21.04.2014 Views

La guerre médiatique à Gaza et la culture coloniale - Université de ...

La guerre médiatique à Gaza et la culture coloniale - Université de ...

La guerre médiatique à Gaza et la culture coloniale - Université de ...

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

نعيشها اليوم كتابة وتدريسا قادرة على إحداث التغير املنشود؟ إذن فالغاية<br />

التي يجب أن يحددها الدرس أوال هي ما مدى فاعلية اللغة التي ميتلكها<br />

للتأثير بها في الواقع،‏ تغييرا وتوجيها وقيادة.‏ إذ ال يكفي القرار السياسي<br />

والتربوي إذا لم يكن للغة من وجود فعلي قائم في أرض الواقع.‏<br />

إن حتديد الغاية،‏ وتعيني،‏ وتسطير اخلطوات،‏ عمليات نفعية في أساسها<br />

األول ال ميكن لها أن تفكر في اجلانب الغائي،‏ ألنها تواجه حتديا وعليها أن<br />

تتولى إزالة العقبات من طريقها للوضول إلى غايتها.‏ فما كان في البحوث<br />

القدمية أوليا جوهريا يتحول إلى ثانوي عرضي،‏ وذلك إلى حني يستتب األمر<br />

وتعود األمور إلى نصابها املثالي.‏<br />

‏-‏‎2‎اإلعداد:‏ إنه التحضير الذي ينتهي إلى إيجاد برنامج عملي إلحداث<br />

التحول املنشود.‏ غير أن عملية اإلعداد تكتسب خطورتها من حيث كونها<br />

العملية التي تقوم على املعطيات الدقيقة السليمة التي تستبعد من<br />

حسبانها كل ما يشوش حساباتها من آراء وتوجهات سياسية وغيرها.‏<br />

ذلك ألن العمليات التي تقوم على معطيات التحضير سكون سليمة إذا<br />

كانت مقدماتها سليمة دقيقة،‏ أما إذاغ كانت املعطيات غير دقيقة،‏ أو<br />

كانت عرضة لتشوهات قيمية فإن العمليات كلها ستبوء بالفشل الذريع.‏<br />

إن أمثلة ذلك كثيرة في الواقع العربي،‏ وفي شتى مجاالت املواجهة،‏ سواء<br />

أكانت اقتصادية أو اجتماعية أو عسكرية أو تربوية.‏ ألنها قامت على تقارير<br />

مثالية أملتها نزعات سياسية بعيدة كل البعد عن الواقع املعيش.‏<br />

‏-‏‎3‎العزم:‏ إنه العنصر األساس في عمليات اإلجناز.‏ وليس العزم إال رديف<br />

الغاية،‏ ووجهها العملي الذي يجسده التحضير اجليد للمشروع.‏ إننا حني<br />

نستعرض مسألة اللغة في خضم العوملة،‏ ونحد غايتنا من خالل التأثير في<br />

الواقع قصد تغييره،‏ فإننا لن نصل إلى شيء ذي بال من دون العزم ألن كل ما<br />

سبق إمنا هو مجرد متثل نظري ومادي للمشروع مفتقرا إلى إجناز.‏ والعزم هو<br />

احلركة البانية التي تتجه صوب اإلنشاء النهائي للغاية.‏<br />

بعضهم ال يفرق بني العزم والتنفيذ في اخلطة السيبرنطيقية،‏ والبعض<br />

اآلخر يريد أن يكون للتنفيذ عنصره اخلاص الذي يلي العزم،‏ ويجعله حركة<br />

قائمة على العمل واملبادرة.‏ وليس يضر هذا الفهم أو ذاك إذا قررنا أن التنفيذ<br />

هو الضلع الثالث ملثلث املنهج السيبرنيطيقي.‏<br />

‏-‏‎2‎اللغة والعوملة:‏<br />

إذا جئنا نطبق املنهج الذي عددنا خطواته من قبل،‏ وركزنا على<br />

اجلانب النفعي فيه قصد االستفادة من الوضعياات الثقافية والعلمية<br />

والتكنولوجية الرائجة في رحاب العالم اليوم،‏ كان علينا أن نتساءل أوال<br />

عن بعض املفاهيم التي تؤطر القضية في شموليتها.‏ ذلك أن العوملة اليوم<br />

هي الواقع الذي يفرض نفسه على اإلنسان..‏ أي إنسان،‏ في أي بقعة على<br />

األرض..‏ حتى اإلنسان الغربي الذي أفرز العوملة فإنه واقع حتت نيرها.‏ غير أن<br />

هذا العمالق املهيمن الطاغي ذي األوجه املتعدد،‏ واألذرع املمتدة في كل اجتاه<br />

يحول الكرة األرضية إلى دحية صغيرة يستطيع تقليبها بني أنامله كيفما<br />

شاء..‏ نسائله هل فيه شيء يتصل باللغة وماذا يقصد بالعوملة اللغوية،‏ أو<br />

هل هناك عوملة لغوية؟ فإذا نظرنا إلى مدلول العوملة الذي يعني جعل ما<br />

هو محلي عاملياً‏ ، أو االنتقال من احمللية اإلقليمية إلى العاملية:»‏ فهل هناك<br />

