27.12.2020 Views

ماكو فضاء حر للابداع - العدد 03

ماكو فضاء حر للابداع MAKOU free space for creativity ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة بهذا التاريخ

ماكو فضاء حر للابداع
MAKOU free space for creativity

ماكو مجلة الكترونية تهتم بتاريخ الفن العراقي، تتابع نشأته في القرن الماضي وما حصل
من تبدلات في الاسلوب والرؤيا، مع اهتمام بنشر ما يتوفر من وثائق وصور ذات علاقة
بهذا التاريخ

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

سعد شاكر

سلطة اللّون وفرادة الشكل اخلزيف

يف كل لون بعينه تكمن طاقة أخالقية ما

بول كلي

يبدو أن احلديث عن جتربة الفنان سعد شاكر

مبثابة احلديث عن اخلزف العراقي املعاصر

بكل ما حتمل هذه التجربة من ريادة زمانية

وجتريبية،‏ بقيت ماثلة يف مديات تأثيراتها

ألجيال من اخلزافني الّذين نهلوا من ثراء هذه

التجربة بكل ما حتمل من خصائص وسمات

أسلوبية مائزة.‏

سوف تبقى خزفيات سعد شاكر تقاوم الزمن،‏

حاملة تأريخها األصلي حيث تعاود الظهور

ويتردد صداها يف وعي األجيال التي امتصت

واستلهمت من جماليات هذه التجربة،‏ وبقيت

شذراتها محافظة على دوامها.‏

فخزفياته،‏ بأناقتها الباذخة وجماليات

إتساقها مبا توافرت عليه من تقانة وأداء عال

الصورة ٣٣ الفنان سعد شاكر يف مشغله 1994

الصورة ‎٣٤‎صورة شخصية للفنان سعد شاكر من

تصوير جواد الزبيدي 1980

يف معمارها وما تبثه من شفرات عديدة،‏

حتاورنا بلغتها اخلاصة أي لغة العمل الفني

التي بها يحفظ العمل ويتم تواصله معنا،‏

والتي جتعل العمل الفني متعاصراً‏ على الدوام،‏

متجاوزاً‏ سياق أفقه التاريخي األصلي،‏ على حد

تعبير جادامر.‏ ‏»فاألعمال الفنية الناجحة بوجه

عام تدوم وتبقى حاملة معها تأريخها األصلي أو

عاملها الذي انحدرت منه وآلت إلينا«.‏

ومن اجلدير بالذكر هنا،‏ اإلشارة إلى ما قاله

اخلزاف املبدع طارق إبراهيم يف لقاء متلفز

‏)حديث املهجر(‏ عن أثر جتربة اخلزاف سعد

شاكر:‏ ‏»الفنان املرحوم سعد ‏)مات(،‏ ولكن

أعماله ما زالت حية ومنافسة،‏ ليس لي فقط

بل لكل من يحاول أن ميارس اخلزف.‏ يبقى حياً‏

معنا على طول العمر.‏ فما دمت حياً‏ سعد شاكر

‏)حي معي(...‏ تبقى أعماله مؤثرة وهي ذات

ريادة جميلة وأنيقة مثله«.‏

شكلت التجربة اإلبداعية للخزاف الكبير

سعد شاكر أمثولتها الريادية يف اخلزف العراقي

املعاصر،‏ تلك التجربة التي استنطقت مفرداتها

وثوابتها املعرفية علمياً‏ يف نهاية اخلمسينات

من القرن املاضي حيث أنهى دراسته يف معهد

الفنون اجلميلة العام ‎1959‎‏.واقام الفنان سعد

شاكر معرضا شخصيا لتجربته عام 1958.

الصورتني 35 و 36

نلحظ الفنان خلف أعماله اخلزفية األولى

بنظرة تأمل حتمل وعوداً‏ وآماالً‏ كبيرة يف

مستقبل جتربته الفرد ية.‏ هذه األعمال متثل

بواكير جتربته اخلزفية،‏ حلظة خبر الفنان

لغة الصوغ البنائي اإلتباعية،‏ الجتراح مفردات

القاموس اخلزيف مبعجميته األولى،‏ من أقداح

وصحون وجرار ترتد مبرجعياتها لطبيعة

اخلزف يف تداولية االستهالك.‏ لكن يلفت النظر

عمل خزيف ميثل صحناً‏ رُسم فيه ‏)ديك(‏ يؤشر

لنا عن فعل رسومي بخطوط مكتفية جمالياً،‏

تشي لنا بوجود رسام محترف وبارع خلف

هذه الرسمة بخطوطها اجلزلة املعبرة.‏ وهي

تشدو لنا رنني جرس صداه يف ديكة بيكاسو

ورسوماته،‏ ويف بغداديات جواد سليم التي أعاد

صياغتها بجمالية رائعة الفنان ضياء العزاوي

مع بداية األلفية الثالثة يف أحد أعماله املنجزة

تكرمياً‏ جلواد سليم ‏)رجل مع ديك(.‏ وستتكرر

هذه العالمة األيقونة ‏)الديك(‏ يف أعمال الفنان

إسماعيل فتاح الترك.‏ ونلمس صدى تلك

العالمة يف عديد من التجارب الفنية الالحقة.‏

وُثقت جتربة معرضه الشخصي تلفزيونياً‏ من

قبل الفنان نوري الراوي العام 1958، حيث كان

منتجاً‏ ومعداً‏ ومقدماً‏ لبرنامج ‏»مع الفنانني«‏

وقتئذ.‏ ‏)الصورة 35(

وبعد عام من تخرجه )1959(، حصل على بعثة

فنية للدراسة يف إنكلترا،‏ حيث أكمل دراسته

يف املدرسة املركزية للفنون والتصميم يف لندن

العام 1963. ثم قام بالتدريس ملدة عامني يف

كلية هارو )1966 1967، وهذا مؤشر هام

على املستوى الفني واإلبداعي الذي وصل إليه

الفنان ليكون ضمن الهيئة التدريسية يف الكلية

التي درس فيها.‏

ساهم وشارك يف أهم معارض اخلزف املقامة

يف لندن.‏ ففي العام 1964 شارك يف معرض

ب و ب هولبورن ومعرض الشباب للخزف

املركز احلريف.‏ كما شارك يف املعارض

البريطانية املقامة يف العواصم األخرى،‏ مثل

‏»معرض اخلزف البريطاني يف كوبنهاغن وميونخ

وطوكيو العام 1964، ومعرض جماعة اخلزف

البريطاني سدني،‏ ومعرض الطني واجلدران يف

قاعة وايت تشابل لندن العام ‎1965‎‏...وهذه

28

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!