21.07.2022 Views

سیاسة الاعلام و قضایا السلم الاجتماعي

المقدمة: بــات لا يخفــى عــن الجميــع الــدور الــذي يلعبــه الاعــام والصحافــة فــي توجيــه الــرأي العــام والتأثيــر المباشــر فــي الشــارع. وذلــك للــدور ًوان تســمية الصحافــة بالســلطة الرابعــة لــم تأتــي عبثــا الرقابــي المهــم اضافــة الــى دورهــا الاساســي فــي ارســاء الاســتقرار المجتمعــي عــن طريــق ترســيخ مفاهيــم بنــاء الســام والتعايــش الســلمي ســيما فــي مجتمعنــا العراقــي الــذي يتســم بتنــوع قومــي وعرقــي ودينــي. لــذا نضــع بيــن ايديكــم هــذه السياســات التــي هــي ثمــرة جهــد وبحــث علمــي قــام بــه اســاتذة اكاديميــون مختصــون فــي هــذا المجــال، راجيــن ان تكــون الســند الاســاس للإعامييــن والصحفييــن الشــباب لبنــاء قدراتهــم الاعاميـة علـى أسـس محترفـة مرتكـزة علـى أخاقيـات الصحافـة و تعزيـز التماسـك الاجتماعـي مـن خـال الاعـام و الابتعـاد عـن التضليـل الاعامـي و نشــر خطــاب الكراهيــة. الجديــر بالذكــر ان هــذا الكتــاب هــو احــد فعاليــات مشــروع «انشــاء وبناء القدرات لمنتديات الاعاميين الشباب لتعزيز التماسك الاجتماعي» والـذي ينفـذ مـن قبـل منظمـة التنميـة المدنيـة CDOومركـز ميتـرو للدفـاع عــن حقــوق الصحفييــن METROومركــز حمايــة وحريــة الصحفييــن الاردنــي CDFJبالتعــاون ودعــم مــن قبــل برنامــج الامــم المتحــدة الانمائــي UNDPوبتمويــل مــن (التعــاون الالمانيــة.

المقدمة:
بــات لا يخفــى عــن الجميــع الــدور الــذي يلعبــه الاعــام والصحافــة فــي
توجيــه الــرأي العــام والتأثيــر المباشــر فــي الشــارع.
وذلــك للــدور
ًوان تســمية الصحافــة بالســلطة الرابعــة لــم تأتــي عبثــا
الرقابــي المهــم اضافــة الــى دورهــا الاساســي فــي ارســاء الاســتقرار المجتمعــي
عــن طريــق ترســيخ مفاهيــم بنــاء الســام والتعايــش الســلمي ســيما فــي
مجتمعنــا العراقــي الــذي يتســم بتنــوع قومــي وعرقــي ودينــي.
لــذا نضــع بيــن ايديكــم هــذه السياســات التــي هــي ثمــرة جهــد وبحــث
علمــي قــام بــه اســاتذة اكاديميــون مختصــون فــي هــذا المجــال، راجيــن ان
تكــون الســند الاســاس للإعامييــن والصحفييــن الشــباب لبنــاء قدراتهــم
الاعاميـة علـى أسـس محترفـة مرتكـزة علـى أخاقيـات الصحافـة و تعزيـز
التماسـك الاجتماعـي مـن خـال الاعـام و الابتعـاد عـن التضليـل الاعامـي
و نشــر خطــاب الكراهيــة.
الجديــر بالذكــر ان هــذا الكتــاب هــو احــد فعاليــات مشــروع «انشــاء
وبناء القدرات لمنتديات الاعاميين الشباب لتعزيز التماسك الاجتماعي»
والـذي ينفـذ مـن قبـل منظمـة التنميـة المدنيـة CDOومركـز ميتـرو للدفـاع
عــن حقــوق الصحفييــن METROومركــز حمايــة وحريــة الصحفييــن
الاردنــي CDFJبالتعــاون ودعــم مــن قبــل برنامــج الامــم المتحــدة الانمائــي
UNDPوبتمويــل مــن (التعــاون الالمانيــة.

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

الكتاب:‏ سياسة االعالم <strong>و</strong> قضايا <strong>السلم</strong> االجتماعي<br />

تاليف:‏ د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي عمر<br />

د.‏ شيرك<strong>و</strong> جبار محمد


فهرس:‏<br />

أخالقيات الصحافة..............د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي...............‏‎7‎<br />

د<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل اإلعالم في............‏ د.‏ شيرك<strong>و</strong> جبار محمد......‏‎73‎<br />

خطاب الكراهية في..............‏ د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي............‏‎129‎<br />

اآلثار املترتبة عن صناعة.....‏ د.‏ شيرك<strong>و</strong> جبار محمد......‏‎183‎


املقدمة:‏<br />

بات ال يخفى عن الجميع الد<strong>و</strong>ر الذي يلعبه االعام <strong>و</strong>الصحافة في<br />

ت<strong>و</strong>جيه الرأي العام <strong>و</strong>التأثير املباشر في الشارع.‏<br />

<strong>و</strong>ان تسمية الصحافة بالسلطة الرابعة لم تأتي عبثاً‏ <strong>و</strong>ذلك للد<strong>و</strong>ر<br />

الرقابي املهم اضافة الى د<strong>و</strong>رها االساسي في ارساء االستقرار املجتمعي<br />

عن طريق ترسيخ مفاهيم بناء السام <strong>و</strong>التعايش <strong>السلم</strong>ي سيما في<br />

مجتمعنا العراقي الذي يتسم بتن<strong>و</strong>ع ق<strong>و</strong>مي <strong>و</strong>عرقي <strong>و</strong>ديني.‏<br />

لذا نضع بين ايديكم هذه السياسات التي هي ثمرة جهد <strong>و</strong>بحث<br />

علمي قام به اساتذة اكاديمي<strong>و</strong>ن مختص<strong>و</strong>ن في هذا املجال،‏ راجين ان<br />

تك<strong>و</strong>ن السند االساس لإلعاميين <strong>و</strong>الصحفيين الشباب لبناء قدراتهم<br />

االعامية على أسس محترفة مرتكزة على أخاقيات الصحافة <strong>و</strong> تعزيز<br />

التماسك االجتماعي من خال االعام <strong>و</strong> االبتعاد عن التضليل االعامي<br />

<strong>و</strong> نشر خطاب الكراهية.‏<br />

الجدير بالذكر ان هذا الكتاب ه<strong>و</strong> احد فعاليات مشر<strong>و</strong>ع ‏»انشاء<br />

<strong>و</strong>بناء القدرات ملنتديات االعاميين الشباب لتعزيز التماسك االجتماعي«‏<br />

<strong>و</strong>الذي ينفذ من قبل منظمة التنمية املدنية CDO <strong>و</strong>مركز ميتر<strong>و</strong> للدفاع<br />

عن حق<strong>و</strong>ق الصحفيين METRO <strong>و</strong>مركز حماية <strong>و</strong>حرية الصحفيين<br />

االردني CDFJ بالتعا<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>دعم من قبل برنامج االمم املتحدة االنمائي<br />

UNDP <strong>و</strong>بتم<strong>و</strong>يل من ‏)التعا<strong>و</strong>ن االملانية(.‏<br />

5


6


الفصل اال<strong>و</strong>ل<br />

أخالقيات الصحافة<br />

<strong>و</strong> د<strong>و</strong>رها في تشكيل السلطة الرابعة في العراق<br />

د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي عمر<br />

استاذ في جامعة التنمية املدنية<br />

اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-‏ العراق<br />

<strong>و</strong>رقة مكت<strong>و</strong>بة بطلب من منظمة التنمية املدنية ضمن برنامج تدريب<br />

الصحفيين في العراق<br />

سنة 2022-2021<br />

7


املحت<strong>و</strong>يات:‏<br />

1: املبادىء األساسية لفهم ماهية اخاقيات مهنة الصحافة<br />

1-1: في معنى اخاقيات مهنة الصحافة<br />

1-1-1: تعريف اخاقيات املهنة<br />

2-1-1: تعريف اخاقيات الصحافة<br />

‎2-1‎‏:ظه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong> تط<strong>و</strong>ر اخاقيات الصحافة<br />

3-1: أهمية أخاقيات الصحافة<br />

1-3-1: أهمية أخاقيات الصحافة للمجتمع<br />

2-3-1: أهمية أخاقيات الصحافة للصحفي<br />

4-1: خصائص اخاقيات الصحافة<br />

5-1: العاقة بين اخاقيات الصحافة <strong>و</strong> قان<strong>و</strong>ن الصحافة<br />

1-5-1: املقص<strong>و</strong>د بقان<strong>و</strong>ن الصحافة النافذة في العراق <strong>و</strong>اقليم<br />

ك<strong>و</strong>رد ستا ن<br />

2-5-1: مقارنة اخاقيات الصحافة مع قان<strong>و</strong>ن الصحافة<br />

2: مبادىء اخاقيات الصحافة تجاه املجتمع<br />

1-2: نشر الحقيقة<br />

‎2-2‎‏:الحيادية<br />

3-2: مراعاة املصلحة العامة<br />

1-3-2: عدم نشر ما يؤدي الى التمييز العنصري بين أفراد املجتمع.‏<br />

2-3-2: عدم نشر ما يؤدي الى االضرار باألمن العام في املجتمع.‏<br />

3-3-2: عدم نشر ما يؤدي الى االضرار باالداب العامة.‏<br />

4-2: مراعاة الذ<strong>و</strong>ق العام<br />

8


5-2: مراعاة املسا<strong>و</strong>اة الجندرية<br />

3: أخاقيات الصحافة تجاه االفراد<br />

1-3: امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية<br />

2-3: احترام الحياة الخاصة لألفراد<br />

3-3: احترام حق الرد<br />

4-3: احترام شع<strong>و</strong>ر االفراد <strong>و</strong>تجنب ما يزيد من معاناتهم<br />

5-3: احترام سمعة االفراد <strong>و</strong>كرامتهم<br />

6-3: احترام الحق<strong>و</strong>ق املعن<strong>و</strong>ية للغير<br />

7-3: احترام الصحفي لسرية مصادر معل<strong>و</strong>ماته<br />

الخاتمة<br />

قائمة املصادر<br />

9


املقدمة:‏<br />

تعتبر الصحافة <strong>و</strong>احدة من اهم املؤسسات السياسية <strong>و</strong>االجتماعية<br />

<strong>و</strong>االقتصادية في الد<strong>و</strong>لة الحديثة،‏ نظرا لد<strong>و</strong>رها البارز <strong>و</strong>الفعال في نقل<br />

االخبار <strong>و</strong> نشر االراء <strong>و</strong>االفكار <strong>و</strong>بالتالي تك<strong>و</strong>ين الرأي العام املؤثر في الحياة<br />

ً<br />

السياسية <strong>و</strong>االدارية <strong>و</strong> االجتماعية <strong>و</strong> جميع املجاالت االخرى.‏ <strong>و</strong>هي ايضا<br />

ملتقى لافكار املتن<strong>و</strong>عة ألهل العلم <strong>و</strong>الفكر،‏ ليس بين افراد أمة <strong>و</strong>احدة<br />

فحسب،‏ بل بين جميع افراد العالم.‏<br />

<strong>و</strong>نظراً‏ للد<strong>و</strong>ر الذي تلعبه الصحافة في الحياة العامة فقد باتت<br />

ت<strong>و</strong>صف بالسلطة الرابعة Power( )Fourth اذ تشارك مع السلطات<br />

االخرى في ادارة الد<strong>و</strong>لة من خال مراقبة السلطات الثاث االخرى<br />

<strong>و</strong>العمل على تصحيح اخطائهما.‏<br />

أال ان حرية الصحافة اذا لم يحسن استخدامها فأنها قد تتح<strong>و</strong>ل من<br />

النعمة الى النقمة <strong>و</strong> تؤدي الى انتهاك حق<strong>و</strong>ق االخرين <strong>و</strong>االضرار باملجتمع.‏<br />

لذلك ذهبت الد<strong>و</strong>ل <strong>و</strong>من بينها الد<strong>و</strong>ل املتحضرة الى <strong>و</strong>ضع مجم<strong>و</strong>عة من<br />

الحد<strong>و</strong>د التي يجب على الصحفي ان ال يتجا<strong>و</strong>زها ألن بتجا<strong>و</strong>زها اليستفيد<br />

منها احد بل يتضرر املجتمع <strong>و</strong>اشخاص آخر<strong>و</strong>ن الذي تهدف الق<strong>و</strong>انين الى<br />

حماية حق<strong>و</strong>قهم ايضاَ‏ . <strong>و</strong>اضافة ً الى ذلك فقد <strong>و</strong>ضع الصحفي<strong>و</strong>ن املسؤ<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ن<br />

فيما بينهم مجم<strong>و</strong>عة من املبادىء تحت اسم اخاقيات الصحفي التي<br />

يجب على املشتغلين في مهنة الصحافة االلتزام بها لخلق ثقة املتلقي<br />

<strong>و</strong>لتحقيق رسالة الصحافة القيمة <strong>و</strong>االيصال بهذه املهنة الى مست<strong>و</strong>ى<br />

يمكنه من نعتها بالسلطة الرابعة الضر<strong>و</strong>رية إلدارة الد<strong>و</strong>لة ادارة صحيحة.‏<br />

فالصحفي الناجح ه<strong>و</strong> الذي يجعل الرقابة الذاتية <strong>و</strong>اخاقيات مهنته<br />

الصحفية ضابطاً‏ في أداء عمله <strong>و</strong>مانعا ً في ارتكاب الجرائم الصحفية،‏<br />

10


<strong>و</strong>د<strong>و</strong>ن أن يك<strong>و</strong>ن الضابط القي<strong>و</strong>د التشريعية <strong>و</strong> الخ<strong>و</strong>ف من العق<strong>و</strong>بة<br />

القان<strong>و</strong>نية.‏ ألن التجارب اثبتت ان التثقيف <strong>و</strong>الضمير الحي ه<strong>و</strong> االفضل<br />

من العق<strong>و</strong>بة في ضبط السل<strong>و</strong>ك إلحترام حق<strong>و</strong>ق الغير <strong>و</strong>مصالح املجتمع.‏<br />

<strong>و</strong>قد ذهب الباحث<strong>و</strong>ن الى تعداد مجم<strong>و</strong>عة من املعايير <strong>و</strong>العنا<strong>و</strong>ين<br />

االخاقية التي يجب على الصحفيين االلتزام بها في مهنتهم مثل:‏<br />

املسؤ<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>االستقالية <strong>و</strong>الصدق <strong>و</strong>االنحادية <strong>و</strong>النزاهة <strong>و</strong>العدالة..الخ <strong>و</strong>عن<br />

طريق شرح هذه املصطلحات اراد<strong>و</strong>ا ان يبين<strong>و</strong>ا الخط<strong>و</strong>ط العريضة التي<br />

ً<br />

يجب على الصحفيين السير عليها في مهنتهم.‏ أال اننا س<strong>و</strong>ف نسلك مسلكا<br />

مختلفاً‏ <strong>و</strong>نحا<strong>و</strong>ل ان ن<strong>و</strong>زع املعايير االخاقية للصحفيين على قسمين اثنين،‏<br />

أحدهما ه<strong>و</strong> تلك املبادىء التي تتعلق بص<strong>و</strong>رة مباشرة باملجتمع،‏ <strong>و</strong>القسم<br />

اآلخر ه<strong>و</strong> تلك املجم<strong>و</strong>عة التي تتعلق بص<strong>و</strong>رة مباشرة باألفراد.‏ <strong>و</strong>يسبق كل<br />

ذلك بقسم نبين فيه ماهية اخاقيات الصحافة <strong>و</strong>اختافها مع غيرها من<br />

ق<strong>و</strong>اعد تنظيم سل<strong>و</strong>ك الصحفيين كقان<strong>و</strong>ن الصحافة بص<strong>و</strong>رة عامة.‏<br />

1: املبادىء االساسية لفهم ماهية اخالقيات مهنة الصحافة<br />

منذ صد<strong>و</strong>ر أ<strong>و</strong>ل اعان لحق<strong>و</strong>ق االنسان الذي ه<strong>و</strong> إعان حق<strong>و</strong>ق<br />

االنسان <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اطن الفرنسي الصادر إبان الث<strong>و</strong>رة الفرنسية لعام‎1789‎ تم<br />

التطرق الى حرية الصحافة بق<strong>و</strong>ة،‏ اذ نص على ان:)حرية تبادل االفكار<br />

<strong>و</strong>اآلراء هي أثمن حق من حق<strong>و</strong>ق االنسان لذلك يحق لكل م<strong>و</strong>اطن ان يتكلم<br />

<strong>و</strong>يكتب في الصحف املطب<strong>و</strong>عة بكامل الحرية(.‏ <strong>و</strong>بعد ذلك أصدرت منظمة<br />

االمم املتحدة االعان العالمي لحق<strong>و</strong>ق االنسان <strong>و</strong> نص في املادة)‏‎19‎‏(‏ منه<br />

على أنَّ‏ ‏:)لكل شخص الحق في حرية الرأي <strong>و</strong>التعبير،‏ <strong>و</strong>يشمل هذا الحق<br />

حريته في اعتناق اآلراء د<strong>و</strong>ن مضايقة،‏ <strong>و</strong>فى التماس األنباء <strong>و</strong>األفكار،‏ <strong>و</strong>تلقيها<br />

11


<strong>و</strong>نقلها إلى اآلخرين،‏ بأية <strong>و</strong>سيلة كانت <strong>و</strong>د<strong>و</strong>ن تقيّ‏ د بالحد<strong>و</strong>د الجغرافية(.‏<br />

<strong>و</strong>في العام نفسه الذي أصدرت منظمة االمم املتحدة االعان هذا فقد<br />

تشكلت لجنة فرعية لحرية االخبار <strong>و</strong>الصحافة في املجلس االقتصادي<br />

<strong>و</strong>االجتماعي التابع لامم املتحدة للبحث عن حرية الصحافة <strong>و</strong>نشر<br />

االخبار ))) . <strong>و</strong>بجانب هذه االعانات <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ثاق الد<strong>و</strong>لية لحق<strong>و</strong>ق االنسان فقد<br />

نصت دساتير أغلبية د<strong>و</strong>ل العالم ايضاً‏ على حرية التعبير عن الرأي<br />

<strong>و</strong>الصحافة <strong>و</strong>بضر<strong>و</strong>رة احترامها من قبل الحك<strong>و</strong>مات ال<strong>و</strong>طنية،‏ <strong>و</strong>كل هذا<br />

يبرهن لنا أهمية حرية النشر <strong>و</strong>الصحافة ضمن حريات االنسان لبناء<br />

الديمقراطية.‏<br />

<strong>و</strong>اذا كانت حرية الصحافة <strong>و</strong> نشر االخبار اصبحت من الحريات<br />

االساسية املكف<strong>و</strong>لة بالدست<strong>و</strong>ر في أغلب د<strong>و</strong>ل العالم <strong>و</strong>كفلتها امل<strong>و</strong>اثيق<br />

الصادرة من قبل املنظمات الد<strong>و</strong>لية،‏ أال ان هذا الحق كسائر<br />

الحق<strong>و</strong>ق االخرى غير مطلقة،‏ بل مقيدة ببعض القي<strong>و</strong>د لحماية حق<strong>و</strong>ق<br />

الغير في سمعتهم <strong>و</strong>كرامتهم <strong>و</strong> لحماية املصلحة العامة للمجتمع.‏<br />

<strong>و</strong>قد أكدت امل<strong>و</strong>اثيق الد<strong>و</strong>لية هذه القي<strong>و</strong>د بجانب تأكيدها لحرية الصحافة،‏<br />

فمثاً‏ أكد العهد الد<strong>و</strong>لي للحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية الصادرة من قبل<br />

منظمة االمم املتحدة كتكملة لاعان العالمي لحق<strong>و</strong>ق االنسان <strong>و</strong>في<br />

املادة نفسها اي املادة)‏‎19‎‏(‏ بأن:)-‏‎1‎ لكل إنسان الحق في اعتناق آراء د<strong>و</strong>ن<br />

مضايقة.‏ -2 لكل إنسان حق في حرية التعبير،‏ <strong>و</strong>يشمل هذا الحق حريته<br />

في التماس مختلف ضر<strong>و</strong>ب املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>األفكار <strong>و</strong>تلقيها <strong>و</strong>نقلها إلى آخرين<br />

د<strong>و</strong>نما اعتبار للحد<strong>و</strong>د،‏ س<strong>و</strong>اء على شكل مكت<strong>و</strong>ب أ<strong>و</strong> مطب<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> في قالب فني<br />

أ<strong>و</strong> بأية <strong>و</strong>سيلة أخرى يختارها.‏ -3 تستتبع ممارسة الحق<strong>و</strong>ق املنص<strong>و</strong>ص<br />

1- د.‏ عامد عبدالحميد النجار،‏ ال<strong>و</strong>سيط يف ترشيعات الصحافة،‏ مكتبة االنجل<strong>و</strong>املرصية،‏ مرص<br />

1985، ص‎118‎<br />

12


عليها في الفقرة)‏‎2‎‏(‏ من هذه املادة <strong>و</strong>اجبات <strong>و</strong>مسؤ<strong>و</strong>ليات خاصة.‏ <strong>و</strong>على<br />

ذلك يج<strong>و</strong>ز إخضاعها لبعض القي<strong>و</strong>د <strong>و</strong>لكن شريطة أن تك<strong>و</strong>ن محددة بنص<br />

القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>أن تك<strong>و</strong>ن ضر<strong>و</strong>رية:‏ أ/‏ الحترام حق<strong>و</strong>ق اآلخرين أ<strong>و</strong> سمعتهم،‏ ب/‏<br />

لحماية األمن الق<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> النظام العام أ<strong>و</strong> الصحة العامة أ<strong>و</strong> اآلداب العامة(.‏<br />

<strong>و</strong>مع أنَّ‏ الق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>التشريعات البرملانية للد<strong>و</strong>ل حا<strong>و</strong>لت بد<strong>و</strong>رها بيان<br />

حد<strong>و</strong>د حرية النشر <strong>و</strong> تحديد تلك القي<strong>و</strong>د القان<strong>و</strong>نية التي البد منها لحماية<br />

مصلحة أ<strong>و</strong>لى بالرعاية،‏ أال ان الصحفيين انفسهم الحظ<strong>و</strong>ا ان ذلك ليس<br />

كافياً‏ لذلك لجؤ<strong>و</strong>ا الى أخاقيات املهنة <strong>و</strong>من خالها <strong>و</strong>ضع<strong>و</strong>ا عدة مبادىء<br />

يجب على املشتغلين في املهنة التقيد بها لحماية سمعة مهنة الصحافة<br />

<strong>و</strong>أهدافها.‏ <strong>و</strong>من هنا جاءت أخاقيات الصحافة التي سن<strong>و</strong>ضحها أكثر في<br />

الفقرات االتية:‏<br />

1-1: في معنى اخالقيات مهنة الصحافة<br />

تعد الصحافة الي<strong>و</strong>م من املهن املنتشرة بين الناس في العالم،‏<br />

<strong>و</strong>لكن مهنة من ن<strong>و</strong>ع خاص ألن الربح اليجب ان يك<strong>و</strong>ن الهدف األ<strong>و</strong>ل لها،‏<br />

فالصحافة تعد فناً‏ ً <strong>و</strong>رسالة في ال<strong>و</strong>قت نفسه.‏ فالصحافة لدى الكثيرين<br />

ليست عبارة عن مجرد مهنة ا<strong>و</strong> صناعة فقط بل هي كما يق<strong>و</strong>ل)<strong>و</strong>يكهام<br />

ستيد(‏ الذي شغل <strong>و</strong>ظيفة رئيس تحرير صحيفة التايمز،‏ انها ))) ‏:)اكثر<br />

قليا من الحرفة،‏ <strong>و</strong>هي ‏شيء يختلف عن الصناعة،‏ فهي بين الفن<br />

<strong>و</strong>املرفق العام(.‏<br />

<strong>و</strong>قد دأب الفقهاء <strong>و</strong>الجامعات على دراسة أخاقيات املهن بص<strong>و</strong>رة<br />

عامة <strong>و</strong> اخاقيات كل مهنة عريقة <strong>و</strong> منتشرة بص<strong>و</strong>رة خاصة كمهنة الطب<br />

2- نقال عن الدكت<strong>و</strong>ر خليل صابات ، الصحافة:‏ رسالة،‏ استعداد،فن،‏ علم،‏ دار املعارف مبرص،‏<br />

الطبعة اال<strong>و</strong>ىل،‏ مرص 1959، ص‎14‎<br />

13


<strong>و</strong>املحاماة <strong>و</strong>الصحافة <strong>و</strong>غيرها.‏ لذلك البد لنا من ال<strong>و</strong>ق<strong>و</strong>فبدءاً‏ عند معنى<br />

أخاقيات الصحافة <strong>و</strong> ذلك من خال تعريف أخاقيات املهن بص<strong>و</strong>رة<br />

عامة <strong>و</strong>اخاقيات الصحافة بص<strong>و</strong>رة خاصة.‏ <strong>و</strong>كاآلتي:‏<br />

1-1-1: تعريف اخالقيات املهنة<br />

ان مصطلح أخاقيات املهنة يقابله في االنجليزية مصطلح<br />

Ethics( )Professional <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> عبارة عن مجم<strong>و</strong>عة من القيم <strong>و</strong>املعايير التي<br />

يعتمدها أفراد مهنة ما للتمييز بين ما ه<strong>و</strong> مقب<strong>و</strong>ل أ<strong>و</strong> غير مقب<strong>و</strong>ل في السل<strong>و</strong>ك<br />

املنهي ))) . أ<strong>و</strong> يعني سل<strong>و</strong>ك صاحب املهنة <strong>و</strong>تصرفاته اثناء ممارسته ملهنته،‏<br />

س<strong>و</strong>اء كانت تلك املهنة الطب أ<strong>و</strong> املحاماة أ<strong>و</strong> التدريس ا<strong>و</strong> غيرها من املهن.‏<br />

إن اقامة ق<strong>و</strong>اعد السل<strong>و</strong>ك ا<strong>و</strong> ق<strong>و</strong>اعد املمارسة شائعة لدى الكثير من<br />

الهيئات املهنية املختصة <strong>و</strong>ذلك لتنظيم عمل اعضائها.‏ <strong>و</strong>يمكن ان تعد<br />

ق<strong>و</strong>اعد السل<strong>و</strong>ك كمجم<strong>و</strong>عة من الق<strong>و</strong>اعد لتنظيم ممارسات العمل في نطاق<br />

رسمي يتبناها املجتمع ألن اعضاءه قبل<strong>و</strong>ا االلتزام بها <strong>و</strong>بالقي<strong>و</strong>د التي تتضمنها.‏<br />

ان كلمة )Ethic( التي تقابل اخاقيات املهنة في العربية مأخ<strong>و</strong>ذة<br />

في االصل من الكلمة الاتينية ،)Etos( <strong>و</strong>التي تعنى بالج<strong>و</strong>انب العملية<br />

<strong>و</strong>التطبيقية للمتطلبات االخاقية .)Moral( <strong>و</strong>هي جانب من ال<strong>و</strong>عي يعبر<br />

عن تنظيم االخاق <strong>و</strong>يتنا<strong>و</strong>ل الحياة العملية لانسان ))) .<br />

لذلك فلكل مهنة اخاقيتها التي تختلف عن اخاقيات مهنة اخرى.‏<br />

3- مهرة بثينة،‏ أخالقيات اإلعالم الجديد:‏ بن الحرية <strong>و</strong>االلتزام يف البيئة<br />

اإللكرت<strong>و</strong>نية،‏ بحث منش<strong>و</strong>ر يف مجلة املعيار،‏ مجلد‎22‎‏،العدد‎44‎‏،‏ السنة‎2018‎‏،‏<br />

ص‎396‎‏.‏ <strong>و</strong>املشار عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين االيت:‏ https://www.asjp.cerist.dz/en/<br />

56504/2/22/downArticle/90<br />

4- الدكت<strong>و</strong>ر م<strong>و</strong>فق درطةلةيي ، ئيتيي رِؤذنامة<strong>و</strong>اين ، مجم<strong>و</strong>عة من املحارضات التي<br />

القيت عى طلبة املرحلة الثانية لقسم االعالم يف كلية العل<strong>و</strong>م االنسانية بجامعة<br />

السليامنية عام 2002-2001 ، غر منش<strong>و</strong>ر ، ص‎1‎<br />

14


فأخاقيات مهنة االستاذ الجامعي تختلف عن مهنة التاجر <strong>و</strong>هي بد<strong>و</strong>رها<br />

تختلف عن اخاقيات <strong>و</strong>ظيفة العسكري ا<strong>و</strong> الفنان..الخ الن كل مهنة<br />

تضم مجم<strong>و</strong>عة من االشخاص يختلف<strong>و</strong>ن في الطبائع <strong>و</strong>الشخصية،‏ غير<br />

انهم ملزم<strong>و</strong>ن ببعض الق<strong>و</strong>اعد <strong>و</strong>االسس التي تقتضيها طبيعة املهنة التي<br />

يمارس<strong>و</strong>نها.‏ <strong>و</strong>من هنا قيل ان لكل مهنة اخاقياتها التي تنشأ عن ممارسة<br />

املهنة.‏ <strong>و</strong>كلما كانت املهنة قديمة كانت اخاقياتها راسخة <strong>و</strong>فيها ن<strong>و</strong>ع من<br />

ق<strong>و</strong>ة االلزام لألشخاص الذين ينتم<strong>و</strong>ن اليها ))) .<br />

2-1-1: تعريف اخالقيات الصحافة<br />

ان الذين يمارس<strong>و</strong>ن مهنة الصحافة يدرك<strong>و</strong>ن انهم يتعامل<strong>و</strong>ن مع<br />

الجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>ان مهمتهم االساسية هي االتصال باآلخرين العامهم <strong>و</strong>تثقيفهم<br />

<strong>و</strong>تسليتهم <strong>و</strong>تط<strong>و</strong>ير م<strong>و</strong>اقفهم <strong>و</strong>ممارستهم <strong>و</strong>تشجيع نشاطاتهم ))) .<br />

<strong>و</strong>بهذا الد<strong>و</strong>ر الجلي الذي تلعبه الصحافة <strong>و</strong>للعاقة ال<strong>و</strong>ثيقة التي<br />

تربطها ب<strong>و</strong>عي الناس <strong>و</strong>تأثيرها ايجابا ا<strong>و</strong> سلبا على املجتمع حسب ن<strong>و</strong>ع<br />

الصحيفة س<strong>و</strong>اء كان صالحا ا<strong>و</strong> طالحا،‏ لك<strong>و</strong>ن الصحيفة اشبه بالن<strong>و</strong>افذ<br />

املفت<strong>و</strong>حة باستمرار على عق<strong>و</strong>ل الناس <strong>و</strong>ضمائرهم،‏ بات من الضر<strong>و</strong>ري<br />

ملن يمارس هذه املهنة،‏ االستناد الى مجم<strong>و</strong>عة من القيم <strong>و</strong>التقاليد<br />

<strong>و</strong>الق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>االسس التي تشكل قاعدة اساسية ملا يسمى بأخاقيات مهنة<br />

الصحافة،‏ التي تعد مجم<strong>و</strong>عة مبادىء <strong>و</strong>قيم أخاقية <strong>و</strong>سل<strong>و</strong>كية يلتزم بها<br />

الصحفي أثناء ممارسة عمله،‏ <strong>و</strong>تلتزم بها املؤسسة االعامية،‏ <strong>و</strong>تتمثل في<br />

5- الدكت<strong>و</strong>ر ابراهيم الداق<strong>و</strong>قي ، قان<strong>و</strong>ن االعالم – نظرة جديدة يف الدراسات االعالمية الحديثة<br />

– مطبعة <strong>و</strong>زارة اال<strong>و</strong>قاف <strong>و</strong>الشؤ<strong>و</strong>ن الدينية ، جامعة بغداد ، بد<strong>و</strong>ن سنة طبع ، ص‎152‎<br />

6- ز<strong>و</strong>نيا بري ، ح<strong>و</strong>ل العالقة بن اجهزة االعالم <strong>و</strong>املستقبلن ، بحث منش<strong>و</strong>ر يف املرشد<br />

يف عامل الصحافة ، منظمة الصحفين العاملية ، طبع يف مطابع دار النرش املنظمة يف<br />

براغ ، بد<strong>و</strong>ن سنة طبع ، ص‎51‎<br />

15


القيم <strong>و</strong>التقاليد العامة املشتركة مثل:‏ الصدق <strong>و</strong>النزاهة <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>ازن ))) . أ<strong>و</strong>هي<br />

عبارة عن املضم<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>االلتزام الفكري تجاه مختلف القضايا لحماية<br />

شرف الكلمة <strong>و</strong>شرف املهنة <strong>و</strong>لتحقيق املصلحة العامة ))) .<br />

فقد نصت املادة اال<strong>و</strong>لى من بيان الجمعية االمريكية لرؤساء تحرير<br />

الصحف على ان الغرض اال<strong>و</strong>ل من جمع <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>زيع االخبار <strong>و</strong>اآلراء ه<strong>و</strong> خدمة<br />

الصالح العام باطاع الناس <strong>و</strong>تمكينهم من اصدار احكامهم على قضايا<br />

العصر،‏ <strong>و</strong>ان رجال <strong>و</strong>نساء الصحافة الذين يسيئ<strong>و</strong>ن استخدام د<strong>و</strong>ر سلطة<br />

مهنتهم لد<strong>و</strong>افع انانية ا<strong>و</strong> ألغراض تافهة انما يخ<strong>و</strong>ن<strong>و</strong>ن ثقة الجمه<strong>و</strong>ر ))) . لذا<br />

يجب ان يك<strong>و</strong>ن الصحفي<strong>و</strong>ن مسلحين باملبادئ االخاقية لكي ال يخ<strong>و</strong>ن<strong>و</strong>ا<br />

ثقة الجمه<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>املبادئ االخاقية التي تتبع في اال<strong>و</strong>ساط الصحفية<br />

<strong>و</strong>يدعمها الرأي العام كمبادئ <strong>و</strong>مقاييس لسل<strong>و</strong>ك <strong>و</strong>تصرفات الصحفي في<br />

انجاز مهماته املهنية.‏<br />

فاذا لم يتبع الصحفي السل<strong>و</strong>ك املقرر في اداء مهنة الصحافة،‏ فما<br />

الذي يمنعه مثا بان يخ<strong>و</strong>ن مصدرا <strong>و</strong>عد بحمايته ؟ أ<strong>و</strong> يختلق قصصا<br />

<strong>و</strong>يضع شخصيات <strong>و</strong>همية على اساس فرضية ان احدا لن ياحظ الفرق<br />

بينهم ؟ ا<strong>و</strong> ان يقتحم الحياة الخاصة لألفراد؟ )1)) .<br />

7- أحمد العت<strong>و</strong>م،‏ املصدر االلكرت<strong>و</strong>ين السابق،‏ ص‎5‎<br />

8- أنظر ‏:ج<strong>و</strong>ن مرل <strong>و</strong>رالف ل<strong>و</strong>ينشتاين ، االعالم <strong>و</strong>سيلة <strong>و</strong>رسالة – رؤى جديدة يف<br />

االتصال – ترجمة : د.‏ ساعد خر العرايب الحاريث ، دار املريخ للنرش ، اململكة<br />

العربية السع<strong>و</strong>دية ، 1989 ص‎305‎<br />

: USA : American Society of News paper Editor -9<br />

املتاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين التايل :<br />

www.ijuet.org/588.htm1)2002/2/9(<br />

10- ج<strong>و</strong>ن ه<strong>و</strong>هنرج ، الصحفي املحرتف ، ترجمة : محمد كامل عبدالرؤ<strong>و</strong>ف ، الدار<br />

الد<strong>و</strong>لية للنرش <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع ، الطبعة اال<strong>و</strong>ىل ، مرص ، 1990 ص‎499-498‎<br />

16


لذا تعد املبادئ <strong>و</strong>املقاييس املهنية <strong>و</strong>االخاقية السامية التي يفترض<br />

ان يلتزم بها جميع الصحفيين،‏ الحجر االساس لحماية حق<strong>و</strong>ق االفراد<br />

<strong>و</strong>دعم حق املجتمع في املعرفة.‏<br />

فالصحفي<strong>و</strong>ن بحاف االطباء <strong>و</strong>املحامين،‏ من الصعب تنظيمهم<br />

ب<strong>و</strong>اسطة هيئة خارجية،‏ ا<strong>و</strong> الزامهم بق<strong>و</strong>اعد السل<strong>و</strong>ك التي تقررها<br />

الجمعيات املهنية اذا لم يطبق<strong>و</strong>ها ب<strong>و</strong>حي من مسؤ<strong>و</strong>ليتهم،‏ اال اذا ارتكب<strong>و</strong>ا<br />

جريمة ا<strong>و</strong> ت<strong>و</strong>رط<strong>و</strong>ا في الدعا<strong>و</strong>ي املدنية ذات الصلة بعملهم )1)) . <strong>و</strong>هذا يعني<br />

ان اخاقيات مهنة الصحافة تتألف من الق<strong>و</strong>اعد <strong>و</strong>االسس التي يضعها<br />

العامل<strong>و</strong>ن فيها ألنفسهم لتحديد الصحيح الذي يجب ان يفعل<strong>و</strong>ه ضمن<br />

مفه<strong>و</strong>م الرقابة الذاتية <strong>و</strong>قبل ان يتعرض<strong>و</strong>ا عادة للمسؤ<strong>و</strong>لية القان<strong>و</strong>نية.‏<br />

‎2-1‎‏:ظه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong> تط<strong>و</strong>ر اخالقيات الصحافة<br />

ظه<strong>و</strong>ر اخاقيات الصحافة مرتبطة بظه<strong>و</strong>ر مهنة الصحافة.‏ <strong>و</strong>مع<br />

ان لظه<strong>و</strong>ر الصحيفة تاريخ قديم حيث يرجعه البعض الى الصينيين أ<strong>و</strong><br />

الر<strong>و</strong>مانيين في سن<strong>و</strong>ات ما قبل املياد،‏ أال انها لم تصبح مهنة منظمة <strong>و</strong>لم<br />

تكتمل عناصرها <strong>و</strong> ج<strong>و</strong>انبها القان<strong>و</strong>نية إال بعد مدة ط<strong>و</strong>يلة <strong>و</strong>السيما بعد<br />

اختراع الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر.‏<br />

<strong>و</strong>في القرن الرابع عشر،‏ اي قبل اختراع آلة الطابعة من قبل العلم<br />

االملاني)ي<strong>و</strong>حنا غ<strong>و</strong>تنبرغ(‏ كانت هناك صحف مخط<strong>و</strong>طة مكت<strong>و</strong>بة بخط<br />

اليد تباع في مراكز التجارة <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اصات مثل فينسيا <strong>و</strong> امستردام <strong>و</strong> غيرها<br />

ب<strong>و</strong>حدات نقدية صغيرة تسمى ب)غزيتا(‏ في فينسيا <strong>و</strong>بعض االماكن<br />

االخرى.‏ أال ان اختراع الطباعة كانت بمنزلة ث<strong>و</strong>رة كبيرة في مجال الكتابة <strong>و</strong><br />

11- ج<strong>و</strong>ن ه<strong>و</strong>هنرج ، املصدر السابق ، ص‎500‎<br />

17


انطاقة جديدة في عالم الصحافة ألن ت<strong>و</strong>ظيف حر<strong>و</strong>ف الطباعة املعدنية<br />

اسهم في زيادة اعداد الصحف <strong>و</strong> سرعة اصدارها.‏<br />

<strong>و</strong>قد صدرت الصحف املطب<strong>و</strong>عة بآلة الطباعة أل<strong>و</strong>ل مرة بعد عام<br />

1609 <strong>و</strong> لكن في نهاية ذلك القرن اصبحت عملية اصدار الصحف<br />

ظاهرة منتشرة في اغلب د<strong>و</strong>ل ا<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>با <strong>و</strong>غيرها في بقاع العالم.‏ <strong>و</strong>آنذاك<br />

اصبحت الصحافة صناعة <strong>و</strong>مهنة تحتاج الى املهارة <strong>و</strong> الخبرة <strong>و</strong>لها اسسها<br />

<strong>و</strong>ق<strong>و</strong>اعدها الخاصة <strong>و</strong> بدأ بتدريسه في الجامعات <strong>و</strong>املؤسسات العلمية )1)) .<br />

<strong>و</strong>بعد انتشار مهنة الصحافة بدأ البعض بإساءة استغالها <strong>و</strong><br />

االنحراف بها عن غرضها االساسية <strong>و</strong> ظهرت ما يسمى ب)الصحافة<br />

الصفراء(‏ <strong>و</strong> خص<strong>و</strong>صاً‏ في ال<strong>و</strong>اليات املتحدة االمريكية،‏ <strong>و</strong>آنذاك بدأ<br />

الصحفي<strong>و</strong>ن الحقيق<strong>و</strong>ن البحث عن اسس <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>اعد للتقليل من جرائم<br />

<strong>و</strong>انتهاكات الصحافة <strong>و</strong> فكر<strong>و</strong>ا بأصدار <strong>و</strong>ثيقة الشرف في كيفية ممارسة<br />

هذه املهنة.‏ <strong>و</strong> من هنا ظهرت أخاقيات مهنة الصحافة بص<strong>و</strong>رة مكت<strong>و</strong>بة<br />

من قبل الصحف الشهيرة <strong>و</strong> منظمات املشتغلين فيها كمنظمة رؤ<strong>و</strong>ساء<br />

التحرير.‏ <strong>و</strong>قد <strong>و</strong>صل االمر الى ان يقترح السكرتير العام لامم املتحدة<br />

عام 1973 في تقرير له ضر<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د ميثاق اخاقي يجمع الصحفيين<br />

على االلتزام به <strong>و</strong>يجعلهم من تلقاء انفسهم ملزمين به في التحري <strong>و</strong>الدقة<br />

<strong>و</strong>تصحيح املعل<strong>و</strong>مات غير الصحيحة <strong>و</strong>التمييز بين املعل<strong>و</strong>مات االخبارية<br />

<strong>و</strong>التعليق…‏ الخ )1)) .<br />

12- للتفصيل أكرث ينظر:‏ د.‏ ت<strong>و</strong>د<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>ف،‏ تاريخ الصحافة العاملية،‏ ت:‏ د.‏ أديب خض<strong>و</strong>ر،الطبعة<br />

اال<strong>و</strong>ىل،‏ دمشق-س<strong>و</strong>ريا،‏ ‎1990‎‏،ص‎41-15‎<br />

-13 ح<strong>و</strong>ل ذلك انظر : E/cn.4 116/United nations :<br />

املشار اليه عند :<br />

الدكت<strong>و</strong>ر مبدر ال<strong>و</strong>يس ، أثر التشهر يف الصحافة عى الحرية الشخصية – دراسة<br />

مقارنة – مطبعة دار الجاحظ ، الطبعة اال<strong>و</strong>ىل ، بد<strong>و</strong>ن مكان طبع ، 1986 ، ص‎156‎<br />

18


<strong>و</strong>بعد انشار االنترنيت <strong>و</strong>ظه<strong>و</strong>ر الصحافة االجتماعية على شبكات<br />

االنترنيت <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ ‏)الفيسب<strong>و</strong>ك <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>يتر..الخ(‏ اصبح الصحفي كغيره<br />

من االشخاص يستعين بها للحص<strong>و</strong>ل على املعل<strong>و</strong>مات من السياسيين<br />

<strong>و</strong>االقتصاديين <strong>و</strong>الفنانين <strong>و</strong>الرياضيين <strong>و</strong>غيرهم من خال الصفحات<br />

االجتماعية له<strong>و</strong>الء الذي يت<strong>و</strong>اصل<strong>و</strong>ن من خالها مع جمه<strong>و</strong>رهم،‏ <strong>و</strong>كذلك<br />

يلجأ اليها كل <strong>و</strong>احد منهم ليكتب آراءه <strong>و</strong>افكاره س<strong>و</strong>اء كان ذلك بص<strong>و</strong>رة<br />

خاصة كفرد من افراد املجتمع مستقاً‏ عن تنظيمه املنهي أ<strong>و</strong> كصحفي )1)) .<br />

<strong>و</strong>قد تطالب بعض الهيئات االعامية من منتسبيها الصحفيين بعض<br />

االلتزامات الخاصة <strong>و</strong>من هذه الهيئات محطة البي بي ‏سى االخبارية التي<br />

اشارت في دليلها الى أن الصحفي اذا استخدم م<strong>و</strong>قع الشبكات االجتماعية<br />

في اطار شخصي للتفاعل مع اصدقائه يجب عليه ان اليشير الى انتمائه<br />

الى قسم االخبار في بى بى ‏سى )1)) .<br />

<strong>و</strong>قد <strong>و</strong>ضعت بعض املنظمات <strong>و</strong>الجمعات الصحفية بعض<br />

املبادىء <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>اعد االخاقية لتنظيم استخدام الصحفيين للشبكات<br />

االجتماعية )1)) <strong>و</strong>من أهم هذه املبادىء:‏<br />

1- املبادىء االخاقية التقليدية يجب تطبيقها في الفضاء االلكتر<strong>و</strong>ني<br />

14- بثينة مهرة،‏ املصدر االلكرت<strong>و</strong>ين السابق،‏ ص‎398‎<br />

15- ينظر:‏ بثينة مهرة،‏ مصدر الكرت<strong>و</strong>ين سابق،‏ ص‎401‎<br />

16- <strong>و</strong>من هذه الجمعيات الجمعية ال<strong>و</strong>طنية االمريكية لنارشي االخبار،‏ التي أصدرت<br />

دليالً‏ اختزلت فيه الق<strong>و</strong>اعد التي <strong>و</strong>ضعتها الصحف االمريكية لتنظيم استخدام<br />

الصحفين للميديا االجتامعية يف عرش ق<strong>و</strong>اعد كرى.‏ للمزيد ح<strong>و</strong>ل محت<strong>و</strong>ى هذه<br />

الق<strong>و</strong>اعد العرشة ينظر:‏ أحمد صالح طاهر العامري،‏ أخالقيات العمل االعالمي بن<br />

البيئتن اإلعالميتن الرقمية <strong>و</strong>التقليدية،‏ <strong>و</strong>املتاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين األيت:‏ https://<br />

www.researchgate.net/publication/331589150_akhlaqyat_alml_alalamy_<br />

byn_albyytyn_alalamytyn_alrqmyt_waltqlydyt<br />

19


ايضاً‏ ‏.اذ اليج<strong>و</strong>ز للصحفي ان ينشر ماال يرتضي نشره في الصحف.‏<br />

اضافة الى انه الي<strong>و</strong>جد مبرر عدم تطبيق الق<strong>و</strong>اعد االخاقية التقليدية<br />

على املجال االلكتر<strong>و</strong>ني.‏<br />

2- يجب على الصحفي ان يتحمل مسؤ<strong>و</strong>لية كل ما يكتبه ألن كل ما<br />

يكتبه يصبح عم<strong>و</strong>مياً‏ ، حتى اذا كانت صفحة الصحفي خاصة <strong>و</strong>شخصية<br />

<strong>و</strong>غير مرتبطة باملؤسسة <strong>و</strong>ذلك بسبب صع<strong>و</strong>بة الفصل بين الفضاء<br />

الشخصي <strong>و</strong>الفضاء العم<strong>و</strong>مي.‏<br />

3- يجب على الصحفي ان يقدم نفسه على انه صحفي،‏ فا يمكن<br />

للصحفي ان يخفي ه<strong>و</strong>يته س<strong>و</strong>اء كان في الفعاليات الصحفية التقليدية<br />

ا<strong>و</strong> عند ممارسة مهنته على شبكات االنترنيت.‏<br />

4- التيقن من صحة ما يقرأه على الشبكة <strong>و</strong>من مصداقيتها،‏ حيث<br />

يجب على كل صحفي ان يك<strong>و</strong>ن حارس ب<strong>و</strong>ابة جيد.‏<br />

5- إن امليديا االجتماعية أد<strong>و</strong>ات <strong>و</strong>ليست لعبة فالصحفي<strong>و</strong>ن يمثل<strong>و</strong>ن<br />

مؤسساتهم <strong>و</strong>اليمكن لهم أن يتصرف<strong>و</strong>ا بطريقة غير مقب<strong>و</strong>لة على الشبكة.‏<br />

3-1: أهمية أخالقيات الصحافة<br />

ألخاقيات الصحافة أهميتها في كثير من الن<strong>و</strong>احي،‏ أال اننا نلخص<br />

هذه األهمية في نقطتين هما أهميتها للمجتمع <strong>و</strong>اهميتها للصحفيين<br />

انفسهم <strong>و</strong>كاآلتي.‏<br />

1-3-1: أهمية أخالقيات الصحافة للمجتمع<br />

ال يتحقق أهداف الصحافة إال عن طريق التزامها باملعايير املهنية<br />

<strong>و</strong>االخاقية،‏ ذلك ألن ثقة الناس بالصحافة تنتج من خال شهرة الصحافة<br />

20


بالصدق <strong>و</strong> العمل لتحقيق املصلحة العامة،‏ <strong>و</strong>بخاف ذلك اذا كانت تلك<br />

الصحافة تعمل ملصالحها الذاتية الضيقة د<strong>و</strong>ن النظر الى املصلحة العامة<br />

فانها تؤدي الى عدم ثقة الناس بها <strong>و</strong>من ثم عدم تاثيرها في مراقبة السلطات<br />

االخرى <strong>و</strong>هذا ما يفضي الى تفشي املزيد من الفساد <strong>و</strong> الف<strong>و</strong>ضى.‏<br />

فالصحافة التي تعمل بمعايير أخاقية <strong>و</strong> تز<strong>و</strong>د املتلقي-‏ املجتمع-‏<br />

باملعل<strong>و</strong>مات الصحيحة تؤدي الى ت<strong>و</strong>عية الناس <strong>و</strong> تخلق رأيا ً عاماً‏ صحيحاً‏<br />

ح<strong>و</strong>ل م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> قضية معينة،‏ <strong>و</strong>هذا يؤثر في النهاية على حسن<br />

قراراته املستقبلبية.‏ فمثاً‏ في اثناء الحمات االنتخابية اذا استطاعت<br />

الصحافة ان تز<strong>و</strong>د الناخب باملعل<strong>و</strong>مات الصحيحة ح<strong>و</strong>ل املرشحين فإن<br />

تلك املعل<strong>و</strong>مات تؤثر حتماً‏ في قرار املص<strong>و</strong>تين <strong>و</strong>تؤدي الى انجاح اشخاص<br />

كف<strong>و</strong>ئين للمناصب العليا <strong>و</strong>الحساسة في الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>هذا يؤثر ايجاباً‏ في حسن<br />

ادارة الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>من ثم تحقيق املنفعة العامة للشعب.‏ <strong>و</strong>بخاف ذلك اذا لم<br />

يلتزم الصحافة باملعايير االخاقية <strong>و</strong>لم تعمل على نشر الحقيقة،‏ <strong>و</strong>من<br />

خال التضليل <strong>و</strong>التعتيم االعامي استخدمت مهنته ك<strong>و</strong>سيلة النجاح<br />

اجندات حزبية <strong>و</strong> شخصية بدافع املصلحة الشخصية لذلك الصحفي،‏<br />

فان ذلك يؤدي تز<strong>و</strong>يد الناخبين باملعل<strong>و</strong>مات غير الصحيحة <strong>و</strong> يؤثر في<br />

اص<strong>و</strong>اتهم.‏ حينئذ يك<strong>و</strong>ن ذلك الصحفي قد ساهم في انجاح االشخاص<br />

غير الكف<strong>و</strong>ئيين الدارة املفاصل الرئيسية <strong>و</strong>املهمة في الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>من ثمَّ‏ يؤدي<br />

االمر الى االنحراف بالسلطة <strong>و</strong>الى تعرض املصلحة العامة للخطر.‏<br />

2-3-1: أهمية أخالقيات الصحافة للصحفي<br />

إن أهمية التزام الصحفي باملعايير االخاقية ال تقتصر على املجتمع<br />

فحسب بل إنها ذات فائدة كبيرة للصحفي نفسه،‏ فاملعايير األخاقية<br />

21


<strong>و</strong>املهنية تؤدي الى ابعاد الصحفي من املشاكل <strong>و</strong>املاحقات القان<strong>و</strong>نية.‏<br />

فالصحفي عندما يلتزم باملعايير االخاقية يك<strong>و</strong>ن عادة قد التزم باملعايير<br />

القان<strong>و</strong>نية ايضاً‏ ل<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د عاقة ق<strong>و</strong>ية بين املبادىء االخاقية <strong>و</strong>القان<strong>و</strong>نية<br />

كما <strong>و</strong>ضحناه سابقاً‏ . ً فمثا اذا كانت املبادىء االخاقية تفرض على<br />

الصحفي االبتعاد عن التطفل على الحياة الخاصة لاخرين أ<strong>و</strong> االبتعاد<br />

عن نشر الشائعات د<strong>و</strong>ن التأكد من صحتها فأن ذلك يؤدي الى عدم<br />

ارتكاب الحصفي لجريمتي انتهاك الحياة الخاصة <strong>و</strong>التشهير باالخرين.‏<br />

<strong>و</strong>في بعض الد<strong>و</strong>ل التي ال تنسجم ق<strong>و</strong>انينها مع املعايير الد<strong>و</strong>لية لحرية<br />

الصحافة إذا كان التزام الصحفي باملعايير االخاقية املهنية يؤدي الى انتهاك<br />

ق<strong>و</strong>انينها ال<strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>من ثمَّ‏ يعرضه للمساءلة القان<strong>و</strong>نية،‏ فأن تلك املساءلة<br />

يحسب ايجاباً‏ للصحفي <strong>و</strong> يؤدي الى اكتساب احترام اقرانه في الداخل<br />

<strong>و</strong>الخارج <strong>و</strong> تحقيق شهرة ايجابية كبيرة مادام قد التزم في عمله باملعايير<br />

األخاقية.‏ اذ ان كثيراً‏ من هؤالء الصحفيين نال<strong>و</strong>ا ج<strong>و</strong>ائز عاملية <strong>و</strong>اقليمية<br />

لحرية الرأي <strong>و</strong>الصحافة النهم رفع<strong>و</strong>ا ص<strong>و</strong>تهم عالياً‏ ً دفاعا عن الحرية <strong>و</strong>لم<br />

يرضخ<strong>و</strong>ا لق<strong>و</strong>انينهم الجائرة التي تخالف الحرية <strong>و</strong> املعايير الد<strong>و</strong>لية.‏<br />

4-1: خصائص اخالقيات الصحافة<br />

تتميز أخاقيات الصحافة ببعض الخصائص التي تميزها عن غيرها<br />

من ق<strong>و</strong>اعد السل<strong>و</strong>ك االجتماعية كالقان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>الدين <strong>و</strong>غيرهما.‏ <strong>و</strong>من أهم<br />

هذه الخصائص ما يأتي:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ مصدر اخاقيات الصحافة ه<strong>و</strong> الصحفي<strong>و</strong>ن انفسهم،‏ فقد<br />

تنشأ مبادىء اخاقيات الصحافة من خال ممارسة مهنة الصحافة<br />

<strong>و</strong>ما يجب اتباعه أ<strong>و</strong> تجنبه في ذلك لتحقيق األهداف الرئيسية للصحافة<br />

تحقيقاً‏ للمصلحة العامة.‏<br />

22


ثانياً‏ : تهتم اخاقيات الصحافة بعاقة الفرد مع غيره من االفراد<br />

<strong>و</strong>املجتمع.‏ أي تتعلق بالسل<strong>و</strong>ك الخارجي للصحفيين <strong>و</strong>ما يجب ان يسير<strong>و</strong>ا<br />

عليه عند ممارسة عملهم.‏ في حين ان هناك ق<strong>و</strong>اعد اخرى للسل<strong>و</strong>ك تهتم<br />

بعاقات اشمل )1)) نك<strong>و</strong>ن في م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عنا هذا في غنى عنها.‏<br />

ثالثاً‏ : بعض مبادىء اخاقيات الصحافة مبادىء نسبية تتغير<br />

بتغير الزمان <strong>و</strong>املكان النها تستند الى ما يؤمن به املجتمع ح<strong>و</strong>ل الرزيلة<br />

<strong>و</strong>الفضيلة <strong>و</strong>الحسن <strong>و</strong>القبح لتحقيق املصلحة العامة.‏ فمثاً‏ ما يعد<br />

منافياً‏ الخاقيات الصحافة في العراق قد ال يعد ذلك في الس<strong>و</strong>يد.‏<br />

رابعاً‏ : ال يشترط ملعرفة اخاقيات الصحافة <strong>و</strong>السير عليها ان تك<strong>و</strong>ن<br />

مكت<strong>و</strong>بةً‏ في <strong>و</strong>ثيقة رسمية.‏ كما ه<strong>و</strong> الحال في بعض الق<strong>و</strong>اعد االخرى<br />

للسل<strong>و</strong>ك كالقان<strong>و</strong>ن.‏ بل يمكن استنتاجها بالعقل <strong>و</strong>الضمير الحي.‏<br />

رابعاً‏ : أن ّ مبادىء اخاقيات الصحافة كثيرة <strong>و</strong> متعددة،‏ بعضها<br />

يتعلق باملحت<strong>و</strong>ى االعامي <strong>و</strong>البعض االخر يتعلق بالسل<strong>و</strong>ك الشخصي<br />

لاعامين <strong>و</strong>غيره.‏ <strong>و</strong>لكن جميعها ينصب في خدمة تق<strong>و</strong>ية الصحافة<br />

<strong>و</strong>تهذيبها لتحقيق أهدافها املتمثلة في املصلحة العامة للناس.‏<br />

5-1: العالقة بين اخالقيات الصحافة <strong>و</strong> قان<strong>و</strong>ن الصحافة<br />

الننا نتنا<strong>و</strong>ل اخاقيات الصحافة نرى من الضر<strong>و</strong>ري أن نبين عاقتها<br />

بقان<strong>و</strong>ن الصحافة،‏ <strong>و</strong>بداية س<strong>و</strong>ف نسلط الض<strong>و</strong>ء على الق<strong>و</strong>انين النافذة<br />

في العراق <strong>و</strong> بعد ذلك نقارن بين أخاقيات الصحافة <strong>و</strong>قان<strong>و</strong>ن الصحافة<br />

لبيان أ<strong>و</strong>جه التشابه <strong>و</strong> االختاف بينهما.‏ <strong>و</strong>كما يأتي:‏<br />

17- فمثالً‏ ان الق<strong>و</strong>اعد الدينية عدا اهتاممه بعالقة األفراد فيام بينهم،‏ تهتم ايضاً‏ بعالقة<br />

االفراد مع ربهم.‏<br />

23


1-5-1: املقص<strong>و</strong>د بقان<strong>و</strong>ن الصحافة النافذة في العراق <strong>و</strong> اقليم<br />

ك<strong>و</strong>ردستان<br />

نتعرف هنا بايجاز مفيد الى أهم الق<strong>و</strong>انين املتعلقة بالصحافة في العراق<br />

أ<strong>و</strong> إقليم ك<strong>و</strong>ردستان <strong>و</strong>النافذة حالياً‏ أمام املحاكم <strong>و</strong>الجهات الرسمية،‏<br />

<strong>و</strong>بداية س<strong>و</strong>ف نبدأ بالق<strong>و</strong>انين العراقية ثم نأتي الى الق<strong>و</strong>انين الك<strong>و</strong>ردستانية.‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ ق<strong>و</strong>انين الصحافة النافذة في العراق<br />

يطبق حالياً‏ في العراق قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي الرقم )206( لعام<br />

1968. <strong>و</strong>كما يبد<strong>و</strong>ا انه قد صدر في بداية حقبة ت<strong>و</strong>لي البعثيين السلطة في<br />

العراق لذلك يحمل ت<strong>و</strong>قيع أحمد حسن البكر الذي كان رئيس جمه<strong>و</strong>رية<br />

العراق قبل صدام حسين.‏<br />

<strong>و</strong>بجانب هذا القان<strong>و</strong>ن الذي يتك<strong>و</strong>ن من)‏‎35‎‏(مادة،‏ فقد صدر قان<strong>و</strong>ن<br />

اخر يطبق ه<strong>و</strong> االخر الى حد االن ه<strong>و</strong> قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي الرقم<br />

)111( لسنة )1969( الذي نظم جرائم النشر <strong>و</strong>من بينها جرائم الصحافة.‏<br />

<strong>و</strong>كما ه<strong>و</strong> معر<strong>و</strong>ف ان قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي الرقم )206( لسنة<br />

1968 الذي يحتسب ضمن الق<strong>و</strong>انين املقيدة لحرية االعام في العراق،‏<br />

اثر خط<strong>و</strong>ة بخط<strong>و</strong>ة مع قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي لسنة 1969 في تضييق<br />

حرية الراي <strong>و</strong>الصحافة لدى العراقيين،‏ اذ كان يحاكم <strong>و</strong>يعاقب من<br />

يجرؤ على إبداء الرأي بحرية <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صا في املجال السياسي.‏ <strong>و</strong>من اهم<br />

الج<strong>و</strong>انب السلبية للقان<strong>و</strong>نين املذك<strong>و</strong>رين آنفاً‏ )1)) :<br />

‎1‎ البقاء على نظام االجازة في اصدار املطب<strong>و</strong>ع الد<strong>و</strong>ري.‏ اذ كان على من<br />

ين<strong>و</strong>ي اصدار الصحف ان يحصل على االجازة من <strong>و</strong>زير الثاقفة <strong>و</strong>االعام.‏<br />

ً<br />

<strong>و</strong>هذا يعني ان السلطة الرابعة كانت خاضعة لرحمة السلطة الثانية.‏ علما<br />

18- للمزيد ح<strong>و</strong>ل ذلك ينظر:‏ د.سامان ف<strong>و</strong>زي،‏ دراسات معمقة يف قان<strong>و</strong>ن االعالم،‏<br />

مكتبة يادكار للنرش <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة الثانية،‏ السليامنية-العراق،‏ 2017، ص‎98-94‎<br />

24


ان هذا النظام قد هجرته الد<strong>و</strong>ل الديمقراطية منذ أكثر من قرن من الزمن.‏<br />

‎2‎ البقاء على االخذ بجرائم الرأي:‏ ابقى قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي<br />

لسنة 1968 األخذ بجرائم الرأي الذي كان م<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>داً‏ منذ عهد الق<strong>و</strong>انين<br />

العثمانية.‏ اذ كان أبداء راي السلبي في بعض املسائل السياسية <strong>و</strong><br />

االجتماعية يعد بحد ذاته يشكل جريمة من جرائم النشر <strong>و</strong>يعاقب<br />

بالعق<strong>و</strong>بات الشديدة،‏ يذكر ان بعضاً‏ من هذه الجرائم قد تم تعطيله<br />

عام 2004 أبان حكم الحاكم املدني في العراق)ب<strong>و</strong>ل بريمر(.‏<br />

‎3‎ العمل بنظام التعطيل االداري للمطب<strong>و</strong>ع،‏ فقد كان يحق ل<strong>و</strong>زير<br />

الثقافة تعطيل ايّ‏ مطب<strong>و</strong>ع د<strong>و</strong>ري يص<strong>و</strong>رة مؤقتة أ<strong>و</strong> دائمة.‏<br />

<strong>و</strong>يذكر أنه بعد سق<strong>و</strong>ط النظام البعثي في العراق صدر عام 2011<br />

قان<strong>و</strong>ن آخر تحت رقم)‏‎21‎‏(‏ باسم قان<strong>و</strong>ن حق<strong>و</strong>ق الصحفيين،‏ <strong>و</strong> هذا يعد<br />

خط<strong>و</strong>ة ايجابية نح<strong>و</strong> ضمان الحق<strong>و</strong>ق <strong>و</strong>الحريات للصحفيين،‏ اذ جاء<br />

بعديد من املبادىء الجديدة ملصلحة الصحفيين،‏ لم يكن م<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>داً‏ من<br />

قبل،‏ <strong>و</strong>هذه املبادىء هي:‏<br />

1- عدم حصر الصحفي بمن ه<strong>و</strong> منتم لنقابة الصحفيين،‏ <strong>و</strong>االخذ<br />

بنظام حرية االنتماء لنقابة الصحفيين.‏<br />

‎2‎‏-النص على حق الصحفي في الحص<strong>و</strong>ل على املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong> عدم<br />

كشف مصدر معل<strong>و</strong>ماته.‏<br />

3- حظر منع الصحف أ<strong>و</strong> مصادرتها ادارياً‏ أال بقرار قضائي.‏<br />

4- احتسام الخدمة الصحفية لاغراض التقاعدية في د<strong>و</strong>ائر الد<strong>و</strong>لة.‏<br />

5- منح راتب تقادي ل<strong>و</strong>رثة كل من يستشهد من الصحفيين في اثناء<br />

تادية <strong>و</strong>اجبه أ<strong>و</strong> بسببه.‏ ، <strong>و</strong>كذلك منح راتب تقاعدي للصحفيين الذين<br />

يصاب<strong>و</strong>ن بعجز في اثناء تادية <strong>و</strong>اجبهم أ<strong>و</strong> بسببه.‏<br />

25


َ<br />

6- الزام الد<strong>و</strong>لة بت<strong>و</strong>فير العاج املجاني للصحفي الذي يتعرض<br />

لاصابة في اثناء تأديته لعمله أ<strong>و</strong> بسببه.‏<br />

7- ع<br />

دّ‏ االعتداء على الصحفي كاالعتداء على امل<strong>و</strong>ظف في اثناء<br />

<strong>و</strong>ظيفته ا<strong>و</strong> بسببها.‏<br />

ثانياً‏ : ق<strong>و</strong> انين الصحافة النافذة في أقليم ك<strong>و</strong>ردستان<br />

قبل انتفاضة ك<strong>و</strong>ردستان العراق في آذارعام 1991 <strong>و</strong> تشكيل البرملان<br />

الك<strong>و</strong>ردستاني كان قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي لعام 1968 يطبق في املناطق<br />

الك<strong>و</strong>ردستانية ايضاً‏ اس<strong>و</strong>ة بباقي مناطق العراق،‏ <strong>و</strong> بعد االنتفاضة<br />

اهتم البرملان الك<strong>و</strong>ردستاني منذ تأسيسه بالغاء الق<strong>و</strong>انين العراقية ذات<br />

الصبغة السياسية <strong>و</strong>من بينها قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي،‏ لعاقة هذا<br />

القان<strong>و</strong>ن بالحق<strong>و</strong>ق <strong>و</strong>الحريات العامة <strong>و</strong>السياسية لافراد.‏ <strong>و</strong>صدر بعد مدة<br />

<strong>و</strong>جيزة من تشكيل البرملان <strong>و</strong>بتحديد في 1993/4/25 قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات<br />

الك<strong>و</strong>ردستاني تحت الرقم )10( ليحل محل قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي في<br />

مناطق اقليم ك<strong>و</strong>ردستان.‏<br />

<strong>و</strong>كان القان<strong>و</strong>ن املذك<strong>و</strong>ر ذ<strong>و</strong> )19( مادة،‏ <strong>و</strong>قد اهتم ببعض ج<strong>و</strong>انب<br />

تنظيم املطب<strong>و</strong>عات منها كيفية اصدار املطب<strong>و</strong>عات <strong>و</strong>املحظ<strong>و</strong>رات فيها<br />

<strong>و</strong>كيفية رفع الشك<strong>و</strong>ى في حالة مخالفة احكامه..الخ <strong>و</strong>قد عد حينئذ قان<strong>و</strong>نا<br />

اكثر تقدميا من قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي <strong>و</strong>أ<strong>و</strong>فر نطاقا لحرية االعام<br />

<strong>و</strong>التعبير عن الرأي.‏ اال انه مع ذلك لم يخل من الن<strong>و</strong>اقص <strong>و</strong>العي<strong>و</strong>ب<br />

<strong>و</strong>كانت مظاهر االسراع <strong>و</strong>االستعجال بادية عليه.‏ لهذا السبب صدر في<br />

عام 2007 قان<strong>و</strong>ن تنظيم العمل الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان ليحل محل<br />

قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات الك<strong>و</strong>ردستاني في تنظيمه للصحافة،‏ <strong>و</strong>قد بقي القان<strong>و</strong>ن<br />

26


األخير يعمل به في مجال املطب<strong>و</strong>ع غير الد<strong>و</strong>ري ك)الكتب(‏ الى حد االن.‏<br />

<strong>و</strong>من اهم املبادئ الجديدة التي جاء بها قان<strong>و</strong>ن تنظيم العمل الصحفي<br />

في ك<strong>و</strong>ردستان رقم )35( لسنة 2007، مايأتي:‏<br />

‎1‎ االخذ بنظام البيان أ<strong>و</strong> االخطار إلصدار الصحيفة د<strong>و</strong>ن اللج<strong>و</strong>ء الى<br />

نظام طلب االجازة من الحك<strong>و</strong>مة الصدارها.‏<br />

‎2‎ االبتعاد عن عق<strong>و</strong>بات السالبة للحرية ‏)الحبس <strong>و</strong>السجن(‏ فيما<br />

يتعلق بجرائم الصحافة <strong>و</strong>النشر <strong>و</strong>استبدالها بعق<strong>و</strong>بات مالية ‏)الغرامة(‏<br />

من الناحية الجزائية <strong>و</strong> التع<strong>و</strong>يض من الناحية املدنية.‏<br />

‎3‎ اقراره لكثير من الحق<strong>و</strong>ق <strong>و</strong>االمتيازات الخاصة بالصحفي من<br />

الناحية االجتماعية <strong>و</strong>املعاشية كما ه<strong>و</strong> مقرر في كثير من الق<strong>و</strong>انين<br />

الحديثة لتنظيم مهنة الصحافة.‏<br />

‎4‎ تنظيم مسألة الرد <strong>و</strong>التصحيح في الصحيفة التي كانت غائبة في<br />

قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات الك<strong>و</strong>ردستاني لعام 1993.<br />

‎5‎ ابعاد صاحب االمتياز من املسؤ<strong>و</strong>لية الجنائية اال اذا اشرف اشرافا<br />

فعليا على اصدار الصحيفة.‏<br />

‎6‎ اعتبار االعتداء على الصحفي كاالعتداء على امل<strong>و</strong>ظف اثناء ا<strong>و</strong><br />

بسبب <strong>و</strong>ظيفته.‏<br />

7- حظر منع الصحف أ<strong>و</strong> مصادرتها.‏<br />

<strong>و</strong>لكن مع هذه النقاط االيجابية <strong>و</strong>غيرها يعاني هذا املشر<strong>و</strong>ع الجديد<br />

من كثير بعض الن<strong>و</strong>اقص <strong>و</strong> االخطاء،‏ حيث لم يبين بص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>اضحة نطاق<br />

تطبيق القان<strong>و</strong>ن ‏،<strong>و</strong>لم يتعرض للصحافة االلكتر<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>فيما اذا كان يطبق<br />

على الصحفي حتى ل<strong>و</strong> نشر مقاالته في م<strong>و</strong>قعه الشخصي في)الفيسب<strong>و</strong>ك(‏<br />

أم ال؟<br />

27


2-5-1: مقارنة اخالقيات الصحافة مع قان<strong>و</strong>ن الصحافة<br />

تتشابه ق<strong>و</strong>اعد اخاقيات الصحافة <strong>و</strong> قان<strong>و</strong>ن الصحافة في كثير من<br />

الن<strong>و</strong>احي منها ان كلٌ‏ منهما تهتم بتنظيم عمل الصحفي،‏ لذلك يجب ان ال<br />

نتعجب اذا ما رأينا ان هنالك كثير من األم<strong>و</strong>ر املكررة فيهما.‏ فمثاً‏ يؤكد<br />

أخاقيات الصحافة على ضر<strong>و</strong>رة تجنب الصحفي التطفل على الحياة<br />

الخاصة لاخرين أ<strong>و</strong> التشهير بهم أ<strong>و</strong> نشر أم<strong>و</strong>ر مضرة باملصلحة العامة..‏<br />

الخ.‏ <strong>و</strong>هذا ما يؤكده ق<strong>و</strong>انين الصحافة ايضاً‏ بصيغة الزام <strong>و</strong> <strong>و</strong>ضع عق<strong>و</strong>بة<br />

محددة ملرتكبيها.‏<br />

<strong>و</strong>السبب في ذلك ألن أكثرية الق<strong>و</strong>اعد القان<strong>و</strong>نية كانت في االصل ق<strong>و</strong>اعد<br />

ً<br />

اخاقية <strong>و</strong> قد <strong>و</strong>صل االمر الى ضر<strong>و</strong>رة تنظيم أغلبها بالقان<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صا<br />

تلك الق<strong>و</strong>اعد االخاقية التي استقر االجماع أ<strong>و</strong> راي االغلبية املطلقة عليها.‏<br />

رغم العاقة ال<strong>و</strong>ثيقة بين أخاقيات الصحافة <strong>و</strong> قان<strong>و</strong>ن الصحافة،‏ أال ان<br />

بينهما اختافات كبيرة ايضاً‏ ، يمكن بيان تلك االختافات بالنقاط اآلتية )1)) :<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ من حيث املصدر.‏<br />

يصدر القان<strong>و</strong>ن عادة من قبل سلطة تشريعية تسمى بالبرملان<br />

أ<strong>و</strong> بأية تسمية أخرى.‏ <strong>و</strong>اعضاء البرملان يمثل<strong>و</strong>ن كافة شرائح املجتمع<br />

<strong>و</strong>ينتخب<strong>و</strong>ن بص<strong>و</strong>رة مباشرة من قبل أبناء الشعب الذين أكمل<strong>و</strong>ا 18<br />

من عمرهم <strong>و</strong>يحمل<strong>و</strong>ن جنسية الد<strong>و</strong>لة.‏ أما أخاقيات الصحافة فهي<br />

تنشأ بين الصحفيين أنفسهم من خال تجاربهم املهنية،‏ <strong>و</strong>يق<strong>و</strong>م<br />

بصياغتها االعامي<strong>و</strong>ن انفسهم من خال تجمعاتهم املهنية <strong>و</strong>ذلك<br />

لتحسين ن<strong>و</strong>عية املضم<strong>و</strong>ن الذي تقدمه <strong>و</strong>سائل االعام <strong>و</strong>مل<strong>و</strong>اجهة<br />

ازمة املصداقية.‏ <strong>و</strong>لكن ال يشترط اصداره من قبل سلطة معينة<br />

19- للمزيد ح<strong>و</strong>ل ذلك ينظر:‏ د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي،‏ مبادىء قان<strong>و</strong>ن االعالم،‏ من منش<strong>و</strong>رات جامعة<br />

التنمية البرشية،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>ىل،‏ السليامنية-العراق،‏‎2016‎‏،‏ ص‎76-69‎<br />

28


على شكل <strong>و</strong>ثيقة رسمية ملزمة كما ه<strong>و</strong> الحال في ق<strong>و</strong>انين الصحافة.‏<br />

ثانياً‏ : من حيث الشم<strong>و</strong>لية.‏<br />

إنّ‏ أخاقيات الصحافة أشمل من ق<strong>و</strong>انين الصحافة،‏ ألن ما يعد<br />

مخالفاً‏ لق<strong>و</strong>انين الصحافة يعد ً غالبا ً مخالفا الخاقيات الصحافة َ ايضا ،<br />

كالتشهير <strong>و</strong> انتهاك الخص<strong>و</strong>صية <strong>و</strong> ابتزاز االخرين..الخ <strong>و</strong>هنالك حاالت<br />

كثيرة اخرى تعد انتهاكاً‏ إلخاقيات الصحافة <strong>و</strong>لكن د<strong>و</strong>ن أن تصل الى<br />

مست<strong>و</strong>ى انتهاك ق<strong>و</strong>انين الصحافة،‏ كما في االمثلة اآلتية:‏<br />

أ/‏ إنّ‏ كشف الصحفي عن مصدر معل<strong>و</strong>ماته يعد ً انتهاكا الخاقيات<br />

الصحافة <strong>و</strong>لكن قد ال يصل االمر في كثير من االحيان الى ارتكاب<br />

الجريمة.‏<br />

ب/‏ قيام الصحفي بادراج آرائه الشخصية في الخبر <strong>و</strong> خلطه<br />

بينهما <strong>و</strong>عدم ت<strong>و</strong>ضيح ذلك للمتلقي ببيان حد<strong>و</strong>د كل منهما،‏ يعد مخالفة<br />

إلخاقيات الصحافة <strong>و</strong>لكن د<strong>و</strong>ن يصل االمر الى مخالفة نص في ق<strong>و</strong>انين<br />

الصحافة.‏<br />

ً<br />

ج/‏ اختاق الصحفي للقصص <strong>و</strong>املقابات ال<strong>و</strong>همية يعتبر أنتهاكا<br />

إلخاقيات الصحافة ألن <strong>و</strong>ظيفة الصحفي ليست ك<strong>و</strong>ظيفة االدباء<br />

<strong>و</strong>القاصّ‏ ين الذين يخلق<strong>و</strong>ن القصص في مخيلتهم.‏ <strong>و</strong>لكن قد اليصل هذا<br />

األمر الى مخالفة ق<strong>و</strong>انين الصحافة اذا لم يكن تلك القصص <strong>و</strong>املقابات<br />

مسيئاً‏ لشخص معين أ<strong>و</strong>مخالفا ً للنظام <strong>و</strong>االداب العامة.‏<br />

د/‏ يعد أختيار الصحفي في البرنامج الح<strong>و</strong>ارية لشخص متمكن من<br />

اتجاه معين مع شخص غير متمكن انتهاكاً‏ إلخاقيات الصحافة،‏ <strong>و</strong>لكن<br />

ال يعد ذلك مخالفة قان<strong>و</strong>نية أيضاً‏ .<br />

ه/‏ نشر خبر متعلق بشخص معين مع ص<strong>و</strong>رة حقيقية قد التقطت<br />

29


له في زا<strong>و</strong>ية معينة أ<strong>و</strong> في لحظة معينة إليصال رسالة سلبية ح<strong>و</strong>ل ذلك<br />

الشخص يَ‏ عُ‏ ُّ د ً انتهاكا ألخاقيات الصحافة.‏<br />

<strong>و</strong>/‏ نشر االحصائيات <strong>و</strong>االستطاعات الراي غير الحقيقة،‏ النها لم<br />

تحدث أصاً،‏ أ<strong>و</strong> انها كانت حافلة باألخطاء االجرائية التي تؤدي الى خطأ<br />

النتائج مع علم الصحفي <strong>و</strong>املؤسسة الصحفية بذلك ا<strong>و</strong> ت<strong>و</strong>قعهم لها )2)) .<br />

ي/‏ التضليل االعامي بصرف االنظار عن قضية معينة مهمة<br />

للجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>القيام بتعتيم إعامي ح<strong>و</strong>لها <strong>و</strong>لفت االنظار الى قضية اخرى<br />

هامشية بهدف تشتيت االنتباه عن القضية اال<strong>و</strong>لى )2)) .<br />

ثالثاً‏ : من حيث النسبية.‏<br />

ملا كانت اخاقيات الصحافة غير ثابتة فهي تتغير بتغيير الزمان<br />

<strong>و</strong>املكان <strong>و</strong>كذلك بتغير االشخاص الحاملين اليدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيات معينة.‏ <strong>و</strong>لكن<br />

القان<strong>و</strong>ن اذا كانت نافذة يك<strong>و</strong>ن له ثبات اكثر <strong>و</strong>ينطبق على الجميع في<br />

داخل د<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>احدة )2)) .<br />

رابعاً‏ : من حيث العق<strong>و</strong>بة.‏<br />

تختلف عق<strong>و</strong>بة مخالفة ق<strong>و</strong>اعد قان<strong>و</strong>ن الصحافة عن عق<strong>و</strong>بة مخالفة<br />

اخاقيات الصحافة،‏ فعلى <strong>و</strong>فق قان<strong>و</strong>ن الصحافة يعاقب الصحفي<br />

بالغرامة كما ه<strong>و</strong> الحال في إقليم ك<strong>و</strong>ردستان أ<strong>و</strong> بالحبس <strong>و</strong> الغرامة<br />

كما ه<strong>و</strong>الحال في العراق <strong>و</strong>بعض الد<strong>و</strong>ل االخرى.‏ أما مخالفة أخاقيات<br />

الصحافة فليست لها عق<strong>و</strong>بة مادية <strong>و</strong>ملم<strong>و</strong>سة في الغالب <strong>و</strong>لكن عق<strong>و</strong>بة<br />

مخالفتها هي عق<strong>و</strong>بة معن<strong>و</strong>ية في الغالب تتمثل في سخط املجتمع له <strong>و</strong><br />

20- فهد بن عبدالرحمن الشميمري،‏ ، املصدر االلكرت<strong>و</strong>ين السابق.‏ ص‎2‎ من الفصل السادس.‏<br />

21- فهد بن عبدالرحمن الشميمري،‏ املصدر االلكرت<strong>و</strong>ين السابق،‏ ص‎2‎ من الفصل السادس<br />

22- هذا اذا كانت الد<strong>و</strong>لة هي د<strong>و</strong>لة بسيطة أما اذا كانت د<strong>و</strong>لة فيدرالية فيمكن ان تتعدد<br />

الق<strong>و</strong>انن التي تنطبق عى االفراد فيها.‏<br />

30


تؤثر تلك العق<strong>و</strong>بة في مصداقية الصحفي <strong>و</strong>في سمعتها املهنية.‏ لذلك<br />

ت<strong>و</strong>صف اخاقيات الصحافة بأنها)بد<strong>و</strong>ن انياب(.‏ <strong>و</strong>لكن في اآل<strong>و</strong>نة االخيرة<br />

بدأ الفقهاء <strong>و</strong>املختص<strong>و</strong>ن بالبحث عن ال<strong>و</strong>سائل لت<strong>و</strong>قيع العق<strong>و</strong>بات على<br />

عدم االلتزام باملبادىء االخاقية للصحفي <strong>و</strong>من بينها تبني النقابات<br />

الصحفية بعض العق<strong>و</strong>بات لذلك.‏<br />

إنَّ‏ مخالفة الصحفي الخاقيات الصحافة تؤدي في بعض االحيان<br />

الى استنكار النقابات <strong>و</strong>املنظمات املهنية لفعله <strong>و</strong> قد يصل االمر الى<br />

معاقبته نقابياً‏ ايضا ً كالت<strong>و</strong>بيخ <strong>و</strong> الفصل من النقابة.‏ <strong>و</strong>لكن التصل<br />

تلك العق<strong>و</strong>بة بالتأكيد الى التغريم أ<strong>و</strong> الحبس،‏ ألن فرض ذلك يك<strong>و</strong>ن من<br />

اختصاص السلطة القضائية <strong>و</strong>في حالة مخالفة نص قان<strong>و</strong>ني فقط.‏<br />

خامساً‏ : من حيث الهدف<br />

إنَّ‏ الهدف من قان<strong>و</strong>ن الصحافة ه<strong>و</strong> لتنظيم الصحافة <strong>و</strong>الحد من<br />

تجا<strong>و</strong>زات الصحفي على اآلخرين <strong>و</strong>املجتمع،‏ أما الهدف من أخاقيات<br />

الصحافة فه<strong>و</strong> لخلق صحفيُ‏ محترف ايجابي.‏ أ<strong>و</strong> بعبارة أخرى اذا كان<br />

قان<strong>و</strong>ن الصحافة يحدد الحد<strong>و</strong>د التي يجب على الصحفي عدم تجا<strong>و</strong>زها،‏<br />

إن اخاقيات الصحافة عدا ذلك يحدد ال<strong>و</strong>اجبات التي يجب على<br />

الصحفي القيام بها لخدمة املجتمع <strong>و</strong>املصلحة العامة.‏ في حين يهدف<br />

قان<strong>و</strong>ن الصحافة الى ايجاد صحافة بعيدة عن الجريمة <strong>و</strong>صحفي غير<br />

متجا<strong>و</strong>ز فقط،‏ فأن اخاقيات الصحافة يهدف الى بناء صحفيً‏ ن<strong>و</strong>عي<br />

متفاعل بنّ‏ اء)س<strong>و</strong>برمان(.‏<br />

2: مبادىء اخالقيات الصحافة تجاه املجتمع<br />

أجمعت أكثرية امل<strong>و</strong>اثيق االخاقية على مجم<strong>و</strong>عة من املبادىء التي<br />

31


يجب ان يلتزم بها الصحفي لحماية املجتمع <strong>و</strong>املصلحة العامة،‏ <strong>و</strong>هذه<br />

املبادىء هي التي سنعرضها في هذا الجزء من م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عنا،‏ <strong>و</strong>منها:‏<br />

1-2: نشر الحقيقة<br />

يُ‏ عد ّ نشر الحقيقة من اهم املبادىء االخاقية التي على الصحفي<br />

االتزام بها في مهنته.‏ <strong>و</strong>بسببها ينظر الناس الى الصحفي نظرة تختلف<br />

بص<strong>و</strong>رة ايجابية عن أكثرية املهن االخرى.‏ <strong>و</strong>عن طريقها يحصل االعام<br />

على املصداقية التي يطمئن الناس اليها <strong>و</strong> يتأثر<strong>و</strong>ن بها.‏<br />

فاذا لم تلتزم الصحافة بهذا االلتزام األخاقي فانها تخسر مكانتها<br />

العالية في املجتمع <strong>و</strong> تصبح <strong>و</strong>سيلة هابطة للترفيه فقط.‏ <strong>و</strong>فضاً‏ عن<br />

هذا فانها تتعرض للماحقات القان<strong>و</strong>نية ايضاً‏ الن نشر االكاذيب باسم<br />

محت<strong>و</strong>يات اعامية تعتبر احتياالً‏ على الناس <strong>و</strong> يشكل في بعض االحيان<br />

مخالفات قان<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>يصبح ضمن الجرائم ايضاً‏ .<br />

ان الصحافة ليست كاألدب،‏ فاذا كان من حق االديب ان يصنع في<br />

مخيلته ص<strong>و</strong>راً‏ أدبية غير حقيقية <strong>و</strong>غير منطقية ايضا ً فهذا يك<strong>و</strong>ن من<br />

حقه <strong>و</strong>يقبله الناس أيضاً‏ النهم يعرف<strong>و</strong>ن انهم يقرأ<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>يسمع<strong>و</strong>ن االدب<br />

الذي يعطيهم املتعة <strong>و</strong>الجمالية)استاتيكيا(.‏ <strong>و</strong>من هنا يقال ‏)ان اجمل<br />

الشعر اكذبه(،‏ <strong>و</strong>لكن الصحفي اليحق له ذلك مادام يسمي نفسه<br />

صحفياً‏ ، فيجب ان يتعامل مع الحقيقة <strong>و</strong>ينشر من االخبار ما ه<strong>و</strong> قد<br />

<strong>و</strong>قع فقط.‏<br />

<strong>و</strong>من هنا فعلى الصحفي ان يبتعد عن نشر الشائعات مالم يتثبت<br />

من صحتها،‏ <strong>و</strong>ال يسعفه في تحمل املسؤ<strong>و</strong>لية القان<strong>و</strong>نية اذا استند في خبره<br />

الى ما ه<strong>و</strong> منتشر بين الناس <strong>و</strong> يعيد نشر ماه<strong>و</strong> من ‏)قيل <strong>و</strong>قال(.‏ فقد رفع<br />

32


شك<strong>و</strong>ى على صحفي النه نشر م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عاً‏ ه<strong>و</strong> ان احد املسؤ<strong>و</strong>لين الحزبيين<br />

قد قبض عليه في ت<strong>و</strong>ركيا مع مئات االالف من الد<strong>و</strong>الرات الذي كان ين<strong>و</strong>ي<br />

أن يأخذه الى أحدى الد<strong>و</strong>ل اال<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بية!‏ <strong>و</strong>عندما است<strong>و</strong>جب الصحفي <strong>و</strong>سُ‏ ئل<br />

ان يثبت صحة أق<strong>و</strong>له؟ فأجاب أنه قد سمعه من الناس في الشارع!!‏<br />

فليس من حق الصحفي ان ينقل ما يسمعه في الشارع من قيل<br />

<strong>و</strong>قال ح<strong>و</strong>ل االشخاص،‏ بل يجب عليه ان يتقين من صحة ما يسمعه<br />

قبل ان يقرر نشره.‏ ألن ما ه<strong>و</strong> من الشائعات قد ياتي <strong>و</strong>يذهب <strong>و</strong>يتاشى،‏<br />

<strong>و</strong>لكن ما ينشر في الصحافة يبقى،‏ <strong>و</strong>احياناً‏ تعد الصحافة مصدرا ً لكتابة<br />

التاريخ،‏ لذلك ليس من حق الصحفي ان ينشر الشائعات ح<strong>و</strong>ل سل<strong>و</strong>ك<br />

<strong>و</strong> تصرفات االفراد مالم يتأكد من صحتها.‏<br />

‎2-2‎‏:الحيادية<br />

على الصحفي أن اليك<strong>و</strong>ن متحيزاً‏ الي طرف من أطراف امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع الذي<br />

ينشره أ<strong>و</strong> يبثه،‏ <strong>و</strong>ان يق<strong>و</strong>م بنقل الخبر <strong>و</strong> الحدث <strong>و</strong>الص<strong>و</strong>رة كما ه<strong>و</strong> )2)) ،<br />

ألن من حق الجمه<strong>و</strong>ر ان يحصل على الحقائق كما ه<strong>و</strong> د<strong>و</strong>ن تش<strong>و</strong>يه أ<strong>و</strong><br />

تجميل.‏ <strong>و</strong>هذا ما يفرض عليه بعض االلتزامات التي من أهمها:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ االبتعاد عن قب<strong>و</strong>ل الهدايا <strong>و</strong>الرشا<strong>و</strong>ي من أية جهة كانت.‏<br />

كما ه<strong>و</strong> معل<strong>و</strong>م ان استام امل<strong>و</strong>ظف للرش<strong>و</strong>ة يعتبر جريمة من<br />

الجرائم اذ خصص قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي فصاً‏ كاما ً بعدة م<strong>و</strong>اد<br />

لها،‏ من بينها املادة)‏‎307‎‏(‏ التي تنص على ان:)‏ -1 كل م<strong>و</strong>ظف ا<strong>و</strong> مكلف<br />

23- أخالقيات <strong>و</strong>مبادىء العمل الصحفي <strong>و</strong>االعالمي،‏ تقرير ملركز هرد<strong>و</strong> لدعم التعبر<br />

الرقمس،‏ القاهرة-مرص،‏ 2016، ص‎15‎ <strong>و</strong>املتاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين االيت:‏ https://<br />

08/hrdoegypt.org/wp-content/uploads/2016<br />

33


بخدمة عامة طلب ا<strong>و</strong> قبل لنفسه ا<strong>و</strong> لغيره عطية ا<strong>و</strong> منفعة ا<strong>و</strong> ميزة ا<strong>و</strong><br />

<strong>و</strong>عدا بشيء من ذلك الداء عمل من اعمال <strong>و</strong>ظيفته ا<strong>و</strong> االمتناع عنه<br />

ا<strong>و</strong> االخال ب<strong>و</strong>اجبات ال<strong>و</strong>ظيفة يعاقب بالسجن مدة ال تزيد على عشر<br />

سنين ا<strong>و</strong> بالحبس <strong>و</strong>الغرامة على ان ال تقل عما طلب ا<strong>و</strong> اعطي ا<strong>و</strong> <strong>و</strong>عد<br />

به <strong>و</strong>ال تزيد بأي حال من االح<strong>و</strong>ال على خمسمائة دينار.‏ -2 <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ن<br />

العق<strong>و</strong>بة السجن مدة ال تزيد على سبع سن<strong>و</strong>ات ا<strong>و</strong> بالحبس اذا حصل<br />

الطلب ا<strong>و</strong> القب<strong>و</strong>ل ا<strong>و</strong> االخذ بعد اداء العمل ا<strong>و</strong> االمتناع عنه ا<strong>و</strong> بعد<br />

االخال ب<strong>و</strong>اجبات ال<strong>و</strong>ظيفة بقصد املكافأة على ما <strong>و</strong>قع من ذلك(.‏<br />

<strong>و</strong>جريمة الرش<strong>و</strong>ة هي جريمة مخلة للشرف،‏ بحيث اليستطيع بعدها ان<br />

يت<strong>و</strong>لى بعض املناصب املهمة <strong>و</strong>الحساسة في الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>ال يستطيع ايضاً‏ ان<br />

يرشح نفسه للمجالس النيابية.<strong>و</strong>اليستطيع ان يت<strong>و</strong>لى ادارة صحيفة أ<strong>و</strong><br />

يصبح رئيس تحريرها.‏<br />

<strong>و</strong>اذا كانت جريمة الرش<strong>و</strong>ة تتعلق بامل<strong>و</strong>ظفين <strong>و</strong>املكلفين بالخدمة العامة<br />

فهل ينطبق على الصحفيين ايضاً‏ ؟<br />

بالتأكيد اذا كان الصحفي يشتغل في احدى املؤسسات االعامية<br />

للد<strong>و</strong>لة فأنه ينطبق عليه النص املذك<strong>و</strong>ر آنفاً‏ ، <strong>و</strong>اذا كان ال يعمل ملؤسسة<br />

حك<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>ال يعتبر من امل<strong>و</strong>ظفين فهل يك<strong>و</strong>ن مرتكباً‏ لجريمة الرش<strong>و</strong>ة في<br />

حال تلقيه مبلغاً‏ أ<strong>و</strong> هدايا في أثناء عمله؟ لاجابة على هذا السؤال نرى<br />

