02.12.2019 Views

ARABIC

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ت

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ب

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ف

ي

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ت

ن

ف

ن

ف

ف

ف

ف

ف

ت

ف

ت

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ت

ت

ي

ف

ن

ف

ن

ف

ن

ن

ف

ن

ف

ف

ن

ن

ف

ف

ن

ف

ف

ف

ز

ن

ي

ن

ف

ن

ن

ف

ف

ف

ئ

ض

ف

ف

ف

ف

ف

ن

ض

ف

ف

ف

ف

ف

ت

| |26.11.19 مقابالت | 18

|26.11.19|

مقابالت | 19

وسط بريوت بريشة السوليدير

مقابلة مع د.‏ منى حرب،‏ أستاذة دائرة العمارة والتصميم ومتخصصة يف التصميم

الحضري يف الجامعة األمريكيّة يف بريوت

ناهية كنج - محرّرة قسم ال آ راء

تمحورَت إعادةُ‏ بناءِ‏ لبنانَ‏ والعاصمة برؤية ي ‏“بوت عاصمةٌ‏ عالميةٌ‏ للمستقبل”.‏ وكان السؤالُ‏ الرئيىسي ُّ آنذاك:‏ كيف

تُطبَّقُ‏ هذه الرُّؤيةُ‏ بطريقةٍ‏ تجذبُ‏ رؤوس أ الموالِ‏ وتجلبُ‏ مداخيلَ‏ ت بف‏ ةٍ‏ زمنيةٍ‏ ي قص‏ ةٍ‏ جدً‏ ا.‏ فكانت إعادةُ‏ العمار هي

الوسيلةُ‏ أ الساسُ‏ للقيام بهذا العمل.‏

ولكن جوهر الرؤية من أ الساس يُصدّ‏ رُ‏ ي بوت للسُّ‏ ياح وليس ي ن للبناني‏ ، أليس كذلك؟

نعم،‏ هذه الرؤيةُ‏ أرادَت جعلَ‏ ي بوت كما قيل عنها ي الستينات ‏“باريس ش الرسق”،‏ عاصمةً‏ عالميةً‏ تجذبُ‏

الإستثمارات ورؤوس أ الموال وتُشكِّلُ‏ قاعدةً‏ للخدمات عىل وجه الخصوص.‏ كان التَوَجُّ‏ ه مُ‏ ماثِالً‏ لرؤية مدينة ب ي ‏“د‏ ”

– عاصمةٍ‏ نيو ب ليالية.‏ ومُ‏ كوّناتُ‏ لبنانَ‏ من قطاعٍ‏ خاصٍ‏ قويٍّ‏ وقطاعٍ‏ ي ٍّ مرص‏ مُ‏ يّ‏ ٍ تم‏ بالرسيةٍ‏ المرصفيةٍ‏ وقطاعٍ‏ سياحيٍّ‏

ي ن غ‏ بالمعالم المختلفة مَ‏ هَّدَ‏ ت لهذه الرؤية من الستيناتِ‏ مُ‏ رورًا بالثمانينات وصولً‏ للتسعيناتِ‏ حيث أُعيدَ‏ ت

صياغتُها ضمن إطارِ‏ عاصمةٍ‏ نيو ب لياليةٍ‏ عالميةٍ‏ . ي و‏ طبيعةِ‏ الحال،‏ إنَّ‏ ترجمةَ‏ هذه الرُّؤيةِ‏ انعكسَ‏ ت عىل التخطيط

ي المد‏ ي لبوت وهندستِ‏ ها المعمارية.‏ فمثالً‏ المُ‏ خططُ‏ أ الول لساحةِ‏ الشُّ‏ هداء كان مُ‏ شابها لل ELYSEES“ ”CHAMPS

ولكن لم تُطبَّق هذه الخُ‏ طة لحقًا واستُبدِ‏ لَت بأُخرى تُناسِ‏ بُه الرؤيةَ‏ أيضً‏ ا.‏ فساحةُ‏ بُ‏ ال‏ جِ‏ كانَت مُ‏ نغَ‏ لِ‏ قَةً‏ نوعًا ما،‏ تَقتَرصُ‏

عىل وسطٍ‏ تجاريٍّ‏ مُ‏ ؤلفٍ‏ من أسواقَ‏ وبسطاتٍ‏ وكانت تُشكِّلُ‏ نُقطةَ‏ انطالقِ‏ الباصاتِ‏ للشمالِ‏ والجنوبِ‏ والشام.‏

فبسبب رؤية ي ب‏ وتَ‏ كعاصمةٍ‏ عالميةٍ‏ وَجَ‏ ب فتحَ‏ ها عىل البحر وربطَها بالمرفأ ي ِ وتدم‏ ي المبا‏ ي ت ال‏ حجَ‏ بَت المدينة عن

البحر سابقًا.‏ وكان ن هي إده أوّلَ‏ من رسمَ‏ هذا المُ‏ خطط.‏ لكنَّ‏ هذا أ المرَ‏ أثارَ‏ خوفَ‏ المُ‏ ي ن هندس‏ ي ن المعماري‏

ومُ‏ خطِّطي المُ‏ دنِ‏ أ ل نَّ‏ مقياس المدينة سيتَضاعفُ‏ حجمُ‏ ه ي كث‏ ‏ًا مُ‏ قارنةً‏ بالمقياس ش البرسي.‏ فكُلّما اتَّسعَ‏ ت الطرقات

ي وكُلَّما صارَت المدينةُ‏ عىل شكلَ‏ حسابٍ‏ ي مرص‏ تتدفقُ‏ إليه رؤوسُ‏

كلما قَلَّ‏ عدد الناس الذين يرغبون ن ز بالته والمىسش

الموالِ‏ فقط ل الناس.‏ والمقارنةُ‏ ي ت ال‏ ذكرناها سابقًا بخصوص ب ي د‏ طبعً‏ ا هي مقارنةٌ‏ واجهَت عديدَ‏ النتقادات.‏ ب ي فد‏

