تحكيم القوانين
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الق وانين <strong>تحكيم</strong> رسالة<br />
للشيخ العالمة مفتي الديار السعودية<br />
محمد بن إبراهيم آل شيخ رحمه هللا<br />
) 9899 ه - 9831 ه )
)) بسم هللا الرحمن الرحيم<br />
))<br />
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه هللا تعالى في رسالته<br />
"<strong>تحكيم</strong> <strong>القوانين</strong>":<br />
إنّ من الكفر األكبر المستبين ، تنزيل القانون اللعين ، منزلة ما نزل به<br />
الروح األمين ، على قلب محمد صلى هللا عليه وسلم ، ليكون من المنذرين<br />
، بلسان عربي مبين ، في الحكم به بين العالمين ، والرّدِّ إليه عند تنازع<br />
المتنازعين ، مناقضة ومعاندة لقول هللا عزّ وجل : چ ئج ئح ئم ئى<br />
ئي بج بح بخ بم بى بي تج تح تختم تى تي ثج<br />
:٥1 [ ، النساء ] ثم ثى چ<br />
ي ح كِّموا النبي صلى هللا عليه وسلم ، فيما شجر بينهم<br />
وقد نفى هللا سبحانه وتعالى اإليمان عمن لم<br />
، نفيا<br />
مؤكدا بتكرار<br />
أداة النفي وبالقسم ، قال تعالى :چ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ ۉ<br />
ۉ ې ې ې ې ى ى ئا ئا ئە ئە ئو<br />
[ ٥٥ ، النساء: ] ئو چ<br />
ولم يكتف تعالى وتقدس منهم بمجرد ال<strong>تحكيم</strong><br />
للرسول صلى هللا عليه وسلم ، حتى يضيفوا إلى ذلك عدم وجود شيء من<br />
الحرج في نفوسهم ، بقوله جل شأنه : چ ې ې ې ى ى ئا<br />
الضيق : والحرج ٥٥] ، النساء: ] ئا ئە چ<br />
صدورهم لذلك وسالمتها من القلق واالضطراب.<br />
. بل ال بدّ من اتساع<br />
ولم يكتف تعالى أيضا هنا بهذين األمرين ، حتى يضموا إليهما التسليم :<br />
وهو كمال االنقياد لحكمه صلى هللا عليه وسلم ، بحيث يتخلّون هاهنا من<br />
أي تعلق للنفس بهذا الشيء ، ويسلموا ذلك إلى الحكم الحق أتمّ تسليم<br />
ولهذا أكّد ذلك بالمصدر المؤكّد ، وهو قوله جلّ شأنه تسليمًا المبيّن<br />
أنه ال ي كتفى هاهنا بالتسليم.. بل ال بدّ من التسليم المطلق وتأمل ما في اآلية<br />
،<br />
}<br />
{<br />
:
األولى ، وهي قوله تعالى<br />
:چ ئج ئح ئم ئى ئي بج بح بخ بم بى<br />
بي تج تح تختم تى تي ثج ثم ثى چ<br />
٥1: [ النساء ]<br />
{<br />
كيف<br />
ذكر النّك رة ، وهي قوله: شيء{ في سياق الشرط ، وهو قوله جلّ شأنه<br />
فإن تنازعتم المفيد العموم فيما ي تصوّ ر التنازع فيه جنسا وقدرً ا.<br />
:<br />
}<br />
{<br />
{<br />
:<br />
ثم تأمل كيف جعل ذلك شرطا في حصول اإليمان باهلل واليوم اآلخر، بقوله<br />
إن كنتم تؤمنون باهلل واليوم اآلخر ، ثم قال جل شأنه ذلك خير<br />
فشيء ي طلق هللا عليه أنه خير، ال يتطرّق إليه شرّ أبدا بل هو خير<br />
محض عاجال وآجالً ثم قال: وأحسن تأويالً أي عاقبةً في الدنيا<br />
واآلخرة ، فيفيد أنّ الردَّ إلى غير الرسول صلى هللا عليه وسلم عند التنازع<br />
شرٌّ محض ، وأسوأ عاقبة في الدنيا واآلخرة. عكس ما يقوله المنافقون<br />
}<br />
:<br />
{<br />
:<br />
،<br />
:<br />
}<br />
}<br />