ان الصحفي اذا ما انطبق عليه مصطلح املكلف بالخدمة العامة لذلك<br />

ينطبق النص اعاه <strong>و</strong>يعتبر مرتكباً‏ لجريمة الرش<strong>و</strong>ة.‏ <strong>و</strong>لكن حتى اذا لم<br />

يطبق مصطلح املكلف بالخدمة العامة نرى أن الصحفيين يجب ان<br />

يبتعد<strong>و</strong>ا عن تلقي الهدايا <strong>و</strong>الرش<strong>و</strong>ة أيضاً‏ ألن ذلك يؤثر على حسن عمله<br />

إليصاله الرسالة السامية للصحافة <strong>و</strong>من ثم يخالف اخاقيات عمله.‏<br />

34


ثانياً‏ : إعطاء حق الرد لاشخاص الذين يتم اتهامهم بشكل من<br />

االشكال.‏<br />

لكي يك<strong>و</strong>ن الصحفي محايداً‏ يجب أن يعطي حق الرد لاشخاص<br />

الذين يتهم<strong>و</strong>نه بشكل من االشكال في عمله الصحفي،‏ س<strong>و</strong>اء كان ذلك<br />

بص<strong>و</strong>رة مباشرة اذا أمكن <strong>و</strong>ذلك في اللقاءات التلفزي<strong>و</strong>نية ا<strong>و</strong> بص<strong>و</strong>رة غير<br />

مباشرة <strong>و</strong>ذلك بتخصيص برنامج أخر معه لرد ما اتهم به في برنامج<br />

سابق لتلك املؤسسة االعامية .<br />

3-2: مراعاة املصلحة العامة<br />

مادام االنسان كائناً‏ ً اجتماعيا ، لك<strong>و</strong>نه اليستطيع ان يعيش بمعزل<br />

عن اقرانه <strong>و</strong>املجتمع،‏ يجب عليه مراعة املجتمع <strong>و</strong> العمل على عدم<br />

االضرار به ايضاً‏ . <strong>و</strong>كذلك فالصحفي الذي يعيش في مجمتع معين يجب<br />

أن يعمل على مراعاة املصلحة العامة لذلك املجتمع ايضاً‏ . فرسالة<br />

الصحفي هي تحقيق املصلحة العامة من خال نقل االخبار <strong>و</strong>تبادل<br />

االراء <strong>و</strong>نشر االفكار <strong>و</strong> مراقبة أداء السلطات االخرى.‏<br />

علماً‏ اننا عندما نق<strong>و</strong>ل املصلحة العامة ال نقصد من خال ذلك<br />

مصلحة حك<strong>و</strong>مة معينة أ<strong>و</strong> حزب معين فهما <strong>و</strong>سيلتان لخدمة املجتمع<br />

<strong>و</strong>املصلحة العامة ايضاً‏ <strong>و</strong>يعدان من املتغيرات،‏ فاذا رأى الصحفي ان<br />

حك<strong>و</strong>مة معينة أ<strong>و</strong> حزباً‏ معينا ً قد حاد عن مسار املصلحة العامة فمن<br />

حقه بل من <strong>و</strong>اجبه رفع ص<strong>و</strong>ته <strong>و</strong> ابداء النقد بهدف تصحيح ذلك املسار<br />

الخاطىء.‏<br />

<strong>و</strong> لكي يحقق الصحفي ذلك املصلحة العامة للمجتمع فيفترض عليه<br />

مراعاة االم<strong>و</strong>ر االتية:‏<br />

35


1-3-2: عدم نشر ما يؤدي الى التمييز العنصري بين أفراد املجتمع.‏<br />

إنَّ‏ نشر ما يؤدي الى التمييز العنصري بين أفراد املجتمع يؤدي الى<br />

االضرار باملجتمع ككل،‏ الن ذلك يخلق الكراهية بين أفراد املجتمع<br />

<strong>و</strong>يؤدي هذا الى عدم استقرار املجتمع <strong>و</strong>ازدياد حاالت العنف <strong>و</strong>الجرائم<br />

فيه.‏ لذلك تبذل املنظمات الد<strong>و</strong>لية التي تعمل من اجل احال السام<br />

<strong>و</strong>نشر ثقافة الديمقراطية جهداً‏ كبيرا ً من أجل القضاء على التمييز<br />

العنصري <strong>و</strong>خطاب الكراهية س<strong>و</strong>اء كان ذلك على مست<strong>و</strong>ى الداخلي للد<strong>و</strong>ل<br />

أ<strong>و</strong> على املست<strong>و</strong>ى الد<strong>و</strong>لي بين الد<strong>و</strong>ل )2)) .<br />

أما في نطاق الصحافة فقد نصت الفقرة)‏‎7‎‏(‏ من ميثاق شرف<br />

الصحفيين للفدرالية الد<strong>و</strong>لية للصحفيين <strong>و</strong>الذي تبنته قان<strong>و</strong>ن العمل<br />

الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان ايضاً‏ بأنه:)على الصحفي التنبيه للمخاطر<br />

التي قد تنجم عن التمييز <strong>و</strong>التفرقة اللذين قد يدع<strong>و</strong> اليهما اإلعام،‏ <strong>و</strong><br />

أن يبذل كل ما ب<strong>و</strong>سعه لتجنب القيام بتسهيل مثل هذه الدع<strong>و</strong>ات التي<br />

قد تك<strong>و</strong>ن مبنية على اساس عنصري أ<strong>و</strong> الجنس ا<strong>و</strong> اللغة أ<strong>و</strong> الدين ا<strong>و</strong><br />

املعتقدات السياسية <strong>و</strong>غيرها من املعتقدات أ<strong>و</strong> اختاف الجنسية أ<strong>و</strong><br />

االصل االجتماعي(.‏<br />

<strong>و</strong>ألهمية هذا امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع على املصلحة العامة للمجتمع فقد تنا<strong>و</strong>له<br />

املشرع الك<strong>و</strong>ردستاني ضمن املحظ<strong>و</strong>رات التي اشارت اليها املادة)‏‎9‎‏(‏ من<br />

قان<strong>و</strong>ن العمل الصحفيي في ك<strong>و</strong>ردستان بق<strong>و</strong>له:)يغرم الصحفي <strong>و</strong>رئيس<br />

التحرير بمبلغ اليقل عن)‏‎1‎‏(‏ ملي<strong>و</strong>ن دينار <strong>و</strong>اليزيد عن)‏‎5‎‏(مايين دينار عند<br />

24- تنظر:‏ االتفاقية الد<strong>و</strong>لية للقضاء عى جميع أشكال التمييز العنرصي التي اعتمدت<br />

<strong>و</strong>عرضت للت<strong>و</strong>قيع <strong>و</strong>التصديق <strong>و</strong>االنضامم مب<strong>و</strong>جب قرار الجمعية العامة لالمم املتحدة 2106<br />

ألف)د‎20‎‏-(املؤرخ يف ‎21‎كان<strong>و</strong>ن اال<strong>و</strong>ل 1965 الذي دخل اىل حيز النفاذ بتاريخ ‎4‎كان<strong>و</strong>ن الثاين<br />

1969 عى <strong>و</strong>فق املادة 19 من االتفاقية.‏<br />

36


نشره في <strong>و</strong>سائل االعام <strong>و</strong>احدا مما يأتي:‏ -1 زرع األحقاد <strong>و</strong>بذر الكراهية<br />

<strong>و</strong>الشقاق <strong>و</strong>التنافر بين مك<strong>و</strong>نات املجتمع(.‏ أما ال<strong>و</strong>سيلة االعامية فانها<br />

تعاقب بغرامة أكثر تترا<strong>و</strong>ح بين )20-5( ملي<strong>و</strong>ن دينار بم<strong>و</strong>جب الفقرة)ثانياً‏ )<br />

من املادة)‏‎9‎‏(‏ من القان<strong>و</strong>ن اعاه.‏<br />

2-3-2: عدم نشر ما يؤدي الى االضرار باألمن العام في املجتمع.‏<br />

مادامت رسالة الصحفي هي تحقيق املصلحة العامة في املجتمع،‏<br />

فان املصلحة العامة تتحقق بتحقيق األمن العام لذلك املجتمع.‏ <strong>و</strong>لكن<br />

ما املقص<strong>و</strong>د بكلمة)االمن العام(؟<br />

ً<br />

مع ان الفقهاء مختلف<strong>و</strong>ن فيما بينهم لتعريف ذلك املصطلح تعريفا<br />

جامعاً‏ ً <strong>و</strong>مانعا ، أال ان بعض الحك<strong>و</strong>مات تستخدم ذلك املصطلح<br />

بمطاطية <strong>و</strong> يجعلها <strong>و</strong>سيلة لضرب املعارضين <strong>و</strong>املنتقدين لها.‏ اال اننا نرى<br />

أن ذلك املصطلح ال يعني بن<strong>و</strong>ع من االن<strong>و</strong>اع حماية الحك<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>السلطة<br />

االدارية بل يعني بمصلحة أعلى هي مصلحة املجتمع.‏ ألن الحك<strong>و</strong>مات ما<br />

هي اال <strong>و</strong>سيلة لتحقيق االمن العام <strong>و</strong>املصلحة العامة،‏ فاذا لم تتمكن<br />

هذه ال<strong>و</strong>سيلة من تحقيق أهدافها فمن حق كل فرد ان ينتقدها <strong>و</strong>يكشف<br />

سلبياتها <strong>و</strong> مفاسدها.‏<br />

<strong>و</strong>عندما نشر بعض الصحف في أمريكا بعض الحقائق عن<br />

حرب ال<strong>و</strong>اليات املتحدة االمريكية في فيتنام املشه<strong>و</strong>رة بقضية)أ<strong>و</strong>راق<br />

بنتاغ<strong>و</strong>ن(،‏ لم يكن ذلك االمر مخالفاً‏ لألمن العام بقدر ما كان<br />

ذلك ملصلحة االمن العام.‏ أ<strong>و</strong> عندما كشف احدى الصحف فساد<br />

فريق الرئس االمريكي نيكس<strong>و</strong>ن في االنتخابات <strong>و</strong>تجسسهم على<br />

حملة منافسه في بناية)<strong>و</strong>ترغيت(‏ فلم يكن ذلك مضراً‏ لامن العام<br />

37


برغم أن ذلك النشر ادى الى استقالة الرئيس االمريكي من منصبه.‏<br />

<strong>و</strong>لكن ما نقصده بعدم النشر املخل باالمن العام ه<strong>و</strong> أن هناك<br />

بعض االسرار العسكرية في كل الد<strong>و</strong>ل حتى الد<strong>و</strong>ل الديمقراطية ال يج<strong>و</strong>ز<br />

للصحفي ان ينشرها الن مجتمعه <strong>و</strong>د<strong>و</strong>لته يتضرران.‏ فضاً‏ عن ان نشر<br />

بعض امل<strong>و</strong>اضيع قد يؤدي الى نشر الرعب بين الناس.‏ فمثاً‏ نشرت<br />

أحدى الصحف الك<strong>و</strong>ردية املنتشرة بمانشيت كبير في صفحتها اال<strong>و</strong>لى أن)‏<br />

كتائب جماعة القاعدة <strong>و</strong>صل<strong>و</strong>ا الى السليمانية(‏ في حين بعد قراءة الخبر<br />

كان يتضح للقارىء أن العبارة املكت<strong>و</strong>بة بين ق<strong>و</strong>سين كان قد كتب من قبل<br />

أحد االرهابيين على جدران أحدى بنايات مهج<strong>و</strong>رة في السليمانية،‏ <strong>و</strong>لكن<br />

طريقة التي نشر بها الصحيفة هذا امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع كان يدل على ان جماعة<br />

القاعدة بالفعل-‏ <strong>و</strong>ليس بالكتابة-‏ قد <strong>و</strong>صل<strong>و</strong>ا الى السليمانية.‏ <strong>و</strong>هذا يعتبر<br />

انتهاكاً‏ ً خطيرا إلخاقيات الصحافة.‏<br />

<strong>و</strong>كذلك عندما نشر أحدى صحف املعارضة أن مبلغاً‏ ً معينا من<br />

ميزانية اقليم ك<strong>و</strong>ردستان يصرف ملساعدة االحزاب الك<strong>و</strong>ردية املعارضة<br />

للجمه<strong>و</strong>رية االيرانية الذين تتمركز في أقليم ك<strong>و</strong>ردستان!‏ في حين ان ذلك<br />

الخبر انتقد بشدة من قبل املثقفين <strong>و</strong> املراقبين لشؤ<strong>و</strong>ن االعام <strong>و</strong>على<br />

اثر تلك االنتقادات استقال رئيس تحريرها <strong>و</strong>جاء في رسالة استقالتها انه<br />

يقدم استقالته بسبب ذلك الخطأ الذي صدر عن صحيفته.‏<br />

<strong>و</strong>كذلك يمكن اعتبار ما ينشر من امل<strong>و</strong>اضيع التي تسىء فيها بص<strong>و</strong>رة<br />

<strong>و</strong>اضحة <strong>و</strong>خطرة لاديان <strong>و</strong>املذاهب الدينية <strong>و</strong>هي من االم<strong>و</strong>ر التي تهدد األمن<br />

العام للمجتمع <strong>و</strong>ان من شأن ذلك أن يؤدي الى املظاهرات <strong>و</strong>االحتجاجات<br />

العنيفة التي قد تهدد أمن املجتمع كما حدث ذلك في مصر عندما نشرت<br />

جريدة ‏)النبأ(املصرية ً م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عا عُ‏ دَّ‏ من قبل القبطيين اساءة جسيمة<br />

38


بحقهم <strong>و</strong>ادى ذلك الى قيام التظاهرات <strong>و</strong> ارتكبت خاالله اعمال العنف<br />

التي راحت ضحيتها عدة اشخاص.‏ <strong>و</strong>ادى ذلك بالبرملان املصري <strong>و</strong>نقابة<br />

الصحفيين املصريين الى التدخل لتهدئة امل<strong>و</strong>قف <strong>و</strong>ذلك بإدانة الصحيفة<br />

<strong>و</strong> معاقبة رئيس تحريرها.‏<br />

3-3-2: عدم نشر ما يؤدي الى االضرار باآلداب العامة.‏<br />

مصطلح االداب العامة من أكثر املصطلحات التي اختلف الفقهاء<br />

بصدد تعريفها <strong>و</strong> تحديد ماهيتها ملطاطيتها <strong>و</strong>اختافها باختاف الزمان<br />

<strong>و</strong>املكان <strong>و</strong>االشخاص.‏ فما يعد مخالفاً‏ لاداب العامة في العراق قد اليعد<br />

ذلك في ه<strong>و</strong>لندا.‏ <strong>و</strong>ما كان يعتبر مخالفاً‏ في خمسينيات القرن املاضي في<br />

بعض املجتمعات قد اليعتبر مخالفاً‏ لاداب العامة أآلن،‏ فمثا ً ر<strong>و</strong>اية)‏<br />

مدام ب<strong>و</strong>فاري(للر<strong>و</strong>ائي ج<strong>و</strong>ستاف فل<strong>و</strong>بير كانت ممن<strong>و</strong>عة في كثير من الد<strong>و</strong>ل<br />

اال<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بية بحجة انها تحرض على الخيانة الز<strong>و</strong>جية <strong>و</strong>على نشر العاقات<br />

الجنسية خارج منظ<strong>و</strong>مة الز<strong>و</strong>اج!‏ اال ان الي<strong>و</strong>م ي<strong>و</strong>جد بص<strong>و</strong>رة منشرة ليس<br />

في الد<strong>و</strong>ل اال<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بية فحسب بل في الد<strong>و</strong>ل االسامية ايضاَ‏ . <strong>و</strong>كذلك تختلف<br />

مصطلح االداب العامة من شخص الى اخر،‏ <strong>و</strong>من شخص منفتح علماني<br />

الى شخص محافظ أ<strong>و</strong> متدين.‏ <strong>و</strong>لكن القضاء عادة يقيسه بمقياس<br />

شخص معتدل االفكار في املجتمع.‏<br />

على أية حال ان تحديد ما يخالف االداب العامة <strong>و</strong> ما يعتبر<br />

ضمن حرية التعبير أمر في غاية الصع<strong>و</strong>بة،‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ في املجال<br />

الفني <strong>و</strong>االدبي.‏ ذلك ألن امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع اذا لم يكن من الناحية االجتماعية<br />

منفراَ‏ <strong>و</strong> مقززا ً <strong>و</strong> لم يكن ذا أهمية أدبية أ<strong>و</strong> طبية أ<strong>و</strong> تاريخية،‏ <strong>و</strong> كان<br />

الهدف منه ه<strong>و</strong> لاثارة الجنسية فقط،‏ فحينئذ قد يقيمه شخص<br />

39


معتدل مت<strong>و</strong>سط بأنه م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع هابط <strong>و</strong>يخالف االداب العامة )2)) .<br />

لذلك االمر عندما ص<strong>و</strong>ت البرملان الك<strong>و</strong>ردستانى عام 2007 على قان<strong>و</strong>ن<br />

العمل الصحفي اعترض بعض الصحفيين على <strong>و</strong>ر<strong>و</strong>د بعض املحظ<strong>و</strong>رات<br />

فيه <strong>و</strong>من بينها <strong>و</strong>ر<strong>و</strong>د مصطلح االداب العامة،‏ لذلك طالب<strong>و</strong>ا رئيس االقليم<br />

بعدم تصديقه.‏ <strong>و</strong>بالفعل لم يصادق رئيس االقليم على القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>اعاده<br />

الى البرملان ملعالجة بعض املسائل فيه،‏ <strong>و</strong>بالفعل من ضمن ما تم<br />

معالجته فيه ه<strong>و</strong> رفع كلمة االداب العامة في القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>آنذاك تم اصدار<br />

القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>نشره في الجريدة الرسمية <strong>و</strong>دخل الى حيز التنفيذ.‏<br />

أال اننا نرى انه رغم مطاطية مصطلح اآلداب العامة <strong>و</strong>االختاف الكبير<br />

عليها،‏ فحتى اذا لم نستطع تعريفها بدقة فقد نستطيع أن نسلط بعض<br />

االض<strong>و</strong>اء عليه،‏ فمثاً‏ يرى البعض:‏ ان االداب العامة عبارة عن جميع<br />

املبادىء االخاقية االساسية في مجتمع من املجتمعات بحيث ان االعتداء<br />

عليها يعتبر اعتداء على االركان املعن<strong>و</strong>ية للقيم االساسية للمجتمع.‏ <strong>و</strong>هذه<br />

املبادىء تنشأ من االفكار الدينية <strong>و</strong>التقاليد االجتماعية بمر<strong>و</strong>ر الزمن )2)) .<br />

<strong>و</strong>قد حكمت قضاء في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان العراق في احد قراراته )2)) ان<br />

ً<br />

ما نشرته صحيفة)...(عام 2008 تحت عن<strong>و</strong>ان)جنس الدبر(‏ يعد خرقا<br />

لاداب العامة ألنه ن<strong>و</strong>ع من ان<strong>و</strong>اع الدع<strong>و</strong>ة ملمارسة الجنس من الدبر-‏<br />

اي من الخلف-‏ من خال التنظير له د<strong>و</strong>ن التطرق الى سلبياتها الطبية<br />

25- د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي،‏ املرشد القان<strong>و</strong>ين لالعالمين،‏ مطبعة ها<strong>و</strong>اليت،‏ من منش<strong>و</strong>رات نريج<br />

، الطبعة الثانية،‏ السليامنية-العراق،‏ 2016، ص‎91‎<br />

26- د.‏ سعيد عبدالكريم مبارك،‏ اص<strong>و</strong>ل القان<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>زارة التعليم العايل <strong>و</strong>البحث العلمي،‏<br />

بغداد-العراق،‏ 1982، ص‎248‎<br />

27- ينظر قرار محكمة استئناف اربيل بصفتها التمييزية رقم 115/ ت.ج/‏‎2008‎ يف<br />

2008-12-7 <strong>و</strong>املشار اليها عند:‏ الدكت<strong>و</strong>ر عثامن ياسن عي،‏ املبادىء <strong>و</strong>التطبيقات<br />

القان<strong>و</strong>نية يف قرارات محكمة استئناف بصفتها التمييزية-‏ الطعن يف أحكام <strong>و</strong>قرارات<br />

محكمة الجنح لسن<strong>و</strong>ات 2012-1992، مكتبة تبايي للنرش <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ أربيل-العراق،‏<br />

2013، ص‎36‎<br />

40


<strong>و</strong>االجتماعية <strong>و</strong>م<strong>و</strong>قف االديان منه،‏ <strong>و</strong>عاقب كاتبه ‏-<strong>و</strong>ه<strong>و</strong> طبيب في االصل-‏<br />

بم<strong>و</strong>جب أحكام املادة)‏‎403‎‏(‏ من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي املرقم)‏‎111‎‏(‏<br />

41<br />

لسنة 1969.<br />

علماً‏ ان حماية االداب العامة ليست حكرا ً على مجتمع من<br />

املجتمعات بل ان اغلب املجتمعات تعمل على حمايتها <strong>و</strong>تعاقب على من<br />

يخالفها.‏ <strong>و</strong>لكن مع اختافهم ملا يعتبر ضمن االداب العامة التي تجب<br />

حمايتها.‏ فهنالك عشرات من القرارات الصادرة في القضاء املصري <strong>و</strong><br />

االردني <strong>و</strong>حتى في قضاء الد<strong>و</strong>ل اال<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بية ايضاً‏ جرمّ‏ ت الصحفي بسبب<br />

مخالفتها لاداب العامة.‏ <strong>و</strong>أكدت امل<strong>و</strong>اثيق الد<strong>و</strong>لية بحق الد<strong>و</strong>ل في فرض<br />

بعض القي<strong>و</strong>د على حرية النشر اذا كانت ضر<strong>و</strong>رية لحماية االداب<br />

العامة ((2( .<br />

بقي ان نق<strong>و</strong>ل انه في السن<strong>و</strong>ات االخيرة <strong>و</strong>اس<strong>و</strong>ة باملنظمات الخاصة<br />

بحماية البيئة من اضرار املعامل ا<strong>و</strong> حماية املستهلكين من البضائع<br />

الفاسدة،‏ <strong>و</strong>اسست جمعيات <strong>و</strong>منظمات اهلية غير حك<strong>و</strong>مية في بعض<br />

د<strong>و</strong>ل العالم للدفاع عن حق<strong>و</strong>ق املتلقي من الصحافة الهابطة <strong>و</strong>السلبية<br />

بتسميات مختلفة منها:‏ منظمة حماية املتلقي أ<strong>و</strong> املشاهدين من<br />

املحت<strong>و</strong>يات الضارة في االعام،‏ اذ تق<strong>و</strong>م تلك املنظمات باالسهام في حماية<br />

28- نصت املادة)‏‎19‎‏(‏ من العهد الد<strong>و</strong>يل للحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية الصادرة من قبل<br />

منظمة االمم املتحدة عام 1966 عى ان:‏ -1 لكل إنسان حق يف اعتناق آراء د<strong>و</strong>ن<br />

مضايقة.‏ -2 لكل إنسان حق يف حرية التعبر،‏ <strong>و</strong>يشمل هذا الحق حريته يف التامس<br />

مختلف رض<strong>و</strong>ب املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>األفكار <strong>و</strong>تلقيها <strong>و</strong>نقلها إىل آخرين د<strong>و</strong>منا اعتبار للحد<strong>و</strong>د،‏<br />

س<strong>و</strong>اء عى شكل مكت<strong>و</strong>ب أ<strong>و</strong> مطب<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> يف قالب فني أ<strong>و</strong> بأية <strong>و</strong>سيلة أخرى يختارها.‏<br />

-3 تستتبع مامرسة الحق<strong>و</strong>ق املنص<strong>و</strong>ص عليها يف الفقرة)‏‎2‎‏(‏ من هذه املادة <strong>و</strong>اجبات<br />

<strong>و</strong>مسئ<strong>و</strong>ليات خاصة.‏ <strong>و</strong>عى ذلك يج<strong>و</strong>ز إخضاعها لبعض القي<strong>و</strong>د <strong>و</strong>لكن رشيطة أن تك<strong>و</strong>ن<br />

محددة بنص القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>أن تك<strong>و</strong>ن رض<strong>و</strong>رية:‏ أ/‏ الحرتام حق<strong>و</strong>ق اآلخرين أ<strong>و</strong> سمعتهم،‏ ب/‏<br />

لحامية األمن الق<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> النظام العام أ<strong>و</strong> الصحة العامة أ<strong>و</strong> اآلداب العامة(.‏


القيم االجتماعية <strong>و</strong> خص<strong>و</strong>صاً‏ من املحت<strong>و</strong>يات املخالفة لاداب العامة<br />

<strong>و</strong>ذلك عن طريق متابعة مضم<strong>و</strong>ن بعض البرامج الهابطة في القن<strong>و</strong>ات<br />

االعامية.‏ <strong>و</strong>تق<strong>و</strong>م باصدار تقرير شهري الهم املخالفات االخاقية في<br />

القن<strong>و</strong>ات الصحفية بهدف تصحيحها <strong>و</strong>ايقاف انحراف معين فيها.‏ <strong>و</strong>في<br />

حالة استمرار تلك القن<strong>و</strong>ات على نهجها السلبي املضر بالقيم االجتماعية<br />

تق<strong>و</strong>م احياناً‏ بطلب رفع الشك<strong>و</strong>ى ضد تلك القن<strong>و</strong>ات الى االدعاء العام.‏ أ<strong>و</strong><br />

تصبح هي الجهة التي تحرك الشك<strong>و</strong>ى ضد <strong>و</strong>سائل االعام املنتهكة للقيم<br />

<strong>و</strong>االداب العامة لدى املحاكم <strong>و</strong>ذلك في الد<strong>و</strong>ل التي تسمح بذلك )2)) .<br />

4-2: مراعاة الذ<strong>و</strong>ق العام<br />

ان الصحافة الي<strong>و</strong>م <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ الصحافة املرئية <strong>و</strong>االلكتر<strong>و</strong>نية تدخل<br />

في جميع البي<strong>و</strong>ت <strong>و</strong>في مختلف اال<strong>و</strong>قات لذلك يجب عليها ان تراعي الذ<strong>و</strong>ق<br />

العام لذلك املجتمع <strong>و</strong>ان تبتعد عن كل ما من شأنه تعكير الذ<strong>و</strong>ق العام،‏<br />

حتى ان لم يصل ذلك النشر الى تشكيل جريمة من الجرائم.‏<br />

فمثاً‏ عندما تقبل احدى الصحف بنشر اعان ملنت<strong>و</strong>ج ا<strong>و</strong> خدمة<br />

معينة يجب التثبت عن مدى تاثير ذلك االعان في الذ<strong>و</strong>ق العام في<br />

عدد مرات نشره خال مدة معينة أ<strong>و</strong> مدة هذا االعان ا<strong>و</strong> حتى محت<strong>و</strong>ه<br />

ايضاً‏ . فقد اكد لي احد االشخاص انه يحب ان يستمع الى أحدى<br />

ً<br />

االذاعات)الرادي<strong>و</strong>(‏ <strong>و</strong> لكن عندما يصل الى نشر اعان معين فانه رأسا<br />

يغير االذاعة <strong>و</strong> يكره االستماع اليها ايضاَ‏ الن االعان الذي ه<strong>و</strong> ألحد<br />

29- للمزيد ح<strong>و</strong>ل ذلك ينظر:‏ فهد بن عبدالرحمن الشميمري،‏ الرتبية االعالمية-‏<br />

كيف نتعامل مع االعالم،‏ ص‎7-6‎ من اللفصل العارش.‏ كتاب مت<strong>و</strong>فر عى شبكات<br />

االنرتنيت <strong>و</strong>عى العن<strong>و</strong>ان االكرت<strong>و</strong>ين االيت:‏ https://www.saudimediaeducation.org/<br />

sme<br />

42


املاركيتات ط<strong>و</strong>يل جداَ‏ <strong>و</strong> يتم تكراره ي<strong>و</strong>ميا ً عشرات من املرات اذ يعلن<strong>و</strong>ن<br />

عن اسعار عشرات من املابس د<strong>و</strong>ن أن يك<strong>و</strong>ن تلك االسعار حقيقية.‏<br />

<strong>و</strong>اذا كانت بعض الد<strong>و</strong>ل قد نظمت بص<strong>و</strong>رة مفصلة كيفية نشر<br />

االعان <strong>و</strong> مدتها <strong>و</strong> عدد مرات نشرها..الخ فان بعض الد<strong>و</strong>ل االخرى<br />

كالعراق <strong>و</strong>اقليم ك<strong>و</strong>ردستان لم تنظم تلك التفاصيل بص<strong>و</strong>رة دقيقة لذلك<br />

يقع على عاتق الصحفي التزام اخاقي بمراعاة الذ<strong>و</strong>ق العام للمتلقي.‏<br />

5-2: مراعاة املسا<strong>و</strong>اة الجندرية<br />

تعمل الد<strong>و</strong>ل الحديثة على القضاء على كل ان<strong>و</strong>اع التمييز العنصري <strong>و</strong><br />

خص<strong>و</strong>صاً‏ على اساس الجنس ا<strong>و</strong> الجندر.‏ اذ اصبحت املسا<strong>و</strong>اة بين الرجل<br />

<strong>و</strong>املرأة أحد املعايير التي يقاس بها تط<strong>و</strong>ر األمم.‏<br />

<strong>و</strong>مادام الصحفي يقع على عاتقه العمل لتحقيق املصلحة العامة<br />

للمجتمع لذلك يجب عليه عندئذ ان يعمل ضد كل اشكال التمييز<br />

العنصري بين أفراد املجتمع <strong>و</strong>من بينها التمييز على اساس الجنس.‏<br />

<strong>و</strong>بخاف ذلك اذا ما تف<strong>و</strong>ه الصحفي أ<strong>و</strong> ان ما نشره كان يحمل بين طياته<br />

التمييز بين الرجل <strong>و</strong>املراة بسبب الجنس أ<strong>و</strong> يدل على نظرة د<strong>و</strong>نية للمرآة<br />

فإنه يعد بذلك قد خالف مبدأً‏ أخاقيا ً .<br />

فاملبادىء االخاقية يفرض على الصحفي ان يك<strong>و</strong>ن قد<strong>و</strong>ة ايجابية في<br />

املجتمع،‏ ألنه يؤثر بطريقة فعالة في نمط الحياة بين الناس <strong>و</strong> ترسيخ<br />

بعض االفكار <strong>و</strong>القناعات.‏ فمادام ه<strong>و</strong> يراقب السلبيات في املجتمع<br />

بهدف معالجتها فبالتأكيد يجب عليه ان يعمل بجد النهاء ذلك التمايز<br />

القان<strong>و</strong>ني <strong>و</strong>االجتماعي بين الرجل <strong>و</strong>املرأة بدالً‏ من ترسيخها <strong>و</strong>تعميقها.‏<br />

43


3: أخالقيات الصحافة تجاه االفراد<br />

س<strong>و</strong>ف نبين هذه املبادىء االخاقية التي يجب ان يلتزم بها الصحفي في<br />

اداء مهماته الصحفية تجاه االفراد،‏ <strong>و</strong>اال قد يتهم الصحفي بانتهاكه اخاقيات<br />

الصحافة <strong>و</strong> يتعرض للمساءلة القان<strong>و</strong>نية ايضاَ‏ . <strong>و</strong>من أهم هذه املبادىء:‏<br />

1-3: امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية<br />

كثيراً‏ ما تستخدم كلمة امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية!‏ <strong>و</strong>كثيرا ً ما يقال أنه من الضر<strong>و</strong>ري<br />

أن يك<strong>و</strong>ن الشخص م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عياً‏ في آرائه <strong>و</strong> طر<strong>و</strong>حاته <strong>و</strong>لكن قليل من يعرف<br />

املعنى الحقيقي لذلك املصطلح!‏ فامل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية في نقل الخبر تعني ان<br />

يتجرد الصحفي من آرائه الشخصية،‏ <strong>و</strong>يعامل الخبر <strong>و</strong>ينقله بص<strong>و</strong>رة<br />

علمية.‏ <strong>و</strong>في مجال النقد <strong>و</strong>ابداء الرأي تعني ان يتحدث الصحفي عن<br />

الشيء أ<strong>و</strong> السل<strong>و</strong>ك الذي ينتقده د<strong>و</strong>ن ان يذهب ابعد من ذلك للتكلم عن<br />

مسائل شخصية لذلك الشخص.‏<br />

فمثاً‏ يستطيع الشخص ان ينتقد ً مؤلفا الحد االشخاص د<strong>و</strong>ن ان<br />

يتجا<strong>و</strong>ز للكام ح<strong>و</strong>ل ام<strong>و</strong>ر شخصية لذلك املؤلف.‏ فكيف في النقد االدبي<br />

الذي فيه مق<strong>و</strong>لة ‏)م<strong>و</strong>ت الكاتب(،‏ ففي مجال الصحافة يجب ان نعمل<br />

د(‏<br />

بطريقة)م<strong>و</strong>ت الصحفي(‏ ً ايضا عند نقل الخبر ا<strong>و</strong> بطريقة)م<strong>و</strong>ت املنتقَ‏<br />

عند تق<strong>و</strong>يم سل<strong>و</strong>ك ا<strong>و</strong> عمل من االعمال.‏<br />

ففي مجال نقل الخبر يجب على الصحفي ان يك<strong>و</strong>ن محايداً‏ <strong>و</strong> اليخلط<br />

اراءه <strong>و</strong> ايدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيته السياسية <strong>و</strong>الفكرية مع الخبر،‏ <strong>و</strong>ينقله للمتلقين<br />

بهدف التأثير فيهم.‏ بل يجب ان ينقله اليهم كما ه<strong>و</strong> <strong>و</strong>ليس كما ينبغي<br />

أن ينقل <strong>و</strong> يصل الى مسامع السامعين.‏ فمثاَ‏ عندما ينقل الصحفي<br />

44


َ<br />

م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع محاكمة معينة يجب ان ينقله بأمانة حتى ان كان له تعاطف مع<br />

احد االطراف.‏ <strong>و</strong>خير مثال على ذلك قيام الصحفية <strong>و</strong>املفكر الكبير)هانا<br />

ارندت(‏ بنقل مجريات محاكمة املسؤ<strong>و</strong>ل النازي)ايخمان(عام 1961<br />

الى مجلة)ني<strong>و</strong> ي<strong>و</strong>ركر(،‏ فاليه<strong>و</strong>دي<strong>و</strong>ن كره<strong>و</strong>ها بداية لكيفية نقله مل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع<br />

املحاكمة <strong>و</strong> انتقادها اجراءات املحاكمة <strong>و</strong>كذلك آلرائها الشخصية ح<strong>و</strong>ل<br />

الخط<strong>و</strong>رة الجرمية ل)ايخمان(،‏ <strong>و</strong>لكن ما فعلتها هي لم تكن س<strong>و</strong>ى تجريد<br />

ه<strong>و</strong>يتها اليه<strong>و</strong>دية من امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع عند نقلها الجراءات املحاكمة <strong>و</strong> ابداء<br />

الرأي ح<strong>و</strong>ل مضم<strong>و</strong>ن الفعل الجرمي ل)ايخمان(‏ <strong>و</strong>فيما يخص اجراءات<br />

املحاكمة.‏<br />

<strong>و</strong>اذا قام شخص بنقد تصرفات حزب من االحزاب مثاً،‏ فمن الفضل<br />

لهذا الحزب ان يق<strong>و</strong>م بتصحيح معل<strong>و</strong>ماته اذا كان خاطئاً‏ <strong>و</strong> يذهب باتجاه<br />

الشك<strong>و</strong>ى منه ايضاً‏ ! <strong>و</strong>لكن الذي يرى في الساحة السياسية في العراق<br />

مع اقليم ك<strong>و</strong>ردستانه ان اعامي <strong>و</strong>صحفي الحزب املنتقِ‏ د يتجا<strong>و</strong>ز<strong>و</strong>ن في<br />

انتقادهم فيتنا<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ن شخص املنتقد <strong>و</strong>أ<strong>و</strong>الده <strong>و</strong>اماكه..الخ.‏<br />

2-3: احترام الحياة الخاصة لالفراد<br />

نصت أغلبية م<strong>و</strong>اثيق اخاقيات الصحافة على ضر<strong>و</strong>رة احترام<br />

الصحفي لخص<strong>و</strong>صيات الحياة الخاصة للغير،‏ اي باحترام خص<strong>و</strong>صيات<br />

االشخاص كما يسمية البعض.‏ <strong>و</strong>نظراً‏ ألهمية هذا امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع فقد<br />

تعرضت له ق<strong>و</strong>انين أغلب د<strong>و</strong>ل العالم <strong>و</strong>عدت انتهاك الخص<strong>و</strong>صية من<br />

الجرائم التي تست<strong>و</strong>جب املساءلة عنها.‏ <strong>و</strong>لكن ما املقص<strong>و</strong>د بالحياة الخاصة<br />

لافراد؟ <strong>و</strong>كيف نمييزها عن الحياة العامة التي يمكن نشر املعل<strong>و</strong>مات<br />

ح<strong>و</strong>لها،‏ <strong>و</strong>ما السبيل في أال يتعارض الحق في الحياة الخاصة لافراد مع<br />

45


الحق في حرية النشر <strong>و</strong>االعام <strong>و</strong>حق املجتمع في املعرفة؟<br />

بدءاً‏ يجب ان نعلم ان فكرة الخص<strong>و</strong>صية تعد من االفكار النسبية<br />

املرنة التي تتغير بتغير الزمان <strong>و</strong>املكان بل حتى بتغير االفراد ايضا على<br />

<strong>و</strong>فق مراكزهم االجتماعية <strong>و</strong>طبائعهم.‏ لذلك لم تتعرض التشريعات في<br />

اكثرية الد<strong>و</strong>ل في تعريفها،‏ بل تركت امر تعريفها للفقه <strong>و</strong>القضاء.‏<br />

<strong>و</strong>قد ميز البعض الخص<strong>و</strong>صية عن الحياة العامة باعتبار انها<br />

خص<strong>و</strong>صيات الفرد التي يحق له ان يحتفظ بها سرا في داخله بعيدة عن<br />

اعين الناس <strong>و</strong>السنتهم،‏ <strong>و</strong>هي ال تمس <strong>و</strong>اجباته نح<strong>و</strong> املجتمع <strong>و</strong>ليس لها تاثير<br />

في الصالح العام <strong>و</strong>ال يحق نشر هذه االسرار الن في نشرها التحقق س<strong>و</strong>ى<br />

تش<strong>و</strong>يه ص<strong>و</strong>رته <strong>و</strong>زلزلة ثقة الناس فيه )3)) .<br />

<strong>و</strong>ياحظ من التعريفات املذك<strong>و</strong>رة آنفاً‏ للخص<strong>و</strong>صية انها تتصف<br />

بالعم<strong>و</strong>م <strong>و</strong>تنقصها الدقة في بيان ماهيتها <strong>و</strong>حد<strong>و</strong>دها.‏ لذلك حا<strong>و</strong>ل البعض<br />

تحديد العناصر التي يتك<strong>و</strong>ن منها الحق في الخص<strong>و</strong>صية،‏ كاملحادثات<br />

الشخصية <strong>و</strong>املراسات <strong>و</strong>الحياة العائلية <strong>و</strong>العاطفية <strong>و</strong>الحياة الصحية..‏<br />

الخ <strong>و</strong>من ضمنها ص<strong>و</strong>رة االنسان.‏ الذي يعد من أهم أمثلة الحياة الخاصة<br />

لافراد.‏ لذلك س<strong>و</strong>ف نفصل بعض الشيْ‏ ح<strong>و</strong>لها.‏<br />

فمن سمات عصرنا الراهن أنه)عصر الص<strong>و</strong>رة(‏ الذي يعني هيمنة<br />

ً<br />

الص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>سيادتها في عاملنا املعرفي <strong>و</strong>االعامي،‏ مع انها ليست أمرا<br />

مستجداً‏ في التاريخ االنساني،‏ فإنها تح<strong>و</strong>لت من الهامش الى املركز،‏ <strong>و</strong>من<br />

الحض<strong>و</strong>ر الجزئي الى م<strong>و</strong>قع الهيمنة <strong>و</strong>السيادة س<strong>و</strong>اء كانت ص<strong>و</strong>رة ثابتة أ<strong>و</strong><br />

متحركة <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ في مجال االعام.‏ <strong>و</strong>أهمية الص<strong>و</strong>رة في مجال االعام<br />

30- طارق أحمد فتحي رس<strong>و</strong>ر،‏ الحامية الجنائية الرسار االفراد يف م<strong>و</strong>اجهة النرش،‏ دار النهضة<br />

العربية،‏ القاهرة-مرص،‏‎1991‎‏،‏ ص‎43‎<br />

46


ترجع الى االسباب االتية )3)) :<br />

املعرفة.‏<br />

1- ان البصر أهم <strong>و</strong>اكثر ح<strong>و</strong>اس االنسان استخداماً‏ في اكتساب<br />

2- ق<strong>و</strong>ة الص<strong>و</strong>رة تنطلق من مفه<strong>و</strong>م التصديق <strong>و</strong>التكذيب ، ألن الرؤية<br />

البصرية هي اساس التصديق <strong>و</strong>لذلك يقال)ليس راءٍ‏ كمن سمع(.‏<br />

3- تختلف الص<strong>و</strong>رة عن الكلمة املكت<strong>و</strong>بة في سه<strong>و</strong>لة التلقي <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل.‏<br />

لذلك يقال)أن الص<strong>و</strong>رة تسا<strong>و</strong>ي الف كلمة(.‏<br />

<strong>و</strong>لكن مع ازدياد استخدام الص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong> هيمنتها في حياتنا املعرفية<br />

<strong>و</strong>االعامية فقد ازدادت تاثيراتها السلبية ايضاً‏ <strong>و</strong>بدأ الفقهاء باستحداث<br />

حق آخر ضمن حق<strong>و</strong>ق االنسان يسمى الحق في الص<strong>و</strong>رة.‏<br />

ذلك ألن ص<strong>و</strong>رة االنسان هي محاكاة لجسمه ا<strong>و</strong> جزء منه،‏ <strong>و</strong>لكن<br />

التقدم العلمي <strong>و</strong>التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جي تمكن من انتزاع ص<strong>و</strong>رة االنسان منفصلة<br />

عن جسمه ، لذا يقال ان ص<strong>و</strong>رة االشخاص هي االمتداد الض<strong>و</strong>ئي لجسمه.‏<br />

بل اكثر من ذلك فان الص<strong>و</strong>رة تعد انعكاسا لشخصية االنسان ليس في<br />

مظهرها املادي الجسماني فقط <strong>و</strong>انما في مظهرها املعن<strong>و</strong>ي ايضاً‏ ، النها<br />

تعكس مشاعر االنسان <strong>و</strong>احاسيسه <strong>و</strong>رغباته،‏ فهي املرآة املعبرة في كثير<br />

من االحيان عما يخفيه االنسان بداخله.‏ <strong>و</strong>فضا عن ذلك فان االحداث<br />

التي يمر بها االنسان سرعان ما تظهر بصماتها على <strong>و</strong>جهه.‏ <strong>و</strong>ملث<strong>و</strong>ل هذا<br />

االرتباط الكبير بين ص<strong>و</strong>رة االنسان <strong>و</strong>شخصيته فقد اصبح الي<strong>و</strong>م الحق<br />

في الص<strong>و</strong>رة من املظاهر الحديثة للحق<strong>و</strong>ق الشخصية )3)) .<br />

31- فهد بن عبدالرحمن ، املصدر االلكرت<strong>و</strong>ين السابق،‏ ص‎2‎ من الفصل الثاين.‏<br />

32- د.‏ سعد جر،‏ الحق يف الص<strong>و</strong>رة،‏ دار النهضة العربية،‏ القاهرة-مرص،‏ 1986، ص‎1‎ <strong>و</strong>املشار<br />

اليه عند الدكت<strong>و</strong>ر مصطفى أحمد عبدالج<strong>و</strong>اد حجازي،‏ الحياة الخاصة <strong>و</strong>مسؤلية الصحفي،‏<br />

دار الفكر العريب،‏ القاهرة-مرص،‏ 2001-2000، ص‎86‎<br />

47


<strong>و</strong>نقصد بالحق في الص<strong>و</strong>رة سلطة الشخص في ان يمنع غيره من<br />

ان يرسمه ا<strong>و</strong> ان يص<strong>و</strong>ره اذا لم يكن رغبا ه<strong>و</strong> نفسه في ذلك،‏ <strong>و</strong>يتضمن<br />

الحق املذك<strong>و</strong>ر مكنة االعتراض على نشر ص<strong>و</strong>رته بين الجمه<strong>و</strong>ر س<strong>و</strong>اء كان<br />

ب<strong>و</strong>اسطة الصحافة املكت<strong>و</strong>بة ا<strong>و</strong> املرئية،‏ ا<strong>و</strong> باية <strong>و</strong>سيلة نشر اخرى )3)) .<br />

<strong>و</strong>هذا يعني ان الحق في الص<strong>و</strong>رة يتك<strong>و</strong>ن من:‏<br />

أ-حق االنسان في منع غيره من ان يرسمه ا<strong>و</strong> يص<strong>و</strong>ره.‏<br />

ب-حق االنسان في منع غيره من نشر ص<strong>و</strong>رته بين الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

<strong>و</strong>قد استقرت احكام القضاء الفرنسي على عدم ج<strong>و</strong>از اخذ الص<strong>و</strong>رة<br />

ا<strong>و</strong> نشرها بد<strong>و</strong>ن اذن صاحبها،‏ <strong>و</strong>قضى بان نشر ص<strong>و</strong>رة طفل <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> على<br />

فراش املرض يعد خطأ ي<strong>و</strong>جب الحكم على الجريدة بالتع<strong>و</strong>يض،‏ كما ان<br />

نشر ص<strong>و</strong>رة احدى السيدات بد<strong>و</strong>ن اذن منها يعد خطأ ي<strong>و</strong>جب التع<strong>و</strong>يض )3)) .<br />

<strong>و</strong>هذا يعني ان االصل ه<strong>و</strong> منع التقاط الص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>رسم الشخص ثم منع<br />

نشرها،‏ اال اذا رضي بها صاحبها صراحة ا<strong>و</strong> ضمنا.‏ <strong>و</strong>الضير في ظه<strong>و</strong>ر ص<strong>و</strong>رة<br />

الشخص بمناسبة التقاط ص<strong>و</strong>رة االماكن العامة.‏ ف<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د مجم<strong>و</strong>عة من<br />

االشخاص في ساحة عامة أ<strong>و</strong> أماكن عامة يكتسب طابعا ً عاماً‏ ايضاً‏<br />

<strong>و</strong>اليشكل اعتداء على الحياة الخاصة لكل شخص ظهر في الص<strong>و</strong>رة.‏ <strong>و</strong>في<br />

اطار التقاط ص<strong>و</strong>رة االماكن العامة يعد التركيز على شخص د<strong>و</strong>ن مجم<strong>و</strong>عة<br />

ب)الز<strong>و</strong><strong>و</strong>م(‏ أ<strong>و</strong> غيرها من التقنيات التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية أمرا ً مغل<strong>و</strong>طاً‏ <strong>و</strong>يعد احياناً‏<br />

انتهاكاً‏ لحقه في الص<strong>و</strong>رة )3)) . اال اذا كان التقاط الص<strong>و</strong>رة إلشخاص عامين<br />

33- الدكت<strong>و</strong>ر عباس الرصاف <strong>و</strong> الدكت<strong>و</strong>ر ج<strong>و</strong>رج حسب<strong>و</strong>ن،‏ املدخل اىل علم القان<strong>و</strong>ن،‏ الدار<br />

العلمية الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong> دار الثقافة للنرش <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لة،‏ 2001، ص‎124‎<br />

34- د.‏ مصطفى أحمد عبدالج<strong>و</strong>اد الحجازي،‏ مرص سابق،‏ ص‎87‎<br />

35- االستاذ اندرية برتران <strong>و</strong>الدكت<strong>و</strong>ر نق<strong>و</strong>ال فت<strong>و</strong>ش،‏ الحق يف الحياة الخاصة <strong>و</strong>الحق يف<br />

الص<strong>و</strong>رة،‏ مكتبة الصادر للمنش<strong>و</strong>رات الحق<strong>و</strong>قية،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>ىل،‏ لبنان،‏ 2003، ص‎221‎‏-‏<br />

.222<br />

48


<strong>و</strong>السيما اثناء مزا<strong>و</strong>لة نشاطاتهم العامة كالرياضيين <strong>و</strong>الفنانين..الخ اذ<br />

يفترض ان هؤالء قد رض<strong>و</strong>ا بالتقاط ص<strong>و</strong>رهم <strong>و</strong>نشرها ايضاً‏ .<br />

فقد نصت املادة 438 من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي الرقم 111 لسنة<br />

1969 على انه ‏)يعاقب بالحبس مدة ال تزيد على سنة <strong>و</strong>بغرامة ال تزيد<br />

على مئة دينار ا<strong>و</strong> باحدى هاتين العق<strong>و</strong>بتين:‏ من نشر باحدى الطرق<br />

العانية اخبارا ا<strong>و</strong> ص<strong>و</strong>را ا<strong>و</strong> تعليقات تتصل باسرار الحياة الخاصة ا<strong>و</strong><br />

العائلية لافراد <strong>و</strong>ل<strong>و</strong> كانت صحيحة اذا كان من شأن نشرها االساءة<br />

اليهم(.‏<br />

<strong>و</strong>قد نص قان<strong>و</strong>ن اساءة استعمال اجهزة االتصاالت في إقليم<br />

ك<strong>و</strong>ردستان-العراق املرقم ب)‏‎6‎‏(‏ لسنة 2008 في مادته الثانية أن نشر<br />

الص<strong>و</strong>ر الثابتة أ<strong>و</strong> املتحركة لألفراد،‏ أ<strong>و</strong> مجرد التقاط ص<strong>و</strong>ر االفراد د<strong>و</strong>ن<br />

اذن منهم عن طريق امل<strong>و</strong>بايل أ<strong>و</strong> اي أجهزة اتصاالت اخرى يشكل جريمة<br />

يستحق مرتكبها عق<strong>و</strong>بة تترا<strong>و</strong>ح بين ستة اشهر الى خمس سن<strong>و</strong>ات <strong>و</strong>غرامة<br />

تترا<strong>و</strong>ح بين)‏‎5-1‎‏(مايين دينار أ<strong>و</strong> بأحد منهما.‏<br />

أما قان<strong>و</strong>ن العمل الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان فقد نص ه<strong>و</strong> ايضاً‏ على<br />

اعتبار انتهاك خص<strong>و</strong>صيات االفراد من الجرائم بق<strong>و</strong>له في النقطة)‏‎4‎‏(‏ من<br />

املادة)‏‎9‎‏(‏ بأنه:)كل ما يتصل باسرار الحياة الخاصة لافراد <strong>و</strong>ل<strong>و</strong> كانت<br />

صحيحة اذا كان من شان نشرها االساءة اليهم(.‏ <strong>و</strong>اذا ما تجا<strong>و</strong>ز الصحفي<br />

حد<strong>و</strong>ده في عدم انتهاك خص<strong>و</strong>صيات الغير فأنه يعاقب بغرامة ال تقل<br />

مقداره عن)‏‎1‎‏(ملي<strong>و</strong>ن دينار <strong>و</strong>ال يزيد عن)‏‎5‎‏(مايين دينار.‏ هذا عدا عن<br />

عق<strong>و</strong>بة رئيس التحرير ايضاً‏ باملبلغ نفسه.‏ أما عق<strong>و</strong>بة الصحيفة الناشرة<br />

للم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع فقد يزيد عن هذا املبلغ <strong>و</strong>يترا<strong>و</strong>ح بين)‏‎20-5‎‏(‏ ملي<strong>و</strong>ن دينار.‏<br />

هذا عدا عن تع<strong>و</strong>يض االضرار املادية <strong>و</strong>املعن<strong>و</strong>ية التي تلحق بمن انتهك<br />

49


خص<strong>و</strong>صيته.‏<br />

<strong>و</strong>كما يظهر ان النص<strong>و</strong>ص القان<strong>و</strong>نية أعاه قد أكد أن نشر الحياة<br />

الخاصة لافراد يعد جريمة <strong>و</strong>حتى ان كانت املعل<strong>و</strong>مات التي تم نشرها<br />

صحيحة،‏ <strong>و</strong>هنا يظهر اختاف هذا امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع عن م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع جريمة التشهير<br />

ذلك ألن التشهير غالباً‏ يك<strong>و</strong>ن بنشر املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>قائع غير الصحيحة<br />

عن االشخاص.‏<br />

بقي ان نق<strong>و</strong>ل ان نشر الص<strong>و</strong>رة فضاً‏ عن انه انه يشكل جريمة من<br />

الجرائم الصحفية،‏ ففي بعض الحاالت <strong>و</strong>ان لم يشكل جريمة فقد يشكل<br />

اخاالً‏ باخاقيات الصحافة <strong>و</strong>ذلك عندما يتم اختيار لقطة معينة من<br />

الص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>انزالها مع خبر معين الهداف معينة خاصة.‏ ذلك الن الص<strong>و</strong>رة<br />

املعر<strong>و</strong>ضة ا<strong>و</strong> اللقطة املشاهدة هي خيار منتجها <strong>و</strong>عارضها،‏ فهي <strong>و</strong>احدة<br />

من بين عشرات الص<strong>و</strong>ر االخرى املرتبطة بالشخص أ<strong>و</strong> الحدث أ<strong>و</strong> مئاتها<br />

<strong>و</strong>لكن تم استبعاد االخرى <strong>و</strong>اختيرت الص<strong>و</strong>رة املعر<strong>و</strong>ضة.‏ فيجب ان يك<strong>و</strong>ن<br />

ذلك االختيار محايداً‏ <strong>و</strong> يدل على الحدث بص<strong>و</strong>رة علمية.‏<br />

<strong>و</strong>يذكر انه في ظل التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيا الحديثة يمكن تغيير الص<strong>و</strong>رة عن<br />

طريق اد<strong>و</strong>ات االنتاج <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>نتاج املختلفة <strong>و</strong> اصبحت مق<strong>و</strong>لة)الص<strong>و</strong>رة ال<br />

تكذب(‏ جزءاً‏ من التاريخ )3)) <strong>و</strong>يجب على الصحفي ان يبتعد عن ذلك<br />

التصرف،‏ ألن ذلك يعد مخالفاً‏ ليس الخاقيات الصحافة فقط بل<br />

للقان<strong>و</strong>ن ايضاَ‏ .<br />

3-3: احترام حق الرد <strong>و</strong>النقد<br />

اذا كان من <strong>و</strong>اجب الصحفي احترام الحقيقة <strong>و</strong> ضمان حق الشعب<br />

36- فهد بن عبدالرحمن ، املصدر االلكرت<strong>و</strong>ين السابق،‏ ص 4 من الفصل الثاين.‏<br />

50


ملعرفة الحقيقة كما ينص على ذلك أغلب امل<strong>و</strong>اثيق االخاقية للعمل<br />

الصحفي،‏ <strong>و</strong>من بينها ميثاق الشرف الذي تبنته املف<strong>و</strong>ضية الد<strong>و</strong>لية<br />

للصحفيين في عام 1954 <strong>و</strong>املعدلة في عام 1986 <strong>و</strong>الذي يعتبر جزءاً‏ من<br />

قان<strong>و</strong>ن العمل الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان <strong>و</strong> ملحقاً‏ له.‏ آنذاك يظهر لنا بأنه<br />

من <strong>و</strong>اجب الصحفي أخاقياً‏ <strong>و</strong> قان<strong>و</strong>نيا ً نشر ما يصل اليه من الرد<strong>و</strong>د<br />

<strong>و</strong>التصحيح ملا سبق <strong>و</strong>نشره ضماناً‏ اليصال الحقيقة الى الناس.‏<br />

ذلك ألن الصحفي عند قيامه بمهماته الصحفية قد يخطأ في ايصال<br />

االنباء الصحيحة الى الجمه<strong>و</strong>ر،‏ أ<strong>و</strong> قد ينشر اآلراء <strong>و</strong>االنتقادات الشديدة<br />

التي قد تضر باآلخرين،‏ فيحق لذ<strong>و</strong>ي الشأن آنذاك س<strong>و</strong>اء أكان<strong>و</strong>ا م<strong>و</strong>ظفين<br />

ا<strong>و</strong> افرادا ا<strong>و</strong> جهات رسمية ا<strong>و</strong> غير رسمية <strong>و</strong>الذين تذكر عنهم الجريدة<br />

<strong>و</strong>قائع معينة <strong>و</strong>تنشر على لسانهم ام<strong>و</strong>را تمسهم س<strong>و</strong>اء أكانت متعلقة<br />

بأعمالهم الرسمية ام بتصرفاتهم الشخصية،‏ ان يطالب<strong>و</strong>ا بتصحيح<br />

االنباء الخاطئة،‏ ا<strong>و</strong> رد االنتقاد امل<strong>و</strong>جه اليهم في الصحيفة نفسها <strong>و</strong>في<br />

املكان نفسه الذي تم نشر امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع فيه شريطة ان تك<strong>و</strong>ن لهم مصلحة<br />

في ذلك.‏ ألن حق الرد <strong>و</strong>التصحيح ليس حقا مكتسبا لكل شخص <strong>و</strong>رد<br />

اسمه في الصحيفة،‏ بل البد ان يك<strong>و</strong>ن النشر قد اضر به بص<strong>و</strong>رة ا<strong>و</strong><br />

بأخرى عن طريق احدى جرائم النشر <strong>و</strong>التشهير ا<strong>و</strong> عن طريق نشر أخبار<br />

كاذبة بخص<strong>و</strong>ص صاحب الشأن ا<strong>و</strong> انباء من شأنها تضليل القارىء )3)) .<br />

فقد جاء في املادة )15( من قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي رقم )206(<br />

لسنة 1968 بصدد حق الرد <strong>و</strong>التصحيح انه :<br />

أ-‏ على مالك املطب<strong>و</strong>ع الد<strong>و</strong>ري ان ينشر مجانا الرد ال<strong>و</strong>ارد اليه ممن<br />

قذف في مطب<strong>و</strong>عه ا<strong>و</strong> شهر به،‏ <strong>و</strong>اذا كان القذف <strong>و</strong>التشهير يتعلق بمت<strong>و</strong>فى<br />

37- د.‏ رياض الشمس،‏ حرية الراي <strong>و</strong> جرائم الصحافة <strong>و</strong>النرش،الجزء الثاين،‏ مطبعة دار<br />

الكتب املرصية،‏ القاهرة-مرص،‏ 1947، ص‎652-651‎<br />

51


فألقربائه حتى الدرجة الرابعة مثل هذا الحق.‏<br />

ب-‏ على مالك املطب<strong>و</strong>ع الد<strong>و</strong>ري ان ينشر مجانا الرد<strong>و</strong>د )3)) التي ترسلها<br />

الحك<strong>و</strong>مة على ما ينشر في مطب<strong>و</strong>عه.‏<br />

ج-‏ تنشر الرد<strong>و</strong>د املذك<strong>و</strong>رة اعاه في ذات املكان <strong>و</strong>في ا<strong>و</strong>ل عدد يصدر<br />

بعد <strong>و</strong>ص<strong>و</strong>لها <strong>و</strong>اذا تعذر ذلك ففي العدد الذي يليه.‏ <strong>و</strong>اال يشغل الرد حيزا<br />

اكثر من ضعف حيز القذف ا<strong>و</strong> التشهير.‏<br />

أما قان<strong>و</strong>ن تنظيم العمل الصحفي في أقليم ك<strong>و</strong>ردستان فقد نصت<br />

املادة)‏‎6‎‏(منه بصدد حق الرد <strong>و</strong>النشر على:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ إذا نشرت الصحيفة معل<strong>و</strong>مات غير صحيحة فيحق للشخص<br />

الذي تتعلق به املادة الصحفية املنش<strong>و</strong>رة أ<strong>و</strong> احد <strong>و</strong>رثته ا<strong>و</strong> من ين<strong>و</strong>ب عنه<br />

قان<strong>و</strong>ناً‏ املطالبة بتصحيحه ا<strong>و</strong> الرد على الخبر ا<strong>و</strong> املقال،‏ <strong>و</strong>على رئيس التحرير<br />

نشر التصحيح ا<strong>و</strong> الرد مجاناً‏ في احد العددين اللذين يليان تاريخ <strong>و</strong>ر<strong>و</strong>د الرد<br />

في نفس املكان <strong>و</strong>بالحر<strong>و</strong>ف نفسها <strong>و</strong>حجمها التي نشرت بها املادة الصحفية.‏<br />

ثانياً‏ : تلتزم الصحيفة بنشر الرد ا<strong>و</strong> التصحيح <strong>و</strong>بعكسه تغرم بمبلغ ال يقل<br />

عن )1.000.000( ملي<strong>و</strong>ن دينار <strong>و</strong>ال يزيد على )2.000.000( ملي<strong>و</strong>ني دينار.‏<br />

ثالثاً‏ : لرئيس التحرير رفض نشر الرد ا<strong>و</strong> التصحيح الذي يرده<br />

بمقتضى الفقرة أ<strong>و</strong>الً‏ ً <strong>و</strong>ثانيا أعاه في أي من الحاالت اآلتية:‏<br />

1- إذا كانت الصحيفة قد صححت الخبر ا<strong>و</strong> املقال<br />

قبل <strong>و</strong>ر<strong>و</strong>د الرد ا<strong>و</strong> التصحيح اليها بص<strong>و</strong>رة دقيقة <strong>و</strong>كافية .<br />

2- إذا كان الرد ا<strong>و</strong> التصحيح م<strong>و</strong>قعا ً باسم مستعار ا<strong>و</strong> مكت<strong>و</strong>باً‏<br />

38- مل مييز املرشع العراقي بن مصطلحي الرد <strong>و</strong>التصحيح <strong>و</strong>استخدام كلمة الرد مبعنين.‏<br />

يف حن ان ق<strong>و</strong>انن الد<strong>و</strong>ل االخرى متيز بن التصحيح الذي ه<strong>و</strong> حق للم<strong>و</strong>ظف ا<strong>و</strong> الهيئات<br />

الحك<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>بن الرد الذي ه<strong>و</strong> حق لكل شخص طبيعي <strong>و</strong>معن<strong>و</strong>ي.‏ ينظر : الدكت<strong>و</strong>ر مبدر<br />

ال<strong>و</strong>يس ، املصدر السابق ، ص‎82-81‎‏.‏<br />

52


بلغة غير اللغة التي حرر بها الخبر ا<strong>و</strong> املقال املرد<strong>و</strong>د عليه.‏<br />

3- إذا كان مضم<strong>و</strong>ن الرد ا<strong>و</strong> التصحيح مخالفاً‏ للقان<strong>و</strong>ن.‏<br />

4- إذا <strong>و</strong>رد الرد ا<strong>و</strong> التصحيح بعد مر<strong>و</strong>ر )90( تسعين ي<strong>و</strong>ماً‏ من نشر الخبر<br />

ا<strong>و</strong> املقال املرد<strong>و</strong>د عليه.‏<br />

علما انه اذا امتنع مالك املطب<strong>و</strong>ع الد<strong>و</strong>ري عن نشر الرد<strong>و</strong>د ال<strong>و</strong>اردة اليه<br />

د<strong>و</strong>ن مبرر قان<strong>و</strong>ني،‏ نشأت مسؤ<strong>و</strong>لية جنائية في هذه الحالة <strong>و</strong>فقا ألحكام<br />

املادة )28( من قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي <strong>و</strong>املادة)‏‎6‎‏(‏ من قان<strong>و</strong>ن تنظيم<br />

الصحافة الك<strong>و</strong>ردستاني.‏ <strong>و</strong>نرى أيضا في عدم نشر الرد <strong>و</strong>التصحيح قرينة<br />

على س<strong>و</strong>ء نية الصحيفة في حالة رفع الدع<strong>و</strong>ى عليها.‏ <strong>و</strong>يؤثر في التع<strong>و</strong>يض<br />

ا<strong>و</strong> العق<strong>و</strong>بة الذي تحكم به املحكمة.‏<br />

علما انه اذا نشرت الصحيفة االعتذار <strong>و</strong>التصحيح ا<strong>و</strong> الرد من قبل<br />

من شهر به فان ذلك ال يعني بالنتيجة اسقاط حق املشهر به في رفع<br />

الدع<strong>و</strong>ى ضد الصحيفة،‏ اذا كانت الجريمة قد <strong>و</strong>جدت قان<strong>و</strong>نا <strong>و</strong>ان أ<strong>و</strong>قعت<br />

ضررا بالفعل.‏ اال ان في نشر االعتذار <strong>و</strong>الرد يظهر حسن نية الصحيفة<br />

<strong>و</strong>العكس صحيح.‏ <strong>و</strong>يؤثر في النهاية في مدة العق<strong>و</strong>بة ا<strong>و</strong> التع<strong>و</strong>يض الذي<br />

تحكم به املحكمة فقط،‏ النه ليس كل من قرأ النص التشهيري س<strong>و</strong>ف<br />

يقرأ التصحيح ا<strong>و</strong> الرد ايضا.‏ <strong>و</strong>حتى في حالة قراءة الرد يبقى لدى القارئ<br />

بعض الشك بصحة ما تم نشره في البداية.‏<br />

<strong>و</strong>أخيرا نق<strong>و</strong>ل ان التزام الصحفي بنشر التصحيح <strong>و</strong>الرد لآلخرين<br />

ال يرجع بالفائدة الى من تعلق امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع املنش<strong>و</strong>ر به.‏ بل يرتد في النهاية<br />

الى املجتمع.‏ <strong>و</strong>ال يمكن للمجتمع ان يتط<strong>و</strong>ر في محيط تس<strong>و</strong>ده اخبار غير<br />

صحيحة ا<strong>و</strong> مقاالت معبرة عن <strong>و</strong>جهة نظر طرف <strong>و</strong>احد د<strong>و</strong>ن ان يسمح<br />

لذ<strong>و</strong>ي الشأن بتصحيحها ا<strong>و</strong> الرد عليها.‏<br />

53


<strong>و</strong>لم يقتصر االهتمام بحق الرد <strong>و</strong>التصحيح على النطاق املحلي بل<br />

اهتم به على نطاق الد<strong>و</strong>لي ايضا اذ سعت منظمة االمم املتحدة،‏ من<br />

ضمن ما سعت لتنظيمه في شؤ<strong>و</strong>ن االعام الد<strong>و</strong>لي،‏ تنظيم مسألة الرد<br />

<strong>و</strong>التصحيح في االعام الد<strong>و</strong>لي.‏ ففي عام 1948 <strong>و</strong>بعد املؤتمر الد<strong>و</strong>لي لبحث<br />

شؤ<strong>و</strong>ن االعام اصدرت منظمة الي<strong>و</strong>نسك<strong>و</strong> مشر<strong>و</strong>ع اتفاقية د<strong>و</strong>لية خاصة<br />

بالرد <strong>و</strong>التصحيح.‏ <strong>و</strong>في عام 1949 قام املجلس االقتصادي <strong>و</strong>االجتماعي<br />

التابع للمنظمة بتهيئة مشر<strong>و</strong>عين لاتفاقية،‏ تتعلق ا<strong>و</strong>لهما ب)جمع االنباء<br />

<strong>و</strong>تدا<strong>و</strong>لها د<strong>و</strong>ليا(‏ <strong>و</strong>ثانيهما ب)حق الرد <strong>و</strong>التصحيح(‏ <strong>و</strong>تقديمها الى الجمعية<br />

العامة.‏ <strong>و</strong>بعد ان دمجتها الجمعية في اتفاقية <strong>و</strong>احدة باحدى عشرة مادة<br />

تحت اسم ‏)اتفاقية تدا<strong>و</strong>ل االنباء الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>حق الرد <strong>و</strong>التصحيح(‏ اصبحت<br />

نافذة املفع<strong>و</strong>ل منذ ‎24‎‏/آب/‏‎1962‎ بحق البلدان التي صادقت عليها )3)) .<br />

4-3: أحترام شع<strong>و</strong>ر االفراد <strong>و</strong>تجنب ما يزيد من معاناتهم<br />

من ال<strong>و</strong>اجبات االخاقية امللقاة على الصحفي ه<strong>و</strong> احترام شع<strong>و</strong>ر<br />

االفراد <strong>و</strong>تجنب ما يزيد من معاناتهم.‏ فقد يبد<strong>و</strong> أل<strong>و</strong>ل <strong>و</strong>هلة ان هذا<br />

امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع ه<strong>و</strong> جزء من <strong>و</strong>اجب الصحفي بعدم انتهاك الحياة الخاصة<br />

للغير،‏ اال اننا نرى بأن م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عنا اعاه اذا كان يختلط احياناً‏ بم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع<br />

الحياة الخاصة أال انه مختلف عنه في احايين اخرى كثيرة.فه<strong>و</strong> م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع<br />

مستقل لذا يفترض بحثه ضمن مبدأ مستقل من املبادىء االخاقية<br />

54<br />

للصحفيين .<br />

فمثاً‏ كثرت في اال<strong>و</strong>نة االخيرة نشر ص<strong>و</strong>ر ضحايا الح<strong>و</strong>ادث س<strong>و</strong>اء<br />

ضحايا ح<strong>و</strong>ادث السيارات أ<strong>و</strong> الفيضانات أ<strong>و</strong> غيرهما،‏ <strong>و</strong>يأتي الصحفي<br />

39- أنظر للمزيد : الدكت<strong>و</strong>ر ابراهيم الداق<strong>و</strong>قي ، املصدر السابق ، ص‎146-143‎


<strong>و</strong>ينقل بص<strong>و</strong>رة مباشرة أ<strong>و</strong> غير مباشرة مشاهد مؤملة تؤثر في املتلقي <strong>و</strong><br />

الضحية <strong>و</strong> ذ<strong>و</strong>يها د<strong>و</strong>ن أن يك<strong>و</strong>ن لذلك املشاهد ضر<strong>و</strong>رة اعامية لنشرها<br />

كما ه<strong>و</strong>،‏ بل كان الصحفي يستطيع ان ينقل الخبر <strong>و</strong> يصل الى غايتها<br />

االعامية د<strong>و</strong>ن االضرار بمشاعر املتلقي أ<strong>و</strong> ذ<strong>و</strong>ي الضحية.‏<br />

<strong>و</strong>كذلك اعتاد بعض الصحفيين على الحض<strong>و</strong>ر قرب الطبابة العدلية<br />

<strong>و</strong> اللقاء بذ<strong>و</strong>ي املت<strong>و</strong>في جراء حادث من الح<strong>و</strong>ادث!‏ فقد يقبل الشخص في<br />

ذلك ال<strong>و</strong>قت إجراء املقابلة عندما يضع الصحفي املايكر<strong>و</strong>ف<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong>املايك<br />

امامه،‏ <strong>و</strong>لكن نعتقد ان محا<strong>و</strong>لة الصحفي إجراء املقابلة مع هؤالء<br />

االشخاص ليست في محلها النهم عادة يك<strong>و</strong>ن<strong>و</strong>ن في <strong>و</strong>ضع نفسي غير<br />

مستقر،‏ <strong>و</strong>قد يندم هؤالء االشخاص من املقابلة <strong>و</strong> من ما يصدر عنهم<br />

في ذلك ال<strong>و</strong>قت.‏<br />

<strong>و</strong>قد اليصل نشر تلك املشاهد الى تشكيل جريمة صحفية،‏<br />

<strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ اذا كان الشخص قد رضي باجراء املقابلة <strong>و</strong>لم يقم بمنع<br />

الصحفي من مقابلتها <strong>و</strong>اخذ ص<strong>و</strong>رتها،‏ <strong>و</strong>لكن مع ذلك يك<strong>و</strong>ن الصحفي قد<br />

انتهك أخاقيات مهنته الذي يفرض عليه عدم استغال معاناة االخرين<br />

<strong>و</strong> م<strong>و</strong>اقفهم املحرجة.‏<br />

<strong>و</strong>قد يسال سائل عل يمكن للصحفي نشر تلك الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>املشاهد اذا<br />

كانت فيه مصلحة اعامية أ<strong>و</strong> قيمة خبرية؟<br />

لاجابة على هذا السؤال نرى أنه اليمكن ذلك ايضاً‏ اذ ان)درء<br />

املفاسد أ<strong>و</strong>لى من جلب املنافع(‏ مالم يكن ذلك لضر<strong>و</strong>رة صحفية ملحة <strong>و</strong><br />

لتحقيق مصلحة عامة كبيرة لم يمكن تحقيقها اال بنشر تلك املشاهد.‏<br />

اي اذا استطاع الصحفي ان يحقق غايته الصحفية د<strong>و</strong>ن نشر تلك<br />

املشاهد املؤملة فمن االفضل ان الينشره <strong>و</strong>يبثه.‏<br />

55


5-3: احترام سمعة االفراد <strong>و</strong>كرامتهم<br />

اذا كانت حرية الصحافة <strong>و</strong>التعبير عن الراي مكف<strong>و</strong>لة بالقان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong><br />

امل<strong>و</strong>اثيق الد<strong>و</strong>لية،‏ فأن حق األشخاص في السمعة <strong>و</strong>الكرامة مكف<strong>و</strong>ل<br />

ه<strong>و</strong> ايضاً‏ ، لذلك يفترض أن يمارس الصحفي مهنته بعيدا ً عن املساس<br />

بسمعة <strong>و</strong>كرامة االخرين.‏<br />

فقد أكدت أغلب م<strong>و</strong>اثيق اخاقيات مهنة الصحافة بضر<strong>و</strong>ة أحترام<br />

الصحفي لسمعة <strong>و</strong>كرامة االخرين <strong>و</strong>هذا يست<strong>و</strong>جب عليه أن يبتعد عن<br />

ً<br />

التشهير باالخرين <strong>و</strong> يسند التهم <strong>و</strong> ال<strong>و</strong>قائع غير الصحيحة اليهم.‏ فمثا<br />

جاء في الفقرة)‏‎8‎‏(‏ من ميثاق الشرف الصادر من قبل الفيدرالية الد<strong>و</strong>لية<br />

للصحفيين لعام 1954 <strong>و</strong>املعدلة في عام 1986 أنه:)يجب ان يعرف<br />

الصحفي ان بعض السل<strong>و</strong>ك ه<strong>و</strong> تجا<strong>و</strong>ز خطر ملهنته:كاالنتحال،‏ <strong>و</strong>التفسير<br />

بس<strong>و</strong>ء النية،‏ <strong>و</strong>التشهير،‏ <strong>و</strong>القذف،‏ <strong>و</strong>االتهام على غير اساس،‏ <strong>و</strong>قب<strong>و</strong>ل<br />

الرش<strong>و</strong>ة س<strong>و</strong>اء من أجل النشر أ<strong>و</strong> إلخفاء املعل<strong>و</strong>مات(.‏ <strong>و</strong>كذلك أجاز العهد<br />

الد<strong>و</strong>لي للحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية الصادرة من قبل االمم املتحدة<br />

للد<strong>و</strong>ل <strong>و</strong>على سبيل االستثناء ان يفرض بعض القي<strong>و</strong>د على حرية التعبير<br />

<strong>و</strong>الرأي <strong>و</strong>منها تلك التي ضر<strong>و</strong>رية لحماية سمعة <strong>و</strong>كرامة االفراد )4)) .<br />

فالسمعة قيمة مركبة تتعدد عناصرها بتعدد أ<strong>و</strong>جه جدارة الشخص<br />

40- نصت املادة)‏‎19‎‏(‏ من امليثاق بأن:)-‏‎1‎لكل إنسان حق يف اعتناق آراء د<strong>و</strong>ن مضايقة.‏<br />

-2 لكل إنسان حق يف حرية التعبر،‏ <strong>و</strong>يشمل هذا الحق حريته يف التامس مختلف رض<strong>و</strong>ب<br />

املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>األفكار <strong>و</strong>تلقيها <strong>و</strong>نقلها إىل آخرين د<strong>و</strong>منا اعتبار للحد<strong>و</strong>د،‏ س<strong>و</strong>اء عى شكل مكت<strong>و</strong>ب<br />

أ<strong>و</strong> مطب<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> يف قالب فني أ<strong>و</strong> بأية <strong>و</strong>سيلة أخرى يختارها.‏ -3 تستتبع مامرسة الحق<strong>و</strong>ق<br />

املنص<strong>و</strong>ص عليها يف الفقرة)‏‎2‎‏(‏ من هذه املادة <strong>و</strong>اجبات <strong>و</strong>مسئ<strong>و</strong>ليات خاصة.‏ <strong>و</strong>عى ذلك يج<strong>و</strong>ز<br />

إخضاعها لبعض القي<strong>و</strong>د <strong>و</strong>لكن رشيطة أن تك<strong>و</strong>ن محددة بنص القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>أن تك<strong>و</strong>ن رض<strong>و</strong>رية:‏<br />

أ/‏ الحرتام حق<strong>و</strong>ق اآلخرين أ<strong>و</strong> سمعتهم،‏ ب/لحامية األمن الق<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> النظام العام أ<strong>و</strong> الصحة<br />

العامة أ<strong>و</strong> اآلداب العامة(.‏<br />

56


باالحترام.‏ <strong>و</strong>ترتهن السمعة غالباً‏ بعديد من الصفات التي تحدد االمكانيات<br />

التي تؤهل صاحبها للتمتع بهذا االحترام.‏ <strong>و</strong>يمكن التمييز بين مجم<strong>و</strong>عتين من<br />

هذه الصفات:‏ تضم احداها كافة الصفات الفطرية التي تنبع عن الشرف<br />

أ<strong>و</strong> الكرامة اآلدمية،‏ <strong>و</strong>تحدد صاحية الفرد ألداء <strong>و</strong>اجباته العامة كإنسان<br />

أ<strong>و</strong> هي القدر االدنى من القيم االدمية التي يفترض ت<strong>و</strong>فرها بالضر<strong>و</strong>رة لدى<br />

كل فرد بحكم ك<strong>و</strong>نه شخصاً‏ ً آدميا ، كاالمانة <strong>و</strong>الصدق <strong>و</strong>النزاهة <strong>و</strong>الشجاعة<br />

<strong>و</strong>االخاص..الخ <strong>و</strong>قد يمكن ان نسمي هذه املجم<strong>و</strong>عة بالشرف أ<strong>و</strong> الجانب<br />

امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عي للسمعة.‏ <strong>و</strong>تتضمن املجم<strong>و</strong>عة الثانية كافة الصفات املكتسبة<br />

التي ترتبط باالعتبار االجتماعي أ<strong>و</strong> املنزلة االجتماعية التي تحدد صاحية<br />

الشخص إلداء <strong>و</strong>اجباته الخاصة التي تفرضها عليه عاقاته باالخرين<br />

كاالعتبارات العائلية <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ظيفية <strong>و</strong>العلمية <strong>و</strong>السياسية ‏..الخ <strong>و</strong>يمكن ان<br />

نسمي هذه املجم<strong>و</strong>عة باالعتبار أ<strong>و</strong> الجانب الشخصي للسمعة )4)) .<br />

<strong>و</strong>يذكر انه على الرغم من ان الصحفي يجب أن يحترم سمعة <strong>و</strong>كرامة<br />

االخرين،‏ فأنه بالتأكيد من حقه أن يكشف فساد امل<strong>و</strong>ظفين <strong>و</strong>املكلفين<br />

بالخدمة العامة <strong>و</strong> االشخاص العامين،‏ <strong>و</strong>أن ينتقدهم حتى اذا كان<br />

في نشره هذا مساس بسمعتهم <strong>و</strong>كرامتهم.‏ شريطة أن يك<strong>و</strong>ن ما ينشره<br />

صحيحاً‏ <strong>و</strong>أن تك<strong>و</strong>ن انتقاداته ً مبنيا على <strong>و</strong>قائع <strong>و</strong>معل<strong>و</strong>مات صحيحة.‏ <strong>و</strong>أال<br />

بخاف ذلك يك<strong>و</strong>ن الصحفي قد ارتكب جريمة التشهير التي هي معاقب<br />

عليها في أغلب د<strong>و</strong>ل العالم إن لم نقل جميعها.‏ <strong>و</strong>هنا نركز باختصار مُ‏ رَكز<br />

على جريمة التشهير في القان<strong>و</strong>ن العراقي <strong>و</strong>قان<strong>و</strong>ن أقليم ك<strong>و</strong>ردستان <strong>و</strong>كاالتي:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ التشهير في القان<strong>و</strong>ن العراقي<br />

نصت املادة)‏ 433( من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي لعام 1969 بأنه:)‏ -1<br />

41- الدكت<strong>و</strong>ر محمد ناجي ياق<strong>و</strong>ت،‏ فكرة الحق يف السمعة،‏ مكتبة الجالء الجديدة،‏ الطبعة<br />

اال<strong>و</strong>ىل،‏ املنص<strong>و</strong>رة-مرص،‏ 1985، ص‎28-26‎‏.‏<br />

57


القذف ه<strong>و</strong> اسناد <strong>و</strong>اقعة معينة الى الغير باحدى الطرق العانية من شأنها<br />

ل<strong>و</strong> صحت ان ت<strong>و</strong>جب عقاب من اسندت اليه ا<strong>و</strong> احتقاره عند اهل <strong>و</strong>طنه.‏<br />

<strong>و</strong>يعاقب من قذف غيره بالحبس <strong>و</strong>بالغرامة ا<strong>و</strong> باحدى هاتين العق<strong>و</strong>بتين.‏<br />

<strong>و</strong>اذا <strong>و</strong>قع القذف بطريق النشر في الصحف ا<strong>و</strong> املطب<strong>و</strong>عات ا<strong>و</strong> باحدى<br />

طرق االعام االخرى عد ذلك ظرفا مشددا.‏ -2 <strong>و</strong>ال يقبل من القاذف<br />

اقامة الدليل على ما اسنده اال اذا كان القذف م<strong>و</strong>جها الى م<strong>و</strong>ظف ا<strong>و</strong><br />

مكلف بخدمة عامة ا<strong>و</strong> الى شخص ذي صفة نيابية عامة ا<strong>و</strong> كان يت<strong>و</strong>لى<br />

عما يتعلق بمصالح الجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>كان ما اسنده القاذف متصا ب<strong>و</strong>ظيفة<br />

املقذ<strong>و</strong>ف ا<strong>و</strong> عمله فاذا اقام الدليل على كل ما اسنده انتفت الجريمة.(‏<br />

أما املادة)‏‎434‎‏(‏ من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي فقد تنا<strong>و</strong>ل السب بق<strong>و</strong>له:)‏<br />

السب من رمي الغير بما يخدش شرفه ا<strong>و</strong> اعتباره ا<strong>و</strong> يجرح شع<strong>و</strong>ره<br />

<strong>و</strong>ان لم يتضمن ذلك اسناد <strong>و</strong>اقعة معينة.‏ <strong>و</strong>يعاقب من سب غيره<br />

بالحبس مدة ال تزيد على سنة <strong>و</strong>بغرامة ال تزيد على مائة دينار ا<strong>و</strong><br />

باحدى هاتين العق<strong>و</strong>بتين.‏ <strong>و</strong>اذا <strong>و</strong>قع السب بطريق النشر في الصحف<br />

ا<strong>و</strong> املطب<strong>و</strong>عات ا<strong>و</strong> باحدى طرق االعام االخرى عد ذلك ظرفا مشددا(.‏<br />

<strong>و</strong>يظهر ان القان<strong>و</strong>ن العراقي استخدم كلمتي القذف <strong>و</strong>السب <strong>و</strong>اللتين يمكن<br />

ان نطلق على كلتيهما مصطلح التشهير،‏ <strong>و</strong>هنالك اختافات أساسية بين<br />

القذف <strong>و</strong>السبب التي يمكن اجمالها بالنفاط االتية:‏<br />

1- من حيث املعنى:‏ فالقذف ه<strong>و</strong> اسناد <strong>و</strong>اقعة معينة الى الغير<br />

ل<strong>و</strong>صحت ل<strong>و</strong>جبت عقاب من اسندت اليه ال<strong>و</strong>اقعة،‏ كأن يقال لشخص<br />

معين انه قد استلم الرش<strong>و</strong>ة في مقابل خدمة معينة!‏ أ<strong>و</strong> يقال أنه قد<br />

أختلس مبلغ)‏‎5‎‏(مايين دينار في خزينة الد<strong>و</strong>لة!‏ أما السب فه<strong>و</strong> رمي الغير<br />

58


ّ<br />

بما يخدش شرفه <strong>و</strong>ان لم يتضمن اسناد <strong>و</strong>اقعة معينة الى الغير،‏ كأن<br />

يقال إلمرأة معينة أنها عديمة االخاق!‏ أ<strong>و</strong> نعت االخر باملغفل أ<strong>و</strong> الحمار!‏<br />

2- من حيث العق<strong>و</strong>بة:‏ ان عق<strong>و</strong>بة القذف هي االشد من عق<strong>و</strong>بة السب،‏<br />

ذلك ألن اثر القذف على سمعة <strong>و</strong>كرامة الغير اس<strong>و</strong>ء من أثر السب.‏<br />

3- من حيث االثبات:‏ أن القان<strong>و</strong>ن يسمح للقاذف باثبات قذفه اذا كان<br />

القذف م<strong>و</strong>جها الى م<strong>و</strong>ظف ا<strong>و</strong> مكلف بخدمة عامة ا<strong>و</strong> الى شخص ذي صفة<br />

نيابية عامة ا<strong>و</strong> كان يت<strong>و</strong>لى عما يتعلق بمصالح الجمه<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>انذاك تنتفي<br />

جريمته.‏ أما السب فا يسمح القان<strong>و</strong>ن ملن استخدمه باثباته.‏ اي يعاقب<br />

في كل االح<strong>و</strong>ال اذا ما رفع الشك<strong>و</strong>ى عليه-‏ اي على من استخدم السب-‏<br />

ثانياً‏ : التشهير في قان<strong>و</strong>ن اقليم ك<strong>و</strong>ردستان<br />

لم يميز قان<strong>و</strong>ن العمل الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان بين معنى القذف<br />

<strong>و</strong>السب كما ه<strong>و</strong> الحال في القان<strong>و</strong>ن العراقي،‏ <strong>و</strong>كذلك لم يميّز بين عق<strong>و</strong>بتهما،‏<br />

اذ <strong>و</strong>ضع لكليهما العق<strong>و</strong>بة نفسها.‏ <strong>و</strong>هي تغريم الصحفي <strong>و</strong>رئيس تحرير<br />

الصحيفة بملغ ‏)‏‎5-1‎‏(مايين دينار،‏ أما الصحيفة فعق<strong>و</strong>بتها أكثر حيث<br />

يترا<strong>و</strong>ح مقدارها بين)‏‎20-5‎‏(‏ ملي<strong>و</strong>ن دينار.‏<br />

<strong>و</strong>كما يظهر ان املشرع الك<strong>و</strong>ردستاني لم ينص على عق<strong>و</strong>بة الحبس<br />

أ<strong>و</strong> السجن للصحفيين اذا ارتكب<strong>و</strong>ا جريمة التشهير أ<strong>و</strong> أية جريمة اخرى<br />

منص<strong>و</strong>صة في قان<strong>و</strong>ن تنظيم العمل الصحفي <strong>و</strong>هذا نقطة ايجابية يحتسب<br />

للمشرع الك<strong>و</strong>ردستاني.‏<br />

6-3: أحترام الحق<strong>و</strong>ق املعن<strong>و</strong>ية للغير<br />

يجب على الصحفي ان يلتزم بحماية الحق<strong>و</strong>ق املعن<strong>و</strong>ية للغير أ<strong>و</strong> كما<br />

يسمى ايضاً‏ بالحق<strong>و</strong>ق الفكرية أ<strong>و</strong> الذهنية.‏<br />

59


<strong>و</strong>املقص<strong>و</strong>د بالحق<strong>و</strong>ق املعن<strong>و</strong>ية،‏ ذلك الن<strong>و</strong>ع من الحق<strong>و</strong>ق التي ترد على<br />

اشياء معن<strong>و</strong>ية غير ملم<strong>و</strong>سة.‏ <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ن عادة من خلق الذهن <strong>و</strong>نتاج الفكر،‏<br />

كحق املخترع في اختراعه <strong>و</strong>امللحن في ألحانه <strong>و</strong>املؤلف في مؤلفه.‏ اي بغض<br />

النظر عن املظهر الذي اتخذه <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>سيلة املعبرة عنه مادام هذا االنتاج<br />

ينط<strong>و</strong>ي على قدر معين من االبتكار،‏ ألن االبتكار ه<strong>و</strong> الذي يضفي على<br />

املؤلف صفة الحق <strong>و</strong>يشمله بالحماية القان<strong>و</strong>نية )4)) . <strong>و</strong>يقر انتقال هذا<br />

الحق الى <strong>و</strong>رثته من بعده.‏<br />

<strong>و</strong>قد اختلف الفقهاء في بيان طبيعة حق<strong>و</strong>ق املعن<strong>و</strong>ية،‏ اذ ذهب البعض<br />

الى عدّ‏ ها من الحق<strong>و</strong>ق امللكية،‏ اما البعض اآلخر فقد عد ّ ها من الحق<strong>و</strong>ق<br />

الشخصية اللصيقة باالنسان.‏ أما الرأي الراجح بين الفقهاء فيذهب الى<br />

اعتبارها حقا ذا طبيعة مزد<strong>و</strong>جة.‏ اذ لصاحب الحق املعن<strong>و</strong>ي على مصنفه<br />

– مؤلفه – حقان : حق مالي يتمثل في استغال مصنفه ماليا.‏ <strong>و</strong>حق ادبي<br />

لصيق بشخصه <strong>و</strong>الذي يتمثل في حقه بنشر املصنف <strong>و</strong>تحديد طريقة<br />

هذا النشر <strong>و</strong>ادخال ما يراه مناسبا من التعديل ، <strong>و</strong>كذلك حقه في سحب<br />

مصنفه من التدا<strong>و</strong>ل اذا اراد ذلك )4)) .<br />

على اية حال،‏ اذا <strong>و</strong>قع اعتداء على مصنف جدير بالحماية بأية<br />

طريقة كانت،‏ خافا ملا ه<strong>و</strong> مبين في القان<strong>و</strong>ن،‏ فيك<strong>و</strong>ن من حق املؤلف<br />

دفع هذا االعتداء باعتبار ان املصنف يعبر عن شخصيته <strong>و</strong>يطالب<br />

بالتع<strong>و</strong>يض املناسب عن االضرار التي اصابته س<strong>و</strong>اء كان ماديا ا<strong>و</strong> معن<strong>و</strong>يا<br />

– اضافة لتحريك الدع<strong>و</strong>ى الجنائية اذا كان له مقتضى )4)) .<br />

42- أنظر : املادة )1( من قان<strong>و</strong>ن حامية حق املؤلف العراقي رقم )3( لسنة 1971<br />

43- املادتان )18 19( ، من قان<strong>و</strong>ن حامية حق املؤلف العراقي.‏<br />

44- املادة )45( من القان<strong>و</strong>ن املذك<strong>و</strong>ر آنفاً‏ <strong>و</strong>كذلك املادة )476( من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي<br />

رقم )111( لسنة 1969<br />

60


<strong>و</strong>ليس للمؤلف ان ينشر من غير ترخيص املقاالت العلمية ا<strong>و</strong> االدبية<br />

ا<strong>و</strong> الفنية ا<strong>و</strong> الر<strong>و</strong>ايات املسلسلة <strong>و</strong>القصص القصيرة.‏ ألن هذه امل<strong>و</strong>اضيع<br />

يغلب ان تك<strong>و</strong>ن الصحيفة التي نشرتها قد دفعت للمؤلف مقابا لها،‏ فا<br />

يج<strong>و</strong>ز لصحيفة اخرى ان تنقلها عنها د<strong>و</strong>ن استئذان.‏ <strong>و</strong>كذلك ال يستطيع<br />

الصحفي ان ينقل كتابات شخص آخر <strong>و</strong>ينسبها الى نفسه ا<strong>و</strong> يحذف ا<strong>و</strong><br />

يعدل من املصنف ما يؤثر فيه.‏ <strong>و</strong>هذا يؤدي في النهاية الى إلحاق االضرار<br />

بحق<strong>و</strong>ق املؤلف الذهنية س<strong>و</strong>اء كانت هذه االضرار مادية ا<strong>و</strong> معن<strong>و</strong>ية.‏<br />

<strong>و</strong>كذلك البرامج <strong>و</strong>املقاطع التص<strong>و</strong>يرية التي تشترك فيها جه<strong>و</strong>د عدة<br />

اشخاص تحت اشراف <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>جيه شخص طبيعى أ<strong>و</strong> معن<strong>و</strong>ي يت<strong>و</strong>لى نشرها<br />

في اغلب االحيان،‏ فهي محمية بالقان<strong>و</strong>ن ايضاً‏ <strong>و</strong>اليج<strong>و</strong>ز الحد االستفادة<br />

منها الغراض مالية <strong>و</strong>اال يعتبر معتدياً‏ على الحق<strong>و</strong>ق املعن<strong>و</strong>ية للناشر أ<strong>و</strong><br />

أي شخص آخر حسب االتفاق املبرم مع انتاج البرنامج.‏ <strong>و</strong>الشيء نفسه<br />

للمقاطع التص<strong>و</strong>يرية،‏ فاذا قام شخص ببيع مقطع تص<strong>و</strong>يري مثير <strong>و</strong>ذي<br />

اهتمام الرأي العام الحدى القن<strong>و</strong>ات ، فمن حق هذه القناة عدم سماح<br />

