perception
perception
perception
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
- صعوبات الإدراك Perceptional Disabilities<br />
اإلدراك عمليّةٌ طويلةٌ ومعقدةٌ تقوم بتأويل االحساسات القادمة إلى الدّماغ عن طريق الحواسّ<br />
وإعطائھا معنى والتي يجري الجزء األكبر منھا بصورةٍ آليّة ودون وعيٍ أو شعورٍ بھا لكنّھا في<br />
بعض األحيان تحتاج إلى تركيز االنتباه وبذل الجھد والتّنظيم العقلي وعلى الرّغم من اعتمادھا<br />
على الحواس في استقصاء المعلومات إال أنّھا تختلف عنھا فاإلحساس<br />
Sensation<br />
عمليّة<br />
استقبال المعلومات أو المنبّھات (المثيرات ( والتي تقع على إحدى قنوات اإلحساس مثل السّمع<br />
والبصر واللمس والحركة والشّم والذّوق ونقلھا إلى الدّماغ ليعمل على معالجتھا وتحليلھا<br />
وتفسيرھا وإعطائھا المعنى المراد منھا في حين ، فاإلدراك<br />
<strong>perception</strong><br />
-١<br />
عمليّة التّرجمة التي<br />
يقوم بھا الدّماغ للمحسوسات التي نقلت إليه عن طريق الحواسّ على شكل رسائل مرمّزةٍ على<br />
شكل نبضاتٍ كھربائيّةٍ تسري من خالل األعصاب الحسّيّة الرّابطة ما بين أعضاء اإلحساس<br />
والدّماغ ويتّضح من خالل ذلك أنّ دور أعضاء اإلحساس نقل المنبھات إلى الدّماغ دون إعطائھا<br />
أي معنى ويكمن دورھا فقط بعمليّة النّقل بينما يكون دور الدّماغ إدراك ھذه الرّسائل وإعطائھا<br />
المعنى المراد منھا.<br />
ويمكننا تفسير وجود صعوبات التّعلّم عند األطفال من خالل إدراكنا للدّور الكبير الذي تلعبه<br />
عمليّات اإلدراك في التّعلّم وإعطائھا المعاني المالئمة للحروف والكلمات وغيرھا. فاألطفال الذين<br />
يعانون من اضطراباتٍ في عمليّات اإلدراك بسبب عجزھم في تفسير وتأويل المثيرات البيئية<br />
والوصول إلى مدلوالتھا نظراً لخلل الوظائف اإلدراكية لديھم فإنّه سيسبب لھم ال محالة صعوباتٍ<br />
في التّعلّم مما يستدعي منّا الكشف عن ھذه االضطرابات والعمل على معالجتھا من خالل برامج<br />
تربويّة فاعلة للتّخفيف من آثارھا عليھم وتسھيل مھمّة التّعلّم لديھم ويرجع االھتمام بالكشف<br />
المبكر عن اضطرابات الوظائف اإلدراكية لدى ذوي صعوبات التّعلّم الفتراضات مفادھا :<br />
أنّ اإلدراك عمليّةٌ معرفي ٌّة بنائيًة نشطةٌ وايجابي ٌّة تتوسّط بين المثيرات الحسّيّة ونتائج عمليّة<br />
اإلدراك .<br />
-٢<br />
أنّ اإلدراك ال يحدث مباشرةً اعتماداً على مدخالت الحواسّ وإنّما يأتي نتيجةً بنائيّةً لعمليّات<br />
التّفاعل بين ھذه المثيرات وخبرات الفرد السّابقة وتوقّعاته وأحكامه الذّاتيّة والعوامل الدّافعيّة<br />
واالنفعاليّة .<br />
-٣<br />
يمكن أن تحدث بعض األخطاء في اإلدراك العتماد اإلدراك على العمليّات التّفاعليّة بين<br />
المثيرات الحسّيّة وخبرات الفرد وتوقّعاته.<br />
1
2<br />
-٤<br />
صورة<br />
تسبّب االضطرابات التي تتعرّض لھا الوظائف اإلدراكية صعوباتٍ إدراكيّةً تظھر على عدة<br />
مثل :<br />
* صعوباتٍ في التّمييز بين المثيرات .<br />
* صعوباتٍ في اإلغالق البصري .<br />
* صعوباتٍ في اإلغالق السمعي .<br />
* بطء في اإلدراك .<br />
* صعوباتٍ في تنظيم المدركات الحسّيّة<br />
) الزيات، .( ١٩٩٨<br />
ويمتاز إدراكنا لألشياء بالتّغير نظراً لتغيّر المسافة واإلضاءة والظروف المحيطة بالمدرك إال<br />
