رخص بناء لبيوت البر
a_alwatan
a_alwatan
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
$<br />
السنة (22) - الاثنين 25 من ربيع الشاني 1438ه الموافق 23 يناير 2017م العدد (7813)<br />
قضايا<br />
26<br />
ترامب دخل البيت الأبيض والعاصفة لم تهدأ<br />
قصة القرصنة<br />
وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في خطاب شعبوي اللهجة، بعد أدائه اليمين،<br />
بأن سياسته ستتمحور حول مبدأ واحد هو «أميركا أولاً »، مؤكدا مجددا وعده بأن يعيد<br />
«لأميركا عظمتها» واتجاهه لاعتماد رؤية جديدة للحكم تعيد السلطة للشعب.<br />
ومع ذلك فإن الجدل لم ينقطع حول تأثيرات القرصنة الخارجية على مسار العملية<br />
الانتخابية.<br />
صحيفة نيويورك تايمز كانت قد نشرت تفاصيل تقرير الاستخبارات المركزية الأميركية<br />
(سي آي إيه) بشأن القرصنة الروسية على مسار هذه العملية لاختيار الرئيس الأميركي<br />
الجديد، والذي أتى تحت عنوان «خلفية تقييم الأنشطة والنوايا الروسية في الانتخابات<br />
الأميركية الحديثة: تحليل».<br />
وجاء في مستهل تقرير الاستخبارات توضيح لكونه نسخة معلنة ومختصرة من<br />
التقرير شديد السرية الذي تم عرضه على الرئيس باراك أوباما والرئيس المنتخب دونالد<br />
ترامب، حيث لا يمكن نشر التقرير الأصلي لما يحويه من معلومات غاية في الخطورة<br />
قد تكشف المصادر السرية له أو تزيد من صعوبة جمع المعلومات الاستخباراتية<br />
مستقبلاً . مهمة الاستخبارات هي محاولة تقليل الشكوك المحيطة بالأنشطة<br />
والقدرات ونوايا الدول الأجنبية وقادتها. ولكن هذا الهدف يصعب تحقيقه عند محاولة<br />
فهم القضايا المعقدة التي تبالغ العناصر الأجنبية في إخفائها.<br />
وفيما يخص القضايا الهامة للأمن القومي الأميركي، فإن هدف التحليلات الاستخبارية<br />
هو تقديم التقارير المطلوبة إلى صُ ناع القرار في الوقت المناسب لتتحقق الاستفادة<br />
المرجوة منها.<br />
﴿ ترامب يوءدي اليمين<br />
تحديد الصلات<br />
طبيعة الفضاء السيبراني تجعل من<br />
الصعب تحديد من يقف خلف العمليات<br />
السيبرانية، ولكن ليس من المستهيل.<br />
فكل عملية منها- أيً ا كان الهدف منها- تترك<br />
أثرً ا ما. ويستخدم محللو الاستخبارات<br />
الأميركية تلك المعلومات ومختلف المعطيات<br />
المهيطة لتعقب الفاعل الهقيقي.<br />
المجال والمصادر<br />
هذا التقرير يضم تقييمً ا تحليلياً تم<br />
تنسيقه بين كل من الاستخبارات المركزية<br />
الأميركية ومكتب التهقيقات الاتحادي<br />
ووكالة الأمن القومي <strong>بناء</strong> على معلومات<br />
استخبارية حصلت عليها تلك الوكالات.<br />
ويغطي التقرير الأهداف والنوايا الروسية<br />
فيما يخص الانتخابات الأميركية،<br />
واستخدام روسيا وساءل سيبرانية وحملات<br />
إعلامية للتأثير على الرأي العام الأميركي.<br />
ويركز التقرير على الأنشطة التي استهدفت<br />
انتخابات الرءاسة 2016، ويقيس على<br />
تدخلات روسية سابقة.<br />
ولابد من التنويه هنا بأن هذا التقرير نسخة<br />
معلنة من تقرير آخر شديد السرية. النتاءج<br />
في هذا التقرير متطابقة تمامً ا مع التقرير<br />
السري، ولكن هذا التقرير يخلو من الوثاءق<br />
