02.12.2019 Views

ARABIC

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ض

ف

ش

ض ف

ف

ن

ف

ي

ف

ت

ي

ي

| 03.12.19

اجلريدة

الطالبية املستقلّة

منذ العام 1949

03.12.19

V.52 N.05

مقابالت:‏

سوليدير:‏ بني رجال األعمال وأهل البلد

د.‏ ن م‏ فوّاز:‏ فالحل يجب أن يكون من خالل إعادة وسط ي بوت لجميع الناس والتفك‏

بسياسية انتقالية وواقعية وإعادة الحقوق أ لصحابها والتعويض الجدي عن كل من خرس

ملكيته

مقابالت:‏

وسط بريوت بريشة السوليدير:‏

19

18

د.‏ م‏ ن حرب:‏ لكن انتهى ال أ مرُ‏ برس ش كةٍ‏ عقاريةٍ‏ تستوىلي عىل وسط البلد بصالحياتٍ‏ مُ‏ فرطةٍ‏

وقُوةٍ‏ سياسيةٍ‏ هائلة.‏

ثقافة وفن

فنّ‏ الشارع:‏

لقد عمد ي ٌ كث‏ من المتظاهرين إىل ي التعب‏ عن مطالبهم ومشاغلهم وهمومهم ال‏

خلعوها عىل جدران أ الماكن العامة والمحالت

الإ نسان والمجتمع

وسط البلد وردم الهوية:‏

مُ‏ حيت معالم ي بوت لتستبدلها ي المبا‏ الفخمة والمطاعم أ الجنبية الطبقية.‏ خُ‏ نقت

المدينة وسُ‏ لبت حياتها فلم تعد تلك ي ت ال‏ رسخت ي ذاكرة اهلنا وأجدادنا.‏

17

14

أحمد العطار | المحرّر

خمسةُ‏ وعون عامً‏ ا ولم تجفَّ‏ دموع

أهالي ي بوت،‏ ي حة ذاكرةٍ‏ عاش عىل

صورها آ اللف من سكان الوسط،‏ فمنهم

من ق‏ نحبه ومنهم من ينتظر...‏

ي أزقّة الحمرا،‏ يروون إل زبائن

محالّهم المتواضعة ذكريات أحيائهم

وسط البلد،‏ يذكرون كيف هُ‏ جّ‏ روا من أرض

آبائهم بحجّ‏ ة إعادة العمار،‏ يحتفظون

بصور بيوتهم ومحالّهم العتيقة،‏

ت ويحمون عىل أرواح رفاقهم ي النضال

الذين قضوا عىل أمل العودة.‏ طلبنا

مقابلةً‏ مع أحدهم،‏ لكنّه رفض،‏ ‏»حكيت

ي كت‏ وما نفع،‏ قرّرت ما عاد إحكي «.

تلمحهم

المقال ص.‏ 22


ض

ت

ي

ي

ن

ي

ي

ض

ش

ن

ض

ف

ف

ف

ف

ض ف

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ت

ف

ف

ث

ث

ف

ئ

ف

ي

ف

ي

ف

ف

ف

ف

ن

ت

ي

ف

ف

ف

ف

ض

ش

ف

ي

| |26.11.19 20 أخبار |

|26.11.19|

التحرير | 21

أحمد العطار | المحرّر

إ‏ ش اف

الدكتور طالل نظام الدين

رئيسة التحرير

حياة عبد هللا

المحرّر

أحمد العطار

نائب المحرّر

لوكاس أبو جودة

محرّرة قسم ال أ خبار

ب‏ ت ا رعد

محررا قسم ال آ راء

ناهية كنج

محسن شمص

محرّرا قسم النسان والمجتمع

ابراهيم مراد

كنان سلّوم

محرّرا قسم الثقافة والفنّ‏

حسن سليقا

مجد فارس

المدقّقون اللّغويّون

جواد طرفة

يم‏ ن ليون

محمد عزّ‏ الدين

مروى بوسطه جي

الحق ما بيموت

خمسةُ‏ وعون عامً‏ ا ولم تجفَّ‏ دموع أهالي ي بوت،‏ ي حة ذاكرةٍ‏ عاش عىل صورها آ اللف من سكان

الوسط،‏ فمنهم من ق‏ نحبه ومنهم من ينتظر...‏ تلمحهم ي أزقّة الحمرا،‏ يروون إل زبائن محالّهم

المتواضعة ذكريات أحيائهم ي وسط البلد،‏ يذكرون كيف هُ‏ جّ‏ روا من أرض آبائهم بحجّ‏ ة إعادة العمار،‏

يحتفظون بصور بيوتهم ومحالّهم العتيقة،‏ ت ويحمون عىل أرواح رفاقهم ي النضال الذين قضوا عىل أمل

العودة.‏ طلبنا مقابلةً‏ مع أحدهم،‏ لكنّه رفض،‏ ‏»حكيت ي كت‏ وما نفع،‏ قرّرت ما عاد إحكي «.

إل كلّ‏ دمعة ذرفت عىل مع وسط البلد،‏ إل كلّ‏ مناضل ومناضلة رفعا شعار ت اسداد الحقوق،‏ إل كلّ‏

نوبة قلبيّة اسألوا عنها،‏ إل البيارتة المهجّ‏ رين من قصور السوليدير،‏ نهدي هذا العدد.‏

هي ش الكة اللبنانيّة لتطوير وإعادة إعمار وسط مدينة ي بوت،‏ ش.م.ل.،‏ ،SOLIDERE أنشئت بموجب

المرسوم رقم 2573 الصادر ي 22 تموز 1992 عن رئيس الجمهوريّة آنذاك الياس الهراوي والحكومة رشيد

الصلح،‏ الذي ترأس حكومة انتقالية أجرت انتخابات نيابيّة مبكرة عام 1992. وقد أقرّها مجلس النواب

حيث ق‏ ض ض بع الملكيّات العامّ‏ ة والخاصّ‏ ة الواقعة ي الوسط التجاري ي لبوت والمحدّ‏ دة بالمرسوم رقم

2236 بتاريخ 19 شباط 1992، وتمليكها ش لكة خاصّ‏ ة عىل أن تعوّض عىل أصحاب أ المالك الخاصة بقيمة

ممتلكاتهم حينئذٍ‏ ، أي قبل إعادة إعمارها،‏ وبأسهم ي ش الكة.‏

أتاح القانون أ لصحاب أ المالك ش ‏اء أمالكهم من سوليدير،‏ ي ت ال‏ عرضتها بأسعارمرتفعة منعت معظم

السكان من ت اسدادها،‏ وكان من ي ن ب‏ الذين استطاعوا ت اسداد أمالكهم رئيس مجلس إدارة فندق السان

جورج،‏ فادي الخوري،‏ الذي احتفظ بالفندق،‏ لكنّه لم لم يستطع إعادة ترميمه بضغوط من ش الكة.‏ قاد

الخوري حمالت ي كثة ضد سوليدير،‏ وجعل من واجهة فندقه لوحة يعلق عليها لفتة:‏ أوقفوا سوليدير.‏

حسب القانون ي اللبنا‏ فإنّ‏ ش الكات العقاريّة تنتهي بانتهاء مدّ‏ تها،‏ ويُصار بعدها إل بيع ممتلكاتها بالمزاد

ي ن العل‏ . وقد حدّ‏ دت المادة الرابعة من النظام ال ي أ ساس ش للكة مدّ‏ تها ب‎25‎ سنة بدأت مع بدء العمل

الفعىلي ش للكة أي عام 1994، عىل أن تنتهي عام 2019، لكن جرى التمديد لسوليدير ش لعة سنوات

إضافيّة بقرار حكومي.‏ ب يعت‏ فادي خوري القرار مخالفًا للقانون،‏ وقد تقدّ‏ م بطعنٍ‏ ضدّ‏ ه،‏ ولم يبتّ‏

بالطعن ت ّ ح‏ آ الن.‏

وكيلُ‏ الشؤون األكاديمية يجتمعُ‏ مع الطُّ‏ البِ‏ وعميدِ‏ شؤونِهم للبحثِ‏ بمسألةِ‏ التسعرية

بالدوالر وطَ‏ مْ‏ أنَةِ‏ الطالّ‏ ب

ت با رعد – محررة قسمِ‏ أ الخبار

بعد الحتجاجاتِ‏ المُ‏ تكرِّرة ي ت ال‏ سبقَت عيدَ‏

الستقالل،‏ عقدَ‏ ب الوفوست ‏)وكيل الشؤون

الكاديمية(‏ محمّ‏ د حراجىلي يوم ي ن الثن‏

أ

اجتماعًا مع الطالبِ‏ وعميدِ‏ هم طالل نظام

الدين للبحثِ‏ بمسألةِ‏ دَلوَرة القسط.‏

استحصَ‏ لَت أوتلوك عىل التقرير المُ‏ فَصَّ‏ ل

عمّ‏ ا تمّ‏ تداولُه ي الجتماع،‏ وإليكم أبرز

المعطيات.‏

أعلن حراجىلي عن صعوبة إعادة ي التسع‏ ةِ‏

إىل عُملتِ‏ ها أ الساسية ي ‏)اللة اللبنانية(.‏

فخالل تاريخِ‏ الجامعةِ‏ كان سِ‏ عرُ‏ الكرَدِ‏ ت

موضوعًا بالدولر مع ما يوازيه ي باللة،‏

وتُكملُ‏ الإدارةُ‏ اليومَ‏ ي َ التسع‏ بالدولر مع

الموازي ي اللبنا‏ . ي و‏ حال رفضِ‏ البنك

ف

الدفعَ‏ ي باللة يُمكنُكم الدفعُ‏ ي الجامعة ي

قسمِ‏ المحاسبة.‏

إنّ‏ وضعَ‏ السِّ‏ عرِ‏ بالدولر مع الوضعِ‏

ي البالدِ‏ سيجعلُ‏

الجامعةَ‏ ي تُعا‏ عىل الصعيدِ‏ أ الكاديميِّ‏

القتصاديِّ‏ الحاىلي ِّ

نّ‏ ي والف‏ . أ فالدواتُ‏ التقنيةُ‏ ي ت ال‏ ت تشيها

الجامعةُ‏ ي تأ‏ من شمالِ‏ أفريقيا أو من

أوروبا حيثُ‏ ي ُ التسع‏ بعُ‏ ملةٍ‏ أجنبية.‏

تساهمُ‏ أيضً‏ ا أموالُ‏ أ القساطِ‏ ب %85 ممّ‏ ا

مصاريف الكُليّاتِ‏ من أساتذةٍ‏ ي ن وموظف‏ لذا

ل يُمكنِ‏ نا ي ُ التسع‏ ي باللة.‏ وإن انخفضَ‏

سعرُ‏ رصفِ‏ ي اللة،‏ فسوفَ‏ نعملُ‏ عىل جعلِ‏

الجميع يحصلُ‏ عىل التعليم ي الجامعة.‏

ن ع‏ العتبارِ‏ انخفاضَ‏ سعرِ‏

مع أ الخذ بِ‏ ي ِ

الرصفِ‏ بِشدّ‏ ة من قبل ممّ‏ ا أذى مُ‏ وظّفي

وأساتذةِ‏ الجامعة.‏

قالَت لبابة ‏)إحدى الطالبات(‏ إن القسطَ‏

كان يُسعَّ‏ ر ي باللة.‏ أجابَ‏ حراجىلي مُ‏ ؤكّدً‏ ا

عىل سعي الجامعةِ‏ عىل جعلِ‏ التعليمِ‏

مُ‏ تاحً‏ ا للكل،‏ فالجامعةُ‏ مُ‏ ؤسَ‏ سةٌ‏ ل تبغى

الرِّبحَ‏ ولن تعملَ‏ إن لم تستقطب طُالبًا.‏

ن بثالث‏ مليون دولر سنويًا

يتمّ‏ المُ‏ ساهمةُ‏ ي ِ

لمكتبِ‏ المُ‏ ساعدات المالية وتسعى

الجامعةُ‏ لزيادة ب التَّ‏ ‏ُّعات وتوزيعِ‏ ها بإنصافٍ‏

ي حال تراجعَ‏ ت قيمة ي اللة.‏ كما بَّ‏ وع‏

حراجىلي عن قلَقِ‏ هِ‏ من مُ‏ غادرةِ‏ بعض

الساتذةِ‏ ي ن ‏)اللبناني‏ أ والجانب(‏ كونَ‏

أ

ي ن الموظف‏ يتلقّون رواتِبَهُم ي باللة.‏

إن الإدارةَ‏ تضعُ‏ جميعَ‏ السيناريوهات

عىل الطاولةِ‏ وتسعى لتخفيفِ‏ نسبةِ‏ الخسائرِ‏

عليها وعىل الطالب ‏)تشملُ‏ هذه الخسائرُ‏

خسارةَ‏ الجامعةِ‏ للطالب أيضً‏ ا(.‏ وللطالّ‏ بِ‏

ي ت الع‏ اضِ‏ كما لالإدارةِ‏ الحقُّ‏

حمايةِ‏ الجامعة ‏)أي الطالب أ والساتذة

ي ن والموظف‏ (.

ومن جهةٍ‏ أُخرى بّ‏ ع‏ عىلي زين الدين عن

قلقِ‏ الهيئة الطُالبية عىل الوضعِ‏ القتصادي

وتداعياتِه عىل مستقبلِ‏ الطالب أ الكاديمي.‏

فالطالبُ‏ لن يهدأَ‏ لهم بالٌ‏ تّ‏ ح‏ يحصلوا

عىل المزيدِ‏ من التوضيحِ‏ حول كيفيةِ‏

حمايتِ‏ هم من أزمةٍ‏ اقتصاديةٍ‏ جِ‏ دِّ‏ مُ‏ حتَمَ‏ لة.‏

وقال حراجىلي أنَّه سيناقشُ‏ هذا أ المرَ‏ عند

الجتماعِ‏ مع مجلس عُمداء الكليات.‏

كما وأكّد حراجىلي أنَّ‏ دلوَرَة أ القساطِ‏

ليس هدفُها حمايةُ‏ الجامعةِ‏ من أ ال زمةِ‏ لكنّه

الحقُّ‏

لم يُنكر أيضً‏ ا أنّ‏ ي َ تغي‏ العُ‏ ملةِ‏ مُ‏ رتبطٌ‏

بالوضعِ‏ القتصادي،‏ فلدى الجامعةِ‏ خِ‏ ب ‏ةٌ‏

مع أ ال زماتِ‏ القتصاديةِ‏ وتَمَ‏ كّ‏ نَت ي عديد

المواقفِ‏ من الصمودِ‏ والعودةِ‏ أقوى من ذي

قبل.‏

بّ‏ وع‏ إبراهيمُ‏ عن مُ‏ شكلةِ‏ الطالبِ‏ مع

انعدامِ‏ الشفافية من جهة الإدارة وسياستها

المالية.‏ فأجابَه حراجىلي : ‏»إنْ‏ أعلَنَّا ذلك

أمام الملَ‏ ءِ‏ فسوف نُساهمُ‏ ي انخفاضِ‏

سعرِ‏ ي اللة،‏ فالجامعةُ‏ بنظر الناس مُ‏ ؤسسةٌ‏

ي أمكيّةٌ‏ تعلمُ‏ قبل جميعِ‏ الناسِ‏ عن مُ‏ ستقبلِ‏

الوضعِ‏ القتصاديِ‏ ي البالد«.‏

اجتمعَ‏ الطالب،‏ بعد النقاشِ‏ مع

حراجىلي ، مع المُ‏ ديرِ‏ الماىلي دروه ن ز ويك‏ . قالَ‏

ال ي ُ خ‏ إنَّ‏ مسألةَ‏ دلوَرَةِ‏ أ القساطِ‏ تعودُ‏ إىل

أ

ثالثِ‏ سنواتٍ‏ من النقاشِ‏ مع مجلسِ‏ الأُمَ‏ ناء

الذي اتخذَ‏ هذا القرار.‏ أكملَ‏ ن ز ويك‏ قائالً‏ إن

بعض البنوكِ‏ ل ت ز تل‏ مُ‏ بالتفاقاتِ‏ ال‏

أجرَتها مع الجامعةِ‏ وهي ي غ‏ مُ‏ تعاونة،‏ لكنّ‏

الجامعةَ‏ مُ‏ رصِ‏ ‏َّةٌ‏ عىل حمايةِ‏ الطالبِ‏ فقامت

بالسماحِ‏ لهم بالدفعِ‏ عند قسم المُ‏ حاسبة.‏

وطالما أن سِ‏ عرَ‏ الرصفِ‏ ي استقرارٍ‏ ، فإنَّه لن

ي َ تتغ‏ ي تسعة أ القساط.‏ يكمنُ‏ التحدّ‏ ي

معرفةِ‏ أ الشخاصِ‏ الذين يحتاجونَ‏

ث أك‏ من ي غهم.‏

للمساعدةِ‏

كما وستنعقدُ‏ جلسةُ‏ حوارٍ‏ مبا‏ ي ن

الطالب والرئيسِ‏ خوري ي أ اليام المقبلة.‏

فالجامعةُ‏ ستحمي طُالبَها ولن تر‏ بأن

يُغادِ‏ روها بسبب أوضاعِ‏ هم القتصادية.‏

‏“أكّد خوري أكرثَ‏ من مرَّةٍ‏ خالل اللقاء أنّ‏ الجامعة ستقومُ‏ بكُلِّ‏ اإلجراءاتِ‏

