13.07.2015 Views

دوال الخوف ومدلولاته في القران الكريم - المكتبة

دوال الخوف ومدلولاته في القران الكريم - المكتبة

دوال الخوف ومدلولاته في القران الكريم - المكتبة

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.comأ


" العماد الأصفهاني " PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.comب


َُِالحمد الله مصرف القلوب والأبصار،‏ أمرنا بالإخلاص له،‏ والتوكل عليه،‏والإنابة إليه.‏ أشكره على جليل نعمه وعظيم آلائه،‏ وأسأله سبحانه أن يديم عليناالمحبة لطاعته ومرضاته،‏ وأن يرزقنا الصبر على أقداره وقضائه.‏أما بعد:‏االله عليه وسلم:‏[ِِْ ََ َ ْ َ ْ ُ ْ َ ‏ِ َّ َ ْ ُامتثالا ً لقوله تعالى:‏ [.... ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه(٢)‏(لا يشكر االله من لا يشكر الناس)‏أسجل شكري وتقديري وعرفاني لفضيلة الأستاذ الدكتور:‏(١).وقوله صلىمحمد شعبان علوان.‏الذي تفضل بقبول الإشراف على هذه الرسالة.‏ ولما بذله من جهد في قراءتها،‏ وإسدادالنصح والتوجيه طوال فترة الإشراف.‏ جزاه االله عني خير الجزاء.‏كما وأتقدم بجزيل الشكر والامتنان لمناقشي الفاضلين:‏فضيلة الأستاذ الدكتور:‏نعمان شعبان علوان........حفظه االله.‏وفضيلة الأستاذ الدكتور:‏ سليمان أبو عزب‏...........حفظه االله.لتفضلهما بمناقشة هذه الرسالة،‏ وما أبدياه من توجيه وملاحظات لتخرج في أفضلصورة ممكنة،‏ فجزاهما االله عني كل خير.‏كما لا يفوتني أن أسجل تقديري لجهود الجامعة الإسلامية الغراء بصورة عامة،‏وكلية الآداب بصورة خاصة.‏ متمثلة بأساتذتها الكرام من كافة التخصصات لتدعيمالثقافة الإسلامية للجيل الصاعد،‏ وإرشاده إلى طريق الخير والحق لنصرة هذا الدينالعظيم.‏كما ولا يفوتني أن أقدم شكري الجزيل إلى عمادة الدراسات العليا متمثلة فيعميدها الدكتور:‏ زياد مقداد ‏.....حفظه االله.‏وأقدم شكري للعاملين في مكتبة الجامعة الإسلامية الذين يبذلون قصارىجهودهم لخدمة طلبة العلم.‏وأتقدم بجزيل الشكر لزملائي وزميلاتي في الدراسات العليا جميعا ً الذيناستفدت من آرائهم و مشوراتهم في أمور شتى.‏(١) لقمان:‏‎١٢‎‏.‏(٢)باب شكر المعروف.‏ أخرجه أبو داود في كتاب الأدب(‏‎٢٥٥/٤‎‏).‏دPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وأقدم شكري ودعائي إلى كل من أسدى إلي معروفا ً،‏ أو قدم لي خدمة،‏ أو أبدىلي تشجيعا ً،‏ أو دعا لي في ظهر الغيب،‏ فلهم مني جميعا ً كل شكر وتقدير،‏ وجزاهم االله عني خير الجزاء.‏وفي النهاية:‏ أسأل االله العلي القدير أن يتقبل هذا العمل خالصا ً لوجهه الكريم،‏ وأنيرزقني التوفيق والسداد إنه سميع مجيب.‏الباحثةخولة توفيق السكنيهPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


،،الحمد الله المرجو لطفه وثوابه المخوف مكره وعقابه الذي عمر قلوبأوليائه بروح رجائه حتى ساقهم بلطائف آلائه إلى النزول بفنائه،‏ والعدول عن دار بلائهالتي هي مستقر أعدائه.‏ وضرب بسياط التخويف وزجره العنيف وجوه المعرضين عنحضرته إلى دار ثوابه وكرامته ‏،وصدهم عن التعرض لأئمته و التهدف لسخطهونقمته،‏ قودا ً لأصناف الخلق بسلاسل القهر والعنف وأزمة الرفق واللطف إلىجنته...والصلاة والسلام على محمد سيد أنبيائه وخير خليفته وعلى آله وأصحابهأجمعينأما بعد:‏إن الرجاء والخوف جناحان بهما يطير المقربون إلى كل مقام محمود،‏ ومطيتانبهما يقطع من طرق الآخر كل عقبة كؤود،‏ فلا يقود من روح الجنان مع كونه بعيدالأرجاء ثقيل الأعباء محفوفا ً بمكاره القلوب ومشاق الجوارح والأعضاء إلا أزمةالرجاء.‏ ولا يصد عن نار الجحيم والعذاب الأليم مع كون ه محفوفا ً بلطائف الشهواتوعجائب اللذات إلا سياط التخويف و سطوات التعنيف.‏ولما كان كتاب االله تعالى لا تنقضي عجائبه وبلاغته وإعجازه في دوالهوحروفه وآياته التي أعجزت كل من وطأ الثرى من الوصول إلى فصاحته وإعجازه.‏كانت هذه الدراسة بعنوان.‏.١دوال الخوف ومدلولاته في القرآن الكريم ‏(دراسةأسلوبية).‏أولا ً:أهمية الموضوع:‏تكمن الأهمية العلمية لهذا الموضوع في كونها أساسا ً ثابتا ً في ترسيخ جذورالبلاغة العربية والقرآنية.‏ وإن إثباتها حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد.‏ فالقرآن أحسنالكلام وأصدق الحديث وهو حبل االله المتين،‏ والعروة الوثقى،والصراط المستقيم،‏ وهونور يضيء الظلمات ويحي الأموات.‏وستقوم الباحثة بدراسة دوال الخوف دراسة وافية من خلال الأساليب البلاغيةواللغوية،وبيان ما فيها من تصوير بياني وترابط لآياته.‏ثانيا ً:‏ سبب اختيار الموضوع:‏الواجب الشرعي في فهم كتاب االله والوقوف على أسرار المنهج القرآني.‏وPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.١.٢.٣خامسا ً:‏ الجهود السابقة:‏بعد البحث والتقصي تبين أنه قد تم العثور على دراسات في التفسيرالموضوعي،وعلوم القرآن،وكذلك عقائد،وتصوف،وأحوال عارفين وهي على النحوالتالي:‏آيات الخوف والرجاء في القرآن الكريم:دراسة وتحليل للباحث:عبد االله أسود خلفالجوالي،‏ رسالة ماجستير ‏،المواصفات:آيات الخوف ‏،آيات الرجاء،قرآن كريم،‏تفسير القرآن ‏،مباحث قرآنية ‏،علوم القرآن.‏الخوف والطمأنينة في القرآن الكريم.للباحثة:‏ ماجدة محمد رشاد مهنا.‏ رسالةماجستير،‏ المواصفات:‏ خوف،طمأنينة،‏ الخوف في القرآن،‏ الطمأنينة في القرآن.‏الخوف والرجاء في الكتاب والسنة للباحث:عبد الرحمن بن سليمان علي الشمسان،‏رسالة ماجستير،المواصفات:تصوف،أحوال العارفين،خوف،ورجاء،عقائد.‏وكل الدراسات السابقة عبارة عن دراسة موضوعية تفسيريه.ولا يفوتني أن أذكرجهد أستاذي الكريمين اللذين قدما بحثا ً بعنوان ألفاظ الخشية في القرآن الكريم‏(دراسة بلاغية)،‏ المنشور بالقاهرة دار العلوم للغة وآدابها والدراساتالإسلامية،وهما الأستاذ الدكتور:محمد شعبان علوان،‏ والأستاذ الدكتور:نعمان شعبانعلوان.‏سادسا ً:خطة البحث:‏اقتضت طبيعة البحث إلى أن أقسمه إلى مقدمة وتمهيد،‏ وأربعة فصول،‏ وخاتمةعلى النحو التالي:‏المقدمة:‏ تم الحديث فيها عن أهمية الموضوع،‏ وسبب اختياره،‏ وأهداف الدراسة،‏الصعوبات التي واجهت الباحثة،‏ وخطة البحث،‏ ومنهجه،‏ والدراسات السابقة.‏التمهيد:تناولت الباحثة فيه مقتطفات من مدلولا ت الخوف في كل منالمعاجم اللغوية.‏الخطاب الأدبي.‏النص القرآني.‏:ثم تناولت الأسلوبية تعريفها وطريقة استخدامها،‏ ونوع الأسلوب وعلاقتهبالقرآن الكريم.‏الفصل الأول:البنية الافرادية وتشتمل على ثلاثة مباحث:‏حPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


:المبحث الأول :المحاور الدلالية.الخوف . ٣ الرعب . ٥الفزع‎٧‎‏.الوجف. ١..٨. ٦الخشية . ٤الرهبةالهرعالوجل. ٢:المبحث الثاني :معجم الخوف وخصائصه– التكرار – الاشتقاق - الرمز .الخواص الأسلوبية :الترادفالفصل الثاني:‏البنية التركيبية.وفيه ثلاثة مباحث:‏المبحث الأول : ظواهر :الإطناب،‏الالتفات،‏القصر.‏،المبحث الثاني : ظواهر :الأساليب الخبريةوالأساليب الإنشائية.‏المبحث الثالث :ظواهر : الاستعارة،‏التشبيه،‏الكناية ‏،المجاز.‏:الفصل الثالث:‏البنية الدلالية:‏وفيه ثمانية مباحث.المبحث الأول :مضامين الخوف.المبحث الثاني :مضامين الخشية.المبحث الثاث :مضامين الرعب.المبحث الرابع :مضامين الرهبةالمبحث الخامس :مضامين الفزع.المبحث السادس :مضامين الهرع.المبحث السابع :مضامين الوجف.المبحث الثامن :مضامين الوجلوفي هذا المبحث سيتم دراسة البنية الدلالية من حيث دوالها وسياق آياتها حتىيتم الوقوف على الآيات بنوع من التفصيل.‏الفصل الرابع:‏الصوتية:‏ البنيةوفيه ثلاثة مباحث:‏– التضاد – الترادف – الجناس .:المبحث الأول :المستوى البديعيالطباق.:المبحث الثاني :المستوى الصوتيمخارج وصفات الدوال.:المبحث الثالث :المستوى الصرفيترديد الاشتقاق– ترديد الأزمنة.وأخيرا ً:‏١ الخاتمة ورصد أهم نتائج البحث وتوصياتهالمصادر والمراجع .. الفھارس٢٣طPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