التي توءكد المعلومات للهفاظ على سرية<br />
المصادر.<br />
المصادر<br />
تعتمد الكشير من الاستنتاجات الهامة في هذا<br />
التقرير على تقارير متنوعة من مصادر عدة<br />
تتفق مع فهمنا للسلوك الروسي وآراءه.<br />
بعض من الاستنتاجات حول خيارات<br />
الكرملين ونواياه مستمدة من سلوك الرموز<br />
السياسية الموالية له، ومن وساءل الإعلام<br />
والإعلاميين الموءيدين للكرملين، والذين<br />
يستخدمهم الكرملين بشكل مباشر لنقل<br />
رساءله، حيش تستشمر القيادة الروسية<br />
موارد هامة في كل من الدعاية الخارجية<br />
والداخلية، وتركز على نقل ما تراه<br />
صهيهً ا ويخدم آراءها فيما يخص رغباتها<br />
ومحظوراتها، سواء بشأن أوكرانيا أو سوريا<br />
أو علاقاتها مع الولايات المتهدة.<br />
أحكام رئيسية<br />
تمشل المهاولات الروسية للتأثير على<br />
انتخابات الرءاسة الأميركية 2016 أحدش<br />
الدلاءل على رغبة موسكو القديمة لتقويض<br />
النظام الأميركي الديمقراطي الهر، لكن تلك<br />
الأنشطة أوضهت تصعيدً ا هاماً فيما يخص<br />
المباشرة ومستوى النشاط ومجال الجهد<br />
المبذول مقارنة بالعمليات السابقة.<br />
ومن ثم، فقد قدّ رنا أن الرءيس الروسي<br />
فلاديمير بوتين أمر بهملة تأثير عام 2016<br />
تستهدف انتخابات الرءاسة الأميركية.<br />
حيش كان هدف روسيا تقويض الإيمان<br />
العام بالعملية الديمقراطية الأميركية،<br />
وتقليل فرص فوز وزيرة الخارجية هيلاري<br />
كلينتون، وإيذاء مصداقيتها الانتخابية<br />
واحتمال وصولها إلى الرءاسة. كما قدّ رنا أن<br />
بوتين والهكومة الروسية أظهروا تفضيلهم<br />
الواضه للرءيس المنتخب دونالد ترامب،<br />
ولدينا ثقة تامة في هذا الصدد. كما قدّ رنا أن<br />
بوتين والهكومة الروسية أرادوا زيادة فرصة<br />
الرءيس المنتخب دونالد ترامب في الفوز،<br />
وذلك بتقويض حملة المرشهة المنافسة<br />
هيلاري كلينتون وإضعاف حجتها أمامه.<br />
تطور التدخل الروسي على مدار الهملة<br />
الانتخابية <strong>بناء</strong> على فهم روسيا للاحتمالات<br />
الانتخابية للمرشهين الرءيسين. وحينما<br />
بدا لموسكو أن كلينتون على الأرجه ستفوز<br />
بالرءاسة، بدأت حملة التأثير الروسية<br />
في التركيز أكثر على تقويض رءاستها<br />
المستقبلية. وقد توصلت أجهزة الاستخبارات<br />
إلى معلومات جديدة توءكد ذلك.<br />
جاءت حملة التأثير الروسية في أعقاب<br />
استراتيجية رساءل تجمع بين عمليات<br />
الاستخبارات السرية- مشل الأنشطة<br />
السيبرانية- والجهود العلنية لوكالات<br />
الهكومة الروسية والإعلام الهكومي الممول<br />
والوسطاء وغيرهم من المأجورين. وفي هذا<br />
الصدد لا تختلف روسيا عن سلفها القديم<br />
الاتحاد السوفياتي ذي التاريخ المعروف في<br />
التأثير على الانتخابات الأميركية.<br />
شنت الاستخبارات الروسية عمليات<br />
سيبرانية ضد أهداف متصلة بانتخابات<br />
الرءاسة الأميركية 2016، بينها أهداف<br />
مرتبطة بكلا الهزبين الرءيسين في<br />
الولايات المتهدة.<br />
لذا نقدّ ر بشقة بالغة أن الاستخبارات<br />
العسكرية الروسية استخدمت مواقع<br />
إلكترونية لتسريب معلومات حصلت<br />
عليها عبر هجمات سيبرانية، كما قدمت<br />