التي ستحمي طُ‏ الّ‏ بَها وتساعدَ‏ هُ‏ م عىل إكمالِ‏ السنوات الدراسية.”‏

ٍ ب‏

الكتّاب الصحفيّون

عىلي سليم

ن الديرا‏

هاجر ي

ن الرشعي‏

سيمون ي

أحمد المقداد

عقيل عيىس

ي ز جال ج‏

ي يح‏ اليح‏

زكي نارص الدين

ألىس ي ميالن

مريم الها‏

محمد صايغ

زينب قصب

التصميم

ي ميام سنيور

سارة القا‏

ي مة درزي

االحتجاجاتُ‏ واالجتماعُ‏ مع الربوفوست تحُ‏ ثّ‏ خوري عىل التالقي مع الطُّ‏ الب:‏ نِقاشٌ‏ مفتوحٌ‏

بني الطرفني يف بطحيش يوم الخميس 28 تشرين الثاين

ت با رعد – كاتبة صحافية

دعا رئيسُ‏ الجامعةِ‏ أ ال ي مكية ي ي بوت الدكتور فضلو خوري إىل

لقاءٍ‏ مفتوحٍ‏ يجمعُ‏ هُ‏ مع الطالب يسمحُ‏ لهم بطرحِ‏ أي سؤالٍ‏

يُريدون معرفةَ‏ إجابته.‏ جاءَت هذه الدعوةُ‏ بعد سلسلةِ‏

الحتجاجت الطالبية ي ت ال‏ شهدَ‏ تها ساحةُ‏ الكولِدج هول والوِ‏ ست

هول عىل خلفيةِ‏ ي ِ تسع‏ أ القساط بالدولر.‏

استهلَّ‏ الطُالّ‏ بُ‏ اللقاءَ‏ ي بطحيش ب ع‏ حملِ‏ يافطاتٍ‏

بِّ‏ ُ تُع‏ عن احتجاجهم،‏ وكان أبرزُ‏ ما كُ‏ تب:‏ ‏»لن ندفعَ‏ الثمن«‏

ي و«التسعة ي باللة«.‏ من جِ‏ هَتِ‏ ه أعلنَ‏ خوري أنّ‏ الضبابيةَ‏ ي ت ال‏ تُحيطُ‏

بمُ‏ ستقبلِ‏ الوضعِ‏ القتصاديِّ‏ تُشكِّلُ‏ صعوبةً‏ عىل الإدارةِ‏ ، لكنَّ‏

الإدارةَ‏ عىل عِ‏ لمٍ‏ بالنخفاضِ‏ الحاىلي لسِ‏ عرِ‏ رصف ي اللة.‏ ‏)جرى

اللقاءُ‏ ي ن ب‏ الطُالبِ‏ وخوري يومَ‏ الخميس الذي تَعدَّ‏ ى فيهِ‏ سِ‏ عرُ‏

رصَ‏ فِ‏ الدولر أ اللفي ي لة(.‏

ثمّ‏ أكّد خوري أن الإدارةَ‏ تدري أنَّ‏ القُدرةَ‏ الرسشِّ‏ ائيةَ‏

لمُ‏ جتمعِ‏ الجامعةِ‏ ي تراجعٍ‏ مع تدهورِ‏ الوضعِ‏ القتصادي.‏ لذلك

تمَّ‏ تشكيلُ‏ لجنةِ‏ مُ‏ ستشارينَ‏ ي ن اقتصادي‏ مُ‏ ؤلَّفةٍ‏ من أربعةِ‏ ي ن موظف‏

ستتوىلّ‏ بنصح اللجنةِ‏ الإدارية.‏ كما اجتمعَ‏ ت الإدارةُ‏ مع مجلسِ‏

الأُمَ‏ ناء لطرحِ‏ هذه المسألةِ‏ وتمّ‏ وضعُ‏ خطّةِ‏ طوارئ هدفُها

ظلِّ‏ تفاقُم أ الوضاعِ‏

ف

مساعدةُ‏ المجموعاتِ‏ أ الك‏ ي

ث أك‏ ث فأك‏ . وقد تَمّ‏ ترتيبُ‏ الفِ‏ ئات أ ال ث ك‏ حاجة كالتاىلي :

القتصاديةِ‏

طُالّ‏ ب الجامعة،‏ يليهُم الموظفون الذين يدفعون أقساطَ‏ أبنائِهم

المدرسية من الصف أ الول ي ابتدا‏ تّ‏ ح‏ الثالث ثانوي.‏ يليهُم

الموظفون الذين يدفعون أ القساط لمرحلة أعىل من المرحلة

الثانويّة.‏ أكّد خوري َ أك‏ من مرَّةٍ‏ خالل اللقاء أنّ‏ الجامعة ستقومُ‏

بكُلِّ‏ الإجراءاتِ‏ ي ت ال‏ ستحمي طُالّ‏ بَها وتساعدَ‏ هُ‏ م عىل إكمالِ‏

السنوات الدراسية.‏

إنَّ‏ نسبةَ‏ الهباتِ‏ ي ت ال‏ تصلُ‏ إىل مكتبِ‏ المُ‏ ساعداتِ‏

المالية ضئيلٌ‏ مُ‏ قارنةً‏ بالجامعاتِ‏ أ الخرى.‏ إذ يُتوقّعُ‏ أن تزدادَ‏

المُ‏ ساعداتُ‏ الماليةُ‏ ي المستقبلِ‏ نظرًا للوضعِ‏ الراهنِ‏ وتراجُ‏ عِ‏

ي اللة.‏

أكّد خوري أن ي التسعةَ‏ لن تعودَ‏ إىل ي اللة اللبنانية،‏ وعندما سُ‏ ئلَ‏

ن اثن‏ بالمئةِ‏ من الجامعاتِ‏ عىل

عن السَّ‏ بب أجابَ‏ قائالً‏ بأنَّ‏ أقلَّ‏ من ي ِ

ال COMMON APP تسمحُ‏ بالدفعِ‏ بعُ‏ ي ن ملتَ‏ ، والجامعةُ‏ أ ال ي مكيةُ‏

ي بوت إحداها.‏ وقالَ‏ أيضً‏ ا بأنَّ‏ 65 بالمئة من مردودِ‏ الجامعة الما يىل

مُ‏ سعَّ‏ رٌ‏ ي باللة اللبنانية،‏ وهي نسبةٌ‏ مُ‏ هدّ‏ دة.‏ أمّ‏ ا من ناحيّةِ‏

َ حاجةً‏

الصادرات،‏ فالجامعةُ‏ تدفعُ‏ بالدولرِ‏ ي نَ‏ ثالث‏ بالمِ‏ ئةِ‏ من

المُ‏ ستَحَ‏ قّات.‏ وأضاف قائالً‏ ‏»الجامعةُ‏ أ ال ي مكيّةُ‏ ي ي بوت ليسَ‏ ت

جامعةً‏ لبنانيّة،‏ هي جامعةٌ‏ ي أمكيّةٌ‏ مقرُّها ي بوت.«‏

ذكَّ‏ رَ‏ خوري الطالبَ‏ أن الإدارةَ‏ كانت واضحةً‏ ي قرارِ‏ الزيادة

السنوية أ لالقساطِ‏ بنسبةِ‏ ثالثة بالمئة،‏ أمّ‏ ا المساعداتُ‏ الماليّةُ‏

فيُتَوقَّعُ‏ ازديادُها سنويًّا بنسبة 17 بالمئة.‏ كما ستطلُبُ‏ الإدارةُ‏ وثائقَ‏

من ب ي طال‏ المُ‏ ساعدات،‏ والهدف منها إثباتُ‏ نسبةِ‏ الحاجةِ‏

للمُ‏ ساعدةِ‏ وإنْ‏ كانَت حقًا طارئة.‏ كما وستقومُ‏ الجامعةُ‏ باستقطابِ‏

المُ‏ ساعداتِ‏ الماليةِ‏ من خارج العالمِ‏ ب ي العر‏ كونَ‏ هذه المنطقةَ‏

كَكُل تواجهُ‏ وضعً‏ ا اقتصاديًا مُ‏ تدهورًا.‏ ختَمَ‏ خوري قائالً‏ إنّ‏

التفاصيلَ‏ حولَ‏ الخُ‏ طَطِ‏ المُ‏ ستقبليّةِ‏ سيتِ‏ مُّ‏ نِقاشُ‏ ها خاللَ‏ اجتماعِ‏

يوم ي ن الثن‏ المُ‏ قبل الواقع ي ي الثا‏ من كانون أ الول - ديسم‏

ب .



ف

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ت

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ب

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ف

ي

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ت

ن

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ف

ت

ف

ت

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ت

ت

ي

ف

ن

ف

ن

ف

ن

ن

ف

ن

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ز

ن

ي

ن

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ئ

ض

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ض

ف

ف

ف

ف

ف

ت

| |26.11.19 مقابالت | 18

|26.11.19|

مقابالت | 19

وسط بريوت بريشة السوليدير

مقابلة مع د.‏ منى حرب،‏ أستاذة دائرة العمارة والتصميم ومتخصصة يف التصميم

الحضري يف الجامعة األمريكيّة يف بريوت

ناهية كنج - محرّرة قسم ال آ راء

تمحورَت إعادةُ‏ بناءِ‏ لبنانَ‏ والعاصمة برؤية ي ‏“بوت عاصمةٌ‏ عالميةٌ‏ للمستقبل”.‏ وكان السؤالُ‏ الرئيىسي ُّ آنذاك:‏ كيف

تُطبَّقُ‏ هذه الرُّؤيةُ‏ بطريقةٍ‏ تجذبُ‏ رؤوس أ الموالِ‏ وتجلبُ‏ مداخيلَ‏ ت بف‏ ةٍ‏ زمنيةٍ‏ ي قص‏ ةٍ‏ جدً‏ ا.‏ فكانت إعادةُ‏ العمار هي

الوسيلةُ‏ أ الساسُ‏ للقيام بهذا العمل.‏

ولكن جوهر الرؤية من أ الساس يُصدّ‏ رُ‏ ي بوت للسُّ‏ ياح وليس ي ن للبناني‏ ، أليس كذلك؟

نعم،‏ هذه الرؤيةُ‏ أرادَت جعلَ‏ ي بوت كما قيل عنها ي الستينات ‏“باريس ش الرسق”،‏ عاصمةً‏ عالميةً‏ تجذبُ‏

الإستثمارات ورؤوس أ الموال وتُشكِّلُ‏ قاعدةً‏ للخدمات عىل وجه الخصوص.‏ كان التَوَجُّ‏ ه مُ‏ ماثِالً‏ لرؤية مدينة ب ي ‏“د‏ ”

– عاصمةٍ‏ نيو ب ليالية.‏ ومُ‏ كوّناتُ‏ لبنانَ‏ من قطاعٍ‏ خاصٍ‏ قويٍّ‏ وقطاعٍ‏ ي ٍّ مرص‏ مُ‏ يّ‏ ٍ تم‏ بالرسيةٍ‏ المرصفيةٍ‏ وقطاعٍ‏ سياحيٍّ‏

ي ن غ‏ بالمعالم المختلفة مَ‏ هَّدَ‏ ت لهذه الرؤية من الستيناتِ‏ مُ‏ رورًا بالثمانينات وصولً‏ للتسعيناتِ‏ حيث أُعيدَ‏ ت

صياغتُها ضمن إطارِ‏ عاصمةٍ‏ نيو ب لياليةٍ‏ عالميةٍ‏ . ي و‏ طبيعةِ‏ الحال،‏ إنَّ‏ ترجمةَ‏ هذه الرُّؤيةِ‏ انعكسَ‏ ت عىل التخطيط

ي المد‏ ي لبوت وهندستِ‏ ها المعمارية.‏ فمثالً‏ المُ‏ خططُ‏ أ الول لساحةِ‏ الشُّ‏ هداء كان مُ‏ شابها لل ELYSEES“ ”CHAMPS

ولكن لم تُطبَّق هذه الخُ‏ طة لحقًا واستُبدِ‏ لَت بأُخرى تُناسِ‏ بُه الرؤيةَ‏ أيضً‏ ا.‏ فساحةُ‏ بُ‏ ال‏ جِ‏ كانَت مُ‏ نغَ‏ لِ‏ قَةً‏ نوعًا ما،‏ تَقتَرصُ‏

عىل وسطٍ‏ تجاريٍّ‏ مُ‏ ؤلفٍ‏ من أسواقَ‏ وبسطاتٍ‏ وكانت تُشكِّلُ‏ نُقطةَ‏ انطالقِ‏ الباصاتِ‏ للشمالِ‏ والجنوبِ‏ والشام.‏

فبسبب رؤية ي ب‏ وتَ‏ كعاصمةٍ‏ عالميةٍ‏ وَجَ‏ ب فتحَ‏ ها عىل البحر وربطَها بالمرفأ ي ِ وتدم‏ ي المبا‏ ي ت ال‏ حجَ‏ بَت المدينة عن

البحر سابقًا.‏ وكان ن هي إده أوّلَ‏ من رسمَ‏ هذا المُ‏ خطط.‏ لكنَّ‏ هذا أ المرَ‏ أثارَ‏ خوفَ‏ المُ‏ ي ن هندس‏ ي ن المعماري‏

ومُ‏ خطِّطي المُ‏ دنِ‏ أ ل نَّ‏ مقياس المدينة سيتَضاعفُ‏ حجمُ‏ ه ي كث‏ ‏ًا مُ‏ قارنةً‏ بالمقياس ش البرسي.‏ فكُلّما اتَّسعَ‏ ت الطرقات

ي وكُلَّما صارَت المدينةُ‏ عىل شكلَ‏ حسابٍ‏ ي مرص‏ تتدفقُ‏ إليه رؤوسُ‏

كلما قَلَّ‏ عدد الناس الذين يرغبون ن ز بالته والمىسش

الموالِ‏ فقط ل الناس.‏ والمقارنةُ‏ ي ت ال‏ ذكرناها سابقًا بخصوص ب ي د‏ طبعً‏ ا هي مقارنةٌ‏ واجهَت عديدَ‏ النتقادات.‏ ب ي فد‏

أ

أشبهُ‏ ش بالرسكةِ‏ من البلد وهذا ل ينطبقُ‏ عىل ي بوت.‏ ي فبوت تُمثِّلُ‏ نسيجً‏ ا عمرانيًا مُ‏ توارثًا من الرومانِ‏ من مبانٍ‏

وطرقات.‏ لكن رغم هذه النتقادات،‏ كانَت الرؤيةُ‏ وقتَها قويةً‏ جدً‏ ا ومُ‏ تَّفقًا عليها من الطبقة السياسية،‏ وأُصدرَ‏

بموجبها قانونٌ‏ خاصٌّ‏ لسوليدير يمنحُ‏ ها صالحياتٍ‏ واسعةً‏ وتَمَّ‏ ت الموافقةُ‏ عليه من كُل أ الطرافِ‏ السياسيةِ‏ . كان من

ضمنِ‏ هذه الصالحياتِ‏ ردمُ‏ البحرِ‏ واستمالكُ‏ جُ‏ زءٍ‏ منه،‏ ومِ‏ ن ضمنِ‏ أ المالكِ‏ مكبُّ‏ النورماندي ي ت ال‏ تعهَّدَ‏ ت سوليدير

بالهتمام به وتَحوَّل لحقًا إىل المنطقةِ‏ المُ‏ متَدَّ‏ ة من البيال ت ح‏ الزيتونة.‏ وكانت الفكرةُ‏ بجوهَ‏ رها قائمةً‏ عىل BUILD(

ش كةُ‏ سوليدير تكلفةَ‏ البناء وإدارةِ‏ المشاريع ي ت ال‏ مَ‏ وَّلَتها لمُ‏ دَّ‏ ة 25 عامً‏ ا دون

دفعِ‏ رصض ائبٍ‏ ، ومن ثم تُصادَر مُ‏ لكيَّتُها للدولة اللبنانية بعد مرور 25 عامً‏ ا من ِ ج‏ أرباحً‏ ا دون إدخالِ‏ أيِّ‏ مردودٍ‏ منها

عىل خزينة الدولة.‏ تُصادِ‏ رُ‏ الطرقاتَ‏ ي ت ال‏ اهتمَّ‏ ت بها فقط وتُبقي عىل ي المبا‏ مع دفعِ‏ رصض ائبَ‏ عليها كونَها مُ‏ لكَ‏

