07.02.2017 Views

«6» اتفاقيات مع طاجيكستان

a_alwatan

a_alwatan

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

$<br />

السنة (22) - الشلاثاء 10 من جمادى الأولى ‎1438‎ه الموافق 7 فبراير ‎2017‎م العدد (7828)<br />

متابعات<br />

22<br />

المشهد السوري<br />

ما بعد أستانا<br />

المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات<br />

ما إن تمّ‏ التوصل إلى اتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار بين روسيا<br />

وفصائل من ال<strong>مع</strong>ارضة السورية المسلحة،‏ في 29 ديسمبر<br />

2016، حتى دعت موسكو إلى اجتماع أستانا ‏(كازاخستان)،‏<br />

وقد سبقت الإشارة في بنود اتفاق أنقرة إلى أنّ‏ ه سيُ‏ عقد خلال<br />

شهرٍ‏ من تاريخ سريان الهدنة وحال الالتزام بها..‏ عُ‏ قد الاجتماع<br />

في 24-23 يناير 2017، على الرغم من الخرق الكبير الذي نفّ‏ ذه<br />

النظام وحلفاؤه من المليشيات المدعومة إيرانيً‏ ا،‏ بخاصة<br />

في محيط مدينة دمشق ‏(وادي بردى،‏ والغوطة الشرقية)،‏<br />

ومدينة محجة في ريف درعا الشمالي،‏ وغيرها..‏ وقد اقتصرت<br />

دعوة الراعيَ‏ ين،‏ الروسي والتركي،‏ على وفد فصائل ال<strong>مع</strong>ارضة<br />

المسلحة التي وقّ‏ عت اتفاق أنقرة،‏ ووفد النظام السوري..‏ أمّ‏ ا<br />

الهدف من ذلك،‏ فهو تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ بقية<br />

