش اء هذه العقارات كانت تُمول من احتياطي البنك الذي كان مودوعًا لدى البنك المركزي! هذا
المر ساهم بشكل ي كب أ بال زمات القتصادية عىل ي ن اللبناني وخاصة مع تراجع نسبة السياحة نتيجة أ الوضاع
أ
السياسية أ والمنية ي المنطقة والجوار، وهنا الحديث عن بدء الحرب ي سوريا ي 2011، إضافةً إىل العقوبات
المريكية ي ت ال زادت وبخاصة عىل عمليات التحويل النقدي من الخارج. وهنا يجب تسليط الضوء عىل القيود ال
أ
فُرضت عىل هذه العمليات، أ وبالخص عىل أبناء الطائفة الشيعية ي الخارج، إذ سادَ التهام ضدهم أن عمليات
التحويل هذه هدفها دعم جهات سياسية وعسكرية مُ عادية أ لمريكا، مما اضطر ت المغ ي ن ب اىل استثمارهم
بالعقارات وبالتاىلي تضاعفت أسعار ال ي أ ض را مرة أخرى. أضف إىل ذلك بداية الحركات الخليجية ضد ي ن اللبناني ي ن المقيم عندهم ي ظل الحمالت الثورية ي ت ال سادت العالم ب ي العر من وقتها وإىل آ الن.
ي هذا الوقت زادت أمالك البنوك ي وسط ي بوت مع تراجع قدرة ي ن المدين عن سد الديون، واستمرت سوليدير ببيع العقارات بشكل عشوا
للتوضيح، فإن العقارات المملوكة من سوليدير قد صارت قليلة، ي و ظل أن الدين العام ي اللبنا هو بغالبيته دين داخىلي للبنوك، وأن هذه البنوك متملكة للعقارات ي وسط ي بوت، فإن أي انهيارًا أو إفالسً ا ي ن يع مصيبة بحد ذاتها.
لذلك فالحل ليس بتأميم كل سوليدير، بل بإيجاد وسيلة ت لميم ما بقي وانعاش القتصاد ي اللبنا . فنحن مُ ي ن طالب ت باخاع آلية جديدة لتثبيت من له كلمة ي وسط ي بوت وما هي مهامه وصالحياته ي ذلك. فالحل يجب أن يكون من
خالل إعادة وسط ي بوت لجميع الناس ي والتفك بسياسية انتقالية وواقعية وإعادة الحقوق أ لصحابها والتعويض الجدي عن كل من خرس ملكيته. وهنا يكمن دور الدولة بوضع حلول منطقية. هذه الحلول يجب أن تكون نتيجة
ي .
دراسات مكثفة وليس من خالل التمديد لهذه ش الرسكة العقارية.
يجب علينا آ الن نرسش الوعي ي ن ب الناس عن ماهية سوليدير وما قامت به، خاصة وأننا آ الن
وقت حساس حيث يعي الجميع أهمية ما يحصل.
ف
ي
كيف تعاملَ الناس مع هذه الرؤية؟
احتجَّ بعضُ الناس وشكّلوا جمعيةً وحصلَت مُ فاوضاتٌ ي كثةٌ مع ش الرسكة حيثُ تدخَّ لَت الرشوةُ وتوزيعُ الحصص.
فالبعضُ حصلَ عىل حصصٍ ي غ عادلةٍ والبعضُ آ الخرُ خرسَ كُلَّ ما يملك ب َ وأُج عىل البدء بالعمل من الصفر.
ما هي مشكلة هذه الرؤية؟
ت الم المُ ربع مع الخُ طة الهندسيةِ المُ عتمَ دةِ جعلَت ي ب وتَ
المشكلةُ الرئيسيةُ أنَّ الرؤية تُجزِّئُ المدينة، فسِ عرُ
مدينةً أ لالغنياء وحدَّ دَت من يستطيع أن يسكن، ويعملُ ت ويشي من هذه المدينة. كما فرضَ ت نظامَ حياةٍ مُ يَّ ن ع ل
يُتيحُ للناس الدخولَ ول ت ح أ لالطفالِ أن تلعبَ بدراجاتها ي شوارع المدينة. كنتُ أصطحبَ أولدي لحديقةِ الرساي
ي ت ال كانَت ي ن ب شارع المصارف والرساي ي ت وال هي مُ قفلةٌ اليوم وكُ نا ي ن فرح بافتتاحها كما أنَّ بعضَ الناس أقامَ ت
عُرسً ا فيها. ولكن فيما بعد مُ نعت عديدُ أ المور كلعبِ أ الطفالِ ي أجزاء مُ عينةٍ وتوقفَت بعدَ ها الناس عن الذهاب.
إضافةً إىل مافعلَته سوليدير من إقفالٍ لمقاهٍ وأسواق ل تتناسبُ مع رؤيتها لمدينةِ أ الغنياء. أتَت أ ال زماتُ السياسيةُ
والمنيةُ ي ت ال كانَت تخُ ضُّ وسطَ البلد لتُشكِّلَ عائقًا جديدً ا أمام ازدحامِ الناس فيها. صارَت ي بوت أشبَه بمعرض
أ
لطبقةٍ ما ولم يُسمَ ح أ لي وجهٍ من وجوهِ الثقافة أن يحِ لَّ ضيفًا فيها من مرسحٍ وسينما وصالة موسيقى، ح
الشققُ صُ مِّ مَ ت لتكون ي كبةً جدً ا ل تتحمُّ لها الطبقةُ الوُسطة بأي شكل. صارَت كأنها جزيرةٌ ي و مُ حيطِ ها المُ جاور من
الخندق الغميقِ وزقاق البالط نً بُ تحتيةً مختلفة تماما. كما وشَ كِّلَت شبكةُ المواصالت ي ت ال تربطُ منطقة سوليدير
بالمطار أولويةً عند رفيق الحريري. ن بمع أنك ن ز ت لُ من المطار ش مباةً إىل بيتِ كَ أو مكان استثماركَ وتُصبُح عالقتُكَ
بالبلد مُ رتبطةً بهذا الجزء فقط. وقد أوجَ بَت شبكةُ المواصالتِ هذه القتصاصَ من منطقةِ المرامل وحرش القتيل
لبنائها. ما أدى ذلك إىل توافقٍ مع حزب الله وحركة أمل: ش مرس وعُ أليسار مقابل ش مرسوع سوليدير )مرقىلي تمرلقك(
والمفاوضات نوعًا ما جرت من هذا القبيل. والجدير بالذكر أنَّ أليسار هي مؤسسةٌ عامةٌ تعملُ عىل القسمِ ب ي الجنو
من ي بوت من السمرلند ت ح المطار وهدفُها إلغاءُ كل العشوائيات أ والبنية ي غ ش الرسعية ي أ ال وزاعي والرمل العا يىل
واستبدالها بمساكن شعبية بعيدً ا عن أ المالك البحرية. مازال موظفوها يتقاضون رواتبهم، ولكن ش مرسوعهم قد
توقف لعدم توفر التمويل، وكان من المُ ت فض أن تكون أليسار ش كةً عقاريةً ولكن حزب الله وحركة أمل رفضا أن
تتحولَ لسوليدير ثانية ت ح تبقى الصالحيات حرصًا بيد الدولة.
هل كانت الخصخصة ورية لعادة بناء ي بوت؟
ن المد تحفظُ حق القطاع العام وتحفظُ حق الخاص.
ش الرسكةُ العقارية عىل شكل ش كةِ سوليدير ي التنظيم ي
فتطبيقُ القانون ي بحذاف ِه ي ض يقت إعادةَ مِ لكيةِ الطرقات للدولة وجبايةَ الرصض ائب من ش كة سوليدير عىل كل
ممتلكاتها. لو طُبِّقَ القانون لكان الوضعُ أفضلَ ي بكث . لكن انتهى أ المرُ ش برسكةٍ عقاريةٍ تستوىلي عىل وسط البلد
بصالحياتٍ مُ فرطةٍ وقُوةٍ سياسيةٍ هائلة. كان بإمكان الدولة أيضً ا دراسةَ ال ي أ ض را منطقةً منطقة وإيقافَ المُ ضاربات
العقارية فيها ت ح تنتهي الدراسة وتُطبَّقُ آلياتٌ مُ ختلفةٌ عىل كل منطقة بطريقة تتوافقَ مع طبيعةِ المنطقةِ والحياة
فيها وتحافظ عىل الحق العام والخاص. هذه الخطط تأخذُ وقتًا طويالً لكن تجعل الناس ي وسط الحل وجزءًا منه.
