You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ن
ن
ف
ف
ن
ف
ف
ت ف
ف
ف
ئ
ف
ي
ي
ف
ف
ف
ف
ف
ف
ق
ئ
ف
ف
ف
ف
ف
ن
ف
ف
ف
ن
ف
ن
ف
ف
ف
ف
ي
ف
ف
ف
ف
ف
ي
ف
ف
ف
ف
ف
ي
ف ف
ن
ف
ف
ف
ف
ي
| 03.12.19 آراءنا وأفكارنا | 22
مقابالت | | 22
| 03.12.19
مقابلة مع الشیخ یاسر عودة
محمد عزالدین – ُمدقق لُغوي
عن ما بعد احلقيقة
ناهية كنج - محرّرة قسم ال آ راء
ي ،
عن ما بعد احلقيقة
محمد الصايغ – كاتب صحا
يشهدُ لُبنانُ مظاهراتٍ شعبيةً بعدَ سُ باتٍ دام عقودًا، هل يصُ حُّ إطالق اسم “الثورة” عىل هذه اليقظة
الشعبية، أم أنها مازالت ضمن نطاق المُ ظاهرات والصحوة؟
يصُ حُّ تسمية هذه النتفاضة بالثورة، لكنها ثورةٌ فريدة من نوعها، أ ل نَّ غالبَ الثورات ب َ ع التاريخ كانت تأخذ طابعَ
العنف، ي ُ وتس وِ فقَ ش مرس وعٍ بديلٍ لإدارة الحُ كم ي مَ ن تثورُ عليه. ما يحدثُ لدينا هو انتفاضةُ شعبٍ من ث كة
المأساة، لكن تسميتَها بالثورة صحيحةٌ إذ إنَّ هذا الشعب قد عايشَ الضغطَ لعرسش ات ي ن السن . هي ثورةٌ مُ ي ز تمةٌ
بحيويتها وجماليتها – ولو لم تُعجب ي الكثين – فالحقيقية أن التاريخ لم يشهد لنا عن ثورةٍ سلميةٍ حضارية كهذه،
إذ وبالرغم من كل أشكال العنف ي ت ال تُحاول تفرِ قَتَهم إل أن الناس مُ رصّ ين عىل موقفهم ووحدتهم، وهذا هو أ المر
الجميل فيها. وقد تجلَّت هذه الوحدة بشكلٍ خاصٍ ي مشهدية نساء وأمهات ي ت منطق الشياح ي ن وع الرمانة، الذين ل
يجرؤ أحدٌ عىل اتهامهنَّ بالتبعية الحزبية، بل وعىل العكس فهُنَّ أردن القولَ أ لالحزاب “ارجعوا أنتم إىل ‘حظائركم‘
فنحن نريدُ وطنًا مسالمً ا وحياةً كريمةً ”.
أجمل ما حدث هو أنَّ كل الحواجز ي ت ال صنعَ ها الطائفيون والسياسيون وعلماءُ الدين من كُلِّ الطوائفِ قد تحطَّمَ ت،
مثَلُها كمثَلِ الهالةِ ي ت ال صُ نعت حول رجال الدين وحول ي السياسي ي ن ت وال أدَّت إىل تأليههم، فهي الأُخرى قد تكرسَّ َت
عىل أيدي الناس.
ي ء أو الإتيانَ بنتائجَ جيدة، إل أنَّ الناسَ قاموا بواجبهم وتجرؤوا عىل التَّحرُّرِ من سالطينِ هم
قد ل نستطيع القيام بىسش
بعد أن كان آباؤهم )أي نحنُ الجيلُ الذي سبقهم( عبدةً عندهم. فما حصلَ جميلٌ جدً ا، وإن لم يُحققوا شيئًا،
فهذا إنجازٌ بذاته. ويبقى أ المل مُ علّقًا عىل الجيل القادم، وبخاصةً الشباب المُ تعلم والمُ ثقف.
