11.11.2014 Views

perception

perception

perception

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

- صعوبات الإدراك Perceptional Disabilities<br />

اإلدراك عمليّةٌ‏ طويلةٌ‏ ومعقدةٌ‏ تقوم بتأويل االحساسات القادمة إلى الدّماغ عن طريق الحواسّ‏<br />

وإعطائھا معنى والتي يجري الجزء األكبر منھا بصورةٍ‏ آليّة ودون وعيٍ‏ أو شعورٍ‏ بھا لكنّھا في<br />

بعض األحيان تحتاج إلى تركيز االنتباه وبذل الجھد والتّنظيم العقلي وعلى الرّغم من اعتمادھا<br />

على الحواس في استقصاء المعلومات إال أنّھا تختلف عنھا فاإلحساس<br />

Sensation<br />

عمليّ‎ة<br />

استقبال المعلومات أو المنبّھات ‏(المثيرات ( والتي تقع على إحدى قنوات اإلحساس مثل السّ‎مع<br />

والبصر واللمس والحركة والشّ‎م والذّوق ونقلھا إلى الدّماغ ليعمل على معالجتھا وتحليلھا<br />

وتفسيرھا وإعطائھا المعنى المراد منھا في حين ، فاإلدراك<br />

<strong>perception</strong><br />

-١<br />

عمليّة التّرجمة التي<br />

يقوم بھا الدّماغ للمحسوسات التي نقلت إليه عن طريق الحواسّ‏ على شكل رسائل مرمّ‎زةٍ‏ على<br />

شكل نبضاتٍ‏ كھربائيّ‎ةٍ‏ تسري من خالل األعصاب الحسّ‎يّة الرّابطة ما بين أعضاء اإلحساس<br />

والدّماغ ويتّضح من خالل ذلك أنّ‏ دور أعضاء اإلحساس نقل المنبھات إلى الدّماغ دون إعطائھا<br />

أي معنى ويكمن دورھا فقط بعمليّ‎ة النّقل بينما يكون دور الدّماغ إدراك ھذه الرّسائل وإعطائھا<br />

المعنى المراد منھا.‏<br />

ويمكننا تفسير وجود صعوبات التّعلّم عند األطفال من خالل إدراكنا للدّور الكبير الذي تلعبه<br />

عمليّات اإلدراك في التّعلّم وإعطائھا المعاني المالئمة للحروف والكلمات وغيرھا.‏ فاألطفال الذين<br />

يعانون من اضطراباتٍ‏ في عمليّ‎ات اإلدراك بسبب عجزھم في تفسير وتأويل المثيرات البيئية<br />

والوصول إلى مدلوالتھا نظراً‏ لخلل الوظائف اإلدراكية لديھم فإنّه سيسبب لھم ال محالة صعوباتٍ‏<br />

في التّعلّم مما يستدعي منّا الكشف عن ھذه االضطرابات والعمل على معالجتھا من خالل برامج<br />

تربويّ‎ة فاعلة للتّخفيف من آثارھا عليھم وتسھيل مھمّ‎ة التّعلّم لديھم ويرجع االھتمام بالكشف<br />

المبكر عن اضطرابات الوظائف اإلدراكية لدى ذوي صعوبات التّعلّم الفتراضات مفادھا :<br />

أنّ‏ اإلدراك عمليّةٌ‏ معرفي ٌّة بنائيً‎ة نشطةٌ‏ وايجابي ٌّة تتوسّ‎ط بين المثيرات الحسّ‎يّة ونتائج عمليّ‎ة<br />

اإلدراك .<br />

-٢<br />

أنّ‏ اإلدراك ال يحدث مباشرةً‏ اعتماداً‏ على مدخالت الحواسّ‏ وإنّما يأتي نتيجةً‏ بنائيّ‎ةً‏ لعمليّ‎ات<br />

التّفاعل بين ھذه المثيرات وخبرات الفرد السّ‎ابقة وتوقّعاته وأحكامه الذّاتيّ‎ة والعوامل الدّافعيّ‎ة<br />

واالنفعاليّة .<br />

-٣<br />

يمكن أن تحدث بعض األخطاء في اإلدراك العتماد اإلدراك على العمليّ‎ات التّفاعليّ‎ة بين<br />

المثيرات الحسّيّة وخبرات الفرد وتوقّعاته.‏<br />

1


2<br />

-٤<br />

صورة<br />

تسبّب االضطرابات التي تتعرّض لھا الوظائف اإلدراكية صعوباتٍ‏ إدراكيّ‎ةً‏ تظھر على عدة<br />

مثل :<br />

* صعوباتٍ‏ في التّمييز بين المثيرات .<br />

* صعوباتٍ‏ في اإلغالق البصري .<br />

* صعوباتٍ‏ في اإلغالق السمعي .<br />

* بطء في اإلدراك .<br />

* صعوباتٍ‏ في تنظيم المدركات الحسّيّة<br />

) الزيات،‏ .( ١٩٩٨<br />

ويمتاز إدراكنا لألشياء بالتّغير نظراً‏ لتغيّر المسافة واإلضاءة والظروف المحيطة بالمدرك إال<br />

أنّ‏ األشياء المدركة نفسھا تحافظ على ثبات إدراكھا فاإلنسان سنبقى ندركه بنفس الحجم سواء<br />

