27.11.2018 Views

Shabab News Magazine Issue # 192

Shabab News Magazine Issue # 192

Shabab News Magazine Issue # 192

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

Subject<br />

ومن ثم،‏ فإننا ال نذهب بعيدا،‏ حين نقول إن<br />

الرجل األمي،‏ مثقف في حد ذاته،‏ ألن لديه كمً‏ ا<br />

من الخبرات والتجارب حتى ولو في مجاالت<br />

بعيدة عن الشكل األكاديمي والتنظيري،‏ ألن<br />

المفهوم المبسط للثقافة هو كل ما يختزله<br />

اإلنسان من تجارب في الحياة،‏ أتيحت له من<br />

خالل االطالع على تجارب وثقافات اآلخرين ،<br />

سواء كان ذلك نظريا أو عمليا.‏<br />

واستنادا إلى هذه الرؤية،‏ ال يحق ألحد االدعاء<br />

أنه رجل مثقف،‏ وفي الوقت ذاته،‏ ينظر من<br />

برجه العاجي وباستعالء إلى المحيطين<br />

به،‏ لسبب رئيسي وهو أن إقصاء ثقافات<br />

اآلخرين،‏ أمر منبوذ وال ينم عن ثقافة حقيقية<br />

بل هو إساءة ألي مجتمع راق.‏<br />

ليس هذا وكفى بل إننا بحاجة إلى نوع من<br />

الثقافة،‏ ال يعرف حدود الزمن بل يتخطاها<br />

إلى ما هو أبعد،‏ نحتاج ثقافة لكل الفصول<br />

وال تكون حكرا على فصل بعينه،‏ نحتاج إلى<br />

ثقافة دائمة تغذي فينا احترام اآلخر والنظر<br />

بتقدير إلى كل تجاربه.‏ خالصة القول إن<br />

ثقافة احترام اآلخر هي قمة أشكال الثقافة،‏<br />

وبالتالي من الضروري العمل على تنمية<br />

ثقافة االحترام المتبادل للوصول إلى مجتمع<br />

متماسك.‏<br />

فمهما كانت تجارب وخبرات الفرد،‏ أكبر<br />

من غيره،‏ فالبد من احترامه ثقافة الباقين<br />

والتعامل معهم على أساس أنهم جزء<br />

ال يتجزأ من كيان المجتمع الواحد،‏ إذ إن<br />

التباينات واالختالف في وجهات النظر،‏ تعطي<br />

ثراء اجتماعيا ما دامت تصب جميعها في<br />

مصلحة المجتمع وما دام أفراده يتعاملون<br />

بداخله من منطلق ثقافة احترام اآلخر.‏<br />

ولتنمية ثقافة احترام الرأي واالختالف،‏ فإن<br />

الحل هو في إضافة مواد دراسية لتعليمها<br />

للطلبة في كل المراحل،‏ واستخدام وسائل<br />

اإلعالم لنشر هذه الثقافة وتعزيزها من خالل<br />

البرامج واإلعالنات المعدة على يد خبراء،‏<br />

مدفوعة الثمن من الدولة ومؤسسات<br />

المجتمع المدني،‏ واستيراد أفكار وتجارب<br />

تفعيل هذه الثقافة من الدول األخرى.‏<br />

وإضافة الى تقديم الندوات والمؤتمرات<br />

وورش التوعية ودعوة األطفال والشباب من<br />

المدارس والجامعات،‏ يجب أن تبتعد الحلول<br />

عن أسلوب التحفيظ وتعتمد النقاش<br />

والحلقات الحوارية وإعطاء الفرصة لآلخر<br />

لتكون هادفة تهذّ‏ ب عقل الشباب وتعلمه<br />

كيفية السيطرة على انفعاالته،‏ ليتغلب<br />

على الموروث االجتماعي السلبي.‏<br />

تنمية هذه الثقافة تحتاج الى عمل يستمر<br />

سنوات يرافق األجيال في كل مستوى من<br />

دراستهم وحياتهم بتأثير مختلف.‏<br />

هنا تبدأ مرحلة التغيير،‏ حيث تنتشر ثقافة<br />

احترام الرأي واالختالف من المدرسة الى<br />

أعلى المناصب السياسية،‏ عندها إذا شعر<br />

المواطن بأن الحكومة تدعم هذه الثقافة<br />

يزداد إيمانه وعمله بها،‏ ليحل التسامح<br />

والترابط بين مكونات المجتمع بدالً‏ من<br />

الخالفات.‏<br />

إن ثقافة احترام الرأي واالختالف من أهم<br />

مقاييس تقدم الدول،‏ فكلما انتشرت كانت<br />

الدولة أكثر تحضرًا وتقدمًا.‏

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!