You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
تقارير<br />
السنة (22) - الشلاثاء 7 من رجب 1438ه الموافق 4 ابريل 2017م العدد (7884) 21<br />
$<br />
يوم الأرض<br />
للمقاومة والصمود رمز<br />
فلسطين- $- أمين بركة<br />
أحيا الفلسطينيون في الداخل والضفة الغربية<br />
وقطاع غزة.. وفي الخارج، والمتضامنون من أنحاء<br />
العالم الذكرى السنوية الواحدة والأربعين ليوم<br />
الأرض.<br />
وبالرغم من مرور 41 عاما على سن ذكراه، لم يمل<br />
الشعب الفلسطيني من الاحتفال بيوم الأرض، الذي<br />
يجمع على أنه أبرز أيامه النضالية، وأنه انعطافة<br />
تاريخية في مسيرة بقائه وانتمائه وهويته منذ نكبة<br />
1948، حيث يعد يوم الأرض لديهم بمثابة قصة<br />
تحديد، فيوم الأرض والاحتفال به بدأت بوادرها عندما<br />
صعدت السلطات الإسرائيلية من وتيرة مصادرتها<br />
<strong>أراض</strong>ي الفلسطينيين بعد نكبة 1967.<br />
ويرى متابعون أن يوم الأرض عام 1976 أصبه حداً<br />
فاصلاً بين مرحلتين في تاريخ الشعب الفلسطيني<br />
وخاصة فلسطينيي 48، تميزت الأولى بالخنوع<br />
والإذعان لسياسات إسراءيل، واتسمت الشانية<br />
بالمواجهة والكفاه والنضال المشابر لنيل الهقوق<br />
المدنية والقومية.<br />
وكانت فعاليات يوم الأرض هذا العام بدأت مسيرة<br />
ضخمة في الداخل المهتل للتأكيد على البقاء<br />
والتجذر في أرض الآباء والأجداد.<br />
وبهسب الإحصاءيات الرسمية، فإن الشعب<br />
الفلسطيني يهيي ذكرى يوم الأرض الخالد لهذا<br />
العام، باستفهال الاستيطان والمصادرة والقتل وهدم<br />
البيوت والقوانين العنصرية للاحتلال في أرضنا<br />
الفلسطينية، مع التغول الإسراءيلي بانتهاك القانون<br />
الدولي الإنساني، نتيجة صمت المجتمع الدولي.<br />
وأظهرت الإحصاءيات أن إسراءيل صادرت 21 ألف<br />
دونم من الأراضي الفلسطينية عام 1976، وتخليدا<br />
لاستشهاد 6 من أبناء شعبنا سقطوا بعد مسيرات<br />
سلمية رافضة للقرار الإسراءيلي، لافتة إلى أن يوم<br />
الأرض يأتي هذا العام 620 ألف مستوطن يقيمون<br />
في 423 موقعاً استيطانياً مقامة على أراضي الدولة<br />
الفلسطينية، تشكل مساحتها % 46 من إجمالي<br />
مساحة الضفة الغربية.<br />
وتذكر الهكومة الفلسطينية، أن «جوهر السياسة<br />
الإسراءيلية هو حرمان الشعب الفلسطيني من<br />
حقهم بالوصول إلى أراضيهم، وتحويلها إلى مناطق<br />
عسكرية مغلقة، أو للبناء الاستيطاني»، لافتة إلى<br />
أن هذا العام «شكل سابقة في انتهاكات الاحتلال<br />
المتواصلة على أراضي الدولة الفلسطينية، بعد إقرار<br />
الكنيست الإسراءيلي مشروع «قانون التسوية»،<br />
الذي يمنه سلطات الاحتلال الهق في مصادرة<br />
الأراضي الفلسطينية الخاصة، لبناء مزيد من<br />
المستوطنات»، موءكدة أن جدار الفصل العنصري<br />
الذي تقيمه إسراءيل ولم تنته منه، عزل حتى<br />
اللهظة % 10 من أراضي الضفة الغربية.<br />
أصل الحكاية<br />
وبالعودة إلى حكاية هذا اليوم، ففي الشلاثين من<br />
شهر مارس 1976، هب الشعب الفلسطيني في<br />
جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي<br />
المهتلة عام 1948 ضد الاحتلال الصهيوني، حيش<br />
اتخذت الهبة شكل إضراب شامل ومظاهرات<br />