أنّ األشياء المدركة نفسھا تحافظ على ثبات إدراكھا فاإلنسان سنبقى ندركه بنفس الحجم سواء<br />
أكان بعيداً أم قريباً سواء أكان محاطاً بإضاءةٍ أم ال والثلج سندركه مھما كانت الظّروف المحيطة<br />
به ثلجاً وھكذا ومردّ ذلك أنّ إدراكنا لألشياء يوجّه في األصل نحو األشياء ال نحو صفاتھا<br />
ومالمحھا ففي العادة عندما ننظر إلى األشياء ندركھا أوالً لذاتھا ال لصفاتھا فعندما ننظر مثالً إلى<br />
السّيّارة فإنّنا ندركھا أوالً على أنّھا سيّارة ثم بعد ذلك ننظر إليھا من حيث حجمھا ولونھا وطولھا<br />
... إنّ ھذا اإلدراك الثّابت لألشياء من حولنا ھي التي تجعلنا نتعايش مع المحيط الذي نعيش فيه .<br />
إنّ ھذا الثّبات في اإلدراك ھو الذي يجعلنا ندرك األشياء بالرّغم من بعدھا أو قربھا منّا بحجمٍ<br />
وشكلٍ ولمعانٍ ولونٍ ثابت ٍحيث تلعب خبرة الفرد وأُلفته لألشياء دوراً كبيراً في ثبات حجم<br />
األشياء فمعرفتنا والفتنا بحجم الفيل بصورته الضّخمة والتي تكوّنت من خالل تجاربنا اليوميّة<br />
ومشاھدتنا للفيل كوّنت لدينا صورةً وحجماً لھذا الفيل جعلتنا ندرك الفيل بحجمه الثّابت<br />
والمعروف لدينا مسبقاً بالرّغم من المسافة التي تفصلنا عنه سواء أكانت ھذه المسافة قصيرةً أم<br />
بعيدةً فإدراكنا لحجمه ثابتاً بحكم الخبرة التي اكتسبناھا مسبقاً عنه (عاقل،٠ ١٩٨).<br />
وكما أدركنا األحجام ثابتةً بالرغم من بعدھا أو قربھا فإنّا كذلك ندرك األشكال بصورةٍ ثابتةٍ<br />
بناءاً على الفتنا التي ألفناھا عليھا من خالل خبرتنا في البيئة التي نعيش وبنفس الطّريقة كذلك<br />
ندرك اللمعان إدراكا ثابتاً إال إذا تغيّرت شدّة اللمعان فان إدراكنا لھما سيتغيّر بتغيّر اللمعان<br />
وندرك األلوان ثابتةً نظراً لأللفة التي كوًنًھا عن ھذه األلوان وسنبقى ندركھا كذلك وبصورةٍ ثابتةٍ<br />
حتى تتغيّر الفتنا لھا وشدة لمعانھا فإذا حصل ھذا االختالف فإنّ اإلدراك يتغيّر . وعليه فإ ّن<br />
إدراكنا لألشياء من حيث الحجم والشّكل واللون واللمعان سيبقى ثابتاً إال إذا تغيّرت خبرتنا التي<br />
اكتسبناھا تغيراً يؤثر على درجة إدراكنا لھا من حيث الشّكل أو الحجم أو اللون أو اللمعان<br />
فالخبرة تلعب دوراً كبيراً في تفسيرنا وإدراكنا بصورةٍ ثابتةٍ لألشياء وتتأثّر عمليّة اإلدراك<br />
بنوعين من المؤثّرات : ) الوقفي،<br />
.(١٩٩٨
العوامل المؤثرة في الإدراك<br />
أولاً: المؤثرات الخارجيّة<br />
External Conditions<br />
وھي مؤثرات ذات عالقةٍ مباشرةٍ بالشّيء المدرك وھذه العوامل تتضمّن شكله ولونه<br />
وصورته ورائحته ... فعندما ننظر إلى الصّورة مثالً فإنّا ال نراھا وحدھا بل نراھا ضمن محيط<br />
يحيط بھا يسمّى الخلفيّة والتي تعمل على إبراز الصّورة فعندما ننظر إلى الكلمة المكتوبة فإنّا<br />
نرى صورة الكلمة في إطار خلفيّةٍ بيضاء تحيط بھذه الكلمة مما يجعلھا األكثر وضوحاً لذلك<br />
يتأثّر إدراكنا للصّورة فقد ندركھا إدراكاً خاطئاً إذا كانت ضمن خلفيّةٍ يصعب معھا الفصل بينھا<br />
وبين الصّورة فالصّورة اصغر من الخلفيّة وھي األكثر تحديداً وانتظاماً واألكثر داللةً وتقدم شكال<br />
مألوفاً ومما يساعد على إدراكنا السّليم لھذه الصّورة الحوّاف إضافة إلى الخلفيّة التي وجدت فيھا<br />