ألي قناة اخرى بأخذها <strong>و</strong>عرضها مرة أخرى أال عن طريق اتفاق آخر.‏<br />

<strong>و</strong>ذلك تشجيعاً‏ لابتكار <strong>و</strong> لر<strong>و</strong>ح املنافسة بين املؤسسات االعامية<br />

<strong>و</strong>حماية للحق<strong>و</strong>ق املالية إلصحابها.‏<br />

مع ذلك فان للصحفي ان ينشر مقتطفات قصيرة من املصنفات<br />

التي سبق نشرها )4)) . ا<strong>و</strong> ان ينقل مع ذكر املصدر ما ينشر في غيرها من<br />

املقاالت الخاصة باملناقشات االقتصادية <strong>و</strong>السياسية <strong>و</strong>الدينية التي<br />

تشغل الرأي العام مادام لم يرد في الصحيفة ما يحظر هذا النقل )4)) ،<br />

45- املادة )14( من قان<strong>و</strong>ن حامية حق املؤلف رقم )3( لسنة 1971<br />

46- املادة)‏‎23‎‏(‏ من من قان<strong>و</strong>ن حق املؤلف <strong>و</strong>الحق<strong>و</strong>ق املجا<strong>و</strong>رة يف اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق<br />

رقم 17 لسنة‎2012‎‏.‏<br />

61


<strong>و</strong>كذلك االخبار الي<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>الح<strong>و</strong>ادث املختلفة التي لها طبيعة االخبار<br />

العادية التي تنشرها الصحف )4)) . أ<strong>و</strong> ان ينشر على سبيل االخبار <strong>و</strong>د<strong>و</strong>ن<br />

اذن املؤلف ما يتلى من خطب في الجلسات العلنية للمجالس السياسية<br />

ا<strong>و</strong> االدارية ا<strong>و</strong> القضائية <strong>و</strong>كذلك ما يلقى في االجتماعات العامة ذات<br />

الصفة السياسية مادام الخطاب م<strong>و</strong>جها الى الشعب )4)) .<br />

أما الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>الرس<strong>و</strong>مات التي تنشرها الصحف،‏ فمع ان هنالك من<br />

يرى )4)) أنها التعد من املصنفات الصحفية الجديرة بالحماية القان<strong>و</strong>نية،‏<br />

باعتبار ان الص<strong>و</strong>ر االخبارية شأنها شأن االخبار هدفها ه<strong>و</strong> اعام الجمه<strong>و</strong>ر<br />

باالحداث الي<strong>و</strong>مية املهمة.‏ فاننا النتفق مع هذا الراي <strong>و</strong>نرى ان الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong><br />

الرس<strong>و</strong>مات االعامية من اكثر املصنفات التي يظهر فيها عنصر االبتكار<br />

<strong>و</strong> الجهد الذهني احياناً‏ لذلك يشملها التشريع الك<strong>و</strong>ردستاني <strong>و</strong> تشريعات<br />

أغلب الد<strong>و</strong>ل االخرى،‏ بالحماية القان<strong>و</strong>نية )5)) . أما مسألة عدم شم<strong>و</strong>ل<br />

االنباء الي<strong>و</strong>مية املنش<strong>و</strong>رة أ<strong>و</strong> املذاعة بالحماية القان<strong>و</strong>نية فهي استثناء من<br />

االصل،‏ <strong>و</strong>االستثناء اليج<strong>و</strong>ز القياس عليه أ<strong>و</strong> الت<strong>و</strong>سع فيه.‏<br />

7-3: أحترام الصحفي لسرية مصادر معل<strong>و</strong>ماته<br />

يعد أحترام الصحفي لسرية مصادر معل<strong>و</strong>ماته ذا طبيعة خاصة ألنه<br />

47- املادة )15( من قان<strong>و</strong>ن حامية حق املؤلف رقم )3( لسنة 1971، <strong>و</strong>كذلك املادة)‏‎5‎‏(‏<br />

من قان<strong>و</strong>ن حق املؤلف <strong>و</strong>الحق<strong>و</strong>ق املجا<strong>و</strong>رة يف اقليم ك<strong>و</strong>ردستان.‏<br />

48- املادة )16( من القان<strong>و</strong>ن املؤلف العراقي.‏<br />

49- الدكت<strong>و</strong>ر ليى عبدالحميد،‏ ترشيعات االعالم-دراسة حالة عى مرص-‏ العريب للنرش<br />

<strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة ال<strong>و</strong>ىل،‏ مرص،‏ 2001، ص‎164‎<br />

50- الحظ املادة)‏‎3‎‏(‏ من قان<strong>و</strong>ن حق املؤلف الك<strong>و</strong>ردستاين <strong>و</strong>كذلك املادة)‏‎2‎‏(‏ من قان<strong>و</strong>ن<br />

حق املؤلف العراقي،‏ <strong>و</strong>الفقرة)‏‎10‎‏(‏ من املادة)‏‎140‎‏(من قان<strong>و</strong>ن حق<strong>و</strong>ق امللكية الفكرية<br />

املرصي رقم 82 لسنة 2012,<br />

62


يعد حقاً‏ <strong>و</strong> <strong>و</strong>اجبا ً في ال<strong>و</strong>قت نفسه.‏ فه<strong>و</strong> حق قان<strong>و</strong>ني له في عدم افشائه اذا<br />

ما طلب منه،‏ <strong>و</strong> <strong>و</strong>اجب اخاقي عليه ايضاً‏ بعدم افشاء مصادر معل<strong>و</strong>ماته.‏<br />

<strong>و</strong>قد تضمنت اغلبية امل<strong>و</strong>اثيق <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>انين ذات الصلة بالصحافة هذا<br />

املبدأ،‏ <strong>و</strong>عدّ‏ ته بعض الدساتير الصحفية <strong>و</strong>اجبا ً <strong>و</strong>حقا ً ايضا كما ه<strong>و</strong><br />

<strong>و</strong>اضح من دست<strong>و</strong>ر اتحاد الصحفيين العرب بانه ‏:)من حق الصحفي<br />

<strong>و</strong>من <strong>و</strong>اجبه االحتفاظ بسرية املصادر التي يستقي منها االنباء <strong>و</strong>ال يج<strong>و</strong>ز<br />

الضغط عليه الفشاء االسرار(‏ )5)) . ا<strong>و</strong> كما جاء في ميثاق مهنة الصحافة<br />

املقررة من قبل لجنة شكا<strong>و</strong>ى الصحفيين في بريطانيا عام 1997 ان ‏:)على<br />

الصحفي <strong>و</strong>اجباً‏ اخاقيا ً في حماية مصادر معل<strong>و</strong>ماته امل<strong>و</strong>ثقة(‏ )5)) .<br />

<strong>و</strong>في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان،‏ فقد نصت الفقرة الثالثة من املادة)‏‎2‎‏(‏ من<br />

قان<strong>و</strong>ن تنظيم العمل الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان على أنَّ‏ :) للصحفي إبقاء<br />

مصادر املعل<strong>و</strong>مات أ<strong>و</strong> األخبار التي يتم الحص<strong>و</strong>ل عليها في سرية بالنسبة<br />

للدعا<strong>و</strong>ي املعر<strong>و</strong>ضة على املحكمة إال إذا قررت املحكمة املختصة خاف<br />

ذلك(.‏ <strong>و</strong>قد أكد املشرع الك<strong>و</strong>ردستاني مرة ثانية على هذا الحق في الفقرة<br />

الثالثة في املادة)‏‎7‎‏(‏ في نفس االقان<strong>و</strong>ن أعاه بق<strong>و</strong>له:)‏ للصحفي عدم<br />

إفشاء مصادر معل<strong>و</strong>ماته إال بقرار قضائي(‏ )5)) . <strong>و</strong>قد أكد ذلك امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع في<br />

الفقرة)‏‎6‎‏(‏ ميثاق الشرف الصادرة من قبل الفدرالية الد<strong>و</strong>لية للصحفيين<br />

51- املشار اليه عند عزيز السيد جاسم ، مبادئ الصحافة يف عامل املتغرات،‏ دار آفاق<br />

عربية،‏ بغداد 1985، ص‎27‎<br />

Barbara Wartelle wall, Medialaw developments-Sources and Public -52<br />

Records<br />

املتاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين التايل :<br />

.7-www.gannett.com/go/newswatch/2000/jaunary/now/07htm<br />

53- لقد <strong>و</strong>قع املرشع الك<strong>و</strong>ردستاين يف الغلط <strong>و</strong>عدم الدقة عندما كرر حق الصحفي يف عدم<br />

افشاء مصادر معل<strong>و</strong>ماته بصياغتن مختلفتن يف قان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>احد.‏<br />

63


لعام 1954 <strong>و</strong>املعدلة في عام 1986.<br />

أما في العراق فقد نصت على هذا امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع الفقرة الثانية من<br />

املادة)‏‎4‎‏(من قان<strong>و</strong>ن حق<strong>و</strong>ق الصحفيين رقم 21 لسنة 2011 بق<strong>و</strong>لها:‏<br />

‏)للصحفي حق االحتفاظ بسرية مصادر معل<strong>و</strong>ماته(.‏<br />

فالصحفي لكي يستطيع أن يق<strong>و</strong>م باداء مهماته في نشر االخبار <strong>و</strong>ابداء<br />

آرائه فانه بحاجة الى ال<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل الى مصادر املعل<strong>و</strong>مات التي تتمثل عادة في<br />

االشخاص ا<strong>و</strong> العاملين في االجهزة <strong>و</strong>الهيئات التي يتعرض لها الصحفي<br />

لتز<strong>و</strong>يده باملعل<strong>و</strong>مات التي قد يملك<strong>و</strong>نها.‏ <strong>و</strong>على الصحفي ان يحافظ على<br />

سرية هذه املصادر <strong>و</strong>ان ال يجبر على افشائها اال في حد<strong>و</strong>د القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>في<br />

أضيق الحد<strong>و</strong>د.‏ <strong>و</strong>هذا ما يعبر عنه بحق الصحفي في عدم افشاء مصادر<br />

معل<strong>و</strong>ماته،‏ <strong>و</strong>املعبر عنه باالنكليزية ب)‏law .)Shield<br />

فل<strong>و</strong>ال هذا الحق ألدى ذلك الى حرمان الصحفي من الحص<strong>و</strong>ل على<br />

معل<strong>و</strong>ماته بسبب حرمانه من مصادرها،‏ لك<strong>و</strong>ن الشخص الذي يز<strong>و</strong>د<br />

الصحفي باملعل<strong>و</strong>مات كثيرا ما يمتنع عن ذلك اذا كان يخشى ان يكشف<br />

عنه الصحفي.‏ <strong>و</strong>قد يؤدي ذلك بالتالي الى غضب <strong>و</strong>كراهية الجهة التي<br />

يعمل فيها ا<strong>و</strong> غضب رؤساء اعماله منه.‏ <strong>و</strong>قد تصل الى حد العق<strong>و</strong>بة في<br />

االنظمة التي ال تؤمن بحرية الصحافة <strong>و</strong>ال تعطي ملهنة الصحافة الناقدة<br />

د<strong>و</strong>را في الحياة العامة.‏ <strong>و</strong>هذا ما يؤثر سلبا في استعداد االشخاص للتعا<strong>و</strong>ن<br />

مع الصحفيين من خال تز<strong>و</strong>يدهم باملعل<strong>و</strong>مات التي تهم الرأي العام.‏<br />

علما ان اثر الحق في عدم كشف مصادر املعل<strong>و</strong>مات ال ينحصر<br />

بالصحفيين فقط،‏ <strong>و</strong>قد يؤثر في العامة ايضا،‏ النه في النهاية يؤثر في<br />

حسن سير العمل في املؤسسات <strong>و</strong>االماكن التي تؤدي خدمة عامة <strong>و</strong>تعتبر<br />

ميدانا للنقد الحر )5)) .<br />

54- ج<strong>و</strong>ن ل.‏ هاتلنج ، اخالقيات الصحافة ، ترجمة : كامل عبدالرؤ<strong>و</strong>ف ، الدار العربية<br />

64


<strong>و</strong>اذا كان الحق في عدم كشف مصادر املعل<strong>و</strong>مات بالنسبة للصحفي ه<strong>و</strong><br />

االصل اال ان االستثناء ه<strong>و</strong> <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>ب كشفها في حاالت معينة.‏ فليست هناك<br />

حق<strong>و</strong>ق مطلقة،‏ فالحق ال ي<strong>و</strong>جد اال ضمن حد<strong>و</strong>د معينة.‏ غير ان املشكلة هي<br />

ماهية هذه الحد<strong>و</strong>د بالنسبة للحق في عدم كشف مصادر املعل<strong>و</strong>مات لكي<br />

يستطيع الصحفي ممارسة مهنته ضمن حد<strong>و</strong>د هذا الحق <strong>و</strong>بخافه فان<br />

عدم تحديد حد<strong>و</strong>د حقه هذا بالقان<strong>و</strong>ن س<strong>و</strong>ف يخضع الصحفي للتهديد<br />

من قبل املحكمة التي قد تعاقبه في حالة عدم كشف مصادر معل<strong>و</strong>ماته<br />

<strong>و</strong>يؤدي ذلك الى إعاقة الصحفي من ممارسة مهنته بحرية.‏<br />

فمثا جاء في قرار ملحكمة االستئناف في مقاطعة ك<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>مبيا عام<br />

1981 انه ‏:)اذا لم يكن هذا الحق – حق الصحفي في حماية املصادر –<br />

م<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>دا في كل القضايا <strong>و</strong>لكن في القضايا غير العادية جدا،‏ فان قيمته<br />

الفعلية س<strong>و</strong>ف تتقلص كثيرا(‏ )5)) .<br />

<strong>و</strong>نحن نعتقد ان عدم تحديد الحاالت التي يلزم الصحفي – العتبارات<br />

اخرى ضر<strong>و</strong>رية – بكشف مصادر معل<strong>و</strong>ماته؛ س<strong>و</strong>ف يؤثر سلبا في حرية<br />

الصحفي <strong>و</strong>يضر في النتيجة املصلحة العامة.‏<br />

للنرش <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع ، القاهرة ، بد<strong>و</strong>ن سنة طبع ، ص‎102‎<br />

55- نقال عن ج<strong>و</strong>ن ه<strong>و</strong>هنرج ، املصدر السابق ، ص‎421‎‏.‏ <strong>و</strong>يرى الدكت<strong>و</strong>ر خليل صابات<br />

بان حد<strong>و</strong>د حق الصحفي يف عدم كشف مصادر معل<strong>و</strong>ماته ه<strong>و</strong> أمن الد<strong>و</strong>لة النها مستمدة<br />

منه بحيث اذا فقدته فقدت كيانها معه.‏ اال ان الدكت<strong>و</strong>ر مل ي<strong>و</strong>ثق رأيه هذا بامل<strong>و</strong>اد <strong>و</strong>االدلة<br />

القان<strong>و</strong>نية.‏ ينظر:‏ الدكت<strong>و</strong>ر خليل صابات ، املصدر السابق ، ص‎250‎‏.‏<br />

65


الخاتمة:‏<br />

في نهاية م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عنا هذا ح<strong>و</strong>ل)‏ اخاقيات الصحافة <strong>و</strong>د<strong>و</strong>رها في تشكيل<br />

السلطة الرابعة في العراق(‏ نق<strong>و</strong>ل ان من أهم املبادىء االخاقية التي<br />

يجب على الصحفي ان يلتزم بها لكي يتحلى بثقة الجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>نجعل<br />

الصحافة السلطة الرابعة لتمكنها من مراقبة السلطات الثاث االخرى<br />

<strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ في العراق الجديد الذي في أمس الحاجة الى صحافة حرة<br />

مسؤ<strong>و</strong>لة،‏ هي ما يأتي:‏<br />

1- عدم التشهير باالخرين <strong>و</strong>ضر<strong>و</strong>رة احترام سمعة <strong>و</strong>كرامة الغير.‏<br />

2- عدم نشر امل<strong>و</strong>اضيع املخلة باآلداب العامة.‏<br />

3- عدم نشر ما يؤدي الى إهانة املرأة أ<strong>و</strong> اية فئة اخرى <strong>و</strong>االبتعاد عن<br />

كل ما يؤدي الى التمييز السلبي على اساس الجنس.‏<br />

4- نقل الخبر بأمانة <strong>و</strong>حياد <strong>و</strong>عدم عرض جزء منه <strong>و</strong>اخفاء آخر<br />

ألسباب خاصة.‏<br />

5- عدم التعرض للحياة الخاصة لألفراد.‏<br />

‎6‎‏-عدم الخلط بين الرأي <strong>و</strong> الخبر.‏<br />

7- احترام املتلقي <strong>و</strong>عدم <strong>و</strong>ضع املانشيتات األحتيالية التي ال تتفق مع<br />

املحت<strong>و</strong>ي بدافع التر<strong>و</strong>يج للم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع.‏<br />

8- محاربة الفساد بص<strong>و</strong>رة م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية <strong>و</strong>عدم التعتيم على بعضه<br />

إلسباب سياسية أ<strong>و</strong> خاصة.‏<br />

9- عدم تضخيم الحدث عبر تغطيته بطريقة تعتمد على الته<strong>و</strong>يل<br />

لخدمة أهداف معينة.‏<br />

10- اتباع طرق مشر<strong>و</strong>عة للحص<strong>و</strong>ل على الخبر،‏ <strong>و</strong>عدم اللج<strong>و</strong>ء الى<br />

66


اساليب اجرامية غير مشر<strong>و</strong>عة.‏<br />

11- <strong>و</strong>ضع اعتبارات املصلحة العامة للمجتمع قبل اعتبارات السبق<br />

<strong>و</strong>التر<strong>و</strong>يج االعامي عند نشر االخبار <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اضيع.‏<br />

12- عدم أهمال االعتبارات االنسانية في العمل االعامي <strong>و</strong>العمل<br />

بقاعدة)دفع املفاسد أ<strong>و</strong>لى من جلب املنافع(‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ اذا كانت املفسدة<br />

أكبر بكثير من املصلحة املبتغاة من النشر.‏<br />

13- يجب على الصحفي االبتعاد عن استعمال لغة بذيئة أ<strong>و</strong> مبتذلة<br />

في الصحافة.‏<br />

14- يجب على الصحفي ان يقدم نفسه على انه صحفي،‏ فا يمكن<br />

للصحفي ان يخفي ه<strong>و</strong>يته س<strong>و</strong>اء كان في الفعاليات الصحفية التقليدية<br />

ا<strong>و</strong> عند ممارسة مهنته على شبكات االنترنيت.‏<br />

15- على الصحفي ان اليستخدم مهنته لتحقيق مكاسب شخصية<br />

غير منصفة.‏ <strong>و</strong>يبتعد عن تلقي الرش<strong>و</strong>ة أ<strong>و</strong> املكاسب الشخصية لغرض<br />

النشر أ<strong>و</strong> منع النشر.‏<br />

16- على الصحفي أن يتصف بر<strong>و</strong>ح التسامح <strong>و</strong> اليتردد في طلب<br />

التسامح في حالة تغطية خاطئة ا<strong>و</strong> غير مائمة.‏ <strong>و</strong>يستعجل في تصحيح<br />

املعل<strong>و</strong>مات الخاطئة للجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong> ينشر الرد<strong>و</strong>د التي تصل اليه.‏<br />

17- على الصحفي التيقن شخصياً‏ من صحة املعل<strong>و</strong>مات التي تصل<br />

اليه <strong>و</strong>أن ال يكشف عن ه<strong>و</strong>ية مصادر معل<strong>و</strong>ماته.‏<br />

67


قائمة املصادر<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ الكتب<br />

- الدكت<strong>و</strong>ر ابراهيم الداق<strong>و</strong>قي،‏ قان<strong>و</strong>ن االعام – نظرة جديدة في الدراسات<br />

االعامية الحديثة – مطبعة <strong>و</strong>زارة اال<strong>و</strong>قاف <strong>و</strong>الشؤ<strong>و</strong>ن الدينية،‏ جامعة بغداد،‏ بد<strong>و</strong>ن<br />

سنة طبع.‏<br />

- االستاذ اندرية برتران <strong>و</strong>الدكت<strong>و</strong>ر نق<strong>و</strong>ال فت<strong>و</strong>ش،‏ الحق في الحياة الخاصة <strong>و</strong>الحق<br />

في الص<strong>و</strong>رة،‏ مكتبة الصادر للمنش<strong>و</strong>رات الحق<strong>و</strong>قية،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ لبنان،‏ 2003،<br />

- البر<strong>و</strong>فيس<strong>و</strong>ر د.‏ ت<strong>و</strong>د<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>ف،‏ تاريخ الصحافة العاملية،‏ ترجمة : د.‏ أديب خض<strong>و</strong>ر،‏<br />

الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ دمشق 1990.<br />

- ج<strong>و</strong>ن ل.‏ هاتلنج،‏ أخاقيات الصحافة،‏ ترجمة : كمال عبد الرؤ<strong>و</strong>ف،‏ الدار<br />

العربية للنشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ القاهرة،‏ بد<strong>و</strong>ن سنة طبع.‏<br />

- ج<strong>و</strong>ن ميرل <strong>و</strong>رالف ل<strong>و</strong>ينشتاين،‏ االعام <strong>و</strong>سيلة <strong>و</strong>رسالة،‏ - رؤى جديدة في<br />

االتصال -<br />

ترجمة : د.ساعد خضر العرابي الحارثي،‏ دار املريخ للنشر،‏ اململكة<br />

العربية السع<strong>و</strong>دية 1989.<br />

- ج<strong>و</strong>ن ل.‏ هاتلنج ، اخاقيات الصحافة ، ترجمة : كمال عبدالرؤ<strong>و</strong>ف ، الدار<br />

العربية للنشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع ، القاهرة ، بد<strong>و</strong>ن سنة طبع<br />

- ج<strong>و</strong>ن ه<strong>و</strong>هنبرج،‏ الصحفي املحترف،‏ ترجمة : محمد كمال عبد الرؤ<strong>و</strong>ف،‏ الدار<br />

الد<strong>و</strong>لية للنشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ مصر 1990.<br />

- الدكت<strong>و</strong>ر حسن عماد مكا<strong>و</strong>ي،‏ اخاقيات العمل االعامي – دراسة مقارنة –<br />

الدار املصرية اللبنانية،‏ الطبعة الثانية،‏ القاهرة 2002.<br />

- الدكت<strong>و</strong>ر خليل صابات،‏ الصحافة،‏ رسالة.‏ استعداد.‏ فن.‏ علم،‏ دار املعارف<br />

بمصر،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ 1959.<br />

- ر<strong>و</strong>دني أ.‏ سم<strong>و</strong>لا،‏ حرية التعبير في مجتمع مفت<strong>و</strong>ح،‏ ترجمة : كمال عبدالرؤ<strong>و</strong>ف،‏<br />

الجمعية املصرية لنشر املعرفة <strong>و</strong>الثقافة العاملية،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ مصر 1995.<br />

68


- الدكت<strong>و</strong>ر رياض شمس،‏ حرية الرأي <strong>و</strong>جرائم الصحافة <strong>و</strong>النشر،‏ الجزء الثاني،‏<br />

مطبعة دار الكتب املصرية،‏ القاهرة 1947.<br />

- ز<strong>و</strong>نيا بري،‏ ح<strong>و</strong>ل العاقة بين اجهزة االعام <strong>و</strong>املستقبلين – املرشد في عالم<br />

الصحافة -، منظمة الصحفيين العاملية،‏ طبع في مطابع دار نشر املنظمة في براغ،‏<br />

بد<strong>و</strong>ن سنة طبع.‏<br />

- د.سامان ف<strong>و</strong>زي،‏ دراسات معمقة في قان<strong>و</strong>ن االعام،‏ مكتبة يادكار للنشر<br />

<strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة الثانية،‏ السليمانية-العراق،‏ 2017،<br />

- د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي،‏ مبادىء قان<strong>و</strong>ن االعام،‏ من منش<strong>و</strong>رات جامعة التنمية<br />

البشرية،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ السليمانية-العراق،‏‎2016‎‏،‏<br />

- د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي،‏ املرشد القان<strong>و</strong>ني لاعاميين،‏ مطبعة ها<strong>و</strong>التي،‏ من منش<strong>و</strong>رات<br />

نيريج ، الطبعة الثانية،‏ السليمانية-العراق،‏ 2016.<br />

- د.‏ سعيد عبدالكريم مبارك،‏ اص<strong>و</strong>ل القان<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>زارة التعليم العالي <strong>و</strong>البحث<br />

العلمي،‏ بغداد-العراق،‏ 1982.<br />

- د.‏ عثمان ياسين علي،‏ املبادىء <strong>و</strong>التطبيقات القان<strong>و</strong>نية في قرارات محكمة<br />

استئناف بصفتها التمييزية-‏ الطعن في أحكام <strong>و</strong>قرارات محكمة الجنح لسن<strong>و</strong>ات<br />

2012-1992، مكتبة تبايي للنشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ أربيل-العراق،‏ 2013.<br />

- طارق أحمد فتحي سر<strong>و</strong>ر،‏ الحماية الجنائية السرار االفراد في م<strong>و</strong>اجهة النشر،‏<br />

دار النهضة العربية،‏ القاهرة-مصر،‏‎1991‎‏،‏<br />

- د.‏ الدكت<strong>و</strong>ر عباس الصراف <strong>و</strong> الدكت<strong>و</strong>ر ج<strong>و</strong>رج حسب<strong>و</strong>ن،‏ املدخل الى علم القان<strong>و</strong>ن،‏<br />

الدار العلمية الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong> دار الثقافة للنشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لة،‏ 2001.<br />

- عزيز السيد جاسم،‏ مبادئ الصحافة في عالم املتغيرات،‏ دار آفاق عربية،‏<br />

بغداد 1985.<br />

- الدكت<strong>و</strong>ر عماد عبدالحميد النجار،‏ ال<strong>و</strong>سيط في تشريعات الصحافة،‏ مكتبة<br />

االنجل<strong>و</strong> املصرية،‏ 1985.<br />

- الدكت<strong>و</strong>ر ليلى عبدالحميد،‏ تشريعات االعام-دراسة حالة على مصر-‏ العربي<br />

69


للنشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة ال<strong>و</strong>لى،‏ مصر،‏ 2001.<br />

- الدكت<strong>و</strong>ر مبدر ال<strong>و</strong>يس،‏ اثر التشهير في الصحافة على الحرية الشخصية –<br />

دراسة مقارنة -، مطبعة دار الجاحظ،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ بد<strong>و</strong>ن مكان الطبع،‏ 1986.<br />

- محمد محمد الشها<strong>و</strong>ي،‏ الحماية الجنائية لحرمة الحياة الخاصة في م<strong>و</strong>اجهة<br />

الصحافة،‏ دار النهضة العربية،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ مصر 2001.<br />

- الدكت<strong>و</strong>ر محمد ناجي ياق<strong>و</strong>ت،‏ فكرة الحق في السمعة،‏ مكتبة الجاء الجديدة،‏<br />

الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ القاهرة 1985.<br />

ثانياً‏ : الق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ثائق الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>املحلية<br />

أ/‏ الق<strong>و</strong>انين الصادرة في العراق<br />

- القان<strong>و</strong>ن املدني العراقي رقم )40( لسنة 1951.<br />

- قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي النافذ رقم )111( لسنة 1969.<br />

- قان<strong>و</strong>ن حماية حق املؤلف رقم )3( لسنة 1971.<br />

- قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي رقم )206( لسنة 1968.<br />

- قان<strong>و</strong>ن نقابة الصحفيين رقم )178( لسنة 1969.<br />

ب/‏ الق<strong>و</strong>انين الصادرة في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان العراق<br />

- قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات القليم كردستان العراق رقم )10( لسنة 1993.<br />

- قان<strong>و</strong>ن نقابة الصحفيين الكردستاني/‏ العراق رقم )4( لسنة 1998.<br />

- قان<strong>و</strong>ن الصحافة الك<strong>و</strong>ردستاني رقم ‏)‏‎35‎‏(لسنة 2007.<br />

- قان<strong>و</strong>ن حق املؤلف <strong>و</strong>الحق<strong>و</strong>ق املجا<strong>و</strong>رة في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق رقم 17<br />

لسنة‎2012‎‏.‏<br />

ج/‏ ق<strong>و</strong>انين د<strong>و</strong>ل االخرى<br />

- قان<strong>و</strong>ن حق<strong>و</strong>ق امللكية الفكرية املصري رقم 82 لسنة 2012.<br />

د-‏ ال<strong>و</strong>ثائق الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>املحلية<br />

- الشرعة الد<strong>و</strong>لية لحق<strong>و</strong>ق االنسان لعام 1948.<br />

70


- العهد الد<strong>و</strong>لي الخاص بالحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية لعام 1966.<br />

- ميثاق الشرف الصحفي،‏ الذي <strong>و</strong>افق عليه املجلس االعلى للصحافة املصرية<br />

عام 1998.<br />

ثالثاً‏ : املصادر االلكتر<strong>و</strong>نية:‏<br />

- أحمد صاح طاهر العامري،‏ أخاقيات العمل االعامي بين البيئتين<br />

اإلعاميتين الرقمية <strong>و</strong>التقليدية،‏ <strong>و</strong>املتاح على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني األتي:‏ https://<br />

www.researchgate.net/publication/331589150_akhlaqyat_alml_<br />

alalamy_byn_albyytyn_alalamytyn_alrqmyt_waltqlydyt<br />

- فهد بن عبدالرحمن الشميمري،‏ التربية االعامية-‏ كيف نتعامل مع االعام،‏<br />

كتاب مت<strong>و</strong>فر على شبكات االنترنيت <strong>و</strong>على العن<strong>و</strong>ان االكتر<strong>و</strong>ني االتي:‏<br />

https://www.saudimediaeducation.org/sme<br />

- مهيرة بثينة،‏ أخاقيات اإلعام الجديد:‏ بين الحرية <strong>و</strong>االلتزام في البيئة<br />

اإللكتر<strong>و</strong>نية،‏ بحث منش<strong>و</strong>ر في مجلة املعيار،‏ مجلد‎22‎‏،العدد‎44‎‏،‏ السنة‎2018‎‏،‏<br />

ص‎396‎‏.‏ <strong>و</strong>املشار على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني االتي:‏<br />

56504/2/22/https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/90<br />

- أخاقيات <strong>و</strong>مبادىء العمل الصحفي <strong>و</strong>االعامي،‏ تقرير ملركز هرد<strong>و</strong> لدعم التعبير<br />

الرقمس،‏ القاهرة-مصر،‏ 2016، ص‎15‎ <strong>و</strong>املتاح على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني االتي:‏<br />

08/https://hrdoegypt.org/wp-content/uploads/2016<br />

Barbara Wartelle wall, Medialaw developments-Sources and Public -<br />

Records<br />

املتاح على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني التالي :<br />

www.gannett.com/go/newswatch/2000/jaunary/htm.7-now/07<br />

71


72


الفصل الثاني<br />

د<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل اإلعالم في تحقيق التعايش <strong>السلم</strong>ي<br />

73


املقدمة:‏<br />

بات ل<strong>و</strong>سائل اإلعام الجماهيري،‏ <strong>و</strong>خاصة <strong>و</strong>سائل اإلعام الرقمية<br />

د<strong>و</strong>ر كبير في ج<strong>و</strong>انب الحياة املختلفة،‏ فزيادة على د<strong>و</strong>رها في التح<strong>و</strong>الت<br />

السياسية الكبرى التي اجتاحت بلدان املنطقة،‏ كان لها د<strong>و</strong>ر في التح<strong>و</strong>الت<br />

االجتماعية،‏ التي حدثت في هذه البلدان أيضاً‏ ، ف<strong>و</strong>سائل اإلعام باتت<br />

أكثر تأثيرا في تشكيل امل<strong>و</strong>اقف <strong>و</strong>تغييرها تجاه القضايا املختلفة <strong>و</strong>في<br />

ترسيخ قيم النظام االجتماعي فضا عن د<strong>و</strong>رها بتجسيد قيم <strong>و</strong>سل<strong>و</strong>كيات<br />

تنذر بخطر شديد قد يهدد النسيج االجتماعي.‏<br />

<strong>و</strong>ال ريب،‏ أن <strong>و</strong>سائل اإلعام يعد أحد أهم مصادر التنشئة<br />

االجتماعية،‏ بل تتسع دائرة هذا التأثير ي<strong>و</strong>ما بعد ي<strong>و</strong>م مع ت<strong>و</strong>سع دائرة<br />

التط<strong>و</strong>رات املتاحقة في مجال تكنل<strong>و</strong>جيا االتصال مقارنة ببقية املؤسسات<br />

األخرى كاألسرة <strong>و</strong>املؤسسات الترب<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>التعلمية،‏ <strong>و</strong>ال سيما في تعزيز <strong>و</strong>نشر<br />

ثقافة التعايش <strong>السلم</strong>ي بين األفراد <strong>و</strong>غرس ثقافة قب<strong>و</strong>ل اآلخر فيما<br />

بينهم عبر <strong>و</strong>سائل اإلعام في نشر هذه األنماط الفكرية <strong>و</strong>الثقافية بين<br />

املجتمعات،‏ <strong>و</strong>التعايش <strong>السلم</strong>ي من أسمى القضايا التي تهتم املجتمعات<br />

املعاصرة ملا يحمله من قيم سامية <strong>و</strong>مثل عليا من خال االحترام،‏ مع<br />

ضر<strong>و</strong>رة تبني ظاهرة التعايش <strong>و</strong>التسامح <strong>و</strong>تشجيعها <strong>و</strong>نبذ ظ<strong>و</strong>اهر التطرف<br />

<strong>و</strong>العنف املجتمعي،‏ فكل هذا بحاجة إلى النشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>عية بين أفراد<br />

املجتمع <strong>و</strong>العمل على تط<strong>و</strong>ير <strong>و</strong>تعزيز قيم التعايش <strong>السلم</strong>ي عبر <strong>و</strong>سائل<br />

اإلعام باعتبارها سلطة العصر.‏<br />

لقد شهد املجتمع العراقي خال العقدين املاضيين الكثير من<br />

التح<strong>و</strong>الت <strong>و</strong>املتغيرات على املست<strong>و</strong>ى السياسي <strong>و</strong>االجتماعي،‏ <strong>و</strong>حظيت تلك<br />

الحقبة بالعديد من أعمال العنف <strong>و</strong>الصراعات <strong>و</strong>الحر<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>ارث<br />

<strong>و</strong>األزمات،‏ <strong>و</strong>خلفت <strong>و</strong>راءها الكثير من الدمار جراء تنامي ظاهرة العنف<br />

74


<strong>و</strong>عدم التسامح <strong>و</strong>تزايد الحقد <strong>و</strong>الكراهية <strong>و</strong>التمييز على أساس من الدين<br />

<strong>و</strong>املذاهب <strong>و</strong>العرق بين أبناء ال<strong>و</strong>طن ال<strong>و</strong>احد،‏ <strong>و</strong>مع أن أرقام الضحايا من<br />

املدنيين من العراق جراء حرب أهلية طائفية شاملة بين عامي 2003<br />

_ 2008 مشك<strong>و</strong>ك في دقتها،‏ حيث أظهرت دراسة استقصائية للبيانات<br />

املت<strong>و</strong>فرة أجريت عام 2008 نطاق تلك األرقام بين 34,832 <strong>و</strong> 793,663<br />

من مختلف املصادر،‏ <strong>و</strong>كان الكثير من عمليات القتل هذه يحركه العداء<br />

الطائفي بشكل علني )))( . <strong>و</strong>قدرت املنظمة العاملية للهجرة،‏ التي ترصد<br />

أعداد األسر املهجرة،‏ أن نح<strong>و</strong> 1.6 ملي<strong>و</strong>ن عراقي أبعد<strong>و</strong>ا عن ديارهم داخل<br />

العراق في املدة املمتدة ما بين عامي 2006 <strong>و</strong>‎2010‎‏،‏ <strong>و</strong>يشكل هذا العدد<br />

5.5 في املئة من عدد سكان الباد )))( .<br />

كل هذه املعاني <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ثائق حاضرة في أذهان الباحثيين اإلعاميين<br />

<strong>و</strong>علماء اجتماع السياسة فضا عن رجال الدين <strong>و</strong>السياسة،‏ لكي<br />

يتصد<strong>و</strong>ا لقضية مهمة تتمثل في د<strong>و</strong>ر مسؤ<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>سائل اإلعام الجماهيري<br />

في التعاطي مع قضية التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>انعكاساتها على املجتمع العراقي.‏<br />

<strong>و</strong>كان لزاماً‏ علينا كباحثين إعاميين ال<strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ف على حقيقة الد<strong>و</strong>ر الذي<br />

يمكن أن تق<strong>و</strong>م به <strong>و</strong>سائل اإلعام – التقليدي <strong>و</strong>الجديد-‏ في التر<strong>و</strong>يج<br />

لثقافة التعايش <strong>و</strong>التماسك االجتماعي <strong>و</strong>نبذ العنف <strong>و</strong>التطرف <strong>و</strong>الطائفية<br />

التي تقف حاجزاً‏ د<strong>و</strong>ن تحقيق التعايش،‏ <strong>و</strong>من هذا املنطلق جاءت<br />

رغبتي كباحث إعامي في اإلسهام بدراستها ضمن مشر<strong>و</strong>ع تنم<strong>و</strong>ي تحت<br />

عن<strong>و</strong>ان مشر<strong>و</strong>ع التأسيس <strong>و</strong>بناء القدرات للمنتديات املهنية اإلعامية<br />

للشباب لتعزيز التماسك االجتماعي(‏ إذ تق<strong>و</strong>م منظمة التنمية املدنية<br />

1- Hannah Fischer, Iraqi Civilian Death Estimates , Washington, D.C.:<br />

Congressional<br />

.Research Service, RS22537, August 27, 2008.<br />

2- حرب العراق باألرقام،‏ تقرير هيئة اإلذاعة الريطانية https://www.bbc.com/ BCC،<br />

.arabic<br />

75


.UNDP بتنفيذه باالشتراك مع برنامج األمم املتحدة اإلنمائي CDO<br />

<strong>و</strong>بعد لقاءات تشا<strong>و</strong>رية عدة تم اختيار عن<strong>و</strong>ان هذا الفصل تحت<br />

عن<strong>و</strong>ان د<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل اإلعام في تحقيق التعايش <strong>السلم</strong>ي(‏ <strong>و</strong>قسمته على<br />

مبحثين،‏ <strong>و</strong>لتحقيق أهداف السياسة العامة للم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع،‏ تم رسم محا<strong>و</strong>ره،‏<br />

التي هي:‏ مظاهر التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>آفاقه في املجتمع العراقي،‏ <strong>و</strong>تندرج<br />

تحت هذا العن<strong>و</strong>ان الرئيسي،‏ عنا<strong>و</strong>ين <strong>و</strong>محا<strong>و</strong>ر فرعية تتمثل في:‏ مفاهيم<br />

التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>دالالته،‏ <strong>و</strong>الخ<strong>و</strong>ض في تنا<strong>و</strong>ل <strong>و</strong>اقع أزمة التعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>مظاهرها في العراق بعد التغيير السياسي الذي حصل سنة<br />

2003، مع أخذ أهمية مح<strong>و</strong>ر التشكيلة الفسيفسائية للعرق <strong>و</strong>الدين<br />

في املجتمع العراقي بنظر االعتبار،‏ ثم التحدث عن ال<strong>و</strong>سائل املتعددة<br />

لتعزيز التعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق.‏ <strong>و</strong>نتا<strong>و</strong>ل في الجزئية الثانية،‏ التي هي<br />

مغزى <strong>و</strong>اساس سياسة هذا الفصل،‏ <strong>و</strong>قد تُ‏ عنى بأمر العمل الصحفي<br />

<strong>و</strong>السياسة التحريرية للمؤسسات اإلعامية،‏ حيث تتمح<strong>و</strong>ر في م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع<br />

املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية ل<strong>و</strong>سائل اإلعام الجماهيري في تحقيق التعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي في املجتمع،‏ <strong>و</strong>سنركز في هذا املبحث على تجربة اإلعام العراقي<br />

مع مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>مؤشرات تق<strong>و</strong>يض التعايش <strong>السلم</strong>ي في<br />

<strong>و</strong>سائل اإلعام العراقية مع تنا<strong>و</strong>ل مخاطر الشائعة الرقمية على منصات<br />

الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي على <strong>السلم</strong> املجتمعي <strong>و</strong>تجنب <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع الصحفيين في<br />

فخ تلك الشائعات الرقمية.‏ <strong>و</strong>نتمنى أن نك<strong>و</strong>ن قد أفدناكم بهذا الجهد<br />

العلمي املت<strong>و</strong>اضع،‏ آملين أن نعُ‏ دَّ‏ ً جيا ً إعاميا ً مهنيا يفيد املجتمع.‏<br />

األستاذ املساعد<br />

د.‏ شيرك<strong>و</strong> جبار محمد<br />

مدرس تقنيات الصحافة التلفزي<strong>و</strong>نية<br />

2022/1/28<br />

76


املبحث األ<strong>و</strong>ل<br />

مظاهر التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong> آفاقه في املجتمع العراقي<br />

تمهيد:‏<br />

يحصل التعايش عندما يك<strong>و</strong>ن هناك صراع <strong>و</strong>اقعي ينتج عن التعصب<br />

القائم على عقدة االستعاء بين مجم<strong>و</strong>عتين أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>لتين أ<strong>و</strong> طائفتين،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong><br />

عبارة عن اتفاق ضمني بينهم على عدم اللج<strong>و</strong>ء إلى اإلقتتال <strong>و</strong>الحرب<br />

كخيار لتس<strong>و</strong>ية الخافات بينهما.‏ <strong>و</strong>في بلدنا املتعدد بأطيافه <strong>و</strong>أل<strong>و</strong>انه<br />

يتطلب منا <strong>و</strong>قفة حقيقية للتركيز على مفه<strong>و</strong>م التعايش <strong>السلم</strong>ي،‏ <strong>و</strong>ال<br />

سيما بعد أن ت<strong>و</strong>صلنا إلى التشخيص بأننا من د<strong>و</strong>نه سنك<strong>و</strong>ن متضادين،‏<br />

يحارب بعضنا بعضاً‏ بشكل من أشكال الحرب األهلية القائمة على<br />

د<strong>و</strong>امة العنف التي تعصف كل ماه<strong>و</strong> نبيل في العراق،‏ فاملرحلة صعبة<br />

<strong>و</strong>املسؤ<strong>و</strong>لية كبيرة تتطلب من الجميع االتجاه إلى التعايش <strong>السلم</strong>ي بين<br />

أق<strong>و</strong>ام تختلف فيما بينها من مذاهب <strong>و</strong>أديان أ<strong>و</strong> بين جماعات ذات مبادئ<br />

مختلفة،‏ <strong>و</strong>ذلك عن طريق خلق ج<strong>و</strong> من التفاهم بين تلك الجماعات<br />

بعيداً‏ عن االقتتال <strong>و</strong> العنف.‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ التعايش <strong>السلم</strong>ي،‏ املفه<strong>و</strong>م <strong>و</strong>الدالالت:‏<br />

يعني التعايش في اللغة:‏ عايشه،‏ عاش معه.‏ <strong>و</strong>العيش معناه الحياة،‏<br />

<strong>و</strong>ه<strong>و</strong> عيش على هذه األرض من بني آدم كافة د<strong>و</strong>ن تفريق،‏ <strong>و</strong>تعني اإلشتراك<br />

في الحياة على األلفة <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>دة ))) .<br />

<strong>و</strong>جاء الت ش(‏ CO-Existence في امل<strong>و</strong>س<strong>و</strong>عة الجامعية:‏ من تعاي<br />

<strong>و</strong>ا،‏ أي عاش<strong>و</strong>ا على األلفة <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>دة،‏<br />

ُ تعاي شاً‏ فه<strong>و</strong> مُ‏ تعايش،‏ <strong>و</strong>تَ‏ عايَ‏ شُ‏<br />

شَ‏<br />

َ<br />

77<br />

َّ عايُ‏<br />

- 3 معجم ال<strong>و</strong>سيط،‏ ج‎2‎‏،‏ 646، <strong>و</strong>املنجد يف اللغة،‏ مادة عيش(‏ ص‎540‎‏.‏


<strong>و</strong>التعايش االجتماعي،‏ يعني أن املجتمع يعيش أهله في <strong>و</strong>ئام،‏ رغم تعدد<br />

فئاتهم <strong>و</strong>أعراقهم <strong>و</strong>أديانهم <strong>و</strong>مصالحهم.‏ <strong>و</strong>يق<strong>و</strong>م التعايش على احترام<br />

اآلخرين <strong>و</strong>حرياتهم <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>عي باالختافات بين األفراد <strong>و</strong>الجماعات <strong>و</strong>القب<strong>و</strong>ل<br />

بها،‏ <strong>و</strong>تقدير التن<strong>و</strong>ع الثقافي،‏ <strong>و</strong>ألن التعايش ه<strong>و</strong> تفاعل بين الطرفين <strong>و</strong>أكثر،‏<br />

فه<strong>و</strong> يعني استعداداً‏ من عدة أطراف لتط<strong>و</strong>ير عيش مشترك يس<strong>و</strong>ده<br />

الح<strong>و</strong>ار <strong>و</strong>التفاهم ))) .<br />

<strong>و</strong>لم تستخدم املفردة في اللغة العربية في البداية للداللة على العيش<br />

ب<strong>السلم</strong> داخل املجتمعات املتن<strong>و</strong>عة،‏ بل جاء استخدامها في الستينيات<br />

<strong>و</strong>السبعينيات من القرن العشرين،‏ تعبيراً‏ عن تجنب النزاعات <strong>و</strong>الحر<strong>و</strong>ب<br />

بين أقطاب الحرب الباردة بالت<strong>و</strong>افق على ما سمي التعايش <strong>السلم</strong>ي<br />

Peaceful Co-Existence أي معالجة النزاعات من خال التفا<strong>و</strong>ض<br />

<strong>و</strong>الح<strong>و</strong>ار <strong>السلم</strong>ي،‏ <strong>و</strong>اللج<strong>و</strong>ء أحياناً‏ إلى املؤسسات الد<strong>و</strong>لية،‏ ً تجنبا ألخطار<br />

الحرب الن<strong>و</strong><strong>و</strong>ية ))) .<br />

<strong>و</strong>تُ‏ عرَّف <strong>السلم</strong>ي في اللغة بما يأتي:‏ جاء في مادة سلم تعني املُسالِ‏ مُ‏ ،<br />

<strong>و</strong>الصُّ‏ لحُ‏ ، <strong>و</strong>يأتي <strong>السلم</strong> في اللغة االنجليزية بمعنى Peaceful أي:‏ الهادئ<br />

<strong>و</strong>املسترخي <strong>و</strong>ال يحت<strong>و</strong>ي على أي مظاهر للعنف،‏ <strong>و</strong>أضاف قام<strong>و</strong>س :Collins<br />

أنه األنشطة <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اقف التي ال تنط<strong>و</strong>ي على حرب أ<strong>و</strong> خاف ))) .<br />

<strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>م من املعنى اللغ<strong>و</strong>ي مما اشرنا إليه سلفاً‏ ، تك<strong>و</strong>ن كلمة <strong>السلم</strong>ي(‏<br />

- 4 امل<strong>و</strong>س<strong>و</strong>عة الجامعية عَيش،‏ تَعايُش(‏<br />

- 5 التعايش <strong>و</strong>التعارف يف االسالم،‏ مفاهيم ميرسة،‏ منظمة التعا<strong>و</strong>ن اإلسالمي،‏ مكتبة امللك<br />

فهد ال<strong>و</strong>طنية للنرش،‏ ‎2019‎‏،ص‎14‎‏.‏<br />

- 6 أنظر إىل:‏<br />

ابن منظ<strong>و</strong>ر،‏ لسان العرب،‏ دار املعرف،‏ 1993، م‎12‎‏،‏ ص‎289‎‏.‏<br />

Cambridge Business English Dictionary 2019) Copyright © Cambridge<br />

.University Press<br />

Collins English Dictionary 2019), Copyright © HarperCollins Publishers<br />

78


<strong>و</strong>صف مؤكد لطبيعة التعايش،‏ <strong>و</strong>على فرض <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د ن<strong>و</strong>ع من التعايش غير<br />

<strong>السلم</strong>ي يك<strong>و</strong>ن ال<strong>و</strong>صف ً مقيدا يخرج به ن<strong>و</strong>ع التعايش غير <strong>السلم</strong>ي،‏ اذاً‏<br />

<strong>السلم</strong>ي(‏ يك<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>صفاً‏ ً ايجابيا مل<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>فه التعايش(،‏ الذي يك<strong>و</strong>ن ً خبرا ملبتدأ<br />

محذ<strong>و</strong>ف تقديره:‏ هذا،‏ أ<strong>و</strong> ه<strong>و</strong>،‏ فهناك ت<strong>و</strong>جد عاقة إيجابية بين التعايش<br />

<strong>و</strong><strong>السلم</strong>،‏ <strong>و</strong>تلك تعزز الكرامة <strong>و</strong>الحرية <strong>و</strong>االستقال.‏<br />

أما من ناحية املصطلح:‏ فيعرف التعايش <strong>السلم</strong>ي Peaceful<br />

Coexistence بأنه اتفاق طرفين أ<strong>و</strong> عدة أطراف على تنظيم <strong>و</strong>سائل<br />

العيش – أي الحياة-‏ فيما بينها على <strong>و</strong>فق قاعدة يتم تحديدها <strong>و</strong>تمهيد<br />

السبل املؤدية إليها ))) .<br />

<strong>و</strong>فكرة التعايش تعني تجا<strong>و</strong>ز سبل االنقسام التي تق<strong>و</strong>م على اساس<br />

الدم ا<strong>و</strong> الرابطة الق<strong>و</strong>مية ا<strong>و</strong> الدين ا<strong>و</strong> الطائفة ا<strong>و</strong> العشيرة ا<strong>و</strong> غيرها من<br />

الناحيتين النظرية <strong>و</strong>األخاقية في اقل تقدير ))) . <strong>و</strong>تعني في قام<strong>و</strong>س ,Collin<br />

التنافس بد<strong>و</strong>ن حرب،‏ أ<strong>و</strong> سياسة السام بين األمم ذات األنظمة السياسية<br />

<strong>و</strong>األيدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيات املختلفة على نطاق <strong>و</strong>اسع.‏ <strong>و</strong>عرف رشيد كه<strong>و</strong>س التعايش،‏<br />

بأنه العيش املشترك بين الشع<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>الحضارات في ج<strong>و</strong> من التفاهم <strong>و</strong>التعا<strong>و</strong>ن<br />

<strong>و</strong>التضامن <strong>و</strong>التسامح <strong>و</strong>تبادل املنافع <strong>و</strong>املصالح بعيداً‏ عن الصراعات<br />

<strong>و</strong>النزاعات <strong>و</strong>العنف <strong>و</strong>االضطهاد،‏ حتى يس<strong>و</strong>د األمن <strong>و</strong>السام ))) .<br />

<strong>و</strong>جاء في باب املبادئ من املادة 1( للجمعية العامة لألمم املتحدة املؤرخ<br />

في 11 كان<strong>و</strong>ن األ<strong>و</strong>ل سنة 1969 ح<strong>و</strong>ل إعان التقدم <strong>و</strong>اإلنماء في امليدان<br />

االجتماعي:‏ لجميع الشع<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>جميع البشر،‏ د<strong>و</strong>ن أي تمييز بسبب العرق أ<strong>و</strong><br />

- 7 عبدالعزيز الت<strong>و</strong>يجري،‏ اإلسالم <strong>و</strong>التعايش بن األديان يف أفق القرن ال<strong>و</strong>احد <strong>و</strong>العرش<strong>و</strong>ن،‏<br />

املؤمتر الد<strong>و</strong>يل العارش للمجلس األعى للشئ<strong>و</strong>ن اإلسالمية،صص‎32-1‎‏.‏<br />

- 8 محمد عابد الجابري،‏ قضايا يف الفكر املعارص،‏ ط‎1‎‏،‏ مركز دراسات ال<strong>و</strong>حدة العربية،‏<br />

بر<strong>و</strong>ت،‏ 1997، ص‎20‎‏.‏<br />

- 9 رشيد كه<strong>و</strong>س،‏ التعايش <strong>السلم</strong>ي بن الشع<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>األديان،‏ مجلة كلية أص<strong>و</strong>ل الدين،‏ املغرب،‏<br />

ص-‏‎111‎ ص‎143‎‏.‏<br />

79


الل<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> الجنس أ<strong>و</strong> اللغة أ<strong>و</strong> الدين أ<strong>و</strong> الجنسية أ<strong>و</strong> األصل اإلثني أ<strong>و</strong> املركز<br />

العائلي أ<strong>و</strong> االجتماعي،‏ أ<strong>و</strong> القناعة السياسية أ<strong>و</strong> غير السياسية،‏ الحقُ‏ في<br />

أن يحي<strong>و</strong>ا حياة كرامة <strong>و</strong>حرية <strong>و</strong>أن ينعم<strong>و</strong>ا بثمار التقدم االجتماعي،‏ <strong>و</strong>يترتب<br />

عليهم،‏ من ناحيتهم،‏ <strong>و</strong>اجب اإلسهام في هذا التقدم.‏ إذ يشير هذا املبدأ<br />

بكل <strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ح إلى التعايش بين بني البشر ضمن اطار حياة مفعمة بالسام<br />

<strong>و</strong>االحترام املتبادل <strong>و</strong>التفاهم بين الشع<strong>و</strong>ب ضمن الد<strong>و</strong>لة ال<strong>و</strong>احدة،‏ أ<strong>و</strong> بين<br />

الد<strong>و</strong>ل ذات النظم االجتماعية أ<strong>و</strong> االقتصادية أ<strong>و</strong> السياسية املختلفة،‏<br />

<strong>و</strong>اعتقاداً‏ بتلك املبادئ إذ بامكان التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>العاقات ال<strong>و</strong>دية<br />

<strong>و</strong>التعا<strong>و</strong>ن بين امللل املختلفة يمكنه تعزيز اإلنماء االجتماعي.‏<br />

إن تلك املفاهيم التي عرضناها سلفاً‏ ح<strong>و</strong>ل مصطلح التعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي،‏ متدا<strong>و</strong>ل في كل البيئات الفكرية،‏ <strong>و</strong>يتم التعامل مع هذا<br />

املفه<strong>و</strong>م <strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ازمه الثقافية <strong>و</strong>السياسية باعتباره ثابتة من ث<strong>و</strong>ابت<br />

املجتمعات املتقدمة لذلك،‏ <strong>و</strong>بعيداً‏ عن املضاربات الفكرية <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>ظيفات<br />

االيدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية املتعسفة،‏ فنحن العراقي<strong>و</strong>ن الي<strong>و</strong>م بأمس الحاجة إلى<br />

ترجمة املعنى الج<strong>و</strong>هري للتعايش <strong>السلم</strong>ي في <strong>و</strong>اقعنا االجتماعي <strong>و</strong>تطبيقه<br />

<strong>و</strong>تحديد مضم<strong>و</strong>نه <strong>و</strong>جذ<strong>و</strong>ره الفلسفية <strong>و</strong>املعرفية <strong>و</strong>بيان م<strong>و</strong>قعه في سلم<br />

القيم <strong>و</strong>املبادئ االجتماعية.‏<br />

ثانياً‏ : التركيبة الفسيفسائية للعرق <strong>و</strong>الدين في املجتمع العراقي:‏<br />

يتألف املجتمع العراقي من نسيج اجتماعي متعددة األعراق <strong>و</strong>األديان<br />

<strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف,‏ إذ ي ُ عرفُ‏ املجتمع العراقي بأنه من أكثر املجتمعات تن<strong>و</strong>عاً‏<br />

من حيث اعداد تلك الجماعات <strong>و</strong>تشابكها <strong>و</strong>تداخلها,‏ <strong>و</strong>برغم هذا التن<strong>و</strong>ع<br />

إن تلك التعددية تعايشت على اختاف االنظمة السياسية املتعاقبة،‏<br />

إن هذا التعدد <strong>و</strong>التن<strong>و</strong>ع في مك<strong>و</strong>نات املجتمع العراقي،‏ ه<strong>و</strong> ظاهرة ايجابية<br />

80


ّ<br />

ً<br />

سليمة,‏ من املمكن ان تك<strong>و</strong>ن عنصرا غنياً‏ <strong>و</strong>ابداعاً‏ ثقافياً‏ <strong>و</strong>ر<strong>و</strong>حياً‏<br />

<strong>و</strong>اجتماعياً‏ اذا ما ت<strong>و</strong>حدت في اطار <strong>و</strong>حدة <strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>احدة.‏<br />

لقد منح الدست<strong>و</strong>ر الدائم للعراق <strong>و</strong>الصادر سنة 2005 في م<strong>و</strong>اده<br />

43،41،4،3،2( الحرية ألتباع كل مذهب ملمارسة شعائرهم الدينية،‏<br />

<strong>و</strong>بيت أن الد<strong>و</strong>لة تتكفل بحرية العبادة <strong>و</strong>حماية أماكن العبادة <strong>و</strong>ضمان<br />

ممارسة الشعائر بحرية فيها,‏ <strong>و</strong>تعتبر مادته ال 14( أن جميع العراقيين<br />

متسا<strong>و</strong><strong>و</strong>ن أمام القان<strong>و</strong>ن د<strong>و</strong>ن تمييز.‏<br />

يبلغ عدد سكان العراق في أحدث التقديرات التي أعدها الجهاز<br />

املركزي لإلحصاء لعام 41 2021، ملي<strong>و</strong>ناً‏ <strong>و</strong> 190 ألف نسمة،‏ <strong>و</strong>هم<br />

م<strong>و</strong>زع<strong>و</strong>ن ب<strong>و</strong>اقع 50.50% للرجال،‏ <strong>و</strong>‎49.5%‎ للنساء )1)) ، <strong>و</strong>الجدير بالذكر،‏<br />

أنه على مدى 23 عاماً‏ املاضية لم يُ‏ جر أي تعداد سكاني في العراق <strong>و</strong>ه<strong>و</strong><br />

قد يُ‏ عَ‏ ُّ د األساس في ت<strong>و</strong>زيع الثر<strong>و</strong>ات في الباد <strong>و</strong>رسم الخطط التنم<strong>و</strong>ية<br />

<strong>و</strong>تق<strong>و</strong>يم نتائجها <strong>و</strong><strong>و</strong>ضع الخطط الصحيحة إلعادة اإلعمار،‏ إال أن سلطة<br />

االئتاف املؤقتة بعد الغز<strong>و</strong> األمريكي للعراق سنة 2003، <strong>و</strong>باالتفاق مع<br />

الكتل السياسية التي شاركت في مجلس الحكم االنتقالي،‏ <strong>و</strong>ضعت نسبً‏ ا<br />

اتفق عليها القتسام السلطات <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ارد،‏ بم<strong>و</strong>جب تلك النسب،‏ صنفت<br />

األعراق <strong>و</strong>األديان <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف في املجتمع العراقي كاآلتي )1)) :<br />

- 10 <strong>و</strong>زارة التخطيط,‏ الجهاز املركزي لإلحصاء،‏http://cosit.gov.iq/ar‏/‏<br />

- 11 انظر إىل املراجع اآلتية:‏<br />

رشيد خي<strong>و</strong>ن،‏ األديان <strong>و</strong>املذاهب بالعراق،‏ ط‎2‎‏،‏ مش<strong>و</strong>رات دار الجمل،‏‎2007‎‏.‏<br />

رائد الحامد،العراق،‏ فسيفساء الديانات <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>ميات،‏ <strong>و</strong>كالة األناض<strong>و</strong>ل،//:‏https<br />

/www.aa.com.tr/ar<br />

رضا زيدان،‏ أعراق <strong>و</strong>ديانات متن<strong>و</strong>عة يف العراق،‏ كيف تت<strong>و</strong>زع؟ <strong>و</strong>ماهي خصائصها؟،‏ شبكة<br />

امليادين اإلعالمية،‏ https://www.almayadeen.net/news/politic<br />

الدست<strong>و</strong>ر الدائم للعراق الصادر سنة 2005.<br />

81


الط<strong>و</strong>ائف الدينية:‏<br />

1.1 املسلم<strong>و</strong>ن:‏<br />

يعتبر الدين اإلسامي أكبر ديانة فى العراق من حيث عدد األتباع،‏<br />

إذ يعتنقه 95% من السكان،‏ <strong>و</strong>هم ينقسم<strong>و</strong>ن إلى طائفتين رئيسيتين:‏<br />

ً<br />

1.1.1 الشيعة:‏ <strong>و</strong>فقا<br />

ل<strong>و</strong>كالة االستخبارات املركزية األميركية تمثل<br />

الشيعة أكثر من نصف السكان فى العراق بنسبة 69% بين اجمالي<br />

سكان العراق،‏ <strong>و</strong>أغلبها من الق<strong>و</strong>مية العربية إذ تمثل أكثر من 55%،<br />

<strong>و</strong>‎45%‎ بينها من الك<strong>و</strong>رد <strong>و</strong>التركمان.‏<br />

2.1.1 السُ‏ نة:‏ تترا<strong>و</strong>ح نسبة العراقيين السُ‏ نة ‏-<strong>و</strong>فقً‏ ا لتقارير <strong>و</strong>إحصاءات<br />

غير رسمية-‏ أقل من النصف 29% - 34% <strong>و</strong>تت<strong>و</strong>زع بين العرب <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>رد<br />

<strong>و</strong>بعض التركمان،‏ <strong>و</strong>كذلك تت<strong>و</strong>زع على ثاثة مذاهب رئيسية هي الحنفية<br />

<strong>و</strong>الشافعية <strong>و</strong>الحنبلية.‏ <strong>و</strong>‎22%‎ من العرب من السنة،‏ أي أن نسبة العرب<br />

تبلغ 77%، ثم الك<strong>و</strong>رد 19%، <strong>و</strong>تت<strong>و</strong>زع نسبة أقل من 3% ق<strong>و</strong>ميً‏ ا على<br />

التركمان <strong>و</strong>غيرهم.‏<br />

‎2.1‎املسيحي<strong>و</strong>ن:‏<br />

تعد املسيحية ثاني أكبر ديانة في العراق بعد اإلسام،‏ <strong>و</strong>هي ديانة<br />

معترف بها في الدست<strong>و</strong>ر العراقي الذي سمّ‏ اها ب«الكلد<strong>و</strong>آش<strong>و</strong>ريين«‏ <strong>و</strong>تعني<br />

كل أقسام املُك<strong>و</strong>ّ‏ ن املسيحي من الكلدان <strong>و</strong>اآلش<strong>و</strong>ريين <strong>و</strong>السريان األرث<strong>و</strong>ذكس<br />

<strong>و</strong>األرمن <strong>و</strong>غيرهم.‏ <strong>و</strong>بلغ عدد املسيحيين في العراق قبل الغز<strong>و</strong> األميركي<br />

على العراق سنة 2003 نح<strong>و</strong> ملي<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>‎420‎ ألف مسيحي،‏ اضطر عدد<br />

كبير منهم إلى مغادرة الباد.‏ <strong>و</strong>بحسب رئيس مجلس الطائفة املسيحية<br />

العراقية في األردن ‏»غازي رح<strong>و</strong>«‏ فإن عدد املسيحيين في العراق اآلن ال<br />

يتجا<strong>و</strong>ز 450 ألف مسيحي فقط،‏ أي أن أكثر من ملي<strong>و</strong>ن مسيحي غادر<strong>و</strong><br />

82


ً<br />

ّ<br />

الباد <strong>و</strong>استقر<strong>و</strong> في أ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>با <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>اليات املتحدة أ<strong>و</strong> اتخذ<strong>و</strong> من األردن <strong>و</strong>لبنان<br />

مقراً‏ له،‏ <strong>و</strong>ينقسم املسيحي<strong>و</strong>ن إلى ط<strong>و</strong>ائف فرعية مرتبطة بالق<strong>و</strong>ميات،‏<br />

كالسريان <strong>و</strong>اآلش<strong>و</strong>ريين <strong>و</strong>الكلدان.‏<br />

3.1 اإليزيدي<strong>و</strong>ن:‏<br />

هم مك<strong>و</strong>ن ديني في األساس،‏ بلغ عددهم،‏ حسب تعداد عام 1977،<br />

أكثر من مائة ألف نسمة.‏ <strong>و</strong>تبلغ نسبتهم غير الرسمية <strong>و</strong>فقا ملصادرهم<br />

2% من السكان.‏ يتحدث اإليزيدي<strong>و</strong>ن اللغة الكردية-‏ الكرمانجية،‏<br />

<strong>و</strong>العربية <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ إيزيدية بعشيقة قرب امل<strong>و</strong>صل <strong>و</strong>إيزيدية س<strong>و</strong>ريا،‏<br />

‏ّع اإليزيدي<strong>و</strong>ن في محافظة نين<strong>و</strong>ى بين:‏ قضاء الشيخان،‏ <strong>و</strong>بعشيقة،‏<br />

<strong>و</strong>يت<strong>و</strong>ز<br />

<strong>و</strong>بحزاني،‏ <strong>و</strong>شنكار،‏ <strong>و</strong>زمار <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>ش،‏ <strong>و</strong>في محافظة ده<strong>و</strong>ك:‏ شاريا،‏ <strong>و</strong>مجمع<br />

خانك.‏<br />

3.1 الصابئة املندائية:‏<br />

هي من األق<strong>و</strong>ام اآلرامية التي هاجرت إلى العراق بحد<strong>و</strong>د عام 100<br />

مياديً‏ ا،‏ <strong>و</strong>تُ‏ ُ عد الصابئة املندائية ديانة غير تبشيرية،‏ فيما يخص<br />

أعدادهم يق<strong>و</strong>ل رئيس الصابئة املندائيين في العراق <strong>و</strong>العالم ‏»ستار<br />

جبار«‏ إنه ال تت<strong>و</strong>فر إحصائية دقيقة ألعداد الصابئة،‏ <strong>و</strong>لكن يقدّ‏ ر عدد<br />

الصابئة في العراق ب 200 ألف صابئي،‏ يتمركز<strong>و</strong>ن في محافظات بغداد<br />

<strong>و</strong>العمارة <strong>و</strong>البصرة <strong>و</strong>الناصرية <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>ت <strong>و</strong>الدي<strong>و</strong>انية <strong>و</strong>ديالى،‏ <strong>و</strong>يعيش<strong>و</strong>ن على<br />

ضفاف األنهار،‏ <strong>و</strong>يتكلم<strong>و</strong>ن اللغة اآلرامية إضافةً‏ إلى اللغة العربية.‏<br />

4.1 الكاكائية:‏<br />

الكاكائية أقلية دينية تعيش داخل إقليم كردستان العراق <strong>و</strong>مناطق<br />

أخرى تت<strong>و</strong>زع بين محافظات نين<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>كرك<strong>و</strong>ك <strong>و</strong>ديالى.‏ <strong>و</strong>فقا آلخر إحصائية<br />

غير رسمية ملنظمة ميثرا،‏ يبلغ عدد أتباع الديانة الكاكائية في العراق<br />

أكثر من 120 ألف نسمة،‏ يت<strong>و</strong>زع<strong>و</strong>ن بين مناطق سهل نين<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>السليمانية<br />

83


<strong>و</strong>أربيل <strong>و</strong>حلبجة <strong>و</strong>خانقين <strong>و</strong>كرك<strong>و</strong>ك <strong>و</strong>ديالى <strong>و</strong>مدن أخرى تقع ضمن هذا<br />

النطاق ((1( .<br />

5.1 البهائي<strong>و</strong>ن:‏<br />

البهائي<strong>و</strong>ن من األقليات الدينية الصغرى في العراق فهم ينحدر<strong>و</strong>ن<br />

من أديان مختلفة <strong>و</strong>خلفيات <strong>و</strong>أعراق متن<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>ينتشر<strong>و</strong>ن في مختلف مدن<br />

<strong>و</strong>قرى العراق من الشمال إلى الجن<strong>و</strong>ب.‏ <strong>و</strong>بسبب غياب االعتراف الرسمي<br />

بهم <strong>و</strong>بمؤسساتهم،‏ ال ي<strong>و</strong>جد إحصاء دقيق لعدد البهائيين في العراق<br />

<strong>و</strong>مناطقهم،‏ إال أن عدددهم يقدر بعدة آالف تنتشر في املناطق املختلفة<br />

للباد ((1( .<br />

الق<strong>و</strong>ميات <strong>و</strong>األقليات األثنية:‏<br />

يتشكل املجتمع العراقي من ق<strong>و</strong>ميتين رئيسيتين،‏ هما العربية<br />

<strong>و</strong>الكردية،‏ بحسب الدست<strong>و</strong>ر املؤقت لعام 1970، <strong>و</strong>جاء في املادة 4 أ<strong>و</strong>الً(‏<br />

من الدست<strong>و</strong>ر الدائم لسنة 2005 ‏»اللغة العربية <strong>و</strong>اللغة الك<strong>و</strong>ردية هما<br />

اللغتان الرسميتان للعراق«،‏ <strong>و</strong>بم<strong>و</strong>جب التقديرات املأخ<strong>و</strong>ذة من إدارة<br />

الشؤ<strong>و</strong>ن االقتصادية <strong>و</strong>االجتماعية في األمم املتحدة 2015( <strong>و</strong>كتاب<br />

حقائق العالم ل<strong>و</strong>كالة االستخبارات األمريكية‎2010‎‏(،‏ تترا<strong>و</strong>ح نسبة العرب<br />

بين 75% <strong>و</strong>‎80%‎‏،‏ في حين يترا<strong>و</strong>ح األكراد بين 15% <strong>و</strong>‎20%‎‏،‏ إضافة إلى<br />

ق<strong>و</strong>ميات أخرى،‏ مثل التركمان <strong>و</strong>السريان <strong>و</strong>آخرين،‏ <strong>و</strong>هم بين 5% <strong>و</strong>‎7%‎‏.‏<br />

1.2 العرب:‏<br />

تُ‏ شك ّ ل الق<strong>و</strong>مية العربية غالبية سكان العراق،‏ <strong>و</strong>تبلغ نسبتها نح<strong>و</strong><br />

- 12 من هم الكاكائي<strong>و</strong>ن،‏ شبكة الرشق األ<strong>و</strong>سط لإلرسال الحرة(،‏ https://www.alhurra.<br />

.com/iraq<br />

- 13 سعد سل<strong>و</strong>م،‏ األقليات يف العراق:‏ الذاكرة،‏ اله<strong>و</strong>ية،‏ التحديات،‏ ط‎3‎‏،‏ مؤسسة مسارات<br />

للتنمية الثقافية <strong>و</strong>اإلعالمية،‏ 2014، صص‎135-121‎‏.‏<br />

84


75% من السكان.‏ <strong>و</strong>ينقسم العرب الذين هم في الغالبية مسلم<strong>و</strong>ن إلى<br />

شيعة <strong>و</strong>هم غالبية سكان محافظات جن<strong>و</strong>ب بغداد <strong>و</strong>إلى سنة <strong>و</strong>هم غالبية<br />

سكان محافظات شمال <strong>و</strong>غرب بغداد في حين أن بغداد هي املدينة التي<br />

تختلط بها أثنيات <strong>و</strong>ط<strong>و</strong>ائف العراق جميعاً‏ .<br />

2.2 الك<strong>و</strong>رد:‏<br />

تُ‏ شكل الق<strong>و</strong>مية الك<strong>و</strong>ردية املجم<strong>و</strong>عة العرقية الثانية بعد العرب<br />

في العراق،‏ فقد <strong>و</strong>صل عدد األكراد إلى نح<strong>و</strong> 5.2 ملي<strong>و</strong>ن نسمة <strong>و</strong>فق<br />

احصاءات غير رسمية،‏ <strong>و</strong>تترا<strong>و</strong>ح نسبتهم بين 15% <strong>و</strong>‎20%‎ من اجمالي<br />

سكان العراق.‏ دينياً‏ ً <strong>و</strong>مذهبيا : فإن 97% من الك<strong>و</strong>رد مسلم<strong>و</strong>ن؛ منهم<br />

80% سُ‏ نة،‏ <strong>و</strong>‎17%‎ شيعة <strong>و</strong>يُ‏ سم<strong>و</strong>ن ب«الك<strong>و</strong>رد الفيليين«.‏ <strong>و</strong>يتمركز الك<strong>و</strong>رد<br />

في إقليم كردستان العراق بمحافظاته األربع،‏ السليمانية <strong>و</strong>أربيل <strong>و</strong>ده<strong>و</strong>ك<br />

<strong>و</strong>حلبجة.‏ <strong>و</strong>يشكل الك<strong>و</strong>رد <strong>و</strong>فق التعداد السكاني لسنة 1977 غالبية<br />

سكان املناطق املتنازعة عليها بين حك<strong>و</strong>مة إقليم ك<strong>و</strong>ردستان <strong>و</strong>الحك<strong>و</strong>مة<br />

االتحادية – كما <strong>و</strong>ردت التسمية في املادة 140( من الدست<strong>و</strong>ر-‏ .<br />

3.2 التركمان:‏<br />

يُ‏ ّ عد التركمان ثالث الجماعات العرقية الرئيسية في العراق بعد<br />

العرب <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>رد،‏ لغتهم الخاصة هي التركمانية،‏ يعيش<strong>و</strong>ن بشكل رئيس في<br />

إقليم ك<strong>و</strong>ردستان <strong>و</strong>شمال غرب العراق في ق<strong>و</strong>س يمتد من قضاء تلعفر<br />

غرب امل<strong>و</strong>صل،‏ <strong>و</strong>عبر امل<strong>و</strong>صل،‏ <strong>و</strong>أربيل،‏ <strong>و</strong>كرك<strong>و</strong>ك،‏ ممتداً‏ إلى قضاء د<strong>و</strong>ز<br />

خ<strong>و</strong>رمات<strong>و</strong>،‏ كفري،‏ <strong>و</strong>خانقين )1)) . <strong>و</strong>ال يمكن التيقن من صحة األرقام؛ لعدم<br />

<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د إحصاء رسمي يحدد الق<strong>و</strong>مية،‏ لكن نسبة التركمان املثبتة في<br />

الد<strong>و</strong>ائر الرسمية ذات الصلة بت<strong>و</strong>زيع الثر<strong>و</strong>ات <strong>و</strong>املحاصصة السياسية،‏<br />

تبلغ 2% من سكان العراق.‏<br />

- 14 سعد سل<strong>و</strong>م،‏ حامية األقليات الدينية <strong>و</strong>اإلثنية <strong>و</strong>اللغ<strong>و</strong>ية يف العراق،‏ النارش:‏ جامعة<br />

ك<strong>و</strong>فة،‏ كلية اآلداب-‏ قسم املجتمع املدين،‏ 2017، ص‎132‎‏.‏<br />

85


4.2 اآلش<strong>و</strong>ري<strong>و</strong>ن:‏<br />

يشكل اآلش<strong>و</strong>ريين 0.5% من سكان العراق،‏ <strong>و</strong>هم ق<strong>و</strong>م سامي<strong>و</strong>ن<br />

است<strong>و</strong>طن<strong>و</strong>ا القسم الشمالي من العراق منذ األلف الثالث قبل املياد.‏<br />

يتكلم اآلش<strong>و</strong>ري<strong>و</strong>ن اللغة اآلش<strong>و</strong>رية الحديثة،‏ التي تُ‏ عرف باللغة السُّ‏ ريانية<br />

في األدبيات الكنسيّ‏ ة،‏ نسبة إلى انتشارها ب<strong>و</strong>اسطة كنيسة املشرق،‏ التي<br />

عُ‏ رفت بالسُّ‏ ريانية )1)) .<br />

5.2 الكلداني<strong>و</strong>ن:‏<br />

الكلدان املعاصر<strong>و</strong>ن هم أحفاد سكان باد الرافدين األصليين،‏<br />

<strong>و</strong>يتكلم<strong>و</strong>ن اآلرامية.‏ يبلغ عددهم داخل العراق نح<strong>و</strong> 650 ألف نسمة،‏<br />

يشكل<strong>و</strong>ن 80% من مسيحي العراق.‏ <strong>و</strong>يعيش الكلداني<strong>و</strong>ن في الجزء الجن<strong>و</strong>بي<br />

من العراق على الضفة اليمنى لنهر الفرات )1)) .<br />

6.2 الشبك:‏<br />

يُ‏ عَ‏ ُّ د الشبك إحدى األقليات التي تعيش في شمال العراق منذ ما<br />

يقارب خمسة قر<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>هم مسلم<strong>و</strong>ن غالبيتهم من الشيعة <strong>و</strong>قسم منهم<br />

سُ‏ نة،‏ <strong>و</strong>يتحدث<strong>و</strong>ن لغة تتميز عن العربية <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>ردية،‏ <strong>و</strong>هم يعيش<strong>و</strong>ن في<br />

منطقة سهل نين<strong>و</strong>ى في محافظة امل<strong>و</strong>صل )1)) . بلغ عددهم،‏ عام 1977،<br />

نح<strong>و</strong> 80 ألف نسمة،‏ <strong>و</strong>اعتُ‏ بر<strong>و</strong>ا في اإلحصاء الرسمي لذلك العام من<br />

الق<strong>و</strong>مية العربية.‏<br />

ثالثاً‏ : <strong>و</strong> اقع التعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق بعد التغيير السياسي سنة<br />

:2003<br />

15- عبداألمر البدري،‏ العراق <strong>و</strong>التأريخ منذ القدم مك<strong>و</strong>ناته <strong>و</strong>أطيافه،‏ صحيفة كتابات<br />

األلكرت<strong>و</strong>نية،‏https://kitabat.com/2021‎<br />

- 16 نفس املرجع السابق.‏<br />

- 17 سعد سل<strong>و</strong>م،‏ املرجع السابق،‏ ص 134.<br />

86


رُسمَ‏ ت الل<strong>و</strong>حة السياسية للعراق الجديد بعد سنة 2003 على أساس<br />

املك<strong>و</strong>نات،‏ متجاهلةً‏ املبادئ <strong>و</strong>مق<strong>و</strong>مات امل<strong>و</strong>اطنة <strong>و</strong>املسا<strong>و</strong>اة <strong>و</strong>عدم التمييز،‏<br />

مع أن الغرض <strong>و</strong>الرؤية السياسية لد<strong>و</strong>ل التحالف <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>ى ال<strong>و</strong>طنية<br />

املعارضة آنذاك لم يكن التجهيل ضمن استراتيجيتها،‏ فأنها أغفلت<br />

تلك املبادئ تبريراً‏ ملنح <strong>و</strong>اعطاء األ<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ية السياسية ملبدأ الديم<strong>و</strong>قراطية<br />

الت<strong>و</strong>افقية بين جميع املك<strong>و</strong>نات إلدارة شؤ<strong>و</strong>ن الد<strong>و</strong>لة الجديدة لتلك املرحلة<br />

االنتقالية.‏ <strong>و</strong>على الرغم من أن هذا التن<strong>و</strong>ع الديني <strong>و</strong>اإلثني الغني بامكانه أن<br />

يك<strong>و</strong>ن مصدراً‏ للق<strong>و</strong>ة <strong>و</strong>اجماع العراقيين على مدى تاريخه املعاصر،‏ فإن<br />

ضمان <strong>و</strong>صيانة حق<strong>و</strong>ق الجميع من املسلمات األساسية <strong>و</strong>اليمكن خرقها<br />

<strong>و</strong>تجا<strong>و</strong>زها <strong>و</strong>فقاً‏ ملعايير حق<strong>و</strong>ق االنسان.‏<br />

لقد أدى التغيير السياسي الذي شهده العراق بعد نيسان 2003<br />

إلى إحداث تداعيات تجا<strong>و</strong>زت في أبعادها <strong>و</strong>تأثيراتها السياسية،‏ لتتط<strong>و</strong>ر<br />

<strong>و</strong>تصبح فيما بعد أزمات <strong>و</strong>مشكات مزقت النسيج املجتمعي للشعب<br />

العراقي،‏ عبر سيادة مبدأ التشدد <strong>و</strong>التطرف الذي حمل في طياته األحقاد<br />

<strong>و</strong>الكراهية <strong>و</strong>التعصب <strong>و</strong>على كافة املست<strong>و</strong>يات <strong>و</strong>الصُ‏ عد س<strong>و</strong>اء السياسية<br />

منها،‏ أ<strong>و</strong> الدينية،‏ أ<strong>و</strong> االجتماعية،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> ما عزز ثقافة اإلنقسام <strong>و</strong>غياب<br />

الثقة املتبادلة بين أفراد املجتمع.‏ <strong>و</strong>ال شك فأن البيئة السياسية<br />

لعبت د<strong>و</strong>راً‏ ال يمكن تجاهله في تكريس ثقافة التطرف <strong>و</strong>الطائفية بكافة<br />

أشكالها،‏ <strong>و</strong>إستغال كل طرف من األطراف املختلفة <strong>و</strong>املتعارضة الفرص<br />

للحص<strong>و</strong>ل على أكبر قدر من املكاسب <strong>و</strong>املصالح السياسية <strong>و</strong>اإلجتماعية،‏<br />

<strong>و</strong>الدفع باتجاه تعزيز ال<strong>و</strong>الءات الطائفية <strong>و</strong>الدينية <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>مية الضيقة على<br />

حساب ال<strong>و</strong>الء ال<strong>و</strong>طني الجامع الشامل.‏ الذي عزز خط<strong>و</strong>رة هذه املرحلة<br />

انها انتجت سل<strong>و</strong>كيات <strong>و</strong>ممارسات لم تكن مأل<strong>و</strong>فة من قبل على صعيد<br />

املجتمع العراقي،‏ <strong>و</strong>غلب عليها طابع الصراع <strong>و</strong>التطرف <strong>و</strong>األحقاد <strong>و</strong>الكراهية<br />

87


للطرف اآلخر،‏ األمر الذي أسهم بد<strong>و</strong>ره في زعزعة <strong>السلم</strong> األهلي <strong>و</strong>التعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي ال<strong>و</strong>طني <strong>و</strong>غياب ر<strong>و</strong>ح امل<strong>و</strong>اطنة بين فئات املجتمع العراقي )1)) .<br />

أدخل الغز<strong>و</strong> العراق في دائرة مستمرة من عنف شديد الحدة <strong>و</strong>عنف<br />

منخفض الحدة دائر حتى منتصف سنة 2015. إن االسباب املنطقية<br />

<strong>و</strong>راء أعمال العنف معقدة <strong>و</strong>تختلف من فعل إلى آخر <strong>و</strong>من هدف إلى<br />

هدف.‏ <strong>و</strong>يُ‏ نسب قدر كبير من العنف الطائفي في العراق في سن<strong>و</strong>ات ما<br />

بين عامي 2008- 2003 إلى ق<strong>و</strong>ات التحالف <strong>و</strong>ربما كان قد تأثر بالطائفية<br />

بشكل بعيد أ<strong>و</strong> عن طريق الصدفة،‏ <strong>و</strong>مع ذلك بدأت <strong>و</strong>تيرة استهداف بعض<br />

العراقيين العرب السُ‏ نة <strong>و</strong>العرب الشيعة في التزايد بدءاً‏ من منتصف<br />

عام 2004. يق<strong>و</strong>ل د<strong>و</strong>دج،‏ إنه بحل<strong>و</strong>ل منتصف عام 2006 كان العراق قد<br />

دخل في خضم حرب أهلية طائفية شاملة،‏ <strong>و</strong>مع أن أرقام الضحايا من<br />

املدنيين من العراق مشك<strong>و</strong>ك في دقتها،‏ فقد أظهرت دراسة استقصائية<br />

للبيانات املت<strong>و</strong>فرة أجريت سنة 2008، أن عدد ضحايا العنف <strong>و</strong>الحرب<br />

الطائفي في العراق بين عامي 2008- 2004 يُ‏ قدر بين 34,832 <strong>و</strong> 793,663<br />

ضحايا من مختلف املك<strong>و</strong>نات الطائفية <strong>و</strong>اإلثنية،‏ <strong>و</strong>أن الكثير من عمليات<br />

القتل هذه كان يحركها العداء الطائفي بشكل علني )1)) .<br />

رابعاً‏ : <strong>و</strong>سائل تعزيز باالرتقاء للتعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق:‏<br />

يرى البعض ان التعايش يعني <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د ن<strong>و</strong>اة مشتركة لفئات متناقضة<br />

في محيط معين يقبل بعضها آراء البعض <strong>و</strong>تذ<strong>و</strong>ب الخافات <strong>و</strong>االختافات<br />

القائمة فيما بينها بعيداً‏ عن مبدأ التسقيط،‏ <strong>و</strong>التهميش،‏ <strong>و</strong>التسلط<br />

- 18 سليم كاطع عي،‏ آليات تحقيق اإلندماج ال<strong>و</strong>طني <strong>و</strong>التعايش <strong>السلم</strong>ي يف العراق،‏ مقال<br />

منش<strong>و</strong>ر يف امل<strong>و</strong>قع االلكرت<strong>و</strong>ين ملركز املستقبل للدراسات السرتاتيجية،‏ بغداد،‏‎٢٠١٧/١١/٢٨‎‏.‏<br />

.http://mcsr.net<br />

Hannah Fischer, Iraqi Civilian Death Estimates, Washington, D.C.: - 19<br />

.Congressional .Research Service, RS22537, August 27, 2008<br />

88


<strong>و</strong>األحادية <strong>و</strong>القهر،‏ <strong>و</strong>العنف(‏ عبر االلتزام بمبدأ االحترام املتبادل لحرية<br />

الرأي <strong>و</strong>طرق تفكيره <strong>و</strong>سل<strong>و</strong>كه،‏ <strong>و</strong>يستطيع التعايش <strong>السلم</strong>ي تجا<strong>و</strong>ز<br />

الخافات الفكرية <strong>و</strong>السياسية <strong>و</strong>املجتمعية <strong>و</strong>األيدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية متى ما أسس<br />

على أركان صحيحة )2)) .<br />

<strong>و</strong>يستند مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي على أربعة أسس رئيسية،‏ <strong>و</strong>هي )2)) :<br />

األساس األ<strong>و</strong>ل يكمن في اإلرادة الحرة املشتركة النابعة من رغبة الذات<br />

في التعايش،‏ <strong>و</strong>هي ليست مفر<strong>و</strong>ضة تحت أي ضغط،‏ أ<strong>و</strong> مره<strong>و</strong>نة بأي شرط.‏<br />

االتفاق على األهداف <strong>و</strong>الغايات لكي يحقق التعايش أهدافه املرج<strong>و</strong>ة،‏ من<br />

خال ضمان تحقيق املصالح العليا للمجم<strong>و</strong>عة البشرية املنض<strong>و</strong>ية في اطاره.‏<br />

االتفاق على التعا<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>العمل املشترك ألجل تحقيق الغايات<br />

<strong>و</strong>األهداف املتفق عليها بين األطراف الراغبة في التعايش ضمن مظلة<br />

الد<strong>و</strong>لة أ<strong>و</strong> كيان سياسي أ<strong>و</strong> اجتماعي.‏<br />

تكمن صيانة التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>الحفاظ على بقائه في تأطيره بس<strong>و</strong>ر<br />

من االحترام املتبادل،‏ <strong>و</strong>الثقة املتبادلة،‏ لضمان عدم انحراف مسار<br />

التعايش عن األهداف املرس<strong>و</strong>مة له.‏<br />

<strong>و</strong>جاء في إعان الجمعية العامة لألمم املتحدة املؤرخ في 11<br />

كان<strong>و</strong>ن األ<strong>و</strong>ل 1969 ح<strong>و</strong>ل التقدم <strong>و</strong>اإلنماء في امليدان االجتماعي <strong>و</strong>في<br />

مادته 5(، حيث يقتضي التقدم <strong>و</strong>اإلنماء في امليدان االجتماعي<br />

- 20 مجم<strong>و</strong>عة باحثين،‏ املجتمع العراقي-‏ حفريات س<strong>و</strong>سي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية يف اإلثنيات <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف<br />

<strong>و</strong>الطبقات،‏ الطبعة األ<strong>و</strong>ىل،‏ معهد الدراسات االسرتاتيجية،‏ بر<strong>و</strong>ت،‏ ‎2006‎‏،صص 91-9.<br />

- 21 ثناء محمد صالح،‏ قراءات يف علم االجتامع السيايس رؤيا استرشافية،‏ بيت الحكمة،‏<br />

بغداد،‏ 2013، ص 35.<br />

- 22 األمم املتحدة،‏ مكتب املف<strong>و</strong>ض السامي،‏ اإلعالن املتعلق بالتقدم االجتامعي<br />

<strong>و</strong>التنمية،‏ https://www.ohchr.org/AR/ProfessionalInterest/Pages/<br />

ProgressAndDevelopment.aspx<br />

89


االنتفاع التام بامل<strong>و</strong>ارد البشرية،‏ <strong>و</strong>خاصة منها ما يأتي:‏ )2)) .<br />

تشجيع املبادرات الخالقة في إطار رأي عام مستنير.‏<br />

نشر املعل<strong>و</strong>مات الق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>الد<strong>و</strong>لية بغية جعل األفراد علي بينة<br />

بالتغيرات التي تطرأ علي املجتمع بأسره.‏<br />

ج-‏ اشتراك جميع عناصر املجتمع اشتراكا إيجابياً‏ ، ً فرديا أ<strong>و</strong> عبر<br />

الجمعيات،‏ في تحديد <strong>و</strong>تحقيق أهداف اإلنماء املشتركة مع مراعاة االحترام<br />

التام للحريات األساسية املكرسة في اإلعان العالمي لحق<strong>و</strong>ق اإلنسان.‏<br />

د-‏ كفالة نيل قطاعات السكان املحر<strong>و</strong>مة أ<strong>و</strong> الحدية فرصاً‏ إلحراز<br />

التقدم االجتماعي <strong>و</strong>االقتصادي مكافأة لفرص اآلخرين،‏ بغية تحقيق<br />

مجتمع صادق التكامل.‏<br />

السبل اآلنية لتعزيز أج<strong>و</strong>اء التعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق:‏<br />

في ال<strong>و</strong>قت الذي نطمح الى تعزيز التعايش <strong>السلم</strong>ي بين كل مك<strong>و</strong>نات<br />

املجتمع العراقي،‏ فا يكفي أن يك<strong>و</strong>ن هناك تعايش سلمي بين تلك املك<strong>و</strong>نات<br />

فقط،‏ أي أن تك<strong>و</strong>ن هناك تجمعات اجتماعية تعيش بسام في أماكن<br />

جغرافية بعضها قريب من بعض اآلخر لكنها منغلقة على ثقافتها <strong>و</strong>ذاتها<br />

االجتماعية،‏ فينبغي أن يك<strong>و</strong>ن هناك تفاعل <strong>و</strong>اندماج اجتماعي طبيعي<br />

بين كافة مك<strong>و</strong>نات املجتمع العراقي إليجاد تفاعل <strong>و</strong>تماسك اجتماعي ،<br />

<strong>و</strong>لل<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل الى تلك الغايات،‏ <strong>و</strong>خلق اج<strong>و</strong>اء التعايش <strong>السلم</strong>ي،‏ هناك جملة<br />

من السبل يمكن االعتماد عليها )2)) .<br />

22<br />

- 23 خر قرغ<strong>و</strong>يل <strong>و</strong>آخر<strong>و</strong>ن،‏ التعايش <strong>السلم</strong>ي يف العراق بن ال<strong>و</strong>اقع <strong>و</strong>الطم<strong>و</strong>ح – دراسة<br />

أمنية،‏ امل<strong>و</strong>س<strong>و</strong>عة الجزائرية للدراسات السياسية <strong>و</strong>االسرتاتيجية،‏‎2018‎‏،‏ https://www.<br />

-politics<br />

90


الح<strong>و</strong>ار العراقي العراقي:‏ إن أ<strong>و</strong>لى اآلليات <strong>و</strong>أكثرها أهمية أن يبدأ<br />

العراقي<strong>و</strong>ن بح<strong>و</strong>ار عراقي عراقي ح<strong>و</strong>ل اعادة بناء الد<strong>و</strong>لة العراقية،‏ <strong>و</strong><strong>و</strong>ضع<br />

األسس الكفيلة لحل االشكاالت <strong>و</strong>املسائل العالقة،‏ بمعنى انه ح<strong>و</strong>ار ح<strong>و</strong>ل<br />

املشكات <strong>و</strong>ح<strong>و</strong>ل طرق الحل،‏ <strong>و</strong>امر كهذا يتطلب <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د نخب سياسية<br />

تس<strong>و</strong>د بينها الثقة <strong>و</strong>التفاهم،‏ <strong>و</strong>الرغبة املشتركة في ال<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل الى حل<strong>و</strong>ل<br />

تكفل <strong>و</strong>تضمن حق<strong>و</strong>ق الجميع د<strong>و</strong>ن استئثار أ<strong>و</strong> تهميش،‏ <strong>و</strong>تحا<strong>و</strong>ل ان<br />

تتجا<strong>و</strong>ز ه<strong>و</strong>اجس الحقب املاضية <strong>و</strong>مخافتها،‏ ان تبتعد عن الثأر <strong>و</strong>االنتقام<br />

<strong>و</strong>تصفية الحسابات،‏ <strong>و</strong>االبتعاد قدر االمكان عن البحث عن املكاسب<br />

لحساب طرف على طرف اخر،‏ تحت ذريعة تغيير م<strong>و</strong>ازين الق<strong>و</strong>ة.‏<br />

بناء اله<strong>و</strong>ية ال<strong>و</strong>طنية العراقية:‏ من خال تحديد اهم <strong>و</strong>ظائفها في البناء<br />

