خطبة الشيخ ابراهيم في السودان

‏.هنا
وأنا جد سعید بزیارة السودان وزیارة الخرطوم والاجتماع بكم في هذه الزاویة المباركة.‏ فأحمد االله تبارك وتعالى وأشكر رئیس الجمهوریة الذي أتاح لي هذه الفرصة.‏
تعرفون أنه في هذا الزمان شيء لا تریده الحكومات لا یمكن أن یكون.‏ فلولا دعوته ‏-ولو كنت راغبا في زیارتكم-‏ لكنت في حرج.‏ ولكن لما وجه إلي الدعوة كان ذلك
إذنا من االله تبارك وتعالى في زیارتكم وأشكره على هذا وأدعو االله له بالتوفیق.‏ وفقه االله تبارك وتعالى لما فیه رضاه ومنفعة دولته ووطنه وشعبه.‏ واالله الموفق وهو تبارك
وتعالى المسؤول أن ینفعنا جمیعا ویصدق ظننا باالله وبرسول االله وبحبیب رسول االله وخلیفته مولانا أحمد التجاني وظنه بعباد االله تبارك وتعالى:‏ خصلتان لیس فوقهما
شيء من الخیر وخصلتان لیس فوقهما شيء من الشر؛ حسن الظن باالله وحسن الظن بعباد االله،‏ وسوء الظن باالله وسوء الظن بعباد االله.‏ نحن بعضنا یحسن ظنا ببعض
‏.(واالله تبارك وتعالى یتولى السرائر ویحقق لنا ظننا:‏ ‏(أنا عند ظن عبدي بي فلیظن بي عبدي ما شاء
وكما قال السید خلیفة الشیخ،‏ الشیخ أحمد جوب إننا یجمعنا السند.‏ سیدي أحمد سكیرج أعلى سند عندنا.‏ نحن عندنا ما یقارب خمسین سندا ولكن أعلى هذه الأسانید
‏.سیدي أحمد سكیرج عن سیدي العبدلاوي عن سیدي علي التماسیني،‏ وكلهم أحكي له كرامة خارقة
علي التماسیني هو صاحب العنقود في زمنه.‏ كان في بستانه في تماسین بینه وبین فاس مسافة أربعین یوما فرأى الخدام في محل الشیخ یتمنون أكل التمر.‏ فأخذ
عنقودا ورماه وقال له سر إلى دار الشیخ بإذن االله.‏ فسقط العنقود وتساقط التمر بین الخدام وقالوا من أین هذا؟ قال الشیخ:‏ فعله هذا المجنون بتماسین.‏ علي
التماسیني هو الذي كان إذا أراد زیارة الشیخ فعل هكذا وجعل المسافة خطوة واحدة،‏ فقال له الشیخ التجاني:‏ إذا أردت زیارتي بعد هذا تأخذ زادا من الأكل والماء
وتسافر مع الناس كالعادة حتى تصل إلي وإلا فلا تأت عندي.‏ أما قبل ذلك فكان یطوي المسافة خطوة واحدة.‏ هذا هو علي التماسیني وهو الذي خَ‏ لَف الشیخ في
عیاله بعد وفاة الشیخ.‏ تعلمون أن الأتراك حاربوا عیال الشیخ التجاني بعد وفاة الشیخ وقتلوا ابن الشیخ محمد الكبیر.‏ أتى علي التماسیني إلى الجزائر ودخل على
الحاكم فقال له ما ترید؟ قال له عیال الشیخ التجاني في السجن آمرك أن تخرجهم فورا.‏ قال له:‏ تقول لي أخرجهم فورا؟ قال:‏ نعم.‏ قال:‏ أدخلوه السجن.‏ فأخذوا علیا
التماسیني وجعلوه في السجن وأغلقوا علیه السجن ورجعوا إلى الحاكم ووجدوه جالسا معه،‏ قال لهم الحاكم:‏ ألم آمركم أن تجعلوا هذا في السجن؟ قالوا:‏ جعلناه في
السجن ورجعنا فوجدناه معك.‏ قال:‏ اذهبوا به إلى السجن وأغلقوه علیه.‏ ذهبوا به إلى السجن وأغلقوه علیه ورجعوا ووجدوه جالسا معه.‏ وقام الحاكم بنفسه وساقه إلى
