02.12.2019 Views

ARABIC

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ف

ف

ف

ي

ف

ي

ن

ف

ن

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ي

ت

ي

ف

ي

ف

ف

ت

ي

ف

ن

ن

ف

ب

ف

ف

ف

|26.11.19 |

|26.11.19

النسان والمجتمع | 15 أ النسان والمجتمع | 14

| أ

بوسطة الورود البيضاء

زين سليمان | كاتب صحفي

وسط البلد وردم الهوية

عىلي سليم | كاتب صحفي

عرص

ف

انطلقت ‏»بوسطة ي ن ع‏ الرمانة « ي

يوم الربعاء متجهة اىل الشياح،‏ وهي هذه

المرة،‏ مليئة بالورود والقلوب البيضاء.‏ هن

امهات الشياح ي ن وع‏ الرمانة ‏،نزلن سويا اىل

الشارع ليخلعن ثوب الطائفية ، و خطوط

تماس الحرب الهلية ي ت ال‏ لطخت ايام

شبابهن ي بالمآس ، ي ن طامح‏ أ ل ولدهن

مستقبل افضل ، ل يرسمه سادة السالح

بالكراهية والدماء.‏

ومع تبادل الورود و ث ن‏ الرز من عىل

ش الرسفات ، رصخت المهات بوجه زعماء

الحرب الهلية بغضب « لن ينخرط اولدنا

بحربكم الوسخة « . هي ‏»بوسطة ي ن ع‏

ت ال‎٧٥‎‏،ال‏

ش ارة الحرب الهلية ي ي

اسفرت عن ما يقدر ب ‎١٢٠٠٠٠‎ضحية ‏،وعن

ش ترسذم العائالت و هجرت أبنائها.‏ و هي

بالتأكيد ي ت ال‏ اسفرت عن تنامي نفوذ زعماء

الحرب الذين هم نفسهم ملوك صفقات

الفساد؛ تزركشت ذلك اليوم بألوان الوئام

والخوة،‏ ي ت ال‏ لم تخلو من دموع التأثر

أ

لحظات تحطيم الصنام الزعائمية و

‏»الدوس عىل المتاريس«‏ كما قالت احداهن

، حيث رفعت السيدات شعارات عدة منها

‏»واحد واحد واحد،‏ الشعب ي اللبنا‏ واحد!«‏

، و ‏»خلصت الحرب الهلية ، بدنا وحدة

وطنية!‏ «

نفسه المشهد تكرر مجدداً‏ نهار السبت

ي ض الما‏ ، ولكن بعنوان ‏»الجار قبل الدار«،‏

حيث تهافتت سيدات الخندق الغميق

والتباريز اىل تقاطع برج الغزال-الرينغ.‏

النقطة ذاتها ي ت ال‏ شهدت السبوع الفائت

ساحة حرب مناطقية ي بالعص والحجارة و

معارك كر و فر.‏ حيث كررت المهات مشهد

الورود البيضاء والهتافات الوطنية

الوحدوية.‏ كال المشهدين كان لهما الوقع

المدوي عىل وسائل التواصل الجتماعي ، و

عىل نرسش ات الخبار ، حيث اثلجت قلوب

ي ن اللبناني‏ ، و اغلقت ابواق الفتنة ، و كانت

الرصض بة القاضية لكل محاولت ربط

النتفاضة بالحرب الهلية . فالشارع اليوم

بعيد كل البعد عن نظريات ن ز الاع الطائفي

المسلح.‏ فمع اشتداد الزمة القتصادية ،

يزداد تشبث الشارع ي اللبنا‏ بالوحدة

الوطنية وبالمطالب المعيشية المحقة.‏

حيث انه وبعد اسبوع من عمليات الشحن

الطائفي واستفادة الزعماء من الزبائنية ال‏

راكموها عىل ي ض م‏ سنوات ، من شد

العصب المناطقي ، و العتداء عىل

ي ن المعتصم‏ ي ن السلمي‏ ي الساحات اللبنانية

كافة ، الذي ما خىل من العنف الجسدي

والشتيمة والشعارات الطائفية والحزبية ،

أتت خطوة سيدات ي بوت صدمة ايجابية

الشارع ي اللبنا‏ ، و اعادة دس النبض

ي ن الوط‏ الثوري ي قلوب ي ن اللبناني‏ و

اللبنانيات و خاصة الطالب الذين عاد

ي الشارع ب ي المطل‏ .