<strong>و</strong>التاحم فهي التي تحدد <strong>و</strong>تفرز <strong>و</strong>تميز على اسس <strong>و</strong>اقعية <strong>و</strong>ملم<strong>و</strong>سة <strong>و</strong>ليس<br />

في فراغ نظري مشتق من الرغبات <strong>و</strong>االمنيات بين ابناء ال<strong>و</strong>طن ال<strong>و</strong>احد،‏<br />

<strong>و</strong>ان مشكلة اله<strong>و</strong>ية الحقيقة ال تطرح اال من داخل نظام،‏ <strong>و</strong>نقصد بالنظام<br />

ما ه<strong>و</strong> عراقي تحديداً‏ ، <strong>و</strong>يتم بناء اله<strong>و</strong>ية ال<strong>و</strong>طنية العراقية <strong>و</strong>ترسيخها<br />

من خال تجسيد مبدأ املسا<strong>و</strong>اة بين كل مك<strong>و</strong>نات املجتمع العراقي،‏ على<br />

اختاف انتماءاتهم <strong>و</strong>مك<strong>و</strong>ناتهم <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>جهاتهم،‏ <strong>و</strong>العمل على الغاء كل اشكال<br />

التمييز على اساس الجنس ا<strong>و</strong> الل<strong>و</strong>ن ا<strong>و</strong> الق<strong>و</strong>مية ا<strong>و</strong> الدين ا<strong>و</strong> الطائفة<br />

ا<strong>و</strong> االنتماء السياسي،‏ صحيح ان الدست<strong>و</strong>ر اقر املسا<strong>و</strong>اة اال ان التطبيق<br />

العملي يظهر ان عدم التمييز ه<strong>و</strong> الذي يس<strong>و</strong>د،‏ <strong>و</strong>اغلبه متعلق بغياب<br />

تكافؤ الفرص <strong>و</strong>غياب تطبيق س<strong>و</strong>ي للقان<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>غياب لغة املشاركة بادارة<br />

ال<strong>و</strong>طن.‏ <strong>و</strong>هذا يعني ان تك<strong>و</strong>ن للجميع حق<strong>و</strong>ق متسا<strong>و</strong>ية في كل امليادين.‏<br />

بناء د<strong>و</strong>لة امل<strong>و</strong>اطنة:‏ من خال االنتقال بالعاقات االجتماعية<br />

من العاقات االهلية العصبية الى العاقات املدنية،‏ <strong>و</strong>يتم ذلك من<br />

خال تفعيل مؤسسات املجتمع املدني،‏ <strong>و</strong>تفعيل د<strong>و</strong>ر املؤسسات<br />

91


االكاديمية <strong>و</strong>البحثية في نشر ال<strong>و</strong>عي بمفردات التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>كل<br />

ما يتعلق بها،‏ <strong>و</strong>من خال اقامة الند<strong>و</strong>ات <strong>و</strong>املؤتمرات <strong>و</strong>نشر البح<strong>و</strong>ث<br />

التي تهتم ببناء د<strong>و</strong>لة امل<strong>و</strong>اطنة <strong>و</strong>التعايش <strong>السلم</strong>ي،‏ <strong>و</strong>اعادة النظر في<br />

املناهج الدراسية <strong>و</strong>فق ما يتاءم مع عملية التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>فكرته.‏<br />

تعزيز املصالحة ال<strong>و</strong>طنية:‏ بفعل التداعيات التي خلفها االحتال<br />

<strong>و</strong>تبعاته،‏ أضحى الشعب العراقي بكافة مك<strong>و</strong>ناته بحاجة ماسة إلى الح<strong>و</strong>ار<br />

<strong>و</strong>املصارحة بين ابنائه،‏ <strong>و</strong>تصحيح املفاهيم الخاطئة التي صارت تتكرس<br />

في ا<strong>و</strong>ساط املجتمع العراقي،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> ما ال يتم اال عبر الح<strong>و</strong>ار <strong>و</strong>تكريس قيم<br />

الت<strong>و</strong>اصل بين مك<strong>و</strong>نات الشعب العراقي،‏ <strong>و</strong>كل االطراف الفاعلة في العملية<br />

السياسية <strong>و</strong>بين ق<strong>و</strong>ى املعارضة داخل <strong>و</strong>خارج العراق،‏ <strong>و</strong>بين الق<strong>و</strong>ى<br />

السياسية <strong>و</strong>املجتمع،‏ <strong>و</strong>ان تك<strong>و</strong>ن هناك مصالحة بين املرجعيات الدينية<br />

<strong>و</strong>رجال الدين البارزين من خال تعزيز الت<strong>و</strong>اصل <strong>و</strong>التقارب <strong>و</strong>الح<strong>و</strong>ار<br />

املفت<strong>و</strong>ح في كل االم<strong>و</strong>ر.‏<br />

إلغاء املحاصصة االثنية <strong>و</strong>الطائفية:‏ إن بناء التعايش <strong>السلم</strong>ي ال يمكن<br />

ان يستقيم اال من خال الغاء بعض االسس التي بني عليها النظام السياسي<br />

العراقي بعد عام 2003، <strong>و</strong>اقيم على اسس املحاصصة االثنية <strong>و</strong>الطائفية،‏<br />

فخال السن<strong>و</strong>ات التي تلت عام 2003، تم ت<strong>و</strong>زيع املناصب الحك<strong>و</strong>مية على<br />

االعتبارات االثنية <strong>و</strong>الطائفية،‏ حيث ادى ذلك الى اصطفافات ضيقة<br />

انعكست سلباً‏ على الجه<strong>و</strong>د ال<strong>و</strong>طنية،‏ <strong>و</strong>شلت عمل املؤسسات السياسية<br />

<strong>و</strong>اربكتها،‏ <strong>و</strong>انعكس االمر على مستقبل الباد <strong>و</strong><strong>و</strong>حدتها.‏<br />

بناء د<strong>و</strong>لة القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>املؤسسات:‏ لنشر <strong>و</strong>تعزيز التعايش <strong>السلم</strong>ي تحتاج<br />

إلى بيئة مناسبة تتسم بفضاء <strong>و</strong>اسع للحرية <strong>و</strong>حق التعبير عن الرأي <strong>و</strong>حق<br />

االختاف د<strong>و</strong>ن خ<strong>و</strong>ف من العقاب،‏ <strong>و</strong>هذا يتطلب بناء مؤسسات الد<strong>و</strong>لة<br />

على اساس سيادة القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>على اسس مهنية بعيدة عن املحاصصة<br />

92


ً<br />

الحزبية <strong>و</strong>االثنية <strong>و</strong>الطائفية،‏ لت<strong>و</strong>فير اج<strong>و</strong>اء صحية للتعايش بين ابناء<br />

املجتمع العراقي ينبغي ان تسعى الد<strong>و</strong>لة بكل ال<strong>و</strong>سائل الى ضمان العدل<br />

<strong>و</strong>عدم التمييز في التشريعات،‏ ا<strong>و</strong> في االجراءات،‏ <strong>و</strong>في انفاذ القان<strong>و</strong>ن<br />

<strong>و</strong>االجرءات القضائية <strong>و</strong>االدارية،‏ <strong>و</strong>اتاحة الفرص املتكافئة للجميع د<strong>و</strong>ن<br />

تهميش ا<strong>و</strong> اقصاء ألية فئة ا<strong>و</strong> طائفة.‏<br />

<strong>و</strong>في هذه الحال نحن بحاجة إلى مؤسسات مدنية ضابطة <strong>و</strong>عصرية<br />

تؤمن بالفرد <strong>و</strong>املجتمع،‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ بمفه<strong>و</strong>م مبادئ التسامح <strong>و</strong>التعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>تعمل على تحقيق فكرة التعايش <strong>و</strong>التسامح في املجتمع،‏ <strong>و</strong>تلك<br />

املؤسسات هي بمثابة العم<strong>و</strong>د الفقري للتنمية املستدامة للد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>الحكم<br />

الرشيد لكل نظام سياسي في أرجاء املعم<strong>و</strong>رة.‏<br />

مؤسسات التعزيز باإلرتقاء للتعايش <strong>السلم</strong>ي:‏<br />

إن املشكات <strong>و</strong>االختاالت التي يعاني منها املجتمع العراقي هي مشاكل<br />

مركبة <strong>و</strong>متجذرة فهي تحتاج الى معالجات <strong>و</strong>آليات على مست<strong>و</strong>يات مختلفة<br />

<strong>و</strong>خطط آنية <strong>و</strong>مستقبلية <strong>و</strong>اعتماداً‏ على أداء مؤسسي متناسق،‏ <strong>و</strong>أبرز تلك<br />

‏ًا لكل استراتيجية أ<strong>و</strong> برنامج مطبق هي )2)) :<br />

املؤسسات التي يمكن أن تك<strong>و</strong>ن ارتكاز<br />

1- املؤسسة الترب<strong>و</strong>ية:‏ <strong>و</strong>تعني مجم<strong>و</strong>عة الق<strong>و</strong>اعد <strong>و</strong>األسس <strong>و</strong>االنظمة<br />

الترب<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>فلسفة املناهج ملحقا بها البناء التنظيمي للهيكل من مدارس<br />

<strong>و</strong>معاهد <strong>و</strong>جامعات،‏ <strong>و</strong>التربية هي ما تق<strong>و</strong>م به املؤسسة لطفل أ<strong>و</strong> شاب<br />

إلكسابه صفات <strong>و</strong>عادات فكرية <strong>و</strong>يد<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>خلق املي<strong>و</strong>ل.‏<br />

2- املؤسسة القان<strong>و</strong>نية:‏ هي منظ<strong>و</strong>مة الق<strong>و</strong>اعد القان<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>القضائية<br />

- 24 اسامة مرتى باقر السعيدي،‏ التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>االندماج الثقايف يف العراق،‏<br />

املؤمتر ال<strong>و</strong>طني ح<strong>و</strong>ل االعتدال يف الدين <strong>و</strong>السياسة(،‏ عقد من قبل مؤسسة النبأ<br />

للثقافة <strong>و</strong>االعالم <strong>و</strong>مركز الدراسات االسرتاتيجية يف جامعة كربالء <strong>و</strong>مركز الفرات للتنمية<br />

<strong>و</strong>الدراسات االسرتاتيجية،‏‎2017‎ .https://annabaa.org،<br />

93


ألجل ضبط املجتمع <strong>و</strong>الحفاظ على تطبيق القان<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>لكن غالباً‏ ما تك<strong>و</strong>ن<br />

هذه املؤسسة أداة قمع <strong>و</strong>قهر للمجتمع <strong>و</strong>هذا ما يؤدي الى حالة من التمرد<br />

ضد االنظمة <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>انين بسبب حاالت االجحاف التي يمكن ان تحصل،‏<br />

لذلك فإن د<strong>و</strong>ر عدالة االجهزة القضائية <strong>و</strong>التنفيذية للجيش <strong>و</strong>الشرطة<br />

تُ‏ كمن في خلق <strong>و</strong>تنشئة جيل مؤمن بعدالة الق<strong>و</strong>انين املشرعة <strong>و</strong>املنفذة.‏<br />

3- املؤسسة الدينية:‏ تقصد باملؤسسة الدينية األسس <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>اعد<br />

القدسية <strong>و</strong>اساليب العبادة <strong>و</strong>أسس السل<strong>و</strong>ك الديني التي تنظم حياة<br />

االفراد فيما بينهم <strong>و</strong>بين الفرد <strong>و</strong>السلطة <strong>و</strong>بين االنسان <strong>و</strong>الخالق سبحانه<br />

<strong>و</strong>تعالى <strong>و</strong>تمارس السلطة الدينية أنشطتها عبر هياكل مؤسسية مختلفة<br />

مثل د<strong>و</strong>ر العبادة <strong>و</strong>املراجع الدينية <strong>و</strong>الكتب <strong>و</strong>املؤلفات التي تسهم في خلق<br />

<strong>و</strong>عي لألفراد على املست<strong>و</strong>يات كافة.‏<br />

4- املؤسسات االقتصادية:‏ هي املتمثلة ب<strong>و</strong>سائل االنتاج <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع<br />

<strong>و</strong>االستهاك <strong>و</strong>امللكية،‏ <strong>و</strong>ان اساس رقي الشع<strong>و</strong>ب يك<strong>و</strong>ن باستقرار النظام<br />

االقتصادي <strong>و</strong>تحقيق نسب عالية من مت<strong>و</strong>سط الدخل الق<strong>و</strong>مي للفرد<br />

إذ مع تزايد نصيب دخل الفرد من الدخل الق<strong>و</strong>مي تتزايد ر<strong>و</strong>ح االنتماء<br />

<strong>و</strong>االخاص لل<strong>و</strong>طن.‏<br />

5- مؤسسات املجتمع املدني:‏ تُ‏ عرّف منظمات املجتمع املدني<br />

بأنها هيكل تنظيمي يعمل أعضاؤه بديمقراطيّ‏ ة لتحقيق املصلحة بين<br />

السلطات العامّ‏ ة <strong>و</strong>املُ<strong>و</strong>اطنين،إذ تك<strong>و</strong>ن جميع أنشطتها أنشطة تط<strong>و</strong>عيّ‏ ة<br />

جماعية يمارسها األعضاء بهدف تحقيق املصالح <strong>و</strong>القيم املشتركة بين<br />

الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>م<strong>و</strong>اطنيها،‏ <strong>و</strong>بما أن جميع أنشطتها تط<strong>و</strong>عية؛ لكن لألسف فان<br />

هذا الد<strong>و</strong>ر في الغالب ه<strong>و</strong> مُ‏ سيّ‏ س لصالح أحزاب <strong>و</strong>جهات <strong>و</strong>أجندات<br />

سياسية أكثر من ك<strong>و</strong>نها مؤسسات قطاعية تعنى بامل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع الذي انشأت<br />

من أجله خدمة لتطلعات مجتمع م<strong>و</strong>حد.‏<br />

94


ُ<br />

6- املؤسسات االعامية:‏ تلعب <strong>و</strong>سائل اإلعام د<strong>و</strong>را بارزاً‏ في حياة<br />

املجتمع املعاصر نظراً‏ ملا تتمتع به من قدرة فائقة في إيصال الخبر<br />

<strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مة،‏ ف<strong>و</strong>سائل اإلعام كثيرا ما يع<strong>و</strong>ل عليها في إطار العملية<br />

السياسية <strong>و</strong>االجتماعية <strong>و</strong>الثقافية <strong>و</strong>السيما إذا ما أراد املجتمع تبني فكرة<br />

معينة <strong>و</strong>نشرها بين أ<strong>و</strong>ساطه إذ يت<strong>و</strong>قف نجاح تلك العملية على طبيعة<br />

املجتمع ذاته،‏ حتى أصبحت املؤسسة اإلعامية إحدى مق<strong>و</strong>مات البناء<br />

االجتماعي للمجتمعات الديمقراطية الحديثة التي تسهم ليس فقط في<br />

إعام األفراد بكل ما يد<strong>و</strong>ر في مجتمعهم املحلي من أخبار <strong>و</strong>أحداث،‏ <strong>و</strong>إنما<br />

بات لها د<strong>و</strong>رها في نقل مجريات العالم إليهم حيث كان<strong>و</strong>ا.‏<br />

خالصة املبحث:‏<br />

ال يمكن أن يطمح مجتمع ما في أرجاء املعم<strong>و</strong>رة في تهيئة ظر<strong>و</strong>ف دائمة<br />

ً<br />

للسام <strong>و</strong>األمن املجتمعي،‏ <strong>و</strong>من ثم التنمية الشاملة ما لم يجد طريقا<br />

<strong>و</strong>سباً‏ لبناء الثقة املتبادلة بين أفراد مجتمعه <strong>و</strong>تعزيز التفاهم <strong>و</strong>االحترام<br />

<strong>و</strong>التسامح <strong>و</strong>الح<strong>و</strong>ار <strong>و</strong>العيش املشترك،‏ لذلك من الضر<strong>و</strong>ي أن نتفاعل<br />

فرداً‏ ً <strong>و</strong>جماعة مع مبادئ <strong>و</strong>أسس التعايش <strong>السلم</strong>ي في بلد أنعم هللا على<br />

أرضه نعمة املك<strong>و</strong>نات املجتمعية املتعددة كالدينية <strong>و</strong>الطائفية <strong>و</strong>اإلثنية،‏<br />

لنصبح نم<strong>و</strong>ذجاً‏ ً مثاليا في أرجاء املعم<strong>و</strong>رة للعيش املشترك،‏ <strong>و</strong>التسامح،‏<br />

<strong>و</strong>االندماج الثقافي،‏ <strong>و</strong><strong>السلم</strong> املجتمعي مع تعدد األلسُ‏ ن <strong>و</strong>األل<strong>و</strong>ان.‏<br />

<strong>و</strong>قد عانى العراق من أختاالت اجتماعية بين ه<strong>و</strong>َّ‏ ة سياسية <strong>و</strong>أخرى<br />

متعاقبة لألنظمة السياسية الحاكمة،‏ ترجع بعض من مسبباته إلى<br />

ما قبل التغيير السياسي في نيسان سنة 2003، <strong>و</strong>هذه األختاالت<br />

األجتماعية أدت إلى ت<strong>و</strong>ليد انشقاقات في بيت التعايش بين مك<strong>و</strong>ناته<br />

ً<br />

االجتماعية،‏ متمثلة في ضعف املنظ<strong>و</strong>مة املجتمعية <strong>و</strong>انقسامها افقيا<br />

<strong>و</strong>عم<strong>و</strong>دياً‏ على اساس املك<strong>و</strong>نات العرقية <strong>و</strong>الطائفية <strong>و</strong>الدينية،‏ ً <strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ال إلى<br />

95


ظه<strong>و</strong>ر عمليات القتل <strong>و</strong>اإلبادة الجماعية <strong>و</strong>ممارسة العنف <strong>و</strong>االرهاب على<br />

كافة الصُ‏ عد،‏ <strong>و</strong>فيها الخلل في بناء املؤسسات املختلفة داخل الد<strong>و</strong>لة،‏<br />

<strong>و</strong>عدم االستقرار األمني،‏ األمر الذي أ<strong>و</strong>جد اشكالية كبيرة <strong>و</strong>اجهت بناء<br />

اله<strong>و</strong>ية ال<strong>و</strong>طنية ثم صع<strong>و</strong>بة في ترسيخ مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي.‏<br />

إن ما يحتاجه املجتمع العراقي الي<strong>و</strong>م قبل اعادة بناء مؤسساته <strong>و</strong>بنيتها<br />

التحتية ه<strong>و</strong> اعادة تأهيل <strong>و</strong>بناء امل<strong>و</strong>اطن العراقي،‏ ألنه ه<strong>و</strong> حجر أساس<br />

<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>هر العملية التنم<strong>و</strong>ية،‏ فا يمكن التص<strong>و</strong>ر بنتيجة سليمة <strong>و</strong>صحية<br />

الستقرار ال<strong>و</strong>ضع السياسي <strong>و</strong>األمني أ<strong>و</strong> تفادي معدالت الفساد أ<strong>و</strong> ادارة<br />

الحكم الرشيد مؤسساتياً‏ <strong>و</strong>حك<strong>و</strong>ميا ً ، ما لم يكن هناك م<strong>و</strong>اطن له<br />

أهلية التعاطي <strong>و</strong>التفاعل مع املنظ<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>القيم االقتصادية <strong>و</strong>التعليمية<br />

<strong>و</strong>السياسية،‏ <strong>و</strong>بخاف ذلك سيك<strong>و</strong>ن املشر<strong>و</strong>ع الديم<strong>و</strong>قراطي في العراق آلية<br />

ر<strong>و</strong>تينية ألسل<strong>و</strong>ب تقاسم السلطة <strong>و</strong>سط مجتمع متششت <strong>و</strong>متناحر بين<br />

ً<br />

فئات <strong>و</strong>جماعات ينقصها ال<strong>و</strong>الء <strong>و</strong>االخاص.‏ <strong>و</strong>هذا بد<strong>و</strong>ره يتطلب التزاما<br />

عميقاً‏ بالعيش ً معا بسام <strong>و</strong>العمل ً معا من أجل رؤية مشتركة ملستقبل<br />

مزدهر.‏ لذلك نحتاج إلى معالجات <strong>و</strong>آليات على مست<strong>و</strong>يات مختلفة<br />

<strong>و</strong>خطط آنية <strong>و</strong>مستقبلية <strong>و</strong>اعتماداً‏ على أداء مؤسسي متناسق،‏ <strong>و</strong>أبرز تلك<br />

‏ًا لكل استراتيجية أ<strong>و</strong> برنامج مطبق<br />

املؤسسات التي يمكن أن تك<strong>و</strong>ن ارتكاز<br />

هي تفعيل د<strong>و</strong>ر املؤسسات الترب<strong>و</strong>ية،‏ <strong>و</strong>املؤسسات القان<strong>و</strong>نية،‏ <strong>و</strong>املؤسسات<br />

الدينية،‏ <strong>و</strong>فضاً‏ عن الد<strong>و</strong>ر الفاعل <strong>و</strong>األساسي ملنظمات املجتمع املدني،‏<br />

<strong>و</strong>املؤسسات اإلعامية،‏ <strong>و</strong>التي تلعب د<strong>و</strong>راً‏ ً بارزا في التأثير على املعرفة<br />

<strong>و</strong>السل<strong>و</strong>ك االجتماعي ألفراد املجتمع.‏ اضافة إلى العاقة املت<strong>و</strong>ازنة بين<br />

النظام السياسي <strong>و</strong>املجتمع،‏ <strong>و</strong>التزام النظام السياسي بق<strong>و</strong>اعد الدست<strong>و</strong>ر<br />

<strong>و</strong>ت<strong>و</strong>فير أج<strong>و</strong>اء من الديمقراطية <strong>و</strong>الحرية،‏ فضاً‏ عن عدم اقتران<br />

مستلزمات املعيشة االقتصادية بحالة االنتماءات االجتماعية،‏ <strong>و</strong>حالة<br />

الت<strong>و</strong>ازن بين االنتماءات <strong>و</strong>اله<strong>و</strong>يات الفرعية <strong>و</strong>انضمامها تحت ل<strong>و</strong>اء اله<strong>و</strong>ية<br />

ً مت<strong>و</strong>ازنا<br />

96


ال<strong>و</strong>طنية الكبرى،‏ فهذه كلها محدد أساسي لتحقيق تنمية سياسية تُ‏ مهد<br />

لتعايش سلمي ناجح.‏<br />

97


املبحث الثاني<br />

<strong>و</strong>سائل اإلعالم <strong>و</strong>تحقيق التعايش <strong>السلم</strong>ي<br />

تمهيد:‏<br />

إن أبرز د<strong>و</strong>ر ل<strong>و</strong>سائل اإلعام الجماهيري في ال<strong>و</strong>اقع ه<strong>و</strong> نشر الحقيقة<br />

د<strong>و</strong>ن تزييف <strong>و</strong>من أبرز هذه الحقائق ه<strong>و</strong> نشر ثقافة التسامح <strong>و</strong>الح<strong>و</strong>ار مع<br />

اآلخر في حالة ظه<strong>و</strong>ر األزمات <strong>و</strong>الصراعات داخل املجتمع ال<strong>و</strong>احد من التصدي<br />

لكل ما يمكن أن يؤدي باملجتمع إلى حالة من التنافر <strong>و</strong>التشتت <strong>و</strong>التفرق.‏ لهذا<br />

جاء هذا املبحث لي<strong>و</strong>ضح د<strong>و</strong>ر اإلعام <strong>و</strong>مقدرته على ترسيخ ثقافة التعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي في نف<strong>و</strong>س أبناء املجتمع العراق,‏ اذ تكمن أهمية تنا<strong>و</strong>ل هذا املبحث في<br />

ك<strong>و</strong>نه يأخذ على عاتقه ت<strong>و</strong>جيه املؤسسات اإلعامية <strong>و</strong>القائمين بها <strong>و</strong>العاملين<br />

فيها إلى الخر<strong>و</strong>ج من دائرة االقتصار على نقل األخبار <strong>و</strong>األحداث املتعلقة<br />

باإلرهاب <strong>و</strong>القتل <strong>و</strong>الدمار <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>جه نح<strong>و</strong> نشر مبادئ ثقافة التعايش <strong>السلم</strong>ي<br />

املبنية على املسا<strong>و</strong>اة <strong>و</strong>عدم التفريق بين أبناء املجتمع ال<strong>و</strong>احد.‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية ل<strong>و</strong>سائل اإلعالم الجماهيري.‏<br />

تنطلق الدع<strong>و</strong>ة إلى مراعاة املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية في العمل اإلعامي<br />

بكافة فن<strong>و</strong>نه <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>البه الصحفية <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ عند أداء تغطية األحداث<br />

<strong>و</strong>القضايا املصيرية الجادة التي تهم املجتمع <strong>و</strong>تراعي مصالحهم العامة،‏<br />

من تأثير املحت<strong>و</strong>ى اإلعامي أي الرسالة أ<strong>و</strong> الخطاب اإلعامي في الرأي<br />

العام،‏ لك<strong>و</strong>نها تخاطب العقل،‏ <strong>و</strong>تؤثر في ال<strong>و</strong>جدان <strong>و</strong>السل<strong>و</strong>ك،‏ <strong>و</strong>تنطلق<br />

هذه الدع<strong>و</strong>ة أيضاً‏ من <strong>و</strong>ظيفة اإلعام في بث ر<strong>و</strong>ح التسامح في النظر إلى<br />

القضايا املختلفة،‏ <strong>و</strong>أن تك<strong>و</strong>ن أداة لإلرشاد <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>عية،‏ ال أداة للتضليل أ<strong>و</strong><br />

التحريض <strong>و</strong>إثارة الفتن <strong>و</strong>الكراهية.‏<br />

98


ظر<strong>و</strong>ف نشأة املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية اإلعالمية:‏<br />

بمقتضى الحرية الكاملة التي منحها النظام الليبرالي لإلعام،‏ أصبح<br />

اإلعام يتمتع بحرية كاملة د<strong>و</strong>ن أي قي<strong>و</strong>د،‏ اال أن اإلعام أساء استخدام<br />

الحرية املمن<strong>و</strong>حة له في بدايات القرن العشرين في د<strong>و</strong>ل أ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>با الغربية<br />

<strong>و</strong>ال<strong>و</strong>اليات املتحدة األمريكية،‏ ما جعل املؤسسات اإلعامية بكافة<br />

قن<strong>و</strong>اتها <strong>و</strong>مجاالتها أد<strong>و</strong>ات لإلثارة <strong>و</strong>الفضائح <strong>و</strong>التسلية،‏ <strong>و</strong>بدأ اإلعام يتخلى<br />

تدريجياً‏ عن املعايير املهنية في األداء الصحفي،‏ <strong>و</strong>مع تزايد األزمة برزت<br />

أهمية نظرية املسؤلية االجتماعية كعاج لتلك األزمة )2)) .<br />

تعريف املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية اإلعامية:‏<br />

تعرف نظرية املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية في مجال اإلعام بأنها:‏ ‏»مجم<strong>و</strong>عة<br />

ال<strong>و</strong>ظائف التي يجب أن تلتزم الصحافة بتأديتها أمام املجتمع في مختلف<br />

مجاالته السياسية <strong>و</strong>االقتصادية <strong>و</strong>االجتماعية <strong>و</strong>الثقافية،‏ بشكل يت<strong>و</strong>فر<br />

في معالجاتها <strong>و</strong>م<strong>و</strong>ادها القيم املهنية كالدقة <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>ازن<br />

<strong>و</strong>الشم<strong>و</strong>ل،‏ شريطة أن تت<strong>و</strong>فر لإلعام حرية حقيقية تجعله مسؤ<strong>و</strong>الً‏ أمام<br />

القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>املجتمع«.‏ )2)) إضافة إلى أن <strong>و</strong>سائل اإلعام عليها أن تق<strong>و</strong>م بد<strong>و</strong>ر<br />

النائب الذي ين<strong>و</strong>ب عن الجماهير في التعبير عن اهتماماتها <strong>و</strong>احتياجاتها<br />

املختلفة،‏ <strong>و</strong>تتصل بالض<strong>و</strong>ابط االخاقية <strong>و</strong>املهنية ضر<strong>و</strong>رة احترام <strong>و</strong>سائل<br />

اإلعام لخص<strong>و</strong>صية األفراد <strong>و</strong>حياتهم الخاصة <strong>و</strong>عدم تشكيل الرأي<br />

العام لإلثارة الانسانية <strong>و</strong>التطرف <strong>و</strong>الصراع العرقي <strong>و</strong>العنصرية <strong>و</strong>تعميم<br />

الف<strong>و</strong>ضى،‏ <strong>و</strong>حماية اآلداب العامة ضد أي أعمال مر<strong>و</strong>جة للجنس <strong>و</strong>تش<strong>و</strong>يه<br />

ص<strong>و</strong>رة املرأة في املجتمع.‏ )2))<br />

25- مي عبدالله،‏ االتصال <strong>و</strong>الديقراطية،‏ الطبعة األ<strong>و</strong>ىل،‏ بر<strong>و</strong>ت،‏ دار النهضة العربية،‏ 2005(<br />

ص‎64‎‏.‏<br />

26- حسن عامد مكا<strong>و</strong>ي،‏ اخالقيات العمل اإلعالمي دراسة <strong>و</strong>مقارنة(،‏ القاهرة:‏ دار املرصية<br />

اللبنانية،‏ 2003( ص‎276‎‏.‏<br />

27- حسني محمد نرص،‏ ق<strong>و</strong>انن <strong>و</strong>أخالقيات العمل اإلعالمي،‏ االمارات العربية املتحدة،‏ دار<br />

99


يعيش اإلعام في فضاءات من اله<strong>و</strong>يات ال بدّ‏ أن تك<strong>و</strong>ن من ناحيته<br />

<strong>و</strong>اضحة املعالم <strong>و</strong>غير مش<strong>و</strong>هة،‏ لتشكل ب<strong>و</strong>صلة ناجعة للصحفي في<br />

عالم من الصراعات <strong>و</strong>املصالح،‏ كالذي نعيش فيه.‏ <strong>و</strong>يبقى مح<strong>و</strong>ر<br />

هذه الفضاءات ه<strong>و</strong> التزامات الصحفي املهنية،‏ فإن املعايير املهنية<br />

‏»امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية«‏ للصحافة <strong>و</strong>هي:‏ الدقة،‏ <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية،‏ <strong>و</strong>الحياد،‏ مستندة في<br />

أساسها إلى تعريف سياسي أيدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جي ملعنى الحياد <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية.‏ <strong>و</strong>قد<br />

اختلفت االبحاث <strong>و</strong>التيارات االكاديمية <strong>و</strong>املهنية كثيرا في تعريف الحياد<br />

<strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية،‏ <strong>و</strong>يبد<strong>و</strong> ان ال حياد في تعريف امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية <strong>و</strong>الحياد.‏ )2))<br />

الق<strong>و</strong>اعد األخاقية للعمل اإلعامي <strong>و</strong>فق نظرية املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية:‏<br />

إن املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية للعمل اإلعامي التي تقع على عاتق القائمين<br />

باإلتصال <strong>و</strong>الصحفيين في كل مجتمع متعدد املك<strong>و</strong>نات <strong>و</strong>األطياف الدينية<br />

<strong>و</strong>اإلثنية هي التمسك بمجم<strong>و</strong>عة من املبادئ االخاقية،‏ تستهدف تحقيق<br />

الت<strong>و</strong>ازن بين حرية الفرد <strong>و</strong>الجماعات <strong>و</strong>املصالح املصيرية العامة للمجتمع،‏<br />

بما يسمح لها أن تؤدي <strong>و</strong>ظيفتها االجتماعية بكفاءة.‏<br />

<strong>و</strong>يق<strong>و</strong>ل ‏»كل<strong>و</strong>ر ج<strong>و</strong>ن بيرتران«‏ استاذ الق<strong>و</strong>اعد األخاقية في معهد<br />

الصحافة الفرنسي في جامعة باريس:‏ إن الق<strong>و</strong>اعد األخاقية تشمل ثاثة<br />

عناصر أساسية )2)) :<br />

القيم األساسية:‏ التي يتضمن احترام الحياة الخاصة <strong>و</strong>العامة،‏<br />

<strong>و</strong>التضامن اإلنساني.‏<br />

محظ<strong>و</strong>رات أساسية <strong>و</strong>هي:‏ أن ال تكذب،‏ <strong>و</strong>ال تسبب أذى للفرد<br />

الكتاب الجامعي،‏ 2010( ص‎76‎‏.‏<br />

- 28 أرشف جالل،«العالقة بن ملكية <strong>و</strong>سائل اإلعالم <strong>و</strong>طبيعة <strong>و</strong>مست<strong>و</strong>ى الحرية يف القن<strong>و</strong>ات<br />

املرصية الحك<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>الخاصة،‏ املؤمتر العلمي السن<strong>و</strong>ي الحادي عرش،‏ كلية اإلعالم،‏ جامعة<br />

القاهرة . 2005 ص .402<br />

- 29 ب<strong>و</strong>تر ديب<strong>و</strong>را،‏ دليل الصحافة املستقلة،‏ إصدار <strong>و</strong>زارة الخارجية األمريكية،‏ 2006، ص‎59‎‏.‏<br />

29<br />

100


<strong>و</strong><strong>السلم</strong> املجتمعي،‏ <strong>و</strong>ال تنتحل لنفسك أعمال شخص آخر.‏<br />

مبادئ صحفية <strong>و</strong>هي:‏ الدقة،‏ <strong>و</strong>النزاهة،‏ <strong>و</strong>االستقالية في نقل األخبار<br />

<strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات.‏<br />

مبادئ <strong>و</strong>أسس املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية لإلعالم:‏<br />

تتلخص املبادئ األساسية لنظرية املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية في جملة<br />

من املبادئ اآلتية )3)) :<br />

ينبغي على الصحافة اإلعام ب<strong>و</strong>سائله املختلفة أن يسهم في التزامات<br />

معينة تجاه املجتمع.‏<br />

يمكن ل<strong>و</strong>سائل اإلعام أن تعمل <strong>و</strong>فق املنطق املجتمعي <strong>و</strong>أن تق<strong>و</strong>م<br />

بااللتزامات امللقاة على عاتقها عبر احترام املعايير املهنية لنقل املعل<strong>و</strong>مات<br />

كالدقة <strong>و</strong>االتزان <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية <strong>و</strong>غيرها على اعتبار أنها أداة بناء ال هدم.‏<br />

على <strong>و</strong>سائل اإلعام أن تبادر <strong>و</strong>تعمل على تنظيم نفسها.‏<br />

يت<strong>و</strong>جب على <strong>و</strong>سائل اإلعام أن تتجنب نشر ما يشجع على الجريمة<br />

<strong>و</strong>العنف <strong>و</strong>الف<strong>و</strong>ضى االجتماعية.‏<br />

على <strong>و</strong>سائل اإلعام أن تحترم التعددية <strong>و</strong>أن تعكس حرية تن<strong>و</strong>ع اآلراء<br />

<strong>و</strong>ان تحترم حق الرد.‏<br />

من حق املجتمع على <strong>و</strong>سائل اإلعام أن تلتزم بأداء ال<strong>و</strong>ظائف املن<strong>و</strong>طة<br />

بها <strong>و</strong>أن تحافظ على املعايير املهنية خال أدائها ل<strong>و</strong>ظائفها.‏<br />

ممارسة النقد البناء.‏<br />

نشر أهدف املجتمع <strong>و</strong>قيمه <strong>و</strong>ثقافاته.‏<br />

العمل على نشر أهداف املجتمع <strong>و</strong>خططه الترب<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>التعليمية <strong>و</strong>االقتصادية.‏<br />

- 30 ليث بدر ي<strong>و</strong>سف،‏ زهراء حسن الحداد،‏ املسؤ<strong>و</strong>لية االجتامعية يف الصحافة االلكرت<strong>و</strong>نية،‏<br />

عامن،‏ دار امجد،‏ 2017، ص‎32‎‏.‏<br />

101


ّ<br />

العمل على ضمان احترام حق<strong>و</strong>ق الفرد االقتصادية <strong>و</strong>السياسية<br />

<strong>و</strong>االجتماعية <strong>و</strong>الثقافية.‏<br />

<strong>و</strong>ضع املعل<strong>و</strong>مات أمام امل<strong>و</strong>اطنين <strong>و</strong>عدم إخفائها إال ألغراض أمن<br />

املجتمع <strong>و</strong>الد<strong>و</strong>لة.‏<br />

إعطاء الفرد حقه في الحص<strong>و</strong>ل على املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>عدم التستر عليها<br />

<strong>و</strong>عدم تز<strong>و</strong>يده بمعل<strong>و</strong>مات كاذبة أ<strong>و</strong> منق<strong>و</strong>صة.‏<br />

ثانياً‏ : تجربة اإلعالم العراقي مع مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي:‏<br />

إن ال<strong>و</strong>اقع العملي للتجربة اإلعامية العراقية الجديدة بعد التغيير<br />

السياسي الذي حصل عام 2003 في الد<strong>و</strong>لة العراقية <strong>و</strong>اجتثاث مؤسساتها<br />

<strong>و</strong>بناها التحتية <strong>و</strong>من ضمنها املؤسسات اإلعامية التي كان يمتلكها إعام<br />

مركزي أحادي دام لعق<strong>و</strong>د ط<strong>و</strong>يلة <strong>و</strong>لدت تجربة إعامية جديدة تميزت<br />

بسمات ايجابية <strong>و</strong>سلبية.‏ فمن ايجابيتها،‏ تمتع ال<strong>و</strong>اقع االعامي بن<strong>و</strong>ع من<br />

الحرية النسبية للعمل االعامي،‏ كصد<strong>و</strong>ر عدد كبير من املطب<strong>و</strong>عات،‏<br />

<strong>و</strong>انطاق عدة محطات إذاعية مسم<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>مرئية أرضية <strong>و</strong>فضائية(‏<br />

ممل<strong>و</strong>كة من قبل احزاب <strong>و</strong>منظمات <strong>و</strong>أفراد بشكل منتظم أ<strong>و</strong> غير منتظم،‏<br />

فضاً‏ عن اطاق مجم<strong>و</strong>عة من االصدارات <strong>و</strong>القن<strong>و</strong>ات االذاعية <strong>و</strong>الفضائية<br />

ذات طابع خدمة عامة ممل<strong>و</strong>كة للد<strong>و</strong>لة.‏ <strong>و</strong>من سلبيات التجرية الجديدة،‏<br />

فقد شه<strong>و</strong>د ال<strong>و</strong>اقع املنهي <strong>و</strong>األخاقي لإلعام العراقي <strong>و</strong>خاصة اإلعام الحزبي<br />

امل<strong>و</strong>جه بين عامي -2004 2015 ن<strong>و</strong>عا من الامباالة املهنية في السياسة<br />

التحريرية <strong>و</strong>الخطاب اإلعامي،‏ إذ هيمن خطاب التحريض الطائفي على<br />

معظم تلك املؤسسات اإلعامية عن<strong>و</strong>ةً‏ ، <strong>و</strong>ألقت تلك السياسة التحريرية<br />

الامهنية <strong>و</strong>الألخاقية بضالها في أغلب األحيان على أفكار <strong>و</strong>معتقدات<br />

املجتمع العراقي <strong>و</strong>على طريقة الح<strong>و</strong>ار لديهم تبعاً‏ لجملة من املتغيرات<br />

102


كاإلرهاب <strong>و</strong>الع<strong>و</strong>ملة الطائفية <strong>و</strong>مصطلحات <strong>و</strong>مفاهيم أخرى التي تؤجج<br />

لدى الفرد العراقي العدا<strong>و</strong>ة <strong>و</strong>البغضاء تجاه اآلخرين.‏<br />

حِ‏ قْ‏ ب َ ة التأزم :<br />

في تلك الحقبة،‏ سادت فضاءات البيئة اإلعامية العراقية ملعظم<br />

املؤسسات اإلعامية امل<strong>و</strong>جهة ‏-عمداً‏ أ<strong>و</strong> سه<strong>و</strong>ا ً - بخطابات مشح<strong>و</strong>نة بالنزعة<br />

الطائفية بكافة أشكالها <strong>و</strong>التكفير <strong>و</strong>التحريض على العنف <strong>و</strong>اإلرهاب،‏<br />

متجاهلة كل الق<strong>و</strong>اعد <strong>و</strong>األسس املهنية <strong>و</strong>األخاقية للعمل اإلعامي على<br />

الصعيدين الد<strong>و</strong>لي <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>طني بما جاء في مضامينها على أهمية تبني <strong>و</strong>سائل<br />

اإلعام الخطاب املعتدل <strong>و</strong>املت<strong>و</strong>ازن،‏ <strong>و</strong>حظر نشر <strong>و</strong>بث خطاب التكفير<br />

<strong>و</strong>الكراهية <strong>و</strong>االبتعاد عن التظليل اإلعامي <strong>و</strong>نشر ثقافة الح<strong>و</strong>ار <strong>و</strong>التعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي بين أفراد املجتمع مل<strong>و</strong>اجهة العنف <strong>و</strong>اإلرهاب الذي يستهدف<br />

ال<strong>و</strong>حدة ال<strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>ترسيخ فكرة أن الح<strong>و</strong>ار مع اآلخر تتطلب احترام التن<strong>و</strong>ع<br />

الثقافي <strong>و</strong>الديني <strong>و</strong>العرقي.‏<br />

حِ‏ قْ‏ ب َ ة اإلنتعاش:‏<br />

مع انطاق حمات مكافحة اإلرهاب <strong>و</strong>مجابهة إعام تنظيم داعش<br />

اإلرهابي في 17 أكت<strong>و</strong>بر سنة 2016 شكَّ‏ ل َ ت شبكة اإلعام العراقي،‏ تحالف<br />

اإلعام ال<strong>و</strong>طني الذي كان يضم 135 مؤسسة إعامية استطاعت أن<br />

ت<strong>و</strong>اكب مجريات األحداث ضد اإلرهاب <strong>و</strong>التطرف <strong>و</strong>مجابهة خطاب الكراهية<br />

<strong>و</strong>فق رؤية جديدة تمزج بين العمل امليداني <strong>و</strong>بين فريق إعامي في العاصمة<br />

بغداد يضع الخطط <strong>و</strong>الستراتيجيات لت<strong>و</strong>ظيف الص<strong>و</strong>رة مع الرسالة<br />

اإلعامية يعطي للمتلقي مدل<strong>و</strong>الت حقيقية ملا يجري في ساحات املعارك،‏<br />

حيث أثمر هذا الجهد عن بل<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>اقع إعامي جديد في التجربة اإلعامية<br />

103


ً َّ<br />

َ<br />

العراقية في تشكيل تحالفات إعامية مل<strong>و</strong>اجهة األزمات التي ت<strong>و</strong>اجه ال<strong>و</strong>طن )3)) .<br />

لقد <strong>و</strong>صل الباحث اإلعامي ‏»أكرم فرج الربيعي«‏ في دراسته املعن<strong>و</strong>نة<br />

‏ُره <strong>و</strong>أجندته«‏ إلى<br />

ب « الخطاب اإلعامي العراقي ملعركة امل<strong>و</strong>صل:‏ أُ‏ ط<br />

أن تحليل األطر اللغ<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>الخبرية لتغطية معركة امل<strong>و</strong>صل في اإلعام<br />

العراقي،‏ كشف عددً‏ ا من االعتبارات التي تقف خلف اتباع أسل<strong>و</strong>ب<br />

جديد في معالجة األحداث،‏ يختلف عن تغطياتها اإلخبارية السابقة،‏<br />

<strong>و</strong>ذلك في محا<strong>و</strong>لة لت<strong>و</strong>حيد الخطاب اإلعامي باالعتماد على مصادر<br />

مُ‏ ح دَّ‏ دة للمعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>حيد النشرات اإلخبارية <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>حيد املعجم اللغ<strong>و</strong>ي<br />

املستخدم في التغطية اإلخبارية،‏ <strong>و</strong>قد تُ‏ رجم ذلك عمليًّ‏ ا بتأسيس تحالف<br />

اإلعام ال<strong>و</strong>طني الذي ضم أكثر من 100 قناة إعامية،‏ <strong>و</strong>االستفادة<br />

من االنتقادات <strong>و</strong>اإلشكاليات التي رافقت التغطيات اإلخبارية السابقة<br />

لألزمات،‏ لهذا دفع اإلعام العراقي مُ‏ مَ‏ ثا في قن<strong>و</strong>ات شبكة اإلعام العراقي<br />

<strong>و</strong>قن<strong>و</strong>ات اإلعام ال<strong>و</strong>طني إلى التركيز على الجانب املعل<strong>و</strong>ماتي الخبري<br />

<strong>و</strong>تأسيس شبكة مراسلين من قن<strong>و</strong>ات اإلعام ال<strong>و</strong>طني في تغطية األحداث<br />

إلعطاء ص<strong>و</strong>رة عن مهنية <strong>و</strong>حياد أسل<strong>و</strong>ب التغطية )3)) .<br />

اإلعالم الرسمي <strong>و</strong>قضايا األقليات:‏<br />

يرى أحمد كتا<strong>و</strong>،‏ رئيس املنظمة ال<strong>و</strong>طنية للتن<strong>و</strong>ع في العراق أن<br />

التغطيات اإلعامية املحلية لقضايا االقليات ليست باملست<strong>و</strong>ى املطل<strong>و</strong>ب،‏<br />

مشيراً‏ إلى ان التغطيات تأتي من <strong>و</strong>سائل االعام التابعة لاحزاب املتنفذة<br />

<strong>و</strong>بالتالي يك<strong>و</strong>ن طرح القضية من <strong>و</strong>جهة نظر سياسية – مصلحية )3)) .<br />

31- عي جاسم الس<strong>و</strong>اد،‏ تحالف االعالم ال<strong>و</strong>طني يف كتاب منهجي،‏ الح<strong>و</strong>ار املتمدن،‏<br />

.https://www.ahewar.org/debat/show<br />

32- أكرم فرج الربيعي،‏ الخطاب اإلعالمي العراقي ملعركة امل<strong>و</strong>صل،‏ مركز الجزيرة<br />

للدراسات،‏ https://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2017<br />

33- أحمد كتا<strong>و</strong>،‏ حديث صحفي،‏ أجراها منار عزدالدين،‏ بيت اإلعالم العراقي،‏ https://<br />

،.www.imh-org.com بد<strong>و</strong>ن تاريخ النرش.‏<br />

104


بشكل عام لم تكن التغطيات اإلعامية س<strong>و</strong>اء على مست<strong>و</strong>ى اإلعام<br />

الرسمي الحك<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> املحطات األخرى التابعة لاحزاب السياسية<br />

تتناسب مع استحقاق االقليات،‏ بل كانت مغيبة تماما ط<strong>و</strong>ال السن<strong>و</strong>ات<br />

التي سبقت عام 2014. <strong>و</strong>ال سيما <strong>و</strong>أن عددً‏ ا كبيرًا من العراقيين حتى االن<br />

لم يعرف<strong>و</strong>ا ابسط االم<strong>و</strong>ر عن عادات <strong>و</strong>تقاليد االقليات العراقية،‏ على<br />

الرغم من انهم يعيش<strong>و</strong>ن معا منذ قر<strong>و</strong>ن ط<strong>و</strong>يلة.‏ <strong>و</strong>املفارقة هي أن االعام<br />

الد<strong>و</strong>لي كان املبادر اال<strong>و</strong>ل بالتعريف بأح<strong>و</strong>ال االقليات في حين كان اإلعام<br />

املحلي مغيب تماماً‏ إلى أن <strong>و</strong>صلت االم<strong>و</strong>ر إلى مست<strong>و</strong>يات صادمة تسببت<br />

بنكبة كبيرة على مست<strong>و</strong>ى حق<strong>و</strong>ق االنسان )3)) .<br />

مشاكل إعالم االقليات:‏<br />

يرى ‏»خضر د<strong>و</strong>ملي«‏ عض<strong>و</strong> مركز دراسات السام <strong>و</strong>حل النزاعات في<br />

جامعة ده<strong>و</strong>ك،‏ أن هناك جملة مشكات بعضها مرتبطة أ<strong>و</strong>الً‏ باالقليات<br />

نفسها لعدم <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د مراكز قرار لكل أقلية تستطيع ان تمثلهم جميعاً‏ ،<br />

أ<strong>و</strong> تعبر عن تطلعاتهم،‏ اذ اصبحت لديهم أيضاً‏ أكثر من نافذة إعامية<br />

<strong>و</strong>تشتت جه<strong>و</strong>دهم،‏ <strong>و</strong>من جانب اآلخر هناك مشكات تتعلق بقلة الك<strong>و</strong>ادر<br />

<strong>و</strong>االمكانات املادية <strong>و</strong>األسس الرصينة التي تساعد على إنشاء إعام أقليات في<br />

العراق،‏ <strong>و</strong>هذه األرضية ماتزال غير مهيئة <strong>و</strong>األرضية السياسية غير مساندة<br />

ً<br />

<strong>و</strong>الدعم املجتمعي غير مت<strong>و</strong>فر بسبب التمازج بين <strong>و</strong>ضع االقليات سياسيا<br />

<strong>و</strong>دينياً‏ ، اذ التسمح مراكز القرار أن يك<strong>و</strong>ن هناك إعام ق<strong>و</strong>ي لاقليات،‏ ألن<br />

كل جهة تعتبر نفسها الراعي الشرعي لاقلية الفانية،‏ إلى درجة انها تقدم<br />

نفسها مهتمة <strong>و</strong>مدافعة عن حق<strong>و</strong>ق االقلية أكثر من قادة االقلية أنفسهم،‏<br />

إعامياً‏ بالدرجة االساس ً <strong>و</strong>سياسيا ً ثانيا ، <strong>و</strong>قد تك<strong>و</strong>ن لديهم خطط <strong>و</strong>مشاريع<br />

‎34‎ج-‏ نفس املرجع السابق.‏<br />

105


ايجابية لكن لألسف اليتم تر<strong>و</strong>يجها <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>ظيفها إعامياً‏ بشكل جيد )3)) .<br />

ثالثاً‏ : مؤشرات تق<strong>و</strong>يض التعايش <strong>السلم</strong>ي في <strong>و</strong>سائل اإلعالم.‏<br />

أتخذت معظم <strong>و</strong>سائل اإلعام العراقية <strong>و</strong>العربية إبان مرحلة تده<strong>و</strong>ر<br />

ال<strong>و</strong>ضع األمني املشح<strong>و</strong>ن بالصراعات بين الكتل <strong>و</strong>الشخصيات السياسية<br />

داخل السلطتين التنفيذية <strong>و</strong>التشريعية <strong>و</strong>خارجها على مست<strong>و</strong>ى صراع<br />

أحزاب املك<strong>و</strong>نات بين عامي – 2004 2015 م<strong>و</strong>قفاً‏ ً متحيزا خال تغطياتها<br />

ملجريات األحداث الي<strong>و</strong>مية الدامية <strong>و</strong>املحتقنة بشتى األعمال االرهابية<br />

ً<br />

في املناطق امللتهبة بالصراعات اإلثنية <strong>و</strong>الطائيفية،‏ <strong>و</strong>لهذا ما <strong>و</strong>ضع غالبا<br />

تلك املؤسسات اإلعامية أمام معضلة مهنية <strong>و</strong>أخاقية،‏ <strong>و</strong>ال سيما إذا<br />

كان هذا التحيز يسعى إلى تأطير جماعة أ<strong>و</strong> أفراد في إطار سلبي،‏ يش<strong>و</strong>ه<br />

ص<strong>و</strong>رتها أمام املجتمع.‏ <strong>و</strong>في كثير من األحيان يتح<strong>و</strong>ل هذا التحيز إلى ن<strong>و</strong>ع من<br />

هدم <strong>و</strong>تق<strong>و</strong>يض مبادئ <strong>و</strong>أسس ثقافة التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>التحريض على<br />

الكراهية،‏ حيث زاد في ذلك ال<strong>و</strong>قت احتمالية تعرض مك<strong>و</strong>نات املجتمع<br />

العراقي إلى العنف <strong>و</strong>الترهيب الدائمين.‏<br />

يتحمّ‏ ل اإلعام غير املنهي،‏ مسؤ<strong>و</strong>لية كبرى في بث خطاب الهدم<br />

<strong>و</strong>تق<strong>و</strong>يض مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي على مدار الساعة للمشاهدين<br />

<strong>و</strong>املستمعين <strong>و</strong>القرّاء،‏ <strong>و</strong>قد يُ‏ رفع هذا الن<strong>و</strong>ع من <strong>و</strong>سائل اإلعام <strong>و</strong>تيرة<br />

عد<strong>و</strong>انيته،‏ لك<strong>و</strong>نه أضحى متخصصاً‏ بالبغض <strong>و</strong>الكراهية <strong>و</strong>سط غياب شبه<br />

تام لإلعام املنهي الذي يق<strong>و</strong>ي الر<strong>و</strong>ابط <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>طنية للمك<strong>و</strong>نات الشعبية،‏<br />

<strong>و</strong>ي<strong>و</strong>اجه اإلعاميين غير املهنيين الذين يهتك<strong>و</strong>ن النسيج االجتماعي عبر<br />

التحريض األعمى على العنف <strong>و</strong>اإلقصاء )3)) .<br />

35- خر د<strong>و</strong>مي،‏ حديث صحفي،‏ أجراها منار عزالدين،‏ بيت اإلعالم العراقي،‏<br />

،https://www.imh-org.com بد<strong>و</strong>ن تاريخ النرش.‏<br />

36- عبداملجيد أحمد،‏ اإلعالم <strong>و</strong>الثقافة:‏ املقاربة <strong>و</strong>املباعدة يف الخطاب،‏ مجلة الباحث<br />

اإلعالمي،‏ العدد 2012، 15، صص 84-77.<br />

106


كيف تُ‏ ّ حلل خطاب التق<strong>و</strong>يض <strong>و</strong>هدم التعايش <strong>السلم</strong>ي؟<br />

لفهم املحت<strong>و</strong>ى اإلعامي املشح<strong>و</strong>ن بخطاب التق<strong>و</strong>يض <strong>و</strong>هدم <strong>السلم</strong><br />

االجتماعي <strong>و</strong>التعرف عليه،‏ يجب على الصحفيين <strong>و</strong>اإلعاميين فهم<br />

السياق املنطقي لتلك الخطابات على النح<strong>و</strong> اآلتي )3)) :<br />

معرفة التعريف اإلجرائي لخطاب الكراهية،‏ بصفتها كل خطاب<br />

مكت<strong>و</strong>ب،‏ أ<strong>و</strong> مسم<strong>و</strong>ع،‏ أ<strong>و</strong> مرئي يهدف إلى القتل الرمزي لآلخر <strong>و</strong>إقصائه،‏<br />

من الدع<strong>و</strong>ة إلى القتل <strong>و</strong>العنف،‏ إلى التجلّ‏ يات األخرى من التحريض،‏<br />

<strong>و</strong>الشتم،‏ <strong>و</strong>السبّ‏ ، <strong>و</strong>القذف،‏ <strong>و</strong>اإلساءة،<strong>و</strong>اإلهانة <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>صم،‏ <strong>و</strong>التمييز.‏<br />

معرفة سياق الخطاب،‏ أي تقييم سياق األ<strong>و</strong>ضاع <strong>و</strong>املكانة االجتماعية<br />

<strong>و</strong>السياسية <strong>و</strong>االقتصادية للفئة التي يستهدفها ذلك الخطاب،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> ما<br />

يجد صداه بالعنف الي يمارس ضده هذه الفئة من الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

التعرف على تأثير املتحدث،‏ تبعاً‏ مل<strong>و</strong>قف املتحدث <strong>و</strong>ما يتمتع من<br />

نف<strong>و</strong>ذ <strong>و</strong>مكانة سياسية <strong>و</strong>اجتماعية،‏ أ<strong>و</strong> مدى ق<strong>و</strong>ة تأثيره على الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

فخطاب النخبة <strong>و</strong>قادة رأي املجتمع يؤثر بمعدل ق<strong>و</strong>ي في املتلقي عم<strong>و</strong>ماً‏ ،<br />

مقارنة مع مستخدم نشط مل<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي.‏<br />

معرفة غاية املتحدث،‏ يجب أن يك<strong>و</strong>ن قصد املتحدث <strong>و</strong>غايته من<br />

حشد خطاب التق<strong>و</strong>يض <strong>و</strong>اضحاً‏ ، كاستهداف مك<strong>و</strong>ن على أساس العرق،‏<br />

أ<strong>و</strong> الطائفة،‏ <strong>و</strong>أن يك<strong>و</strong>ن مدركاً‏ للع<strong>و</strong>اقب التي يمكن أن يُ‏ حدثها خطابه.‏<br />

معرفة محت<strong>و</strong>ى الخطاب،‏ أي مدى دع<strong>و</strong>ة الخطاب املباشرة أ<strong>و</strong> غير<br />

املباشرة للتمييز أ<strong>و</strong> العنف <strong>و</strong>العِ‏ داء املجتمعي ضد مك<strong>و</strong>ن مستهدف.‏<br />

معرفة نطاق الخطاب <strong>و</strong>شدّ‏ ة ّ تردده،‏ <strong>و</strong>ن<strong>و</strong>ع ال<strong>و</strong>سيلة اإلعامية التي<br />

بثّ‏ أ<strong>و</strong> نشر من خاله الخطاب،‏ هل ّ بث أ<strong>و</strong> نشر في حساب خاص مل<strong>و</strong>اقع<br />

Ben& Matamoros, Hate Speech and Covert Discrimination on Social -37<br />

Media, International Journal of Communication 102016), pp1167–1193,<br />

1585/https://ijoc.org/index.php/ijoc/article/view/3697<br />

107


الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي،‏ أ<strong>و</strong> بثّ‏ في اإلعام الجماهيري؟ <strong>و</strong>هل نشر مرة <strong>و</strong>احدة<br />

أم نشر مراراً‏ مع اإلصرار على تكراره؟<br />

التعرف على احتمالية <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع الضرر،‏ أي مدى ارتباط الخطاب<br />

بأضرار <strong>و</strong>قع نتيجة له،‏ أ<strong>و</strong> كان الضرر على <strong>و</strong>شك أن يقع.‏<br />

مؤشرات خطيرة:‏<br />

تشير نتائج أحدى الدراسات العلمية لسنة 2018 التي <strong>و</strong>صل إليها<br />

الباحث ‏»عبدالحسين كاظم«‏ أن نسبة 39% من جمه<strong>و</strong>ر عينة الدراسة<br />

امليدانية أكدت أن إثارة النعرات الطائفية(‏ من أ<strong>و</strong>لى املمارسات التي<br />

تركز عليها <strong>و</strong>سائل اإلعام العربية <strong>و</strong>املحلية تجاه القضايا العراقية،‏<br />

<strong>و</strong>تأتي بعدها التركيز على نقل األخبار املعادية(‏ بنسبة 29%، ثم ممارسة<br />

التضخيم من قدرة زمر داعش اإلرهابية(‏ بنسبة )3)) 27%(.<br />

أمثلة <strong>و</strong>نماذج تق<strong>و</strong>يض مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي في <strong>و</strong>سائل اإلعالم:‏<br />

في هذه الجزئية سنعرض بعض األمثلة <strong>و</strong>النماذج الت<strong>و</strong>ضحية التي<br />

شهدها العديد من <strong>و</strong>سائل اإلعام العربية <strong>و</strong>العراقية في مراحل زمنية<br />

متفا<strong>و</strong>تة،‏ تُ‏ عبر عن خطابات <strong>و</strong> محت<strong>و</strong>يات إعامية ذات طايع تق<strong>و</strong>يضي<br />

<strong>و</strong>هادم لكل بناء تؤسس عليه مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي.‏ النماذج <strong>و</strong>األمثلة<br />

ت <strong>و</strong>اقعياً‏ مع األخذ في نظر اإلعتبار<br />

املذك<strong>و</strong>رة التي سنعرضها،‏ ُ نشرت <strong>و</strong>بُ‏ ثَّ‏<br />

عدم ذكر أسماء املؤسسات اإلعامية العربية <strong>و</strong>العراقية <strong>و</strong>أسماء<br />

الشخصيات التي نشرت خطابات تق<strong>و</strong>يض التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>الكراهية<br />

على حسابهم الخاص <strong>و</strong>على صفحاتهم الرسمية في م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتماعي.‏ فنحن في املحصل اآلخير هدفنا ه<strong>و</strong> العمل على نبذ خطابات<br />

38- عبدالحسن كاظم العط<strong>و</strong>اين،‏ التضليل اإلعالمي يف بث املعل<strong>و</strong>مات،‏ مجلة الباحث<br />

اإلعالمي،‏ جامعة بغداد ‏–كلية اإلعالم،‏ العدد‎40‎‏،‏ 2018، ص ص 130-107.<br />

108


تق<strong>و</strong>يض التعايش <strong>السلم</strong>ي بين مك<strong>و</strong>نات نسيج املجتمع العراقي،‏ <strong>و</strong>نلفت<br />

أنظار القائميين باإلتصال املختلفة <strong>و</strong>الصحفيين <strong>و</strong>اإلعاميين كافة<br />

إلى مدى خط<strong>و</strong>رة هذه املمارسات الامهنية <strong>و</strong>مدى تأثيرها السلبي على<br />

مصداقية ال<strong>و</strong>سيلة اإلعامية <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>دتها.‏<br />

النم<strong>و</strong>ذج األ<strong>و</strong>ل:‏<br />

ن<strong>و</strong>ع الخطاب:‏ خطاب تأجيج النزعة الطائفية،‏ ه<strong>و</strong> إشاعة خبر غير<br />

مؤكد بيان رسمي من جهة رسمية يستنكر حادث اغتصاب امرأة من<br />

مك<strong>و</strong>ن طائفي معين من قبل مجاميع من رجال أمن الد<strong>و</strong>لة(‏<br />

سياق الخطاب:‏ استهداف الطائفة األخرى <strong>و</strong>تكفيرها ثم التشهير بها<br />

بنع<strong>و</strong>ت العمالة <strong>و</strong>الخ<strong>و</strong>نة.‏<br />

تأثير املتحدث:‏ ق<strong>و</strong>ي،‏ حيث يمثل طائفة معينة <strong>و</strong>لديه اعتبار<br />

جماهيري متأثر بالعقائدية ملك<strong>و</strong>ن طائفي رئيس في املجتمع العراقي آنذاك.‏<br />

غاية املتحدث:‏ تأجيج النزعة الطائفية،‏ <strong>و</strong>التحريض على قتل<br />

الطائفة الثانية تحت غطاء الدفاع عن الحرمات،‏ <strong>و</strong>اضطهاد <strong>و</strong>هتك<br />

أعراض الطائفة األ<strong>و</strong>لى.‏<br />

محت<strong>و</strong>ى الخطاب:‏ عدائي،‏ يدع<strong>و</strong> إلى الثأر <strong>و</strong>العنف ضد أبناء الطائفة األخرى.‏<br />

نطاق الخطاب <strong>و</strong>شدة تردده:‏ قناة فضائي عربي،‏ <strong>و</strong>قن<strong>و</strong>ات فضائية<br />

محلية جه<strong>و</strong>ية،‏ <strong>و</strong>م<strong>و</strong>اقع انترنت <strong>و</strong> شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي الشحصي<br />

<strong>و</strong>الرسمي املحس<strong>و</strong>بين على الطائفة األ<strong>و</strong>لى.‏<br />

احتمالية <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع الضرر:‏ بعد أيام أعلنت جماعة مسلحة أنها قتلت<br />

18 شخصاً‏ من رجال ق<strong>و</strong>ات الشرطة العراقية.‏<br />

النم<strong>و</strong>ذج الثاني:‏<br />

ن<strong>و</strong>ع الخطاب:‏ خطاب تأجيج النزعة العرقية،‏ خبر مظلل<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل<br />

طائرات حربية اسرائيلية إلى أربيل(‏<br />

سياق الخطاب:‏ استهداف الق<strong>و</strong>مية الك<strong>و</strong>ردية،‏ <strong>و</strong>اتهامهم بالخيانة <strong>و</strong>العمالة،‏<br />

109


التهجم متزامن مع اجراء استفتاء اقليم ك<strong>و</strong>ردستان في 25 ايل<strong>و</strong>ل 2017.<br />

تأثير املتحدث:‏ ق<strong>و</strong>ي،‏ صاحب حساب على م<strong>و</strong>قع فيس ب<strong>و</strong>ك،‏ نشر<br />

الفيدي<strong>و</strong> ثم تدا<strong>و</strong>لته بعد ذلك االالف على م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي.‏<br />

غاية املتحدث:‏ تأجيج النزعة العرقية،‏ <strong>و</strong>التحريض على الفتن<br />

<strong>و</strong>اشاعة البلبلة <strong>و</strong>الف<strong>و</strong>ضى بين املك<strong>و</strong>نات األصلية في املجتمع العراقي.‏<br />

محت<strong>و</strong>ى الخطاب:‏ عدائي،‏ يدع<strong>و</strong> إلى اثارة الف<strong>و</strong>ضى،‏ <strong>و</strong>تخ<strong>و</strong>ين أحد<br />

املك<strong>و</strong>نات الرئيسية في العراق <strong>و</strong>عمالتهم لد<strong>و</strong>لة محتلة.‏<br />

نطاق الخطاب <strong>و</strong>شدة تردده:‏ حسابات شخصية على م<strong>و</strong>اقع شبكات<br />

الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي،‏ محس<strong>و</strong>بة على مك<strong>و</strong>ن رئيسي معين.‏<br />

احتمالية <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع الضرر:‏ خلفت <strong>و</strong>راءها تأثيرات معرفية <strong>و</strong>سل<strong>و</strong>كية في<br />

آراء <strong>و</strong>معتقدات معظم أفراد املجتمع العراقي من املك<strong>و</strong>ن الرئيسي األ<strong>و</strong>ل.‏<br />

النم<strong>و</strong>ذج الثالث:‏<br />

ن<strong>و</strong>ع الخطاب:‏ خطاب تأجيج النزعة الطائفية،‏ بيان رسمياستهداف<br />

الكاظمية فقط د<strong>و</strong>ن املساس باألعظمية القريبة منها أ<strong>و</strong> مناطق بقية<br />

املك<strong>و</strong>نات(‏<br />

سياق الخطاب:‏ استهداف الطائفة األخرى،‏ <strong>و</strong>اتهامهم باإلرهابيين،‏<br />

<strong>و</strong>تحريض أبناء الطائفة األ<strong>و</strong>لى على أعمال العنف في املنطقة املذك<strong>و</strong>رة<br />

ذات األغلبية من املك<strong>و</strong>ن الثاني.‏<br />

تأثير املتحدث:‏ ق<strong>و</strong>ي،‏ نخبة سياسية ذات مكانة <strong>و</strong>م<strong>و</strong>قع رسمي داخل الد<strong>و</strong>لة.‏<br />

غاية املتحدث:‏ اثارة السجال الطائفي على املست<strong>و</strong>ى الشعبي،‏<br />

<strong>و</strong>التحريض على أعمال العنف.‏<br />

محت<strong>و</strong>ى الخطاب:‏ خطاب كراهي،‏ يدع<strong>و</strong> إلى اثارة الفتن بين ابناء<br />

مك<strong>و</strong>نات الط<strong>و</strong>ائف الدينية الرئيسية في العراق.‏<br />

نطاق الخطاب <strong>و</strong>شدة تردده:‏ <strong>و</strong>كاالت إعامية الكتر<strong>و</strong>نية رسمية<br />

110


ّ<br />

على املست<strong>و</strong>ى املحلي <strong>و</strong>حسابات شخصية على م<strong>و</strong>اقع شبكات الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتماعي.‏<br />

احتمالية <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع الضرر:‏ تخلق <strong>و</strong>راءها تأثيرات معرفية <strong>و</strong>سل<strong>و</strong>كية<br />

ذات طابع عنفي على فئات املجتمع الشبابي للطائفة الدينية املعنية<br />

باملتحدث.‏<br />

رابعاً‏ : املضامين اإلعالمية لتعزيز التعايش <strong>السلم</strong>ي:‏<br />

يُ‏ كْ‏ مُ‏ ن د<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل اإلعام في معالجة األحداث <strong>و</strong>الظ<strong>و</strong>اهر السلبية<br />

<strong>و</strong>األزمات االجتماعية <strong>و</strong>السياسية <strong>و</strong>غيرها من األزمات التي يمر بها املجتمع<br />

<strong>و</strong>ه<strong>و</strong> ما يحتاجه املجتمع العراقي الي<strong>و</strong>م من بث برامج تدع<strong>و</strong> إلى املحبة<br />

<strong>و</strong>األخ<strong>و</strong>ة <strong>و</strong>املسامحة <strong>و</strong>املصالحة بين أبنائه ال تلك التي تدع<strong>و</strong> إلى التعصب<br />

<strong>و</strong>املغاالة <strong>و</strong>رفض اآلخرين )3)) . فالتجانس ال<strong>و</strong>طني يتطلب اإلحساس باالنتماء<br />

املشترك بين جميع أفراد املجتمع،‏ <strong>و</strong>هذا ال ينشأ اال في ظل <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د تعايش<br />

سلمي بين شرائح املجتمع.‏ <strong>و</strong>العيش املشترك يستند إلى احترام التعددية<br />

بكل أن<strong>و</strong>اعها،‏ <strong>و</strong>من ثم فإن العراق أمام ٍ تحد مهم <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> ترسيخ اله<strong>و</strong>ية<br />

ال<strong>و</strong>طنية،‏ <strong>و</strong>هذا بحد ذاته يعد تحديً‏ ا ي<strong>و</strong>اجه التعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق.‏<br />

<strong>و</strong>على <strong>و</strong>سائل اإلعام الجماهيري ترسيخ مبادئ أساسية في مشر<strong>و</strong>عها<br />

اإلتصالي ال<strong>و</strong>طني من شأنها تعزيز التعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق،‏ <strong>و</strong>منها )4)) :<br />

حسم مسألة اله<strong>و</strong>ية ال<strong>و</strong>طنية العراقية مع االعتراف بالتمايز الثقافي<br />

<strong>و</strong>الحضاري للمجم<strong>و</strong>عات السكانية،‏ <strong>و</strong>على أسس ديم<strong>و</strong>قراطية جامعة<br />

لكل العراقيين من خال بحثها بالنقاط املشتركة التي يمكن ت<strong>و</strong>ظيفها بما<br />

39- - أحمد جاسم مطر<strong>و</strong>د،‏ د<strong>و</strong>ر املؤسسة اإلعالمية يف نرش ثقافة التسامح-‏ دراسة تحليلية،‏<br />

مجلة جامعة بابل-العل<strong>و</strong>م االنسانية،املجلد ‎23‎‏،العدد‎4‎‏،‏ 2015.<br />

- 40 أحمد جاسم مطر<strong>و</strong>د،‏ املرجع السابق،‏ ص‎14‎‏.‏<br />

40<br />

111


يخدم ه<strong>و</strong>ية العراق <strong>و</strong>امكانية التعايش فيه،‏ بعد األزمات التي تعرض لها.‏<br />

التأكد على احترام حق<strong>و</strong>ق امل<strong>و</strong>اطن،‏ <strong>و</strong>املسا<strong>و</strong>اة بين الجميع أمام القان<strong>و</strong>ن.‏<br />

تقديم املضم<strong>و</strong>ن الثقافي <strong>و</strong>الفكري الذي يهدف لنشر ثقافة التسامح<br />

<strong>و</strong>السام <strong>و</strong>املصالحة ال<strong>و</strong>طنية،‏ <strong>و</strong>على كافة الصعد السياسية،‏ <strong>و</strong>الفكرية،‏<br />

<strong>و</strong>املجتمعية.‏<br />

فمضم<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>سائل االتصال الجماهيري ه<strong>و</strong> الغذاء الر<strong>و</strong>حي <strong>و</strong>الفكري<br />

<strong>و</strong>العقلي للثقافة املدنية املبنية على التعايش <strong>السلم</strong>ي مع اآلخر،‏ <strong>و</strong>أداء<br />

هذه املؤسسات في املجتمع يعد سل<strong>و</strong>كاً‏ ً مدنيا يدعم املجتمع <strong>و</strong>ثقافته.‏<br />

فاملجتمع املدني في نهاية املطاف ه<strong>و</strong> <strong>و</strong>عي <strong>و</strong>ثقافة <strong>و</strong>قيم <strong>و</strong>مبادئ يترجم إلى<br />

سل<strong>و</strong>ك <strong>و</strong>عمل ي<strong>و</strong>مي يؤمن بر<strong>و</strong>ح الجماعة <strong>و</strong>املصلحة العامة.‏<br />

ميثاق اإلعالم ال<strong>و</strong>طني للتعايش <strong>السلم</strong>ي:‏<br />

التزاماً‏ باملعايير املهنية <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية <strong>و</strong>نشر الحقيقة،‏ تم عقد مؤتمر<br />

ميثاق اإلعام ال<strong>و</strong>طني للتعايش <strong>السلم</strong>ي(‏ برعاية لجنة متابعة <strong>و</strong>تنفيذ<br />

املصالحة ال<strong>و</strong>طنية التابعة ملكتب رئيس ال<strong>و</strong>زراء <strong>و</strong>بالتعا<strong>و</strong>ن مع بعثة األمم<br />

املتحدة ملساعدة العراق بتارخ 2017/9/23 في العاصمة بغداد،‏ لغرض<br />

االتفاق على ميثاق إعام <strong>و</strong>طني يرسخ التعايش <strong>و</strong>يسهم في صناعة مرحلة<br />

االستقرار السياسي <strong>و</strong>املجتمعي في العراق.‏ لك<strong>و</strong>ن هذا امليثاق مجم<strong>و</strong>عة<br />

مبادئ يتم االلتزام بها <strong>و</strong>االستناد إليها في العمل اإلعامي املتصل بالتعايش<br />

<strong>السلم</strong>ي تحديداً‏ ، ُ <strong>و</strong>ي ّ شك لُ‏ هذا امليثاق قاعدة شرف ملمارسة املهنة اإلعامية<br />

بأشكالها <strong>و</strong>أن<strong>و</strong>اعها كافة <strong>و</strong>من ضمنها اإلعام اإللكتر<strong>و</strong>ني <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>اصلي.‏<br />

<strong>و</strong>من أبرز ما تضمنه ميثاق اإلعام ال<strong>و</strong>طني للتعايش <strong>السلم</strong>ي(‏ )4)) .<br />

41- ميثاق اإلعالم يدع<strong>و</strong> إىل ترسيخ التسامح <strong>و</strong>التعايش بقب<strong>و</strong>ل اآلخر رفضاً‏ للتطرف،الزمان،‏<br />

https://www.azzaman.com/، 2017<br />

112


االلتزام بالق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>عدم محاباة الساسة <strong>و</strong>أصحاب املصالح الخاصة<br />

<strong>و</strong>احترام حق الجمه<strong>و</strong>ر في الحص<strong>و</strong>ل على املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>عدم التمييز بجميع<br />

أشكاله <strong>و</strong>صيغه <strong>و</strong>احترام حرية الفكر <strong>و</strong>املعتقد <strong>و</strong>التعبير <strong>و</strong>تعزيز الت<strong>و</strong>اصل<br />

بين املؤسسة اإلعامية <strong>و</strong>الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

االلتزام بتحري الحقيقة <strong>و</strong>نقل ال<strong>و</strong>قائع بصدقٍ‏ <strong>و</strong>التقيد بالنزاهة<br />

املهنية <strong>و</strong>العمل بم<strong>و</strong>جب مصلحة الجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>تغليبها على مصلحة املؤسسة<br />

اإلعامية أ<strong>و</strong> املصلحة الشخصية لإلعامي.‏<br />

التركيز على قيمّ‏ التسامح <strong>و</strong>قب<strong>و</strong>ل اآلخر،‏ <strong>و</strong>االمتناع عن نشر أية مادةٍ‏<br />

تدعم التطرف ا<strong>و</strong> تشجّ‏ عُ‏ على الجريمة <strong>و</strong>العنف أ<strong>و</strong> خطاب الكراهية،‏ أ<strong>و</strong><br />

تسهمُ‏ في التحريض الديني أ<strong>و</strong> الطائفي ا<strong>و</strong> اإلثني أ<strong>و</strong> املناطقي.‏<br />

ضر<strong>و</strong>رة تجنب اإلعاميين القدح <strong>و</strong>الذم <strong>و</strong>التضليل اإلعامي،‏ <strong>و</strong>عليهم<br />

أن ينشر<strong>و</strong>ا قيم <strong>السلم</strong> ال<strong>و</strong>طني <strong>و</strong>العالمي <strong>و</strong>أن يسهم<strong>و</strong>ا في خلق مناخات<br />

التس<strong>و</strong>ية السياسية <strong>و</strong>املصالحة الشاملة.‏<br />

يلتزم اإلعامي<strong>و</strong>ن بم<strong>و</strong>جب هذا امليثاق ت<strong>و</strong>خي الدقة <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ح في<br />

املصطلحات <strong>و</strong>التعابير املستخدمة <strong>و</strong>االمتناع عن استخدام املصطلحات<br />

الدالة على اله<strong>و</strong>يات الدينية <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>املذهبية <strong>و</strong>اإلثنية في التغطية<br />

الصحفية،‏ <strong>و</strong>احترام الخص<strong>و</strong>صية الفردية <strong>و</strong>عدم إلحاق الضرر بالسمعة<br />

<strong>و</strong>عدم اإلفصاح عن ه<strong>و</strong>يات امل<strong>و</strong>اطنين خافاً‏ لرغبتهم.‏<br />

يدع<strong>و</strong> امليثاق اإلعاميين إلى اإلمتناع عن نشر الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>مقاطع<br />

ً<br />

الفدي<strong>و</strong> التي تسيء إلى حرمة <strong>و</strong>كرامة الضحايا أ<strong>و</strong> التي قد تسبب خطرا<br />

على الضحايا،‏ كضحايا العنف الجنسي في أثناء النزاعات املسلحة.‏<br />

113


املبادرات اإلعالمية املقترحة لتعزيز خطاب التعايش <strong>السلم</strong>ي:‏<br />

على مست<strong>و</strong>ى االستراتيجية اإلعالمية <strong>و</strong>السياسة التحريرية:‏<br />

قدم األستاذ الدكت<strong>و</strong>ر ‏»كامل القيم«‏ استاذ اإلعام <strong>و</strong>رئيس قسم<br />

اإلعام بكلية آداب جامعة بابل،‏ في مُ‏ ستَ‏ هَ‏ ل أعمال املؤتمر اإلعامي<br />

الد<strong>و</strong>لي لنقابة الصحفيين العراقيين املنعقد بتاريخ 2017/12/11-7 في<br />

العاصمة بغداد،‏ مجم<strong>و</strong>عة مبادرات مستلة من بحثه امل<strong>و</strong>س<strong>و</strong>م ‏»ب<strong>و</strong>صلة<br />

الخطاب اإلعامي <strong>و</strong>ترسيخ األمن ال<strong>و</strong>طني«‏ <strong>و</strong>أقتضت تلك املبادرات تغيير<br />

السياسات اإلعامية املستقبلية لبعض ال<strong>و</strong>سائل اإلعامية على مست<strong>و</strong>ى<br />

اإلعام العراقي بما يخدم األمن <strong>و</strong><strong>السلم</strong> املجتمعي بعد تحرير املناطق<br />

التي كانت خاضعة لسيطرة ق<strong>و</strong>ات الداعش اإلرهابي بين عامي 2014-<br />

2016. <strong>و</strong>من جملة هذه املبادرات اإلعامية )4)) :<br />

العمل على تقنين الخطاب السياسي <strong>و</strong>البرامج الح<strong>و</strong>ارية <strong>و</strong>الدينية التي<br />

تنبش املاضي التاريخي <strong>و</strong>السياسي،‏ <strong>و</strong>تراعي م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع التخ<strong>و</strong>ين <strong>و</strong>التشكيك(.‏<br />

ارساء مضم<strong>و</strong>ن الخطاب اإلعامي للمناطق املحررة على انها مناطق<br />

كانت أسيرة الق<strong>و</strong>ة <strong>و</strong>القتل <strong>و</strong>االستباحة،‏ <strong>و</strong>ليست مناطق خلل <strong>و</strong>طني.‏<br />

استثارة حمات إعامية لبناء املناطق املحررة <strong>و</strong>املساهمة امليدانية<br />

الستكمال ملف الحياة الطبيعية.‏<br />

صناعة برامج <strong>و</strong>أفام <strong>و</strong>ح<strong>و</strong>اريات <strong>و</strong>مقاالت تنمي التنمية <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اطنة<br />

<strong>و</strong>البناء <strong>و</strong>اقتدار الجميع على استقبال السام <strong>و</strong>االستقرار <strong>و</strong>التعليم.‏<br />

صناعة الفن<strong>و</strong>ن الصحفية بشتى ق<strong>و</strong>البه <strong>و</strong>أن<strong>و</strong>اع <strong>و</strong>سائله،‏ <strong>و</strong>االتي ت<strong>و</strong>حد<br />

الخطاب <strong>و</strong>تعمل على تقليل الضرر في التنافر املناطقي <strong>و</strong>االجتماعي <strong>و</strong>الفكري.‏<br />

ضخ <strong>و</strong>تغطية االخبار <strong>و</strong>البرامج <strong>و</strong>املقابات التي تركز على جه<strong>و</strong>د<br />

<strong>و</strong>نجاحات الق<strong>و</strong>ات األمنية <strong>و</strong>االستخبارات فيما يتعلق بكشف الجرائم<br />

42- د.كامل القيم،‏ ب<strong>و</strong>صلة الخطاب االعالمي <strong>و</strong>ترسيخ االمن ال<strong>و</strong>طني،‏ بحث مقدم اىل املؤمتر<br />

اإلعالمي الد<strong>و</strong>يل لنقابة الصحفين العراقين،‏ 2017/12/11-7.<br />

114


<strong>و</strong>اجهاض الخايا النائمة،‏ كما تعمل على ارساء مضم<strong>و</strong>ن السام <strong>و</strong>املحبة<br />

<strong>و</strong><strong>و</strong>حدة البلد <strong>و</strong>تعافي اطيافه.‏<br />

على املست<strong>و</strong>ى املنهي للصحفيين <strong>و</strong>اإلعالميين:‏<br />

جاءت في إعان مبادئ االتحاد الد<strong>و</strong>لي للصحفيين الخاصة بممارسة<br />

مهنة الصحافة جملة من املبادئ األساسية <strong>و</strong>املعايير األخاقية ملهنة<br />

ً<br />

الصحافة<strong>و</strong> اإلعام،‏ حيث يتم تبني هذا اإلعان الد<strong>و</strong>لي باعتباره مقياسا<br />

للممارسة املهنية للصحفيين املشتغلين بجمع االخبار <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات التي<br />

تصف األحداث،‏ أ<strong>و</strong> نقلها،‏ أ<strong>و</strong> ت<strong>و</strong>زيعها،‏ أ<strong>و</strong> التعليق عليها.‏ تم تبني هذا<br />

اإلعان من قبل املؤتمر العالمي العام لاتحاد الد<strong>و</strong>لي للصحفيين الذي<br />

عقد سنة 1954، <strong>و</strong>تم تعديله في املؤتمر العام لاتحاد الذي عقد سنة<br />

1986. <strong>و</strong>بشكل مبسط فإن هذه املبادئ هي )4)) :<br />

احترام الحقيقة <strong>و</strong>حق الجمه<strong>و</strong>ر في معرفة هذه الحقيقة هي مسؤ<strong>و</strong>لية<br />

الصحافي األ<strong>و</strong>لى.‏<br />

على الصحفي الدفاع عن مبادئ الحرية في كل األ<strong>و</strong>قات،‏ <strong>و</strong>أن يحافظ<br />

على النزاهة في جمع األخبار <strong>و</strong>نشرها،‏ <strong>و</strong>كذلك ان يدافع عن حق االبداء<br />

بالرأي <strong>و</strong>النقد العادلين.‏<br />

يجب على الصحفي أن يعد التقارير بما يت<strong>و</strong>افق مع الحقائق التي<br />

يعرف مصدرها األصلي,‏ يجب على الصحفي أن ال يخفي معل<strong>و</strong>مات هامة<br />

أ<strong>و</strong> أن يق<strong>و</strong>م بتز<strong>و</strong>ير الحقائق.‏<br />

يجب على الصحفي أن يستخدم <strong>و</strong>سائل عادلة <strong>و</strong>نزيهة للحص<strong>و</strong>ل على<br />

االخبار،‏ <strong>و</strong>الص<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ثائق.‏<br />

على الصحفي أن يعمل بأقصى جهده لتعديل <strong>و</strong>تص<strong>و</strong>يب أية معل<strong>و</strong>مات تم<br />

43- ايدين <strong>و</strong>ايت،‏ مبادرة الصحافة األخالقية،‏ االتحاد الد<strong>و</strong>يل للصحفين،‏ ترجمة:‏ رجاء<br />

عبدالعزيز،‏ <strong>و</strong>ليد أب<strong>و</strong>بكر،البحرين:مطابع داراأليام،‏‎2009‎‏،‏ ص‎6‎‏.‏<br />

115


نشرها،‏ <strong>و</strong>التي يتبين فيما بعد أنها غير دقيقة بشكل يق<strong>و</strong>د إلى احداث الضرر.‏<br />

يجب على الصحفي أن يتمسك بالسرية املهنية في كل ما يتعلق<br />

بمصادر املعل<strong>و</strong>مات التي يحصل عليها ضمن شر<strong>و</strong>ط عدم كشف املصدر.‏<br />

على الصحفي ادراك الخطر الذي يمكن أن يلعبه اإلعام في نشر<br />

التمييز <strong>و</strong>التفرقة،‏ <strong>و</strong>عليه أن يبذل كامل جهده لتجنب تقديم تسهيات<br />

لهذا التمييز القائم على العرق،‏ <strong>و</strong>الجنس،‏ الت<strong>و</strong>جه الجنسي،‏ الدين،‏<br />

الراي السياسي،‏ ا<strong>و</strong> اية آراء أخرى،‏ األص<strong>و</strong>ل ال<strong>و</strong>طنية أ<strong>و</strong> الدينية،‏ أ<strong>و</strong> اي<br />

ن<strong>و</strong>ع آخر من أن<strong>و</strong>اع التمييز.‏<br />

على الصحفي أن يعتبر مايلي جنحة أ<strong>و</strong>اساءة مهنية خطيرة:‏<br />

الغش<br />

التش<strong>و</strong>يه املقص<strong>و</strong>د للحقيقة<br />

القذف <strong>و</strong>التش<strong>و</strong>يه،‏ <strong>و</strong>تلطيخ السمعة،‏ االتهامات التي ال أساس لها من<br />

الصحة.‏<br />

قب<strong>و</strong>ل أي شكل من أشكال الرش<strong>و</strong>ة هدفها التأثير إما في نشر مادة<br />

صحفية أ<strong>و</strong> الدفع الخفاء مادة صحفية<br />

يجب على الصحفيين الذين يستحق<strong>و</strong>ن أن يطلق عليهم هذا االسم<br />

<strong>و</strong>اجب التمسك باملبادئ ال<strong>و</strong>اردة اعاه بإخاص.‏<br />

)4)) ٭<strong>و</strong>في 25 حزيران ي<strong>و</strong>ني<strong>و</strong> سنة 2013، <strong>و</strong>قّ‏ عت 21 مؤسسة اعامية<br />

لبنانية بين مكت<strong>و</strong>بة <strong>و</strong>مرئية <strong>و</strong>مسم<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>إلكتر<strong>و</strong>نية ‏»ميثاق الشرف<br />

االعامي لتعزيز <strong>السلم</strong> األهلي في لبنان«‏ ضمن مشر<strong>و</strong>ع ‏»تعزيز <strong>السلم</strong><br />

‎44‎٭ بإمكان الصحفين <strong>و</strong>املؤسسات اإلعالمية <strong>و</strong>الجمعيات املختصة بشؤ<strong>و</strong>ن تنمية اإلعالم<br />

<strong>و</strong>الصحافة يف العراق،‏ االستفادة من بن<strong>و</strong>د هذا امليثاق اإلعالمي املتخصص بتعزيز <strong>السلم</strong><br />

األهي،‏ لك<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د درجة التشابه <strong>و</strong>التجانس يف الخصائص االجتامعية ما بن البلدين لبنان<br />

<strong>و</strong>العراق عى صعيد املك<strong>و</strong>نات السكانية.‏<br />

116


األهلي في لبنان«‏ التابع لبرنامج األمم املتحدة اإلنمائي املم<strong>و</strong>ّ‏ ل من االتحاد<br />

األ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بي.‏ <strong>و</strong>تضمّ‏ ن امليثاق 18 مادة تضع خط<strong>و</strong>طاً‏ عريضة لألداء اإلعامي<br />

املنظ<strong>و</strong>ر من رفض للتمييز العنصري،‏ <strong>و</strong>التعامل بمهنية في التغطيات<br />

الحية <strong>و</strong>التأكد من مصادر املعل<strong>و</strong>مات مع التزام الدقة <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية.‏ <strong>و</strong>أهم<br />

ما جاءت في مس<strong>و</strong>دة هذا امليثاق <strong>و</strong>التي تخص بالتزام الصحفي <strong>و</strong>املؤسسات<br />

اإلعامية عند تنا<strong>و</strong>لهم املضامين اإلعامية في نبذ التفرقة <strong>و</strong>تعزيز ال<strong>و</strong>حدة<br />

ال<strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>العيش املشترك في سياق حق االختاف <strong>و</strong>احترام الرأي في اطار<br />

املسؤ<strong>و</strong>لية القائمة على املبادئ <strong>و</strong>القيم املهنية،‏ كاآلتي )4)) :<br />

التزام العمل على تأكيد ال<strong>و</strong>حدة ال<strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>العيش املشترك،‏ <strong>و</strong>التزام<br />

احترام األديان <strong>و</strong>عدم اثارة النعرات املذهبية أ<strong>و</strong> الطائفية أ<strong>و</strong> التحريض<br />

على العصيان العنفي أ<strong>و</strong> ارتكاب الجرائم،‏ <strong>و</strong>االمتناع عن عبارات التحقير.‏<br />

حرص <strong>و</strong>سائل اإلعام على رفض مبادئ التمييز العنصري،‏ <strong>و</strong>االمتناع<br />

عن التعّ‏ رض بطريقة مباشرة أ<strong>و</strong> غير مباشرة للطعن بكرامة الناس،‏<br />

<strong>و</strong>عدم التدخل في شؤ<strong>و</strong>نهم الشخصية <strong>و</strong>الخاصة،‏ <strong>و</strong>عدم تجريحهم.‏<br />

العمل على ضبط إيقاع إفتتاحيّ‏ ات الصحف <strong>و</strong>مقدمات نشرات<br />

االخبار االذاعية <strong>و</strong>التلفزي<strong>و</strong>نيّ‏ ة،‏ <strong>و</strong>كذلك البرامج الح<strong>و</strong>ارية لإلعام املرئي<br />

<strong>و</strong>املسم<strong>و</strong>ع بشكل يحترم مبادئ العمل االعامي <strong>و</strong>أص<strong>و</strong>له <strong>و</strong>عدم بث ر<strong>و</strong>ح<br />

العنف <strong>و</strong>الفتنة.‏<br />

في سبيل العمل على تعزيز <strong>السلم</strong> االهلي في لبنان،‏ تسعى <strong>و</strong>سائل<br />

االعام <strong>و</strong>العامل<strong>و</strong>ن لديها إلى ابراز <strong>و</strong>تر<strong>و</strong>يج املبادرات <strong>و</strong>مشاريع <strong>و</strong>أنشطة<br />

يق<strong>و</strong>م بها أفراد أ<strong>و</strong> جمعيات تهدف الى نبذ العنف <strong>و</strong>التفرقة <strong>و</strong>تعزيز <strong>السلم</strong><br />

األهلي في لبنان.‏ <strong>و</strong>يتم ذلك من خال سعي <strong>و</strong>سائل االعام الى تخصيص<br />

مساحات <strong>و</strong>اسعة لإلضاءة على ما يجمع اللبنانيين،‏ <strong>و</strong>التركيز على ما<br />

45- ميثاق الرشف اإلعالمي لتعزيز <strong>السلم</strong> األهي يف لبنان،‏ مرش<strong>و</strong>ع مم<strong>و</strong>ل من االتحاد<br />

األ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>يب،‏ ضمن برنامج األمم املتحدة اإلمنايئ.‏‎2013‎‏.‏<br />

117


تُ‏ جمع عليه الط<strong>و</strong>ائف كافة من قيم <strong>و</strong>أخاق <strong>و</strong>إحترام ال<strong>و</strong>طن.‏ <strong>و</strong>على <strong>و</strong>سائل<br />

ً بارزاً‏ بمسألة اختيار الضي<strong>و</strong>ف <strong>و</strong>األقام التي<br />

االعام ان ت<strong>و</strong>لي إهتماما<br />

تستقبلها يجب أن تتمتع بمست<strong>و</strong>ى فكري الئق <strong>و</strong><strong>و</strong>طني عال.‏<br />

الحرص على أن يك<strong>و</strong>ن مقدم االخبار <strong>و</strong>البرامج السياسية حيادياً‏ على<br />

درجة عالية من االحتراف <strong>و</strong>أال يظهر إنحيازه بشكل نافر أ<strong>و</strong> إستفزازي،‏<br />

<strong>و</strong>أن يمارس الرقابة الذاتية في عمله.‏<br />

خامساً‏ : الشائعة اإللكتر<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>مخاطرها على <strong>السلم</strong> املجتمعي.‏<br />

