09.02.2019 Views

المستقبل الكندي عدد كانون الثاني 2019

مجلة اسبوعية تصدر مؤقتا شهريا

مجلة اسبوعية تصدر مؤقتا شهريا

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

السنة الأولى -<br />

- ال<strong>عدد</strong> <strong>الثاني</strong><br />

مونتريال،‏ تشرين <strong>الثاني</strong><br />

November ، Montreal ، No. 1،Vol. 1<br />

2016<br />

السنة الثالثة ‏(<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong><br />

<strong>2019</strong> يناير)‏ -


كيف يمكنك الحصول على مجلة ‏”<strong>المستقبل</strong> <strong>الكندي</strong>“‏<br />

السنة الثالثة-‏ <strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> ‏(يناير)‏ <strong>2019</strong><br />

13<br />

الشهرية :<br />

-1<br />

في مدينتي مونتريال ولافال:‏<br />

توزّع على المنازل:‏<br />

60<br />

دولاراً‏ سنويا<br />

بالبريد <strong>الكندي</strong>:‏ ‏(اشتراك سنوي)‏<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

باقي المدن <strong>الكندي</strong>ة :<br />

الولايات المتحدة الأمريكية:‏<br />

كافة دول العالم:‏<br />

120 دولاراً‏ .<br />

120<br />

150<br />

-5<br />

دولارا أمريكيا<br />

دولارا أمريكيا<br />

المؤسسات الرسمية والسفارات:‏ (5 نسخ من كل<br />

250 <strong>عدد</strong>)‏ دولارا كنديا في كندا،‏ وأمريكيا خارج كندا<br />

<strong>المستقبل</strong> <strong>الكندي</strong><br />

The Canadian Future<br />

107– 1085 Chomedey blvd.<br />

QC. Canada،Laval<br />

H7V 3T1<br />

المدير العام<br />

باسم درباس<br />

-21<br />

هاتف:‏<br />

514 –924 –2421<br />

Email: derbas421c @hotmail.com<br />

رئيس التحرير<br />

الدكتور إبراهيم الغريّب<br />

هاتف:‏<br />

514 –560 –7309<br />

Email: ghorayebibrahim@gmail.com<br />

مدير مكتب بيروت<br />

منى حسن<br />

هاتف:‏<br />

+961 –3 –317 –934<br />

Email: mona.hassan9@hotmail.com<br />

يمكنك الاطلاع على محتويات المجلة والتقارير اليومية<br />

التي تصلنا في موقعنا على الفيسبوك<br />

The Canadian Future<br />

2<br />

مجلة أسبوعية تصدر مؤقتا شهريا<br />

تعنى بشؤون لبنان والعالم العربي والإغتراب في كندا<br />

والولايات المتحدة الامريكية وتتابع مجريات الأحداث<br />

وتلاحقها من خلال مقابلات مباشرة مع مسؤولين<br />

ومحللين سياسيين واجتماعيين،‏ وتهتم بالشؤون<br />

الثقافية والفكرية والأدبية<br />

ويهتم موقعنا على الفيسبوك بالحدث اليومي في<br />

العالم العربي وفي كندا والولايات المتحدة الأمريكية<br />

إضافة إلى أخبار الجاليات العربية الإغترابية الاجتماعية<br />

والسياسية والفكرية<br />

وفي هذا ال<strong>عدد</strong>:‏<br />

-12<br />

<strong>2019</strong><br />

الحريري<br />

بقلم عبد<br />

السلام موسى<br />

-19<br />

<strong>الكندي</strong>ون<br />

العرب : كم<br />

<strong>عدد</strong>هم<br />

ومن أي<br />

بلدان وأصور<br />

بقلم:‏ فادي<br />

الهاروني<br />

ريا الحسن<br />

مفاجأة الحكومة<br />

اللبنانية الجديدة<br />

22- حكومة<br />

لبنان..‏ القوي..‏<br />

في الجمهورية<br />

القوية..‏ أولا<br />

وآخرا


2018، ونحن<br />

أن تختار رجل العام،‏ وسيدة العام في وطن تغلب فيه اللعبة<br />

الطائفية،‏ وقل المذهبية،‏ على الدساتير والأنظمة وحتى القيم<br />

والأخلاقيات،‏ تكون حضّرت لنفسك شخصيا،‏ ولصحيفتك بصورة<br />

خاصة،‏ مأزقا،‏ يعرف الدنيّ‏ والقصي أنك لن تنجو من شظاياه إلأ<br />

بقدرة إلهية،‏ ولكن ليس على وزن ‏”الإنتصارات الإلهية“‏ التي<br />

تحوّ‏ ل الهزائم إلى أمجاد،‏ والأمجاد إلى أحلام ورؤى.‏<br />

الأسماء في خيارنا لم تعنِ‏ لنا شيئا،‏ والأسماء في الوطن هي في<br />

من تحب وفي من لا تحب،‏ ولم يكن هذا خيارنا.‏<br />

وضعنا أمامنا كل الاسماء،‏ ولم نستثنِ‏ أحدا،‏ حتى أسم وئام وهاب<br />

وضعناه على اللائحة كي لا يقال لنا ذات يوم،‏ أنكم متعصّبون،‏ أو<br />

أنكم أخرجتم ‏”الجاهلية“‏ من تاريخ العرب،‏ على اعتبار أن<br />

للجاهلية وجوه لا تزال في أزمنة الصفاء مرايا تعكس على<br />

شفاهنا كلمات امرؤ القيس،‏ وطرفة بن العبد،‏ وزهير بن أبي<br />

سلمى و...‏ وإلخ...‏<br />

خيارنا كان صعبا.‏ وضعنا أمامنا،‏ كما قلت كل الاسماء،‏ ولوائح<br />

بالإنجازات.‏ إنجازات عام كامل لكل اسم مر على الأقل على عشر<br />

أشخاص في خلال قراءاتهم واستماعهم ومشاهداتهم اليومية<br />

لوسائل الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي على امتداد دول<br />

وأمم العالم العربي من المحيط ‏”الهادر“‏ إلى الخليج ‏”الثائر“‏<br />

حسب مقولة الأخوة الثورويين العرب.‏<br />

المختاران،‏ رجل وسيدة،‏ لبنانيان،‏ فنحن في الإغتراب <strong>الكندي</strong>،‏<br />

لبنانيون عرب،‏ ولكن لبناننا أولا،‏ فهو قدرنا،‏ وهو أمسنا،‏ لامسنا<br />

فيه ماضينا حيث ترعرعنا،‏ ويومنا نعيش فيه هموم أهلنا<br />

وأخوتنا وأترابنا وجيراننا،‏ وغدنا نستشرف فيه حلم العودة<br />

وتمضية بقية العمر في رباه وعلى سفوح جباله ووديانه<br />

وشاطيء بحره.‏<br />

والمختاران،‏ ليس لان ما من رجال آخرين لم يعطوا ولم ينجزوا،‏<br />

ولا لأن سيدات لم تبرز في مجتمعاتها ولم تساعد،‏ فوطننا،‏<br />

والحمد ، فيه من الكبار الكبار،‏ والأصيلات الاصيلات ما لا<br />

تجده في مجتمعات كثيرة أخرى،‏ منها ما يجارينا،‏ ومنها ما لا<br />

نطاله حتى بتفكيرنا.‏<br />

كان اللواء عباس إبراهيم خيارنا،‏ فهو رجل العام<br />

لا نعرفه شخصيا كأعضاء لجنة،‏ ولا تربطنا به إي صلة رحم أو<br />

روحية أو مادية.‏ كل ما عرفناه عنه هو تلك الإنجازات التي<br />

حققها،‏ شخصيا،‏ على الأصعدة الوطنية أولا والأمنية ثانيا،‏<br />

والإنسانية تباعا،‏ والتي بغيره لم تكن لتتحقق،‏ وهذا الأهم،‏<br />

وكلها عادت على كل لبنان،‏ على كل مواطن،‏ بتحقيق الأمن<br />

والإستقرار،‏ واستعادت حلم كل لبناني بالشعور على الاقل،‏ في<br />

وطن التجاذبات السياسية والمذهبية،‏ بالأمان ولو إلى حين.‏<br />

بخطوط عريضة:‏<br />

اللواء عباس إبراهيم،‏ صان،‏ بفريق عمله،‏ الوطن من مؤامرات<br />

عدة كانت تحاك عليه.‏<br />

اللواء عباس إبراهيم،‏ قطر مسألة النازحين السوريين بحل<br />

العودة الآمنة إلى ديارهم،‏ وسهّل،‏ ولو بأعداد لم تكن ضخمة،‏<br />

استعادة حضورهم بين أهلهم وخلانهم.‏<br />

اللواء عباس إبراهيم،‏ ساهم ولا يزال يساهم،‏ في حل عقد<br />

سياسية كادت تودي إلى إسقاط النظام.‏<br />

ولا أريد أن أدخل في تفاصيل أخرى،‏ فبعض من إنجازاته<br />

بتفاصيلها على صفحاتنا الداخلية.‏<br />

اللواء عباس إبراهيم،‏ سيكون خياره،‏ لو أعلمناه،‏ ألأّ‏ نختاره.‏ ولم<br />

تكن إرادتنا أن نختاره،‏ إنما إنجازاته رفعته،‏ وبشفافية،‏ إلى أن<br />

يكون رجل العام في لبنان.‏<br />

2018<br />

أما السيدة ليلى الصلح حمادة،‏ سيدة العام 2018، فقراؤنا أولى<br />

منّا ومن كل اللجان،‏ بالحكم على الإنجازات التي،‏ ولو كانت تحت<br />

شعارة مؤسسة الوليد بن طلال،‏ فاقت ما يمكن أن تقوم به سيدة<br />

من سيدات لبنان،‏ في المجالات الوطنية والإنمائية والإنسانية،‏<br />

وفي مختلف الربوع اللبنانية،‏ من أقصى الشمال إلى أدنى<br />

الجنوب،‏ ومن ساحل المتوسط إلى ما بين السلسلتين الشرقية<br />

والغربية لجبالنا الشاهقة.‏<br />

ليلى الصلح حمادة،‏ يكفي أن تكوني معبودة الجماهير فهم الذين<br />

ارغموننا بخياراتهم إنجازاتك لأن تكوني سيدة العام 2018<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

