12.02.2015 Views

Üõë∏d ájõcôŸG áæé∏d áãdÉãdG IQhódG ∫ɨ°TCG ΩÉààNG

Üõë∏d ájõcôŸG áæé∏d áãdÉãdG IQhódG ∫ɨ°TCG ΩÉààNG

Üõë∏d ájõcôŸG áæé∏d áãdÉãdG IQhódG ∫ɨ°TCG ΩÉààNG

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

Samedi 25 Decembre 2010<br />

N°3913<br />

اتجاهات<br />

SAWT<br />

14<br />

25 ديسمبر 2010<br />

AL-AHRAR العدد 3913<br />

‏●في ذلك السجال ظلت دول المغرب<br />

العربي بعيدة إلى حد كبير،‏ ربما بقدر بعد<br />

المسافة عن إيران معقل المذهب الشيعي<br />

الإثني عشري ومساحة التجسيد العملي<br />

التطبيقي له خاصة بعد قيام الشورة<br />

الإسلامية في إيران عام 1979. وحتى<br />

عندما تظهر بعض‏ الفقاعات الإعلامية من<br />

حين لآخر،‏ في هذه الدولة المغربية أو تلك،‏<br />

حول ما يوصف بالخطر الشيعي أو ما شابه<br />

ذلك،‏ سرعان ما تختفي لأن الخطر الهقيقي<br />

غير مطروه،‏ وأي تغلغل للمذهب الشيعي<br />

في بلاد المغرب العربي لا يمكن تصديقه أو<br />

تحقيقه بالسرعة أو الكيفية التي يتصورها<br />

بعض‏ المتخوفين من الفكر الشيعي،‏ أو<br />

بعض‏ صيادي المياه العكرة الذين يستغلون<br />

أي شيء لإثارة الأصوات ضد إيران<br />

لأغراض‏ تخدم في الغالب أجندات<br />

الآخرين.‏<br />

ومع أن ظروفا وأحداثا قد أدت إلى<br />

اهتزازات في العلاقات المغاربية الإيرانية<br />

وصلت إلى درجة الانسداد التام؛ فإن<br />

السنوات الأخيرة شهدت تطورا في هذه<br />

العلاقات،‏ باستشناء أزمة الرباط طهران<br />

الأخيرة..‏ تطور طره تساوءلات وأثار<br />

مخاوف بعض‏ القوى الإقليمية والدولية<br />

ذات العلاقة المباشرة بقضية الصراع مع<br />

إيران وبرنامجها النووي وأجندتها<br />

المفترضة إقليميا ودوليا.‏ المشير للاستغراب<br />

في تحذيرات البعض‏ أنهم يتهدثون عن<br />

فته مراكز ثقافية وتبادل علمي أكاديمي<br />

وسينما وغناء وأسابيع ثقافية،‏ وكأنّ‏<br />

الشقافة الفارسية الشيعية آلة كاسهة يمكن<br />

أن تجتاه بلدان المغرب العربي في سنين<br />

معدودة فيتسارع الناس‏ جماعات وفرادى<br />

إلى إعلان الولاء وحتى البيعة العامة لولاة<br />

الأمر في الإمبراطورية الفارسية<br />

المفترضة.‏<br />

الكلام السابق هو بعض‏ مداخلتي في<br />

ندوة العرب وإيران:‏ مراجعة في التاريخ<br />

والسياسة التي أقامها المركز العربي<br />

■ عبد الهميد عبدوس‏<br />

السبت<br />

مناوشات بريئة<br />

الطاهر الأدغم<br />

‏●نبذة عن الكاتب<br />

صدر للعلامة الأديب الأستاذ محمد الصاله الصديق عن<br />

‏«دار هومه»‏ كتاب في جزءين بعنوان ‏(رحلتي مع الزمان)‏ يسرد<br />

مذكرات كاتب معطاء يشكل موءسسة ثقافية قاءمة بذاتها،‏<br />

ويمكن اعتباره أمة في رجل بما قدم من جهود ومساهمات<br />

وإثراءات للشقافة الجزاءرية،‏ بصفة خاصة،‏ وللشقافة العربية<br />

والإسلامية،‏ بصفة عامة.‏<br />

فالأستاذ محمد الصاله الصديق مشقف أصيل موهوب،‏ ولد<br />

ليتفوق،‏ وكتب ليتألق معتمدا على ما وهبه الله تعالى من<br />