ي مجتمعنا مقولةٌ ي شهة:” ي ن ب الحقِّ والباطلِ أربعةُ أصابع. الباطلُ أن
تقولَ سمِ عت، والحقُّ أن تقولَ رأيت”. أسَ ألتَ نفسَ كَ يومً ا إذا كانَت
رؤيتُكَ لفيديو بَ ُ تُعتَ من فصيلةِ “رأيت” أو “سمعت” ؟ هل أعدتَ النظرَ
ي مفهومِ ما هو حقيقيٌّ بعد ظهور العالم الف ي ت ض ا والفيديوهات
المُ ب فَكة؟ هل رأيتَ عىل اليوتيوب كيف جعلوا أوباما يقول ما لم يقُل
ب ع استعمالِ برامج الذكاء الصطناعي؟ هل تعلمُ من يُمَ وِّلُ مَ حطاتِ
العالم؟ من يحكمُ السُّ لطة الرابعة؟ هل فكَّرتَ يومً ا كيف ينت ش رسُ الجهلُ
ي العالمِ بشكل مُ خيف ونحن ي عرص الغوغل ؟ ما أنتَ فيه آ الن من
أسئلةٍ يحومُ حولَ مفهومٍ اسمُ ه “ما بعدَ الحقيقة” TRUTH( .)POST
“ما بعد الحقيقة” مُ صطلحٌ فلسفيٌّ وسياسي ٌّ يرمُ زُ إىل غياب المعاي
العامّ ةِ والموضوعيّةِ لبناء الحقيقة. “ما بعد الحقيقة” هو انزلقٌ
مُ تَسارعٌ ي ن ب المسافةِ ي ت ال تفصلُ الحقيقةَ عن ت ز الوير أو ي ت ال تفصلُ
الحقيقيةَ عن الخيال. عامَ 2016، ي النتخاباتِ أ ال ي مكية، اكتسبَ
مُ صطلح “ما بعد الحقيقة” شعبيةً واسعةً عىل شكل “سياسةِ ما بعد
الحقيقة” واختارَته موسوعةُ أوكسفورد “مُ صطلحَ العام” ي نفس السنة.
كما تم تعريفُه بأنه ي ُ يُش إىل الظروف ي ت ال تكون فيها الحقائقُ
الموضوعيةُ أقلَّ ي تأث ًا عىل تشكيلِ الرأي العام من ي ِ تأث المشاعرِ
والهواءِ الفردية. مُ الحظة: فاز دونالد ترامب، ي العام نفسه،
أ
بالنتخاباتِ أ ال ي مكية. صُ دفة؟
يُستَح ض رصُ فريدريش نيتشه ي ي ِ كث من أ الحيانِ كأحد ي ن المؤسس
ي ن الرئيسي لمفهومِ ما بعد الحقيقة. يدَّ عي نيتشه بأن البرسش يخلقون
المفاهيم ي ت ال يُحدِّ دون من خاللِها ي الخ والعدل. وبالتاىلي يستبدلون
مفهوم الحقيقة بمفهوم القيمة، أي ما يبدو أنّه حقيقيٌّ أو ما قيمَ تُه
تدلُّ عىل أنّه حقيقي. كما يرى نيتشه أنّ الب ش رسَ يخلقون حقيقةً حول
العالم من خالل استخدامِ هم لالستعارةِ أ والسطورةِ والشعر. هو يقولُ
أن الباحثَ عن هذه الحقائق يقومُ بنقلِ العالم إىل الإ نسان، أي أنَّه
يُكافحُ من أجل فهم العالم باعتباره يُشبه الإ نسانَ ويكتسبُ ي أحسنِ
الحوالِ شعوراً بالستيعاب”. للتوضيح، ب ُ يعت نيتشه أن الحقيقةَ
أ
مُ جرَّدُ إسقاطٍ يقومُ به الفردُ من العالم إليه. أي أن الحقيقةَ ليسَ ت
واحدة، بل هي كمفاهيمِ العدالة والخ ي نظره. ي ن ح تنظرُ إىل
الواقعِ اليوم تشعرُ بأنَّ شيئًا مما قالَه نيتشه يُشبه الواقع. فهو دائمً ا
يستشعرُ فشَ لَ النظام، وهو ي هذه الحال استشعرَ هَ شاشةَ
الحقيقةِ ي ت ال ب نعتَ ُها حقيقة.
ي صالونٍ ما ي لبنان، يروي أحدُ هم لصديقِ ه عن معلوماتِه أ الكيدة
حول قيام رئيسِ الحزب ي الفُال بعمليةِ اختالسٍ ي كبة. ي و زاوية
أخرى من ش النرس ةِ المسائية عىل التلفاز، يقوم اعالمي مُ ختَصٌّ بِفضحِ
أحد أعالمِ السياسة عىل الهواء ويصفُه بالحرامي والنصاب.