ولكن المالكَ والمُ ساهم ومُ قرَّ القانون هو الرجل نفسُ ه، وإن لم توجد سوليدير أ لوجدَ ي غها. “رجلُ أعمالٍ عىل
رأس الدولة”، من هنا يُمكن أن تكتُب مُ جلَّدات عن ماهيةِ الحقّ العام والفرقِ ي ن ب الدولة ش والرسكة خاصة.
ماذا نستطيع ان نفعل اليوم، وكيف نُعوِّضُ أ لصحاب المحال الذين ت َّروا والذين مَ سَ ح مَ دُّ ب الليالية
متاجرَهم؟
أساسُ الحلِّ ي تحريرِ وسط ي بوت من احتالل السوليدير. تعودُ الطرقات والحدائقُ العامةُ مُ لكًا للدولة. ويُربط
وسطُ ي بوت بالمدينة مُ جدّ دًا ب ع توسيعِ أ ال رصفة، والسماح للباصاتِ بالتوغُّل وجعل البولفار للمُ شاة والدراجات
الهوائية وتنظيم الفعاليات الثقافية. ما المانعُ إن تَشبَّه وسطُ البلد بالضاحية وبرج حمود؟ هذه المناطقُ الوحيدة
ي ت ال فيها مظاهر الحياة. يُمكن للدولة أيضً ا أن تستفيدَ من الشِّ قَق ي الكث ةِ الفارغة ي وسط البلد إما ب ع رفعِ
الرصض ائب عىل مالكيها أو ب ع تحويلها لمساكن للطلبة ي وتأجها بمبالغ زهيدةِ أ لصحابِ المشاريعِ ي الصغة وبذلك
تفتحُ فرصَ عملٍ جديدةٍ ويعود الناسُ للبلد وتستفيدُ الدولةُ من تشغيل الشقق الفارغة. من الحلول ايضً ا، أن تُأمَّ م
ش كةُ سوليدير لمُ دة ش عرس ةِ أعوامٍ فقط ت ح ينهضَ القتصادُ ي اللبنا ويزدهرَ نوعًا ما. آ اللياتُ والحلولُ ي كثةٌ لكن
يبقى الحلُّ السياسي ُّ والقرارُ هو المُ غيَّب.
ي
الخارجية
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ن
ن
ف
ف
ن
ف
ف
ت ف
ف
ف
ئ
ف
ي
ي
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ق
ئ
ف
ف
ف
ف
ف
ن
ف
ف
ف
ن
ف
ن
ف
ف
ف
ف
ي
ف
ف
ف
ف
ف
ي
ف
ف
ف
ف
ف
ي
ف ف
ن
ف
ف
ف
ف
ي
| 03.12.19 آراءنا وأفكارنا | 22
مقابالت | | 22
| 03.12.19
مقابلة مع الشیخ یاسر عودة
محمد عزالدین – ُمدقق لُغوي
عن ما بعد احلقيقة
ناهية كنج - محرّرة قسم ال آ راء
ي ،
عن ما بعد احلقيقة
محمد الصايغ – كاتب صحا
يشهدُ لُبنانُ مظاهراتٍ شعبيةً بعدَ سُ باتٍ دام عقودًا، هل يصُ حُّ إطالق اسم “الثورة” عىل هذه اليقظة
الشعبية، أم أنها مازالت ضمن نطاق المُ ظاهرات والصحوة؟
يصُ حُّ تسمية هذه النتفاضة بالثورة، لكنها ثورةٌ فريدة من نوعها، أ ل نَّ غالبَ الثورات ب َ ع التاريخ كانت تأخذ طابعَ
العنف، ي ُ وتس وِ فقَ ش مرس وعٍ بديلٍ لإدارة الحُ كم ي مَ ن تثورُ عليه. ما يحدثُ لدينا هو انتفاضةُ شعبٍ من ث كة
المأساة، لكن تسميتَها بالثورة صحيحةٌ إذ إنَّ هذا الشعب قد عايشَ الضغطَ لعرسش ات ي ن السن . هي ثورةٌ مُ ي ز تمةٌ
بحيويتها وجماليتها – ولو لم تُعجب ي الكثين – فالحقيقية أن التاريخ لم يشهد لنا عن ثورةٍ سلميةٍ حضارية كهذه،
إذ وبالرغم من كل أشكال العنف ي ت ال تُحاول تفرِ قَتَهم إل أن الناس مُ رصّ ين عىل موقفهم ووحدتهم، وهذا هو أ المر
الجميل فيها. وقد تجلَّت هذه الوحدة بشكلٍ خاصٍ ي مشهدية نساء وأمهات ي ت منطق الشياح ي ن وع الرمانة، الذين ل
يجرؤ أحدٌ عىل اتهامهنَّ بالتبعية الحزبية، بل وعىل العكس فهُنَّ أردن القولَ أ لالحزاب “ارجعوا أنتم إىل ‘حظائركم‘
فنحن نريدُ وطنًا مسالمً ا وحياةً كريمةً ”.
أجمل ما حدث هو أنَّ كل الحواجز ي ت ال صنعَ ها الطائفيون والسياسيون وعلماءُ الدين من كُلِّ الطوائفِ قد تحطَّمَ ت،
مثَلُها كمثَلِ الهالةِ ي ت ال صُ نعت حول رجال الدين وحول ي السياسي ي ن ت وال أدَّت إىل تأليههم، فهي الأُخرى قد تكرسَّ َت
عىل أيدي الناس.
ي ء أو الإتيانَ بنتائجَ جيدة، إل أنَّ الناسَ قاموا بواجبهم وتجرؤوا عىل التَّحرُّرِ من سالطينِ هم
قد ل نستطيع القيام بىسش
بعد أن كان آباؤهم )أي نحنُ الجيلُ الذي سبقهم( عبدةً عندهم. فما حصلَ جميلٌ جدً ا، وإن لم يُحققوا شيئًا،
فهذا إنجازٌ بذاته. ويبقى أ المل مُ علّقًا عىل الجيل القادم، وبخاصةً الشباب المُ تعلم والمُ ثقف.
ي مجتمعنا مقولةٌ ي شهة:” ي ن ب الحقِّ والباطلِ أربعةُ أصابع. الباطلُ أن
تقولَ سمِ عت، والحقُّ أن تقولَ رأيت”. أسَ ألتَ نفسَ كَ يومً ا إذا كانَت
رؤيتُكَ لفيديو بَ ُ تُعتَ من فصيلةِ “رأيت” أو “سمعت” ؟ هل أعدتَ النظرَ
ي مفهومِ ما هو حقيقيٌّ بعد ظهور العالم الف ي ت ض ا والفيديوهات
المُ ب فَكة؟ هل رأيتَ عىل اليوتيوب كيف جعلوا أوباما يقول ما لم يقُل
ب ع استعمالِ برامج الذكاء الصطناعي؟ هل تعلمُ من يُمَ وِّلُ مَ حطاتِ
العالم؟ من يحكمُ السُّ لطة الرابعة؟ هل فكَّرتَ يومً ا كيف ينت ش رسُ الجهلُ
ي العالمِ بشكل مُ خيف ونحن ي عرص الغوغل ؟ ما أنتَ فيه آ الن من
أسئلةٍ يحومُ حولَ مفهومٍ اسمُ ه “ما بعدَ الحقيقة” TRUTH( .)POST
“ما بعد الحقيقة” مُ صطلحٌ فلسفيٌّ وسياسي ٌّ يرمُ زُ إىل غياب المعاي
العامّ ةِ والموضوعيّةِ لبناء الحقيقة. “ما بعد الحقيقة” هو انزلقٌ
مُ تَسارعٌ ي ن ب المسافةِ ي ت ال تفصلُ الحقيقةَ عن ت ز الوير أو ي ت ال تفصلُ
الحقيقيةَ عن الخيال. عامَ 2016، ي النتخاباتِ أ ال ي مكية، اكتسبَ
مُ صطلح “ما بعد الحقيقة” شعبيةً واسعةً عىل شكل “سياسةِ ما بعد
الحقيقة” واختارَته موسوعةُ أوكسفورد “مُ صطلحَ العام” ي نفس السنة.
