تحقيق الذات عند المرأة المسلمة تصحيح
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
املراأة بني الإنسانية والتّجمّ ل
منْذ أنْ وُجِ دَ ت املْرأة على وجْ ه هذه البسيطة كانت ممِ َّنْ خاطبته السماء
بخطاب املضوؤولية وحمَّ لتْه الأمانة بحدودها التشريعيّة، حيث قال اهلل
تعاىل:چ ۋ ۅ ۅ ۉ ۉ ې ې ې ې ى ى
ئا ئا ئەئە ئو ئو ئۇ ئۇ چ )1( .
ومن ثم منحته الإنتماء إىل جمتمع اخلليقة، فدور املرأة ل يقلّ أهمية عن
دور الرجل بالرغم من التباين بينهما يف اخللقة التكوينيّة، فهي تشرّفت
وشرّفت يف آنٍ واحد، فقد تشرّفت باإجناب الإنسان )ذكر وأنثى( من
سائر الطبقات الطاهرة واملصطفاة وما دون ذلك، وشُ رّفت باأن تكون
سبباً ووسيلة لوجود هذا الإنسان املجهول، فهي احلاضِ نَة لالأطفال
تربّي وتُنشىء وتُوؤسِّ س أفراد البشر، ووُضِ ع عنها اجلهاد والقضاء واملهام
العصيّة لتبقى وراء خطوط املواجهة والتحدّ ي لتنجب ومتنح احلياة
لأجيال املستقبل القادم.
فاملرأة إنسان باأبعادها الوجوديّة كلها، إلّ أنَّه ل بدّ من وجود فوارق بيولوجية
حتى منيّز الذَ كر عن الأُنثى، چ ۅ ۉ ۉې چ )2( ، فهي ملوق لطيف
بعكس الرجل الذي هو ملوق خشن، وإنّ اهلل سبحانه قد وزّع املهام
بينهما وفقاً لقدراتهما وطاقاتهما النفسيّة والبدنيّة والفكريّة، إلَّ أنَّها
امتازت عن الرجل بجماليّة مظهرها، فاإنّ أول ما يلفت الإنتباه إليها هو
مظهرها، وهذه نقطة قوّة فيها ل نقطة ضعف، فالحظ ما رُوِ يَ عن الإمام
1- سورة الأحزاب: اآية 72.
2- سورة اآل عمران: اآية . 36
علي : »عقول النساء يف جمالهنّ وجمال الرجال يف عقولهم« )3( . بل
إنَّ الإمام علي أوصى الرجل باحلفاظ على جمال زوجته، وذلك
باأن ل يُحمِّ لها أكرث من طاقتها، فقد قال الإمام علي لإبنه ممد بن
احلنفية:»ل متلك املرأة من الأمر ما يجاوز نفسها، فاإنّ ذلك أنعَم حلالها،
وأرخى لبالِها، وأدوَم جلمالها، فاإنّ املرأة ريحانة وليست بقهرمانة...فدارِها
على كل حال وأحسن الصحبة لها يصفو عيشك« )4( .
ولأنَّ اهلل جميل ويحبّ اجلمال فاإنّه حرص على أن يبقى جمال الأُنثى
الذي أبدعه مجوباً عن كل أجنبيّ ل يتّ لها باأيّ صلة، وذلك من
أجل أن تظهر أدوارها الإنسانيّة وشخصيّتها الإجتماعيّة قبل ظهور
ماسنها اجلسديّة.
قال اهلل تعاىل: چ ڳ ڳ ڳ ڱ ڱ ڱ ڱں چ )5( .
وأيضً ا قال اهلل تعاىل: چ ڃ چ چ چ چڇ چ )6( .
فالواجب على املرأة أن حتفظ زينتها إلّ عمَّ ن استثناهم اهلل تعاىل بحسب
بقيّة الآية - يف سورة النّور - الَ ّتي ذكرناها أعاله.
وإذا كانت املرأة تُشَ كّ ل بالنسبة للرجل السَ كِ ينة واخلري كلّه والراحة،
فليس لها أن تفعل كما فعلته نساء العصر اجلاهلي من التربُّج وإظهار
الزينة أمام الأجانب، ول يكن أن تربّر ذلك باأنّ اهلل تعاىل خلقها جميلة
وليس عليها ذنب!.
وممِ َّا يُروى أنَّه :»يُوؤتى باملرأة احلسناء التي قد افتتنت يف حُ سنها، فتقول:»يا
3- العلمة املجلسي، بحار الأنوار، م، س 81/1.
4- الصدوق، حممد، من ليحضره الفقيه، ط2، مؤسسة النشر الإسلمي التابعة جلماعة املدرسني، قم،
1404ه، 397/4.
5- سورة النور: اآية 31.
6- سورة الأحزاب: اآية 33.
املراأة بني الإنسانية والتّجمّ ل
47
46