02.12.2019 Views

ARABIC

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ن

ف

ف

ت ف

ف

ف

ئ

ف

ي

ي

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ق

ئ

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ن

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ي

ف

ف

ف

ف

ف

ي

ف

ف

ف

ف

ف

ي

ف ف

ن

ف

ف

ف

ف

ي

| 03.12.19 آراءنا وأفكارنا | 22

مقابالت | | 22

| 03.12.19

مقابلة مع الشیخ یاسر عودة

محمد عزالدین – ‏ُمدقق لُغوي

عن ما بعد احلقيقة

ناهية كنج - محرّرة قسم ال آ راء

ي ،

عن ما بعد احلقيقة

محمد الصايغ – كاتب صحا‏

يشهدُ‏ لُبنانُ‏ مظاهراتٍ‏ شعبيةً‏ بعدَ‏ سُ‏ باتٍ‏ دام عقودًا،‏ هل يصُ‏ حُّ‏ إطالق اسم ‏“الثورة”‏ عىل هذه اليقظة

الشعبية،‏ أم أنها مازالت ضمن نطاق المُ‏ ظاهرات والصحوة؟

يصُ‏ حُّ‏ تسمية هذه النتفاضة بالثورة،‏ لكنها ثورةٌ‏ فريدة من نوعها،‏ أ ل نَّ‏ غالبَ‏ الثورات ب َ ع‏ التاريخ كانت تأخذ طابعَ‏

العنف،‏ ي ُ وتس‏ وِ‏ فقَ‏ ش مرس وعٍ‏ بديلٍ‏ لإدارة الحُ‏ كم ي مَ‏ ن تثورُ‏ عليه.‏ ما يحدثُ‏ لدينا هو انتفاضةُ‏ شعبٍ‏ من ث كة

المأساة،‏ لكن تسميتَها بالثورة صحيحةٌ‏ إذ إنَّ‏ هذا الشعب قد عايشَ‏ الضغطَ‏ لعرسش ات ي ن السن‏ . هي ثورةٌ‏ مُ‏ ي ز تمةٌ‏

بحيويتها وجماليتها – ولو لم تُعجب ي الكثين – فالحقيقية أن التاريخ لم يشهد لنا عن ثورةٍ‏ سلميةٍ‏ حضارية كهذه،‏

إذ وبالرغم من كل أشكال العنف ي ت ال‏ تُحاول تفرِ‏ قَتَهم إل أن الناس مُ‏ رصّ‏ ين عىل موقفهم ووحدتهم،‏ وهذا هو أ المر

الجميل فيها.‏ وقد تجلَّت هذه الوحدة بشكلٍ‏ خاصٍ‏ ي مشهدية نساء وأمهات ي ت منطق‏ الشياح ي ن وع‏ الرمانة،‏ الذين ل

يجرؤ أحدٌ‏ عىل اتهامهنَّ‏ بالتبعية الحزبية،‏ بل وعىل العكس فهُنَّ‏ أردن القولَ‏ أ لالحزاب ‏“ارجعوا أنتم إىل ‏‘حظائركم‘‏

فنحن نريدُ‏ وطنًا مسالمً‏ ا وحياةً‏ كريمةً‏ ”.

أجمل ما حدث هو أنَّ‏ كل الحواجز ي ت ال‏ صنعَ‏ ها الطائفيون والسياسيون وعلماءُ‏ الدين من كُلِّ‏ الطوائفِ‏ قد تحطَّمَ‏ ت،‏

مثَلُها كمثَلِ‏ الهالةِ‏ ي ت ال‏ صُ‏ نعت حول رجال الدين وحول ي السياسي‏ ي ن ت وال‏ أدَّت إىل تأليههم،‏ فهي الأُخرى قد تكرسَّ‏ ‏َت

عىل أيدي الناس.‏

ي ء أو الإتيانَ‏ بنتائجَ‏ جيدة،‏ إل أنَّ‏ الناسَ‏ قاموا بواجبهم وتجرؤوا عىل التَّحرُّرِ‏ من سالطينِ‏ هم