أكان بعيداً‏ أم قريباً‏ سواء أكان محاطاً‏ بإضاءةٍ‏ أم ال والثلج سندركه مھما كانت الظّ‎روف المحيطة<br />

به ثلجاً‏ وھكذا ومردّ‏ ذلك أنّ‏ إدراكنا لألشياء يوجّ‎ه في األصل نحو األشياء ال نحو صفاتھا<br />

ومالمحھا ففي العادة عندما ننظر إلى األشياء ندركھا أوالً‏ لذاتھا ال لصفاتھا فعندما ننظر مثالً‏ إلى<br />

السّيّارة فإنّنا ندركھا أوالً‏ على أنّھا سيّارة ثم بعد ذلك ننظر إليھا من حيث حجمھا ولونھا وطولھا<br />

... إنّ‏ ھذا اإلدراك الثّابت لألشياء من حولنا ھي التي تجعلنا نتعايش مع المحيط الذي نعيش فيه .<br />

إنّ‏ ھذا الثّبات في اإلدراك ھو الذي يجعلنا ندرك األشياء بالرّغم من بعدھا أو قربھا منّ‎ا بحجمٍ‏<br />

وشكلٍ‏ ولمعانٍ‏ ولونٍ‏ ثابت ‏ٍحيث تلعب خبرة الفرد وأُلفته لألشياء دوراً‏ كبيراً‏ في ثبات حجم<br />

األشياء فمعرفتنا والفتنا بحجم الفيل بصورته الضّ‎خمة والتي تكوّنت من خالل تجاربنا اليوميّ‎ة<br />

ومشاھدتنا للفيل كوّنت لدينا صورةً‏ وحجماً‏ لھذا الفيل جعلتنا ندرك الفيل بحجمه الثّابت<br />

والمعروف لدينا مسبقاً‏ بالرّغم من المسافة التي تفصلنا عنه سواء أكانت ھذه المسافة قصيرةً‏ أم<br />

بعيدةً‏ فإدراكنا لحجمه ثابتاً‏ بحكم الخبرة التي اكتسبناھا مسبقاً‏ عنه ‏(عاقل،‏‎٠‎ ١٩٨).<br />

وكما أدركنا األحجام ثابتةً‏ بالرغم من بعدھا أو قربھا فإنّ‎ا كذلك ندرك األشكال بصورةٍ‏ ثابتةٍ‏<br />

بناءاً‏ على الفتنا التي ألفناھا عليھا من خالل خبرتنا في البيئة التي نعيش وبنفس الطّريقة كذلك<br />

ندرك اللمعان إدراكا ثابتاً‏ إال إذا تغيّ‎رت شدّة اللمعان فان إدراكنا لھما سيتغيّر بتغيّ‎ر اللمعان<br />

وندرك األلوان ثابتةً‏ نظراً‏ لأللفة التي كوًنًھا عن ھذه األلوان وسنبقى ندركھا كذلك وبصورةٍ‏ ثابتةٍ‏<br />

حتى تتغيّ‎ر الفتنا لھا وشدة لمعانھا فإذا حصل ھذا االختالف فإنّ‏ اإلدراك يتغيّ‎ر . وعليه فإ ‏ّن<br />

إدراكنا لألشياء من حيث الحجم والشّكل واللون واللمعان سيبقى ثابتاً‏ إال إذا تغيّ‎رت خبرتنا التي<br />

اكتسبناھا تغيراً‏ يؤثر على درجة إدراكنا لھا من حيث الشّ‎كل أو الحجم أو اللون أو اللمعان<br />

فالخبرة تلعب دوراً‏ كبيراً‏ في تفسيرنا وإدراكنا بصورةٍ‏ ثابتةٍ‏ لألشياء وتتأثّر عمليّ‎ة اإلدراك<br />

بنوعين من المؤثّرات : ) الوقفي،‏<br />

.(١٩٩٨


العوامل المؤثرة في الإدراك<br />

أولاً:‏ المؤثرات الخارجيّة<br />

External Conditions<br />

وھي مؤثرات ذات عالقةٍ‏ مباشرةٍ‏ بالشّ‎يء المدرك وھذه العوامل تتضمّن شكله ولونه<br />

وصورته ورائحته ... فعندما ننظر إلى الصّورة مثالً‏ فإنّا ال نراھا وحدھا بل نراھا ضمن محيط<br />

يحيط بھا يسمّى الخلفيّ‎ة والتي تعمل على إبراز الصّ‎ورة فعندما ننظر إلى الكلمة المكتوبة فإنّ‎ا<br />

نرى صورة الكلمة في إطار خلفيّ‎ةٍ‏ بيضاء تحيط بھذه الكلمة مما يجعلھا األكثر وضوحاً‏ لذلك<br />

يتأثّر إدراكنا للصّورة فقد ندركھا إدراكاً‏ خاطئاً‏ إذا كانت ضمن خلفيّ‎ةٍ‏ يصعب معھا الفصل بينھا<br />

وبين الصّورة فالصّورة اصغر من الخلفيّة وھي األكثر تحديداً‏ وانتظاماً‏ واألكثر داللةً‏ وتقدم شكال<br />