{<br />
چ ژ ڑ ڑ ک ک ک چ<br />
[ ٥٦ ، النساء: ]<br />
وقولهم : چ ڳ ڱ<br />
[<br />
99<br />
ڱ ڱ چ ]<br />
البقرة:<br />
ولهذا ردّ هللا عليهم قائال<br />
: چ ڱ ں ں ڻ ڻ ڻ ڻ ۀ چ<br />
.<br />
)<br />
، [ 9٦<br />
(<br />
]<br />
البقرة: وعكس ما عليه القانونيون من حكمهم على القانون<br />
بحاجة العالم بل ضرورتهم إلى التحاكم إليه ، وهذا سوء ظن ص ر ٍف<br />
بما جاء به الرسول صلى هللا عليه وسلم ، ومحض استنقاص لبيان هللا<br />
ورسوله ، والحكم عليه بعدم الكفاية للناس عند التنازع ، وسوء العاقبة في<br />
الدنيا واآلخرة إن هذا الزم لهم<br />
،<br />
وتأمّل أيضا ما في اآلية الثانية من العموم ، وذلك في قوله تعالى<br />
چ: ۉ ۉ ې چ<br />
،<br />
فإنّ اسم الموصول مع ص لته مع صيغ<br />
العموم عند األصوليين وغيرهم ، وذلك العموم والشمول هو من ناحية<br />
األجناس واألنواع، كما أنه من ناحية القدر، فال فرق هنا بين نوع ونوع<br />
كما أنّه ال فرق بين القليل والكثير، وقد نفى هللا اإليمان عن م ن أراد
التحاكم إلى غير ما جاء به الرسول صلى هللا عليه وسلم ، من المنافقين ،<br />
كما قال تعالى : چ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ پ پ پ ڀ ڀ<br />
ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹ<br />
ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ ڦ چ<br />
[ ٥٦ النساء: ]<br />
}<br />
{ :<br />
فإنّ قوله عز و جل<br />
ي ز ع مون تكذيب لهم فيما ادّعوه من اإليمان ، فإنه ال يجتمع التحاكم<br />
إلى غير ما جاء به النبي صلى هللا عليه وسلم مع اإليمان في قلب عبدٍ<br />
أصالً، بل أحدهما ينافي اآلخر، والطاغوت مشتق من الطغيان<br />
مجاوزة الحدّ فكلُّ م ن ح ك م بغير ما جاء به الرسول صلى هللا عليه وسلم<br />
أو حاك م إلى غير ما جاء به النبي صلى هللا عليه وسلم ، فقد ح ك م<br />
بالطاغوت وحاكم إليه وذلك أنّه م ن حقِّ كل أحدٍ أن يكون حاكمًا بما جاء<br />
به النبي صلى هللا عليه وسلم ، ال بخالفه. كما أنّ من حقِّ كل أحدٍ<br />
أن ي حاك م إلى ما جاء به النبي صلى هللا عليه وسلم فم ن ح ك م بخالفه أو<br />
حاكم إلى خالفه فقد طغى ، وجاوز حدّه ، ح ك مًا أو <strong>تحكيم</strong>ا ، فصار بذلك<br />
طاغوتا لتجاوزه حده<br />
،<br />
، وهو :<br />
...<br />
، فقط<br />
.<br />
وتأمل قوله عز وجل: چ ٿ ٿ ٹ ٹ ٹ چ تعرف منه معاندة<br />
القانونيين ، وإرادتهم خالف مراد هللا منهم حول هذا الصدد ، فالمراد منهم<br />
شرعًا والذي تعبّدوا به هو: الكفر بالطاغوت ال <strong>تحكيم</strong>ه... چ ٹ ٹ<br />
،<br />
[ ٥1<br />
ٹ ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ چ ]<br />
البقرة:<br />
ثم تأمل قوله<br />
: چ ٹ<br />
ڤ ڤ ڤ ڤ ڦ چ<br />
[ ٥٦ النساء: ]<br />
كيف دلَّ على أنّ ذلك<br />
ضالل ، وهؤالء القانونيون يرونه من الهدى ، كما دلّت اآلية على أنّه من<br />
إرادة الشيطان ، عكس ما يتصور القانونيون من ب عدهم من الشيطان ، وأ ّن<br />
فيه مصلحة اإلنسان ، فتكون على زعمهم مرادات الشيطان هي صالح<br />