بنود الاتفاق،‏ وفي مقدمتها إدخال المساعدات الإنسانية إلى<br />

المناطق المحاصرة وإطلاق سراح ال<strong>مع</strong>تقلين والأسرى..‏ وقد<br />

حضرت الولايات المتحدة الأميركية بصفة ‏«مراقب»،‏ واقتصر<br />

تمثيلها على سفيرها لدى كازاخستان.‏ وتسبّ‏ ب اعتراض<br />

طهران على دعوة موسكو للإدارة الأميركية لحضور الاجتماع<br />

بامتعاض روسي جرى التعبير عنه علنً‏ ا من الكرملين،‏ كما<br />

حضر المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا،‏<br />

بعد أن أعلن سابقً‏ ا أنّ‏ ه سيكتفي بإرسال ممثّ‏ ل عنه لحضور<br />

الاجتماع.‏<br />

﴿ دي ميستورا يتهدش إلى علوش‏ على هامش‏ مباحشات أستانا<br />

لقد حضرت الأطراف جميعُ‏ ها مراسمَ‏<br />

افتتاه الاجتماع،‏ ولكنْ‏ لم تُ‏ عقد محادثات<br />

مباشرة بين وفدَ‏ ي ال<strong>مع</strong>ارضة والنظام،‏ بل<br />

كان التفاوض‏ يجري عبر المبعوش الأممي<br />

والراعيين التركي والروسي..‏ ولم تُ‏ بدد<br />

محاولة الروس‏ إثارة أجواء من التفاوءل قبل<br />

الاجتماع حالةَ‏ التوتر التي سادت طوال<br />

عقْ‏ د الموءتمر..‏ وقد تمشّلت أسباب التوتر في<br />

محاولة إيران فرض‏ نفسها راعيً‏ ا للاجتماع<br />

إلى جانب كل ٍّ من روسيا وتركيا،‏ في حين<br />

كانت ميليشياتها ‏(حزب االله تحديدً‏ ا)‏<br />

مستمرةً‏ في خرق الهدنة على الأرض،‏<br />

وقصف قرى وادي بردى وبَ‏ لداتها؛ في محاولة<br />

لاقتهامها والسيطرة عليها.‏<br />

لقد حاولت إيران استخدام اجتماع أستانا<br />

للخروج من حال العزلة التي وجدت نفسها<br />

فيها،‏ <strong>مع</strong> تحفظها عن الجهد التركي-‏<br />

الروسي لإيجاد حلّ‏ سياسي للأزمة<br />

السورية،‏ وقد بدأت باتفاق إخراج ال<strong>مع</strong>ارضة<br />

السورية من حلب في منتصف ديسمبر<br />

2016، واستمرت في تسجيل اعتراضها<br />

على تمشيل وفد الفصاءل المسلهة في<br />

اتفاق أنقرة لوقف إطلاق النار،‏ عادّ‏ ةً‏ إياها<br />

فصاءل إرهابيةً‏ .. وتأكيدً‏ ا لرفض‏ مساعي<br />

إيران تقديم نفسها جزءً‏ ا من الهل في<br />

سوريا،‏ تحف َّ ظ وفد ال<strong>مع</strong>ارضة عن عَ‏ د ِّ إيران<br />

ضامنًا لأيّ‏ اتفاق <strong>مع</strong> النظام لأنّ‏ ها طرفٌ‏ في<br />

الصراع وجزءٌ‏ من المشكلة..‏ كما رفض‏ وفد<br />

ال<strong>مع</strong>ارضة مناقشة أيّ‏ موضوعٍ‏ ، باستشناء<br />

ما كان واردً‏ ا في جدول الأعمال ‏(تشبيت<br />

وقف إطلاق النار،‏ وإغاثة المناطق المهاصرة،‏<br />

وإطلاق ال<strong>مع</strong>تقلين)،‏ خشية نجاه محاولات<br />

طاءفة من ال<strong>مع</strong>ارضة لم تُ‏ دعَ‏ إلى المشاركة في<br />

أستانا في الالتفاف على دور الهيئة العليا<br />

للمفاوضات،‏ أو تحويل أستانا نفسها إلى<br />

بديل من عملية جنيف التي تُ‏ عَ‏ دّ‏ مرجعية<br />

الهل المقبولة بالنسبة إلى ال<strong>مع</strong>ارضة..‏<br />

وعلى الرغم من أنّ‏ اجتماع أستانا لم يهقق<br />

لل<strong>مع</strong>ارضة المسلهة أهدافها،‏ ولا سيما في ما<br />

يتصل بالهصول على التزام قاطعٍ‏ وفوري<br />

بوقف كل الأعمال القتالية على الأراضي<br />

السورية،‏ باستشناء ما يخص‏ منها<br />