السؤال: “هل فُالن حرامي”؟ الجواب: “نعم أو رُبما أو هيك بيقولو
أو ما بحط عىل ي ت دم ”. الجوابُ أيضً ا أنّ فُالنًا نائبٌ نجحَ
النتخابات. فالنًا زعيمٌ . فالنًا يُحبُّه ي الكثون من الناس ويَحلفون
باسمه. أما الحقيقةُ فهي مُ زدوجة ل ي ن تع شيئًا ول أثر لها.
إن لم يكن للحقيقة أثر، فهل تبقى حقيقة؟ وإن كانَ للحقيقةِ وجوهٌ
ي كثة ، هل يبقى لها أثر؟ هذه الدوامة هي حالةُ ما بعد الحقيقة،
لن الحقيقةَ أصبحَ ت كلمةً فقط. أ ل نَّ ب الوباغندا الإعالمية تستطيعُ
أ
أن تجعلَ ترامب رئيسً ا. والسياسةُ تستطيعُ أن تُخرجَ مُ ي ن جرم من
السجن. كما العواطفُ قادرةٌ عىل إفسادِ العقل، والعقلُ لم يعُ د
يثقُ بالحواس. انتهى أ المرُ بالفيلسوفِ نيتشه بأن أُصيبَ بانهيارٍ
ب ي عص ، صُ دفة؟
ي
ي الوقت الراهن ي و ظل النقسامات ي ت ال تحصل، ومحاولتِ تفرِ قَةِ الناس وكَفِّهم عمّ ا هم عليه، هل ن سى
نتائجَ هذه المُ حاولت عىل هذا الحراك ب ي الشع ؟
قبل ليلة من مشهديةِ الشياح ي ن وع الرمانة ي ن تخلَلَّ للحظاتٍ شعورٌ باليأس نتيجة ما آلت إليه أ المور أ والخبار، إل أنّ
رؤيةَ أ المهات ي هذين ي ن المنطقت أعاد أ المل إىل ي نفىس . هذه المشهدية لم تكن الوحيدة، بل كانت نموذجً ا من عدة
نماذج ساهمت ي ضخِّ الحماس أ والمل ي قلوب المُ تظاهرين. أضف إىل ذلك ما حصل ي الرينغ وساحة الشهداء
ي وغها من المناطق ي ت ال تعرَّضَ ت لالعتداء، ما ولَّدَ إرصارًا عند الناس وأمالً بالستمرارية. هناك إرصارٌ عىل أخذِ
الحقوقِ بأي طريقةٍ كانت، تحت حواجز السِّ لمية والسلم أ الهىلي .
ف
إىل حد آ الن، أُسقطَت جميعُ أحزابِ السُّ لطة بال استثناء وذُهلَت بما لم تكن تتوقعه، أل وهو استمرارُ الناس ي
تظاهُ رها ي غ ي ن آبه أ لوامر أحزابهم. فهذا أ المرُ بذاتِه يُعيد أ الملَ للناس بأنْ ل رجوعَ عن مطالبِ هم رغمً ا عن كل
الضغوط ي الكبة، إن كانَت مِ ن السفارات أو أ الحزاب أو من السُّ لطة نفسِ ها، بما يُمارَسُ من تخوينٍ وبثٍّ للرُّعبِ
قلوب الناس.