تلك المعلومات إلى موقع ويكيليكس. كما<br />
استطاعت الاستخبارات الروسية الوصول<br />
إلى شخصيات هامة في المجالس الانتخابية<br />
المهلية وداخل المجالس العامة، وإن كانت<br />
بعض التقديرات تشير إلى أن روسيا لم<br />
تصل إلى العاملين في فرز الأصوات.<br />
لذا نعتقد أن موسكو ستطبق الدروس<br />
المستفادة من حملة بوتين للتأثير على<br />
انتخابات الرءاسة الأميركية في التأثير<br />
مستقبلاً على العمليات الانتخابية في الدول<br />
الهليفة للولايات المتهدة.<br />
بوتين يأمر بالحملة<br />
بكل ثقة يمكننا القول إن الرءيس الروسي<br />
فلاديمير بوتين أمر بهملة تأثير عام 2016<br />
تستهدف انتخابات الرءاسة الأميركية،<br />
وذلك بهدف تقويض الإيمان الشعبي<br />
بالعملية الديمقراطية الأميركية وزعزعة<br />
مصداقية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري<br />
كلينتون وتقليل فرص نجاحها. أشار بوتين<br />
علنًا إلى كشف أوراق بنما وفضيهة تعاطي<br />
المنشطات في الاوليمبياد في الوقت الذي<br />
كانت فيه الولايات المتهدة تحاول تشويه<br />
صورة روسيا، ومن ثم أراد أن يستخدم تلك<br />
الأسرار في تصوير الولايات المتهدة في صورة<br />
المنافق. أراد بوتين الانتقام من كلينتون<br />
بعدما ألقى عليها اللوم علانية عام 2011<br />
لتسببها في إشعال المظاهرات ضد نظامه في<br />
الفترة بين نهاية 2011 وبداية 2012، ولأنه<br />
رأى في تعليقاتها إهانة له وانتقاصاً من قدره.<br />
بداية من شهر يونيو، بدأت تعليقات بوتين<br />
العامة عن سباق الانتخابات الأميركية<br />
تتجنب الإشادة المباشرة بالمرشه ترامب،<br />
ربما ظنً ا من الكرملين أن أي مديه مباشر من<br />
بوتين سيوءدي إلى آثار عكسية في الولايات<br />
المتهدة. ورغم ذلك أوضه بوتين علنً ا<br />
تفضيله ترامب وسياسته المعلنة للتعاون<br />
مع روسيا، كما تحدثت شخصيات موءيدة<br />
للكرملين بشكل إيجابي عما رأوه مواقف<br />
غير معادية لروسيا من جانب ترامب فيما<br />
يخص سوريا وأوكرانيا، على العكس<br />
من لهجة كلينتون العداءية، كما وصفها<br />
بوتين. كما رأت موسكو أن انتخاب ترامب<br />
قد يكون وسيلة لتشكيل تحالف دولي ضد<br />
الإرهاب وتنظيم داعش. والجدير بالذكر أن<br />
بوتين له خبرات ايجابية سابقة في العمل<br />
مع زعماء غربيين ممن وجدوا أن التعامل<br />
مع روسيا يخدم مصالههم، مشل رءيس<br />
الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني<br />
والمستشار الألماني السابق غيرهارت شرودر.<br />
توقف بوتين والمسوءولون الروس عن انتقاد<br />
العملية الانتخابية الأميركية ووصفها بغير<br />
العادلة بمجرد إعلان نتيجة الانتخابات،<br />
ربما لخشيتها أن يوءدي ذلك لنتيجة عكسية.<br />
وكان دبلوماسيون روس قد شجبوا علنً ا قبل<br />
الانتخابات العملية الانتخابية الأميركية<br />
وكانوا على استعداد للتشكيك في مصداقية<br />
النتاءج، بتدشين وسم DemocracyRIP#<br />
تحسبً ا لفوز كلينتون، وهو ما كشفته<br />
أنشطتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.<br />
حملة متعددة الأوجه<br />
نرى أن حملات التأثير تمت بموافقة أعلى<br />
السلطات في الهكومة الروسية، لاسيما<br />