مألوفاً‏ ومما يساعد على إدراكنا السّليم لھذه الصّورة الحوّاف إضافة إلى الخلفيّة التي وجدت فيھا<br />

حوافّ‏ ھذه الصّورة فالحوافّ‏ التي تحيط بالصّ‎ورة ھي التي تجعلھا أكثر وضوحاً‏ أمام المشاھد<br />

مّما يعطيھا اإلدراك السّ‎ليم . في حين لو اختلطت حوافّ‏ الصّ‎ورة بالصّ‎ورة لتشوّشت الصّ‎ورة<br />

وألصبحت أصعب إدراكا علينا مما يشوّش صورة المدرك . ومن بين العوامل الخارجيّ‎ة التي<br />

تؤثر على عمليّ‎ة اإلدراك كذلك تجمع الصّ‎ورة وتقاربھا أو تجاورھا فنحن في الحياة ال ندرك<br />

صورةً‏ واحدةً‏ بخلفيّةٍ‏ واحدةٍ‏ بل ندرك عدداً‏ كبيراً‏ من الصّور بخلفيّ‎ةٍ‏ واحدةٍ‏ مما يؤثر على عمليّ‎ة<br />

اإلدراك فكلما تجمعت الصّورة وتقاربت أدركت على أنّھا صورةً‏ واحدةً‏ في حين إذا ابتعدت ھذه<br />

الصّور عن بعضھا فإنّھا تدرك كل واحدةٍ‏ وحدھا وكذلك إذا تشاركت الصّور المدركة في االتجاه<br />

فإنّا ندركھا مجموعةً‏ واحدةً‏ بينما إذا اختلفت في االتجاه فإنّا ندركھا مستقلةً‏ .<br />

وتلعب قدرة الفرد على إغالق األشكال دوراً‏ ھامّ‎اً‏ في إدراك ھذه األشياء عندما تعطى إليه<br />

بصورةٍ‏ غير كاملةٍ‏ فلو قدّم له رسماً‏ لصورة حيوان على شكل نقاط وعليه إكمال ھذا الشّ‎كل من<br />

خالل وصل النّقاط معاً‏ فإنّ‏ إدراك الفرد لھذه الصّ‎ورة سيتأثر فقد يكون إدراكاً‏ صحيحاً‏ أو<br />

مخطوءاً‏ ويعتمد ھذا على مقدار خبرة الفرد التي تجعل إمكانيّة إدراك الفراغات إدراكاً‏ سليماً‏ من<br />

خالل إكمال صورتھا اعتماداً‏ على خبراته المتراكمة التي بناھا.‏<br />

ثانياً:‏ العوامل الذّاتيّة<br />

Self Conditions<br />

وتعتمد ھذه العوامل على ذات الفرد التي تتأثّر بعدّة عوامل فإدراك الفرد لألشياء إدراكاً‏ سليماً‏<br />

يتأثّر بالخبرة الفرديّ‎ة فقدرة اإلنسان على إدراك األشياء المألوفة بصورةٍ‏ سليمةٍ‏ أكثر دقّ‎ةً‏ من<br />

إدراكه لألشياء اعتماداً‏ على المشاھدة األولى أو ما تناقله من اآلخرين.‏<br />

3


كما تلعب حاجات الفرد الفيزيولوجيّة دورھا اآلخر في إدراك األشياء فإدراك الجائع لبعض<br />

المثيرات والتي يراھا ألول مرّةٍ‏ على أنّھا طعام إدراكاً‏ خاطئاً‏ تتأثّر بعوامل الجوع أو العطش التي<br />

يعيشھا بينما األشياء المألوفة لديه يدركھا إدراكاً‏ صحيحاً‏ .<br />

كما يتأثّر إدراك الفرد لألشياء بالتّوقّعات والّتقديرات في اإلدراك فقد يخطئ الفرد في تقدير<br />

شيء ما نظراً‏ لنقص الخبرة في ھذا الجانب وما يمكن قوله ھنا أنّنا عند قراءتنا للكلمات فإنّنا ال<br />

نقرأ ھا في الغالب حرفاً‏ حرفاً‏ وإنّما نقرأھا بناءاً‏ على السّ‎ياق الذي وردت فيه والخبرة اللغويّ‎ة<br />

والمعنى المراد فيتأثّر توقّعنا في قراءة الكلمة أحياناً‏ مما يدفعنا إلى العودة إلى سياق الكالم لمعرفة<br />

قراءة الكلمة والمعنى المراد منھا .<br />

ويتأثّر إدراك الفرد للكلمات كذلك وفقاً‏ لحالته النّفسيّة التي يمرّ‏ بھا فقد يقرأ المريض الكلمات<br />

بطريقةٍ‏ مخطوءةٍ‏ مثل قراءة دار-‏ دواء-‏ شراب-‏ شفاء-‏ طيب-‏ طبيب وعليه فاإلدراك عمليّ‎ةٌ‏<br />

مھمةٌ‏ تتأثّر بخبرة الفرد وحاجاته وتوقّعاته وحالته النّفسيّة بما ينعكس سلباً‏ أو إيجاباً‏ على العمليّ‎ة<br />