حوافّ ھذه الصّورة فالحوافّ التي تحيط بالصّورة ھي التي تجعلھا أكثر وضوحاً أمام المشاھد<br />
مّما يعطيھا اإلدراك السّليم . في حين لو اختلطت حوافّ الصّورة بالصّورة لتشوّشت الصّورة<br />
وألصبحت أصعب إدراكا علينا مما يشوّش صورة المدرك . ومن بين العوامل الخارجيّة التي<br />
تؤثر على عمليّة اإلدراك كذلك تجمع الصّورة وتقاربھا أو تجاورھا فنحن في الحياة ال ندرك<br />
صورةً واحدةً بخلفيّةٍ واحدةٍ بل ندرك عدداً كبيراً من الصّور بخلفيّةٍ واحدةٍ مما يؤثر على عمليّة<br />
اإلدراك فكلما تجمعت الصّورة وتقاربت أدركت على أنّھا صورةً واحدةً في حين إذا ابتعدت ھذه<br />
الصّور عن بعضھا فإنّھا تدرك كل واحدةٍ وحدھا وكذلك إذا تشاركت الصّور المدركة في االتجاه<br />
فإنّا ندركھا مجموعةً واحدةً بينما إذا اختلفت في االتجاه فإنّا ندركھا مستقلةً .<br />
وتلعب قدرة الفرد على إغالق األشكال دوراً ھامّاً في إدراك ھذه األشياء عندما تعطى إليه<br />
بصورةٍ غير كاملةٍ فلو قدّم له رسماً لصورة حيوان على شكل نقاط وعليه إكمال ھذا الشّكل من<br />
خالل وصل النّقاط معاً فإنّ إدراك الفرد لھذه الصّورة سيتأثر فقد يكون إدراكاً صحيحاً أو<br />
مخطوءاً ويعتمد ھذا على مقدار خبرة الفرد التي تجعل إمكانيّة إدراك الفراغات إدراكاً سليماً من<br />
خالل إكمال صورتھا اعتماداً على خبراته المتراكمة التي بناھا.<br />
ثانياً: العوامل الذّاتيّة<br />
Self Conditions<br />
وتعتمد ھذه العوامل على ذات الفرد التي تتأثّر بعدّة عوامل فإدراك الفرد لألشياء إدراكاً سليماً<br />
يتأثّر بالخبرة الفرديّة فقدرة اإلنسان على إدراك األشياء المألوفة بصورةٍ سليمةٍ أكثر دقّةً من<br />
إدراكه لألشياء اعتماداً على المشاھدة األولى أو ما تناقله من اآلخرين.<br />
3
كما تلعب حاجات الفرد الفيزيولوجيّة دورھا اآلخر في إدراك األشياء فإدراك الجائع لبعض<br />
المثيرات والتي يراھا ألول مرّةٍ على أنّھا طعام إدراكاً خاطئاً تتأثّر بعوامل الجوع أو العطش التي<br />
يعيشھا بينما األشياء المألوفة لديه يدركھا إدراكاً صحيحاً .<br />
كما يتأثّر إدراك الفرد لألشياء بالتّوقّعات والّتقديرات في اإلدراك فقد يخطئ الفرد في تقدير<br />
شيء ما نظراً لنقص الخبرة في ھذا الجانب وما يمكن قوله ھنا أنّنا عند قراءتنا للكلمات فإنّنا ال<br />
نقرأ ھا في الغالب حرفاً حرفاً وإنّما نقرأھا بناءاً على السّياق الذي وردت فيه والخبرة اللغويّة<br />
والمعنى المراد فيتأثّر توقّعنا في قراءة الكلمة أحياناً مما يدفعنا إلى العودة إلى سياق الكالم لمعرفة<br />
قراءة الكلمة والمعنى المراد منھا .<br />
ويتأثّر إدراك الفرد للكلمات كذلك وفقاً لحالته النّفسيّة التي يمرّ بھا فقد يقرأ المريض الكلمات<br />
بطريقةٍ مخطوءةٍ مثل قراءة دار- دواء- شراب- شفاء- طيب- طبيب وعليه فاإلدراك عمليّةٌ<br />
مھمةٌ تتأثّر بخبرة الفرد وحاجاته وتوقّعاته وحالته النّفسيّة بما ينعكس سلباً أو إيجاباً على العمليّة<br />
اإلدراكيّة عند الفرد ) الوقفي، ١٩٩٨<br />
.(<br />
أنواع صعوبات الإدراك Perception Disabilities Types<br />
اإلدراك وكما عرفنا سابقاً عمليّة تنظيم وتحليل للمثيرات الحسّيّة القادمة للدّماغ عن طريق<br />
الحواسّ وتفسيرھا وإعطائھا المعنى المناسب وردة الفعل المالئمة كذلك والتي يبدأ تطورھا في<br />