قد ل نستطيع القيام بىسش

بعد أن كان آباؤهم ‏)أي نحنُ‏ الجيلُ‏ الذي سبقهم(‏ عبدةً‏ عندهم.‏ فما حصلَ‏ جميلٌ‏ جدً‏ ا،‏ وإن لم يُحققوا شيئًا،‏

فهذا إنجازٌ‏ بذاته.‏ ويبقى أ المل مُ‏ علّقًا عىل الجيل القادم،‏ وبخاصةً‏ الشباب المُ‏ تعلم والمُ‏ ثقف.‏

ي مجتمعنا مقولةٌ‏ ي شهة:”‏ ي ن ب‏ الحقِّ‏ والباطلِ‏ أربعةُ‏ أصابع.‏ الباطلُ‏ أن

تقولَ‏ سمِ‏ عت،‏ والحقُّ‏ أن تقولَ‏ رأيت”.‏ أسَ‏ ألتَ‏ نفسَ‏ كَ‏ يومً‏ ا إذا كانَت

رؤيتُكَ‏ لفيديو بَ‏ ُ تُعتَ‏ من فصيلةِ‏ ‏“رأيت”‏ أو ‏“سمعت”‏ ؟ هل أعدتَ‏ النظرَ‏

ي مفهومِ‏ ما هو حقيقيٌّ‏ بعد ظهور العالم الف‏ ي ت ض ا‏ والفيديوهات

المُ‏ ب فَكة؟ هل رأيتَ‏ عىل اليوتيوب كيف جعلوا أوباما يقول ما لم يقُل

ب ع‏ استعمالِ‏ برامج الذكاء الصطناعي؟ هل تعلمُ‏ من يُمَ‏ وِّلُ‏ مَ‏ حطاتِ‏

العالم؟ من يحكمُ‏ السُّ‏ لطة الرابعة؟ هل فكَّرتَ‏ يومً‏ ا كيف ينت ش رسُ‏ الجهلُ‏

ي العالمِ‏ بشكل مُ‏ خيف ونحن ي عرص الغوغل ؟ ما أنتَ‏ فيه آ الن من

أسئلةٍ‏ يحومُ‏ حولَ‏ مفهومٍ‏ اسمُ‏ ه ‏“ما بعدَ‏ الحقيقة”‏ TRUTH( .)POST

‏“ما بعد الحقيقة”‏ مُ‏ صطلحٌ‏ فلسفيٌّ‏ وسياسي ٌّ يرمُ‏ زُ‏ إىل غياب المعاي‏

العامّ‏ ةِ‏ والموضوعيّةِ‏ لبناء الحقيقة.‏ ‏“ما بعد الحقيقة”‏ هو انزلقٌ‏

مُ‏ تَسارعٌ‏ ي ن ب‏ المسافةِ‏ ي ت ال‏ تفصلُ‏ الحقيقةَ‏ عن ت ز الوير أو ي ت ال‏ تفصلُ‏