ي نَ‏ المساهم‏ أي بعض سكان ي بوت وأصحاب المتاجر القديمة الذين لم يحصلوا عىل أسهُمٍ‏ عادلةٍ‏ من مُ‏ متلكاتِهم

ومُ‏ ي ن ساهم‏ آخرين أبرزُهم عائلةُ‏ الحريري والبنوك ش والرسكاء ي ن الخليجي‏ الذين وضعوا استثماراتٍ‏ ضئيلةً‏ لتدُ‏ رَّ‏ أرباحً‏ ا

هائلةً‏ . طبعً‏ ا الفكرةُ‏ ب لياليةٌ‏ بحتة لكن صورَتَها الخارجيةَ‏ كانت إيجابيةً‏ جدً‏ ا.‏ فالبلدُ‏ ن يُب‏ مُ‏ جددًا وعالقاتُ‏ الحريري

مُ‏ متازةٌ‏ مع الخليج وأمريكا وفرنسا.‏ كما أنَّ‏ العديد من المُ‏ ت غ‏ ي ن ب‏ عادوا ليعملوا ي الوطن.‏

أما عىل صعيدِ‏ التنظيم ي المد‏ ، ضمنَت خطة سوليدير المُ‏ حافظة عىل بعضِ‏ المناطق تُّ‏ الاثية ي لبوت واعادةِ‏

ترميمِ‏ ها بمبالِغَ‏ باهظةٍ‏ وتوظيفِ‏ ي ن معماري‏ ي ن لبناني‏ أ لجلِ‏ هذه الغاية من ضمنِ‏ هم ي روب‏ صليبة.‏ شملَت عمليةُ‏ إعادةِ‏

ت الميم أ الحياءَ‏ القريبةَ‏ من أسواق ي بوت حيث ب اللمان ي اللبنا‏ والمقاهي أ والبنيةُ‏ أ الثريةُ‏ وساحةُ‏ النجمة.‏ والجديرُ‏

بالذِّ‏ كر أنَّ‏ ي ن الفرنسي‏ ي عهد النتدابِ‏ دمَّ‏ روا السوقَ‏ العُ‏ ي َّ ثما‏ وجلبوا ي ن معماري‏ ي ن فرنسي‏ ت ح‏ يبنوا هذه المنطقة.‏

لذلك سُ‏ مِّ‏ يَت بعضُ‏ ها بأسماءِ‏ ن الجالت ي ن الفرنسي‏ ك ب ي ‏“اللم‏ ” و ‏“فوش”.‏ واجَ‏ هَ‏ مُ‏ مثِّلو ش ‏كة سوليدير انتقاداتٍ‏ لرؤية

ش الرسكة القتصادية من قِ‏ بل مُ‏ هندسيها ي ن المعماري‏ ، تصدَّ‏ ت سوليدير أ لصحاب هذه النتقادات بوعدِ‏ هم بأنهم

سيتشَ‏ كَّرونها بعد مُ‏ رورِ‏ الزمن لمُ‏ حافظتها عىل الوجه أ الثري ي لبوت.‏ ويُمكُنُ‏ أن نتَفَهَّم ذلك من زاويةِ‏ أنَّ‏ ش الرسكةَ‏ زادَت

ت‏ المُ‏ ربَّع ي ي بوت لما قامَ‏ ت به من إعادةِ‏ ترميمٍ‏ لجُ‏ زء المناطقِ‏ أ الثريةِ‏ ي وتحف‏ ‏ِها ز لرجالِ‏ أ العمالِ‏ عىل

سِ‏ عرَ‏ المِ‏

المُ‏ حافظة عىل المظهر أ الثري الجميلِ‏ المُ‏ قابل أ لماكن أعمالهم.‏

البنيةِ‏ مع إعمارِ‏ أبنيةٍ‏ جديدةٍ‏ والإ بقاءِ‏ عىل مقياسٍ‏ ش برس يٍّ‏ يسمحُ‏ للناسِ‏

ففي منطقةِ‏ الصيفي مثالً‏ حافظوا عىل بعضِ‏ أ

أن ن تت‏ نَّه براحة فيه.‏

أما منطقةُ‏ ب ي اللم‏ وفوش والمعرض فقد أصبحَ‏ ت منطقةً‏ تجارية.‏ ومنطقةُ‏ الزيتونة أُسسَ‏ ت لتكون منطقةً‏ سكنيةً‏ مع

إطاللةٍ‏ عىل البحر.‏

ولن ش ‏كةَ‏ سوليدير استحوذَت عىل وسطِ‏ البلد بأكمله،‏ استطاعَت أن تُغ‏ ي عواملِ‏ الستثمارِ‏ ي ت ال‏ تندرجُ‏ ضِ‏ منَ‏

أ

قانون التنظيم ي المد‏ الذي يُحدِّ‏ د توسُّ‏ عَ‏ ي المبا‏ عموديًا وأًفقيًا.‏ فلقد رفعَ‏ تها ي منطقةٍ‏ وقلَّصَ‏ تها ي مناطق أُخرى

ضمن ي بوت.‏ وضمنَت الرِّبح من خياراتها الهندسية.‏ بحيثُ‏ إذا أردتَ‏ ان ترى البحر عليكَ‏ ان تدفع اك‏

فمن ناحية التنظيمِ‏ ي المد‏ ، لعبَتها سوليدير بطريقة ممتازة.‏

ث .

يِّ‏ َ

)OPERATE TRANSFER بحيث تتحملُ‏

ي

سوليدير:‏ بني رجال األعمال وأهل البلد مقابلة مع د.‏ منى فواز – أستاذة دائرة العمارة

والتصميم يف الجامعة األمريكية يف بريوت ومتخصصة يف التخطيط املدين

أحمد العطار – المحرر

محمد عز الدين – مدقق لغوي

ن المد‏ ؟

لماذا يرتبط بحث موضوع سوليدير بالتخطيط ي

التخطيط ي المد‏ تجميلٌ‏ ي ن وتزي‏ ، لكنه بذاته فلسفة اجتماعية،‏ كيف يمكن للمجتمع العيش سويًا.‏ فللمُ‏ خطط

ي المد‏ القرار ي إن كان بإمكان الشخص البناء ي مكان ي ن مع‏ ش والرس وطِ‏ ي ت ال‏ عليه ت ز ال‏ امُ‏ ها ي بنائه.‏ والقرار هنا

يكون باسم الجماعة،‏ أما هذه الجماعة فهي المسؤولون عن التخطيط ي المد‏ عامةً‏ ، ي وتفس‏ دورها وما لها

من حقوق،‏ فهو أمرٌ‏ سياسي ٌّ محض.‏ فسوليدير كُلما يَّ‏ تغت مع الوقت،‏ ي ُ يتغ‏ مفهوم ماهية ‏»الجماعة«‏ ومن

المستفيد منها.‏ هذا أ المر لهو عىل قدرٍ‏ بالغٍ‏ من أ الهمية،‏ إل أنه مُ‏ همَّ‏ شٌ‏ من قِ‏ بل المُ‏ ي ن تكلم‏ عن موضوع

سوليدير.‏ فهؤلء المُ‏ خططون المدنيون هم عادةً‏ من يُالم إن تطرق الموضوع للحديث عن سوليدير،‏ وتتوه

وجهات النظر عن الفكر ي السياس المالك الذي بيده القرار الفعىلي وليس هؤلء ي ن الموظف‏ .

ما كانت أبرز معالم التطوّر التاريخي لسوليدير منذ نشأتها عام ‎1994‎؟

العام

ف

ي الحديث عن بداية هذه ش الرسكة ل بُدَّ‏ لنا من النطالق من تاريخ الحرب أ الهلية،‏ فمع اندلعها ي

1975 تدمرَت العديد من المبا‏ ي وسط ي بوت،‏ وصولً‏ للعام 1977 حيث ظنَّ‏ الناس أن هذه الحرب قد

شارفت عىل النهاية،‏ إن لم تكن ت ح‏ قد انتهت فعليًا.‏ فمنذ بداية هذا العام جِ‏ يء ش برسكة L›APUR

الفرنسية،‏ وطُرحَ‏ ت فكرة إعادة العمار.‏ ي و‏ نفس الوقت أُن ِ ش ئَىس ما يُعرف بمجلس الإنماء والعماء،‏ وهو ش ‏كة

عامةٌ‏ دامَ‏ ت ت فة ي قصة جدً‏ ا،‏ وقد حملَت هذه ش الرسكة فكرةَ‏ إدارة إعادة العمار بشكل ‏يع للغاية ت ز لول

بعد تحقيق هذا الهدف.‏ أما ما نجده اليوم بأن هذا المجلس هو مركز الفساد الحاىلي ي لبنان.‏ لكن بذلك

الوقت كان الهدف منها إدارة أعمال إعادة البناء،‏ وكان هو من طلب مساعدة L›APUR ي ت وال‏ هي L›ATELIER

PARISIEN D›URBANISME أي ورشة عمل للتخطيط الحضاري ي الباريىس . فتم البدء عىل وضع مُ‏ خطط

توجيهي وبدأت ش الرسكة الفرنسية بعرض فكرة إنشاء ش ‏كة عقارية.‏ ولكي نكون ي ن واضح‏ ، فإن قانون التنظيم

ي المد‏ ي اللبنا‏ منذ العام 1962 يحتوي عىل بعض آ الليات ي ت ال‏ تسمح للمخطط ي المد‏ التدخل ي المدينة من

خالل الستمالك،‏ القيام بالمشاريع ب الكى،‏ وبناء ش ‏كة ذات منفعة عامة،‏ ومن خالل بناء ش ‏كة عقارية.‏ لكن

آلية إنشاء ش ‏كة عقارية تقوم عىل فكرة اجتماع مجموعة من مالكي العقارات واتفاق %80 منهم عىل دمج

ي منطقة محددة.‏ لكن ي و‏ الجهة أ الخرى ينص القانون عىل عدة نصوص وإجراءاتٍ‏ وُضعَ‏ ت

لحماية المدينة من المُ‏ ضاربة العقارية،‏ إحدى هذه النصوص يمنع عىل هؤلء ي ن المالك‏ بيع العقارات ش مباة

بعد دمجها،‏ بل يجب عليهم العمل عىل تحسينها وقضاء ت فة زمنية واضحة فيها،‏ كما وينص القانون عىل

أنه ي و‏ حال انقضاء هذه المُ‏ هلة دون القيام ببيع العقارات،‏ فإن هذه العقارات تُحوَّلُ‏ ش مباة إىل مزادٍ‏ ي ن عل‏ .

ولكن إن ت أ‏ شخصٌ‏ لكي يقوم ببناء ش ‏كة عقارية ويستفيد من تسهيالت ِ ويُج‏ آ الخرين من الدخول

مُ‏ ي ن ساهم‏ معه،‏ فإن القانون يسمح بذلك ولكن ضمن ش ‏وط تحمي المدينة.‏ ففي العام 1977 عندما صُ‏ در

الطرح،‏ كان الكالم عن ش ‏كةٍ‏ عقارية بهذه آ اللية.‏

استمرَّت الحرب،‏ ي و‏ العام 1983 هدأت أ المور قليالً‏ فظن العالم مجددًا بأن الحرب انتهت.‏ زرتُ‏ حينها

وسط المدينة وأنا طفلة،‏ وكنتُ‏ شاهدةً‏ عىل الدمار المهول الذي ألم بالمنطقة.‏ ي هذا الوقت كان مجيء

رفيق الحريري إىل لبنان وبدأ الكالم مجددًا عن ش ‏كةٍ‏ عقارية مع مجيء APUR مرّةً‏ أخرى.‏

يقولُ‏ الرأي المُ‏ ضاد بأن قرار منطقة معينة ل يجب أن يكون بيدِ‏ ي ن المالك‏ الكبار وحدهم،‏ فهناك

المُ‏ ستأجرون،‏ والسكان وأصحاب العقارات ي الصغة كذلك.‏ هذا الكالم ينطبق عىل وسط المدينة كما عىل

حارة حريك مثال،‏ فأنا ل ي ن يُمكن‏ أن أُسَ‏ خِّ‏ ر إعادة العمار للفئة الغالبة أو المالكة.‏ ت والعاض هنا عىل حارة

حريك كيف أنها تحولت لطابعٍ‏ واحدٍ‏ غالبٍ‏ ، ي الوقت الذي مُ‏ حِ‏ يَت ذكرياتٌ‏ عديدة منها كسينما ساندريال

ي ت ال‏ كانت أول سينما ي ضواحي العاصمة فقط أ لنها من طابعٍ‏ آخر مُ‏ غايرٍ‏ عن طابع ي ن المالك‏ ي المنطقة.‏

والكالم نفسه يُمكن تطبيقه ي سوليدير،‏ فكُلُنا لنا الحق ي وسط ي بوت،‏ انطالقا من كل من كان عنده ن ز مل

قديم هناك،‏ أو كل من كان يملك دكان ي صغا قبل الحرب.‏ فإن مفهوم أن المدينة أ لصحاب الملك فيها أمرٌ‏

ي ٌ خط‏ وخاطئ.‏ وقد كان ل APUR كالمٌ‏ مشابه،‏ فإعادة البناء يجب أن يكون بيد ش ‏كات عقارية عديدة،‏ وليس

ش كة واحدة،‏ وهنا ي يأ‏ دورُ‏ الدولة ي ي ز تحف‏ هذه ش الرسكات ومساعدتها.‏ والدولةَ‏ وقتَها استملكَت حواىلي 25

ألف ت م‏ مربع للبدء بعمليات إعادة الإ عمار،‏ لكن الحرب عادت لتندلع من جديد.‏

كيف اختلف طرح سوليدير عن الطروحات السابقة؟

ي العام 1991 أصبح الطرحُ‏ مختلفًا كُليًا،‏ فعندما بدأ الحديث عن آلية إعمار،‏ كان الوضع مُ‏ غايرًا.‏ إذ كان اسمُ‏

ن هي إده قد بدأ ينترسش من خالل تصويره لمدينة ي بوت بعد إعمارها من جديد.‏ وبالرغم من اعتبار العديد

من الناس أن ن هي هو أحد أهم ي ن المهندس‏ ي ن المعماري‏ ي لبنان،‏ إل أنه كان عىل خطأ جوهري ي كب‏ . فتغي‏

مدينة بذاتها لم يكن خيارًا صائبا ي وقت كعام 1990، بل إنه يكاد يكون منطقيًا القيام بذلك ي عامٍ‏ ك 1950.