سابعا ً:منهج البحث:‏تبعا ً لطبيعة البحث فإن الباحثة ستتبع المنهج الاستقرائي التحليلي الوصفي مناسبةلموضوع الدراسة،‏ولاستخلاص الأهداف المرجوة منها إن شاء االله تعالى.‏.١.٢.٣.٤.٥.٦تقسيم ألفاظ الخوف كل لفظة على حده ويظهر من ذلك:‏إظهار الجمال البلاغي للآية.‏بيان المعاني البلاغية للقراءات المختلفة.‏بيان صيغة اللفظة ومدى أهميتها ودلالتها في الآية القرآنية.‏بيان المعنى الإجمالي للخوف في الآيات.إظهار الفرق بين معاني الخوف في الآيات.عمل إحصائية حول نسبة الآيات التي تتحدث عن الخوف وتقسيم معانيها وهذاالقسم الثاني من البحث المتمثل بالقسم الإحصائي.‏ونختم حديثنا هذا بهذه الكلمات:‏ الخوف خوف من الماضي...ومن الحاضر...ومنالمستقبل...‏ولا يمكن إزالة الخوف إلا بالخوف من االله والاتكال عليه.‏وأسأل المولى القدير التوفيق والسداد لإخراج هذا البحث بما يليق بكتاب االلهتعالى-‏ إنه نعم المولى ونعم النصير...وحسبنا االله ونعم الوكيل.‏-يPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com١


التمهيدأولا ً::دوال الخوف ومدلولاتها:أداة الدلالة هي اللفظة أو الكلمة،‏ وتكاد تجمع المعاجم العربية على أن الألفاظ ترادف الكلمات فيالاستعمال الشائع كما أن الدال يشمل كل من اللفظة والكلمة.ومن أجل هذا آثرنا في هذا البحث أن نستعمل كلمة دالة؛ لأنها أوضح ما يهدف إليه فأحيانا ً الدالةتشتمل على اللفظة والكلمة معا ً وأحيانا ً تشمل الدالة معاني الدوال الأخرى.‏فكل كلمة من كلمات اللغة لها دلالة معجمية،‏ تستقل عن غيرها من المفردات،‏ كما وأن لكل كلمةمعانٍ‏ مختلفة يظهر معناها حسب السياق.‏ وحين تركب الجملة لابد وأن تتكون من كلمات وهذهالكلمات تتخذ موقفا ً معينا ً من هذه اللغة ويربط بين هذه الكلمات رابط نحوي واضح المعالم.‏ وهذا ماسنذكره في الصفحات التالية.‏ وبناءا على ذلك لابد من بيان الهيكلية الهامة لهذا النوع من الدراسة.‏حيث تقوم الدراسة حول دوال الخوف وهي متمثلة فيما يلي ‏(الخوف،‏ الخشية،‏ الرعب،‏ الرهب،‏الفزع،‏ الهرع،‏ الوجف،‏ الوجل)‏ وسندرسها من ثلاثة محاور.‏المحور الأول:‏ المعاجم اللغوية ونتناول المفردات من خلال التعريفات اللغوية والاصطلاحية.‏المحور الثاني:‏ الخطاب الأدبي:‏ نتناول الدالة من خلال الاستخدام عند العرب ومن ذلك تظهرالمعاني المختلفة التي تحملها الدالة الواحدة.‏وأخيرا ً المحور الثالث:‏ النص القرآني:‏ ندرسه من خلال ذكر الآيات وسيظهر لنا استخداماتلغوية و معانٍ‏ أخرى وربما تكون شبيهه بمعاني الخطاب الأدبي.‏ومن خلال ذلك يظهر للقارئ والدارس بيان المعاني المختلفة للدوال،‏ كما ويمكنه بيان الاتفاقوالاختلاف بين هذه المحاور الثلاثة.‏PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com٢


أولا ً:‏ المعاجم اللغويةأولا ً:الخشية:‏لغة:‏:خشية كرضية،‏ خشيا ً،‏ ويك ُسر،‏ وخشية ً خشاة ً،‏ ومخشاة ً،‏ ومخشية وخشيانا ً.‏ وتخشاه‏:خاف َه،‏ وهوخاشٍ‏ وخشٍ،‏ وهي خشياء جمع خشايا،‏ وتخشية ً خ َ وف َ ه‏.وخاشاني،‏ فخشيته:‏ كنت أشد من خ َش َيتة ً.‏وهذا المكان أخ ْش َى من ذلك أي أخوفإعظام لهم(١).(٣)اصطلاحا ً:‏وخشيهقال الليث:"الخشية:الخوف،‏ والفِعلُ‏ خ َشي يخ ْشى"‏‏:خافه واتقاه.(٤)(٢). وتخشى الناس:‏ تخافهم فيذكر الأصفهاني:‏ " الخشية خوف ٌ يشوبه تعظيم،‏ وأكثرما يكون ذلك عن علم بما يخشى منهوقال قوم:"الخشية خوف مقترن بتعظيم وكلاهما صحيح وظاهر وهو خاش،‏ وخش"‏(٥).".(٦)الخشية:‏ خوف مشوب بتعظيم المخشي،صادر عن علم ويقين صادق ومعرفة بعظمته حتى وإنكان الخاشي قويا ًدوال الخشية:‏.(٧).١عزِيز غ َف ُور‏]‏،( ٨ )الخشية تخرج دوالها لمعنيين ذكرهما ‏(الفيروزأبادي)‏ على النحو التالي:‏أنه خص الخشية للعلماء كما في قوله تعالى:[...إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء إِن االلهَ‏وقوله تعالى:[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًاخ َاف ُواوقوله تعالى:‏ ‏[ول َا ت َق ْت ُل ُوا أَول َادك ُم خ َش ْي َة]‏، عل َيهِم‏]‏( ٩ )( ١ ٠ )‏،وقوله تعالى:[...منخ َشِي العن َت َ مِن ْك ُم‏]‏(١١).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر:‏ الفيروزأبادي،‏ مجد الدين محمد بن يعقوب،القاموس المحيط،‏ تحقيق:‏ مكتب التراث في مؤسسة الرسالةمؤسسة ‏،ط‎٢‎‏،‏ ‎١٤٠٧‎ه-‏‎١٩٨٧‎م،‏.١٦١٥انظر:إبراهيم،‏ قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية،‏هارون،‏ المعجم الوجيز لألفاظ القرآن الكريم،‏ج‎٧‎‏:‏.١٠٣.٥٩انظر:الأزهري،أبي منصور محمد بن أحمد،‏ تهذيب اللغة،‏ تحقيق:عبد السلام سرحان،الدار المصرية،‏ ،.٤٦١انظر:الأصفهاني،‏ معجم مفردات ألفاظ القرآن،‏.١٤٩انظر:الزبيدي،مرتضى،‏ تاج العروس من جواهر القاموس،‏ بيروت،لبنان،الحياة،ط‎١‎‏،‏انظر:الزركشي،بدر الدين محمد بن عبد االله ‏،البرهان في علوم القرآنالجيل،‏فاطر:‏‎٢٨‎‏.‏،١٩٠٠١١٣. مج‎١٠‎‏:‏،،١٩٨٧٧٨. ط‎٣‎‏،‏ ج‎٤‎‏:‏(10)(11)النساء:‏‎٩‎‏.‏الإسراء:‏‎٣١‎‏.‏٢٥. النساء:‏تحقيق:محمد أبو الفضل إبراهيم،‏ دارPDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com٣


الآيات السابقة تدل على الاستشعار بالخوف،وهذا الخوف نابع عن معرفة.‏ذكرت الخشية بمعنى مدح االله تعالى لأهلهمش ْفِق ُون‏]‏(١)( ٢ )‏،كما في قوله تعالى:[إِن ال َّذِين هم مِن خ َش ْيةِ‏ ربهِم‏.كما وتجد الباحثة أن هناك إيحاءات تدل على الخشية ومنها:‏ أن الخوف قرين الحزن،‏وأن مشاعرهما تختلط في أغلب الأحيان،‏ واقتران الخوف والحزن كثير في القرآن الكريم تلفت( ٣ )النظر،وتستوقف الفكر كما في قوله تعالى:[...ت َت َن َزلُ‏ عل َيهِم المل َائِك َة ُ أَل َّا ت َخ َاف ُوا ول َا ت َحزن ُوا]‏ ،وقوله تعالى:‏المرسلِين‏]‏(٤).[... ف َإِذ َا خِف ْتِ‏ عل َيهِ‏ ف َأَل ْقِيهِ‏ فِي اليم ول َا ت َخ َافِي ول َا ت َحزنِي إِن َّا رادوه إِل َيكِ‏ وجاعِل ُوه مِنالخشية في القرآن تكون في الحياة الدنيا،‏ دون الآخرة ؛ لأن الدنيا دار بلاء واختباركما في قوله تعالى:‏ [... ف َل َا ت َخ ْش َوا الن َّاس واخ ْش َونِ]‏( ٥ )‏.أما لو تعلقت الخشية في القرآن بأمر فإنهلابد وأن يكون هذا الأمر كبيرا ً إذ هو يتعلق بالغيب أو الساعة،أو اليوم الآخر(٦).وترى الباحثة:‏ أن ما سبق دل على أن الخشية أخص من الخوف،فإن الخشية للعلماء من االله تعالىكما في قوله تعالى:[...‏ إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء‏]‏( ٧ )‏.وغيرها من الآيات فهي مقرونةبمعرفة،وكان هذا الاختصاص للعلماء،وأولوا العقول والألباب،‏ من العلماء المؤمنين والمتبعين للذكرومن رضي االله عنهم ورضوا عنه.‏ كما واقترن في القرآن الكريم بأن اللذين يخشون ربهم بالغيبلهم مغفرة من ربهم،‏ وهذا الأجر العظيم يدل على نوع الخشية كما ويدل على ثبات الإيمان،‏ والعلمالراسخ،‏ واليقين الصادق في نفس المؤمن.‏ كما في قوله تعالى:[إِن َّما ت ُن ْذِر منِ‏ ات َّبع الذ ِّك ْر وخ َشِيالرحمن بِالغ َيبِ‏ ف َبش ِّره بِمغ ْفِرةٍ‏ وأَجرٍ‏ ك َرِيمٍ]‏مغ ْفِرة ٌ وأَجر ك َبِير‏]‏الخوف:‏ ثانيا ُ:‏(٩).(٨)‏،وقوله تعالى:[إِن ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ ل َهم(1)التمييز،‏يقصد لأهله:‏ أهل الخشية،وذكر الضمير ‏(الهاء)باعتبار أنها مقام من مقامات الدين.انظر:حاشية بصائر ذوي.٥٤٤:(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)المؤمنون:‏‎٥٧‎‏.‏فصلت:‏‎٣٠‎‏.‏القصص:‏‎٧‎‏.‏المائدة:‏‎٤٤‎‏.‏-انظر:الشايع،‏ محمد بن عبد الرحمن بن صالح،‏ الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٤‎ه‎١٩٩٣‎م،‏النساء:‏‎٩‎‏.‏يس:‏‎١١‎‏.‏الملك:‏‎١٢‎‏.‏.٣٧٢ -٣٧٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com٤