اإلدراكيّة عند الفرد ) الوقفي،‏ ١٩٩٨<br />

.(<br />

أنواع صعوبات الإدراك Perception Disabilities Types<br />

اإلدراك وكما عرفنا سابقاً‏ عمليّة تنظيم وتحليل للمثيرات الحسّيّة القادمة للدّماغ عن طريق<br />

الحواسّ‏ وتفسيرھا وإعطائھا المعنى المناسب وردة الفعل المالئمة كذلك والتي يبدأ تطورھا في<br />

العادة في مرحلةٍ‏ مبكّ‎رةٍ‏ من عمر اإلنسان ثم تنمو وتتطوّر بتطوّره ويرتبط بھا عمليّ‎ات الفھم<br />

والتّفكير واللغة وأنّ‏ أيّ‏ تشوّشٍ‏ يحدث لإلدراك يؤثّر سلباًّ‏ على عمليّ‎ات الفھم والتّفكير واللغة<br />

والتّعلّم المرتبطة بھا.‏<br />

إنّ‏ ما تتعرّض له عمليّ‎ات اإلدراك من اضطراباتٍ‏ والتي قد تعود إلى اضطراباتٍ‏ عصبيّةٍ‏<br />

تشوّش بدورھا استيعاب وتحليل المعلومات الواصلة إلى الدّماغ عن طريق الحواسّ‏ والتي تنعكس<br />

سلباً‏ على عمليّات تخزين واسترجاع المعلومات مما يعيق عمليّ‎ات التّعلّم لعدم قدرة الطّفل على<br />

الوصول إلى المستوى التّحضيري المناسب للتّعلّم مما يستدعي منّ‎ا الكشف عنھا والتّعرف إليھا<br />

ووضع الخطط والبرامج العالجيّة المناسبة للتّغلب عليھا .<br />

وتختلف الصّعوبات اإلدراكية عند أطفال صعوبات التّعلّم من شخص ٍ إلى آخر كل ٌّ حسب<br />

االضطراب الذي يعانيه ، إال أنّه على العموم يمكن تحديد عددٍ‏ من أنماط الصّ‎عوبات اإلدراكيّ‎ة<br />

التي يمكن أن تبرز لدى أطفال صعوبات التّعلّم والتي يمكن تصنيفھا بما يلي :<br />

4


أوال:‏ صعوبات عمليّة التّجھيز والمعالجة<br />

أشارت الدّراسات التي أجريت في ھذا المجال أنّ‏ أطفال صعوبات التّعلّم يظھرون انخفاضاً‏<br />

في قدراتھم على تحمّل استقبال المثيرات العديدة من خالل أنظمةٍ‏ إدراكيّةٍ‏ مختلفةٍ‏ في نفس الوقت<br />

كما يصعب عليھم إحداث تكاملٍ‏ بين مدخالت ھذه الوسائط أو النّظم فيصبح نظامھم اإلدراكي<br />

مثقالً‏ وعاجزاً‏ عن القيام بالعمليّ‎ات التّجھيزيّ‎ة والمعالجة الفاعلة أو الكفاءة والقدرة المالئمة<br />

لمعالجة المعلومات والذي ينتج بطئا في النّظم اإلدراكيّ‎ة وفقدان أو ضياع الكثير من المعلومات<br />

سريعاً‏ أو بمعنى آخر ال يتناسب ومعدل عمليً‎ات التّجھيز لدى الفرد والذي وصفه كيرك<br />

بصعوبات سرعة اإلدراك<br />

. ( Kirk, 1984)<br />

-١<br />

وتبدو أعراض صعوبات عمليّات التّجھيز والمعالجة عند ھؤالء األطفال على صورة:‏<br />

تشوّش وتداخل في المعلومات .<br />

٢- ضعفٍ‏ واضحٍ‏ في القدرة على استرجاع المعلومات .<br />

-٣<br />

-٤<br />

تراجع في اإلدراك المعرفي .<br />

رفض أداء المھام .<br />

٥- ضعفٍ‏ أو انخفاضٍ‏ في االنتباه.‏<br />

-٦<br />

نوباتٍ‏ مزاجيّةٍ‏ من الغضب الحاد ) الزيات،‏<br />

. (١٩٩٨<br />

ثانيا:‏ صعوبات اإلدراك السّ‏ معي:‏<br />

يعرف اإلدراك السّمعي على أنّ‎ه قدرة الفرد على التّعرّف إلى ما يسمع وتفسيره واإلدراك<br />

السّ‎معي غير السّ‎مع فالسّ‎مع قدرة الفرد على نقل األصوات التي يسمعھا على شكل إشاراتٍ‏<br />

عصبيّةٍ‏ إلى الدّماغ من خالل أعضاء الحس أو األجھزة السّ‎معيّة وھي وظيفةٌ‏ ميكانيكيّ‎ة بينما<br />

اإلدراك السّمعي ھو تفسير ھذه اإلشارات العصبيّة وإعطائھا معانيھا ودالالتھا.‏<br />

وعليه يعد اإلدراك السّ‎معي وسيطاً‏ إدراكيا ھامّ‎اً‏ للتّعلّم ولقد أشارت عدّة دراساتٍ‏ في ھذا<br />

المجال إلى أنّ‏ العديد من ذوي صعوبات القراءة يعانون في األصل من صعوباتٍ‏ سمعيّةٍ‏ إدراكيّ‎ةٍ‏<br />

