مجلة حق الحياة - العدد الأول (يناير- فبراير- مارس) 2020
مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية
مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ٌ
مجلة حق الحياة
العدد األول
فبراير/ مارس 0202
أًمم أمثَ الكم
بقلم/ ريم أبو عيد
جميع الحيوانات التي خلقها الل ه هي أمم أمثال َنا، بمعنى أنها تشعر ُ وتحس مثلها مثل الإنسان تمامًا، تفرحُ وتتألم وتجوع وتعطش،
وترغب أيضًا في العيش بسلام وأمان، فلا يحق لبشر أن يعتدي على حيوان من الحيوانات دون وجه حق، ولا أن يهدد أمنه
وسلامته بأي شكل من الأشكال، كما لا يحق أيضا لأي إنسان أن يسلب أي حيوان حقه في الحياة لمجرد أن وجود هذا الحيوان لا
يروق له، أو لأنه يخشاه مثلا أو يزعجه، كما هي ذر يعة البعض لتسميم وقتل كلاب الشارع على سبيل المثال لا الحصر، فالل ه لم يخلق
شيئا عبث ًا، بل خلق كل شيء بقدر ولحكمة بالغة، ولكل مخلوق من المخلوقات دوره المهم في الحياة الذي كلفه الل ه به، حتى وإن
جهلناه بقلة علمنا وعدم درايتنا الكافية بهذا الدور. إن خوف الإنسان من أي حيوان من الحيوانات لهو حقٌ مشروع بالتأكيد، وربما يكون شعورًا طبيعي ًا في
بعض الأحوال كذلك، إلا أن الاعتداء على أمة من الحيوانات بحجة هذا الخوف غير المبرر هو الأمر الذي ليس من الحق مطلقًا، بل هو جريمة نكراء تأباها
الإنسانية، وتستنكرها جميع الشرائع السماو ية، بل وتتوعد مرتكبها بالحساب العسير في الدنيا والآخرة. فالل ه هو من وهب الحياة لهذه المخلوقات، وهو وحده صاحب
الحق في انتزاعها منها متى يشاء. وكما أن قتل نفس الإنسان دون وجه حق من أكبر الكبائر و يأثم فاعله و يعدُ من أشنع الجرائم، كذلك قتل أي نفس سواها بلا
وجه حق، من أنفُس الحيوانات التي خلقها الل ه مثلما خلق الإنسان. القتل ليس فقط هو الجريمة الوحيدة التي يرتكبها الإنسان في حق مخلوقات الل ه من
الحيوانات، ول كن أيضا إيقاع شتى أنواع التعذيب والتنكيل بها، والتي يمارسها بعض البشر على هذه المخلوقات المسكينة التي لا حول لها ولا قوة، مثل حرمان أم
من صغارها الرضَّ ع، أو حرمان هؤلاء الصغار من أمهم، كما أصبح يحدث في مجتمعاتنا العربية من قتل وتنكيل بكلب أو قط الشارع وحرمان صغارها الرضع منها،
حتى يلحقوا و يكون مصيرهم الموت جوع ًا، ومثلما يحدث من قهر هذه الأمهات على أطفالهن حين يتم قتل الصغار أمام أعينهن بلا ذنب أو جريرة. والحقيقة
ليست مجتمعاتنا العربية فقط هي التي تمارس العنف ضد الحيوانات، فبعض المجتمعات الغربية أيضا تمارسه بصور شت ى مع حيوانات أخرى غير الكلاب والقطط.
مثل انتزاع فرو بعض الحيوانات بعد سلخها وهي على قيد الحياة؛ لصناعة بعض الملابس وما شابه، ومثل انتزاع ريش بعض الطيور وهي حية لاستخدامها في
حشو الوسادات. والأمثلة عصية على الحصر ترصد عن كثب همجية البشر وما يمارسونه من عنف ضد مخلوقات الل ه الضعيفة في شتى بقاع الأرض.
إن ما نحاول تقديمه من خلال أعداد هذه المجلة، هو دعوة لجميع البشر أن يتحلوا بالإنسانية، وأن يتعاملوا مع الحيوانات برفق ورحمة. هي محاولة لتذكير الجميع أن
هذه الحيوانات هي أمم أمثالنا.
3