الهساسة منها. بطبيعتها، تتميز حملات<br />
التأثير الروسية بكونها متعددة الأوجه ويمكن<br />
إنكارها، وذلك لأنها تستخدم مزيجاً من<br />
عناصر التأثير ومنظمات صورية. وقد قدمت<br />
موسكو دليلاً على ذلك إبان أزمة أوكرانيا عام<br />
2014، حينما نشرت قواتها ومستشاريها<br />
شرق أوكرانيا وأنكرت ذلك علنً ا.<br />
التجسس الإلكتروني<br />
استطاعت الاستخبارات الروسية في يوليو<br />
2015 الوصول إلى شبكات اللجنة الوطنية<br />
الديمقراطية، وظلت الشبكة متاحة لها حتى<br />
يونيو 2016 على الأقل. وربما بدأت إدارة<br />
الاستخبارات الرءيسية (GRU) العمليات<br />
السيبرانية التي تستهدف الانتخابات<br />
الأميركية في مارس 2016. ونعتقد أن هذا<br />
التدخل أسفر عن الاستيلاء على <strong>البر</strong>يد<br />
الالكتروني الخاص لعدد من مسوءولي<br />
الهزب الديمقراطي والرموز السياسية.<br />
وبهلول شهر مايو كان المتسلل قد استطاع<br />
استخلاص قدر كبير من المعلومات الهامة من<br />
اللجنة الوطنية الديمقراطية.<br />
الكشف العلني<br />
استخدمت الاستخبارات الروسية عدداً<br />
من المواقع والقراصنة وموقع ويكيليكس<br />
لتسريب المعلومات التي حصلوا عليها. ورغم<br />
ادعاء أحد القراصنة كونه رومانيً ا، فقد أدلى<br />
بعدة بيانات متناقضة بشأن هويته وصلته<br />
بروسيا.<br />
من ناحية أخرى، فقد قدمت الاستخبارات<br />
الروسية المعلومات المأخوذة من اللجنة<br />
الوطنية الديمقراطية إلى موقع ويكيليكس لما<br />
يتميز به من مصداقية. في بداية سبتمبر،<br />
قال بوتين علنا إنه من الجيد كشف<br />
معلومات اللجنة الوطنية الديمقراطية<br />
عبر ويكيليكس، واصفاً البهش عن مصدر<br />
التسريب بكونه إلهاء، ومنكراً أي تدخل<br />
حكومي روسي.<br />
وقد تعاون المصدر الإعلامي الأساسي التابع<br />
للكرملين RT) أو روسيا اليوم سابقا) مع موقع<br />
ويكيليكس، بعدما أقنع رءيس تحريرها<br />
موءسس الموقع بتجديد تعاقدهما، لتصبه<br />
RT الشركة الإعلامية الروسية الوحيدة<br />
المرتبطة بموقع ويكيليكس.<br />
التدخل السيبراني الروسي<br />
استطاعت الاستخبارات الروسية الوصول<br />
إلى أعضاء بالمجالس الانتخابية العامة<br />
والمهلية. ومنذ عام 2014 درست الاستخبارات<br />
الروسية العملية الانتخابية الأميركية،<br />
والتقنيات والآليات المستخدمة.<br />
جهود الإعلام الروسي<br />
ساهمت وساءل الإعلام الهكومية الروسية<br />
في حملة التأثير بدورها كمنصة لتقديم<br />
رساءل الكرملين إلى الجمهور الروسي<br />
والدولي. كما تحدثت وساءل الإعلام<br />
الهكومية الروسية بشكل إيجابي عن<br />
المرشه دونالد ترامب خلال فترتي الانتخابات<br />
التمهيدية والعامة، بينما كانت تتهدش عن<br />
كلينتون بشكل سلبي.<br />
بداية من مارس 2016، بدأ أشخاص على<br />
صلة بالهكومة الروسية دعم ترشه ترامب<br />
علنً ا في وساءل الإعلام الموجهة إلى المتهدثين<br />
باللغة الانجليزية. بل وبدأت في الترويج<br />
لأن المرشه الجمهوري دونالد ترامب يتعرض<br />
لهملة تشويه في وساءل الإعلام الأميركية<br />
والتي وصفوها بكونها خاضعة لموءسسات<br />
سياسية فاسدة. رحب الإعلام الروسي<br />
بانتصار ترامب ووصفه بكونه تبرءة لمناصرة<br />
