Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
وسلم أول عبد الله تبارك وتعالى وأول ذاكر الله تبارك وتعالى وأول من أحبه االله ونظر إلیه وقربه وحكم علیه بالعبودیة ورضي بتلك<br />
العبودیة وافتخر بها. فلهذا یقول صلى االله علیه وسلم: أنا سید ولد آدم ولا فخر. لا فخر له بسیادته على بني آدم إنما فخره بالعبودیة<br />
الله <strong>في</strong> حضرة االله تبارك وتعالى؛ لأنه لا یكون سیدا إلا إذا غاب عن حضرة االله تبارك وتعالى وأما إذا كان <strong>في</strong> حضرة االله فلا یكون<br />
إلا عبدا. وكونه <strong>في</strong> حضرة االله تبارك وتعالى أفخر عنده من كونه <strong>في</strong> مقام السیادة عند خلقه تبارك وتعالى. ولهذا تشرف صلى االله<br />
علیه وسلم بالعبودیة الله واالله تبارك وتعالى سماه عبدا <strong>في</strong> أعظم مقاماته صلى االله علیه وسلم. أعظم مقاماته مقام الدعوة إلى االله<br />
تبارك وتعالى ومقام نزول الوحي علیه ومقام إسرائه صلى االله علیه وسلم؛ دنا فتدلى فكان قاب قوسین. بكل هذه المقامات سماه االله<br />
تبارك وتعالى عبدا: (وإنه لما قام عبد االله یدعوه) (الحمد الله الذي أنزل على عبده الكتاب) (سبحان الذي أسرى بعبده لیلا). بهذه<br />
.المقامات سمي بالعبد ولهذا كانت العبودیة الله أفخر المقامات عنده صلى االله علیه وسلم<br />
فلهذا أیضا عصم االله أمته من الضلالة بخلاف النصارى الذین ضلوا وظنوا أن عیسى لما قربه االله كان ابنا له أو شریكا له <strong>في</strong><br />
الألوهیة، وكل هذا ضلال. فالرسول الكریم مع أنه أجل مقاما من عیسى وأعلى وهو سید عیسى وعیسى یستمد منه صلى االله علیه<br />
وسلم، مع هذا كلا ما ضلت أمته حتى اتخذوه ربا كما ضلت النصارى. وكلنا نعلم أنه سید العباد جمیعا ولكنه عبد الله تبارك<br />
وتعالى. كلمني أمریكي <strong>في</strong> طائرة وأنا مسافر فقال لي: ما الفرق بیننا وبینكم؟ نحن مسیحیون وأنتم مسلمون نحن نعبد عیسى وأنتم<br />
تعبدون محمدا، ما الفرق بیننا؟ قلت له: هذا هو الفرق بیننا: نحن لا نعبد محمدا صلى االله علیه وسلم بل نحن ربنا ورب محمد<br />
واحد. محمد إمامنا <strong>في</strong> العبودیة وإ مامنا <strong>في</strong> العبادة وإ مامنا <strong>في</strong> طاعة االله ولكنه عبد كمثلنا الله تبارك وتعالى، ولهذا تجد الإسلام.<br />
نحن دیننا یسمى الإسلام لا یسمى "محمدیا" كما تسمون أنتم دینكم بالمسیحیة؛ لأن دیننا مستقل الله تبارك وتعالى نحن ومحمد فیه<br />
.سواء. قال لي السائل : <strong>في</strong> أمریكا لم یجدوا من یبلغهم هذا الدین<br />
إن نبینا صلى االله علیه وسلم عبد الله تبارك وتعالى. وهو أول عبد الله تبارك وتعالى وأول موجود وأول من ذكَر االله ووح َّ ده وعبده قبل<br />
بروز الزمان وبعد بروز الزمان. عبَده آلافا من الملایین قبل وجود شيء من الموجودات. وهذا العبد هو رسول االله صلى االله علیه<br />
وسلم اختارنا االله وشرفنا بأن جعلنا من أمته وجعله هو رسولنا حقیقة. هو رسول الكل. هو نبي الأنبیاء. هو رسول إلى كل الرسل<br />