الحقيقيةَ‏ عن الخيال.‏ عامَ‏ 2016، ي النتخاباتِ‏ أ ال ي مكية،‏ اكتسبَ‏

مُ‏ صطلح ‏“ما بعد الحقيقة”‏ شعبيةً‏ واسعةً‏ عىل شكل ‏“سياسةِ‏ ما بعد

الحقيقة”‏ واختارَته موسوعةُ‏ أوكسفورد ‏“مُ‏ صطلحَ‏ العام”‏ ي نفس السنة.‏

كما تم تعريفُه بأنه ي ُ يُش‏ إىل الظروف ي ت ال‏ تكون فيها الحقائقُ‏

الموضوعيةُ‏ أقلَّ‏ ي تأث‏ ‏ًا عىل تشكيلِ‏ الرأي العام من ي ِ تأث‏ المشاعرِ‏

والهواءِ‏ الفردية.‏ مُ‏ الحظة:‏ فاز دونالد ترامب،‏ ي العام نفسه،‏

أ

بالنتخاباتِ‏ أ ال ي مكية.‏ صُ‏ دفة؟

يُستَح ض رصُ‏ فريدريش نيتشه ي ي ِ كث‏ من أ الحيانِ‏ كأحد ي ن المؤسس‏

ي ن الرئيسي‏ لمفهومِ‏ ما بعد الحقيقة.‏ يدَّ‏ عي نيتشه بأن البرسش يخلقون

المفاهيم ي ت ال‏ يُحدِّ‏ دون من خاللِها ي الخ‏ والعدل.‏ وبالتاىلي يستبدلون

مفهوم الحقيقة بمفهوم القيمة،‏ أي ما يبدو أنّه حقيقيٌّ‏ أو ما قيمَ‏ تُه

تدلُّ‏ عىل أنّه حقيقي.‏ كما يرى نيتشه أنّ‏ الب ش رسَ‏ يخلقون حقيقةً‏ حول

العالم من خالل استخدامِ‏ هم لالستعارةِ‏ أ والسطورةِ‏ والشعر.‏ هو يقولُ‏

أن الباحثَ‏ عن هذه الحقائق يقومُ‏ بنقلِ‏ العالم إىل الإ نسان،‏ أي أنَّه

يُكافحُ‏ من أجل فهم العالم باعتباره يُشبه الإ نسانَ‏ ويكتسبُ‏ ي أحسنِ‏

الحوالِ‏ شعوراً‏ بالستيعاب”.‏ للتوضيح،‏ ب ُ يعت‏ نيتشه أن الحقيقةَ‏

أ

مُ‏ جرَّدُ‏ إسقاطٍ‏ يقومُ‏ به الفردُ‏ من العالم إليه.‏ أي أن الحقيقةَ‏ ليسَ‏ ت

واحدة،‏ بل هي كمفاهيمِ‏ العدالة والخ‏ ي نظره.‏ ي ن ح‏ تنظرُ‏ إىل

الواقعِ‏ اليوم تشعرُ‏ بأنَّ‏ شيئًا مما قالَه نيتشه يُشبه الواقع.‏ فهو دائمً‏ ا

يستشعرُ‏ فشَ‏ لَ‏ النظام،‏ وهو ي هذه الحال استشعرَ‏ هَ‏ شاشةَ‏

الحقيقةِ‏ ي ت ال‏ ب نعتَ‏ ‏ُها حقيقة.‏

ي صالونٍ‏ ما ي لبنان،‏ يروي أحدُ‏ هم لصديقِ‏ ه عن معلوماتِه أ الكيدة

حول قيام رئيسِ‏ الحزب ي الفُال‏ بعمليةِ‏ اختالسٍ‏ ي كبة.‏ ي و‏ زاوية

أخرى من ش النرس ةِ‏ المسائية عىل التلفاز،‏ يقوم اعالمي مُ‏ ختَصٌّ‏ بِفضحِ‏

أحد أعالمِ‏ السياسة عىل الهواء ويصفُه بالحرامي والنصاب.‏

السؤال:‏ ‏“هل فُالن حرامي”؟ الجواب:‏ ‏“نعم أو رُبما أو هيك بيقولو

أو ما بحط عىل ي ت دم‏ ”. الجوابُ‏ أيضً‏ ا أنّ‏ فُالنًا نائبٌ‏ نجحَ‏

النتخابات.‏ فالنًا زعيمٌ‏ . فالنًا يُحبُّه ي الكثون من الناس ويَحلفون

باسمه.‏ أما الحقيقةُ‏ فهي مُ‏ زدوجة ل ي ن تع‏ شيئًا ول أثر لها.‏