ج،‏الخوف لغة:‏الفزع‏،‏ خافه يخافه خوفا ً وخيفة ً ومخافة ًثلاثة أوجه يقال خائف وخيف وخوفقال الليث(١)‏.وأصل الكلمة خِوف َ ه وجمعها خِيف ٌ(٢). وتجمع على(٣).(٤)‏:"خاف يخاف خوفا ً،‏ وإنما صارت الواو ألفا ً في يخاف ُ؛ لأنه على بناء عمل يعملُ،‏فاستثقلوا الواو فألقوها.وفيها ثلاثة أشياء:الحرف ُ،‏ والصرف ُ،والصوت ُ،وربما ألقوا الحرف بصرفهاوأبقوا منها الصوت.‏وقالوا يخاف؛ وكان حده يخوف بالواو المنصوبة،فألقوا الواو واعتمد الصوت على صرف الواو،‏وقالوا خاف،‏ وكان حده خوف بالواو المكسورة،‏ فألقوا الواو بصرفها وأبقوا الصوت،‏ واعتمدالصوت على فتحه الخاء فصارالف َزع(٥).(٦).الخوف اصطلاحا ً:‏معها ألفا ً لينا ً،‏ ومنه التخ ّويف ُ،‏ والإخافة ُ والت َخوف ّ،‏ والنعت وهو‏"إن الخوف خاصة من خواص النفس،‏ يظهر عند المخوف.‏ والخوف لما يستقبل والحزن لما فات"‏الخوف ت َوق ُّ ع مكروه عن أمارةٍ‏ مظنونة أو معلومة،‏ كما أن الرجاء والط َ م ع توق ُّع محبوب عن إمارةمظنونة أو معلومة،‏(٧)ويضاد الخوف الأمن ويستعمل ذلك في الأمور الدنيوية والأخروية .وقد ذكر للخوف تعريفات نذكر منها:‏قال الجنيد(٨)‏:"الخوف توقع العقوبة على مجاري الأنفاس".‏وقيل:"اضطراب القلب وحركته من تذكر المخ َ وف".‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)ابن منظور،‏ أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم،لسان العرب،‏ دار صادر،‏‎١٩٠٠‎م،‏ مج:‏‎٩،٩٩‎‏.‏الفيروزأبادي،‏ مجد الدين محمد بن يعقوب،القاموس المحيط،‏ تحقيق:‏ مكتب التراث في مؤسسة الرسالةمؤسسة ‏،ط‎٢‎‏،‏ ‎١٤٠٧‎ه-‏‎١٩٨٧‎م،‏.١٠٤٥انظر:الزبيدي،‏ محمد مرتضى،تاج العروس من جواهر القاموس،‏ مج‎٦‎‏:‏.١٠٥الليث بن سعد:‏ أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرحمن إمام أهل مصر في الفقه والحديث.‏انظر:ابن خلكان،أبي عباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر ‏،وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،‏ دارإحياء التراث العربي،ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٧‎ه-‏‎١٩٩٧‎انظر:ابن منظور،مج:‏‎٩‎ :٩٩..٢:٢٩٦انظر:‏ ابن الجوزي،‏ منتخب قرة عيون النواظر في الوجوه والنواظر في القرآن الكريم ، تحقيقالصفطاوي ، فؤاد عبد المنعم أحمد ، منشأة المعارف بالاسكندرية ، ط‎١‎ ،:. ١٠٥ ، ١٩٧٩السيدانظر:‏ الأصفهاني،‏ الراغب،‏ معجم مفردات ألفاظ القرآن،‏ تحقيق:نديم مرعشلي،دار الفكر،الكتبالعلمية،‏‎١٩٩٧‎‏،‏.١٦١الجنيد:‏ أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد الخزار القواريري،الزاهد المشهور،أصله من نهاوند.‏PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com٥


وقيل:"هرب القلب من حلول المكروه وعند استشعاره".‏وقيل ‏:"الخوف العلم بمجازي الأحكام،وهذا سبب الخوف لا نفسه".‏قال أبو حفص(١)‏:"الخوف سوط االله يقوم به الشاردين عن بابه".‏وقال ‏:"الخوف سراج في القلب يبصر به ما فيه من الخير والشر".‏وقال ذو الن ّونالطريق"‏(٢).(٣)(٤)‏:"الناس على طريق ما لم يزل عنهم الخوف،فإذا زال عنهم الخوف ضل ّوا عنفقد استخدم في كثير من كتب النظائر على أن الخوف ضد اليقين،ولكن لو أمعنا النظر وعدنالمعاجم اللغة لوجدنا أن الخوف يقابله الأمن.‏ وقد ذكر صاحب لسان العرب الأمن:الأمان والأمانة ُبمعنى قد أمنت فأنا أمِ‏ ن ‏،وأمنت غيري من الأمن والأمان.‏ والأمن ضد الخوف،والأمانة ضد الخيانة‏.وقد ذكر في القرآن الكريم قوله تعالى‏[...وآَمن َهم مِن خ َوفٍ]‏.( ٥ )على أن الأمن ضد الخوفوليس كما هو شائع عند كثير من كتاب اللغة أن اليقين ضد الخوف.وهو تضاد واضحا ً أما المعنىخفي.‏تفسير دوال الخوف:‏لفظة الخوف ذكرت في مصادر الوجوه والنظائر بعدة أوجه اختلف العلماء حول الدلالة اللفظيةفمنهم من جعلها أربعة أوجه،ومنهم من جعلها خمسة أوجه وهذا الكثير،ومنهم من جعلها سبعة أوجهوالتصنيف على النحو التالي:ذكر ‏(الإمام الجوزي)‏(٦)‏:في كتابه ‏(منتخب قرة عيون النواظر)ودلتعلى خمسة أوجه متمثلة فيما يلي:‏ ‏(نفس الخوف،العلم،الظن،القتال،النكبة التي تصيب المسلمين منقتل وهزيمة)‏(٧).(1)(2)(3)(4)(5)(6)أبو حفص:‏ وأبو عبد االله بن حرملة بن يحيى بن عبد االله بن حرملة بن عمران الزميلي المصري صاحبالإمام الشافعي رضي االله عنه.‏ انظر:‏ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،ج‎١‎‏:‏.٢٢٤ذو الن ّون:‏ أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم وقيل الفيض بن ابراهيم المصري المعروف بذي النون أحد رجالالطريقة.‏ انظر:وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،ج‎١:١٦٢‎‏.‏انظر:‏ الفيرزأبادي،‏ مجد الدين محمد بن يعقوب ‏،بصائر ذوي التميز في لطائف الكتاب العزيز،المكتبةالعلمية،ج‎٢:٥٧٧‎‏.‏انظر:لسان العرب،‏ م:‏‎٩‎‏:‏قريش:‏‎٤‎‏.‏.٩٩الإمام الجوزي:‏ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن عبيد االله بن عبد االله بنحمادي بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي.‏ صنف في فنون هديدة:‏ زاد المسير في علم التفسير.انظر:‏وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،‏ ج‎٢‎‏:‏.٦٧(7) انظر:‏ابن الجوزي،منتخب قرة عيون النواظر في الوجوه والنظائر:‏.٢٢٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com٦


:(١)وذكر‏(مقاتل البلخي)‏في كتابه‏(الوجوه والنظائر)ودلت على خمسة أوجه متمثلة فيما يلي:‏.(٢)‏(القتل،‏القتال،‏العلم،العذاب،التيقظ)‏وذكر‏(الفيروزأبادي)‏في كتابه(بصائر ذوي التمييز)‏ودلت على خمسة أوجه متمثلة فيما يلي:‏(٣).(٤)‏(القتل‏،الهزيمة،‏الحرب،‏القتال،‏العلم والدراية‏،النقص،‏الرعب والخشية من العذاب والعقوبة)‏(وأخيرا ً ذكر(محمد نور الدين المنجد)‏في كتابه‏(الاشتراك اللفظي في القرآن الكريمدلت على،سبعة أوجه متمثلة على النحو التالي:‏ ‏(الخوف،العلم‏،الظن‏،القتال‏،النكبة‏،العذابالنقص أو.(٥)التيقظ)‏كما ويبدو أن المؤلف قد جمع جهود من سبقه من العلماء أمثال‏(الفيروزأبادي وابن الجوزي).‏وترى الباحثة:‏أن هذه الاختلافات التي لا تدل إلا علىوجهة نظر الكاتب أو المؤلف،وما توصلإليها إلا حسب ما يرتضيه المعنى،وجاء حسب تفسيره لمواضع الذكر،كما وتري أن هناك دوالمشتركة بين المؤلفين ومن أشهر تلك المعاني ما دل على‏(العلم،‏والقتال)،وأقلها نسبة‏(الع ذاب،والت يقظ أوال نقص)،ث م(‏الخ وف،‏والنكب ة،‏والقت ل،والظ ن)،وأقله ا درج ة‏(الرعب،والخشية).ونستشهد ببعض الآيات التي تدل على وجوه الدلالات متمثلة فيما يلي:‏( ٦ ).الوجه الأول:‏الخوف وهو الأصل في الدلالة كما في قوله تعالى:‏‏[...وادعوه خ َوف ًا وط َمعا]‏.( ٧ )الوجه الثاني:‏العلم كما في قوله تعالى:‏ ] ف َمن خ َاف َ مِن مو صٍ‏ جن َف ًا]‏وهنا دلالةالخوف على العلم؛دلالة مجزية لا يعتد بها في الاشتراك اللفظي.حيث إن الإنسان لا.(٨)يخاف شيئا ً حتى يعلم أنه مما يخاف منه فهو تعبير بالمسبب عن السبب(1)(2)(3)(4)أبو الحسن:‏ مقاتل بن سليمان الأزدي البلخي.‏انظر:‏ الدامغاني،‏ أبي عبد االله الحسين بن محمدعبد الحميد علي،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎١‎‏،‏،الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب االله العزيز،‏ تحقيق:‏ عربي.٢٠١-٢٠٠ ،٢٠٠٣الفيروز أبادي:‏ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي،‏ ت ‎٨١٧‎ه.‏انظر:‏ بصائر ذوي التمييزج‎٢‎‏:‏ ،.٥٧٩ _٥٧٨(5)انظر:‏ المنجد،‏ محمد بن نور الدين ‏،الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم،‏ دار الفكر المعاصر،‏ دمشق،‏ ط‎١‎‏،‏‎١٤١٩‎ه ‏_‏‎١٩٩٩‎م،‏.١٣٦_١٣٥(6)(7)(8)الأعراف:‏البقرة:‏.٥٦.١٨٢انظر:‏ الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم،‏.١٣٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com٧