شماءل وفضاءل وميزات وقدرات قلما تجتمع في غيره من<br />

الكتاب،‏ ولذلك تنبأ‏ له أساتذته في جامع الزيتونة بمستقبل<br />

مجيد مشرق،‏ منذ أن ألف باكورة كتبه في سنة 1950 تحت<br />

عنوان ‏(أدباء التهصيل)‏ وكان آنذاك في ربيع شبابه،‏ ومنذ ذلك<br />

التاريخ تواصلت المسيرة الفكرية والقلمية للأستاذ محمد<br />

الصاله الصديق في وتيرة تصاعدية مشيدة ذلك الصره<br />

الشقافي الشامخ المشتمل على ما يربو على الماءة كتاب في<br />

مختلف فنون الفكر والشقافة والإبداع إضافة إلى آلاف<br />

المقالات في الصهافة الجزاءرية والعربية،‏ ومئات الأحاديش<br />

والهوارات الإذاعية والتلفزيونية،‏ وكمّ‏ هاءل من المحاضرات<br />

الفكرية والخطب والدروس‏ المسجدية داخل الوطن وخارجه.‏<br />

تعرفت على الأستاذ محمد الصاله الصديق في بداية<br />

سبعينيات القرن الماضي،‏ حيش أكرمني الله تعالى بأن<br />

تتلمذت عليه في ثانوية ابن خلدون بهي السيدة الإفريقية<br />

بأعالي العاصمة ثم في ميرامار ‏(بلدية الهمامات)‏ غرب<br />

العاصمة،‏ ورغم أن الشانوية كانت تضم نخبة من الأساتذة<br />

البارزين أمشال الشيخ عبد اجمليد حيرش،‏ والدكتور الجنيدي<br />

خليفة،‏ والأستاذ عبود عليوش،‏ والأستاذ بشير خلدون -<br />

عليهم رحمة الله - وغيرهم من الأساتذة من الجزاءر ومصر<br />

وسوريا وفرنسا فقد كان الأستاذ محمد الصاله الصديق<br />

أكثر نجوم الأسرة التعليمية تألقا وأوسعهم شهرة،‏ فهو<br />

صاحب كتاب ‏(مقاصد القرآن)‏ الذي كان قد نال منذ فترة<br />

الخمسينيات من القرن الماضي شهرة معتبرة في المغرب<br />

والمشرق وحظي بتقدير الزعماء العرب،‏ وإعجاب الأساتذة<br />

على مدار التاريخ الإسلامي تميّزت منطقة المغرب العربي بخلوها شبه<br />

التام من الفرق والمذاهب الدينية التي ظهرت في بلاد المشرق العربي وبلاد<br />

فارس‏ وما كان يعرف بما وراء النهر،‏ وهو السبب الذي جعل المنطقة<br />

بعيدة الآن،‏ إلى حد ما،‏ عن ذلك السجال الذي عرفه ويعرفه المشرق<br />

العربي..‏ السجال الداءر حول العلاقة بين الشيعة والسنة،‏ ومع إيران<br />

وتصدير الشورة والامتدادات المذهبية للجمهورية الإسلامية في عدد من<br />

دول الخليج،‏ فضلا عن العراق ولبنان.‏<br />

للأبهاش ودراسة السياسات بالدوحة،‏<br />

قطر،‏ موءخرا..‏ ندوة كانت متميزة بهضور<br />

باحشين من مشارب شتى،‏ وبقوة الطره<br />

وشفافيته وصراحته في أغلب الموضوعات<br />

وعند أكثر المتدخلين.‏<br />

دار الهديش عن إشكالية العلاقة مع إيران<br />

خاصة بالنسبة لدول الخليج العربية<br />

والعراق وبقية بلدان المشرق العربي،‏ وكان<br />

ذلك الهديش يبتعد ويقترب لكنه يلتقي<br />

داءما على ضرورة تعريف العرب<br />

لمصالههم حتى لا تتداخل مع مصاله<br />

الآخرين فيجدوا أنفسهم وكلاء لغيرهم في<br />

تنفيذ مخططات وتحقيق أجندات لا ناقة<br />

لهم فيها ولا جمل.‏<br />

السوءال الذي أتصور أنه لم يأخذ حقه من<br />

الإجابات هو حول المسوءول عن تعريف<br />

تلك المصاله،‏ وهل هي مهمة خالصة<br />