يمكننا القول بطريقة أو بأخرى أن المواجهة صارت فكرية، خاصة مع محاولتٍ عديدةٍ للتغطية عىل الصورة
الثقافيةِ لالنتفاضة الشعبية بحركاتٍ لأخالقيةٍ لإ لهاء الرأي، فما رأيك بما يحصل آ الن عىل المنحى الفكري؟
بطبيعة الحال فإنَّ الوعيَ والحذرَ مطلوبان بشكل ي كب ، أمَّ ا هذه التُّهَم “الجاهزة” فهي ليسَ ت وليدة أ المس بل
استُعملَت تاريخيًا ي ي ٍ كث من أ الحداث. أضف إىل ذلك أ البواقَ الإعالميةَ المُ حرِّضَ ة والمُ تَّهَمة، فهي ي ي برأ قد سقطَت
ي هذه المرحلة ولم يعُ د لها ب من ُها السابق. خُ ذ عىل سبيل المثال ي ت حال ، ففي العام 2017 أُقيمت عىلي َّ حربٌ
شعواءُ نجحت ي تحريض الرأي ضدي ومنعي من الظهور ش مباةً ي ي خطابا ، لكنهم لم يقدروا عىل ي إلغا أو تغي
مواقفي بل زدتُ إرصارًا عىل مواقفي نفسها، فمن يحق له إلغاء آ الخر وإسكاته؟ أما ي العام الحاىلي فقد قامت ضدي
حمالتٌ مُ ماثلة ي ن اتهمت ي بأ أحدُ قادة الحراك ي المد ومُ حرّضيه، مع أن توعيةَ الشعبِ كانت مُ همَّ ي ت أ الوىل كواجبٍ
ي ن دي منذ البداية ت وح ما قبل ن ز الول إىل الشارع. كما وتم توجيه ادعاءاتٍ باطلةٍ عن تعامىلي مع إحدى السفارات،
ي وغها من الإشاعات أ والباطيل، لكن الصورة اليوم اختلفَت إذ إنّ وعيَ الناس لم يسمح لهذه الحركاتِ بتحقيق
نجاحها، أ فالمور قد باتت مكشوفة للعلن.
نستطيع القول بأن ما حدث وما زال مُ ستمرًا من يقظةٍ شعبيةٍ قد سمحَ ت بكِ حواجزِ ي التفك ي والتعب عن
الرأي بدون خوف، عىل عكس ما كانت عليه الحال ي السابق. لكن يبقى أ الملُ أن ت ز تل مَ هذه الحُ رياتُ حدودَ
الخالق والوعي.
أ
بطبيعة الحال ل يمكنُكَ ضبطُ كل الناس، فلبنانُ بلدٌ متعددٌ بطوائفِ هِ ومشاعرِهِ وأهوائه، وبالتاىلي ل يُمكنك أن تُج
كل الناس عىل التَّرصُّفِ بأخالقٍ والبتعادِ عن الشتم. ومما ل شكَّ فيه فإنَّ السَ بَّ والشتمَ مرفوضان، فالإمام ع يىل
)ع( قد قال أ لهلِ ه ي “إ أكرهُ لكُم أن تكونوا ي ن سبّاب ، ولكن لو ذكرتُم أحوالَهُم ووصفتُم أعمالَهم لكانَ أصوبَ بالقول
ي العُ ذر”. لكن السؤال هو “ماذا وإن سَ بَّ أحدُ هم زعيمً ا؟ ما هذه القدسيةُ للزعيم ي ت ال هُ زَّت إن سُ بَّ ؟ فأنتَ
قد عذبتَ الناس وعَيَّشتهم بذُ لٍّ وحقارةٍ بال حدود، فكيف لك أن تستغربَ إن سَ بَّكَ أحدُ هم؟”. كُل من يريدُ أن
يتصدى للشؤونِ السياسيةِ عليه تحمُّ لُ السَّ بِّ والنتقاد، وإل ل يجبُ عليه تعاطي السياسة أصالً ، ويمكننا أن
نستشهد هنا بالإمام عىلي )ع( أيضً ا عندما سبُّوه أهلُ الخوارج فما كان منه إل أن قال أ لصحابِ ه ي ن الغاضب مُ هدِّ ئًا:
“إنما هو سبٌّ بسَ بٍّ أو عفٌّ عن ذنب”. أتفهَّمُ وجعَ هؤلء الشباب الذين يرَونَ مُ ستقبلَهُم يموتُ عىل يد زعيمٍ يرسقُ
الدولة بكل مُ قدَّ راتِها “وعىل عينك يا تاجر” والذي تحميهِ ي نُ القوان والقوى أ المنية، فأنا أتفهَّمُ أن يَسُ بَّ هؤلء الشباب
هذا الزعيم، والفرق ي ٌ كب ي ن ب ب تيرِ هذا السبِّ وتفهمه.