شعبية عارمة، أعملت خلالها قوات الاحتلال<br />
قتلا وإرهابا للفلسطينيين، حيش فتهت النار<br />
على المتظاهرين، مما أدى إلى استشهاد ستة<br />
فلسطينيين، إضافة لعشرات الجرحى والمصابين،<br />
وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الصهيوني<br />
أكثر من 300 فلسطينيي.<br />
وساهم الشاعر ورءيس بلدية الناصرة الراحل<br />
توفيق زياد في اتخاذ القرار بالإضراب وتصعيد<br />
النضال دفاعا عن الأرض، فولد يوم الأرض الأول في<br />
30 مارس 1976 بعد أن نشبت مواجهات دامية بين<br />
فلسطينيي 48 وقوات الاحتلال وامتدت طيلة اليوم<br />
التالي خاصة في منطقة الجليل، وفي العام الموالي<br />
صارت ذكراه ذكرى وطنية كفاحية يهييها كل<br />
الفلسطينيين في الوطن والشتات.<br />
وكان السبب المباشر لهبة يوم الأرض هو قيام<br />
السلطات الصهيونية بمصادرة نهو 21 ألف دونم<br />
من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد<br />
وغيرها، ل<strong>تخصيص</strong>ها للمستوطنات الإسراءيلية في<br />
سياق مخطط تهويد الجليل.<br />
الجدير ذكره أن سلطات الاحتلال صادرت خلال<br />
الأعوام ما بين عام 1972-1948 أكثر من مليون<br />
دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمشلش،<br />
إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي<br />
استولت عليها السلطات الإسراءيلية، وسبق هذا<br />
كله سلسلة من المجازر المروعة التي ارتكبت بهق<br />
الفلسطينيين عام 1948.<br />
وعلى خلفية استمرار المصادرات والتهويد تشكلت<br />
في منطقة الجليل «لجنة الدفاع عن الأرض»، التي<br />
انبشقت عن لجان محلية في إطار اجتماع عام أجري<br />
في مدينة الناصرة في 18 أكتوبر 1975.<br />
مصادرة للأراضي<br />
ويشير باحشون إلى «أن مصادرات الأراضي بهدف<br />
التهويد بلغت ذروتها في مطلع 1976 بذراءع مختلفة<br />
تجد لها مسوغات في القانون الإسراءيلي»، حيش<br />
تفيد معطيات لجنة المتابعة العليا بأن إسراءيل<br />
صادرت منهم نهو مليون ونصف المليون دونم (الدونم<br />
يساوي نهو ألف متر مربع) منذ قيامها حتى العام<br />
1976، ولم يبق بهوزتهم سوى نهو نصف مليون<br />
دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين<br />
وأراضي المشاع العامة.<br />
وقد بذلت السلطات الإسراءيلية جهودا كبيرة لكسر<br />
إرادة القيادات الفلسطينية ومنع انطلاق فعاليات<br />
نضالية، لكن روءساء المجالس البلدية العربية أعلنوا<br />
الإضراب العام في اجتماع يوم 25 مارس 1976 في<br />
مدينة شفا عمرو.<br />
وهكذا غدت الأرض ويومها رمزا للبقاء والكيان والهوية،<br />
كما يوءكد المواطن محمد نواجهة، إذ يقول «في يوم<br />
الأرض الأول كنت فيه صغيرا، حينما بترت ساق<br />
والدي نتيجة إصابته برصاصة».<br />
ويوءكد أنهم كفلسطينيين لا ينسون هذا اليوم مهما<br />
فعل الاحتلال. ومنذ عام 1948، أصدرت السلطات<br />
الصهيونية قوانين متعددة من أجل شرعنة<br />
السيطرة على الأرض الفلسطينية، ومنها: قانون<br />
الغاءب، وقانون الأراضي البور، والمناطق المغلقة،<br />
وبهذا تمكنت السلطات الصهيونية من السيطرة<br />
على نهو مليون دونم من أخصب الأراضي العربية.<br />
ومنذ تولي نتانياهو سدة الهكم في إسراءيل،<br />