للنظم الهاكمة،‏ أم أن لهم في ذلك شركاء<br />

حقيقيون لا أجراء تحركهم الأهواء<br />

السياسية والمصاله الآنية فتتهكم فيما<br />

تسيل به أقلامهم وتجود به عقولهم<br />

فيسيروا في الاتجاه المعاكس‏ للمصاله<br />

الهقيقية للأمة.‏ إن أكثر حكوماتنا العربية<br />

تعاني من ضغوط وتواجه تحديات<br />

الوقوف بقوة أمام أباطرة العولمة المتوحشة<br />

بشقيها السياسي والاقتصادي،‏ وهكذا<br />

سوف لن تتمكن من تعريف المصاله<br />

بصيغة جامعة مانعة،‏ تجمع جميع مصاله<br />

البلدان العربية وتمنع مصاله الأغيار<br />

الإقليميين أو الدوليين.‏ وهكذا تصبه<br />

الهاجة ماسة إلى مراكز دراسات مستقلة<br />

وجادة ومجتمع مدني حقيقي،‏ ورأي عام<br />

واعي إلى درجة تمكّنه من الاختيار الهرّ‏<br />

والضغط في الوقت المناسب لمساعدة<br />

الهكام على اتخاذ قرارات تخدم الأمة..‏<br />

ضغط هو من قبيل الهماية لهوءلاء الهكام<br />

من تهديدات أمريكا ومن شايعها..‏<br />

ضغط تدفع به الهكومات في وجه سادة<br />

العولمة لتقول لهم إننا أمة ذات سيادة وإن<br />

صورة الهكم عندنا انعكاس‏ لإرادة<br />

2007<br />

حول الروءية..‏<br />

لتبدأ‏ الدندنة<br />

الشعب،‏ فدونكم هذا المواطن الواعي<br />

المتهضر الهريص‏ على مصاله بلده..‏<br />

خاطبوه وأقنعوه إن وجدتم إلى ذلك سبيلا.‏<br />

إشارات ومساءل كشيرة تطرّق إليها<br />

المتدخلون في الندوة وتستهق جميعها<br />

الشره والتعميم عبر وساءل الإعلام<br />

لتصل إلى الرأي العام العربي ‏)المنشود(‏<br />

حسب مستوياته اخملتلفة..‏ ومن هذه<br />

الإشارات أننا نتهدش عن العلاقة مع دولة<br />

لها روءية واضهة تسعى للوصول إليها<br />

بهلول عام 2025, حتى لو شككنا في<br />

إمكانية تحقيقها..‏ روءية تشمل العالم<br />

العربي،‏ أو الدول القريبة من إيران على<br />

الأقل..‏ فما هي روءية العرب المقابلة؟ وما<br />

هي الهالة التي يرون أنفسهم عليها خلال<br />

عقد أو عقدين أو ثلاثة من الزمن القادم؟..‏<br />

عندما يكون للعرب روءيتهم الصافية<br />

النقية سيتمكنون من دخول مشروع<br />

شراكة،‏ كما طره بعض‏ المتدخلين في<br />

الندوة،‏ مع الدول الإقليمية الصاعدة مشل<br />

إيران وتركيا..‏ شراكة ستكون متكافئة،‏<br />

لأننا حينها أهل روءية واضهة مشلهم تماما،‏<br />

ولن نكون بأي حال تحت عباءة برامج<br />

وسياسات وأجندات الآخرين،‏ حتى لو<br />

اشتركنا في بعض‏ مراحل المسيرة ورفعنا<br />

شعارات متقاربة في هذا الوقت أو ذلك<br />

الموقف.‏<br />

إن الروءية الواضهة هي التي جعلت دولة<br />

خليجية صغيرة الهجم تحقق إنجازات غير<br />

مسبوقة في مجالات متعددة،‏ ومن هناك<br />

تحولت من شبه جزيرة صغيرة إلى دولة<br />

عظيمة بإعلامها وموءتمراتها ووساطاتها<br />

وعلاقاتها،‏ ولعل من أحسن ما لاحظت في<br />

عناوين أخبار صهف ذلك البلد هو الربط<br />

الجميل بين الإنجازات وروءية الدولة،‏ على<br />

شاكلة:‏ تماشيا مع روءية الدولة الوزير<br />

الفلاني يفتته أو يدشّن أو يعطي إشارة<br />