تترا<strong>و</strong>ح اإلشاعة بين ك<strong>و</strong>نها سل<strong>و</strong>كا نفسياً‏ مبنيا ً على حاجة اإلنسان إلى<br />

تدا<strong>و</strong>ل املعرفة في شكل أخبار،‏ مقترنة ببنية منظ<strong>و</strong>مة اإلدراكية لإلنسان<br />

التي تتأثر بع<strong>و</strong>امل داخلية <strong>و</strong>خارجية تجعلها تفتقر إلى الدقة الكاملة،‏<br />

<strong>و</strong>ك<strong>و</strong>نها عماً‏ إجراميً‏ ا يرمي إلى تش<strong>و</strong>يه الحقائق <strong>و</strong>إيذاء اآلخرين،‏ <strong>و</strong>ك<strong>و</strong>نها<br />

عما اختبارياً‏ تلجأ له بعض الجهات لقياس مدى االستعداد لتقبل<br />

بعض أ<strong>و</strong> كل ما <strong>و</strong>رد في الشائعة )4)) .<br />

فاالشاعة هي جزء من الحرب النفسية،‏ <strong>و</strong>هي احدى اق<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>سائلها،‏<br />

مثلها مثل الدعاية <strong>و</strong>غسل الدماغ <strong>و</strong>افتعال الفتن <strong>و</strong>األزمات <strong>و</strong>غير ذلك من<br />

االساليب )4)) ‏.<strong>و</strong>الشائعة اإللكتر<strong>و</strong>نية:‏ هي الخبر أ<strong>و</strong> امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> القضية الذي<br />

يتم تدا<strong>و</strong>لها من خال اإلنترنيت أ<strong>و</strong> م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي أ<strong>و</strong> الهاتف<br />

املحم<strong>و</strong>ل،‏ <strong>و</strong>تنتقي تلك الشائعة مادتها من مصادر متن<strong>و</strong>عة تختلف عن<br />

الشائعة التقليدية من حيث املحت<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>البناء،‏ حيث يُ‏ عبر عنها بالنص<br />

املكت<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>املنط<strong>و</strong>ق <strong>و</strong>الص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>الص<strong>و</strong>ت <strong>و</strong>الرس<strong>و</strong>م املتحركة <strong>و</strong>الفيدي<strong>و</strong> )4)) .<br />

46- محمد األمن م<strong>و</strong>ىس،‏ شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتامعي <strong>و</strong>رقمنة اإلشاعة،‏ شبكة الجزيرة<br />

اإلعالمية،‏ .https://www.aljazeera.net،2016<br />

47- عبدالفتاح عبدالغني،‏ فايز كامل،‏ األبعاد النفسية <strong>و</strong>االجتامعية يف تر<strong>و</strong>يج االشاعات،‏<br />

مجلة الجامعة االسالمية،‏ م‎18‎‏،‏ العدد‎2‎‏،‏ 2010، ص‎148‎‏.‏<br />

48- دينا عبدالعزيز صري،‏ املسؤ<strong>و</strong>لية الجنائية الناشئة عن اساءة استخدام م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل<br />

118


سمات الشائعة اإللكتر<strong>و</strong>نية:‏<br />

تتسم الشائعات املتدا<strong>و</strong>لة عبر <strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل اإللكتر<strong>و</strong>ني بعدد من<br />

السمات ((4( :<br />

سرعة ال<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل للمتلقي:‏ تنتشر الشائعة اإللكتر<strong>و</strong>نية في أكثر من<br />

مكان جغرافي <strong>و</strong>احد،‏ بل يُ‏ مكن أن تتعدى حتى املجال ال<strong>و</strong>طني للد<strong>و</strong>لة في<br />

حد ذاتها،‏ فاألمر ال يحتاج إال إلى ث<strong>و</strong>انٍ‏ معد<strong>و</strong>دة لتج<strong>و</strong>ب الشائعة اآلفاق.‏<br />

التأثير املباشر في املتلقي:‏ إن الشائعة اإللكتر<strong>و</strong>نية تبقى غالباً‏ في<br />

ص<strong>و</strong>رتها األ<strong>و</strong>لى التي قصدها مصدرها حتى تتمكن من التأثير في متلقيها<br />

<strong>و</strong>تصديقها باستخدام أساليب متعددة كالحبكة في اإلعداد،‏ الصياغة<br />

<strong>و</strong>اإلخراج،‏ فضاً‏ عن إدخال املؤثرات املختلفة التي تعزز من إقناع<br />

املتلقي بصحة الشائعة عبر شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي.‏<br />

تزايد أعداد املتلقين:‏ تتميز الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية بسرعة تدا<strong>و</strong>لها<br />

بين أفراد املجتمع عبر اإلنترنت،‏ بالنظر إلى املجال املفت<strong>و</strong>ح لديها،‏ بحيث<br />

يمكن لكل شخص في العالم ال<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل إليها.‏<br />

ثبات املحت<strong>و</strong>ى نسبياً‏ : إن الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية لها منحى آخر بخاف<br />

الشائعات التقليدية املتدا<strong>و</strong>لة على ألسنة الناس في مجالسهم الخاصة،‏<br />

فاملتلقي الذي يتح<strong>و</strong>ل إلى مُ‏ رسِ‏ ل ال يق<strong>و</strong>م س<strong>و</strong>ى بد<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>احد،‏ ه<strong>و</strong> النسخ<br />

<strong>و</strong>اللَّ‏ صق أ<strong>و</strong> اعادة الت<strong>و</strong>جيه من غير تغيير في املحت<strong>و</strong>ى،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> ما يجعل<br />

الشائعة اإللكتر<strong>و</strong>نية تمتاز بالثبات نسبياً‏ .<br />

ارتفاع الخسائر الناتجة عن تدا<strong>و</strong>ل الشائعة املعل<strong>و</strong>ماتية:‏ تُ‏ ّ كلف الجهات<br />

املستهدفة بالشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية الكثير من ال<strong>و</strong>قت <strong>و</strong>املال لدَّ‏ حضها،‏ كما<br />

أنها تؤثر في مراكزهم املالية على املست<strong>و</strong>ى القريب أ<strong>و</strong> البعيد.‏<br />

االجتامعي،‏ املؤمتر العلمي الرابع،‏ جامعة طنطا،‏ 2017، ص‎7‎‏.‏<br />

49- نبيلة الرزاقي،‏ تجريم نرش <strong>و</strong>تر<strong>و</strong>يج الشائعات اإللكرت<strong>و</strong>نية عر م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتامعي،‏ املجلة األكادميية للبحث القان<strong>و</strong>ين،‏ املجلد‎12‎‏،العدد‎1‎‏،‏ 2021، صص-‏‎375‎ 393.<br />

119


التأثيرات االجتماعية الناجمة عن اإلشاعات اإللكتر<strong>و</strong>نية:‏<br />

تُ‏ كمن مظاهر الخط<strong>و</strong>رة في انتشار الشائعات على املست<strong>و</strong>ى االجتماعي<br />

بمقدار تأثيرها في <strong>و</strong>حدة املجتمع <strong>و</strong>تماسكه،‏ <strong>و</strong>الترابط بين مك<strong>و</strong>ناته،‏<br />

اذ تعتبر اإلشاعة <strong>و</strong>سيلة البلبلة الفكرية <strong>و</strong>النفسية <strong>و</strong>مفتاح تغيير<br />

االتجاهات <strong>و</strong>التصرفات <strong>و</strong>التح<strong>و</strong>ير الفكري <strong>و</strong>غسل الدماغ <strong>و</strong>السيطرة على<br />

االتجاهات الشعبية <strong>و</strong>زعزعة ال<strong>و</strong>حدة الفكرية <strong>و</strong>التماسك االجتماعي <strong>و</strong>كل<br />

ذلك يجعل الشائعة من أخطر األمراض االجتماعية <strong>و</strong>االسلحة الفتاكة<br />

التي تهدد األفراد <strong>و</strong>املجتمع على حد س<strong>و</strong>اء )5)) .<br />

خط<strong>و</strong>ات مهمة لكيفية التعامل مع االشاعات اإللكتر<strong>و</strong>نية )5)) :<br />

تنتشر اإلشاعات بسرعة،‏ <strong>و</strong>كثرة الرسائل التي تصلك عن الخبر<br />

نفسه ال تعني صحته،‏ فعليك التحقق بنفسك.‏<br />

فكر فيما تنشر،‏ <strong>و</strong>إذا لم تكن متأكداً‏ من الخبر أ<strong>و</strong> مصدره فا تقم بنشره.‏<br />

استخدم مصادر أخرى،‏ <strong>و</strong>ابحث عن مصادر أخرى للتحقق من<br />

الخبر،‏ الخبر امل<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د في أكثر من مصدر م<strong>و</strong>ث<strong>و</strong>ق تك<strong>و</strong>ن نسبة الحقيقية<br />

أعلى من غيره.‏<br />

تستطيع التحكم بما ترى،‏ <strong>و</strong>نحذر من جهات االتصال التي تنشر<br />

االشاعات دائماً‏ أ<strong>و</strong> قم بتنبيهها.‏<br />

إبحث عن القصص التي ال تصدق،‏ فالقصص غير املعق<strong>و</strong>لة<br />

<strong>و</strong>الطبيعية غالباً‏ ما تك<strong>و</strong>ن خرافة <strong>و</strong>من <strong>و</strong>حي الخيال،‏ لذا ابحث عن صحتها.‏<br />

تحقق من أسل<strong>و</strong>ب الكتابة <strong>و</strong>األخطاء اإلمائية <strong>و</strong>النح<strong>و</strong>ية،‏ فكثير من<br />

50- احمد عبدالعزيز األصفر،‏ الع<strong>و</strong>امل النفسية <strong>و</strong>االجتامعية النتشار الشائعات،‏ مركز<br />

الدراسات <strong>و</strong>البح<strong>و</strong>ث-‏ جيب<strong>و</strong>يت،‏ نقالً‏ عن بحث:‏ سل<strong>و</strong>ى احمد،‏ نهى عبدالخالق،‏ كلية القان<strong>و</strong>ن<br />

<strong>و</strong>العل<strong>و</strong>م السياسية-‏ جامعة كرك<strong>و</strong>ك،‏ https://law.tanta.edu.eg/faculty_conference<br />

51- هيئة مكافحة اإلشاعات،‏ .http://norumors.net/?articles، 2020<br />

120


اإلشاعات ال ينتبه صاحبها إلى األم<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>األشياء الرسمية التي لم تحت<strong>و</strong>ي<br />

على تلك األخطاء.‏<br />

تحقق من الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>الفيدي<strong>و</strong>ات،‏ الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>الفيدي<strong>و</strong>ات غالباً‏ ما تك<strong>و</strong>ن<br />

أقرب إلى الحقيقة،‏ تحقق من عدم <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د تعديات عليها <strong>و</strong>قد تك<strong>و</strong>ن<br />

الص<strong>و</strong>رة صحيحة <strong>و</strong>لكن القصة ح<strong>و</strong>لها مفبركة فتحقق من القصة عبر<br />

البحث.‏<br />

تحقق من الر<strong>و</strong>ابط،‏ ألن أغلب اإلشاعات تك<strong>و</strong>ن ر<strong>و</strong>ابطها غير م<strong>و</strong>ث<strong>و</strong>قة<br />

<strong>و</strong>غير صحيحة،‏ تحقق من الر<strong>و</strong>ابط امل<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>دة مع الخبر.‏<br />

انتبه لعامة ‏»اعادة الت<strong>و</strong>جيه«‏ Forward في ال<strong>و</strong>اتساب،‏ إذ سيساعدك<br />

هذا على معرفة ما إذا كان املرسل ه<strong>و</strong> صاحب املحت<strong>و</strong>ى األصلي أم أنه<br />

<strong>و</strong>صل إليه من أشخاص آخرين.‏<br />

اسأل عن القصص التي تثير غضبك،‏ فإن <strong>و</strong>صلتك رسالة أغضبك<br />

فاسأل عن هدف إرسالها <strong>و</strong>إذا كان الهدف إغضابك فما الداعي إلى<br />

غضاب اآلخرين.‏<br />

أساليب مكافحة الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية:‏<br />

رصد الباحثان ‏»حمدان خضر«‏ <strong>و</strong> ‏»جاسم محمد شبيب«‏ في بحثهما<br />

امل<strong>و</strong>س<strong>و</strong>م:‏ ‏»طرائق م<strong>و</strong>اجهة الشائعات في م<strong>و</strong>قع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي<br />

الفيس ب<strong>و</strong>ك«،‏ مجم<strong>و</strong>عة من الطرق <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>سائل <strong>و</strong>األساليب التي يجب<br />

اتباعها <strong>و</strong>العمل بها <strong>و</strong>فق خطط معدة في م<strong>و</strong>اجهة الشائعات على م<strong>و</strong>اقع<br />

الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي بغية القضاء عليها،‏ <strong>و</strong>كما يأتي )5)) .<br />

ضر<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د هيئة أ<strong>و</strong> مركز مستقل متخصص لرصد <strong>و</strong>تحليل<br />

52- حمدان خر،‏ جاسم محمد شبيب،‏ طرائق م<strong>و</strong>اجهة الشائعات يف م<strong>و</strong>قع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتامعي الفيس ب<strong>و</strong>ك،‏ مجلة الباحث اإلعالمي،‏ كلية اإلعالم-‏ جامعة بغداد،‏ م‎10‎‏،‏<br />

العدد‎41‎‏،‏ 2018، صص 172-153.<br />

121


الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>اعداد الخطط املناسبة للتصدي لها.‏<br />

ضر<strong>و</strong>رة تشديد العق<strong>و</strong>بات القان<strong>و</strong>نية الرادعة لكل من تس<strong>و</strong>ل له نفسه<br />

بصناعة <strong>و</strong>بث الشائعات املحرضة على تق<strong>و</strong>يض <strong>السلم</strong> <strong>و</strong>األمن املجتمعي.‏<br />

من أهم دعائم م<strong>و</strong>اجهة الشائعات <strong>و</strong>القضاء عليها املصداقية<br />

<strong>و</strong>الشفافية <strong>و</strong>التحقق من صحة املعل<strong>و</strong>مات.‏<br />

من طرق م<strong>و</strong>اجهة الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية السرعة في الرد على األخبار<br />

املزيفة <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات غير الصحيحة <strong>و</strong>عدم االنتظار إلى حين انتشارها.‏<br />

التنسيق بين مؤسسات املجتمع <strong>و</strong>األجهزة األمنية <strong>و</strong>اشراك امل<strong>و</strong>اطن<br />

بص<strong>و</strong>رة حقيقية من اساليب الرد على الشائعات <strong>و</strong>م<strong>و</strong>اجهتها.‏<br />

الت<strong>و</strong>عية ألفراد <strong>و</strong>مؤسسات املجتمع من أهم أساليب ال<strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ف ضد<br />

الشائعات <strong>و</strong>القضاء عليها بشكل نهائي.‏<br />

املتابعة املستمرة لقن<strong>و</strong>ات صناعة <strong>و</strong>بث الشائعات <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>عية باإلباغ<br />

عنها من أهم طرق الحد من انتشار الشائعات في املجتمع.‏<br />

كشف الغم<strong>و</strong>ض <strong>و</strong>اماطة اللثام ح<strong>و</strong>ل االحداث في الشارع العراقي من<br />

خال التفسير املقنع باألدلة من أساليب دحض الشائعات.‏<br />

االستعانة باملصادر الحك<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>اإلعامية <strong>و</strong>الشخصيات امل<strong>و</strong>ث<strong>و</strong>قة<br />

للتحقق من مصداقية املنش<strong>و</strong>رات <strong>و</strong>األخبار من أساليب م<strong>و</strong>اجهة الشائعات.‏<br />

االستعانة بجهات <strong>و</strong>م<strong>و</strong>اقع <strong>و</strong>برامج الكتر<strong>و</strong>نية للتحقق من محت<strong>و</strong>ى<br />

الشائعات من طرق القضاء عليها.‏<br />

تشكيل فرق عمل تط<strong>و</strong>عية تت<strong>و</strong>لى مهمة الت<strong>و</strong>عية بأخطار الشائعات<br />

<strong>و</strong>كيفية القضاء عليها.‏<br />

122


خالصة املبحث:‏<br />

إن التزام الصحفي <strong>و</strong>اإلعامي <strong>و</strong>القائمين باالتصال في <strong>و</strong>سائل اإلعام<br />

الجماهيري ‏–التقليدي <strong>و</strong>الجديد-‏ بمجم<strong>و</strong>عة مبادئ أخاقية،‏ يستهدف<br />

تحقيق الت<strong>و</strong>ازن بين حرية الفرد <strong>و</strong>مصالح املجتمع املتلقي لتلك ال<strong>و</strong>سائل،‏<br />

التي يُ‏ سمح لها أن تؤدي <strong>و</strong>ظيفتها االجتماعية بكفاءة.‏ فإن مبادئ <strong>و</strong>أسس<br />

<strong>و</strong>سمات املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية عند مزا<strong>و</strong>لة مهنة الصحافة <strong>و</strong>العمل<br />

اإلعامي،‏ هي بمثابة أسل<strong>و</strong>ب حضاري مل<strong>و</strong>اجهة القضايا <strong>و</strong>الظر<strong>و</strong>ف<br />

<strong>و</strong>املتغيرات السياسية،‏ <strong>و</strong>االجتماعية،‏ <strong>و</strong>االقتصادية،‏ <strong>و</strong>من ضمنها تفعيل<br />

األزمات <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>ارث بين حين <strong>و</strong>آخر التي ي<strong>و</strong>اجهها النشاط اإلعامي في<br />

مجتمعنا املعاصر،‏ <strong>و</strong>أن تبنيها من جميع األطراف املشاركة في رسم<br />

الخريطة اإلعامية السليمة <strong>و</strong>الصحية في مجتمعنا العراقي على التحديد،‏<br />

يجعل عاقتها املتبادلة <strong>و</strong>املتداخلة مع جمه<strong>و</strong>ر متعدد التك<strong>و</strong>ينات <strong>و</strong>الفئات<br />

االجتماعية <strong>و</strong>اإلثنية،‏ أكثر فاعلية <strong>و</strong>تفاعاً‏ بما يحقق لها الت<strong>و</strong>افق <strong>و</strong>التكيف.‏<br />

<strong>و</strong>بإمكان الصحفي <strong>و</strong>اإلعامي املتمرس ذ<strong>و</strong>ي رؤى انسانية <strong>و</strong><strong>و</strong>طنية<br />

أن يساهما في تحقيق التنمية <strong>و</strong>االستقرار <strong>و</strong>التعايش <strong>السلم</strong>ي بين جُ‏ لُّ‏<br />

املك<strong>و</strong>نات <strong>و</strong>األطياف العراقية أينما تلتزم <strong>و</strong>تُ‏ راعي القيم <strong>و</strong>املعايير األخاقية<br />

ملهنة الصحافة <strong>و</strong>أن يتداركا أن مهنة اإلعام من أ<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>يات <strong>و</strong>ظائفهما<br />

املتمثلة بتعميق التماسك في البنيان االجتماعي،‏ <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>ثيق الصات بين<br />

مؤسسات الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>الرعية،‏ كما <strong>و</strong>تُ‏ عبر عن رغبات الناس <strong>و</strong>تطلعاتهم،‏<br />

<strong>و</strong>تعزيز االتصال الداخلي <strong>و</strong>الخارجي،‏ <strong>و</strong>تسهم في تعزيز القيم السائدة في<br />

املجتمع،‏ <strong>و</strong>في ال<strong>و</strong>قت نفسه تعمل أيضاً‏ على هدم السل<strong>و</strong>كيات <strong>و</strong>املعتقدات<br />

السلبية للفرد <strong>و</strong>املجتمع،‏ ثم بناء قيم جديدة أخرى ترتقي بالثقافة<br />

ال<strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>ن<strong>و</strong>عيتها.‏<br />

إن الغرض من تنا<strong>و</strong>ل م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع د<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل اإلعام في تحقيق<br />

123


التعايش <strong>السلم</strong>ي كما أشرنا إليها سَ‏ لَ‏ فا ً في متن الفصل،‏ ه<strong>و</strong> مسؤ<strong>و</strong>لية<br />

هذا الد<strong>و</strong>ر في نشر القيم ال<strong>و</strong>طنية في املجتمع العراقي،‏ لذلك يجب على<br />

كل من يَ‏ متهن هذه املهنة النبيلة،‏ أن يتجا<strong>و</strong>ز حد<strong>و</strong>د <strong>و</strong>ظيفة نشر األخبار<br />

<strong>و</strong>نقل األحداث <strong>و</strong>التغطيات الصحفية فقط،‏ بل ينبغي أ<strong>و</strong>ن يأخذ بنظر<br />

االعتبار ال<strong>و</strong>ظائف <strong>و</strong>املهمات ال<strong>و</strong>طنية للعمل اإلعامي الذي يتمثل في<br />

غرس الر<strong>و</strong>ح ال<strong>و</strong>طنية في املجتمع،‏ <strong>و</strong>ترسيخ مفه<strong>و</strong>م االنتماء لل<strong>و</strong>طن،‏ <strong>و</strong>نشر<br />

ال<strong>و</strong>عي الحضاري <strong>و</strong>املدني بين صف<strong>و</strong>ف الجماهير بما يخدم <strong>و</strong>يحفز على<br />

الفعاليات االجتماعية املفيدة.‏<br />

يبقى م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع التعايش <strong>السلم</strong>ي كأحد املسلمات النبيلة للعيش<br />

املشترك من امل<strong>و</strong>اضيع البالغة األهمية في شأن اإلعام العراقي بكل أن<strong>و</strong>اع<br />

مُ‏ لكيته <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>جهاته االيدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية لكي يلعب بد<strong>و</strong>ره املتعاظم <strong>و</strong>املؤثر في<br />

ارساء معامله داخل املجتمع العراقي <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>حيد خطابه السياسي <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>طني<br />

بعد مر<strong>و</strong>ر من الزمن إذ ت<strong>و</strong>الت عليها املصائب <strong>و</strong>االبتاءات السياسية<br />

املريرة <strong>و</strong>السيما في املناطق املحررة التي عانى سكانها من مظاهر التعصب<br />

<strong>و</strong>العنف <strong>و</strong>االرهاب <strong>و</strong>الدمار خال املرحلة املاضية،‏ ف<strong>و</strong>اقع الحال يُ‏ راد بنا<br />

االلتزام باملهنية <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية <strong>و</strong>الدقة في نقل الحقيقة <strong>و</strong>الرسالة اإلعامية<br />

املت<strong>و</strong>ازنة إلى جمه<strong>و</strong>رنا املتلقي،‏ لتفادي نزعات الفكر الطائفي <strong>و</strong>اإلثني<br />

ً<br />

<strong>و</strong>مكافحة العنف <strong>و</strong>التعصب الذي يستهدف ال<strong>و</strong>حدة ال<strong>و</strong>طنية،‏ <strong>و</strong>لزاما<br />

علينا كإعاميين <strong>و</strong>صحفيين من كل مك<strong>و</strong>نات <strong>و</strong>أطياف املجتمع العراقي أن<br />

نتأكد عند إعداد <strong>و</strong>تقديم البرامج <strong>و</strong>الح<strong>و</strong>ارات <strong>و</strong>املقابات اإلعامية بكافة<br />

فن<strong>و</strong>نها <strong>و</strong>أشكالها الصحفية على األسس <strong>و</strong>مبادئ التعايش <strong>السلم</strong>ي،‏ لك<strong>و</strong>ن<br />

<strong>و</strong>سائل اإلعام يحتل مركزاً‏ مرم<strong>و</strong>قا ً في صناعة االتجاهات <strong>و</strong>الرأي العام<br />

الجماهيري،‏ <strong>و</strong>نبتعد بأقصى مست<strong>و</strong>ى البعد عن التشهير <strong>و</strong>التحريض على<br />

الكراهية <strong>و</strong>االحتقار باملك<strong>و</strong>ن اآلخر،‏ <strong>و</strong>أن نُ‏ فعم الرسالة االعامية بمبادئ<br />

124


<strong>و</strong>قيم التسامح <strong>و</strong>العدالة <strong>و</strong>املسا<strong>و</strong>اة <strong>و</strong>املصالحة ال<strong>و</strong>طنية،‏ بغية بناء<br />

الشخصية املثالية للفرد العراقي <strong>و</strong>اعادة الثقة إليها،‏ من أجل بناء البلد<br />

<strong>و</strong>ارتقائه على كافة الصُ‏ عد.‏<br />

قائمة املراجع <strong>و</strong>املصادر<br />

‏•ابن منظ<strong>و</strong>ر،‏ لسان العرب،‏ دار املعرف،‏ 1993، م‎12‎‏،‏ ص‎289‎‏.‏<br />

‏•أحمد جاسم مطر<strong>و</strong>د،‏ د<strong>و</strong>ر املؤسسة اإلعامية في نشر ثقافة التسامح-‏ دراسة تحليلية،‏<br />

مجلة جامعة بابل-العل<strong>و</strong>م االنسانية،املجلد ‎23‎‏،العدد‎4‎‏،‏ 2015.<br />

‏•احمد عبدالعزيز األصفر،‏ الع<strong>و</strong>امل النفسية <strong>و</strong>االجتماعية النتشار الشائعات،‏ مركز<br />

الدراسات <strong>و</strong>البح<strong>و</strong>ث-‏ جيب<strong>و</strong>تي،‏ نقاً‏ عن بحث:‏ سل<strong>و</strong>ى احمد،‏ نهى عبدالخالق،‏ كلية القان<strong>و</strong>ن<br />

<strong>و</strong>العل<strong>و</strong>م السياسية-‏ جامعة كرك<strong>و</strong>ك.‏<br />

‏•أحمد كتا<strong>و</strong>،‏ حديث صحفي،‏ أجراها منار عزدالدين،‏ بيت اإلعام العراقي.‏<br />

‏•اسامة مرتضى باقر السعيدي،‏ التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>االندماج الثقافي في العراق،‏ املؤتمر<br />

ال<strong>و</strong>طني ح<strong>و</strong>ل االعتدال في الدين <strong>و</strong>السياسة(،‏ عقد من قبل مؤسسة النبأ للثقافة <strong>و</strong>االعام<br />

<strong>و</strong>مركز الدراسات االستراتيجية في جامعة كرباء <strong>و</strong>مركز الفرات للتنمية <strong>و</strong>الدراسات<br />

االستراتيجية،‏‎2017‎‏.‏<br />

‏•أشرف جال،«العاقة بين ملكية <strong>و</strong>سائل اإلعام <strong>و</strong>طبيعة <strong>و</strong>مست<strong>و</strong>ى الحرية في القن<strong>و</strong>ات<br />

املصرية الحك<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>الخاصة،‏ املؤتمر العلمي السن<strong>و</strong>ي الحادي عشر،‏ كلية اإلعام،‏ جامعة<br />

القاهرة . 2005<br />

‏•أكرم فرج الربيعي،‏ الخطاب اإلعامي العراقي ملعركة امل<strong>و</strong>صل،‏ مركز الجزيرة للدراسات.‏<br />

‏•األمم املتحدة،‏ مكتب املف<strong>و</strong>ض السامي،‏ اإلعان املتعلق بالتقدم االجتماعي <strong>و</strong>التنمية.‏<br />

‏•ايدين <strong>و</strong>ايت،‏ مبادرة الصحافة األخاقية،‏ االتحاد الد<strong>و</strong>لي للصحفيين،‏ ترجمة:‏ رجاء<br />

عبدالعزيز،‏ <strong>و</strong>ليد أب<strong>و</strong>بكر،البحرين:مطابع داراأليام،‏‎2009‎‏.‏<br />

‏•ب<strong>و</strong>تر ديب<strong>و</strong>را،‏ دليل الصحافة املستقلة،‏ إصدار <strong>و</strong>زارة الخارجية األمريكية،‏ 2006.<br />

‏•التعايش <strong>و</strong>التعارف في االسام،‏ مفاهيم ميسرة،‏ منظمة التعا<strong>و</strong>ن اإلسامي،‏ مكتبة امللك<br />

125


فهد ال<strong>و</strong>طنية للنشر،‏ 2019.<br />

‏•ثناء محمد صالح،‏ قراءات في علم االجتماع السياسي رؤيا استشرافية،‏ بيت الحكمة،‏<br />

بغداد،‏ 2013.<br />

‏•حرب العراق باألرقام،‏ تقرير هيئة اإلذاعة البريطانية .BCC<br />

‏•حسن عماد مكا<strong>و</strong>ي،‏ اخاقيات العمل اإلعامي دراسة <strong>و</strong>مقارنة(،‏ القاهرة:‏ دار املصرية<br />

اللبنانية،‏ 2003.<br />

‏•حسني محمد نصر،‏ ق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>أخاقيات العمل اإلعامي،‏ االمارات العربية املتحدة،‏ دار<br />

الكتاب الجامعي،‏ 2010.<br />

‏•حمدان خضر،‏ جاسم محمد شبيب،‏ طرائق م<strong>و</strong>اجهة الشائعات في م<strong>و</strong>قع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتماعي الفيس ب<strong>و</strong>ك،‏ مجلة الباحث اإلعامي،‏ كلية اإلعام-‏ جامعة بغداد،‏ م‎10‎‏،‏<br />

العدد‎41‎‏،‏ 2018.<br />

‏•خضر د<strong>و</strong>ملي،‏ حديث صحفي،‏ أجراها منار عزالدين،‏ بيت اإلعام العراقي.‏<br />

‏•خضر قرغ<strong>و</strong>لي <strong>و</strong>آخر<strong>و</strong>ن،‏ التعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق بين ال<strong>و</strong>اقع <strong>و</strong>الطم<strong>و</strong>ح – دراسة أمنية،‏<br />

امل<strong>و</strong>س<strong>و</strong>عة الجزائرية للدراسات السياسية <strong>و</strong>االستراتيجية،‏‎2018‎‏.‏<br />

‏•الدست<strong>و</strong>ر الدائم للعراق الصادر سنة 2005.<br />

• دينا عبدالعزيز صبري،‏ املسؤ<strong>و</strong>لية الجنائية الناشئة عن اساءة استخدام م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتماعي،‏ املؤتمر العلمي الرابع،‏ جامعة طنطا،‏ 2017.<br />

‏•رائد الحامد،العراق،‏ فسيفساء الديانات <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>ميات،‏ <strong>و</strong>كالة األناض<strong>و</strong>ل.‏<br />

‏•رشيد خي<strong>و</strong>ن،‏ األديان <strong>و</strong>املذاهب بالعراق،‏ ط‎2‎‏،‏ مش<strong>و</strong>رات دار الجمل،‏‎2007‎‏.‏<br />

‏•رشيد كه<strong>و</strong>س،‏ التعايش <strong>السلم</strong>ي بين الشع<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>األديان،‏ مجلة كلية أص<strong>و</strong>ل الدين،‏ املغرب.‏<br />

‏•رضا زيدان،‏ أعراق <strong>و</strong>ديانات متن<strong>و</strong>عة في العراق،‏ كيف تت<strong>و</strong>زع؟ <strong>و</strong>ماهي خصائصها؟،‏ شبكة<br />

امليادين اإلعامية.‏<br />

‏•سعد سل<strong>و</strong>م،‏ األقليات في العراق:‏ الذاكرة،‏ اله<strong>و</strong>ية،‏ التحديات،‏ ط‎3‎‏،‏ مؤسسة مسارات<br />

للتنمية الثقافية <strong>و</strong>اإلعامية،‏ 2014.<br />

‏•سعد سل<strong>و</strong>م،‏ حماية األقليات الدينية <strong>و</strong>اإلثنية <strong>و</strong>اللغ<strong>و</strong>ية في العراق،‏ الناشر:‏ جامعة ك<strong>و</strong>فة،‏<br />

126


كلية اآلداب-‏ قسم املجتمع املدني،‏ 2017.<br />

‏•سليم كاطع علي،‏ آليات تحقيق اإلندماج ال<strong>و</strong>طني <strong>و</strong>التعايش <strong>السلم</strong>ي في العراق،‏ مقال<br />

منش<strong>و</strong>ر في امل<strong>و</strong>قع االلكتر<strong>و</strong>ني ملركز املستقبل للدراسات الستراتيجية،‏ بغداد.‏<br />

‏•عبداألمير البدري،‏ العراق <strong>و</strong>التأريخ منذ القدم مك<strong>و</strong>ناته <strong>و</strong>أطيافه،‏ صحيفة كتابات<br />

األلكتر<strong>و</strong>نية 2021.<br />

‏•عبدالحسين كاظم العط<strong>و</strong>اني،‏ التضليل اإلعامي في بث املعل<strong>و</strong>مات،‏ مجلة الباحث اإلعامي،‏<br />

جامعة بغداد ‏–كلية اإلعام،‏ العدد‎40‎‏،‏ 2018.<br />

‏•عبدالعزيز الت<strong>و</strong>يجري،‏ اإلسام <strong>و</strong>التعايش بين األديان في أفق القرن ال<strong>و</strong>احد <strong>و</strong>العشر<strong>و</strong>ن،‏<br />

املؤتمر الد<strong>و</strong>لي العاشر للمجلس األعلى للشئ<strong>و</strong>ن اإلسامية.‏<br />

‏•عبدالفتاح عبدالغني،‏ فايز كمال،‏ األبعاد النفسية <strong>و</strong>االجتماعية في تر<strong>و</strong>يج االشاعات،‏ مجلة<br />

الجامعة االسامية،‏ م‎18‎‏،‏ العدد‎2‎‏،‏ 2010.<br />

‏•عبداملجيد أحمد،‏ اإلعام <strong>و</strong>الثقافة:‏ املقاربة <strong>و</strong>املباعدة في الخطاب،‏ مجلة الباحث اإلعامي،‏<br />

العدد .2012 ،15<br />

‏•علي جاسم الس<strong>و</strong>اد،‏ تحالف االعام ال<strong>و</strong>طني في كتاب منهجي،‏ الح<strong>و</strong>ار املتمدن.‏<br />

‏•كامل القيم،‏ ب<strong>و</strong>صلة الخطاب االعامي <strong>و</strong>ترسيخ االمن ال<strong>و</strong>طني،‏ بحث مقدم الى املؤتمر<br />

اإلعامي الد<strong>و</strong>لي لنقابة الصحفيين العراقيين،‏ 2017/12/11-7.<br />

‏•ليث بدر ي<strong>و</strong>سف،‏ زهراء حسين الحداد،‏ املسؤ<strong>و</strong>لية االجتماعية في الصحافة االلكتر<strong>و</strong>نية،‏<br />

عمان،‏ دار امجد،‏ 2017.<br />

‏•مجم<strong>و</strong>عة باحثيين،‏ املجتمع العراقي-‏ حفريات س<strong>و</strong>سي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية في اإلثنيات <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف<br />

<strong>و</strong>الطبقات،‏ الطبعة األ<strong>و</strong>لى،‏ معهد الدراسات االستراتيجية،‏ بير<strong>و</strong>ت،‏ 2006.<br />

‏•محمد األمين م<strong>و</strong>سى،‏ شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي <strong>و</strong>رقمنة اإلشاعة،‏ شبكة الجزيرة<br />

اإلعامية.‏<br />

‏•محمد عابد الجابري،‏ قضايا في الفكر املعاصر،‏ ط‎1‎‏،‏ مركز دراسات ال<strong>و</strong>حدة العربية،‏<br />

بير<strong>و</strong>ت،‏ 1997.<br />

‏•معجم ال<strong>و</strong>سيط،‏ ج‎2‎‏،‏ 646، <strong>و</strong>املنجد في اللغة،‏ مادة عيش(.‏<br />

127


•<br />

‏•من هم الكاكائي<strong>و</strong>ن،‏ شبكة الشرق األ<strong>و</strong>سط لإلرسال الحرة(.‏<br />

امل<strong>و</strong>س<strong>و</strong>عة الجامعية عَ‏ يش،‏ ت<br />

َ عاي ُ ش(.‏<br />

‏•مي عبدهللا،‏ االتصال <strong>و</strong>الديقراطية،‏ الطبعة األ<strong>و</strong>لى،‏ بير<strong>و</strong>ت،‏ دار النهضة العربية،‏ 2005<br />

‏•ميثاق اإلعام يدع<strong>و</strong> إلى ترسيخ التسامح <strong>و</strong>التعايش بقب<strong>و</strong>ل اآلخر رفضاً‏ للتطرف،الزمان.‏<br />

‏•ميثاق الشرف اإلعامي لتعزيز <strong>السلم</strong> األهلي في لبنان،‏ مشر<strong>و</strong>ع مم<strong>و</strong>ل من االتحاد األ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بي،‏<br />

ضمن برنامج األمم املتحدة اإلنمائي.‏‎2013‎‏.‏<br />

‏•نبيلة الرزاقي،‏ تجريم نشر <strong>و</strong>تر<strong>و</strong>يج الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية عبر م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي،‏<br />

املجلة األكاديمية للبحث القان<strong>و</strong>ني،‏ املجلد‎12‎‏،العدد‎1‎‏،‏ 2021.<br />

‏•هيئة مكافحة اإلشاعات،‏‎2020‎‏.‏<br />

‏•<strong>و</strong>زارة التخطيط,‏ الجهاز املركزي لإلحصاء.‏<br />

‏•<strong>و</strong>ليد سالم محمد،‏ تعايش الثقافات <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ين اله<strong>و</strong>ية،‏ ند<strong>و</strong>ة سبل تعزيز التعايش <strong>السلم</strong>ي<br />

<strong>و</strong>الثقافة ال<strong>و</strong>طنية في العراق،‏ كلية العل<strong>و</strong>م السياسية،‏ جامعة بغداد،‏ 2013.<br />

Ben& Matamoros, Hate Speech and Covert Discriminationon Social Media,•<br />

International Journal of Communication 102016), pp1167–1193, https://ijoc.<br />

Cambridge Business English Dictionary 2019) Copyright © Cambridge•<br />

.University<br />

org<br />

Press<br />

Collins English Dictionary 2019), Copyright © HarperCollins Publishers•<br />

Hannah Fischer, Iraqi Civilian Death Estimates , Washington, D.C.: Congressional•<br />

.,Research Service, RS22537, August 27, 2008<br />

128


الفصل الثالث<br />

خطاب الكراهية في االعالم العراقي<br />

<strong>و</strong>سبل الحد منه<br />

د.‏ سامان ف<strong>و</strong>زي عمر<br />

استاذ في جامعة التنمية البشرية<br />

اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-‏ العراق<br />

<strong>و</strong>رقة مكت<strong>و</strong>بة بطلب من منظمة التنمية املدنية ضمن برنامج تدريب<br />

الصحفيين في العراق<br />

سنة 2022<br />

129


املحت<strong>و</strong>يات<br />

املقدمة:‏<br />

1: في معنى خطاب الكراهية<br />

1-1: مفه<strong>و</strong>م خطاب الكراهية<br />

1-1-1: تعريف خطاب الكراهية<br />

2-1-1: خصائص خطاب الكراهية<br />

‎2-1‎‏:العاقة بين خطاب الكراهية <strong>و</strong> حرية التعبير<br />

1-2-1: التشابه بين خطاب الكراهية <strong>و</strong>حرية التعبير<br />

2-2-1: التمييز بين خطاب الكراهية <strong>و</strong>حرية التعبير<br />

2: املس<strong>و</strong>ؤلية عن نشر خطاب الكراهية<br />

1-2: املسؤ<strong>و</strong>لية االخاقية عن نشر خطاب الكراهية<br />

1-1-2: منع خطاب الكراهية في م<strong>و</strong>اثيق العاملية املتعلقة بحرية االعام<br />

2-1-2: منع خطاب الكراهية في م<strong>و</strong>اثيق االعام العراقية<br />

2-2: املسؤ<strong>و</strong>لية القان<strong>و</strong>نية عن نشر خطاب الكراهية<br />

1-2-2: خطاب الكراهية في قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي<br />

2-2-2: خطاب الكراهية في ق<strong>و</strong>انين الصحافة <strong>و</strong>االعام<br />

3: سبل الحد من خطاب الكراهية في االعام العراقي<br />

1-3: د<strong>و</strong>ر املؤسسات التعليمية <strong>و</strong>االكاديمية للحد من خطاب الكراهية<br />

2-3: د<strong>و</strong>ر املنظمات الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>املحلية للحد من خطاب الكراهية<br />

3-3: د<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل االعام للحد من خطاب الكراهية<br />

الخاتمة:‏<br />

قائمة املصادر:‏<br />

130


ُ<br />

املقدمة:‏<br />

في ي<strong>و</strong>منا الحالي ازداد نشر الخطابات التي تثير الكراهية بين أفراد<br />

ً<br />

املجتمع الى حد التحريض الستعمال العنف <strong>و</strong>مح<strong>و</strong> الغير،‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صا<br />

نحن الي<strong>و</strong>م في عصر تكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيا االتصاالت الحديثة الذي بات بمقد<strong>و</strong>ر<br />

الجميع ان يعبر عن آرائه بحرية <strong>و</strong>ينشرها للجميع ب<strong>و</strong>سائل شتى س<strong>و</strong>اءاً‏ عن<br />

طريق <strong>و</strong>سائل االعام املأل<strong>و</strong>فة أ<strong>و</strong> عن طريق <strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل االجتماعية<br />

كالفيسب<strong>و</strong>ك <strong>و</strong> الت<strong>و</strong>يتر،‏ بل ان البعض <strong>و</strong>جد في تلك القن<strong>و</strong>ات االتصاالتية<br />

<strong>و</strong>سيلة للتعبير عما كان يكمنه في داخله من الكره <strong>و</strong>البغض تجاه بعض<br />

الجماعات <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف الق<strong>و</strong>مية أ<strong>و</strong> الدينية أ<strong>و</strong> االثنية أ<strong>و</strong> الفكرية..الخ.‏<br />

<strong>و</strong>اذا كان البعض يرى في التعبير عن تلك الخطابات املتضمنة<br />

للكراهية تجاه الغير ممارسة لحرية االعام <strong>و</strong>التعبير عن الرأي!‏ فإن<br />

االغلبية تخالف ذلك <strong>و</strong>ترى أن تلك الخطابات املثيرة للكراهية <strong>و</strong>التمييز<br />

العنصري ال تدخل ضمن حد<strong>و</strong>د حرية التعبير عن الرأي الن من شأنها<br />

االضرار بالنظام العام.‏ ذلك ألن من شأن هذه الخطابات ان تؤدي الى<br />

تفشي العنف في املجتمع،‏ في حين ان من <strong>و</strong>اجب الد<strong>و</strong>لة أحال السام<br />

<strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ئام في املجتمع <strong>و</strong> عدم السماح ألحد بالتطا<strong>و</strong>ل على حق<strong>و</strong>ق <strong>و</strong>حريات<br />

الغير بحجة التعبير عن الرأي.‏<br />

فاالنسان-‏ الذي ه<strong>و</strong> كائن اجتماعي-‏ مادام اليمكنه العيش بمفرده<br />

خارج املجتمع،‏ <strong>و</strong>مادام قد ارتضى العيش في املجتمع يجب عليه ان<br />

يحترم حق<strong>و</strong>ق االخرين.‏ فاذا كان له كامل الحق في حرية معتقده <strong>و</strong> <strong>و</strong>صل<br />

االمر به الى كره الغير <strong>و</strong> الجماعات <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف االخرى،‏ فليس له الحق<br />

ان يعبر عن معتقده هذا بكامل الحرية اذا كان في ذلك إضرار بالغير<br />

131


<strong>و</strong>املجتمع.‏ ذلك ألن القان<strong>و</strong>ن عندما يعترف بحق<strong>و</strong>ق االفراد <strong>و</strong> يكفل حمايتها<br />

انما يق<strong>و</strong>م بذلك لتحقيق اهداف <strong>و</strong>غايات اجتماعية <strong>و</strong>غيرها من الغايات<br />

السياسية <strong>و</strong>االقتصادية.‏<br />

<strong>و</strong>على <strong>و</strong> َ فق املق<strong>و</strong>لة الشهيرة التي تق<strong>و</strong>ل:‏ إن حد<strong>و</strong>د حق<strong>و</strong>ق اي شخص<br />

تنتهي عند حد<strong>و</strong>د حق<strong>و</strong>ق االخرين.‏ فأالفراد في املجتمع ليس لديهم الحق<br />

في ايذاء الغير <strong>و</strong>اإلضرار باملجتمع،‏ <strong>و</strong>هذا ما يفرض عليهم عند ممارسة<br />

حق<strong>و</strong>قهم االخذ بنظر االعتبار احترام حق<strong>و</strong>ق غيرهم كحقهم في السمعة<br />

<strong>و</strong>الكرامة <strong>و</strong> عدم تعرضهم لألهانة <strong>و</strong> التشهير <strong>و</strong>العنف <strong>و</strong>حتى عدم تعرضهم<br />

ملا يؤدي الى جرح مشاعرهم ا<strong>و</strong> خدش شع<strong>و</strong>رهم د<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>جه حق.‏<br />

لذلك تبحث هذه ال<strong>و</strong>رقة املكت<strong>و</strong>بة في هذا امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع الشائك <strong>و</strong>املعقد<br />

<strong>و</strong>ه<strong>و</strong> م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع خطاب الكراهية الذي بات الي<strong>و</strong>م يهدد األمن <strong>و</strong><strong>السلم</strong><br />

الداخلي <strong>و</strong>الد<strong>و</strong>لي أكثر من أي ي<strong>و</strong>م آخر بسبب ازدياد <strong>و</strong>سائل األعام<br />

<strong>و</strong>األتصاالت التقليدية <strong>و</strong>الحديثة <strong>و</strong>النشارها بص<strong>و</strong>رة سريعة بين عم<strong>و</strong>م<br />

افراد املجتمع.‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ ان الكثير من مستخدمي ال<strong>و</strong>سائل االتصاالت<br />

الحديثة لم تصل درجة <strong>و</strong>عيهم <strong>و</strong>ثقافتهم الى استخدم تلك ال<strong>و</strong>سائل<br />

ألغراض ايجابية،‏ بل انهم يستخدم<strong>و</strong>نها ملا يد<strong>و</strong>ر في مخيلتهم من مشاعر<br />

الكره <strong>و</strong>املقت د<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د أية ب<strong>و</strong>ابة تمنع ذلك أ<strong>و</strong> أية رقابة ذاتية لديهم في<br />

تقدير حق<strong>و</strong>ق االخرين <strong>و</strong>املصالح العليا للمجتمع.‏<br />

<strong>و</strong>اذا بات هذا امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع محل اهتمام أكثرية الد<strong>و</strong>ل <strong>و</strong>منظمات املجتمع<br />

الد<strong>و</strong>لي أكثر من اي <strong>و</strong>قت آخر بص<strong>و</strong>رة تتجه الي<strong>و</strong>م اكثرية الد<strong>و</strong>ل الى منع<br />

خطاب الكراهية س<strong>و</strong>اءً‏ كان ذلك عن طريق تعديل الق<strong>و</strong>انين القديمة<br />

<strong>و</strong>ادخال جرائم الكراهية ضمن قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات أم باصدار تشريعات<br />

خاصة لتحديد الحد<strong>و</strong>د القان<strong>و</strong>نية لجرائم الكراهية بهدف الحد منها<br />

د<strong>و</strong>ن ان يتجا<strong>و</strong>ز ذلك الى حد<strong>و</strong>د حرية التعبير عن الرأي املحمية بالقان<strong>و</strong>ن<br />

132


ايضاً‏ . علما ً ان املجتمع العراقي أكثر من اي مجتمع آخر بحاجة الى<br />

االهتمام بم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع خطاب الكراهية،‏ ذلك ألن العراق متك<strong>و</strong>ن من عدة<br />

أعراق <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ميات كالعرب <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>رد <strong>و</strong>التركمان <strong>و</strong> الكلدان <strong>و</strong>غيرها <strong>و</strong>كذلك من<br />

عدة أديان <strong>و</strong> مذاهب دينية كالسنة <strong>و</strong>الشيعة <strong>و</strong> اليزيديين <strong>و</strong> املسيحيين<br />

<strong>و</strong>الزردشتيين ‏..الخ <strong>و</strong>هذه املك<strong>و</strong>نات لم تكن في املاضي على <strong>و</strong>ئام بينهما<br />

بسبب السياسات الخاطئة لقادة السياسين <strong>و</strong>الحكام،‏ <strong>و</strong>قد اثرت<br />

الخافات السياسية في تلك املك<strong>و</strong>نات ايضاً‏ <strong>و</strong>نشبت عدة حر<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>أعمال<br />

عنف بينهما.‏ <strong>و</strong>هذا ما يفرض على االعام <strong>و</strong>االعاميين ان يك<strong>و</strong>ن<strong>و</strong>ا حذرين<br />

لكي ال يشتعل فتيل االزمة بين تلك املك<strong>و</strong>نات <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف.هذا من جانب<br />

<strong>و</strong>من جانب آخر فإن مؤسسات الد<strong>و</strong>لة العراقية لم تثبت اقدامها الى<br />

حد االن،‏ فالد<strong>و</strong>لة ماتزال غير ق<strong>و</strong>ية في الداخل <strong>و</strong>ماتزال هنالك الكام<br />

بخص<strong>و</strong>ص تقسيم <strong>و</strong>تجزئة هذه الد<strong>و</strong>لة،‏ <strong>و</strong>التحديات الكبيرة فيما يخص<br />

مسار الديمقراطية مستمرة فيها،‏ ألن الديمقراطية ال تعني حكم<br />

االكثرية فقط بل تعني احترام حق<strong>و</strong>ق االقلية <strong>و</strong>املك<strong>و</strong>نات االخرى ايضاً‏ ،<br />

فالعراق الي<strong>و</strong>م بأمس الحاجة الى الديمقراطية للحفاظ على كيانه <strong>و</strong>كل<br />

انحراف آخر في مسار الديمقراطية كما حدث في املاضي س<strong>و</strong>ف يعرض<br />

<strong>و</strong>حدة العراق للخطر <strong>و</strong> تنشب املعارك مرة آخرى،‏ لذلك تعد حرية الراي<br />

<strong>و</strong>التعبير من اهم الحريات التي يجب ان نضمنها لكي تعبر املك<strong>و</strong>نات عن<br />

تطلعاتها <strong>و</strong> تعلن عن ماحظاتها <strong>و</strong> انتقاداتها لكي ال تنحرف السلطة<br />

السياسية في العراق مرة اخرى.‏<br />

لقد حا<strong>و</strong>لنا قدر املستطاع ان نبين الحد<strong>و</strong>د الفاصلة لخطاب<br />

الكراهية مع حرية التعبير عن الرأي حتى يستطيع االعامي<strong>و</strong>ن ان<br />

يتجنب<strong>و</strong>ا نشر ما يؤدي الى خطاب الكراهية،‏ <strong>و</strong>ذلك ببيان معنى خطاب<br />

الكراهية <strong>و</strong> أهم نقاط اختافه مع حرية التعبير عن الرأي مستعيناً‏ في<br />

133


َ<br />

كل ذلك بالنص<strong>و</strong>ص القان<strong>و</strong>نية ذات الصلة بامل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع <strong>و</strong>املعايير الد<strong>و</strong>لية،‏<br />

<strong>و</strong>مسترشداً‏ بكثير من االمثلة ال<strong>و</strong>اقعية ملا تم نشره في <strong>و</strong>سائل اإلعام<br />

املختلفة <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ <strong>و</strong>سائل االعام العراقية من امل<strong>و</strong>اضيع املخلة<br />

بالقان<strong>و</strong>ن لتضمنها ما يؤدي الى نشر الكراهية <strong>و</strong>التحريض على العنف.‏<br />

1: في معنى خطاب الكراهية<br />

نتنا<strong>و</strong>ل في هذا القسم من <strong>و</strong>رقتنا عن معنى خطاب الكراهية،‏ <strong>و</strong>ذلك<br />

ببيان مفه<strong>و</strong>مه ب<strong>و</strong>اسطة تعريفه <strong>و</strong> بيان خصائصه <strong>و</strong> من ثم ن<strong>و</strong>ضح عاقة<br />

مصطلح خطاب الكراهية مع حرية تعبير الرأي <strong>و</strong>هل يعدان متكاملين أ<strong>و</strong><br />

متعارضين لألخر،‏ <strong>و</strong>ذلك <strong>و</strong>فق التقسيم اآلتي:‏<br />

1-1: مفه<strong>و</strong>م خطاب الكراهية<br />

لبيان مفه<strong>و</strong>م أي مصطلح يفترض في البداية ان نقف عند تعريف<br />

ذلك املصطلح تعريفاً‏ ً لغ<strong>و</strong>يا <strong>و</strong> ً اصطاحيا ، ثم نبين خصائصه املميزة عن<br />

املصطلحات املتشابهة منها.‏<br />

1-1-1: تعريف خطاب الكراهية<br />

جاءت كلمة الكراهية من مفردة ك َ رِه <strong>و</strong> كَ‏ رهاً‏ <strong>و</strong>كُ‏ رهاً‏ <strong>و</strong>كراهة <strong>و</strong>مكرهَ‏<br />

رِهَ‏ الشيءَ‏ : مقته <strong>و</strong>لم يحبه،‏<br />

ُ <strong>و</strong>مك رَهةً‏ الشيء:‏ ضد أحبه فه<strong>و</strong> كارِهُ‏ ، <strong>و</strong>كً‏<br />

أبغضه،‏ نفر منه ))) . فمن لم يستطع تحمل شخص أ<strong>و</strong> أمر أ<strong>و</strong> عمل معين<br />

فهذا يعني بأنه اليطيقه <strong>و</strong> يبغضه اي أنه يكرهه.‏ <strong>و</strong>تُ‏ ُ عرّف الكراهية في<br />

معاجم علم النفس بأنها:‏ اتجاه بغض شديد يشمل الغضب <strong>و</strong>س<strong>و</strong>ء<br />

ةً‏ ،<br />

- 1 املنجد يف اللغة <strong>و</strong>االعالم ، دار املرشق،‏ بر<strong>و</strong>ت-لبنان،‏ الطبعة الرابعة <strong>و</strong>العرش<strong>و</strong>ن،‏<br />

1986، ص‎682‎‏،‏ <strong>و</strong>كذلك اب<strong>و</strong> الفضل جامل الدين محمد بن منظ<strong>و</strong>ر،‏ لسان العرب،‏<br />

املجلد الثالث،‏ بر<strong>و</strong>ت-لبنان،‏ 2015، ص‎1228‎<br />

134


القصد <strong>و</strong>الرغبة في ايقاع االذى بم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع الكراهية ))) ، أ<strong>و</strong> هي احساس<br />

بشري سلبي م<strong>و</strong>جه الى ظ<strong>و</strong>اهر متعارضة مع حاجات الفرد <strong>و</strong>معتقداته<br />

<strong>و</strong>قيمه ))) . <strong>و</strong>بحسب مبادىء)كامدن(‏ فمفه<strong>و</strong>م الكراهية يشير الى مشاعر<br />

ق<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>غير عقانية من االزدراء <strong>و</strong>العداء أ<strong>و</strong> البغض تجاه املجم<strong>و</strong>عة<br />

املستهدفة ( (( .<br />

أما كلمة الخطاب فنقصد بها التعبير عمّ‏ ا يد<strong>و</strong>ر في مخيلة الشخص<br />

<strong>و</strong> اظهاره الى الغير بشكل مكت<strong>و</strong>ب أ<strong>و</strong> مسم<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> أية طريقة اخرى.‏<br />

فالذي يجعل من الكراهية جريمة من الجرائم ه<strong>و</strong> الخطاب الذي<br />

يعلنها للعامة ، <strong>و</strong>إال فأن مجرد الشع<strong>و</strong>ر بالكراهية نح<strong>و</strong> شخص من<br />

االشخاص أ<strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عة من املجم<strong>و</strong>عات أ<strong>و</strong> نح<strong>و</strong> امر أ<strong>و</strong> ‏شيء معين ه<strong>و</strong><br />

مسألة شخصية تدخل ضمن نطاق الحرية الشخصية <strong>و</strong> حرية املعتقد.‏<br />

لذلك البد لنا ان نميّز بين الكراهية كشع<strong>و</strong>ر شخصي لافراد،‏ <strong>و</strong>خطاب<br />

الكراهية الذي يؤثر سلباً‏ في املجتمع <strong>و</strong>مصالحه العليا <strong>و</strong>من ثم يحرمه<br />

امل<strong>و</strong>اثيق الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>انين.‏<br />

<strong>و</strong> فيما يخص معنى خطاب الكراهية <strong>و</strong>تعريفه،‏ فانه من الصعب<br />

ان نجد تعريفاً‏ ً جامعا ً <strong>و</strong>مانعا له <strong>و</strong>ذلك لعاقة <strong>و</strong>ثيقة بينه <strong>و</strong> بين حرية<br />

التعبير التي يدافع عنها الكثير<strong>و</strong>ن <strong>و</strong> تكفل الدساتير<strong>و</strong> املعاهدات الد<strong>و</strong>لية<br />

حمايتها.‏ لذلك تتجنب أغلب املنظمات الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>ضع تعريف لخطاب<br />

- 2 كامل دس<strong>و</strong>قي،‏ ذخرة تعريفات مصطلحات عل<strong>و</strong>م النفس،‏ املجلد اال<strong>و</strong>ل،‏ مطبعة االهرام،‏<br />

مرص،‏ 1988، ص‎626‎<br />

- 3 برت<strong>و</strong>فسي.ف <strong>و</strong> يار<strong>و</strong>شفيسكيم.ج،‏ معجم علم النفس املعارص،‏ ترجمة:‏ حمدي<br />

عبدالج<strong>و</strong>اد <strong>و</strong> عبدالسالم ر<strong>و</strong>ضان،‏ دار العلم الجديد،‏ القاهرة-مرص،‏ 1996، ص‎537‎<br />

- 4 هي مجم<strong>و</strong>عة من املبادىء التي <strong>و</strong>ضعت من قبل مجم<strong>و</strong>عة من الخراء تحت<br />

ارشاف منظمة«املادة‎19‎‏«‏ لحرية التعبر عن الرأي.‏ <strong>و</strong>املتاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين<br />

اآليت:‏ https://www.article19.org/data/files/pdfs/standards/camden-principles-<br />

arabic.pdf<br />

135


الكراهية بل تعمل على بيان املضامين التي تدخل ضمن مفه<strong>و</strong>م خطاب<br />

الكراهية.‏ <strong>و</strong>لكن مع صع<strong>و</strong>بة تعريف خطاب الكراهية هنالك بعض<br />

املحا<strong>و</strong>الت لتعريفه أ<strong>و</strong> على االقل للتعارف به حتى <strong>و</strong>إن كان ذلك التعريف<br />

تنقصه الدقة ايضاً‏ .<br />

فهنالك من يرى ان خطاب الكراهية يعني:‏ كل ن<strong>و</strong>ع من الحديث<br />

يتضمن ً هج<strong>و</strong>ما أ<strong>و</strong> تحريضاً‏ أ<strong>و</strong> انتقاصاً‏ أ<strong>و</strong> تحقيراً‏ من شخص أ<strong>و</strong> جمعاً‏<br />

من االشخاص بسبب ك<strong>و</strong>نهم حملهم صفة انسانية مميزة كالعرق أ<strong>و</strong><br />

الدين أ<strong>و</strong> الن<strong>و</strong>ع االجتماعي،‏ <strong>و</strong>عادة يستخدم هذا الكام أ<strong>و</strong> يتط<strong>و</strong>ر ليرسخ<br />

<strong>و</strong>ينشأ دع<strong>و</strong>ة الى الكراهية <strong>و</strong>التمييز ضد حاملي تلك الصفات،‏ <strong>و</strong> قد<br />

ينشر لتؤصل ممارسات تمييزية في مجتمع صغير كالقرية أ<strong>و</strong> املدرسة،‏<br />

<strong>و</strong>قد تتسع تماماً‏ لتضم ً شع<strong>و</strong>با أ<strong>و</strong> ً أعراقا كاملة أ<strong>و</strong> عقيدة دينية بكل<br />

متبعيها ))) . <strong>و</strong>هنالك من يعرف خطاب الكراهية بأنه:)‏ كل خطاب يسىء أ<strong>و</strong><br />

يهدد أ<strong>و</strong> يهين مجم<strong>و</strong>عات على أساس العرق أ<strong>و</strong> الل<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> الدين ا<strong>و</strong> األصل<br />

الق<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> الت<strong>و</strong>جه الجنسي أ<strong>و</strong> صفات أخرى(‏ ))) . في حين يعرفه البعض<br />

االخر بأنه:)‏ كل خطاب يمس <strong>و</strong>ينتهك حق<strong>و</strong>ق اآلخرين يك<strong>و</strong>ن مبنياً‏ على<br />

اساس التحريض <strong>و</strong>التمييز بسبب العرق أ<strong>و</strong> الجنس أ<strong>و</strong> الدين أ<strong>و</strong> االنتماء<br />

السياسي أ<strong>و</strong> الفكري(‏ ))) .<br />

- 5 د.‏ اياد خلف محمد <strong>و</strong> سعد نارص حميد،‏ جرمية إثارة الكراهية-‏ بن اشكالية<br />

تأ<strong>و</strong>يل النص<strong>و</strong>ص القرآنية <strong>و</strong>فاعلية الترشيعات ال<strong>و</strong>طنية،‏ بحث منش<strong>و</strong>ر يف مجلة العل<strong>و</strong>م<br />

القان<strong>و</strong>نية،‏ كلية القان<strong>و</strong>ن بجامعة بغداد،‏ العدد الثاين،‏ العراق،‏ 2018، ص‎327‎<br />

- 6 أركان هادي عباس البدري،‏ خطاب الكراهية يف نطاث القان<strong>و</strong>ن الد<strong>و</strong>يل الجنايئ،‏<br />

مجلة العل<strong>و</strong>م القان<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>السياسية،‏ كلية القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>العل<strong>و</strong>م السياسية،‏ جامعة دياىل،‏<br />

العراق،‏ املجلد الثاين،‏ 2019، ص‎487‎ <strong>و</strong>املشار عند:‏ د.‏ <strong>و</strong>ايف حاجة،‏ خطاب الكراهية بن<br />

حرية التعبر <strong>و</strong>التجريم،-‏ دراسة من منظ<strong>و</strong>ر أحكام القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>القضاء الد<strong>و</strong>لين،‏ املجلة<br />

القان<strong>و</strong>نية للبح<strong>و</strong>ث القان<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>السياسية،‏ املجلد 4، العدد‎1‎‏،‏ ص‎70‎ <strong>و</strong>املتاح عى العن<strong>و</strong>ان<br />

االلكرت<strong>و</strong>ين اآليت:‏ https://www.asjp.cerist.dz/en/article/114980<br />

- 7 د.‏ <strong>و</strong>ايف حاجة،‏ املصدر السابق،‏ ص‎70‎<br />

136


<strong>و</strong>في كل هذه التعريفات نرى انهم يؤكد<strong>و</strong>ن انّ‏ خطاب الكراهية يحمل<br />

معاني للتعبير عن الكراهية ضد مجم<strong>و</strong>عة ما من املرجح أن تتسبب<br />

بإثارة العنف املتبادل.‏<br />

<strong>و</strong>لعل أ<strong>و</strong>ل تعريف أمريكي لخطاب الكراهية صدر في ال<strong>و</strong>اليات<br />

املتحدة سنة 1993 ضمن قان<strong>و</strong>ن ‏»االتصاالت السلكية <strong>و</strong>الاسلكية<br />

<strong>و</strong>إدارة املعل<strong>و</strong>مات«،الذي أصدره الك<strong>و</strong>نغرس األمريكي،‏ <strong>و</strong>عرّف خطاب<br />

الكراهية فيه بأنه:‏ الخطاب الذي يدع<strong>و</strong> إلى أعمال العنف أ<strong>و</strong> جرائم<br />

كراهية،‏ <strong>و</strong>هذا الخطاب يخلق مناخا من الكراهية <strong>و</strong>األحكام املسبقة التي<br />

قد تتح<strong>و</strong>ل إلى تشجيع ارتكاب جرائم الكراهية ))) .<br />

أما ‏)مد<strong>و</strong>نة السل<strong>و</strong>ك ملكافحة خطاب الكراهية غير القان<strong>و</strong>ني على<br />

شبكة االنترنيت(‏ ف<strong>و</strong>صفته بأنه:‏ كل سل<strong>و</strong>ك يحرض علناً‏ على العنف أ<strong>و</strong><br />

ً<br />

الكراهية امل<strong>و</strong>جهة ضد مجم<strong>و</strong>عة من االشخاص أ<strong>و</strong> أحد األفراد،‏ استنادا<br />

الى العرق أ<strong>و</strong> الل<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> الدين أ<strong>و</strong> النسب <strong>و</strong>االصل الق<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> االثني..الخ<br />

بأ<strong>و</strong>صاف محرضة على العنف <strong>و</strong>الكراهية <strong>و</strong>التمييز <strong>و</strong>العنصرية <strong>و</strong>التعصب<br />

<strong>و</strong>القتل م<strong>و</strong>ظفاً‏ ق<strong>و</strong>الب يضع بها الجماعات املستهدفة ليضعها ضمن<br />

ص<strong>و</strong>رة نمطية سلبية عبر اختزالها <strong>و</strong> شخصنتها بم<strong>و</strong>اضع معينة ))) .<br />

<strong>و</strong>خال اإلبادة الجماعية في ر<strong>و</strong>اندا عام 1994 اضطلعت <strong>و</strong>سائط<br />

االعام بد<strong>و</strong>ر رئيسي في دعم الكراهية اإلثنية <strong>و</strong>العنف <strong>و</strong>التحريض عليهما<br />

- 8 د.‏ شيامء اله<strong>و</strong>اري،‏ مفه<strong>و</strong>م خطاب الكراهية يف الرشعية الد<strong>و</strong>لية،‏ م<strong>و</strong>قع مركز عدل<br />

لحق<strong>و</strong>ق االنسان،‏ 2019، م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع متاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين االيت:‏ https://adelhr.<br />

org/portal/5637<br />

- 9 د.‏ برق حسن جمعة الربيعي،‏ د<strong>و</strong>ر م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتامعي يف بناء<br />

خطاب الكراهية،‏ بحث مقد اىل املؤمتر الد<strong>و</strong>يل ح<strong>و</strong>ل خطاب الكراهية <strong>و</strong>أثره يف<br />

التعايش املجتمعي <strong>و</strong><strong>السلم</strong>ن اإلقليمي <strong>و</strong>الد<strong>و</strong>يل بجامعة صالح الدين يف أربيل-‏<br />

أقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق،‏ ص‎7‎‏.‏ <strong>و</strong>املنش<strong>و</strong>ر عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين األيت:‏ https://doi.<br />

org/10.31972/dhiscrip19.008<br />

137


ضد السكان من الت<strong>و</strong>تسي <strong>و</strong>من اله<strong>و</strong>ت<strong>و</strong> املعتدلين،‏ فقد بثت بعض<br />

الصحف الكراهية ضد الت<strong>و</strong>تسي اذ نشرت مقاالت <strong>و</strong> رس<strong>و</strong>ماً‏ كاريكاتيرية<br />

هاجمت فيها الت<strong>و</strong>تسي <strong>و</strong> <strong>و</strong>صلت املحطات األذاعية الى جمه<strong>و</strong>ر ا<strong>و</strong>سع،‏<br />

اذ قامت بد<strong>و</strong>ر اساسي في نقل الدعاية املتسمة بالكراهية <strong>و</strong>التحريض<br />

على العنف.‏ <strong>و</strong>قامت بعض االذاعات بالتحريض على املذابح <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>جييها،‏<br />

<strong>و</strong>قد نعتت بعض تلك القن<strong>و</strong>ات االعامية الت<strong>و</strong>تسيين ب«الصراصير«‏<br />

<strong>و</strong>اصدرت تعليمات بقتلهم <strong>و</strong>قُ‏ تل ما يقرب من ملي<strong>و</strong>ن شخص )1)) . <strong>و</strong>خال<br />

محاكمة بعض من االعاميين في املحكمة الجنائية الد<strong>و</strong>لية لقضية<br />

االبادة الجماعية في ر<strong>و</strong>اندا نجد ان هذه املحكمة قد حا<strong>و</strong>لت اعطاء<br />

تعريف لخطاب الكراهية بق<strong>و</strong>لها:)‏ إن خطاب الكراهية ه<strong>و</strong> شكل من<br />

أشكال العد<strong>و</strong>ان التمييزي الهادف الى تدمير كرامة اإلنسان <strong>و</strong> مهاجمة<br />

املجم<strong>و</strong>عة(‏ ((1( .<br />

أما في نطاق املنظمات الد<strong>و</strong>لية فنجد ان مجلس أ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>با قد حا<strong>و</strong>ل<br />

بد<strong>و</strong>ره ايضاً‏ أعطاء تعريف لخطاب الكراهية <strong>و</strong>ذلك في الدليل الذي<br />

اصدره باسم ‏»دليل خطاب الكراهية«‏ لعام 1999 بق<strong>و</strong>له:)خطاب<br />

الكراهية ه<strong>و</strong> كل خطاب يشتمل على تعابير <strong>و</strong>افعال م<strong>و</strong>جهة للتحريض<br />

<strong>و</strong>التشجيع أ<strong>و</strong> التبرير للكراهية العنصرية أ<strong>و</strong> العرقية(‏ )1)) .<br />

<strong>و</strong>قد يصل خطاب الكراهية الى تحريض االخرين <strong>و</strong> حملهم على ما<br />

يؤمن به الكاره في كرهه لاخرين.‏ <strong>و</strong>التحريض في حد ذاته يشكل جريمة<br />

- 10 تقرير املقررة الخاصة املعنية بقضايا االقليات-‏ ريتا ايجاك،‏ املرقم 64/HRC/28/<br />

A، يف د<strong>و</strong>رة الثامنة <strong>و</strong>العرش<strong>و</strong>ن يف مجلس حق<strong>و</strong>ق االنسان الجمعية العامة لألمم<br />

املتحدة ببتاريخ 2015-1-5، ص‎10‎<br />

- 11 املشار اليه عند:‏ د.‏ <strong>و</strong>ايف حاجة ، مصدر سابق،‏ ص‎70‎<br />

Anne Weber ,Manual on hate speech, Council of Europe publishing, - 12<br />

september2009,P3<br />

http://icm.sk/subory/Manual_on_hate_speech.pdf<br />

138


جنائية . فه<strong>و</strong> ايعاز يتضمن خلق التصميم على ارتكاب جريمة لدى<br />

شخص آخر بنية دفعه الى تنفيذها،‏ أ<strong>و</strong> مجرد محا<strong>و</strong>لة خلق التصميم<br />

عنده،‏ <strong>و</strong>يعد املحرض ه<strong>و</strong> كل من شجع أ<strong>و</strong> دفع أ<strong>و</strong> أرهب أ<strong>و</strong> حا<strong>و</strong>ل على<br />

تشجيع أ<strong>و</strong> دفع أ<strong>و</strong> أرهاب شخص <strong>و</strong> بأي <strong>و</strong>سيلة كانت على ارتكاب<br />

الجريمة )1)) . <strong>و</strong>التحريض على الكراهية يعرف بانه:‏ ه<strong>و</strong> ذلك الكام الذي<br />

يثير مشاعر الكره نح<strong>و</strong> مك<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> أكثر من مك<strong>و</strong>نات املجتمع ألسباب<br />

معينة،‏ <strong>و</strong>ينادي ضمناً‏ بإقصاء أفراده بالطرد أ<strong>و</strong> الفناء أ<strong>و</strong> بتقليص<br />

حق<strong>و</strong>قهم <strong>و</strong>حرياتهم <strong>و</strong>معامعلتهم كم<strong>و</strong>اطنين من درجة أقل <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ن هذه<br />

املجم<strong>و</strong>عات من الضعفاء <strong>و</strong> األقليات )1)) .<br />

<strong>و</strong>يجري عادة البحث عن الكراهية من حيث اسبابها )1)) <strong>و</strong>مضم<strong>و</strong>نهما<br />

ضمن علمي النفس <strong>و</strong>االجتماع،‏ النها من جانب تتعلق باملشاعر<br />

االنسانية <strong>و</strong>من جانب آخر تتعلق بثقافة االنسان <strong>و</strong>القيم االجتماعية<br />

التي يؤمن بها.‏ <strong>و</strong>لكن اذا ما <strong>و</strong>صل األمر في خطاب الكراهية الى التحريض<br />

على كراهية الغير <strong>و</strong>نبذه فانذاك يدخل ضمن علم القان<strong>و</strong>ن ايضاَ‏ . ألن<br />

االنسان مادام يعيش في املجتمع يجب أن يلتزم بالحد<strong>و</strong>د التي يضعها له<br />

ذلك املجتمع عن طريق الق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>ذلك لحماية حق<strong>و</strong>ق الغير <strong>و</strong>حرياته.‏<br />

فمثاً‏ بحسب تصنيف«س<strong>و</strong>فا«‏ للكراهية فانها تقع في ثاثة مست<strong>و</strong>يات<br />

- 13 د.‏ يارس محمد اللمعي،‏ جرمية التحريض عى العنف بن حرية الرأي <strong>و</strong> خطاب<br />

الكراهية-‏ دراسة تحليلة مقارنة،‏ مجلة كلية القان<strong>و</strong>ن بجامعة طنطا،‏ مرص،‏‎2014‎‏،‏<br />

ص‎15-14‎‏،بحث متاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين االيت:‏ https://law.tanta.edu.eg/files/<br />

Conf.pdf<br />

- 14 نقالً‏ عن:‏ د.‏ برق حسن جمعة الربيعي ، مصدر سابق،‏ ص‎7‎<br />

- 15 اسباب نش<strong>و</strong>ءالكراهية لدى البعض كثرة منها:‏ الفهم الخاطىء للتاريخ،‏ الفهم<br />

الخاطىء لالديان،‏ اظهار الذات،‏ عقدة الفشل <strong>و</strong> عدم امكان منافسة االخر،‏ رد فعل<br />

لالحداث التاريخية.‏ الرتبية <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات الخاطئة <strong>و</strong>املزيفة <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ تلك التي تنرش<br />

عن طريق االعالم.‏<br />

139


مختلفة )1)) ، <strong>و</strong>لكن من الضر<strong>و</strong>ري ان نعلم في أي من هذه املست<strong>و</strong>يات يدخل<br />

خطاب الكراهية فى تشكيل الجريمة <strong>و</strong>يحاسب عليه القان<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>هذه<br />

املست<strong>و</strong>يات هي:‏<br />

املست<strong>و</strong>ى الق<strong>و</strong>ي،‏ <strong>و</strong> من امثلته:‏<br />

- الدع<strong>و</strong>ة الى العنف<br />

- الدع<strong>و</strong>ة الى التمييز العنصري<br />

- الدع<strong>و</strong>ة الى عدم قب<strong>و</strong>ل السام<br />

املست<strong>و</strong>ى املت<strong>و</strong>سط،‏ <strong>و</strong>من امثلته:‏<br />

- تبرير تاريخي ل<strong>و</strong>قائع العنف <strong>و</strong>التمييز<br />

- التشكيك ب<strong>و</strong>قائع تاريخية إلحداث عنف أ<strong>و</strong> تفرقة أ<strong>و</strong> تمييز<br />

- الحديث عن جرائم دينية أ<strong>و</strong> اثنية لجماعة اخرى<br />

- اتهامات للتأثير السلبي لشخص أ<strong>و</strong> جماعة دينية أ<strong>و</strong> عرقية في<br />

املجتمع <strong>و</strong>الد<strong>و</strong>لة<br />

املست<strong>و</strong>ى الناعم الخفيف،‏ <strong>و</strong>من امثلته:‏<br />

- خلق ص<strong>و</strong>رة سلبية عن جماعة دينية أ<strong>و</strong> اثنية عبر نشر تصريحات<br />

بشأن عدم ماءمة أ<strong>و</strong> عدم كفاءة جماعة ما<br />

- تصريحات بشأن عي<strong>و</strong>ب اخاقية ملجم<strong>و</strong>عة دينية<br />

- االشارة الى مجم<strong>و</strong>عة عرقية أ<strong>و</strong> دينية على نح<strong>و</strong> مهين أ<strong>و</strong> في سياق<br />

اقتباسات من خطاب الكراهية <strong>و</strong>نص<strong>و</strong>ص د<strong>و</strong>ن التعليق عليها<br />

<strong>و</strong>بعد كل ما عرضناه من التعريفات الفقهية <strong>و</strong>القضائية <strong>و</strong>الجهات<br />

- 16 نقالً‏ عن:‏ د.‏ إرادة زيدان الجب<strong>و</strong>ري،‏ خطاب الكراهية يف <strong>و</strong>سائل اإلعالم العراقية،‏ مجلة<br />

آداب الفراهيدي،‏ العدد 36، كان<strong>و</strong>ن الثاين 2019، ص‎384‎‏.‏ <strong>و</strong>كذلك:‏ د.‏ برق حسن جمعة<br />

الربيعي ، مصدر سابق،‏ ص‎8‎<br />

140


ُ<br />

ُ<br />

الرسمية نستطيع ان نق<strong>و</strong>ل ان خطاب الكراهية:)ه<strong>و</strong> كل تعبير ق<strong>و</strong>لي أ<strong>و</strong><br />

فعلي يبرر الكراهية <strong>و</strong>البغض تجاه االخرين <strong>و</strong>يشجعها على اساس التمييز<br />

العنصري بسبب العرق أ<strong>و</strong> الجنس أ<strong>و</strong> الدين أ<strong>و</strong> الفكر(.‏<br />

2-1-1: خصائص خطاب الكراهية<br />

يتسم خطاب الكراهية ببعض خصائص مميزة له،‏ <strong>و</strong>من اهم هذه<br />

الخصائص:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ العانية<br />

ان خطاب الكراهية ينشأ عادة باالعان عما يكنه شخص من<br />

شع<strong>و</strong>ر الك ره <strong>و</strong> البُ‏ غض تجاه االخرين.‏ اي ان مجرد شع<strong>و</strong>ر بالكراهية تجاه<br />

األشخاص أ<strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عة من االشخاص ال يشكل مشكلة قان<strong>و</strong>نية مادام<br />

املُكرِه لم يعلنه للعلن س<strong>و</strong>اء كان ذلك بالق<strong>و</strong>ل أ<strong>و</strong> الفعل.‏ اي ان الجرائم<br />

التي يشكلها خطاب الكراهية هي من جرائم الراي <strong>و</strong>النشر.‏<br />

ثانياً‏ : الشم<strong>و</strong>لية<br />

ان خطاب الكراهية مصطلح عام اذ يدخل في طياته ما يعد من<br />

الجرائم القان<strong>و</strong>نية كالتحريض إلرتكاب الجرائم <strong>و</strong> التهديد بامن الد<strong>و</strong>لة<br />

‏..الخ <strong>و</strong>يدخل في طياته ايضاً‏ ما يعد من املخالفات االخاقية للصحفي<br />

د<strong>و</strong>ن ان يصل االمر الى تشكيل جريمة من الجرائم.‏<br />

ثالثاً‏ : العاملية<br />

ان املنظمات الد<strong>و</strong>لية تهتم بمحاربة خطاب الكراهية ألن له ُ ب عداً‏<br />

د<strong>و</strong>لياً‏ ، ذلك الن الجرائم التي من املمكن ان تنشأ عن خطاب الكراهية قد<br />

يعبر أحياناً‏ حد<strong>و</strong>د الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>يك<strong>و</strong>ن لها تأثير في الد<strong>و</strong>ل االخرى.‏ فهي ليست<br />

كجريمة القتل العادية أ<strong>و</strong> جريمة السرقة أ<strong>و</strong> التز<strong>و</strong>ير <strong>و</strong>كذلك ليست<br />

كجريمة التشهير <strong>و</strong> انتهاك الخص<strong>و</strong>صية فهذه الجرائم االخيرة تعد عادة<br />

141


من الجرائم ال<strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>يك<strong>و</strong>ن لها تاثير في نطاق د<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>احدة <strong>و</strong> تتم معالجتها<br />

عادةً‏ على مست<strong>و</strong>ى د<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>احدة.‏ في حين ان خطاب الكراهية يك<strong>و</strong>ن عادة له<br />

بعد د<strong>و</strong>لي ألن آثاره ال تقتصر على نطاق د<strong>و</strong>لة معينة.‏ فمثاً‏ ان استعمال<br />

خطاب الكراهية ضد مك<strong>و</strong>ن عرقي أ<strong>و</strong> ضد مذهب دين معين قد ال يقتصر<br />

على افراد هذا العرق أ<strong>و</strong> املذهب في نطاق الد<strong>و</strong>لة التي يقيم الكاره فيها بل<br />

يتجا<strong>و</strong>ز ذلك ألن أفراد هذا العرق <strong>و</strong> اتباع ذلك املذهب قد يك<strong>و</strong>ن<strong>و</strong>ا منشرين<br />

في الد<strong>و</strong>ل االخرى <strong>و</strong>لذلك يؤثر سلباً‏ في االمن <strong>و</strong><strong>السلم</strong> الد<strong>و</strong>ليين.‏<br />

2-1: العالقة بين خطاب الكراهية <strong>و</strong> حرية التعبير<br />

هنالك تقارب <strong>و</strong>تشابه كبير بين خطاب الكراهية <strong>و</strong> حرية التعبير<br />

عن الرأي الى حد قد اليستطيع الكثير<strong>و</strong>ن التمييز بينهما رغم اعتراضهم<br />

على األ<strong>و</strong>ل <strong>و</strong>ممانعتهم له <strong>و</strong> تأييدهم للثاني.‏ <strong>و</strong>بسبب هذا التشابه الكبير<br />

فقد أصبح البعض ينأى بنفسه عن <strong>و</strong>ضع تعريفٍ‏ جامع <strong>و</strong>مانع لخطاب<br />

الكراهية خ<strong>و</strong>فاً‏ من أن يشمل التعريف امل<strong>و</strong>اضيع الداخلة ضمن حد<strong>و</strong>د<br />

حرية التعبير عن الراي.‏ اال اننا نرى أنه مع التشابه الكبير بين خطاب<br />

الكراهية <strong>و</strong>حرية التعبير فهناك أختافات كثيرة بينهما ايضاً‏ بص<strong>و</strong>رة<br />

يمكن للباحثين <strong>و</strong> املختصين أن يميّز<strong>و</strong>ا بينهما بسه<strong>و</strong>لة.‏<br />

لذلك س<strong>و</strong>ف نحا<strong>و</strong>ل فيما يأتي ان نبين أهم نقاط التشابه <strong>و</strong>االختاف<br />

بين خطاب الكراهية <strong>و</strong> حرية التعبير عن الرأي،‏ <strong>و</strong>كاآلتي:‏<br />

1-2-1: التشابه بين خطاب الكراهية <strong>و</strong>حرية التعبير<br />

تتشابه خطاب الكراهية <strong>و</strong> حرية التعبير عن الرأي في بعض االم<strong>و</strong>ر<br />

التي من أهمها:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ ان ً كا من خطاب الكراهية <strong>و</strong> حرية التعبير يتعلق بالتعبير عما<br />

142


يد<strong>و</strong>ر في مخيلة الشخص عن االحداث <strong>و</strong> األفراد <strong>و</strong>الجماعات،‏ اي يتعلق<br />

بالتعبير عن معتقد الشخص.‏<br />

ثانياً‏ : اذا كان خطاب الكراهية يق<strong>و</strong>م في األصل على اظهار الج<strong>و</strong>انب<br />

السلبية لبعض األفراد <strong>و</strong>الجماعات،‏ فأن حرية الراي تق<strong>و</strong>م على ذلك<br />

ايضاً‏ ‏،اذ ان حرية النقد هي ج<strong>و</strong>هر حرية الرأي.‏ <strong>و</strong>ليست حرية الرأي إال<br />

بياناً‏ للج<strong>و</strong>انب السلبية لآلخرين،‏ <strong>و</strong>اعان ذلك النقد في ال<strong>و</strong>سائل االعامية<br />

د <strong>و</strong>يؤثر فيه.‏ في حين ان القان<strong>و</strong>ن يحمي حرية التعبير <strong>و</strong>النقد<br />

يضر َ باملنت قَ‏<br />

<strong>و</strong>ال يحمي خطاب الكراهية غالباً‏ .<br />

ثالثاً‏ : ان ً كا من خطاب العانية <strong>و</strong>حرية الرأي يتم عادة نشره للعامة<br />

بطرق عانية <strong>و</strong>السيما عن طريق االعام.‏<br />

2-2-1: التمييز بين خطاب الكراهية <strong>و</strong>حرية التعبير<br />

يتميز خطاب الكراهية عن حرية التعبير عن الرأي في بعض<br />

االم<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>قد ذكرت منظمة املادة«‏‎19‎‏«‏ من العهد الد<strong>و</strong>لي للحق<strong>و</strong>ق املدنية<br />

<strong>و</strong>السياسية لعام 1966 بعضها عند الكام عن <strong>و</strong>ضع معايير التمييز بين<br />

تحريض املحظ<strong>و</strong>ر <strong>و</strong> حرية التعبير عن الرأي املعر<strong>و</strong>ف بمبادىء«كامدن«‏ )1)) ،<br />

<strong>و</strong>من أهم تلك االم<strong>و</strong>ر:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ سياق الخطاب<br />

للتفرقة بين الخطاب الذي يدخل في نطاق حرية التعبير <strong>و</strong>الخطاب<br />

الذي يدخل ضمن خطاب الكراهية،‏ يجب الرج<strong>و</strong>ع الى السياق الذي<br />

جاء فيه الخطاب <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> يتضمن املحيط االجتماعي أ<strong>و</strong> السياسي الى جانب<br />

ارتباطه بصراعات قائمة أ<strong>و</strong> صراعات سبقتها اعمال العنف.‏<br />

فمثاً‏ في الد<strong>و</strong>ل التي لها ماضٍ‏ من الحر<strong>و</strong>ب الداخلية بين ط<strong>و</strong>ائفها<br />

الدينية ا<strong>و</strong> املذهبية أ<strong>و</strong> العرقية املختلفة يجب ان نحذر من خطابات<br />

- 17 للمزيد ح<strong>و</strong>ل ذلك املبادىء ينظر:‏ د.‏ أياد خلف محمد <strong>و</strong> سعد نارص حميد ، مصدر<br />

سابق،‏ ص‎330-329‎<br />

143


الكراهية الى أبعد حد،‏ ألن من شأن بعض تلك الخطابات ان تثير رغبة<br />

االنتقام <strong>و</strong> ارتكاب العنف لدى تلك الط<strong>و</strong>ائف.‏<br />

ثانياً‏ : قائل الخطاب أ<strong>و</strong> املتحكم في انتشاره<br />

ملعرفة التفريق بين حرية التعبيرعن الرأي التي تعد مباحة <strong>و</strong> خطاب<br />

الكراهية التي تشكل عادة جرائم قان<strong>و</strong>نية،‏ يجب الرج<strong>و</strong>ع الى معرفة قائل<br />

الخطاب أ<strong>و</strong> املتحكم في انتشاره،اذ اليمكن ألي خطاب أن يبلغ مداه<br />

في التحريض نح<strong>و</strong> العنف <strong>و</strong> ارتكاب الجرائم ما لم يكن قائله ذا سلطة<br />

مؤثرة <strong>و</strong>منزلة مهمة في املجتمع.‏<br />

فمثاً‏ أذا صدر الخطاب السلبي تجاه بعض الط<strong>و</strong>ائف أ<strong>و</strong> الجماعات<br />

من رجل ديني مؤثر أ<strong>و</strong> من أحد القادة السياسيين ذ<strong>و</strong>ي اإلمكانية في<br />

تحريك الشارع،‏ فذلك يك<strong>و</strong>ن من شأنه أن يشجع على نشر الشع<strong>و</strong>ر<br />

بالكراهية لدى اتباعه تجاه من يقصدهم في خطاباته <strong>و</strong>يؤدي في النهاية<br />

الى زعزعة االمن في املجتمع.‏<br />

<strong>و</strong>كذلك أذا كان الخطاب قد نشر في <strong>و</strong>سيلة أعامية كبيرة فمن شأن<br />

ذلك أن يتحكم في انتشاره الى أبعد حد <strong>و</strong>يثير االضطراب في الد<strong>و</strong>لة.‏ كما<br />

حدث ذلك في مصر عام 2001 عندما قامت أحدى الصحف بنشر خبر<br />

ملفق في صفحتها اال<strong>و</strong>لى <strong>و</strong> بتخصيص مساحة كبيرة لها ح<strong>و</strong>ل أحد الكهنة<br />

القبطيين على اساس انه مارس الجنس مع فتاة غير بالغة سن الرشد<br />

داخل أحدى الكنائس!‏ في حن ان امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع لم يكن فيها عنصر الخبر<br />

ألن امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع كان قديماً‏ <strong>و</strong>ان املعل<strong>و</strong>مات لم تكن صحيحة الن ال<strong>و</strong>اقعة<br />

لم تكن قد حدثت في الكنيسة <strong>و</strong>أن الشخص كان قد ابتعد عن عمله<br />

حتى قبل ذلك العمل الشنيع.‏ <strong>و</strong>لكن ما تم نشره في تلك الصحيفة أدى<br />

الى غضب القبطيين ألنهم شعر<strong>و</strong>ا ان الصحيفة أرادت االهانة بهم لذا<br />

قام<strong>و</strong>ا باملظاهرات تنديداً‏ ملا تم نشره في تلك الصحيفة <strong>و</strong> <strong>و</strong>قعت في اثناء<br />

144


ُ<br />

َ<br />

تلك املظاهرات بعض أعمال العنف <strong>و</strong>االشتباكات.‏ لدرجة تدخل البرملان<br />

املصري <strong>و</strong>نقابة الصحفيين املصريين لتهدئة ال<strong>و</strong>ضع <strong>و</strong> ذلك باستنكار ما<br />

فعلتها الصحيفة <strong>و</strong>معاقبة رئيس تحريرها.‏<br />

ثالثاً‏ : نية قائل التعبير<br />

اليمكن ع دُّ‏ خطابٍ‏ ما ضمن دائرة خطاب الكراهية إال اذا اتجهت<br />

إرادة قائله <strong>و</strong>نيته الى نبذ <strong>و</strong> مقت <strong>و</strong> مح<strong>و</strong> جماعة عرقية أ<strong>و</strong> دينية أ<strong>و</strong><br />

فكرية..الخ أ<strong>و</strong> الدع<strong>و</strong>ة الى التمييز مع علمه التام <strong>و</strong> <strong>و</strong>عيه بخط<strong>و</strong>رة ما يقدم<br />

عليه <strong>و</strong> ادراكه للنتائج التي قد تترتب على خطابه.‏ <strong>و</strong>يمكن االستدالل على<br />

مدى ت<strong>و</strong>جيه نية قائل التعبير للتحريض نح<strong>و</strong> ارتكاب العنف من خال<br />

ثاثة عناصر رئيسية )1)) :<br />

- إرادة الدع<strong>و</strong>ة الى الكراهية<br />

- إرادة استهداف أفراد أ<strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عات على اساس تمييزي عنصري<br />

- مدى إدراك قائل التعبير ما قد يترتب من نتائج على تعبيره،‏ <strong>و</strong>مدى <strong>و</strong>عيه بذلك.‏<br />

<strong>و</strong>يعد عنصر النية من أكثر العناصر صع<strong>و</strong>بة في اإلثبات،‏ مالم<br />

يعترف قائل التعبير صراحة باتجاه إرادته نح<strong>و</strong> التحريض على افراد<br />

أ<strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عات معينة،‏ <strong>و</strong>لذا يجب ان يتمتع القاضي بدرجة كبيرة من<br />

االمكانية الستنتاج عنصر النية.‏ <strong>و</strong>يستطيع ان يستنبط ذلك من خال<br />

لهجة قائل التعبير <strong>و</strong>مدى <strong>و</strong>ض<strong>و</strong>حها للتحريض.‏<br />

<strong>و</strong>يعُّ‏ د انتقاد نظام سياسي أ<strong>و</strong> حك<strong>و</strong>مة من الحك<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>املطالبة<br />

بمزيد من الحريات <strong>و</strong>ذلك باستخدام ال<strong>و</strong>سائل املشر<strong>و</strong>عة د<strong>و</strong>لياً‏ ، ضمن<br />

حد<strong>و</strong>د حرية الرأي <strong>و</strong> ال يدخل في ال<strong>و</strong>قت نفسه ضمن حد<strong>و</strong>د خطاب<br />

الكراهية حتى إن ع دّ‏ مثل ذلك الرأي جريمة في تلك الد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>اتهم قائله<br />

باالنفصالية.‏ أال انه في نطاق د<strong>و</strong>لي يعد ذلك الفعل مباحاً‏ <strong>و</strong> يشار الى تلك<br />

- 18 أحمد عزت <strong>و</strong> فهد البنا <strong>و</strong> نهاد عب<strong>و</strong>د،‏ خطابات التحريض <strong>و</strong> حرية التعبر-‏ الحد<strong>و</strong>د<br />

الفاصلة،‏ دليل اصدره مؤسسة حرية الفكر <strong>و</strong>التعبر،مرص،د<strong>و</strong>ن سنة نرش،‏ ص‎18‎<br />

145


الجريمة بالجريمة السياسية.‏ مادام األمر لم يصل الى خلق الكراهية<br />

ضد مك<strong>و</strong>ن من املك<strong>و</strong>نات العرقية <strong>و</strong>الدينية <strong>و</strong>الطائفية بل كان م<strong>و</strong>جهاً‏ ضد<br />