اإلنسان ، ومراد الرحمن وما ب عث به سيد ولد عدنان صلى هللا عليه وسلم
معزوال من هذا الوصف، وم ن حىً عن هذا الشأن وقد قال تعالى منكرا على<br />
هذا الضرب من الناس ، ومقر ًرا ابتغاءهم أحكام الجاهلية ، وموضحا أنه<br />
ال ح كم أحسن من ح كمه : چ ی ی ئجئح ئم ئى ئي بج بح بخ<br />
المائدة: ] بم بى چ<br />
. [ ٥٦<br />
فتأمل هذه اآلية الكريمة وكيف دلّت على أنّ ق سمة الحكم ثنائية ، وأنّه ليس<br />
بعد حكم هللا تعالى إالّ ح كم الجاهلية ، شاءوا أم أبوا ، بل هم أسوأ منهم<br />
حاالً ، وأكذب منهم مقاالً ، ذلك أنّ أهل الجاهلية ال تناق ض لديهم حول هذا<br />
الصدد وأما القانونيون فمتناقضون ، حيث يزعمون اإليمان بما جاء به<br />
الرسول صلى هللا عليه وسلم ، ويناقضون ويريدون أن يتّخذوا بين ذلك<br />
سبيالً ، وقد قال هللا تعالى في أمثال هؤالء : چ ڈ ڈ ژ ژڑ<br />
ڑ ک ک ک ک چ<br />
[ 9٥9 النساء: ]<br />
ثم انظر كيف ردّت<br />
هذه اآلية الكريمة على القانونيين ما زعموه من ح سن زبالة أذهانهم<br />
،<br />
ونحاتة أفكارهم ، بقوله عزّ وج ّل : چ ئم ئى ئي بج بح بخ بم چ<br />
" :<br />
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه اآلية ينكر هللا على من خرج من<br />
حكم هللا الم ح كم المشتمل على كل خير ، الناهي عن كل ش ّر ، وع د ل إلى<br />
ما سواه من اآلراء واألهواء واالصطالحات ، التي وضعها الرجال بال<br />
مستند من شريعة هللا ، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضالالت<br />
والجهاالت ، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم ، وكما يحكم به التتار من<br />
السياسات الملكية المأخوذة عن م ل كهم جنكيز خان الذي وضع لهم كتابًا<br />
مجموعًا من أحكامٍ قد اقتبسها من شرائع شتى ، من اليهودية<br />
، والملة اإلسالمية ، وغيرها وفيها كثير من األحكام أخذها من مجرد<br />
نظره وهواه ، فصارت في ب نيه شر ًعا م تّبعا يقدِّمونها على الحكم بكتاب هللا<br />
و سنّة رسوله صلى هللا عليه وسلم ، فمن فعل ذلك فهو كافر يجب قتاله<br />
حتى يرجع إلى حكم هللا ورسوله ، فال يح كِّم سواه في قليل وال كثير قال<br />
تعالى : چ ی ی ئجئح چ<br />
، والنصرانية<br />
.<br />
"<br />
"<br />
، أي :<br />
يبتغون ويريدون ، وعن حكم هللا
چ،<br />
چ،<br />
يعدلون ، چ ئم ئى ئي بج بح بخ بم چ أي<br />
:<br />
.<br />
)<br />
ومن أعدل من هللا<br />
في حكمه ، ل م ن ع ق ل عن هللا شرعه وآمن به وأيقن ، وعل م أنّ هللا أحكم<br />
الحاكمين ، وأرحم بخلقه من الوالدة بولدها ، فإنه تعالى هو العالم بكل<br />
شيء ، القادر على كل شيء ، العادل في كل شيء". ( انتهى قول الحافظ<br />
ابن كثير<br />
وقد قال عزّ شأنه قبل ذلك مخاطبا نبيه محمدًا صلى هللا عليه وسلم<br />
چ ڑ ڑ ک ک کک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳڳ چ<br />
:<br />
، و :<br />
[<br />
المائدة: ٨3<br />
قال تعالى<br />
چ ۆ ۈ ۈ ۇٴ ۋ ۋ ۅ ۅ<br />
]<br />
ۉ ۉ ې ې ې ې ى ى ئا ئائە چ<br />
[ ٨1 ، المائدة: ]<br />