الانطلاق..‏ فإلى الروءية ثم الروءية ثم<br />

الروءية..‏ حولها ندندن جميعا:‏ من الصغير<br />

إلى الكبير ومن الأمير إلى الخفير.‏<br />

وتقريض‏ الأدباء،‏ ومده الشعراء،‏ كما كان في تلك الفترة من<br />

فرسان الإعلام المسموع والمرءي الذي يصل إلى كل الفئات<br />

والجهات،‏ ومع كل هذا مازلت أتذكره طلق المحيا،‏ جميل الروه،‏<br />

جم التواضع ينتزع إعجاب تلاميذه بجاذبية شخصيته وسعة<br />

علمه وبراعة أسلوبه في التواصل مع الآخرينوقدرته على<br />

إشراك مستمعيه في الدروس.‏<br />

وتعرفت على أستاذي الجليل محمد الصاله الصديق بصفة<br />

أعمق عندما توليت إدارة تحرير جريدة ‏''البصاءر''‏ لسان حال<br />

جمعية العلماء المسلمين الجزاءريين التي يهرص‏ كل الهرص‏<br />

على تزويدها بكل التزام وانتظام بمقالاته الهامة التي تصدر<br />

في ‏''البصاءر''‏ منذ استئناف صدور سلسلتها الرابعة في 20<br />

ماي 2000 تحت ركن ‏«ما قلّ‏ ودلّ»‏ كما شرفني في سنة<br />

بكتابة مقدمة لكتابي الصادر عن دار المعرفة بعنوان<br />

‏(وقاءع الزمن المر)،‏ ثم غمرني بفضله بإدراج إسمي في قاءمة<br />

أبناءه الروحيين الذين ذكرهم في الجزء الشاني من موءلفه<br />

‏(رحلتي مع الزمان).‏<br />

لا أزعم أنني بهذه الكلمات البسيطة قد توصلت حتى إلى<br />

تقديم لمحة عن شخصية عالم وأديب قد لا تكفي مجلدات<br />

بكاملها للإحاطة والإشاده بمواهبه الشخصية وإسهاماته<br />

الفكرية والأدبية وجهوده التنويرية في ميدان التربية والتعليم،‏<br />

وعذري أن التاريخ الذي دخله بكل فاعلية واقتدار سيبقي<br />

ذكره طالما بقيت آثاره مواءد عامرة بالكلمة الجميلة والفكرة<br />

الرشيدة والهكمة السديدة والموعظة الهسنة،‏ وكل ذلك هو<br />

من بركات القرآن العظيم الذي ملأ‏ صدره وأتم حفظه وهو لم<br />

يتجاوز التاسعة من عمره ثم استرشد بهديه طوال مسيرته.‏<br />

نبذة عن الكتاب<br />

أما الكتاب ‏(رحلتي مع الزمان)‏ فهو تسجيل أمين وتصوير<br />

بارع لمراحل حياة حافلة بالأحداش والإنجازات يوجزها الموءلف<br />

في العبارة المبسوطة على صدر الغلاف وهي ‏''مذكراتي عبر<br />

ضيافتي فوق هذه الأرض،‏ أعرضها بعد تردد طويل،‏ فلعلها<br />

تنفع الأحياء وتوءدي بعض‏ ما يجب نهو الأموات،‏ ولا مناص‏<br />

● كنا صغارا في القرية،‏<br />

وكانت لنا أيام خاصّ‏ ة تكون<br />

فيها جرعة الفره أكبرَ‏ منها<br />

في الأيام الأخرى،‏ ومنها يوم<br />

عاشوراء،‏ وهنا على<br />

الأصدقاء الشيعة أن يتريشوا<br />

فلا يعتقدوا أننا كنا نفره<br />

بقتل السيد الهسين رضي<br />

الله عنه،‏ فقد قلت إننا كنا<br />

صغارا وقرويين لم يصلنا لا<br />

خبر الهسين ولا بني أمية،‏<br />

ولا حتى خبر الرسول الكريم<br />

محمد إنما كان فرحنا بسبب<br />

ظهور بوسعدية في ذلك<br />

اليوم بالذات من العام في<br />

قرية أولاد جهيش..‏ يوم<br />

عاشوراء،‏ ليجعل للقرى<br />

الأخرى أياما أخرى يفره بها<br />

أطفالها،‏ وبوسعدية هذا يا<br />

سادة يا مادة يا أحباب الله<br />

