08.08.2017 Views

f

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

اليوم سيصبحون يف عام ألفني قادة مجتمعاتهم ولكن<br />

قبل ذلك بكثري ستصبح شهاداتهم ودبلوماتهم بالية ،<br />

رمبَ‏ ا يحني الوقت الذي تصبح فيه الشهادة الجامعية<br />

مثلها مثل جواز السفر صالحة لعدد من السنوات<br />

وال تتجدد إال بتجدد املعلومات التي تلعب وسائط<br />

اإلتصال دوراً‏ فيها(‏ .<br />

اللغة : تعترب اللغة من أهم أدوات التشكيل الثقايف<br />

بل من أهم عوامل تشكيل األمم ، إنْ‏ مل نقل أهمها ،<br />

ذلك ألنها وعاء الفكر وأداة التعبري والتواصل والتفاهم<br />

بني الناس ، توثق صالتهم ، وتقوي روابطهم ، وتبني<br />

ثقافاتهم وتشدَ‏ وحدة اللحمة بينهم ، وهي مستودع<br />

ذخائر األمة وموروثها الثقايف وتراثها الذي يجرسَ‏ بني<br />

حارضها وماضيها،‏ ويصل حارضها مبستقبلها،‏ ويحدد<br />

قسامت شخصيتها ومالمح هويتها … إنَّها الوطن<br />

الثقايف الذي يصنع الوجدان ويحرك التفكري ، ويرتجم<br />

األحاسيس،‏ ويغريِّ‏ السُ‏ لوك ، ويسهِّل تبادل املعارف<br />

وتلقي العلوم … وهي املسار الحقيقي إلدراك أغوار<br />

الشخصية وميولها وإتجاهاتها ، وتحديد أهدافها<br />

فكثرياً‏ ما يقال : ‏»تكلَّم حتى أراك«‏ .<br />

يذكر عز الدين الخطيب عن استعامل العامية يف<br />

وسائل اإلعالم بأنه أرض بلغة القرآن ما قوله : ‏)إنَّ‏<br />

من أكرب العوامل الضارة باللغة العربية ومبستقبلها<br />

وحتى مبستقبل الوحدة العربية،‏ استعامل اللهجات<br />

املحلية يف السينام واملرسح ويف اإلذاعة والتلفزيون،‏<br />

إذ يجمع بني البالد العربية لغة القرآن،‏ والعدول عنها<br />

إىل اللهجات املحلية هو خصم لهذه الوحدة،‏ وقد قال<br />

أحد األدباء ‏-الذين ينادون بإحالل العامية لسهولتها<br />

محل الفصحى لصعوبتها-‏ هم أشبه مبن ينادون<br />

بتعميم الجهل ألنه أسهل وإلغاء العلم ألنه صعب<br />

املنال«‏ .<br />

الرتبية : تلخيص الحديث فيها بقراءة ثالثة نصوص<br />

مختارة من كتاب األطفال واإلدمان التلفزيوين ملاري<br />

وين كاآليت :<br />

‏أ.يقبع األطفال الصغار من مختلف الطبقات<br />

االجتامعية داخل بيوتهم طوال اليوم مع عدد قليل<br />

من رفقاء اللعب من دون عمل يذكر . إنَّ‏ بيوتاً‏ قليلة<br />

سواء يف األحياء السكنية الفقرية أو يف البنايات الضخمة<br />

أو يف تقسيامت الضواحي،‏ توفِّر لعقول أو أجسام<br />

الصغار التمرينات الرضورية لها.‏ وأنت ترى نتائج<br />

ذلك يف املتجر املركزي املحيل عندكم ، أطفال صغار<br />

رسيعو االنفعال ، منهكون ضجرون بسبب الخمول ،<br />

يدفعون أمهاتهم نحو الجنون ، ومن املكن أنْ‏ يُقدَّ‏ م<br />

برنامج تلفزيوين مالئم لهؤالء األطفال وأمهاتهم الكثري<br />

من املساعدة ، ويعلم الله إنَّ‏ األطفال يشاهدون<br />

التلفزيون بصورة متواصلة .<br />

‏ب.ترى إحدى األمهات : ‏»طفيل ذو العرش سنوات<br />

مدمن للتلفزيون ، مثلام يدمن شارب الكحول الرشاب،‏<br />

وهو يحاول التوصل إىل حلول وسط بأقل مثن فيقول<br />

يل:‏ ‏»إذا تركتني أشاهد التلفزيون عرش دقائق أخرى<br />

فقط ، فلن أشهاده إطالقاً‏ غداً«‏ ، إنَّ‏ املوضوع محزن<br />

ويشعرنا بالخوف«‏ .<br />

‏ج.وتصف أم حدوث املشاهدة التلفزيونية اليومية<br />

ألطفالها بساعتني،‏ استمرار ضيقها بتأثريات التلفزيون<br />

يف حياتها األرسية .<br />

‏»إنَ‏ ما يقلقني بشدة مسألة السيطرة عىل التلفزيون<br />

، ألننا وضعنا بعض القواعد التي يتعني عىل األطفال<br />

مراعاتها ، لكن ما ال أستطيع منعهم من عمله هو<br />

الحديث عن التلفزيون.‏ أود لو استطعت أنْ‏ أُعيد<br />

عىل مسامعكم محادثة عادية مام يدور عىل مائدة<br />

العشاء . فاألطفال ال يتكلمون عن يشء سوى ما داريف<br />

هذا الربنامج أو ذلك . من فعل هذا وملاذا ؟ من قال<br />

وماذا قال ؟ وما حدث بعد ذلك ؟ ويف بعض األحيان<br />

نقول لهم ، زوجي وأنا ، أنْ‏ يكفوا عن ذلك ، فنحن<br />

ال نريد سامع املزيد عن برامج التلفزيون . ونسألهم<br />

ماذا حدث يف املدرسة اليوم . وهكذا نحصل عىل<br />

فاصل إضايف قصري يخربوننا فيه برسعة عن املدرسة<br />

ثم يعودون مبارشة إىل التلفزيون وإىل املمثل الذي<br />

لعب دور كذا … وهكذا دواليك …<br />

فقد قال أحد األطباء األمريكيني يف جامعة ‏)كولومبيا(‏<br />

‏»إنَّه إذا صحَّ‏ أنَّ‏ السجن هو جامعة الجرمية،‏ فإنَّ‏<br />

التلفزيون هو املدرسة اإلعدادية إلنحراف الشباب«‏ .<br />

‏*أعدها للنرش / الشيخ موىس ، من ورقة علمية بعنوان ‏)الغزو الثقايف الفكري وتأثريه عىل األرسة(،‏ تطور األساليب والوسائل.‏<br />

23

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!