ما ي ن ب توحيد المطالب وحِها أ بالمور المعيشية، ي ن وب أخذها لمنحى أبعد من خالل استغالل النتفاضة
عىل الفساد لمُ هاجمة الطرف آ الخر وتسليط الضوء عىل عيوبه، ما رأي الشيخ يا بإيجابيات وسلبيات هذا
المر؟
أ
المشكلة أ الوىل تكمنُ ي أن هذه الثورةَ ليس لها قيادةٌ ول منهجيةٌ أو تَصَ وُّر، إذ تسودُها العفويةُ ي ُ والتعب عن آ ال راء
ووجهات النظر، ولكن ي هذا المرحلة من الجيد لها أن تتبلوَرَ وتعمل عىل توحيد المطالب مع حرصها أ بالمور
المُ قتدر عليها ي الوقت الراهن، كي ل يُصابَ الجميعُ بالإحباطِ من النتائج. فعىل سبيلِ المثال، إحدى المطالب
الصَّ عبِ تحقيقُها حاليًا هو إسقاط النظام، هذا أ المر ليس جيدً ا ي الوقت الراهن لكنّه هدفٌ يجب أن يتحقق
ي فرضِ تشكيلِ حكومةٍ جديدة – وإن كانت تكنو سياسية، لستحالة إلغاء هذه أ الحزاب حاليًا – تقوم
بإجراءاتٍ معينةٍ وتدعي إىل انتخابات نيابية مُ بكرةٍ بتصحيح التمثيل، كي ي ئَ نج بمجلسٍ ب ي نيا عىل آمال الشعب وليس
عىل آمال أ الحزاب وقوانينها. ي و نفس الوقت ل ض ي رفع سقف المطالب بهدفِ تحقيق الحد أ ال ن د منها، أمّ ا
عىل مستوى ي تغي النظام، فهذا أ المر يتطلبُ منهجية محددة.
آجالً ، فالمالذُ
لو أُقيمت انتخابات نيابية مبكرة، هل ترى النتائج مُ طَمئنةً إل حدٍّ ما لمطالب الشعب، أم أنَّ الشعب سيعود
إل تكرار الخطأ نفسه؟
و الواجهة أ الخرى تلعبُ الدولة عىل عاملِ
ف
أعتقدُ أن أ المرَ حاليًا مُ مكن، فلو حصلَت سيَنتخِ بُ الناسُ ي ضم َهم. ي
ي إخمادِ نارِ غضبِ الناس ووعيِ هم. فهُم يعملون عىل الإتيان بحكومةٍ تقوم ببعض الإصالحاتِ الشكليةِ
وإلهاء الشعب عن القيام بانتخاباتٍ نيابيةٍ مُ بكرةٍ وإعادتِه إىل الحظائر الطائفية، وأُشدد هنا عىل كلمة حظائر كونها
ترجع إىل حكم الحيوانات والغابات، فهم سيعملون ل محالة عىل العوامل الطائفية والعاطفية. أما وإن نجَ حنا
القيام بانتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرة فسيخرس أصحابُ السلطة الحالية ي كث ًا، أ المر الذي هم يخافون من حدوثه.
الوقتِ
ماذا عن دور رجال الدين ي الوقت الحالي تحديدً ا، إضافة إل دور أصحاب المنابر، هل هم مقين فيه؟
وكيف يمكنهم التأثر والمساهمة ي توحيد صفوف الشعب؟
ف
أعتقد لو أن الدُّ ور الروحية، من جميع المذاهب والطوائف ي لبنان، تجمعُ رجالَ ديانتها وتُشارك مع الشعبِ ي
حراكه ستقدرُ عىل فرض ضغطٍ ي ٍ كب عىل الدولة ووضعِ مطالبَ مُ حددةٍ مع تسمية مُ هلٍ لتنفيذها، بداية من حل
مسألة النفايات. خاصة مع قُدرة رجال الدين عىل حشدِ جمهور طائفتهم، وبالتاىلي يتوحد الشعب بطوائفه مع
مطالب رجال ديانتهم. ي ن لكن الحقيقةَ أأسفُ عىل العديد من رجال الدين الذين باعوا أنفسهم ي ن للسالط وأغرتهم
الموال والسيارات ت ح أصبحوا بدنيا ي غ دنيا هذا الشعب المُ ي عا ، خذ ي ن بع العتبار أن ي ز مانية رجال الدين تبلغ
أ
سنويا حواىلي 29 مليار ي لة لبنانية، فكيف لهم الوقوف بوجه الدولة والفساد؟
ض َ تح العديد من وسائل الإ عالم؟
إذًا فما الوسيلة إل توعيةِ الشعب ي هذه المرحلة ي ت ال نشهدُ فيها أيضا يُّ
أقول بأن العُ مدةَ ليست عىل رجال الدين، وإن كُ نّا ي مجتمعٍ لرجالِ الدين فيه يدٌ طولة، لكن العتمادَ عليكم أنتم
الشباب، كما وبتُّ أرى النساء قادراتٍ عىل تحقيق ما يعجزُ عنه رجالنا. فرجالُ الدين مرهونون بظروف عدة، ث فكةٌ
هم رجال الدين الذين ي ن يُوافقون الرأيَ لكنهم ل يجرؤون عىل قول ما أقولُه خوفًا منهم عىل مرصوفهم الشهري
من النقطاع. ي ن ولكن أقول لهم أن الله هو الرزاق. ي فإ أرى المسؤوليةَ عليهم ب أك من أي أحد آخر، ي ن لكن ل أضع
آماىلي عليهم ض فرصب الميت حرام. لذلك المطلوبُ حاليًا من الشباب والفئات المثقفة ي البالد تحمُّ ل المسؤولية.