رُدم تاريخ ي بوت...‏ رُدم تاريخ ي بوت بردم وسط البلد ن لتُب‏ عىل رفاته ما يعرف ب

‏»الداون تاون«‏ اليوم.‏ مُ‏ حيت معالم ي بوت لتستبدلها ي المبا‏ الفخمة والمطاعم أ الجنبية

الطبقية.‏ خُ‏ نقت المدينة وسُ‏ لبت حياتها فلم تعد تلك ي ت ال‏ رسخت ي ذاكرة اهلنا وأجدادنا

أو تلك البلد ي ت ال‏ جمعت جميع أ الطياف وضجت بزهارير المقاهي ووقع أقدام المارة.‏ لم

تعد وسط البلد سوى طرقات فارغة ل حياة لها ول صوت.‏ عاشت هذه المنطقة معارك

الحرب أ الهلية لتتلفظ انفاسها أ ال ي خة وتقتل عىل يد ي ن المسؤول‏ وعىل مرأى ي ن اللبناني‏

ومسمع أصحاب المحالت والبيوت المنكوبة.‏

لقد كانت وسط ي بوت موطئ أقدام جميع الناس ت ز فيخل هذا روح المدينة ويجمع ع‏

اسواقه ي ن المسلم‏ ي ن والمسيحي‏ واليهود أ وال رمن،‏ فيتنافسون تجارياً‏ وحرفياً‏ ليخلق البلد جواً‏

من أ اللفة أ والمن وتُسمع اللهجات الشمالية ي والبوتية والجنوبية واللغات أ ال رمنية والكردية

ي وغها.‏ لكن أ الهم من ذلك كله،‏ فهو أن هذه المنطقة لم تقترص عىل أولئك من الطبقة

ال رستقراطية وأصحاب الجاه أ والموال ث والاء كما اليوم،‏ بل أمنت فرصاً‏ لجميع الطبقات

أ

العاملة ي ن لتأم‏ قوتهم ومعيشتهم.‏ ضجت المدينة بأحاديث المقاهي وترانيم سوق

ف

العطارين وسوق القزاز ‏)الزجاج(‏ والقطايف،‏ فرأى ي الكثون أن وسط ي بوت التجاري كان ي

أوجه وكان قلباً‏ نابضاً‏ للعاصمة.‏ لكن عندما دقت الحرب اللبنانية أبواب البالد،‏ كان وسط

البلد شاهداً‏ لمعارك طاحنة أودت آ باللف ودمرت العديد من ابنيته وأسفرت عن ض ترصر

معالمه التاريخية.‏ شكلت الحرب اللبنانية مرحلة جذرية ي ليتغ‏ وجه وسط المدينة بشكل

كامل فال يتعرف عليه أي من من عارصه قبل الحرب.‏ فقد وجدت بعد الجهات السياسية

وبعد رجال أ العمال نافذة مفتوحة من أجل ‏»إعادة اعمار«‏ هذه المنطقة مع ما يتمىسش مع

ف

مصالحهم السياسية والشخصية.‏ فقام هؤلء بمحي ما تبقى من ابنيةٍ‏ وزواريب احتضنت ي

يومٍ‏ من أ اليام ذكريات ي الكثين،‏ وشيدوا مكانها ما ل يمت ت لاث ي بوت بصلة.‏ بغض النظر

عن الطريقة ي ت ال‏ استحصلت الدولة اللبنانية عىل أحقية ي تدم‏ جدرانٍ‏ وقت قاطنيها طيلة

ال ١٥ سنة ونقل أثار تاريخية من مكانها بهدف اغراضٍ‏ ومصالح مالية،‏ فقد قامت الدولة

اللبنانية بدفع ذوي الدخل المحدود والذين توارثوا محالهم ي وسط البلد أباً‏ عن جد إىل

خارج هذه المنطقة،‏ فأباد هؤلء المسؤولون أي شكل من أشكال الحياة ي ت ال‏ كانت المدينة

ن تتغ‏ بها.‏ إحترصض وسط البلد بعد هجر سكانه له،‏ هؤلء الذين وقعوا ضحية الرأسمالية

العنيفة الإنسانية والمصالح الشخصية والسياسية.‏ أُبعد أ الهاىلي قرساً‏ والذين لم يغادروا

مُ‏ نعوا من ممارسة حقهم ي ملكية محالهم والترصف بها.‏

لقد وقعت وسط البلد ضحية شجعٍ‏ وطمع،‏ وضع ش المرسوع تحت إسم إعادة اعمار ي بوت

ولكنه كان محواً‏ لكل ما هو جميل.‏ هذه البقعة ت ز إخنت ذكريات ي ن اللبناني‏ السعيدة