أ

أشبهُ‏ ش بالرسكةِ‏ من البلد وهذا ل ينطبقُ‏ عىل ي بوت.‏ ي فبوت تُمثِّلُ‏ نسيجً‏ ا عمرانيًا مُ‏ توارثًا من الرومانِ‏ من مبانٍ‏

وطرقات.‏ لكن رغم هذه النتقادات،‏ كانَت الرؤيةُ‏ وقتَها قويةً‏ جدً‏ ا ومُ‏ تَّفقًا عليها من الطبقة السياسية،‏ وأُصدرَ‏

بموجبها قانونٌ‏ خاصٌّ‏ لسوليدير يمنحُ‏ ها صالحياتٍ‏ واسعةً‏ وتَمَّ‏ ت الموافقةُ‏ عليه من كُل أ الطرافِ‏ السياسيةِ‏ . كان من

ضمنِ‏ هذه الصالحياتِ‏ ردمُ‏ البحرِ‏ واستمالكُ‏ جُ‏ زءٍ‏ منه،‏ ومِ‏ ن ضمنِ‏ أ المالكِ‏ مكبُّ‏ النورماندي ي ت ال‏ تعهَّدَ‏ ت سوليدير

بالهتمام به وتَحوَّل لحقًا إىل المنطقةِ‏ المُ‏ متَدَّ‏ ة من البيال ت ح‏ الزيتونة.‏ وكانت الفكرةُ‏ بجوهَ‏ رها قائمةً‏ عىل BUILD(

ش كةُ‏ سوليدير تكلفةَ‏ البناء وإدارةِ‏ المشاريع ي ت ال‏ مَ‏ وَّلَتها لمُ‏ دَّ‏ ة 25 عامً‏ ا دون

دفعِ‏ رصض ائبٍ‏ ، ومن ثم تُصادَر مُ‏ لكيَّتُها للدولة اللبنانية بعد مرور 25 عامً‏ ا من ِ ج‏ أرباحً‏ ا دون إدخالِ‏ أيِّ‏ مردودٍ‏ منها

عىل خزينة الدولة.‏ تُصادِ‏ رُ‏ الطرقاتَ‏ ي ت ال‏ اهتمَّ‏ ت بها فقط وتُبقي عىل ي المبا‏ مع دفعِ‏ رصض ائبَ‏ عليها كونَها مُ‏ لكَ‏

ي نَ‏ المساهم‏ أي بعض سكان ي بوت وأصحاب المتاجر القديمة الذين لم يحصلوا عىل أسهُمٍ‏ عادلةٍ‏ من مُ‏ متلكاتِهم

ومُ‏ ي ن ساهم‏ آخرين أبرزُهم عائلةُ‏ الحريري والبنوك ش والرسكاء ي ن الخليجي‏ الذين وضعوا استثماراتٍ‏ ضئيلةً‏ لتدُ‏ رَّ‏ أرباحً‏ ا

هائلةً‏ . طبعً‏ ا الفكرةُ‏ ب لياليةٌ‏ بحتة لكن صورَتَها الخارجيةَ‏ كانت إيجابيةً‏ جدً‏ ا.‏ فالبلدُ‏ ن يُب‏ مُ‏ جددًا وعالقاتُ‏ الحريري

مُ‏ متازةٌ‏ مع الخليج وأمريكا وفرنسا.‏ كما أنَّ‏ العديد من المُ‏ ت غ‏ ي ن ب‏ عادوا ليعملوا ي الوطن.‏

أما عىل صعيدِ‏ التنظيم ي المد‏ ، ضمنَت خطة سوليدير المُ‏ حافظة عىل بعضِ‏ المناطق تُّ‏ الاثية ي لبوت واعادةِ‏

ترميمِ‏ ها بمبالِغَ‏ باهظةٍ‏ وتوظيفِ‏ ي ن معماري‏ ي ن لبناني‏ أ لجلِ‏ هذه الغاية من ضمنِ‏ هم ي روب‏ صليبة.‏ شملَت عمليةُ‏ إعادةِ‏

ت الميم أ الحياءَ‏ القريبةَ‏ من أسواق ي بوت حيث ب اللمان ي اللبنا‏ والمقاهي أ والبنيةُ‏ أ الثريةُ‏ وساحةُ‏ النجمة.‏ والجديرُ‏

بالذِّ‏ كر أنَّ‏ ي ن الفرنسي‏ ي عهد النتدابِ‏ دمَّ‏ روا السوقَ‏ العُ‏ ي َّ ثما‏ وجلبوا ي ن معماري‏ ي ن فرنسي‏ ت ح‏ يبنوا هذه المنطقة.‏

لذلك سُ‏ مِّ‏ يَت بعضُ‏ ها بأسماءِ‏ ن الجالت ي ن الفرنسي‏ ك ب ي ‏“اللم‏ ” و ‏“فوش”.‏ واجَ‏ هَ‏ مُ‏ مثِّلو ش ‏كة سوليدير انتقاداتٍ‏ لرؤية

ش الرسكة القتصادية من قِ‏ بل مُ‏ هندسيها ي ن المعماري‏ ، تصدَّ‏ ت سوليدير أ لصحاب هذه النتقادات بوعدِ‏ هم بأنهم

سيتشَ‏ كَّرونها بعد مُ‏ رورِ‏ الزمن لمُ‏ حافظتها عىل الوجه أ الثري ي لبوت.‏ ويُمكُنُ‏ أن نتَفَهَّم ذلك من زاويةِ‏ أنَّ‏ ش الرسكةَ‏ زادَت

ت‏ المُ‏ ربَّع ي ي بوت لما قامَ‏ ت به من إعادةِ‏ ترميمٍ‏ لجُ‏ زء المناطقِ‏ أ الثريةِ‏ ي وتحف‏ ‏ِها ز لرجالِ‏ أ العمالِ‏ عىل