3


اختارت مجلة ‏"<strong>المستقبل</strong> <strong>الكندي</strong> " اللواء<br />

عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام ‏”رجل<br />

العام لسنة 2018“<br />

عندما يتوج كاسر الأمواج وكاسحة الألغام<br />

اللواء عباس ابراهيم مساعيه بنجاحات<br />

استثنائية ‏،هذا يعني ان اللواء عباس ابراهيم<br />

هو رجل المراحل في كل زمان ومكان .<br />

يحمل اللواء ابراهيم عقلا سياسيا من خلفية<br />

وطنية وتبوأ منصبا رفيعا يتساوى فيه<br />

المضمون الأمني والسياسي.‏<br />

هو صاحب المهمات الصعبة في الأزمنة<br />

الصعبة .<br />

كل المهمات التي تّسلمها كانت تتوج بنجاحات<br />

باهرة واستثنائية .<br />

يفكفك العقد بطريقة ساحرة ، ويقود<br />

المبادرات بجدارة وحكمة واقتدار.‏<br />

يتمتع اللواء عباس ابراهيم بشخصية<br />

استثنائية تتميز بحنكة سياسية،‏ ونفس طويل.‏<br />

أدار ملفات كبيرة وصعبة وشائكة ونجح بكل<br />

تفاصليها . وأكثرها إثارة للاهتمام والجدل.‏<br />

تولى المهام الدقيقة والصعبة،‏ ونجح في<br />

مكافحة الارهاب على انواعه.‏<br />

نال العديد من الجوائز والأوسمة،‏ وكان أخرها<br />

أن منحته السفارة الفرنسية في بيروت وسام<br />

جوقة الشرف الفرنسي من رتبة فارس على<br />

نجاحه في ملفي الأمن والنازحين.‏<br />

مسيرة اللواء إبراهيم منذ وصوله حتى الآن،‏<br />

لم تكن سهلة،‏ فالمسؤولية الملقاة على عاتقه<br />

وعاتق المديرية العامة للأمن العام كبيرة،‏<br />

أهمّها تسهيل إجراءات الدخول والخروج على<br />

المعابر والمرافئ والمطارات ومراعاة الحفاظ<br />

على الأمن العام،‏ ومراقبة الأجانب المقيمين<br />

فيه،‏ كما تشمل مهامه مراقبة المرافئ العامة،‏<br />

والمعابر الحدودية،‏ والتنسيق مع المعنيين في<br />

البعثات الخارجية،‏ بالإضافة إلى التنسيق<br />

الأمني مع الدول المجاورة حيث تتواجد ملفات<br />

تهمّ‏ سيادة وأمن البلد.‏<br />

إنجازات الأمن العام للعام ‎2018‎؟<br />

2018 العام<br />

-<br />

كان فيصلاً‏ بين مرحلتين:‏<br />

الأولى حيث اكتملت عملية تنفيذ برامج الخطة<br />

الخمسية التي وُ‏ ضعت اعتبارا من العام<br />

وهذا ما استوجب رفع عديد المديرية،‏ وبالتوازي<br />

أيضاً‏ رفع مستوى المهارات والقدرات العلمية<br />

التقنية والإلكترونية للعسكريين استجابة للتطور<br />

المذهل على مستوى جرائم التزوير الإلكترونية<br />

وذلك لضبط المعابر والنقاط الحدودية البرية<br />

والجوية والبحرية.‏ وكان أيضاً‏ أن افتتح عشرات<br />

الدوائر والمراكز الإقليمية والحدودية حتى بلغ<br />

مجموعها 81. كما تم إنجاز جواز السفر<br />

البيومتري والإقامات البيومترية الأمر الذي<br />

وضع لبنان بمصاف الدول المتطورة.‏<br />

ومن الإنجازات الأساسية إصدار مجلة شهرية<br />

تطبق أعلى شروط الموضوعية والتوازن في<br />

عرض الاحداث،‏ وتطبيق شروط نظام إدارة<br />

الجودة،‏ وإنشاء دائرة لحقوق الإنسان مع توقيع<br />

بروتوكول تعاون مع نقابة المحامين،‏ ناهيك عن<br />

شراكات مع جامعات عدة تقدم تسهيلات<br />

وتخفيضات على الأقساط للراغبين من عديد<br />

الأمن العام بالتحصيل العلمي العالي وغيرها<br />

الكثير من الإنجازات...‏<br />

المرحلة <strong>الثاني</strong>ة وهي الخطة المزمع تنفيذها<br />

.2012<br />

4


خلال السنوات الخمس<br />

المُقبلة.‏ فهي أيضاً‏ من<br />

شقين أمني وإداري.‏ في ما يتعلق بالشق<br />

الأول فإن الأمر بطبيعة الحال لا يمكن البوح<br />

به،‏ لكنه في العناوين يندرج في مواصلة<br />

ضرب الارهاب التكفيري وشبكات التجسس<br />

الاسرائيلي،‏ عدا عن ملاحقة الجرائم<br />

المنظمة ومنفذيها والعمل على منعها قدر<br />

الامكان،‏ بالاضافة الى مكافحة آفة<br />

المخدرات التي تضرب شبابنا وشاباتنا.‏<br />

اما على المستوى الإداري،‏ فإن العمل خلال<br />

السنوات المُقبلة سيكون تحت شعار ‏"أمن عام<br />

الكتروني،‏ متميز في خدمة الوطن والمواطن"‏<br />

بحيث يكون الأداء محترفا ومتطورا،‏ يواكب<br />

العصرنة والحداثة بما يحول دون جرائم تزوير<br />

الوثائق ويمنع اختراق المعابر ويحمي في الوقت<br />

عينه المعلومات الخاصة بالمواطنين والمُقيمين،‏<br />

ونحن نعمل في هذا المجال مع العديد من المراكز<br />

الأوروبية الصديقة للبنان.‏<br />

أمن عام بلا ورق في العام<br />

"2021<br />

<strong>عدد</strong> المدير العام للامن العام اللواء عباس<br />

ابراهيم في جردة شاملة عن انجازات المديرية<br />

على صعدها الادارية والامنية والتنظيمية،‏ ناهيك<br />

بالمهمات الاستثنائية،‏ وعما ينتظر الامن العام<br />

في السنة الجديدة وبرنامجها للتحديث والتطوير،‏<br />

في حوار شامل مع مجلة ‏"الامن العام"،‏ فرأى<br />

‏"ان العام يستحق ان يكون عام النهوض<br />

والتنظيف الاداري في الطريق الى مشروع أمن<br />

عام بلا ورق في العام 2021"، موضحا انه<br />

‏"شكل محطة لاطلاق برامج الخدمات الالكترونية<br />

منها الحصول على التأشيرة اونلاين".‏<br />

وقال:‏ ‏"التركيز كان دائما على المهمات الادارية<br />

للمديرية من دون الدور الامني،‏ نحن لم نستعد<br />

او نقتنص اي صلاحية،‏ بل مارسنا صلاحياتنا<br />

كما يجب وعلى اكمل وجه تنفيذا للقانون.‏ لم نكن<br />

ولن نصبح جيشا بل سنصبح امن عام كما<br />

يجب"،‏ موضحا ‏"ان طموحنا ان تصل مراكز<br />

الامن العام الى كل قرية ودسكرة في لبنان،‏<br />

وخصوصا الاماكن النائية".‏<br />

وبينما اكد ان المديرية انجزت هيكليتها الادارية<br />

الجديدة،‏ لفت الى ‏"اتمام هيكليتها العسكرية كي<br />

تتلازم معها،‏ وتجعل المديرية في موقع لا تحتاج<br />

الى اي دعم في بعض العمليات الامنية،‏ ما عدا<br />

تلك الكبرى التي تستلزم دعما من الجيش او<br />

قوى الامن الداخلي".‏ وقال:‏ ‏"لدينا خطة ليصبح<br />

عديد المديرية عنصر،‏ وهذه الخطة<br />

رفعت الى مجلس الوزراء ونحن في انتظار بتها<br />

في الحكومة الجديدة".‏<br />

12000<br />

وجزم ابراهيم ‏"بأن الانفاق التي زعمت اسرائيل<br />

انها لحزب الله قديمة موجودة منذ سنوات اثارها<br />

الجانب الاسرائيلي في هذا التوقيت سعيا الى<br />

انتصار وهمي"،‏ قائلا:‏ ‏"الانفاق جاهزة غب<br />

الطلب،‏ واسرائيل لا تبحث عنها"‏ مضيفا<br />

‏"نستبعد وقوع الحرب،‏ نحن لا نريدها لكننا<br />

مستعدون لها،‏ بينما اسرائيل ان ارادتها فهي<br />

غير مستعدة لها".‏<br />

ولفت الى ‏"تراجع خطر الخلايا الارهابية الى<br />

حدود كبيرة،‏ لكنه احتمال موجود"،‏ وقال:‏ ‏"نحن<br />

لا نفرق بين الارهاب التكفيري والارهاب<br />

الاسرائيلي الذي هو في اي حال الى انحسار كما<br />

باقي الخلايا"،‏ مؤكدا ‏"مضي روسيا في خطتها<br />

اعادة النازحين السوريين الى بلادهم،‏ بعد ازالة<br />

بعض العقبات بالتعاون مع المجتمع الدولي"،‏<br />

لافتا الى ‏"ان الامن والاستقرار في لبنان لا<br />

يصنعه الا اللبنانيون"،‏ مشددا على ‏"ان الرعاية<br />

الدولية ما زالت قائمة".‏<br />

2018<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

5


استحوذت مقابلة اللواء عباس ابراهيم التي<br />

نشرناها في ال<strong>عدد</strong> السابق من ‏"<strong>المستقبل</strong><br />

<strong>الكندي</strong>"‏ على اهتمام كبير من قبل الجالية<br />

اللبنانية في كندا ومن مختلف الشرائح والطوائف<br />

اللبنانية،‏ وكذلك على متابعة اعلامية دقيقة لكل<br />

العناوين من قبل الإعلام <strong>الكندي</strong> فتصدرت<br />

المقابلة عناوين الأذاعات والبرامج الناطقة باللغة<br />

العربية ، من مقاطعة هاليفاكس <strong>الكندي</strong>ة الى<br />

مونتريال الى العاصمة اوتاوا الى كالغري.‏<br />

أثنى الجميع على المواقف التي صدرت عن<br />

اللواء عباس ابراهيم وتمنوا لو يبدي اهتماما<br />

بزيارة خاصة الى كندا وفي اي وقت،‏ ووصفوا<br />

إنجازاته الأمنية بالتاريخية والإستثنائية .<br />

وفي هذاالصدد دعا<br />

القنصل الفخري في<br />

مدينة هاليفاكس وديع<br />

فارس اللواء عباس<br />

ابراهيم لزيارة كندا<br />

وقال ‏:نحن نثمّ‎ن<br />

ونقدّر عاليا الجهود<br />

التي يقوم بها اللواء<br />

عباس ابراهيم من اجل<br />

حماية لبنان.‏ هو<br />

لبناني ووطني نفتخر به ونتمنى ان يزورنا في<br />

كندا حتى نتعرف عليه شخصيا ‏،والدعوة مفتوحة<br />

للواء ابراهيم لزيارة كندا لأنه يشكل صمام الأمن<br />

والأمان لكل الوطن .<br />

المغترب اللبناني حسين التنوخي اثنى على كافة<br />

الجهود التي يقوم بها اللواء عباس ابراهيم وقال<br />

كما وصفتم اللواء ابراهيم في مقدمة المقابلة<br />

فهو صاحب المهمات الصعبة التي لا تخيفه،‏ بل<br />

اظهرت براعته وشجاعته في مختلف الميادين<br />

ونحن نرحب به في جميع الأوقات في كندا .<br />

وقال صاحب مطعم<br />

الباشا رجل الأعمال<br />

فضل عيسى ان اللواء<br />

عباس ابراهيم هو<br />

صاحب الإنجازات<br />

الإستثنائية الصعبة<br />

والمهمة لحماية<br />

الوطن .<br />

اضاف ‏:الله يحميه<br />

‏،هو رجل وطني بامتياز ومن خلال اجتماعاتي<br />

المتواصلة مع الجالية اللبنانية في مونتريال فإن<br />

الجالية اللبنانية ومن جميع الطوائف تقدره<br />

وتحترمه ونقدم له التحية لكل الإنجازات الأمنية<br />

التي حققها على مساحة كل الوطن ‏،ولنا شرف<br />

كبير ان يزور الجالية اللبنانية في مونتريال<br />

ونحن معه والى جانبه في جمبع خطواته.‏ ونقول<br />

له ان الجالية اللبنانية في كندا لديها طاقات كبيرة<br />

، فأهلا وسهلا بك ونتمنى ان تكون هذه الزيارة<br />

في اقرب وقت ممكن .<br />

المحامي جوزيف<br />

دورا،‏ عضو المجلس<br />

البلدي في مدينة<br />

مونتريال قال:‏ يشرفنا<br />

جدا ان يزورنا اللواء<br />

عباس ابراهيم في<br />

كندا ونقدر الجهود<br />

التي يبذلها من اجل<br />

الحفاظ على الأمن ،<br />

لأن الأمن هو الإستقرار الأساسي للبنان الذي<br />

بدوره يؤمن الأمن الإقتصادي والتجاري<br />

والإجتماعي ، ونحن نشكر العيون الأمنية التي<br />

تحمي لبنان ‏،لأن لبنان لديه الكثير من الأعداء<br />

ولكن طالما لدينا نية وارادة من اجل الحفاظ على<br />

الأمن فإن لبنان بألف خير ‏.نجدد الدعوة له<br />

بزيارة مونتريال ونتمنى له كل التوفيق والنجاح<br />

في عمله.‏<br />

وقالت السيدة منى<br />

كركلي محلف في<br />

المحاسبة في كندا<br />

قرأت مقابلة اللواء<br />

عباس ابراهيم وما<br />

لفتني تفاؤله بمستقبل<br />

لبنان وهذا يدل على<br />

القوة الأمنية التي<br />

يتمتع بها.وأهنىء<br />

اللواء عباس ابراهيم على انجازاته فيما يتعلق<br />

بالمديرية العامة للأمن العام خصوصا عندما<br />

تحدث عن حلمه في نقل المديرية العامة للأمن<br />

العام الى المكننة الشاملة التي تمنع كما قال<br />

الرشوة والفساد .<br />

واعتبر السيد نصري<br />

علي يونس صاحب<br />

مطعم دراج بعلبك أن<br />

اللواء عباس إبراهيم<br />

كان الاقدر على<br />

تحصين الأمن<br />

اللبناني،‏ والأحنك في<br />

أي مفاوضات أجراها،‏<br />

والأصدق في كل<br />

المواقف الوطنية التي<br />

أثبت عبر صلابة إيمانه بأرضنا،‏ ووطننا،‏ وثقته<br />

الكبيرة بإنساننا الذي واجه تحديات جسام للحفاظ<br />

على وحدته وتماسكه في مواجهة التحديات التي<br />

واجهها الوطن،‏ ونتمنى أن يزورنا في كندا،‏<br />

لنرحب به كما يجب.‏ إننا نفتخر به أصيلا يعمل<br />

لأجل لبنان<br />

6


مديرة مكتب بيروت منى حسن –<br />

اختارت مجلة ‏"<strong>المستقبل</strong> <strong>الكندي</strong> " نائب رئيس<br />

مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية لتكون شخصية<br />

العام نظرا لتاريخ عملها الإنساني الطويل<br />

على مساحة لبنان بأسره .<br />

ليلى الصلح حمادة هي ‏"المرأة الحديدية"‏ التي<br />

لا تنام،‏ تجهد بكل طاقاتها لبناء الوطن والأنسان<br />

، صلبة في مواقفها ، صنعت مجد لبنان بأعمالها<br />

الخيرية التي تواكبها بأدق التفاصيل ، تقدم<br />

الدعم لكل مؤسسات لبنان دون تمييز مذهبي او<br />

طائفي ، دخلت بيوت اللبنانيين بحضورها<br />

وتواضعها من دون استئذان ‏.هي امرأة في دولة<br />

وما اجمل هذه الدولة التي تقودها أميرة وملكة<br />

قلوب اللبنانيين كالوزيرة ليلى الصبح حمادة التي<br />

نجحت في جمع أوصال لبنان من التشتت<br />

والتشرذم وشرف<br />

للبنان ولجميع<br />

اللبنانيين أن تكون<br />

ليلى الصلح حمادة<br />

صانعة مجده من بابه<br />

الواسع.‏ كل أطفال<br />

لبنان يعرفونها كيف لا<br />

وهي التي تلتقي بهم<br />

دوما ، تداوي جراحهم<br />

وتعطيهم الأمل<br />

والحنان وتخفف من<br />

أوجاعهم من اجل<br />

متابعة مسيرة حياتهم<br />

بأمل واعد لمستقبل<br />

ينتظرهم .<br />

سيرة الوزيرة ليلى<br />

الصلح حمادة<br />

ليلى الصلح حمادة<br />

هي الابنة الصغرى<br />

لرجل الاستقلال<br />

المغفور له دولة<br />

الرئيس رياض الصلح.‏<br />

تأهلت من الوزير<br />

الراحل ماجد صبري<br />

حماده الذي تولى<br />

حقيبة وزارة التربية<br />

عام ورزقت<br />

بثلاثة أولاد.‏ ليلى الصلح حمادة،‏ اسم اقترن<br />

بمشوار حافل بالنجاحات والإنجازات التي لطالما<br />

حلمت أي امرأة بتحقيقها أو بالوصول إليها،‏<br />

وهي بالفعل تجسيد لما تطمح إليه السيدات<br />

بشكل عام،‏ خاصة العاملات أو اللواتي يمارسن<br />

مهنة معيّنة.‏<br />

وشغلت الوزيرة ليلى الصلح حمادة منصب وزير<br />

الصناعة في الحكومة اللبنانية التي كان يرأسها<br />

عمر كرامي إبان فترة حكم الرئيس إميل لحود<br />

في الفترة الممتدّة ما بين تشرين الأول/‏<br />

أكتوبر عام و‎19‎ نيسان/‏ أبريل عام<br />

2005. وهو المنصب الذي جعلها أول امرأة في<br />

تاريخ لبنان تحصل على لقب وزير.‏<br />

1974<br />

26<br />

2004<br />

ليلى الصلح حمادة تتمتع بقوة في الشخصية،‏<br />

وتكامل في وجهة نظرها الخاصة بموضوع<br />

المرأة العربية،‏ وكذلك الجهود التي يتم بذلها من<br />

أجل تطوير المجتمعات العربية عموماً.‏ هذا إلى<br />

جانب مجموعة سمات أخرى من بينها الثقافة<br />

والحضور والتاريخ العائلي العريق.‏<br />

العطاءات الاستثنائية في الأزمنة الصعبة<br />

ليلى الصلح حمادة،‏ دخلت قلوب اللبنانيين<br />

بعطاءتها الإنسانية الاستثنائية ، تُلبّ‎ي حاجاتهم<br />

على جميع الأصعدة الاجتماعية والتعليمية<br />

والاستشفائية لتجعل حياتهم ‏"واحة للفرح<br />

والطمأنينة والأمل بمستقبل واعد مزدهر "<br />

ليلى الصلح حمادة لم تسع يوما إلى منصب في<br />

الدولة اللبنانية بل كانت المناصب هي التي<br />

تُعرض عليها ‏..لأنها ومنذ ولادتها والألقاب تتوج<br />

حياتها .<br />

ابتسامتها لا تفارق وجهها ، رغم كل الضغوطات<br />

والأعباء الملقاة على عاتقها بسبب غياب الدولة<br />

عن تأمين حاجات المواطن اللبناني،‏ فكانت<br />

مؤسسة الوليد بن طلال هي السند والبلسم<br />

والعلاج لكل مريض قسى عليه الزمان ، ومدت<br />

له المساعدة في سبيل الخير والمحبة لإزالة كل<br />

النكبات والمصاعب التي تعترض طريقه .<br />

هدفها العمل الإنساني الذي لا يقتصر على طائفة<br />

معينة بل شمل معظم الطوائف والمناطق ، كسرت<br />

الحواجز النفسية فشيدت الصروح وبنت<br />

المدراس ‏،والمستشفيات ، ومؤسسات إعلامية<br />

ووطنية .<br />

ليلى الصلح حمادة سلكت طريق الخير بأيادٍ‏<br />

بيضاء وهي المشجعة والمعطاءة بكرم أكرم<br />

الكرماء ، فتحت كل ابواب المساعدات للجميع<br />

من بابه الكبير لحياة كريمة ‏،عملت من اجل<br />

تحصين المسنين الذين قست عليهم السنون<br />

فوجدوا حضناً‏ دافئا يقيهم قسوة القدر،‏ هي شعلة<br />

مزايا براقة تبهرك،‏ ‏،تؤمن بلبنان التسامح حتى<br />

لا تبقى الطوائف طوائف وصراعات مشّ‎رعة<br />

ابوابها على حروب لا تنتهي .<br />

اللبنانيون المنتشرون في العالم<br />

اكثرية اللبنانيين مقيمين ومغتربين في العالم<br />

يطالبون الوزيرة ليلى الصلح حمادة لتولي<br />

مناصب سياسية عليا ‏،فهي الأمل الذي يضيء<br />

العتمة في غربتهم ، وهي مثال يحتذى به في<br />

قلوب اللبنانيين من دون استثناء<br />

اهداف مؤسسة الوليد بن طلال :<br />

2018<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

7


اهداف مؤسسة الوليد بن طلال :<br />

مؤسسة الوليد بن طلال الانسانية هي مؤسسة<br />

غير طائفية وغير مذهبية فالقيمون عليها أتوا<br />

من بيت لا يعرف الطائفية ولا المذهبية،‏ بل<br />

عرفوا الوطنية بكل احرفها ومعانيها فقط لا غير،‏<br />

كيف لا .. والرئيس الشهيد رياض الصلح جاهد<br />

وناضل من اجل استقلال لبنان وكانت في الحقيقة<br />

رئاسة الوزراء تكريساً‏ لهذا النضال .<br />

مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية تكافح من اجل<br />

عدم سيطرة العصبية الطائفية الدينية والمذهبية<br />

على النظام لأنها تؤمن بأن الشعب اللبناني هو<br />

شعب مت<strong>عدد</strong> الأديان لا جامع له إلا حرية المعتقد<br />

ولا رغبة له إلا الإنماء المتوازن ، وهي مشروع<br />

وطن لا مشروع واحد ‏،وكما تكرر الوزيرة ليلى<br />

الصلح دائما نحن حزب العقل لا الروحانية،‏ حزب<br />

الجدارة لا الملل لأننا مللنا إنتقاماً‏ وهدماً."‏ لأن ما<br />

يعيشه لبنان في هذه الأيام من محاولات حثيثة<br />

للتفريق وإيقاع الفتنة ليشكل مدعاة قلق كبير،‏ ما<br />

يستدعي تضافر كل جهود الطيبين والمؤمنين<br />

بالوحدة واحترام الآخر لمواجهة هذا التحدي<br />

البغيض الذي لن يرحم أحداً‏ ولن يترك أحداً‏ بعيداً‏<br />

عن آثاره السلبية ..<br />

تعتبر الصلح من أبرز السيدات في لبنان،‏ فقد<br />

سبق وأن تم ترشيحها لجائرة المرأة الأقوى في<br />

البلاد لعام 2008، وقد حلّت في المرتبة الثالثة.‏<br />

كما تم ترشيحها كأفضل سيدة أعمال من قبل<br />

في العام<br />

مجلة ميدل إيست<br />

ومؤخراً،‏ احتلت المركز الرابع عشر في<br />

قائمة أقوى امرأة عربية في العالم العربي<br />

لعام وفقاً‏ لمجلة أرابيان بيزنس<br />

واسعة الانتشار.‏<br />

Middle East<br />

.2009<br />

100<br />

2013<br />

Arabian Business<br />

كما تعتبر الصلح رمزاً‏ للاستقلالية في النشأة،‏<br />

الطباع،‏ التكوين والشخصية،‏ فضلاً‏ عن أنها<br />

مؤمنة برسالة وقيم ومبادئ والدها،‏ وهو ما<br />

جسدته بالفعل على أرض الواقع.‏ كان لليلى<br />

الصلح دورها الفعال في المجالين الإنساني<br />

والاجتماعي وكذلك ما أسهمت به في الثقافة<br />

والتربية والصحة.‏ وقد انتزعت الصلح محبة<br />

المواطنين اللبنانيين،‏ واستحوذت على اعجابهم،‏<br />

ونجحت بالفعل في تبوؤ مكانة خاصة في قلوبهم،‏<br />

بسبب تحليها بشخصية تتميز بكونها متواضعة،‏<br />

مكلّ‎لة بالأخلاق،‏ الخير،‏ الثقافة،‏ الشجاعة،‏<br />

وسعيها دوماً‏ لخدمة الوطن.‏<br />

تحظى الصلح بمحبة وتقدير اللبنانيين بمختلف<br />

طوائفهم وانتماءاتهم،‏ بسبب حرصها المتواصل<br />

والدؤوب على العمل وتذليل العقبات أمام كل ما<br />

يحتاجه الوطن،‏ فهي تركز في عملها على خدمة<br />

الجميع دون تفرقة.‏<br />

ولعل ما يميزها بشدة هو أنها تحرص كل<br />

الحرص على الابتعاد عن أي خلافات أو<br />

اصطفافات سياسية أو طائفية.‏ يصفها البعض<br />

كذلك بأنها ‏"نقطة تقارب"‏ يمكنها المساهمة في<br />

احتواء ما قد ينشب من توترات وانفعالات تؤدّي<br />

إلى الفتنة.‏<br />

والجدير بالذكر أنّ‏ الصلح تحرص على العمل<br />

بصحبة فريق متميز من كافة الطوائف اللبنانية<br />

وذلك في مسعى حثيث من جانبها لإنجاح<br />

النشاطات التي تقدمها مؤسسة الوليد بن طلال<br />

الخيرية بما يضمن مصلحة لبنان واللبنانيين.‏<br />

جوائز تقديرية<br />

نالت الوزيرة ليلى الصلح حمادة الكثير من<br />

الجوائز التقديرية ومن ابرزها :<br />

وسام ‏"جوقة الشرف"‏ من الرئيس الفرنسي<br />

السابق نيكولا ساركوزي لدورها في دعم التنوع<br />

في لبنان ونشر الثقافة الفرنكوفونية.‏<br />

وسام الأرز اللبناني من اتحاد المواطنين<br />

الفرنسيين في الخارج عام<br />

شهادة دكتوراه فخرية،‏ إنسانيات،‏ من جامعة<br />

سيدة اللويزة عام<br />

ميدالية " فيرماي"‏ التي تمنحها الأكاديمية<br />

الفرنسية من جامعة القديس يوسف عام<br />

الوسام البابوي من البابا بيندكتس السادس عشر<br />

عام 2008.<br />

الميدالية المذهبة من كاثوليكوس عموم الأرمن<br />

كاراكين <strong>الثاني</strong> في جمهورية أرمينيا عام<br />

درع تقدير من جامعة الدول العربية عام<br />

درع تقدير من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل<br />

نهيان خلال ملتقى العطاء العربي في أبو ظبي<br />

عام<br />

شهادة دكتوراه فخرية،‏ إنسانيات،‏ من الجامعة<br />

اللبنانية الأميركية عام<br />

وسام المرأة العربية من سمو الشيخة سبيكة بن<br />

إبراهيم آل خليفة خلال اجتماع منظمة المرأة<br />

العربية الأول عام<br />

انقاذ لبنان<br />

اليوم يحتاج لبنان الى مبادرات استثنائية من<br />

اشخاص استثنائيين يتحدرون من بيوتات عريقة<br />

ساهمت في صناعة الميثاق الوطني،‏ وفي إرساء<br />

صيغة العلاقات الإيجابية الفريدة بين مختلف<br />

الجماعات الدينية والطائفية في هذا الوطن،‏ واننا<br />

على قناعة راسخة أن الوزيرة ليلى الصلح حمادة<br />

وكما نجحت في ميدان العمل الإنساني<br />

والاجتماعي فستنجح حكما في ميدان النشاط<br />

السياسي الجامع المنقذ للوطن.‏ هي اهل للمبادرة<br />

لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولإطفاء حمى الطائفية<br />

والمذهبية البغيضة.‏<br />

.2008<br />

.2008<br />

.2006<br />

.2006<br />

.2008<br />