.وإ لى كل الملائكة والجن والإنس ولكننا نحن أمته؛ خُصصنا بأننا أمته صلى االله علیه وسلم<br />
ولما تجلى االله هكذا وبرزت الحقیقة المحمدیة (ومن بروز الحقیقة المحمدیة) تجلت الحقیقة المحمدیة؛ فبرزت بوجود الكائنات. وكل<br />
الكائنات من مدده صلى االله علیه وسلم. ولهذا یمدحه المداحون أنه من نوره الشمس والقمر والكواكب والنجوم والجنان. كل هذا<br />
.لیس مبالغة بل هو حقیقة واقعة<br />
االله تبارك وتعالى یخاطبه: خلقتك من أجلي وخلقت الخلق من أجلك. ویخاطبه: لولاك ما خلقت شیئا. هذا له معنیان: (لولاك ما<br />
خلقت شیئا) خلق الموجودات كلا تیسیرا لمحمد صلى االله علیه وسلم ولولا أنه ما خلق محمدا لثبت أنه لم یخلق شیئا حقیقة. ما خلق<br />
إلا محمدا وكل ُّ ما خَ لَق بعد ذلك فهو جزء من نور محمد صلى االله علیه وسلم: أنا من نور االله والمؤمنون من نوري. صلى االله علیه<br />
.وسلم<br />
ولما كان صلى االله علیه وسلم هكذا وهو أرسل رسولا للعالمین كافة وخاتما للنبیین فلا نبي بعده ولا دین بعده ودینه نسخ جمیع<br />
الأدیان قبله، فلا یتأتى أن یُتَعب َّد الیوم على وجه الأرض بدین صحیح إلا هذا الدین؛ لأن هذا الدین نسخ جمیع الأدیان قبله وعبادة<br />
االله لا تصح إلا بشيء جاء به الرسول عن االله تبارك وتعالى. والرسل كلهم سابقون وأمناء وكلهم بلغوا رسالات االله ولكن انتهت<br />
رسالاتهم ونسخت شرائعهم وبقیت رسالة محمد صلى االله علیه وسلم ساریة المفعول <strong>في</strong> الكون إلى آخر الدهر. فمن تمسك بهذا<br />
الدین فهو على دین ومن لم یتمسك بهذا الدین فلیس على دین والقرآن یصدق ذلك: (إن الدین عند االله الإسلام) (ومن یبتغ غیر<br />
.(الإسلام دینا فلن یقبل منه<br />
.إذا كان الوقت قد حان نصلي ثم نكمل الحدیث<br />
.محادثة الإخوان أفضل من جمیع الأوراد؛ لأن الورد یُقضى ومحادثة الإخوان لا تُقضى<br />
قلنا إن الحق تبارك وتعالى تجلى بجمیع صفاته على الحقیقة المحمدیة التي هي حقیقة سیدنا محمد صلى االله علیه وسلم فأمدها<br />
بجمیع صفاته. إن االله أعطى محمدا بقدر سعة ربوبیته. وكل ما كان عند االله من صفة فقد أمد بها حبیبه سیدنا محمدا صلى االله<br />
علیه وسلم. ما الفرق بینهما إذاً حتى كان هذا ربا وهذا عبدا؟ الفرق بینهما كلمتان فقط: الاتصاف والإمداد. االله اتصف بجمیع<br />
صفاته أزلا من نفسه بنفسه لنفسه لا استمدادا من أحد. والمصطفى صلى االله علیه وسلم اتصف بجمیع صفات االله لكن استمدادا من<br />
االله تبارك وتعالى. هذا الفرق بینهما حتى كان هذا ربا وهذا عبدا. هو عبد الله تبارك وتعالى ولا یفتخر إلا بهذه الصفة: (قل إن كان<br />
.للرحمن ولد فأنا أول العابدین): لو كان الله ولد لكان محمدا ولكن لم یكن الله ولد<br />
English Forum<br />
مقالات |اخبار| ||Articles|News<br />
و بیانات<br />
صفحة سودانیزاونلاین فى الفیس بوك فى حالة توقف الموقع<br />
27-05-2013, 08:23 PM<br />
(احمد حامد صالح (Re: ;andquot<strong>خطبة</strong> الخرطوم;andquot <strong>خطبة</strong> الشیخ إبراهیم نیاس والمعروفة ب Re:<br />
.سیدنا محمد صلى االله علیه وسلم خلیفةُ االله المتصفُ بجمیع صفاته<br />
احمد حامد صالح