ترامب للهركات الشعبوية العالمية، وهو<br />
شعار موءتمر بوتين السنوي للأكاديميين<br />
الغربيين في أكتوبر 2016، كما وصفوا<br />
انتصاره بأنه آخر مشال على انهيار الليبرالية<br />
الغربية.<br />
من جانبه، صور الإعلامي الروسي ديمتري<br />
كيسليف المرشه دونالد ترامب بأنه ضهية<br />
للموءسسات السياسية الفاسدة والعملية<br />
الانتخابية الفاشلة التي تريد منع انتخابه<br />
لأنه يريد العمل مع موسكو.<br />
أما فلاديمير زيرينوفسكي، زعيم الهزب<br />
الوطني التهرري الديمقراطي الروسي،<br />
فزعم أن روسيا ستبتهج بفوز ترامب، والذي<br />
سيعزز مواقفها في كل من سوريا وأوكرانيا.<br />
أما تغطية الإعلام الروسي لهملة كلينتون<br />
الانتخابية، فكان سلبيً ا على الدوام، مكتفيً ا<br />
بالتركيز على تسريبات بريدها الالكتروني،<br />
واتهامها بالفساد واعتلال الصهة وصلتها<br />
بالمتشددين الإسلاميين. بل إن بعض<br />
المسوءولين الروس زعموا أن انتخاب كلينتون<br />
قد يوءدي إلى حرب بين البلدين.<br />
وبداية من شهر أغسطس، نشرت قناة RT<br />
للناطقين باللغة الانجليزية عدة تسجيلات<br />
مرءية تستهدف تقويض شعبية كلينتون<br />
والربط بينها وبين الإرهاب وتنظيم داعش.<br />
جهود التأثيرة<br />
تصاعدت جهود روسيا للتأثير على<br />
انتخابات الرءاسة الأميركية بشكل مباشر<br />
وأعمق بما فاق محاولاتها في الانتخابات<br />
السابقة. ونقدّر أن حمل التأثير في 2016<br />
عكست إدراك الكرملين للتأثير الواسع<br />
لكشف أسرار الهكومة الأميركية، وفهمه<br />
لقيمة تنسيق هذه التسريبات من أجل<br />
تعزيز أثرها المطلوب.<br />
نقدّ ر أن موسكو ستطبق الدروس المستفادة<br />
من عمليتها التي استهدفت بها انتخابات<br />
الرءاسة الأميركية داخل الولايات المتهدة<br />
وخارجها، لاسيما ضد حلفاء الولايات<br />
المتهدة وعملياتهم الانتخابية.<br />
وتوحي آراء بوتين العلنية بشأن<br />
التسريبات أن الكرملين والاستخبارات<br />
سيواصلون استخدام الهجمات<br />
السيبرانية لإيمانهم بقدرتهم على تحقيق<br />
الأهداف الروسية بهذه الطريقة دون إيذاء<br />
المصاله الروسية.<br />
أميركا تتخلى عن دورها<br />
في أول كلمة له كرءيس، وضع ترامب<br />
مصاله الولايات المتهدة فوق كل اعتبار<br />
وأبدى استعداده لإنهاء التعهدات تجاه<br />
الهلفاء والتي تعود لعقود طويلة..<br />
ولتوحيد البلد المنقسم، تعهد ترامب بنهج<br />
قومي خطير، تحذر إنيس بول في تعليقها<br />
التالي: دونالد ترامب هو دونالد ترامب،<br />
وكل من كان يأمل أن يغير رجل الأعمال<br />
القادم من نيويورك نبرته العدوانية<br />
بعد أداءه اليمين الدستورية كرءيس<br />
لأميركا، قد أصيب بخيبة أمل كبيرة..<br />
الكلمة الأولى للرءيس الخامس والأربعين<br />
للولايات المتهدة لم تترك أي مجال<br />
للتكهنات: فترامب لا يفكر أبداً كصاحب<br />
أهم منصب سياسي عالمي في تخفيف<br />
لهجته.. على العكس كرر عباراته التي<br />
أطلقها خلال الهملة الانتخابية الشرسة<br />
ووعد أنه من خلال سياسة اقتصادية<br />
ودفاعية انعزالية سيعيد لأميركا عظمتها<br />
السابقة.. وتعهد أنه، الملياردير وأعضاء<br />
حكومته من أصهاب الملايين، سيجعلون<br />