الوجه الثالث:‏ الظن نجد بعض العلماء يلحق هذا الدال لما سبقه وذكر ذلك في ‏(التضاد في القرآنالكريم)‏ كما في قوله تعالى:[إِل َّا أَن يخ َاف َا أَل َّا يقِيما حدود االلهِ‏.( ١ )﴾الوجه الرابع:‏ القتال هذا المعنى لا يخرج عن علاقة مجازية بين سبب ومسبب،‏ وعلاقة نفسية بينالقتال وأثره النفسي بشكل مباشر مع المنافقين ‏،ويتأثر القول بالقتال ليقتضي سبب النزول.‏فهذا يبطل دلالة حقيقية من وجه آخر كقوله تعالى:‏ ] ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ]‏.( ٢ )الوجه الخامس:‏ النكبة تصيب المسلمين من قتل أو هزيمة هذا المعنى يدلل بحسب سبب النزولفتكون دلالة النكبة أمر مجازي ‏،ويبعد عن دلالة اللغة كما في قوله تعالى:[وإِذ َا جاءهم أَمر مِنالأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ]‏.(٣)الوجه السادس:‏ بمعنى عذاب هنا يكون للجمع بين معنيين الأول الخوف والثاني العذاب.كما فيقوله تعالى:‏ ‏[...أَل َّا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏.( ٤ )الوجه السابع:‏ النقص وذكر ‏(الدامغاني)‏ التيقظ وهذه حسب لهجات العرب ‏،والتخوف بعد ذلك لايوافق الخوف في الوزن فلا يجوز عده من وجوه اللفظ كما في قوله تعالى:[أَو يأْ‏ خ ُذ َهم عل َىت َخ َوفٍ﴾‏( ٥ )‏.أكد أبو حيان العلاقة بين الخوف والعلم بأن الإنسان لا يخاف شيئا ً حتى يعلم أنه مما(٦)يخاف منه فهو من باب تعبير المسبب عن السبب .ومما سبق نرى أن الخوف يقترب من الظن والعلم؛لعلاقة السبب والمسبب ولكن لا يدل على ضدهالأمن،‏ ولا على اليقين كما يرى أبو عبيدة ليكون اللفظ بذلك بريئ من الضدية.(٧)ونخلص أخيرا ً إلى أن الخوف يدل ُّ على غير ما وضع له أصالة،‏ بينما ما ذكر من أوجه فهيمعانٍ‏ مجازية.‏ كما وتعلقت بأسباب النزول وبذلك تخرج الكلمة من عداد المشترك اللفظي.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)البقرة:‏‎٢٢٩‎‏.‏الأحزاب:‏النساء:‏‎٨٣‎‏.‏.١٩آل عمران:‏‎١٧٠‎‏.‏النحل:‏‎٤٧‎‏.‏انظر،التوحيدي،أبو حيان،تفسير البحر المحيط،ج‎٢‎‏:‏.٢٣انظر،‏ المنجد محمد نور الدين،‏ التضاد في القرآن الكريم‎١٤٢٠‎ه ‏-‏‎١٩٩٩‎م،‏‏،دار الفكر المعاصر،بيروت،دار الفكر،دمشق،‏ ط‎١‎‏،‏١٣٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com٨


قال الليث:"رهبت الشيئالاصطلاح:‏. رهبا ً ،قيل أن الرهب ‏"مخافة ً مع ت َ حرز و اضطراب"‏دوال الرهبة:‏ورهب ة ً:‏ أي خفته ‏،وأر ه بت ُ فلانا ً(١).".(٢)ترى الباحثة أن الرهبة تخرج لمعنى الخوف أو الفزع،‏ ويكون الخوف كل ما يحيط بالشخص منخوف بينما لا يكون فزع إلا إذا كان المفزع منه هو االله تعالى أو من أمر من أمور الدين أو أيشيئ آخر.كما في قوله تعالى:‏ [... واضمم إِل َيك جن َاحك مِن الرهبِ]‏الفزع،‏ وقوله تعالى:[ل َأَن ْت ُم أَش َد رهبة ً فِي صدورِهِم مِن االلهِ]‏خامسا ً:الفزع:‏لغة:‏(٣).( ٤ )قرأت من الرهب أيالفَرق َ والذ ّ عر من الشيئ يكون بالفتح كف َ ر ح‏،‏ ومن َع ويكسر في ويحرك وفيه لفونشر غير مرتب؛ المحرك مصدر فَزع ك َف َرح خاصةف َزع ف َزعا ً وأفزعه و ف َزعه:‏ أخافه وروعه ‏،فهو ف َزععن قلوبهم(٥)(٦):أزيل عنها الفزع وذهب الذعروقيل الف َز ع الاستغاثة والف َز ع الإغاثةالخوف.والمف ّازِ‏ ع والف َزِعالإفزاع:الإخافة ُخ َوفته(٧)‏.والفزع لأكبر:‏ نفخة البعث.‏.وهو في الأصل مصدر‏.‏‏.وفزع فزعا ً:خاف وذعر،‏ ف ُزع(٨)(٩).(١٠).(١١)‏.المفزعه بالهاء:ما يفز ع منه.وفزع عنه أي ك ُشِف َ عنه‏:يقال ف َزِعت ُ إليه فأف َزعِني أي لجأت إليه من الف َزعِ‏ فأغاثني،‏ وأفزعتهوقيل جمعه أفزاع مع ك َونه مصدرا.(١٢)(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)الأزهري،‏ تهذيب اللغة،‏ ج‎٦‎‏:‏.٢٩٠انظر:‏ الأصفهاني،‏ معجم مفردات ألفاظ القرآن،‏القصص:‏‎٣٢‎‏.‏الحشر:‏‎١٣‎‏.‏انظر:‏ الزبيدي،‏ تاج العروس،ج‎٢١‎‏:‏انظر:ابن منظور،‏ لسان العرب،ج‎٨‎‏:‏.٢٠٩.٤٩٦.٢٥١إبراهيم،‏ قاموس الألفاظ والأعلام القرآنية،‏هارون،‏ المعجم الوجيز لألفاظ القرآن الكريم،‏انظر:الزبيدي،‏ تاج العروس،ج‎١‎‏:‏.٢٩١.٥٩.٤٩٦(10)(11)(12)انظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎٨‎‏:‏انظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎٨‎‏:‏انظر:الزبيدي،‏ تاج العروس،‏ ج‎٢١‎‏:‏. ٢٣٥.٢٣٥.٤٩٦١٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ق ُل ُقال الفراء‏:‏ ‏"المف َز ع يكون شجاعا ً،‏ويكون جبانا ً،‏فمن جعله شجاعا ً مفعولا ً به،وقال:بمثله تنزلالأفزاع.‏ ومن جعل المفزع الجبان أراد أنه يفزع من كلّ‏ شي ئ.وهذا كقولهم للغالب مغل َّ ب،‏مغل ّب"‏وللمغلوب.(١)‏"قال المبرد في الكامل:‏ أصلُ‏ الف َزعِ:‏ الخ َ و ف ُ،‏ونحوه إذا جاء هم بغته،‏ وصار حقيقة فيه"‏ثم ك ُنِي به عن خ ُروجِ‏ الن َّاس بسرع ةٍ؛ لدفع عدو.(٢)اصطلاحا ً:‏الف َز ع انقباض ونِفار يعت َري الإنسان من الشيئ المخِيفِ‏ وهو من جنس الجزعِ‏ ولا يقالُ‏.(٣)ف َز عت ُمن االله كما يقالُ‏ خِ‏ ف ْ ت ُ منهوقوله تعالى:‏‏[ل َا ي ح زن ُهم الف َز ع الأَ‏ ك ْ ب ر وت َت َل َق َّاهم المل َائِ‏ ك َ ة ُ هذ َا.( ٤ )ي و مك ُم ال َّ ذِ‏ ي ك ُن ْ ت ُم ت ُوع دون [وترى الباحثة:‏ أن الفزع يكون من كل أمر،‏ويختص بما هو ظاهر أمام الناس،‏وتستعملهذهالدالة للناس عامة ويكون من كل شيئ متحرك أحيانا ً،‏بينما لا نقول فزعت ُ من االله بل نقولخِفت ُ من االله والخوف من االله؛ لأن الخوف من االله لا يقابله ولا يساويه خوف.‏هرع:‏ سادسا ً:‏لغة:الهر ع والهراع والإِهراع‏:‏شدة السوقِ‏ وسرعة ُ العدو؛ وقد هرِ‏ عوا وأُ‏ هرِ‏ عوا.‏واست ُه رِ‏ ع تِ‏الإِبلُ:‏ أَسرعت ْ إِلى الحوضِ.‏ وأْهرِع الرجلُ،‏ على ما لمخو فٍ‏ أَو حِر صٍ‏ أَو غ َضبٍ‏ أَ‏ و حمى.‏الاصطلاح:‏يسم فاعله:‏خ َف َّ وأُرعِد من سرعةٍ‏ أَ‏ و(٥)( ٧ )(٦)الإسراع بعنف وتخويف . ومنه قوله تعالى:‏ ‏[وجاءه ق َومه يهرعون إِل َيهِ‏ ٌ] .(٨)سابعا ً:‏لغة:‏خ َافِق ٌوجف:‏وق َل ْب واجِف ٌ:مضط َربووجوفا ً:اضط َرب‏)‏ وجيفا ً،‏ ‏(يجف ُ و جف ْ ا ً،‏ وجف َ الش َيئُ‏ ‏.كما في قوله تعالى:[‏وب يومئِذٍ‏ واجِ‏ َفة ٌ]‏( ٩ )بمعنى شديدة(1)٣. ج‎١‎‏:‏(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر:‏ أبي العباس،‏ المبرد،‏ الكامل في اللغة والأدب،‏ تحقيق:محمد أحمد الدالي،‏ ط‎٢‎‏،‏ مؤسسة الرسالة،‏‎١٩٩٣‎الفيروز أبادي،‏ بصائر ذوي التمييز،‏ ج‎٤‎‏:‏الأصفهاني،‏ معجم مفردات ألفاظ القرآن،‏الأنبياء:‏‎١٠٣‎‏.‏انظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج:‏‎٨‎‏:‏.١٩١.٣٩٣.٣٦٩انظر:‏ الأصفهاني،‏ معجم مفردات ألفاظ القرآن،‏هود:‏‎٧٨‎‏.‏الزبيدي،‏ تاج العروس،‏ ج‎٢٤‎‏:‏النازعات:‏‎٨‎‏.‏.٥٤٠.٤٤٦١١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