وتبدأ مھارات اإلدراك السّ‎معي في العادة بالنمو عند األطفال منذ الطّفولة المبكّ‎رة وتشتمل<br />

مھارات اإلدراك السّ‎معي على المھاراتٍ‏ الفرعيّ‎ةٍ‏ التالية والتي تتكامل معاً‏ لتكوّن في النّھاية<br />

إدراكاً‏ سمعياً‏ لالحساسات التي يستقبلھا اإلنسان :<br />

phonological awareness<br />

-١<br />

مهارة الوعي الصوتي<br />

تعدّ‏ مھارة الوعي الصّوتي مھارةً‏ معرفيّةٌ‏ تعني أنّ‏ الكلمات التي نسمعھا تتكوّن من أصواتٍ‏<br />

مختلفةٍ‏ كصوت الحروف والمقاطع لتكون صوتاً‏ واحداً‏ ھو الكلمة والجملة وأنّ‏ لكلّ‏ حرفٍ‏ أو<br />

5


-٢<br />

-١<br />

مقطعٍ‏ من حروف ومقاطع اللغة صوتاً‏ خاصّاً‏ يميّزه عن غيره و عند جمع ھذه األصوات تتشكّل<br />

عندنا الكلمات والجمل والنّصوص .<br />

إنّ‏ معرفة األطفال لتراكيب اللغة والطّريقة التي تجمع بھا أصوات الكلمة لتكوّن كلمةً‏ ذات<br />

داللةٍ‏ ثم ترتيب ھذه الكلمات معاً‏ لتكوّن جمالً‏ ذات داللة ‏ٍھي التي تسھّل أمام الطّالب مھمّ‎ة القراءة<br />

الصحيحة والمعنى المراد من ھذه القراءة ولذلك فإنّ‏ مشكلة األطفال الذين يعانون من اضطراباتٍ‏<br />

أو عجزٍ‏ في القراءة إنّما تكمن في افتقارھم إلى مھارات اإلدراك والوعي لھذه األصوات<br />

والتّراكيب اللغوية التي تتكوّن منھا مھارات القراءة ألنّھم غير قادرين على نطق الكلمات بصورةٍ‏<br />

صحيحةٍ‏ عند قراءتھا مما يفقدھا المعنى المراد منھا.‏<br />

ولقد أشارت الدّراسات والبحوث التي أجريت في ھذا المجال إلى إمكانيّ‎ة إكساب األطفال<br />

لھذه المھارات من خالل أساليب التّ‎دريس التي يمكن تنميتھا مما ينعكس إيجاباً‏ على التّحصيل<br />

القرائي عند األطفال .<br />

مهارة التّمييز السّمعي Auditory Discrimination<br />

وھي قدرة الفرد على التّمييز والتّفريق ما بين األصوات والحروف المنطوقة وتحديد الكلمات<br />

المتماثلة والمختلفة وھي على خالف السّمع كذلك فالسّمع كما اشرنا وظيفةٌ‏ فيزيائيّ‎ة بينما التّمييز<br />

السّمعي وظيفةٌ‏ معرفيّةٌ‏ .<br />

ويعد التّمييز السّ‎معي من المھارات الضّ‎روريّة لتعليم األطفال البناء الصّ‎وتي للغة الشّ‎فھيّة<br />

فالتّمييز ما بين أصوات الحروف المتشابھة والمقاطع والكلمات يساھم في فھم اللغة الشّ‎فھيّة<br />

والتّعبير عن الّنفس وصوالً‏ إلى سھولة تعلم القراءة والتّھجئة بطريقةٍ‏ صحيحةٍ‏ وسليمةٍ‏ في الوقت<br />

الذي يصعب فيه على أطفال صعوبات التّعلّم الوصول إلى ذلك نظراً‏ لفشلھم في الّتمييز ما بين<br />

أصوات الحروف والمقاطع الصّ‎وتيّة والكلمات المتشابھة والمختلفة فإدراكھم ألصوات اللغة<br />

يكون بطريقةٍ‏ مختلفةٍ‏ تماماً‏ عمّا يدركه الطّفل العادي مما يؤدي إلى الفھم الخاطئ لھذه األصوات<br />

وتظھر الصّعوبات اإلدراكية ھنا لديھم على شكل صعوبةٍ‏ في:‏<br />

التّمييز بين الكلمات المتشابھة والمختلفة .<br />

٢- صعوبات في إخراج نبراتٍ‏ صوتيّةٍ‏ مختلفةٍ‏ .<br />

٣- صعوبة دمج األصوات الكالميّة لتكوّن كلماتٍ‏ وجمل .<br />

٤- صعوبةٌ‏ في الفھم العام لمعاني األصوات ) الزيات،‏<br />

.( ١٩٩٨<br />

6


– ٣<br />

مهارة المزج السّمعي للأصوات<br />

وھي قدرة الطّفل على خلط صوت يتألف من صوتٍ‏ واحدٍ‏ مع أصواتٍ‏ أخرى ليكوّن من<br />

خاللھا كلمةً‏ ذات معنى وتعد ھذه المھارة من المھارات الھامّ‎ة في تعليم القراءة والكتابة عند<br />