كما تم تعريفُه بأنه ي ُ يُش إىل الظروف ي ت ال تكون فيها الحقائقُ
الموضوعيةُ أقلَّ ي تأث ًا عىل تشكيلِ الرأي العام من ي ِ تأث المشاعرِ
والهواءِ الفردية. مُ الحظة: فاز دونالد ترامب، ي العام نفسه،
أ
بالنتخاباتِ أ ال ي مكية. صُ دفة؟
يُستَح ض رصُ فريدريش نيتشه ي ي ِ كث من أ الحيانِ كأحد ي ن المؤسس
ي ن الرئيسي لمفهومِ ما بعد الحقيقة. يدَّ عي نيتشه بأن البرسش يخلقون
المفاهيم ي ت ال يُحدِّ دون من خاللِها ي الخ والعدل. وبالتاىلي يستبدلون
مفهوم الحقيقة بمفهوم القيمة، أي ما يبدو أنّه حقيقيٌّ أو ما قيمَ تُه
تدلُّ عىل أنّه حقيقي. كما يرى نيتشه أنّ الب ش رسَ يخلقون حقيقةً حول
العالم من خالل استخدامِ هم لالستعارةِ أ والسطورةِ والشعر. هو يقولُ
أن الباحثَ عن هذه الحقائق يقومُ بنقلِ العالم إىل الإ نسان، أي أنَّه
يُكافحُ من أجل فهم العالم باعتباره يُشبه الإ نسانَ ويكتسبُ ي أحسنِ
الحوالِ شعوراً بالستيعاب”. للتوضيح، ب ُ يعت نيتشه أن الحقيقةَ
أ
مُ جرَّدُ إسقاطٍ يقومُ به الفردُ من العالم إليه. أي أن الحقيقةَ ليسَ ت
واحدة، بل هي كمفاهيمِ العدالة والخ ي نظره. ي ن ح تنظرُ إىل
الواقعِ اليوم تشعرُ بأنَّ شيئًا مما قالَه نيتشه يُشبه الواقع. فهو دائمً ا
يستشعرُ فشَ لَ النظام، وهو ي هذه الحال استشعرَ هَ شاشةَ
الحقيقةِ ي ت ال ب نعتَ ُها حقيقة.
ي صالونٍ ما ي لبنان، يروي أحدُ هم لصديقِ ه عن معلوماتِه أ الكيدة
حول قيام رئيسِ الحزب ي الفُال بعمليةِ اختالسٍ ي كبة. ي و زاوية
أخرى من ش النرس ةِ المسائية عىل التلفاز، يقوم اعالمي مُ ختَصٌّ بِفضحِ
أحد أعالمِ السياسة عىل الهواء ويصفُه بالحرامي والنصاب.
السؤال: “هل فُالن حرامي”؟ الجواب: “نعم أو رُبما أو هيك بيقولو
أو ما بحط عىل ي ت دم ”. الجوابُ أيضً ا أنّ فُالنًا نائبٌ نجحَ
النتخابات. فالنًا زعيمٌ . فالنًا يُحبُّه ي الكثون من الناس ويَحلفون
باسمه. أما الحقيقةُ فهي مُ زدوجة ل ي ن تع شيئًا ول أثر لها.
إن لم يكن للحقيقة أثر، فهل تبقى حقيقة؟ وإن كانَ للحقيقةِ وجوهٌ
ي كثة ، هل يبقى لها أثر؟ هذه الدوامة هي حالةُ ما بعد الحقيقة،
لن الحقيقةَ أصبحَ ت كلمةً فقط. أ ل نَّ ب الوباغندا الإعالمية تستطيعُ
أ
أن تجعلَ ترامب رئيسً ا. والسياسةُ تستطيعُ أن تُخرجَ مُ ي ن جرم من
السجن. كما العواطفُ قادرةٌ عىل إفسادِ العقل، والعقلُ لم يعُ د
يثقُ بالحواس. انتهى أ المرُ بالفيلسوفِ نيتشه بأن أُصيبَ بانهيارٍ
ب ي عص ، صُ دفة؟
ي
ي الوقت الراهن ي و ظل النقسامات ي ت ال تحصل، ومحاولتِ تفرِ قَةِ الناس وكَفِّهم عمّ ا هم عليه، هل ن سى
نتائجَ هذه المُ حاولت عىل هذا الحراك ب ي الشع ؟
قبل ليلة من مشهديةِ الشياح ي ن وع الرمانة ي ن تخلَلَّ للحظاتٍ شعورٌ باليأس نتيجة ما آلت إليه أ المور أ والخبار، إل أنّ
رؤيةَ أ المهات ي هذين ي ن المنطقت أعاد أ المل إىل ي نفىس . هذه المشهدية لم تكن الوحيدة، بل كانت نموذجً ا من عدة
نماذج ساهمت ي ضخِّ الحماس أ والمل ي قلوب المُ تظاهرين. أضف إىل ذلك ما حصل ي الرينغ وساحة الشهداء
ي وغها من المناطق ي ت ال تعرَّضَ ت لالعتداء، ما ولَّدَ إرصارًا عند الناس وأمالً بالستمرارية. هناك إرصارٌ عىل أخذِ
الحقوقِ بأي طريقةٍ كانت، تحت حواجز السِّ لمية والسلم أ الهىلي .
ف
إىل حد آ الن، أُسقطَت جميعُ أحزابِ السُّ لطة بال استثناء وذُهلَت بما لم تكن تتوقعه، أل وهو استمرارُ الناس ي
تظاهُ رها ي غ ي ن آبه أ لوامر أحزابهم. فهذا أ المرُ بذاتِه يُعيد أ الملَ للناس بأنْ ل رجوعَ عن مطالبِ هم رغمً ا عن كل
الضغوط ي الكبة، إن كانَت مِ ن السفارات أو أ الحزاب أو من السُّ لطة نفسِ ها، بما يُمارَسُ من تخوينٍ وبثٍّ للرُّعبِ
قلوب الناس.
يمكننا القول بطريقة أو بأخرى أن المواجهة صارت فكرية، خاصة مع محاولتٍ عديدةٍ للتغطية عىل الصورة
الثقافيةِ لالنتفاضة الشعبية بحركاتٍ لأخالقيةٍ لإ لهاء الرأي، فما رأيك بما يحصل آ الن عىل المنحى الفكري؟
بطبيعة الحال فإنَّ الوعيَ والحذرَ مطلوبان بشكل ي كب ، أمَّ ا هذه التُّهَم “الجاهزة” فهي ليسَ ت وليدة أ المس بل
استُعملَت تاريخيًا ي ي ٍ كث من أ الحداث. أضف إىل ذلك أ البواقَ الإعالميةَ المُ حرِّضَ ة والمُ تَّهَمة، فهي ي ي برأ قد سقطَت
ي هذه المرحلة ولم يعُ د لها ب من ُها السابق. خُ ذ عىل سبيل المثال ي ت حال ، ففي العام 2017 أُقيمت عىلي َّ حربٌ
شعواءُ نجحت ي تحريض الرأي ضدي ومنعي من الظهور ش مباةً ي ي خطابا ، لكنهم لم يقدروا عىل ي إلغا أو تغي
مواقفي بل زدتُ إرصارًا عىل مواقفي نفسها، فمن يحق له إلغاء آ الخر وإسكاته؟ أما ي العام الحاىلي فقد قامت ضدي
حمالتٌ مُ ماثلة ي ن اتهمت ي بأ أحدُ قادة الحراك ي المد ومُ حرّضيه، مع أن توعيةَ الشعبِ كانت مُ همَّ ي ت أ الوىل كواجبٍ
ي ن دي منذ البداية ت وح ما قبل ن ز الول إىل الشارع. كما وتم توجيه ادعاءاتٍ باطلةٍ عن تعامىلي مع إحدى السفارات،
ي وغها من الإشاعات أ والباطيل، لكن الصورة اليوم اختلفَت إذ إنّ وعيَ الناس لم يسمح لهذه الحركاتِ بتحقيق
نجاحها، أ فالمور قد باتت مكشوفة للعلن.