(١)الاضطراب .والو ج ف ُ:‏ سرعة السير.وجف َ البعير ‏ُوالفرس يجف وجفا ً و وجيفا ً:‏أسرع‏.‏والوجيِف:‏السق ُوط ُ من الخ َوفِ.‏معاني دالة الوجف:‏ترى الباحثة:‏أنه قد ذكرت لفظة الوجف في كتاب االله بمعنيين؛المعنى الأول:الخوف و.(٢)الاضطراب كما في قوله تعالى:‏‏[ق ُل ُوب يومئِذٍ‏ واجِف َة ٌ]‏والمعنى الآخر:‏بمعنى علمتم:‏كما في.(٣)[قوله تعالى:‏[... أَوجف ْت ُم عل َيهِ‏ مِن خ َيلٍ‏ ول َا رِك َابٍ‏الوجل:‏ ثامنا ُ:‏:(٤)،لغة:‏ الوجل:‏الفزع والخوفوجلَ‏ وجلا ً،‏بالفتح‏.وجل ي و ج لُ‏خاف وفزع،‏وجلٌ‏ خائف،(٧)(٦)‎٠‎الوجل محركة الفزع والخوف وجمعه أوجالوقيل أنها تجمع على وجِالً‏ ووجل ُوِ‏ ن(٥)وهي وجلِه‏،‏وذكرت عند العرب أربع لغات ياجل،‏وييجل،‏ويوجل،‏وييجل بكسر أوله.‏وجل.(٨)الأمر منه ايجل صارت الواو ياء لكسرة ما قبلهاقيل الخوف والخشية والرهبة،‏والوجل(٩)ألفاظ متقاربة بمعنى وجل .‏"وذكر الليث:‏ ‏(الوجلَ:‏الخوف)‏وأنا وجلٌ‏ من هذا الأمر،‏وقد وجِل ْت َ،‏فأنت ت َوجل ولغة أخرى(١٠)."ييجلُ،‏ويقال تأجل وهو وجِلٌ‏ وأوجلاصطلاحا ً:‏.(١١)‏"الخ َوف َ رجفان القلب وانصداعه لذكر من يخاف سطوته وعقوبته أو لرؤيته"‏كما،(١٢)في قوله تعالى:‏‏[...إِذ َا ذ ُكِر االلهُ‏ وجِل َت ْ ق ُل ُوبهم‏]‏وقوله تعالى:‏‏[وال َّذِين يؤْت ُون ما آَت َوا وق ُل ُوبهم.(١٣)وجِل َة ٌ...]‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)الزبيدي،‏ تاج العروس،‏ ج‎٢٤‎‏:‏النازعات:‏‎٨‎‏.‏الحشر:‏‎٦‎‏.‏.٤٤٦انظر:‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،ج‎١١‎‏:‏.٧٢٢هارون،‏ المعجم الوجيز لألفاظ القرآن الكريم،‏انظر:‏ الزبيدي،‏ تاج العروس،‏ ج‎٨‎‏:‏.٢١٦.١٥٣انظر:الفيروز أبادي،‏ بصائر ذوي التمييز،‏ ج‎٥‎‏:‏انظر:‏ الزبيدي،‏ تاج العروس،‏ ج‎٨‎‏:‏.١٦٥.١٥٣انظر:‏ الفيروز أبادي،‏ بصائر ذوي التمييز،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٦٥(10)(11)(12)الأزهري،‏ تهذيب اللغة،‏ ج‎١١‎‏:‏.١٩٠الفيروزأبادي،‏ بصائر ذوي التمييز،ج‎٥‎‏:‏.١٦٥(13)الأنفال:‏‎٢‎‏.‏المؤمنون:‏‎٦٠‎‏.‏١٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ثانيا ً:‏ الخطاب الأدبيأولا ً:خشي:‏ليس في دلالة هذه اللفظة معنى بعيد عن سابقتها،. ١إذ أنهما تحملان مترادفات ومعاني تدلل على الخوففهذه الدالة لا يكاد اللغوي يفرق بين الخوف والخشية.‏ فقد استخدم الكثيرون هاتين اللفظتين على أنهماتحملان الخوف؛ ولكن لكل منهما معنى مختلف مع وجود فرق دقيق فدائما ً تكون الخشية مشوبةبتعظيم.‏ وتخرج للخشية دوال نتوقف عند المعاني الآتية:‏خ َوف َه كما قال الطفيل الغنوي:‏كأَغ ْل َب من أُسودِ‏ كِراء وردٍ،‏ يرد خ َشاية َ الرجل الظ َّلومفقد استخدم الشاعر دالة خشايه المتصرفة من الفعل خشي لتدلل على معنى خوف.‏(١ ). ٢خوفا ً كقول المثقف العبدي:(٢).٣. ١فت َعديت ُ خ َشاة ً أَن يرى ظالم أَني كما كان زعمفقد استخدم الشاعر لفظة خشاه لتدل على المعنى خوفا ً.‏خافه كما قال الشاعر:‏خشيت خشيا ً ومخشاه ومخشيه وخشية وخشاه ثم خشيانا ًفقد استخدم الشاعر الدوال السابقة وكلها تدل على الخوف وهي مشتقة ومتصرفة من الفعل خشيوجاءت بمعنى خافة ‏:خشاه.‏ثانيا ُ:‏ الخوف:‏لهذه الكلمة دلالة في الاستعمال عند العرب رحلة ٌ مطولة ٌ،‏ وليس يخفى علينا أن معناها الفزع،‏ وهذامعنى يجمع عليه السابق واللاحق،‏ وهي كلمة مألوفة عند العرب ومعانيها مألوفة عند العرب،‏ ولو وقفناقليلا ً عند دلالات هذه اللفظة لتعرفنا على معانيها واستخداماتها عند العرب وهي متمثلة بعدة معانٍ‏متمثلة على النحو التالي:‏الخوف والفزع كما قال الحسين الأسدي:(٣)أَت َهجر بيتا ً بالحجازِ‏ ت َل َف َّعت ْ بِه ال ْخ َوف ُ والأعداء أَم أَن ْت َ زائِره ؟(٤)فقد استخدم الشاعر دالة الخوف ليدلل على الخوف والفزع .(1)(2)روي البيت:‏ كأَغ ْل َب من أُسودِ‏ كِراء وردٍ،‏يرد خشاته الرجل الظلومالمثقف العبدي:‏ العائذ بن محصن بن ثعلبة بن بني عبد القيس،‏ من ربيعة شاعر جاهلي من أهل البحرين،‏ ‏(‏‎٣٥‎ه‏_‏‎٥٨٨‎م)‏ الأعلام:‏.٢٣٩/٣(3)الحسين الأسدي:‏ الحسين بن مطير بن مكمل الأسدي شاعر متقدم في القصيد والرجز(‏‎١٦٩‎ه-‏‎٧٨٥‎م).‏ انظر:‏الزركلي،‏ خير الدين،‏ الأعلام،‏ ط‎٨‎‏،‏ ‎١٩٨٩‎‏،دار العلم للملايين،‏ بيروت،‏ لبنان،‏ ج‎٢‎‏:‏.٢٦٠(4): روي البيتأتهجر بيتا بالحجاز تكنفت جوانبه الأعداء أم أنت زائره١٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.٢الخوف جعل الخوف فيه كما قال الشاعر:‏وك َان ابن أَجمالٍ‏ إذا ما ت َش َذ َّرت ْ صدور السياطِ‏،ش َرعهن المخ َوف ُفقد استخدم الشاعر لفظة المخوف بمعنى الخوف حيث جعل فيه الخوف،وجعل الناس يخافونه كمافي قوله تعالى:‏ [... يخ َوف ُ أَولِياءه.( ١ )[.٣الخوف إضافة المخوف كما قال النابغة الذبياني:(٢)وق َد خِفت ُ حت ّى ما ت َزيد مخاف َتي على وعِلٍ‏ في ذي المطارةِ‏ عاقِلِ‏(٣ ).٤الخوف جاء هنا للدلالة على أن الخوف إضافة إلى المخوف كما نقول أخافك كخوفالأسد.‏القتل والقتال كما قال الطرماح:(٤)ول َكِن أَحِن يومي ش َهيدا ً وعقبة ً يصابون في ف َج مِن الأَرضِ‏ خائِفِ‏( ٥ )وقد ذكرت لفظة الخوف للدلالة على القتل والقتال وهذا معنى قياسا ً على قوله تعالى:‏ ‏[ول َن َبل ُون َّك ُمبِش َيءٍ‏ مِن الخ َوفِ‏ والجوعِ]‏.( ٦ ).٥.٦خ َريطة ُ من أَدمٍ‏ كما قال الشاعر:‏غ َدا كالعمل َّسِ‏ في خافةٍ‏ رؤُوس العناظِبِ‏ كالعن ْجدفقد استخدم الشاعر دلالة الخوف لتدل على خريطة من أدم وهي مستخدمة عند العرب وتكون هذهالخريطة منقوشة بأنواع مختلفة من النقش.‏الجبة التى يلبسها العسال كقول أبو ذؤيب:(٧)تأَبط َ خافة ً فيها مِساب فأَصب ح يق ْت َري مسدا ً بِشِيقِ.‏فقد استخدم الشاعر دالة خافة بمعنى الجبة التي يلبسها العسال حينما يدخل في بيت النحل لئلايلسعه.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)آل عمران:‏.١٧٥النابغة الذبياني:‏ زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني.‏ ‏(‏‎١٨‎ق.م-‏‎٦٠٤‎م)‏ الأعلام/‏‎٣‎‏:‏روي البيت:‏وقد خفت حتى ما تزيد مخافتي على وعل بذي مطارة عاقل.‏.٥٥ -٥٤الطرماح:‏ الطرماح بن حكيم بن الحكم من طئ،‏ شاعر إسلامي فحل(‏‎١٢٥‎ه ‏_‏‎٧٤٣‎م)‏ الأعلام:‏‎٢٢٥/٣‎‏.‏روي البيت:‏ ولكن أحن يومي سعيدا بعصمة بصالون في فج من الأرض خائف.‏١٥٥ البقرة:‏أبو ذؤيب:‏ خويلد بن خالد بن محرث،‏ من بني هذيل مجد مدركه من مضر شاعر فحلالجاهلية والإسلام ‏(‏‎٢٧‎ه ‏_‏‎٦٤٨‎م)‏ الأعلام:‏‎٣٢٥/٢‎‏.‏،مخضرم بين١٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.٧التنقص كما قال ابن مقبل:(١)ت َخ َوف َ السير منها تامِكا ً ق َرِدا ً كما ت َخ َوف َ عود الن َّبعةِ‏ السف َناستخدم الشاعر دالة التخوف ليدل على التنقص والسفن هنا الحديدة التي ت ُبر د بها القِ‏ سِ‏ ي أي تنقصكما تأكل هذه الحديدة خشب القِسِي وهنا التخوف يتنقصه ويأخذ من أطرافهوكذلك كقول طرفة بن العبد.(٢):(٣).٨وجامِلٍ‏ خ َوف َ من نِيبه زجر المعل َّى أُصلا ً والسفِيح‏.‏واستخدم الشاعر لفظة خوف هنا لتدلل على التنقص وهو معنى تخرج إليه دالة الخوف.‏الفزع كما قال طريح الثقفي:(٤).٩رق ص يخيف ُ ولا ت َخاف هزابر لصدورهن حطيمفقد استخدم الشاعر دالة الخوف وكذلك المشتقة منها يخيف للدلالة على الفزع.‏العلم(٥)كما قال الشاعر:‏ولا تدفنني في الفلاه فإنني أخاف ُ إذا ما مت أن لا أذوقهافقد استخدم الشاعر دالة الخوف بمعنى فإنني أعلم.‏.١٠ظننت كما قال الشاعر:‏أتاني كلام من نصيب يقوله وما خِف ْت ُ يا سلام أن ْك عائِبيفقد استخدم الشاعر دالة خفت لتدل على الظن.‏ثالثا ُ:‏ رعب:‏لهذه الكلمة دلالة واضحة وجلية عند جميع أصناف الناس،‏ فالرعب دالة تحمل في طياتها الخوف،‏استعمال هذه الدالة متداولة بين الناس،‏ وذلك أنها تحمل معنى ظاهر فقد خرجت هذه الدالة لمعانٍ‏منها:‏(1)(2)(3)(4)(5)ابن مقبل:‏ تميم بن أبي مقبلالإسلام وأسلم ‏(‏‎٣٧‎ه،من بني العجلان،٦٥٧_ م)‏ .انظر:‏ ابن منطور،‏ لسان العرب،‏الأعلام:‏.٨٧/٢.٩٩ :٩من عامر بن صعصعة أبو كعب شاعر جاهلي أدركطرفة بن العبد:‏ طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد البكري،‏ الوائلي شاعر جاهلي‎٦٠‎ق.م ‏_‏‎٥٦٤_٥٣٨‎م).‏ الأعلام:‏-٨٦).٢٢٥/٣طريح الثقفي:‏ طريح بن اسماعيل بن عبيد بن أسيد الثقفي أبو الصلت،‏ شاعر الوليد بن يزيد الأموي وخليلة‏(‏‎١٦٥‎ه ‏_‏‎٧٨١‎م).‏ الأعلام:‏. ٢٢٦/٣انظر:‏ عميرة،‏ عبد الرحمن،‏ دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري ‏،ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٣‎ه_‏‎١٩٩٢‎م،عالمالكتب،‏ ج‎١:٢٦٧‎‏.‏١٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


