17.05.2015 Views

مجلة األدب العربي المعاصر؛ العدد الاول

مجلة تعنى بالادب العربي المعاصر

مجلة تعنى بالادب العربي المعاصر

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

عندها مددتُ‏ يدي بجيبي إلخراج سكائري فاكتشفت ان العلبة فارغة فنسيتُ‏<br />

التدخين تماما.‏<br />

اطلقتُ‏ لقدميَّ‏ العِنان حتى وصلتُ‏ الى البيت الذي بدى ساكنا بشكل مميت<br />

ولكي اكسر هذا السكون شغلتُ‏ التلفاز وارتميتُ‏ على الكنبة قبالتهُ.‏<br />

المطربة الجميلة التي لم أرَّها من قبل كانت منتشية بالذي تغنيه رغم ان التلفاز كان<br />

صورة بال صوت,عندها لمحتُ‏ من خالل شباك البيت الذي يطلُ‏ على الشارع<br />

جارنا الطويل الذي يعملُ‏ في احدى القنوات التلفازية ‏,اندفعتُ‏ نحوهُ‏ بقوة ‏,حاولتُ‏<br />

ان اصرخَ‏ بهِ‏ لكن صوتي لم يخرجْ,في الحقيقة انا لم أردهُ‏ ان يخرج لذلك ركضتُ‏<br />

بقوة نحوه وضربتهُ‏ على كتفهِ‏ ‏,التفتَ‏ اليَ‏ ولم يقل شيئا ‏,عرفتُ‏ انه لن يتكلم لذلك<br />

التقطتُ‏ احدى االوراق المرمية في الشارع ‏,ازلتُ‏ االوساخَ‏ منها وكتبتُ‏ عليها<br />

‏-ما الذي يحدث<br />

اخذَ‏ الورقة مني بعنف وضعها على فخذهِ‏ االيمن وكتبَ‏ عليها بحروف كبيرة<br />

‏-افتحْ‏ الصوت ايها األبله<br />

اعطاني الورقة وذهب مبتعدا ‏,رجعتُ‏ للبيت ‏,رأيتُ‏ جهاز التحكم مرميا على<br />

االرض ‏,التقطتهُ‏ وخرج ‏ُت<br />

كانت المدينة كلها واقفة امامي ‏,بكل موتها وحروبها,بنهرها الجاف ونخيلها<br />

الميت,بشياطينها الذين يوسوسون ليل نهار ليجعلوا الناس في حالة من الالوعي<br />

يصرخون ويصرخون وال يتعبون من الصراخ.‏<br />

لذلك قبل ان اضغطَ‏ على الزر الذي يفتحُ‏ الصوت رميتُ‏ جهاز التحكم في الفراغ.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!