العادة في مرحلةٍ مبكّرةٍ من عمر اإلنسان ثم تنمو وتتطوّر بتطوّره ويرتبط بھا عمليّات الفھم<br />
والتّفكير واللغة وأنّ أيّ تشوّشٍ يحدث لإلدراك يؤثّر سلباًّ على عمليّات الفھم والتّفكير واللغة<br />
والتّعلّم المرتبطة بھا.<br />
إنّ ما تتعرّض له عمليّات اإلدراك من اضطراباتٍ والتي قد تعود إلى اضطراباتٍ عصبيّةٍ<br />
تشوّش بدورھا استيعاب وتحليل المعلومات الواصلة إلى الدّماغ عن طريق الحواسّ والتي تنعكس<br />
سلباً على عمليّات تخزين واسترجاع المعلومات مما يعيق عمليّات التّعلّم لعدم قدرة الطّفل على<br />
الوصول إلى المستوى التّحضيري المناسب للتّعلّم مما يستدعي منّا الكشف عنھا والتّعرف إليھا<br />
ووضع الخطط والبرامج العالجيّة المناسبة للتّغلب عليھا .<br />
وتختلف الصّعوبات اإلدراكية عند أطفال صعوبات التّعلّم من شخص ٍ إلى آخر كل ٌّ حسب<br />
االضطراب الذي يعانيه ، إال أنّه على العموم يمكن تحديد عددٍ من أنماط الصّعوبات اإلدراكيّة<br />
التي يمكن أن تبرز لدى أطفال صعوبات التّعلّم والتي يمكن تصنيفھا بما يلي :<br />
4
أوال: صعوبات عمليّة التّجھيز والمعالجة<br />
أشارت الدّراسات التي أجريت في ھذا المجال أنّ أطفال صعوبات التّعلّم يظھرون انخفاضاً<br />
في قدراتھم على تحمّل استقبال المثيرات العديدة من خالل أنظمةٍ إدراكيّةٍ مختلفةٍ في نفس الوقت<br />
كما يصعب عليھم إحداث تكاملٍ بين مدخالت ھذه الوسائط أو النّظم فيصبح نظامھم اإلدراكي<br />
مثقالً وعاجزاً عن القيام بالعمليّات التّجھيزيّة والمعالجة الفاعلة أو الكفاءة والقدرة المالئمة<br />
لمعالجة المعلومات والذي ينتج بطئا في النّظم اإلدراكيّة وفقدان أو ضياع الكثير من المعلومات<br />
سريعاً أو بمعنى آخر ال يتناسب ومعدل عمليًات التّجھيز لدى الفرد والذي وصفه كيرك<br />
بصعوبات سرعة اإلدراك<br />
. ( Kirk, 1984)<br />
-١<br />
وتبدو أعراض صعوبات عمليّات التّجھيز والمعالجة عند ھؤالء األطفال على صورة:<br />
تشوّش وتداخل في المعلومات .<br />
٢- ضعفٍ واضحٍ في القدرة على استرجاع المعلومات .<br />
-٣<br />
-٤<br />
تراجع في اإلدراك المعرفي .<br />
رفض أداء المھام .<br />
٥- ضعفٍ أو انخفاضٍ في االنتباه.<br />
-٦<br />
نوباتٍ مزاجيّةٍ من الغضب الحاد ) الزيات،<br />
. (١٩٩٨<br />
ثانيا: صعوبات اإلدراك السّ معي:<br />
يعرف اإلدراك السّمعي على أنّه قدرة الفرد على التّعرّف إلى ما يسمع وتفسيره واإلدراك<br />
السّمعي غير السّمع فالسّمع قدرة الفرد على نقل األصوات التي يسمعھا على شكل إشاراتٍ<br />
عصبيّةٍ إلى الدّماغ من خالل أعضاء الحس أو األجھزة السّمعيّة وھي وظيفةٌ ميكانيكيّة بينما<br />
اإلدراك السّمعي ھو تفسير ھذه اإلشارات العصبيّة وإعطائھا معانيھا ودالالتھا.<br />
وعليه يعد اإلدراك السّمعي وسيطاً إدراكيا ھامّاً للتّعلّم ولقد أشارت عدّة دراساتٍ في ھذا<br />
المجال إلى أنّ العديد من ذوي صعوبات القراءة يعانون في األصل من صعوباتٍ سمعيّةٍ إدراكيّةٍ<br />
وتبدأ مھارات اإلدراك السّمعي في العادة بالنمو عند األطفال منذ الطّفولة المبكّرة وتشتمل<br />
مھارات اإلدراك السّمعي على المھاراتٍ الفرعيّةٍ التالية والتي تتكامل معاً لتكوّن في النّھاية<br />
إدراكاً سمعياً لالحساسات التي يستقبلھا اإلنسان :<br />
phonological awareness<br />
