02.08.2020 Views

Num226

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

ا ل حد‏ ث 6

‏»احللفان الكبريان«‏ املتصارعان يهتزان

لهذا اُطلقت يد اسرائيل يف ‏سوريا...‏

فهل يتنبه اللبنانيون خلطورة املرحلة؟

لبنان

املركزية-‏ تعج الصالونات السياسية والدبلوماسية بالكثري من

السيناريوهات املتناقضة واملتشابكة التي تضع لبنان واملنطقة عى ابواب

تحوالت دراماتيكية متوقعة بعدما اختلطت مجموعة من املعطيات التي

تدفع اىل املزيد من التوتر عى اكر من جبهة سواء يف الداخل السوري

او عى الحدود املشركة مع دول الجوار.‏ فالتحالفات املختلفة األهداف

واملرامي توحي بأن املنطقة مقبلة عى مزيد من التجاذبات الساخنة

سواء تلك التي بنيت لتكون مؤقتة او املتوقعة عى املدى الطويل.‏

وتأسيسا عى ما تقدم،‏ يتحدث دبلوماسيون ومراقبون ل ‏»املركزية«‏ عن

مجموعة من السيناريوهات املرسومة للمنطقة انطاقا من مستجدات

األحداث يف اكر من منطقة من سوريا.‏ وهي رصدت من خال احاف

ثنائية او ثاثية تنتظم من ضمن اطراف الصف الواحد املنضوين تحت

عباءة الحلفني الكبريين يف املنطقة.‏ اولهام ‏»الحلف الدويل«‏ الذي بني

عى خلفية مكافحة االرهاب منذ بيان جدة الذي اعلن عنه يف 11

ايلول العام 2014 بقيادة الواليات املتحدة األمريكية وثانيهام ‏»حلف

املامنعة«‏ الذي انتر للنظام السوري بزعامة روسيا.‏

وعند الدخول يف التفاصيل تتحدث املراجع عن مشاريع ميكن ان تؤدي

اىل التفكك يف صفوف الحلفني الكبريين او تهدد وحدتهام ومناعتهام عى

االقل وهو ما ميكن االشارة اليه باملاحظات اآلتية:‏

‏-عى مستوى الحلف الدويل ضد االرهاب يبدو ان اعادة العاقات اىل

سابق عهدها كام كانت يف بداية الحرب السورية عى مستوى العاقة

بني مجموعة دول الحلف التي كانت تضم 41 بلدا باتت بعيدة املنال،‏

بدليل ما ظهر من التفرد الريك املتامدي يف الشامل السوري امتدادا

اىل الشامل العراقي بحيث باتت املنطقة املمتدة من اقليم جرابلس يف

الوسط عى الحدود الركية - السورية ساحة واحدة توسعت عر اقليمي

الحسكة والقامشي السوريني الحدوديني وصوال اىل الشامل العراقي يف

موازاة األرايض الركية مع البلدين.‏ وما الغارات الركية العنيفة التي

سجلت ليل امس الجمعة عى املواقع الكردية يف قضاء زاخو مبحافظة

داهوك يف إقليم كردستان العراق سوى إشارة إضافية اىل توحيد االتراك

للشاملني السوري والعراقي ودمجهام يف ساحة مواجهة واحدة امتداد

من الحدود البحرية عى املتوسط وصوال اىل إقليم كردستان العراق.‏

اىل هذه املعطيات،‏ ال ميكن تجاهل ما آل اليه مصري وحدة ‏»التحالف

الدويل«‏ بعد انسحاب معظم دول الخليج من قطر اىل اإلمارات العربية

املتحدة والسعودية واألردن من القوة العسكرية املشركة ومعها مجموعة

من الدول األخرى التي سحبت مجموعات من طائراتها الحربية والقوى

الرمزية بشكل متدرج بعدما شاركت يف العمليات العسكرية طيلة

سنوات الحرب السورية وخصوصا من العام 2014 وحتى نهاية العام

2018 وبداية العام 2019 وهي من اوسراليا اىل بريطانيا واملانيا والسويد

ومجموعة دول اوروبية وغربية أخرى.‏

- عى مستوى حلف املامنعة،‏ فقد بدا التفكك متأخرا عام آلت اليه

الحال يف الحلف األول بعدما حقق انتصارات عدة إثر دخول القوة

الروسية بكامل ترسانتها العسكرية يف بداية خريف 2016 النقاذ النظام

من الهاك اىل جانب القوة اإليرانية وحلفائها يف املنطقة.‏ وان مل يطف

بعد الخاف عى السطح بشكل فاضخ،‏ فان بوادره ظهرت من خال