وقال تعالى م خيرا نبيه محمدا صلى هللا عليه وسلم ، بين الح كم بين اليهود<br />
واإلعراض عنهم إن جاء وه لذلك :چ پ پ پ پ ڀ ڀ ڀڀ<br />
ٺ ٺ ٺ ٺ ٿ ٿٿ ٿ ٹ ٹ ٹ ٹڤ ڤ<br />
ڤ ڤ ڦ ڦ چ<br />
[ ٨٦ ، المائدة: ]<br />
: والقسط هو<br />
حقا إالّ ح كم هللا ورسوله ، والحكم بخالفه هو الجور، والظلم<br />
العدل وال عدل<br />
، والضالل ،<br />
والكفر، والفسوق ، ولهذا قال تعالى بعد ذلك : چ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ<br />
[<br />
ھ ھ ھ ھ چ ]<br />
المائدة:٨٨<br />
ې ى ى ئا ئا ئە<br />
[<br />
٨٥<br />
ئە ئو ئو ئۇ چ ]<br />
المائدة:<br />
ڄ ڃ ڃ ڃ ڃ چ<br />
. [٨٤<br />
چ چ چ ڇ چ ]<br />
المائدة:
فانظر كيف سجّل تعالى على الحاكمين بغير ما أنزل هللا الكفر والظلم<br />
والفسوق ، وم ن الممتنع أن ي سمِّي هللا سبحانه الحاكم بغير ما أنزل هللا<br />
كافرً ا وال يكون كافرً ا ، بل كافر مطلقًا ، إمّا كفر عمل وإما كفر اعتقاد<br />
وما جاء عن ابن عباس رضي هللا عنهما في تفسير هذه اآلية من<br />
رواية طاووس وغيره يدلُّ أنّ الحاكم بغير ما أنزل هللا كافر إمّا كفر اعتقادٍ<br />
ناقل عن الملّة ، وإمّا كفر عملٍ ال ينقل عن الملّة<br />
،<br />
.<br />
،<br />
أمّا األول :<br />
وهو كفر<br />
االعتقاد فهو أنواع<br />
:<br />
أحدها أن يجحد الحاكم بغير ما أنزل هللا أحقيّة ح كم هللا ورسوله وهو<br />
معنى ما ر وي عن ابن عباس ، واختاره ابن جرير أنّ ذلك هو جحود ما<br />
أنزل هللا من الح كم الشرعي ، وهذا ما ال نزاع فيه بين أهل العلم ، فإ ّن<br />
األصول المتقررة المتّفق عليها بينهم أنّ م ن ج ح د أصالً من أصول الدين<br />
أو فرعًا م جمعًا عليه ، أو أنكر حرفًا مما جاء به الرسول صلى هللا عليه<br />
وسلم ًا ، فإنّه كافر الكفر الناقل عن الملّة<br />
.<br />
، قطعيّ<br />
:<br />
الثاني أن ال يجحد الحاكم بغير ما أنزل هللا كون ح كم هللا ورسول ه حقّ ًا<br />
لكن اعتقد أنّ ح كم غير الرسول صلى هللا عليه وسلم أحسن من ح كمه<br />
وأتمّ وأشمل لما يحتاجه الناس من الح كم بينهم عند التنازع ، إمّا م طلقا<br />
أو بالنسبة إلى ما استجدّ من الحوادث ، التي نشأت عن تطوّ ر الزمان<br />
وتغير األحوال ، وهذا أيضًا ال ريب أنه كافر ، لتفضيله أحكام المخلوقين<br />
التي هي محض زبالة األذهان ، وصر ف ح ثالة األفكار ، على ح كم الحكيم<br />
الحميد وح كم هللا ورسول ه ال يختلف في ذاته باختالف األزمان<br />
األحوال ، وتجدّد الحوادث ، فإنّه ما من قضية كائن ٍة ما كانت إالّ وح كمها<br />
في كتاب هللا تعالى ، وسنة رسوله - صلى هللا عليه وسلم نصّ ًا أو ظاهرً ا<br />
أو استنباطًا أو غير ذلك ، ع ل م ذلك م ن علمه ، وج ه ل ه م ن جهله وليس<br />
معنى ما ذكره العلماء من تغيّر الفتوى بتغير األحوال ما ظنّه م ن قلَّ<br />
نصيب ه أو عدم من معرفة مدارك األحكام وع ل لها ، حيث ظنّوا أنّ معنى<br />
ذلك بحسب ما ي الئم إرادتهم الشهوانية البهيمية ، وأغراضهم الدنيوية<br />
،<br />
،<br />
، وتطور<br />
-<br />
،<br />
...
