تحقيق الذات عند المرأة المسلمة تصحيح

معايري حتقيق الذات عند املراأة املسلمة
وفقاً‏ لهذه الروؤى واملمارسات املتعدّ‏ دة،‏ والتي ‏شاب ‏أكرثها ‏أنواعٌ‏ من
الظلم والإستخْ‏ فاف بحرماتها وحقوقها حالَ‏ كلّ‏ ذلك دون روؤية املرأة
على حقيقتها القرآنيّة،‏ بل ‏أدَّ‏ ى ذلك ‏إىل ‏إخفاء احلقائق الدِّ‏ ينيَّة تاهها
ومُ‏ اولة تغييب املوقف السماوي منها،‏ حتى جاء الإسالم العظيم
وأماطَ‏ اللثام عن حقائقَ‏ كثرية طمرتها ‏شُ‏ بهات البشر،‏ وأكَّ‏ دَ‏ مبنطقٍ‏ علميّ‏
على رُكْ‏ نِيَّة حضورها وحُ‏ رُماتها وحِ‏ فظ حقوقها،‏ وأنَّ‏ الفوارق التكوينيّة
البيولوجيّة بينها وبني الرَّجل ل تعني التقْليل من دورها،‏ فالفُروقات ما
هي ‏إلَّ‏ عالمات على توزيع الأدوار،‏ وليست ‏إختزلً‏ لالأُنثى بوجود الذَّ‏ كَ‏ ر
‏أو ‏إعفاءها من ‏أدوارها الرئيسيّة،‏ ‏أو ‏إظهارها بطريقة مالفة لالأخالق
والقيم الإلهيَّة.‏
لذا،‏ فاإنَّ‏ املَوىل تعاىل ملْ‏ يُ‏ يّز بينها وبني الرَّجل من حيث الوجود العملي،‏
‏إمنَّ‏ ا جعلهما عنصرين ‏أساسيني لتكوين الشعوب والأُمم،‏ ومنحهما فضيلةً‏
عظيمة،‏ وذلك على ‏أساس التَّقْوَى وليس على ‏أساس املُشتهيات
البَشَ‏ ريَّة!‏
قال اهلل تعاىل:چ ڄ ڃ ڃ
ڃ ڃ چ چ چ چ ڇ ڇڇ
ڇ ڍ ڍ ڌ ڌڎ ڎ ڈ ڈ ژ چ )3 ) .
من هذا املُنطلق،‏ فاإنَّ‏ للمرأة جمالتٍ‏ واسعة وأدواراً‏ عظيمة تُساهم يف
بلورة الصورة احلقيقيَّة لالإسالم،‏ ‏إذا اعتُمِ‏ دَ‏ عليها للقيام مبضوؤوليّاتها مبَا
يتناسب مع قُدراتها وعناصر قوَّتها،‏ ويوؤدّ‏ ي ‏إىل ‏ضرورة حتقيق ذاتها من
خالل تطبيق املبادىء الدِّ‏ ينيَّة الأصِ‏ يلة،‏ وليس من خالل الإقتصار على
الأعراف والتَّقاليد الإجتماعيّة التي ‏أخذت منها ‏أكرث ممّا ‏أعطتها.‏
3- ‏سورة احلجرات:‏ اآية 13.
ولهذا،‏ فَكُ‏ لَّما استطاعتْ‏ املرأَة ‏أن تُنجز مهامها بنجاح،‏ فاإنّ‏ ذلك ‏سينعكس
‏إيجابًا عليها ‏أولً‏ ، وسيُظهِ‏ ر فعاليَّة الإسالم بتعزيز ‏إنسانيَّتها وحضورها
ثانيًا.‏
ولأهمية هذا املوضوع فقد عكَ‏ فْتُ‏ على تقميش العديد منَ‏ الأفكار الَّتي
طرحتُها يف مناسبات مُ‏ تلفة حول هويَّة املرأَة وسُ‏ بل حتقيق ذاتِها وفق
الطَّ‏ روحات الإسالميَّة بُغية ‏إمتام ‏أغلب اجلوانبْ‏ الفكريَّة والثقافيَّة املُرتبطة
باملوضوع.‏
لذَ‏ ا،‏ فقد قسَّ‏ متُ‏ فصُ‏ ول هذا الكتاب ‏إىل مُ‏ اضراتٍ‏ ‏أدرجْ‏ تُها وِ‏ فق منهج
حتليليّ‏ مُتناسقْ‏ يعمل على تقدميْ‏ الإجابات حول تساوؤلت مُ‏ ْ تلفة
تهدفُ‏ ‏إىل التدْ‏ ليل على ‏أهليَّة املرأة لتحقيق ذاتها من خالل دورها
الفاعل يف املجتمع ‏أو عرب انْصِ‏ هَارها ‏ضِ‏ مْ‏ ن الأُسرة الَّتي تُعطيها قيمةً‏
مُضافة على حتقيق كمالِها الذَّ‏ اتي.‏
ولهذا،‏ فقد تكلّمتُ‏ بدايةً‏ حول معنى حتقيق الذَّ‏ ات وجمالته،‏ وكذلك
حتدَّ‏ ثتُ‏ عن قيمة املرأَة يف بعض ‏أحاديث النبي وعرتته الطاهرة ،
وكيف استطاعت املرأة املسلمة ‏أنْ‏ توفِّق بني ‏إنسانيَّتها وجمالها؟ وماهي
السُ‏ بُل لتقوية عاطفة الأُنثى وتوظيف ذلك يف استقرارها النفسي الذي
يُساعد على حتقيق الذَّ‏ ات؟.‏
وبعد ذلك،‏ تطرّقتُ‏ ‏إىل احلديث عن مناذج فريدة قدَّ‏ مت نفسها للمُ‏ جتمع
النَسوي كاإمرأة وقدوة لنساء العامل،‏ وختمتُ‏ الكتاب باحلديث عن دور
الأُمومة وصرب الأُمّ‏ وقدرتها على مواجهة التحدّ‏ يات واملصاعب.‏
‏أضاأله ‏سبحانه التَّوفيق والسداد لالإستلهام من الإسالم وفهم حقائقه من
القُرآن الكرمي وسُ‏ نَّة النبي .
معايري حتقيق الذات عند املراأة املسلمة
7
6