سِ‏ عرَ‏ المِ‏

المُ‏ حافظة عىل المظهر أ الثري الجميلِ‏ المُ‏ قابل أ لماكن أعمالهم.‏

البنيةِ‏ مع إعمارِ‏ أبنيةٍ‏ جديدةٍ‏ والإ بقاءِ‏ عىل مقياسٍ‏ ش برس يٍّ‏ يسمحُ‏ للناسِ‏

ففي منطقةِ‏ الصيفي مثالً‏ حافظوا عىل بعضِ‏ أ

أن ن تت‏ نَّه براحة فيه.‏

أما منطقةُ‏ ب ي اللم‏ وفوش والمعرض فقد أصبحَ‏ ت منطقةً‏ تجارية.‏ ومنطقةُ‏ الزيتونة أُسسَ‏ ت لتكون منطقةً‏ سكنيةً‏ مع

إطاللةٍ‏ عىل البحر.‏

ولن ش ‏كةَ‏ سوليدير استحوذَت عىل وسطِ‏ البلد بأكمله،‏ استطاعَت أن تُغ‏ ي عواملِ‏ الستثمارِ‏ ي ت ال‏ تندرجُ‏ ضِ‏ منَ‏

أ

قانون التنظيم ي المد‏ الذي يُحدِّ‏ د توسُّ‏ عَ‏ ي المبا‏ عموديًا وأًفقيًا.‏ فلقد رفعَ‏ تها ي منطقةٍ‏ وقلَّصَ‏ تها ي مناطق أُخرى

ضمن ي بوت.‏ وضمنَت الرِّبح من خياراتها الهندسية.‏ بحيثُ‏ إذا أردتَ‏ ان ترى البحر عليكَ‏ ان تدفع اك‏

فمن ناحية التنظيمِ‏ ي المد‏ ، لعبَتها سوليدير بطريقة ممتازة.‏

ث .

يِّ‏ َ

)OPERATE TRANSFER بحيث تتحملُ‏

ي

سوليدير:‏ بني رجال األعمال وأهل البلد مقابلة مع د.‏ منى فواز – أستاذة دائرة العمارة

والتصميم يف الجامعة األمريكية يف بريوت ومتخصصة يف التخطيط املدين

أحمد العطار – المحرر

محمد عز الدين – مدقق لغوي

ن المد‏ ؟

لماذا يرتبط بحث موضوع سوليدير بالتخطيط ي

التخطيط ي المد‏ تجميلٌ‏ ي ن وتزي‏ ، لكنه بذاته فلسفة اجتماعية،‏ كيف يمكن للمجتمع العيش سويًا.‏ فللمُ‏ خطط

ي المد‏ القرار ي إن كان بإمكان الشخص البناء ي مكان ي ن مع‏ ش والرس وطِ‏ ي ت ال‏ عليه ت ز ال‏ امُ‏ ها ي بنائه.‏ والقرار هنا

يكون باسم الجماعة،‏ أما هذه الجماعة فهي المسؤولون عن التخطيط ي المد‏ عامةً‏ ، ي وتفس‏ دورها وما لها

من حقوق،‏ فهو أمرٌ‏ سياسي ٌّ محض.‏ فسوليدير كُلما يَّ‏ تغت مع الوقت،‏ ي ُ يتغ‏ مفهوم ماهية ‏»الجماعة«‏ ومن

المستفيد منها.‏ هذا أ المر لهو عىل قدرٍ‏ بالغٍ‏ من أ الهمية،‏ إل أنه مُ‏ همَّ‏ شٌ‏ من قِ‏ بل المُ‏ ي ن تكلم‏ عن موضوع

سوليدير.‏ فهؤلء المُ‏ خططون المدنيون هم عادةً‏ من يُالم إن تطرق الموضوع للحديث عن سوليدير،‏ وتتوه

وجهات النظر عن الفكر ي السياس المالك الذي بيده القرار الفعىلي وليس هؤلء ي ن الموظف‏ .

ما كانت أبرز معالم التطوّر التاريخي لسوليدير منذ نشأتها عام ‎1994‎؟

العام

ف

ي الحديث عن بداية هذه ش الرسكة ل بُدَّ‏ لنا من النطالق من تاريخ الحرب أ الهلية،‏ فمع اندلعها ي

1975 تدمرَت العديد من المبا‏ ي وسط ي بوت،‏ وصولً‏ للعام 1977 حيث ظنَّ‏ الناس أن هذه الحرب قد

شارفت عىل النهاية،‏ إن لم تكن ت ح‏ قد انتهت فعليًا.‏ فمنذ بداية هذا العام جِ‏ يء ش برسكة L›APUR

الفرنسية،‏ وطُرحَ‏ ت فكرة إعادة العمار.‏ ي و‏ نفس الوقت أُن ِ ش ئَىس ما يُعرف بمجلس الإنماء والعماء،‏ وهو ش ‏كة

عامةٌ‏ دامَ‏ ت ت فة ي قصة جدً‏ ا،‏ وقد حملَت هذه ش الرسكة فكرةَ‏ إدارة إعادة العمار بشكل ‏يع للغاية ت ز لول

بعد تحقيق هذا الهدف.‏ أما ما نجده اليوم بأن هذا المجلس هو مركز الفساد الحاىلي ي لبنان.‏ لكن بذلك

الوقت كان الهدف منها إدارة أعمال إعادة البناء،‏ وكان هو من طلب مساعدة L›APUR ي ت وال‏ هي L›ATELIER

PARISIEN D›URBANISME أي ورشة عمل للتخطيط الحضاري ي الباريىس . فتم البدء عىل وضع مُ‏ خطط

توجيهي وبدأت ش الرسكة الفرنسية بعرض فكرة إنشاء ش ‏كة عقارية.‏ ولكي نكون ي ن واضح‏ ، فإن قانون التنظيم