-١<br />
مهارة الوعي الصوتي<br />
تعدّ مھارة الوعي الصّوتي مھارةً معرفيّةٌ تعني أنّ الكلمات التي نسمعھا تتكوّن من أصواتٍ<br />
مختلفةٍ كصوت الحروف والمقاطع لتكون صوتاً واحداً ھو الكلمة والجملة وأنّ لكلّ حرفٍ أو<br />
5
-٢<br />
-١<br />
مقطعٍ من حروف ومقاطع اللغة صوتاً خاصّاً يميّزه عن غيره و عند جمع ھذه األصوات تتشكّل<br />
عندنا الكلمات والجمل والنّصوص .<br />
إنّ معرفة األطفال لتراكيب اللغة والطّريقة التي تجمع بھا أصوات الكلمة لتكوّن كلمةً ذات<br />
داللةٍ ثم ترتيب ھذه الكلمات معاً لتكوّن جمالً ذات داللة ٍھي التي تسھّل أمام الطّالب مھمّة القراءة<br />
الصحيحة والمعنى المراد من ھذه القراءة ولذلك فإنّ مشكلة األطفال الذين يعانون من اضطراباتٍ<br />
أو عجزٍ في القراءة إنّما تكمن في افتقارھم إلى مھارات اإلدراك والوعي لھذه األصوات<br />
والتّراكيب اللغوية التي تتكوّن منھا مھارات القراءة ألنّھم غير قادرين على نطق الكلمات بصورةٍ<br />
صحيحةٍ عند قراءتھا مما يفقدھا المعنى المراد منھا.<br />
ولقد أشارت الدّراسات والبحوث التي أجريت في ھذا المجال إلى إمكانيّة إكساب األطفال<br />
لھذه المھارات من خالل أساليب التّدريس التي يمكن تنميتھا مما ينعكس إيجاباً على التّحصيل<br />
القرائي عند األطفال .<br />
مهارة التّمييز السّمعي Auditory Discrimination<br />
وھي قدرة الفرد على التّمييز والتّفريق ما بين األصوات والحروف المنطوقة وتحديد الكلمات<br />
المتماثلة والمختلفة وھي على خالف السّمع كذلك فالسّمع كما اشرنا وظيفةٌ فيزيائيّة بينما التّمييز<br />
السّمعي وظيفةٌ معرفيّةٌ .<br />
ويعد التّمييز السّمعي من المھارات الضّروريّة لتعليم األطفال البناء الصّوتي للغة الشّفھيّة<br />
فالتّمييز ما بين أصوات الحروف المتشابھة والمقاطع والكلمات يساھم في فھم اللغة الشّفھيّة<br />
والتّعبير عن الّنفس وصوالً إلى سھولة تعلم القراءة والتّھجئة بطريقةٍ صحيحةٍ وسليمةٍ في الوقت<br />
الذي يصعب فيه على أطفال صعوبات التّعلّم الوصول إلى ذلك نظراً لفشلھم في الّتمييز ما بين<br />
أصوات الحروف والمقاطع الصّوتيّة والكلمات المتشابھة والمختلفة فإدراكھم ألصوات اللغة<br />
يكون بطريقةٍ مختلفةٍ تماماً عمّا يدركه الطّفل العادي مما يؤدي إلى الفھم الخاطئ لھذه األصوات<br />
وتظھر الصّعوبات اإلدراكية ھنا لديھم على شكل صعوبةٍ في:<br />
التّمييز بين الكلمات المتشابھة والمختلفة .<br />
٢- صعوبات في إخراج نبراتٍ صوتيّةٍ مختلفةٍ .<br />
٣- صعوبة دمج األصوات الكالميّة لتكوّن كلماتٍ وجمل .<br />
٤- صعوبةٌ في الفھم العام لمعاني األصوات ) الزيات،<br />
.( ١٩٩٨<br />
6
– ٣<br />
مهارة المزج السّمعي للأصوات<br />
وھي قدرة الطّفل على خلط صوت يتألف من صوتٍ واحدٍ مع أصواتٍ أخرى ليكوّن من<br />
خاللھا كلمةً ذات معنى وتعد ھذه المھارة من المھارات الھامّة في تعليم القراءة والكتابة عند<br />
األطفال وأنّ أي اضطراباتٍ فيھا ينعكس سلباً على عمليّة تعلّم القراءة بالطريقة الصّحيحة<br />
فاألطفال ذوو صعوبات التّعلّم والذين يفتقرون لمثل ھذه المھارة يصعب عليھم القيام بعمليّات<br />
اإلغالق السّمعي بمعنى جمع مقاطع الكلمات صوتياً ونطقھا من خالل إكمال المقاطع النّاقصة<br />
فيھا .<br />