ي فالتفك‏ المنطقي ي وقتها كان يجب أن يبحث ي ترميم المدينة بهدف ي ن تأم‏ حاجات الناس ي ز وتحفهم،‏

ي إلغاء وجودهم وهدم المدينة وإعادة إعمارها من جديد.‏ فهذا ما حصل ي سوليدير من خالل

إجبار جميع الناس من ي ن المالك‏ ي وسط ي بوت عىل جمع عقاراتهم بهدف بناء ش الرسكة العقارية.‏ وكان ت ال‏ ي ز ك‏

عىل بناء ش ‏كة واحدة فقط ومدِّ‏ ها بالحوافز الكافية.‏ فكانت أوىل هذه التسهيالت طرح أسهم جديدة،‏ لتصبح

السهم نوعان:‏ أ السهم الملكية،‏ أ والسهم المستثمر بحجة أن ي ن المالك‏ جميعهم مُ‏ فلسون ي وغ‏ قادرين عىل

أ

إعادة الإ عمار،‏ لجعل الصورة وكأن هذا هو الحل الوحيد.‏ لعبت الخطة عىل عامل تقسيم الشارع،‏ فبعد

انتشار صور عن مستقبل ي بوت،‏ تشجع معظم الناس عىل أ المر ب معتين بأن لبنان يستحق هكذا ش مرسوع

ي ن غافل‏ عن ما هو وراء الخبايا.‏ وبدأت النتقادات تُوجه لكل من عارض قيام ش المرس وعَ‏ وكان هدفه الحفاظ

عىل إرث المدينة.‏ صدرت عدة شكاوى وقتها عن الموضوع،‏ كانت إحداها تقول بأن القيمة المُ‏ قدرة

ي

عقاراتهم

وليس

للعقارات،‏ أي قيمة التعويضات،‏ كانت أقل ي بكث‏ من القيمة الحقيقية.‏ أما أ المر آ الخر هو فكرٌ‏ قديم كان سائدا

ض برص ورة نمو المدن بشكل دائري،‏ بطريقة يكون الوسط ث أكها ازدحامً‏ ا وعلوًا ي مبانيها.‏ أ المر الذي أدى اىل ارتفاع

قيمة العامل الستثماري باعتبار أن ي المبا‏ ي ت ال‏ ستقوم ي الوسط ستكون أ العىل أ والضخم.‏ ولتسهيل أ المور

وتوضيحها،‏ اذا ت افضنا أن شخصا كان يملك ي ن طابق‏ ي الوسط،‏ وأتت سوليدير وعوَّضت عليه بثمن هذين

ي ن الطابق‏ ، فإن هذا الشخص إن أراد ش ‏اء العقار الذي خرسه سيضطر إىل دفع ثمن عرسش طوابق،‏ إذ إن هذا العقار

يُمكن أن يُعَ‏ مَّ‏ ر عليه عرسش طوابق،‏ وهكذا خرس المالكون القدامى عقاراتهم لصالح ش الرسكة العقارية.‏ كما وخرست

الدولة ما كانت تملكه قبل الحرب لصالح ش الرسكة ولم تملك ول ت ح‏ سهمً‏ ا ي ش الرسكة.‏ وبالعودة إىل طبيعة أ السهم،‏

فإن هذا الفكر أدّى إىل انخفاض قيمة سهم المالك مقابل ارتفاع قيمة سهم المستثمر.‏

وكتسهيل لسوليدير أيضً‏ ا،‏ سُ‏ مح لها بهدم البحر عند النورمندي وتملُّكه،‏ وصارت المساحة المردومة تتوسع ح‏

صارت وهي تضم البيال والزيتونة باي،‏ وطبعً‏ ا أن كل هذه التسهيالت كانت قرارات صادرة عن الحكومة.‏

ما الرؤية القتصاديّة ي ت ال‏ انطلقت منها سوليدير،‏ وأي تصوّر حملت لوسط ي بوت؟

كانت سوليدير أول ش مرس وعٍ‏ تطبيقيٍّ‏ للنيو ب ليالية ي لبنان،‏ فصار توجه الدولة نحو دعم هذه ش الرسكة بهدف جذب

ش الرسكات الخارجية،‏ أ والمر الذي تحقق بمساعدة ن هي اده وما ش نرسه من صُ‏ ورٍ‏ لحشد الرأي العام مع هذه ش الرسكة

العقارية.‏ فتم منحها كل هذه المساعدات والتسهيالت،‏ والتغطية القانونية أ لعمال ل قانونية ت كحيل السكان،‏

وكان كل ذلك تحت عنوان ت الويج لمنفس اقتصادي ينعش البلد.‏ ي الوقت نفسه،‏ قامت العديد من المظاهرات

الشعبية رافضة لعمليات ت الحيل وتهديم البناءات القديمة،‏ شارك ي هذه المظاهرات أيضا عدة ي ن مهندس‏

ي ن معماري‏ .

كانت الفكرة الطاغية وقتها خلقُ‏ نسخة عن مدينة ب ي د‏ ي ي بوت وجعلها منطقة طبقية يتملكها رجال أعمال

ن والمبا‏

والغنياء.‏ ي و‏ إحدى المؤتمرات الصحفية لرفيق الحريري يقول فيها بأنه لو كان عىل علم بأن للذكريات ي

أ

قيمة ي كبة عن الناس،‏ لما قام بما قام به.‏

ت ح‏ عام 1996 كانت سوليدير تبيع للناس حلم جلب ش الرسكات أ الجنبية عىل لبنان من خالل إعادة إعمار ي بوت إىل

أن بدأ الجتياح الائيىلي عىل لبنان وزالت جميع أ الحالم السابقة.‏ وقد قال زياد ي الرحبا‏ وقتها بأن لبنان البلد

الوحيد الذي يعمل عىل ي ن عامل‏ مُ‏ ضادين،‏ اقتصادٌ‏ ي ٌ خدما‏ قائم عىل السياحة،‏ ومقاومة اائيل.‏ فمن بعدها تبلور

القتصاد ي اللبنا‏ عىل أنه اقتصادٌ‏ ريعي وليس انتاجي.‏ ومن بعدها بدأ التوجه نحو ايجاد وسائل لجلب أ الموال

ي لبنان،‏ فقام الحريري عام 2001 بإصدار قانون يسمح أ لالجانب بالتملك.‏ ومن هنا تحول توجه سوليدير

نحو خلق وسط مدينة برجوازي قائم عىل الطبقية والماديات الباهظة بهدف شدِّ‏ أنظار ي ن المتملك‏ أ الجانب إليها.‏

بدأت عندها حركة التملك أ الجنبية للعقارات ي وسط البلد،‏ وبدأت معها حمالت التسويق الإ عالمي الخليجي

للبنان وتصوير المرأة اللبنانية بصورة ي تث‏ المشاهدين،‏ إضافة إىل بيع أساليب الحياة ت والاث،‏ وزادت معها

حمالت التشبه بالحياة أ الجنبية.‏ كان الهدف من هذا كله استثمار أ الموال الخليجية إىل لبنان ت بش‏ الوسائل

والطرق،‏ وإن كانت غ‏ ش عية.‏ فالهدف الشكىلي كان استنساخ ب ي د‏ ي ي بوت،‏ وجلب المستثمرين أ الجانب وتحويل

القتصاد ي اللبنا‏ إىل اقتصادٍ‏ ي خدما‏ بحت،‏ أما ما كان وراء الكواليس فما كان إل صفقات ودرّ‏ أموال عىل حساب

ي ن المواطن‏ إىل جيوب ي ن الرأسمالي‏ ، وعىل الهامش ذكرياتٌ‏ حُ‏ طمَ‏ ت وأمالك هُ‏ دمّ‏ ت.‏ فكم من الناس الذين تتحرس

عىل أمالك ذهبت أدراج الرياح وعىل وضعٍ‏ تردَّ‏ عىل يد السياسية الحريرية.‏

لماذا التمديد لسوليدير؟

لم تنشأ سوليدير عىل أساس القانون الذي يعطي ش للرسكة العقارية مدة محددة قبل وضع عقاراتها بالمزاد،‏ بل

وُضع قانون خاصٌّ‏ لها حيث سُ‏ مِّ‏ يَت المدة ب 25 سنة ي ت وال‏ كان من المفروض نهايتها ي العام 2019. إضافة إىل

عديد التسهيالت والمساعدات ي ت ال‏ أُعطيَت،‏ كالسماح لها ببيع أ السهم ش مباة بعد ش ‏ائها دون العمل عىل ي ن تحس‏

هذه العقارات،‏ معارضة بذلك القانون وفكرة ش الرسكة العقارية أ الساسية.‏ أضف إليه أيضً‏ ا تقديم مساحات إضافية

ش للرسكة تحت ذريعة أنها ستقوم ي ن بتأم‏ ن ب‏ تحتية جيدة.‏ ي ن فتثم‏ ن الب‏ التحتية وقتها كان يُقدَّ‏ ر ب 70 مليون دولر

عىل مساحة 780 ألف ت م‏ مربعً‏ ا،‏ أي أُعطيَت عرسش أضعاف ثمن هذه ن الب‏ التحتية.‏

العام 2029 تحت ذريع

ف

يجدر الذكر بأن سوليدير قد مُ‏ دد لها عرسش سنوات لكي تنتهي المدة القانونية الجديدة ي

أنها لم تنجز جميع مهامها الإعمارية نتيجة ما شهده لبنان من حروب لحقة.‏

نسمع بأنّ‏ سوليدير هي احدى ب أك‏ الرسقات ي العالم،‏ فهل يتفرّد لبنان بهذه التجربة؟

سوليدير ليس فكرةً‏ خاصةً‏ طُبقَت فقط ي لبنان،‏ بل حصل ذلك ي عديد من الدول تحت لواء النيو ب ليالية،‏ لكن

الفرق هنا أن سوليدير ب أجت الناس عىل الرحيل عن وسط ي بوت بوسائل غ‏ ش عية،‏ وطرق طائفية وربطها

بزعيم ي سياس مُ‏ شخص بشخص الحريري.‏

ما يجب تسليط الضوء عليه أيضا هو ما قام به رياض سالمة بالسماح للبنوك بالتملك ش واء العقارات،‏ أ المر الذي

أدّى إىل تضاعف أ السعار ي وسط ي بوت بشكل ي كب‏ . ي لتأ‏ معها لعبة القرض ي ن السك‏ ، إذ أصبحت هذه البنوك

تقدم للناس قروضً‏ ا للسكن ي ي المبا‏ ي ت ال‏ هي – البنوك – أصالً‏ قد أنشأتها تحت اسم وهمي.‏ أ والخطر من هذا

كله هو أن عمليات ش ‏اء هذه العقارات كانت تُمول من احتياطي البنك الذي كان مودوعًا لدى البنك المركزي!‏ هذا

المر ساهم بشكل ي كب‏ أ بال زمات القتصادية عىل ي ن اللبناني‏ وخاصة مع تراجع نسبة السياحة نتيجة أ الوضاع

أ

السياسية أ والمنية ي المنطقة والجوار،‏ وهنا الحديث عن بدء الحرب ي سوريا ي 2011، إضافةً‏ إىل العقوبات

المريكية ي ت ال‏ زادت وبخاصة عىل عمليات التحويل النقدي من الخارج.‏ وهنا يجب تسليط الضوء عىل القيود ال‏

أ

فُرضت عىل هذه العمليات،‏ أ وبالخص عىل أبناء الطائفة الشيعية ي الخارج،‏ إذ سادَ‏ التهام ضدهم أن عمليات

التحويل هذه هدفها دعم جهات سياسية وعسكرية مُ‏ عادية أ لمريكا،‏ مما اضطر ت المغ‏ ي ن ب‏ اىل استثمارهم

بالعقارات وبالتاىلي تضاعفت أسعار ال ي أ ض را‏ مرة أخرى.‏ أضف إىل ذلك بداية الحركات الخليجية ضد ي ن اللبناني‏ ي ن المقيم‏ عندهم ي ظل الحمالت الثورية ي ت ال‏ سادت العالم ب ي العر‏ من وقتها وإىل آ الن.‏

ي هذا الوقت زادت أمالك البنوك ي وسط ي بوت مع تراجع قدرة ي ن المدين‏ عن سد الديون،‏ واستمرت سوليدير ببيع العقارات بشكل عشوا‏

للتوضيح،‏ فإن العقارات المملوكة من سوليدير قد صارت قليلة،‏ ي و‏ ظل أن الدين العام ي اللبنا‏ هو بغالبيته دين داخىلي للبنوك،‏ وأن هذه البنوك متملكة للعقارات ي وسط ي بوت،‏ فإن أي انهيارًا أو إفالسً‏ ا ي ن يع‏ مصيبة بحد ذاتها.‏

لذلك فالحل ليس بتأميم كل سوليدير،‏ بل بإيجاد وسيلة ت لميم ما بقي وانعاش القتصاد ي اللبنا‏ . فنحن مُ‏ ي ن طالب‏ ت باخاع آلية جديدة لتثبيت من له كلمة ي وسط ي بوت وما هي مهامه وصالحياته ي ذلك.‏ فالحل يجب أن يكون من

خالل إعادة وسط ي بوت لجميع الناس ي والتفك‏ بسياسية انتقالية وواقعية وإعادة الحقوق أ لصحابها والتعويض الجدي عن كل من خرس ملكيته.‏ وهنا يكمن دور الدولة بوضع حلول منطقية.‏ هذه الحلول يجب أن تكون نتيجة

ي .

دراسات مكثفة وليس من خالل التمديد لهذه ش الرسكة العقارية.‏

يجب علينا آ الن نرسش الوعي ي ن ب‏ الناس عن ماهية سوليدير وما قامت به،‏ خاصة وأننا آ الن

وقت حساس حيث يعي الجميع أهمية ما يحصل.‏

ف

ي

كيف تعاملَ‏ الناس مع هذه الرؤية؟

احتجَّ‏ بعضُ‏ الناس وشكّلوا جمعيةً‏ وحصلَت مُ‏ فاوضاتٌ‏ ي كثةٌ‏ مع ش الرسكة حيثُ‏ تدخَّ‏ لَت الرشوةُ‏ وتوزيعُ‏ الحصص.‏

فالبعضُ‏ حصلَ‏ عىل حصصٍ‏ ي غ‏ عادلةٍ‏ والبعضُ‏ آ الخرُ‏ خرسَ‏ كُلَّ‏ ما يملك ب َ وأُج‏ عىل البدء بالعمل من الصفر.‏

ما هي مشكلة هذه الرؤية؟

ت الم‏ المُ‏ ربع مع الخُ‏ طة الهندسيةِ‏ المُ‏ عتمَ‏ دةِ‏ جعلَت ي ب‏ وتَ‏

المشكلةُ‏ الرئيسيةُ‏ أنَّ‏ الرؤية تُجزِّئُ‏ المدينة،‏ فسِ‏ عرُ‏

مدينةً‏ أ لالغنياء وحدَّ‏ دَت من يستطيع أن يسكن،‏ ويعملُ‏ ت ويشي من هذه المدينة.‏ كما فرضَ‏ ت نظامَ‏ حياةٍ‏ مُ‏ يَّ‏ ن ع‏ ل

يُتيحُ‏ للناس الدخولَ‏ ول ت ح‏ أ لالطفالِ‏ أن تلعبَ‏ بدراجاتها ي شوارع المدينة.‏ كنتُ‏ أصطحبَ‏ أولدي لحديقةِ‏ الرساي

ي ت ال‏ كانَت ي ن ب‏ شارع المصارف والرساي ي ت وال‏ هي مُ‏ قفلةٌ‏ اليوم وكُ‏ نا ي ن فرح‏ بافتتاحها كما أنَّ‏ بعضَ‏ الناس أقامَ‏ ت

عُرسً‏ ا فيها.‏ ولكن فيما بعد مُ‏ نعت عديدُ‏ أ المور كلعبِ‏ أ الطفالِ‏ ي أجزاء مُ‏ عينةٍ‏ وتوقفَت بعدَ‏ ها الناس عن الذهاب.‏

إضافةً‏ إىل مافعلَته سوليدير من إقفالٍ‏ لمقاهٍ‏ وأسواق ل تتناسبُ‏ مع رؤيتها لمدينةِ‏ أ الغنياء.‏ أتَت أ ال زماتُ‏ السياسيةُ‏

والمنيةُ‏ ي ت ال‏ كانَت تخُ‏ ضُّ‏ وسطَ‏ البلد لتُشكِّلَ‏ عائقًا جديدً‏ ا أمام ازدحامِ‏ الناس فيها.‏ صارَت ي بوت أشبَه بمعرض

أ

لطبقةٍ‏ ما ولم يُسمَ‏ ح أ لي وجهٍ‏ من وجوهِ‏ الثقافة أن يحِ‏ لَّ‏ ضيفًا فيها من مرسحٍ‏ وسينما وصالة موسيقى،‏ ح‏

الشققُ‏ صُ‏ مِّ‏ مَ‏ ت لتكون ي كبةً‏ جدً‏ ا ل تتحمُّ‏ لها الطبقةُ‏ الوُسطة بأي شكل.‏ صارَت كأنها جزيرةٌ‏ ي و‏ مُ‏ حيطِ‏ ها المُ‏ جاور من

الخندق الغميقِ‏ وزقاق البالط نً‏ بُ‏ تحتيةً‏ مختلفة تماما.‏ كما وشَ‏ كِّلَت شبكةُ‏ المواصالت ي ت ال‏ تربطُ‏ منطقة سوليدير

بالمطار أولويةً‏ عند رفيق الحريري.‏ ن بمع‏ أنك ن ز ت‏ لُ‏ من المطار ش مباةً‏ إىل بيتِ‏ كَ‏ أو مكان استثماركَ‏ وتُصبُح عالقتُكَ‏

بالبلد مُ‏ رتبطةً‏ بهذا الجزء فقط.‏ وقد أوجَ‏ بَت شبكةُ‏ المواصالتِ‏ هذه القتصاصَ‏ من منطقةِ‏ المرامل وحرش القتيل

لبنائها.‏ ما أدى ذلك إىل توافقٍ‏ مع حزب الله وحركة أمل:‏ ش مرس وعُ‏ أليسار مقابل ش مرسوع سوليدير ‏)مرقىلي تمرلقك(‏

والمفاوضات نوعًا ما جرت من هذا القبيل.‏ والجدير بالذكر أنَّ‏ أليسار هي مؤسسةٌ‏ عامةٌ‏ تعملُ‏ عىل القسمِ‏ ب ي الجنو‏

من ي بوت من السمرلند ت ح‏ المطار وهدفُها إلغاءُ‏ كل العشوائيات أ والبنية ي غ‏ ش الرسعية ي أ ال وزاعي والرمل العا يىل

واستبدالها بمساكن شعبية بعيدً‏ ا عن أ المالك البحرية.‏ مازال موظفوها يتقاضون رواتبهم،‏ ولكن ش مرسوعهم قد

توقف لعدم توفر التمويل،‏ وكان من المُ‏ ت فض أن تكون أليسار ش ‏كةً‏ عقاريةً‏ ولكن حزب الله وحركة أمل رفضا أن