ي المد‏ ي اللبنا‏ منذ العام 1962 يحتوي عىل بعض آ الليات ي ت ال‏ تسمح للمخطط ي المد‏ التدخل ي المدينة من

خالل الستمالك،‏ القيام بالمشاريع ب الكى،‏ وبناء ش ‏كة ذات منفعة عامة،‏ ومن خالل بناء ش ‏كة عقارية.‏ لكن

آلية إنشاء ش ‏كة عقارية تقوم عىل فكرة اجتماع مجموعة من مالكي العقارات واتفاق %80 منهم عىل دمج

ي منطقة محددة.‏ لكن ي و‏ الجهة أ الخرى ينص القانون عىل عدة نصوص وإجراءاتٍ‏ وُضعَ‏ ت

لحماية المدينة من المُ‏ ضاربة العقارية،‏ إحدى هذه النصوص يمنع عىل هؤلء ي ن المالك‏ بيع العقارات ش مباة

بعد دمجها،‏ بل يجب عليهم العمل عىل تحسينها وقضاء ت فة زمنية واضحة فيها،‏ كما وينص القانون عىل

أنه ي و‏ حال انقضاء هذه المُ‏ هلة دون القيام ببيع العقارات،‏ فإن هذه العقارات تُحوَّلُ‏ ش مباة إىل مزادٍ‏ ي ن عل‏ .

ولكن إن ت أ‏ شخصٌ‏ لكي يقوم ببناء ش ‏كة عقارية ويستفيد من تسهيالت ِ ويُج‏ آ الخرين من الدخول

مُ‏ ي ن ساهم‏ معه،‏ فإن القانون يسمح بذلك ولكن ضمن ش ‏وط تحمي المدينة.‏ ففي العام 1977 عندما صُ‏ در

الطرح،‏ كان الكالم عن ش ‏كةٍ‏ عقارية بهذه آ اللية.‏

استمرَّت الحرب،‏ ي و‏ العام 1983 هدأت أ المور قليالً‏ فظن العالم مجددًا بأن الحرب انتهت.‏ زرتُ‏ حينها

وسط المدينة وأنا طفلة،‏ وكنتُ‏ شاهدةً‏ عىل الدمار المهول الذي ألم بالمنطقة.‏ ي هذا الوقت كان مجيء

رفيق الحريري إىل لبنان وبدأ الكالم مجددًا عن ش ‏كةٍ‏ عقارية مع مجيء APUR مرّةً‏ أخرى.‏

يقولُ‏ الرأي المُ‏ ضاد بأن قرار منطقة معينة ل يجب أن يكون بيدِ‏ ي ن المالك‏ الكبار وحدهم،‏ فهناك

المُ‏ ستأجرون،‏ والسكان وأصحاب العقارات ي الصغة كذلك.‏ هذا الكالم ينطبق عىل وسط المدينة كما عىل

حارة حريك مثال،‏ فأنا ل ي ن يُمكن‏ أن أُسَ‏ خِّ‏ ر إعادة العمار للفئة الغالبة أو المالكة.‏ ت والعاض هنا عىل حارة

حريك كيف أنها تحولت لطابعٍ‏ واحدٍ‏ غالبٍ‏ ، ي الوقت الذي مُ‏ حِ‏ يَت ذكرياتٌ‏ عديدة منها كسينما ساندريال

ي ت ال‏ كانت أول سينما ي ضواحي العاصمة فقط أ لنها من طابعٍ‏ آخر مُ‏ غايرٍ‏ عن طابع ي ن المالك‏ ي المنطقة.‏

والكالم نفسه يُمكن تطبيقه ي سوليدير،‏ فكُلُنا لنا الحق ي وسط ي بوت،‏ انطالقا من كل من كان عنده ن ز مل

قديم هناك،‏ أو كل من كان يملك دكان ي صغا قبل الحرب.‏ فإن مفهوم أن المدينة أ لصحاب الملك فيها أمرٌ‏

ي ٌ خط‏ وخاطئ.‏ وقد كان ل APUR كالمٌ‏ مشابه،‏ فإعادة البناء يجب أن يكون بيد ش ‏كات عقارية عديدة،‏ وليس

ش كة واحدة،‏ وهنا ي يأ‏ دورُ‏ الدولة ي ي ز تحف‏ هذه ش الرسكات ومساعدتها.‏ والدولةَ‏ وقتَها استملكَت حواىلي 25

ألف ت م‏ مربع للبدء بعمليات إعادة الإ عمار،‏ لكن الحرب عادت لتندلع من جديد.‏

كيف اختلف طرح سوليدير عن الطروحات السابقة؟

ي العام 1991 أصبح الطرحُ‏ مختلفًا كُليًا،‏ فعندما بدأ الحديث عن آلية إعمار،‏ كان الوضع مُ‏ غايرًا.‏ إذ كان اسمُ‏

ن هي إده قد بدأ ينترسش من خالل تصويره لمدينة ي بوت بعد إعمارها من جديد.‏ وبالرغم من اعتبار العديد

من الناس أن ن هي هو أحد أهم ي ن المهندس‏ ي ن المعماري‏ ي لبنان،‏ إل أنه كان عىل خطأ جوهري ي كب‏ . فتغي‏

مدينة بذاتها لم يكن خيارًا صائبا ي وقت كعام 1990، بل إنه يكاد يكون منطقيًا القيام بذلك ي عامٍ‏ ك 1950.