إن لم يكن للحقيقة أثر،‏ فهل تبقى حقيقة؟ وإن كانَ‏ للحقيقةِ‏ وجوهٌ‏

ي كثة ، هل يبقى لها أثر؟ هذه الدوامة هي حالةُ‏ ما بعد الحقيقة،‏

لن الحقيقةَ‏ أصبحَ‏ ت كلمةً‏ فقط.‏ أ ل نَّ‏ ب الوباغندا الإعالمية تستطيعُ‏

أ

أن تجعلَ‏ ترامب رئيسً‏ ا.‏ والسياسةُ‏ تستطيعُ‏ أن تُخرجَ‏ مُ‏ ي ن جرم‏ من

السجن.‏ كما العواطفُ‏ قادرةٌ‏ عىل إفسادِ‏ العقل،‏ والعقلُ‏ لم يعُ‏ د

يثقُ‏ بالحواس.‏ انتهى أ المرُ‏ بالفيلسوفِ‏ نيتشه بأن أُصيبَ‏ بانهيارٍ‏

ب ي عص‏ ، صُ‏ دفة؟

ي

ي الوقت الراهن ي و‏ ظل النقسامات ي ت ال‏ تحصل،‏ ومحاولتِ‏ تفرِ‏ قَةِ‏ الناس وكَفِّهم عمّ‏ ا هم عليه،‏ هل ن سى

نتائجَ‏ هذه المُ‏ حاولت عىل هذا الحراك ب ي الشع‏ ؟

قبل ليلة من مشهديةِ‏ الشياح ي ن وع‏ الرمانة ي ن تخلَلَّ‏ للحظاتٍ‏ شعورٌ‏ باليأس نتيجة ما آلت إليه أ المور أ والخبار،‏ إل أنّ‏

رؤيةَ‏ أ المهات ي هذين ي ن المنطقت‏ أعاد أ المل إىل ي نفىس . هذه المشهدية لم تكن الوحيدة،‏ بل كانت نموذجً‏ ا من عدة

نماذج ساهمت ي ضخِّ‏ الحماس أ والمل ي قلوب المُ‏ تظاهرين.‏ أضف إىل ذلك ما حصل ي الرينغ وساحة الشهداء

ي وغها من المناطق ي ت ال‏ تعرَّضَ‏ ت لالعتداء،‏ ما ولَّدَ‏ إرصارًا عند الناس وأمالً‏ بالستمرارية.‏ هناك إرصارٌ‏ عىل أخذِ‏

الحقوقِ‏ بأي طريقةٍ‏ كانت،‏ تحت حواجز السِّ‏ لمية والسلم أ الهىلي .

ف

إىل حد آ الن،‏ أُسقطَت جميعُ‏ أحزابِ‏ السُّ‏ لطة بال استثناء وذُهلَت بما لم تكن تتوقعه،‏ أل وهو استمرارُ‏ الناس ي

تظاهُ‏ رها ي غ‏ ي ن آبه‏ أ لوامر أحزابهم.‏ فهذا أ المرُ‏ بذاتِه يُعيد أ الملَ‏ للناس بأنْ‏ ل رجوعَ‏ عن مطالبِ‏ هم رغمً‏ ا عن كل

الضغوط ي الكبة،‏ إن كانَت مِ‏ ن السفارات أو أ الحزاب أو من السُّ‏ لطة نفسِ‏ ها،‏ بما يُمارَسُ‏ من تخوينٍ‏ وبثٍّ‏ للرُّعبِ‏

قلوب الناس.‏

يمكننا القول بطريقة أو بأخرى أن المواجهة صارت فكرية،‏ خاصة مع محاولتٍ‏ عديدةٍ‏ للتغطية عىل الصورة

الثقافيةِ‏ لالنتفاضة الشعبية بحركاتٍ‏ لأخالقيةٍ‏ لإ لهاء الرأي،‏ فما رأيك بما يحصل آ الن عىل المنحى الفكري؟

بطبيعة الحال فإنَّ‏ الوعيَ‏ والحذرَ‏ مطلوبان بشكل ي كب‏ ، أمَّ‏ ا هذه التُّهَم ‏“الجاهزة”‏ فهي ليسَ‏ ت وليدة أ المس بل

استُعملَت تاريخيًا ي ي ٍ كث‏ من أ الحداث.‏ أضف إىل ذلك أ البواقَ‏ الإعالميةَ‏ المُ‏ حرِّضَ‏ ة والمُ‏ تَّهَمة،‏ فهي ي ي برأ‏ قد سقطَت