تنظيم الدولة،‏ فقد تمشّ‏ ل مكسبها الأكبر<br />

في انتزاعها اعترافً‏ ا من النظام وحلفاءه<br />

بشرعية تمشيلها،‏ بعد أن ظلّ‏ الروس‏<br />

والإيرانيون يصرون على وصمها بالإرهاب،‏<br />

ً خصوصا أنّ‏ هذه المناسبة هي أوّ‏ ل مناسبة<br />

تُ‏ دعى فيها فصاءل ال<strong>مع</strong>ارضة المسلهة<br />

للمشاركة في جهد الهل السياسي.‏<br />

مفاجأة الدستور<br />

لقد كان الاجتماع كلّه ً مخصصا لمناقشة<br />

‏ُسبل تشبيت وقف إطلاق النار،‏ بوصف<br />

ذلك خطوةً‏ أساسيةً‏ نهو استئناف<br />

مسيرة الهل السياسي في جنيف التي<br />

أعلن المبعوش الأممي ستيفان دي مستورا<br />

عن استئنافها في 8 فبراير 2017. غير<br />

أنّ‏ الراعي الروسي فاجأ‏ الجميع بطرحه<br />

مسودة دستور سوري عكف على إعداده<br />

خبراء من الروس‏ تمُ‏ شّ‏ ل،‏ من المنظور<br />

الروسي،‏ مدخلاً‏ إلى حلّ‏ الأزمة التي<br />

تعصف بالبلاد منذ ستّ‏ سنوات..‏ وقد<br />

بدا واضهً‏ ا،‏ من خلال طره الدستور،‏ وجود<br />

محاولة روسية للتوصل إلى تسوية بعيدً‏ ا<br />

عن مرجعيات جنيف،‏ ووجود مسعً‏ ى<br />

لاحتكار الهل في إطار الصيغة الشلاثية<br />

التي ظهرت في أستانا ‏(تركيا–‏ روسيا–‏<br />

إيران)،‏ في ظل انشغال الولايات المتهدة<br />

بعملية انتقال السلطة وتعيينات إدارة<br />

دونالد ترامب،‏ إضافةً‏ إلى تراجع الاهتمام<br />

الدولي بالشأن السوري،‏ ووجود ما يشبه<br />

التسليم بدور روسيا القيادي في حلّ‏ الأزمة<br />

السورية..‏ كما بدا واضهً‏ ا من خلال بعض‏<br />

بنود الدستور المقتره وجود محاولةٍ‏ روسيةٍ‏<br />

لاستمالة جزء من ال<strong>مع</strong>ارضة ‏(العسكرية<br />

على نهو خاص)؛ وذلك من خلال إضعاف<br />

موقع رءاسة الجمهورية،‏ بوصفه يمشّ‏ ل<br />

مدخلاً‏ إلى الهلّ‏ .. فقد نَ‏ ص‏<br />

من مسودة الدستور الروسية المقترحة<br />

على أن يتولى مجلس‏ النواب ‏(البرلمان)‏<br />

الاختصاصات الآتية:‏ إقرار مساءل الهرب<br />

ّ ت المادة 44<br />

والسلام،‏ وتنهية رءيس‏ الجمهورية،‏<br />

وتعيين أعضاء المهكمة الدستورية العليا،‏<br />

وتعيين حاكم المصرف المركزي السوري<br />

وإقالته..‏ كما شددت المسودة على عدم<br />

جواز استخدام القوات المسلهة لغير<br />

الأغراض‏ التي أُنشئت لها،‏ إذ نص‏ البند<br />

الرابع من المادة العاشرة على أن تكون القوات<br />

المسلهة وغيرها من الوحدات المسلهة<br />

تحت رقابة المجت<strong>مع</strong>،‏ وأن تنهصر مهمتها<br />

في حماية سورية وضمان وحدة أراضيها،‏<br />

وألاّ‏ تستخدم ضد المواطنين السوريين،‏ وألاّ‏<br />

تتدخل في الشأن السياسي،‏ وألاّ‏ توءدّ‏ ي دورً‏ ا<br />

في عملية انتقال السلطة.‏<br />

رفضت ال<strong>مع</strong>ارضة مناقشة مسودة<br />

الدستور،‏ بالنظر إلى أنّ‏ وضع الدستور<br />

شأنٌ‏ يقرره الشعب السوري،‏ وأنّ‏ ه يكون<br />

نتيجةً‏ للشروع في عملية سياسية،‏ وليس‏<br />

مقدمةً‏ لها،‏ فضلاً‏ عن أنّ‏ ال<strong>مع</strong>ارضة المسلهة<br />

غيرُ‏ مخولة في هذا الموضوع السياسي،‏ في<br />

ظلّ‏ غياب الهيئة العليا للمفاوضات..‏ أمّ‏ ا<br />

النظام الذي طالما أبدى حساسيةً‏ مفرطةً‏<br />