والليمة،‏ وحوت كنوز تاريخهم القديم والحديث،‏ لتصبح ب مقة لكل ما جعلها ‏»وسط

أ

البلد«،‏ ب مقة لحيطان شهدت ي مأس الحرب وويالتها،‏ وبضع درجات كان اهلنا ت يفشونها

صغاراً‏ ليأكلوا قطايف ي العيد،‏ ومقاهٍ‏ منسية نالت حصتها من حكايات روادها وطلقات

البنادق.‏ كل هذه القصص لم تكن بأي أهمية لذوي السلطة،‏ فردمتها.‏ لم يبقى من وسط

البلد ي غ‏ ذكريات عابرة وأحاديث منقولة وبضع صور.‏ يبقى الإشتياق إىل ما كانت عليه

أسواق ي بوت سابقاً‏ ي نٌ‏ وحن‏ ل ينطفئ.‏ فيطل الشهداء أ الربعة بعد أن زينتهم ثقوب

الرصاص ينظرون إىل مدينةٍ‏ لم يعودوا يعرفونها وإىل ماضٍ‏ يحترصض .

نشاطهم

الرمانة «

عن انسان...‏

)SCHEMAS(

تّ‏

إبراهيم مراد | رئيس قسم النسان والمجتمع

ي ت طائف‏ أقوى من طائفتك...‏ زعيمي أقوى

من زعيمك!‏

ن اللبنا‏

قراءة نفسيّة للمرسح ي

إبراهيم مراد-‏ رئيس قسم ‏»من المجتمع«‏

أُغلقت الستائر،‏ أُضيئت أ النوار،‏ وانرصف

الممثلون عىل خشبة المرسح يحيّون

جمهورهم بحرارة،‏ لتُعلن بذلك نهاية عرض

ي «.