درويش‏ يشبه في هيئته<br />

دراويش‏ الأتراك،‏ وترافقه<br />

فرقة موسيقية منها من<br />

يضرب على الطبل ومن<br />

يضرب على البندير ومن<br />

يضرب على الزرنة،‏ يقصد<br />

بيوت القرية بيتا..‏ بيتا<br />

ليبارك العراءس‏ والولدان<br />

والهجاج والمُشترى حديشا من<br />

البغال والأفراس‏ وكباش‏<br />

الإخصاب،‏ وإن حدش أن<br />

وُ‏ جدت امرأة تأخر عنها<br />

الهمل بما يكفي لإثارة القلق<br />

فهو مسموه لها بأن تحسن<br />

إخفاء وجهها بلهافها وتدخل<br />

في الهضرة لترقص‏ على<br />

أنغام الزرنة حتى يُغمى<br />

عليها،‏ فيما يطلق بوسعدية<br />

صيهات عاليات يتخللها<br />

كلام مفهوم مشل:‏ يا ربي يا<br />

عالي لوتاد..‏ عمّر حجرها<br />

بلولاد،‏ وكلام غير مفهوم<br />

عادة ما يكون أخفتَ‏ من<br />

الأول فيضيع موجات..‏<br />

موجات في الأنغام،‏ وحين<br />

تسقط اخمللوقة تبادر النساء<br />

إلى الزغاريد ويبادر كبير<br />

‏(رحلتي مع الزمان)‏ للأستاذ محمد الصاله الصديق<br />

من أنها سترضي قوما وتغضب آخرين،‏ كلا الأمرين عندي<br />

سواء ما دامت النية خالصة والغاية شريفة،‏ ويبقى الكمال لله<br />

وحده ''. ينقسم الكتاب إلى جزءين،‏ يمتد الجزء الأول على 66<br />

صفهة من القطع المتوسط يفتتهها الموءلف بآيتين من الذكر<br />

الهكيم هما الآيتان 15 و‎16‎ من سورة الأحقاف،‏ ثم يهدي<br />

الكاتب موءلفه إلى أرواه أمه وأبيه ومشاءخه ومقدمة يبسط<br />

فيها أسباب تأليفه لهذه المذكرات،‏ ثم يعرض‏ لمحة عن أصله<br />

ونسبه وتأثير والده الإمام الشيخ محمد البشير بطريقته<br />

الطرقية ونزعته الإصلاحية في تنشئته وتكوين شخصيته<br />

مع التأكيد على دور الزاوية اليلولية في منطقة القباءل في<br />

توسيع وصقل معارفه.‏<br />

في وسط هذه البيئة الإسلامية القرآنية تكونت شخصية<br />

العلامة محمد الصاله الصديق المُهبة للعلم والخير والمحافِظة<br />

على الأصالة والمتمردة على ظلم المستعمر الفرنسي<br />

والطامحة دوما إلى ارتقاء مدارج العلم واجملد وتوسيع آفاق<br />

المعرفة والإدراك.‏<br />

ويخصص‏ الكتاب حيزا واسعا للهديش عن سنوات الدراسة<br />

في جامع الزيتونة الذي تخرج منه بامتياز بشهادة التهصيل<br />

في العلوم في صاءفة عام 1951 مع الإفاضة في وصف<br />

مراحل ومشاق الرحلة أو المغامرة الجريئة التي قادته رفقة<br />

صديق عمره الأستاذ محمد نسيب - رحمه الله - من الجزاءر<br />

إلى تونس‏ لطلب العلم متهديا الرقابة الفرنسية وحواجز<br />

التفتيش‏ التي يقيمها الأمن الفرنسي للقبض‏ على المسافرين<br />

دون ترخيص،‏ ثم يتناول بالتفصيل الهديش عن مشاءخه<br />

وزملاءه وذكرياته في جامع الزيتونة خلال سنوات الدراسة،‏<br />

وبعد التخرج يعود إلى مسقط رأسه بقرية أبي زار بداءرة<br />

عزازقة بولاية تيزي وزو للتدريس‏ في الزواية اليلولية التي<br />

درس‏ فيها قبل الرحلة إلى تونس.‏<br />

ثم تأتي المرحلة الهاسمة في تاريخ الجزاءر المعاصرة وفي حياة<br />

جيل الأستاذ محمد الصاله الصديق وهي مرحلة اندلاع ثورة<br />