نستطيع القول بأن ما حدث وما زال مُ ستمرًا من يقظةٍ شعبيةٍ قد سمحَ ت بكِ حواجزِ ي التفك ي والتعب عن
الرأي بدون خوف، عىل عكس ما كانت عليه الحال ي السابق. لكن يبقى أ الملُ أن ت ز تل مَ هذه الحُ رياتُ حدودَ
الخالق والوعي.
أ
بطبيعة الحال ل يمكنُكَ ضبطُ كل الناس، فلبنانُ بلدٌ متعددٌ بطوائفِ هِ ومشاعرِهِ وأهوائه، وبالتاىلي ل يُمكنك أن تُج
كل الناس عىل التَّرصُّفِ بأخالقٍ والبتعادِ عن الشتم. ومما ل شكَّ فيه فإنَّ السَ بَّ والشتمَ مرفوضان، فالإمام ع يىل
)ع( قد قال أ لهلِ ه ي “إ أكرهُ لكُم أن تكونوا ي ن سبّاب ، ولكن لو ذكرتُم أحوالَهُم ووصفتُم أعمالَهم لكانَ أصوبَ بالقول
ي العُ ذر”. لكن السؤال هو “ماذا وإن سَ بَّ أحدُ هم زعيمً ا؟ ما هذه القدسيةُ للزعيم ي ت ال هُ زَّت إن سُ بَّ ؟ فأنتَ
قد عذبتَ الناس وعَيَّشتهم بذُ لٍّ وحقارةٍ بال حدود، فكيف لك أن تستغربَ إن سَ بَّكَ أحدُ هم؟”. كُل من يريدُ أن
يتصدى للشؤونِ السياسيةِ عليه تحمُّ لُ السَّ بِّ والنتقاد، وإل ل يجبُ عليه تعاطي السياسة أصالً ، ويمكننا أن
نستشهد هنا بالإمام عىلي )ع( أيضً ا عندما سبُّوه أهلُ الخوارج فما كان منه إل أن قال أ لصحابِ ه ي ن الغاضب مُ هدِّ ئًا:
“إنما هو سبٌّ بسَ بٍّ أو عفٌّ عن ذنب”. أتفهَّمُ وجعَ هؤلء الشباب الذين يرَونَ مُ ستقبلَهُم يموتُ عىل يد زعيمٍ يرسقُ
الدولة بكل مُ قدَّ راتِها “وعىل عينك يا تاجر” والذي تحميهِ ي نُ القوان والقوى أ المنية، فأنا أتفهَّمُ أن يَسُ بَّ هؤلء الشباب
هذا الزعيم، والفرق ي ٌ كب ي ن ب ب تيرِ هذا السبِّ وتفهمه.
ما ي ن ب توحيد المطالب وحِها أ بالمور المعيشية، ي ن وب أخذها لمنحى أبعد من خالل استغالل النتفاضة
عىل الفساد لمُ هاجمة الطرف آ الخر وتسليط الضوء عىل عيوبه، ما رأي الشيخ يا بإيجابيات وسلبيات هذا
المر؟
أ
المشكلة أ الوىل تكمنُ ي أن هذه الثورةَ ليس لها قيادةٌ ول منهجيةٌ أو تَصَ وُّر، إذ تسودُها العفويةُ ي ُ والتعب عن آ ال راء
ووجهات النظر، ولكن ي هذا المرحلة من الجيد لها أن تتبلوَرَ وتعمل عىل توحيد المطالب مع حرصها أ بالمور
المُ قتدر عليها ي الوقت الراهن، كي ل يُصابَ الجميعُ بالإحباطِ من النتائج. فعىل سبيلِ المثال، إحدى المطالب
الصَّ عبِ تحقيقُها حاليًا هو إسقاط النظام، هذا أ المر ليس جيدً ا ي الوقت الراهن لكنّه هدفٌ يجب أن يتحقق
ي فرضِ تشكيلِ حكومةٍ جديدة – وإن كانت تكنو سياسية، لستحالة إلغاء هذه أ الحزاب حاليًا – تقوم
بإجراءاتٍ معينةٍ وتدعي إىل انتخابات نيابية مُ بكرةٍ بتصحيح التمثيل، كي ي ئَ نج بمجلسٍ ب ي نيا عىل آمال الشعب وليس
عىل آمال أ الحزاب وقوانينها. ي و نفس الوقت ل ض ي رفع سقف المطالب بهدفِ تحقيق الحد أ ال ن د منها، أمّ ا
عىل مستوى ي تغي النظام، فهذا أ المر يتطلبُ منهجية محددة.
آجالً ، فالمالذُ
لو أُقيمت انتخابات نيابية مبكرة، هل ترى النتائج مُ طَمئنةً إل حدٍّ ما لمطالب الشعب، أم أنَّ الشعب سيعود
إل تكرار الخطأ نفسه؟
و الواجهة أ الخرى تلعبُ الدولة عىل عاملِ
ف
أعتقدُ أن أ المرَ حاليًا مُ مكن، فلو حصلَت سيَنتخِ بُ الناسُ ي ضم َهم. ي
ي إخمادِ نارِ غضبِ الناس ووعيِ هم. فهُم يعملون عىل الإتيان بحكومةٍ تقوم ببعض الإصالحاتِ الشكليةِ
وإلهاء الشعب عن القيام بانتخاباتٍ نيابيةٍ مُ بكرةٍ وإعادتِه إىل الحظائر الطائفية، وأُشدد هنا عىل كلمة حظائر كونها
ترجع إىل حكم الحيوانات والغابات، فهم سيعملون ل محالة عىل العوامل الطائفية والعاطفية. أما وإن نجَ حنا
القيام بانتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرة فسيخرس أصحابُ السلطة الحالية ي كث ًا، أ المر الذي هم يخافون من حدوثه.
الوقتِ
ماذا عن دور رجال الدين ي الوقت الحالي تحديدً ا، إضافة إل دور أصحاب المنابر، هل هم مقين فيه؟
وكيف يمكنهم التأثر والمساهمة ي توحيد صفوف الشعب؟
ف
أعتقد لو أن الدُّ ور الروحية، من جميع المذاهب والطوائف ي لبنان، تجمعُ رجالَ ديانتها وتُشارك مع الشعبِ ي
حراكه ستقدرُ عىل فرض ضغطٍ ي ٍ كب عىل الدولة ووضعِ مطالبَ مُ حددةٍ مع تسمية مُ هلٍ لتنفيذها، بداية من حل
مسألة النفايات. خاصة مع قُدرة رجال الدين عىل حشدِ جمهور طائفتهم، وبالتاىلي يتوحد الشعب بطوائفه مع
مطالب رجال ديانتهم. ي ن لكن الحقيقةَ أأسفُ عىل العديد من رجال الدين الذين باعوا أنفسهم ي ن للسالط وأغرتهم
الموال والسيارات ت ح أصبحوا بدنيا ي غ دنيا هذا الشعب المُ ي عا ، خذ ي ن بع العتبار أن ي ز مانية رجال الدين تبلغ
أ
سنويا حواىلي 29 مليار ي لة لبنانية، فكيف لهم الوقوف بوجه الدولة والفساد؟
ض َ تح العديد من وسائل الإ عالم؟
إذًا فما الوسيلة إل توعيةِ الشعب ي هذه المرحلة ي ت ال نشهدُ فيها أيضا يُّ
أقول بأن العُ مدةَ ليست عىل رجال الدين، وإن كُ نّا ي مجتمعٍ لرجالِ الدين فيه يدٌ طولة، لكن العتمادَ عليكم أنتم
الشباب، كما وبتُّ أرى النساء قادراتٍ عىل تحقيق ما يعجزُ عنه رجالنا. فرجالُ الدين مرهونون بظروف عدة، ث فكةٌ
هم رجال الدين الذين ي ن يُوافقون الرأيَ لكنهم ل يجرؤون عىل قول ما أقولُه خوفًا منهم عىل مرصوفهم الشهري
من النقطاع. ي ن ولكن أقول لهم أن الله هو الرزاق. ي فإ أرى المسؤوليةَ عليهم ب أك من أي أحد آخر، ي ن لكن ل أضع
آماىلي عليهم ض فرصب الميت حرام. لذلك المطلوبُ حاليًا من الشباب والفئات المثقفة ي البالد تحمُّ ل المسؤولية.