ثالثا : صعوبات اإلدراك البصري<br />
ويكمن دور اإلدراك البصري في تأويل وتفسير المثيرات البصريّة الدّاخلة إلى الدّماغ من<br />
خالل حاسّة البصر شأنه في ذلك شأن اإلدراك السّمعي حيث تكمن وظيفة اإلدراك البصري في<br />
إدراك التّشابه واالختالف بين المثيرات من حيث اللون والشّكل والحجم والوضع والصورة<br />
والوضوح والعمق والكثافة ... والتي تعتمد على المعرفة السّابقة للفرد والمختزنة لديه من خالل<br />
التّجارب المعرفيّة السّابقة والتي تسھّل عليه إمكانيّة اإلدراك بيسر وسھولة .<br />
وتحتاج عملية القراءة والكتابة عند األطفال إلى قدرةٍ إدراكيّة ٍ جيّدة ٍ في التّعرف إلى أشكال<br />
الحروف الھجائيّة والتّفريق فيما بينھا وإعطائھا دالالتھا لمجرد مالحظتھا والتي تسھّل أمامه<br />
سرعة التّعرف إلى الكلمات وقراءتھا.<br />
وتلعب اضطرابات اإلدراك البصري دوراً بارزاً في تكوين صعوبات التّعلّم عند الطّلبة<br />
الذين يعانون من اضطراباتٍ في اإلدراك البصري نتيجة عجزھم عن تفسير وتأويل المثيرات<br />
البصرية التي تمّ استقبالھا عن طريق حاسّة البصر وإعطائھا مدلوالتھا الصّحيحة المتعارف<br />
عليھا ونظرا ًلحدوث تشويش لدى ھؤالء الطّلبة عند استقبالھم للمثيرات البصريّة مع مثيراتٍ<br />
مستقبلةٍ من أداة حسّيةٍ أخرى ففي العادة يبدو على مثل ھؤالء األطفال انخفاضٌ واضح ٌ في<br />
قدراتھم على تحمل مثل ھذه التداخالت أو التشويشات كونه يصعب عليھم استقبال المثيرات عبر<br />
أدواتٍ إدراكيّةٍ مختلفةٍ<br />
. (cutlatta ,2003)<br />
كما يصعب عليھم كذلك إحداث تكاملٍ بين مدخالت األدوات اإلدراكيّة مما يجعل نظامھم<br />
اإلدراكي عاجزاً عن القيام بعمليّات التّجھيز والمعالجة بكفاءة مناسبة والذي ينتج عنه بطءٌ في<br />
النّظام اإلدراكي مما يتسبّب في فقد وضياع الكثير من المعلومات<br />
. (Lerner, 1985)<br />
إنّ االضطرابات اإلدراكيّة البصريّة التي يعانيھا الطّلبة ذوو صعوبات التّعلّم تجعلھم ال<br />
يحسنون فھم ما يرون من صور الحروف والكلمات وإعطائھا مدلوالتھا ليس لضعفٍ في قدراتھم<br />
7
اإلبصاريّة وإنّما لضعف الطّريقة التي تعالج بھا أدمغتھم تلك المثيرات والتي قد تقودھم إلى<br />
مواجھة صعوباتٍ في التّعرّف أو تنظيم أو تفسير أو تذكّر الصّور البصريّة وتسلسلھا في الكلمة<br />
الواحدة أو السّطر الواحد مما يتسبّب في تدنّي قدرتھم على فھم الرّموز الكتابيّة والصّوريّة<br />
للحروف والكلمات واألعداد والرّسوم البيانيّة والمخطّطات والخرائط .<br />
أنواع صعوبات الإدراك البصري<br />
يعاني طلبة صعوبات التّعلّم واحدةً أو أكثر من صعوبات اإلدراك البصري التالية :<br />
١- صعوبة التّمييز البصري<br />
Visual Discrimination<br />
ويقصد بالتّمييز البصري قدرة الطّفل على التّفريق بين الشّكل المرئي وآخر كالتّمييز ما بين<br />
الصّورة وخلفيتھا أو التّمييز ما بين صورة رجل بستة أصابع ليديه وآخرون بأصابع كاملة أو<br />
إدراك أوجه الشّبه واالختالف بين الصّور من حيث الطّول والعرض واللون والشّكل والمساحات<br />
... وعليھا يقاس في الجانب القرائي القدرة على التّفريق ما بين الحروف الھجائيّة للكلمة مثل<br />
التّفريق ما بين( ت ب ن ( أو يفرّق ما بين األعداد )<br />
.. " ٥١ -١٥" ، "٦-٢ "<br />
( . الخ<br />