األطفال وأنّ‏ أي اضطراباتٍ‏ فيھا ينعكس سلباً‏ على عمليّ‎ة تعلّ‎م القراءة بالطريقة الصّ‎حيحة<br />

فاألطفال ذوو صعوبات التّعلّم والذين يفتقرون لمثل ھذه المھارة يصعب عليھم القيام بعمليّ‎ات<br />

اإلغالق السّمعي بمعنى جمع مقاطع الكلمات صوتياً‏ ونطقھا من خالل إكمال المقاطع النّاقصة<br />

فيھا .<br />

ثالثا : صعوبات اإلدراك البصري<br />

ويكمن دور اإلدراك البصري في تأويل وتفسير المثيرات البصريّة الدّاخلة إلى الدّماغ من<br />

خالل حاسّة البصر شأنه في ذلك شأن اإلدراك السّ‎معي حيث تكمن وظيفة اإلدراك البصري في<br />

إدراك التّشابه واالختالف بين المثيرات من حيث اللون والشّ‎كل والحجم والوضع والصورة<br />

والوضوح والعمق والكثافة ... والتي تعتمد على المعرفة السّابقة للفرد والمختزنة لديه من خالل<br />

التّجارب المعرفيّة السّابقة والتي تسھّل عليه إمكانيّة اإلدراك بيسر وسھولة .<br />

وتحتاج عملية القراءة والكتابة عند األطفال إلى قدرةٍ‏ إدراكيّ‎ة ٍ جيّ‎دة ٍ في التّعرف إلى أشكال<br />

الحروف الھجائيّ‎ة والتّفريق فيما بينھا وإعطائھا دالالتھا لمجرد مالحظتھا والتي تسھّل أمامه<br />

سرعة التّعرف إلى الكلمات وقراءتھا.‏<br />

وتلعب اضطرابات اإلدراك البصري دوراً‏ بارزاً‏ في تكوين صعوبات التّعلّم عند الطّلبة<br />

الذين يعانون من اضطراباتٍ‏ في اإلدراك البصري نتيجة عجزھم عن تفسير وتأويل المثيرات<br />

البصرية التي تمّ‏ استقبالھا عن طريق حاسّ‎ة البصر وإعطائھا مدلوالتھا الصّ‎حيحة المتعارف<br />

عليھا ونظرا ‏ًلحدوث تشويش لدى ھؤالء الطّلبة عند استقبالھم للمثيرات البصريّة مع مثيراتٍ‏<br />

مستقبلةٍ‏ من أداة حسّ‎يةٍ‏ أخرى ففي العادة يبدو على مثل ھؤالء األطفال انخفاضٌ‏ واضح ٌ في<br />

قدراتھم على تحمل مثل ھذه التداخالت أو التشويشات كونه يصعب عليھم استقبال المثيرات عبر<br />

أدواتٍ‏ إدراكيّةٍ‏ مختلفةٍ‏<br />

. (cutlatta ,2003)<br />

كما يصعب عليھم كذلك إحداث تكاملٍ‏ بين مدخالت األدوات اإلدراكيّ‎ة مما يجعل نظامھم<br />

اإلدراكي عاجزاً‏ عن القيام بعمليّ‎ات التّجھيز والمعالجة بكفاءة مناسبة والذي ينتج عنه بطءٌ‏ في<br />

النّظام اإلدراكي مما يتسبّب في فقد وضياع الكثير من المعلومات<br />

. (Lerner, 1985)<br />

إنّ‏ االضطرابات اإلدراكيّ‎ة البصريّة التي يعانيھا الطّلبة ذوو صعوبات التّعلّم تجعلھم ال<br />

يحسنون فھم ما يرون من صور الحروف والكلمات وإعطائھا مدلوالتھا ليس لضعفٍ‏ في قدراتھم<br />

7


اإلبصاريّة وإنّما لضعف الطّريقة التي تعالج بھا أدمغتھم تلك المثيرات والتي قد تقودھم إلى<br />

مواجھة صعوباتٍ‏ في التّعرّف أو تنظيم أو تفسير أو تذكّر الصّ‎ور البصريّة وتسلسلھا في الكلمة<br />

الواحدة أو السّ‎طر الواحد مما يتسبّب في تدنّي قدرتھم على فھم الرّموز الكتابيّ‎ة والصّ‎وريّة<br />

للحروف والكلمات واألعداد والرّسوم البيانيّة والمخطّطات والخرائط .<br />

أنواع صعوبات الإدراك البصري<br />

يعاني طلبة صعوبات التّعلّم واحدةً‏ أو أكثر من صعوبات اإلدراك البصري التالية :<br />

١- صعوبة التّمييز البصري<br />

Visual Discrimination<br />

ويقصد بالتّمييز البصري قدرة الطّفل على التّفريق بين الشّ‎كل المرئي وآخر كالتّمييز ما بين<br />

الصّورة وخلفيتھا أو التّمييز ما بين صورة رجل بستة أصابع ليديه وآخرون بأصابع كاملة أو<br />

إدراك أوجه الشّبه واالختالف بين الصّور من حيث الطّول والعرض واللون والشّ‎كل والمساحات<br />

... وعليھا يقاس في الجانب القرائي القدرة على التّفريق ما بين الحروف الھجائيّ‎ة للكلمة مثل<br />