تحالفات ثنائية جديدة بدأت تظهر اىل العلن كالحلف اإليراين – الصيني

الذي سيستحر األسلحة الصينية املتطورة اىل األرايض اإليرانية عدا عن

الشق االعامري واالنايئ لإلتفاق الثنايئ بني البلدين الذي سيؤدي اىل

دخول الصناعة الصينية اىل البلد املحارص بالعقوبات األمريكية والدولية.‏

وجاءت هذه االتفاقية يف اعقاب واحدة مامثلة عقدت بني طهران

ودمشق ستؤدي يف وقت قريب اىل ادخال األسلحة اإليرانية وخصوصا

املخصصة للدفاع الجوي اىل األرايض السورية.‏

وان مل تظهر بعد النتائج املرتبة عى ما آل اليه الوضع نتيجة التفاهامت

واالحاف الثنائية الجديدة من ضمن حلف ‏»املامنعة«‏ فان الكواليس

الدبلوماسية بدات تتحدث عن ‏»نقزة«‏ روسية من حجم التفاهم

السوري – اإليراين،‏ وكذلك التفاهم اإليراين – الصيني الذي بدأ ينمو عى

حساب جزء من املصالح الروسية يف سوريا واملنطقة.‏ وبالرغم من ارتياح

موسكو اىل اجتذاب األتراك اىل صفوفهم وتوفري متايزهم عن الحلف

الدويل وابتعادهم عن واشنطن ولو بشكل متدرج فان بذور الخاف

متوفرة يف املرحلة املقبلة نتيجة التاميز يف ملفات أخرى وال سيام الدور

الريك املتعاظم يف ليبيا وهو يشكل خروجا عى اإلسراتيجية الروسية يف

ليبيا وشامل افريقيا وقد ال يطول الوقت لتظهر انعكاساته عى الساحة

السورية.‏

عى هذه الخلفيات،‏ يتحدث الدبلوماسيون عن اهمية ما تقوم به

القوات األمريكية من محاوالت لقطع رشيان التواصل بني ايران ولبنان

برا عر الحدود العراقية – السورية كام يف الجو.‏ وما اعراض املقاتات

األمريكية للطائرة اإليرانية قبل ايام فوق منطقة التنف وهي يف طريقها

من طهران اىل بريوت سوى رسالة امريكية إضافية القفال طريق

طهران – بريوت عر األجواء السورية كام الرية.‏ وال ينى الدبلوماسيون

انفسهم اإلشارة اىل الضوء االخر الرويس املعطى حديثا لتل ابيب

لتفعيل عملياتها العسكرية يف سوريا من جديد ضد املواقع اإليرانية

وللميليشيات التابعة لها وهو ما ادى اىل استئناف العمليات الجوية

املختلفة يف العاصمة ووسط وشامل غرب سوريا.‏ وهو ما استجر التوتر

اىل الحدود الجنوبية اللبنانية مع األرايض الفلسطينية املحتلة ملجرد مقتل

احد مسؤويل حزب الله يف غارة ارسائيلية قرب مطار دمشق.‏

انطاقا من كل هذه السيناريوهات املتشابكة واملعقدة،‏ تحذر املراجع

الدبلوماسية نفسها اللبنانيني من مخاطر عدم التنبه اىل املتغريات

املتوقعة يف سوريا واملنطقة والتي تنعكس بشكل من األشكال عى دول

الجوار السوري ولبنان واحد منها.‏ وان كان األردن هو األقل تأثرا مبا

يجري يف ارايض جارته الشاملية،‏ فان العراق مهيأ اىل مزيد من التوتر

رغم مساعي الرئيس الجديد للحكومة العراقية للفصل بني تداعيات ما

يجري عى الساحتني السورية واإليرانية واوضاعه الداخلية لحامية باده

مام يجري هناك.‏ ولذلك فان لبنان هو الحلقة األضعف والذي قد

يدفع الثمن ما مل يتنبه الجميع اىل خطورة املرحلة والتيقن من عدم

قدرة الساحة اللبنانية املنهكة بسلسلة من األزمات املتنوعة عى تحمل

الرددات الضخمة ملا يجري يف املنطقة.‏

ترسيم احلدود على نار هادئة وشينكر يف بريوت قريبا!‏

اصرار امريكي على اإبقائه بعهدة بري...فهل تقبل بعبدا والسراي؟

Journal Alhadath numéro 226 31 juillet 2020

املركزية-‏ يف غمرة التطورات املتسارعة التي تشهدها الساحة الداخلية

وتصبّ‏ جميعها يف خانة رسم مشهد سوداوي للبنان،‏ اين اصبح ملف