وتعدّ ھذه القدرة ضروريّةً لتعلّم الفرد القراءة والكتابة والحساب والرّسم والتي عادةً ترتبط<br />
بسرعة اإلدراك وإدراك التّفاصيل الدّقيقة والتي يمكن الكشف عنھا من خالل اختبارات ٍ متعدّدةٍ<br />
من بينھا مثالً عيّن حرف (ج) من بين الحروف التي بين يديك أو أشر إلى حرف (ج) فيما يلي<br />
أو استخرج حرف ال (ج) من بين الحروف التي بين يديك ...... .<br />
٢- صعوبة الإغلاق البصري Visual Closure<br />
وھو مفھومٌ يشير إلى قدرة الطّفل في التّعرّف إلى األشياء الكليّة من خالل رؤية جزءٍ منه<br />
(معرفة الكلّ من خالل األجزاء ( كأن يقرأ الطّالب كلمةً بعد إخفاء جزءٍ من ھذه الكلمة من خالل<br />
تلميحات الكلمة في السّياق الذي تقع فيه أو قراءة جملةٍ بعد حذف كلمةٍ منھا.<br />
وعادةً ما يفتقر أطفال صعوبات التّعلّم ممن يعانون من اضطراباتٍ في اإلدراك والوظائف<br />
اإلدراكيّة إلى ھذه القدرة سواء أكانت في اإلغالق السّمعي أم كانت في اإلغالق البصري ونظراً<br />
لصعوبة تركيزھم لالنتباه على الشكل أو الجملة أو الكلمة فيبدو لھم الشّكل وكأنّه الصّورة النّھائيّة<br />
مما يعيق من عمليّة اإلغالق لديھم ) .(Lerner,1985<br />
8
٣- صعوبة إدراك العلاقات المكانيّة Spatial Relations<br />
يتطلّب إدراك العالقات المكانيّة إدراك الطّفل في القراءة مثال عالقة الحروف مع أمكنتھا في<br />
المكان الذي وجدت فيه وفق حجمٍ وشكلٍ ومساحةٍ محدّدة حيث يؤثر بعد المسافة أو اقترابھا بين<br />
الرّموز الكتابيّة على إدراكھم الصّحيح لھذه الكلمات مما ينعكس سلباً على القراءة والكتابة<br />
والحساب ويرتبط كذلك بھذه المھارات القدرة على إدراك الخرائط والرّسوم البيانيّة واللوحات<br />
الھندسيّة والكتابة باستقامة على السطر.<br />
ولقد أشارت الدّراسات التي أجريت في ھذا الجانب إلى وجود فروق ٍ ذات داللةٍ بين األطفال<br />
ذوي االضطرابات اإلدراكيّة البصريّة والطّلبة العاديين لصالح األطفال العاديين والتي برزت من<br />
خالل درجات التّحصيل القرائي ) الزّيات، ١٩٩٨<br />
٤- صعوبةٌ تمييز الصّورة وخلفيّتها<br />
. (<br />
وھي عدم قدرة الفرد على الفصل ما بين الصّورة أو الشّكل من األرضيّة التي وجد عليھا<br />
وھي الخلفيّة المحيطة به كالّتفريق ما بين الجملة أو الكلمة المكتوبة واألرضيّة التي كتبت عليھا<br />
وما يحيط بھا ويردّ ذلك إلى انشغال الطّ◌ّ فل بمثيرٍ آخر غير المثير المستھدف (الكلمة أو الجملة (<br />
وھو الھدف الذي وجّه نحوه اإلدراك فيتشتّت انتباھه ويتذبذب إدراكه فيخطئ في مدركاته<br />
البصريّة ) الزيات، ( ١٩٩٨ .<br />
٥- صعوبة سرعة الإدراك البصري<br />
وھي تلك المدة الزّمنيّة المطلوبة حتى تتم عمليّة االستجابة من قبل الفرد للمثيرات الحسيّة<br />
البصريّة والتّعرف إليھا وإعطائھا معانيھا ودالالتھا فيحتاج عادةً أطفال صعوبات سرعة اإلدراك<br />
البصري إلى وقتٍ أطول في عمليّة تحليل ومعالجة المعلومات البصريّة التي يشاھدونھا مثل<br />
الكلمات واألرقام واألشكال والصّور مما ينعكس سلباً على تعلّمھم القراءة والكتابة والحساب . إنّ<br />
سرعة اإلدراك ھي التي تمكّن الفرد من القراءة الصّحيحة والكتابة السّليمة وتعلّم الرّياضيّات<br />
بيسرٍ وسھولةٍ مما يزيد من فاعليّة التّعلّم ) السّرطاوي والسّرطاوي، ١٩٨٨<br />
٧- صعوبة التآزر البصري – الحركي<br />