ي هذه المرحلة ولم يعُ‏ د لها ب من‏ ‏ُها السابق.‏ خُ‏ ذ عىل سبيل المثال ي ت حال‏ ، ففي العام 2017 أُقيمت عىلي َّ حربٌ‏

شعواءُ‏ نجحت ي تحريض الرأي ضدي ومنعي من الظهور ش مباةً‏ ي ي خطابا‏ ، لكنهم لم يقدروا عىل ي إلغا‏ أو تغي‏

مواقفي بل زدتُ‏ إرصارًا عىل مواقفي نفسها،‏ فمن يحق له إلغاء آ الخر وإسكاته؟ أما ي العام الحاىلي فقد قامت ضدي

حمالتٌ‏ مُ‏ ماثلة ي ن اتهمت‏ ي بأ‏ أحدُ‏ قادة الحراك ي المد‏ ومُ‏ حرّضيه،‏ مع أن توعيةَ‏ الشعبِ‏ كانت مُ‏ همَّ‏ ي ت‏ أ الوىل كواجبٍ‏

ي ن دي‏ منذ البداية ت وح‏ ما قبل ن ز الول إىل الشارع.‏ كما وتم توجيه ادعاءاتٍ‏ باطلةٍ‏ عن تعامىلي مع إحدى السفارات،‏

ي وغها من الإشاعات أ والباطيل،‏ لكن الصورة اليوم اختلفَت إذ إنّ‏ وعيَ‏ الناس لم يسمح لهذه الحركاتِ‏ بتحقيق

نجاحها،‏ أ فالمور قد باتت مكشوفة للعلن.‏

نستطيع القول بأن ما حدث وما زال مُ‏ ستمرًا من يقظةٍ‏ شعبيةٍ‏ قد سمحَ‏ ت بكِ‏ حواجزِ‏ ي التفك‏ ي والتعب‏ عن

الرأي بدون خوف،‏ عىل عكس ما كانت عليه الحال ي السابق.‏ لكن يبقى أ الملُ‏ أن ت ز تل‏ مَ‏ هذه الحُ‏ رياتُ‏ حدودَ‏

الخالق والوعي.‏

أ

بطبيعة الحال ل يمكنُكَ‏ ضبطُ‏ كل الناس،‏ فلبنانُ‏ بلدٌ‏ متعددٌ‏ بطوائفِ‏ هِ‏ ومشاعرِهِ‏ وأهوائه،‏ وبالتاىلي ل يُمكنك أن تُج‏

كل الناس عىل التَّرصُّفِ‏ بأخالقٍ‏ والبتعادِ‏ عن الشتم.‏ ومما ل شكَّ‏ فيه فإنَّ‏ السَ‏ بَّ‏ والشتمَ‏ مرفوضان،‏ فالإمام ع يىل

‏)ع(‏ قد قال أ لهلِ‏ ه ي ‏“إ‏ أكرهُ‏ لكُم أن تكونوا ي ن سبّاب‏ ، ولكن لو ذكرتُم أحوالَهُم ووصفتُم أعمالَهم لكانَ‏ أصوبَ‏ بالقول

ي العُ‏ ذر”.‏ لكن السؤال هو ‏“ماذا وإن سَ‏ بَّ‏ أحدُ‏ هم زعيمً‏ ا؟ ما هذه القدسيةُ‏ للزعيم ي ت ال‏ هُ‏ زَّت إن سُ‏ بَّ‏ ؟ فأنتَ‏

قد عذبتَ‏ الناس وعَيَّشتهم بذُ‏ لٍّ‏ وحقارةٍ‏ بال حدود،‏ فكيف لك أن تستغربَ‏ إن سَ‏ بَّكَ‏ أحدُ‏ هم؟”.‏ كُل من يريدُ‏ أن

يتصدى للشؤونِ‏ السياسيةِ‏ عليه تحمُّ‏ لُ‏ السَّ‏ بِّ‏ والنتقاد،‏ وإل ل يجبُ‏ عليه تعاطي السياسة أصالً‏ ، ويمكننا أن