السجن وأغلق السجن وشدد الإغلاق ورجع فوجده جالسا في مكتبه.‏ قال له:‏ ما ترید؟ قال له:‏ قلت لك أخرج عیال الشیخ التجاني من السجن فورا.‏ قال:‏ أخرجوهم
‏.فأخرجوهم.‏ هذا هو علي التماسیني
والعبدلاوي مرض مرضا شدیدا حتى خیف أنه یموت.‏ فلما أصبح الصبح اجتمعوا علیه یعودونه قال لهم:‏ إني أتاني البارحة ملك في اللیل فقلت له من أنت؟ قال:‏ أنا
ملك الموت.‏ قلت:‏ جئت زائرا أم جئت قابضا؟ قال:‏ بل جئت زائرا وأنت لا تموت حتى تعیش قدر حبات هذه السبحة.‏ قال:‏ انظروا تحت الوسادة هل ترون شیئا؟ ففتشوا
‏.تحت الوسادة فوجدوا السبحة وعدوها فإذا هي مائة وخمس حبات.‏ عاش العبدلاوي مائة وخمس سنوات
وسكیرج هذا الأخیر كان یعمل في المخزن وكان الشیخ التجاني نهى عن ذلك.‏ ولما تولى سلطة القضاء أنكر علیه أصحاب الشیخ ذلك وقالوا له:‏ الشیخ منع الخدمة
لأهل المخزن من أمثالك وأنت تفعل هذا لحب الدنیا فقط.‏ فرفع وسادة كان یتوسدها.‏ رفعها هكذا فتناثرت الدنانیر حتى ملأت البیت وقال واالله لو أردنا الدنیا لكانت
‏.عندنا هكذا.‏ هذا هو سكیرج
هذه هي طریقتنا.‏ نحن لا ندعي الدعاوي ولا نفتخر بالكرامات.‏ إنما شغلنا العبودیة وصدق العبودیة والقیام بحقوق الربوبیة ولكن كل هذه الكرامات أكرم االله بها هذا
السند الذي ذكره السید الخلیفة الشیخ أحمد جوب رضي االله عنه ورأینا كثیرا وكثیرا.‏ وكل من انخرط في سلك هذه الطریقة رأى في نفسه شیئا یدل على أن الطریقة
التجانیة هي أكبر الطرق.‏ الشیخ یقول:‏ أصحابي لهم لطفان:‏ لطف خاص بهم ولطف ممتزج بالمشیئة.‏ ‏(إن ربي لطیف لما یشاء)‏ هذا اللطف العام.‏ واللطف الخاص
خاص بأصحاب الشیخ وكلنا یشاهد في أحواله وخواصه هذا اللطف الخاص بأصحاب الشیخ؛ كلنا یرى هذا بنفسه حتى قال سیدي العربي : إن المرأة إذا حملت بواحد
‏:من أصحاب الشیخ لو تفطنت لعلمت أن هذا الذي في بطنها من أصحاب الشیخ التجاني رضي االله عنه ثم أنشد
لكن نور االله جل فلا یرى إلا بتوفیق من االله الصمد
فعلیكم بهذه الطریقة،‏ فهنیئا لكم بها.‏ والشیخ یقول:‏ إن السودان ‏–یعني إفریقیا كلا-‏ معدن ولایة الطریقة التجانیة والحمد الله على ذلك.‏ بشرني بهذا علي الصوفي قال
إنه سمعه من سیدي الحسین الإفریني وهو شیخ السفیاني.‏ لما اجتمعنا به في المغرب قال:‏ صدق سیدي الحسین الإفریني قال:‏ إن السودان معدن ولایة الشیخ التجاني
‏.رضي االله عنه والحمد الله.‏ هذه بشارة لنا ولكم
‏.والسلام علیكم ورحمة االله تعالى وبركاته
كل من یرید التجدید منكم أنا جددت له الإذن عن الشیخ التجاني رضي االله عنه إذنا وتلقینا وتقدیما.‏ كلكم جددت له ما بیده من طریقة الشیخ رضي االله عنه نیابة عن
‏.الشیخ التجاني رضي االله عنه.‏ وأرجو االله تبارك وتعالى أن ینفعنا جمیعنا بهذه الطریقة وینفع بنا
‏.والسلام علیكم ورحمة االله تعالى وبركاته،‏ ونشهد أنكم رأیتمونا كما رأیناكم