وفي النهاية لبنان سيستمر رغم كل الصعاب لأن<br />

أيادٍ‏ تجهد وتتعب وتكدّ‏ لتعمّر هذا البلد،‏ .. نحن<br />

من الأشخاص الذين يومنون برسالة الخير<br />

والمحبة والوحدة.هكذا هي رسالة مؤسسة الوليد<br />

بن طلال الإنسانية بقيادة الوزيرة ليلى الصلح<br />

حمادة وهي الرسالة التي نحب ونفتخر بها في<br />

لبنان والعالم باسره .<br />

.2008<br />

.2009<br />

.2009<br />

8


الوزيرة ليلى الصلح حمادة نائب رئيس مؤسسة<br />

الوليد بن طلال الإنسانية ، اسم اقترن بمشوار<br />

حافل بالنجاحات والإنجازات الاجتماعية<br />

والوطنية على مساحة الوطن بأسره .<br />

هي المرأة الحديدية التي رفعت بدبلوماسيتها<br />

الحواجز الطائفية وعبرت الطرقات الشائكة<br />

بذكائها وإصرارها على ان لبنان وطن نهائي<br />

لجميع أبنائه ،<br />

تنتمي إلى الزمن الجميل،‏ إلى زمن رجالات<br />

الاستقلال الذين صنعوا مجد واستقلال لبنان<br />

بدمائهم ، ووالدها الشهيد رياض الصلح هو<br />

بطل ورمز وطني كبيرا لذلك الزّمن<br />

زرعت محبة الوطن والأمل في قلوب كل<br />

اللبنانيين مقيمين ومغتربين.‏<br />

”<br />

ومن ‏”مونتريال <strong>الكندي</strong>ة باقة من الزهور<br />

عربون محبة ووفاء لشخصك الكريم والف تحية<br />

وسلام من كل الجالية اللبنانية ومن مختلف<br />

الشرائح والانتماءات الطائفية والتي تدعوك<br />

لزيارتها ويتمنون وجودك إلى جانبهم ‏،لأنك<br />

ابرز سيدات المجتمع اللبناني التي تحظين<br />

بمحبة وتقدير واحترام جميع اللبنانيين بمختلف<br />

طوائفهم وانتماءاتهم،‏ بسبب حرصك الدائم على<br />

التواصل معهم عبر مشاريعك الإنسانية<br />

المنتشرة على مساحات كل الوطن ‏،والعمل<br />

الدؤوب لتذليل كل العقبات التي قد تعترض<br />

مسيرتك الإنسانية الكبيرة.‏<br />

هم يتابعونك بشغف يوميا عبر شاشات التلفزة<br />

ووسائل الإعلام التي تواكب نشاطاتك على<br />

ارض الوطن ، ويفرحون جدا عندما يشاهدونك<br />

تتنقلين من منطقة إلى أخرى فتجمعين لبنان<br />

المشتت بإنسانيتك ورسالتك،‏ فأنت يا معالي<br />

الوزيرة رسولة السلام والمحبة في الزمن ،<br />

ونحن كلبنانيين في بلاد الاغتراب وفِ‎ي لبنان<br />

نحتاج إليك لتعطي الأمل بلبنان الغد الواعد لأنك<br />

انت لبنان التي نحب .<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

9


الأجواء توحي بأن الحكومة الجديدة هي من<br />

الحكومات ذات العمر الطويل،‏ وإن كان معدل<br />

عمر الحكومات في لبنان يصل الى نحو السنة<br />

ونصف السنة.‏<br />

ولأن الحكومة مرشحة لأن تكون هي هي،‏<br />

حكومة الانتخابات النيابية المقبلة فإنها ستكون<br />

محكومة بالتعايش بين مختلف مكوناتها<br />

السياسية،‏ إلى ذلك التاريخ.‏<br />

لا شك أن الملفات السياسية المرتبطة بالتطورات<br />

الإقليمية ستكون موضع تباين وربما تناقض بين<br />

القوى المؤلفة للحكومة لكن الجميع محكوم<br />

بسقف تعليق هذا التناقض لمصلحة الأوضاع<br />

الاقتصادية والإجتماعية الداخلية ويناء دولة<br />

القانون.‏<br />

لا شك ان الوزراء هم ممثلون لقوى سياسية<br />

‏(ورئاسية)‏ بينهم لوجوده في الحكومة بعدا<br />

سياسيا صرفا والبعض القليل لديه خبرة مالية<br />

وإقتصادية يعول عليها ومن هؤلاء على سبيل<br />

المثال لا الحصر،‏ وزيرة الداخلية ريا الحسن<br />

ووزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش الذي<br />

يشكل وجوده في الحكومة وفي لجنة صياغة<br />

البيان الوزاري قيمة مضافة في الملف<br />

الاقتصادي وهو الذي يترأس لجنة القضايا<br />

الاقتصادية العامة في المجلس الاقتصادي<br />

الاجتماعي التي أعدت تقريرا إقتصاديا ماليا<br />

شاملا أجمع عليه مختلف المكونات المؤلفة<br />

للمجلس.‏<br />

–<br />

لقد أصدرت اللجنة ورقة عمل اقتصادية تضمنت<br />

إجراءات فورية وتوجهات على المدى المتوسط<br />

من الممكن ان تكون جزء من البيان الوزاري.‏<br />

ترتكز النظرة الاقتصادية والاجتماعية في هذه<br />

الورقة على توجيهات رئيسية،‏ من أبرزها:‏<br />

توسيع قاعدة الاقتصاد الوطني وحجمه بما يسمح<br />

بإعادة تكوين الطبقة المتوسطة وتوزيع فرص<br />

العمل ومجالات الإنتاج.‏<br />

لقد وضعت الورقة مجموعة أطر للوصول الى<br />

مجموعة الاهداف والتي سبق ذكرها فطالبت<br />

الورقة بتحديث بنية وإطار المالية العامة وعليه،‏<br />

فإن الاهداف الاساسية للإصلاحات المالية على<br />

المدى المتوسط تتمثل بالتالي:‏<br />

تخفيض حجم اجمالي الدين العام نسبة لحجم<br />

الاقتصاد<br />

اعادة التوازن الى حسابات مؤسسة كهرباء<br />

لبنان<br />

رفع مستوى التحصيل الضريبي بحيث تزداد<br />

ايرادات الدولة نسبةً‏ الاجمالي الناتج المحلي<br />

تدريجياً‏ من<br />

علماً‏ بأن متوسط هذه النسبة بلغ<br />

الدول المشابهة للبنان و‎28‎ % لدى الدول<br />

العالية الدخل.‏<br />

% 19.2 الى حوالي .% 28.5<br />

% 26 لدى<br />

خفض نسبة خدمة الدين العام لمجمل ايرادات<br />

الخزينة من<br />

% 45 الى % 33 بنهاية 2022<br />

خفض نسبة حجم الدين العام لإجمالي الناتج<br />

المحلي من<br />

% 151 الى % 147 بنهاية 2022<br />

تحقيق فائض أولي يزداد حجمه تدريجيا<br />

الوصول الى تخفيض نسبة العجز المالي<br />

لإجمالي الناتج المحلي من<br />

من اجمالي الناتج المحلي.‏<br />

% 7 الى % 4.5<br />

ومن القضايا الهامة التي تطرقت اليه ‏"الورقة"،‏<br />

‏"اعادة النظر بهيكلية تركيبة الضرائب المباشرة<br />

مقابل الضرائب غير المباشرة بحيث تنخفض<br />

نسبة الضرائب غير المباشرة مقابل رفع نسبة<br />

الضرائب المباشرة من خلال لجم التهرب<br />

الضريبي بشكل عام والتي لم تتخطى<br />

مجمل مداخيل الخزينة لعام ولم تمثل أكثر<br />

من % 7 من اجمالي الناتج المحلي".‏<br />

% 33 من<br />

2017<br />

ان عيون اللبنانيين ستكون شاخصة على سلة<br />

التعيينات في الفئة الأولى،‏ فإذا جاءت لتستجيب<br />

لمبدأ الكفاءة خارج إطار المحاصصة فسيكون<br />

ذلك بداية الصدقية المفقودة،‏ أما إذا أتت على<br />

مبدأ المحاصصة الحزبية فإن ذلك سيكون مؤشر<br />

سلبي سيقرأه جيدا كل مهتم بالإقتصاد اللبناني<br />

من جهات دولية ودول مانحة،‏ فهل سنحسن<br />

التصرف؟<br />

هذا ما نعول عليه.‏<br />

محمد الجوزو<br />

10


،2005<br />

14<br />

يُختزل الموضوع الحكومي المستعصي من أيار<br />

الماضي في سؤالين:‏ هل تُيسّر نتائج الانتخابات<br />

النيابية أمر تشكيل هذه الحكومة العتيدة أو تضع<br />

العراقيل أمامها،‏ طالما أن كل فئة مصرّة على<br />

انها تفوّ‏ قت على نفسها في الاستحقاق،‏ ولا تريد<br />

ان تخسر ما كان لها من حصة في الحكومة<br />

السابقة،‏ او حكومة تصريف الاعمال الى يومنا<br />

هذا،‏ بل تريد على العكس تماماً‏ ان تعزّز ما لها،‏<br />

من وزراء وحقائب؟<br />

هذا السؤال كان ‏"نجم"‏ أشهر التعطيل الاولى،‏ ما<br />

كدنا نقترب من حلحلة الحسابات أمامه،‏ حتى قفز<br />

الى الواجهة السؤال <strong>الثاني</strong>:‏ هل يسمح ‏"حزب<br />

الله"‏ أصلاً‏ وأساساً‏ بتشكيل حكومة،‏ في هذه<br />

المرحلة،‏ وكيف ومتى وبأي شروط؟ أو لنحصره<br />

كسؤال بالشكل التالي:‏ متى يسمح الحزب بتشكيل<br />

الحكومة؟<br />

لا تنحصر المعطيات المسوّ‏ غة لهذا السؤال<br />

بالغلبة المزمنة للحزب،‏ او انعدام التوازن بينه<br />

وبين الاطراف الاخرى،‏ نتيجة لجمعه بين امتلاك<br />

السلاح وخوض الحروب وطابعه الجهازي<br />

كتنظيم عقائدي وبين مداه التعبوي الجماهيري<br />

الواسع،‏ ضمن الطائفة الشيعية،‏ وبتحالفات مع<br />

جماعات تنتهج نفس خياراته الاقليمية خارجها.‏<br />

وطبعاً،‏ نتيجة للتصدّعات المتزايدة التي أثقلت<br />

محاولة بناء المشروع الديموقراطي الاستقلالي<br />

المرتكز على الرصيد الشعبي ل آذار<br />

من دون ان يخرج البلد تماماً‏ من ثنائية "8<br />

و‎14‎‏"‏ في نفس الوقت.‏<br />

ثمة،‏ الى معطيات الغلبة واللاتوازن،‏ متغيّر لا بدّ‏<br />

من تسجيله،‏ او على الاقل المناقشة في مدى<br />

مطابقته او عدم مطابقته لحركة الواقع السياسي.‏<br />

هذا المتغيّر يتّصل بحاجة النظام السوري قبل<br />

2005، و"حزب الله"‏ بعد 2005، الى ان يكون<br />

الحكم في لبنان وسيطاً،‏ بينه وبين الخارج،‏<br />

سواء عني بهذا الخارج دولاً‏ عربية،‏ او<br />

اوروبية،‏ او الاميركيين.‏<br />

ومعنى هذا،‏ الحاجة إلى ان يكون الحكم في لبنان<br />

ضمن المحددات التي يرسمها الوصي السوري،‏<br />

ومن بعده المتغلّب الحزبي،‏ من يكون شبهاً‏ لهما،‏<br />

ومن دون ان يكون هذا الاختلاف مرحّ‎باً‏ به في<br />

نفس الوقت،‏ باعتباره ‏"ت<strong>عدد</strong>اً‏ ضمن الوحدة"‏<br />

مثلاً،‏ بل يكون مادة للاشتباه والمزايدة والتخوين<br />

وصعوداً.‏<br />

حتى عندما يتبرّم الوصي ثم المتغلّ‎ب من هذا<br />

الوضع،‏ ويعتبر حاجته امام الخارج لمن لا<br />

يشبهونه في الداخل أكثر من حاجته لمن<br />

يشبهونه،‏ وحتى عندما يندفع الوصي ثم المتغلّ‎ب<br />

لأخذ الامور بيده،‏ مباشرة،‏ وبشكل يزيد كل<br />

التباس،‏ يتّضح لاحقاً‏ الاحتياج،‏ في الحالتين،‏ الى<br />

العودة الى هذه المعادلة.‏<br />

فالسؤال الآن هل ما عادت ل ‏"حزب الله"‏ حاجة<br />

الى مثل هذه المعادلة،‏ الى ما يمكن ان يراه<br />

البعض ‏"حماية داخلية"‏ له،‏ وما يراه البعض<br />

الآخر ‏"وساطة داخلية"‏ بينه وبينه الخارج؟ هنا<br />

بيت القصيد اليوم.‏ والحزب،‏ في افتراض أول،‏ لا<br />

يزال عند نقطة محاولة معرفة الى اين يمكن ان<br />

تصل العقوبات الاقتصادية والمالية التي تستهدفه<br />

والتي تتوسع في الاستهداف بما يتعدى جهازه<br />

بالمعنى الحصري للكلمة،‏ وهل يمكن الحد من<br />

هذا المسار،‏ لا بل تخفيف هذه العقوبات،‏ وما هو<br />

دور ‏"الداخل اللبناني"،‏ وبخاصة القوى التي<br />

ليست الحزب،‏ بل التي على خصومة او تنافر<br />

معه،‏ في مساعدته على مثل هذا؟ طالما ان هذا<br />

السؤال لم يجد بعد اجابات عملية عليه لم يعد<br />

يُ‎عرَ‏ ف كيف يمكن تشكيل حكومة.‏<br />