نستشهد هنا بالإمام عىلي ‏)ع(‏ أيضً‏ ا عندما سبُّوه أهلُ‏ الخوارج فما كان منه إل أن قال أ لصحابِ‏ ه ي ن الغاضب‏ مُ‏ هدِّ‏ ئًا:‏

‏“إنما هو سبٌّ‏ بسَ‏ بٍّ‏ أو عفٌّ‏ عن ذنب”.‏ أتفهَّمُ‏ وجعَ‏ هؤلء الشباب الذين يرَونَ‏ مُ‏ ستقبلَهُم يموتُ‏ عىل يد زعيمٍ‏ يرسقُ‏

الدولة بكل مُ‏ قدَّ‏ راتِها ‏“وعىل عينك يا تاجر”‏ والذي تحميهِ‏ ي نُ‏ القوان‏ والقوى أ المنية،‏ فأنا أتفهَّمُ‏ أن يَسُ‏ بَّ‏ هؤلء الشباب

هذا الزعيم،‏ والفرق ي ٌ كب‏ ي ن ب‏ ب تيرِ‏ هذا السبِّ‏ وتفهمه.‏

ما ي ن ب‏ توحيد المطالب وحِها أ بالمور المعيشية،‏ ي ن وب‏ أخذها لمنحى أبعد من خالل استغالل النتفاضة

عىل الفساد لمُ‏ هاجمة الطرف آ الخر وتسليط الضوء عىل عيوبه،‏ ما رأي الشيخ يا‏ بإيجابيات وسلبيات هذا

المر؟

أ

المشكلة أ الوىل تكمنُ‏ ي أن هذه الثورةَ‏ ليس لها قيادةٌ‏ ول منهجيةٌ‏ أو تَصَ‏ وُّر،‏ إذ تسودُها العفويةُ‏ ي ُ والتعب‏ عن آ ال راء

ووجهات النظر،‏ ولكن ي هذا المرحلة من الجيد لها أن تتبلوَرَ‏ وتعمل عىل توحيد المطالب مع حرصها أ بالمور

المُ‏ قتدر عليها ي الوقت الراهن،‏ كي ل يُصابَ‏ الجميعُ‏ بالإحباطِ‏ من النتائج.‏ فعىل سبيلِ‏ المثال،‏ إحدى المطالب

الصَّ‏ عبِ‏ تحقيقُها حاليًا هو إسقاط النظام،‏ هذا أ المر ليس جيدً‏ ا ي الوقت الراهن لكنّه هدفٌ‏ يجب أن يتحقق

ي فرضِ‏ تشكيلِ‏ حكومةٍ‏ جديدة – وإن كانت تكنو سياسية،‏ لستحالة إلغاء هذه أ الحزاب حاليًا – تقوم

بإجراءاتٍ‏ معينةٍ‏ وتدعي إىل انتخابات نيابية مُ‏ بكرةٍ‏ بتصحيح التمثيل،‏ كي ي ئَ‏ نج‏ بمجلسٍ‏ ب ي نيا‏ عىل آمال الشعب وليس

عىل آمال أ الحزاب وقوانينها.‏ ي و‏ نفس الوقت ل ض‏ ي رفع سقف المطالب بهدفِ‏ تحقيق الحد أ ال ن د‏ منها،‏ أمّ‏ ا

عىل مستوى ي تغي‏ النظام،‏ فهذا أ المر يتطلبُ‏ منهجية محددة.‏

آجالً‏ ، فالمالذُ‏

لو أُقيمت انتخابات نيابية مبكرة،‏ هل ترى النتائج مُ‏ طَمئنةً‏ إل حدٍّ‏ ما لمطالب الشعب،‏ أم أنَّ‏ الشعب سيعود