وتصوّ راتهم الخاطئة ولهذا تجد هم يحامون عليها ، ويجعلون النصوص<br />
تابعة لها منقادة إليها ، مهما أمكنهم فيحرفون لذلك الك ل م عن مواضعه<br />
وحينئذٍ معنى تغيُّر الفتوى بتغير األحوال واألزمان مراد العلماء منه<br />
ما كان م ستصحبه فيه األصول الشرعية ، والعلل المرعية<br />
التي ج ن س ها مراد هلل تعالى ورسوله صلى هللا عليه وسلم ، ومن المعلوم<br />
أنّ أرباب <strong>القوانين</strong> الوضعية عن ذلك بمعزل ، وأنهم ال يقولون إالّ على ما<br />
يالئم مراداتهم ، كائنة ما كانت، والواقع أصدق شاه ٍد<br />
.<br />
:<br />
، والمصالح<br />
"<br />
.<br />
:<br />
"<br />
الثالث أن ال يعتقد كون ه أحسن من ح كم هللا ورسوله ، لكن اعتقد أنه مثله<br />
، فهذا كالنوعين الذين قبله ، في كونه كافرً ا الكفر الناقل عن الملّة<br />
يقتضيه ذلك من تسوية المخلوق بالخالق والمناقضة والمعاندة لقوله هللا<br />
عزّ وجلّ : چ ٺ ٿ ٿٿ چ<br />
، لما<br />
[ 99 الشورى: ]<br />
،<br />
:<br />
.<br />
ونحوها من<br />
اآليات الكريمة الدالّة على تفرُّد الربّ بالكمال ، وتنزيهه عن ممثالة<br />
المخلوقين ، في الذات والصفات واألفعال والح كم بين الناس فيما يتنازعون<br />
فيه<br />
الرابع أن ال يعتقد كون ح كم الحاكم بغير ما أنزل هللا مماثالً لحكم هللا<br />
ورسوله، فضالً عن أن يعتقد كونه أحسن منه ، لكن اعتقد جواز الح كم بما<br />
يخالف ح كم هللا ورسوله ، فهذا كالذي قبله يصد ق عليه ما يصدق عليه<br />
العتقاده جواز ما علم بالنصوص الصحيحة الصريحة القاطعة تحريمه<br />
،<br />
.<br />
، ومكابرة<br />
:<br />
الخامس وهو أعظمها وأشملها وأظهرها معاندة للشرع<br />
ألحكامه ، ومشاقّة هلل ورسوله ، ومضاهاة بالمحاكم الشرعية ، إعدا ًدا<br />
وإمدادًا وإرصا ًدا وتأصي ًال ، وتفري ًعا وتشكي ًال وتنوي ًعا ، وحك ًما وإلزا ًما<br />
ومراجع ومستندات فكما أنّ للمحاكم الشرعية مراجع مستمدّات<br />
مرجعها كلُّها إلى كتاب هللا وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم<br />
المحاكم مراجع القانون الم لفّق من شرائع شتى ، وقوانين كثيرة<br />
كالقانون الفرنسي ، والقانون األمريكي ، والقانون البريطاني ، وغيرها من<br />
،<br />
،<br />
،<br />
، فلهذه<br />
:<br />
.<br />
، هي
<strong>القوانين</strong> ، ومن مذاهب بعض البدعيين المنتسبين إلى الشريعة وغير ذلك.<br />
فهذه المحاكم في كثير من أمصار اإلسالم مهيّأة مكملة األبواب<br />
والناس إليها أسراب إث ر أسراب ، يحك م ح كّام ها بينهم بما يخالف ح كم<br />
الس نّة والكتاب ، من أحكام ذلك القانون ، وت لزمهم به ، وت ق رُّهم عليه<br />
وت حتِّم ه عليهم فأيُّ ك فر فوق هذا الكفر؟! ، وأيُّ مناقضة للشهادة بأنّ<br />
محمدًا رسول هللا بعد هذه المناقضة ؟!<br />
،<br />
،<br />
، مفتوحة<br />
.<br />
...<br />
و ذ ك ر أدلّة جميع ما قدّمنا على وجه البس ط معلومة معروفة ، ال يحتمل<br />
ذكرها في هذا الموضوع فيا معشر الع قالء ، ويا جماعات األذكياء<br />