والحال هذه،‏ اذا بقينا في هذه الحلقة المفرغة<br />

أشهراً‏ اضافية،‏ السؤال البديل يفرض نفسه:‏<br />

لماذا لا يُعاد اعطاء الثقة لنفس الحكومة السابقة،‏<br />

اي حكومة تصريف الاعمال الحالية،‏ طالما انه<br />

‏"ليس بالمسموح"‏ تشكيل حكومة جديدة؟<br />

وسام سعادة<br />

-<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

11


ٍ<br />

بات واضحاً‏ للجميع أنّ‏ الرئيس سعد الحريري<br />

عبر في أشهر التأليف التسعة،‏ حقولاً‏ من الألغام<br />

السياسية،‏ أرادت في جزء منها<br />

اندفاعته نحو مباشرة العمل بما كان أسّس له في<br />

مؤتمر ‏»سيدر.«‏<br />

‏»تعطيل »<br />

لكنه كان خبيراً‏ وحكيماً‏ في تعطيلها،‏ بقدرته على<br />

تدوير الزوايا،‏ والاعتصام بحبل الصمت ك‏»فنّ‏<br />

من فنونِ‏ الكلام«،‏ والمبادرة حيث يجب المبادرة،‏<br />

من دون المسّ‏ بالثوابت،‏ وعلى رأسها ‏»دستور<br />

الطائف«،‏ في ظلّ‏ ما طفا على سطح عملية<br />

التأليف،‏ من طروحات واجتهادات،‏ أسقطها<br />

ب»ضربة طائف.«‏<br />

‏»الحريري <strong>2019</strong> ‏«يختلف عن الحريري في<br />

السنوات الماضية.‏ والكلام له شخصياً‏ وليس فيه<br />

أيّ‏ تحليل.‏ بات يتعاطى مع كل ما يواجهه من<br />

تحدّيات وحملات،‏ على قاعدة ‏»لكلّ‏ مقام ..<br />

مقال ‏.«يكون حيث يجب أن يكون.‏ يقول كلمته<br />

حيث يجب أن تُقال،‏ ويمضي إلى همّ‎ه الأساس<br />

في ‏»شدّ‏ عصب الناس ‏«خلف ورشة العمل<br />

المنتظَ‎رة،‏ من دون أن يلتفت إلى مَ‎ن يثير<br />

‏»التعصّب ‏«بشتى أشكاله المناطقية والطائفية<br />

والمذهبية،‏ لتعطيل هذه الورشة،‏ وبوصلته في<br />

ذلك ‏»قرف الناس ‏«من السياسة ومصالح أهلها،‏<br />

و»التوق ‏«الذي يعبّرون عنه إلى إعادة إطلاق<br />

عجلة العمل والنهوض بواقع البلد الاقتصادي<br />

والاجتماعي والمعيشي،‏ وإلاّ‏ ...<br />

يدرك الحريري أنّ‏ طريقه إلى الإنجاز لن تكون<br />

معبّدة بالورود،‏ كما كانت طريق التأليف.‏ وهو<br />

اليوم،‏ ينظر إلى لبنان بعين <strong>المستقبل</strong> الذي لا<br />

يريده أن يضيع،‏ مرة جديدة،‏ في زواريب<br />

‏»المهاترات السياسية.«‏<br />

يطوي صفحة التأليف،‏ ويمدّ‏ اليدَ‏ لفتح صفحة<br />

جديدة تنأى بنفسها عن ‏»المتاريس«،‏ ولعلّ‏<br />

تباشيرَها بدأت تهلّ‏ من اجتماعات لجنة صياغة<br />

البيان الوزاري،‏ وما يسودها من وفاق وتوافق،‏<br />

على بنوده،‏ لإقراره سريعاً،‏ والذهاب إلى جلسة<br />

الثقة في مجلس النواب،‏ ومن بعدها التركيز على<br />

ورشة العمل.‏<br />

اليوم،‏ عناوين المرحلة إقتصادية بامتياز،‏<br />

وجوهر خطاب الحريري ينطلق من هذه<br />

العناوين،‏ إيماناً‏ منه بأنّ‏ أي َّ اشتباك سياسي في<br />

هذه المرحلة لا وظيفة له إلاّ‏ تعطيل البرنامج<br />

الاقتصادي وما يتضمّنه من إصلاحات ل»تسييل<br />

مقرّرات ‏»سيدر ‏«مشاريع على أرض الواقع،‏<br />

وبالتالي استهداف هذه الفرصة الجدّية التي يعوّ‏ ل<br />

عليها لبنان ل‏»الإنقاذ الاقتصادي ‏«وإطلاق<br />

مشروع استثماري،‏ أحد أركانه الأساسية هو<br />

وقف مزاريب الهدر والفساد،‏ على قاعدة أن<br />

‏»ليس هناك ريشة على رأس أحد«،‏ كما قال<br />

الحريري قبل يومين.‏<br />

بهذا المعنى،‏ مَن يسمع خطاب الحريري في الأيام<br />

الماضية يدرك جيداً‏ أنه مستعد ٌّ للاشتباك مع أيّ‏ ٍ<br />

كان،‏ من أجل الناس والنأي بورشة العمل<br />

المنتظرة عن التعطيل.‏ قالها بالحرف:‏ ‏«مَن يريد<br />

أن يقف ويعطل عملية الانتاج فعليه أن يزيح من<br />

الطريق واذا لم يفعل فأنا مستمر،‏ ولو اصطدمت<br />

بأيّ‏ ٍ كان«،‏ لكنه في الوقت نفسه،‏ لن يسمح لأحد<br />

باستدراجه إلى أيّ‏ ِ اشتباك سياسي يؤدي إلى<br />

التعطيل،‏ وسيقول كلمته ‏»زي ما هيّي ‏«ويمضي<br />

إلى هدفه،‏ مصلحة الناس أولاً‏ وأخيراً.‏<br />

ليس الحريري من هواة السجالات مع أحد.‏<br />

واضح الرؤية يمشي رئيساً‏ لحكومة يريد لها أن<br />

تعمل،‏ وتعود باللبنانيين إلى زمن الإنجازات الذي<br />

عرفه اللبنانيون مع والده الرئيس الشهيد رفيق<br />

الحريري،‏ ويتملّكهم الحنين إليه،‏ عندما كان<br />

‏»البلد ماشي...‏ والشغل ماشي .«<br />

عبد السلام موسى<br />

»<br />

12


في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري<br />

الذي وصفه المخرج السوري عمر أميرالاي<br />

ب»الرجل ذي الأصبع الذهبية«،‏ في مدينته<br />

بيروت،‏ تستعيد بعض الشخصيات اللبنانية التي<br />

عرفت بعلاقتها الوطيدة مع الحريري،‏ ومنهم من<br />

رافقه في يومه الأخير،‏ مع جريدة ‏”الشرق<br />

الأوسط“‏ التي نقلنا عنها الموضوع ، تستعيد<br />

اللحظات أو الساعات القليلة منذ وقوع الانفجار<br />

إلى الإعلان عن الشخصية المستهدفة في مرحلة<br />

سياسية دقيقة وبعد سلسلة من الأحداث ترافقت<br />

مع تهديدات وصلت إليه شخصيا لكنه كان دائما<br />

يستبعد تنفيذها.‏<br />

رئيس الجمهورية السابق ميشال<br />

سليمان:‏<br />

أدركت فوراً‏ أن فتنة كبيرة تخطط<br />

للبنان<br />

كان رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان<br />

يتولى قيادة الجيش في ذلك الوقت.‏ وفي ظهر يوم<br />

14 شباط من عام بالتحديد،‏ كان يستعد<br />

لتناول طعام الغداء في المنزل المخصص لقائد<br />

الجيش في منطقة اليرزة،‏ لكن وقوع الانفجار<br />

جعله يعود فورا إلى مقر القيادة العامة مصدرا<br />

الأوامر بتجهيز الوحدات والخبراء للقيام<br />

بمهامهم،‏ كما باشر بالاتصالات الضرورية وتابع<br />

المعلومات والتطورات على الأرض.‏<br />

2005<br />

ومنذ تلك اللحظة التي استدعت استنفارا أمنيا<br />

على كل المستويات:‏ ‏»عملت جاهداً‏ للحفاظ على<br />

ديمقراطية المظاهرات،‏ فكانت الأوامر واضحة<br />

بأن يمنع الجيش الاحتكاك بين المتظاهرين<br />

محافظاً‏ على الأمن والحرية في آن،‏ ما أدى إلى<br />

السماح للمتظاهرين بالتعبير عن مشاعرهم بكل<br />

حرية خلافاً‏ لرغبة السلطة السياسية وقتذاك،‏<br />

تمهيداً‏ ليوم 14 شباط المليوني الشهير الذي<br />

أدى بشكل أساسي إلى انسحاب الجيش السوري<br />

26 في أبريل ‏(نيسان)‏ من العام نفسه.«‏<br />

ويضيف:‏ ‏»أدركت فوراً‏ أن فتنة كبيرة تخطط<br />

للبنان بعد اغتيال شخصية بحجم رفيق الحريري،‏<br />

لكن الأوامر كانت واضحة للجيش بضرورة منع<br />

الفتنة وحفظ الأمن بالإضافة إلى موقف عائلة<br />

الشهيد المتقدّم والداعي إلى وأد الفتنة وتحويل<br />

الجريمة الفظيعة إلى شرارة انطلاق مسار<br />

السيادة في لبنان.«‏<br />

النائب والوزير السابق غازي<br />

العريضي:‏ لبنان بات في مكان آخر<br />

يوم الأحد الذي سبق جريمة الاثنين فبراير،‏ 14<br />

ذهب العريضي للقاء الحريري مرات في يوم<br />

واحد،‏ آخرها عند الساعة <strong>الثاني</strong>ة عشرة إلا الربع<br />

4<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

13


قبل منتصف الليل:‏ ‏»كانت هناك محاولة منا<br />

لتوسيع مروحة المعارضة«،‏ بحسب ما يقول<br />

النائب في ‏»اللقاء الديمقراطي ‏.«ويضيف:‏ ‏»لكن<br />

في يوم الاثنين كان من المقرر أن يحضر النائبان<br />

محمد الصفدي ومصباح الأحدب للغداء مع رئيس<br />

الحزب النائب وليد جنبلاط في منزله،‏ وكنت<br />

مدعوا معهم.‏ وقد وضعت الرئيس الحريري في<br />

أجواء اللقاء المنتظر،‏ وكان مرحبا جدا،‏ فطلب<br />

مني أن أنتهي من اللقاء وأذهب إليه فورا.«‏<br />

لذلك عندما خرج الرئيس الحريري من جلسة<br />

مجلس النواب الشهيرة في اليوم التالي،‏ غمز لي<br />

بعينه،‏ قائلا:‏ ‏»تعال معي،‏ لنذهب للغداء«،‏ فأجبته<br />

مذكرا بموعدي،‏ فأومأ لي قائلا:‏ ‏»خلص واتبعني<br />

إلى منزلي.«‏<br />

بعد الجلسة ذهبت إلى منزل وليد بك،‏ ففوجئت به<br />

جالسا يقص أوراق الصحف كعادته عندما يختار<br />

مقالا يعجبه لقراءته لاحقا،‏ ولم تكن ثمة طاولة<br />

غداء.‏ بادرني الرئيس جنبلاط قائلا:‏ لقد ألغيا<br />

الموعد،‏ قد يكونان تعرضا لضغوطات من<br />

الأجهزة ‏(الأمنية).‏ وقبل أن نكمل حديثنا،‏ فوجئنا<br />

بدوي انفجار هائل ثم موجة من الغبار وصلت<br />

إلينا،‏ نظر إلي وليد بك،‏ فبادرته على الفور:‏ إنه<br />

الرئيس.‏ أرسل البيك بعض مرافقيه،‏ فعادوا إلينا<br />

بالخبر المؤلم.«‏<br />

بعد ذلك،‏ يروي العريضي:‏ ‏»ذهبنا ‏(مع النائب<br />

جنبلاط)‏ فورا إلى مستشفى الجامعة الأميركية<br />

القريب،‏ مشيا،‏ وهناك قابلت مسؤول أمن<br />

الجامعة الضابط سعد شلق،‏ وهو زميل دراسة،‏<br />

فانتحى بي جانبا وقال لي:‏ ‏»إنه الرئيس<br />

‏(الحريري)...‏ وكل شيء انتهى.‏ ذهبنا بعدها مع<br />

نجل الرئيس الحريري بهاء إلى المنزل وعملنا<br />

الترتيبات،‏ وهذا ما كان.«‏<br />

بعد 13 سنة،‏ يرى النائب العريضي أن لبنان بات<br />

في مكان آخر منذ اغتيال الرئيس الحريري،‏<br />

نتيجة خطأ التقدير في إدارة المعركة،‏ مشيرا إلى<br />

اجتماع قوى المعارضة الشهير مساء يوم<br />

الاغتيال،‏ عندما سقط اقتراح الضغط لإسقاط<br />

رئيس الجمهورية إميل لحود،‏ وأضاف:‏ ‏»أخطاء<br />

كبيرة ارتكبت من قوى المعارضة آنذاك،‏ فكنا<br />

أمام أنبل قضية أسيئ لها،‏ ولهذا نحتاج إلى<br />

مراجعة نقدية لتحديد سبب وصولنا إلى ما نحن<br />

عليه،‏ وكيفية مواجهة المرحلة.«‏<br />

الصحافي فيصل سلمان:‏ جلسة المقهى<br />

التي استبقت الانفجار<br />

كان صباح يوم 14 شباط من عام كبداية 2005<br />

أي أسبوع يلتقي فيها الحريري مع بعض<br />

أصدقائه السياسيين والصحافيين،‏ وبينهم فيصل<br />

سلمان،‏ الذي جاءه تأكيد الموعد عبر اتصال<br />

تلقاه من مسؤول فريق حماية رئيس الحكومة<br />

السابق يحيى العرب،‏ ليكون هو ومجموعة من<br />

الشخصيات بانتظاره في المقهى مقابل مجلس<br />

النواب بعد مشاركته لوقت قصير في الجلسة.‏ في<br />

القهوة جلس سلمان متوسطا الحريري والوزير<br />

الراحل باسل فليحان،‏ وأخبره الأخير أنه جاء إلى<br />

لبنان تاركا عائلته في لندن ليحاول إقناع<br />

الحريري بالمغادرة بعدما أعلمه مسؤول<br />

مخابرات بريطاني بضرورة هذا الأمر،‏ بعد رصد<br />

القاعدة البريطانية في قبرص اتصالات تشير إلى<br />