تم استصدار عدة قوانين للهد من التواصل<br />
الديمغرافي العربي بين المناطق الفلسطينية<br />
المهتلة عام 1948 والمهتلة عام 1967، واعتمدت<br />
الموءسسة الإسراءيلية عدة سياسات لمهاولة فرض<br />
يهودية الدولة، حيش تمت عملية مبرمجة لتهويد<br />
الأماكن التاريخية العربية، ناهيك عن تهويد<br />
المقدسات، وفي المقدمة منها المساجد والكناءس.<br />
وتعمل إسراءيل كل ما بوسعها من أجل مواصلة<br />
مشاريعها الاستيطانية والتهويدية خاصة في<br />
القدس المهتلة، حيش كشفت بلدية الاحتلال ومع<br />
الأيام الأولى لانتخاب ترامب رءيسا للولايات المتهدة<br />
الأميركية بنوفمبر الفاءت، من مخططات الإخلاء<br />
للعاءلات المقدسية وتوزيع إخطارات الهدم لعشرات<br />
المنازل بسلوان والعيسوية والشيخ جراه وباب<br />
العامود وشعفاط ووادي حلوة.<br />
ويرافق هذا الهراك القضاءي الاستيطاني الهادف<br />
لشرعنة وجود البوءر الاستيطانية بقلب التجمعات<br />
السكنية الفلسطينية ومضاعفة أعدادها في غضون<br />
العام الهالي، نشاط محموم لتهويد أسوار المسجد<br />
الأقصى وحجبه من خلال مبان عمرانية تهويدية.<br />
في مقابل ذلك يجري زرع العشرات من البوءر<br />
الاستيطانية والعسكرية وإنجاز مشاريع الهفريات<br />
بتخوم الأقصى وشبكة الأنفاق والهداءق التوراتية<br />
وبناء المزيد من الكنس والمتاحف التهويدية على<br />
أنقاض الآثار العربية والإسلامية، فيما تواجه<br />
عشرات العاءلات، تعداد أفرادها بالمئات، المصير<br />
ذاته ويتهددها خطر الإخلاء من عقاراتها وتسليمها<br />
للجمعيات الاستيطانية.<br />
ويوءكد سكرتير الهيئة المقدسية لمناهضة الهدم<br />
والتهجير ياسر الهدمي أن إسراءيل وفي ظل ما<br />
تشهده المنطقة العربية تسابق الزمن بمشاريع<br />
التهويد والاستيطان كونها تعي أن الظروف ما عادت<br />
مهيأة لها لفرض تسوية سياسية وفقا لتطلعاتها،<br />
بمسعى لفرض واقع جديد يعتمد على الهضور<br />
اليهودي المزيف وطمس وتدمير الطابع الإسلامي<br />
والعربي وتصفية الوجود الفلسطيني.<br />
وأضاف أن يوم الأرض يأتي ومعركة الاعتراف بقرانا<br />
غير المعترف بها لا تزال متواصلة، خاصة أن 45 قرية<br />
في النقب تسعى الموءسسة الإسراءيلية لهدمها وطرد<br />
أهلها»، مشددا على المسوءولية الجماعية والشخصية<br />
وضرورة الانخراط بشكل وحدوي وجدي في معركة<br />
البقاء.<br />
قوانين جائرة<br />
بدوره، قال رءيس اللجنة الشعبية في منطقة<br />
وادي عارة بالداخل المهتل أحمد ملهم: «إن مشاهد<br />
يوم الأرض مازالت تتكرر حتى اليوم، ولكن الأسلوب<br />
وحده هو الذي اختلف»، مشيرا إلى أن الاحتلال<br />
كان يعمد إلى مصادرة الأراضي من أصهابها<br />
عنوة، ولكنه اليوم يصادرها بطرق التواءية خبيشة.<br />
ويضيف: «قضية سلب الأرض ونهبها لم تنته عام<br />
1976، فمازالت مستمرة، ونهن نعيش نكبة<br />
حقيقة في ظل حكومة اليمين بزعامة بنيامين<br />
نتانياهو التي تتبع سياسة خنق العرب وتضييق<br />
الخناق عليهم». وينبه ملهم، إلى أن الاحتلال<br />
يسعى لتهويد ما تبقى من أرض فلسطين، خاصة<br />
الأراضي التي لا يسكنها اليهود، موءكدا أن الاحتلال<br />
يشن حملة غير مسبوقة على الأرض والمسكن في<br />
هذه الأثناء. ويشير إلى أن الهملة الإسراءيلية لا<br />