ترسيم الحدود الرية والبحرية بني لبنان وارسائيل وهل ال تزال الوساطة

االمريكية قامئة يف هذا املجال؟

يف مطلع متوز املايض صادقت الحكومة االرسائيلية عى التنقيب عن

الغاز يف البلوك 72 الذي يقع مبحاذاة ‏»البلوك - 9« عى الجانب اللبناين

من الحدود والذي يعد التنقيب فيه محور نزاع مع لبنان.‏ وأعلن وزير

الطاقة االرسائيي عن انطاق عملية املنافسة ملنح تراخيص للبحث عن

الغاز الطبيعي والنفط يف املياه االقليمية عى الحدود الشاملية.‏

وتلت الخطوة االرسائيلية بأيام محطة امريكية يف لبنان متثّلت بزيارة

قائد القيادة املركزية الجرال كينيث ماكنزي بريوت حيث التقىالرؤساء

الثاثة.‏ وشكّل ملف الرسيم طبقاً‏ رئيسياً‏ يف محادثات الجرال االمرييك

مع الرئيس نبيه بري يف عني التينة بوصفه املفاوض اللبناين الرسمي

يف هذا املجال،‏ حيث أطلعه عى الورقة الرئاسية التي ناقشها مع

املسؤولني األمريكيني الذين قادوا الوساطة يف هذا املجال،‏ أبرزهم نائب

وزير الخارجية األمرييك دافيد شينكر.‏

واستكمل البحث االمرييك مع الرئيس بري من خال السفرية دورويث

شيا التي حطّت يف عني التينة بعد ساعات من مغادرة ماكينزي،‏ حيث

فاتحته برغبة بادها يف استئناف املفاوضات اللبنانية مع ارسائيل من

حيث توقفت.‏

ويف االطار،‏ اكدت اوساط سياسية مطلعة ل«املركزية«‏ ‏»ان ملف ترسيم

الحدود ال يزال عى نار حامية ولو ان الحديث عنه عر االعام تراجع

يف الفرة االخرية«.‏

ومع ان التوتر سيّد املوقف عى الجبهة الجنوبية نتيجة التصعيد القائم

بني ارسائيل وحزب الله وهو ما يضع ملف مفاوضات الرسيم يف مهبّ‏

الريح،‏ اشارت االوساط السياسية اىل ‏»ان الجانب االمرييك ال يزال ينتظر

موقف لبنان من العرض االرسائيي االخري القائم عى فصل مساري

الرسيم عند الحدود البحرية والرية لتستأنف واشنطن وساطتها بني

البلدين يف حني ان لبنان يتمسّ‏ ك بتازم املسارين،‏ وهو ما اكد عليه

الرئيس بري خال لقائه الجرال ماكينزي،‏ وذلك خشية ان ترسم ارسائيل

الحدود البحرية وترك الرية«.‏

وعى رغم وحدة املوقف اللبناين برورة تازم مساري الرسيم البحري

والري وهو ما يقوّي موقع لبنان يف التفاوض،‏ غري انه يُخفي وراءه

‏»تجاذباً«‏ بني الرئاسات الثاثة حول من ميُ‏ سك بعصا امللف.‏

ويف السياق،‏ قالت اوساط سياسية قريبة من الثنايئ الشيعي ل«املركزية«‏

‏»ان محاوالت تبذل العادة امللف اىل الراي او اىل قر بعبدا يف حني

يتمسّ‏ ك الجانب االمرييك بابقاء امللف مع الرئيس بري الذي يتابعه

بأدقّ‏ تفاصيله ويواكب الخطوات نظراً‏ لتحالفه مع حزب الله وهو

القادر عى تقديم اي تنازل مع فريقه السيايس االمر غري املتاح يف حال

كان امللف يف غري عني التينة«.‏

وابدت االوساط القريبة من الثنايئ خشيتها من ان يخضع املفاوض

للضغوط ويتنازل يف حني ان ادارة امللف من قبل الرئيس بري تُعطيه

زخمه املحي والخارجي،‏ كام ان الجانب االمرييك يرّ‏ عى إبقاء امللف

يف عهدة الرئيس بري الحليف التقليدي لحزب الله«.‏

عى اي حال،‏ يردد ان نائب وزير الخارجية األمرييك دافيد شينكر الذي

بحث منذ اشهر موضوع لبنان مطوّال مع وزير خارجية فرنسا جان

ايف لودريان الذي غادر لبنان ‏»خائب الظن«‏ من اهل الحكم لركهم

وطنهم ‏»ميوت«،‏ يتوقع ان يكون يف لبنان بعد صدور قرار املحكمة

الدولية الخاصة بلبنان يف جرمية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومرافقيه

يف 7 اب املقبل.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!