ي فالتفك‏ المنطقي ي وقتها كان يجب أن يبحث ي ترميم المدينة بهدف ي ن تأم‏ حاجات الناس ي ز وتحفهم،‏

ي إلغاء وجودهم وهدم المدينة وإعادة إعمارها من جديد.‏ فهذا ما حصل ي سوليدير من خالل

إجبار جميع الناس من ي ن المالك‏ ي وسط ي بوت عىل جمع عقاراتهم بهدف بناء ش الرسكة العقارية.‏ وكان ت ال‏ ي ز ك‏

عىل بناء ش ‏كة واحدة فقط ومدِّ‏ ها بالحوافز الكافية.‏ فكانت أوىل هذه التسهيالت طرح أسهم جديدة،‏ لتصبح

السهم نوعان:‏ أ السهم الملكية،‏ أ والسهم المستثمر بحجة أن ي ن المالك‏ جميعهم مُ‏ فلسون ي وغ‏ قادرين عىل

أ

إعادة الإ عمار،‏ لجعل الصورة وكأن هذا هو الحل الوحيد.‏ لعبت الخطة عىل عامل تقسيم الشارع،‏ فبعد

انتشار صور عن مستقبل ي بوت،‏ تشجع معظم الناس عىل أ المر ب معتين بأن لبنان يستحق هكذا ش مرسوع

ي ن غافل‏ عن ما هو وراء الخبايا.‏ وبدأت النتقادات تُوجه لكل من عارض قيام ش المرس وعَ‏ وكان هدفه الحفاظ

عىل إرث المدينة.‏ صدرت عدة شكاوى وقتها عن الموضوع،‏ كانت إحداها تقول بأن القيمة المُ‏ قدرة

ي

عقاراتهم

وليس

للعقارات،‏ أي قيمة التعويضات،‏ كانت أقل ي بكث‏ من القيمة الحقيقية.‏ أما أ المر آ الخر هو فكرٌ‏ قديم كان سائدا

ض برص ورة نمو المدن بشكل دائري،‏ بطريقة يكون الوسط ث أكها ازدحامً‏ ا وعلوًا ي مبانيها.‏ أ المر الذي أدى اىل ارتفاع

قيمة العامل الستثماري باعتبار أن ي المبا‏ ي ت ال‏ ستقوم ي الوسط ستكون أ العىل أ والضخم.‏ ولتسهيل أ المور

وتوضيحها،‏ اذا ت افضنا أن شخصا كان يملك ي ن طابق‏ ي الوسط،‏ وأتت سوليدير وعوَّضت عليه بثمن هذين

ي ن الطابق‏ ، فإن هذا الشخص إن أراد ش ‏اء العقار الذي خرسه سيضطر إىل دفع ثمن عرسش طوابق،‏ إذ إن هذا العقار

يُمكن أن يُعَ‏ مَّ‏ ر عليه عرسش طوابق،‏ وهكذا خرس المالكون القدامى عقاراتهم لصالح ش الرسكة العقارية.‏ كما وخرست

الدولة ما كانت تملكه قبل الحرب لصالح ش الرسكة ولم تملك ول ت ح‏ سهمً‏ ا ي ش الرسكة.‏ وبالعودة إىل طبيعة أ السهم،‏

فإن هذا الفكر أدّى إىل انخفاض قيمة سهم المالك مقابل ارتفاع قيمة سهم المستثمر.‏

وكتسهيل لسوليدير أيضً‏ ا،‏ سُ‏ مح لها بهدم البحر عند النورمندي وتملُّكه،‏ وصارت المساحة المردومة تتوسع ح‏

صارت وهي تضم البيال والزيتونة باي،‏ وطبعً‏ ا أن كل هذه التسهيالت كانت قرارات صادرة عن الحكومة.‏

ما الرؤية القتصاديّة ي ت ال‏ انطلقت منها سوليدير،‏ وأي تصوّر حملت لوسط ي بوت؟

كانت سوليدير أول ش مرس وعٍ‏ تطبيقيٍّ‏ للنيو ب ليالية ي لبنان،‏ فصار توجه الدولة نحو دعم هذه ش الرسكة بهدف جذب

ش الرسكات الخارجية،‏ أ والمر الذي تحقق بمساعدة ن هي اده وما ش نرسه من صُ‏ ورٍ‏ لحشد الرأي العام مع هذه ش الرسكة

العقارية.‏ فتم منحها كل هذه المساعدات والتسهيالت،‏ والتغطية القانونية أ لعمال ل قانونية ت كحيل السكان،‏

وكان كل ذلك تحت عنوان ت الويج لمنفس اقتصادي ينعش البلد.‏ ي الوقت نفسه،‏ قامت العديد من المظاهرات

الشعبية رافضة لعمليات ت الحيل وتهديم البناءات القديمة،‏ شارك ي هذه المظاهرات أيضا عدة ي ن مهندس‏

ي ن معماري‏ .

كانت الفكرة الطاغية وقتها خلقُ‏ نسخة عن مدينة ب ي د‏ ي ي بوت وجعلها منطقة طبقية يتملكها رجال أعمال

ن والمبا‏

والغنياء.‏ ي و‏ إحدى المؤتمرات الصحفية لرفيق الحريري يقول فيها بأنه لو كان عىل علم بأن للذكريات ي

أ

قيمة ي كبة عن الناس،‏ لما قام بما قام به.‏

ت ح‏ عام 1996 كانت سوليدير تبيع للناس حلم جلب ش الرسكات أ الجنبية عىل لبنان من خالل إعادة إعمار ي بوت إىل

أن بدأ الجتياح الائيىلي عىل لبنان وزالت جميع أ الحالم السابقة.‏ وقد قال زياد ي الرحبا‏ وقتها بأن لبنان البلد

الوحيد الذي يعمل عىل ي ن عامل‏ مُ‏ ضادين،‏ اقتصادٌ‏ ي ٌ خدما‏ قائم عىل السياحة،‏ ومقاومة اائيل.‏ فمن بعدها تبلور

القتصاد ي اللبنا‏ عىل أنه اقتصادٌ‏ ريعي وليس انتاجي.‏ ومن بعدها بدأ التوجه نحو ايجاد وسائل لجلب أ الموال

ي لبنان،‏ فقام الحريري عام 2001 بإصدار قانون يسمح أ لالجانب بالتملك.‏ ومن هنا تحول توجه سوليدير

نحو خلق وسط مدينة برجوازي قائم عىل الطبقية والماديات الباهظة بهدف شدِّ‏ أنظار ي ن المتملك‏ أ الجانب إليها.‏