ي كالمي هنا النساء، ليس استنقاصً ا من قيمة الرجال، لكن المرأة تقدر عىل الوقوف بوجه أ “ال زعر”، لكن
الرجل إن فعل ذلك فقد يؤدي أ المرُ إىل عراكٍ وهدر دماء، لذلك فإن دور النساء كب
ي .
وأخص
ما الرسالة ي ت ال تُقدمها للطبقة السياسية الحالة، ي ن ولالإعالمي وللطالب كي نختم بها حوارنا؟
ي ء، أ لنها طبقة ميتةٌ ، بال إحساس أو حياء، بل تعجز اللغة عن وصف
ل يُمكن أن التوجُّ ه لهذه الطبقة السياسية بىسش
هذه الحقارة ي ت ال هم فيها، فماذا عساي أقول لهم؟ ولكن، إن كانوا ي ن يسمعون أقول لهم: “عودوا إىل لُبنانيتكم،
ولو لمرة واحدة. ل تعودوا إىل الخارج مهمَ ن كان أ لخذ قرارات الداخل، ل أ لمريكا ول للسعودية ول إيران ول فرنسا
ول أ لي دولة أخرى، اخلعوا هذا الثوب الخارجي ولو لمرة والبسوا ثوبكم اللبنا
أما ي ن لالإعالمي فأقولُ أنَّ عليكُم مسؤولية ب كى، فأنتم القادرون عىل تجييش الواقع، وأنتم القادرون عىل شَ يطَنَتِ ه.
أنتم القادرون عىل تلميعِ صورة الفاسد وأنتم القادرون عىل تلميع صورة الحسَ ن. ولذلك أفهمُ أن العالمي يُمكنُ
ِ اؤه كما يمكن ش اء ي با فئات المجتمع، لكن ل أفهم كيف يمكن أن يكون أحد عىل هذا القدر من الكذب. لذلك
الإعالم هو رسالة ب أك من رسالةِ المنابر والمساجد. هم القادرون عىل المساعدة ي نهوض شعبهم وبناء
المستقبل.
ن ويُشعر بالفخر هو مُ جالسة
وللطالب أقولُ أنتم ي أبنا ، أفتخرُ بكم وأفرح بكم. بل وبالحقيقة فإن ث أك من ي ن يُفرح ي
طالب المدارس والجامعات ومُ ناقشتهم. ت ح لو كان شبابُنا ي ن علماني ، فهم يُرفَع بهم الرأس، أقولها وأنا رجَ لُ دينٍ ،
كيف ل ويقول الإمام عىلي )ع(: “الناس صِ نفان: إما أخٌ لك ي الدين، أو ي نظ لك ي الخلق.” وبالتاىلي يجب عىلي َّ
ت احام جميع الفئات، وأقولُ لهم أنتُم أ المل، أنتم المُ ستقبل، أنتم الطموح. نحن نُعلّقُ عليكم آمالنا، صحيحٌ بأن
الحِ ملَ ثقيلٌ فنحن قد خرّبنا ي كث ًا لكن الله المُ ي ن ع .
ي ”
ب َ ش
وأبلغَ
ن
ف
ن
ف
ف
ف
ن
ف
ض
ت
ي
ي
ت
ي
ف
ي
ت
ي
ف
ف
ف
ف
ن
ف
ن
ن
ف
ق
ف
ت
ي
ف
ي
ن
ف
ن
ن ف
ف
ف
ف
ن
ف
ف
ف
ف
ثقافة وفن | 17 |26.11.19 ثقافة وفن | 16
|26.11.19|
آخر الدرس..أول اللعب
عقيل عيىس-كاتب صحفي
نناديكم...
ما كان ينقصنا إل ي ن جناح نحلّق بهما ساعة
تنطلق الصافرة أ ال ي خة، معلنةً وقت
النرصاف بعد يومٍ ي دراس طويل، ل نتأخر
عن معانقة الباب ونحن نتسابق ي الهروب
من قدرنا اليومي، كنا نوارس ي صغة ل
تعرف الجلوس طويالً عىل تلك الكرا ي س
الضيّقة، نستوحش الجدران ورصير
ي الطباش ، وصوت المدرّس الذي بحّ وهو
يلقّننا قواعد الدرس، ما زلنا أطفالً لن
نفطم بعد من رغبات اللعب، والركض ي ن ب
الزقّة، ومنادمة أ الصدقاء ي الحارة، دقائق
أ
معدودة وبعدها تصبح الفصول خالية إل
من أقالم منسية، أو ورق لم يحسن
أحدهم الكتابة عليه…كأنها صافرة إنذار
عىل وقع خطر وشيك.
ي ء يعادل الخروج من باب الدرس إىل
ل سش
باب اللعب، الصغار الذين لم يعرف ث الكة
منهم وسائط لالنتقال إىل منازلهم آنذاك
يتفيّؤون ظالل ضحكاتهم وهم ب يعون
سوياً إىل عيون أمهاتهم، قد يرسمون
خطوطاً عىل أ ال رض ويلعبون ي أ الثناء،
وقد يتوقفون عند بائع اللوز الذي أم
ي انتظارهم عند منعطف الطريق،
كان اللوز يومها فاكهة الطفولة أيضاً، ومثله
الكنار »النبق«، حيث يذخر الصغار ماتبقى
من مرصوف اليوم لهذه المصادفات
الشهية، أ ال رض ساخنة، والشمس ل تعرف
ي ي ظهات القيظ، لكنها أرقّ عىل
ضلوع الصغار من مراوح الفصول ال
ضيقت عليهم فسحة الركض واللعب
والتجوال.
ذاكرة
ف
ترسم طرقات الطفولة حكايات ي
الصغار الذين رسموا بخطواتهم إىل
المدارس لوحات من أ المل المستحيل،
يعرفهم اب ي الظهة وهم يمتلؤون
بأشواق الماء ي لحظات العطش، ل شجر
يظلل ي ن الماش ول ت ح رصيف يحرس
أنفاسهم، هم سيارة الحي ي أول الصباح
وأول ي الظهة، مثقلةً أيديهم بدفاتر
الحصص الطويلة، يحفرون عىل أ ال رض
مواعيدهم الدائمة قبل أن تمحوها الريح
ي انتهاء ساعات النهار، هم ماء المكان،
وهم شجره، وهم صوره ي ت ال تحولت
فصول الحياة.
ت ح الخروج من المدرسة له نشيد، ترقص
عليه حقائب الصغار وهي ترتفع وتنخفض
ي بحر ي ن الهارب من أقفاصهم،
بينما يتمايل الفتية ي فرح النهايات
المؤقتة، ثيابهم الفضفاضة ترتفع أ كال ش عة
ي تماوجهم الدائم، بعدها يغيبون ي ن ب
الزقّة، ت يكون أ الفق وحيداً، ويرحلون إىل
أ
ن أ مرا الراحة، عند سدرة أ المهات.