إل تكرار الخطأ نفسه؟

و‏ الواجهة أ الخرى تلعبُ‏ الدولة عىل عاملِ‏

ف

أعتقدُ‏ أن أ المرَ‏ حاليًا مُ‏ مكن،‏ فلو حصلَت سيَنتخِ‏ بُ‏ الناسُ‏ ي ضم‏ ‏َهم.‏ ي

ي إخمادِ‏ نارِ‏ غضبِ‏ الناس ووعيِ‏ هم.‏ فهُم يعملون عىل الإتيان بحكومةٍ‏ تقوم ببعض الإصالحاتِ‏ الشكليةِ‏

وإلهاء الشعب عن القيام بانتخاباتٍ‏ نيابيةٍ‏ مُ‏ بكرةٍ‏ وإعادتِه إىل الحظائر الطائفية،‏ وأُشدد هنا عىل كلمة حظائر كونها

ترجع إىل حكم الحيوانات والغابات،‏ فهم سيعملون ل محالة عىل العوامل الطائفية والعاطفية.‏ أما وإن نجَ‏ حنا

القيام بانتخاباتٍ‏ نيابيةٍ‏ مبكرة فسيخرس أصحابُ‏ السلطة الحالية ي كث‏ ‏ًا،‏ أ المر الذي هم يخافون من حدوثه.‏

الوقتِ‏

ماذا عن دور رجال الدين ي الوقت الحالي تحديدً‏ ا،‏ إضافة إل دور أصحاب المنابر،‏ هل هم مقين فيه؟

وكيف يمكنهم التأثر والمساهمة ي توحيد صفوف الشعب؟

ف

أعتقد لو أن الدُّ‏ ور الروحية،‏ من جميع المذاهب والطوائف ي لبنان،‏ تجمعُ‏ رجالَ‏ ديانتها وتُشارك مع الشعبِ‏ ي

حراكه ستقدرُ‏ عىل فرض ضغطٍ‏ ي ٍ كب‏ عىل الدولة ووضعِ‏ مطالبَ‏ مُ‏ حددةٍ‏ مع تسمية مُ‏ هلٍ‏ لتنفيذها،‏ بداية من حل

مسألة النفايات.‏ خاصة مع قُدرة رجال الدين عىل حشدِ‏ جمهور طائفتهم،‏ وبالتاىلي يتوحد الشعب بطوائفه مع

مطالب رجال ديانتهم.‏ ي ن لكن‏ الحقيقةَ‏ أأسفُ‏ عىل العديد من رجال الدين الذين باعوا أنفسهم ي ن للسالط‏ وأغرتهم

الموال والسيارات ت ح‏ أصبحوا بدنيا ي غ‏ دنيا هذا الشعب المُ‏ ي عا‏ ، خذ ي ن بع‏ العتبار أن ي ز مانية رجال الدين تبلغ

أ

سنويا حواىلي 29 مليار ي لة لبنانية،‏ فكيف لهم الوقوف بوجه الدولة والفساد؟

ض َ تح‏ العديد من وسائل الإ عالم؟

إذًا فما الوسيلة إل توعيةِ‏ الشعب ي هذه المرحلة ي ت ال‏ نشهدُ‏ فيها أيضا يُّ‏

أقول بأن العُ‏ مدةَ‏ ليست عىل رجال الدين،‏ وإن كُ‏ نّا ي مجتمعٍ‏ لرجالِ‏ الدين فيه يدٌ‏ طولة،‏ لكن العتمادَ‏ عليكم أنتم

الشباب،‏ كما وبتُّ‏ أرى النساء قادراتٍ‏ عىل تحقيق ما يعجزُ‏ عنه رجالنا.‏ فرجالُ‏ الدين مرهونون بظروف عدة،‏ ث فكةٌ‏

هم رجال الدين الذين ي ن يُوافقون‏ الرأيَ‏ لكنهم ل يجرؤون عىل قول ما أقولُه خوفًا منهم عىل مرصوفهم الشهري

من النقطاع.‏ ي ن ولكن‏ أقول لهم أن الله هو الرزاق.‏ ي فإ‏ أرى المسؤوليةَ‏ عليهم ب أك‏ من أي أحد آخر،‏ ي ن لكن‏ ل أضع