مرسحيّة ‏»إلّ‏ يّ‏ إذا...تغ‏ سش

لم تكن المرسحّ‏ ية عاديّة؛ موضوعها ي مث‏

لالهتمام،‏ وإيصاله لجمهورٍ‏ بدا بال شكٍّ‏

صعباً‏ للوهلة أ الوىل وخاصّ‏ ةً‏ ببلدٍ‏ طائفيٍّ‏

مثل لبنان.‏ إلّ‏ ي ن أنّ‏ تداركت ي نفىس بعد

المرسحية فراجعتها ي ي ن ذه‏ ، ورحتُ‏ أسأل

ي نفىس : ‏»هل استطاعت فعالً‏ هذه

المرسحية ي تفج‏ الغضب ت الماكم داخ يىل

اتجاه الرسطان الطائفي الذي أصاب

بالدنا؟«‏ لم يكن من السهل الإجابة عىل

هكذا سؤال،‏ نّ‏ ي لك‏ حاولت قدر المستطاع

ت القاب من إجابته.‏

عىل الرغم من أنّ‏ المرسحية كانت قائمة

عىل بعض الصور النمطية لكلّ‏ طائفة

لبنان،‏ إلّ‏ أنّها زادت وبشكلٍ‏ ملحوظ من

طائفيّة الجمهور أثناء العرض،‏ من خالل

شدّ‏ العصب الطائفي واللّعب عىل المشاعر

والغرائز المناطقية.‏ فكانت كلّ‏ طائفةٍ‏

تشجّ‏ ع من يمثّلها عىل خشبة المرسح؛ فإنّ‏

ي ن حس‏ ‏)جورج خباز(‏ ينارصه الشيعة،‏ أمّ‏ ا

عمر ‏)غسان عطية(‏ فالسنّة...‏ الخ

عدا عن ذلك،‏ كانت أصوات التصفيق

ي والتصف‏ تنهال من كلّ‏ صوب خاصّ‏ ةً‏ ي ن ح‏

‏»تستقوي«‏ طائفة عىل أخرى أو عند

الإشادة بزعيم ي سياس ، كلّ‏ ذلك كان أشبه

بمنازلة عىل حلبة مالكمة،‏ بحيث أنّ‏

مالكميها هم ممثّلو الطوائف!‏

ل أرى خطأً‏ فاضحاً‏ فيما سبق،‏ ش برسط أن

توقظ المرسحية فينا وعياً‏ ي النهاية حول

هذه المسألة.‏ فتمنّيت للحظة أن تمتدّ‏ يدٌ‏

لتصفع كلّ‏ واحد منّا وتوقظه من حالة

التخدير الممنهج خالل العرض!‏ لكنّ‏ هذه

اليد لم تأتِ‏ ، أو لربّما أتت ي ن لكنّ‏ لم أشعر

بمدى قوّة صفعتها!‏ ولو أنّها ي ن باغتت‏ ي ن ح‏

كنت منشغالً‏ بالتصفيق والتطبيل لشعرتُ‏

بها حتماً!‏

الحديث عن البعد النف ي ىس

ف

أمّ‏ ا ي

للمرسحية،‏ فإنّها وبال شكّ‏ قد حملت رؤية

نفسية لنا ي ن كلبناني‏ عموماً‏ وكطوائف

خصوصاً.‏ ولسوء الحظّ،‏ استخدمت

المرسحية واحدة من ث أك‏ المفاهيم

النفسية خطورةً،‏ إن صحّ‏ ي التعب‏ ، المعروفة

تحت اسم ‏»سكيما«‏ ))SCHEMA أو

‏»المخطّط«‏ باللغة العربيّة،‏ ي ت وال‏ تمّ‏

اكتشافها من قبل عالم النفس ي ز النكلي

‏»فردريك بارلت«‏ سنة 1932. وانطالقاً‏ ممّ‏ ا

قاله بارلت،‏ فإنّنا كبرسش نشكّل مخططات

ف

ي أذهاننا بناءً‏ عىل تجاربنا ي

الحياة.‏ وبمجرّد تشكيلها،‏ فإنّ‏ هذه

المخططات تميل إىل البقاء دون أيّ‏ تغي‏

ح‏ ي مواجهة المعلومات المتناقضة،‏

وهنا تكمن خطورتها.‏ وبعبارةٍ‏ أخرى،‏ يخلقُ‏

الدماغ نسخة من ‏»الطيار آ ال ىلي » AUTO-(

)PILOT بحيث يصبح ب ممجاً‏ أو مدرّباً‏ عىل

ربط فكرة أو كلمة ‏)كاسم طائفة معيّنة عىل

سبيل المثال(‏ بمعلومات وأفكار أخرى

‏)كالمنطقة والمظهر والمستوى التعليمي...‏

ي ت ال‏ تتّسم به هذه الطائفة(.‏ وبناءً‏ عىل

ذلك،‏ تولد أ الفكار النمطية لدينا.‏ فإذا كانت

الكلمة ي ‏»بوت«‏ عىل سبيل المثال،‏ أ فالفكار

الوىل ي ت ال‏ سوف ترد تلقائياً‏ نتيجة ي ز تحف‏

أ

المخطّط هي:‏ ازدحام ي الس‏ ، الحمرا،‏

العاصمة....‏

إذاً،‏ لقد بات واضحاً‏ سبب تفاعل الجمهور

مع أحداث المرسحية بهذه الطريقة؛ فإنّ‏

مجرّد ذكر اسم الطائفة أو المنطقة ال‏

ينتمي اليها كلّ‏ واحدٍ‏ منّا كان كافياً‏ لتنشيط

ي أذهاننا،‏ أ المر الذي

قد يدفعنا للتصفيق ي والتصف‏ ... دون أن

نعي عىل أنفسنا ما نفعله ي معظم

الحيان.‏

أ

بعد هذه القراءة المتواضعة للمرسحية،‏ ل

أخفي عليكم حقيقة شعبنا؛ حقيقةٌ‏ مرّةٌ‏ قد

تدفعنا أحياناً‏ إىل إنكارها...‏ فعدا عن كون

نظامنا ي السياس مصاباً‏ بمرض الطائفية،‏

فإنّ‏ عدواه ل زالت تنتقل كالطاعون لتصيب

بدورها شعبنا ي اللبنا‏ فرداً‏ فرداً،‏ ي ز فداد

طائفيةّ‏ وعنرصيّة بحقّ‏ نفسه والشعوب

الخرى.‏ ل أعلم حقّاً‏ إذا كان عىلي ّ أن أشكر

أ

جورج لإماطة اللّثام عن وجه حقيقة بلدنا

وشعبنا المرّة،‏ أم أحقّره لستغالله مسألةً‏

لطالما كانت العنرص ي الرئيىس ش لترسذمنا

وخراب بالدنا،‏ أم أن أبقى صامتاً‏ أضع آما يىل

ببلدٍ‏ تسوده مبادئ العلمانية والدولة

ي كيسٍ‏ ، وأرميه للبحر...‏ علّه يوماً‏

ما....‏ يستجيب!‏

المدنية

المخطّط )SCHEMA(

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!