حسن سليقا-رئيس قسم ثقافة وفن
»طالعة بدا تتظاهر
طالعة عالإعتصام
طالعة بدا حرية
طالعة تسقّط نظام«
ساحات الإنتفاضة. هو أحد أ الناشيد الذي، قبل
ف
هو أحد أ الناشيد ي ت ال رافقت الثوار ي ي مساتهم وتجمعاتهم ي
أن يثور عىل الحكام والنظام الفاسد والقامع، ثار عىل أ البوية ي مجتمعاتنا وتقاليدنا أ وال ي غا ي ت ال ترافق مناسباتنا.
فالمرأة ي ت ال كانت »طالعة من بيت أبوها« لتتوجه إىل بيت زوجها ش مباة كما ي ض تقت مبادئ الذكورية، أصبحت
امرأة تخرج من بيتها ب ي لتل نداء الوطن وتثور عىل الواقع الذي ل يرتقي إىل مستوى تطلعاتها كمواطنة ي هذه
الدولة... هي المرأة اللبنانية الثائرة ي ت ال أ مالت الساحات ورصخت بأعىل صوتها ورفعت قبضتها لتطالب بعيش
كريم لها ولعائلتها، لتطالب بحق الجنسية أ ل ولدها، لتطالب بإسقاط الفاسدين الذين ينهشون مستقبلها، لتطالب
بضمان شيخوختها ومجانية استشفائها... هي أ الم اللبنانية ي ت ال تصون الوحدة وتستقتل ي الدفاع عن العيش
ت المشك ي الشياح ي ن وع الرمانة وطرابلس وبعلبك أ وال ش فية وخندق الغميق وطريق الجديدة والشوف وصور
وحاصبيا وصيدا.. فكل جنّة ضمن ال 10452 كم2 تحت أقدام أ المهات.
ولم يقف إبداع الثوار ي قولبة أ ال ي غا وتحويلها إىل أناشيد تليق بمطالبهم هنا، فطالت أغنية مارسيل خليفة
ي الشهة »يا بحرية« وحولتها إىل رصخة تتوجه إىل عزيمة الشعب وتقول لهم »شدّ وا الهمة الهمة قوية... شعب
بينده للحرية... ويا حريّة، هيال هيالاا«. هذا إضافة إىل الشعارات المستحدثة ي ت ال كتبها ولحنها الثوار لتالئم
مطالبهم المعيشية وتستهدف رؤوس السلطة الفاسدة ومنها »بدنا رصض يبة أ عالرباح... عالمرصف مش عالفالح«
و«عجز الدولة ما بينسد من جيوب اللبنانية... روحوا جيبوا المرصيات من جيوب الحرامية«...
هذا ولم تسلم أ ال ي غا أ الجنبية هي أ الخرى من التعديالت فأصبحت أغنية »بالّ تشاو«، ي ت ال شهرها مسلسل »بيت
الورق« )ل كازا دي بابيل( الذي يحمل أفكار الثورة عىل حكم المرصف، إىل أنشودة عىل الطريقة اللبنانية توجه بها
المنتفضون إىل كل من يدعم الورقة الإصالحية ي ن قائل »بالّ بشاي«!
ن مد
تتنوع أوجه الإبداع ي ن ب أناشيد ي ت و«جرافي » عىل الجدران وإضاءة شموع و«طرطقة الطناجر« وعرض استقالل ي
ي وغها... ويبقى الهدف واحد: إيصال صوت الشعب ومطالبه ومحاولة إيقاظ ضمائر ي ن المسؤول واستعجال
الخطوات الالزمة للخروج من الدوامة ي ت ال »قادونا« إليها.
العربية.
لذلك من ض الرص
ي ل تركز عىل اللغة كلغة تواصل بل تشدد عىل القواعد
وري جدً ا مراجعة مناهج اللغة العربية ال ت
والإنشاء، وكأن اللغة ل يوجد فيها مستويات سوى اللغة الخطابية الإنشائية ال أ دائية بل عىل العكس اللغة العربية
مرنة وتقبل التعدد ي المستويات. ويمكن للغة العربية أن تكون لغة أبحاث، فاللغة العربية ليست فقط لغة
الإنشاء والشعر والخطابة بل هي لغة أكاديمية فيها توثيق ومراجع وابتعاد عن التعميمات تمامً ا ي ز كالإنجلية
والفرنسية. وعىل الرغم من أن مدارسنا كانت تشدد عىل اللغة الإنشائية وعىل الكلمات الطنانة الرنانة ي ت ال لو لم
نكن نستخدمها ي ي التعب ب ي الكتا ي المدرسة لما حصلنا عىل عالمة جيدة إل أن هذا ل ي ن يع أن اللغة العربية
ليست لغة أكاديمية.
ونقطة ي أخة ومهمة يجب تسليط الضوء عليها هو تدريس قواعد اللغة العربية ضمن سياق أي دمجها مع القراءة
والكتابة، فالطالب يمكن أن يحرصض عالمة كاملة ي ز ومتمة عىل القواعد ولكن هذه المعرفة ل ينقلها معه إىل عمله
ب ي الكتا أو إىل تواصله، لذلك علينا تدريس القواعد ضمن سياق ونصوص وعىل الطالب اكتشاف هذه القواعد
ي والتفك بها وممارستها كتابيًا وشفهيًا وليس فقط حفظها عن غيب، أ لن الحفظ عن غيب ستكون نتيجته النسيان
من جهة وكره اللغة من جهة أخرى.
هذه الشعارات التي صدحت بها الحناجر لتصل إىل آذان املسؤولني الصماء وتوضح لهم
مطالب الشعب الشريفة التي ما زالت السلطة تتجاهلها رغم أحقيتها.
صديقاً
كالموجة
سنواته
فن الشارع: ثورة وثروة.
ي ن حس موس-كاتب صحفي
ي ّ
إنّهُ الفنُّ ، حبيب الثورة وسالحها وضوؤها
الوضّ اح أبدً ا... هو شعلتها ي ت ال ض تُرصم ول
تخمد... وواحد من أدواتها الفعّ الة، ال
برزت وعمّ ت شوارع لبنان مع ولوج الثورة،
لتنطلق بّ معةً عن شعب فاقت همومه
المعقول، وكي تؤازرَ ي ن اللبناني ي ضغطهم
عىل السلطة، وحضّ ها عىل الإستماع
للمطالب المحقّة ق بأر الطرق.
لقد عمد ي ٌ كث من المتظاهرين إىل التعب
عن مطالبهم ومشاغلهم وهمومهم ال
خلعوها عىل جدران أ الماكن العامة
والمحالت، فتجلّت لوحاتٍ فنية تّ ش
طَبعتْها ألوان حمراء وخرصض اء أرزيّة ترصخ
بوجع ي ن اللبناني صغارًا وكبارًا. فما نمرّ
شوارع »الحمرا« وطريق مطار ي بوت
الدوىلي و... إلّ وتقع أعيننا عىل رسومات
ي وكاريكاتات عديدة أخذت من أ ال رزةِ
،والسنديانة، والعَ لَم والطربوش، رموزًا
ي للمعا ي ت ال تحملها، ي ت وال ل تختلف أي
اختالف عن ي المعا ي ت ال توخّ ى المتظاهرون
الخرون إيصالها بواسطة أ ال ي غا أ والناشيد
آ
والهتافات، تّ وح الرسائل أ والهداف ال
رمى إليها البعض ب ع قطع الطرقات
والتجمعات العلنية أمام مؤسسات الدولة.
إنّ هذه ي المعا ي ت ال حملها فن الشارع بّ وع
عنها ث بأك أ الساليب رقةً وسلميةً ، ليست
بمعزل عن واقع ي ن المواطن وآلمهم. وهي،
ي ، إنما بّ تع عن الرّغبة
إن بّ عت عن سش
الملحّ ة بالوحدة الوطنية والتماسك ب ي الشع
الذي بدأ، أو ظُنّ أنه بات دفينًا من قِ بل
الحكّام والطُغاة الساسة. كما يُعدّ فن
الشارع ي اللبنا صورة واضحة قاطعة دالّة
عىل عفويّة الثورة ي ّ ور المطالب، والدرجة
ي ت ال وصل إليها اللبنانيون من الوعي الوط
الذي اجتاز الطوائف والمذاهب
والختالفات ي ت ال كانت يومً ا، محدقة
بالمواطن ي اللبنا من كل جانب.