بدأت عندها حركة التملك أ الجنبية للعقارات ي وسط البلد،‏ وبدأت معها حمالت التسويق الإ عالمي الخليجي

للبنان وتصوير المرأة اللبنانية بصورة ي تث‏ المشاهدين،‏ إضافة إىل بيع أساليب الحياة ت والاث،‏ وزادت معها

حمالت التشبه بالحياة أ الجنبية.‏ كان الهدف من هذا كله استثمار أ الموال الخليجية إىل لبنان ت بش‏ الوسائل

والطرق،‏ وإن كانت غ‏ ش عية.‏ فالهدف الشكىلي كان استنساخ ب ي د‏ ي ي بوت،‏ وجلب المستثمرين أ الجانب وتحويل

القتصاد ي اللبنا‏ إىل اقتصادٍ‏ ي خدما‏ بحت،‏ أما ما كان وراء الكواليس فما كان إل صفقات ودرّ‏ أموال عىل حساب

ي ن المواطن‏ إىل جيوب ي ن الرأسمالي‏ ، وعىل الهامش ذكرياتٌ‏ حُ‏ طمَ‏ ت وأمالك هُ‏ دمّ‏ ت.‏ فكم من الناس الذين تتحرس

عىل أمالك ذهبت أدراج الرياح وعىل وضعٍ‏ تردَّ‏ عىل يد السياسية الحريرية.‏

لماذا التمديد لسوليدير؟

لم تنشأ سوليدير عىل أساس القانون الذي يعطي ش للرسكة العقارية مدة محددة قبل وضع عقاراتها بالمزاد،‏ بل

وُضع قانون خاصٌّ‏ لها حيث سُ‏ مِّ‏ يَت المدة ب 25 سنة ي ت وال‏ كان من المفروض نهايتها ي العام 2019. إضافة إىل

عديد التسهيالت والمساعدات ي ت ال‏ أُعطيَت،‏ كالسماح لها ببيع أ السهم ش مباة بعد ش ‏ائها دون العمل عىل ي ن تحس‏

هذه العقارات،‏ معارضة بذلك القانون وفكرة ش الرسكة العقارية أ الساسية.‏ أضف إليه أيضً‏ ا تقديم مساحات إضافية

ش للرسكة تحت ذريعة أنها ستقوم ي ن بتأم‏ ن ب‏ تحتية جيدة.‏ ي ن فتثم‏ ن الب‏ التحتية وقتها كان يُقدَّ‏ ر ب 70 مليون دولر

عىل مساحة 780 ألف ت م‏ مربعً‏ ا،‏ أي أُعطيَت عرسش أضعاف ثمن هذه ن الب‏ التحتية.‏

العام 2029 تحت ذريع

ف

يجدر الذكر بأن سوليدير قد مُ‏ دد لها عرسش سنوات لكي تنتهي المدة القانونية الجديدة ي

أنها لم تنجز جميع مهامها الإعمارية نتيجة ما شهده لبنان من حروب لحقة.‏

نسمع بأنّ‏ سوليدير هي احدى ب أك‏ الرسقات ي العالم،‏ فهل يتفرّد لبنان بهذه التجربة؟

سوليدير ليس فكرةً‏ خاصةً‏ طُبقَت فقط ي لبنان،‏ بل حصل ذلك ي عديد من الدول تحت لواء النيو ب ليالية،‏ لكن

الفرق هنا أن سوليدير ب أجت الناس عىل الرحيل عن وسط ي بوت بوسائل غ‏ ش عية،‏ وطرق طائفية وربطها

بزعيم ي سياس مُ‏ شخص بشخص الحريري.‏

ما يجب تسليط الضوء عليه أيضا هو ما قام به رياض سالمة بالسماح للبنوك بالتملك ش واء العقارات،‏ أ المر الذي

أدّى إىل تضاعف أ السعار ي وسط ي بوت بشكل ي كب‏ . ي لتأ‏ معها لعبة القرض ي ن السك‏ ، إذ أصبحت هذه البنوك

تقدم للناس قروضً‏ ا للسكن ي ي المبا‏ ي ت ال‏ هي – البنوك – أصالً‏ قد أنشأتها تحت اسم وهمي.‏ أ والخطر من هذا

كله هو أن عمليات ش ‏اء هذه العقارات كانت تُمول من احتياطي البنك الذي كان مودوعًا لدى البنك المركزي!‏ هذا

المر ساهم بشكل ي كب‏ أ بال زمات القتصادية عىل ي ن اللبناني‏ وخاصة مع تراجع نسبة السياحة نتيجة أ الوضاع

أ

السياسية أ والمنية ي المنطقة والجوار،‏ وهنا الحديث عن بدء الحرب ي سوريا ي 2011، إضافةً‏ إىل العقوبات

المريكية ي ت ال‏ زادت وبخاصة عىل عمليات التحويل النقدي من الخارج.‏ وهنا يجب تسليط الضوء عىل القيود ال‏

أ

فُرضت عىل هذه العمليات،‏ أ وبالخص عىل أبناء الطائفة الشيعية ي الخارج،‏ إذ سادَ‏ التهام ضدهم أن عمليات

التحويل هذه هدفها دعم جهات سياسية وعسكرية مُ‏ عادية أ لمريكا،‏ مما اضطر ت المغ‏ ي ن ب‏ اىل استثمارهم

بالعقارات وبالتاىلي تضاعفت أسعار ال ي أ ض را‏ مرة أخرى.‏ أضف إىل ذلك بداية الحركات الخليجية ضد ي ن اللبناني‏ ي ن المقيم‏ عندهم ي ظل الحمالت الثورية ي ت ال‏ سادت العالم ب ي العر‏ من وقتها وإىل آ الن.‏

ي هذا الوقت زادت أمالك البنوك ي وسط ي بوت مع تراجع قدرة ي ن المدين‏ عن سد الديون،‏ واستمرت سوليدير ببيع العقارات بشكل عشوا‏