تتحولَ‏ لسوليدير ثانية ت ح‏ تبقى الصالحيات حرصًا بيد الدولة.‏

هل كانت الخصخصة ورية لعادة بناء ي بوت؟

ن المد‏ تحفظُ‏ حق القطاع العام وتحفظُ‏ حق الخاص.‏

ش الرسكةُ‏ العقارية عىل شكل ش ‏كةِ‏ سوليدير ي التنظيم ي

فتطبيقُ‏ القانون ي بحذاف‏ ‏ِه ي ض يقت‏ إعادةَ‏ مِ‏ لكيةِ‏ الطرقات للدولة وجبايةَ‏ الرصض ائب من ش ‏كة سوليدير عىل كل

ممتلكاتها.‏ لو طُبِّقَ‏ القانون لكان الوضعُ‏ أفضلَ‏ ي بكث‏ . لكن انتهى أ المرُ‏ ش برسكةٍ‏ عقاريةٍ‏ تستوىلي عىل وسط البلد

بصالحياتٍ‏ مُ‏ فرطةٍ‏ وقُوةٍ‏ سياسيةٍ‏ هائلة.‏ كان بإمكان الدولة أيضً‏ ا دراسةَ‏ ال ي أ ض را‏ منطقةً‏ منطقة وإيقافَ‏ المُ‏ ضاربات

العقارية فيها ت ح‏ تنتهي الدراسة وتُطبَّقُ‏ آلياتٌ‏ مُ‏ ختلفةٌ‏ عىل كل منطقة بطريقة تتوافقَ‏ مع طبيعةِ‏ المنطقةِ‏ والحياة

فيها وتحافظ عىل الحق العام والخاص.‏ هذه الخطط تأخذُ‏ وقتًا طويالً‏ لكن تجعل الناس ي وسط الحل وجزءًا منه.‏

ولكن المالكَ‏ والمُ‏ ساهم ومُ‏ قرَّ‏ القانون هو الرجل نفسُ‏ ه،‏ وإن لم توجد سوليدير أ لوجدَ‏ ي غها.‏ ‏“رجلُ‏ أعمالٍ‏ عىل

رأس الدولة”،‏ من هنا يُمكن أن تكتُب مُ‏ جلَّدات عن ماهيةِ‏ الحقّ‏ العام والفرقِ‏ ي ن ب‏ الدولة ش والرسكة خاصة.‏

ماذا نستطيع ان نفعل اليوم،‏ وكيف نُعوِّضُ‏ أ لصحاب المحال الذين ت‏ ‏َّروا والذين مَ‏ سَ‏ ح مَ‏ دُّ‏ ب الليالية

متاجرَهم؟

أساسُ‏ الحلِّ‏ ي تحريرِ‏ وسط ي بوت من احتالل السوليدير.‏ تعودُ‏ الطرقات والحدائقُ‏ العامةُ‏ مُ‏ لكًا للدولة.‏ ويُربط

وسطُ‏ ي بوت بالمدينة مُ‏ جدّ‏ دًا ب ع‏ توسيعِ‏ أ ال رصفة،‏ والسماح للباصاتِ‏ بالتوغُّل وجعل البولفار للمُ‏ شاة والدراجات

الهوائية وتنظيم الفعاليات الثقافية.‏ ما المانعُ‏ إن تَشبَّه وسطُ‏ البلد بالضاحية وبرج حمود؟ هذه المناطقُ‏ الوحيدة

ي ت ال‏ فيها مظاهر الحياة.‏ يُمكن للدولة أيضً‏ ا أن تستفيدَ‏ من الشِّ‏ قَق ي الكث‏ ةِ‏ الفارغة ي وسط البلد إما ب ع‏ رفعِ‏

الرصض ائب عىل مالكيها أو ب ع‏ تحويلها لمساكن للطلبة ي وتأجها بمبالغ زهيدةِ‏ أ لصحابِ‏ المشاريعِ‏ ي الصغة وبذلك

تفتحُ‏ فرصَ‏ عملٍ‏ جديدةٍ‏ ويعود الناسُ‏ للبلد وتستفيدُ‏ الدولةُ‏ من تشغيل الشقق الفارغة.‏ من الحلول ايضً‏ ا،‏ أن تُأمَّ‏ م

ش كةُ‏ سوليدير لمُ‏ دة ش عرس ةِ‏ أعوامٍ‏ فقط ت ح‏ ينهضَ‏ القتصادُ‏ ي اللبنا‏ ويزدهرَ‏ نوعًا ما.‏ آ اللياتُ‏ والحلولُ‏ ي كثةٌ‏ لكن

يبقى الحلُّ‏ السياسي ُّ والقرارُ‏ هو المُ‏ غيَّب.‏

ي

الخارجية



ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ن

ف

ف

ت ف

ف

ف

ئ

ف

ي

ي

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ق

ئ

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ن

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ي

ف

ف

ف

ف

ف

ي

ف

ف

ف

ف

ف

ي

ف ف

ن

ف

ف

ف

ف

ي

| 03.12.19 آراءنا وأفكارنا | 22

مقابالت | | 22

| 03.12.19

مقابلة مع الشیخ یاسر عودة

محمد عزالدین – ‏ُمدقق لُغوي

عن ما بعد احلقيقة

ناهية كنج - محرّرة قسم ال آ راء

ي ،

عن ما بعد احلقيقة

محمد الصايغ – كاتب صحا‏

يشهدُ‏ لُبنانُ‏ مظاهراتٍ‏ شعبيةً‏ بعدَ‏ سُ‏ باتٍ‏ دام عقودًا،‏ هل يصُ‏ حُّ‏ إطالق اسم ‏“الثورة”‏ عىل هذه اليقظة

الشعبية،‏ أم أنها مازالت ضمن نطاق المُ‏ ظاهرات والصحوة؟

يصُ‏ حُّ‏ تسمية هذه النتفاضة بالثورة،‏ لكنها ثورةٌ‏ فريدة من نوعها،‏ أ ل نَّ‏ غالبَ‏ الثورات ب َ ع‏ التاريخ كانت تأخذ طابعَ‏

العنف،‏ ي ُ وتس‏ وِ‏ فقَ‏ ش مرس وعٍ‏ بديلٍ‏ لإدارة الحُ‏ كم ي مَ‏ ن تثورُ‏ عليه.‏ ما يحدثُ‏ لدينا هو انتفاضةُ‏ شعبٍ‏ من ث كة

المأساة،‏ لكن تسميتَها بالثورة صحيحةٌ‏ إذ إنَّ‏ هذا الشعب قد عايشَ‏ الضغطَ‏ لعرسش ات ي ن السن‏ . هي ثورةٌ‏ مُ‏ ي ز تمةٌ‏

بحيويتها وجماليتها – ولو لم تُعجب ي الكثين – فالحقيقية أن التاريخ لم يشهد لنا عن ثورةٍ‏ سلميةٍ‏ حضارية كهذه،‏

إذ وبالرغم من كل أشكال العنف ي ت ال‏ تُحاول تفرِ‏ قَتَهم إل أن الناس مُ‏ رصّ‏ ين عىل موقفهم ووحدتهم،‏ وهذا هو أ المر

الجميل فيها.‏ وقد تجلَّت هذه الوحدة بشكلٍ‏ خاصٍ‏ ي مشهدية نساء وأمهات ي ت منطق‏ الشياح ي ن وع‏ الرمانة،‏ الذين ل

يجرؤ أحدٌ‏ عىل اتهامهنَّ‏ بالتبعية الحزبية،‏ بل وعىل العكس فهُنَّ‏ أردن القولَ‏ أ لالحزاب ‏“ارجعوا أنتم إىل ‏‘حظائركم‘‏

فنحن نريدُ‏ وطنًا مسالمً‏ ا وحياةً‏ كريمةً‏ ”.

أجمل ما حدث هو أنَّ‏ كل الحواجز ي ت ال‏ صنعَ‏ ها الطائفيون والسياسيون وعلماءُ‏ الدين من كُلِّ‏ الطوائفِ‏ قد تحطَّمَ‏ ت،‏

مثَلُها كمثَلِ‏ الهالةِ‏ ي ت ال‏ صُ‏ نعت حول رجال الدين وحول ي السياسي‏ ي ن ت وال‏ أدَّت إىل تأليههم،‏ فهي الأُخرى قد تكرسَّ‏ ‏َت

عىل أيدي الناس.‏

ي ء أو الإتيانَ‏ بنتائجَ‏ جيدة،‏ إل أنَّ‏ الناسَ‏ قاموا بواجبهم وتجرؤوا عىل التَّحرُّرِ‏ من سالطينِ‏ هم

قد ل نستطيع القيام بىسش

بعد أن كان آباؤهم ‏)أي نحنُ‏ الجيلُ‏ الذي سبقهم(‏ عبدةً‏ عندهم.‏ فما حصلَ‏ جميلٌ‏ جدً‏ ا،‏ وإن لم يُحققوا شيئًا،‏

فهذا إنجازٌ‏ بذاته.‏ ويبقى أ المل مُ‏ علّقًا عىل الجيل القادم،‏ وبخاصةً‏ الشباب المُ‏ تعلم والمُ‏ ثقف.‏

ي مجتمعنا مقولةٌ‏ ي شهة:”‏ ي ن ب‏ الحقِّ‏ والباطلِ‏ أربعةُ‏ أصابع.‏ الباطلُ‏ أن

تقولَ‏ سمِ‏ عت،‏ والحقُّ‏ أن تقولَ‏ رأيت”.‏ أسَ‏ ألتَ‏ نفسَ‏ كَ‏ يومً‏ ا إذا كانَت

رؤيتُكَ‏ لفيديو بَ‏ ُ تُعتَ‏ من فصيلةِ‏ ‏“رأيت”‏ أو ‏“سمعت”‏ ؟ هل أعدتَ‏ النظرَ‏

ي مفهومِ‏ ما هو حقيقيٌّ‏ بعد ظهور العالم الف‏ ي ت ض ا‏ والفيديوهات

المُ‏ ب فَكة؟ هل رأيتَ‏ عىل اليوتيوب كيف جعلوا أوباما يقول ما لم يقُل

ب ع‏ استعمالِ‏ برامج الذكاء الصطناعي؟ هل تعلمُ‏ من يُمَ‏ وِّلُ‏ مَ‏ حطاتِ‏

العالم؟ من يحكمُ‏ السُّ‏ لطة الرابعة؟ هل فكَّرتَ‏ يومً‏ ا كيف ينت ش رسُ‏ الجهلُ‏

ي العالمِ‏ بشكل مُ‏ خيف ونحن ي عرص الغوغل ؟ ما أنتَ‏ فيه آ الن من

أسئلةٍ‏ يحومُ‏ حولَ‏ مفهومٍ‏ اسمُ‏ ه ‏“ما بعدَ‏ الحقيقة”‏ TRUTH( .)POST

‏“ما بعد الحقيقة”‏ مُ‏ صطلحٌ‏ فلسفيٌّ‏ وسياسي ٌّ يرمُ‏ زُ‏ إىل غياب المعاي‏

العامّ‏ ةِ‏ والموضوعيّةِ‏ لبناء الحقيقة.‏ ‏“ما بعد الحقيقة”‏ هو انزلقٌ‏

مُ‏ تَسارعٌ‏ ي ن ب‏ المسافةِ‏ ي ت ال‏ تفصلُ‏ الحقيقةَ‏ عن ت ز الوير أو ي ت ال‏ تفصلُ‏

الحقيقيةَ‏ عن الخيال.‏ عامَ‏ 2016، ي النتخاباتِ‏ أ ال ي مكية،‏ اكتسبَ‏

مُ‏ صطلح ‏“ما بعد الحقيقة”‏ شعبيةً‏ واسعةً‏ عىل شكل ‏“سياسةِ‏ ما بعد

الحقيقة”‏ واختارَته موسوعةُ‏ أوكسفورد ‏“مُ‏ صطلحَ‏ العام”‏ ي نفس السنة.‏

كما تم تعريفُه بأنه ي ُ يُش‏ إىل الظروف ي ت ال‏ تكون فيها الحقائقُ‏

الموضوعيةُ‏ أقلَّ‏ ي تأث‏ ‏ًا عىل تشكيلِ‏ الرأي العام من ي ِ تأث‏ المشاعرِ‏

والهواءِ‏ الفردية.‏ مُ‏ الحظة:‏ فاز دونالد ترامب،‏ ي العام نفسه،‏

أ

بالنتخاباتِ‏ أ ال ي مكية.‏ صُ‏ دفة؟

يُستَح ض رصُ‏ فريدريش نيتشه ي ي ِ كث‏ من أ الحيانِ‏ كأحد ي ن المؤسس‏

ي ن الرئيسي‏ لمفهومِ‏ ما بعد الحقيقة.‏ يدَّ‏ عي نيتشه بأن البرسش يخلقون

المفاهيم ي ت ال‏ يُحدِّ‏ دون من خاللِها ي الخ‏ والعدل.‏ وبالتاىلي يستبدلون

مفهوم الحقيقة بمفهوم القيمة،‏ أي ما يبدو أنّه حقيقيٌّ‏ أو ما قيمَ‏ تُه

تدلُّ‏ عىل أنّه حقيقي.‏ كما يرى نيتشه أنّ‏ الب ش رسَ‏ يخلقون حقيقةً‏ حول

العالم من خالل استخدامِ‏ هم لالستعارةِ‏ أ والسطورةِ‏ والشعر.‏ هو يقولُ‏

أن الباحثَ‏ عن هذه الحقائق يقومُ‏ بنقلِ‏ العالم إىل الإ نسان،‏ أي أنَّه

يُكافحُ‏ من أجل فهم العالم باعتباره يُشبه الإ نسانَ‏ ويكتسبُ‏ ي أحسنِ‏

الحوالِ‏ شعوراً‏ بالستيعاب”.‏ للتوضيح،‏ ب ُ يعت‏ نيتشه أن الحقيقةَ‏

أ

مُ‏ جرَّدُ‏ إسقاطٍ‏ يقومُ‏ به الفردُ‏ من العالم إليه.‏ أي أن الحقيقةَ‏ ليسَ‏ ت

واحدة،‏ بل هي كمفاهيمِ‏ العدالة والخ‏ ي نظره.‏ ي ن ح‏ تنظرُ‏ إىل

الواقعِ‏ اليوم تشعرُ‏ بأنَّ‏ شيئًا مما قالَه نيتشه يُشبه الواقع.‏ فهو دائمً‏ ا

يستشعرُ‏ فشَ‏ لَ‏ النظام،‏ وهو ي هذه الحال استشعرَ‏ هَ‏ شاشةَ‏

الحقيقةِ‏ ي ت ال‏ ب نعتَ‏ ‏ُها حقيقة.‏

ي صالونٍ‏ ما ي لبنان،‏ يروي أحدُ‏ هم لصديقِ‏ ه عن معلوماتِه أ الكيدة

حول قيام رئيسِ‏ الحزب ي الفُال‏ بعمليةِ‏ اختالسٍ‏ ي كبة.‏ ي و‏ زاوية

أخرى من ش النرس ةِ‏ المسائية عىل التلفاز،‏ يقوم اعالمي مُ‏ ختَصٌّ‏ بِفضحِ‏

أحد أعالمِ‏ السياسة عىل الهواء ويصفُه بالحرامي والنصاب.‏

السؤال:‏ ‏“هل فُالن حرامي”؟ الجواب:‏ ‏“نعم أو رُبما أو هيك بيقولو

أو ما بحط عىل ي ت دم‏ ”. الجوابُ‏ أيضً‏ ا أنّ‏ فُالنًا نائبٌ‏ نجحَ‏

النتخابات.‏ فالنًا زعيمٌ‏ . فالنًا يُحبُّه ي الكثون من الناس ويَحلفون

باسمه.‏ أما الحقيقةُ‏ فهي مُ‏ زدوجة ل ي ن تع‏ شيئًا ول أثر لها.‏

إن لم يكن للحقيقة أثر،‏ فهل تبقى حقيقة؟ وإن كانَ‏ للحقيقةِ‏ وجوهٌ‏

ي كثة ، هل يبقى لها أثر؟ هذه الدوامة هي حالةُ‏ ما بعد الحقيقة،‏

لن الحقيقةَ‏ أصبحَ‏ ت كلمةً‏ فقط.‏ أ ل نَّ‏ ب الوباغندا الإعالمية تستطيعُ‏

أ

أن تجعلَ‏ ترامب رئيسً‏ ا.‏ والسياسةُ‏ تستطيعُ‏ أن تُخرجَ‏ مُ‏ ي ن جرم‏ من

السجن.‏ كما العواطفُ‏ قادرةٌ‏ عىل إفسادِ‏ العقل،‏ والعقلُ‏ لم يعُ‏ د

يثقُ‏ بالحواس.‏ انتهى أ المرُ‏ بالفيلسوفِ‏ نيتشه بأن أُصيبَ‏ بانهيارٍ‏

ب ي عص‏ ، صُ‏ دفة؟

ي

ي الوقت الراهن ي و‏ ظل النقسامات ي ت ال‏ تحصل،‏ ومحاولتِ‏ تفرِ‏ قَةِ‏ الناس وكَفِّهم عمّ‏ ا هم عليه،‏ هل ن سى

نتائجَ‏ هذه المُ‏ حاولت عىل هذا الحراك ب ي الشع‏ ؟

قبل ليلة من مشهديةِ‏ الشياح ي ن وع‏ الرمانة ي ن تخلَلَّ‏ للحظاتٍ‏ شعورٌ‏ باليأس نتيجة ما آلت إليه أ المور أ والخبار،‏ إل أنّ‏

رؤيةَ‏ أ المهات ي هذين ي ن المنطقت‏ أعاد أ المل إىل ي نفىس . هذه المشهدية لم تكن الوحيدة،‏ بل كانت نموذجً‏ ا من عدة

نماذج ساهمت ي ضخِّ‏ الحماس أ والمل ي قلوب المُ‏ تظاهرين.‏ أضف إىل ذلك ما حصل ي الرينغ وساحة الشهداء

ي وغها من المناطق ي ت ال‏ تعرَّضَ‏ ت لالعتداء،‏ ما ولَّدَ‏ إرصارًا عند الناس وأمالً‏ بالستمرارية.‏ هناك إرصارٌ‏ عىل أخذِ‏

الحقوقِ‏ بأي طريقةٍ‏ كانت،‏ تحت حواجز السِّ‏ لمية والسلم أ الهىلي .