انظمة سياسية معينة.‏<br />

رابعاً‏ : مضم<strong>و</strong>ن الخطاب<br />

ان مضم<strong>و</strong>ن الخطاب <strong>و</strong>محت<strong>و</strong>اه يُ‏ عَ‏ د ُّ نقطة اساسية للتفرقة بين<br />

حرية التعبير عن الرأي <strong>و</strong> خطاب الكراهية،‏ اذ يعمل الخطاب على <strong>و</strong>تر<br />

العاطفة لدى املتلقي أما حرية التعبير عن الراي فيعمل عادة على <strong>و</strong>تر<br />

العقل.‏ <strong>و</strong>ملعرفة ذلك يجب النظر الى الكلمات <strong>و</strong>املصطلحات املستخدمة<br />

في ت<strong>و</strong>صيف املراد تبليغه.‏ الى جانب الفئة امل<strong>و</strong>جهة اليها الخطاب س<strong>و</strong>اء<br />

تمت اإلشارة اليهما مباشرة أ<strong>و</strong> بص<strong>و</strong>رة غير مباشرة.‏<br />

خامساً‏ : احتمالية حد<strong>و</strong>ث العنف ضد من يتنا<strong>و</strong>له الخطاب<br />

ان مدى احتمال أن يؤدي الخطاب الى التأثير في املتلقيين الستعمال<br />

العنف ضد من يقصده الخطاب من املجم<strong>و</strong>عات العرقية ا<strong>و</strong> الدينية..‏<br />

الخ،‏ ه<strong>و</strong> إحدى اآلليات التي نستطيع ان نعتمدها للتمييز بين حرية<br />

التعبير <strong>و</strong> خطاب الكراهية حتى <strong>و</strong>ان لم تنجم من الخطاب اية حالة<br />

عنف.‏ <strong>و</strong>من املمكن ان نصل الى ذلك من خال معرفة االشخاص الذين<br />

يخاطبهم املخاطب.‏<br />

فمثاً‏ ان خطاب احد الداعين الدينيين في أثناء صاة الجمعة ضد<br />

أحد األدباء أ<strong>و</strong> الفنانين <strong>و</strong>مهاجمته له <strong>و</strong> <strong>و</strong>صفه بأنه منحرف <strong>و</strong> ملحد <strong>و</strong><br />

كافر،‏ من املمكن ان ينتج عنه استعمال العنف ضد ذلك األديب أ<strong>و</strong><br />

الفنان.‏ حتى ان لم ترتكب ضده اية اعمال عنف فإننا نعتقد أنه يدخل<br />

ضمن خطاب الكراهية <strong>و</strong> من املمكن ان يشكل مثل هذا الخطاب جريمة<br />

من الجرائم.‏ ألن في مثل هذه التجمعات يتأثر البعض بخطاب الداعي <strong>و</strong><br />

يعتقد أنه من ال<strong>و</strong>اجب عليه دينياً‏ ان يطهر املجتمع ممن يسىء لدينه.‏<br />

146


سادساً‏ : من حيث العق<strong>و</strong>بة<br />

ان خطاب الكراهية يشكل ً غالبا جريمة من الجرائم النه يعد تجا<strong>و</strong>زاً‏<br />

للقان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>بناءً‏ على ذلك يعاقب مرتكبه بالعق<strong>و</strong>بات املعينة في القان<strong>و</strong>ن<br />

كالحبس <strong>و</strong> الغرامة..الخ.‏ إال ان حرية التعبير عن الرأي تعد إحدى<br />

الحريات املحمية بالدست<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>ال تشكل أية جريمة في الد<strong>و</strong>ل الديمقراطية<br />

حتى ان تضمنت انتقادات الذعة ضد املنتقد.‏<br />

<strong>و</strong>ختاماً‏ ملقارنتنا بين الحق في حرية التعبير <strong>و</strong> خطاب الكراهية نرى<br />

انه اذا كان من الضر<strong>و</strong>ري حماية الحق في التعبير ففي ال<strong>و</strong>قت نفسه<br />

من الضر<strong>و</strong>ري منع خطاب الكراهية لحماية حق<strong>و</strong>ق االخرين <strong>و</strong>النظام<br />

العام <strong>و</strong><strong>السلم</strong> االجتماعي،‏ لذا نؤيد كام املقرر الخاص املعني بتعزيز<br />

<strong>و</strong>حماية الحق في حرية الرأي <strong>و</strong>التعبير بان الحق في حرية التعبير <strong>و</strong> حظر<br />

التحريض على الكراهية ليسا متعارضين اطاقاً‏ ، بل يعزز أحدهما<br />

اآلخر،اذ ان النقاش العلني لافكار <strong>و</strong>الح<strong>و</strong>ار بين االديان <strong>و</strong>بين الثقافات<br />

يمكن أن يمنعا الكراهية <strong>و</strong>التعصب )1)) .<br />

2: املس<strong>و</strong>ؤلية عن نشر خطاب الكراهية<br />

عندما نق<strong>و</strong>ل املسؤ<strong>و</strong>لية نقصد بذلك مؤاخذة شخص على تصرفاته<br />

الق<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>الفعلية،‏ ا<strong>و</strong> بعبارة اخرى تحمل الشخص نتيجة تصرفاته<br />

الفعلية <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>لية.‏ <strong>و</strong>املسؤ<strong>و</strong>لية في نطاق العمل االعامي تنقسم بد<strong>و</strong>رها<br />

الى قسمين رئيسيين:‏ أحدهما املسؤ<strong>و</strong>لية االخاقية <strong>و</strong>ثايهما املسؤ<strong>و</strong>لية<br />

القان<strong>و</strong>نية،‏ <strong>و</strong>االخيرة تنقسم بد<strong>و</strong>رها الى املسؤ<strong>و</strong>لية الجنائية <strong>و</strong> املسؤ<strong>و</strong>لية<br />

املدنية مع ان هنالك من يضيف ن<strong>و</strong>عاً‏ ثالثا ً للمسؤ<strong>و</strong>لية القان<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>هي<br />

املسؤ<strong>و</strong>لية االدارية التي تشمل من يعمل في إحدى املؤسسات الحك<strong>و</strong>مية.‏<br />

- 19 ينظر:‏ تقرير املقررة الخاصة املعنية بقضايا االقليات-‏ ريتا ايجاك،‏ املصدر السابق،‏<br />

ص‎15‎<br />

147


لذلك س<strong>و</strong>ف نخصص الفقرتين االتيتين لكل من املسؤ<strong>و</strong>لية االخاقية<br />

<strong>و</strong>املسؤ<strong>و</strong>لية القان<strong>و</strong>نية اللتين تترتبان على نشر خطابات الكراهية:‏<br />

1-2: املسؤ<strong>و</strong>لية االخالقية عن نشر خطاب الكراهية<br />

املساءلة االخاقية لإلعامين عّ‏ ما يصدر عنهم من خطابات الكراهية<br />

ال تقل أهمية من املساءلة القان<strong>و</strong>نية بل أحياناً‏ أكثر أهمية منها ً ايضا . ملا<br />

يحدثه تنظيم أمر خطاب الكراهية من املشكات <strong>و</strong>االشكاليات.‏<br />

<strong>و</strong>تتمثل إحدى املشكات في أن الخطاب قد يك<strong>و</strong>ن مجرد مسألة <strong>و</strong>جهة<br />

نظر،‏ فخطاب كراهية شخص ما قد يك<strong>و</strong>ن الرأي املشر<strong>و</strong>ع لشخص آخر،‏<br />

لذا هناك عز<strong>و</strong>ف عام عن فرض قي<strong>و</strong>د على ما يمكن أن يقال:‏ إن التمييز<br />

بين حرية الرأي <strong>و</strong>خطاب الكراهية ه<strong>و</strong> أمر ينط<strong>و</strong>ي على قدر كبير من<br />

املشقة ذلك أن مفه<strong>و</strong>م خطاب الكراهية من الصع<strong>و</strong>بة بمكان تعريفه<br />

بص<strong>و</strong>رة جامعة،‏ <strong>و</strong>لكن قد يفيدنا في هذا السياق النظر إلى ما يتم تدا<strong>و</strong>له<br />

حاليا ب<strong>و</strong>صفه ت<strong>و</strong>صيفا لخطاب الكراهية؛ <strong>و</strong>تحديداً‏ فإن <strong>و</strong>جهة النظر<br />

القائلة بأنه ضرب من الخطاب قد يتضمن كلمات أ<strong>و</strong> ص<strong>و</strong>را تستهدف<br />

بن<strong>و</strong>ع من االنتقائية جماعة ما.‏ )2))<br />

إن الكلمات بحد ذاتها حينما تصدر عن سلطة ما <strong>و</strong>تستهدف ليس<br />

فقط جماعة <strong>و</strong>إنما فردا بعينه فإنها تتح<strong>و</strong>ل كذلك إلى خطاب للكراهية،‏<br />

<strong>و</strong>ه<strong>و</strong> خطاب ال يحت<strong>و</strong>ي على كلمات فقط بل يحت<strong>و</strong>ي على كلمات لها ق<strong>و</strong>ة<br />

األفعال نفسها،‏ <strong>و</strong>ذلك األمر يع<strong>و</strong>د بنا مرة أخرى إلى تبين املأزق الحقيقي<br />

في رسم الحد<strong>و</strong>د الفاصلة بين حرية الرأي <strong>و</strong>خطاب الكراهية،‏ إذ ال تبد<strong>و</strong><br />

فكرة إصدار تشريعات محددة للقضاء على خطاب الكراهية ناجعة<br />

الن ذلك يتطلب في حاالت كثيرة <strong>و</strong>ضع قي<strong>و</strong>د على الكلمات <strong>و</strong>فرز <strong>و</strong>تعيين<br />

- 20 د.‏ شيامء اله<strong>و</strong>اري،‏ مصدر الكرت<strong>و</strong>ين سابق<br />

148


األشخاص الذين يتمتع<strong>و</strong>ن بسلطة ما <strong>و</strong>الذين يبرهن<strong>و</strong>ن على صدق مق<strong>و</strong>لة:‏<br />

الكلمات ليست فقط محض ألفاظ بل هي أفعال.‏ <strong>و</strong>تلك في حقيقة األمر<br />

ليست املعضلة ال<strong>و</strong>حيدة في هذا السياق،‏ إذ ان حرية الرأي ليست<br />

محددة فقط بالفضاء السياسي بل إنها تتحرك في فضاءات مختلفة<br />

مثل <strong>و</strong>سائل اإلعام املختلفة،‏ <strong>و</strong><strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي <strong>و</strong>املنجز<br />

األدبي <strong>و</strong>الفني <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>سيقي <strong>و</strong>كذلك األفعال الرمزية.‏ <strong>و</strong>سيتطلب األمر أكثر<br />

من مجرد سن تشريعات <strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ابط لتقييد حرية الرأي أ<strong>و</strong> القضاء على<br />

خطاب الكراهية.‏ <strong>و</strong>في ال<strong>و</strong>قت الذي تل<strong>و</strong>ح هذه املعضلة بأنها مرشحة<br />

للبقاء أمدا ط<strong>و</strong>يا فإن البعض ينظر إلى مبدأ حرية الرأي <strong>و</strong>خطاب<br />

الكراهية ب<strong>و</strong>صفهما محددين مهمين للدرجة التي بلغها املجتمع في تمدنه<br />

<strong>و</strong>تحضره <strong>و</strong>قيمه األخاقية.‏ )2))<br />

<strong>و</strong>اضافة ملا قلناه فالسبب اآلخر في ضر<strong>و</strong>رة اللج<strong>و</strong>ء الى االعتماد على<br />

املسؤ<strong>و</strong>لية االخاقية بدالً‏ من املسؤ<strong>و</strong>لية القان<strong>و</strong>نية تكمن في ان العق<strong>و</strong>بة<br />

بحد ذاتها لم تفلح في <strong>و</strong>ضع حد لخطابات الكراهية في املجتمعات التي<br />

يكثر فيها،‏ لذلك يجب البحث عن مسؤ<strong>و</strong>ليات اخرى لتحميل الصحفي<br />

بها <strong>و</strong>منها املسؤ<strong>و</strong>لية االخاقية.‏<br />

‏ّزها عن<br />

<strong>و</strong>تتميز أخاقيات الصحافة ببعض الخصائص التي هي تُ‏ مي<br />

غيرها من ق<strong>و</strong>اعد السل<strong>و</strong>ك االجتماعية كالقان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>الدين <strong>و</strong>غيرهما.‏ <strong>و</strong>من<br />

أهم هذه الخصائص هي ما يأتي:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ مصدر اخاقيات الصحافة هي الصحفي<strong>و</strong>ن انفسهم،‏ اذ ينشأ<br />

مبادىء اخاقيات الصحافة من خال ممارسة مهنة الصحافة <strong>و</strong>ما<br />

يجب اتباعه أ<strong>و</strong> تجنبه في ذلك لتحقيق األهداف الرئيسية للصحافة<br />

تحقيقاً‏ للمصلحة العامة.‏<br />

- 21 د.‏ شيامء اله<strong>و</strong>اري،‏ مصدر الكرت<strong>و</strong>ين سابق<br />

149


ثانياً‏ : تهتم اخاقيات الصحافة بعاقة الفرد مع غيره من االفراد<br />

<strong>و</strong>املجتمع.‏ أي تتعلق بالسل<strong>و</strong>ك الخارجي للصحفيين <strong>و</strong>ما يجب ان يسير<strong>و</strong>ا<br />

عليه عند ممارسة عملهم.‏ في حين ان هنالك ق<strong>و</strong>اعد اخرى للسل<strong>و</strong>ك تهتم<br />

بعاقات اشمل )2)) التي نحن في م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عنا هذا في غنى عنها.‏<br />

ثالثاً‏ : بعض مبادىء اخاقيات الصحافة هي مبادىء نسبية تتغير<br />

بتغير الزمان <strong>و</strong>املكان النها تستند الى ما يؤمن به املجتمع ح<strong>و</strong>ل الرزيلة<br />

<strong>و</strong>الفضيلة <strong>و</strong>الحسن <strong>و</strong>القبح لتحقيق املصلحة العامة.‏ فمثاً‏ ما يعد<br />

منافياً‏ الخاقيات الصحافة في العراق قد ال يعد ذلك في الس<strong>و</strong>يد.‏<br />

رابعاً‏ : ال يشترط ملعرفة اخاقيات الصحافة <strong>و</strong>السير عليها ان تك<strong>و</strong>ن<br />

مكت<strong>و</strong>بةً‏ في <strong>و</strong>ثيقة رسمية.‏ كما ه<strong>و</strong> الحال في بعض الق<strong>و</strong>اعد االخرى<br />

للسل<strong>و</strong>ك كالقان<strong>و</strong>ن.‏ بل يمكن استنتاجه بالعقل <strong>و</strong>الضمير الحي.‏<br />

خامساً‏ : ان الجزاء عند مخالفة اخاقيات مهنة الصحافة قد<br />

يختلف عن الجزاء عند مخالفة ق<strong>و</strong>انين الصحافة،‏ فاذا كان الجزاء على<br />

مخالفة النص<strong>و</strong>ص القا<strong>و</strong>نية ه<strong>و</strong> السجن <strong>و</strong>الحبس <strong>و</strong>الغرامات،‏ فإن الجزاء<br />

عند مخالفة اخاقيات الصحافة ه<strong>و</strong> سخط املجتمع <strong>و</strong> تأنيب ضمير<br />

املخالف <strong>و</strong> بعض الجزاءات النقابية ايضاً‏ .<br />

1-1-2: منع خطاب الكراهية في امل<strong>و</strong>اثيق العاملية املتعلقة بحرية االعالم<br />

لقد تمّ‏ حظر خطاب الكراهية في كثير من امل<strong>و</strong>اثيق <strong>و</strong>االتفاقات<br />

الد<strong>و</strong>لية س<strong>و</strong>اءٌ‏ كانت تلك ال<strong>و</strong>ثائق <strong>و</strong>االتفاقات متعلقة بحق<strong>و</strong>ق االنسان<br />

بص<strong>و</strong>رة عامة أ<strong>و</strong> باالعام بص<strong>و</strong>رة خاصة،‏ <strong>و</strong>من بين هذه ال<strong>و</strong>ثائق نذكر<br />

بعض منها <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ تلك التي تعرضت لخطاب الكراهية بص<strong>و</strong>رة<br />

صريحة <strong>و</strong>كاآلتي:‏<br />

- 22 فمثالً‏ ان الق<strong>و</strong>اعد الدينية عدا اهتاممه بعالقة األفراد فيام بينهم،‏ تهتم ايضاً‏ بعالقة<br />

االفراد مع ربهم.‏<br />

150


أ<strong>و</strong>الً:‏ العهد الد<strong>و</strong>لي للحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية لعام 1966<br />

نصت املادة«‏‎19‎‏«‏ من العهد الد<strong>و</strong>لي للحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية<br />

الصادرة من قبل منظمة االمم املتحدة أنه:‏<br />

-1 لكل إنسان حق في اعتناق آراء د<strong>و</strong>ن مضايق.‏<br />

‏-‏‎2‎لكل إنسان حق في حرية التعبير.‏ <strong>و</strong>يشمل هذا الحق حريته<br />

في التماس مختلف ضر<strong>و</strong>ب املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>األفكار <strong>و</strong>تلقيها <strong>و</strong>نقلها<br />

إلى آخرين د<strong>و</strong>نما اعتبار للحد<strong>و</strong>د،‏ س<strong>و</strong>اء على شكل مكت<strong>و</strong>ب<br />

أ<strong>و</strong> مطب<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> في قالب فني أ<strong>و</strong> بأية <strong>و</strong>سيلة أخرى يختارها.‏<br />

-3 تستتبع ممارسة الحق<strong>و</strong>ق املنص<strong>و</strong>ص عليها في الفقرة 2 من هذه<br />

املادة <strong>و</strong>اجبات <strong>و</strong>مسؤ<strong>و</strong>ليات خاصة.‏ <strong>و</strong>على ذلك يج<strong>و</strong>ز إخضاعها لبعض<br />

القي<strong>و</strong>د <strong>و</strong>لكن شريطة أن تك<strong>و</strong>ن محددة بنص القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>أن تك<strong>و</strong>ن ضر<strong>و</strong>رية:‏<br />

أ/‏ الحترام حق<strong>و</strong>ق اآلخرين أ<strong>و</strong> سمعتهم،‏<br />

ب/‏ لحماية األمن الق<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> النظام العام أ<strong>و</strong> الصحة العامة أ<strong>و</strong> اآلداب<br />

العامة.‏<br />

أما املادة«‏‎20‎‏«‏ من املعاهدة نفسها فقد نصت بأنه:-‏‎1‎ تحظر<br />

بالقان<strong>و</strong>ن كل دعاية للحرب.‏ -2 تحظر بالقان<strong>و</strong>ن كل دع<strong>و</strong>ة الى كراهية<br />

الق<strong>و</strong>مية أ<strong>و</strong> العنصرية أ<strong>و</strong> الدينية ألنها تشكل تحريضاً‏ على التمييز أ<strong>و</strong><br />

العدا<strong>و</strong>ة أ<strong>و</strong> العنف.‏<br />

ثانياً‏ : االتفاقية الد<strong>و</strong>لية ملنع كافة أشكال التمييز العنصري لعام<br />

1965 <strong>و</strong>النافذة في عام 1969<br />

جاء في مقدمة االتفاقية أعاه ‏:)ان د<strong>و</strong>ل األطراف في هذه<br />

االتفاقية،‏ ترى أن ميثاق األمم املتحدة يق<strong>و</strong>م علي مبدأي الكرامة<br />

<strong>و</strong>التسا<strong>و</strong>ي األصيلين في جميع البشر،‏ <strong>و</strong>أن جميع د<strong>و</strong>ل األعضاء قد<br />

تعهدت باتخاذ إجراءات جماعية <strong>و</strong>فردية،‏ بالتعا<strong>و</strong>ن مع املنظمة،‏<br />

151


بغية إدراك أحد مقاصد األمم املتحدة املتمثل في تعزيز <strong>و</strong>تشجيع<br />

االحترام <strong>و</strong>املراعاة العامليين لحق<strong>و</strong>ق اإلنسان <strong>و</strong>الحريات األساسية<br />

للناس جميعا،‏ د<strong>و</strong>ن تمييز بسبب العرق أ<strong>و</strong> الجنس أ<strong>و</strong> اللغة أ<strong>و</strong> الدين،‏<br />

<strong>و</strong>إذ ترى أن اإلعان العالمي لحق<strong>و</strong>ق اإلنسان يعلن أن البشر<br />

ي<strong>و</strong>لد<strong>و</strong>ن جميعا أحرارا <strong>و</strong>متسا<strong>و</strong>ين في الكرامة <strong>و</strong>الحق<strong>و</strong>ق،‏ <strong>و</strong>أن<br />

لكل إنسان حق التمتع بجميع الحق<strong>و</strong>ق <strong>و</strong>الحريات املقررة فيه،‏<br />

د<strong>و</strong>ن أي تمييز ال سيما بسبب العرق أ<strong>و</strong> الل<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> األصل الق<strong>و</strong>مي،‏<br />

<strong>و</strong> ترى أن جميع البشر متسا<strong>و</strong><strong>و</strong>ن أمام القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>لهم حق متسا<strong>و</strong><br />

في حمايته لهم من أي تمييز <strong>و</strong>من أي تحريض علي التمييز..الخ(.‏<br />

<strong>و</strong>قد نصت املادة«‏‎4‎‏«‏ منه على أنه:)‏ تشجب الد<strong>و</strong>ل األطراف جميع<br />

الدعايات <strong>و</strong>التنظيمات القائمة علي األفكار أ<strong>و</strong> النظريات القائلة بتف<strong>و</strong>ق<br />

أي عرق أ<strong>و</strong> أية جماعة من ل<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> أصل اثني <strong>و</strong>احد،‏ أ<strong>و</strong> التي تحا<strong>و</strong>ل تبرير<br />

أ<strong>و</strong> تعزيز أي شكل من أشكال الكراهية العنصرية <strong>و</strong>التمييز العنصري،‏<br />

<strong>و</strong>تتعهد باتخاذ التدابير الف<strong>و</strong>رية اإليجابية الرامية إلي القضاء علي كل<br />

تحريض علي هذا التمييز <strong>و</strong>كل عمل من أعماله،‏ <strong>و</strong>تتعهد خاصة،‏ تحقيقا<br />

لهذه الغاية مع مراعاة الحقه للمبادئ ال<strong>و</strong>اردة في اإلعان العالمي لحق<strong>و</strong>ق<br />

اإلنسان <strong>و</strong>للحق<strong>و</strong>ق املقررة صراحة في املادة 5 من هذه االتفاقية،‏ بما يلي:‏<br />

أ-‏ اعتبار كل نشر لألفكار القائمة علي التف<strong>و</strong>ق العنصري أ<strong>و</strong> الكراهية<br />

العنصرية،‏ <strong>و</strong>كل تحريض علي التمييز العنصري <strong>و</strong>كل عمل من<br />

أعمال العنف أ<strong>و</strong> التحريض علي هذه األعمال التي ترتكب ضد أي<br />

عرق أ<strong>و</strong> أية جماعة من ل<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> أصل أثني آخر،‏ <strong>و</strong>كذلك كل مساعدة<br />

للنشاطات العنصرية،‏ <strong>و</strong>منها تم<strong>و</strong>يلها،‏ جريمة يعاقب عليها القان<strong>و</strong>ن.‏<br />

ب-‏ إعان عدم شرعية املنظمات،‏ <strong>و</strong>كذلك النشاطات الدعائية<br />

املنظمة <strong>و</strong>سائر النشاطات الدعائية،‏ التي تق<strong>و</strong>م بالتر<strong>و</strong>يج<br />

152


للتمييز العنصري <strong>و</strong>التحريض عليه،‏ <strong>و</strong>حظر هذه املنظمات<br />

<strong>و</strong>النشاطات <strong>و</strong>اعتبار االشتراك في أيها جريمة يعاقب عليها القان<strong>و</strong>ن.‏<br />

ج-‏ عدم السماح للسلطات العامة أ<strong>و</strong> املؤسسات العامة،‏ الق<strong>و</strong>مية أ<strong>و</strong><br />

املحلية،‏ بالتر<strong>و</strong>يج للتمييز العنصري أ<strong>و</strong> التحريض عليه.‏<br />

ثالثاً‏ : اتفاقية الد<strong>و</strong>ل االمريكية لحق<strong>و</strong>ق االنسان لعام 1969<br />

املادة«‏‎13‎‏«من اتفاقية الد<strong>و</strong>ل االمريكية لحق<strong>و</strong>ق االنسان التي هي<br />

مخصصة لحرية الفكر <strong>و</strong>التعبير تنص على أنَّ‏ :<br />

‏)لكل إنسان الحق في حرية الفكر <strong>و</strong>التعبير،‏ <strong>و</strong>يشمل هذا<br />

الحق حريته في البحث عن مختلف أن<strong>و</strong>اع املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>األفكار<br />

<strong>و</strong>تلقيها <strong>و</strong>نقلها إلى اآلخرين،‏ د<strong>و</strong>نما اعتبار للحد<strong>و</strong>د،‏ س<strong>و</strong>اء شفاها<br />

أ<strong>و</strong> كتابة أ<strong>و</strong> طباعة أ<strong>و</strong> في قالب فني أ<strong>و</strong> بأية <strong>و</strong>سيلة يختارها.‏<br />

ال يج<strong>و</strong>ز أن تخضع ممارسة الحق املنص<strong>و</strong>ص عليه في الفقرة السابقة<br />

لرقابة مسبقة،‏ بل يمكن أن تك<strong>و</strong>ن م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عاً‏ لفرض مسؤ<strong>و</strong>لية<br />

الحقة يحددها القان<strong>و</strong>ن صراحة <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ن ضر<strong>و</strong>رية من أجل ضمان:‏<br />

أ-‏ احترام حق<strong>و</strong>ق اآلخرين أ<strong>و</strong> سمعتهم.‏<br />

ب-‏ حماية األمن الق<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> النظام العام أ<strong>و</strong> الصحة العامة أ<strong>و</strong> األخاق العامة.‏<br />

-3 ال يج<strong>و</strong>ز تقييد حق التعبير بأساليب أ<strong>و</strong> <strong>و</strong>سائل غير مباشرة،‏<br />

كالتعسف في استعمال اإلشراف الحك<strong>و</strong>مي أ<strong>و</strong> غير الرسمي على<br />

<strong>و</strong>رق الصحف،‏ أ<strong>و</strong> تردد م<strong>و</strong>جات اإلرسال اإلذاعية أ<strong>و</strong> التلفزي<strong>و</strong>نية،‏<br />

أ<strong>و</strong> اآلالت أ<strong>و</strong> األجهزة املستعملة في نشر املعل<strong>و</strong>مات،‏ أ<strong>و</strong> بأية <strong>و</strong>سيلة<br />

أخرى من شأنها أن تعرقل نقل األفكار <strong>و</strong>اآلراء <strong>و</strong>تدا<strong>و</strong>لها <strong>و</strong>انتشارها.‏<br />

‏-‏‎4‎على الرغم من أحكام الفقرة 2 السابقة،‏ يمكن إخضاع <strong>و</strong>سائل<br />

التسلية العامة لرقابة مسبقة ينص عليها القان<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>لكن لغاية <strong>و</strong>حيدة<br />

هي تنظيم الحص<strong>و</strong>ل عليها من أجل الحماية األخاقية لألطفال <strong>و</strong>املراهقين.‏<br />

153


-5 إن أية دعاية للحرب <strong>و</strong>أية دع<strong>و</strong>ة إلى الكراهية الق<strong>و</strong>مية أ<strong>و</strong> الدينية،‏<br />

تشكان تحريضاً‏ على العنف املخالف للقان<strong>و</strong>ن،‏ أ<strong>و</strong> أي عمل غير قان<strong>و</strong>ني<br />

آخر <strong>و</strong>مشابهة ضد أي شخص أ<strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عة أشخاص،‏ مهما كان سببه،‏<br />

بما في ذلك سبب العرق أ<strong>و</strong> الل<strong>و</strong>ن أ<strong>و</strong> الدين أ<strong>و</strong> اللغة أ<strong>و</strong> األصل الق<strong>و</strong>مي،‏<br />

يعد جرائم يعاقب عليها القان<strong>و</strong>ن.‏<br />

2-1-2: منع خطاب الكراهية في م<strong>و</strong>اثيق االعالم العر اقية<br />

ً<br />

عدا الق<strong>و</strong>انين املتعلقة بتنظيم االعام <strong>و</strong> حق<strong>و</strong>ق اإلعاميين نادرا<br />

ماي<strong>و</strong>جد في العراق ما يسمى بامل<strong>و</strong>اثيق االعامية اس<strong>و</strong>ة بامل<strong>و</strong>اثيق االعامية<br />

لرؤساء التحرير االمريكية أ<strong>و</strong> امل<strong>و</strong>اثيق االعامية للصحف االهلية..الخ.‏<br />

<strong>و</strong>امليثاق عبارة عن مجم<strong>و</strong>عة مبادئ أخاقية تنظم عاقة العاملين<br />

في مجال من املجاالت <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ن ملزمة لهم.‏ <strong>و</strong>ميثاق الشرف اإلعامي عبارة<br />

عن الئحة تح<strong>و</strong>ي مجم<strong>و</strong>عة من القيم <strong>و</strong>املعايير األخاقية تضبط املمارسة<br />

اإلعامية <strong>و</strong>يلتزم بها من ي<strong>و</strong>قع عليها إلتزاما أخاقيا.‏ <strong>و</strong>تعد م<strong>و</strong>اثيق الشرف<br />

اإلعامي جزءا مكما للق<strong>و</strong>انين اإلعامية في املمارسة <strong>و</strong>التطبيق،‏ ألن هذه<br />

امل<strong>و</strong>اثيق ليست لها ق<strong>و</strong>ة القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>لكن االلتزام األدبي بها عرف إعامي قد<br />

يرتفع مع ال<strong>و</strong>عي إلى مرتبة أق<strong>و</strong>ى من القان<strong>و</strong>ن.‏<br />

فهنالك تلك امل<strong>و</strong>اثيق التي اصدرتها هيئة االعام <strong>و</strong>االتصاالت في<br />

العراق <strong>و</strong>التي تم التأكيد على نبذ خطاب الكراهية في اغلبها،‏ <strong>و</strong>لكن<br />

تلك امل<strong>و</strong>اثيق تكاد تك<strong>و</strong>ن في مست<strong>و</strong>ى التعليمات )2)) التي هي ن<strong>و</strong>ع من ان<strong>و</strong>اع<br />

الق<strong>و</strong>انين الن جهة رسمية أصدرتها <strong>و</strong>تعاقب على من يخالفها.‏<br />

2-2: املسؤ<strong>و</strong>لية القان<strong>و</strong>نية عن نشر خطاب الكراهية<br />

- 23 التعليامت هي ن<strong>و</strong>ع من ان<strong>و</strong>اع الترشيع <strong>و</strong>التي تسمى بالترشيع الفرعي،‏ متييزاً‏<br />

مع الترشيع العادي الذي يصدره الرملان عادة،‏ <strong>و</strong>متييزاً‏ مع الترشيع االسايس الذي<br />

ه<strong>و</strong> الدست<strong>و</strong>ر.‏<br />

154


َ<br />

أدى غياب تعريفات <strong>و</strong>اضحة لاستثناءات ال<strong>و</strong>اردة على حرية التعبير<br />

عندما يتعلق األمر بخطابات الكراهية التي تشمل ص<strong>و</strong>ر مختلفة<br />

للتحريض الى <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د خلط في فهم عدد من املفاهيم <strong>و</strong>منها خطاب<br />

الكراهية <strong>و</strong> جريمة التحريض الرتكاب الجريمة <strong>و</strong>الجريمة املضرة باالمن<br />

العام..الخ.‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> ما انعكس على امل<strong>و</strong>اقف القان<strong>و</strong>نية تجاه الخطابات التي<br />

يترتب عليها انتهاك حق<strong>و</strong>ق <strong>و</strong> حريات اخرى جديرة بالحماية القان<strong>و</strong>نية،‏<br />

<strong>و</strong>ادى هذا الخلط الى فرض قي<strong>و</strong>د غير م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية <strong>و</strong>غير ضر<strong>و</strong>رية على<br />

حرية التعبير في كثير من االحيان تحت دع<strong>و</strong>ى حماية الحق<strong>و</strong>ق االحرى<br />

التي قد تتأثر نتيجة ممارسة حرية التعبير.‏<br />

<strong>و</strong>اذا كان البعض يرى ان خطاب الكراهية ه<strong>و</strong> اإلطار العام للص<strong>و</strong>ر<br />

املتعددة للتحريض،‏ فقد استقر الفقه القان<strong>و</strong>ني الد<strong>و</strong>لي على ثاث ص<strong>و</strong>ر<br />

للتحريض الذي يشكل استثناء على حرية التعبير،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> التحريض على<br />

العنف،‏ <strong>و</strong>التحريض على العداء أ<strong>و</strong> الكراهية،‏ <strong>و</strong>التحريض على التمييز<br />

العنصري.‏ أال انه ال ي<strong>و</strong>جد اتفاق بشأن كيفية التصدي الد<strong>و</strong>لى لكل<br />

ص<strong>و</strong>رة من هذه الص<strong>و</strong>ر على حدة.‏ فهناك من يرى ضر<strong>و</strong>رة تجريم كل<br />

ص<strong>و</strong>رة للتحريض <strong>و</strong> <strong>و</strong>ضع عق<strong>و</strong>بات جنائية للمحرض كالعق<strong>و</strong>بات السالبة<br />

للحرية <strong>و</strong>الغرامة،‏ <strong>و</strong>هنالك اتجاه ثانٍ‏ يرى أن الحظر <strong>و</strong>التجريم يجب ان<br />

ينصب فقط على التحريض على العنف مع عدّ‏ التحريض على العداء<br />

أ<strong>و</strong> الكراهية <strong>و</strong> التحريض على التمييز ضمن اطار التعبير املشر<strong>و</strong>ع الذي<br />

اليج<strong>و</strong>ز تقييده.‏ <strong>و</strong>يرى االتجاه الثالث ان الص<strong>و</strong>ر الثاث للتحريض تشكل<br />

استثناءات على حرية التعبير أال ان تصدي الد<strong>و</strong>لة يجب ان يختلف على<br />

<strong>و</strong>فقاً‏ كل ص<strong>و</strong>رة على حدة،‏ فالتحريض على العنف يجب ان يتم تجريمه<br />

جنائياً‏ ، <strong>و</strong>كذلك التحريض على التمييز الذي يترتب عليه عنف مباشر،‏<br />

أما التحريض على التمييز الذي اليترتب عليه عنف <strong>و</strong>التحريض على<br />

155


العداء أ<strong>و</strong>الكراهية يجب أن يتم التعامل معه على <strong>و</strong>فق اآلليات القان<strong>و</strong>نية<br />

املختلفة البعيدة عن الطريق الجنائي <strong>و</strong>فرض العق<strong>و</strong>بات الجنائي كأن<br />

يتم التعامل مع مرتكبه عن طريق املسؤ<strong>و</strong>لية املدنية <strong>و</strong>معاقبته بدفع<br />

التع<strong>و</strong>يض للمتضرر س<strong>و</strong>اء كان ضرره مادياً‏ أ<strong>و</strong> ً أدبيا <strong>و</strong>اللج<strong>و</strong>ء الى الجزاءات<br />

االدارية لشاغلي ال<strong>و</strong>ظائف الحك<strong>و</strong>مية ، <strong>و</strong>قيام الد<strong>و</strong>لة بد<strong>و</strong>ر ت<strong>و</strong>ع<strong>و</strong>ي<br />

بالنسبة لتاثير خطابات التحريض على الحق في املسا<strong>و</strong>اة )2)) .<br />

<strong>و</strong>نحن بد<strong>و</strong>رنا نرى انه عند التعامل مع خطابات الكراهية من حيث<br />

نطاقها <strong>و</strong>فيما يجب ان يُ‏ عاقب مرتكبه بعق<strong>و</strong>بات جنائية أ<strong>و</strong> بعق<strong>و</strong>بات<br />

اخرى،‏ يجب ان نك<strong>و</strong>ن حذرين الى أبعد حد بشكل نحقق الت<strong>و</strong>ازن بين<br />

ضمان حرية التعبير <strong>و</strong> كفالة الحد من خطابات الكراهية بإجراءات<br />

قان<strong>و</strong>نية مناسبة لكل حالة على حدة.‏<br />

<strong>و</strong>فيما يأتي نبين سياسة املشرع العراقي في كيفية تعامله مع خطابات<br />

الكراهية <strong>و</strong>العق<strong>و</strong>بات املحددة لها س<strong>و</strong>اء كان ذلك في قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات<br />

الذي ه<strong>و</strong> القان<strong>و</strong>ن األم بالنسبة لجميع الجرائم أ<strong>و</strong> في الق<strong>و</strong>انين اإلعامية<br />

الخاصة باالعاميين <strong>و</strong>الجرائم املرتكبة عن طريقها.‏<br />

1-2-2: خطاب الكراهية في قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي<br />

تعرض املشرع العراقي لجريمة التحريض في قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات<br />

العراقي رقم)‏‎111‎‏(لسنة 1969، فقد نصَّ‏ على أنه:)‏ يعد شريكاً‏ في<br />

ارتكاب الجريمة:-‏‎1‎ من حرض على ارتكابها ف<strong>و</strong>قعت بناء على هذا<br />

التحريض(‏ )2)) . <strong>و</strong>نصت املادة الاحقة بأنه:)‏ يعاقب الشريك بالعق<strong>و</strong>بة<br />

املنص<strong>و</strong>ص عليها قان<strong>و</strong>ناً‏ <strong>و</strong>ل<strong>و</strong> كان فاعل الجريمة غير معاقب بسبب<br />

- 24 أحمد عزت <strong>و</strong> فهد البنا <strong>و</strong> نهاد عب<strong>و</strong>د،‏ مصدر سابق،‏ ص‎7-6‎<br />

- 25 الفقرة)‏‎1‎‏(‏ من املادة 48 من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي رقم)‏‎111‎‏(لسنة 1969.<br />

156


عدم ت<strong>و</strong>فر القصد الجرمي لديه ا<strong>و</strong> ألح<strong>و</strong>ال أخرى خاصة به(‏ )2)) .<br />

<strong>و</strong>التحريض كما قلنا سابقاً‏ ه<strong>و</strong> خلق فكرة الجريمة <strong>و</strong> خلق التصميم<br />

عليها في نفس الجاني بأي <strong>و</strong>سيلة كانت،‏ أ<strong>و</strong> ه<strong>و</strong> خلق العزم عمداً‏ في ذهن<br />

الجاني على ارتكاب الجريمة.‏<br />

<strong>و</strong>من التعريفات السابقة للتحريض يتضح بأن:‏ ان نشاط املحرض<br />

ذ<strong>و</strong> طبيعة معن<strong>و</strong>ية تعبيرية ، أي انه يهدف الى التأثير في نفس الفاعل بما<br />

يحمله بعد ذلك على ارتكاب الجريمة.‏ <strong>و</strong> يتضح لنا كذلك ان التحريض<br />

ال يخلق فكرة الجريمة في نفس الجاني <strong>و</strong>حسب،‏ بل ي<strong>و</strong>اصل االلحاح<br />

عليها حتى يقطع على الجاني سبيل الع<strong>و</strong>ل عنها،‏ فمبدأ التحريض ه<strong>و</strong> بث<br />

ً<br />

الفكرة <strong>و</strong>لكن غايته <strong>و</strong>مقصده ه<strong>و</strong> خلق التصميم عليها باقترافها.‏ <strong>و</strong>ايضا<br />

ان التحريض ينتمي الى دائرة االفكار <strong>و</strong>النيّ‏ ات،‏ الدائرة االفعال <strong>و</strong>النتائج،‏<br />

<strong>و</strong>من ثم اذاً‏ يخاطب املحرض فكر الجاني <strong>و</strong>ذهنه )2)) .<br />

<strong>و</strong>ينقسم التحريض بالنظر الى محت<strong>و</strong>اه الى:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ التحريض املباشر:‏ في هذا الن<strong>و</strong>ع من التحريض يتم دفع<br />

الشخص <strong>و</strong>تحريضه بص<strong>و</strong>رة مباشرة الرتكاب الجريمة،‏ س<strong>و</strong>اء كان املحَ‏ رَض<br />

شخصاص معيناً‏ أ<strong>و</strong> عدة اشخاص غير معينين.‏<br />

ثانياً‏ : التحريض غير املباشر:‏ في هذا الن<strong>و</strong>ع من التحريض ال يطلب<br />

املحرِض من الشخص املحرَض ارتكاب الجريمة بص<strong>و</strong>رة مباشرة <strong>و</strong>لكن<br />

يق<strong>و</strong>م بخلق الكراهية <strong>و</strong>املُقت في نفسه تجاه شخص من االشخاص أ<strong>و</strong><br />

‏شيء من االشياء.‏ <strong>و</strong>افضل مثال على هذا الن<strong>و</strong>ع من التحريض قيام احد<br />

الداعين الدينيين في مصر عام 1994 في اثناء خطبته ملجم<strong>و</strong>عة من الناس<br />

بانتقاد الذع <strong>و</strong>عنيف للر<strong>و</strong>ائي املشه<strong>و</strong>ر)نجيب محف<strong>و</strong>ظ(‏ )2)) <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ عن<br />

- 26 الفقرة)‏‎2‎‏(‏ من املادة 49 من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي.‏<br />

- 27 د.‏ يارس محمد اللمعي،‏ مرص سابق،‏ ص‎15‎<br />

- 28 نجيب محف<strong>و</strong>ظ)‏ -1911 2006( من أشهر الر<strong>و</strong>ائن العرب،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> حاصل عى<br />

157


َ<br />

ر<strong>و</strong>ايته ‏)ا<strong>و</strong>الد حارتنا(‏ <strong>و</strong> نعته بانه كافر <strong>و</strong>ملحد <strong>و</strong>ان ر<strong>و</strong>ايته فيها الكفر<br />

<strong>و</strong>االهانة بالدين،‏ <strong>و</strong>بهذا أثر في احد املستمعين له <strong>و</strong> اندفع الى ان يق<strong>و</strong>م<br />

بطعنه بالسكين كاد ان يقتله ل<strong>و</strong>ال اسعافه بص<strong>و</strong>رة سريعة من قبل<br />

املسعفين.‏ <strong>و</strong>عندما حقق<strong>و</strong>ا مع فاعل الجريمة عن اسباب قيامه بذلك<br />

العمل الجرمي؟ أجاب انه بسبب كتابته لر<strong>و</strong>اية ‏)أ<strong>و</strong>الد حارتنا(!‏ <strong>و</strong>عندما<br />

سأل<strong>و</strong>ه فيما اذا كان قد قرأه؟ أجاب بالنفي!‏ <strong>و</strong>لكن قال إن شيخنا)أي<br />

املحرِض(‏ قد قرأه <strong>و</strong>قال ذلك-أي قال إن فيها الكفر <strong>و</strong>االهانة بالدين-.‏<br />

<strong>و</strong>من زا<strong>و</strong>ية أخرى ينقسم التحريض بالنظر الى شخص املحرَض فيما<br />

اذا كان محدداً‏ أ<strong>و</strong> غير محدد الى:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ التحريض الفردي:‏ في هذا الن<strong>و</strong>ع من التحريض يتم تحريض<br />

شخص محدد أ<strong>و</strong> اشخاص محددين على ارتكاب الجريمة،‏ فاذا لم يقم<br />

املحرض بارتكاب الجريمة فا تسأل املحرِض ايضاً‏ .<br />

ثانياً‏ : التحريض العام:‏ <strong>و</strong>هذا الن<strong>و</strong>ع أكثر خط<strong>و</strong>رة من التحريض<br />

الفردي اذ يتم بص<strong>و</strong>رة عامة ألشخاص غير محددين،‏ أي ي<strong>و</strong>جه عادة الى<br />

جمه<strong>و</strong>ر من الناس عن طريق <strong>و</strong>سيلة أ<strong>و</strong> أكثر من <strong>و</strong>سائل العانية.‏ <strong>و</strong>لذلك<br />

رّض غالباً‏ يعد انه قد ارتكب جريمة التحريض بغض النظر فيما<br />

‏ُحَ‏<br />

فامل<br />

اذا تأثر باحد لتحريضه <strong>و</strong>ارتكب الجريمة من جراء ذلك أم ال.كالتحريض<br />

على إثارة الحرب االهلية )2)) .<br />

<strong>و</strong>عدا ذلك النص الذي ضمن االحكام العامة للقان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات<br />

فإنَّ‏ هنالك بعض امل<strong>و</strong>اد االخرى ذات العاقة بم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع خطاب الكراهية<br />

<strong>و</strong>هي امل<strong>و</strong>اد)‏‎200،198،195‎‏(‏ )3)) من قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي،‏ أال ان بعض<br />

جائزة الن<strong>و</strong>بل لالداب عام 1988، <strong>و</strong>من اشهر ر<strong>و</strong>اياته:‏ بن القرصين،‏ قرص الش<strong>و</strong>ق،‏<br />

الكرنك،‏ أ<strong>و</strong>الد حارتنا،‏ السكرية،‏ مرامار..ألخ<br />

- 29 د.‏ سعد ابراهيم االعظمي،‏ م<strong>و</strong>س<strong>و</strong>عة مصطلحات القان<strong>و</strong>ن الجنايئ،‏ دار الشؤ<strong>و</strong>ن الثقافة<br />

العامة،‏ الجزء اال<strong>و</strong>ل،‏ ص‎86-85‎<br />

- 30 تنص املادة 195 عى أن:‏ ‏)يعاقب بالسجن املؤبد من استهدف اثارة حرب<br />

158


الفقهاء يرى أن تلك الجرائم املنص<strong>و</strong>صة عليها في امل<strong>و</strong>اد اعاه انما هي<br />

جرائم تهدد االمن الداخلي للد<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>هي تختلف عن جرائم الكراهية في<br />

كثير من االم<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ من حيث الباعث نح<strong>و</strong> ارتكابها.‏ لذلك يق<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ن<br />

ان مشرع العق<strong>و</strong>بات العراقي لم يتنا<strong>و</strong>ل جرائم الكراهية <strong>و</strong>انما تنا<strong>و</strong>ل حاالت<br />

مخص<strong>و</strong>صة من خطاب الكراهية عندما يك<strong>و</strong>ن املقص<strong>و</strong>د منها املساس<br />

ب<strong>و</strong>حدة الباد <strong>و</strong> <strong>السلم</strong> االهلي )3)) .<br />

<strong>و</strong>كما يق<strong>و</strong>ل بعض الفقهاء فانه طبقاً‏ للنظام القان<strong>و</strong>ني العراقي اليحظى<br />

السل<strong>و</strong>ك الناتج عن االزدراء ضد االخر <strong>و</strong>احتقاره <strong>و</strong>كراهيتة أ<strong>و</strong> ممارسة<br />

التمييز ضد جماعة معينة ق<strong>و</strong>مية أ<strong>و</strong> دينية أ<strong>و</strong> مذهبيية باالهتمام الكافي<br />

في التشريعات البرملانية،‏ <strong>و</strong>لم ينظر القضاء العراقي الى قضايا من هذا<br />

الن<strong>و</strong>ع مع <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د مثل هذه الجرائم في املجتمع العراقي،‏ في حين كان<br />

خطاب الكراهية يعد في السابق <strong>و</strong>ابان حكم النظام البعثي البائد من<br />

أخطر الجرائم في العراق اذا <strong>و</strong>قع ضد النظام السياسي.‏ <strong>و</strong>كان مثل هذه<br />

اهلية ا<strong>و</strong> اقتتال طائفي <strong>و</strong>ذلك بتسليح امل<strong>و</strong>اطنن ا<strong>و</strong> بحملهم عى التسلح بعضهم ضد<br />

البعض اآلخر ا<strong>و</strong> بالحث عى االقتتال.‏ <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بة االعدام اذا تحقق ما استهدفه<br />

الجاين(.‏<br />

<strong>و</strong> تنص املادة 198 عى أن:)‏ أ/‏ يعاقب بالسجن مدة ال تزيد عى عرش سنن:-‏‎1‎<br />

من حرض عى ارتكاب جرمية من الجرائم املنص<strong>و</strong>ص عليها يف امل<strong>و</strong>اد من )190 اىل<br />

197( <strong>و</strong>مل يرتتب عى هذا التحريض اثر.-‏‎2‎ من شجع عى ارتكاب جرمية مام ذكر<br />

مبعا<strong>و</strong>نة مادية ا<strong>و</strong> مالية د<strong>و</strong>ن ان تك<strong>و</strong>ن لديه نية االشرتاك يف ارتكابها.‏ ب/‏ اذا <strong>و</strong>جه<br />

التحريض ا<strong>و</strong> التشجيع اىل احد افراد الق<strong>و</strong>ات املسلحة تك<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بة السجن املؤبد(.‏<br />

<strong>و</strong>تنص الفقرة الثانية من املادة 200 بأنه:)‏ يعاقب بالسجن مدة ال تزيد عى سبع<br />

سن<strong>و</strong>ات ا<strong>و</strong> بالحبس كل من حبذ ا<strong>و</strong> ر<strong>و</strong>ج ايا من املذاهب التي ترمي اىل تغير مبادئ<br />

الدست<strong>و</strong>ر االساسية ا<strong>و</strong> النظم االساسية للهيئة االجتامعية ا<strong>و</strong> لتس<strong>و</strong>يد طبقة اجتامعية<br />

عى غرها من الطبقات ا<strong>و</strong> للقضاء عى طبقة اجتامعية لقلب نظم الد<strong>و</strong>لة االساسية<br />

االجتامعية ا<strong>و</strong> االقتصادية ا<strong>و</strong> لهدم اي نظم من النظم االساسية للهيئة االجتامعية<br />

متى كان استعامل الق<strong>و</strong>ة ا<strong>و</strong> االرهاب ا<strong>و</strong> اية <strong>و</strong>سيلة اخرى غر مرش<strong>و</strong>عة ملح<strong>و</strong>ظا يف<br />

ذلك(.‏<br />

- 31 <strong>و</strong>سام بشار عبد فرج،‏ مصدر سابق،‏ ص‎115-114‎<br />

159


الجرائم تحال الى محكمة الث<strong>و</strong>رة السيئة الصيت <strong>و</strong>تقع عق<strong>و</strong>بات شديدة<br />

كاالعدام على مرتكبيها )3)) . <strong>و</strong>لم نر مابعد سق<strong>و</strong>ط النظام البعثي في العراق<br />

قراراً‏ ً قضائيا فيما يتعلق بم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع خطاب الكراهية،‏ رغم كثرتها )3)) ،<br />

<strong>و</strong>الي<strong>و</strong>جد ذلك في كثير من الد<strong>و</strong>ل العربية ايضاً‏ ، ففي االردن ً ايضا كما<br />

يرى املختص<strong>و</strong>ن ال ي<strong>و</strong>جد قرار قضائيٌ‏ متعلق بخطاب الكراهية كجريمة<br />

مستقلة يحاسب عليها القان<strong>و</strong>ن )3)) .<br />

<strong>و</strong>اسباب هذا النقص ه<strong>و</strong> ان تاريخ صد<strong>و</strong>ر قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات في العراق<br />

<strong>و</strong>بعض الد<strong>و</strong>ل االخرى <strong>و</strong>التعديات التي أجريت عليه يعد قديماً‏ بالنسبة<br />

الى ق<strong>و</strong>انين البلدان األ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بية التي ذهبت الى تنظيم هذا الن<strong>و</strong>ع من الجرائم<br />

تنظيماً‏ ً عصريا بما يائم التط<strong>و</strong>رات التي حلت على الفلسفة الجنائية.‏<br />

<strong>و</strong>القص<strong>و</strong>ر التشريعي لقان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي يبد<strong>و</strong> جلياً‏ بعد االطاع على<br />

التشريعات الجنائية لبعض الد<strong>و</strong>ل االخرى كقان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات االملاني<br />

<strong>و</strong> البريطاني..الخ.‏ بل ان بعض الد<strong>و</strong>ل األُخرى لم يكتف بتنظيم جرائم<br />

الكراهية ضمن قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات فأصدرت قان<strong>و</strong>ناً‏ ً مستقا لها كبلجيكا<br />

التي اصدرت قان<strong>و</strong>ن مكافحة العنصرية عام 1981 <strong>و</strong> قان<strong>و</strong>ن مكافحة<br />

التمييز عام ((3( 2007 .<br />

- 32 د.‏ منذر الفضل،‏ جرمية الكراهية،‏ م<strong>و</strong>قع العراق الي<strong>و</strong>م،‏ <strong>و</strong>املتاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين<br />

اآليت:‏ 85%D8%%8A%D9%https://www.dw.com/ar/%D8%AC%D8%B1%D9<br />

8A%D8%87%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%A9- %D8%A7%D9<br />

0-%A9/a-15956769<br />

- 33 يف بحث للدكت<strong>و</strong>ر إرادة زيدان الجب<strong>و</strong>ري تم االشارة اىل عرشات النامذج من<br />

خطابات الكراهية <strong>و</strong>من عرشات القن<strong>و</strong>ات االعالمية العراقية،‏ ينظر:‏ املصدر السابق،‏<br />

ص‎402-395‎<br />

- 34 <strong>و</strong>ليد حسني زهرة،‏ اين اكرهك-‏ خطاب الكراهية <strong>و</strong>الطائفية يف اعالم الربيع<br />

العريب،‏ مركز حامية <strong>و</strong>حرية الصحفين،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>ىل،‏ عامن-االردن،‏ 2014، ص‎28‎<br />

- 35 للمزيد ح<strong>و</strong>ل م<strong>و</strong>قف قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات االملاين <strong>و</strong>الريطاين <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>انن الخاصة<br />

مبكافحة التمييز العنرصي يف بلجيكا ينظر:‏ <strong>و</strong>سام بشار عبدالفرج،‏ مرص سابق،‏ ص<br />

160


2-2-2: خطاب الكراهية في ق<strong>و</strong>انين الصحافة <strong>و</strong>االعالم<br />

تعرض ق<strong>و</strong>انين الصحافة <strong>و</strong>االعام لخطاب الكراهية س<strong>و</strong>اء كان ذلك<br />

بص<strong>و</strong>رة مباشرة أ<strong>و</strong> بص<strong>و</strong>رة غير مباشرة،‏ <strong>و</strong>لك<strong>و</strong>ن العراق د<strong>و</strong>لة فيدرالية<br />

<strong>و</strong>ليست بسيطة فس<strong>و</strong>ف نبين خطاب الكراهية في ق<strong>و</strong>انين الصحافة<br />

<strong>و</strong>االعام في العراق <strong>و</strong>من ثم نستعرض أهم بن<strong>و</strong>د ق<strong>و</strong>انين الصحافة<br />

<strong>و</strong>االعام املتعلقة بمنع خطاب الكراهية في أقليم ك<strong>و</strong>ردستان:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً‏ : خطاب الكراهية في ق<strong>و</strong>انين الصحافة <strong>و</strong>االعام في العراق<br />

عدا قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات التي سلطلنا الض<strong>و</strong>ء عليه في الفقرات السابقة،‏<br />

هناك عدة ق<strong>و</strong>انين متعلقة بص<strong>و</strong>رة مباشرة باالعام في العراق،‏ <strong>و</strong>س<strong>و</strong>ف<br />

نتعرض للق<strong>و</strong>انين االعامية التي تعرض مل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع خطاب الكراهية بص<strong>و</strong>رة<br />

أ<strong>و</strong> باخرى <strong>و</strong>ال نتعرض لتلك الق<strong>و</strong>انين التي لم يتعرض مل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عنا الذي ه<strong>و</strong><br />

خطاب الكراهية )3)) .<br />

أ/‏ قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي رقم)‏‎206‎‏(لسنة 1968<br />

تعرض قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي رقم)‏‎206‎‏(لسنة 1968 املعدل<br />

مل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع خطاب الكراهية في عدة فقرات ضمن املادة)‏‎16‎‏(‏ منها <strong>و</strong>الخاصة<br />

باملحظ<strong>و</strong>رات التي اليج<strong>و</strong>ز ان تنشرها الصحف،‏ <strong>و</strong>منها الفقرات الست<br />

اال<strong>و</strong>لى من املادة التي تنص على انه:‏<br />

ال يج<strong>و</strong>ز ان ينشر في املطب<strong>و</strong>ع الد<strong>و</strong>ري:‏ –<br />

1- ما يعد مسا برئيس الجمه<strong>و</strong>رية ا<strong>و</strong> اعضاء مجلس<br />

قيادة الث<strong>و</strong>رة ا<strong>و</strong> رئيس ال<strong>و</strong>زراء ا<strong>و</strong> من يق<strong>و</strong>م مقامهم<br />

2- ما يسيء الى عاقة العراق بالد<strong>و</strong>ل العربية <strong>و</strong>الصديقة<br />

ص‎91‎‏،‏ 115<br />

- 36 فمثالً‏ مل يتعرض قان<strong>و</strong>ن حق<strong>و</strong>ق الصحفين رقم)‏‎21‎‏(لسنة 2011 مل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع خطاب<br />

الكراهية ألنه <strong>و</strong>كام يظهر من التسمية ه<strong>و</strong> قان<strong>و</strong>ن خاص ببعض حق<strong>و</strong>ق الصحفين د<strong>و</strong>ن<br />

<strong>و</strong>اجباتهم.‏<br />

161


-3 ما يسيء الى الث<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>مفاهيمها <strong>و</strong>الجمه<strong>و</strong>رية <strong>و</strong>مؤسساتها <strong>و</strong>ما ير<strong>و</strong>ج<br />

لافكار االستعمارية <strong>و</strong>االنفصالية <strong>و</strong>الرجعية <strong>و</strong>االقليمية <strong>و</strong>الصهي<strong>و</strong>نية<br />

<strong>و</strong>العنصرية <strong>و</strong>ما يحرض على االخال بامن الد<strong>و</strong>لة الداخلي <strong>و</strong>الخارجي<br />

4- ما يحرض على ارتكاب الجرائم ا<strong>و</strong> عدم<br />

اطاعة الق<strong>و</strong>انين ا<strong>و</strong> االستهانة بهيبة الد<strong>و</strong>لة<br />

‏-‏‎5‎ما يثير البغضاء ا<strong>و</strong> الحزازات ا<strong>و</strong> بث التفرقة بين افراد الشعب<br />

ا<strong>و</strong> ق<strong>و</strong>مياته ا<strong>و</strong> ط<strong>و</strong>ائفه الدينية املختلفة ا<strong>و</strong> يصدع <strong>و</strong>حدته الداخلية<br />

-6 ما يشكل طعنا باالديان املعترف بها في الجمه<strong>و</strong>رية العراقية<br />

ب/‏ قان<strong>و</strong>ن نقابة الصحفيين العراقي الرقم)‏‎178‎‏(لسنة 1969<br />

أما قان<strong>و</strong>ن نقابة الصحفيين العراقي الرقم)‏‎178‎‏(لسنة 1969<br />

فقد تعرض ه<strong>و</strong> ايضاً‏ لخطاب الكراهية بص<strong>و</strong>رة غير مباشرة <strong>و</strong>ذلك في<br />

املادة)‏‎25‎‏(منه الخاصة بما اليج<strong>و</strong>ز للعض<strong>و</strong> في النقابة القيام به،‏ <strong>و</strong>منها:‏<br />

- تهديد امل<strong>و</strong>اطنين بأية <strong>و</strong>سيلة أ<strong>و</strong> أسل<strong>و</strong>ب من اساليب الصحافة.‏<br />

- زعزعة الثقة بالباد س<strong>و</strong>اء كان ذلك بطريق مباشر أ<strong>و</strong> غير مباشر.‏<br />

- إثارة غرائز الجمه<strong>و</strong>ر بأية <strong>و</strong>سيلة من <strong>و</strong>سائل االثارة التي تتعارض مع<br />

الفن الصحفي <strong>و</strong>مصلحة املجتمع.‏<br />

ج/‏ قان<strong>و</strong>ن هيئة اإلعالم <strong>و</strong>االتصاالت<br />

بقرار من ب<strong>و</strong>ل بريمر الحاكم املدني في العراق صدر قان<strong>و</strong>ن هيئة اإلعام<br />

<strong>و</strong>االتصاالت املرقم)‏‎65‎‏(لسنة 2004، <strong>و</strong>ذلك لتنظيم القن<strong>و</strong>ت االعامية<br />

املرئية <strong>و</strong>املسم<strong>و</strong>عة في العراق،‏ <strong>و</strong>لم يتضمن القان<strong>و</strong>ن املذك<strong>و</strong>ر في طياته ‏شيء<br />

يذكر فيما يتعلق ببيان املحت<strong>و</strong>ى االعامي،‏ <strong>و</strong>ترك ذلك ملا بعد تأسيس هيئة<br />

االتصاالت <strong>و</strong>االعام.‏ <strong>و</strong>بالفعل عندما تأسست الهيئة أصدرت عدة ل<strong>و</strong>ائح<br />

<strong>و</strong>تعليمات لتنظيم املحت<strong>و</strong>ى االعامي <strong>و</strong>ما يجب ان يتجنبه االعام <strong>و</strong>يبتعد<br />

162


عن نشره <strong>و</strong>منها ما يحرض على العنف <strong>و</strong> التمييز العنصري في العراق )3)) .<br />

<strong>و</strong>ناحظ من النص<strong>و</strong>ص ال<strong>و</strong>اردة في الق<strong>و</strong>انين االعامية انها لم تتعرض<br />

لخطاب الكراهية بص<strong>و</strong>رة صريحة <strong>و</strong>لم تعد التمييز العنصري <strong>و</strong>التحريض<br />

للكراهية على اساس عرقي أ<strong>و</strong> ديني من املحظ<strong>و</strong>رات التي يجب ان يتجنبها<br />

الصحفي في اثناء عمله.‏ <strong>و</strong>بدالً‏ من ذلك <strong>و</strong>ضعت تلك الق<strong>و</strong>انين االعامية<br />

نص<strong>و</strong>صاً‏ عامة <strong>و</strong>مطاطية من شأنها ان تشمل خطاب الكراهية <strong>و</strong> حق<strong>و</strong>ق<br />

التعبير ايضاً‏ <strong>و</strong>هذا االخير ه<strong>و</strong> الذي رأيناه بالفعل خال)‏‎35‎‏(سنة من<br />

تطبيق الق<strong>و</strong>انين اعاه آبان حكم النظام البعثي في العراق.‏<br />

<strong>و</strong>السبب في ذلك ان تلك الق<strong>و</strong>انين االعامية قد <strong>و</strong>ضعت في عصر لم<br />

يكن نظام الحكم يؤمن بحق<strong>و</strong>ق االنسان نظرياً‏ <strong>و</strong> ً عمليا ‏.<strong>و</strong>ما الق<strong>و</strong>انين اال<br />

انعكاس الرادة السلطة الحاكمة لتحقيق اهدافها.‏<br />

ثانياً‏ : خطاب الكراهية في ق<strong>و</strong>انين الصحافة <strong>و</strong>االعام في اقليم<br />

ك<strong>و</strong>رد ستا ن<br />

في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق صدر عدة ق<strong>و</strong>انين تتعلق باألعام منذ<br />

عام 1992، <strong>و</strong>بعض هذه الق<strong>و</strong>انين قد تعرضت بص<strong>و</strong>رة صريحة الى حظر<br />

ما يؤدي الى تفشي العنف <strong>و</strong>الكراهية في املجتمع <strong>و</strong>لكن د<strong>و</strong>ن استخدام<br />

لعبارة منع خطاب الكراهية أ<strong>و</strong> لعبارة منع التمييز العنصري.‏<br />

أ/‏ قان<strong>و</strong>ن العمل الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان رقم)‏‎35‎‏(لسنة 2007<br />

نصت الفقرات الثاث اال<strong>و</strong>لى من املادة)‏‎9‎‏(‏ من قان<strong>و</strong>ن العمل<br />

الصحفي في ك<strong>و</strong>ردستان رقم)‏‎35‎‏(لسنة 2007 على:‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ يغرم الصحفي <strong>و</strong>رئيس التحرير بمبلغ ال يقل عن<br />

)1.000.000( ملي<strong>و</strong>ن دينار <strong>و</strong>ال يزيد على ‏)‏‎5.000.000‎‏(خمسة<br />

- 37 للتفصيل يف هذه الل<strong>و</strong>ائح التي اصدرتها هئية االتصاالت <strong>و</strong>االعالم يف العراق ينظر:‏<br />

طارق حرب،‏ االعالم العراقي يف الترشيع <strong>و</strong>مجلس الطعن <strong>و</strong>االحكام القضائية،‏ دار الحكمة<br />

للنرش <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>ىل،‏ ، لندن-‏ اململكة املتحدة،‏ 2011، ص‎112-103‎<br />

163


مايين دينار عند نشره في <strong>و</strong>سائل اإلعام <strong>و</strong>احدا مما يأتي:‏<br />

-1 زرع األحقاد <strong>و</strong>بذر الكراهية <strong>و</strong>الشقاق <strong>و</strong>التنافر بين مك<strong>و</strong>نات املجتمع.‏<br />

-2 إهانة املعتقدات الدينية ا<strong>و</strong> تحقير شعائرها.‏<br />

-3 إهانة الرم<strong>و</strong>ز <strong>و</strong>املقدسات الدينية الي دين أ<strong>و</strong> طائفة أ<strong>و</strong> اإلساءة إليها.‏<br />

ثانياً‏ : تغرم الصحيفة الناشرة بغرامة ال تقل عن )5.000.000(<br />

خمسة مايين دينار <strong>و</strong>ال تزيد على ‏)‏‎2.000.000‎‏(عشرين ملي<strong>و</strong>ن<br />

دينار إذا نشرت <strong>و</strong>احدا مما <strong>و</strong>رد في الفقرة ‏)أ<strong>و</strong>الً(‏ املذك<strong>و</strong>رة مما تقدم.‏<br />

ثالثاً‏ : في حالة الع<strong>و</strong>د تج<strong>و</strong>ز للمحكمة زيادة الغرامة على ان ال تتجا<strong>و</strong>ز ضعف<br />

مبلغ الغرامة ال<strong>و</strong>اردة في الفقرتين ‏)أ<strong>و</strong>الً‏ <strong>و</strong>ثانيا ً ) املذك<strong>و</strong>رتين فيما تقدم.‏<br />

رابعاً‏ : لادعاء العام <strong>و</strong>املتضرر حق إقامة الدع<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>فق القان<strong>و</strong>ن.‏<br />

ب/‏ قان<strong>و</strong>ن منع اساءة استعمال أجهزة االتصاالت في اقليم<br />

ك<strong>و</strong>ردستان-العراق الرقم)‏‎15‎‏(لسنة‎2008‎<br />

أما قان<strong>و</strong>ن منع اساءة استعمال أجهزة االتصاالت في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-‏<br />

العراق الرقم)‏‎15‎‏(لسنة‎2008‎ فقد نص ه<strong>و</strong> ايضاً‏ على منع التحريض<br />

الرتكاب الجرائم <strong>و</strong>ذلك في املادة«‏‎2‎‏«منه.‏ <strong>و</strong> <strong>و</strong>ضع عق<strong>و</strong>بة الحبس ملدة<br />

التقل عن ستة اشهر <strong>و</strong>التزيد عن 5 سن<strong>و</strong>ات <strong>و</strong> بغرامة التقل عن ملي<strong>و</strong>ن<br />

دينار <strong>و</strong> التزيد عن خمسة مايين دينار أ<strong>و</strong> إحدى هاتين العق<strong>و</strong>بتين.‏<br />

<strong>و</strong>كذلك تعرض قان<strong>و</strong>ن نقابة الصحفيين في ك<strong>و</strong>ردستان رقم)‏‎4‎‏(لسنة‎1998‎<br />

مل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع نشر ما يؤدي الى اثارة العنف بق<strong>و</strong>له في املادة)‏‎20‎‏(منه بأنه:‏<br />

‏)اليج<strong>و</strong>ز للصحفي القيام بما يأتي:..-‏‎6‎زعزعة الثقة بالنظام الفيدرالي<br />

<strong>و</strong>طم<strong>و</strong>حات شعب ك<strong>و</strong>ردستان <strong>و</strong>حق تقرير مصيره <strong>و</strong>امن م<strong>و</strong>اطنيه بالطرق<br />

املباشرة أ<strong>و</strong> غير املباشرة <strong>و</strong>اثارة غراز الجمه<strong>و</strong>ر بأية <strong>و</strong>سيلة كانت(.‏<br />

ج/‏ قان<strong>و</strong>ن مكافحة االرهاب في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق رقم)‏‎3‎‏(‏<br />

لسنة‎2006‎<br />

164


نص قان<strong>و</strong>ن مكافحة االرهاب في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق رقم)‏‎3‎‏(‏<br />

لسنة‎2006‎ في املادة)‏‎4‎‏(‏ منه على انه:)تعد االفعال االتية جرائم ارهابية<br />

<strong>و</strong>يعاقب عليها بالسجن مدة التزيد على خمس عشرة سنة كل من:‏ ..-4<br />

اذاع عمداً‏ ً اخبارا أ<strong>و</strong> بيانات أ<strong>و</strong> بث دعاية مثيرة لارهاب أ<strong>و</strong> استغل <strong>و</strong>سائل<br />

االعام املرئية ا<strong>و</strong> املسم<strong>و</strong>عة ا<strong>و</strong> املقر<strong>و</strong>ءة أ<strong>و</strong> االلكتر<strong>و</strong>نية أ<strong>و</strong> نشر البيانات<br />

على االنترنيت التي تصل الى حد التشجيع بطرق مباشرة لجرائم ارهابية<br />

تؤدي الى تق<strong>و</strong>يض االمن العام <strong>و</strong>نشر الذعر بين الناس <strong>و</strong>تهديد الكيان<br />

السياسي لاقليم(.‏<br />

<strong>و</strong>يظهر من النص ان الجريمة االرهابية تتشابه الى حد ما مع جرائم<br />

خطاب الكراهية <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ في االثر املترتب على كل منهما حيث يؤدي<br />

الى التمزق الطائفي <strong>و</strong>صراع داخلي،‏ <strong>و</strong>في استخدام العنف <strong>و</strong>التهديد<br />

به كأساليب عمل لتحقيق ما تصب<strong>و</strong> اليه الجاني بفرض االفكار<br />

<strong>و</strong>االيدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية التي يؤمن بها <strong>و</strong>ليس كغايات في حد ذاتها،‏ <strong>و</strong>لكن مع هذا<br />

التشابه هناك اختافات كبيرة بينهما ايضاً‏ منها )3)) :<br />

1- اختافهما في شخصية املجنى عليه،‏ فضحايا جرائم االرهاب تك<strong>و</strong>ن<br />

غير مستهدفة لذاتها <strong>و</strong>انما جاءت بها الصدف <strong>و</strong> <strong>و</strong>ضعتها في هذا امل<strong>و</strong>قف.‏<br />

ألن ما يهم االرهابي ليس شخص الضحية بل ما يهمه ه<strong>و</strong> ردة الفعل<br />

الذي يعكسه قتل تلك الضحية <strong>و</strong>الذي يتمثل في اشاعة الخ<strong>و</strong>ف <strong>و</strong>الفزع<br />

بين الناس أ<strong>و</strong> في تلك الشريحة التي ينتمي اليها املجنى عليه.‏ في حين ان<br />

األ<strong>و</strong>صاف املرتبطة بشخصية املجنى عليه تك<strong>و</strong>ن عنصراً‏ ً حاسما في جرائم<br />

الكراهية.‏<br />

- 2 ان العنف في الجرائم االرهابية يصل الى مست<strong>و</strong>ى غير عادي من<br />

- 38 <strong>و</strong>سام بشار عبدالفرج،‏ جرائم الكراهية-‏ دراسة مقارنة يف الق<strong>و</strong>انن ال<strong>و</strong>طنية<br />

<strong>و</strong>الد<strong>و</strong>لية،‏ رسالة ماجستر قدمت اىل مجلس كلية القان<strong>و</strong>ن بجامعة بغداد-العراق<br />

عام‎2015‎‏،‏ ص‎75-74‎<br />

165


َ<br />

الجسامة ألن هذا املست<strong>و</strong>ى ه<strong>و</strong> الذي يمكن من خاله تحقيق حالة<br />

الذعر العام،‏ في حين قد اليشترط مثل ذلك في جرائم الكراهية.‏<br />

د/‏ تعليمات تنظيم الطيف الترددي في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان رقم)‏‎1‎‏(‏<br />

لسنة 2014<br />

يبد<strong>و</strong> ان تعليمات تنظيم الطيف الترددي في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان العراق<br />

رقم)‏‎1‎‏(لسنة 2014 <strong>و</strong> الخاصة بترخيص عمل محطات االذاعة <strong>و</strong>التلفزة<br />

هي ال<strong>و</strong>حيدة التي استخدمت عبارة:‏ كل ما يؤدي الى التمييز العنصري<br />

<strong>و</strong>التطرف،‏ <strong>و</strong>ذلك في املادة الثالثة منها <strong>و</strong>الخاصة بشر<strong>و</strong>ط ج<strong>و</strong>دة االعام<br />

<strong>و</strong>البث اذ نص على انه يجب على االعام املرئي <strong>و</strong>املسم<strong>و</strong>ع مراعاة بعض<br />

النقاط منها:‏<br />

- االبتعاد عن تخريب <strong>السلم</strong> االجتماعي <strong>و</strong>العائلي.‏<br />

- عدم نشر البرامج <strong>و</strong>الفقرات التي تؤدي الى التحريض على التمييز<br />

العنصري <strong>و</strong> العنف <strong>و</strong> العصبية في كافة مجاالت الحياة)‏ الدينية الطائفية<br />

<strong>و</strong>الق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>املناطقية(.‏<br />

ً<br />

<strong>و</strong>قد نصت تلك التعليمات بأن القن<strong>و</strong>ات املخالفة للفقرات املذك<strong>و</strong>رة سابقا<br />

ي<strong>و</strong>قف بثها ملدة اسب<strong>و</strong>ع،‏ <strong>و</strong>ذلك بناءً‏ على طلب قسم امل<strong>و</strong>ترنينغ في <strong>و</strong>زارة الثقافة<br />

أ<strong>و</strong> السلطة القضائية أ<strong>و</strong> االدعاء العام أ<strong>و</strong> نقابة الصحفيين الك<strong>و</strong>ردستاني.‏<br />

<strong>و</strong>بالنظر للم<strong>و</strong>اد <strong>و</strong>البن<strong>و</strong>د القان<strong>و</strong>نية السابقة في التشريعات االعامية<br />

الصادرة في اقليم ك<strong>و</strong>رستان <strong>و</strong>النافذة الى ح دّ‏ كتابة هذه ال<strong>و</strong>رقة،‏ فان<br />

املشرع الك<strong>و</strong>ردستاني لم يستخدم بص<strong>و</strong>رة صريحة كلمة خطاب الكراهية<br />

<strong>و</strong>ال التجريم تجاه ما يدع<strong>و</strong> الى التمييز العنصري.‏ كما تقتضيه امل<strong>و</strong>اثيق<br />

الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong> تتبناه بعض الق<strong>و</strong>انين في الد<strong>و</strong>ل اال<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بية <strong>و</strong>منها قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات<br />

الس<strong>و</strong>يدي لعام 1962 <strong>و</strong>ذلك في املادة)‏‎700‎‏(منه )3)) . لكنه في تعليماتٍ‏<br />

- 39 للمزيد ح<strong>و</strong>ل نص املادة اعاله يف القان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات الس<strong>و</strong>يدي ينظر:‏ منذر الفضل،‏<br />

مصدر االكرت<strong>و</strong>ين سابق.‏<br />

166


صادرة عن <strong>و</strong>زارة الثقافة خاصةٌ‏ بتنظيم الطيف الترددي لعمل محطات<br />

االذاعة <strong>و</strong>التلفزة <strong>و</strong>ذلك عندما أشار الى التحريض على العنف <strong>و</strong> التمييز<br />

العنصري فقط،‏ د<strong>و</strong>ن االشارة الى خطاب الكراهية.‏<br />

3: سبل الحد من خطاب الكراهية في االعام العراقي<br />

ً<br />

نتعرض في هذه الجزئية آلليات الحد من خطاب الكراهية <strong>و</strong> خص<strong>و</strong>صا<br />

في االعام العراقي،‏ اذ نرى انه للحد من ذلك الن<strong>و</strong>ع من الخطاب يتحتم<br />

تكاتف جه<strong>و</strong>د أطراف عديدة كاملؤسسات الرسمية <strong>و</strong> منظمات املجتمع<br />

املدني <strong>و</strong> االعاميين انفسهم،‏ <strong>و</strong>كاآلتي:‏<br />

1-3: د<strong>و</strong>ر املؤسسات الرسمية للحد من خطاب الكراهية<br />

ان للمؤسسات الرسمية الحك<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>املستقلة كأدعاء العام <strong>و</strong>هيئة<br />

االتصاالت <strong>و</strong>االعام <strong>و</strong> املؤسسات التعليمية <strong>و</strong>االكاديمية د<strong>و</strong>ر كبير في<br />

الحد من نشر خطاب الكراهية،‏ فاملؤسسات التعليمية <strong>و</strong>الترب<strong>و</strong>ية<br />

تستطيع ان تدخل مبادىء حق<strong>و</strong>ق االنسان ضمن مناهج الدراسة <strong>و</strong>هذا<br />

في النهاية يساعد على تثقيف الناس باحترام حق<strong>و</strong>ق <strong>و</strong>حريات االخرين <strong>و</strong><br />

ترسيخ مبادىء التعايش <strong>السلم</strong>ي <strong>و</strong>قب<strong>و</strong>ل اآلخر بين االفراد.‏<br />

<strong>و</strong>اذا كان التثقيف بحق<strong>و</strong>ق االنسان يعد من الخط<strong>و</strong>ات املهمة<br />

لنبذ خطاب الكراهية،‏ <strong>و</strong>لكنه غير كاف،‏ فيجب أن يكمله التثقيف<br />

باالستخدام املسؤ<strong>و</strong>ل للمنابر العامة كاملساجد <strong>و</strong>املنابر الجامعية <strong>و</strong><br />

القن<strong>و</strong>ات االعامية <strong>و</strong> <strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي من اجل الحد من<br />

خطاب الكراهية.‏ <strong>و</strong>هذا بالتأكيد يقع على عاتق املؤسسات الرسمية في<br />

ان تعمل على حسن ادارة تلك املنابر العامة <strong>و</strong> عدم السماح للمتطرفين<br />

في استخدام تلك املنابر للتهجم على االديان <strong>و</strong> الق<strong>و</strong>ميات <strong>و</strong> الط<strong>و</strong>ائف<br />

االخرى خارج الحد<strong>و</strong>د املأل<strong>و</strong>فة للنقد <strong>و</strong>الحرية االكاديمية.‏<br />

167


<strong>و</strong>عن د<strong>و</strong>ر املؤ<strong>و</strong>سسات الرسمية في الحد من خطابات الكراهية ينبغي<br />

لنا ان نذكر انه عند سق<strong>و</strong>ط النظام البعثي في العراقي عام 2003 <strong>و</strong><br />

بسبب نهج بعض القن<strong>و</strong>ات االعامية في ذلك ال<strong>و</strong>قت قرر مجلس الحكم<br />

بقراره املرقم)‏‎47‎‏(‏ في 22--9 2003 اغاق مكاتب قناة الجزيرة <strong>و</strong> العربية<br />

الفضائيتين <strong>و</strong>حظرعمل مراسليها في انحاء العراق ملدة شهر <strong>و</strong>احد من<br />

تاريخ صد<strong>و</strong>ر القرار،‏ <strong>و</strong>كان ذلك بسبب قيام هاتين القناتين بنشر رسائل<br />

اعامية <strong>و</strong>تصاريح بعض املتطرفين من بقايا البعثيين <strong>و</strong>جماعات القاعدة<br />

املصنفة باالرهاب في العراق <strong>و</strong>كثير من د<strong>و</strong>ل العالم <strong>و</strong>قد تضمنت ذلك<br />

الدع<strong>و</strong>ة الى استعمال العنف <strong>و</strong>التحريض على الكراهية ليست ضد<br />

السلطة السياسية في العراق فقط بل ضد بعض مك<strong>و</strong>ناتها املذهبية<br />

<strong>و</strong>الق<strong>و</strong>مية ايضاً‏ . <strong>و</strong>قد جاء في القرار أنه يسمح للمكاتب القناتين بالعمل<br />

شريطة اقتناع املجلس بالتزامهما باسل<strong>و</strong>ب عمل االعامي يعتمد الت<strong>و</strong>ازن<br />

<strong>و</strong>ينآى عن التحريض على العنف <strong>و</strong>إثارة الفتن العرقية <strong>و</strong>الطائفية<br />

<strong>و</strong>الدينية في العراق على <strong>و</strong>فق املعايير االعامية املتبعة عاملياً‏ في العمل<br />

االعامي،‏ <strong>و</strong>قد ذكر في القرار أن السبب من اصداره للقرار يع<strong>و</strong>د الى<br />

التجا<strong>و</strong>زات املتكررة التي قامت بها القناتان إلذاعة اص<strong>و</strong>ات تدع<strong>و</strong> الى<br />

العنف السياسي في العراق <strong>و</strong>تصل في بعض االحيان الى التحريض<br />

الصريح على القتل <strong>و</strong>هذا مايُ‏ سهم في تعقيد املشاكل االمنية في البلد<br />

<strong>و</strong>االضرار الخطير بمسيرة العراق نح<strong>و</strong> االستقرار <strong>و</strong>الديمقراطية.‏<br />

ففي أحدث محا<strong>و</strong>لة ملؤسسات الد<strong>و</strong>لة للحد من ظاهرة خطاب<br />

الكراهية،‏ قامت مديرية أ<strong>و</strong>قاف قضاء ك<strong>و</strong>يسنجق في محافظة أربيل في<br />

أقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق في‎2022-3-19‎ <strong>و</strong>بناءاً‏ على شك<strong>و</strong>ى من دائرة<br />

االدعاء العام فيه بمعاقبة خطيب أحد املساجد بعق<strong>و</strong>بات ادارية آبان<br />

عيد ن<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>ز الذي يصادف‎3/21-20‎ في كل عام،‏ النه نشر في م<strong>و</strong>اقع<br />

168


الت<strong>و</strong>اصل االجتماعية حديث لذلك الخطيب صرح فيه بعبارات عنيفة<br />

أن عيد ن<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>ز الذي يبدأ باشعال النار ه<strong>و</strong> عيد الكفار <strong>و</strong>عابدي النار<br />

<strong>و</strong>إن من يشارك فيه يعد مشركاً‏ باهلل )4)) ! في حين أن ذلك العيد ه<strong>و</strong> أهم<br />

عيد ق<strong>و</strong>مي للك<strong>و</strong>رد <strong>و</strong> لكثير من الق<strong>و</strong>ميات األخرى في العالم <strong>و</strong>يعد عيد رأس<br />

السنة الك<strong>و</strong>ردية ايضاً‏ ، الى حد يعلن عطلة رسمية ط<strong>و</strong>يلة ملدة 10-7 أيام<br />

في االقليم <strong>و</strong>عطلة ملدة ي<strong>و</strong>م <strong>و</strong>احد أ<strong>و</strong>ي<strong>و</strong>مين في عم<strong>و</strong>م العراق ايضاً‏ <strong>و</strong>ذلك<br />

للتعبير عن االفراح <strong>و</strong>السعادة.‏<br />

لذلك فما نشره ذلك الخطيب <strong>و</strong>في امل<strong>و</strong>اقع العامة من آراء غير م<strong>و</strong>ثقة<br />

ب<strong>و</strong>ثائق علمية <strong>و</strong> باسل<strong>و</strong>ب عنيف د<strong>و</strong>ن مراعاة لشع<strong>و</strong>ر االخرين،‏ قد يعد<br />

ضمن خطاب الكراهية <strong>و</strong>قد يؤدي الى التحريض على العنف من قبل<br />

مؤيديه <strong>و</strong> خص<strong>و</strong>صاً‏ عندما يصف املحتفلين بالن<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>ز بالكفار <strong>و</strong>املشركين!‏<br />

<strong>و</strong>يعيد الى اذهان مؤيديه ما على الكفار <strong>و</strong>املرتدين من عقاب دني<strong>و</strong>ي<br />

شديد اضافة الى ما ينتظرهم من عقاب اخرى.‏<br />

<strong>و</strong>يجب ان الننسى ان لهيئة التصاالت <strong>و</strong>االعام التي هي مؤسسة<br />

رسمية للد<strong>و</strong>لة العراقية د<strong>و</strong>راً‏ كبيرا ً في الحد من خطابات<br />

الكراهية اذا ما استطاعت ان تعمل بمهنية <strong>و</strong> احترافية بحسب<br />

االهداف التي اسست من اجلها،‏ ذلك النها <strong>و</strong>بما لها من امكانيات<br />

مادية <strong>و</strong>بشرية تستطيع ان تق<strong>و</strong>م برصد )4)) تلك الخطابات في <strong>و</strong>سائل<br />

االعام املختلفة <strong>و</strong>ان تتخذ اجراءات مناسبة للحيل<strong>و</strong>لة د<strong>و</strong>ن تكرارها.‏<br />

ً ايضا<br />

- 40 أ<strong>و</strong>قاف ك<strong>و</strong>ردستان تبعد خطيباً‏ هاجم ‏»ن<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>ز«‏ بعد صد<strong>و</strong>ر مذكرة قبض ضده،‏<br />

خر منش<strong>و</strong>ر يف م<strong>و</strong>قع ناس االخبارية،‏ <strong>و</strong>عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين االيت:‏ https://www.<br />

nasnews.com/view.php?cat=82097<br />

- 41 لهيئة االتصاالت <strong>و</strong>االعالم يف العراق مجلة متخصصة لرصد انتهاكات <strong>و</strong>سائل<br />

االعالم العراقية باسم)الرصد(.‏ حيث يتم نرش التجا<strong>و</strong>زات االعالمية لل<strong>و</strong>ائح الهيئة مع<br />

ذكر التاريخ <strong>و</strong>الساعة <strong>و</strong> ن<strong>و</strong>ع التجا<strong>و</strong>ز.‏<br />

169


2-3: د<strong>و</strong>ر املنظمات الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>املحلية للحد من خطاب الكراهية<br />

للمنظمات الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>طنية د<strong>و</strong>ر كبير للحد من خطاب الكراهية<br />

<strong>و</strong>ذلك من خال اصدار ال<strong>و</strong>ثائق الد<strong>و</strong>لية املعنية بحق<strong>و</strong>ق االنسان <strong>و</strong> نبذ<br />

الكراهية أ<strong>و</strong> من خال رصد خطاب الكراهية أ<strong>و</strong> آليات أخرى لنشر<br />

ثقافة التسامح <strong>و</strong>تقبل اآلخر.‏ <strong>و</strong>فيما يلي بعض هذه النشاطات للمنظمات<br />

الد<strong>و</strong>لية <strong>و</strong>املحلية للحد من خطاب الكراهية )4)) :<br />

- يعد تحالف االمم املتحدة للحضارات-‏ املنشأ عام -2005 كيانا ً تابعاً‏<br />

للمنظمة <strong>و</strong> مكلفاً‏ باملساعدة على الحد من العداء <strong>و</strong>تعزيز ال<strong>و</strong>ثام فيما بين<br />

االمم من اجل النزاعات <strong>و</strong>النه<strong>و</strong>ض بالتاحم االجتماعي.‏ <strong>و</strong>يشارك التحالف<br />

في مبادرات تتعلق بالتثقيف ب<strong>و</strong>سائط االعام <strong>و</strong> املعل<strong>و</strong>ماتية بهدف تعليم<br />

مستخدمي تلك ال<strong>و</strong>سائط كيفية التفسير النقدي للمعل<strong>و</strong>مات ال<strong>و</strong>اردة<br />

اليها.‏ <strong>و</strong>كذلك تضم تلك املبادرات مركزاً‏ لتبادل املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>انشاء شبكة<br />

عاملية من الجامعات <strong>و</strong> تنسيق حلقات العمل الخاصة باملعلمين.‏<br />

- لقد انشأت في كينيا عام 2008 اللجنة ال<strong>و</strong>طنية للترابط <strong>و</strong>اإلدماج<br />

<strong>و</strong>هي مكلفة بتعزيز ال<strong>و</strong>ئام بين اإلثنيات <strong>و</strong> التحقيق في الشكا<strong>و</strong>ى املتعلقة<br />

بالتمييز االثني أ<strong>و</strong> العنصري أ<strong>و</strong> في كل قضية تؤثر في العاقات فيما بين<br />

اإلثنيات <strong>و</strong>االعراق.‏ <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>اجه اللجنة خطاب الكراهية من خال إجراءات<br />

تتضمن <strong>و</strong>ضع مبادىء ت<strong>و</strong>جيهية ل<strong>و</strong>سائط االعام <strong>و</strong> كتيبات تدريبية<br />

مل<strong>و</strong>ظفي تطبيق القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>تنظيم حلقات عمل <strong>و</strong> مؤتمرات.<strong>و</strong>قد جاء انشاء<br />

هذه اللجنة بعد م<strong>و</strong>جة خطابات الكراهية <strong>و</strong>أعمال العنف التي سادت<br />

في كينيا في اعقاب االنتخابات الرئاسية في عام 2007 <strong>و</strong> راح ضحيتها أكثر<br />

من)‏‎1000‎‏(قتيل <strong>و</strong> نز<strong>و</strong>ح أكثر من نصف ملي<strong>و</strong>ن شخص.‏<br />

- <strong>و</strong>في عام 2012 اطلق مجلس أ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>با حملة بعن<strong>و</strong>ان«‏ حركة مناهضة<br />

- 42 للمزيد ح<strong>و</strong>ل ذلك ينظر:‏ تقرير املقررة الخاصة املعنية بقضايا االقليات يف<br />

منظمة االمم املتحدة-‏ ريتا ايجاك ، مصدر سابق،‏ ص‎23‎<br />

170


خطاب الكراهية«‏ <strong>و</strong>هي حملة م<strong>و</strong>جهة للشباب بهدف مكافحة خطاب<br />

الكراهية على االنترنيت بأشكاله كافة.‏ <strong>و</strong>ذلك لتز<strong>و</strong>يد الشباب باملهارات<br />

الازمة لتحديد خطاب الكراهية <strong>و</strong>العنصرية <strong>و</strong>التمييز مع التعبير.‏<br />

لذلك نناشد منظمات املجتمع املدني في العراق <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ تلك ذات<br />

العاقة بالديمقراطية <strong>و</strong> حرية الصحافة <strong>و</strong>حق<strong>و</strong>ق االنسان العمل أكثر<br />

من اجل نشر ثقافة السام <strong>و</strong>االعتدالية <strong>و</strong> تقبل االخر <strong>و</strong> فتح باب الح<strong>و</strong>ار<br />

<strong>و</strong>النقاش الهاديء بين االديان <strong>و</strong>الط<strong>و</strong>ائف <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>ميات من اجل الحد من<br />

خطابات الكراهية <strong>و</strong>التحريضية ضد اآلخر.‏<br />

3-3: د<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل االعالم للحد من خطاب الكراهية<br />

تعد سائل االعام ساحاً‏ ذا حدين،‏ فإذا أحسن استخدامها تنفع<br />

االفراد <strong>و</strong> املجتمع،‏ <strong>و</strong>اذا اسيء استخدامها تضر باالفراد <strong>و</strong>املجتمع.‏ لذلك<br />

اذا اردنا ان نحد من خطاب الكراهية في املجتمع <strong>و</strong>نحقق االمن <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ئام<br />

فيه يجب ان نعمل على حسن عمل ال<strong>و</strong>سائل االعامية <strong>و</strong>نقلل من<br />

مسا<strong>و</strong>ئها <strong>و</strong> أضرارها.‏<br />

<strong>و</strong>أ<strong>و</strong>ل من يجب ان ينبهه ملخاطر خطاب الكراهية ه<strong>و</strong> االعامي<strong>و</strong>ن،‏<br />

ذلك النهم في اتصال مباشر مع املجتمع اذ يخاطب<strong>و</strong>نهم ي<strong>و</strong>مياً‏ بخطباتهم<br />

الي<strong>و</strong>مية.‏ هذا عدا من ان الناس يثق الى حد كبير باالعامين <strong>و</strong>يؤمن بما<br />

يبثه القن<strong>و</strong>ات االعامية <strong>و</strong>احياناً‏ يقلد الرم<strong>و</strong>ز االعامية ايضا ً .<br />

<strong>و</strong>يجب على االعامي ان يلتزم باملعايير االحترافية للعمل االعامي<br />

<strong>و</strong>ان يتجنب الخلط بين املعل<strong>و</strong>مة <strong>و</strong>الرأي <strong>و</strong> ان الينحاز الى جهة على<br />

حساب جهة اخرى <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ في البرامج التي يتم استضافة اشخاص<br />

من مك<strong>و</strong>نات مختلفة في آن <strong>و</strong>احد.‏ بل هنالك من ينادي بضر<strong>و</strong>رة قيام<br />

االعامي ب<strong>و</strong>ضع ض<strong>و</strong>ابط لاشخاص الذين تستضيفهم شريطة ان<br />

171


اليتقاطع ذلك مع الحق في حرية التعبير <strong>و</strong>حق<strong>و</strong>ق االنسان التي تحتم<br />

حظر خطاب الكراهية ايضاً‏ ، <strong>و</strong>ان يعطي للمناهضين للصراع <strong>و</strong>النزاع<br />