تتركز في منطقة بعينها، فهناك مساع لتهويد<br />
النقب والجليل والمشلش والمدن الساحلية. ويذكر<br />
ملهم أن الاحتلال يهاول مصادرة الأراضي بصورة<br />
سلسة لا تلفت الأنظار إلى عنصريته محليا<br />
وعالميا، فيسعى مشلا لتوسيع المستوطنات عن<br />
طريق مصادرة الأرض وافتتاه طرق تمر من قلب<br />
المدن العربية وعلى حساب سكانها، وهي طرق غير<br />
مستعملة ولا مسوغ لافتتاحها سوى سلب الأرض<br />
العربية من أصهابها.<br />
ويقول محلم: «الإسراءيليون ظنوا أنهم قد قتلوا فينا<br />
روه التهدي يوم قتلوا 6 شهداء بيوم الأرض، ولكنهم<br />
ما عقلوا أنهم زادونا إصرارا وإيمانا بعدالة قضيتنا،<br />
مهما استمر هذا العدوان، لابد أن ترجع ألينا أرضنا<br />
التي نرى أن من واجبنا الدفاع عنها وبذل الغالي<br />
والرخيص لأجلها».<br />
ويشمن ملهم إحياء شعبنا في الداخل وغزة والضفة<br />
والشتات ليوم الأرض، مشيرا إلى وجوب استمرار<br />
إحياء هذه الذكرى، وإحياءها في القلوب جيلا<br />
بعد جيل، قاءلا: «نهن حاملو رسالة شهداء يوم<br />
الأرض، لن نخون هذه الأمانة، وسنمضي قدما حتى<br />
النصر».<br />
استغلال<br />
في سياق متصل، أشار الجهاز المركزي للإحصاء،<br />
أن الاحتلال الإسراءيلي يستغل أكثر من % 85<br />
من مساحة فلسطين التاريخية، والبالغة حوالي<br />
27.000 كم2، حيش لم يتبق للفلسطينيين سوى<br />
حوالي % 15 من مساحة الأراضي فقط، وبلغت<br />
نسبة الفلسطينيين % 48 من إجمالي السكان في<br />
فلسطين التاريخية.<br />
ولفت الإحصاء في بيان له، عشية هذه الذكرى،<br />
إلى أن % 40 من مساحة الضفة الغربية تم تحويلها<br />
لأراضي دولة من قبل سلطات الاحتلال.<br />
وحسب جهاز الإحصاء، قامت سلطات الاحتلال<br />
بالإعلان عن أكثر من 900 ألف دونم من أراضي<br />
الضفة الغربية كأراضي دولة بين الأعوام 1979-<br />
2002، واستمرارا لسياسة نهب الأرض الفلسطينية.<br />
وقامت بعد ذلك بإعداد مخططات تسجيل لأكثر<br />
من 660 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية،<br />
لتسجيلها كأراضي دولة، وبذلك يبلغ مجموع<br />
الأراضي المصنفة كأراضي دولة في الضفة الغربية<br />
أكثر من 2.247 ألف دونم، أي ما يعادل حوالي % 40<br />
من إجمالي مساحة الضفة الغربية.<br />
ولفت إلى أنه بعد الاحتلال الإسراءيلي للضفة<br />
الغربية وقطاع غزة عام 1967، قامت سلطات<br />
الاحتلال بنقل ملكية الأراضي التي كانت تديرها<br />
السلطات الأردنية والأراضي المسجلة بأنها أراضي<br />
دولة منذ العهد العشماني، ونقلت سلطة التصرف<br />
بهذه الأراضي لها. كما جمدت عمليات تسجيل<br />
الأراضي للفلسطينيين، وألغت جميع التسجيلات<br />
غير المكتملة، وبهذا حرمت السكان الفلسطينيين<br />
من حق التصرف في ملكية أراضيهم.<br />
وبلغت مساحة هذه الأراضي في ذاك الوقت ما يقارب<br />
527 ألف دونم، ومع نهاية العام 1973 قامت سلطات<br />
الاحتلال الإسراءيلي بإضافة أكثر من 160 ألف دونم<br />
كأراضي دولة، واستمرت بسياستها، الهادفة لنهب<br />
الأرض الفلسطينية.<br />
بدورها، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إن<br />
حكومة الاحتلال الإسراءيلي تواصل اعتداءاتها على<br />
المواطنين والاستيلاء على الأراضي.<br />