تجاه مساءل السيادة،‏ فلم يعلّق علنيً‏ ا<br />

على الطره الروسي.‏<br />

بيان أستانا<br />

بالتوازي <strong>مع</strong> طره مسودة الدستور،‏ أقرّ‏ البيان<br />

الختامي لاجتماع أستانا إنشاء آلية ثلاثية<br />

لمراقبة احترام الهدنة،‏ تتكون من الدول<br />

الضامنة لوقف إطلاق النار،‏ على أن تبدأ‏ عملها<br />

في أستانا في مطلع فبراير 2017، وذلك تمهيدً‏ ا<br />

للانتقال إلى جنيف واستئناف مسيرة الهل<br />

السياسي..‏ وقد سجلت الفصاءل تحفظها<br />

عن مشاركة إيران في هذه الآلية..‏ كما دعا<br />

البيان إلى ضرورة التطبيق السريع لكل<br />

الخطوات المنصوص‏ عليها في قرار مجلس‏<br />

الأمن رقم 2254 عام 2015، بما في ذلك وصول<br />

المساعدات الإنسانية للمهاصرين.‏ وشدّ‏ د<br />

البيان على وحدة أراضي سورية كدولة<br />

متعددة الأديان والشقافات،‏ وأكّ‏ د إصرار<br />

مُ‏ وقّ‏ عي البيان الختامي على قتال جبهة ‏«فته<br />

الشام»‏ ‏(«جبهة النصرة»‏ سابقً‏ ا)،‏ وتنظيم<br />

الدولة الإسلامية ‏(داعش)،‏ وفصلهما عن بقية<br />

فصاءل ال<strong>مع</strong>ارضة المسلهة التي تمّ‏ ت دعوتها<br />

إلى المشاركة في محادثات جنيف للتسوية،‏<br />

إلى جانب ال<strong>مع</strong>ارضة السياسية.‏<br />

استقطاب بين الفصائل<br />

لم تتأخر تداعيات اجتماع أستانا عن<br />

الظهور على الأرض‏ في شكل استقطابات<br />

حادّ‏ ة بين الفصاءل التي شاركت في<br />

الاجتماع والفصاءل التي رفضته و«خوّنت»‏<br />

المشاركين فيه..‏ ولم تلبش أن تطورت إلى<br />

صدامات مسلهة عندما قامت جبهة فته<br />

الشام بتوجيه ضربة استباقية إلى فصاءل<br />

ال<strong>مع</strong>ارضة التي شاركت في أستانا،‏ بناءً‏ على<br />

شكوك في حصول اتفاق على ضربها،‏ تكون<br />

فصاءل أستانا جزءً‏ ا منه.‏ وكان المسوءولون<br />

الروس‏ قد غذ َّ وا هذه الشكوك من خلال زعمٍ‏<br />

مُ‏ فاده حصول استلامٍ‏ وتسليمٍ‏ لخراءط<br />

توضه أماكن وجود عناصر من جبهة فته<br />

الشام،‏ تزامنت <strong>مع</strong> ضربات جوية سقط فيها<br />

مئات منهم،‏ وهو أمرٌ‏ عدّ‏ ته جبهة فته الشام<br />

بدايةً‏ لعملية التخلص‏ منها.‏<br />

كانت الخلافات قد أخذت تتفاعل قبل ذلك<br />

بين جبهة فته الشام تحديدً‏ ا وبقية فصاءل<br />

ال<strong>مع</strong>ارضة..‏ وقد انفجرت هذه الخلافات حربً‏ ا<br />

كلاميةً‏ بعد <strong>مع</strong>ركة حلب؛ إذ اتهمت بعض‏<br />

الفصاءل الجبهة بمسوءوليتها عن سقوط<br />

المدينة وتشريد أهلها،‏ عندما رفضت-‏ على<br />

الرغم من قلة عدد مقاتليها في حلب-‏ عرض‏<br />

بمغادرة الجزء الشرقي من المدينة،‏ مقابل<br />

وقف الهجوم الروسي عليها..‏ وقد بلغ<br />

الاستقطاب أشده بين الجبهة وحلفاءها من<br />

جهة،‏ وبقية فصاءل ال<strong>مع</strong>ارضة السورية من<br />

جهة أخرى؛ وذلك بهصول عمليات اندماج<br />

وتمايز بين <strong>مع</strong>سكرين كبيرين متقابلين..‏<br />

فبعد أقلّ‏ من أسبوع على اختتام اجتماعات<br />

أستانا،‏ أعلنت كل من جبهة فته الشام،‏<br />

و«حركة نور الدين زنكي»،‏ و«لواء الهق»،‏<br />

و«جبهة أنصار الدين»‏ و«جيش‏ السنّ‏ ة»،‏<br />

ً ا<br />

عن الاندماج في جسم عسكري واحد أُطلق<br />