الداخلي <strong>و</strong>للمعتدلين فرصة كبيرة في االستضافة في القن<strong>و</strong>ات االعامية<br />

بدالً‏ من املتشددين <strong>و</strong>املر<strong>و</strong>جين للخطابات الكراهية ضد املك<strong>و</strong>نات االخرى<br />

العرقية <strong>و</strong>الدينية <strong>و</strong>غيرها )4)) .<br />

<strong>و</strong>لكن اذا كانت من السهل ‏-الى حد ما-‏ السيطرة على ال<strong>و</strong>سائل<br />

االعامية التقليدية كاآلذاعة <strong>و</strong>التلفزي<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>الصحافة ال<strong>و</strong>رقية س<strong>و</strong>اء كان<br />

ذلك عن طريق تثقيفهم بطرق متعددة ملخاطر نشر خطاب الكراهية<br />

أ<strong>و</strong>عن طريق مساءلة املسؤ<strong>و</strong>لين عنها في حالة نشر م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع متضمن<br />

لخطاب الكراهية كمحاسبة صاحب االمتياز <strong>و</strong> رئيس التحرير،‏ اذا نصت<br />

اغلبية الق<strong>و</strong>انين االعامية على أنهم مسؤ<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ن عمّ‏ ا ينشر في <strong>و</strong>سائلهم<br />

االعامية بجانب صاحب امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع أ<strong>و</strong> في حالة عدم معرفة صاحب<br />

امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع.‏ <strong>و</strong>هذا ما يؤدي الى قيام املسؤ<strong>و</strong>لين في ال<strong>و</strong>سيلة االعامية الى<br />

الحيطة <strong>و</strong>الحذر اكثر ملا ينشر فيها خ<strong>و</strong>فا ً من مساءلتهم قان<strong>و</strong>ناً‏ . إال انّ‏<br />

االمر ليس بذلك السه<strong>و</strong>لة فيما يتعلق بال<strong>و</strong>سائل االعامية الجديدة.‏<br />

فقد سمحت شبكة االنترنيت بتاقي أصحاب الفكر املتعصب<br />

<strong>و</strong> املتطرفين عبر املسافات <strong>و</strong> باسماء <strong>و</strong>همية <strong>و</strong>سهل عملية الت<strong>و</strong>اصل<br />

فيما بينهم بمبالغ زهيدة،‏ <strong>و</strong>ذلك بهدف الحشد <strong>و</strong>التجنيد لبث<br />

الكراهية تجاه فئات <strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عات معينة.‏ <strong>و</strong>يجد هؤالء االشخاص<br />

في االعام االجتماعي <strong>و</strong> م<strong>و</strong>اقع االنترنيت العديد من السبل،‏ منها<br />

التعليق في م<strong>و</strong>قع االخبار«الك<strong>و</strong>مينت«‏ <strong>و</strong>عادة التتعلق تلك التعليقات<br />

بالخبر نفسه،‏ لذا بدأ العديد من الصحف املشه<strong>و</strong>رة بفرض الرقابة<br />

املسبقة على التعليقات،‏ <strong>و</strong>قامت صحف اخرى <strong>و</strong>منها الصحف في<br />

- 43 د.‏ ارادة زيدان الجب<strong>و</strong>ري،‏ مصدر سابق،‏ ص‎404‎<br />

172


ال<strong>و</strong>اليات املتحدة بإلغاء تلك الخاصية بسبب الكراهية املنش<strong>و</strong>رة )4)) .<br />

فخطاب الكراهية يعصف بشبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي في أماكن<br />

كثيرة في العالم،‏ ألسباب عرقية أ<strong>و</strong> دينية أ<strong>و</strong> سياسية أ<strong>و</strong> طائفية ا<strong>و</strong> غيرها<br />

من انماط االنتماءات،‏ <strong>و</strong> <strong>و</strong>جد أصحاب ذلك الخطاب في هذه الشبكات<br />

فضاء عاماً‏ ينشر<strong>و</strong>ن من خاله خطاب كراهيتهم ليصل الى االالف<br />

<strong>و</strong>احياناً‏ املايين،‏ <strong>و</strong>هذا ما يتضاعف اثره <strong>و</strong> يعظم ضرره،‏ <strong>و</strong>قد يتح<strong>و</strong>ل هذا<br />

الخطاب من العالم االفتراضي الرقمي الى عالم مادي <strong>و</strong> الى جرائم كراهية<br />

<strong>و</strong>عنف حقيقية.‏ <strong>و</strong>لسرعة ما يتم نشره في تلك امل<strong>و</strong>اقع االجتماعية فقد<br />

ال يمكن تصحيح <strong>و</strong>احت<strong>و</strong>اء تلك املحت<strong>و</strong>يات الضارة اال بعد <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع االضرار<br />

ال<strong>و</strong>اقعية بسببها <strong>و</strong> هذا ما يسمى ب)‏ الحرائق الرقمية(‏ )4)) .<br />

<strong>و</strong>يبد<strong>و</strong> ان ‏»الحرائق الرقمية«‏ يعد من املخاطر الجديدة التي<br />

سي<strong>و</strong>اجهها العالم بسبب ال<strong>و</strong>سائل االعامية الجديدة،‏ فمثاً‏ حدث في<br />

عام 2012 ان قام أحد االشخاص في ال<strong>و</strong>اليات املتحدة االمريكية بنشر<br />

فيدي<strong>و</strong> لفيلم بعن<strong>و</strong>ان«براءة املسلمين«‏ على م<strong>و</strong>قع ي<strong>و</strong>تي<strong>و</strong>ب يحمل اساءة<br />

بالغة للرس<strong>و</strong>ل)ص(،‏ <strong>و</strong>قد تسبب هذا الفيدي<strong>و</strong> في اعمال العنف املعادية<br />

لل<strong>و</strong>اليات املتحدة االمريكية في أكثر من د<strong>و</strong>ل عربية <strong>و</strong>اسامية راحت<br />

ضحيتها عشرات من االشخاص <strong>و</strong>من بينهم السفير االمريكي في ليبيا<br />

السيد كريست<strong>و</strong>فر ستيفنز )4)) .<br />

- 44 نايجل <strong>و</strong><strong>و</strong>ربرتن،‏ حرية التعبر،‏ ترجمة:‏ زينب عاطف سيد،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>ىل<br />

اال<strong>و</strong>ىل،‏ كلامت <strong>و</strong>هندا<strong>و</strong>ي للنرش <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ القاهرة-مرص،‏ 2013. بد<strong>و</strong>ن صفحة،‏ نقالً‏<br />

عن:‏ نارص سع<strong>و</strong>د محمد الرحامنة،‏ خطاب الكراهية يف شبكة الفيس ب<strong>و</strong>ك يف األردن-‏<br />

دراسة مسحية،‏ رسالة ماجستر قدمت اىل قسم الصحافة <strong>و</strong>االعالم بكلية االعالم يف<br />

جامعة الرشق اال<strong>و</strong>سط يف االردن،‏ 2018، ص‎12-11‎<br />

- 45 <strong>و</strong>الحريق الرقمي ه<strong>و</strong> كل شائعة أ<strong>و</strong> معل<strong>و</strong>مة خاطئة أ<strong>و</strong> رسالة كراهية تنترش<br />

برسعة كبرة من خالل شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتامعي <strong>و</strong>ميكن ان يك<strong>و</strong>ن لها تأثر مدمر<br />

يف ال<strong>و</strong>اقع قبل أن يتم تصحيحها أ<strong>و</strong> أحت<strong>و</strong>اؤها.‏ للمزيد ح<strong>و</strong>ل ذلك ينظر:‏ نارص سع<strong>و</strong>د<br />

محمد الرحامنة،‏ مصدر سابق،‏ ص‎12‎<br />

- 46 د.‏ خالد الغمري،‏ الحرائق الرقمية،‏ مقال منش<strong>و</strong>ر يف صحيفة االهرام املرصية،‏ العدد<br />

173


لذلك يجب على املختصين العمل على الحد النتشار ظاهرة خطاب<br />

الكراهية في ال<strong>و</strong>سائل االعام الجديدة،‏ قبل ان يؤدي االمر الى مزيد من<br />

أعمال العنف <strong>و</strong> ارتكاب الجرائم التي قد ال تهدد االمن <strong>و</strong><strong>السلم</strong> االجتماعي<br />

فحسب بل قد تهدد االمن <strong>و</strong>السام على املست<strong>و</strong>ى الد<strong>و</strong>لي ايضاً‏ . <strong>و</strong>من اجل<br />

ذلك يجب تكاتف جه<strong>و</strong>د االعاميين <strong>و</strong> القان<strong>و</strong>نيين <strong>و</strong> التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيين ملأل<br />

الثغرات التي يستغلها ذ<strong>و</strong> النف<strong>و</strong>س الضعيفة لنشر الكراهية <strong>و</strong>البغضاء<br />

لألضرار بالغير.‏<br />

فاالعام املسؤ<strong>و</strong>ل يستطيع ان ينبه املجتمع لخط<strong>و</strong>رة خطاب الكراهية<br />

<strong>و</strong> ينشر ثقافة التسامح <strong>و</strong> تقبل االخر،‏ ذلك الن املجتمع يتسع للجميع،‏<br />

<strong>و</strong>ال يمكن إلحد ان يفرض افكاره <strong>و</strong> معتقداته على االخرين <strong>و</strong>ان ينشر ما<br />

يؤدي الى التمييز العنصري بين الناس على اساس الدين أ<strong>و</strong> العرق <strong>و</strong><br />

غيرها من االنتماءات.‏<br />

46776، يف 2014-12-31، <strong>و</strong>املتاح عى العن<strong>و</strong>ان االلكرت<strong>و</strong>ين اآليت:‏ https://gate.ahram.org.<br />

/351514/4/eg/daily/News/51412<br />

174


الخاتمة:‏<br />

بعد كل ما تنا<strong>و</strong>لناه ح<strong>و</strong>ل خطاب الكراهية في االعام العراقي <strong>و</strong>سبل<br />

الحد منه،‏ فقد ت<strong>و</strong>صلنا الى عدة استنتاجات من أهمها:‏<br />

1- ان االعام العراقي قد انخرط في السابق في نشر خطاب الكراهية<br />

<strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ بين املذاهب الدينية كالشيعة <strong>و</strong>السنة أ<strong>و</strong> بين الق<strong>و</strong>ميات<br />

املختلفة كالعرب <strong>و</strong>الك<strong>و</strong>رد،‏ الن اكثرية القن<strong>و</strong>ات االعامية هي قن<strong>و</strong>ات<br />

ً<br />

حزبية <strong>و</strong>ايدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية،‏ <strong>و</strong>ان أكثرية االحزاب العراقية قد اثارت احيانا<br />

م<strong>و</strong>اضيع طائفية <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong> لعبت على <strong>و</strong>تر االحساس الطائفي لدى<br />

الناخب العراقي للحص<strong>و</strong>ل على االص<strong>و</strong>ات االنتخابية.‏<br />

2- ان مصطلح خطاب الكراهية مصطلح مبهم بعض الشيء <strong>و</strong><br />

شامل ايضاً‏ ، اذ بجانب تضمنها لجريمة التحريض نح<strong>و</strong> العنف <strong>و</strong><br />

جريمة املساس بالشع<strong>و</strong>ر الديني <strong>و</strong>بعض الجرائم االخرى،‏ يتضمن بعض<br />

التجا<strong>و</strong>زات التي تعد انتهاكات اخاقية <strong>و</strong>لكن قد ال تصل الى حد تشكيل<br />

الجريمة <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ في الد<strong>و</strong>ل التي لم تتبن في تشريعاتها جرائم الكراهية<br />

بشكل دقيق <strong>و</strong>مفصل.‏<br />

3- يجب عدم اعطاء تفسير <strong>و</strong>اسع ملفه<strong>و</strong>م خطاب الكراهية لدرجة<br />

يؤدي األمر الى حظر ما يدخل ضمن نطاق حرية التعبير عن الرأي <strong>و</strong><br />

حق النقد،‏ <strong>و</strong>ملعرفة هل الخطاب ه<strong>و</strong> لنشر الكراهية أ<strong>و</strong> للتعبير عن حرية<br />

الراي يجب ان ننظر الى عدة مسائل <strong>و</strong>من ابرزها نية املخاطب <strong>و</strong> م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع<br />

الخطاب فيما اذا كان يتعلق بكره جماعة عرقية أ<strong>و</strong> دينية أ<strong>و</strong> باية<br />

مجم<strong>و</strong>عات اخرى أ<strong>و</strong> مجرد ابداء الراي <strong>و</strong>النقد ح<strong>و</strong>ل مسالة من املسائل.‏<br />

4- أكدت اغلبية امل<strong>و</strong>اثيق <strong>و</strong>املعاهدات املتعلقة بحرية الراي <strong>و</strong> حق<strong>و</strong>ق<br />

االنسان ان من حق الد<strong>و</strong>ل ان تحظر بالقان<strong>و</strong>ن كل دعاية للحرب <strong>و</strong> كل<br />

ً<br />

دع<strong>و</strong>ات الى الكراهية الق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>العنصرية <strong>و</strong>الدينية التي تشمل تحريضا<br />

175


على العدا<strong>و</strong>ة أ<strong>و</strong> العنف <strong>و</strong> الجريمة.‏ <strong>و</strong>من بين هذه امل<strong>و</strong>اثيق العهد الد<strong>و</strong>لى<br />

للحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية الصادرة من قبل منظمة االمم املتحدة في<br />

عام 1966 <strong>و</strong>ذلك في املادة«‏‎20‎‏«‏ منه.‏<br />

5- اذا كان التمييز بين ما يدخل ضمن حرية التعبير <strong>و</strong>أبداء الرأي <strong>و</strong>ما<br />

يدخل ضمن مفه<strong>و</strong>م خطاب الكراهية <strong>و</strong> التحريض نح<strong>و</strong> العنف <strong>و</strong>ارتكاب<br />

الجرائم من املسائل القان<strong>و</strong>نية الدقيقة التي يجب التعامل معها بالدقة<br />

<strong>و</strong> االحترافية،‏ <strong>و</strong>لكن عندما يك<strong>و</strong>ن التمييز بينهما <strong>و</strong>اضحاً‏ د<strong>و</strong>ن تأمل <strong>و</strong>تفكيرٍ‏<br />

ط<strong>و</strong>يل <strong>و</strong>ذلك بالتحريض بص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>اضحة نح<strong>و</strong> العنف <strong>و</strong> الكراهية على<br />

اساس الق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong> الدينية بما يهدد <strong>السلم</strong> االجتماعي انذاك فحتى في أرقى<br />

البلدان الديمقراطية يتم محاسبة املحرض بعق<strong>و</strong>بات مناسبة.‏ <strong>و</strong>لكن<br />

حظر اي م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع قابل للنشر يجب ان يتم <strong>و</strong>فقاً‏ لإلجراء الثاثي املحدد<br />

طبقاً‏ لنص املادة)‏‎19‎‏(‏ من العهد الد<strong>و</strong>لي للحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية لعام<br />

1966، اذ يجب ان يك<strong>و</strong>ن ذلك الحظر ضر<strong>و</strong>رياً‏ <strong>و</strong> أن تك<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>فقا ً للنص<strong>و</strong>ص<br />

القان<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>اضحة <strong>و</strong>ان تك<strong>و</strong>ن بهدف حماية حق<strong>و</strong>ق أخرى محمية بم<strong>و</strong>جب<br />

القان<strong>و</strong>ن الد<strong>و</strong>لي لحق<strong>و</strong>ق االنسان.‏<br />

6- ضر<strong>و</strong>رة تدخل املشرع العراقي الصدار قان<strong>و</strong>ن خاص بمكافحة<br />

جرائم الكراهية اذ يتضمن في طياته تجريم ما يؤدي الى التمييز العنصري<br />

بنص<strong>و</strong>ص قان<strong>و</strong>نية دقيقة <strong>و</strong>منضبطة كما ه<strong>و</strong> معم<strong>و</strong>ل به في املجتمعات<br />

الديمقراطية <strong>و</strong>املتمدنة <strong>و</strong>بما اليؤدي الى تحجيم <strong>و</strong>تضييق نطاق حرية<br />

التعبير عن الرأي ، <strong>و</strong>شريطة ان تشارك نخبة من رجال القان<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>املثقفين<br />

<strong>و</strong> منظمات املجتمع املدني في <strong>و</strong>ضعها مشاركة حقيقية.‏<br />

7- إن أحكام جريمة التحريض على الكراهية لم تطبق في العراق<br />

كما ينبغي إال ما ندر،‏ <strong>و</strong>كانت في السابق <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ ابان نظام الحكم<br />

البعثي في العراق تطبق كثيراً‏ بهدف حماية السلطة <strong>و</strong>سامة نظام الحكم<br />

176


، في حين ان في البلدان الديمقراطية تطبق أحكام التحريض على<br />

الكراهية لحماية أفراد املجتمع <strong>و</strong> تحقيق <strong>السلم</strong> االهلي <strong>و</strong>الشعبي،‏ <strong>و</strong>ال<br />

تطبقه لحماية النظام السياسي اال ما ندر <strong>و</strong>بشر<strong>و</strong>ط مشددة.‏<br />

8- تملك <strong>و</strong>سائط االعام التقليدية <strong>و</strong>املعاصرة امكانيات كبيرة س<strong>و</strong>اء<br />

كان لنشر خطاب الكراهية <strong>و</strong>عدم قب<strong>و</strong>ل اآلخر أ<strong>و</strong> لنشر ثقافة التسامح<br />

<strong>و</strong>املعرفة بالتن<strong>و</strong>ع االجتماعي <strong>و</strong>قب<strong>و</strong>ل اآلخر.‏ لذلك يجب تثقيف االعاميين<br />

بمبادىء حق<strong>و</strong>ق االنسان <strong>و</strong>التسامح أ<strong>و</strong>الً‏ <strong>و</strong> من ثم تعزيز قدراتهم لرصد ما<br />

يدخل ضمن خطاب الكراهية بهدف عدم نشره أ<strong>و</strong> االسراع في معالجته<br />

<strong>و</strong> إزالته قدر االمكان <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ في ال<strong>و</strong>سائل االعامية الجديدة.‏<br />

177


قائمة املصادر<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ الكتب<br />

1- أحمد عزت <strong>و</strong> فهد البنا <strong>و</strong> نهاد عب<strong>و</strong>د،‏ خطابات التحريض <strong>و</strong> حرية التعبير-‏<br />

الحد<strong>و</strong>د الفاصلة،‏ دليل اصدره مؤسسة حرية الفكر <strong>و</strong>التعبير،‏ مصر،‏ د<strong>و</strong>ن سنة<br />

نشر.‏<br />

2- بتر<strong>و</strong>فسكي.ف <strong>و</strong> يار<strong>و</strong>شفيسكيم.ج،‏ معجم علم النفس املعاصر،‏ ترجمة:‏<br />

حمدي عبدالج<strong>و</strong>اد <strong>و</strong> عبدالسام ر<strong>و</strong>ضان،‏ دار العلم الجديد،‏ القاهرة-مصر،‏ 1996.<br />

3- د.‏ سعد ابراهيم االعضمي،‏ م<strong>و</strong>س<strong>و</strong>عة مصطلحات القان<strong>و</strong>ن الجنائي،‏ الجزء<br />

اال<strong>و</strong>ل،‏ دار الشؤ<strong>و</strong>ن الثقافية العامة،‏ بغداد-العراق،‏ 2002.<br />

4- طارق حرب،‏ االعام العراقي في التشريع <strong>و</strong>مجلس الطعن <strong>و</strong>االحكام القضائية،‏<br />

دار الحكمة للنشر <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>زيع،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ ، لندن-‏ اململكة املتحدة،‏ 2011.<br />

5- كمال دس<strong>و</strong>قي،‏ ذخيرة تعريفات مصطلحات عل<strong>و</strong>م النفس،‏ املجلد اال<strong>و</strong>ل،‏<br />

مطبعة االهرام،‏ مصر،‏ 1988.<br />

6- د.‏ عبدهللا مبر<strong>و</strong>ك النجار،‏ اساءة استعمال حق النشر،‏ دار النهضة العربية،‏<br />

القاهرة-‏ مصر،‏ 2002-2001.<br />

7- <strong>و</strong>ليد حسني زهرة،‏ اني اكرهك-‏ خطاب الكراهية <strong>و</strong>الطائفية في اعام الربيع<br />

العربي،‏ مركز حماية <strong>و</strong>حرية الصحفيين،‏ الطبعة اال<strong>و</strong>لى،‏ عمان-االردن،‏ 2014.<br />

ثانياً‏ : الرسائل <strong>و</strong>االطاريح العلمية<br />

1- ناصر سع<strong>و</strong>د محمد الرحمانة،‏ خطاب الكراهية في شبكة الفيس ب<strong>و</strong>ك في<br />

األردن-‏ دراسة مسحية،‏ رسالة ماجستير قدمت الى قسم الصحافة <strong>و</strong>االعام بكلية<br />

االعام في جامعة الشرق اال<strong>و</strong>سط في االردن،‏ 2018.<br />

2- <strong>و</strong>سام بشار عبدالفرج،‏ جرائم الكراهية-‏ دراسة مقارنة في الق<strong>و</strong>انين ال<strong>و</strong>طنية<br />

<strong>و</strong>الد<strong>و</strong>لية،‏ رسالة ماجستير قدمت الى مجلس كلية القان<strong>و</strong>ن بجامعة بغداد-العراق<br />

عام‎2015‎‏.‏<br />

ثالثاً‏ : املجالت العلمية<br />

178


1- د.‏ إرادة زيدان الجب<strong>و</strong>ري،‏ خطاب الكراهية في <strong>و</strong>سائل اإلعام العراقية،‏ مجلة<br />

آداب الفراهيدي،‏ العدد 36، كان<strong>و</strong>ن الثاني 2019.<br />

2- د.‏ اياد خلف محمد <strong>و</strong> سعد ناصر حميد،‏ جريمة إثارة الكراهية-‏ بين<br />

اشكالية تأ<strong>و</strong>يل النص<strong>و</strong>ص القرآنية <strong>و</strong>فاعلية التشريعات ال<strong>و</strong>طنية،‏ بحث منش<strong>و</strong>ر في<br />

مجلة العل<strong>و</strong>م القان<strong>و</strong>نية،‏ كلية القان<strong>و</strong>ن بجامعة بغداد،‏ العدد الثاني،‏ العراق،‏ 2018.<br />

رابعاً‏ : الق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>التعليمات<br />

1- القان<strong>و</strong>ن املدني العراقي رقم )40( لسنة 1951.<br />

2- قان<strong>و</strong>ن العق<strong>و</strong>بات العراقي النافذ رقم )111( لسنة 1969.<br />

3- قان<strong>و</strong>ن املطب<strong>و</strong>عات العراقي رقم )206( لسنة 1968.<br />

4- قان<strong>و</strong>ن نقابة الصحفيين العراقي رقم)‏‎178‎‏(لسنة 1969.<br />

5- قان<strong>و</strong>ن نقابة الصحفيين ك<strong>و</strong>ردستان رقم)‏‎4‎‏(لسنة 1998.<br />

6- قان<strong>و</strong>ن هيئة االتصاالت <strong>و</strong>االعام العراقي االمر املرقم)‏‎65‎‏(لسنة‎2004‎‏.‏<br />

7- قان<strong>و</strong>ن الصحافة الك<strong>و</strong>ردستاني رقم ‏)‏‎35‎‏(لسنة 2007.<br />

8- قان<strong>و</strong>ن منع اساءة استعمال أجهزة االتصاالت في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان-العراق<br />

الرقم)‏‎15‎‏(لسنة‎2008‎‏.‏<br />

-9 قان<strong>و</strong>ن حق<strong>و</strong>ق الصحفيين العراقي رقم)‏‎21‎‏(لسنة 2011.<br />

-10 تعليمات تنظيم الطيف الترددي في اقليم ك<strong>و</strong>ردستان <strong>و</strong>الخاصة<br />

بترخيص عمل محطات االذاعة <strong>و</strong>التلفزة رقم)‏‎1‎‏(‏ لسنة 2014.<br />

خامساً‏ : ال<strong>و</strong>ثائق <strong>و</strong>املعاهدات الد<strong>و</strong>لية<br />

1- الشرعة الد<strong>و</strong>لية لحق<strong>و</strong>ق االنسان لعام 1948.<br />

2- العهد الد<strong>و</strong>لي الخاص بالحق<strong>و</strong>ق املدنية <strong>و</strong>السياسية لعام 1966.<br />

3- االتفاقية الد<strong>و</strong>لية ملنع كافة أشكال التمييز العنصري لعام 1965 <strong>و</strong>النافذة<br />

في عام 1969<br />

4- اتفاقية الد<strong>و</strong>ل االمريكية لحق<strong>و</strong>ق االنسان لعام 1969<br />

5- ميثاق الشرف الصحفي،‏ الذي <strong>و</strong>افق عليه املجلس االعلى للصحافة املصرية<br />

179


عام 1998.<br />

6- تقرير املقررة الخاصة املعنية بقضايا االقليات-‏ ريتا ايجاك،‏ املرقم /<br />

64/HRC/28 A، في د<strong>و</strong>رة الثامنة <strong>و</strong>العشر<strong>و</strong>ن في مجلس حق<strong>و</strong>ق االنسان الجمعية<br />

العامة لألمم املتحدة ببتاريخ 2015-1-5.<br />

سادساً‏ : املصادر االلكتر<strong>و</strong>نية<br />

1- د.‏ خالد الغمري،‏ الحرائق الرقمية،‏ مقال منش<strong>و</strong>ر في صحيفة االهرام<br />

املصرية،‏ العدد 46776، في 2014-12-31، <strong>و</strong>املتاح على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني االتي:‏<br />

/351514/4/https://gate.ahram.org.eg/daily/News/51412<br />

2- د.‏ شيماء اله<strong>و</strong>اري،‏ مفه<strong>و</strong>م خطاب الكراهية في الشرعية الد<strong>و</strong>لية،‏ م<strong>و</strong>قع مركز<br />

عدل لحق<strong>و</strong>ق االنسان،‏ 2019، م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع متاح على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني االتي:‏<br />

https://adelhr.org/portal/5637<br />

3- د.‏ منذر الفضل،‏ جريمة الكراهية،‏ م<strong>و</strong>قع العراق الي<strong>و</strong>م،‏ <strong>و</strong>املتاح على العن<strong>و</strong>ان<br />

االلكتر<strong>و</strong>ني اآلتي:‏ 8A%%https://www.dw.com/ar/%D8%AC%D8%B1%D9<br />

85%D8%A9-%D9<br />

4- د.‏ ياسر محمد اللمعي،‏ جريمة التحريض على العنف بين حرية الرأي <strong>و</strong><br />

خطاب الكراهية-‏ دراسة تحليلة مقارنة،‏ مجلة كلية القان<strong>و</strong>ن بجامعة طنطا،‏<br />

مصر،‏‎2014‎‏،‏ ص‎15-14‎‏،‏ بحث متاح على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني االتي:‏<br />

https://law.tanta.edu.eg/files/Conf.pdf<br />

- 5 د.‏ بيرق حسين جمعة الربيعي،‏ د<strong>و</strong>ر م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي في بناء<br />

خطاب الكراهية،‏ بحث مقد الى املؤتمر الد<strong>و</strong>لي ح<strong>و</strong>ل خطاب الكراهية <strong>و</strong>أثره في<br />

التعايش املجتمعي <strong>و</strong><strong>السلم</strong>ين اإلقليمي <strong>و</strong>الد<strong>و</strong>لي بجامعة صاح الدين في أربيل-‏ أقليم<br />

ك<strong>و</strong>ردستان-العراق،‏ ص‎7‎‏.‏ <strong>و</strong>املنش<strong>و</strong>ر على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني األتي:‏<br />

https://doi.org/10.31972/dhiscrip19.008<br />

6- أ<strong>و</strong>قاف ك<strong>و</strong>ردستان تبعد خطيلباً‏ هاجم ‏»ن<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>ز«‏ بعد صد<strong>و</strong>ر مذكرة قبض<br />

ضده،‏ خبر منش<strong>و</strong>ر في م<strong>و</strong>قع ناس االخبارية،‏ <strong>و</strong>على العن<strong>و</strong>ان االلكتر<strong>و</strong>ني االتي:‏<br />

180


https://www.nasnews.com/view.php?cat=82097<br />

7- مبادىء كامدن ح<strong>و</strong>ل حرية التعبير <strong>و</strong>املسا<strong>و</strong>اة<br />

https://www.article19.org/data/files/pdfs/standards/camdenprinciples-arabic.pdf<br />

سابعاً‏ : الق<strong>و</strong>اميس <strong>و</strong>املعاجم اللغ<strong>و</strong>ية<br />

1- <strong>و</strong>كذلك اب<strong>و</strong> الفضل جمال الدين محمد بن منظ<strong>و</strong>ر،‏ لسان العرب،‏ املجلد<br />

الثالث،‏ بير<strong>و</strong>ت-لبنان،‏ 2015.<br />

2- املنجد في اللغة <strong>و</strong>االعام ، دار املشرق،‏ بير<strong>و</strong>ت-لبنان،‏ الطبعة الرابعة<br />

<strong>و</strong>العشر<strong>و</strong>ن،‏ 1986.<br />

181


182


الفصل الرابع<br />

اآلثار املترتبة عن صناعة التضليل اإلعالمي على املجتمع<br />

183


املقدمة:‏<br />

ليس « التضليل اإلعامي«‏ ظاهرة جديدة في عالم الصحافة <strong>و</strong>العمل<br />

اإلعامي،‏ فقد <strong>و</strong>صلت تكاليفها السلبية إلى مست<strong>و</strong>ى آخر في السن<strong>و</strong>ات األخيرة<br />

حيث أدت املعل<strong>و</strong>مات املضللة املتعلقة ب COVID-19 إلى مقتل عدد ال يحصى<br />

من األر<strong>و</strong>اح في جميع أنحاء العالم.‏<br />

<strong>و</strong>يرى الباحث<strong>و</strong>ن في مجال تكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيا اإلتصال <strong>و</strong>اإلعام أن ظه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>سائل<br />

الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي أدى إلى زيادة نطاق <strong>و</strong>انتشار <strong>و</strong><strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل املعل<strong>و</strong>مات املضللة<br />

بشكل كبير <strong>و</strong>خاصة في املجتمعات التي تس<strong>و</strong>د فيها شدة رقابة األنظمة<br />

السياسية <strong>و</strong>تقييد حرية الصحافة <strong>و</strong>التعبير عن الرأي <strong>و</strong>حجب املعل<strong>و</strong>مات عن<br />

الرأي العام الجماهيري،‏ فقد تح<strong>و</strong>لت منصات <strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي<br />

إلى مرافق معل<strong>و</strong>مات عامة تتحكم في كيفية رؤية معظم الناس للعالم،‏ <strong>و</strong>هذا<br />

ما يجعل املعل<strong>و</strong>مات املضللة تنشر <strong>و</strong>تُ‏ بث بشكل سلس،‏ <strong>و</strong>بإمكانها أن تسبب<br />

مشاكل سياسية <strong>و</strong>اجتماعية عديدة من خال جعل امل<strong>و</strong>اطنين يفقد<strong>و</strong>ن الثقة<br />

في النظام السياسي مثاً.‏ لذلك إن الحديث عن التضليل اإلعامي هنا،‏ هي<br />

بمثابة تقديم قراءة نقدية ملمارسات <strong>و</strong>سائل االعام الجماهيري في الدرجة<br />

األ<strong>و</strong>لى،‏ ثم التركيز على املنصات االلكتر<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>حسابات <strong>و</strong>صفحات خاصة<br />

<strong>و</strong>عامة على شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي حيث يعتبر نماذج مثالية لبقية<br />

<strong>و</strong>سائل االعام التقليدي من حيث حرية االستخدام،‏ <strong>و</strong>االستقالية في النشر،‏<br />

لكنها في ال<strong>و</strong>اقع،‏ تصبح أداة للتاعب بها <strong>و</strong>قناة للتضليل اإلعامي،‏ س<strong>و</strong>اء<br />

عن قصد أ<strong>و</strong> عن غير قصد،‏ <strong>و</strong>خاصة في أ<strong>و</strong>قات األزمات <strong>و</strong>الحر<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>اإلفتعال<br />

الداخلي،‏ نظراً‏ لد<strong>و</strong>رها املعتبر في تشكيل الرأي العام املحلي.‏<br />

<strong>و</strong>في هذا الفصل،‏ نحا<strong>و</strong>ل أن نعرض <strong>و</strong>نشرح االسباب الكامنة <strong>و</strong>راء ظاهرة<br />

ً<br />

التضليل االعامي عن طريق <strong>و</strong>سائل االعام التقليدي <strong>و</strong>الجديد،‏ <strong>و</strong>تحقيقا<br />

لألهداف السياسية العامة للفصل،‏ تم تقسيمه إلى مبحثين،‏ خصص<br />

املبحث األ<strong>و</strong>ل - الذي جاء تحت عن<strong>و</strong>ان:‏ التضليل اإلعامي،‏ مفاهيمه <strong>و</strong>أسسه<br />

184


ً<br />

النظرية <strong>و</strong>اإلجرائية-‏ باإلطار املفاهيمي ملصطلحات مترابطة <strong>و</strong>متداخلة<br />

مع أصل مصطلح التضليل اإلعامي،‏ متضمناً‏ تنا<strong>و</strong>ل التضليل اإلعامي،‏<br />

مفه<strong>و</strong>مه،‏ <strong>و</strong>تعريفه االصطاحي <strong>و</strong>اللغ<strong>و</strong>ي،‏ مع عرض <strong>و</strong>تقديم األشكال األخرى<br />

لتضليل الرأي العام في عالم الصحافة <strong>و</strong>اإلعام،‏ ثم بينا أهداف <strong>و</strong>د<strong>و</strong>افع<br />

التضليل اإلعامي <strong>و</strong>مسا<strong>و</strong>ئه على الجمه<strong>و</strong>ر املستهدف.‏ <strong>و</strong>خصصنا في املبحث<br />

األ<strong>و</strong>ل مح<strong>و</strong>راً‏ ح<strong>و</strong>ل الص<strong>و</strong>رة النمطية كأحدى مظاهر التضليل اإلعامي،‏ <strong>و</strong>بي ّ نا<br />

املعنى االصطاحي للص<strong>و</strong>رة النمطية في <strong>و</strong>سائل االعام <strong>و</strong>د<strong>و</strong>افع صنعها،‏ مع أخذ<br />

م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع الص<strong>و</strong>رة النمطية للمرأة في <strong>و</strong>سائل اإلعام بنظر االعتبار،‏ مع معالجة<br />

الص<strong>و</strong>رة النمطية في الق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اثيق األخاقية اإلعامية.‏ <strong>و</strong>خصصنا ختام<br />

املبحث بمح<strong>و</strong>ر متميز ح<strong>و</strong>ل صناعة املصطلحات اإلعامية،‏ <strong>و</strong>بيّ‏ نا تعريفاتها<br />

النظرية <strong>و</strong>اإلجرائية في مجال العمل االعامي،‏ <strong>و</strong>أشرنا إلى مراحل تصنيع<br />

املصطلحات اإلعامية،‏ <strong>و</strong>استخدام بعض <strong>و</strong>سائل اإلعام املحلية عند تنا<strong>و</strong>له<br />

القضايا املتعلقة باله<strong>و</strong>ية الجندرية،‏ مصطلحات إعامية تحمل في مضامينها<br />

إتهامات <strong>و</strong>أ<strong>و</strong>صافا مشينة ألخاقيات العمل الصحفي.‏<br />

أما املبحث الثاني من الفصل فتنا<strong>و</strong>ل جزئيات تطبيقية مل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع التضليل<br />

اإلعامي الذي جاء تحت عن<strong>و</strong>ان:‏ اساليب التضليل في <strong>و</strong>سائل اإلعام التقليدي<br />

<strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>ني <strong>و</strong>طرق معالجتها،‏ م<strong>و</strong>ضحاً‏ اختاف مصادر التضليل،‏ أ<strong>و</strong> املكانة<br />

السياسية <strong>و</strong>االجتماعية للجهة التي تق<strong>و</strong>م بالتضليل س<strong>و</strong>اء كانت حك<strong>و</strong>مة أ<strong>و</strong><br />

د<strong>و</strong>لة أ<strong>و</strong> حزباً‏ سياسيا ً أ<strong>و</strong> شخصية عامة،‏ أ<strong>و</strong> باختاف ن<strong>و</strong>ع ال<strong>و</strong>سيلة اإلعامية،‏<br />

<strong>و</strong>يشمل املبحث أيضاً‏ ثمة محا<strong>و</strong>ر تطبيقية منها:‏ تقنيات التضليل اإلعامي،‏ بما<br />

تتضمنه من تقنيات التاعب باملعل<strong>و</strong>مات ‏)تقنيات التحرير(،‏ <strong>و</strong>تقنيات التاعب<br />

بالص<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>تقنيات أخرى تُ‏ ستخدم في تضليل الرأي العام الجماهيري،‏ مرتبطة<br />

بتقنيات إعداد البرامج الح<strong>و</strong>ارية <strong>و</strong>تقديمها،‏ <strong>و</strong>قدمنا مح<strong>و</strong>راً‏ خاصا ً ح<strong>و</strong>ل اآلثار<br />

املترتبة عن صناعة التضليل اإلعامي،‏ ملا تخلّ‏ فه من زعزعة الثقة بالنفس<br />

<strong>و</strong>بالقناعات الفكرية سياسياً‏ ً اجتماعيا ً <strong>و</strong>ثقافيا في املجتمع،‏ مع تنا<strong>و</strong>ل مح<strong>و</strong>ر<br />

185


خاص لعرض أهم ال<strong>و</strong>سائل التقليدية <strong>و</strong>الحديثة للتضليل اإلعامي التي يتم<br />

استعمالها في حمات التضليل.‏ أما الفقرة األخيرة من املبحث الثاني فتتك<strong>و</strong>ن<br />

من بعض املهارات التي تساعدنا على التجنب من التضليل <strong>و</strong>آليات التحقق<br />

من عمليات التضليل اإلعامي،‏ فقد <strong>و</strong>ضحنا في هذه الجزئية العملية كيفية<br />

تجنب الصحفي أ<strong>و</strong> املتصفح أ<strong>و</strong> املتعرض ملحت<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>سائل اإلعام التقليدية<br />

<strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>نية من التضليل،‏ س<strong>و</strong>اء كان هذا التضليل متعمداً‏ أ<strong>و</strong> خطأ مهنيا ً غير<br />

مقص<strong>و</strong>د،‏ مع تقديم جملة من األساليب <strong>و</strong>الطرق ح<strong>و</strong>ل كيفية تعرف الصحفي<br />

<strong>و</strong>اإلعامي على الفيدي<strong>و</strong>هات املفبركة <strong>و</strong>آليات التحقق من املضامين املضللة<br />

على املنصات اإللكتر<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي.‏<br />

<strong>و</strong>الجدير بالذكر،‏ على الرغم من انتشار ظاهرة التضليل اإلعامي في<br />

السن<strong>و</strong>ات األخيرة،‏ فإنه يبقى من امل<strong>و</strong>اضيع التي لم تنل مساحة <strong>و</strong>افية من<br />

ً<br />

الدراسة <strong>و</strong>البحث املتعمقين لعدة أسباب <strong>و</strong>ع<strong>و</strong>امل نظرية <strong>و</strong>اجرائية.‏ <strong>و</strong>انطاقا<br />

من هذه الحالة،‏ دأبنا نحن كباحثين إعاميين على تقديم هذا الجهد<br />

املعرفي <strong>و</strong>املت<strong>و</strong>اضع لت<strong>و</strong>عية الصحفيين <strong>و</strong>اإلعاميين من كافة مك<strong>و</strong>نات <strong>و</strong>أطياف<br />

من املجتمع العراقي بمخاطر تضليل املحت<strong>و</strong>ى اإلعامي <strong>و</strong>إرشادهم بأفضل<br />

املمارسات املهنية لتجنب ال<strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع في فخ مصداقيته أ<strong>و</strong> التر<strong>و</strong>يج له،‏ <strong>و</strong>ذلك من<br />

خال مشر<strong>و</strong>ع ‏)التأسيس <strong>و</strong>بناء القدرات للمنتديات املهنية اإلعامية للشباب<br />

لتعزيز التماسك االجتماعي(‏ الذي قامت بتنفيذه منظمة التنمية املدنية<br />

.UNDP <strong>و</strong>بالشراكة مع برنامج األمم املتحدة اإلنمائي CDO<br />

األستاذ املساعد<br />

د.‏ شيرك<strong>و</strong> جب ا ر م حمد<br />

مدرس تقنيات الصحافة التلفزي<strong>و</strong>نية<br />

2022/3/22<br />

186


املبحث األ<strong>و</strong>ل<br />

التضليل اإلعالمي،‏ مفاهيمه <strong>و</strong>أسسه النظرية <strong>و</strong>اإلجرائية<br />

تمهيد:‏<br />

ال يُ‏ عد التضليل اإلعامي ً مسلكا ً جديدا للعصر،‏ فه<strong>و</strong> نشاط يرتبط<br />

بممارسة النشاط اإلتصالي بكل أن<strong>و</strong>اعه <strong>و</strong><strong>و</strong>سائله،‏ فالنشاط اإلتصالي<br />

من أعرق النشاطات البشرية التي ارتبطت بالت<strong>و</strong>اصل بين الجماعات<br />

<strong>و</strong>طبيعة إدارتها للعاقات،‏ <strong>و</strong>مادام هناك نشاط إتصالي؛ فإن عمليات<br />

التضليل اإلعامي في أساليب نقل املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>تدا<strong>و</strong>لها،‏ تصبح جزءً‏ ا من<br />

هذا النشاط بطبيعة الحال،‏ مع تزايد األزمات السياسية <strong>و</strong>االجتماعية<br />

في املنطقة بأسرها <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>ضع السياسي املحتدم في العراق،‏ <strong>و</strong>تنامي الد<strong>و</strong>ر<br />

الكبير ل<strong>و</strong>سائل اإلعام التقليدي <strong>و</strong>الجديد في تحديد مسارات الصراع<br />

<strong>و</strong>تغليب رأيٍ‏ على آخر لصالح ق<strong>و</strong>ة أ<strong>و</strong> جهة معينة على حساب الجهة<br />

األخرى،‏ من خال طريقة نقل <strong>و</strong>تدا<strong>و</strong>ل األخبار <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات،‏ <strong>و</strong>في هذا<br />

املبحث سنتا<strong>و</strong>ل مفه<strong>و</strong>م التضليل اإلعامي،‏ <strong>و</strong>أهدافه،‏ <strong>و</strong>سماته،‏ <strong>و</strong>مظاهره.‏<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ التضليل اإلعالمي،‏ مفه<strong>و</strong>مه،‏ <strong>و</strong>تعريفه االصطالحي <strong>و</strong>اللغ<strong>و</strong>ي:‏<br />

التضليل في اللغة:‏<br />

َ ‏)ضلَّ‏ ) الشئ ضاع <strong>و</strong>هلك,‏ <strong>و</strong>رجل<br />

يأتي التضليل في اللغة من الفعل<br />

‏)ضليل(‏ <strong>و</strong> ‏)مُ‏ ضَ‏ لل(‏ أي ضال ً جدا ، <strong>و</strong>)الضال(‏ ضد الرشاد ))) . <strong>و</strong>في اللغة<br />

االنجليزية جاء معنى التضليل اإلعامي )Disinformation( في قام<strong>و</strong>س<br />

أ<strong>و</strong>كسف<strong>و</strong>رد:‏ ‏»فعل إعطاء معل<strong>و</strong>مات خاطئة عن ‏شيء ما؛ <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات<br />

الخاطئة التي يتم تقديمها«‏ ))) . <strong>و</strong>تقترن مفردة ‏)تضليل(‏ في املعاجم <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>اميس<br />

11- مختار الصحاح,‏ بر<strong>و</strong>ت،‏ دارالكتاب العريب,‏ 1983، ص‎383‎‏.‏<br />

22 - Definition of misinformation noun from the Oxford Advanced Learner›s<br />

Dictionary, https://www.oxfordlearnersdictionaries.com/definition/english/<br />

misinformation?q=misinformation<br />

187


بالشر <strong>و</strong>الباطل ففي قام<strong>و</strong>س لسان العرب ألبن منظ<strong>و</strong>ر،‏ فأن التضليل<br />

من مادة ‏)ضلل(‏ <strong>و</strong>)تضليل(‏ االنسان تصييره الى الضال،‏ أي الباطل ))) .<br />

في التعريف االصطالحي:‏<br />

يعتقد البعض أن مفه<strong>و</strong>م التضليل بشكل عام ه<strong>و</strong> الكذب,‏ <strong>و</strong>ان<br />

الكذب ه<strong>و</strong> عكس الحقيقة,‏ إال أن مفه<strong>و</strong>م التضليل لكي يحقق مغزاه<br />

ال يجب أن يك<strong>و</strong>ن عكس الحقيقة لكنه يجب أن يحت<strong>و</strong>ي على جزء من<br />

الحقيقة لكي يخفي معالم التضليل <strong>و</strong>يستنكر <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>ده ))) .<br />

<strong>و</strong>التضليل اإلعامي له أشكال متعددة،‏ منها تحريف الحقائق،‏ أ<strong>و</strong><br />

التضليل باملعل<strong>و</strong>مات التي ليست لها عاقة بالخبر أ<strong>و</strong> الحدث،‏ أ<strong>و</strong> التضليل<br />

باستخدام مفردات معينة تؤدي إلى إصدار أحكام باإلدانة،‏ أ<strong>و</strong> باالنتقائية<br />

املتحيزة التي تنتقي بعض الكلمات <strong>و</strong>الحقائق <strong>و</strong>املصادر <strong>و</strong>تهمل أخرى.‏<br />

<strong>و</strong>من هنا يصبح التضليل اإلعامي الذي يمارسه <strong>و</strong>سائل اإلعام بمثابة<br />

حرب نفسية تمارس بحق املتلقي ألحداث تترك أكبر قدر من التأثير السلبي.‏<br />

من جانبه،‏ يرى الباحث <strong>و</strong>الكاتب الفلسطيني ‏»حسن عاصي«‏ بان<br />

التضليل اإلعامي،‏ يهدف إلى عكس ال<strong>و</strong>قائع <strong>و</strong>قلب الحقائق،‏ <strong>و</strong>يسعى إلى<br />

ت<strong>و</strong>جيه عقل املتلقي من خال استهدافه بحرب نفسية إلحداث تأثير<br />

فيه،‏ ب<strong>و</strong>اسطة التر<strong>و</strong>يج ملعل<strong>و</strong>مات ال ترتبط بالحدث،‏ أ<strong>و</strong> باستعمال <strong>و</strong>سائل<br />

اإلعام ملفردات <strong>و</strong>مصطلحات بعينها تؤدي في نهاية املطاف إلى إصدار<br />

أحكام ما في قضية ما،‏ أ<strong>و</strong> من خال انتقائية متحيزة تنتهجها <strong>و</strong>سيلة<br />

إعامية ما،‏ فتختار أن تقدم شيئا للمتلقي <strong>و</strong>إخفاء أشياء أخرى ))) .<br />

33- قام<strong>و</strong>س لسان العرب البن منظ<strong>و</strong>ر،ضَ‏ لَلَ‏ http://wiki.dorar-aliraq.net/lisan-<br />

alarab<br />

44- جالل الشافعي،‏ من التضليل اإلعالمي،‏ مرص،‏ دار البشر للثقافة <strong>و</strong>العل<strong>و</strong>م،‏ ط‎1‎‏،‏<br />

2005، ص‎18‎‏.‏<br />

55- حسن العايص،‏ اإلغراق اإلعالمي تصنيع الكذب <strong>و</strong>التضليل،‏ شبكة النبأ االخبارية،‏<br />

https://annabaa.org/arabic/referenceshirazi/22678.2020<br />

188


إن مصطلح التضليل اإلعامي ظهر أل<strong>و</strong>ل مرة في اللغة الر<strong>و</strong>سية<br />

)Dezinformatsia( مع بداية العشرينيات من القرن املاضي،‏ <strong>و</strong>شاع<br />

استعماله في اإلتحاد الس<strong>و</strong>فيتي سابقاً‏ بعد الحرب العاملية الثانية<br />

لينعت به ‏»املمارسات اإلعامية في البلدان الرأسمالية الهادفة إلى<br />

استعباد الجماهير الشعبية«‏ ))) . <strong>و</strong>دخل املصطلح إلى اللغة اإلنجليزية<br />

)Disinformation( في ستينات القرن املاضي ليشير إلى « التسريب<br />

املقص<strong>و</strong>د للمعل<strong>و</strong>مات املظلّ‏ لة«.‏ أما في فرنسا فظهر أل<strong>و</strong>ل مرة في سنة<br />

1974، <strong>و</strong>دخل القام<strong>و</strong>س الفرنسي مع بداية الثمانيات من القرن املاضي<br />

<strong>و</strong>يتضمن دالالت سياسية أساساً‏ ، أي ‏»النيّ‏ ة املبيتة لتغليط الرأي العام<br />

<strong>و</strong>إبقائه على جهل تام بمشكلة خطرة،‏ أ<strong>و</strong> عدم علمه بما فيه الكفاية<br />

ح<strong>و</strong>ل مسائل مهمة«‏ ))) .<br />

التعريف اإلجرائي:‏<br />

<strong>و</strong>من خال استقصاء عدد من التعريفات يمكن <strong>و</strong>ضع مفه<strong>و</strong>م جامع<br />

للتضليل اإلعامي <strong>و</strong>فق التص<strong>و</strong>ر اآلتي:‏<br />

‏»التضليل اإلعامي عملية خداع متعمدة من جانب مصادر معلن<br />

عنها،‏ أ<strong>و</strong> جهات <strong>و</strong>أجهزة لديها قن<strong>و</strong>ات سرية،‏ هدفها خداع الطرف املتلقي<br />

لألخبار <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>التاعب بالرأي العام،‏ أ<strong>و</strong> تضليل جهات محددة<br />

أ<strong>و</strong> شخصيات <strong>و</strong>قيادات سياسية <strong>و</strong>عسكرية بعينها عن طريق خلق <strong>و</strong>اقع<br />

مزيف <strong>و</strong>مغل<strong>و</strong>ط،‏ يؤدي الى حص<strong>و</strong>ل اإلقناع بما فيه الكفاية،‏ <strong>و</strong>ذلك<br />

باالستفادة من <strong>و</strong>سائل اإلعام <strong>و</strong>اإلتصال الجماهيري <strong>و</strong>أحدث فن<strong>و</strong>ن<br />

66- Guy Durandin, l›information, la disinformation et la realite, presses<br />

Universitaires de France,Paris, 1993.pp 1617-.<br />

77- Claire Wardle, Connaître l’ennemi : les rouages de la désinformation,<br />

Pour la Science. 28 octobre 2019, https://www.pourlascience.fr/sd/sciencessociales.<br />

189


التس<strong>و</strong>يق الدعائي <strong>و</strong>السياسي <strong>و</strong>تقنيات التعامل <strong>و</strong>التأثير النفسي،‏ عن<br />

طريق استعمال معل<strong>و</strong>مات كاذبة،‏ أ<strong>و</strong> مفبركة،‏ أ<strong>و</strong> ممسرحة،‏ أ<strong>و</strong> إخفاء<br />

معل<strong>و</strong>مات حقيقية <strong>و</strong>أساسية،‏ بغية تحقيق أهداف سياسية أ<strong>و</strong> إليقاع<br />

الخصم في خطأ بالحسابات دفعه لسل<strong>و</strong>ك ما يريده الطرف املضلل«‏ ))) .<br />

ثانياً‏ ‏:التضليل اإلعامي،<strong>و</strong>األشكال األخرى لتضليل الرأي العام:‏<br />

تُ‏ جدر االشارة في هذا السياق إلى التمييز ما بين التضليل اإلعامي<br />

<strong>و</strong>األشكال األخرى لتضليل الرأي العام،‏ حتى إن كان بطريقة غير مباشرة<br />

على الرغم من الترابط <strong>و</strong>التكامل فيما بينهما،‏ <strong>و</strong>باألحرى ينصهر الجميع في<br />

ب<strong>و</strong>تقة <strong>و</strong>احدة،‏ هي ب<strong>و</strong>تقة التضليل اإلعامي.‏ فعلى سبيل املثال،‏ ال تعتمد<br />

الدعاية دائماً‏ على الكذب <strong>و</strong>مصادرها معر<strong>و</strong>فة في أغلب األحيان،‏ لكنها قد<br />

تستعمل التضليل اإلعامي،‏ <strong>و</strong>اإلعانات بهدف تحقيق أغراض تجارية<br />

<strong>و</strong>غير سياسية،‏ أما التحيّز،‏ فه<strong>و</strong> الذي يميز معظم محت<strong>و</strong>يات <strong>و</strong>سائل<br />

اإلعام <strong>و</strong>خاصة في جانبها االخباري،‏ لصالح جهة على حساب جهات<br />

أخرى،‏ <strong>و</strong>ربما يساهم في تغليط الرأي العام.‏ <strong>و</strong>أما الشائعة،‏ فانها التر<strong>و</strong>يج<br />

لخبر مختلف ال أساس له من ال<strong>و</strong>اقع أ<strong>و</strong> تعمد املبالغة أ<strong>و</strong> الته<strong>و</strong>يل في سرد<br />

الخبر،‏ الذي فيه جانب ضئيل من الحقيقة.‏ فالجدير بالذكر هنا،‏ ه<strong>و</strong><br />

االشارة إلى بعض املصصطلحات <strong>و</strong>املفاهيم املتداخلة <strong>و</strong>املترابطة بمفه<strong>و</strong>م<br />

التضليل اإلعامي بهدف التمييز فيما بين مضامينها <strong>و</strong>تعّ‏ رف الغرض<br />

<strong>و</strong>الهدف من استخدام كل من تلك املفاهيم في سياقها ال<strong>و</strong>ظيفي:‏<br />

املعل<strong>و</strong>مات املضللة أ<strong>و</strong> املغل<strong>و</strong>طة :)Misinformation( أ<strong>و</strong> التحيّز<br />

غير املقص<strong>و</strong>د،‏ الناتج عن األحكام املسبقة للصحفيين بسبب التنشئة<br />

الثقافية،‏ <strong>و</strong>هذا يؤدي أساساً‏ إلى مايسمى بس<strong>و</strong>ء اإلعام بسبب الجهل<br />

88- حسن الزين،‏ د<strong>و</strong>ر التضليل اإلعالمي يف الحرب الناعمة،‏ مركز املعارف للدراسات<br />

الثقافية،‏ ،2017 .https://www.almaarefcs.org<br />

190


باألم<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>ليس بسبب نيّ‏ ة جزَم بها للكذب أ<strong>و</strong> إللحاق الضرر باآلخر ))) .<br />

فعلى سبيل املثال معظم التغطيات االخبارية،‏ الخاصة بالعاجات<br />

املزيفة لفير<strong>و</strong>س ك<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>نا عند تفشيها سنة 2020 أتّ‏ سم بن<strong>و</strong>ع من التش<strong>و</strong>يه<br />

لعدم اطاع <strong>و</strong>معرفة الصحفيين بمستجدات االجراءات ال<strong>و</strong>قائية<br />

ضد ال<strong>و</strong>باء <strong>و</strong>عدم متابعتهم لارشادات الصحية الصادرة من الجهات<br />

الرسمية.‏ أ<strong>و</strong> الص<strong>و</strong>رة النمطية التي تقدمها <strong>و</strong>سائل االعام التقليدي<br />

<strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>ني عن املرأة <strong>و</strong>الصع<strong>و</strong>بات التي ي<strong>و</strong>اجهن.‏ <strong>و</strong>ي<strong>و</strong>ضح Dictionary.<br />

،com املعل<strong>و</strong>مات املضللة )Misinformation( بأنها معل<strong>و</strong>مات خاطئة<br />

يتم نقلها ‏»بغض النظر عن نية التضليل«.‏ <strong>و</strong>بمعنى آخر،‏ ال يحا<strong>و</strong>ل<br />

الشخص الذي ينقل املعل<strong>و</strong>مات بالضر<strong>و</strong>رة إقناع أي شخص بشيء<br />

خاطئ؛ <strong>و</strong>في كثير من الحاالت،‏ ال يعرف حتى أنه خطأ في املقام األ<strong>و</strong>ل،‏<br />

أما التضليل اإلعامي )Disinformation( فأنه ينشر معل<strong>و</strong>مات مضللة<br />

عن قصد،‏ أي هنالك رغبة شخص أ<strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عة من األشخاص<br />

أ<strong>و</strong> مؤسسة في نشر معل<strong>و</strong>مات خاطئة،‏ <strong>و</strong>هناك العديد من الد<strong>و</strong>افع<br />

الخبيثة األخرى الكامنة <strong>و</strong>راء إنشاء املعل<strong>و</strong>مات املضللة،‏ <strong>و</strong>قد تستخدم<br />

بشكل عام لإلشارة إلى معل<strong>و</strong>مات مضللة أ<strong>و</strong> متحيزة عن عمد؛ كالسرد<br />

أ<strong>و</strong> الحقائق التي تم التاعب بها )1)) . في حين أن املعل<strong>و</strong>مات املضللة<br />

)Misinformation( <strong>و</strong>التضليل اإلعامي )Disinformation( بامكانهما<br />

أن يخدعا الجماهير،‏ إال أن التمييز ه<strong>و</strong> أن التضليل اإلعامي خادع<br />

99- Thomas J. Froehlich, A Disinformation-Misinformation Ecology:<br />

The Case of Trump, Submitted: June 28th 2020Reviewed: November<br />

11th 2020Published: December 7th 2020, https://www.intechopen.com/<br />

chapters/74337.<br />

10- Ellen Gutoskey, Disinformation vs. Misinformation: What’s the<br />

Difference?, MENTAL FLOSS, December 24, 2021, https://www.mentalfloss.<br />

com/article/653059/disinformation.<br />

191


عن قصد <strong>و</strong>خبيث.‏ <strong>و</strong>غالبً‏ ا ما يتضمن كا النم<strong>و</strong>ذجين نشرًا <strong>و</strong>اسع<br />

النطاق،‏ س<strong>و</strong>اء كان الشخص املشارك على دراية بعدم الدقة أم ال )1)) .<br />

األخبار الزائفة :Fake news تُ‏ عّ‏ رف صحيفة New York Times<br />

األخبار الزائفة Fake news بأنها ‏»ن<strong>و</strong>ع من الصحافة الصفراء أ<strong>و</strong> الدعاية<br />

التي تتك<strong>و</strong>ّ‏ ن من التضليل املتعمد،‏ أ<strong>و</strong> الخدع املنتشرة عبر <strong>و</strong>سائل اإلعام<br />

املطب<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>اإلذاعية التقليدية،‏ أ<strong>و</strong> <strong>و</strong>سائل االعام االجتماعية على<br />

االنترنت«‏ )1)) . يق<strong>و</strong>ل مجم<strong>و</strong>عة من الباحثين أن األخبار الزائفة مصطلح<br />

أصبح يعني أشياء مختلفة ألناس مختلفين.‏ <strong>و</strong>في ج<strong>و</strong>هرها،‏ فاألخبار<br />

الزائفة هي القصص اإلخبارية الكاذبة:‏ فالقصة نفسها ملفقة،‏ د<strong>و</strong>ن<br />

حقائق أ<strong>و</strong> مصادر أ<strong>و</strong> اقتباسات يمكن التحقق منها.‏ <strong>و</strong>في بعض األحيان،‏<br />

تك<strong>و</strong>ن هذه القصص دعاية مصممة عن قصد لتضليل القارئ،‏ أ<strong>و</strong> قد<br />

تك<strong>و</strong>ن مصممة على أنها مكت<strong>و</strong>بة للح<strong>و</strong>افز االقتصادية )1)) . <strong>و</strong>في السن<strong>و</strong>ات<br />

األخيرة،‏ انتشرت القصص اإلخبارية املزيفة عبر <strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتماعي،‏ <strong>و</strong>يرجع ذلك جزئيً‏ ا إلى سه<strong>و</strong>لة مشاركتها عبر اإلنترنت <strong>و</strong>بسرعة.‏<br />

التزييف العميق :Deepfake(( هي تقنية تق<strong>و</strong>مُ‏ على صنع فيدي<strong>و</strong>هات<br />

مزيّ‏ فة عبر برامج الحاس<strong>و</strong>ب من خِ‏ ال تعلّ‏ م الذكاء االصطناعي.‏ تق<strong>و</strong>مُ‏ هذهِ‏<br />

التقنيّ‏ ة على محا<strong>و</strong>لة دمج عدد من الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>مقاطع الفيدي<strong>و</strong> لشخصية ما<br />

من أجل إنتاج مقطع فيدي<strong>و</strong> جديد – باستخدام تقنية التعلم اآللي–‏<br />

11- Meira Gebel, Misinformation vs. disinformation: What to know about<br />

each form of false information, and how to spot them online, Insider, Jan 16,<br />

2021, https://www.businessinsider.com/misinformation-vs-disinformation.<br />

https://www.annahar.com/ ‏،؟ النهارnews Fake ما هي األخبار الزائفة أ<strong>و</strong> ال -12<br />

arabic/article/749178، 2018.<br />

13- Shevon Desa,Hailey Mooney, Jo Angela, «Fake News,» Lies and<br />

Propaganda: How to Sort Fact from Fiction,University of Michigan Library,<br />

Oct 26, 2021, https://guides.lib.umich.edu/fakenews.<br />

192


ُ<br />

َّ<br />

<strong>و</strong>قد يبد<strong>و</strong> لل<strong>و</strong>هلة األ<strong>و</strong>لى أنه حقيقي لكنه في <strong>و</strong>اقع األمر مُ‏ زيّ‏ ف.‏ <strong>و</strong>استعملت<br />

هذه التقنيّ‏ ة في إنشاءِ‏ مقاطع فيدي<strong>و</strong> إباحية مزيفة لعدد من املشاهير<br />

<strong>و</strong>استخدمت في أحيان أخرى لخلق أخبار كاذبة <strong>و</strong>محا<strong>و</strong>لة خدع القرّاء<br />

<strong>و</strong>االنتقام االباحي )1)) .<br />

<strong>و</strong>تختلف التزييفات العميقة عن األشكال األخرى للمعل<strong>و</strong>مات<br />

الخاطئة من خال صع<strong>و</strong>بة تحديدها على أنها خاطئة.‏<br />

الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية:‏ من خال ثمة التعاريف املقدمة للشائعة<br />

اإللكتر<strong>و</strong>نية،‏ قدمت الباحثة الجزائرية ‏»نبيلة الرزاقي«‏ املختصة في مجال<br />

قان<strong>و</strong>ن اإلعام تعريفاً‏ ً اجرائيا للشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية مفاده أن « التر<strong>و</strong>يج<br />

املدَّ‏ بر لنشر معل<strong>و</strong>مات أ<strong>و</strong> أفكار غير دقيقة متعلقة باأل<strong>و</strong>ضاع الراهنة<br />

<strong>و</strong>م<strong>و</strong>جهة لفئة محددة من الجمه<strong>و</strong>ر باستخدام <strong>و</strong>سائل االتصال املتاحة<br />

التي منها شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي،‏ <strong>و</strong>ذلك لتحقيق أهداف <strong>و</strong>مصالح<br />

شخصية للفرد أ<strong>و</strong> الجهة املُرَّ‏ <strong>و</strong>جة لها«‏ )1)) .<br />

<strong>و</strong>مع <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د نقاط التشابه <strong>و</strong>الترابط بين األن<strong>و</strong>اع األخرى لتضليل الرأي<br />

العام ، <strong>و</strong>بين مفه<strong>و</strong>م التضليل اإلعامي كما ذكرناه سلفا،‏ قد يبد<strong>و</strong><br />

التمييز بينهما بسيطاً‏ بدرجة كافية،‏ <strong>و</strong>بالتالي يتم استخدامه بالتبادل.‏<br />

فعلى الصحفي <strong>و</strong>اإلعامي املمتهن بأخاقيات املهنة أن يك<strong>و</strong>ن على دِ‏ رَايَ‏ ة<br />

<strong>و</strong>معرفة تامة بخصائص كل ن<strong>و</strong>ع من أن<strong>و</strong>اع تضليل الرأي العام <strong>و</strong>التمييز<br />

بينها.‏ <strong>و</strong>في آخر املطاف،‏ تستخدم كلمة التضليل اإلعامي عندما نعرف<br />

<strong>و</strong>نتيقن من حقيقة حدث ما،‏ <strong>و</strong>لكن تُ‏ نشر ُ <strong>و</strong>تبث عنها معل<strong>و</strong>مات كاذبة أ<strong>و</strong><br />

خاطئة يتم نشرها عن قصد إليذاء <strong>و</strong>إلحاق الضرر بد<strong>و</strong>لة أ<strong>و</strong> حك<strong>و</strong>مة ما،‏<br />

14- Schwartz, Oscar (12 November 2018). «You thought fake news was bad?<br />

Deep fakes are where truth goes to die».<br />

1515- نبيلة رزاقي،‏ تجريم نرش <strong>و</strong>تر<strong>و</strong>يج الشائعات اإللكرت<strong>و</strong>نية عر م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتامعي،‏ املجلة األكادميية للبحث القان<strong>و</strong>ين،‏ م‎12‎‏،‏ العدد)خاص(،‏ 2021، صص‎375‎‏-‏<br />

.393<br />

193


أ<strong>و</strong> منظمة سياسية أ<strong>و</strong> جماعة أ<strong>و</strong> شخصية عامة.‏ فالدعاية،‏ <strong>و</strong>التزييف<br />

العميق،‏ <strong>و</strong>األخبار املزيفة،‏ <strong>و</strong>الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية،‏ <strong>و</strong>الخدع،‏ <strong>و</strong>االحتيال،‏<br />

في العصر الرقمي بات مُ‏ باحا <strong>و</strong>أقرب إلى الحقيقة،‏ <strong>و</strong>لتعزيز مح<strong>و</strong> أُ‏ مّ‏ يَّ‏ ة<br />

الثقافة اإلعامية <strong>و</strong>ملساعدتك على فرز الحقيقة من التضليل،‏ استشر<br />

دائماً‏ باألدلة <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ارد <strong>و</strong>املصادر الجديرة بالثقة.‏<br />

ثالثاً‏ : أهداف <strong>و</strong>د<strong>و</strong> افع التضليل اإلعالمي <strong>و</strong>مساؤه:‏<br />

هناك العديد من األهداف التي يسعى إليها القائم<strong>و</strong>ن على عملية<br />

التضليل اإلعامي,‏ منها التعتيم على األخبار الحقيقية,‏ أ<strong>و</strong> حجب<br />

املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>تضليلها عن طريق مجم<strong>و</strong>عة من األخبار,‏ <strong>و</strong>يمكن أن يستخدم<br />

التضليل اإلعامي إلخفاء جرائم الحرب <strong>و</strong>املهمات غير األخاقية التي يتم<br />

ارتكابها,‏ أ<strong>و</strong> لتهميش القضايا املهمة <strong>و</strong>صرف اهتمام الجماهير عنها,‏ أ<strong>و</strong><br />

إلحداث تغييرات في سل<strong>و</strong>ك آالف األفراد <strong>و</strong>الجماعات )1)) .<br />

<strong>و</strong>ي<strong>و</strong>رد شيلر مجم<strong>و</strong>عة من األهداف بشكل أكثر عمقً‏ ا <strong>و</strong>منها ما يأتي )1)) :<br />

السلبية:‏ <strong>و</strong>هي من أهم أهداف التضليل اإلعامي <strong>و</strong>التي تبدأ بالسلبية<br />

الفردية <strong>و</strong>التي تتح<strong>و</strong>ل إلى سلبية جماعية،‏ <strong>و</strong>التي تجعل أمر قيادة العق<strong>و</strong>ل<br />

أسهل بكثير من قيادة جماعات إيجابية.‏<br />

تفريغ االنفعاالت:‏ من املمكن أن تحدث السلبية الجماعية أ<strong>و</strong><br />

الفردية،‏ لكن د<strong>و</strong>ن ضمان الستمرارها <strong>و</strong>عدم تخليها عن م<strong>و</strong>قفها األصلي،‏<br />

فمن املمكن أن تحا<strong>و</strong>ل بعض العناصر إيقاظ اإليجابية <strong>و</strong>دفع الق<strong>و</strong>ى<br />

االجتماعية للتحرك نح<strong>و</strong> التغيير أ<strong>و</strong> محا<strong>و</strong>لة التغيير،‏ <strong>و</strong>هذه الق<strong>و</strong>ى<br />

16- عصام سليامن امل<strong>و</strong>ىس،‏ الث<strong>و</strong>رة الرقمية تصنع اإلعالم العريب عى مفرتق الطريق،‏<br />

مجلة املستقبل العريب،‏ مركز دراسات ال<strong>و</strong>حدة العربية،‏ لبنان،‏ العدد‎276‎‏،‏ مايس<br />

2010، ص‎110‎‏.‏<br />

17- هربرت شيللر,‏ املتالعب<strong>و</strong>ن بالعق<strong>و</strong>ل,‏ ترجمة عبدالسالم رض<strong>و</strong>ان,‏ ط‎2‎ , الك<strong>و</strong>يت:‏<br />

عامل املعرفة,‏ املجلس ال<strong>و</strong>طني للثقافة <strong>و</strong>الفن<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>اآلداب,‏ , 1999 صص 39– 46.<br />

194


ً مخز<strong>و</strong>نا من االنفعاالت املكب<strong>و</strong>تة،‏ التي سيتم افراغها بطرق معينة<br />

تمتلك<br />

لل<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل إلى مرحلة العق<strong>و</strong>ل املخدرة <strong>و</strong>عندئذ تك<strong>و</strong>ن من الصعب إفاقتها،‏<br />

<strong>و</strong>هنا تأتي عملية تفريغ االنفعاالت من خال ت<strong>و</strong>جيه العق<strong>و</strong>ل إلى أماكن<br />

تفريغها.‏<br />

ت<strong>و</strong>جيه الثقافة:‏ من املمكن فرض ن<strong>و</strong>ع معين من الثقافة من خال<br />

املطاردة املستمرة من <strong>و</strong>سائل اإلعام للمشاهد أ<strong>و</strong> املتابع <strong>و</strong>استدراج<br />

العق<strong>و</strong>ل نح<strong>و</strong> ثقافات معينة <strong>و</strong>اهتمامات محددة مسبقا تخدم بالطبع<br />

الهدف النهائي للتضليل اإلعامي.‏<br />

تغيير الثقافة:‏ إذا تم ت<strong>و</strong>جيه الثقافة سَ‏ هُ‏ لَ‏ تغيير الثقافة بكاملها،‏<br />

<strong>و</strong>ذلك من خال تغيير االهتمامات <strong>و</strong>مطاردة الجماهير بثقافات محددة<br />

ال يجد<strong>و</strong>ن مفرًا من معرفتها،‏ <strong>و</strong>تغيير الثقافة ال يعني التغيير بأي ن<strong>و</strong>ع من<br />

الثقافة <strong>و</strong>إنما يخدم استبدال الثقافة بثقافة أخرى أهداف التضليل،‏<br />

<strong>و</strong>قد يصل إلى تغيير املفاهيم الدينية <strong>و</strong>استبدالها بمفاهيم خاطئة<br />

تتعارض مع األحكام الدينية.‏<br />

تعتيم الحقائق:‏ إن التضليل اإلعامي يختار ما يناسبه من الحقائق،‏<br />

<strong>و</strong>ما يدعم <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>ده <strong>و</strong>يت<strong>و</strong>افق مع تحقيق أهدافه،‏ <strong>و</strong>من ثم يق<strong>و</strong>م بعرض تلك<br />

الحقائق <strong>و</strong>بتلميعها لزيادة بريقها.‏<br />

تقرير <strong>و</strong>تبرير <strong>و</strong>تعزيز ال<strong>و</strong>ضع الراهن:‏ ببساطة اإلثبات الدائم ه<strong>و</strong> أنه<br />

ليس في اإلمكان أبدع مما كان،‏ <strong>و</strong>ذلك يضمن إظهار األنظمة بأنها تبذل<br />

قصارى جهدها <strong>و</strong>ال ي<strong>و</strong>جد من يقترب من الجهد املبذ<strong>و</strong>ل.‏<br />

د<strong>و</strong> افع التضليل اإلعالمي:‏<br />

تلجأ الق<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>الجهات املتنفذة داخلياً‏ ً <strong>و</strong>د<strong>و</strong>ليا إلى التضليل اإلعامي<br />

<strong>و</strong>ذلك من أجل تنفيذ سياساتها <strong>و</strong>مخططاتها أ<strong>و</strong> فرض إرادتها على ق<strong>و</strong>ى<br />

195


<strong>و</strong>جهات أخرى،‏ <strong>و</strong>ذلك بسبب تركيزها على الف<strong>و</strong>ضى في نشر <strong>و</strong>تقديم<br />

املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>البيانات اإلعامية،‏ <strong>و</strong>من أهم د<strong>و</strong>افع التضليل اإلعامي )1)) :<br />

الهيمنة <strong>و</strong>السيطرة <strong>و</strong>التحكم الكامل بعقل <strong>و</strong><strong>و</strong>عي الطرف املستهدف<br />

بالتضليل <strong>و</strong>إرادته <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>جيهه إلى تحقيق األهداف املرس<strong>و</strong>مة ط<strong>و</strong>اعية <strong>و</strong>بد<strong>و</strong>ن<br />

علمه <strong>و</strong>شع<strong>و</strong>ره،‏ أي أن ين<strong>و</strong>ب بال<strong>و</strong>كالة عن القائم بالتضليل في تنفيذ ما يريد.‏<br />

تش<strong>و</strong>يش العقل <strong>و</strong><strong>و</strong>عي الطرف املستهدف بالتضليل،‏ <strong>و</strong>شل تفكيره<br />

الصحيح،‏ <strong>و</strong>تسميم معطياته امل<strong>و</strong>ث<strong>و</strong>قة،‏ <strong>و</strong>تجريده من القدرة على الحركة<br />

<strong>و</strong>القيام بالسل<strong>و</strong>ك غير املرغ<strong>و</strong>ب من القائم بالتضليل.‏<br />

إثارة املشاكل <strong>و</strong>املخا<strong>و</strong>ف <strong>و</strong>الفتن <strong>و</strong>الفر<strong>و</strong>قات <strong>و</strong>ضخ األزمات <strong>و</strong>تضخيمها<br />

لصرفه <strong>و</strong>إشغاله عن تحقيق أهدافه.‏<br />

خلق <strong>و</strong>اقع جديد ال عاقة له بال<strong>و</strong>اقع املتحقق فعاً،‏ <strong>و</strong>ذلك بهدف<br />

خدمة مصالح <strong>و</strong>أغراض خاصة.‏<br />

احداث التأثير بطريقة قصدية <strong>و</strong>مبرمجة في <strong>و</strong>عي <strong>و</strong>ادراك الطرف اآلخر.‏<br />

رابعاً‏ : الص<strong>و</strong>رة النمطية كأحدى مظاهر التضليل اإلعالمي:‏<br />

<strong>و</strong>ردت تعريفات عديدة للص<strong>و</strong>رة النمطية Stereotypeفي أبحاث<br />

<strong>و</strong>دراسات اجتماعية <strong>و</strong>إعامية <strong>و</strong>سايك<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية،‏ <strong>و</strong>الذي يهمنا هنا تنا<strong>و</strong>له في<br />

هذا املبحث أن نُ‏ عَّ‏ رِف <strong>و</strong>نقدم املضم<strong>و</strong>ن املعرفي للص<strong>و</strong>رة النمطية كإحدى<br />

<strong>و</strong>سائل التضليل اإلعامي أ<strong>و</strong> باألحرى أحد مظاهره،‏ األمر الذي يقتضي<br />

عند الصحفيين <strong>و</strong>اإلعاميين <strong>و</strong>ج<strong>و</strong>ب الحيطة <strong>و</strong>الحذر في التعامل معه.‏<br />

ما املقص<strong>و</strong>د بالص<strong>و</strong>رة النمطية:‏<br />

من أهم التعريفات الشائعة للص<strong>و</strong>رة النمطية تعريف املختصين<br />

لها <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> أنها ‏»األحكام <strong>و</strong>الصفات <strong>و</strong>التقديرات العامة االيجابية <strong>و</strong>السلبية<br />

18- حسن الزين،‏ املرجع السابق،‏ .https://www.almaarefcs.org<br />

196


النابعة من االنطباعات الذاتية املستندة إلى خلفيات اإلرث الثقافي<br />

<strong>و</strong>البعد األيدي<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جي <strong>و</strong>التراكم املعرفي،‏ <strong>و</strong>التي تطلقها جماعة أخرى نتيجة<br />

أحكام مسبقة تحملها عنها أن للص<strong>و</strong>رة النمطية املق<strong>و</strong>لبة عاقة مباشرة<br />

بالذات <strong>و</strong>باآلخر <strong>و</strong>باملشاعر املتناقضة كالعنف <strong>و</strong>التسامح،‏ <strong>و</strong>االتصال<br />

<strong>و</strong>القطيعة،‏ <strong>و</strong>الحب <strong>و</strong>البغض،‏ <strong>و</strong>التم<strong>و</strong>يه <strong>و</strong>الحقيقة من جهة أخرى«‏ )1)) .<br />

فتصنيع الص<strong>و</strong>رة النمطية Stereotype هي عملية إعامية في حد<br />

ذاتها <strong>و</strong>متعمدة <strong>و</strong>مخطط لها،‏ الختزال <strong>و</strong>تبسيط مُ‏ خِ‏ لُّ‏ للص<strong>و</strong>رة العامة<br />

لشخص،‏ أ<strong>و</strong> جماعة،‏ أ<strong>و</strong> فئة اجتماعية،‏ أ<strong>و</strong> شعب،‏ بص<strong>و</strong>رة تختزل في<br />

مجم<strong>و</strong>عة قليلة من السمات،‏ تستدعي رد<strong>و</strong>د أفعال معينة من الجمه<strong>و</strong>ر )2)) .<br />

ملاذا تصنع الص<strong>و</strong>رة النمطية:‏<br />

الق<strong>و</strong>لبة <strong>و</strong>تصنيع الص<strong>و</strong>رة النمطية السلبية ليست مشكلة معرفية<br />

بسبب نقص املعل<strong>و</strong>مات عند الصحفي أ<strong>و</strong> املؤسسة اإلعامية التي تق<strong>و</strong>م<br />

بتنميط <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>لبة الص<strong>و</strong>ر فقط،‏ بل هي عد<strong>و</strong>ان معن<strong>و</strong>ي متعمد <strong>و</strong>مخطط له<br />

يتم بالطريقة اآلتية )2)) :<br />

تتم عملية الق<strong>و</strong>لبة <strong>و</strong>التنميط <strong>و</strong>تصنيع الص<strong>و</strong>رة النمطية السلبية<br />

بإلصاق <strong>و</strong>تعميم مجم<strong>و</strong>عة من السمات السلبية،‏ <strong>و</strong>الص<strong>و</strong>ر الكريهة،‏<br />

<strong>و</strong>األ<strong>و</strong>صاف البغيضة على املستهدف.‏<br />

تق<strong>و</strong>م <strong>و</strong>سائل اإلعام بتأكيد هذه السمات <strong>و</strong>املبالغة فيها،‏ <strong>و</strong>تكرارها،‏<br />

<strong>و</strong>ت<strong>و</strong>ضيحها،‏ <strong>و</strong>ترسيخها،‏ حتى تتاشى أي ج<strong>و</strong>انب إيجابية أخرى في ص<strong>و</strong>رة<br />

املستهدف.‏<br />

19- إبراهيم الداق<strong>و</strong>قي،‏ ص<strong>و</strong>رة األتراك لدى العرب،‏ بر<strong>و</strong>ت،‏ مركز درسات ال<strong>و</strong>حدة<br />

العربية،‏ 2001، ص‎21‎‏.‏<br />

20- فهد عبدالرحمن الشميمري،‏ الرتبية اإلعالمية،‏ الرياض:‏ مكتبة امللك فهد<br />

ال<strong>و</strong>طنية،‏ ط‎1‎‏،‏ 2010، صص‎89-85‎‏.‏<br />

197


ً<br />

ً<br />

ً<br />

ً<br />

تق<strong>و</strong>م <strong>و</strong>سائل اإلعام بالبحث عن أي ش<strong>و</strong>اهد،‏ أ<strong>و</strong> أحداث أ<strong>و</strong> ممارسات،‏<br />

مهما كانت نادرة،‏ لتأكيد الص<strong>و</strong>رة النمطية السلبية <strong>و</strong>ترسيخها.‏<br />

يتم إحكام عملية الق<strong>و</strong>لبة <strong>و</strong>التنميط بمر<strong>و</strong>ر ال<strong>و</strong>قت،‏ <strong>و</strong>تتابع الزمن،‏<br />

<strong>و</strong>التكرار املستمر،‏ <strong>و</strong>العمل الدؤ<strong>و</strong>ب في إبراز الص<strong>و</strong>رة النمطية السلبية،‏<br />

<strong>و</strong>تن<strong>و</strong>ع أساليب عرضها،‏ <strong>و</strong>اختاف طرق معالجتها،‏ <strong>و</strong>استخدام <strong>و</strong>سائل<br />

اإلعام املقر<strong>و</strong>ءة <strong>و</strong>املسم<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>املرئية <strong>و</strong>األفام السينمائية أيضا.‏<br />

إذا نجحت عملية الق<strong>و</strong>لبة <strong>و</strong>التنميط <strong>و</strong>تصنيع الص<strong>و</strong>رة السلبية<br />

فإن الضحية يجد من اآلخرين مشاعر الكراهية <strong>و</strong>النف<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>االشمئزاز<br />

<strong>و</strong>اإلحتقار،‏ <strong>و</strong>أحيانا الخ<strong>و</strong>ف منه،‏ بل الرغبة في التخلص منه،‏ <strong>و</strong>هذا ما<br />

يجعله أحيانا معرضا للخطر.‏<br />

قد يك<strong>و</strong>ن ضحية الق<strong>و</strong>لبة <strong>و</strong>التنميط فئة اجتماعية،‏ أ<strong>و</strong> شعب،‏ أ<strong>و</strong> أمة بكاملها.‏<br />

الص<strong>و</strong>رة النمطية للمرأة في <strong>و</strong>سائل اإلعالم:‏<br />

إن الص<strong>و</strong>رة النمطية السلبية التي تق<strong>و</strong>م <strong>و</strong>سائل اإلعام التقليدية<br />

<strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>نية بانتاجها <strong>و</strong>نشرها لبعض فئات املجتمع <strong>و</strong>الن<strong>و</strong>ع االجتماعي<br />

‏)<strong>و</strong>خاصة تش<strong>و</strong>يه ص<strong>و</strong>رة املرأة(‏ <strong>و</strong>الشع<strong>و</strong>ب <strong>و</strong>الثقافات <strong>و</strong>األعراق،‏ <strong>و</strong>بعض<br />

الجماعات ذات األص<strong>و</strong>ل الجغرافية <strong>و</strong>العرقية،‏ <strong>و</strong>كذلك بعض االتجاهات<br />

السياسية <strong>و</strong>الفكرية،‏ هي مظهر من مظاهر االضطهاد <strong>و</strong>تش<strong>و</strong>يه الص<strong>و</strong>رة<br />

في هذا العالم،‏ <strong>و</strong>شاهد على عدم العدالة االجتماعية،‏ <strong>و</strong>هي تهدد الل ُ حمة<br />

ال<strong>و</strong>طنية <strong>و</strong>النسيج االجتماعي <strong>و</strong>تخلق الكثير من الصراعات،‏ <strong>و</strong>زيادة حدة<br />

الكراهية في املجتمع،‏ بل إنها تعطي املشر<strong>و</strong>عية لهذه الكراهية،‏ <strong>و</strong>تبرر<br />

عملية اإلعتداء على ضحايا الص<strong>و</strong>رة النمطية السلبية،‏ <strong>و</strong>تجعل العد<strong>و</strong>ان<br />

عليهم شيئً‏ ا مبررًا <strong>و</strong>مفه<strong>و</strong>مً‏ ا.‏<br />

<strong>و</strong>ل<strong>و</strong> الحظنا الطريقة التي يتم بها تنميط ص<strong>و</strong>رة املرأة في <strong>و</strong>سائل<br />

198


ّ<br />

إعام الد<strong>و</strong>ل املتأخرة <strong>و</strong>املحافظة اجتماعياً‏ ، <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> أنهن أدنى مكانة من<br />

الرجال،‏ نجد أن األسباب ساذجة <strong>و</strong>بسيطة <strong>و</strong>ليس لها أساس علمي أ<strong>و</strong><br />

م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عي،‏ <strong>و</strong>لكنها ق<strong>و</strong>ية ألنها تقع ضمن دائرة االعتقاد،‏ فكلمة أمرأة<br />

تحمل في ذاتها الكثير من الدالالت السلبية في املخز<strong>و</strong>ن الثقافي لتلك<br />

املجتمعات املتأخرة <strong>و</strong>املحافظة اجتماعياً‏ <strong>و</strong>ثقافيا ً . فتنميط ص<strong>و</strong>رة املرأة<br />

على أنهن أقل مرتبة فهذا يبرر ممارسات العنف ضدهن،‏ <strong>و</strong>هكذا <strong>و</strong>من<br />

ثم فإن الص<strong>و</strong>ر النمطية ليست مجرد عملية ذهنية،‏ بل إنها تؤدي إلى<br />

أفعال مادية،‏ <strong>و</strong>هنا تحديدً‏ ا تكمن خط<strong>و</strong>رتها )2)) .<br />

الص<strong>و</strong>رة النمطية في الق<strong>و</strong>انين <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اثيق األخالقية اإلعالمية:‏<br />

تَ‏ ظهر الع<strong>و</strong>دة إلى امل<strong>و</strong>اثيق األخاقية ً أمرا ً ضر<strong>و</strong>ريا ليس ملجرّد<br />

قراءتها بل للتشبع بها <strong>و</strong>تطبيقها على امليدان،‏ فامليثاق األخاقي لجمعية<br />

الصحفيين املحترفين في أميركا ‏-<strong>و</strong>ه<strong>و</strong> <strong>و</strong>احد من أقدم النص<strong>و</strong>ص األخاقية<br />

في القطاع-‏ يؤكد ضر<strong>و</strong>رة االبتعاد عن التنميط القائم على العرق<br />

<strong>و</strong>الجنس <strong>و</strong>السن <strong>و</strong>الدين <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>العامل الجغرافي <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>جه الجنسي<br />

<strong>و</strong>اإلعاقة <strong>و</strong>املظهر الجسدي <strong>و</strong>الحالة األسرية.‏ <strong>و</strong>ينص التعديل الجديد في<br />

امليثاق على ضر<strong>و</strong>رة أن يراجع الصحفي<strong>و</strong>ن السبل التي تؤثر فيها قيمهم<br />

على التغطية اإلخبارية )2)) .<br />

<strong>و</strong>في ذات السياق يضع املركز األ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بي للصحافة عدة إرشادات<br />

لتجا<strong>و</strong>ز إمكانية ال<strong>و</strong>ق<strong>و</strong>ع في ترسيخ الص<strong>و</strong>ر النمطية بالنسبة لألقليات،‏<br />

منها احترام اآلخرين فيما يتعلق بجنسهم <strong>و</strong>عرقهم <strong>و</strong>سنهم <strong>و</strong>دينهم <strong>و</strong>غير<br />

22- يرسي مصطفى،‏ ال<strong>و</strong>صم <strong>و</strong>التنميط من املنظ<strong>و</strong>ر االجتامعي،‏ مركز دراسات األمن<br />

األ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>يب http://ceoss-eg.org/wp-content/uploads/2016 .10/CESS،<br />

23- اسامعيل عزام،‏ اإلعالم <strong>و</strong>صناعة امل<strong>و</strong>قف من اآلخر،‏ معهد الجزيرة لإلعالم،‏ 13<br />

أغسطس https://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/357 ،2018<br />

24- نفس املرجع.‏<br />

199


ً<br />

ّ<br />

ذلك من االختافات،‏ <strong>و</strong>عدم الحديث عن هذه االختافات في اإلعام<br />

إال إذا كانت للم<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع عاقة بذلك،‏ <strong>و</strong>التعرّف على الص<strong>و</strong>ر النمطية<br />

التي يحملها الصحفي عن اآلخرين حتى يبعدها عن عمله،‏ <strong>و</strong>عدم سماح<br />

الصحفي لتجاربه الخاصة بالتأثير على التغطية،‏ <strong>و</strong>إعطاء األهمية ذاتها<br />

لكل األطراف في القصة حتى ال يظهر أن هناك اختاال للت<strong>و</strong>ازن عندما<br />

يتعلق األمر بأطراف مختلفة الت<strong>و</strong>جهات )2)) .<br />

خامساً‏ : صناعة املصطلحات اإلعالمية:‏<br />

‏)صناعة املصطلحات(‏ <strong>و</strong>احدة من األد<strong>و</strong>ات املهمة التي تستخدمها<br />

<strong>و</strong>سائل اإلعام لتس<strong>و</strong>يق االفكار <strong>و</strong>تمرير املعل<strong>و</strong>مات بطريقة تحقق أهداف<br />

جهة ما أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>لة ما.‏ حيث يتلقى القارئ أ<strong>و</strong> املستمع أ<strong>و</strong> املشاهد مصطلح ما<br />

ي<strong>و</strong>سم حدثا محددً‏ ا أ<strong>و</strong> يتم <strong>و</strong>سم قضية معينة بمصطلح ما،‏ يصبح هذا<br />

ال<strong>و</strong>سم ه<strong>و</strong>ية لهذه القضية <strong>و</strong>شخ<strong>و</strong>صها <strong>و</strong>مكانها <strong>و</strong>زمانها،‏ <strong>و</strong>هكذا تصبح<br />

كافة القضايا املتشابهة <strong>و</strong>التي تتنا<strong>و</strong>لها <strong>و</strong>سائل اإلعام م<strong>و</strong>ضع مقاربة<br />

لدى املتلقي باملصطلح السابق،‏ <strong>و</strong>يظل الناس يتذكر<strong>و</strong>ن هذه الح<strong>و</strong>ادث<br />

<strong>و</strong>القضايا كلما تم استخدام املصطلح من قبل <strong>و</strong>سائل اإلعام.‏ <strong>و</strong>هذا ه<strong>و</strong><br />

التأثير السياسي <strong>و</strong>االجتماعي الذي تخلفه صناعة املصطلحات في الغرف<br />

املغلقة ل<strong>و</strong>سائل اإلعام،‏ التي عادة ما تك<strong>و</strong>ن تخدم جهة أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>لة )2)) .<br />

إن املصطلحات املستخدمة في الخطاب اإلعامي لها د<strong>و</strong>ر كبير في<br />

بناء املفاهيم أ<strong>و</strong> تغييرها،‏ <strong>و</strong>في كسب امل<strong>و</strong>اقف أ<strong>و</strong> تبديلها،‏ <strong>و</strong>هي ق<strong>و</strong>ة مؤثرة<br />

في صلب الخطاب اإلعامي،‏ <strong>و</strong>تزداد أهمية هذا الد<strong>و</strong>ر في حاالت الصراع<br />

<strong>و</strong>تضارب املصالح،‏ <strong>و</strong>خاصة في املناطق غير املستقرة في العالم،‏ أ<strong>و</strong> التي<br />

25- حسن العايص،‏ خيمياء <strong>و</strong>سائل اإلعالم..‏ صناعة التزييف <strong>و</strong>التضليل،‏ جريدة العمق<br />

املغريب اإللكرت<strong>و</strong>نية،‏ أغسطس 2018، .https://al3omk.com/amp/321787.html<br />

26- فهد عبدالرحمن الشميمري،‏ املرجع السابق،‏ ص‎92‎‏.‏<br />

200


ّ<br />

تشهد نزاعات مسلحة،‏ حيث تتنافس األطراف ذات العاقة بتصنيع<br />

<strong>و</strong>نحت املصطلحات اإلعامية،‏ <strong>و</strong>تس<strong>و</strong>يقها <strong>و</strong>نشرها،‏ بحيث تعبر عن <strong>و</strong>جهة<br />

نظر صانع املصطلح،‏ <strong>و</strong>تؤيد م<strong>و</strong>قفه ضد الطرف اآلخر )2)) .<br />

إذن ماهي صناعة املصطلح اإلعالمي:‏<br />

ه<strong>و</strong> الكلمة،‏ أ<strong>و</strong> الجملة املركزة،‏ املصن<strong>و</strong>عة،‏ املنح<strong>و</strong>تة بدقة،‏ لكي<br />

‏ّر عن حالة،‏ أ<strong>و</strong> م<strong>و</strong>قف،‏ أ<strong>و</strong> قضية،‏ أ<strong>و</strong> حدث،‏ أ<strong>و</strong> منطقة جغرافية،‏<br />

يُ‏ عب<br />

أ<strong>و</strong> فترة زمنية،‏ أ<strong>و</strong> فئة معينة،‏ <strong>و</strong>ذلك إلبراز حقيقة،‏ أ<strong>و</strong> طمس أخرى،‏ أ<strong>و</strong><br />

كسب م<strong>و</strong>قف د<strong>و</strong>لي،‏ أ<strong>و</strong> إقليمي،‏ أ<strong>و</strong> تغيير اتجاهات <strong>و</strong>مي<strong>و</strong>ل معينة،‏ لدى<br />