للتوضيح،‏ فإن العقارات المملوكة من سوليدير قد صارت قليلة،‏ ي و‏ ظل أن الدين العام ي اللبنا‏ هو بغالبيته دين داخىلي للبنوك،‏ وأن هذه البنوك متملكة للعقارات ي وسط ي بوت،‏ فإن أي انهيارًا أو إفالسً‏ ا ي ن يع‏ مصيبة بحد ذاتها.‏

لذلك فالحل ليس بتأميم كل سوليدير،‏ بل بإيجاد وسيلة ت لميم ما بقي وانعاش القتصاد ي اللبنا‏ . فنحن مُ‏ ي ن طالب‏ ت باخاع آلية جديدة لتثبيت من له كلمة ي وسط ي بوت وما هي مهامه وصالحياته ي ذلك.‏ فالحل يجب أن يكون من

خالل إعادة وسط ي بوت لجميع الناس ي والتفك‏ بسياسية انتقالية وواقعية وإعادة الحقوق أ لصحابها والتعويض الجدي عن كل من خرس ملكيته.‏ وهنا يكمن دور الدولة بوضع حلول منطقية.‏ هذه الحلول يجب أن تكون نتيجة

ي .

دراسات مكثفة وليس من خالل التمديد لهذه ش الرسكة العقارية.‏

يجب علينا آ الن نرسش الوعي ي ن ب‏ الناس عن ماهية سوليدير وما قامت به،‏ خاصة وأننا آ الن

وقت حساس حيث يعي الجميع أهمية ما يحصل.‏

ف

ي

كيف تعاملَ‏ الناس مع هذه الرؤية؟

احتجَّ‏ بعضُ‏ الناس وشكّلوا جمعيةً‏ وحصلَت مُ‏ فاوضاتٌ‏ ي كثةٌ‏ مع ش الرسكة حيثُ‏ تدخَّ‏ لَت الرشوةُ‏ وتوزيعُ‏ الحصص.‏

فالبعضُ‏ حصلَ‏ عىل حصصٍ‏ ي غ‏ عادلةٍ‏ والبعضُ‏ آ الخرُ‏ خرسَ‏ كُلَّ‏ ما يملك ب َ وأُج‏ عىل البدء بالعمل من الصفر.‏

ما هي مشكلة هذه الرؤية؟

ت الم‏ المُ‏ ربع مع الخُ‏ طة الهندسيةِ‏ المُ‏ عتمَ‏ دةِ‏ جعلَت ي ب‏ وتَ‏

المشكلةُ‏ الرئيسيةُ‏ أنَّ‏ الرؤية تُجزِّئُ‏ المدينة،‏ فسِ‏ عرُ‏

مدينةً‏ أ لالغنياء وحدَّ‏ دَت من يستطيع أن يسكن،‏ ويعملُ‏ ت ويشي من هذه المدينة.‏ كما فرضَ‏ ت نظامَ‏ حياةٍ‏ مُ‏ يَّ‏ ن ع‏ ل

يُتيحُ‏ للناس الدخولَ‏ ول ت ح‏ أ لالطفالِ‏ أن تلعبَ‏ بدراجاتها ي شوارع المدينة.‏ كنتُ‏ أصطحبَ‏ أولدي لحديقةِ‏ الرساي

ي ت ال‏ كانَت ي ن ب‏ شارع المصارف والرساي ي ت وال‏ هي مُ‏ قفلةٌ‏ اليوم وكُ‏ نا ي ن فرح‏ بافتتاحها كما أنَّ‏ بعضَ‏ الناس أقامَ‏ ت

عُرسً‏ ا فيها.‏ ولكن فيما بعد مُ‏ نعت عديدُ‏ أ المور كلعبِ‏ أ الطفالِ‏ ي أجزاء مُ‏ عينةٍ‏ وتوقفَت بعدَ‏ ها الناس عن الذهاب.‏

إضافةً‏ إىل مافعلَته سوليدير من إقفالٍ‏ لمقاهٍ‏ وأسواق ل تتناسبُ‏ مع رؤيتها لمدينةِ‏ أ الغنياء.‏ أتَت أ ال زماتُ‏ السياسيةُ‏

والمنيةُ‏ ي ت ال‏ كانَت تخُ‏ ضُّ‏ وسطَ‏ البلد لتُشكِّلَ‏ عائقًا جديدً‏ ا أمام ازدحامِ‏ الناس فيها.‏ صارَت ي بوت أشبَه بمعرض

أ

لطبقةٍ‏ ما ولم يُسمَ‏ ح أ لي وجهٍ‏ من وجوهِ‏ الثقافة أن يحِ‏ لَّ‏ ضيفًا فيها من مرسحٍ‏ وسينما وصالة موسيقى،‏ ح‏

الشققُ‏ صُ‏ مِّ‏ مَ‏ ت لتكون ي كبةً‏ جدً‏ ا ل تتحمُّ‏ لها الطبقةُ‏ الوُسطة بأي شكل.‏ صارَت كأنها جزيرةٌ‏ ي و‏ مُ‏ حيطِ‏ ها المُ‏ جاور من

الخندق الغميقِ‏ وزقاق البالط نً‏ بُ‏ تحتيةً‏ مختلفة تماما.‏ كما وشَ‏ كِّلَت شبكةُ‏ المواصالت ي ت ال‏ تربطُ‏ منطقة سوليدير

بالمطار أولويةً‏ عند رفيق الحريري.‏ ن بمع‏ أنك ن ز ت‏ لُ‏ من المطار ش مباةً‏ إىل بيتِ‏ كَ‏ أو مكان استثماركَ‏ وتُصبُح عالقتُكَ‏

بالبلد مُ‏ رتبطةً‏ بهذا الجزء فقط.‏ وقد أوجَ‏ بَت شبكةُ‏ المواصالتِ‏ هذه القتصاصَ‏ من منطقةِ‏ المرامل وحرش القتيل