التهرير المباركة في الفاتح نوفمبر 1954, وهي الشورة التي<br />

خيوط<br />

ينسجها أسبوعيا:‏<br />

عبد الرزاق بوكبة<br />

العاءلة إلى إطلاق البارود،‏<br />

ولمن أراد أن يستزيد من هذه<br />

الطقوس‏ فعليه بقراءة رواية<br />

حروف الضباب لشوّ‏ ار الخيّر<br />

الذي استشمر رواءيا فيها<br />

بشكل راق وراءق،‏ فلماذا<br />

كنا نفره نهن الأطفال<br />

بظهور بوسعدية؟،‏ لأننا كنا<br />

نُعفى من الرعي في ذلك<br />

اليوم حتى لا تفوتنا بركة<br />

الزاءر السنوي المحترم،‏ لماذا<br />

ينزع الطفل العربي دوما إلى<br />

الفره بالإعفاء من المهمات<br />

التي يقوم بها؟،‏ هل لاحظتم<br />

الفره الذي يسكن الأطفال<br />

حين يقال لهم إنكم لا<br />

تدرسون غدا لسبب من<br />

الأسباب؟،‏ هل هي روه<br />

الطفولة المغروسة في الجميع<br />

أم بسبب الطريقة المتعسفة<br />

التي نربط بها طفلنا بما هو<br />

واجب؟،‏ كما كان ظهور<br />

بوسعدية مرتبطا عندنا<br />

بهشو بطوننا بلهم الدجاج<br />

البلدي حد التخمة،‏ إذ كان<br />

في حكم المقدس‏ أن تختار<br />

كل امرأة متزوجة أحسن<br />

ديوكها ودجاجاتها لترميه<br />

بين يدي الزاءر المقدس‏ فيجر<br />

عليه بخنجر يسمى<br />

البوسعادي،‏ وكم كان يروق<br />

لي اختلاط رقصات الدجاج<br />

المذبوه بأنغام الفرقة<br />

المقدسة،‏ هل أخذ هذا الرجلُ‏<br />

اسمَه من اسم خنجره؟،‏ كان<br />

بوسعدية يرفض‏ أن يأخذ<br />

شيئا من الصدقات أو<br />

الهدايا عكس‏ باقي<br />

الدراويش،‏ حتى أنه كان إذا<br />

طاه الليل على القرية يلج ‏ٔا<br />

إلى جامعها ويبيت فيه مع<br />

مرافقيه رافضا الأطباق التي<br />

يغرقه بها ساكنوها،‏ كان<br />

يكتفي بكسرة الشعير مع<br />

البصل،‏ وكان يهضر ذلك<br />

كله معه من بيته الذي كنا<br />

نسمع بأنه بعيد،‏ بعيد جدا<br />

لذلك فهو لا يظهر إلا مرة<br />

في العام،‏ مرة قلت لجدي:‏<br />

من أين يعيش‏ ما دام لا يقبل<br />

عاشوراء<br />

ّ خاصة<br />

الصدقات؟،‏ تنهنه وهو<br />

يصنع سجادة من الهلفاء:‏<br />

ستعرف عندما تكبر،‏ وها قد<br />

كبرت ولم أعرف بعد،‏ وهو<br />

في الهقيقة ليس‏ السوءال<br />

الوحيد الذي طرحته في<br />

صغري وقوبل بهذا المنطق،‏<br />

لذلك فقد كان حلمي بأن<br />

أكبر ملهّا حتى أعرف<br />

الإجابات،‏ وطبعا كان<br />

الأطفال الذين ولدوا بعد أن<br />

بارك بوسعدية أمهاتهم هم<br />

أكثرنا احتراما له وأعمقنا<br />

لهفة لمقدمه السنوي المبارك،‏<br />

مرة كنا نلعب تحت شجرة<br />

الخروب التي تجتمع تحتها<br />

عجاءز القرية لطبخ العصيدة<br />

وتوزيعها على الناس‏ كي<br />

يسقط المطر في بدايات<br />

الخريف حتى يهرش الخلق<br />

عطلانهم،‏ وحدش أن ذكر<br />

أحدهم بوسعدية بسوء..‏<br />

نظر إليه صبي نظرة حارقة<br />

ثم انسهب إلى الخلف..‏ غاب<br />

عن الأنظار،‏ وبينما نهن<br />

نتهافت على قصعة<br />

العصيدة إذا بصاحبنا الذي<br />

ذكر بوسعدية بسوء يطلق<br />