عل.١شديد الرعب كما قال العجاج:‏ولا أُجِيب الرعب إِن دعِيت ُ(١).٢فقد استخدم الشاعر هذه الدالة بمعنى الخوف والرعب بل وشدة الرعب.‏أوقع االله في قلوبهم الخوف كقول ساعده بن جؤبة الهذليإِن الأُولى رعبوا عل َينا:(٢).٣فقد جاءت هذه الدالة لتعبر عن معنى تحمله ألا وهو أن االله قد أوقع في قلوبهم الخوف.‏ملأ الوادي كقول أبو محجن:(٣).١بِذِي هيدبٍ،‏ أَيما الربى تحت َ ودقِه،‏ فت َروى،‏ وأَيما كل ُّ وادٍ‏ فيرعبجاءت دالة يرعب بمعنى يملأ الوادي.‏ يرعب بمعنى يملأ الوادي ماءا ً.‏رابعا ً:‏ رهب:‏يشيع في لغتنا العربية العديد من المفردات فقد ذكرنا مفردات تدل على الخوف وبقي عدة مفرداتنستوقف عند دالة جديدة وهي الرهبة.‏ فقد جاءت هذه الدالة متقاربة المعاني لما سبق ذكره،‏ ونتوقفعند المعاني التي تخرج إليها الرهبة.‏الخوف كما قال ابن المقرب العيوني:(٤).٢أَنت َ الولِي بِلا خ َوفٍ‏ ولا رهبٍ‏ أَنت َ السخِي بِلا من ولا ك َدرِ‏فقد استخدم الشاعر دالة الرهب لتدلل على الخوف والاضطراب.‏الناقة المهزولة جدا ً كقول الأعشى:(٥)ومِث ْلِكِ‏ رهبى،‏ ق َد ت َرك ْت ُ رذِية ً،‏ ت ُق َل ِّب عين َيها،‏ إذا مر طائِرفقد استخدم الشاعر دالة رهب ليدلل على أحد استخداماتها وهو أنها ناقة مهزولة جدا ً وهذا مناستخدامات العرب.‏(1)(2)(3)(4)(5)وروي البيت:‏ ولا أُجِيب الرعب إِن رقيت.‏ساعده بن جؤبة الهذلي:‏ من بني كعب ابن كاهل،‏ من سعد بن هذيل شاعر مخضرمي أسلم وليست له صحبه.‏الأعلام:‏.٧٠/٣أبو محجن:‏ نصيب بن رباح مولى عبد العزيز بن مروان شاعر فحل متقدم في النسيب والمدائح ‏(‏‎١٠٨‎ه‏_‏‎٧٢٦‎م)‏ الأعلام:‏‎٣١/٨‎‏.‏: العيونيي بن المقرب بن منصور بن القرب بن الحسن بن عزيز بن ضبار الربعي العيوني،‏ جمالالدين أبو عبد االله.(‏‎٥٧٢‎‏_‏ ‎٦٢٩‎هالأعشى:‏ ميمون بن قيس بن جندل،،‎١٢١٣_١١٧٦‎م).‏أنه أعشى بكر بن وائل(‏‎٧‎ه ‏_‏‎٦٢٩‎م)‏ الأعلام:‏من بني قيس بن ثعلبة الوائلي أبو زهير المعروف بأعشى قيس،‏ يقال.٣٤١/٧١٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.٣السفر.‏.٤اسم ناقة أو جمل استعمل في السفر كما قال الشاعر:‏وأَل ْواح رهبٍ،‏ كأَن الن ُّسوعأَث ْبت ْن‏،‏ في الدف ِّ منها،‏ سِطارافقد استخدم الشاعر لفظة رهب وهنا ذكرت اسم ناقة أو استعملت على أنها جمل يستعمل فيالسهم الرقيق كما قال أبو ذؤيب:‏ف َدنا له رب الكِلابِ،‏ بك َف ِّهبِيض رِهاب‏،‏ رِيش ُهن مق َزعفقد استخدم الشاعر لفظة الرهاب بمعنى السهم الرقيق وهذا عند العرب كثير.‏خامسا ً:‏ الفزع:‏(١ )الفزع يعتريه نوع من التخصيص الدلالي،‏ إذ أنه يشتمل على الخوف،‏ والرهبة ويكسو هذه الدلالةعدة معانٍ‏ منها:‏.١الفرق والذعر من الشيء كما قال الشريف الرضيك ُن َّا إذا ما أَتانا صارِخ ٌ ف َزِع(٢):كان الصراخ ُ له ق َرع الظ ّنابِيبِ‏فقد استخدم الشاعر دالة الفزع لتدل على الفرق والذعر من الشيئ كما ورد بالبيت.‏( ٣ ).٢أغاثهم كما قال البهاء زهير(٤):.٣إِذا ف َزِعوا طاروا إِلى مست َغِيثِهم طِوالَ‏ الرماحِ،‏ لا ضِعاف ٌ ولا عزلُ‏فقد عبر الشاعر بدالة الفزع بمعنى أغاثهم والبيت إذا فزعوا أي إذا ما أغاثهم أحد استغاثوا به.‏الإغاثة كما قال الشماخ:(٥)إِذا دعت ْ غ َوث َها ضرات ُها ف َزِعت ْ أَعقاب ن َي‏،‏ على الأَث ْباجِ‏فقد استخدم الشاعر لفظة فزعت بمعنى الإغاثة.‏، من ْضودِ.‏(٦)(1)(2)(3)(4)(5)(6)رو ي البيت:ف َبدا له رب الكِلابِ،‏ بك َف ِّهبِيض رِهاب‏،‏ رِيش ُهن مق َز عالشريف الرضى:‏ محمد بن موسى أبو الحسن،‏ الرضى العلوي الحسيني الموسوي أشعرالطالبين(‏‎٤٠٦_٣٥٩‎ه،‏ ‎٩٧٠‎م_‏‎١٠١٥‎م).‏ الأعلام:‏.٩٨/٦الظ ّن ْوب‏:‏ حرف الساق اليابس من القدم،‏ وقيل هو ظاهر الساق،‏ وقيل هو عظم الساق.‏البهاء زهير:‏ زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين شاعر وكاتب ‏(‏‎٦٥٦_٥٨١‎ه‎١١٨٦‎‏،م_‏‎١٢٥٨‎م)الأعلام:‏.٥٢/٣الشماخ:‏ الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني شاعر مخضرم(‏‎٢٢‎ه ‏_‏‎٦٤٣‎م).‏الأعلام:‏‎١٧٥/٣‎‏.‏ثبج كل شيئ،‏ معظمه ووسطه وأعلاه،‏ والجمع أثباج وثبوج.‏١٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.٤نغيث ونصرخ من استغاث بنا كما قال الكلحبةفق ُل ْت ُ لك َأْسٍ:‏ أَل ْجِمِيها فإِن َّمااستخدم الشاعر هنا دالة لأفزعا بمعنى لنغيثالملهوف.‏هرع:‏ سادسا ًً:‏:(١)حل َل ْت ُ الك َثِيب من زرودٍ‏ لأَف ْزعاون ُصرخ من استغاث بنا وهذه من شيم العرب إغاثةتتعدد المعاني التي تقع تحت دالة الخوف،‏ ومن خلال هذا التطور الدلالي الواقع لهذه الكلمةالذائعة الاستعمال فهي على صعيد الخوف تأتي الدلالة على سرعة الخوف والذعر من المكانوهناك دلالات أخرى وهي على النحو التالي:‏.١أسرعت العدو كما قال الشاعر:‏كأَن حمول َهم،‏ متتابِعاتٍ‏فقد استخدم الشاعر دالة هرع على سرعة العدو.‏.٢الإسراع في الفزع والطمأنينة كما قال المهلهلفجاؤُوا يهرعون‏،‏ وهم أُسارى:رعِيلٌ‏ يهرعون إِلى رعيلِ‏(٢).٣استخدم الشاعر دالة الهرع ليدلل علي الإسراع في الفزع والطمأنينة.‏السرعة في المشي كما قال ابن الأحمرزف ُوفٍ‏ نِيافٍ‏ هيرعٍ‏ عجرفِيةٍ‏:(٣)يق ُودهم على رغمِ‏ الأُن ُوفِ‏ت َرى البِيد‏،‏ مِن إِعصافِها الجري‏،‏ ت َرت َمياستخدم الشاعر دالة الهيرع ليدلل على السرعة في المشي وترى الباحثة أن هذا المعنى ربما يكونليدلل على سرعة المشي للإنسان وكذلك الحيوانات بينما المعنى الأول يكون لسرعة العدو للخيولوالفرس.‏.٤السرعة في السيلان كما قال الشماخ(٤):عذ َافِرة،‏ كأَن بِذِف ْرييها ك ُحيلا ً،‏ بض من هرِعٍ‏ هموعِ‏فقد استخدم الشاعر لفظة الهرع ليدلل على السرعة في السيلان.‏(1)(2)(3)(4)الكلحبة:‏ الكلحبة اليربوعي هبيرة بن عبد االله بن عبد المناف إبن عربي التميمي اليربوعي العريني شاعرجاهلي من فرسان تميم يقال أنه جاهلي.‏ الأعلام:‏.١٧٥/٣المهلهل:‏ عدي بن ربيعة بن مرة بن هبيرة بن بني جشم،‏ من تغلب،‏ أبو ليلى المهلهل ‏(‏‎١٠٠‎ه ‏_‏‎٥٢٥‎م)‏الأعلام:‏.٢٢٠/٤ابن الأحمر:‏ ابن الأحمر الباهلي مخضرم.‏ الأعلام:‏.٢٧٦/١الشماخ:‏ الشماخ بن ضرار بن حرملة بن سنان المازني الذبياني الغطفاني شاعر مخضرموالاسلام ‏(‏‎٢٢‎ه ‏_‏‎٦٤٣‎م).‏ الأعلام:‏،.١٧٥/٣ادرك الجاهلية١٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.٥كماالضعيف كما قال الباهلي:‏ول َست ُ بِهيرعٍ‏ خ َفِقٍ‏ حشاهإذا ما ط َيرت ْه الريح طارافقد استخدم الشاعر الهيرع لتدلل على الضعيف والمعنى أنني لست بضعيف.‏قال الشاعر:‏ولست ُ بذي رثية هيرع إذا دعي القوم لم أنهض.‏هنا استخدم الشاعر هذه الدلالة لتدل على الضعف والجبان فالشاعر يعبر عن نفسه بأنه ليس منذوي أصحاب الضعف والجبن والخ َّور.‏سابعا ً:وجف:‏.١وقد وقع في دلالة هذه الكلمة تطور دلالي هيئته متمثلة في فعل حركي ودلالاته على النحو التالي:‏سرعة السيركما قال العجاج(١):.٢ناجٍ‏ ط َواه الأَين مما وجفاطي الل َّيالي زل َفا ً ف َزل َفاسماوة َ الهِلالِ‏ حتى احق َوق َفا.‏فقد استخدم الشاعر في البيت الأول دالة وجفا لتدلل على سرعة السير.‏ذهب بهكما قال الشاعر(٢):ولكن هذا القلب قلب مضل َّلٌ‏ هفا هف ْوة ً فاست َوجف َته المقادِرفقد استخدم الشاعر استوجفته بمعنى ذهبت به.‏.٣الخوف كما قال ابن الرومي:(٣)فرح ينتج منه ترحوأمان يجتن َى منه فزعفقد استخدم الشاعر دالة الفزع لتدلل على الخوف وهو المعنى الظاهر والواضح.‏ثامنا ُ:الوجل:‏في تطور دلالة الوجل يظهر لدينا معنى ظاهر ألا وهو الخوف،‏ فنقول قلوب وجلة بمعنى خائفةولكن استخدم العرب لهذه الدالة هذا المعنى وسنتوقف عند معناه وهو على النحو التالي:‏(1)(2)(3)العجاج:‏ عبد االله بن رؤبة بن لبيد بن صخر السعدي التميمي ‏،أبو الشعناء العجاج(‏‎٩٠‎ه ‏-‏‎٧٠٨‎م)‏الأعلام:‏‎٨٦/٤‎‏.‏البيت بلا نسبة.‏ابن الرومي:أبو الحسن علي بن العباس بن جريح،‏ المعروف بابن الرومي(‏‎٢٢١‎ _‎٢٨٣‎ه،‏‎٨٩٦_٨٣٦‎م).انظر:‏ وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،ج‎١٧٠/٢‎‏.‏١٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.١الفزع والخوف كما قال معن بن أوس:(١)لعمرك ما ادري،واني لأوجل على أينا تغدوا المنية أولفقد استخدم الشاعر دالة الوجل ليدلل على المعنى العام والظاهر لها ألا وهو الخوف والفزع.‏كما قالت جنوب الهذلية:(٢)وكل قتيل،وان لم تكن أردتهم،منك باتوا وجالافقد استخدمت الشاعرة هذه الدلالة بصيغة الجمع وهي تدل على معنى الخوف والفزع.‏ثالثا ً:‏ النص القرآنيأولا ً الخشية:‏:الخشية في القرآن الكريم است ُخدمت هذه الدالة وهي خوف يشوبه تعظيمفالخشية تكون للعلماء وهي خوف مقرون بمعرفة.‏ونذكر الآيات التي ذكرت فيها معاني دالة الخشية وهي على النحو التالي:‏،.١فهي أخص من الخوفخص االله الخشية للعلماء كما في قوله تعالى:‏ ‏[...إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء إِن االلهَ‏عزِيز غ َف ُور‏]‏.( ٣ ).٢الاستشعار بالخوف عن معرفة كما في قوله تعالى:[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ًضِعاف ًا خ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏ت َصبِروا خ َير ل َك ُم وااللهُ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏(٤ ).(٥).٣‏.وقوله تعالى:‏ ‏[...لِمن خ َشِي العن َت َ مِن ْك ُم وأَنالخوف:جاءت لفظة الخشية بمعنى الخوف كما فيقوله تعالى:[ول َا ت َق ْت ُل ُوا أَول َادك ُم خ َش ْية َ إِمل َاقٍ‏ن َحن ن َرزق ُهم وإِياك ُم إِن ق َت ْل َهم ك َان خِط ْئًا ك َبِيرا]‏ت َ ص بِ‏ روا خ َ ي ر ل َ ك ُم وااللهُ‏ غ َف ُور رحِيم [( ٦ )( ٧ )ث َ من ًا ق َلِيل ًا و م ن ل َ م ي ح ك ُم بِما أَن ْزلَ‏ االلهُ‏ ف َأُول َ ئِ‏ ك هم الك َافِرون [.وقوله تعالى:[...لِمن خ َشِي الع ن َ ت َ مِ‏ ن ْ ك ُم وأَن( ٨ )وقوله تعالى:[...ف َ ل َا ت َ خ ْ ش َ وا الن َّاس واخ ْش َونِ‏ و ل َ ا ت َ ش ْ ت َروا بِآَياتِ‏ ي(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)معن بن أوس:‏ معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني،‏ شاعر فحل مخضرم له مدائح في جمع من الصحابة‏(‏‎٦٤‎ه ‏_‏‎٦٨٣‎م)‏ الأعلام:‏.٢٧٣/٧جنوب الهذلية:‏ العجلان بن عامر بن برد بن منيه الكاهلية أخت عمرو ذي الكلب وهذا البيت رثاء.‏فاطر:‏‎٢٨‎‏.‏النساء:‏‎٩‎‏.‏النساء:‏‎٢٥‎‏.‏الإسراء:‏‎٣١‎‏.‏النساء:‏‎٢٥‎‏.‏المائدة:‏‎٤٤‎‏.‏٢٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