البلاد أكثر عدلاً.. وأنه سيعمل من أجل<br />
﴿ إنيس بول تحذر في تعليقها من نهج ترامب القومي الخطير<br />
تأمين تعليم جيد وقبل كل شيء وظاءف<br />
آمنة، من خلال إنهاء نفوذ القوى الأجنبية<br />
والاهتمام خلال فترة ولايته، بالرفاه المباشر<br />
لبلاده فقط.<br />
وبذلك فإنه يتخلى عن دور الولايات المتهدة<br />
كقوة عالمية، وهو أمر واضه بالنسبة لرجل<br />
يضع مصلهة بلاده فوق كل اعتبار وليس<br />
لديه أي مشكلة في ذلك.<br />
﴿ ترامب يلقي كلمته بعد أداء اليمين<br />
للكلمات وزن جديد<br />
لم يكن جديداً ما تم سماعه من الرجل<br />
السبعيني خلال حفل تنصيبه، ولكن كان<br />
له وزن جديد.. فهتى لو أن سلطة الرءيس<br />
الأميركي محدودة، فإنه هو الذي يوءثر<br />
على المزاج السياسي العام في البلاد بشكل<br />
كبير.. ووفقاً لذلك احتفل حوالي نصف<br />
مليون من موءيدي ترامب الذين قدموا من<br />
مختلف أنهاء البلاد، بشكل كبير به،<br />
لأنه لم يتنصل من وعوده الانتخابية..<br />
وبنفس التصميم جاء معارضوه<br />
للاحتجاج على نهجه السياسي.<br />
الانتخابات التمهيدية الطويلة في الولايات<br />
المتهدة توءدي إلى أن الرءيس الجديد<br />
يجد نفسه أمام بلد منقسم.. والأمر<br />
كان داءماً، حتى عندما تكون المعركة<br />
الانتخابية قد وصلت إلى مستوى متدنٍ لم<br />
تصله من قبل، مشلما الهال مع الخطاب<br />
الانقسامي للرءيس ترامب؛ فإن الإشارات<br />
الأولى للرءيس الجديد كانت وعلى مدى<br />
عقود تصالهية.. لكن ترامب كان في هذا<br />
السياق استشناء.<br />
سلطة الرجل القاسي<br />
إنه لا يوءمن بسلطة التصاله، وإنما بسلطة<br />
الرجل القاسي.. فكل كلمة وكل إشارة<br />
في يومه الأول في السلطة، كانت توحي<br />
بذلك.. ومن هنا فإنه سيتبع قواعد<br />
لعبة الديماغوجيين، الذين يصنفون<br />
كل «غريب» كتهديد ويستغلون انتشار<br />
الخوف، لرص الصفوف خلفهم.. وبذلك<br />
فإنه يضع الكشير من المزالق والمطبات<br />
وخصوصاً لليبراليين والمنفتهين من<br />
الأميركيات والأميركيين الذين يتمنون<br />
روءية بلد مختلف تماماً ويرون أنفسهم جزءاً<br />
من عالم حر يناضل المرء من أجله.<br />
الحرمان من الرفاه<br />
حتى وإن أراد 54 بالماءة من الناخبين<br />
رءيساً آخر، والنظام الانتخابي أدى إلى<br />
فوز المرشه الذي حصل على ثلاثة ملايين<br />
صوت أقل؛ فإن هموم واحتياجات الكشير<br />
من موءيديه واقعية جداً؛ ومن الخطأ تماماً<br />
وتعجرف تجاهل هذه الهقيقة. إنه عار:<br />
أن يعيش كشير من الناس في واحد من<br />
أغنى بلاد العالم في فقر لا أمل بالخروج منه،<br />
وكشير من الأطفال يلدون وليس لهم فرصة<br />
حقيقية فقط، لأنهم ولدوا في العاءلة الخطأ<br />
وفي ظل نظلم تعليمي يشجع بالدرجة<br />
الأولى أصهاب الامتيازات؛ وكم من الناس<br />
يشعرون بأنهم عالة وقد تركوا لوحدهم.<br />
هناك الكشير من الأسباب المفهومة لفقدان<br />
موءيدي ترامب ثقتهم بالنخبة السياسية..<br />
وإن ً شخصا مشل ترامب يمكن أن يوجد<br />
في الولايات المتهدة.. لكن وبالتأكيد، فإن<br />
غطرسة وجهل السلطة التي تفته الباب<br />
على مصراعيه للقوميين الخطرين، لا<br />
تقتصر على الولايات المتهدة فقط.