لبنائها.‏ ما أدى ذلك إىل توافقٍ‏ مع حزب الله وحركة أمل:‏ ش مرس وعُ‏ أليسار مقابل ش مرسوع سوليدير ‏)مرقىلي تمرلقك(‏

والمفاوضات نوعًا ما جرت من هذا القبيل.‏ والجدير بالذكر أنَّ‏ أليسار هي مؤسسةٌ‏ عامةٌ‏ تعملُ‏ عىل القسمِ‏ ب ي الجنو‏

من ي بوت من السمرلند ت ح‏ المطار وهدفُها إلغاءُ‏ كل العشوائيات أ والبنية ي غ‏ ش الرسعية ي أ ال وزاعي والرمل العا يىل

واستبدالها بمساكن شعبية بعيدً‏ ا عن أ المالك البحرية.‏ مازال موظفوها يتقاضون رواتبهم،‏ ولكن ش مرسوعهم قد

توقف لعدم توفر التمويل،‏ وكان من المُ‏ ت فض أن تكون أليسار ش ‏كةً‏ عقاريةً‏ ولكن حزب الله وحركة أمل رفضا أن

تتحولَ‏ لسوليدير ثانية ت ح‏ تبقى الصالحيات حرصًا بيد الدولة.‏

هل كانت الخصخصة ورية لعادة بناء ي بوت؟

ن المد‏ تحفظُ‏ حق القطاع العام وتحفظُ‏ حق الخاص.‏

ش الرسكةُ‏ العقارية عىل شكل ش ‏كةِ‏ سوليدير ي التنظيم ي

فتطبيقُ‏ القانون ي بحذاف‏ ‏ِه ي ض يقت‏ إعادةَ‏ مِ‏ لكيةِ‏ الطرقات للدولة وجبايةَ‏ الرصض ائب من ش ‏كة سوليدير عىل كل

ممتلكاتها.‏ لو طُبِّقَ‏ القانون لكان الوضعُ‏ أفضلَ‏ ي بكث‏ . لكن انتهى أ المرُ‏ ش برسكةٍ‏ عقاريةٍ‏ تستوىلي عىل وسط البلد

بصالحياتٍ‏ مُ‏ فرطةٍ‏ وقُوةٍ‏ سياسيةٍ‏ هائلة.‏ كان بإمكان الدولة أيضً‏ ا دراسةَ‏ ال ي أ ض را‏ منطقةً‏ منطقة وإيقافَ‏ المُ‏ ضاربات

العقارية فيها ت ح‏ تنتهي الدراسة وتُطبَّقُ‏ آلياتٌ‏ مُ‏ ختلفةٌ‏ عىل كل منطقة بطريقة تتوافقَ‏ مع طبيعةِ‏ المنطقةِ‏ والحياة

فيها وتحافظ عىل الحق العام والخاص.‏ هذه الخطط تأخذُ‏ وقتًا طويالً‏ لكن تجعل الناس ي وسط الحل وجزءًا منه.‏

ولكن المالكَ‏ والمُ‏ ساهم ومُ‏ قرَّ‏ القانون هو الرجل نفسُ‏ ه،‏ وإن لم توجد سوليدير أ لوجدَ‏ ي غها.‏ ‏“رجلُ‏ أعمالٍ‏ عىل

رأس الدولة”،‏ من هنا يُمكن أن تكتُب مُ‏ جلَّدات عن ماهيةِ‏ الحقّ‏ العام والفرقِ‏ ي ن ب‏ الدولة ش والرسكة خاصة.‏

ماذا نستطيع ان نفعل اليوم،‏ وكيف نُعوِّضُ‏ أ لصحاب المحال الذين ت‏ ‏َّروا والذين مَ‏ سَ‏ ح مَ‏ دُّ‏ ب الليالية

متاجرَهم؟

أساسُ‏ الحلِّ‏ ي تحريرِ‏ وسط ي بوت من احتالل السوليدير.‏ تعودُ‏ الطرقات والحدائقُ‏ العامةُ‏ مُ‏ لكًا للدولة.‏ ويُربط

وسطُ‏ ي بوت بالمدينة مُ‏ جدّ‏ دًا ب ع‏ توسيعِ‏ أ ال رصفة،‏ والسماح للباصاتِ‏ بالتوغُّل وجعل البولفار للمُ‏ شاة والدراجات

الهوائية وتنظيم الفعاليات الثقافية.‏ ما المانعُ‏ إن تَشبَّه وسطُ‏ البلد بالضاحية وبرج حمود؟ هذه المناطقُ‏ الوحيدة

ي ت ال‏ فيها مظاهر الحياة.‏ يُمكن للدولة أيضً‏ ا أن تستفيدَ‏ من الشِّ‏ قَق ي الكث‏ ةِ‏ الفارغة ي وسط البلد إما ب ع‏ رفعِ‏

الرصض ائب عىل مالكيها أو ب ع‏ تحويلها لمساكن للطلبة ي وتأجها بمبالغ زهيدةِ‏ أ لصحابِ‏ المشاريعِ‏ ي الصغة وبذلك

تفتحُ‏ فرصَ‏ عملٍ‏ جديدةٍ‏ ويعود الناسُ‏ للبلد وتستفيدُ‏ الدولةُ‏ من تشغيل الشقق الفارغة.‏ من الحلول ايضً‏ ا،‏ أن تُأمَّ‏ م

ش كةُ‏ سوليدير لمُ‏ دة ش عرس ةِ‏ أعوامٍ‏ فقط ت ح‏ ينهضَ‏ القتصادُ‏ ي اللبنا‏ ويزدهرَ‏ نوعًا ما.‏ آ اللياتُ‏ والحلولُ‏ ي كثةٌ‏ لكن

يبقى الحلُّ‏ السياسي ُّ والقرارُ‏ هو المُ‏ غيَّب.‏

ي

الخارجية

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!