يأن.٤مدح االله أهل الخشية:جاءت لفظة الخشية مدحا ً لأهل الخشية كما في قوله تعالى:[إِن ال َّذِين هممِ‏ ن خ َ ش ْ ي ةِ‏ ر ب هِ‏ م مش ْ فِق ُونربهِم راجِ‏ عونثانيا ً الخوف:‏وال َّذِين هم بِر ب هِ‏ م ل َا يش ْرِ‏ ك ُونأُول َ ئِ‏ ك يسارِ‏ عون فِي الخ َيراتِ‏ و هم ل َها سابِق ُون‏]‏.وال َّذِين يؤْ‏ ت ُون م ا آَ‏ ت َ و ا و ق ُل ُوبهم و جِ‏ ل َ ة ٌ أَ‏ ن َّ هم إِل َى(١).١الخوف ليس مقصودا ً لذاته بل مقصود لغيره.‏ والخوف المحمود الصادق،‏ الذي حال بين صاحبهومحارم االله،‏ فإذا تجاوز ذلك خيف فيه اليأس والقنوط.‏فقد وردت معاني الخوف في القرآن الكريم على خمسة وجوه وهي على النحو التالي:‏القتل والهزيمة:‏ فقد ذكرت لفظة الخوف في القرآن وجاءت بمعنى القتل والهزيمة كما فيقوله تعالى:‏ ‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ]‏(٢ )الخ َوفِ‏ والجوعِ‏ ون َق ْصٍ‏ مِن الأَموالِ‏ والأَن ْف ُسِ‏ والث َّمراتِ‏ وبش ِّرِ‏ الصابِرِين‏]‏‏.وقوله تعالى:‏ ‏[ول َن َبل ُون َّك ُم بِش َيءٍ‏ مِن(٣). بمعنى القتل.‏.٢الحرب والقتال:‏ فقد ذكرت في الآية بمعنى القتل والحرب كما في قوله تعالى:[...‏ ف َإِذ َا جاءالخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َا ذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُمبِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْ‏ مِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِك عل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏بمعنى القتل.‏(٤)..٣العلم والدراية:‏ ذكرت في الآيات التالية الخوف بمعنى العلم كما في قوله تعالى:‏ ] ف َمن خ َاف َمِن موصٍ‏ جن َف ًا أَو إِث ْما ف َأَصل َ ح بين َهم ف َل َا إِث ْم عل َيهِ‏ إِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏( ٥ )بمعنى أي علم،‏ وفي قولهتعالى:[...‏ إِل َّا أَن يخ َاف َا أَل َّا يقِيما حدود االلهِ‏ ف َإِن خِف ْت ُم أَل َّا يقِيما حدود االلهِ‏ ف َل َا جن َاح عل َيهِما]‏( ٦ )بمعنىعلما،‏ ‏[وإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوا فِي اليت َامى ف َان ْكِحوا ما ط َاب ل َك ُم مِن الن ِّساءِ‏ مث ْن َى وث ُل َاث َ ورباع ف َإِنخِف ْت ُم أَل َّا ت َعدِل ُوا ف َواحِدة ً أَو ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم ذ َلِك أَدن َى أَل َّا ت َعول ُوا]‏(٧).٤أي تنقص.‏بمعنى أي علمتم.‏بمعنى النقص:كما في قوله تعالى:[أَو يأْخ ُذ َهم عل َى ت َخ َوفٍ‏ ف َإِن ربك ُم ل َرءوف ٌ رحِيم‏]‏( ٨ ).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)المؤمنون:‏‎٦١-٥٧‎‏.‏النساء:‏‎٨٣‎‏.‏البقرة:‏‎١٥٥‎‏.‏الأحزاب:‏‎١٩‎‏.‏البقرة:‏‎١٨٢‎‏.‏البقرة:‏‎٢٢٩‎‏.‏النساء:‏‎٣‎‏.‏النحل:‏‎٤٧‎‏.‏٢١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


َََََُُُِ.٥الرعب والخشية من العذاب والعقوبة:‏يدعون ربهم خ َوف ًا وط َمعا ومِما رزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏ملاحظة حول الخوف في القرآن:‏.( ١ )كما في قوله تعالى:[ت َت َجاف َى جن ُوبهم عنِ‏ المضاجِعِ‏لقد اقترن في كثير من مواضع الخوف في القرآن ‏(بلا النافية،‏ ولا الناهية)والأصل فيها النفيوهي على النحو التالي:‏في قوله تعالى:[...‏ وق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ ول َا ت َحزن إِن َّا من َجوك وأَهل َك إِل َّا امرأَت َك ك َان َت ْ مِن الغ َابِرِين‏]‏وقوله تعالى:[‏ ق َالَ‏ ل َا ت َخ َاف َا إِن َّنِي معك ُما أَسمع وأَرى]‏المرسل ُون‏]‏(٢ ).( ٣ )(٤)ل َا ت َخ َاف ُ درك ًا ول َا ت َخ ْش َى]‏وااللهُ‏ واسِع علِيم‏]‏عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏توعدون‏.و قوله تعالى:[...‏ يا موسى أَق ْبِلْ‏ ول َا ت َخ َف ْ إِن َّك مِن الآَمِنِين‏]‏و قوله تعالى:[...ل َا ت َخ َف ْ إِن ِّي ل َا يخ َاف ُ ل َدي(٥)( ٦ )‏.و قوله تعالى:[...‏‏.و قوله تعالى:[...ول َا يخ َاف ُون ل َومة َ ل َائِمٍ‏ ذ َلِك ف َضلُ‏ االلهِ‏ يؤْتِيهِ‏ من يش َاء( ٨ )( ٧ )‏.وقوله تعالى:[...‏ ف َل َا يخ َاف ُ بخ ْسا ول َا رهق ًا]‏ و.‏( ٩ ).قوله تعالى:[...‏ ف َل َا خ َوف ٌْ ُِْ َّ ِِ َ َّ َّ َ َ َْ َ َ ْ ُ. (١٠)[ َ ُ ُثالثا ُ:‏ الرعب:‏.١فقد جاءت دالة الرعب في النص القرآني بالمعنى التالي:‏وقوله تعالى:[...ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتمالفزع كما في قوله تعالى:[سن ُل ْقِي فِي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َف َروا الرعب بِما أَش ْرك ُوا بِااللهِ‏ ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏(١٢)(١١)سل ْط َان ًا ومأْواهم الن َّار وبِئْس مث ْوى الظ َّالِمِين‏]‏ ‏.وقوله تعالى:[...ول َملِئْت َ مِن ْهم رعبا]‏ .تعالى:[...‏ وق َذ َف َ فِي ق ُل ُوبِهِم الرعب يخ ْرِبون بيوت َهم بِأَيدِيهِم وأَيدِي المؤْمِنِين ف َاعت َبِروا يا أُولِيوقوله(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)(10)(11)(12)السجدة:‏‎١٦‎‏.‏العنكبوت:‏‎٣٣‎‏.‏طه:‏‎٤٦‎‏.‏النمل:‏‎١٠‎‏.‏القصص:‏‎٣١‎‏.‏طه:‏‎٧٧‎‏.‏المائدة:‏‎٥٤‎‏.‏الجن‎١٣:‏.‏البقرة:‏‎٣٨‎‏.‏فصلت:‏‎٣٠‎‏.‏آل عمران:‏‎١٥١‎‏.‏الكهف:‏‎١٨‎‏.‏٢٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