عىس أن يبقى الفن وسيلة الثورة أ البرز
وال ث ك انتشارًا، ت ز فيل كل تهم الذين ل
أ
يكفّون عن محاولت تخوين الثورة وتشويه
صورتها... فليبقَ فن الشارع »السفارة«
الوحيدة ي ت ال تدفع بعجلة الثورة نحو
المام!
أ
ف
ف
ف
ي
ف
ي
ن
ف
ن
ف
ف
ن
ف
ف
ف
ي
ت
ي
ف
ي
ف
ف
ت
ي
ف
ن
ن
ف
ب
ف
ف
ف
|26.11.19 |
|26.11.19
النسان والمجتمع | 15 أ النسان والمجتمع | 14
| أ
بوسطة الورود البيضاء
زين سليمان | كاتب صحفي
وسط البلد وردم الهوية
عىلي سليم | كاتب صحفي
عرص
ف
انطلقت »بوسطة ي ن ع الرمانة « ي
يوم الربعاء متجهة اىل الشياح، وهي هذه
المرة، مليئة بالورود والقلوب البيضاء. هن
امهات الشياح ي ن وع الرمانة ،نزلن سويا اىل
الشارع ليخلعن ثوب الطائفية ، و خطوط
تماس الحرب الهلية ي ت ال لطخت ايام
شبابهن ي بالمآس ، ي ن طامح أ ل ولدهن
مستقبل افضل ، ل يرسمه سادة السالح
بالكراهية والدماء.
ومع تبادل الورود و ث ن الرز من عىل
ش الرسفات ، رصخت المهات بوجه زعماء
الحرب الهلية بغضب « لن ينخرط اولدنا
بحربكم الوسخة « . هي »بوسطة ي ن ع
ت ال٧٥،ال
ش ارة الحرب الهلية ي ي
اسفرت عن ما يقدر ب ١٢٠٠٠٠ضحية ،وعن
ش ترسذم العائالت و هجرت أبنائها. و هي
بالتأكيد ي ت ال اسفرت عن تنامي نفوذ زعماء
الحرب الذين هم نفسهم ملوك صفقات
الفساد؛ تزركشت ذلك اليوم بألوان الوئام
والخوة، ي ت ال لم تخلو من دموع التأثر
أ
لحظات تحطيم الصنام الزعائمية و
»الدوس عىل المتاريس« كما قالت احداهن
، حيث رفعت السيدات شعارات عدة منها
»واحد واحد واحد، الشعب ي اللبنا واحد!«
، و »خلصت الحرب الهلية ، بدنا وحدة
وطنية! «
نفسه المشهد تكرر مجدداً نهار السبت
ي ض الما ، ولكن بعنوان »الجار قبل الدار«،
حيث تهافتت سيدات الخندق الغميق
والتباريز اىل تقاطع برج الغزال-الرينغ.
النقطة ذاتها ي ت ال شهدت السبوع الفائت
ساحة حرب مناطقية ي بالعص والحجارة و
معارك كر و فر. حيث كررت المهات مشهد
الورود البيضاء والهتافات الوطنية
الوحدوية. كال المشهدين كان لهما الوقع
المدوي عىل وسائل التواصل الجتماعي ، و
عىل نرسش ات الخبار ، حيث اثلجت قلوب
ي ن اللبناني ، و اغلقت ابواق الفتنة ، و كانت
الرصض بة القاضية لكل محاولت ربط
النتفاضة بالحرب الهلية . فالشارع اليوم
بعيد كل البعد عن نظريات ن ز الاع الطائفي
المسلح. فمع اشتداد الزمة القتصادية ،
يزداد تشبث الشارع ي اللبنا بالوحدة
الوطنية وبالمطالب المعيشية المحقة.
حيث انه وبعد اسبوع من عمليات الشحن
الطائفي واستفادة الزعماء من الزبائنية ال
راكموها عىل ي ض م سنوات ، من شد
العصب المناطقي ، و العتداء عىل
ي ن المعتصم ي ن السلمي ي الساحات اللبنانية
كافة ، الذي ما خىل من العنف الجسدي
والشتيمة والشعارات الطائفية والحزبية ،
أتت خطوة سيدات ي بوت صدمة ايجابية
الشارع ي اللبنا ، و اعادة دس النبض
ي ن الوط الثوري ي قلوب ي ن اللبناني و
اللبنانيات و خاصة الطالب الذين عاد
ي الشارع ب ي المطل .
رُدم تاريخ ي بوت... رُدم تاريخ ي بوت بردم وسط البلد ن لتُب عىل رفاته ما يعرف ب
»الداون تاون« اليوم. مُ حيت معالم ي بوت لتستبدلها ي المبا الفخمة والمطاعم أ الجنبية
الطبقية. خُ نقت المدينة وسُ لبت حياتها فلم تعد تلك ي ت ال رسخت ي ذاكرة اهلنا وأجدادنا
أو تلك البلد ي ت ال جمعت جميع أ الطياف وضجت بزهارير المقاهي ووقع أقدام المارة. لم
تعد وسط البلد سوى طرقات فارغة ل حياة لها ول صوت. عاشت هذه المنطقة معارك
الحرب أ الهلية لتتلفظ انفاسها أ ال ي خة وتقتل عىل يد ي ن المسؤول وعىل مرأى ي ن اللبناني
ومسمع أصحاب المحالت والبيوت المنكوبة.
لقد كانت وسط ي بوت موطئ أقدام جميع الناس ت ز فيخل هذا روح المدينة ويجمع ع
اسواقه ي ن المسلم ي ن والمسيحي واليهود أ وال رمن، فيتنافسون تجارياً وحرفياً ليخلق البلد جواً
من أ اللفة أ والمن وتُسمع اللهجات الشمالية ي والبوتية والجنوبية واللغات أ ال رمنية والكردية
ي وغها. لكن أ الهم من ذلك كله، فهو أن هذه المنطقة لم تقترص عىل أولئك من الطبقة
ال رستقراطية وأصحاب الجاه أ والموال ث والاء كما اليوم، بل أمنت فرصاً لجميع الطبقات
أ
العاملة ي ن لتأم قوتهم ومعيشتهم. ضجت المدينة بأحاديث المقاهي وترانيم سوق
ف
العطارين وسوق القزاز )الزجاج( والقطايف، فرأى ي الكثون أن وسط ي بوت التجاري كان ي
أوجه وكان قلباً نابضاً للعاصمة. لكن عندما دقت الحرب اللبنانية أبواب البالد، كان وسط
البلد شاهداً لمعارك طاحنة أودت آ باللف ودمرت العديد من ابنيته وأسفرت عن ض ترصر
معالمه التاريخية. شكلت الحرب اللبنانية مرحلة جذرية ي ليتغ وجه وسط المدينة بشكل
كامل فال يتعرف عليه أي من من عارصه قبل الحرب. فقد وجدت بعد الجهات السياسية
وبعد رجال أ العمال نافذة مفتوحة من أجل »إعادة اعمار« هذه المنطقة مع ما يتمىسش مع
ف
مصالحهم السياسية والشخصية. فقام هؤلء بمحي ما تبقى من ابنيةٍ وزواريب احتضنت ي
يومٍ من أ اليام ذكريات ي الكثين، وشيدوا مكانها ما ل يمت ت لاث ي بوت بصلة. بغض النظر
عن الطريقة ي ت ال استحصلت الدولة اللبنانية عىل أحقية ي تدم جدرانٍ وقت قاطنيها طيلة
ال ١٥ سنة ونقل أثار تاريخية من مكانها بهدف اغراضٍ ومصالح مالية، فقد قامت الدولة
اللبنانية بدفع ذوي الدخل المحدود والذين توارثوا محالهم ي وسط البلد أباً عن جد إىل
خارج هذه المنطقة، فأباد هؤلء المسؤولون أي شكل من أشكال الحياة ي ت ال كانت المدينة
ن تتغ بها. إحترصض وسط البلد بعد هجر سكانه له، هؤلء الذين وقعوا ضحية الرأسمالية
العنيفة الإنسانية والمصالح الشخصية والسياسية. أُبعد أ الهاىلي قرساً والذين لم يغادروا
مُ نعوا من ممارسة حقهم ي ملكية محالهم والترصف بها.