محاولة اغتيال للحريري،‏ وطلب من سلمان<br />

مساعدته بالمهمة.‏ لكن تبادل الحديث الخاص مع<br />

الرئيس الراحل في ذلك الوقت لم يكن متاحا<br />

بسبب وجود <strong>عدد</strong> من الأشخاص في الجلسة التي<br />

غادرها الحريري برفقة فليحان بعد وقت قصير،‏<br />

14


وهزّ‏ صوت الانفجار بعد عشرات<br />

الدقائق المنطقة بأكملها.‏<br />

في تلك اللحظة ساد الهرج والمرج<br />

في محيط مجلس النواب وخرجت<br />

منه النائبة بهية الحريري،‏ شقيقة<br />

الراحل،‏ وهي تفرك بيديها<br />

متضرعة إلى الله وكأنها كانت<br />

تشعر أن مكروها أصابه،‏ بحسب<br />

سلمان الذي رافقها في سيارة<br />

واحدة إلى مستشفى الجامعة<br />

الأميركية بناء على طلبها.‏ في<br />

المستشفى الذي ضج بالناس،‏<br />

كانت الحقيقة الصادمة على لسان<br />

طبيب الحريري الخاص،‏ جابر<br />

صوايا.‏ ‏»بعد ذلك،‏ طلبت من<br />

الدكتور محمود شقير السماح لي برؤية الجثة<br />

وسمح لي بذلك«،‏ يقول سلمان ويتابع:‏ ‏»لا أزال<br />

أذكر وجهه كما لو أنه أمس.‏ كان كما هو لا<br />

يشوبه شيء إلا بعض البقع السوداء.«‏<br />

منذ 13 عاما حتى الآن،‏ يعتبر سلمان أنه ‏»لم يعد<br />

هناك بلد اسمه لبنان بمفهومه وبعده الوطني.‏<br />

فاغتيال شخصية مثل الحريري،‏ أنجزت كثيرا<br />

لإعادة أعمار لبنان،‏ اغتيل معها مستقبل وأمل<br />

كنا نتطلّع إليه بعد الحرب ‏.«ويضيف:‏ ‏»أنا الذي<br />

عايشت الحرب ورافقت الحريري في جزء كبير<br />

من مسيرته وجهوده وعلاقاته،‏ لمست عن قرب<br />

كيف كان البعض يواجهه ويضع في طريقه<br />

العقبات والمشكلات لعدم إكمال مسيرته .«<br />

ويختم:‏ ‏»إضافة إلى الطائفية والفساد<br />

المستشري،‏ يمكن اختصار تأثير رحيل الحريري<br />

على لبنان بحجم الديون التي كانت في عام<br />

نحو مليار دولار ووصلت اليوم إلى<br />

مليار دولار،‏ هذا من دون احتساب الفوائد.«‏<br />

15<br />

1998<br />

80<br />

النائب والوزير السابق بطرس حرب:‏<br />

قوة الانفجار دلت إلى الضحية<br />

كغيره من النواب كان حرب حاضرا الجلسة في<br />

قاعة البرلمان قبل أن يدوّ‏ ي صوت انفجار قوي<br />

عند الساعة <strong>الثاني</strong>ة عشرة ويؤدي إلى تحطّ‎م<br />

بعض الزجاج.‏ ‏»قوّ‏ ة الصوت جعلتنا ندرك أن<br />

حجم التفجير،‏ وكما <strong>عدد</strong> كبير من زملائي النواب<br />

كان أوّ‏ ل من تبادر إلى أذهاننا في ظل الأجواء<br />

السياسية التي كنا نعيشها،‏ الرئيس الحريري،‏<br />

فالأجواء كانت واضحة تشير إلى أنه في خطر<br />

نتيجة صدامه مع النظام السوري وحلفائه.«‏<br />

يتابع حرب:‏ ‏»رفع عندها رئيس مجلس النواب<br />

نبيه بري الجلسة وبدأ بإجراء اتصالاته مع<br />

القيادات الأمنية،‏ وتأكد لنا أنه كان المستهدف<br />

والتهديدات التي كانت تصله قد نفذّت«،‏<br />

ويضيف:‏ ‏»علما بأنني كنت قد التقيته قبل شهر<br />

في باريس وحذّرته،‏ لكنه قال لي:‏ عندي ضمانات<br />

دولية«‏<br />

ويؤكد حرب:‏ ‏»كنا ندرك تماما أن اغتيال<br />

الحريري هو زلزال أصاب لبنان ولن يمرّ‏ مرور<br />

الكرام،‏ ومن أجل ذلك كانت ‏(جنازة الحريري<br />

الشعبية)‏ وكان ‏(حدث آذار)‏ الذي ساهم في<br />

إخراج النظام السوري من لبنان ‏.«أما الآن وبعد<br />

13 عاما،‏ يبدي حرب خوفه من أن تكون القضية<br />

التي استشهد الحريري ورفاقه والشخصيات التي<br />

لاقت المصير نفسه من أجلها،‏ ذهبت هباء.‏<br />

14<br />

الوزير والنائب السابق فارس بويز:‏ تصريح على<br />

الهواء أنقذني<br />

يختصر مشهد الوزير والنائب السابق فارس<br />

بويز متحدثا أمام الكاميرات ليقاطعه فجأة ذلك<br />

الصوت الذي اهتزت معه جدران مجلس النواب،‏<br />

وحالة الإرباك التي سيطرت على الأجواء<br />

اللبنانية،‏ يوم 14 شباط عام 2005. يروي بويز<br />

الذي يعتبر أنه نجا بقدرة إلهية من التفجير،‏<br />

قائلا:‏ ‏»طلبي الكلام وتحديد موعد لي في الجلسة<br />

النيابية كان سبب نجاتي،‏ إذ إنني وبعدما رفضت<br />

بسببها تلبية دعوة للغداء في مطعم على مقربة<br />

من موقع الانفجار التقيت بالحريري صدفة على<br />

درج مجلس النواب ودعاني للجلوس معه في<br />

المقهى المجاور لكنني اعتذرت منه،‏ فنظر إلى<br />

السماء وتوجّه لي قائلا:‏ قانون<br />

الانتخاب بات واقعا ولا نتيجة من<br />

مناقشته،‏ ثم طلب مني الانضمام<br />

إليه على طاولة الغداء في قصر<br />

قريطم،‏ مضيفا:‏ إذا خرجت باكرا<br />

فسأكون موجودا مع الشباب في<br />

المقهى نذهب معا وإذا تأخرت<br />

فسأكون بانتظارك في المنزل.«‏<br />

لكن تأخر بويز في المجلس<br />

فرض عليه عدم مجالسة الشباب<br />

وليكون لحظة الانفجار في بث<br />

مباشر على الهواء بعدما طلب<br />

منه الصحافيون الإدلاء بتصريح،‏<br />

وهنا يقول:‏ ‏»في هذه اللحظة<br />

بقيت أسيرا لوقع الانفجار<br />

وللكاميرات المثبتة أمامي في بثها المباشر<br />

لدقائق قبل أن يأتي أحد الصحافيين مسرعا<br />

ويبلغنا بوقوع انفجار في وسط بيروت.«‏<br />

ويضيف:‏ ‏»في هذه اللحظة أول من حضر إلى<br />

ذهني الرئيس الحريري فاتصلت فورا بمنزله<br />

ليرد عامل الهاتف ويسألني،‏ هل تريد التحدث<br />

إليه؟ إجابته منحتني نوعا من الارتياح معتبرا<br />

أنها تعني وصول الحريري إلى منزله،‏ وقلت<br />

للمجيب:‏ ‏»لا الأمر ليس مهما«،‏ وهو ما أبلغته<br />

أيضا إلى النائب فريد مكاري الذي التقيته صدفة<br />

وقام بالاتصال نفسه ليلقى الإجابة عينها...‏ لكن<br />

اطمئنان بويز لم يستمر إلا عشرات الدقائق،‏ فهو<br />

قرّر الذهاب نحو موقع الانفجار حيث ‏»لم تكن<br />

الصورة واضحة بالنسبة إلي خاصة مع الازدحام<br />

الذي نتج عن التفجير وعدم قدرة سيارتي على<br />

الوصول إلى المكان فاعتقدت أنه ناتج عن<br />

شاحنة مازوت،‏ فقررت عندها تلبية دعوة الغداء<br />

لدى الحريري متوجها إلى قريطم،‏ لكن وفي<br />

طريقي التقيت بالصحافي فيصل سلمان الذي كان<br />

يملك الخبر المؤلم ويبلغني باغتيال الحريري .«<br />

‏«وهذا الخبر كان قد وصل إلى منزل الحريري<br />

حيث رأيت مئات الشباب يهتفون ضد سوريا<br />

ورئيسها فأدركت حينها أن ما قاله سلمان كان<br />

حقيقيا وأن عامل السنترال كان يعتقد أن<br />

الحريري وصل في موعده إلى منزله.«‏<br />

منذ ذلك اليوم،‏ يعتبر بويز أن لبنان لا يزال يتخبط<br />

بتداعيات استشهاد الحريري وما لحق به من<br />

عمليات اغتيال أخرى نتج عنها اصطفاف طائفي<br />

خطير بات يتحكم بالبلاد وانعكس على العلاقات<br />

فيما بين الأفرقاء اللبنانيين كما مع سوريا.‏<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

15


السيدة منى كركلي خبير محلف في تدقيق<br />

المحاسبة في كندا والحائزة على شهادة<br />

الماجستير في قانون الضرائب نالت وسام<br />

اليوبيل الماسي من الملكة الأليزبيت تقديرا<br />

لمساهماتها وانجازاتها ونشاطاتها المتنوعة .<br />

كما نالت تكريم من ‏"نور سات"‏ تقديرا<br />

لنشاطاتها ونجاحاتها مع الجالية اللبنانية في<br />

كندا .<br />

" <strong>المستقبل</strong> <strong>الكندي</strong> “ التقتها في مكتبها واجرت<br />

معها الحوار التالي :<br />

– مونتريال<br />

16<br />

منى حسن<br />

‏>من هي منى كركلي؟<br />

‏-منى كركلي لبنانية الأصل من بلدة دبين<br />

الجنوبية قضاء مرجعيون من مواليد بيروت<br />

وسكانها ‏,هاجرت مع عائلتي إلى كندا منذ<br />

التسعينيات بهدف الدراسة والعمل , درست في<br />

اختصاص خبير محلف في التدقيق في<br />

الحسابات ‏,وبعد عشر سنوات من العمل في<br />

مكتب كندي للتدقيق والمحاسبة وبعد أن كونّ‎ت<br />

الخبرة اللازمة في مجال عملي ‏,أسست مكتبي<br />

الخاص بي واصبح لدي مكاتب وموظفين<br />

وجميعهم لبنانيون ومن مختلف الطوائف .<br />

واليوم استقطبت أكثرية الجالية اللبنانية<br />

لمؤسستي حتى المؤسسة التي كنت اعمل فيها<br />

دعمتني وأصبحت من زبائني ‏.كما ان الجالية<br />

اللبنانية أعطتني دورا مهما في حياتي المهنية<br />

واليوم اثبت نجاحاتي وقدرتي واستمراريتي في<br />

مجال اختصاصي ‏,ولم أتوقف عن هذا الحد بل<br />

أكملت دراستي في مجال الضرائب ونلت<br />

الماجيستر في اختصاص قانون الضرائب .<br />

‏>كيف هي علاقتك مع الجالية اللبنانية ؟<br />

‏-علاقتي بالجالية اللبنانية جيدة جدا انا مثل<br />

‏"قوس قزح " على مسافة واحدة من الجميع<br />

بدليل انني نلت وسام اليوبيل الماسي من الملكة<br />

أليزبيت تقديرا لمساهماتي وانجازاتي ونشاطاتي<br />

المتنوعة في كندا ‏,كما انني كرمّ‎ت من ‏"نور<br />

سات"‏ تقديرا النشاطات التي قمت بها مع<br />

الجالية اللبنانية .<br />

احب كندا كثيرا ومرتاحة جدا بالعيش وبالعمل<br />

فيها كندا أعطتني الأمان والاستقرار العملي<br />

والنفسي , وتحافظ على حقوق الأنسان ‏,الأنسان<br />

يلحق بالرزق والكرامة .<br />

‏>وما هو رايك في الوضع السياسي في لبنان ؟<br />

‏-الوضع السياسي في لبنان غير مشجع,‏ ونتمنى<br />

على السياسيين العمل بشكل فاعل من اجل إنقاذ<br />

لبنان من المحنة التي يتخبط بها وعلى جميع<br />

الأصعدة . ‏.واستغرب كيف أن الشعب اللبناني<br />

يعّبر عن استيائه بشكل دائم ثم يعود وينتخب<br />

نفس الأشخاص ‏"على سبيل المثال لا الحصر"‏<br />

كيف أن بلدا مثل لبنان يعيش من دون كهرباء<br />

حتى اليوم ؟<br />

‏>هل تفكرين بالانخراط بالعمل السياسي في<br />

<strong>المستقبل</strong> خصوصا وان قانون الانتخاب الجديد<br />

سيعطي فرصا للمغتربين للترشح للانتخابات<br />

النيابية ؟<br />

‏-لا افكر في العمل السياسي , على الرغم من انه<br />

عرض علّي المشاركة على الصعيدين البلدي<br />

والنيابي في كندا.‏<br />

‏>من هي المرأة اللبنانية التي تفتخرين بها ؟<br />

‏-انا افتخر جدا بالوزيرة ليلى الصلح حمادة التي<br />

قدمت للبنان الكثير وهي مثال المرأة اللبنانية<br />

والعربية وانجازاتها كبيرة على مساحة كل<br />

الوطن ‏.واتمنى ان تكون في القريب العاجل بيننا<br />

وكل الجالية اللبنانية تدعوها لزيارة كندا .