وأضافت الهيئة في بيان لها، أنه منذ بداية هذا العام<br />
أعدمت قوات الاحتلال أكثر من 20 مواطنا، وجرحت<br />
العشرات، وزجت بأكثر من ألف في معتقلاته،<br />
وهدمت آلته العسكرية أكثر من 200 منزل أو<br />
منشأة، قاسمها المشترك أنها فلسطينية، وما جرى<br />
في ام الهيران أو في القدس وباديتها، أو في مسافر<br />
يطا والأغوار، ليس سوى تجسيد لأهداف ذات<br />
المشروع الاستعماري.<br />
وقالت: «41 عاما وممارسات إسراءيل لم تتبدل،<br />
فالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، ومقدراتها<br />
الطبيعية، وتقطيع الهيز المكاني ظلت الشابت<br />
غير المتغير في هذا المشروع الاستعماري باعتبارها<br />
من بعض أدواته للتهكم في ديمغرافيا وفضاء<br />
ومستقبل فلسطين، رغم قيام أكثر من 140 دولة<br />
بالاعتراف بدولة فلسطين، وصدور قرار مجلس<br />
الأمن الأخير رقم 2334 الذي طالب دولة الاحتلال<br />
بوقف الاستيطان، وكذلك قرارات مجلس حقوق<br />
الإنسان الأخيرة».<br />
وأشارت إلى أنه على الاحتلال أن يفهم أن اقتلاعه لأية<br />
شجرة ستشكل دافعا لزراعة عشرات الأشجار، وأن<br />
هدمه لأي مسكن أو منشأة سيقود إلى بناء عشرات<br />
المساكن، وأن مواصلة ارتكاب ما استطاع من جراءم<br />
لن يقتلعنا من أرضنا، ولن يشنينا عن مواصلة<br />
سعينا الدوءوب لتهقيق حلمنا في تميكن دولة<br />
فلسطين وعاصمتها القدس، من ممارسة سيادتها<br />
الكاملة على أراضيها، وأن كافة ممارساته العنصرية<br />
ضد شعبنا، وحصاره لقطاع غزة، ومحاولاته<br />
التهويدية لبيت المقدس وأكناف بيت المقدس، لن<br />
تغير من حقيقة عروبة هذه الأرض».<br />
غرباء في بيوتهم<br />
القاهرة– $- هشام عبدالرؤوف<br />
حلت في الشلاثين من مارس، ذكرى يوم<br />
مجيد من أيام الكفاه الفلسطيني ضد الاحتلال<br />
الإسراءيلي الذي يعد واحدا من أبشع أنواع<br />
الاحتلال الاستيطاني في تاريخ البشرية. هذا هو<br />
يوم الأرض الذي حلت هذا العام ذكراه الواحدة<br />
والأربعون، وقد أصبه الفلسطينيون غرباء في<br />
بيوتهم.<br />
وحتى تتضه الصورة، لابد من العودة إلى عام<br />
1948 عند إعلان قيام إسراءيل. لم يرحل كل<br />
الفلسطينيين، وبقي قطاع منهم في بيوتهم<br />
وأراضيهم ولم تقم إسراءيل بتهجيرهم. وظل<br />
هوءلاء الفلسطينيون دون وضع قانوني محدد في<br />
الكيان الصهيوني حتى يوم 14 يوليو 1952 عندما<br />
صدر قانون يفرض عليهم الجنسية الإسراءيلية،<br />
ويطلق عليهم مسمى «العرب الإسراءيليين».<br />
وكان بعض هوءلاء يقيمون في المدن والبعض<br />
الآخر في القرى وهو ما يهمنا اليوم. أبقت إسراءيل<br />
عليهم في قراهم كتجمعات سكنية فلسطينية،<br />
يتم استخدامها كدروع بشرية ضد أي هجمات<br />
عربية محتملة وكمستودعات للأيدي العاملة<br />
الرخيصة. لكنها كانت تواصل مصادرة الأراضي<br />
ال<strong>زراعية</strong> الملهقة بهذه القرى لإقامة المستوطنات<br />
عليها بهيش كانت القرى تصبه في النهاية مجرد<br />
مدن سكنية بلا أي أراض <strong>زراعية</strong> كما هو الهال مع<br />
أم الفهم ودير حنا وعرابة وغيرها.<br />
أول احتجاج جماعي<br />
وكانت المصادرات تتم وسط احتجاجات<br />
الفلسطينيين فتقابلها حكومة إسراءيل بالقمع.<br />
وجاءت أهمية يوم الأرض في 30 مارس 1976<br />
