ا وا د ا

ε
=
أمور باطنة في القلب،‏ من اعتقادات،‏ وإرادات،‏ وغير دلك،‏ وأمور
ظاھرة،‏ من أقوال،‏ أو أفعال قد تكون عبادات،‏ وقد تكون أيضاً‏ عادات
في الطعام واللباس،‏ والنكاح والمسكن،‏ واالجتماع واالفتراق،‏ والسفر
واإلقامة،‏ والركوب وغير ذلك.‏
وھذه األمور الباطنة والظاھرة بينھما ارتباط ومناسبة،‏ فإن مايقوم بالقلب
من الشعور والحال،‏ يوجب أموراً‏ ظاھرة،‏ ومايقوم بالظاھر من سائر
األعمال،‏ يوجب للقلب شعوراً‏ وأحواالً.‏
وقد بعث محمداً‏ بالحكمة التي ھي سنته،‏ وھي الشرعة
والمنھاج الذي شرعه له،‏ فكان من ھذه الحكمة أن شرع له من األعمال
واألقوال مايباين سبل المغضوب عليھم والضالين،‏ فأمر بمخالفتھم في
الھدي الظاھر،‏ وإن لم يظھر لكثير من الخلق في ذلك مفسدة ألمور:‏
منھا:‏ أن المشاركة في الھدي الظاھر تورث تناسباً‏ وتشاكالً‏ بين المتشابھين،‏
يقود إلى موافقة
ما في األخالق واألعمال،‏ وھذا أمر محسوس،‏ فإن الالبس ثياب أھل
العلم يجد من نفسه نوع انضمام إليھم،‏ والالبس لثياب الجند المقاتلة
يجد من نفسه نوع تخلق بأخالقھم،‏ ويصير طبعه متقاضياً‏ لذلك،‏
إالّ‏ أن يمنعه مانع.‏
ومنھا:‏ أن المخالفة في الھدي الظاھر توجب مباينة ومفارقة توجب االنقطاع
عن موجبات الغضب وأسباب الضالل،‏ واالنعطاف على أھل الھدى
والرضوان،‏ وتحقق ماقطع من المواالة بين جنده المفلحين وأعدائه
الخاسرين.‏
وكلما كان القلب أتم حياة،‏ وأعرف باإلسالم الذي ھو اإلسالم،‏ لست أعنى مجرد
التوسم به ظاھراً،‏ أو باطناً‏ بمجرد االعتقادات،‏ من حيث الجملة كان
-
-
مثال