خاص : ‏"<strong>المستقبل</strong> <strong>الكندي</strong>"‏<br />

عقد المجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية<br />

في العالم اجتماعه الدوري برئاسة الرئيس<br />

العالمي القنصل رمزي حيدر وذلك في تمام<br />

الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الجمعة<br />

الواقع فيه 21/12/2018، في مركز عدنان<br />

القصّار الاقتصادي مبنى اتحاد الغرف العربية<br />

بئر حسن.‏<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

17<br />

-<br />

•<br />

•<br />

حضر الاجتماع المدير العام السابق للمغتربين<br />

الاستاذ هيثم جمعة،‏ الرئيس العالمي السابق<br />

رئيس مجلس الامناء السيد أحمد ناصر<br />

والرؤساء العالميون السابقون السادة:‏ بيتر<br />

الاشقر،‏ مسعد حجل وعلي الصباح.‏<br />

كذلك حضر النائب الأول للرئيس العالمي القنصل<br />

ايليا خزامي،‏ ونواب الرئيس السادة القنصل العام<br />

حكمت ناصر،‏ جهاد الهاشم والأمين العام<br />

المركزي السيد جان عازار والأمين العام<br />

المركزي المساعد السيد أحمد عاصي.‏<br />

حضر أيضاً‏ رئيس المجلس القاري الافريقي<br />

السيد عباس فواز والرئيس الفخري لهذا<br />

المجلس السيد نجيب زهر ونواب الرئيس<br />

السادة:‏ عاطف ياسين،‏ محمد الجوزو،‏ أمين<br />

الصندوق القاري القنصل معروف الساحلي،‏<br />

والامين العام للمجلس ابراهيم فقيه،‏ إضافة إلى<br />

أعضاء المجلس.‏<br />

شارك في الاجتماع أيضاً‏ رؤساء مجالس وطنية<br />

وفروع حاليون وسابقون وحشد من المغتربين،‏<br />

يمثّلون الدول التالية:‏<br />

سويسرا،‏ بلجيكا،‏ فرنسا،‏ ليتوانيا،‏ قبرص<br />

ورومانيا،‏ الغابون،‏ البنين،‏ ساحل العاج،‏ غينيا<br />

الاستوائية،‏ زامبيا،‏ أنغولا،‏ أفريقيا الوسطى،‏<br />

ليبيريا،‏ كونغو برازافيل،‏ التوغو،‏ غانا،‏ أوغندا<br />

وتنزانيا،‏ الإكوادور،‏ فنزويلا،‏ الأرجنتين،‏<br />

ونيوزيلندا.‏<br />

بعد النشيد الوطني رحّب الأمين العام المركزي<br />

المساعد أحمد عاصي بالحاضرين،‏ ثم ألقى<br />

الرئيس حيدر كلمة تناول فيها:‏ ما قامت به<br />

الهيئة الإدارية منذ تسلّ‎مها مهامها قبل عام<br />

مجدّ‏ ‏ِداً‏ إلتزامه بثوابت الجامعة في مختلف<br />

المجالات مجدّداً‏ التأكيد على مبدأ الانفتاح<br />

والتواصل مع الجميع.‏<br />

وقد شارك الحضور في مداخلات وحوارات<br />

وطرح أفكار تناولت شؤون الاغتراب اللبناني<br />

وأوضاع الجامعة حاضراً‏ ومستقبلاً،‏ وبعد<br />

المقترحات التي تمّ‏ طرحها،‏ خرج المجتمعون<br />

بالتوصيات التالية:‏<br />

-1<br />

العمل على شمولية انتشار الجامعة على<br />

مستوى العالم عبر إنشاء فروع ومجالس جديدة<br />

وتفعيل الحالي منها.‏<br />

-2<br />

متابعة الحوار والتواصل من أجل جمع شمل<br />

الاغتراب اللبناني تحت راية الجامعة.‏<br />

وضع برامج تهدف إلى إعطاء الشباب<br />

المغترب الدور الذي يستحقّ‏ على مستوى<br />

الجامعة والعمل على ربطهم بالوطن الأم لبنان.‏<br />

-3<br />

-4<br />

استمرار السعي لتعزيز دور المرأة في<br />

المجتمع الاغترابي اللبناني،‏ ودعمها في<br />

مطالبتها بحقوقها،‏ وإعطائها الحق في منح<br />

جنسيتها اللبنانية لأولادها أسوة بالرجل.‏<br />

-5<br />

التنويه برجالات الاغتراب اللذين بنوا<br />

الصروح ‏(التربوية،‏ الصحية،‏ الاجتماعية<br />

والثقافية)‏ والثناء على ما قاموا به وفاءً‏ لشعوب<br />

الدول التي استضافتهم.‏


تتزايد هجرة الشباب العربي في السنوات<br />

الأخيرة سعياً‏ إلى تحقيق طموحاتهم وأهدافهم<br />

التي لم يجدوا إليها سبيلاً‏ في بلادهم.‏ وتت<strong>عدد</strong><br />

الأسباب التي تدفع بالشباب إلى الهجرة من<br />

بلدانهم فمنها الاجتماعية،‏ أو الأكاديمية،‏ أو<br />

لانعدام العدالة في توزيع فرص العمل،‏<br />

وتبقىالأسباب المادية من أهم العوامل التي تدفع<br />

بالشباب إلى الهجرة.‏<br />

وأظهرت نتائج ‏"المؤشر العربي"‏ لعام أن 2016<br />

نسبة الذين يرغبون في الهجرة الدائمة من<br />

بلدانهم،‏ ارتفعت إلى في المئة في<br />

عام وتؤكد نتائج التقرير بأن الارتفاع<br />

يشير،‏ من ناحية دلالته الاجتماعية،‏ إلى أن وتيرة<br />

الرغبة في الهجرة ما زالت مستمرة.‏ كما توقع<br />

التقرير أن نسب الراغبين في الهجرة مُ‎رشحة<br />

للارتفاع في حال استمرار عوامل ودوافع<br />

الهجرة،‏ موضحاً‏ أن ‏"الهجرة باتت في العديد من<br />

البلدان العربية ظاهرة مجتمعية".‏<br />

25<br />

،2016<br />

مديرة مركز تمكين للدعم والمساندة القانونية في<br />

الأردن لندا كلش،‏ تؤكد أن للهجرة أسباب مت<strong>عدد</strong>ة<br />

منها،‏ ما يتعلق ببلد الأصل وما يتعلق ببلد المقر،‏<br />

تقول:‏ ‏"من أسباب الهجرة في بلد الأصل،‏ الحالة<br />

غير الآمنة وارتفاع معدلات المواليد،‏ والبطالة،‏<br />

والصراعات،‏ والحروب.‏ ومن أسباب الهجرة في<br />

بلد المقر،‏ الحاجة إلى قوى عاملة مرنة،‏<br />

وانخفاض معدلات المواليد،‏ وقد سهل تقدم<br />

الاتصالات والمواصلات عملية الهجرة وأسهم<br />

في توسعها وإزدياد <strong>عدد</strong> المهاجرين".‏<br />

وأوضحت كلش أن الهجرة يمكن أن تكون قسرية<br />

نتيجة أوضاع تهدد بفقدان الحياة أو الرزق،‏<br />

ومنها يكون بسبب الكوارث الطبيعية<br />

والمجاعات،‏ أو كوارث كيميائية أو نووية،‏ أو<br />

تدخل بشري مثل الحروب.‏ وتشير<br />

إحصاءات الأمم المتحدة بأن أعداد المهاجرين قد<br />

وصل في عام إلى مليون بزيادة نحو<br />

في المئة مقارنة مع عام<br />

المهاجرين في سن العمل.‏<br />

2000، ومعظم<br />

244<br />

2015<br />

41<br />

دوافع الهجرة تتباين بين الشباب الذين قمنا<br />

بتوجيه سؤال لهم حول الأسباب التي تدفعهم<br />

للهجرة،‏ فكانت أهم خمسة دوافع هي:‏<br />

البحث عن فرصة عمل<br />

البحث عن فرصة عمل جيدة،‏ تتصدر أهم أسباب<br />

هجرة الشباب.‏ فغياب فرص العمل الملائمة،‏<br />

وامتلاء وظائف أغلب القطاعات الحكومية في<br />

كثير من الدول العربية،‏ وسعي القطاع الخاص<br />

بشكل عام للعمل بكادر رشيق،‏ من مسببات<br />

النقص الكبير في فرص العمل المناسبة<br />

للشباب وربما انعدامها في كثير من الدول<br />

العربية.‏ كما يلعب الدخل المرتفع الذي يتقاضاه<br />

الشباب في الخارج والذي يقدره البعض<br />

بنحو ثلاثة أضعاف عن متوسط الدخل الذي يمكن<br />

للشاب أن يتقاضاه في <strong>عدد</strong> من الدول العربية،‏<br />

هو ميزة إضافية للهجرة.‏<br />

وقدرت منظمة العمل الدولية،‏ <strong>عدد</strong> العمال<br />

المهاجرين حول العالم بنحو مليون<br />

حول العالم،‏ وأوضحت أن هذا التقدير يشمل<br />

المهاجرين العاملين،‏ أو الباحثين عن فرصة<br />

عمل.‏<br />

البحث عن حياة أفضل<br />

150.300<br />

البحث عن حياة أفضل،‏ يرتبط بالبحث عن جنسية<br />

دولة تحترم أبسط حقوق مواطنيها،‏ وفق ما<br />

يؤكده <strong>عدد</strong> من الشباب.‏ فالبحث عن حياة أفضل،‏<br />

يشمل الشعور بالأمان الاقتصادي،‏ والاجتماعي،‏<br />

والسياسي ووجود آمال بمستقبل أفضل<br />

تطوير للذات وتحقيق للأحلام.‏<br />

مستقبل أفضل للأطفال<br />

، يواكبه<br />

بمجرد تفكير الزوجين في انجاب طفل،‏ تبدأ<br />

مرحلة التوتر والتفكير بمستقبل هذا الطفل في<br />

دولة لا توفر أبسط الحقوق للأطفال حال ولادتهم،‏<br />

سواء من تأمين صحي وتعليم جيد وبيئة<br />

مجتمعية صحية،‏ وغيرها من التفاصيل.‏ كل ما<br />

يتعلق بمستقبل الطفل يدفع بعض الشباب في<br />

المنطقة العربية إلى الهجرة لتأمين بيئة آمنة<br />

ومستقبل أفضل لأطفالهم.‏<br />

السلم والمناخ الديمقراطي<br />

إن انخفاض مستوى الحريات في <strong>عدد</strong> من الدول<br />

العربية،‏ دفع <strong>عدد</strong> من الشباب للبحث عن الهجرة،‏<br />

يقول أحد الشباب:‏ ‏"إن وسائل الإعلام تصور<br />

الدول الغربية كأنها الجنة أو المدن الفاضلة"،‏<br />

وهذا يرغب الشباب أكثر في الهجرة من أجل<br />

المناخ الديموقراطي الذي يتيح بيئة آمنة في ظل<br />

التوتر والأزمات التي تعاني منها <strong>عدد</strong> من الدول<br />

العربية.‏<br />

الهروب من المجتمع<br />

البحث عن حياة أفضل خالية من القيود<br />

المجتمعية،‏ كانت أحد دوافع الشباب<br />

للهجرة.‏ ولعل الإناث هن الأكثر تطلعاً‏ للهجرة،‏<br />

هرباً‏ من القيود المجتمعية التي فرضت عليهن<br />

عدا عن الصورة النمطية المتأصله في <strong>عدد</strong> من<br />

المجتمعات العربية،‏ ما يدفع النساء للبحث عن<br />

مساحة آمنة دون قيود مجتمعية.‏<br />

18


فادي الهاروني *<br />

بلغ <strong>عدد</strong> <strong>الكندي</strong>ين الذين قالوا إنهم من الأقليات<br />