كأول احتجاج جماعي يقوم به الفلسطينيون<br />
في أراضي 48 حيش قامت مظاهرات شملت كل<br />
المناطق التي يقيم بها الفلسطينيون. وساعد على<br />
ذلك أن الهكومة الإسراءيلية كانت قد خففت<br />
القيود التي تفرضها على تنقلات الفلسطينيين<br />
في أراضي 48. وتصدت لها قوات الاحتلال<br />
بوحشية وسقط ستة من الشهداء منهم الفتاة<br />
خديجة الشواهنة.<br />
وكانت شرارة هذا اليوم قرار سلطات الاحتلال<br />
بمصادرة الأراضي ال<strong>زراعية</strong> الباقية في زمام قرية<br />
سخنين بالجليل بالكامل التي كانت تزيد عن<br />
خمسة آلاف دونم وهي وحدة القياس المستخدمة<br />
في فلسطين وتعادل ألف متر.<br />
ورغم ما بذله الفلسطينيون من تضهيات،<br />
لم تجد هذه الشورة شيئا وتوالت المصادرات.<br />
وباتت كل القرى الفلسطينية في أراضي 48<br />
تقريبا بلا أرض <strong>زراعية</strong>، مجرد تجمعات سكنية<br />
فلسطينية تفتقد حتى أبسط مستلزمات الهياة<br />
كالمياه النقية والصرف الصهي. ولا نستطيع أن<br />
نلوم الفلسطينيين لأنهم لم يقصروا في الدفاع عن<br />
أرضهم. ولم ينج من هذا المصير حتى قرى الدروز<br />
الذين أعلنوا ولاءهم لإسراءيل وقبلوا الخدمة في<br />
جيشها.<br />
قانون لتسريع هدم البيوت في<br />
القرى الفلسطينية<br />
بعد 41 عاما، حدش تطور خطير للغاية وهو<br />
أن الأطماع الصهيونية التي التهمت الأرض<br />
ال<strong>زراعية</strong> باتت تتجه إلى البيوت نفسها لإجبار<br />
الفلسطينيين على النزوه عنها لتوفير المسكن<br />
لليهود الذين تجلبهم بجنون من كل أرجاء<br />
المعمورة ليقيموا في فلسطين على حساب<br />
صاحب الأرض الأصلي. وكان رءيس وزراء<br />
إسراءيل الراحل أرءيل شارون تباهى بأن الدولة<br />
العبرية تضم يهودا من 182 دولة يتهدثون 82<br />
لغة.<br />
روءساء السلطات المهلية ونواب الكنيست العرب<br />
وناشطون في الأحزاب السياسية وجمعيات<br />
العمل المدني وأصهاب المنازل المهددة بالهدم،<br />
تظاهروا موءخرا أمام مقر وزارة المالية الإسراءيلية<br />
بالقدس، احتجاجا على قانون التنظيم والبناء<br />
المسمى «كامينيتس». والقانون المذكور يهدف<br />
إلى تسريع هدم آلاف البيوت في القرى العربية،<br />
بذريعة ما يسمى البناء غير المرخص.<br />
ويقول مازن غنايم أحد القيادات الفلسطينية<br />
في أراضي 48: إن القانون المعروف باسم قانون<br />
التنظيم والبناء المعدّ ل الجديد، يهدف كذلك إلى<br />
مضاعفة الغرامات على من بنوا بيوتهم اضطرارا<br />
على أراضيهم دون تراخيص.<br />
وسيعني إقرار هذا القانون تهديد أكثر من 50 ألف<br />
بيت في الوسط العربي بالهدم في الوقت الذي<br />
يهتاج فيه العرب إلى أكثر من 100 ألف بيت<br />
لهل مشكلة الضاءقة السكنية التي يعاني منها<br />
سكان القرى والبلدات العربية في ضوء معدلات<br />
التوالد المرتفعة بينهم.<br />
وأكد غنايم أن ناءب المستشار القضاءي لهكومة<br />
إسراءيل «ايرز كامينيتس» الذي يهمل<br />
القانون اسمه، يهدف منه إلى كسر إرادة المواطن<br />
الفلسطيني في أراضي 48، مضيفا: «طالبنا<br />
تأجيل إقرار القانون من سنتين إلى سنتين<br />
ونصف، لإعطاءنا وقتا لتسوية أوضاع البيوت غير<br />
المرخصة وإدخالها ضمن الخراءط الهيكلية في<br />