ف

إىل حد آ الن،‏ أُسقطَت جميعُ‏ أحزابِ‏ السُّ‏ لطة بال استثناء وذُهلَت بما لم تكن تتوقعه،‏ أل وهو استمرارُ‏ الناس ي

تظاهُ‏ رها ي غ‏ ي ن آبه‏ أ لوامر أحزابهم.‏ فهذا أ المرُ‏ بذاتِه يُعيد أ الملَ‏ للناس بأنْ‏ ل رجوعَ‏ عن مطالبِ‏ هم رغمً‏ ا عن كل

الضغوط ي الكبة،‏ إن كانَت مِ‏ ن السفارات أو أ الحزاب أو من السُّ‏ لطة نفسِ‏ ها،‏ بما يُمارَسُ‏ من تخوينٍ‏ وبثٍّ‏ للرُّعبِ‏

قلوب الناس.‏

يمكننا القول بطريقة أو بأخرى أن المواجهة صارت فكرية،‏ خاصة مع محاولتٍ‏ عديدةٍ‏ للتغطية عىل الصورة

الثقافيةِ‏ لالنتفاضة الشعبية بحركاتٍ‏ لأخالقيةٍ‏ لإ لهاء الرأي،‏ فما رأيك بما يحصل آ الن عىل المنحى الفكري؟

بطبيعة الحال فإنَّ‏ الوعيَ‏ والحذرَ‏ مطلوبان بشكل ي كب‏ ، أمَّ‏ ا هذه التُّهَم ‏“الجاهزة”‏ فهي ليسَ‏ ت وليدة أ المس بل

استُعملَت تاريخيًا ي ي ٍ كث‏ من أ الحداث.‏ أضف إىل ذلك أ البواقَ‏ الإعالميةَ‏ المُ‏ حرِّضَ‏ ة والمُ‏ تَّهَمة،‏ فهي ي ي برأ‏ قد سقطَت

ي هذه المرحلة ولم يعُ‏ د لها ب من‏ ‏ُها السابق.‏ خُ‏ ذ عىل سبيل المثال ي ت حال‏ ، ففي العام 2017 أُقيمت عىلي َّ حربٌ‏

شعواءُ‏ نجحت ي تحريض الرأي ضدي ومنعي من الظهور ش مباةً‏ ي ي خطابا‏ ، لكنهم لم يقدروا عىل ي إلغا‏ أو تغي‏

مواقفي بل زدتُ‏ إرصارًا عىل مواقفي نفسها،‏ فمن يحق له إلغاء آ الخر وإسكاته؟ أما ي العام الحاىلي فقد قامت ضدي

حمالتٌ‏ مُ‏ ماثلة ي ن اتهمت‏ ي بأ‏ أحدُ‏ قادة الحراك ي المد‏ ومُ‏ حرّضيه،‏ مع أن توعيةَ‏ الشعبِ‏ كانت مُ‏ همَّ‏ ي ت‏ أ الوىل كواجبٍ‏

ي ن دي‏ منذ البداية ت وح‏ ما قبل ن ز الول إىل الشارع.‏ كما وتم توجيه ادعاءاتٍ‏ باطلةٍ‏ عن تعامىلي مع إحدى السفارات،‏

ي وغها من الإشاعات أ والباطيل،‏ لكن الصورة اليوم اختلفَت إذ إنّ‏ وعيَ‏ الناس لم يسمح لهذه الحركاتِ‏ بتحقيق

نجاحها،‏ أ فالمور قد باتت مكشوفة للعلن.‏

نستطيع القول بأن ما حدث وما زال مُ‏ ستمرًا من يقظةٍ‏ شعبيةٍ‏ قد سمحَ‏ ت بكِ‏ حواجزِ‏ ي التفك‏ ي والتعب‏ عن

الرأي بدون خوف،‏ عىل عكس ما كانت عليه الحال ي السابق.‏ لكن يبقى أ الملُ‏ أن ت ز تل‏ مَ‏ هذه الحُ‏ رياتُ‏ حدودَ‏

الخالق والوعي.‏

أ

بطبيعة الحال ل يمكنُكَ‏ ضبطُ‏ كل الناس،‏ فلبنانُ‏ بلدٌ‏ متعددٌ‏ بطوائفِ‏ هِ‏ ومشاعرِهِ‏ وأهوائه،‏ وبالتاىلي ل يُمكنك أن تُج‏

كل الناس عىل التَّرصُّفِ‏ بأخالقٍ‏ والبتعادِ‏ عن الشتم.‏ ومما ل شكَّ‏ فيه فإنَّ‏ السَ‏ بَّ‏ والشتمَ‏ مرفوضان،‏ فالإمام ع يىل

‏)ع(‏ قد قال أ لهلِ‏ ه ي ‏“إ‏ أكرهُ‏ لكُم أن تكونوا ي ن سبّاب‏ ، ولكن لو ذكرتُم أحوالَهُم ووصفتُم أعمالَهم لكانَ‏ أصوبَ‏ بالقول

ي العُ‏ ذر”.‏ لكن السؤال هو ‏“ماذا وإن سَ‏ بَّ‏ أحدُ‏ هم زعيمً‏ ا؟ ما هذه القدسيةُ‏ للزعيم ي ت ال‏ هُ‏ زَّت إن سُ‏ بَّ‏ ؟ فأنتَ‏

قد عذبتَ‏ الناس وعَيَّشتهم بذُ‏ لٍّ‏ وحقارةٍ‏ بال حدود،‏ فكيف لك أن تستغربَ‏ إن سَ‏ بَّكَ‏ أحدُ‏ هم؟”.‏ كُل من يريدُ‏ أن

يتصدى للشؤونِ‏ السياسيةِ‏ عليه تحمُّ‏ لُ‏ السَّ‏ بِّ‏ والنتقاد،‏ وإل ل يجبُ‏ عليه تعاطي السياسة أصالً‏ ، ويمكننا أن

نستشهد هنا بالإمام عىلي ‏)ع(‏ أيضً‏ ا عندما سبُّوه أهلُ‏ الخوارج فما كان منه إل أن قال أ لصحابِ‏ ه ي ن الغاضب‏ مُ‏ هدِّ‏ ئًا:‏

‏“إنما هو سبٌّ‏ بسَ‏ بٍّ‏ أو عفٌّ‏ عن ذنب”.‏ أتفهَّمُ‏ وجعَ‏ هؤلء الشباب الذين يرَونَ‏ مُ‏ ستقبلَهُم يموتُ‏ عىل يد زعيمٍ‏ يرسقُ‏

الدولة بكل مُ‏ قدَّ‏ راتِها ‏“وعىل عينك يا تاجر”‏ والذي تحميهِ‏ ي نُ‏ القوان‏ والقوى أ المنية،‏ فأنا أتفهَّمُ‏ أن يَسُ‏ بَّ‏ هؤلء الشباب

هذا الزعيم،‏ والفرق ي ٌ كب‏ ي ن ب‏ ب تيرِ‏ هذا السبِّ‏ وتفهمه.‏

ما ي ن ب‏ توحيد المطالب وحِها أ بالمور المعيشية،‏ ي ن وب‏ أخذها لمنحى أبعد من خالل استغالل النتفاضة

عىل الفساد لمُ‏ هاجمة الطرف آ الخر وتسليط الضوء عىل عيوبه،‏ ما رأي الشيخ يا‏ بإيجابيات وسلبيات هذا

المر؟

أ

المشكلة أ الوىل تكمنُ‏ ي أن هذه الثورةَ‏ ليس لها قيادةٌ‏ ول منهجيةٌ‏ أو تَصَ‏ وُّر،‏ إذ تسودُها العفويةُ‏ ي ُ والتعب‏ عن آ ال راء

ووجهات النظر،‏ ولكن ي هذا المرحلة من الجيد لها أن تتبلوَرَ‏ وتعمل عىل توحيد المطالب مع حرصها أ بالمور

المُ‏ قتدر عليها ي الوقت الراهن،‏ كي ل يُصابَ‏ الجميعُ‏ بالإحباطِ‏ من النتائج.‏ فعىل سبيلِ‏ المثال،‏ إحدى المطالب

الصَّ‏ عبِ‏ تحقيقُها حاليًا هو إسقاط النظام،‏ هذا أ المر ليس جيدً‏ ا ي الوقت الراهن لكنّه هدفٌ‏ يجب أن يتحقق

ي فرضِ‏ تشكيلِ‏ حكومةٍ‏ جديدة – وإن كانت تكنو سياسية،‏ لستحالة إلغاء هذه أ الحزاب حاليًا – تقوم

بإجراءاتٍ‏ معينةٍ‏ وتدعي إىل انتخابات نيابية مُ‏ بكرةٍ‏ بتصحيح التمثيل،‏ كي ي ئَ‏ نج‏ بمجلسٍ‏ ب ي نيا‏ عىل آمال الشعب وليس

عىل آمال أ الحزاب وقوانينها.‏ ي و‏ نفس الوقت ل ض‏ ي رفع سقف المطالب بهدفِ‏ تحقيق الحد أ ال ن د‏ منها،‏ أمّ‏ ا

عىل مستوى ي تغي‏ النظام،‏ فهذا أ المر يتطلبُ‏ منهجية محددة.‏

آجالً‏ ، فالمالذُ‏

لو أُقيمت انتخابات نيابية مبكرة،‏ هل ترى النتائج مُ‏ طَمئنةً‏ إل حدٍّ‏ ما لمطالب الشعب،‏ أم أنَّ‏ الشعب سيعود

إل تكرار الخطأ نفسه؟

و‏ الواجهة أ الخرى تلعبُ‏ الدولة عىل عاملِ‏

ف

أعتقدُ‏ أن أ المرَ‏ حاليًا مُ‏ مكن،‏ فلو حصلَت سيَنتخِ‏ بُ‏ الناسُ‏ ي ضم‏ ‏َهم.‏ ي

ي إخمادِ‏ نارِ‏ غضبِ‏ الناس ووعيِ‏ هم.‏ فهُم يعملون عىل الإتيان بحكومةٍ‏ تقوم ببعض الإصالحاتِ‏ الشكليةِ‏

وإلهاء الشعب عن القيام بانتخاباتٍ‏ نيابيةٍ‏ مُ‏ بكرةٍ‏ وإعادتِه إىل الحظائر الطائفية،‏ وأُشدد هنا عىل كلمة حظائر كونها

ترجع إىل حكم الحيوانات والغابات،‏ فهم سيعملون ل محالة عىل العوامل الطائفية والعاطفية.‏ أما وإن نجَ‏ حنا

القيام بانتخاباتٍ‏ نيابيةٍ‏ مبكرة فسيخرس أصحابُ‏ السلطة الحالية ي كث‏ ‏ًا،‏ أ المر الذي هم يخافون من حدوثه.‏

الوقتِ‏

ماذا عن دور رجال الدين ي الوقت الحالي تحديدً‏ ا،‏ إضافة إل دور أصحاب المنابر،‏ هل هم مقين فيه؟

وكيف يمكنهم التأثر والمساهمة ي توحيد صفوف الشعب؟

ف

أعتقد لو أن الدُّ‏ ور الروحية،‏ من جميع المذاهب والطوائف ي لبنان،‏ تجمعُ‏ رجالَ‏ ديانتها وتُشارك مع الشعبِ‏ ي

حراكه ستقدرُ‏ عىل فرض ضغطٍ‏ ي ٍ كب‏ عىل الدولة ووضعِ‏ مطالبَ‏ مُ‏ حددةٍ‏ مع تسمية مُ‏ هلٍ‏ لتنفيذها،‏ بداية من حل

مسألة النفايات.‏ خاصة مع قُدرة رجال الدين عىل حشدِ‏ جمهور طائفتهم،‏ وبالتاىلي يتوحد الشعب بطوائفه مع

مطالب رجال ديانتهم.‏ ي ن لكن‏ الحقيقةَ‏ أأسفُ‏ عىل العديد من رجال الدين الذين باعوا أنفسهم ي ن للسالط‏ وأغرتهم

الموال والسيارات ت ح‏ أصبحوا بدنيا ي غ‏ دنيا هذا الشعب المُ‏ ي عا‏ ، خذ ي ن بع‏ العتبار أن ي ز مانية رجال الدين تبلغ

أ

سنويا حواىلي 29 مليار ي لة لبنانية،‏ فكيف لهم الوقوف بوجه الدولة والفساد؟

ض َ تح‏ العديد من وسائل الإ عالم؟

إذًا فما الوسيلة إل توعيةِ‏ الشعب ي هذه المرحلة ي ت ال‏ نشهدُ‏ فيها أيضا يُّ‏

أقول بأن العُ‏ مدةَ‏ ليست عىل رجال الدين،‏ وإن كُ‏ نّا ي مجتمعٍ‏ لرجالِ‏ الدين فيه يدٌ‏ طولة،‏ لكن العتمادَ‏ عليكم أنتم

الشباب،‏ كما وبتُّ‏ أرى النساء قادراتٍ‏ عىل تحقيق ما يعجزُ‏ عنه رجالنا.‏ فرجالُ‏ الدين مرهونون بظروف عدة،‏ ث فكةٌ‏

هم رجال الدين الذين ي ن يُوافقون‏ الرأيَ‏ لكنهم ل يجرؤون عىل قول ما أقولُه خوفًا منهم عىل مرصوفهم الشهري

من النقطاع.‏ ي ن ولكن‏ أقول لهم أن الله هو الرزاق.‏ ي فإ‏ أرى المسؤوليةَ‏ عليهم ب أك‏ من أي أحد آخر،‏ ي ن لكن‏ ل أضع

آماىلي عليهم ض فرصب الميت حرام.‏ لذلك المطلوبُ‏ حاليًا من الشباب والفئات المثقفة ي البالد تحمُّ‏ ل المسؤولية.‏

ي كالمي هنا النساء،‏ ليس استنقاصً‏ ا من قيمة الرجال،‏ لكن المرأة تقدر عىل الوقوف بوجه أ ‏“ال زعر”،‏ لكن

الرجل إن فعل ذلك فقد يؤدي أ المرُ‏ إىل عراكٍ‏ وهدر دماء،‏ لذلك فإن دور النساء كب‏

ي .