لقد وقعت وسط البلد ضحية شجعٍ وطمع، وضع ش المرسوع تحت إسم إعادة اعمار ي بوت
ولكنه كان محواً لكل ما هو جميل. هذه البقعة ت ز إخنت ذكريات ي ن اللبناني السعيدة
والليمة، وحوت كنوز تاريخهم القديم والحديث، لتصبح ب مقة لكل ما جعلها »وسط
أ
البلد«، ب مقة لحيطان شهدت ي مأس الحرب وويالتها، وبضع درجات كان اهلنا ت يفشونها
صغاراً ليأكلوا قطايف ي العيد، ومقاهٍ منسية نالت حصتها من حكايات روادها وطلقات
البنادق. كل هذه القصص لم تكن بأي أهمية لذوي السلطة، فردمتها. لم يبقى من وسط
البلد ي غ ذكريات عابرة وأحاديث منقولة وبضع صور. يبقى الإشتياق إىل ما كانت عليه
أسواق ي بوت سابقاً ي نٌ وحن ل ينطفئ. فيطل الشهداء أ الربعة بعد أن زينتهم ثقوب
الرصاص ينظرون إىل مدينةٍ لم يعودوا يعرفونها وإىل ماضٍ يحترصض .
نشاطهم
الرمانة «
عن انسان...
)SCHEMAS(
تّ
إبراهيم مراد | رئيس قسم النسان والمجتمع
ي ت طائف أقوى من طائفتك... زعيمي أقوى
من زعيمك!
ن اللبنا
قراءة نفسيّة للمرسح ي
إبراهيم مراد- رئيس قسم »من المجتمع«
أُغلقت الستائر، أُضيئت أ النوار، وانرصف
الممثلون عىل خشبة المرسح يحيّون
جمهورهم بحرارة، لتُعلن بذلك نهاية عرض
ي «.
مرسحيّة »إلّ يّ إذا...تغ سش
لم تكن المرسحّ ية عاديّة؛ موضوعها ي مث
لالهتمام، وإيصاله لجمهورٍ بدا بال شكٍّ
صعباً للوهلة أ الوىل وخاصّ ةً ببلدٍ طائفيٍّ
مثل لبنان. إلّ ي ن أنّ تداركت ي نفىس بعد
المرسحية فراجعتها ي ي ن ذه ، ورحتُ أسأل
ي نفىس : »هل استطاعت فعالً هذه
المرسحية ي تفج الغضب ت الماكم داخ يىل
اتجاه الرسطان الطائفي الذي أصاب
بالدنا؟« لم يكن من السهل الإجابة عىل
هكذا سؤال، نّ ي لك حاولت قدر المستطاع
ت القاب من إجابته.
عىل الرغم من أنّ المرسحية كانت قائمة
عىل بعض الصور النمطية لكلّ طائفة
لبنان، إلّ أنّها زادت وبشكلٍ ملحوظ من
طائفيّة الجمهور أثناء العرض، من خالل
شدّ العصب الطائفي واللّعب عىل المشاعر
والغرائز المناطقية. فكانت كلّ طائفةٍ
تشجّ ع من يمثّلها عىل خشبة المرسح؛ فإنّ
ي ن حس )جورج خباز( ينارصه الشيعة، أمّ ا
عمر )غسان عطية( فالسنّة... الخ
عدا عن ذلك، كانت أصوات التصفيق
ي والتصف تنهال من كلّ صوب خاصّ ةً ي ن ح
»تستقوي« طائفة عىل أخرى أو عند
الإشادة بزعيم ي سياس ، كلّ ذلك كان أشبه
بمنازلة عىل حلبة مالكمة، بحيث أنّ
مالكميها هم ممثّلو الطوائف!
ل أرى خطأً فاضحاً فيما سبق، ش برسط أن
توقظ المرسحية فينا وعياً ي النهاية حول
هذه المسألة. فتمنّيت للحظة أن تمتدّ يدٌ
لتصفع كلّ واحد منّا وتوقظه من حالة
التخدير الممنهج خالل العرض! لكنّ هذه
اليد لم تأتِ ، أو لربّما أتت ي ن لكنّ لم أشعر
بمدى قوّة صفعتها! ولو أنّها ي ن باغتت ي ن ح
كنت منشغالً بالتصفيق والتطبيل لشعرتُ
بها حتماً!
الحديث عن البعد النف ي ىس
ف
أمّ ا ي
للمرسحية، فإنّها وبال شكّ قد حملت رؤية
نفسية لنا ي ن كلبناني عموماً وكطوائف
خصوصاً. ولسوء الحظّ، استخدمت
المرسحية واحدة من ث أك المفاهيم
النفسية خطورةً، إن صحّ ي التعب ، المعروفة
تحت اسم »سكيما« ))SCHEMA أو
»المخطّط« باللغة العربيّة، ي ت وال تمّ
اكتشافها من قبل عالم النفس ي ز النكلي
»فردريك بارلت« سنة 1932. وانطالقاً ممّ ا
قاله بارلت، فإنّنا كبرسش نشكّل مخططات
ف
ي أذهاننا بناءً عىل تجاربنا ي
الحياة. وبمجرّد تشكيلها، فإنّ هذه
المخططات تميل إىل البقاء دون أيّ تغي
ح ي مواجهة المعلومات المتناقضة،
وهنا تكمن خطورتها. وبعبارةٍ أخرى، يخلقُ
الدماغ نسخة من »الطيار آ ال ىلي » AUTO-(
)PILOT بحيث يصبح ب ممجاً أو مدرّباً عىل
ربط فكرة أو كلمة )كاسم طائفة معيّنة عىل
سبيل المثال( بمعلومات وأفكار أخرى
)كالمنطقة والمظهر والمستوى التعليمي...
ي ت ال تتّسم به هذه الطائفة(. وبناءً عىل
ذلك، تولد أ الفكار النمطية لدينا. فإذا كانت
الكلمة ي »بوت« عىل سبيل المثال، أ فالفكار
الوىل ي ت ال سوف ترد تلقائياً نتيجة ي ز تحف
أ
المخطّط هي: ازدحام ي الس ، الحمرا،
العاصمة....
إذاً، لقد بات واضحاً سبب تفاعل الجمهور
مع أحداث المرسحية بهذه الطريقة؛ فإنّ
مجرّد ذكر اسم الطائفة أو المنطقة ال
ينتمي اليها كلّ واحدٍ منّا كان كافياً لتنشيط
ي أذهاننا، أ المر الذي
قد يدفعنا للتصفيق ي والتصف ... دون أن
نعي عىل أنفسنا ما نفعله ي معظم
الحيان.
أ
بعد هذه القراءة المتواضعة للمرسحية، ل
أخفي عليكم حقيقة شعبنا؛ حقيقةٌ مرّةٌ قد
تدفعنا أحياناً إىل إنكارها... فعدا عن كون
نظامنا ي السياس مصاباً بمرض الطائفية،
فإنّ عدواه ل زالت تنتقل كالطاعون لتصيب
بدورها شعبنا ي اللبنا فرداً فرداً، ي ز فداد
طائفيةّ وعنرصيّة بحقّ نفسه والشعوب
الخرى. ل أعلم حقّاً إذا كان عىلي ّ أن أشكر
أ
جورج لإماطة اللّثام عن وجه حقيقة بلدنا
وشعبنا المرّة، أم أحقّره لستغالله مسألةً
لطالما كانت العنرص ي الرئيىس ش لترسذمنا
وخراب بالدنا، أم أن أبقى صامتاً أضع آما يىل
ببلدٍ تسوده مبادئ العلمانية والدولة
ي كيسٍ ، وأرميه للبحر... علّه يوماً
ما.... يستجيب!
المدنية
المخطّط )SCHEMA(