Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
اعتادتْ )مايا( عىل املجئ إىل املنزل يف عدم وجود أحمد ، و يف يوم حرضتْ يف وجوده للتعرف عليه ،وبعد مرور أكرث<br />
من شهر ....<br />
ست النفر ( بتبني جزو من البيت عشان دي حتكون عيادة الدكتور أحمد زي ما هي بتقول ، شيخ عبد الباقي :<br />
مالك مستعجله خيل الولد ملن يقرب ينتهي بتسكتو واثقه من ولدي الحيجي و يعالج القرية كلها إنْ شاء الله دكتور<br />
قدر الدنيا (....<br />
أصبحت )مايا( جزءاً ال يتجزأ من حياة أحمد تعطيه كأساً من الخمر يرفض يف باديء األمر ثم يطيعها الحقاً .. حتي<br />
بدأت يف إعطائه كبسوالت مدعية أنها مسكنات لألمل .. اعتاد أحمد عىل تناول الخمر و هذه الكبسوالت بصورة يومية<br />
. بدأ العام الدرايس الثاين و بدأ التدهور يف حالته يذهب يوم و يغيب عرشة .. يف السودان امتحن شقيقه عبد الهادي<br />
و بدأ يدرس هندسه البرتول يف جامعة الخرطوم أما بتول يف الصف الثاين املرحله الثانوية .<br />
أصبح أحمد يتناول جميع أنواع الحبوب و املسكنات يوماً بعد يوم يزداد احتياجه إىل تلك املخدرات و أخرياً وقع يف<br />
شباك )مايا ..مايكل و روبرت( .. نعم إنَّها شبكة متخصصه يف تجارة املخدرات .. يعطونه جزءاً قليالً و يطلبون منه<br />
توصيل الطلبيات إىل أماكن محددة حتي ال يعلم أمرهم ... بدأ يف اإلدمان أوالً ثُمَّ التجارة ... قلتْ اتصاالته بأهله أو<br />
باألصح انعدمتْ متاماً ... كان يذهب للجامعة ليعطي املخدرات ملن يطلبها ثم يعود ال يعي شيئاً بالدنيا ... تغريت<br />
مالمحه و بدأ شكله الخارجي و كأنه أحمد صنعته مايا و رشكاءها ..<br />
و بعد مرور عام تم فصله من الجامعه لعدم انضباطه .. تم عقد قرآن بتول عىل )عباس( ابن عمتها يف فرحة كبرية<br />
ينقصها وجود أحمد بينهم .... مل يعد أحمد يستطيع فعل أيَّ شئ سوى تعاطيه املخدرات بكافة أنواعها ... حتى مايا<br />
مل تعد تحتاجه ألنه أصبح هزيل ال يستطيع مساعدتهم و تحقيق الهدف الذي استدرجته من أجله . فكَّرت كيف<br />
تتخلص منه دون أنْ يؤذيهم .. طلبت من روبرت أنْ يجعله يوقِّع عىل شيك بقيمة خمسة ألف يورو ورميه بعيداً<br />
يف والية بعيدة عنهم حتي ال يعلم أحد أمرهم وبالفعل نفَّذ روبرت ما طُلِب منه .. كان املارة يف الشوارع يتجنبون<br />
املرور بجانبه ... التساخ مالبسه و رصاخه الدائم لحوجته للمخدرات ... مر شيخ كبري السن بقربه والحظ أنَّ مالمح<br />
هذا الشاب مالمح سودانية اتصل بالسفاره السودانيه ملعرفة هويته .. مل تجد السفارة ما يثبت أنه ينتمي لها .. قام<br />
هذا الشيخ مبساعدة بعض من الشباب املسلم بانتشال أحمد من تلك الحالة و بعد الفحوصات تبني أنه مدمن من<br />
الدرجه األوىل ، تم إرساله إىل املشفى لتلقي العالج .<br />
شيخ عبد الباقي يف ترقب أي خرب عن أحمد حتي فكَّر بالسفر للبحث عنه لكن كان دامئاً ما يصرب )ست النفر( و يقول<br />
ليها ( برجع بالسالمة إنْ شاء لله .. بس إنتِ أدعي ليهو ) ..<br />
بعد مرور شهر بدأت حالة أحمد بالتحسن ...<br />
انجبتْ بتول ابنها األوَّل )ومن شدة تعلقها بأخيها اسمته أحمد(. و يف يوم األربعاء الساعه الثالثة صباحاً وقف أحمد<br />
أمام املرآة من داخل غرفته باملشفى يتحدَّ ث مع نفسه بحرسة و أمل عن سنني عمره التي أفناها ما بني املخدرات و<br />
الغربة عن أرسته التي مل يعد يعلم عنها يشء..وعن حلمه الذي أصبح رساباً ، يف هذه األثناء استطاع )مايكل( أنْ يعلمْ<br />
مبكان أحمد، اتصل به ليذكره باملبلغ الذي وقَّع عليه وهو يف حالة ال وعي .... وضع الهاتف و نظر إىل املرآة نظرة<br />
طويلة وأغمض عينيه بال عودة للحياة مرة أخرى...<br />
)فتحت أمه ست النفر عيونها( عيل صوت رصخات وبكاء من بتول وشيخ عبد الباقي يقول ليها )ود الشيخ مات ) ..<br />
ربنا يصربنا يا أم أحمد .. البقاء لله .<br />
17