ي كالمي هنا النساء، ليس استنقاصً ا من قيمة الرجال، لكن المرأة تقدر عىل الوقوف بوجه أ “ال زعر”، لكن
الرجل إن فعل ذلك فقد يؤدي أ المرُ إىل عراكٍ وهدر دماء، لذلك فإن دور النساء كب
ي .
وأخص
ما الرسالة ي ت ال تُقدمها للطبقة السياسية الحالة، ي ن ولالإعالمي وللطالب كي نختم بها حوارنا؟
ي ء، أ لنها طبقة ميتةٌ ، بال إحساس أو حياء، بل تعجز اللغة عن وصف
ل يُمكن أن التوجُّ ه لهذه الطبقة السياسية بىسش
هذه الحقارة ي ت ال هم فيها، فماذا عساي أقول لهم؟ ولكن، إن كانوا ي ن يسمعون أقول لهم: “عودوا إىل لُبنانيتكم،
ولو لمرة واحدة. ل تعودوا إىل الخارج مهمَ ن كان أ لخذ قرارات الداخل، ل أ لمريكا ول للسعودية ول إيران ول فرنسا
ول أ لي دولة أخرى، اخلعوا هذا الثوب الخارجي ولو لمرة والبسوا ثوبكم اللبنا
أما ي ن لالإعالمي فأقولُ أنَّ عليكُم مسؤولية ب كى، فأنتم القادرون عىل تجييش الواقع، وأنتم القادرون عىل شَ يطَنَتِ ه.
أنتم القادرون عىل تلميعِ صورة الفاسد وأنتم القادرون عىل تلميع صورة الحسَ ن. ولذلك أفهمُ أن العالمي يُمكنُ
ِ اؤه كما يمكن ش اء ي با فئات المجتمع، لكن ل أفهم كيف يمكن أن يكون أحد عىل هذا القدر من الكذب. لذلك
الإعالم هو رسالة ب أك من رسالةِ المنابر والمساجد. هم القادرون عىل المساعدة ي نهوض شعبهم وبناء
المستقبل.
ن ويُشعر بالفخر هو مُ جالسة
وللطالب أقولُ أنتم ي أبنا ، أفتخرُ بكم وأفرح بكم. بل وبالحقيقة فإن ث أك من ي ن يُفرح ي
طالب المدارس والجامعات ومُ ناقشتهم. ت ح لو كان شبابُنا ي ن علماني ، فهم يُرفَع بهم الرأس، أقولها وأنا رجَ لُ دينٍ ،
كيف ل ويقول الإمام عىلي )ع(: “الناس صِ نفان: إما أخٌ لك ي الدين، أو ي نظ لك ي الخلق.” وبالتاىلي يجب عىلي َّ
ت احام جميع الفئات، وأقولُ لهم أنتُم أ المل، أنتم المُ ستقبل، أنتم الطموح. نحن نُعلّقُ عليكم آمالنا، صحيحٌ بأن
الحِ ملَ ثقيلٌ فنحن قد خرّبنا ي كث ًا لكن الله المُ ي ن ع .
ي ”
ب َ ش
وأبلغَ