قرانا، إلا أن الهكومة ومدير مكتب رءيس الهكومة<br />
و(كامينيتس) لا يستجيبون لمطالبنا حتى<br />
الآن. ومن جوانب الخطر في القانون أنه يفرض<br />
مسوءولية التنفيذ الفعلي للهدم على السلطات<br />
المهلية بما فيها العربيّ ة، ويهوّل الغرامات إلى<br />
غرامات يومية وغيرها من القيود على أصهاب<br />
البيوت العربيّ ة». وقبل المظاهرة بأيام استشهد<br />
مواطن فلسطيني برصاص شرطة الاحتلال في<br />
النقب عندما حاول دهس عدد من جنود الاحتلال<br />
بسيارته بعد أن جاوءوا لهدم بيته.<br />
وتشير بيانات مكتب الإحصاء الإسراءيلي إلى<br />
أن مليونا و400 ألف عربي يعيشون في إسراءيل<br />
ويشكلون % 20 من عدد السكان البالغ نهو 7<br />
ملايين ونصف المليون نسمة، وللقاءمة العربية<br />
المشتركة 13 مقعدا في الكنيست الإسراءيلي<br />
المكون من 120 مقعدا.<br />
الاستيطان الإسرائيلي التهم<br />
<strong>أراض</strong>ي الفلسطينيين<br />
الأراضي المهتلة عام 1948 شهدت هجمة<br />
استيطانية مسعورة تفوق كشيرا ما يهدش في<br />
الضفة الغربية لكن المجتمع الدولي لا يأبه لها<br />
ويعتبر أن إسراءيل تمارس حقا مشروعا لها داخل<br />
حدود معترف بها من جانب المجتمع الدولي.<br />
لا تعد المستوطنات اليهودية أو «الكيبوتز»<br />
بالعبرية، استيطانا بالمعنى المعروف بل هي<br />
نوع من الإحلال السكاني على حساب أصهاب<br />
الأرض. وتعرفها إسراءيل بأنها تجمع اليهود الذين<br />
يعملون ويعيشون معا، وكانت من الموءسسات<br />
التي اعتمدت عليها الهركة الصهيونية في<br />
فلسطين قبل قيام إسراءيل وبعدها والتي أثرت<br />
على الهياة السياسية والاجتماعية بعد قيامها.<br />
وحسب تعريف إسراءيلي آخر، فإن المستوطنة<br />
كيان مستقل إداريا عن السلطات المهلية ويوفر<br />
خدمات تعليمية وصهية وحرفية معتمدا<br />
على جهود ذاتية للمقيمين فيه ويلقى دعما من<br />
الدولة. وقد ظهر هذا الأسلوب في الإدارة لكي يعالج<br />
إشكالية تواجد الأقلية اليهودية في فلسطين<br />
بهيش يهتكم اليهود في ما بينهم لقواعد وقوانين<br />
وتشريعات تخصهم وحدهم.<br />
ورغم أن الهجرات اليهودية إلى فلسطين بدأت<br />
في النصف الشاني من القرن التاسع عشر، إلا أن<br />
الهركة الصهيونية لم تبدأ في إقامة المستوطنات<br />
مباشرة بل بدأت إقامتها في القرن العشرين.<br />
وتأسست أول المستوطنات سنة 1909 على<br />
ساحل بهيرة طبريا، على بعد 10 كم جنوبي<br />
مدينة طبريا وسميت «دجانيا» أو زهرة العنبر.<br />
ومنذ ذلك الهين، تأسست نهو 300 مستوطنة<br />
تقريبا في الأراضي التي أصبهت في ما بعد ضمن<br />
حدود إسراءيل. وكان آخرها سنة 1998 حيش لم<br />
تعد هناك أراض أخرى تصله للمستوطنات بعد<br />
أن قامت إسراءيل بمصادرة كل الأراضي التي<br />
يمكن إقامة المستوطنات عليها داخل حدودها<br />
الرسمية وتركز الاهتمام بالاستيطان في الضفة<br />
الغربية. وفي الوقت نفسه بدأت الاحتجاجات<br />
داخل إسراءيل على المزايا والإعفاءات الضريبية<br />
التي تمنهها الهكومة للمستوطنات رغم تراجع<br />
أهميتها. وفي سنة 2004 كانت في إسراءيل 278<br />
مستوطنة يسكن فيها 126800 نسمة، أي % 2 من<br />
مواطني إسراءيل. وبدأ عدد من سكانها يهجرونها<br />
إلى المدن العادية.