صرخة لم يتنفس‏ بعدها أبدا،‏<br />

لقد تلقى ضربة قاتلة بهجر<br />

سمين من طرف الصبي<br />

الذي غاب عن الأنظار،‏<br />

وحين سئل عن سبب ذلك<br />

قال:‏ إنه جاء إلى الهياة بعد أن<br />

رقصت أمه في حضرة<br />

بوسعدية،‏ وهو لا يسمه<br />

خمللوق في الدنيا بأن يسبه أو<br />

يسيء إليه،‏ اليوم..‏ وأنا<br />

أستهضر هذه الأجواء بعد<br />

أكثر من عشرين عاما في<br />

متاهات الجزاءر العاصمة<br />

الباردة أشعر بالوجع نفسه<br />

الذي انتاب ذاك الصبي<br />

المضروب بالهجر السمين،‏<br />

الفرق بيننا أنه غادر الهياة<br />

سريعا فيما أعيشها أنا في<br />

صبر شجرة الخروب،‏ يا<br />

إلهي..‏ ماذا كنت سأفعل لو<br />

لم أكن كاتبا؟.‏<br />

انخرط فيها بكل حماس‏ وقناعة بعد أن انتظرها مع مجموعة<br />

من المناضلين بكل ترقب وتفاوءل.‏<br />

بعد انكشاف سره الشوري تُقرر قيادة جبهة التهرير الوطني<br />

بمنطقة القباءل إرساله إلى تونس‏ عن طريق باريس‏ للتمويه<br />

على المصاله الاستعمارية التي كانت تتهيأ‏ لإلقاء القبض‏<br />

عليه.‏ ومن تونس‏ التهق بليبيا في مهمة قتالية تحت قيادة<br />

الراءد يذير،‏ وبعدها عين مسوءولا عن إعلام الشورة في ليبيا<br />

وهي المهمة التي أبلى فيها البلاء الهسن خدمة للشورة وسمعة<br />

الجزاءر اجملاهدة،‏ وظل في هذه المهمة إلى غاية استرجاع<br />

الاستقلال الوطني،‏ وبعد عودته للجزاءر ونظرا للأوضاع<br />

المضطربة والمشهونة بعد الاستقلال التهق بسلك التعليم<br />

الشانوي بعد فترة قصيرة قضاها في السلك الدبلوماسي.‏ وفي<br />

سنة 1980<br />

انتدبه الشيخ عبد الرحمان شيبان - أطال الله<br />

عمره - وزير الشوءون الدينية آنذاك للعمل في الوزارة<br />

والإشراف على إحياء تراش الإمام عبد الهميد بن باديس‏ كما<br />

يتعرض‏ لنشاطه الإعلامي في الصهافة والإذاعة والتلفزيون<br />

منذ سنة 1968.<br />

أما الجزء الشاني من الكتاب وهو بعنوان ‏«شخصيات في<br />

الذاكرة»‏ فيمتد على 501 صفهة،‏ وهو عبارة عن موسوعة<br />

حول أعلام الجزاءر والشخصيات التي عاصرها أو تعرّف<br />

عليها،‏ وهي شخصيات وأعلام ساطعة في مختلف الميادين<br />

الجهادية والعلمية والسياسية والأدبية والتعليمية،‏ وتبهرك،‏ بلا<br />

شك،‏ قدرة الأستاذ محمد الصاله الصديق على ربط كل<br />

تلك الصلات الهميمية مع هذا العدد الكبير والمتنوع من<br />

الشخصيات التي طبعت القرن العشرين في الجزاءر والعالم<br />

العربي والإسلامي من زعماء وروءساء وقاة مدنيين<br />

وعسكريين أثناء ثورة التهرير وبعد الاستقلال،‏ وكذلك<br />

قدرته الفاءقة على التقاط وتصوير جوهر الشخصيات التي<br />

عرفها من أعلام الجزاءر ومفكريها ومصلهيها وأدباءها<br />

وإعلامييها وحتى بعض‏ معارفه من عامة الناس،‏ وكل ذلك<br />

في أسلوب مشرق مشع بجمال الصورة وقوة التركيب<br />

ووضوه المعنى وثراء البيان وحسن الذوق.‏<br />

فهنيئا للمكتبة الجزاءرية بهذا السفر المفيد والممتع.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!