شعب،‏ أ<strong>و</strong> أمة معينة،‏ أ<strong>و</strong> صناعة ص<strong>و</strong>رة نمطية،‏ أ<strong>و</strong> سلب إرادة اآلخرين<br />

<strong>و</strong>السيطرة عليها،‏ أ<strong>و</strong> تك<strong>و</strong>ين رأي عام،‏ <strong>و</strong>يك<strong>و</strong>ن ذلك بما يت<strong>و</strong>افق مع مصالح<br />

صانع املصطلح )2)) .<br />

مراحل تصنيع املصطلحات اإلعالمية:‏<br />

تمرعملية تصنيع املصطلح <strong>و</strong>د<strong>و</strong>رة حياته بمراحل متعددة ، <strong>و</strong>ذلك<br />

على النح<strong>و</strong> اآلتي )2)) :<br />

التخطيط:‏ في هذه املرحلة يك<strong>و</strong>ن اهتمام صانع املصطلح منصبً‏ ا على<br />

تحديد أهداف املصطلح،‏ <strong>و</strong>التأثير املطل<strong>و</strong>ب من <strong>و</strong>رائه،‏ <strong>و</strong>تك<strong>و</strong>ين ص<strong>و</strong>رة<br />

ذهنية ملا يجب أن يك<strong>و</strong>ن عليه.‏<br />

اإلعداد:‏ جمع مك<strong>و</strong>نات املصطلح <strong>و</strong>تحديد أبعاده،‏ <strong>و</strong>ارتباطاته.‏<br />

26<br />

27- فهد عبدالرحمن الشميمري،‏ املرجع السابق،‏ ص‎94‎‏.‏<br />

28- نفس املرجع،‏ صص‎95-94‎‏.‏<br />

28<br />

201


ً<br />

البناء <strong>و</strong>التس<strong>و</strong>ية:‏ بناء املصطلح <strong>و</strong>تركيبه في كلمة <strong>و</strong>احدة،‏ أ<strong>و</strong> جملة<br />

مختصرة بأقل عدد ممكن من الكلمات،‏ <strong>و</strong>تس<strong>و</strong>يته من كل عي<strong>و</strong>ب قد<br />

تسبب تش<strong>و</strong>يشا على املعنى أ<strong>و</strong> الفهم أ<strong>و</strong> التأثير.‏<br />

اإلعالن <strong>و</strong>النشر:‏ تس<strong>و</strong>يق املصطلح عبر <strong>و</strong>سائل اإلعام املقر<strong>و</strong>ءة<br />

<strong>و</strong>املسم<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>املرئية.‏<br />

التبني:‏ قب<strong>و</strong>ل املصطلح من قبل الصحفيين <strong>و</strong>الكُ‏ تاب <strong>و</strong>املثقفين<br />

<strong>و</strong>غيرهم،‏ <strong>و</strong>تبنيه <strong>و</strong>استخدامه.‏<br />

االستقرار:‏ انتشار استخدام املصطلح بين الجمه<strong>و</strong>ر في منطقة ما،‏<br />

<strong>و</strong>تدا<strong>و</strong>له بينهم،‏ حيث يبلغ أقصى استقراره بتبني أفراد الجمه<strong>و</strong>ر غير<br />

املتخصصين للمصطلح،‏ <strong>و</strong>استخدامه،‏ <strong>و</strong>تكراره،‏ للتعبير به عن فهمهم<br />

<strong>و</strong>إدراكهم،‏ <strong>و</strong>هذا أقصى ما يتمناه صانع املصطلح.‏<br />

الضعف التدريجي:‏ لكل مصطلح مساحة زمنية يحيا فيها،‏ تقصر أ<strong>و</strong><br />

تط<strong>و</strong>ل،‏ ثم يقل استخدامه،‏ أ<strong>و</strong> االستغناء عنه بالكلية،‏ <strong>و</strong>انتهاء صالحيته،‏<br />

أ<strong>و</strong> تغيرظر<strong>و</strong>فه ، أ<strong>و</strong> رفضه من قبل الجمه<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>امتناعهم عن استخدامه،‏<br />

أ<strong>و</strong> <strong>و</strong>ف<strong>و</strong>د مصطلح آخر جديد.‏<br />

املصطلحات اإلعالمية <strong>و</strong>اله<strong>و</strong>ية الجندرية في اإلعالم العربي:‏<br />

عادة ما يستخدم بعض <strong>و</strong>سائل اإلعام املحلية عند تنا<strong>و</strong>له<br />

القضايا املتعلقة باله<strong>و</strong>ية الجندرية،‏ مصطلحات إعامية تحمل في<br />

مضامينها إتهامات <strong>و</strong>أ<strong>و</strong>صاف بالد<strong>و</strong>نية،‏ باإلضافة إلى إطاق أحكام<br />

مسبقة على املقص<strong>و</strong>دين في تغطياتهم الصحفية من متعددي اله<strong>و</strong>ية<br />

الجندرية <strong>و</strong>إتهامهم بأحكام دينية <strong>و</strong>قضائية عليهم د<strong>و</strong>ن دليل أ<strong>و</strong> برهان.‏<br />

لذا إن التزام الصحفيين <strong>و</strong>اإلعاميين بالد<strong>و</strong>ر النبيل ملهنة الصحافة تنتج<br />

عنه ثمة مبادئ معرفية تثري ثقافة الصحفي اإلعامية ليتجنب تلك<br />

202


ّ<br />

املصطلحات اإلعامية القائمة على تأجيج النزعات العقائدية السلبية<br />

<strong>و</strong>السائدة في املجتمعات املحلية <strong>و</strong>ما تحمل في طياتها التمييز بسبب<br />

الل<strong>و</strong>ن،‏ أ<strong>و</strong> الجنس،‏ أ<strong>و</strong> اللغة،‏ أ<strong>و</strong> الرأي السياسي <strong>و</strong>غير السياسي،‏ أ<strong>و</strong><br />

األصل ال<strong>و</strong>طني <strong>و</strong>االجتماعي،.....إلخ((.‏ <strong>و</strong>من تلك املبادئ )2)) :<br />

رفض <strong>و</strong>مكافحة املصطلحات اإلعامية التي تركز على التنميط<br />

االجتماعي املبني على تعميم األخاقيات <strong>و</strong>املعتقدات <strong>و</strong>العادات <strong>و</strong>التقاليد،‏<br />

<strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ املصطلحات التي تنتقص من مكانة األفراد <strong>و</strong>املجاميع من<br />

أديان مختلفة،‏ <strong>و</strong>ذي خلفيات إجتماعية مختلفة،‏ أ<strong>و</strong> أقليات عرقية أ<strong>و</strong><br />

طبقية،‏ أ<strong>و</strong> من ذ<strong>و</strong>ي املي<strong>و</strong>ل الجنسية <strong>و</strong>األن<strong>و</strong>اع االجتماعية غير السائدة.‏<br />

محاربة املبدأ القائم على سيادة األق<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>التحكم بمصائر األقليات<br />

األخرى بشكل عام،‏ س<strong>و</strong>اء كان ذلك في السياسة،‏ االقتصاد،‏ الحياة<br />

االجتماعية أ<strong>و</strong> الثقافية.‏<br />

أن تك<strong>و</strong>ن الصحافة نصيرة األقليات التي تضم أشخاصا ذا ه<strong>و</strong>يات<br />

جندرية متعددة <strong>و</strong>أد<strong>و</strong>ار اجتماعية غير متعارف عليها،‏ ضد من<br />

يضطهدهم <strong>و</strong>يضع ق<strong>و</strong>انين تجرم أفعالهم <strong>و</strong>أشكالهم.‏<br />

خالصة املبحث:‏<br />

لقد حا<strong>و</strong>لنا في هذا املبحث بصفة عامة،‏ أن ن<strong>و</strong>ضح املفاهيم <strong>و</strong>األبعاد<br />

املعرفية املتعددة ملصطلح التضليل اإلعامي <strong>و</strong>أسسه <strong>و</strong>أهدافه مع<br />

املقاربات اإلصطاحية األخرى املتداخلة معها من ناحية املضم<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>املعنى<br />

ً<br />

االصطاحي،‏ <strong>و</strong>هذا من خال مسح أكاديمي ح<strong>و</strong>ل جذ<strong>و</strong>ر الظاهرة تاريخيا<br />

حتى أصبحت في ي<strong>و</strong>منا هذا مصطلحاً‏ شائع االستخدام جرّاء التح<strong>و</strong>الت<br />

29- نزيهة سعيد،‏ دليل اإلعالم <strong>و</strong>الصحافين العرب لتغطية قضايا متعددي املي<strong>و</strong>ل<br />

الجنسية <strong>و</strong>اله<strong>و</strong>ية الجندرية،‏ منظمة تحرك اآلن الد<strong>و</strong>لية Action( Out Right<br />

،International)، 2017 ص‎49‎‏.‏<br />

203


ّ<br />

السريعة التي يشهدها حقل تكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيا اإلتصال <strong>و</strong>اإلعام <strong>و</strong>جعلها ترتبط<br />

بمراكز صناع القرارات السياسية <strong>و</strong>االقتصادية <strong>و</strong>املالية <strong>و</strong>العسكرية.‏<br />

<strong>و</strong>أشرنا إلى أن التضليل اإلعامي في <strong>و</strong>سائل اإلعام الجماهيري التقليدي<br />

<strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>ني يك<strong>و</strong>ن على مست<strong>و</strong>يات،‏ فهناك،‏ أخبار مضللة جزئياً‏ أ<strong>و</strong><br />

ً<br />

مغل<strong>و</strong>طة يمكن أن نعتبرها تضليا غير قصدي،‏ <strong>و</strong>أخرى أخبار زائفة<br />

كلياً‏ تدفع القائمين باالتصال إلى إخفاء املعل<strong>و</strong>مات عن السياق بهدف<br />

التضليل،‏ <strong>و</strong>أخرى تتمثل في شائعات إعامية،‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صاً‏ الشائعات<br />

اإللكتر<strong>و</strong>نية التي باتت الي<strong>و</strong>م إحدى <strong>و</strong>سائل التضليل <strong>و</strong>أشد خط<strong>و</strong>رة من<br />

مثياتها.‏ <strong>و</strong>أ<strong>و</strong>ضحنا أيضاً‏ العديد من األهداف التي يسعى إليها القائم<strong>و</strong>ن<br />

على عملية التضليل اإلعامي,‏ منها التعتيم على األخبار الحقيقية,‏ أ<strong>و</strong><br />

حجب املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>تضليلها عن طريق مجم<strong>و</strong>عة من األخبار,‏ ثم تلك<br />

املسا<strong>و</strong>ئ التي يحدثها التضليل كإحداث الخلل في التفكير <strong>و</strong>عدم القدرة<br />

ً<br />

على األداء الصحيح <strong>و</strong>زعزعة الثقة بالنفس <strong>و</strong>بالقناعات الفكرية سياسيا<br />

<strong>و</strong>اجتماعياً‏ ً <strong>و</strong>ثقافيا .<br />

<strong>و</strong>اشرنا إلى أن التضليل اإلعامي اليقتصر على األخبار فقط،‏ <strong>و</strong>إنما<br />

تتجسد مامحه <strong>و</strong>مظاهره أيضاً‏ في التنميط <strong>و</strong>ق<strong>و</strong>لبة الص<strong>و</strong>ر،‏ كعملية<br />

إعامية بحد ذاتها <strong>و</strong>متعمدة مخطط لها،‏ الختزال <strong>و</strong>تبسيط مُ‏ خِ‏ لُّ‏ للص<strong>و</strong>رة<br />

العامة لشخص،‏ أ<strong>و</strong> جماعة،‏ أ<strong>و</strong> فئة اجتماعية،‏ أ<strong>و</strong> شعب ما.‏ مؤكدةً‏ على<br />

ضر<strong>و</strong>رة التزام الصحفي <strong>و</strong>اإلعامي بمعايير املهنية <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اثيق االخاقية<br />

رم تش<strong>و</strong>يه الص<strong>و</strong>رة على مست<strong>و</strong>ى الفرد <strong>و</strong>الجماعة <strong>و</strong>االبتعاد عن<br />

التي ُ ت حّ‏<br />

التنميط القائم على العرق <strong>و</strong>الجنس <strong>و</strong>السن <strong>و</strong>الدين <strong>و</strong>الق<strong>و</strong>مية <strong>و</strong>العامل<br />

الجغرافي <strong>و</strong>الت<strong>و</strong>جه الجنسي <strong>و</strong>اإلعاقة <strong>و</strong>املظهر الجسدي <strong>و</strong>الحالة األسرية.‏<br />

<strong>و</strong>ختمنا املبحث بتنا<strong>و</strong>ل صناعة املصطلحات اإلعامية كإحدى األد<strong>و</strong>ات<br />

املهمة التي تستخدمها <strong>و</strong>سائل اإلعام لتس<strong>و</strong>يق االفكار <strong>و</strong>تمرير املعل<strong>و</strong>مات<br />

204


بطريقة تحقق أهداف جهة ما أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>لة ما،‏ مع ذكر مراحل تصنيع<br />

املصطلحات اإلعامية من الذر<strong>و</strong>ة إلى مرحلة الضعف <strong>و</strong>الز<strong>و</strong>ال.‏ <strong>و</strong>تأكيد<br />

إلزام الصحفيين <strong>و</strong>اإلعاميين بالد<strong>و</strong>ر النبيل ملهنة الصحافة في أثناء<br />

تغطيتهم قضايا متعددي املي<strong>و</strong>ل الجنسية <strong>و</strong>اله<strong>و</strong>ية الجندرية <strong>و</strong>مكافحتهم<br />

تلك املصطلحات اإلعامية التي تركز على التنميط االجتماعي املبني<br />

ً<br />

على تعميم األخاقيات <strong>و</strong>املعتقدات <strong>و</strong>العادات <strong>و</strong>التقاليد،‏ <strong>و</strong>خص<strong>و</strong>صا<br />

ذلك الذي ينتقص من مكانة األفراد <strong>و</strong>املجاميع من أديان مختلفة،‏ <strong>و</strong>ذ<strong>و</strong><br />

خلفيات إجتماعية مختلفة،‏ أ<strong>و</strong> أقليات عرقية أ<strong>و</strong> طبقية،‏ أ<strong>و</strong> من ذ<strong>و</strong>ي<br />

املي<strong>و</strong>ل الجنسية <strong>و</strong>األن<strong>و</strong>اع االجتماعية غير السائدة.‏<br />

205


املبحث الثاني<br />

اساليب التضليل في <strong>و</strong>سائل اإلعالم التقليدية <strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>نية<br />

<strong>و</strong>طرق معالجتها<br />

تمهيد:‏<br />

تعد األخبار املزيفة <strong>و</strong>حمات التضليل املعقدة مشكلة خاصة في<br />

األنظمة السياسية الشبه املنفتحة،‏ <strong>و</strong>هناك نقاش متزايد ح<strong>و</strong>ل كيفية<br />

معالجة هذه القضايا د<strong>و</strong>ن تق<strong>و</strong>يض إيجابيات ال<strong>و</strong>سائط الرقمية.‏ <strong>و</strong>من<br />

أجل الحفاظ على نظام ديمقراطي مفت<strong>و</strong>ح،‏ من املهم أن تعمل الحك<strong>و</strong>مات<br />

<strong>و</strong>الشركات <strong>و</strong>مستهلكي <strong>و</strong>سائل اإلعام التقليدية <strong>و</strong>الحديثة معً‏ ا لحل هذه<br />

املشكات من خال خطط استراتيجية مرس<strong>و</strong>مة كتعزيز املؤسسات<br />

الترب<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>التعليمية للد<strong>و</strong>ل على مح<strong>و</strong> األمية اإلخبارية <strong>و</strong>الصحافة املهنية<br />

الق<strong>و</strong>ية في مجتمعاتها <strong>و</strong>أن تجعل ت<strong>و</strong>عية الناس ح<strong>و</strong>ل مح<strong>و</strong> األمية اإلخبارية<br />

أ<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ية قص<strong>و</strong>ى،‏ <strong>و</strong>يجب أن ت<strong>و</strong>فر صناعة األخبار صحافة عالية الج<strong>و</strong>دة<br />

من أجل بناء ثقة الجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>تصحيح األخبار الزائفة <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات املضللة<br />

د<strong>و</strong>ن إضفاء الشرعية عليها،‏ <strong>و</strong>من جانب آخر يقع على عاتق شركات<br />

تكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيا اإلتصال االستثمار في األد<strong>و</strong>ات التي تحدد األخبار املزيفة<br />

<strong>و</strong>تحسين املساءلة عبر اإلنترنت.‏ <strong>و</strong>أخيرًا،‏ يجب على جمه<strong>و</strong>ر املتلقي<br />

<strong>و</strong>املستهدف متابعة مصادر األخبار املتن<strong>و</strong>عة،‏ <strong>و</strong>التشكيك فيما يقرؤ<strong>و</strong>نه<br />

<strong>و</strong>يشاهد<strong>و</strong>نه.‏ <strong>و</strong>سنحا<strong>و</strong>ل إيضاح هذه امل<strong>و</strong>اضيع الشائكة <strong>و</strong>املتشعبة بشقيها<br />

النظري <strong>و</strong>التطبيقي في هذا املبحث تبعاً‏ ملحا<strong>و</strong>ر مصنفة تدريجية تبدأ<br />

بعم<strong>و</strong>ميات اساليب التضليل اإلعامي عبر <strong>و</strong>سائل اإلعام قديماً‏ <strong>و</strong>حديثا ً ،<br />

<strong>و</strong>نط<strong>و</strong>ر مسار مضامين املبحث إلى أن نختتمه بعدة طرق <strong>و</strong>آليات التجنب<br />

<strong>و</strong>مكافحة عمليات التضليل اإلعامي.‏<br />

206


أ<strong>و</strong>الً:‏ اساليب التضليل اإلعالمي عبر <strong>و</strong>سائل اإلعالم ‏)التقليدي<br />

<strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>ني(:‏<br />

يُ‏ عتبر أساليب التضليل اإلعامي ذلك الطرق <strong>و</strong>املناهج املعتمدة<br />

لتضليل الجمه<strong>و</strong>ر املستهدف،‏ <strong>و</strong>من تلك االساليب قديمة أُ‏ ُ ستخدم إبان<br />

الحرب الباردة بين املنظ<strong>و</strong>متين ‏)الشي<strong>و</strong>عية الس<strong>و</strong>فياتية <strong>و</strong>الرأسمالية<br />

األمريكية(‏ <strong>و</strong>البعض اآلخر منها يُ‏ عتبر ً حديثا من اختراعات ‏»السلطة<br />

الخامسة«‏ )3)) . <strong>و</strong>تختلف اساليب التضليل اإلعامي فيما بينها من<br />

حيث درجة األهمية <strong>و</strong>التأثير،‏ مثل اختاف مصادر التضليل،‏ أ<strong>و</strong><br />

املكانة السياسية <strong>و</strong>االجتماعية للجهة التي تق<strong>و</strong>م بالتضليل س<strong>و</strong>اءً‏ كانت<br />

حك<strong>و</strong>مة أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>لة أ<strong>و</strong> حزباً‏ ً سياسيا أ<strong>و</strong> شخصية عامة،‏ أ<strong>و</strong> باختاف ن<strong>و</strong>ع<br />

ال<strong>و</strong>سيلة اإلعامية،‏ <strong>و</strong>تجدر اإلشارة إلى أن اإلعام اإللكتر<strong>و</strong>ني <strong>و</strong>من<br />

ً<br />

ضمنها ‏»الس<strong>و</strong>شيال ميديا«‏ من أكثر ال<strong>و</strong>سائل اإلعامية الحديثة مهيأة<br />

ملمارسة التضليل اإلعامي.‏ لذلك تتعدد أساليب التضليل اإلعامي <strong>و</strong>فق<br />

االستراتيجيات <strong>و</strong>األهداف القائمة باإلتصال فيما يأتي:‏<br />

أسل<strong>و</strong>ب التعتيم أ<strong>و</strong> الكتم على املعل<strong>و</strong>مات:‏ <strong>و</strong>تتم عبر ما يأتي )3)) :<br />

التجاهل التام <strong>و</strong>عدم التطرق ألحداث ميدانية أ<strong>و</strong> سياسية أ<strong>و</strong> اقتصادية<br />

مهمة <strong>و</strong>مفصلية بص<strong>و</strong>رة نهائية <strong>و</strong>التعامل كأنها غير م<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>دة أصاً.‏<br />

30- يُطلق مفه<strong>و</strong>م السلطة الخامسة عى مجم<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>سائل اإلعالم الجديد،‏ <strong>و</strong>من<br />

ضمنها شبكات الت<strong>و</strong>اصل االجتامعي التي ساهمت بتك<strong>و</strong>ين تح<strong>و</strong>الت جذرية عى<br />

صعيد آليات العملية االتصالية،‏ <strong>و</strong>رسّعت عملية الت<strong>و</strong>اصل <strong>و</strong>تبادل اآلراء <strong>و</strong><strong>و</strong>جهات<br />

النظر ح<strong>و</strong>ل القضايا املطر<strong>و</strong>حة عرها،‏ كام فتحت املجال أمام تقنيات من<strong>و</strong>عة تتيح<br />

تشكيل الرسائل اإلعالمية بأمناط متعددة.‏<br />

31- أنظر إىل:‏<br />

نزهت الدليمي،‏ التضليل اإلعالمي <strong>و</strong>كيفية امل<strong>و</strong>اجهة،‏ شبكة النبأ املعل<strong>و</strong>ماتية،‏ 2020،<br />

.https://annabaa.org/arabic/referenceshirazi/25614،2020<br />

حسن الزين،‏ املرجع السابق،‏ .https://www.almaarefcs.org<br />

207


محا<strong>و</strong>الت منع النشر <strong>و</strong>تحديد حركة املند<strong>و</strong>بين <strong>و</strong>املراسلين <strong>و</strong>عدم<br />

السماح بت<strong>و</strong>فير أي فرصة لتغطية االحداث.‏<br />

منع الشه<strong>و</strong>د العيان من التصريح ل<strong>و</strong>سائل اإلعالم.‏<br />

منع نشر معل<strong>و</strong>مات تحت طائلة املسؤ<strong>و</strong>لية القضائية تحت ذريعة<br />

األمن الق<strong>و</strong>مي.‏<br />

أسل<strong>و</strong>ب التسريب <strong>و</strong>النشر <strong>و</strong>الب<strong>و</strong>ح باملعل<strong>و</strong>مات:‏ <strong>و</strong>يق<strong>و</strong>م هذا األسل<strong>و</strong>ب<br />

على نشر <strong>و</strong>بث معل<strong>و</strong>مات قد تك<strong>و</strong>ن صحيحة لل<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل الى األهداف،‏<br />

<strong>و</strong>نذكر من نماذجه :<br />

التشهير <strong>و</strong>الفضح <strong>و</strong>تلطيخ السمعة للخص<strong>و</strong>م ( زعماء،‏ سياسيين،‏<br />

إعاميين،....‏ الخ(‏<br />

الدعاية اإلعامية <strong>و</strong>الحرب النفسية إلضعاف الر<strong>و</strong>ح املعن<strong>و</strong>ية لدى<br />

جمه<strong>و</strong>ر الخصم <strong>و</strong>خفض الثقة بالقيادة <strong>و</strong>املنظ<strong>و</strong>مة العاملة <strong>و</strong>اظهار<br />

الضعف في رؤيتها <strong>و</strong>تحليلها لاحداث <strong>و</strong>تحقيق النصر.‏<br />

إثارة الخافات <strong>و</strong>افتعال األزمات <strong>و</strong>شق الصف<strong>و</strong>ف لدى جمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>ساحة الخصم.‏<br />

بث <strong>و</strong>تكرار االشاعات <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات املغل<strong>و</strong>طة <strong>و</strong>امللغ<strong>و</strong>مة <strong>و</strong>الكاذبة .<br />

اغراق الجمه<strong>و</strong>ر بمعل<strong>و</strong>مات ال تهمه،‏ <strong>و</strong>ال يحتاح اليها،‏ <strong>و</strong>كذا االغراق<br />

بكمية ضخمة من املعل<strong>و</strong>مات يصعب هضمها <strong>و</strong>استيعابها <strong>و</strong>الربط بينها.‏<br />

تؤدي باملتلقي للمعل<strong>و</strong>مات الى الشع<strong>و</strong>ر بالعجز <strong>و</strong>السلبية <strong>و</strong>صرف النظر.‏<br />

التسريب السري الذي يعتمد على شبكات <strong>و</strong>مصادر أمنية تت<strong>و</strong>لى نشر<br />

املعل<strong>و</strong>مات املسربة باالستفادة من مختلف الطرق كاألفراد ذ<strong>و</strong>ي النف<strong>و</strong>ذ<br />

<strong>و</strong>الشخصيات <strong>و</strong>املقربين منهم،‏ <strong>و</strong>السفراء <strong>و</strong>الدبل<strong>و</strong>ماسيين،‏ <strong>و</strong>يشترط فيها<br />

بقاء األهداف <strong>و</strong>الجهات املسربة طي الكتمان <strong>و</strong>السرية لعدم لفت نظر<br />

الطرف املتلقي الى أهداف الجهة املسربة للمعل<strong>و</strong>مات.‏<br />

208


التسريب العلني من خال ال<strong>و</strong>سائل العلنية <strong>و</strong>اإلعامية <strong>و</strong>الصحف<br />

<strong>و</strong>م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل على شبكات االنترنت،‏ <strong>و</strong>ال فرق في التسريب العلني بين<br />

معرفة املتلقي أ<strong>و</strong> عدم معرفته بانها معل<strong>و</strong>مات مسربة أ<strong>و</strong> انها دعايات أ<strong>و</strong><br />

إشاعات،‏ املهم ه<strong>و</strong> مفع<strong>و</strong>ل التسريب.‏<br />

<strong>و</strong>يستعمل التضليل اإلعامي أساليب أخرى ضد الجمه<strong>و</strong>ر<br />

لتحقيق الغرض املرج<strong>و</strong> كالخداع,‏ <strong>و</strong>اإلشاعة <strong>و</strong>التش<strong>و</strong>يش,‏ <strong>و</strong>إخفاءالحقائق<br />

<strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات,‏ <strong>و</strong>اختاق <strong>و</strong>قائع مسرحية.‏ <strong>و</strong>من ثم فإن الص<strong>و</strong>رة الصادقة<br />

ال يستطيع أن ينقلها ضمير متعدد ال<strong>و</strong>الءات,‏ <strong>و</strong>الحقيقة الساطعة ال<br />

يستطيع أن يؤمن بها فكر متعدد اإلنتماءات,‏ <strong>و</strong>الرأي الحر ال تستطيع أن<br />

تعبر عنه إرادة متعددة الت<strong>و</strong>جهات,‏ <strong>و</strong>اله<strong>و</strong>ية املتميزة ال تستطيع أن تلتقي<br />

مع ثقافة متعددة الخيارات أ<strong>و</strong> متعددة الر<strong>و</strong>افد )3)) .<br />

ثانياً‏ : تقنيات التضليل اإلعالمي:‏<br />

أما تقنيات التضليل اإلعامي فهي مجم<strong>و</strong>عة األد<strong>و</strong>ات الفنية <strong>و</strong>العملية<br />

التي تمارس لتطبيق أساليب التضليل اإلعامي <strong>و</strong>األمران متداخان في معظم<br />

األحيان.‏ <strong>و</strong>معظم تقنيات التضليل اإلعامي تختلف باختاف ال<strong>و</strong>سيلة<br />

اإلعامية <strong>و</strong>الظر<strong>و</strong>ف املكانية <strong>و</strong>الزمانية لن<strong>و</strong>ع األزمات،‏ <strong>و</strong>تختلف من ثقافة<br />

<strong>و</strong>تقاليد إلى أخرى.‏ <strong>و</strong>تندرج تقنيات التضليل في مجم<strong>و</strong>عة أد<strong>و</strong>ات كاآلتي )3)) :<br />

أ<strong>و</strong>الً:‏ تقنيات التاعب باملعل<strong>و</strong>مات ‏)تقنيات التحرير(:‏<br />

التضليل باالنتقائية املتحيّزة،‏ التي تنتقي بعض الكلمات <strong>و</strong>الحقائق<br />

<strong>و</strong>االقتباسات <strong>و</strong>املصادر <strong>و</strong>تتجاهل األخرى،‏ <strong>و</strong>تق<strong>و</strong>م بالتركيز على حقيقة<br />

<strong>و</strong>إغفال حقيقة أخرى مرتبطة بها.‏<br />

32- عبدالعزيز خليل املط<strong>و</strong>ع،‏ الربيع األس<strong>و</strong>د،‏ ث<strong>و</strong>رة أ<strong>و</strong> ظاهرة أ<strong>و</strong> فعل من فع<strong>و</strong>ل<br />

تجفيف األمة،‏ بر<strong>و</strong>ت:‏ املؤسسة العربية للدراسات <strong>و</strong>النرش،‏ 2013، ص‎84‎‏.‏<br />

33- فهد عبدالرحمن الشميمري،‏ املرجع السابق،‏ ص 107-105.<br />

209


التضليل بالتاعب باملعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>ترتيب الحقائق،‏ بص<strong>و</strong>رة تعطي<br />

معاني <strong>و</strong>انطباعات معينة،‏ <strong>و</strong>يتم تفسيرها بشكل معين،‏ يخالف ال<strong>و</strong>اقع.‏<br />

التضليل بإهمال خلفية األحداث،‏ <strong>و</strong>هذا يجعلها ناقصة <strong>و</strong>مش<strong>و</strong>هة،‏<br />

<strong>و</strong>ال يستطيع املتلقي فهمها <strong>و</strong>تفسيرها.‏<br />

التضليل باملزج <strong>و</strong>الخلط،‏ <strong>و</strong>عدم التمييز بين األخبار من ناحية <strong>و</strong>الرأي<br />

<strong>و</strong>التحليل <strong>و</strong>التعليق من ناحية أخرى،‏ فا يعرف املتلقي هل هذا جزء من<br />

الخبر؟ أ<strong>و</strong> ه<strong>و</strong> رأي الصحفي <strong>و</strong><strong>و</strong>جهة نظره.‏<br />

التضليل باملعل<strong>و</strong>مات التي ليست لها عاقة بالحدث،‏ على حساب<br />

الحقائق املهمة.‏<br />

التضليل بالعنا<strong>و</strong>ين <strong>و</strong>مقدمات األخبار املعتمدة على املبالغة <strong>و</strong>الته<strong>و</strong>يل<br />

<strong>و</strong>الغم<strong>و</strong>ض <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات الناقصة،‏ <strong>و</strong>هذا ال يتفق أحياناً‏ مع مضم<strong>و</strong>ن الخبر<br />

أ<strong>و</strong> املادة الصحفية.‏<br />

التضليل باستخدام مفردات معينة تؤدي إلى اصدار أحكام باإلدانة<br />

على امل<strong>و</strong>اقف <strong>و</strong>األشخاص <strong>و</strong>الجماعات <strong>و</strong>الد<strong>و</strong>ل،‏ أ<strong>و</strong> تحمل <strong>و</strong>جهة نظر<br />

بالتأييد أ<strong>و</strong> الرفض.‏<br />

التضليل باإليهام <strong>و</strong>التدليس في املصادر <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات،‏ <strong>و</strong>عرض معل<strong>و</strong>مات<br />

مضللة بكلمات غير <strong>و</strong>اضحة املصادر،‏ <strong>و</strong>هي معل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>أخبار غير صحيحة.‏<br />

التضليل بإدعاء الت<strong>و</strong>ازن الشكلي بين رأيين فقط،‏ <strong>و</strong>اختيارين ال غير،‏<br />

مع تعمد إهمال <strong>و</strong>جهات النظر األخرى،‏ <strong>و</strong>تغييب الكثير من االحتماالت<br />

<strong>و</strong>اآلراء <strong>و</strong>الحل<strong>و</strong>ل.‏<br />

التضليل باختيار قضايا <strong>و</strong>مشكات زائفة،‏ <strong>و</strong>االبتعاد عن قضايا<br />

أخرى تهم الجمه<strong>و</strong>ر،‏ <strong>و</strong>تساهم في تشكيل ال<strong>و</strong>عي الصحيح.‏<br />

التضليل بالحذف <strong>و</strong>التجاهل،‏ س<strong>و</strong>اءاً‏ كان ذلك لقضية أ<strong>و</strong> حدث أ<strong>و</strong><br />

مشكلة،‏ <strong>و</strong>هذا يجعلها خارج <strong>و</strong>عي الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

210


التضليل بالتضخيم <strong>و</strong>الته<strong>و</strong>يل،‏ لقضية أ<strong>و</strong> حدث أ<strong>و</strong> مشكلة،‏ ليترك<br />

ذلك انطباعاً‏ ً زائفا ح<strong>و</strong>ل حجمها لدى الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

التضليل بالته<strong>و</strong>ين <strong>و</strong>تقليل قيمة امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع،‏ رغم أهميته للجمه<strong>و</strong>ر<br />

<strong>و</strong>عاقته بمصالحهم <strong>و</strong>اهتماماتهم.‏<br />

التضليل بالتفكيك <strong>و</strong>التجزؤ،‏ <strong>و</strong>حصر النقاش في جزئيات بعينها،‏<br />

<strong>و</strong>قطعها عن اإلطار العام،‏ <strong>و</strong>سياقها الطبيعي،‏ <strong>و</strong>ص<strong>و</strong>رتها الكاملة.‏<br />

التضليل بقلب الص<strong>و</strong>رة،‏ حتى يصل األمر أحياناً‏ إلى تص<strong>و</strong>ير املجرم<br />

بأنه ضحية،‏ <strong>و</strong>الضحية ه<strong>و</strong> املجرم املعتدي.‏<br />

ً<br />

التضليل باملصطلحات املصن<strong>و</strong>عة املنح<strong>و</strong>تة،‏ التي تبني <strong>و</strong>ترسخ مفه<strong>و</strong>ما<br />

معيناً‏ يت<strong>و</strong>افق مع مصالح صانع املصطلح،‏ الذي قام باستحداثه <strong>و</strong>التر<strong>و</strong>يج<br />

له،‏ لتغييب الحقائق <strong>و</strong>تزييف ال<strong>و</strong>عي.‏<br />

التضليل باستخدام مصطلحات قد تك<strong>و</strong>ن صحيحة <strong>و</strong>مقب<strong>و</strong>لة <strong>و</strong>متفق<br />

عليها في أصلها،‏ <strong>و</strong>لكنها تستخدم تعمداً‏ ً <strong>و</strong>تضليا في سياق خاطئ ال يرتبط بها.‏<br />

التضليل باإلحصائيات <strong>و</strong>استطاعات الرأي غير الحقيقية،‏ ألنها لم تحدث<br />

أصاً،‏ أ<strong>و</strong> أنها كانت حافلة باألخطاء اإلجرائية التي تؤدي إلى خطأ النتائج.‏<br />

التضليل بالقراءة املخادعة لإلحصائيات <strong>و</strong>استطاعات الرأي<br />

الصحيحة،‏ لكن التاعب بطريقة عرضها <strong>و</strong>تفسيرها،‏ يتم س<strong>و</strong>اءً‏ بالكلمات<br />

أ<strong>و</strong> بالرس<strong>و</strong>م البيانية.‏<br />

ثانياً‏ : تقنيات التاعب بالص<strong>و</strong>ر:‏<br />

يق<strong>و</strong>م على خداع الح<strong>و</strong>اس <strong>و</strong>البصر <strong>و</strong>تقديم الص<strong>و</strong>رة كدليل على<br />

صدقية الخبر املنش<strong>و</strong>ر.‏ <strong>و</strong>من أشكاله:‏<br />

التضليل بالص<strong>و</strong>رة،‏ س<strong>و</strong>اء في طريقة التقاطها،‏ أ<strong>و</strong> تغيير مضم<strong>و</strong>نها،‏ <strong>و</strong>التحكم<br />

في األل<strong>و</strong>ان،‏ أ<strong>و</strong> إضافة ص<strong>و</strong>ر أشخاص أ<strong>و</strong> أشياء أ<strong>و</strong> حذفها،‏ أ<strong>و</strong> يتم االدعاء بأن<br />

هذه الص<strong>و</strong>ر تمثل ال<strong>و</strong>اقع في حين هي مصنعة لتعطي انطباعاً‏ ً معينا .<br />

211


م<strong>و</strong>نتاج الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>اعادة تركيبها بما يخدم هدف الجهة املضللة.‏<br />

التضليل باختيار ص<strong>و</strong>رة حقيقية لشخص أ<strong>و</strong> حدث إال أنها التقطت<br />

من زا<strong>و</strong>ية معينة،‏ أ<strong>و</strong> في لحظة معينة،‏ إلعطاء رسالة مضللة ح<strong>و</strong>ل<br />

الشخص أ<strong>و</strong> امل<strong>و</strong>قف أ<strong>و</strong> الحدث.‏<br />

التضليل بالكاريكاتير السياسي <strong>و</strong>االجتماعي،‏ الذي يتعامل معه الناس<br />

باعتباره طرفة <strong>و</strong>تسلية،‏ بينما ه<strong>و</strong> رأي <strong>و</strong>م<strong>و</strong>قف <strong>و</strong>رسالة مؤثرة،‏ تجمع بين<br />

خصائص الكلمة <strong>و</strong>خصائص الص<strong>و</strong>رة.‏<br />

<strong>و</strong>هنالك تقنيات أخرى تُ‏ ستخدم في تضليل الرأي العام الجماهيري،‏<br />

مرتبطة بتقنيات إعداد <strong>و</strong>تقديم البرامج الح<strong>و</strong>ارية:‏<br />

التضليل باختيار أضعف شخصية ممكنة <strong>و</strong>أس<strong>و</strong>ئها لتمثيل قضية<br />

ما في ح<strong>و</strong>ار أ<strong>و</strong> حديث إعامي،‏ لكي يتم إسقاط القضية <strong>و</strong>تش<strong>و</strong>يهها عبر<br />

هذه الشخصية املهز<strong>و</strong>زة السيئة،‏ أ<strong>و</strong> الضعيفة.‏<br />

التضليل بالح<strong>و</strong>ار املش<strong>و</strong>ّ‏ ه الذي يتم فيه التغييب الكلي املتعمد<br />

للقضية الج<strong>و</strong>هرية املح<strong>و</strong>رية،‏ <strong>و</strong>اإلغراق بالتفاصيل الهامشية،‏ <strong>و</strong>الثان<strong>و</strong>يات<br />

الصغيرة،‏ ذات األثر املحد<strong>و</strong>د على القضية املح<strong>و</strong>رية التي تم تغييبها قسراً‏ .<br />

التضليل بتكرار الفكرة الخاطئة <strong>و</strong>ترسيخها مهما تكن خاطئة،‏<br />

<strong>و</strong>تعزيز السل<strong>و</strong>ك املنحرف <strong>و</strong>ترسيخه مهما يكن منحرفاً‏ ، <strong>و</strong>ذلك بالتكرار<br />

املستمر املت<strong>و</strong>اصل حتى تستقر في <strong>و</strong>عي الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

ثالثاً‏ : اآلثار املترتبة عن صناعة التضليل اإلعامي:‏<br />

من املعل<strong>و</strong>م أن التضليل أصا ه<strong>و</strong> مفردة سيئة باطلة العمل<br />

<strong>و</strong>الن<strong>و</strong>ايا <strong>و</strong>االهداف <strong>و</strong>عندما نذكر مسا<strong>و</strong>ئ التضليل،‏ نعني بذلك<br />

مدى ضررها <strong>و</strong>فتكها باملتلقي <strong>و</strong>املجتمع عم<strong>و</strong>ما.‏ <strong>و</strong>رصدت الدراسات<br />

اإلعامية عبر العص<strong>و</strong>ر بعض ممارسات عملية التضليل اإلعامي مع<br />

اختاف ال<strong>و</strong>سيلة الناقلة للرسائل اإلعامية املضللة،‏ <strong>و</strong>قد تمكنت<br />

212


الدراسات من حصر مسا<strong>و</strong>ئ التضليل اإلعامي في عدة أنماط <strong>و</strong>هي )3)) :<br />

إحداث الخلل في التفكير <strong>و</strong>عدم القدرة على األداء الصحيح.‏<br />

زعزعة الثقة بالنفس <strong>و</strong>بالقناعات الفكرية سياسيا ً <strong>و</strong>اجتماعياً‏<br />

<strong>و</strong>ثقافياً‏ .<br />

زرع الشك أ<strong>و</strong> اتهام أشخاص أ<strong>و</strong> مجم<strong>و</strong>عات أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>لة أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>ل <strong>و</strong>تكريس<br />

الكره <strong>و</strong>الضغينة تجاههم.‏<br />

التصرف على <strong>و</strong>فق الطرف املضلل <strong>و</strong>النيابة عنه في تنفيذ أهدافه.‏<br />

تشتيت الجمه<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>االمكانيات <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ارد ص<strong>و</strong>ب أهداف خاطئة.‏<br />

أضعاف الر<strong>و</strong>ح املعن<strong>و</strong>ية لدى الجهة املستهدفة <strong>و</strong>يبد<strong>و</strong> <strong>و</strong>كأنه مغل<strong>و</strong>ب<br />

على أمره <strong>و</strong>ال طاقة له بامل<strong>و</strong>اجهة.‏<br />

التأثر بالحرب النفسية احباطاً‏ أ<strong>و</strong> شلا في التفكر نتيجة التز<strong>و</strong>د<br />

بمعل<strong>و</strong>مات مضللة.‏<br />

تنتقل الر<strong>و</strong>ح املعن<strong>و</strong>ية املضللة لآلخرين بفعل العد<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>تناقل االخبار<br />

<strong>و</strong>االشاعة.‏<br />

الفشل في اصدار أحكام بناء على أخبار كاذبة <strong>و</strong>مضللة يؤدي الى<br />

ضعف الثقة بالجهة املستهدفة عامة <strong>و</strong>الشخصية املضللة خاصة.‏<br />

يؤدي التضليل الى ضرب مكامن الصدق <strong>و</strong>منابع الرؤية <strong>و</strong>تش<strong>و</strong>يش<br />

املزاج.‏<br />

يؤدي التضليل الدائم الى اضعاف االستجابة <strong>و</strong>التلبية لدى الكثير<br />

من الجمه<strong>و</strong>ر.‏<br />

رابعاً‏ : <strong>و</strong>سائل التضليل اإلعامي:‏<br />

‎34‎‏-نزهت الدليمي،‏ املرجع السابق https://annabaa.org/arabic/<br />

.referenceshirazi/25614،2020<br />

213


إن <strong>و</strong>سائل التضليل اإلعامي يتم تقسيمها على <strong>و</strong>فق أقدمية<br />

ال<strong>و</strong>سائل اإلعامية <strong>و</strong>أحدثيتها،‏ إضافة إلى التركيز على تصنيفها <strong>و</strong>فق<br />

كثرة استخدامها من قبل الجمه<strong>و</strong>ر املتلقي،‏ حيث تمر هذه ال<strong>و</strong>سائل<br />

بمجم<strong>و</strong>عة من املراحل املرتبطة في مراحل الصراع <strong>و</strong>األزمات اإلعامية،‏<br />

بحيث تسع ال<strong>و</strong>سائل اإلعامية بسببها إلى تغطية األحداث اإلعامية<br />

<strong>و</strong><strong>و</strong>ضعها ضمن مساحات شاسعة،‏ <strong>و</strong>ذلك من أجل االستفادة منأشكال<br />

املطب<strong>و</strong>عات س<strong>و</strong>اء كانت رس<strong>و</strong>ما أ<strong>و</strong> صحفا أ<strong>و</strong> نشرات أ<strong>و</strong> ص<strong>و</strong>رًا أ<strong>و</strong> كتبا أ<strong>و</strong><br />

الفتات أ<strong>و</strong> منش<strong>و</strong>رات أ<strong>و</strong> قصصا.حيث تعتبر املنش<strong>و</strong>رات من أهم ال<strong>و</strong>سائل<br />

التي تمثل الج<strong>و</strong>هر <strong>و</strong>الحجر األساسي،‏ <strong>و</strong>تستعمل في حمات التضليل<br />

اإلعامي )3)) . <strong>و</strong>من أهم ال<strong>و</strong>سائل:‏<br />

ال<strong>و</strong>سائل الحية املسم<strong>و</strong>عة <strong>و</strong>املرئية ‏)القن<strong>و</strong>ات الفضائية(:‏ ك<strong>و</strong>نها ت ُ عَ‏ دُ‏<br />

أكثر ال<strong>و</strong>سائل فعالة في عملية التضليل لتغيير االتجاهات <strong>و</strong>تش<strong>و</strong>يه<br />

الحقائق لسعة انتشارها.‏<br />

<strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل اإلجتماعي ‏)س<strong>و</strong>شيال ميديا(:‏ بكل تطبيقاتها املتاحة<br />

<strong>و</strong>املستخدمة بحسب أهميتها <strong>و</strong>تط<strong>و</strong>ير خدماتها التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية على مست<strong>و</strong>ى<br />

خدمات النص ‏)التحرير(،‏ أ<strong>و</strong> خدمات البث الحي <strong>و</strong>النشر،‏ أ<strong>و</strong> خدمات<br />

الص<strong>و</strong>ت <strong>و</strong>الص<strong>و</strong>رة......الخ((.‏ فزيادة أعداد مستخدمي م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتماعي ملفت للنظر تجعل تلك امل<strong>و</strong>اقع أشبه ب<strong>و</strong>سيلة إعامية<br />

جديدة،‏ لذلك يسهل انتشار األخبار املضللة <strong>و</strong>الزائفة فيها عن طريق<br />

مجم<strong>و</strong>عات اجتماعية يت<strong>و</strong>اجد<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>يتفاعل<strong>و</strong>ن في البيئة االفتراضية،‏ <strong>و</strong>هذا<br />

ما يسهم في بر<strong>و</strong>ز التضليل اإلعامي.‏<br />

الدعاية التجارية <strong>و</strong>السياسية:‏ جه<strong>و</strong>د يت<strong>و</strong>فر فيها عامل التعمد <strong>و</strong>القصد<br />

في العرض <strong>و</strong>التأثير <strong>و</strong>هي جه<strong>و</strong>د منظمة مقص<strong>و</strong>دة للتأثير في الغير <strong>و</strong>فق خطة<br />

35- لبنى مهدي،‏ ماهي <strong>و</strong>سائل التضليل اإلعالمي،‏ م<strong>و</strong>قع العريب،‏ 2021، https://<br />

.e3arabi.com<br />

214


م<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عة مسبقاً‏ إلقناعه بفكرة أ<strong>و</strong> سلعة أ<strong>و</strong> رأي بهدف تغيير سل<strong>و</strong>كه<br />

<strong>و</strong>تعمد إحداث تأثير في اآلراء <strong>و</strong> االتجاهات <strong>و</strong>املعتقدات على نطاق <strong>و</strong>اسع<br />

عن طريق الرم<strong>و</strong>ز <strong>و</strong> الكلمات <strong>و</strong> الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>إيماءاتها املختلفة , <strong>و</strong>لهذا التأثير<br />

املتعمد جانبان : جانب إيجابي يهدف إلى غرس بعض اآلراء <strong>و</strong>االتجاهات<br />

, <strong>و</strong>جانب سلبي يعمل على إضعاف أ<strong>و</strong> تغيير اآلراء <strong>و</strong>االتجاهات األخرى )3)) .<br />

اإلنترنت:‏ عن طريق تبادل االتصال بين األجهزة العامة،‏ <strong>و</strong>تضم<br />

خدمات اإلنترنت بشكل عام:‏ حزم البرامج <strong>و</strong>التطبيقات على اختاف<br />

أن<strong>و</strong>اعها،‏ <strong>و</strong>حسابات البريد اإللكتر<strong>و</strong>ني،‏ <strong>و</strong>م<strong>و</strong>اقع ال<strong>و</strong>يب الشخصية أ<strong>و</strong><br />

الصفحات الرئيسية،‏ <strong>و</strong>الرسائل املص<strong>و</strong>رة.‏<br />

اإلذاعات الداخلية <strong>و</strong>الخارجية <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>جهة:‏ فاإلذاعات الخارجية<br />

امل<strong>و</strong>جهة تُ‏ عد من إحدى ال<strong>و</strong>سائل اإلعامية التقليدية للتضليل اإلعامي<br />

التى تقدِّ‏ م برامجها إلى عددٍ‏ من الد<strong>و</strong>ل بلغات تلك الشع<strong>و</strong>ب،‏ ألجل كسب<br />

عطف الجمه<strong>و</strong>ر بها ليقف إلى ج<strong>و</strong>ار البلد املرسل لإلذاعة،‏ <strong>و</strong>يتم ذلك عبر<br />

دراسات استراتيجية مخطَّط لها.‏<br />

الصحافة ال<strong>و</strong>رقية <strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>نية:‏ اقتحمت الصحافة الرقمية عالم<br />

اإلعام <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات <strong>و</strong>األخبار <strong>و</strong>االتصال،‏ <strong>و</strong>انتزعت من الصحافة ال<strong>و</strong>رقية<br />

‏َّرت لديها عادات االستهاك االتصالية<br />

عددً‏ ا كبيرًا من جماهيرها الذين تغي<br />

لتتجه نح<strong>و</strong> الكمبي<strong>و</strong>تر <strong>و</strong>األل<strong>و</strong>اح اإللكتر<strong>و</strong>نية <strong>و</strong>اله<strong>و</strong>اتف الج<strong>و</strong>الة للحص<strong>و</strong>ل<br />

على األخبار <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات،‏ <strong>و</strong>يرى آخر<strong>و</strong>ن أن الصحافة ال<strong>و</strong>رقية قادرة<br />

على استيعاب التط<strong>و</strong>رات الحاصلة في مجال اإلعام الرقمي <strong>و</strong>أن الجزم<br />

باختفائها أ<strong>و</strong> اندثارها ليس له ما يُ‏ بَرره،‏ بعد أن نجح املطب<strong>و</strong>ع في التعايش<br />

مع الرادي<strong>و</strong>،‏ <strong>و</strong>التليفزي<strong>و</strong>ن )3)) .<br />

36- فؤادة عبد املنعم بكري,‏ العالقات العامة يف املنشآت السياحية,‏ القاهرة،‏ عامل<br />

الكتب,‏‎2004‎‏,ص‎60‎‏.‏<br />

37- املعز بن مسع<strong>و</strong>د،‏ الصحافة ال<strong>و</strong>رقية العربية:‏ رصاع البقاء <strong>و</strong>رهانات الرقمنة؟)بحث<br />

علمي(،‏ مركز الجزيرة للدراسات،‏ 2016، https://studies.aljazeera.net/ar/mediastu<br />

215


األفام السينمائية ا<strong>و</strong> األغاني أ<strong>و</strong> املسلسات التلفزي<strong>و</strong>نية:‏ إن االنتشار<br />

الكبير <strong>و</strong>ال<strong>و</strong>اسع لألفام األجنبية <strong>و</strong>الدراما املدبلجة <strong>و</strong>تحديداً‏ خال<br />

السن<strong>و</strong>ات القليلة املاضية،‏ فتح األب<strong>و</strong>اب أمام مستثمرين <strong>و</strong>تجار شركات<br />

االنتاج <strong>و</strong>االس<strong>و</strong>اق العربية الستيراد شتى أن<strong>و</strong>اع املسلسات <strong>و</strong>األفام<br />

األجنبية <strong>و</strong>دبلجتها إلى اللغات <strong>و</strong>اللهجات املختلفة،‏ <strong>و</strong>التي تحت<strong>و</strong>ى على<br />

مضامين سلبية هائلة تضر املصلحة العامة على صعيد الغز<strong>و</strong> الثقافي<br />

<strong>و</strong>االجتماعي <strong>و</strong>السياسي لبلدان الد<strong>و</strong>ل النامية،‏ فهي تستخدم أسل<strong>و</strong>ب<br />

اإلثارة <strong>و</strong>التش<strong>و</strong>يق <strong>و</strong>الفكاهة <strong>و</strong>أساليب أخرى متعددة لجذب املشاهد لها،‏<br />

<strong>و</strong>التي تتعرض للتضليل <strong>و</strong>الدعاية.‏<br />

املؤتمرات الصحفية,‏ <strong>و</strong>الند<strong>و</strong>ات,‏ <strong>و</strong>االجتماعات,‏ <strong>و</strong>اللقاءات,‏ <strong>و</strong>الدع<strong>و</strong>ات<br />

الخاصة،‏ <strong>و</strong>الكتب <strong>و</strong>املجات،‏ باإلضافة إلى الصحف الكاريكاتيرية.‏<br />

خامساً‏ : التجنب <strong>و</strong>آليات التحقق من عمليات التضليل اإلعالمي:‏<br />

تق<strong>و</strong>ل ‏»كلير <strong>و</strong>اردل«‏ مديرة الت<strong>و</strong>جيه اإلستراتيجي <strong>و</strong>األبحاث في مؤسسة<br />

First Draft الداعمة للصحفيين <strong>و</strong>األكاديميين الذين يسع<strong>و</strong>ن إلى التعامل<br />

مع التحديات املتعلقة باملسائل امل<strong>و</strong>ث<strong>و</strong>قية <strong>و</strong>الحقيقية في العصر الرقمي:‏<br />

‏»نحن نعيش في عصر ف<strong>و</strong>ضى املعل<strong>و</strong>مات،‏ <strong>و</strong>ه<strong>و</strong> <strong>و</strong>اقع يخلق العديد من<br />

التحديات الجديدة للصحفيين <strong>و</strong>الباحثين <strong>و</strong>املختصين في مجال املعل<strong>و</strong>مات<br />

<strong>و</strong>املحت<strong>و</strong>ى.‏ <strong>و</strong>من تلك التحديات:‏ هل أتنا<strong>و</strong>ل كصحفي محت<strong>و</strong>ى رائجاً‏ ؟ <strong>و</strong>متى<br />

أفعل ذلك؟ كيف أص<strong>و</strong>غ العن<strong>و</strong>ان املتعلق بهذا املحت<strong>و</strong>ى؟ <strong>و</strong>كيف أكشف<br />

الفبركة في مقاطع الفيدي<strong>و</strong> أ<strong>و</strong> الص<strong>و</strong>ر بشكل فعال؟ <strong>و</strong>متى أق<strong>و</strong>م بهذا الد<strong>و</strong>ر؟<br />

كيف يمكن قياس ‏»النقطة الحرجة«؟ كل هذه األسئلة هي تحديات<br />

ت<strong>و</strong>اجهها من يعمل في بيئة إعامية مليئة باملعل<strong>و</strong>مات،‏ إنه أمر معقد«‏ )3)) .<br />

.html.161206082318636/12/dies/2016<br />

38- كلر <strong>و</strong>اردل،‏ عرص ف<strong>و</strong>ىض املعل<strong>و</strong>مات،‏ دليل التحقق من عمليات التضليل<br />

216


ّ<br />

التجنب من التضليل اإلعالمي:‏<br />

في ظل سعي الصحفيين ملحاربة املعل<strong>و</strong>مات املظللة،‏ فإن األطراف<br />

التي تتعّ‏ مد نشرها حرصت على تط<strong>و</strong>ير أساليبها كي تتجنب كشفها.‏ <strong>و</strong>مع<br />

ذلك ما يزال من الشائع تحديد بعض األنماط املتكررة من املحت<strong>و</strong>ى<br />

اإلعامي،‏ س<strong>و</strong>اء كان في <strong>و</strong>سائل إعام تقليدية أم محت<strong>و</strong>يات رقمية تثير<br />

الريبة.‏ <strong>و</strong>سن<strong>و</strong>ضح أ<strong>و</strong>الً‏ كيفية تجنب الصحفي أ<strong>و</strong> املتصفح أ<strong>و</strong> املتعرض<br />

ملحت<strong>و</strong>ى <strong>و</strong>سائل اإلعام التقليدية <strong>و</strong>اإللكتر<strong>و</strong>نية من التضليل،‏ س<strong>و</strong>اء كان<br />

هذا التضليل متعمداً‏ أ<strong>و</strong> خطأ ً مهنيا غير مقص<strong>و</strong>د،‏ فهنالك بعض املهارات<br />

التي تساعدنا على التجنب من التضليل كاآلتي )3)) :<br />

ال تلتقي كل خبر بالتصديق املطلق،‏ <strong>و</strong>خاصة إذ كان خبراً‏ ً مهما أ<strong>و</strong><br />

خطيراً‏ ، <strong>و</strong>عليك أن تقدر حجم االهتمام بالخبر <strong>و</strong>التغطية املرافقة له،‏<br />

<strong>و</strong>الحظ مدى منطقيته <strong>و</strong>انسجامه مع مامح العصر <strong>و</strong>مقتضياته.‏ فمثاً:‏<br />

ً<br />

ال يمكن اكتشاف عاج جديد لعدة أن<strong>و</strong>اع من السرطان،‏ ثم ال تجد خبرا<br />

عنها إال في صفحة مجه<strong>و</strong>لة على أحدى م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي،‏ حتى<br />

ل<strong>و</strong> تابعها املايين؟!.‏ <strong>و</strong>املقص<strong>و</strong>د هنا أن يُ‏ محص الصحفي ما يقرأ أ<strong>و</strong> يسمع.‏<br />

التحقق من املصدر:‏ يعتمد كثير من عمليات التضليل اإلعامي<br />

على إخفاء مصدر املعل<strong>و</strong>مة أ<strong>و</strong> إبهامه،‏ متهربا من ذكره بالتعتيم أ<strong>و</strong><br />

التعميم،‏ مثال:‏ كأن تق<strong>و</strong>ل:‏ ذكر خبراء،‏ أ<strong>و</strong> أثبتت دراسات،‏ أ<strong>و</strong> صرّح<br />

مسؤ<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ن،‏ د<strong>و</strong>ن أن تُ‏ سمي أ<strong>و</strong> ت<strong>و</strong>ضح األسماء <strong>و</strong>األلقاب؟!‏ فمن األصح<br />

أن يراجع الصحفي املصدر األصلي،‏ فإذا كان الخبر ً منق<strong>و</strong>ال مثاً‏<br />

عن <strong>و</strong>زارة خارجية د<strong>و</strong>لة ما،‏ فا داعي للقلق،‏ تأكد <strong>و</strong>تححق من الخبر<br />

<strong>و</strong>التالعب اإلعالمي،‏ ‏)تحرير:‏ كريغ سيلفرمان(،‏ ترجمة:‏ معهد الجزيرة لإلعالم،‏ 2020،<br />

صص-‏‎22‎ 33.<br />

39- عامر يحيى،‏ تسع مهارات تجنبك تضليل <strong>و</strong>سائل اإلعالم،‏ شبكة الجزيرة اإلعالمية،‏<br />

.https://www.aljazeera.net ،2018<br />

217


على م<strong>و</strong>قعه اإللكتر<strong>و</strong>ني،‏ أ<strong>و</strong> معرّفاته في <strong>و</strong>سائل الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي.‏<br />

الحيطة <strong>و</strong>الحذر من األجندات:‏ كثير من املنصات اإلعامية هي منابر<br />

لد<strong>و</strong>ل أ<strong>و</strong> ألحزاب،‏ <strong>و</strong>إن لم تُ‏ ذكر ذلك ً صراحة فإنه يك<strong>و</strong>ن ً معر<strong>و</strong>فا القتراب<br />

خطها التحريري منها،‏ لذلك كن حذراً‏ من الت<strong>و</strong>جهات <strong>و</strong>األجندات الخفية.‏<br />

مثال:‏ فقد تحتفي بعض الفضائيات <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>اقع اإللكتر<strong>و</strong>نية مثاً‏ بخبر<br />

يُ‏ ‏سئ للمهاجرين،‏ أ<strong>و</strong> ُ تضخم قيمة دراسة عن متعددي املي<strong>و</strong>ل الجنسية<br />

<strong>و</strong>اله<strong>و</strong>ية الجندرية،‏ أ<strong>و</strong> غير ذلك مما على الصحفي أن يفهمه في سياق<br />

مُ‏ لكية صاحب ال<strong>و</strong>سيلة اإلعامية التي أ<strong>و</strong>ردته.‏<br />

مقارنة املحت<strong>و</strong>ى مع طرف ثالث:‏ قارن القصص <strong>و</strong>الر<strong>و</strong>ايات مع طرف<br />

ثالث محايد،‏ <strong>و</strong>ربما رابع <strong>و</strong>خامس <strong>و</strong>سادس بحسب أهمية امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع اذا<br />

دخلك الطرف الثاني في د<strong>و</strong>امة ‏»أيهما أصدق«؟.‏ فاألحداث املهمة غالبا<br />

ال تنفرد بتغطيتها منصة <strong>و</strong>احدة حتى ل<strong>و</strong> حققت فيه سبقا صحفيا <strong>و</strong>كانت<br />

أ<strong>و</strong>ل من ينشرها،‏ ألن التنافس بين املنصات اإلعامية يدفع بعضها إلى<br />

التف<strong>و</strong>ّ‏ ق على بعضها اآلخر في التحقق من الحدث <strong>و</strong>تفاصيله <strong>و</strong>إيضاحاته،‏<br />

<strong>و</strong>سماع آراء محللين متن<strong>و</strong>عين له.‏<br />

عدم اإلغراء بالعنا<strong>و</strong>ين:‏ في ظل التضليل <strong>و</strong>فبركة االخبار <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات،‏<br />

تتجه كثير من عنا<strong>و</strong>ين األخبار بحيل متن<strong>و</strong>عة،‏ كإثارة سؤال أ<strong>و</strong> تحدًّ‏ ، أ<strong>و</strong><br />

استخدام كلمات تفيد الغم<strong>و</strong>ض كالسرّ‏ <strong>و</strong>السبب <strong>و</strong>الحقيقة،‏ أ<strong>و</strong> اجتزاء<br />

النص <strong>و</strong>اإليهام بمعنى غير مقص<strong>و</strong>د،‏ أ<strong>و</strong> اإلغراب،‏ أ<strong>و</strong> غير ذلك مما يُ‏ ثير<br />

ً، بل إن بعضه من مهارات العمل<br />

الفض<strong>و</strong>ل.‏ <strong>و</strong>ال يُ‏ عد كل هذا تضليا<br />

الصحفي املطل<strong>و</strong>بة،‏ لكن التضليل يك<strong>و</strong>ن حين يتعمد العن<strong>و</strong>ان أن ي<strong>و</strong>حي<br />

بشيء غير املضم<strong>و</strong>ن،‏ <strong>و</strong>هذا يقع كثيرا عمداً‏ أ<strong>و</strong> ً خطا . مثال:‏ عندما يتحدث<br />

العن<strong>و</strong>ان عن ‏»اتهامات خطيرة«،‏ في حين يك<strong>و</strong>ن املضم<strong>و</strong>ن عادياً‏ ال خط<strong>و</strong>رة<br />

فيه،‏ أ<strong>و</strong> ‏»أغرب كذا«‏ <strong>و</strong>يك<strong>و</strong>ن طبيعيا ال غرابة فيه،‏ أ<strong>و</strong> ‏»أهم كذا«‏ <strong>و</strong>يك<strong>و</strong>ن<br />

218


غيره أهم منه،‏ أ<strong>و</strong> ‏»الكشف عن اتصاالت«‏ <strong>و</strong>ليس فيه أي كشف،‏ بل هي<br />

اتصاالت معلنة أصا،......إلخ((‏<br />

التحقق من عناصر الخبر:‏ الصحفي الجيد ال بد أن يتطرق لألسئلة<br />

الستة املعر<strong>و</strong>فة:‏ ماذا حدث؟،‏ كيف حدث؟،‏ من الذي قام به؟،‏ أين <strong>و</strong>قع<br />

الحدث؟،‏ متى <strong>و</strong>قع حدث؟،‏ <strong>و</strong>ملاذا <strong>و</strong>قع الحدث؟ حتى ل<strong>و</strong> كانت إجابتها<br />

غير معر<strong>و</strong>فة،‏ قد يتم تجاهل أ<strong>و</strong> إخفاء بعض هذه العناصر بهدف صرف<br />

انتباه القارئ عنها.‏ مثال:‏ ال يذكر أن االجتماع <strong>و</strong>قع في مكان مهم للحدث،‏<br />

أ<strong>و</strong> أن التفجير كان في منشأة عسكرية،‏ أ<strong>و</strong> أن االختطاف تم رداً‏ على<br />

اعتقاالت،‏ فرغم أن ما جاء في الخبر ليس كذباً‏ ، لكن ما أخفاه يغير<br />

داللة القصة <strong>و</strong>الحكم عليها.‏<br />

عزل األحكام <strong>و</strong>األ<strong>و</strong>صاف:‏ تُ‏ عَ‏ مد <strong>و</strong>سائل اإلعام امل<strong>و</strong>جهة إلى تكريس<br />

أجندتها <strong>و</strong>تمرير أحكامها القيمية فيما تنشره،‏ <strong>و</strong>يتضح هذا في أ<strong>و</strong>صاف<br />

مثل:‏ إرهابي<strong>و</strong>ن،‏ مقا<strong>و</strong>م<strong>و</strong>ن،‏ ثائر<strong>و</strong>ن،‏ مخرب<strong>و</strong>ن.‏ <strong>و</strong>بعضها تتها<strong>و</strong>ن في إطاق<br />

األحكام،‏ مثل:‏ أشهر ممثل،‏ أفضل كاتب،‏ أهم إنجاز،‏ أحسن طريقة،‏<br />

أجمل فيلم،‏ ‏.....إلخ((.‏ فإن تجنب التضليل <strong>و</strong>االنخداع يفرض على<br />

الصحفي عزل هذه األحكام القيمية،‏ فليس الخبر في أن الذين است<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ا<br />

على املنطقة إرهابي<strong>و</strong>ن أم ث<strong>و</strong>ار،‏ لكن في أن هذه املنطقة باتت في ح<strong>و</strong>زتهم،‏<br />

<strong>و</strong>لتسمهم كل <strong>و</strong>سيلة بحسب أجندتها،‏ <strong>و</strong>سمّ‏ هم أنت بحسب معاييرك<br />

القيمية.‏ <strong>و</strong>مهما كان أسل<strong>و</strong>ب صياغة الخبر محببً‏ ا أ<strong>و</strong> مزعجً‏ ا،‏ فعلى<br />

الصحفي أال يتأثر بما قد يتضمنه من مبالغات <strong>و</strong>أحكام <strong>و</strong>تعميمات<br />

<strong>و</strong>مجازفات،‏ فغالبا ما تك<strong>و</strong>ن هذه محل شك.‏<br />

معيار التخصص:‏ قد يسهل ال<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل إلى الخبر،‏ لكن املتخصص<br />

يظل أقدر على تقييمه <strong>و</strong>معالجته <strong>و</strong>بيان أهميته،‏ مثال:‏ فإن الخبر الطبي<br />

ترتفع مصداقيته إذا كان في م<strong>و</strong>قع طبي،‏ <strong>و</strong>التقني يُ‏ ت<strong>و</strong>قع ‏-<strong>و</strong>ال يشترط<br />

219


ّ<br />

َ<br />

طبعا-‏ أن يك<strong>و</strong>ن أكثر دقة في امل<strong>و</strong>اقع املختصة في شؤ<strong>و</strong>ن التقنية.‏ <strong>و</strong>كذلك<br />

<strong>و</strong>سائل اإلعام املتخصصة،‏ يت<strong>و</strong>قع أن تك<strong>و</strong>ن أكثر دقة <strong>و</strong>شم<strong>و</strong>الً‏ <strong>و</strong>أحسن<br />

طرحاً‏ ً <strong>و</strong>تحليا للقضايا <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عات التي تتخصص فيه.‏<br />

تك<strong>و</strong>ين شبكة مصداقية:‏ مهما كنت ماهراً‏ في قراءة األخبار<br />

<strong>و</strong>تمحيصها،‏ فإن أهم نصيحة لل<strong>و</strong>ص<strong>و</strong>ل إلى الخبر السليم هي تلقيه من<br />

مصدر م<strong>و</strong>ث<strong>و</strong>ق،‏ <strong>و</strong>لذلك كان أ<strong>و</strong>ل ما بحث فيه علماء الحديث ‏)الخبر(‏ ه<strong>و</strong><br />

مصداقية الرا<strong>و</strong>ي <strong>و</strong>كفاءته.‏ <strong>و</strong>ال يكفي االعتماد على <strong>و</strong>سيلة إعامية <strong>و</strong>احدة<br />

حتى ل<strong>و</strong> كانت في غاية املصداقية،‏ لذلك ينبغي أن تبني لنفسك شبكة<br />

من منصات اإلعام التي قد جربتها <strong>و</strong>اختبرتها ‏-ال بناء على السمعة فقط-‏<br />

في مجاالت مختلفة،‏ تك<strong>و</strong>ن مصدر أخبارك <strong>و</strong>إليها ترجع للتحقق مما <strong>و</strong>ردك<br />

من خارجها،‏ مراعياً‏ ما سبق للتحقق من املهنية <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>عية.‏<br />

آليات التحقق من التضليل اإلعالمي:‏<br />

أطلق املركز الد<strong>و</strong>لي للصحفيين <strong>و</strong>مشر<strong>و</strong>ع Facebook للصحافة<br />

سلسلة <strong>و</strong>يبنارات جديدة تحت عن<strong>و</strong>ان ‏»طرق <strong>و</strong>أد<strong>و</strong>ات التحقق من<br />

املحت<strong>و</strong>ى الرقمي«‏ حيث أشار االستاذ الجامعي <strong>و</strong>املدرب اإلعامي ‏»دا<strong>و</strong>د<br />

إبراهيم«‏ إلى بعض األد<strong>و</strong>ات الخاصة بالتحقق من صحة الص<strong>و</strong>ر <strong>و</strong>األخبار<br />

<strong>و</strong>مقاطع الفيدي<strong>و</strong> )4)) . <strong>و</strong>قبل القيام بالتحقق،‏ ينصح « دا<strong>و</strong>د ابراهيم«‏<br />

الصحفيين <strong>و</strong>اإلعاميين باالستعداد من خال اإلجابة على األسئلة<br />

اآلتية:‏ هل امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع مهم؟ هل امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع قابل للتحقق؟ هل لدينا ال<strong>و</strong>قت<br />

الكافي <strong>و</strong>امل<strong>و</strong>ارد للتحقق من امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع؟ هل هناك مصادر يمكن أن تثبت<br />

صحة املضم<strong>و</strong>ن د<strong>و</strong>ن عدمه؟ <strong>و</strong>ينصح في التفكير بالتحقق كآلية <strong>و</strong>ليس<br />

كأداة،‏ <strong>و</strong>عرَضَ‏ بعض اإلرشادات املفيدة التي منها:‏<br />

40- شبكة الصحفين الد<strong>و</strong>لين،‏ مكافحة التضليل <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات الخاطئة،‏ ,30 Nov<br />

.2021، https://ijnet.org/ar/story<br />

220


إسأل نفسك:‏ ممَّ‏ أتحقق؟<br />

تحقق من املصدر ‏)م<strong>و</strong>قع إخباري،‏ صفحة فيسب<strong>و</strong>ك،‏ ت<strong>و</strong>يتر…..إلخ((.‏<br />

تحقق من الكاتب/الكاتبة.‏<br />

إبحث عما يق<strong>و</strong>له اآلخر<strong>و</strong>ن عن املصدر.‏<br />

تحقق من الص<strong>و</strong>رة أ<strong>و</strong> الفيدي<strong>و</strong> املستخدم.‏<br />

تحقق من مسألة أ<strong>و</strong> معل<strong>و</strong>مة محددة.‏<br />

إبحث عن محا<strong>و</strong>الت تحقق سابقة عن نفس امل<strong>و</strong>ض<strong>و</strong>ع.‏<br />

ال تثق بأي خبر منق<strong>و</strong>ل عن م<strong>و</strong>قع آخر بد<strong>و</strong>ن زيارة امل<strong>و</strong>قع املذك<strong>و</strong>ر.‏<br />

إبحث عن الخبر <strong>و</strong>تأكد من صحته قبل نشره أ<strong>و</strong> مشاركته.‏<br />

إن كان الخبر مترجماً‏ ، تأكد من صحة <strong>و</strong>دقة الترجمة.‏<br />

أما بالنسبة للتحقق من الص<strong>و</strong>ر،‏ فحذر ‏»دا<strong>و</strong>د ابراهيم«‏ من أنه ال<br />

يجب الثقة حتى بالعين ألنّ‏ الي<strong>و</strong>م هناك أد<strong>و</strong>ات كثيرة للتاعب بالص<strong>و</strong>ر،‏<br />

فبحال <strong>و</strong>صلتك ص<strong>و</strong>رة من شخص عليك أن:‏<br />

تتأكد أنّ‏ من أرسلها لك ه<strong>و</strong> املص<strong>و</strong>ر.‏<br />

أطلب منه أن يرسل لك أكثر من ص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>أن يتص<strong>و</strong>ر في امل<strong>و</strong>قع.‏<br />

أطلب منه أن يرسل الص<strong>و</strong>رة األصلية باإليميل،‏ تحقق من مصدره.‏<br />

يمكن التحقق من معل<strong>و</strong>مات الص<strong>و</strong>رة <strong>و</strong>م<strong>و</strong>قعها <strong>و</strong>ت<strong>و</strong>قيت <strong>و</strong>تاريخ<br />

ا لتقا طها .<br />

كما يجب أن تسأل:‏ متى تم التقاط هذه الص<strong>و</strong>رة؟ أين تم التقاطها؟<br />

من التقطها؟ ملاذا تمت مشاركتها اآلن؟ ما الذي لفتك في الص<strong>و</strong>رة بعد<br />

التمعن؟<br />

<strong>و</strong>للتحقق من الص<strong>و</strong>ر،‏ هنالك بعض امل<strong>و</strong>اقع املفيدة التي تساعد<br />

الصحفيين من التضليل <strong>و</strong>التاعب )4)) :<br />

41- شبكة الصحفين الد<strong>و</strong>لين،‏ املصدر السابق.‏<br />

221


Pic2Map، Image Metadata، Verexif.com، Reveal،Reverse<br />

Tineye.com،Bing، Suncalc، البحث العكسي للص<strong>و</strong>ر،‏ Image Search<br />

.Imageedited.com، Forensically، FotoForensics<br />

كيف يتعرف الصحفي على الفيدي<strong>و</strong>هات املفبركة؟<br />

قد يمكن كشف الفيدي<strong>و</strong> املز<strong>و</strong>ر باستخدام Deepfake ‏)التزييف<br />

العميق(‏ <strong>و</strong>لكن األمر سيزداد صع<strong>و</strong>بة مع تط<strong>و</strong>ر التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جيا،‏ <strong>و</strong>هنالك<br />

بعض األشياء التي إذا الحظتها في فيدي<strong>و</strong> فه<strong>و</strong> في األغلب مز<strong>و</strong>ر )4)) :<br />

<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>ه غريبة املنظر:‏ في العديد من الفيدي<strong>و</strong>هات املز<strong>و</strong>رة باستخدام<br />

هذه البرمجية تبد<strong>و</strong> ال<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>ه فيها غريبة،‏ إذا كانت املامح ال تصطف<br />

بشكل صحيح،‏ إذا بدا كل ‏شيء آخر طبيعيا ً <strong>و</strong>لكن يبد<strong>و</strong> ال<strong>و</strong>جه غريباً‏<br />

فعلى األغلب تم التز<strong>و</strong>ير باستخدام .Deepfake<br />

<strong>و</strong>ميض:‏ سمة مشتركة بين الفيدي<strong>و</strong>هات املز<strong>و</strong>رة الرديئة <strong>و</strong>يبد<strong>و</strong> ال<strong>و</strong>جه<br />

فيها <strong>و</strong>امضاً‏ <strong>و</strong>تظهر املامح األصلية في بعض األحيان ل<strong>و</strong>هلة قصيرة،‏<br />

<strong>و</strong>يبد<strong>و</strong> ذلك <strong>و</strong>اضحاً‏ أكثر على أطراف ال<strong>و</strong>جه أ<strong>و</strong> عندما يمر شخص من<br />

أمامه،‏ إذا ظهر <strong>و</strong>ميض غريب فالفيدي<strong>و</strong> مز<strong>و</strong>ر على األغلب.‏<br />

أجسام مختلفة:‏ تعمل برمجية التزييف العميق DeepFake على<br />

استبدال ال<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>ه فقط <strong>و</strong>معظم الناس يحا<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>ن الحص<strong>و</strong>ل على جسم<br />

مطابق بشكل جيد <strong>و</strong>لكن ليس ذلك ممكنا دائماً‏ ، إذا كان الشخص يبد<strong>و</strong><br />

أط<strong>و</strong>ل أ<strong>و</strong> أنحف أ<strong>و</strong> أقصر بشكل ملح<strong>و</strong>ظ أ<strong>و</strong> لديه <strong>و</strong>ش<strong>و</strong>م ال يملكها في<br />

الحقيقة أ<strong>و</strong> بالعكس هناك احتمال كبير أن الفيدي<strong>و</strong> مز<strong>و</strong>ر.‏<br />

مقاطع قصيرة:‏ حالياً‏ عندما يعمل التطبيق بشكل مثالي <strong>و</strong>تتم عملية<br />

استبدال ال<strong>و</strong>جه بشكل ال يمكن تميزه فإن هذه العملية في الحقيقة<br />

42- محمد الح<strong>و</strong>اس لباز،‏ تطبيق ‏»ديبفايك«‏ شبح التضليل اإلعالمي،‏ IJNet شبكة<br />

الصحفين الد<strong>و</strong>لين،‏ 2019، .https://ijnet.org<br />

222


ً<br />

يمكنها فعل ذلك ملدة قصيرة.‏ <strong>و</strong>بعد مدة ليست بط<strong>و</strong>يلة تبدأ إحدى<br />

املشكات املذك<strong>و</strong>رة أعاه ستبدأ بالحد<strong>و</strong>ث <strong>و</strong>هذا ه<strong>و</strong> سبب أن معظم<br />

املقاطع املز<strong>و</strong>رة التي يشاركها املشاهد<strong>و</strong>ن تبلغ بضع ث<strong>و</strong>ان فقط في حين<br />

أن بقية اللقطات غير صالحة لاستعمال.‏ إذا شاهدت ً مقطعا قصيراً‏<br />

للغاية ألحد املشاهير يفعل شيئاً‏ ما <strong>و</strong>ليس هناك سبب <strong>و</strong>جيه لك<strong>و</strong>نه<br />

قصيرًا جداً‏ فهذا دليل أنه مز<strong>و</strong>ر باستخدام .DeepFake<br />

مقاطع با ص<strong>و</strong>ت أ<strong>و</strong> مزامنة الشفاه )Lip-Sync( ‏سيء:‏ تطبيق<br />

DeepFake يق<strong>و</strong>م بتعديل املامح فقط حيث ال يجعل ص<strong>و</strong>ت شخص ما<br />

يبد<strong>و</strong> كآخر تماما،‏ إذا كان املقطع با ص<strong>و</strong>ت <strong>و</strong>ليس هناك أي سبب لعدم<br />

<strong>و</strong>ج<strong>و</strong>د ص<strong>و</strong>ت فهذا دليل آخر أنه مز<strong>و</strong>ر باستخدام DeepFake <strong>و</strong>باملثل<br />

حتى ل<strong>و</strong> <strong>و</strong>جد ص<strong>و</strong>ت إذا كانت الكلمات املنط<strong>و</strong>قة ال تتطابق مع الشفاه<br />

املتحركة بشكل صحيح أ<strong>و</strong> بدت الشفاه غريبة في حين يتكلم الشخص<br />

فيحتمل أن يك<strong>و</strong>ن الفيدي<strong>و</strong> مز<strong>و</strong>ر.‏<br />

مقاطع غير معق<strong>و</strong>لة:‏ هذا الن<strong>و</strong>ع غني عن الق<strong>و</strong>ل فإذا شاهدت مقطعا<br />

يستحيل تصديقه فهناك احتمال كبير أنه مز<strong>و</strong>ر.‏<br />

مصادر مشك<strong>و</strong>ك فيها:‏ إن مصدر الفيدي<strong>و</strong> غالباً‏ يك<strong>و</strong>ن دليا كبيرًا على<br />

صحته،‏ فإذا كان مصدر القصة على منصة إعامية م<strong>و</strong>ث<strong>و</strong>قة كصحيفة<br />

ني<strong>و</strong>ي<strong>و</strong>رك تايمز مثاً،‏ ّ فإن صحته أكبر بكثير من احتمال صحته ل<strong>و</strong> كان<br />

من م<strong>و</strong>قع ما آخر على اإلنترنت.‏<br />

223


خالصة املبحث:‏<br />

يتضح من عرض <strong>و</strong>تقديم محا<strong>و</strong>ر هذا املبحث أن هناك عددً‏ ا من<br />

الطرق <strong>و</strong>األساليب ح<strong>و</strong>ل كيفية التصدي <strong>و</strong>مكافحة عمليات التضليل<br />

االعامي <strong>و</strong>تحجيم فاعليها <strong>و</strong>القائمين بالتضليل في <strong>و</strong>سائل اإلعام<br />

التقليدية <strong>و</strong>الجديدة،‏ س<strong>و</strong>اء كان ذلك على املست<strong>و</strong>ى الشخصي أ<strong>و</strong> على<br />

املست<strong>و</strong>ى الرسمي كجهات سياسية أ<strong>و</strong> د<strong>و</strong>ل،‏ <strong>و</strong>في ال<strong>و</strong>قت نفسه بإمكاننا<br />

تهيئة أرضية مناسبة لتر<strong>و</strong>يج خطاب مدني <strong>و</strong>دقيق في م<strong>و</strong>اجهة األخبار<br />

الكاذبة <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات املضللة.‏ لقد أتاحت التط<strong>و</strong>رات التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية في<br />

مجال االتصال <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات تقدماً‏ ً إيجابيا لت<strong>و</strong>سيع مساحة حرية<br />

التعبير عن الرأي <strong>و</strong>الحص<strong>و</strong>ل على املعل<strong>و</strong>مات من جهة،‏ <strong>و</strong>في ال<strong>و</strong>قت نفسه<br />

أُ‏ ستغلت هذه الخدمات اإللكتر<strong>و</strong>نية املتاحة من جهة أخرى من قبل<br />

أفراد <strong>و</strong>جماعات <strong>و</strong>جهات رسمية <strong>و</strong><strong>و</strong>همية <strong>و</strong>بطرق شتى،‏ لنشر <strong>و</strong>بث االخبار<br />

املضللة <strong>و</strong>الزائفة <strong>و</strong>التر<strong>و</strong>يج للخطاب العنصري <strong>و</strong>الكراهية ألغراض تفيد<br />

مصالحهم السياسية أ<strong>و</strong> تستخدم بدافع تش<strong>و</strong>يه سمعة شخصايات<br />

بارزة أ<strong>و</strong> جهات سياسية منافسة لهم.‏ <strong>و</strong>في ال<strong>و</strong>قت نفسه هناك الكثير من<br />

التجارب <strong>و</strong>آليات تكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية حديثة تجري مع منصات األخبار <strong>و</strong>م<strong>و</strong>اقع<br />

الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي على اإلنترنت،‏ <strong>و</strong>بفضل تلك التط<strong>و</strong>رات التكن<strong>و</strong>ل<strong>و</strong>جية<br />

تختبر املؤسسات اإلخبارية منتجات <strong>و</strong>خدمات تساعدها في تحديد<br />

خطاب الكراهية <strong>و</strong>اللغة التي تحرض على العنف.‏ <strong>و</strong>هناك ازدهار كبير<br />

في النماذج <strong>و</strong>األساليب الجديدة التي تبشر بالخير ملستقبل الصحافة<br />

ً<br />

على اإلنترنت <strong>و</strong>استهاك <strong>و</strong>سائل اإلعام.‏ فضا عن كل هذه املعطيات،‏<br />

تقع على عاتق الجميع مسؤ<strong>و</strong>لية مكافحة آفة األخبار الكاذبة <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات<br />

املضللة،‏ <strong>و</strong>تتطلب هذه املسؤليات مزيداً‏ من اإلجراءات من حيث<br />

املمارسة <strong>و</strong>التطبيق من أجل تعزيز املعايير الق<strong>و</strong>ية للصحافة املهنية،‏<br />

224


<strong>و</strong>دعم الصحافة االستقصائية،‏ <strong>و</strong>مكافحة مصادر التم<strong>و</strong>يل <strong>و</strong>الح<strong>و</strong>افز<br />

املالية ملر<strong>و</strong>جي حمات التضليل اإلعامي على املنصات االلكتر<strong>و</strong>نية<br />

<strong>و</strong>م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل االجتماعي التي تُ‏ م<strong>و</strong>ل من قبل شخصيات بارزة <strong>و</strong> جهات<br />

سياسية مختلفة،‏ <strong>و</strong>تنظيم حمات الت<strong>و</strong>عية االجتماعية لتحسين املعرفة<br />

الرقمية بين عامة الناس من قبل املؤسسات الترب<strong>و</strong>ية <strong>و</strong>التعلمية للد<strong>و</strong>لة<br />

<strong>و</strong>منظمات املجتمع املدني.‏ <strong>و</strong>كل هذه الخط<strong>و</strong>ات الازمة ستعمل مجتمعة<br />

على زيادة ج<strong>و</strong>دة الخطاب <strong>و</strong>املحت<strong>و</strong>ى اإلعامي <strong>و</strong>إضعاف البيئة التي دفعت<br />

باملعل<strong>و</strong>مات املضللة نح<strong>و</strong> العالم.‏<br />

225


قائمة املراجع <strong>و</strong>املصادر<br />

• IJNet شبكة الصحفيين الد<strong>و</strong>ليين،‏ مكافحة التضليل <strong>و</strong>املعل<strong>و</strong>مات الخاطئة،‏<br />

.Nov 30, 2021، https://ijnet.org/ar/story<br />

‏•إبراهيم الداق<strong>و</strong>قي،‏ ص<strong>و</strong>رة األتراك لدى العرب،‏ بير<strong>و</strong>ت،‏ مركز درسات ال<strong>و</strong>حدة<br />

العربية،‏ 2001.<br />

‏•اسماعيل عزام،‏ اإلعام <strong>و</strong>صناعة امل<strong>و</strong>قف من اآلخر،‏ معهد الجزيرة لإلعام،‏<br />

13 أغسطس ،2018 https://institute.aljazeera.net<br />

‏•جال الشافعي،‏ من التضليل اإلعامي،‏ مصر،‏ دار البشير للثقافة <strong>و</strong>العل<strong>و</strong>م،‏<br />

ط‎1‎‏،‏ 2005.<br />

‏•حسن الزين،‏ د<strong>و</strong>ر التضليل اإلعامي في الحرب الناعمة،‏ مركز املعارف<br />

للدراسات الثقافية،‏ 2017، .https://www.almaarefcs.org<br />

‏•حسن العاصي،‏ اإلغراق اإلعامي تصنيع الكذب <strong>و</strong>التضليل،‏ شبكة النبأ<br />

االخبارية،‏ https://annabaa.org/arabic/referenceshirazi/22678.2020<br />

‏•حسن العاصي،‏ خيمياء <strong>و</strong>سائل اإلعام،‏ صناعة التزييف <strong>و</strong>التضليل،‏ جريدة<br />

العمق املغربي اإللكتر<strong>و</strong>نية،‏ أغسطس 2018، .https://al3omk.com<br />

• عبدالعزيز خليل املط<strong>و</strong>ع،‏ الربيع األس<strong>و</strong>د،‏ ث<strong>و</strong>رة أ<strong>و</strong> ظاهرة أ<strong>و</strong> فعل من فع<strong>و</strong>ل<br />

تجفيف األمة،‏ بير<strong>و</strong>ت:‏ املؤسسة العربية للدراسات <strong>و</strong>النشر،‏ 2013.<br />

‏•عصام سليمان امل<strong>و</strong>سى،‏ الث<strong>و</strong>رة الرقمية تصنع اإلعام العربي على مفترق<br />

الطريق،‏ مجلة املستقبل العربي،‏ مركز دراسات ال<strong>و</strong>حدة العربية،‏ لبنان،‏<br />

العدد‎276‎‏،‏ مايس 2010.<br />

• عمار يحيى،‏ تسع مهارات تجنبك تضليل <strong>و</strong>سائل اإلعام،‏ شبكة الجزيرة<br />

اإلعامية،‏ ،2018 .https://www.aljazeera.net<br />

‏•فهد عبدالرحمن الشميمري،‏ التربية اإلعامية،‏ الرياض:‏ مكتبة امللك فهد<br />

ال<strong>و</strong>طنية،‏ ط‎1‎‏،‏ 2010.<br />

• فؤادة عبد املنعم بكري,‏ العاقات العامة في املنشآت السياحية,‏ القاهرة،‏<br />

عالم الكتب,‏‎2004‎‏.‏<br />

226


َ لَ‏ لَ‏ http://wiki.dorar-aliraq.net/<br />

227<br />

•<br />

قام<strong>و</strong>س لسان العرب البن منظ<strong>و</strong>ر،ض<br />

lisan-alarab<br />

• كلير <strong>و</strong>اردل،‏ عصر ف<strong>و</strong>ضى املعل<strong>و</strong>مات،‏ دليل التحقق من عمليات التضليل<br />

<strong>و</strong>التاعب اإلعامي،‏ ‏)تحرير:‏ كريغ سيلفرمان(،‏ ترجمة:‏ معهد الجزيرة لإلعام،‏<br />

.2020<br />

• لبنى مهدي،‏ ماهي <strong>و</strong>سائل التضليل اإلعامي،‏ م<strong>و</strong>قع العربي،‏ 2021.<br />

‏•ما هي األخبار الزائفة؟ النهار،‏‎2018‎ .https://www.annahar،<br />

• محمد الح<strong>و</strong>اس لباز،‏ تطبيق ‏»ديبفايك«‏ شبح التضليل اإلعامي،‏ IJNet<br />

شبكة الصحفيين الد<strong>و</strong>ليين،‏ 2019، .https://ijnet.org<br />

‏•مختار الصحاح,‏ بير<strong>و</strong>ت،‏ دارالكتاب العربي.‏<br />

• املعز بن مسع<strong>و</strong>د،‏ الصحافة ال<strong>و</strong>رقية العربية:‏ صراع البقاء <strong>و</strong>رهانات<br />

الرقمنة؟)بحث علمي(،‏ مركز الجزيرة للدراسات،‏ 2016، https://studies.<br />

.aljazeera.net<br />

‏•نبيلة رزاقي،‏ تجريم نشر <strong>و</strong>تر<strong>و</strong>يج الشائعات اإللكتر<strong>و</strong>نية عبر م<strong>و</strong>اقع الت<strong>و</strong>اصل<br />

االجتماعي،‏ املجلة األكاديمية للبحث القان<strong>و</strong>ني،‏ م‎12‎‏،‏ العدد)خاص(،‏ 2021.<br />

• نزهت الدليمي،‏ التضليل اإلعامي <strong>و</strong>كيفية امل<strong>و</strong>اجهة،‏ شبكة النبأ املعل<strong>و</strong>ماتية،‏<br />

.https://annabaa.org،2020<br />

• نزيهة سعيد،‏ دليل اإلعام <strong>و</strong>الصحافيين العرب لتغطية قضايا متعددي<br />

املي<strong>و</strong>ل الجنسية <strong>و</strong>اله<strong>و</strong>ية الجندرية،‏ منظمة تحرك اآلن الد<strong>و</strong>لية Right( Out<br />

.Action International)، 2017<br />

‏•هربرت شيللر,‏ املتاعب<strong>و</strong>ن بالعق<strong>و</strong>ل,‏ ترجمة عبدالسام رض<strong>و</strong>ان,‏ ط‎2‎ , الك<strong>و</strong>يت:‏<br />

عالم املعرفة,‏ املجلس ال<strong>و</strong>طني للثقافة <strong>و</strong>الفن<strong>و</strong>ن <strong>و</strong>اآلداب,‏ 1999.<br />

‏•يسري مصطفى،‏ ال<strong>و</strong>صم <strong>و</strong>التنميط من املنظ<strong>و</strong>ر االجتماعي،‏ مركز دراسات<br />

األمن األ<strong>و</strong>ر<strong>و</strong>بي http://ceoss-eg.org/wp-content/uploads. 2016 .CESS،<br />

• Claire Wardle, Connaître l’ennemi : les rouages de la désinformation,<br />

Pour la Science. 28 octobre 2019, https://www.pourlascience.fr/sd/<br />

sciences-sociales.


•Definition of misinformation noun from the Oxford Advanced<br />

Learner›s Dictionary,https://www.oxfordlearnersdi<br />

• Ellen Gutoskey, Disinformation vs. Misinformation: What’s the<br />

Difference?, MENTAL FLOSS, December 24, 2021, https://www.<br />

mentalfloss.com.<br />

•Guy Durandin, l›information, la disinformation et la realite, presses<br />

Universitaires de France,Paris, 1993.<br />

•Meira Gebel, Misinformation vs. disinformation: What to know<br />

about each form of false information, and how to spot them online,<br />

Insider, Jan 16, 2021, https://www.businessinsider.com.<br />

•Schwartz, Oscar (12 November 2018). «You thought fake news was<br />

bad? Deep fakes are where truth goes to die.<br />

•Shevon Desa,Hailey Mooney, Jo Angela, «Fake News,» Lies and<br />

Propaganda: How to Sort Fact from Fiction,University of Michigan<br />

Library, Oct 26, 2021, https://guides.lib.umich.edu/fakenews.<br />

•Thomas J. Froehlich, A Disinformation-Misinformation Ecology:<br />

The Case of Trump, Submitted: June 28th 2020Reviewed: November<br />

11th 2020Published: December 7th 2020, https://www.intechopen.<br />

com<br />

228


229


230

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!