عليه اسم ‏«هيئة تحرير الشام»..‏ وقد<br />

سبق تشكيل هذه الهيئة انضمام فصاءل<br />

مختلفة في ريفَ‏ ي حلب وإدلب إلى حركة<br />

‏«أحرار الشام»،‏ أبرزها ‏«ألوية صقور الشام»‏<br />

و«جيش‏ الإسلام»‏ ‏(قطاع إدلب)،‏ و«جيش‏<br />

المجاهدين»‏ و»تج<strong>مع</strong> فاستقم كما أمرت»،‏<br />

و«الجبهة الشامية»‏ ‏(قطاع ريف حلب<br />

الغربي)،‏ طلبً‏ ا للهماية؛ بالنظر إلى نزاعات<br />

تطورت إلى اشتباكات دامية <strong>مع</strong> جبهة فته<br />

الشام؛ وذلك بسبب مشاركة بعض‏ هذه<br />

الفصاءل في أستانا والقبول بمخرجاتها،‏ ما<br />

يعني أنّ‏ المشهد ال<strong>مع</strong>ارض‏ السوري أخذ يتبلور<br />

بوضوه بين كتلتين كبيرتين ومشروعين<br />

متمايزين:‏ الأول جهادي أممي تقوده جبهة<br />

فته الشام وتحاول فرض‏ نمط حياة <strong>مع</strong>ينّ‏<br />

على المجت<strong>مع</strong> السوري المهلي حتى قبل<br />

التخلص‏ من النظام القاءم،‏ والشاني وطني<br />

سوري يقوده أحرار الشام ويرى أنّ‏ القضية<br />

الرءيسية هي التخلص‏ من نظام الهكم.‏<br />

مناطق ترامب الآمنة<br />

إلى جانب تحوّل روسيا إلى لاعب رءيس‏ في<br />

المشهد السياسي والميداني السوري،‏ بدا لافتً‏ ا<br />

للنظر ضعف الدور الأميركي الذي عبرّ‏ ، هو<br />

ُ نفسه،‏ عن هذا الضعف بوضوهٍ‏ في اجتماع<br />

أستانا..‏ فقد اكتفت الولايات المتهدة<br />

بالهضور بصفة ‏«مراقب»،‏ في حين تولّت<br />

روسيا،‏ إلى جانب المبعوش الأممي ستيفان دي<br />

ميستورا،‏ الدور الرءيس‏ في الوساطة بين<br />

أطراف النزاع السوريين.‏ لكنّ‏ هذا الغياب<br />

لم يستمر طويلاً‏ ، إذ عاد الرءيس‏ الأميركي<br />

دونالد ترامب في أسبوع حكمه الأول لطره<br />

قضية إنشاء مناطق آمنة في سوريا،‏ من<br />

منطلق أنّ‏ ذلك يمشّ‏ ل حلاً‏ لقضية اللاجئين،‏<br />

وهو أمرٌ‏ كانت إدارة الرءيس‏ السابق باراك<br />

أوباما ترفضه باستمرار..‏ وقد طلب ترامب<br />

من وزارتَ‏ ي الدفاع والخارجية وضع خطة<br />

لإنشاء مناطق آمنة داخل سورية في غضون<br />

90 يومً‏ ا..‏ ولم يُ‏ خفِ‏ الروس‏ استياءهم<br />

من هذا الطره الذي جاء بمنزلة ٍ تشويش‏<br />

على جهدهم،‏ فقد بدَوا في أستانا مُ‏ نفردين<br />

بوضع أُسس‏ الهل السوري،‏ سواء كان ذلك<br />

عبر نجاحهم في ج<strong>مع</strong> الأطراف العسكرية<br />

السورية الفاعلة على الأرض،‏ أو ترويج روءيتهم<br />

لماهية الهل الذي ينشدونه في سوريا.‏<br />

خاتمة<br />

شكّلت أستانا محطةً‏ أخرى من محطات<br />

تسوية الأزمة السورية،‏ وعلى الرغم من<br />

أنّ‏ روسيا بدَ‏ ت مهتمةً،‏ أكثر من أيّ‏ وقت<br />

مضى،‏ باجتراه حلّ‏ يُ‏ عزّ‏ ز مكاسبها وموقعها<br />

على الساحة السورية،‏ فإنّ‏ عقبات كشيرةً‏<br />

مازالت تعترض‏ الوصول إلى تسوية تنهي<br />

الصراع،‏ أبرزها موقف إيران و<strong>مع</strong>ها النظام<br />

السوري ال<strong>مع</strong>ارض‏ لوقف إطلاق النار،‏ وهو<br />

موقف يهاول إقناع روسيا بضرورة الهسم<br />

العسكري وإمكانيته..‏ فإيران والنظام<br />

السوري يعملان على تجميع ال<strong>مع</strong>ارضين<br />

لهما من محيط دمشق في إدلب ‏(حيش<br />