التّفريق ما بين(‏ ت ب ن ( أو يفرّق ما بين األعداد )<br />

.. " ٥١ -١٥" ، "٦-٢ "<br />

( . الخ<br />

وتعدّ‏ ھذه القدرة ضروريّةً‏ لتعلّم الفرد القراءة والكتابة والحساب والرّسم والتي عادةً‏ ترتبط<br />

بسرعة اإلدراك وإدراك التّفاصيل الدّقيقة والتي يمكن الكشف عنھا من خالل اختبارات ٍ متعدّدةٍ‏<br />

من بينھا مثالً‏ عيّن حرف ‏(ج)‏ من بين الحروف التي بين يديك أو أشر إلى حرف ‏(ج)‏ فيما يلي<br />

أو استخرج حرف ال ‏(ج)‏ من بين الحروف التي بين يديك ...... .<br />

٢- صعوبة الإغلاق البصري Visual Closure<br />

وھو مفھومٌ‏ يشير إلى قدرة الطّفل في التّعرّف إلى األشياء الكليّ‎ة من خالل رؤية جزءٍ‏ منه<br />

‏(معرفة الكلّ‏ من خالل األجزاء ( كأن يقرأ الطّالب كلمةً‏ بعد إخفاء جزءٍ‏ من ھذه الكلمة من خالل<br />

تلميحات الكلمة في السّياق الذي تقع فيه أو قراءة جملةٍ‏ بعد حذف كلمةٍ‏ منھا.‏<br />

وعادةً‏ ما يفتقر أطفال صعوبات التّعلّم ممن يعانون من اضطراباتٍ‏ في اإلدراك والوظائف<br />

اإلدراكيّة إلى ھذه القدرة سواء أكانت في اإلغالق السّمعي أم كانت في اإلغالق البصري ونظراً‏<br />

لصعوبة تركيزھم لالنتباه على الشكل أو الجملة أو الكلمة فيبدو لھم الشّكل وكأنّه الصّ‎ورة النّھائيّ‎ة<br />

مما يعيق من عمليّة اإلغالق لديھم ) .(Lerner,1985<br />

8


٣- صعوبة إدراك العلاقات المكانيّة Spatial Relations<br />

يتطلّب إدراك العالقات المكانيّة إدراك الطّفل في القراءة مثال عالقة الحروف مع أمكنتھا في<br />

المكان الذي وجدت فيه وفق حجمٍ‏ وشكلٍ‏ ومساحةٍ‏ محدّدة حيث يؤثر بعد المسافة أو اقترابھا بين<br />

الرّموز الكتابيّ‎ة على إدراكھم الصّ‎حيح لھذه الكلمات مما ينعكس سلباً‏ على القراءة والكتابة<br />

والحساب ويرتبط كذلك بھذه المھارات القدرة على إدراك الخرائط والرّسوم البيانيّ‎ة واللوحات<br />

الھندسيّة والكتابة باستقامة على السطر.‏<br />

ولقد أشارت الدّراسات التي أجريت في ھذا الجانب إلى وجود فروق ٍ ذات داللةٍ‏ بين األطفال<br />

ذوي االضطرابات اإلدراكيّة البصريّة والطّلبة العاديين لصالح األطفال العاديين والتي برزت من<br />

خالل درجات التّحصيل القرائي ) الزّيات،‏ ١٩٩٨<br />

٤- صعوبةٌ‏ تمييز الصّورة وخلفيّتها<br />

. (<br />

وھي عدم قدرة الفرد على الفصل ما بين الصّ‎ورة أو الشّ‎كل من األرضيّة التي وجد عليھا<br />

وھي الخلفيّة المحيطة به كالّتفريق ما بين الجملة أو الكلمة المكتوبة واألرضيّة التي كتبت عليھا<br />

وما يحيط بھا ويردّ‏ ذلك إلى انشغال الطّ◌ّ‏ فل بمثيرٍ‏ آخر غير المثير المستھدف ‏(الكلمة أو الجملة (<br />

وھو الھدف الذي وجّ‎ه نحوه اإلدراك فيتشتّت انتباھه ويتذبذب إدراكه فيخطئ في مدركاته<br />

البصريّة ) الزيات،‏ ( ١٩٩٨ .<br />

٥- صعوبة سرعة الإدراك البصري<br />

وھي تلك المدة الزّمنيّة المطلوبة حتى تتم عمليّ‎ة االستجابة من قبل الفرد للمثيرات الحسيّة<br />

البصريّة والتّعرف إليھا وإعطائھا معانيھا ودالالتھا فيحتاج عادةً‏ أطفال صعوبات سرعة اإلدراك<br />

البصري إلى وقتٍ‏ أطول في عمليّ‎ة تحليل ومعالجة المعلومات البصريّة التي يشاھدونھا مثل<br />

الكلمات واألرقام واألشكال والصّور مما ينعكس سلباً‏ على تعلّمھم القراءة والكتابة والحساب . إنّ‏<br />

سرعة اإلدراك ھي التي تمكّ‎ن الفرد من القراءة الصّ‎حيحة والكتابة السّ‎ليمة وتعلّ‎م الرّياضيّات<br />