وأخص

ما الرسالة ي ت ال‏ تُقدمها للطبقة السياسية الحالة،‏ ي ن ولالإعالمي‏ وللطالب كي نختم بها حوارنا؟

ي ء،‏ أ لنها طبقة ميتةٌ‏ ، بال إحساس أو حياء،‏ بل تعجز اللغة عن وصف

ل يُمكن أن التوجُّ‏ ه لهذه الطبقة السياسية بىسش

هذه الحقارة ي ت ال‏ هم فيها،‏ فماذا عساي أقول لهم؟ ولكن،‏ إن كانوا ي ن يسمعون‏ أقول لهم:‏ ‏“عودوا إىل لُبنانيتكم،‏

ولو لمرة واحدة.‏ ل تعودوا إىل الخارج مهمَ‏ ن كان أ لخذ قرارات الداخل،‏ ل أ لمريكا ول للسعودية ول إيران ول فرنسا

ول أ لي دولة أخرى،‏ اخلعوا هذا الثوب الخارجي ولو لمرة والبسوا ثوبكم اللبنا‏

أما ي ن لالإعالمي‏ فأقولُ‏ أنَّ‏ عليكُم مسؤولية ب كى،‏ فأنتم القادرون عىل تجييش الواقع،‏ وأنتم القادرون عىل شَ‏ يطَنَتِ‏ ه.‏

أنتم القادرون عىل تلميعِ‏ صورة الفاسد وأنتم القادرون عىل تلميع صورة الحسَ‏ ن.‏ ولذلك أفهمُ‏ أن العالمي يُمكنُ‏

ِ اؤه كما يمكن ش ‏اء ي با‏ فئات المجتمع،‏ لكن ل أفهم كيف يمكن أن يكون أحد عىل هذا القدر من الكذب.‏ لذلك

الإعالم هو رسالة ب أك‏ من رسالةِ‏ المنابر والمساجد.‏ هم القادرون عىل المساعدة ي نهوض شعبهم وبناء

المستقبل.‏

ن ويُشعر‏ بالفخر هو مُ‏ جالسة

وللطالب أقولُ‏ أنتم ي أبنا‏ ، أفتخرُ‏ بكم وأفرح بكم.‏ بل وبالحقيقة فإن ث أك‏ من ي ن يُفرح‏ ي

طالب المدارس والجامعات ومُ‏ ناقشتهم.‏ ت ح‏ لو كان شبابُنا ي ن علماني‏ ، فهم يُرفَع بهم الرأس،‏ أقولها وأنا رجَ‏ لُ‏ دينٍ‏ ،

كيف ل ويقول الإمام عىلي ‏)ع(:‏ ‏“الناس صِ‏ نفان:‏ إما أخٌ‏ لك ي الدين،‏ أو ي نظ‏ لك ي الخلق.”‏ وبالتاىلي يجب عىلي َّ

ت احام جميع الفئات،‏ وأقولُ‏ لهم أنتُم أ المل،‏ أنتم المُ‏ ستقبل،‏ أنتم الطموح.‏ نحن نُعلّقُ‏ عليكم آمالنا،‏ صحيحٌ‏ بأن

الحِ‏ ملَ‏ ثقيلٌ‏ فنحن قد خرّبنا ي كث‏ ‏ًا لكن الله المُ‏ ي ن ع‏ .

ي ”

ب َ ش

وأبلغَ‏



ن

ف

ن

ف

ف

ف

ن

ف

ض

ت

ي

ي

ت

ي

ف

ي

ت

ي

ف

ف

ف

ف

ن

ف

ن

ن

ف

ق

ف

ت

ي

ف

ي

ن

ف

ن

ن ف

ف

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ثقافة وفن | 17 |26.11.19 ثقافة وفن | 16

|26.11.19|

آخر الدرس..أول اللعب

عقيل عيىس-كاتب صحفي

نناديكم...‏

ما كان ينقصنا إل ي ن جناح‏ نحلّق بهما ساعة

تنطلق الصافرة أ ال ي خة،‏ معلنةً‏ وقت

النرصاف بعد يومٍ‏ ي دراس طويل،‏ ل نتأخر

عن معانقة الباب ونحن نتسابق ي الهروب

من قدرنا اليومي،‏ كنا نوارس ي صغة ل

تعرف الجلوس طويالً‏ عىل تلك الكرا ي س

الضيّقة،‏ نستوحش الجدران ورصير

ي الطباش‏ ، وصوت المدرّس الذي بحّ‏ وهو

يلقّننا قواعد الدرس،‏ ما زلنا أطفالً‏ لن

نفطم بعد من رغبات اللعب،‏ والركض ي ن ب‏

الزقّة،‏ ومنادمة أ الصدقاء ي الحارة،‏ دقائق

أ

معدودة وبعدها تصبح الفصول خالية إل

من أقالم منسية،‏ أو ورق لم يحسن

أحدهم الكتابة عليه…كأنها صافرة إنذار

عىل وقع خطر وشيك.‏

ي ء يعادل الخروج من باب الدرس إىل

ل سش

باب اللعب،‏ الصغار الذين لم يعرف ث الكة

منهم وسائط لالنتقال إىل منازلهم آنذاك

يتفيّؤون ظالل ضحكاتهم وهم ب يعون

سوياً‏ إىل عيون أمهاتهم،‏ قد يرسمون

خطوطاً‏ عىل أ ال رض ويلعبون ي أ الثناء،‏

وقد يتوقفون عند بائع اللوز الذي أم‏

ي انتظارهم عند منعطف الطريق،‏

كان اللوز يومها فاكهة الطفولة أيضاً،‏ ومثله

الكنار ‏»النبق«،‏ حيث يذخر الصغار ماتبقى

من مرصوف اليوم لهذه المصادفات

الشهية،‏ أ ال رض ساخنة،‏ والشمس ل تعرف

ي ي ظهات القيظ،‏ لكنها أرقّ‏ عىل

ضلوع الصغار من مراوح الفصول ال‏

ضيقت عليهم فسحة الركض واللعب

والتجوال.‏

ذاكرة

ف

ترسم طرقات الطفولة حكايات ي

الصغار الذين رسموا بخطواتهم إىل

المدارس لوحات من أ المل المستحيل،‏

يعرفهم ‏اب ي الظهة وهم يمتلؤون

بأشواق الماء ي لحظات العطش،‏ ل شجر

يظلل ي ن الماش‏ ول ت ح‏ رصيف يحرس

أنفاسهم،‏ هم سيارة الحي ي أول الصباح

وأول ي الظهة،‏ مثقلةً‏ أيديهم بدفاتر

الحصص الطويلة،‏ يحفرون عىل أ ال رض

مواعيدهم الدائمة قبل أن تمحوها الريح

ي انتهاء ساعات النهار،‏ هم ماء المكان،‏

وهم شجره،‏ وهم صوره ي ت ال‏ تحولت

فصول الحياة.‏

ت ح‏ الخروج من المدرسة له نشيد،‏ ترقص

عليه حقائب الصغار وهي ترتفع وتنخفض

ي بحر ي ن الهارب‏ من أقفاصهم،‏

بينما يتمايل الفتية ي فرح النهايات

المؤقتة،‏ ثيابهم الفضفاضة ترتفع أ كال ش ‏عة

ي تماوجهم الدائم،‏ بعدها يغيبون ي ن ب‏

الزقّة،‏ ت يكون أ الفق وحيداً،‏ ويرحلون إىل

أ

ن أ مرا‏ الراحة،‏ عند سدرة أ المهات.‏

حسن سليقا-رئيس قسم ثقافة وفن

‏»طالعة بدا تتظاهر

طالعة عالإعتصام

طالعة بدا حرية

طالعة تسقّط نظام«‏

ساحات الإنتفاضة.‏ هو أحد أ الناشيد الذي،‏ قبل

ف

هو أحد أ الناشيد ي ت ال‏ رافقت الثوار ي ي مساتهم وتجمعاتهم ي

أن يثور عىل الحكام والنظام الفاسد والقامع،‏ ثار عىل أ البوية ي مجتمعاتنا وتقاليدنا أ وال ي غا‏ ي ت ال‏ ترافق مناسباتنا.‏

فالمرأة ي ت ال‏ كانت ‏»طالعة من بيت أبوها«‏ لتتوجه إىل بيت زوجها ش مباة كما ي ض تقت‏ مبادئ الذكورية،‏ أصبحت

امرأة تخرج من بيتها ب ي لتل‏ نداء الوطن وتثور عىل الواقع الذي ل يرتقي إىل مستوى تطلعاتها كمواطنة ي هذه

الدولة...‏ هي المرأة اللبنانية الثائرة ي ت ال‏ أ مالت الساحات ورصخت بأعىل صوتها ورفعت قبضتها لتطالب بعيش

كريم لها ولعائلتها،‏ لتطالب بحق الجنسية أ ل ولدها،‏ لتطالب بإسقاط الفاسدين الذين ينهشون مستقبلها،‏ لتطالب

بضمان شيخوختها ومجانية استشفائها...‏ هي أ الم اللبنانية ي ت ال‏ تصون الوحدة وتستقتل ي الدفاع عن العيش

ت المشك ي الشياح ي ن وع‏ الرمانة وطرابلس وبعلبك أ وال ش ‏فية وخندق الغميق وطريق الجديدة والشوف وصور

وحاصبيا وصيدا..‏ فكل جنّة ضمن ال 10452 كم‎2‎ تحت أقدام أ المهات.‏

ولم يقف إبداع الثوار ي قولبة أ ال ي غا‏ وتحويلها إىل أناشيد تليق بمطالبهم هنا،‏ فطالت أغنية مارسيل خليفة

ي الشهة ‏»يا بحرية«‏ وحولتها إىل رصخة تتوجه إىل عزيمة الشعب وتقول لهم ‏»شدّ‏ وا الهمة الهمة قوية...‏ شعب

بينده للحرية...‏ ويا حريّة،‏ هيال هيالاا«.‏ هذا إضافة إىل الشعارات المستحدثة ي ت ال‏ كتبها ولحنها الثوار لتالئم

مطالبهم المعيشية وتستهدف رؤوس السلطة الفاسدة ومنها ‏»بدنا رصض يبة أ عالرباح...‏ عالمرصف مش عالفالح«‏

و«عجز الدولة ما بينسد من جيوب اللبنانية...‏ روحوا جيبوا المرصيات من جيوب الحرامية«...‏

هذا ولم تسلم أ ال ي غا‏ أ الجنبية هي أ الخرى من التعديالت فأصبحت أغنية ‏»بالّ‏ تشاو«،‏ ي ت ال‏ شهرها مسلسل ‏»بيت

الورق«‏ ‏)ل كازا دي بابيل(‏ الذي يحمل أفكار الثورة عىل حكم المرصف،‏ إىل أنشودة عىل الطريقة اللبنانية توجه بها

المنتفضون إىل كل من يدعم الورقة الإصالحية ي ن قائل‏ ‏»بالّ‏ بشاي«!‏

ن مد‏

تتنوع أوجه الإبداع ي ن ب‏ أناشيد ي ت و«جرافي‏ » عىل الجدران وإضاءة شموع و«طرطقة الطناجر«‏ وعرض استقالل ي

ي وغها...‏ ويبقى الهدف واحد:‏ إيصال صوت الشعب ومطالبه ومحاولة إيقاظ ضمائر ي ن المسؤول‏ واستعجال

الخطوات الالزمة للخروج من الدوامة ي ت ال‏ ‏»قادونا«‏ إليها.‏

العربية.‏

لذلك من ض الرص

ي ل تركز عىل اللغة كلغة تواصل بل تشدد عىل القواعد

وري جدً‏ ا مراجعة مناهج اللغة العربية ال‏ ت

والإنشاء،‏ وكأن اللغة ل يوجد فيها مستويات سوى اللغة الخطابية الإنشائية ال أ دائية بل عىل العكس اللغة العربية

مرنة وتقبل التعدد ي المستويات.‏ ويمكن للغة العربية أن تكون لغة أبحاث،‏ فاللغة العربية ليست فقط لغة

الإنشاء والشعر والخطابة بل هي لغة أكاديمية فيها توثيق ومراجع وابتعاد عن التعميمات تمامً‏ ا ي ز كالإنجلية

والفرنسية.‏ وعىل الرغم من أن مدارسنا كانت تشدد عىل اللغة الإنشائية وعىل الكلمات الطنانة الرنانة ي ت ال‏ لو لم

نكن نستخدمها ي ي التعب‏ ب ي الكتا‏ ي المدرسة لما حصلنا عىل عالمة جيدة إل أن هذا ل ي ن يع‏ أن اللغة العربية

ليست لغة أكاديمية.‏

ونقطة ي أخة ومهمة يجب تسليط الضوء عليها هو تدريس قواعد اللغة العربية ضمن سياق أي دمجها مع القراءة

والكتابة،‏ فالطالب يمكن أن يحرصض عالمة كاملة ي ز ومتمة عىل القواعد ولكن هذه المعرفة ل ينقلها معه إىل عمله

ب ي الكتا‏ أو إىل تواصله،‏ لذلك علينا تدريس القواعد ضمن سياق ونصوص وعىل الطالب اكتشاف هذه القواعد

ي والتفك‏ بها وممارستها كتابيًا وشفهيًا وليس فقط حفظها عن غيب،‏ أ لن الحفظ عن غيب ستكون نتيجته النسيان