الظاهرة minorities) visible‏)ومن أصول<br />

عربية في الإحصاء السكاني لعام الذي<br />

أجرته مؤسسة الإحصاء <strong>الكندي</strong>ة نسمة<br />

من أصل إجمالي <strong>عدد</strong> سكان كندا البالغ<br />

مليون نسمة.‏<br />

2011<br />

380620<br />

32,85<br />

470965<br />

ويفيد الإحصاء نفسه أن كندياً‏ قالوا إن<br />

العربية هي اللغة أو إحدى اللغات التي يتحدثون<br />

بها في المنزل.‏<br />

2011<br />

كما يفيد الإحصاء السكاني لعام أن إجمالي<br />

<strong>عدد</strong> الذين قالوا إنهم يعودون في أصولهم،‏ كلياً‏<br />

أو جزئياً،‏ إلى واحدة أو أكثر من بين الدول<br />

العربية ‏(لأن بإمكان شخص واحد أن يعود في<br />

أصوله إلى أكثر من دولة واحدة)‏ توزعوا على<br />

الشكل التالي:‏<br />

190275 شخصاً‏ من أصول لبنانية،‏<br />

73250 شخصاً‏ إنهم من أصول مصرية،‏<br />

71910 شخصاً‏ من أصول مغربية،‏<br />

49680 شخصاً‏ من أصول عراقية،‏<br />

49110 شخصاً‏ من أصول جزائرية،‏<br />

44995 شخصاً‏ من أصول صومالية،‏<br />

40840 شخصاً‏ من أصول سورية،‏<br />

31245 شخصاً‏ من أصول فلسطينية،‏<br />

16595 شخصاً‏ من أصول سودانية،‏<br />

15125 شخصاً‏ من أصول تونسية،‏<br />

9425 شخصاً‏ من أصول أردنية،‏<br />

7955 شخصاً‏ من أصول سعودية،‏<br />

5515 شخصاً‏ من أصول ليبية،‏<br />

3945 شخصاً‏ من أصول يمنية،‏<br />

2240 شخصاً‏ من أصول كويتية.‏<br />

ويُفيد الإحصاء السكاني أنه إضافة إلى الأعداد<br />

المذكورة أعلاه قال شخصاً‏ إنهم من<br />

أصول ‏“عربية”‏ دون تحديد إضافي،‏ و‎2875‎<br />

شخصاً‏ قالوا إنهم يعودون في أصولهم إلى<br />

‏“شمال إفريقيا”‏ دون تحديد البلد،‏ و‎25885‎<br />

شخصاً‏ قالوا إنهم من ‏“البربر”‏ ‏(الأمازيغ)‏ دون<br />

تحديد البلد الأم،‏ و‎10810‎ أشخاص قالوا إنهم<br />

من ‏“الآشوريين”‏ دون تحديد البلد الأم أيضاً،‏<br />

و‎1040‎ شخصاً‏ قالوا إنهم من<br />

‏“الموريين”‏ ‏(سكان المغرب الكبير).‏<br />

جمعُ‏ الأعداد المذكورة في الفقرتيْ‎ن السابقتيْ‎ن<br />

يعطي 750925. إلاّ‏ أن هذا ال<strong>عدد</strong> لا يمثل بصورة<br />

دقيقة ال<strong>عدد</strong> الإجمالي للمقيمين في كندا الذين<br />

قالوا إنهم يعودون في أصولهم،‏ كلياً‏ أو جزئياً،‏<br />

إلى واحدة أو أكثر من بين الدول العربية لأن<br />

الإحصاء السكاني أتاح للشخص الواحد أن يذكر<br />

أنه يعود في أصوله إلى أكثر من دولة واحدة.‏<br />

يُضاف إلى هؤلاء 11680 شخصاً‏ قالوا إنهم من<br />

‏“الأكراد”‏ دون تحديد البلد الأم ‏(الذي قد يكون<br />

عربياً،‏ مثل العراق وسوريا،‏ أو لا،‏ مثل إيران<br />

وتركيا التي تضم أكبر تجمع للأكراد في العالم).‏<br />

تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الأرقام التي<br />

يتضمنها الإحصاء السكاني تستند إلى أجوبة<br />

السكان.‏ وبالتالي باستطاعة أي واحد من سكان<br />

كندا أن يحدد أصوله كما يحلو له وأن ينكر مثلاً‏<br />

أن له أصول من هذا البلد أو ذاك الذي قدم منه<br />

أحد والديه أو أجداده.‏<br />

ويظهر الرسم البياني التالي الذي أعده ‏“معهد<br />

الأبحاث <strong>الكندي</strong> العربي”‏<br />

‏(‏Instituteاستناداً‏ إلى بيانات وزارة المواطنة<br />

والهجرة <strong>الكندي</strong>ة أسماء الدول العربية العشر<br />

الأولى من حيث أعداد المهاجرين الوافدين منها<br />

إلى كندا خلال الفترة الممتدة من عام إلى<br />

عام 2011. ويشكل القادمون من هذه الدول ما<br />

نسبته %96 من ال<strong>عدد</strong> الإجمالي للمهاجرين<br />

القادمين من كافة الدول العربية إلى كندا خلال<br />

الفترة المشار إليها.‏ وحل لبنان،‏ أحد أصغر الدول<br />

العربية من حيث <strong>عدد</strong> السكان،‏ في المرتبة الأولى<br />

في القائمة المذكورة وبلغ <strong>عدد</strong> القادمين منه نحواً‏<br />

من %24 من إجمالي <strong>عدد</strong> المهاجرين من العالم<br />

العربي إلى كندا في الفترة الزمنية المذكورة.‏ هذا<br />

إضافة إلى أن القادمين من مصر يضمون أعداداً‏<br />

هامة من المتحدرين من مهاجرين لبنانيين<br />

وسوريين استقروا في مصر في القرن التاسع<br />

عشر وأوائل القرن العشرينالفلسطينيون<br />

بلغ <strong>عدد</strong> المهاجرين إلى كندا من مناطق السلطة<br />

الوطنية الفلسطينية شخصاً‏ بين عاميْ‏<br />

و‎2011‎ حسب ‏“معهد الأبحاث <strong>الكندي</strong><br />

العربي”‏ استناداً‏ إلى أرقام وزارة المواطنة<br />

والهجرة الفدرالية.‏<br />

5520<br />

1996<br />

ويشير المعهد إلى أن الكثيرين من الفلسطينيين<br />

هاجروا إلى كندا منذ عام حاملين جنسيات<br />

أو أوراق ثبوتية صادرة عن دول أخرى،‏ لاسيما<br />

عن الأردن ولبنان،‏ ما يجعل من غير الممكن<br />

تحديد ال<strong>عدد</strong> الإجمالي للمهاجرين الفلسطينيين إلى<br />

كندا منذ ذاك العام بما أن بيانات وزارة المواطنة<br />

والهجرة تحتسب أعداد القادمين إلى البلاد وفق<br />

وثائق سفرهم الرسمية وليس وفق أصولهم.‏<br />

1960<br />

<br />

فادي الهاروني صحافي في القسم العربي<br />

في راديو كندا الدولي منذ شباط ‏(فبراير)‏<br />

1994. حائز على دبلوم دراسات عليا في<br />

الصحافة من جامعة كونكورديا في مونتريال<br />

عام وعلى بكالوريوس علوم في<br />

إدارة الأعمال والمعلوماتية من الجامعة<br />

اللبنانية الأميركية في لبنان عام 1985.<br />

1994<br />

<br />

كنديون من أصل لبناني يصعدون إلى<br />

الباخرة في مرفأ بيروت في تموز<br />

للذهاب على قبرص ومنها إلى<br />

كندا في إطار حملة الإجلاء <strong>الكندي</strong>ة<br />

لمواطيها جراء الحرب في لبنان<br />

الموضوع نقل بحرفيته عن موقع راديو<br />

كندا الدولي،‏ القسم العربي.‏<br />

22<br />

(Canadian Arab<br />

1960<br />

2006<br />

94640<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

19


20


خطفت الوزيرة ريا الحسن الأضواء وأنظار<br />

اللبنانيين عموماً،‏ واللبنانيات خصوصاً‏ بعدما<br />

رست تشكيلة حكومة الرئيس سعد الحريري<br />

على تكليفها بمهمة وزارة الداخلية،‏ في خطوة<br />

لافتة وجريئة من الحريري حيث لم يشهد لبنان<br />

من قبل تولّي امرأة وزارة الداخلية.‏ في سابقة<br />

هي الأولى بتاريخ الحكومات في لبنان.‏<br />

ولطالما عمل الحريري على إشراك جدي للمرأة<br />

في السلطة وعّبر عن امله في وقت سابق بأن<br />

تتولى سيدة لبنانية قريباَ‏ رئاسة الحكومة .<br />

وللمرة <strong>الثاني</strong>ة،‏ يختار الحريري ريا الحسن<br />

المقربة منه لتمثيله في الحكومة وزيرةً‏<br />

للداخلية،‏ بعدما تولت حقيبة المالية في أول<br />

حكومة شكلها بين العامين و‎2011‎‏.‏<br />

وبذلك أصبحت الحسن أول سيدة تتولى هذا<br />

المنصب،‏ ليس في لبنان فحسب،‏ بل في الوطن<br />

العربي كله.‏<br />

2009<br />

وأوضحت الحسن في أول تعليق لها بعد قرار<br />

تعيينها في منصبها الجديد،‏ أنها لم تكن تتوقع<br />

أن تصبح وزيرة للداخلية،‏ وأن الأمر كان<br />

مفاجأة.‏<br />

من جانبه،‏ غرّد الحريري على ‏”تويتر“‏ قائلاً:‏<br />

‏”فخور بالمرأة اللبنانية،‏ فخور بالوزيرات<br />

الأربع في الحكومة،‏ فخور بأول وزيرة داخلية<br />

في العالم العربي،‏ فخور ب<strong>المستقبل</strong>،‏ فخور<br />

بلبنان.“‏<br />

،<br />

ونحن بدورنا نقول لك يا دولة الرئيس سعد<br />

الحريري إننا فخورون جدا باختيارك لهذا<br />

الإنجاز العظيم الذي يسجل في ذاكرة لبنان<br />

والوطن العربي كله,‏ فالوزيرة ريا الحسن<br />

معروفة بجدارتها وبمستواها الثقافي والعلمي<br />

العالي،‏ وبشفافيتها ومصداقيتها ‏.وباختيارك<br />

للوزيرة الحسن كأول وزيرة داخلية في الوطن<br />

العربي.‏ اثبت ان لبنان دائماً‏ سباق في التطور<br />

والابتعاد عن النمطية التقليدية ‏.فالمرأة اللبنانية<br />

اثبت جداراتها على مر السنوات بنجاحها نحو<br />

الانخراط أكثر بالمشهد السياسي والأمني وهي<br />

عريقة بفكرها وطموحاتها .<br />

ان تسلم المرأة اللبنانية حقائب وزارية تعتبر<br />

خطوة أساسية وانتقالية في تاريخ العمل<br />

السياسي النسائي في لبنان والعالم العربي.‏<br />

نقول للوزيرة ريا الحسن الف مبروك نحن<br />

معك والى جانبك في كل خطوات ننقل انجازاتك<br />

الأمنية للعالم بأسره والى جميع اللبنانين<br />

مقيمين ومغتربين وندعو لك بالتوفيق في كل ما<br />

تقومين به ونأمل ان يكون لنا معك لقاء<br />

وحوار خاص ‏"لمجلة <strong>المستقبل</strong> <strong>الكندي</strong> "<br />

لنتحاور مع اول وزيرة داخلية في العالم العربي<br />

التي ادهشت العالم بتسلمها لهذه الوزارة.‏<br />

منى حسن<br />

من المعروف أن وزارة الداخلية تختص بشؤون<br />

اللبنانيين من الولادة حتى الوفاة،‏ سياسيا واجتماعيا<br />

وصولاً‏ إلى أمن الوطن،‏ وما يحمله هذا الملفّ‏ من<br />

مادة دسمة داخلياً‏ وخارجياً،‏ خصوصاً‏ بعد الأزمة<br />

السورية وما شهدتها الساحة المحلية من خضّ‎ات<br />

أمنية،‏ ومحاولات اغتيال،‏ وتفكيك شبكات إرهابية.‏<br />

مهمة صعبة ولكنها ‏"قدّها وقدود"،‏ بهذه العبارة<br />

لخّص وزير الداخلية السابق زياد بارود التحديات<br />

التي تنتظر الحسن في الداخلية،‏ مؤكداً‏ أن ‏"الخوف<br />

من استلام امرأة لوزارة الداخلية غير منطقي،‏ فلا<br />

يجب أن نميز بين رجل وسيدة إلا من حيث الكفاءة،‏<br />

والحسن مشهود لها بجديتها في العمل منذ توليها<br />

حقيبة المالية في 2009، خصوصاً‏ أنها سيدة مثقفة<br />

ومدركة المهام الملقاة على عاتقها،‏ وبالطبع فإن<br />

الرئيس الحريري لن يتركها وحدها،‏ وهناك فريق<br />

عمل متكامل سيشارك الحسن في تولي مسؤولية<br />

أمن المواطنين".‏<br />

بارود أكد أن التحديات التي تنتظر الحسن هي نفسها<br />

التي تواجه أي وزير،‏ في الداخلية<br />

ورأى بارود أن ‏"للحسن سجلاً‏ حافلاً‏ في إدارة<br />

الملفات،‏ وتعلم من خلال خبرتها في المالية كيفية<br />

إدارة الأمور،‏ خصوصاً‏ أن لها خلفية سياسية،‏ ولكن<br />

رغم كل ذلك فإن الأمور ليست سهلة،‏ وأن توزير<br />

الحسن ‏"ضربة موفقة للحريري<br />

كلام بارود يؤكّ‎ده الوزير السابق مروان شربل،‏<br />

وبحماسته المعهودة تحدّث عن الحسن،‏ وعن<br />

خبرتها في إدارة الأمور،‏ فهي ‏"قوية وفي المكان<br />

المناسب،‏ واختيارها لهذا الموقع الحساس أعطى<br />

أملاً‏ كبيراً‏ للعديد من الضبّ‎اط السيدات لتولّ‎ي هذه<br />

المسؤولية في السنوات المقبلة:‏ ‏"أتمنى من كل قلبي<br />

النجاح لها لكي تفتح الطريق لسيدات أخريات<br />

يستحققن هذا المركز".‏<br />

ورفض شربل التشكيك الحاصل على الساحة الداخلية<br />

بقدرتها على تحمّ‎ل العبء،‏ فلكل وزير طاقمه<br />

الخاص،‏ وهي ‏"ستكون السيدة المناسبة في المكان<br />

المناسب،‏ وستعرف كيف تدير الأمور رغم قدومها<br />

من عالم المال والأرقام،‏ إلا ‏"أنني أثق بنجاحها".‏<br />

ورأى شربل أن التحديات على عاتق الحسن كبيرة،‏<br />

خصوصاً‏ الإدارية منها،‏ متمنياً‏ أن ‏"تتمكّن من وضع<br />

حدّ‏ لتدخّل السياسيين في الداخلية والأمور الأمنية،‏<br />

وأظن أن الحسن على قدر الثقة".‏<br />

تحديات كثيرة تنتظر الحسن في الأسابيع القادمة،‏<br />

أكان لناحية التعاطي مع الواقع الأمني الخاص في<br />

مربعات أمنية،‏ أو أزمة اللاجئين،‏ وصولاً‏ إلى<br />

الاستحقاقات النيابية،‏ وإن كانت مؤجلة للعام<br />

ويبقى أن رهان الحريري على الحسن لتولي<br />

المنصب الحساس سيبقى تحت المراقبة في الأشهر<br />

القادمة.‏<br />

.2022<br />

عن جريدة ‏”النهار“‏ بتصرّف<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

21


-<br />

–<br />

–<br />

رئيس تحرير جريدة ‏”الحدث“‏ <strong>الكندي</strong>ة<br />

إنتهت المدة المحددة لإعلان افلاس لبنان بإعلان<br />

ولادة الحكومة الثالثة لسعد الدين الحريري الامر<br />

الذي جعل لبنان يتنفس الصعداء الى حين.‏<br />

حكومة التسعة أشهر أظهرت ان لا غالب ولا<br />

مغلوبا عند السنّ‎ة والشيعة وان لا قاهر ولا<br />

مقهورا في الصف المسيحي.‏ غير ان ذلك<br />

الانتظار الطويل حتى اللحظة الأخيرة اظهر ايضاً‏<br />

ان ‏”»سياسيي لبنان“‏ مستعدون للعب بالنار<br />

وحرق لبنان لو استطاعوا الى ذلك سبيلا.‏<br />

وقد حددنا ‏»سياسيي لبنان ‏«لان الشعب أي<br />

الطبقة اللبنانية الباقية غير المرتبطة بالسياسيين<br />

أعلن إفلاسه بعدما فشل في تقصير مدة إعلان<br />

الحكومة وفشلت محاولات الضغط والنزول إلى<br />

الشارع.‏<br />

نعم كان تشكيل الحكومة جولة حرب ضروس<br />

دون مدافع وحواجز.‏ والمشهد كان على الشكل<br />

التالي:‏ معسكر سياسي مسلم-إسلامي-سني-‏<br />

شيعي في مواجهة بعضه البعض بقيادة سعد<br />

الدين الحريري السنّي الذي كان سلاحه الصمت<br />

حتى اذا اجتاز لبنان ساعة الصفر فيعلن ان<br />

الفريق <strong>الثاني</strong> الشيعي هو من أوصل لبنان الى<br />

الإفلاس،‏ ومعسكر الشيعة بقيادة حزب الله انتظر<br />

حتى اللحظة الأخيرة ليقبل بالسني المحسوب<br />

عليه ليظهر نفسه المنقذ للبنان.‏<br />

اما عند المسيحيين فكان المشهد مختلفاّ‏ عن<br />

المشهد المسلم.‏ فالحرب المسيحية-المسيحية<br />

كانت اشد ضراوة وبلغت حدود الإلغاء وما حملته<br />

حرب الإلغاء الأولى من ذكريات.‏ المعسكر<br />

المسيحي الماروني الماروني بقيادة حزب<br />

القوات من جهة وحزب جبران باسيل في المقابل<br />

لم يعملا أي حساب للطبقة الشعبية الباقية التي<br />

تكلمنا عنها.‏ هما اختزلا المجتمع المسيحي<br />

برمته.‏ وكما صمت الشعب في حرب الإلغاء<br />

الاولى ظل ايضاً‏ صامتاً‏ في حرب الإلغاء <strong>الثاني</strong>ة.‏<br />

بجملة واحدة نستطيع القول ان تشكيل الحكومة<br />

كان انتصاراً‏ باهراً‏ للسياسيين على شعوبهم<br />

المت<strong>عدد</strong>ة ثقافياً‏ والمستسلمة سياسياً‏ والمُ‎وَ‏ حدَة<br />

عملياً‏ بفعل الحاجة وعدم القدرة على القرار.‏<br />

لكن هذا لا يعني ان الحكومة الجديدة لا تمثل<br />

طموح اللبنانيين.‏ فهي تضم وجوها عاشت<br />

وعانت ما عانته الطبقة الشعبية الصامتة اثناء<br />

الحرب الاهلية ومنهم من لا زال يحمل اثارها<br />

الظاهرة وغيرهم يحمل في قلبه اثاراً‏ غير ظاهرة<br />

لكنها حارقة.‏ ومن عايش تاريخ بعض وزراء<br />

‏»كسروان ‏«الحاليين يعرف ذلك ويعرف ان<br />

جروحهم لا تشفيها المناصب...‏<br />

وعلى مثل هؤلاء من الوجوه الجديدة نعّول لصنع<br />

‏»لبنان القوي أولاً‏ في الجمهورية القوية.«‏<br />

بيروت الجميلة في لوحات الفنان التشكيلي<br />

أمين الباشا في حداد على ابنها الذي أغمض<br />

عينيه عن عاماً.‏ وكان على مدى ستة<br />

عقود لا يعرف النوم،‏ منحازاً‏ إلى التأمل في<br />

كل وضعيات المدينة:‏ ليلها،‏ نهارها،‏<br />

صخبها،‏ مقاهيها،‏ رواد الشوارع،‏ الساحات،‏<br />

الأشجار،‏ البحر،‏ السماء،‏ وذلك الأفق البعيد<br />

الذي أخذه في صباه إلى ما خلف البحار حيث<br />

تتلمذ على يد الرسام البلغاري ستيفان<br />

لوكس،‏ وقبله تشبّع بالموسيقى التي احترف<br />

الاصغاء اليها من خلال عزف شقيقه الفنان<br />

توفيق الباشا،‏ هو المولود في عائلة تقيم<br />

للفن مكانة كبرى.‏ فكان أن صاغ محترفه<br />

التشكيلي بصور متخيله استعارها من بيروت<br />

التي في البال،‏ ومن مدن شبيهة،‏ فإذا به<br />

يرسم منصتاً‏ للحدوتة البيروتية عن حي،‏<br />

شارع،‏ معلم،‏ وجه،‏ مكان،‏ زمان.‏ وفي<br />

المقلب الأخر من اللوحات،‏ ثمة كلام كثير لا<br />

يتسع في العناصر،‏ ليكمل المهمة الفنية<br />

بالكتابة القصصية حيث كتب:‏ ‏"زهراء<br />

الاندلس،‏ دقات الساعة،‏ المنتحر،‏ بيروت<br />

أمين الباشا..".‏<br />

87<br />

في رثائه،‏ ليس من كلام أجمل مما كتب،‏ هو<br />

الذي اختار أن يقدم بنفسه معنى الصمت<br />

الأبدي:‏ ‏"حاول أن تسمع الصمت،‏ هو أجمل<br />

الأصوات،‏ هو لحن المشاعر،‏ هو نفسك،‏ هو<br />

أنت..‏ ومن يسمع صوته بعد أن يختار كلمات<br />

وجملا،‏ يكون قد وصل إلى بادية مغطاة<br />

بأزهار لوحتها الشمس ولونتها،‏ ترفرف<br />

عليها فراشات ربيع فيه كل الفصول".‏<br />

أمين الباشا في الصمت الاخير،‏ يليق به كل<br />

التكريم والحفاوة والدروع التكريمية اللبنانية<br />

والعالمية التي لقيها في أكثر من مناسبة<br />

ومنتدى ومنصة،‏ فلترقد روحه بسلام متكئاً‏<br />

على كتف المدينة التي أحب بعد أن قدّم<br />

الحياة الحقة لمن يشتهيها.‏<br />

22


لإعلاناتكم معنا:‏ 514-924-2421<br />

<strong>كانون</strong> <strong>الثاني</strong> <strong>2019</strong><br />

23

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!