لغة انتقلت من احمللية إلى العاملية ، فتجاوزت نطاقاً‏ جغرافياً‏ محصورة ببلد<br />

أو بلدان ، لتصبح لغة عاملية يتحدث بها العالم كله على اختالف لغاته<br />

األصلية ؟ ال شك أن اجلواب الواضح هو اإليجاب،‏ وال شك كذلك أن تلك اللغة<br />

الوحيدة التي يصدق عليها ذلك الوصف هي اللغة اإلجنليزية.«‏ ( )<br />

إن اإلقرار بهذه احلقيقة الواقعية التي فرضتها معطيات التاريخ<br />

واحلضارة،‏ جتعلنا نعاين الوضع من زاوية ال نخفي فيها عن أنفسنا حجم<br />

املسألة التي نود أن نعاجلها حني نطرح على أنفسنا السؤال التالي:‏ بأية لغة<br />

ندرس أبناءنا إذا أردنا اللحاق بالركب احلضاري الغربي؟ هل يجوز لنا التخلي<br />

عن لغتنا واعتناق لغة التكنولوجيا والتقدم العلمي،‏ حتى ال تفق اللغة<br />

حاجزا بيننا وبني منابع املعرفة في منابتها األصلية؟<br />

وعندما نسجل هذا السؤال احملرج حقا،‏<br />

نلتفت إلى األقوام التي تعاني مثلنا ثقل الظاهرة<br />

اللغوية،‏ والتي لها حظ من التقدم التقني،‏ كيف تسلك<br />

إزاء هذا املوقف..‏ صحيح أن كثيرا من األمم:»‏ تشعر بهذا<br />

اخلطر الداهم الذي ميثله تغلغل وانتشار اللغة اإلجنليزية،‏ ال سيما تلك<br />

الدول التي تعتز بحضارتها،‏ وتنظر بريبة النتشار الثقافة األمريكية،‏ ولم<br />

تستسلم بسهولة للهيمنة األمريكية على معظم جوانب احلياة ، في<br />

معظم البلدان ، فهذه فرنسا مثالً‏ وهي صديق لدود ألمريكا،‏ يدعو رئيسها<br />

جاك شيراك إلى إقامة « حتالف«‏ بني الدول التي تعتمد لغات من أصل التيني<br />

للتصدي بشكل أفضل لهيمنة اللغة اإلجنليزية،‏ وذلك لدى افتتاحه منتدى<br />

حول موضوع حتديات العوملة «) (.<br />

وليس من قبيل الترف اللغوي أن يتصدى رئيس فرنسا إلى العوملة<br />

اللغوية ليقيم في وجهها جدارا لغويا التينيا للحد من انتشار اللغة اإلجنليزية<br />

التي تعصف في أشرعتها رياح األسواق التجارية واملنجزات العلمية األكثر<br />

رواجا في األسواق.‏ فالتطور الذي تعرفه اإلجنليزية ليس متأتيا من كونها لغة<br />

راقية كاملة بل يأتيها من كونها لغة التجارة واألسواق واملال.‏ فاللغة اليوم<br />

تقاس بالعملة ذات الثقل امللحوظ،‏ وكل لغة تفقد ثقلها التجاري تتحول<br />

إلى عملة زائفة،‏ سريعا ما تنحط قيمتها ويتدهور رواجها.‏<br />

إن الباحثني اليوم يقابلون بني االقتصاد اللغة مقابلة حية قائمة<br />

على مبدأ املنفعة الذي حتدثنا عنه من قبل.‏ ف ‏»فلوريان كوماس«‏ في كتابه<br />

‏»اللغة االقتصاد«‏ يطرح التشاكل على النحو التالي ناقال عن ‏»جورج<br />