آماىلي عليهم ض فرصب الميت حرام.‏ لذلك المطلوبُ‏ حاليًا من الشباب والفئات المثقفة ي البالد تحمُّ‏ ل المسؤولية.‏

ي كالمي هنا النساء،‏ ليس استنقاصً‏ ا من قيمة الرجال،‏ لكن المرأة تقدر عىل الوقوف بوجه أ ‏“ال زعر”،‏ لكن

الرجل إن فعل ذلك فقد يؤدي أ المرُ‏ إىل عراكٍ‏ وهدر دماء،‏ لذلك فإن دور النساء كب‏

ي .

وأخص

ما الرسالة ي ت ال‏ تُقدمها للطبقة السياسية الحالة،‏ ي ن ولالإعالمي‏ وللطالب كي نختم بها حوارنا؟

ي ء،‏ أ لنها طبقة ميتةٌ‏ ، بال إحساس أو حياء،‏ بل تعجز اللغة عن وصف

ل يُمكن أن التوجُّ‏ ه لهذه الطبقة السياسية بىسش

هذه الحقارة ي ت ال‏ هم فيها،‏ فماذا عساي أقول لهم؟ ولكن،‏ إن كانوا ي ن يسمعون‏ أقول لهم:‏ ‏“عودوا إىل لُبنانيتكم،‏

ولو لمرة واحدة.‏ ل تعودوا إىل الخارج مهمَ‏ ن كان أ لخذ قرارات الداخل،‏ ل أ لمريكا ول للسعودية ول إيران ول فرنسا

ول أ لي دولة أخرى،‏ اخلعوا هذا الثوب الخارجي ولو لمرة والبسوا ثوبكم اللبنا‏

أما ي ن لالإعالمي‏ فأقولُ‏ أنَّ‏ عليكُم مسؤولية ب كى،‏ فأنتم القادرون عىل تجييش الواقع،‏ وأنتم القادرون عىل شَ‏ يطَنَتِ‏ ه.‏

أنتم القادرون عىل تلميعِ‏ صورة الفاسد وأنتم القادرون عىل تلميع صورة الحسَ‏ ن.‏ ولذلك أفهمُ‏ أن العالمي يُمكنُ‏

ِ اؤه كما يمكن ش ‏اء ي با‏ فئات المجتمع،‏ لكن ل أفهم كيف يمكن أن يكون أحد عىل هذا القدر من الكذب.‏ لذلك

الإعالم هو رسالة ب أك‏ من رسالةِ‏ المنابر والمساجد.‏ هم القادرون عىل المساعدة ي نهوض شعبهم وبناء

المستقبل.‏

ن ويُشعر‏ بالفخر هو مُ‏ جالسة

وللطالب أقولُ‏ أنتم ي أبنا‏ ، أفتخرُ‏ بكم وأفرح بكم.‏ بل وبالحقيقة فإن ث أك‏ من ي ن يُفرح‏ ي

طالب المدارس والجامعات ومُ‏ ناقشتهم.‏ ت ح‏ لو كان شبابُنا ي ن علماني‏ ، فهم يُرفَع بهم الرأس،‏ أقولها وأنا رجَ‏ لُ‏ دينٍ‏ ،

كيف ل ويقول الإمام عىلي ‏)ع(:‏ ‏“الناس صِ‏ نفان:‏ إما أخٌ‏ لك ي الدين،‏ أو ي نظ‏ لك ي الخلق.”‏ وبالتاىلي يجب عىلي َّ

ت احام جميع الفئات،‏ وأقولُ‏ لهم أنتُم أ المل،‏ أنتم المُ‏ ستقبل،‏ أنتم الطموح.‏ نحن نُعلّقُ‏ عليكم آمالنا،‏ صحيحٌ‏ بأن

الحِ‏ ملَ‏ ثقيلٌ‏ فنحن قد خرّبنا ي كث‏ ‏ًا لكن الله المُ‏ ي ن ع‏ .

ي ”

ب َ ش

وأبلغَ‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!