27.12.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ

ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity

ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

صورة 79 مدن اخليال.‏ للفنان طارق ابراهيم 1997

* 28 20 * 10 سم

التي فقدت نصفها وهي تنوء بثقل التشقق يف

كيانها الداكن،‏ والذي حاول الفنان أن يخفف

من سلطته بتراقص األصفر فوق ‏)تضاريسه(‏

يف األعلى.‏

أاما الصورة )82( فالكرة تبقى بؤرة مكانية

للصوغ الفني لدى الفنان مكثفاً‏ فيها فعالً‏ ثنائياً‏

على الصعيد البنائي ما بني الناعم والرقيق

الصقيل جداً،‏ واخلشن بتضاريسه البارزة.‏ كرة

بنية هي أقرب للون الطني مع ملسات حمراء

مشحونة بدفق تعبيري جتريدي.‏ يستدرجنا

البروز الكتلي يف سطح الكرة بسطوته الشكلية

وخطوطه اخلشنة كعالمة تتضايف بتركبها فوق

السطح الكروي الرقيق جداً.‏

جند يف أعماله انحيازها الشديد للقيمة

اجلمالية يف ثراء الشكل اخلزيف.‏ وللثراء

امللمسي يف جتربة اخلزاف طارق إبراهيم

مكانته اخلاصة،‏ يف تقصيه عبر التجربة املائزة

والتي لفتت االنتباه إليها مبكراً،‏ بعيداً‏ عن

التماعات اخلزف وسطوحه املصقولة مستدعياً‏

روح الطني الغريني ولون احلياة فيه،‏ حيث

يبوح للتراب مردداً‏ مقولته الوجودية العميقة

بوصفه خامة احلياة مع املاء.‏ ف«املخلوق لديه

طني يصرخ،‏ والكرة تنزف آالمها ‏)شقوقاً(‏

فوق محياها.‏ يأخذنا عميقاً‏ يف تقصي هذا

الوجع الكامن يف كراته وأشكاله املجردة،‏

وهي حتمل ندب الزمان ومآسيه.‏ الشقوق

على سطوح خزفياته،‏ والتي تقصاها طارق

إبراهيم يف معرضه الشخصي الثاني،‏ 1977،

‏)الصورة 73(، هي جراحات اإلنسان والوطن،‏

تلك اجلراح التي أدمنت أجساد أبطاله وثواره

ومفكريه،‏ وصارت أوسمة يف ضمير التأريخ.‏ يف

قمة املأساة العراقية يف حرب الثماني سنوات،‏

يصرخ هذا اجلسد املقطوع الرأس،‏ ممزقاً‏

كل قيوده وأدوات استالبه معلناً‏ عن وجوده

اإلنساني املتشاكل إحيائياً‏ مع حلاء الشجر

ملمسياً،‏ باثاً‏ شفراته العديدة:‏ االنتصار للحياة

أزاء كل أسباب وأدوات قمعها ومحوها بعيداً‏

عن ملعان السطوح اخلزفية.‏ فاجلراح ال تكترث

بالبريق وحتترم عواملها التي انبثقت منها،‏ أتربة

طحنتها رحى الزمن والتاعت مبداده.‏ ‏)الصورة

79( هو ال يريد لتلك اجلراحات أن متحى

حتى لو إندملت،‏ فآثارها باقية،‏ معاوداً‏ احلنني

لها،‏ إذ تتوسم خزفياته بها لتكثف موقفه الفكري

والوجودي الرافض عبر تلك الندب واجلراح

الطينية يف جسد الوجود.‏ ‏)الصورة 79(

أصبحت تلك الشقوق والكسور ومتظهرات

اللّون الطبيعي للطني،‏ وتقصي حتوالته

الفيزيائية من لدونة وصالبة وتشقق،‏ عالمات

راسخة يف ذاكرة اخلزف العراقي احلديث

صورة 80 امومه . للفنان طارق ابراهيم

* 24 22 سم

55

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!