الإضاءة في أه٠ية الكتاب والقراءة

٥٧
الإضاءة في أهمية الكتاب والقراءة
عوائق القراءة
المبحث الثامن
‏(أسباب نفور الناس من القراءة)‏
–
–
إن الناظر في أحوال اتمع الإسلامي والعربي ليلحظ
وللأسف الشديد نفورا لدى كثير من الناس من القراءة؛ لذا فإنه
لا عجب في أن يكون أحد أسباب تأخر الأمة هو:‏ هجرها للقراءة،‏
إذ القراءة مصدر الوعي في اتمعات،‏ ولقد رأينا فيما مضى عناية
السلف وحرصهم على الكتاب والقراءة،‏ فكان نتاج ذلك بعد
توفيق االله ثم تمسكها بدينها أن سادت الأُمة الإسلامية العالم،‏
وأفاضت على البشرية جمعاء من خير حضارا الزاهرة.‏
–
–
–
–
ولو تأملنا في العوائق أو الأسباب التي أدت إلى نفور
الناس من القراءة،‏ لوجدنا أن غالبها أسباب وعوائق واهية،‏ هي من
صنع الناس أنفسهم،‏ كنتاج طبيعي لضعف الأمة وانحطاطها،‏
وسنحاول دحض كل سبب بعد ذكره مباشرة:‏
–
–
-١
دنو الهمة:‏ فبعض الناس ولا حول ولا قوة إلا باالله
عنده دنو في همته،‏ مقرون بضعف في عزيمته،‏ وكأنه قد خلق لأجل
النوم والدعة والمرح واللعب،‏ فهو لا يعرف الكتب إلا بأشكالها،‏
ولا يعرف القراءة إلا بذكرها،‏ ولهؤلاء نقول:‏
ق د هي أوك لأم ر ل و فطنت ل ه
فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
-٢
يدعي بعضهم أن مشاغل الحياة وهموم العيش لم تدع لهم