تختلط النصرة بغيرها)‏ آملَين أن تقوم<br />

روسيا أو التهالف الدولي بتصفيتهم<br />

بهجة أنّ‏ الهدنة لا تشمل الإرهابيين.‏<br />

وثمة عوامل أخرى لم يتضه تأثيرها بعدُ‏ ؛<br />

منها ما سيكون عليه موقف إدارة ترامب،‏<br />

وما سوف تسفر عنه حال الاستقطاب بين<br />

فصاءل ال<strong>مع</strong>ارضة السورية التي بات لزامً‏ ا<br />

عليها اتخاذ موقف حاسمٍ‏ تجاه المشاريع<br />

التي لا تخدم المشروع الوطني السوري،‏<br />

والتي تضعه في مواجهةٍ‏ <strong>مع</strong> الموقف الدولي،‏<br />

والتي تطيل من عمر نظام الطغيان.‏ ويبدو<br />

أنّ‏ ه من المهم،‏ في هذه المرحلة تحديدً‏ ا،‏<br />

أن تُ‏ عيد قوى الشعب السوري الهية<br />

‏(السياسية والأهلية والفصاءل المسلهة)‏<br />

تأكيد أنّ‏ أيّ‏ تسوية لا بدّ‏ أن تشمل التخلص‏<br />

من هذا النظام الراهن والانتقال إلى نظام<br />

ديمقراطي مدني تعددي في سورية موحدة..‏<br />

فوضوه الموقف وثباته ضروريان في ظل<br />

تداخل العوامل الإقليمية والدولية وتشابكها،‏<br />

وتعدد ّ منصات الهوار والتفاوض.‏<br />

جدوى الهدنة<br />

وشكوك هواجس<br />

شكك رءيس‏ موءتمر ميونيخ للأمن،‏ فولفغانغ<br />

إيشنغر،‏ في جدوى الهدنة التي فرضها الرءيس‏<br />

الروسي فلاديمير بوتين في سوريا <strong>مع</strong>تبرا أن<br />

موسكو ‏«غير قادرة»‏ على إحلال السلام في سوريا.‏<br />

وقال إيشنغر:‏ ‏«باستطاعتنا أن نهنئ بوتين على<br />

أنه حقق ما يريد على المستوى القصير ولكني لا أرى<br />

على المدى البعيد أن روسيا تستطيع فرض‏ سلام<br />

داءم في سوريا وحولها».‏<br />

وأضاف إيشنغر في تصريه لموءسسة SWR<br />

الإعلامية في ألمانيا إنه ‏«ربما كان ما يهدش هنا<br />

هو نجاه تكتيكي على المدى القصير للسياسة<br />

الخارجية الروسية السورية..‏ لكن علينا بالطبع<br />

أن نعلم أن الأغلبية الكبيرة من الشعب السوري لا<br />

تقف وراء الأسد».‏<br />

وأوضه الخبير الأمني الألماني أن أغلبية السوريين<br />

من المسلمين السنة وأن أغلبية المسلمين في العالم<br />

العربي من السنة ‏«وآخر ما يريدونه هو أن تفرض‏<br />

روسيا نفسها كهامية للديكتاتور الأسد».‏<br />

ورأى إيشنغر أن روسيا أثقلت كاهلها بمشكلة<br />

ستنهكها وقال إنه لا يهسد السياسة الخارجية<br />

الروسية على ذلك.‏<br />

كما أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر<br />

شتاينماير عن شكوكه في فرص‏ التوصل إلى<br />

تسوية داءمة للصراع السوري على الرغم من وقف<br />

إطلاق النار الهالي.‏ وسبق لشتاينماير أن استبعد<br />

إمكانية رسم مستقبل لسوريا في ظل الأسد.‏<br />

وقال شتاينماير لصهيفة ‏«راينشه بوست»‏ ‏«لكي<br />

تكون هناك احتمالات للسلام،‏ هناك حاجة إلى<br />

أكثر من مجرد غياب للمواجهات العسكرية».‏ ويرى<br />

شتاينماير أن فرصة حدوش نهاية داءمة للأعمال<br />

العداءية دون إجراء مفاوضات سياسية حقيقية<br />

تشمل جميع الأطراف ذات الصلة لا تذكر تقريبا.‏<br />

وأكد أن وقف إطلاق النار الهالي في سوريا يعد<br />

بادرة أمل للشعب السوري.‏<br />

﴿ خروقات النظام مستمرة

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!