بيسرٍ‏ وسھولةٍ‏ مما يزيد من فاعليّة التّعلّم ) السّرطاوي والسّرطاوي،‏ ١٩٨٨<br />

٧- صعوبة التآزر البصري – الحركي<br />

.(<br />

تلك المھارة التي تتآزر فيھا العين مع حركة اليد عند التّعامل مع األشياء وخاصّةً‏ في مجاالت<br />

النّسخ والكتابة والثّبات على السّطر ومسك األشياء وقذفھا حيث يعاني األطفال ذوو اضطرابات<br />

التآزر الحركي من عدم القدرة على القيام بمثل ھذه األنشطة.‏<br />

9


رابعا : صعوبات الإدراك الحركي<br />

ال يقل إدراك الفرد للحركة أھميّ‎ةً‏ عن إدراكه البصري لصور األشياء وإدراكه السّ‎معي<br />

ألصواتھا حيث تؤثّر ھذه المھارة على ذات الفرد جرّاء األحكام التي يصدرھا على مھاراته<br />

الحركيّة ومدى قدرته على إحداث توافقٍ‏ وتكاملٍ‏ بين الحركة وإدراكاته لھذه الحركة ويبدو اثر<br />

اضطرابات اإلدراك الحركي واضحاً‏ عند قيام الفرد بأنشطةٍ‏ تعتمد في تنفيذھا على توافق اإلدراك<br />

الحركي مثل اإلدراك البصري الحركي والسّ‎معي الحركي واإلدراك السّ‎معي البصري الحركي<br />

واألنشطة التي تتطلّب من الفرد توافقاً‏ بين مختلف األنظمة اإلدراكيّة الكليّة والتي يمكن توضيحھا<br />

على النحو التالي:‏<br />

أ-‏ صعوبات التّوافق الإدراكي البصري الحركي<br />

إنّ‏ األطفال الذين يعانون من اضطراباتٍ‏ في اإلدراك المكاني البصري يخفقون في العادة<br />

بصورةٍ‏ ملموسةٍ‏ في أداء األنشطة التي تتطلّب منھم إدراكاً‏ حركيّ‎اً‏ ويكون معدل نموّھم اإلدراكي<br />

بطيئاً‏ مقارنةً‏ بأقرانھم من األطفال العاديّين مما ينعكس سلباً‏ على العديد من المھارات األكاديميّ‎ة<br />

مثل القراءة والكتابة والحساب إضافة إلى صعوبات ٍ في األنشطة الحركيّ‎ة مثل الوثب والركل<br />

والمسك والرّسم والتي قد تعود إلى خلل ‏ٍفي الجھاز العصبي المركزي لديھم .<br />

ب-‏ صعوبات التّوافق الإدراكي السّمعي الحركي<br />

تتطلّ‎ب بعض األنشطة من الطّفل القيام بعددٍ‏ من المھارات الحركيّ‎ة مثل القفز والرّكل<br />

والتّنقل من اليمين إلى الشّمال ومن الشّمال إلى اليمين .... والتي تلقى في العادة عليه سمعياً‏ لذلك<br />

يتطلّب من الطّفل موافقة إدراكه السّمعي والحركي كي يتمكّن من القيام بالمھارات الحركيّ‎ة على<br />

نحوٍ‏ صحيح ٍ .<br />

ج-‏ صعوبات التّوافق في الإدراك السّمعي البصري الحركي<br />

ھناك العديد من األنشطة التي تحتاج في تنفيذھا إجراء توافق ٍ بين القدرات اإلدراكيّة السّ‎معيّة<br />

والبصريّة والحركيّة بصورة ‏ٍتكامليّةٍ‏ بين ھذه القدرات اإلدراكيّة مثل تتبّع خريطة الوطن العربي<br />

ثم تتبّع منابع ومصبّ‏ األنھار التي تجري به.‏ إنّ‏ مثل ھذا النّشاط يتطلّ‎ب من الطّفل توافقا في<br />

قدراته اإلدراكيّة السّمعيّة والبصريّة والحركيّة معا كي يتمكّن من تحقيق ما ھو مطلوبٌ‏ منه .<br />

د-‏ صعوبات التّوافق بين مختلف الأنظمة الإدراكيّة<br />

من المعلوم أنّ‏ النّموّ‏ المعرفيّ‏ واألداء عليه يعتمد بصورة ‏ٍعامّةٍ‏ على سالمة وكفاءة الوظائف<br />

اإلدراكيّة عموماً‏ وعلى مدى تكاملھا الوظيفي فيما بينھا من ناحيةٍ‏ أخرى فقد أشارت الدّراسات<br />

10


والبحوث إلى أنّ‏ أكثر االضطرابات تأثيراً‏ على الطّلبة ذوي صعوبات التّعلّم ھي االضطرابات<br />

اإلدراكيّة فضعف فاعليّتھا وتكاملھا الوظيفي فيما بينھا على اختالف القنوات الحسّ‎يّة اإلدراكيّ‎ة<br />

ينعكس سلباً‏ على األداء التّعليمي عند ھؤالء األطفال بينما تزداد كفاءة العمليّ‎ة التّعلميّ‎ة بزيادة<br />

كفاءة الوظائف اإلدراكيّة وتكاملھا فيما بينھا.‏<br />

11

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!