هامان«‏ »G.Hamman« قوله:»‏ النقود واللغة يتسم البحث فيهما بدرجة<br />

من العمق والتجريد توازي عمومية استعمالهما،‏ وهما مرتبطان أحدهما<br />

باآلخر بشكل أقوى مما يتصور،‏ ونظرية أحدهما تفسر نظرية اآلخر.‏ ويبدو<br />

أنهما يقومان على أسس مشتركة.«‏ ( ) وحني يدعو الرئيس الفرنسي إلى<br />

قيام حتالف لغوي التيني،‏ ال يقصد فقد اجلانب اللساني وحده وإمنا يقصد<br />

حتالفا يحرك عجلته االقتصادية عامال املال واللغة معا.‏ وحيثما دار املار<br />

املال دارت اللغة معه تطورا وتقدما.‏ إنها عني النظرة التي وجدناها من قبل<br />

عنه ابن خلدون حني ربط بني البالغة والعمران قائال بأن البالغة تتطور في<br />

أمم يتأنقون في عمرانهم.‏ وكأن العالقة غير منفصمة بني هذه الثنائيات.‏<br />

فإذا كان همنا هو احلفاظ على لغتنا فإنه يتوجب علينا أن نخلق لها رواجا<br />

اقتصاديا يعضدها،‏ ورواجا علميا يدعمها.‏<br />

قال الرئيس الفرنسي لدى افتتاحه منتدى في جامعة السوربون جمع<br />

بني الناطقني بالفرنسية واإلسبانية والبرتغالية إنه:‏ « في مواجهة قوة<br />

نظام مهيمن يحق لآلخرين حشد لقوى إلرساء املساواة في الفرص وسماع<br />

أصواتهم«.‏ ودعا شيراك الناطقني باإليطالية من االحتاد الالتيني إلى االنضمام<br />

إلى منظمة الفرنكفونية ومجموعة الدول الناطقة بالبرتغالية واملنظمتني<br />

الناطقتني باإلسبانية للدول ألمريكية األيبيرية والقمة األيبيرية األمريكية.‏<br />

أضاف أنه:‏ « من خالل منظماتنا اخلمس تصبح هناك 79 دولة وحكومة من<br />

كل القارات متثل 1.2 مليار رجل وامرأة يريدون اإلبقاء على لغاتهم «. ودعا<br />

شيراك إلى القيام بتحرك في األمم املتحدة باالتفاق بني املنظمات اخلمس<br />

إلقامة :» مشاريع مشتركة«‏<br />

ودافع شيراك عن مبدأ « تعددية اللغات في اجملتمع الدولي » ودعا<br />

شركاءه إلى:»‏ االستثمار بقوة في شبكات املعلوماتية » مقترحاً‏ إنشاء<br />

موقع للثقافات الالتينية على اإلنترنت . وأعرب أخيراً‏ عن أمله في أن تعترف<br />

منظمة األمم املتحدة للتربية والعلوم والثقافة ‏)يونسكو(‏ سمياً‏ ب « حق<br />

التعددية الثقافية » من خالل إصدار « إعالن عاملي يكون مبثابة ميثاق<br />

تأسيسي » ( ) .<br />

غننا منلك املليار والنصف عربي،‏ إن القاعدة العددية التي يتحدث<br />

عنها شيراك قائمة في العالم العربي قبل العالم اإلسالمي،‏ واللسان<br />

موحد في لغة واحدة يدعمها الدين والقومية،‏ والثروات كائنة بالكميات<br />

جملة اجلامعة واجملتمع نوفمرب 2009<br />

11

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!