.(<br />
تلك المھارة التي تتآزر فيھا العين مع حركة اليد عند التّعامل مع األشياء وخاصّةً في مجاالت<br />
النّسخ والكتابة والثّبات على السّطر ومسك األشياء وقذفھا حيث يعاني األطفال ذوو اضطرابات<br />
التآزر الحركي من عدم القدرة على القيام بمثل ھذه األنشطة.<br />
9
رابعا : صعوبات الإدراك الحركي<br />
ال يقل إدراك الفرد للحركة أھميّةً عن إدراكه البصري لصور األشياء وإدراكه السّمعي<br />
ألصواتھا حيث تؤثّر ھذه المھارة على ذات الفرد جرّاء األحكام التي يصدرھا على مھاراته<br />
الحركيّة ومدى قدرته على إحداث توافقٍ وتكاملٍ بين الحركة وإدراكاته لھذه الحركة ويبدو اثر<br />
اضطرابات اإلدراك الحركي واضحاً عند قيام الفرد بأنشطةٍ تعتمد في تنفيذھا على توافق اإلدراك<br />
الحركي مثل اإلدراك البصري الحركي والسّمعي الحركي واإلدراك السّمعي البصري الحركي<br />
واألنشطة التي تتطلّب من الفرد توافقاً بين مختلف األنظمة اإلدراكيّة الكليّة والتي يمكن توضيحھا<br />
على النحو التالي:<br />
أ- صعوبات التّوافق الإدراكي البصري الحركي<br />
إنّ األطفال الذين يعانون من اضطراباتٍ في اإلدراك المكاني البصري يخفقون في العادة<br />
بصورةٍ ملموسةٍ في أداء األنشطة التي تتطلّب منھم إدراكاً حركيّاً ويكون معدل نموّھم اإلدراكي<br />
بطيئاً مقارنةً بأقرانھم من األطفال العاديّين مما ينعكس سلباً على العديد من المھارات األكاديميّة<br />
مثل القراءة والكتابة والحساب إضافة إلى صعوبات ٍ في األنشطة الحركيّة مثل الوثب والركل<br />
والمسك والرّسم والتي قد تعود إلى خلل ٍفي الجھاز العصبي المركزي لديھم .<br />
ب- صعوبات التّوافق الإدراكي السّمعي الحركي<br />
تتطلّب بعض األنشطة من الطّفل القيام بعددٍ من المھارات الحركيّة مثل القفز والرّكل<br />
والتّنقل من اليمين إلى الشّمال ومن الشّمال إلى اليمين .... والتي تلقى في العادة عليه سمعياً لذلك<br />
يتطلّب من الطّفل موافقة إدراكه السّمعي والحركي كي يتمكّن من القيام بالمھارات الحركيّة على<br />
نحوٍ صحيح ٍ .<br />
ج- صعوبات التّوافق في الإدراك السّمعي البصري الحركي<br />
ھناك العديد من األنشطة التي تحتاج في تنفيذھا إجراء توافق ٍ بين القدرات اإلدراكيّة السّمعيّة<br />
والبصريّة والحركيّة بصورة ٍتكامليّةٍ بين ھذه القدرات اإلدراكيّة مثل تتبّع خريطة الوطن العربي<br />
ثم تتبّع منابع ومصبّ األنھار التي تجري به. إنّ مثل ھذا النّشاط يتطلّب من الطّفل توافقا في<br />
قدراته اإلدراكيّة السّمعيّة والبصريّة والحركيّة معا كي يتمكّن من تحقيق ما ھو مطلوبٌ منه .<br />
د- صعوبات التّوافق بين مختلف الأنظمة الإدراكيّة<br />
من المعلوم أنّ النّموّ المعرفيّ واألداء عليه يعتمد بصورة ٍعامّةٍ على سالمة وكفاءة الوظائف<br />
اإلدراكيّة عموماً وعلى مدى تكاملھا الوظيفي فيما بينھا من ناحيةٍ أخرى فقد أشارت الدّراسات<br />
10
والبحوث إلى أنّ أكثر االضطرابات تأثيراً على الطّلبة ذوي صعوبات التّعلّم ھي االضطرابات<br />
اإلدراكيّة فضعف فاعليّتھا وتكاملھا الوظيفي فيما بينھا على اختالف القنوات الحسّيّة اإلدراكيّة<br />
ينعكس سلباً على األداء التّعليمي عند ھؤالء األطفال بينما تزداد كفاءة العمليّة التّعلميّة بزيادة<br />
كفاءة الوظائف اإلدراكيّة وتكاملھا فيما بينھا.<br />
11