Al-Hadaf June 2016 Issue

آينشتاين يكشف البنه سر النجاح
قصص النجاح ال حرص لها،‏ وتأويل هذه
القصص ال ينتهي،‏ وما سنتناوله هنا ليس
استثناء،‏ فالنجاح هو الغاية األسمى لجميع
البرش،‏ سواء ارتبط مبرحلة عمرية معينة
أو كان عاماً‏ ومستداماً،‏ فالنجاح له عالقة
بالحياة الشخصية،‏ وكل مسعى لكل يشء
يدور يف فلك النجاح.‏
من مدونة ‏"ثقف نفسك"‏ ننقل بترصف
مقاالً‏ عن خطاب قديم أللربت آينشتاين.‏
الشاب العبقري ألربت آينشتاين بلغ 36 عاماً‏
من عمره يف العام 1915 ويعيش يف برلني يف
زمن الحرب مع ابنة عمه ‏"إلزا"‏ التي ستصبح
فيام بعد زوجته الثانية.‏ أما ولداه هانز
وإدوارد،‏ فكانا يف كنف زوجته األوىل ‏"ميليفا"‏
التي انفصلت عنه لتعيش يف زيوريخ بعيداً‏
عن أجواء الحرب املخيفة.‏
أخرياً،‏ انتهى آينشتاين،‏ بعد مثان سنوات من
الجهد،‏ من تنقيح نظريته عن ‏"النسبية"‏ التي
ستلفت له أنظار العامل بأكمله،‏ واخترصها
يف صفحتني ال أكرث...‏ ومدفوعاً‏ باإلثارة جراء
إنجازه األخري،‏ أرسل آينشتاين الخطاب التايل
البنه هانز ذي األحد عرش ربيعاً:‏
... العزيز إىل قلبي هانز:‏
تلقيت البارحة خطابك األثري،‏ وكانت فرحتي به ال توصف...‏ كنت أخىش أال تكتب يل
مجدداً.‏ لقد أخربتني عندما كنت يف زيوريخ معك أنه ساءك أن حرضت إىل زيوريخ؛
لذا سيكون من األفضل أن نلتقي يف مكان آخر،‏ حيث لن يفسد علينا أحد متعة
تجمُّ‏ عنا.‏ عىل أية حال،‏ أقرتح عليك أن نقيض شهراً‏ كامالً‏ معاً‏ كل عام،‏ حتى يتسنى لك
معرفة أن لك أبًا يحبك ويهيم بك عشقاً...‏ كذلك سيتسنى لك أن تتعلم مني الكثري
من األشياء املفيدة والجميلة.‏ أشياء لن يستطيع غريي تقدميها لك بنفس املحبة.‏ ما
أنجزته عرب الكثري من العمل املضني لن يعود بالنفع فقط عىل الغرباء،‏ بل عىل أوالدي
األحباء كذلك وبشكل خاص.‏ لقد أنهيت أحد أكرث أعامل حيايت روعة وجامالً،‏ وعندما
تكرب سأخربك بكل يشء عنه.‏
سعاديت ال توصف أن وجدت متعتك بالعزف عىل البيانو،‏ فهو والنجارة النشاطان
األفضل يف رأيي لكل من هم يف سنك...‏ أفضل من املدرسة حتى!‏ هذان النشاطان
هام األكرث مالءمة لفتى يافع مثلك بشكل أسايس،‏ فقط اعزف عىل البيانو املقطوعات
التي ترضيك وتسعدك،‏ حتى ولو مل يقررها عليك معلمك.‏ هذه هي الطريقة املثىل
للتعلم:‏ أن تقوم باألشياء التي متنحك املتعة وتتسبب بها عىل نحو لن تالحظ معه
مرور الوقت...‏ هذا هو الحال معي،‏ حيث يستغرقني عميل أحيانًا لدرجة أنىس معها
تناول وجبة الظهرية.‏ كذلك،‏ أنصحك بلعب رمي الحلقة مع تيتي...‏ سيعلمك هذا خفة
ورشاقة الحركة.‏ أيضاً،‏ قم بزيارة صديقي زانجر بني الحني واآلخر،‏ فهو شخص عزيز
قريب إىل قلبي.‏
ال تفارق أخاك...‏ قباليت أنا بابا،‏ وتحيايت إىل ماما.‏
... كام ترون،‏ خطاب عاطفي يكشف جانباً‏ مدهشاً‏ من آينشتاين مل أحاول تنميق ترجمتي،‏ أي أن كل
حرف قرأمتوه هو طريقة آينشتاين يف عرض مشاعره وعواطفه...‏ ومع مالحظة اللهجة املبسطة،‏ واملعاين
املبعرثة يف معرض الخطاب،‏ ميكننا أن نرى كم كان آينشتاين عفوياً‏ ذا روح حساسة تتعذب بسهولة...‏
تفاصيل كثرية يف كلامت بسيطة لبناء الشخصية ومراعاة بعد املسافة بينه وبني ابنه •
Twasol
46