من جهة وكره اللغة من جهة أخرى.‏

هذه الشعارات التي صدحت بها الحناجر لتصل إىل آذان املسؤولني الصماء وتوضح لهم

مطالب الشعب الشريفة التي ما زالت السلطة تتجاهلها رغم أحقيتها.‏

صديقاً‏

كالموجة

سنواته

فن الشارع:‏ ثورة وثروة.‏

ي ن حس‏ موس-كاتب صحفي

ي ّ

إنّهُ‏ الفنُّ‏ ، حبيب الثورة وسالحها وضوؤها

الوضّ‏ اح أبدً‏ ا...‏ هو شعلتها ي ت ال‏ ض تُرصم ول

تخمد...‏ وواحد من أدواتها الفعّ‏ الة،‏ ال‏

برزت وعمّ‏ ت شوارع لبنان مع ولوج الثورة،‏

لتنطلق بّ‏ معةً‏ عن شعب فاقت همومه

المعقول،‏ وكي تؤازرَ‏ ي ن اللبناني‏ ي ضغطهم

عىل السلطة،‏ وحضّ‏ ها عىل الإستماع

للمطالب المحقّة ق بأر‏ الطرق.‏

لقد عمد ي ٌ كث‏ من المتظاهرين إىل التعب‏

عن مطالبهم ومشاغلهم وهمومهم ال‏

خلعوها عىل جدران أ الماكن العامة

والمحالت،‏ فتجلّت لوحاتٍ‏ فنية تّ‏ ش‏

طَبعتْها ألوان حمراء وخرصض اء أرزيّة ترصخ

بوجع ي ن اللبناني‏ صغارًا وكبارًا.‏ فما نمرّ‏

شوارع ‏»الحمرا«‏ وطريق مطار ي بوت

الدوىلي و...‏ إلّ‏ وتقع أعيننا عىل رسومات

ي وكاريكاتات عديدة أخذت من أ ال رزةِ‏

‏،والسنديانة،‏ والعَ‏ لَم والطربوش،‏ رموزًا

ي للمعا‏ ي ت ال‏ تحملها،‏ ي ت وال‏ ل تختلف أي

اختالف عن ي المعا‏ ي ت ال‏ توخّ‏ ى المتظاهرون

الخرون إيصالها بواسطة أ ال ي غا‏ أ والناشيد

آ

والهتافات،‏ تّ‏ وح‏ الرسائل أ والهداف ال‏

رمى إليها البعض ب ع‏ قطع الطرقات

والتجمعات العلنية أمام مؤسسات الدولة.‏

إنّ‏ هذه ي المعا‏ ي ت ال‏ حملها فن الشارع بّ‏ وع‏

عنها ث بأك‏ أ الساليب رقةً‏ وسلميةً‏ ، ليست

بمعزل عن واقع ي ن المواطن‏ وآلمهم.‏ وهي،‏

ي ، إنما بّ‏ تع‏ عن الرّغبة

إن بّ‏ عت عن سش

الملحّ‏ ة بالوحدة الوطنية والتماسك ب ي الشع‏

الذي بدأ،‏ أو ظُنّ‏ أنه بات دفينًا من قِ‏ بل

الحكّام والطُغاة الساسة.‏ كما يُعدّ‏ فن

الشارع ي اللبنا‏ صورة واضحة قاطعة دالّة

عىل عفويّة الثورة ي ّ ور‏ المطالب،‏ والدرجة

ي ت ال‏ وصل إليها اللبنانيون من الوعي الوط‏

الذي اجتاز الطوائف والمذاهب

والختالفات ي ت ال‏ كانت يومً‏ ا،‏ محدقة

بالمواطن ي اللبنا‏ من كل جانب.‏

عىس أن يبقى الفن وسيلة الثورة أ البرز

وال ث ك‏ انتشارًا،‏ ت ز فيل كل تهم الذين ل

أ

يكفّون عن محاولت تخوين الثورة وتشويه

صورتها...‏ فليبقَ‏ فن الشارع ‏»السفارة«‏

الوحيدة ي ت ال‏ تدفع بعجلة الثورة نحو

المام!‏

أ



ف

ف

ف

ي

ف

ي

ن

ف

ن

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ي

ت

ي

ف

ي

ف

ف

ت

ي

ف

ن

ن

ف

ب

ف

ف

ف

|26.11.19 |

|26.11.19

النسان والمجتمع | 15 أ النسان والمجتمع | 14

| أ

بوسطة الورود البيضاء

زين سليمان | كاتب صحفي

وسط البلد وردم الهوية

عىلي سليم | كاتب صحفي

عرص

ف

انطلقت ‏»بوسطة ي ن ع‏ الرمانة « ي

يوم الربعاء متجهة اىل الشياح،‏ وهي هذه

المرة،‏ مليئة بالورود والقلوب البيضاء.‏ هن

امهات الشياح ي ن وع‏ الرمانة ‏،نزلن سويا اىل

الشارع ليخلعن ثوب الطائفية ، و خطوط

تماس الحرب الهلية ي ت ال‏ لطخت ايام

شبابهن ي بالمآس ، ي ن طامح‏ أ ل ولدهن

مستقبل افضل ، ل يرسمه سادة السالح

بالكراهية والدماء.‏

ومع تبادل الورود و ث ن‏ الرز من عىل

ش الرسفات ، رصخت المهات بوجه زعماء

الحرب الهلية بغضب « لن ينخرط اولدنا

بحربكم الوسخة « . هي ‏»بوسطة ي ن ع‏

ت ال‎٧٥‎‏،ال‏

ش ارة الحرب الهلية ي ي

اسفرت عن ما يقدر ب ‎١٢٠٠٠٠‎ضحية ‏،وعن

ش ترسذم العائالت و هجرت أبنائها.‏ و هي

بالتأكيد ي ت ال‏ اسفرت عن تنامي نفوذ زعماء

الحرب الذين هم نفسهم ملوك صفقات

الفساد؛ تزركشت ذلك اليوم بألوان الوئام

والخوة،‏ ي ت ال‏ لم تخلو من دموع التأثر

أ

لحظات تحطيم الصنام الزعائمية و

‏»الدوس عىل المتاريس«‏ كما قالت احداهن

، حيث رفعت السيدات شعارات عدة منها

‏»واحد واحد واحد،‏ الشعب ي اللبنا‏ واحد!«‏

، و ‏»خلصت الحرب الهلية ، بدنا وحدة

وطنية!‏ «

نفسه المشهد تكرر مجدداً‏ نهار السبت

ي ض الما‏ ، ولكن بعنوان ‏»الجار قبل الدار«،‏

حيث تهافتت سيدات الخندق الغميق

والتباريز اىل تقاطع برج الغزال-الرينغ.‏

النقطة ذاتها ي ت ال‏ شهدت السبوع الفائت

ساحة حرب مناطقية ي بالعص والحجارة و

معارك كر و فر.‏ حيث كررت المهات مشهد

الورود البيضاء والهتافات الوطنية

الوحدوية.‏ كال المشهدين كان لهما الوقع

المدوي عىل وسائل التواصل الجتماعي ، و

عىل نرسش ات الخبار ، حيث اثلجت قلوب

ي ن اللبناني‏ ، و اغلقت ابواق الفتنة ، و كانت

الرصض بة القاضية لكل محاولت ربط

النتفاضة بالحرب الهلية . فالشارع اليوم

بعيد كل البعد عن نظريات ن ز الاع الطائفي

المسلح.‏ فمع اشتداد الزمة القتصادية ،

يزداد تشبث الشارع ي اللبنا‏ بالوحدة

الوطنية وبالمطالب المعيشية المحقة.‏

حيث انه وبعد اسبوع من عمليات الشحن

الطائفي واستفادة الزعماء من الزبائنية ال‏

راكموها عىل ي ض م‏ سنوات ، من شد

العصب المناطقي ، و العتداء عىل

ي ن المعتصم‏ ي ن السلمي‏ ي الساحات اللبنانية

كافة ، الذي ما خىل من العنف الجسدي

والشتيمة والشعارات الطائفية والحزبية ،

أتت خطوة سيدات ي بوت صدمة ايجابية

الشارع ي اللبنا‏ ، و اعادة دس النبض

ي ن الوط‏ الثوري ي قلوب ي ن اللبناني‏ و

اللبنانيات و خاصة الطالب الذين عاد

ي الشارع ب ي المطل‏ .

رُدم تاريخ ي بوت...‏ رُدم تاريخ ي بوت بردم وسط البلد ن لتُب‏ عىل رفاته ما يعرف ب

‏»الداون تاون«‏ اليوم.‏ مُ‏ حيت معالم ي بوت لتستبدلها ي المبا‏ الفخمة والمطاعم أ الجنبية

الطبقية.‏ خُ‏ نقت المدينة وسُ‏ لبت حياتها فلم تعد تلك ي ت ال‏ رسخت ي ذاكرة اهلنا وأجدادنا

أو تلك البلد ي ت ال‏ جمعت جميع أ الطياف وضجت بزهارير المقاهي ووقع أقدام المارة.‏ لم

تعد وسط البلد سوى طرقات فارغة ل حياة لها ول صوت.‏ عاشت هذه المنطقة معارك

الحرب أ الهلية لتتلفظ انفاسها أ ال ي خة وتقتل عىل يد ي ن المسؤول‏ وعىل مرأى ي ن اللبناني‏

ومسمع أصحاب المحالت والبيوت المنكوبة.‏

لقد كانت وسط ي بوت موطئ أقدام جميع الناس ت ز فيخل هذا روح المدينة ويجمع ع‏

اسواقه ي ن المسلم‏ ي ن والمسيحي‏ واليهود أ وال رمن،‏ فيتنافسون تجارياً‏ وحرفياً‏ ليخلق البلد جواً‏

من أ اللفة أ والمن وتُسمع اللهجات الشمالية ي والبوتية والجنوبية واللغات أ ال رمنية والكردية

ي وغها.‏ لكن أ الهم من ذلك كله،‏ فهو أن هذه المنطقة لم تقترص عىل أولئك من الطبقة

ال رستقراطية وأصحاب الجاه أ والموال ث والاء كما اليوم،‏ بل أمنت فرصاً‏ لجميع الطبقات

أ

العاملة ي ن لتأم‏ قوتهم ومعيشتهم.‏ ضجت المدينة بأحاديث المقاهي وترانيم سوق

ف

العطارين وسوق القزاز ‏)الزجاج(‏ والقطايف،‏ فرأى ي الكثون أن وسط ي بوت التجاري كان ي

أوجه وكان قلباً‏ نابضاً‏ للعاصمة.‏ لكن عندما دقت الحرب اللبنانية أبواب البالد،‏ كان وسط

البلد شاهداً‏ لمعارك طاحنة أودت آ باللف ودمرت العديد من ابنيته وأسفرت عن ض ترصر

معالمه التاريخية.‏ شكلت الحرب اللبنانية مرحلة جذرية ي ليتغ‏ وجه وسط المدينة بشكل

كامل فال يتعرف عليه أي من من عارصه قبل الحرب.‏ فقد وجدت بعد الجهات السياسية

وبعد رجال أ العمال نافذة مفتوحة من أجل ‏»إعادة اعمار«‏ هذه المنطقة مع ما يتمىسش مع

ف

مصالحهم السياسية والشخصية.‏ فقام هؤلء بمحي ما تبقى من ابنيةٍ‏ وزواريب احتضنت ي

يومٍ‏ من أ اليام ذكريات ي الكثين،‏ وشيدوا مكانها ما ل يمت ت لاث ي بوت بصلة.‏ بغض النظر

عن الطريقة ي ت ال‏ استحصلت الدولة اللبنانية عىل أحقية ي تدم‏ جدرانٍ‏ وقت قاطنيها طيلة

ال ١٥ سنة ونقل أثار تاريخية من مكانها بهدف اغراضٍ‏ ومصالح مالية،‏ فقد قامت الدولة

اللبنانية بدفع ذوي الدخل المحدود والذين توارثوا محالهم ي وسط البلد أباً‏ عن جد إىل

خارج هذه المنطقة،‏ فأباد هؤلء المسؤولون أي شكل من أشكال الحياة ي ت ال‏ كانت المدينة

ن تتغ‏ بها.‏ إحترصض وسط البلد بعد هجر سكانه له،‏ هؤلء الذين وقعوا ضحية الرأسمالية

العنيفة الإنسانية والمصالح الشخصية والسياسية.‏ أُبعد أ الهاىلي قرساً‏ والذين لم يغادروا

مُ‏ نعوا من ممارسة حقهم ي ملكية محالهم والترصف بها.‏

لقد وقعت وسط البلد ضحية شجعٍ‏ وطمع،‏ وضع ش المرسوع تحت إسم إعادة اعمار ي بوت

ولكنه كان محواً‏ لكل ما هو جميل.‏ هذه البقعة ت ز إخنت ذكريات ي ن اللبناني‏ السعيدة

والليمة،‏ وحوت كنوز تاريخهم القديم والحديث،‏ لتصبح ب مقة لكل ما جعلها ‏»وسط

أ

البلد«،‏ ب مقة لحيطان شهدت ي مأس الحرب وويالتها،‏ وبضع درجات كان اهلنا ت يفشونها

صغاراً‏ ليأكلوا قطايف ي العيد،‏ ومقاهٍ‏ منسية نالت حصتها من حكايات روادها وطلقات

البنادق.‏ كل هذه القصص لم تكن بأي أهمية لذوي السلطة،‏ فردمتها.‏ لم يبقى من وسط

البلد ي غ‏ ذكريات عابرة وأحاديث منقولة وبضع صور.‏ يبقى الإشتياق إىل ما كانت عليه

أسواق ي بوت سابقاً‏ ي نٌ‏ وحن‏ ل ينطفئ.‏ فيطل الشهداء أ الربعة بعد أن زينتهم ثقوب

الرصاص ينظرون إىل مدينةٍ‏ لم يعودوا يعرفونها وإىل ماضٍ‏ يحترصض .

نشاطهم

الرمانة «

عن انسان...‏

)SCHEMAS(

تّ‏

إبراهيم مراد | رئيس قسم النسان والمجتمع

ي ت طائف‏ أقوى من طائفتك...‏ زعيمي أقوى

من زعيمك!‏

ن اللبنا‏

قراءة نفسيّة للمرسح ي

إبراهيم مراد-‏ رئيس قسم ‏»من المجتمع«‏

أُغلقت الستائر،‏ أُضيئت أ النوار،‏ وانرصف

الممثلون عىل خشبة المرسح يحيّون

جمهورهم بحرارة،‏ لتُعلن بذلك نهاية عرض

ي «.

مرسحيّة ‏»إلّ‏ يّ‏ إذا...تغ‏ سش

لم تكن المرسحّ‏ ية عاديّة؛ موضوعها ي مث‏

لالهتمام،‏ وإيصاله لجمهورٍ‏ بدا بال شكٍّ‏

صعباً‏ للوهلة أ الوىل وخاصّ‏ ةً‏ ببلدٍ‏ طائفيٍّ‏

مثل لبنان.‏ إلّ‏ ي ن أنّ‏ تداركت ي نفىس بعد

المرسحية فراجعتها ي ي ن ذه‏ ، ورحتُ‏ أسأل

ي نفىس : ‏»هل استطاعت فعالً‏ هذه

المرسحية ي تفج‏ الغضب ت الماكم داخ يىل

اتجاه الرسطان الطائفي الذي أصاب

بالدنا؟«‏ لم يكن من السهل الإجابة عىل

هكذا سؤال،‏ نّ‏ ي لك‏ حاولت قدر المستطاع

ت القاب من إجابته.‏

عىل الرغم من أنّ‏ المرسحية كانت قائمة

عىل بعض الصور النمطية لكلّ‏ طائفة

لبنان،‏ إلّ‏ أنّها زادت وبشكلٍ‏ ملحوظ من

طائفيّة الجمهور أثناء العرض،‏ من خالل

شدّ‏ العصب الطائفي واللّعب عىل المشاعر

والغرائز المناطقية.‏ فكانت كلّ‏ طائفةٍ‏

تشجّ‏ ع من يمثّلها عىل خشبة المرسح؛ فإنّ‏

ي ن حس‏ ‏)جورج خباز(‏ ينارصه الشيعة،‏ أمّ‏ ا

عمر ‏)غسان عطية(‏ فالسنّة...‏ الخ

عدا عن ذلك،‏ كانت أصوات التصفيق

ي والتصف‏ تنهال من كلّ‏ صوب خاصّ‏ ةً‏ ي ن ح‏

‏»تستقوي«‏ طائفة عىل أخرى أو عند

الإشادة بزعيم ي سياس ، كلّ‏ ذلك كان أشبه

بمنازلة عىل حلبة مالكمة،‏ بحيث أنّ‏

مالكميها هم ممثّلو الطوائف!‏

ل أرى خطأً‏ فاضحاً‏ فيما سبق،‏ ش برسط أن

توقظ المرسحية فينا وعياً‏ ي النهاية حول

هذه المسألة.‏ فتمنّيت للحظة أن تمتدّ‏ يدٌ‏

لتصفع كلّ‏ واحد منّا وتوقظه من حالة

التخدير الممنهج خالل العرض!‏ لكنّ‏ هذه

اليد لم تأتِ‏ ، أو لربّما أتت ي ن لكنّ‏ لم أشعر

بمدى قوّة صفعتها!‏ ولو أنّها ي ن باغتت‏ ي ن ح‏

كنت منشغالً‏ بالتصفيق والتطبيل لشعرتُ‏

بها حتماً!‏

الحديث عن البعد النف ي ىس

ف

أمّ‏ ا ي

للمرسحية،‏ فإنّها وبال شكّ‏ قد حملت رؤية

نفسية لنا ي ن كلبناني‏ عموماً‏ وكطوائف

خصوصاً.‏ ولسوء الحظّ،‏ استخدمت

المرسحية واحدة من ث أك‏ المفاهيم

النفسية خطورةً،‏ إن صحّ‏ ي التعب‏ ، المعروفة

تحت اسم ‏»سكيما«‏ ))SCHEMA أو

‏»المخطّط«‏ باللغة العربيّة،‏ ي ت وال‏ تمّ‏

اكتشافها من قبل عالم النفس ي ز النكلي

‏»فردريك بارلت«‏ سنة 1932. وانطالقاً‏ ممّ‏ ا

قاله بارلت،‏ فإنّنا كبرسش نشكّل مخططات

ف

ي أذهاننا بناءً‏ عىل تجاربنا ي

الحياة.‏ وبمجرّد تشكيلها،‏ فإنّ‏ هذه

المخططات تميل إىل البقاء دون أيّ‏ تغي‏

ح‏ ي مواجهة المعلومات المتناقضة،‏

وهنا تكمن خطورتها.‏ وبعبارةٍ‏ أخرى،‏ يخلقُ‏

الدماغ نسخة من ‏»الطيار آ ال ىلي » AUTO-(

)PILOT بحيث يصبح ب ممجاً‏ أو مدرّباً‏ عىل

ربط فكرة أو كلمة ‏)كاسم طائفة معيّنة عىل

سبيل المثال(‏ بمعلومات وأفكار أخرى

‏)كالمنطقة والمظهر والمستوى التعليمي...‏

ي ت ال‏ تتّسم به هذه الطائفة(.‏ وبناءً‏ عىل

ذلك،‏ تولد أ الفكار النمطية لدينا.‏ فإذا كانت

الكلمة ي ‏»بوت«‏ عىل سبيل المثال،‏ أ فالفكار

الوىل ي ت ال‏ سوف ترد تلقائياً‏ نتيجة ي ز تحف‏

أ

المخطّط هي:‏ ازدحام ي الس‏ ، الحمرا،‏

العاصمة....‏

إذاً،‏ لقد بات واضحاً‏ سبب تفاعل الجمهور

مع أحداث المرسحية بهذه الطريقة؛ فإنّ‏

مجرّد ذكر اسم الطائفة أو المنطقة ال‏

ينتمي اليها كلّ‏ واحدٍ‏ منّا كان كافياً‏ لتنشيط

ي أذهاننا،‏ أ المر الذي

قد يدفعنا للتصفيق ي والتصف‏ ... دون أن

نعي عىل أنفسنا ما نفعله ي معظم

الحيان.‏

أ

بعد هذه القراءة المتواضعة للمرسحية،‏ ل

أخفي عليكم حقيقة شعبنا؛ حقيقةٌ‏ مرّةٌ‏ قد

تدفعنا أحياناً‏ إىل إنكارها...‏ فعدا عن كون

نظامنا ي السياس مصاباً‏ بمرض الطائفية،‏

فإنّ‏ عدواه ل زالت تنتقل كالطاعون لتصيب

بدورها شعبنا ي اللبنا‏ فرداً‏ فرداً،‏ ي ز فداد

طائفيةّ‏ وعنرصيّة بحقّ‏ نفسه والشعوب

الخرى.‏ ل أعلم حقّاً‏ إذا كان عىلي ّ أن أشكر

أ

جورج لإماطة اللّثام عن وجه حقيقة بلدنا

وشعبنا المرّة،‏ أم أحقّره لستغالله مسألةً‏

لطالما كانت العنرص ي الرئيىس ش لترسذمنا

وخراب بالدنا،‏ أم أن أبقى صامتاً‏ أضع آما يىل

ببلدٍ‏ تسوده مبادئ العلمانية والدولة

ي كيسٍ‏ ، وأرميه للبحر...‏ علّه يوماً‏

ما....‏ يستجيب!‏

المدنية

المخطّط )SCHEMA(


Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!