وأولي النهى كيف ترضون أن تجري عليكم أحكام أمثالكم<br />
أشباهكم ، أو م ن هم دونكم ، م مّن يجوز عليهم الخطأ ، بل خطأهم أكثر<br />
من صوابهم بكثير ، بل ال صواب في ح كمهم إالّ ما هو م ستمدٌّ من ح كم هللا<br />
ورسوله ًا أو استنباطًا ، ت د عونهم يحكمون في أنفسكم ودمائكم<br />
وأبشاركم ، وأعراضكم وفي أهاليكم من أزواجكم وذراريكم ، وفي أموالكم<br />
وسائر حقوقكم ؟؟<br />
ويتركون ويرفضون أن يحكموا فيكم بح كم هللا ورسوله ، الذي ال يتطرّق<br />
إليه الخطأ ، وال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه تنزيل من حكيم<br />
حميد وخ ضوع الناس ورضوخهم لحكم ربِّهم خضوع ورضوخ ل ح كم<br />
م ن خلقهم تعالى ليعبدوه فكما ال يسجد الخلق إالّ هلل ، وال يعبدون إالّ إياه<br />
وال يعبدون المخلوق ، فكذلك يجب أن ال يرضخوا وال يخضعوا أو ينقادوا<br />
إالّ لح كم الحكيم العليم الحميد ، الرؤوف الرحيم ، دون ح كم المخلوق<br />
الظلوم الجهول ، الذي أهلكته الشكوك والشهوات والشبهات<br />
على قلوبهم الغفلة والقسوة والظلمات فيجب على الع قالء أن يربئوا<br />
بنفوسهم عنه ، لما فيه من االستعباد لهم ، والتحكم فيهم باألهواء<br />
واألغراض ، واألغالط واألخطاء فضالً عن كونه كفرً ا بنصِّ<br />
، وأفكار<br />
،<br />
، واستولت<br />
،<br />
،<br />
، نصّ<br />
...<br />
]<br />
قوله تعالى : چ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ چ<br />
[ . المائدة:٨٨
:<br />
السادس ما يحك م به كثير من رؤساء العشائر ، والقبائل من البوادي<br />
ونحوهم ، من حكايات آبائهم وأجدادهم ، وعاداتهم التي يسمُّونها<br />
"سلومهم" ، يتوارثون ذلك منهم ، ويحكمون به ويح ضُّون على التحاكم<br />
إليه عند النزاع ، بقا ًء على أحكام الجاهلية ، وإعراضًا ورغب ًة عن ح كم هللا<br />
ورسوله حول وال قوة إالّ باهلل<br />
:<br />
.<br />
، فال<br />
وأمّا القسم الثاني من قسمي ك فر الحاكم بغير ما أنزل هللا ، وهو الذي ال<br />
ي خرج من الملة فقد تقدّم أنّ تفسير ابن عباس رضي هللا عنهما لقول هللا<br />
-<br />
-<br />
عزّ وجلّ : چ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ چ<br />
" :<br />
" :<br />
قد شمل ذلك القسم ، وذلك في قوله رضي هللا عنه في اآلية ك فر<br />
دون كفر" ، وقوله أيضًا ليس بالكفر الذي تذهبون إليه وذلك أن<br />
ت ح م ل ه شهوت ه وهواه على الح كم في القضية بغير ما أنزل هللا ، مع اعتقاده<br />
أنّ ح كم هللا ورسوله هو الحقّ ، واعترافه على نفسه بالخطأ ومجانبة الهدى<br />
وهذا وإن لم ي خر ج ه ك ف ر ه عن الملّة ، فإنه معصية ع ظمى أكبر من الكبائر<br />
كالزنا وش رب الخمر، والسّر قة واليمين الغموس ، وغيرها فإنّ معصية ً<br />
سمّاها هللا في كتابه كفرً ا ، أعظم من معصية لم ي سمِّها ك فرً ا<br />
،<br />
.<br />
"<br />
:<br />
، إنّه<br />
نسأل هللا أن يجمع المسلمين على<br />
وليُّ ذلك والقادر عليه<br />
التحاكم إلى كتابه<br />
، انقيا ًدا ورضا ًء<br />
.<br />
تمّت الرسالة<br />
. وهلل الحمد