(٢ ).الأَبصارِ]‏(١)‏.وقوله تعالى:[‏ذكر هذا المعنى بمعنى الفزع.‏رابعا ‏ًً:رهب:‏وق َذ َف َ فِي ق ُل ُوبِهِم الرعب ف َرِيق ًا ت َق ْت ُل ُون وت َأْسِرون ف َرِيق ًا [فقد.١ذكرت دالة الرهبة في القرآن الكريم بمعنيين وهما على النحو التالي:‏الخوف مع تحرز واضطراب:‏كما في قوله تعالى:[اسل ُك يدك فِي جيبِك ت َخ ْرج بيضاء مِنغ َيرِ‏ سوءٍ‏ واضمم إِل َيك جن َاحك مِن الرهبِ‏ ف َذ َانِك برهان َانِ‏ مِن ربك إِل َى فِرعون ومل َئِهِ‏ إِن َّهم ك َان ُوا(٣ )ق َوما ف َاسِقِين‏]‏ ..٢استرهبوهم أي حملوهم على أن يرهبوا:‏أَعين الن َّاسِ‏ واست َرهبوهم وجاءوا بِسِحرٍ‏ عظِيمٍ]‏اث ْن َينِ‏ إِن َّما هو إِل َه واحِد ف َإِياي ف َارهبونِ]‏( ٤ )..(٥)خامسا ًً: الفزع:‏فقد جاء في النص القرآني ما يدلل على الفزع وجاء‏[من جاء بِالحسن َةِ‏ ف َل َه خ َير مِن ْها وهم مِن ف َزعٍ‏ يومئِذٍ‏ آَمِن ُون‏]‏كما في قوله تعالى:[‏ ق َالَ‏ أَل ْق ُوا ف َل َما أَل ْق َوا سحرواوكذلك كما قال تعالى:[وق َالَ‏ االلهُ‏ ل َا ت َت َّخِذ ُوا إِل َهينِ‏بمعنى الخوف وهو على النحو التالي:‏(٦)وقوله تعالى:[ول َا ت َن ْف َع الش َّف َاعة ُعِن ْده إِل َّا لِمن أَذِن ل َه حت َّى إِذ َا ف ُزع عن ق ُل ُوبِهِم ق َال ُوا ماذ َا ق َالَ‏ ربك ُم ق َال ُوا الحق َّ وهو العلِي(٧)الك َبِير‏]‏ .سادساً‏ ‏:هرع:‏الهرع في القرآن الكريم متمثل في عدة معانٍ‏ منها:‏.١(٨)السيئَاتِ]‏ ..٢سابعا ً:وجف:‏الإسراعكما في قوله تعالى:[وجاءه ق َومه يهرعون إِل َيهِ‏ ومِن ق َبلُ‏ ك َان ُوا يعمل ُونالإتباع بسرعة كما في قوله تعالى:‏ ‏[ف َهم عل َى آَث َارِهِم يهرعون‏]‏ذكرت في النص القرآني وهي على النحو التالي:‏.( ٩ )(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)الحشر:‏‎٢‎‏.‏الأحزاب:‏‎٢٦‎‏.‏القصص:‏‎٣٢‎‏.‏الأعراف:‏‎١١٦‎‏.‏النحل:‏‎٥١‎‏.‏النمل:‏‎٨٩‎‏.‏سبأ:‏‎٢٣‎‏.‏هود:‏‎٧٨‎‏.‏الصفات:‏‎٧٠‎‏.‏٢٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ٌٍََِ. َِ ٍِ(١) [ َ َ ْ َ ٌ ُُ.١ِِِ ِ ِ ِ ٍ َ َ ِ َ ٍ َ َ َّْ َ ْ َْ َ ْ ُ ْ َ ْ ََ ْ ُ ْ َُ َ َ َ َ َ َ.٢ُُُ َ ُ َ َ َ ْ َ َ ُ َ َ َ ُ ِّ َ ْ َ ٌ .(٢) [َُ ِّالاضطراب:‏ ‏[قلوب يومئذ واجفةالعلم:[وما أفاء االلهُ‏ على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن االلهَ‏يسلط رسله على من يشاء وااللهُ‏ على كل شيء قديرثامناُ:‏ وجل:‏الخوف ورجفان القلب بذكر من خاف من سطوته وعقوبته وفي النهاية يمكننا القولأن الخوف،‏والخشية،‏والرهبة،‏والوجل،‏دوال قريبة من حيث المعنى وذكر الوجل فيالنص القرآني كما في قوله تعالى:[ال َّذِين إِذ َا ذ ُكِر االلهُ‏ وجِل َت ْ ق ُل ُوبهم والصابِرِين عل َى ماأَصابهم والمقِيمِي الصل َاةِ‏ ومِما رزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏( ٣ )‏.وقوله تعالى:[إِن َّما المؤْمِن ُون ال َّذِين إِذ َاذ ُكِر االلهُ‏ وجِل َت ْ ق ُل ُوبهم وإِذ َا ت ُلِيت ْ عل َيهِم آَيات ُه زادت ْهم إِيمان ًا وعل َى ربهِم يت َوك َّل ُون‏]‏( ٤ )‏.وقوله تعالى:‏‏[وال َّذِين يؤْت ُون ما آَت َوا وق ُل ُوبهم وجِل َة ٌ أَن َّهم إِل َى ربهِم راجِعون‏]‏( ٥ ).ثانيا ُ: الأسلوب والأسلوبية :يقال للسطر من النخيل أسلوب،وكل طريق ممتد أسلوب،‏ والأسلوب هو الطريق والوجه. والمذهب(٦)والأسلوب في الاصطلاح الأدبي يعني الطريقة في استخدام اللغة وهي ما يميز أسلوب الكاتبأو الشاعر أو الجماعة الأدبية أو زمن معين أو جنس أدبي.‏وترى الباحثة أن الأسلوب ما يميز الأديب أو الكاتب عن غيره في استخدامه للألفاظ،‏ وتأليفالكلام لإبداع الفكرة وتوليدها لبيان الصورة اللفظية المقصودة.‏ولبيان مفهوم الأسلوبية لابد من الرجوع إلى جذور العربية أو الجذور لأي لهجة من اللهجاتالعربية.‏ وإن كان الكثير من العلماء قد أثبت أن بداية الأسلوبية كانت في منهج البلاغة العربية، القديمةوالنقد العربي القديم،‏ إلا أن هناك رأي آخر يعتبر أن الأسلوبية وليدة الدراسات النقديةالغربية الحديثة.‏ وإن كانت لها بدايات غير واضحة في النقد الأدبي العربي القديم.وبعيدا ً(1)(2)(3)(4)(5)(6)الن َّازعات:‏‎٨‎‏.‏الحشر:‏‎٦‎‏.‏الحج:‏‎٣٥‎‏.‏الأنفال:‏‎٢‎‏.‏المؤمنون:‏‎٦٠‎‏.‏ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎١‎‏:‏.٤٧١٢٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ص).‏ د(‏بي جيعن هذا التباين وذالك الاختلاف يرى اللغويون أن كلمة أسلوب(‏style‏)ترجع إلى الكلمةاللاتينية (stitus)الكتابة.ومنها جاءتوتعني الريشة أو القلم أو أداة الكتابة.ثم انتقلت الدراسات الأدبية لتعني طريقة(stylistice)علم الأسلوب.ولو حللنا هذا المصطلح لوجدنا أنه مركب منجذر(‏style‏)‏ أسلوب،‏ وما يلحقه يدل على النسب(‏stice‏)‏ بمعنى(يه).‏ وكانت خصائصه السابقةتتقابل انطلاقا ً من أبعاد اللاحقة.‏فالأسلوب (style)ذو مدلول إنساني ذاتي.‏ وبالتالي نسبي واللاحقة تختص فيما تختص بهبالبعد العلماني العقلي وبالتالي الموضوعي.‏ ويمكن بالتالي تفكيك الدال الاصطلاحي بداهةبالبحث عن الأسس الموضوعية لإرساء علم الأسلوب‏"دراسة الأسلوب في النص الأدبي"‏.(٢)(١)‏.وقد عرف عدنان النحوي الأسلوبية:‏الأسلوبية كغيرها من النظريات والمذاهب مرت بعدة مراحل على أيدي عدد منالعلماء.‏ففي بداية العشرينات نشأ نظامان عن تجديد المذاهب اللسانية فشك ّلا باسم الأسلوبية دراستينمنفصلتين ومتميزتين،‏ تطورتا تطورا ً مساوقا ً لتطور النقد التقليدي للأسلوب...‏ وهما أسلوبيةالتعبير من جهة أولى،‏ عبارة عن دراسة علاقات الشكل مع التفكير،‏ أي التفكير عموما ً،‏ وهيتتناسب مع تعبير القدماء.‏ وهي في الواقع نقد للأسلوب،‏ ودراسة لعلاقات التعبير مع الفردوالمجتمع الذي أنشأها واستعملها.‏ وهي بهذا تكون دراسة تكوينية إذن،‏ وليست معيارية أوتقديرية فقط.(٣)لقد اهتم العرب بالأسلوب بدراسة الألفاظ وعلاقتها بالجمل والتراكيب والقواعد النحوية،‏وعكف النقاد والبلاغيون على دراسة أساليب الأدب والبحث عن أسباب الجمال والجودة التيتميز كل أسلوب على حده.‏ أما في العصر الحديث فلم يكتف الدارسون الأسلوبيون بأدواتالبلاغة العربية بل استفادوا من العلوم العربية الأخرى،‏ كالأصوات والصرف والدلالةوالتراكيب.‏ إضافة إلى المناهج المختلفة للنقد المتمثلة بالمنهج اللغوي،‏ والنفسي،‏ والاجتماعي،‏وغيرها من المناهج(1)(2)(3)انظر،‏ جيرو،‏ بيرو،‏ الأسلوب والأسلوبية‏.ت،.٣٠:ترجمة:‏ منذر عياشي،‏ مركز الإنماء القومي،‏ بيروت،‏ لبنان،‏وانظر،‏ النحوي،‏ عدنان،‏ الأسلوب والأسلوبية بين العلمانية والأدب الملتزم،‏ دار النحويللنشر والتوزيع،‏ الرياض،‏ السعودية،‏ ط‎١‎‏،‏ص،‏ ١٩٩٩النحوي،‏ الأسلوب والأسلوبية بين العلمانية والأدب الملتزم:‏رو،‏.١٤٥:.٣١١رو،‏ الأسلوبية،‏ ترجمة:‏ منذر عياشي،‏ مركز الإنماء الحضاري،‏ دمشق،‏ ط‎٢‎‏،‏،٤٥: ص،‏ ١٩٩٤.٤٦٢٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


لقد ظهرت التعبيرية (expressionism) وسط المذاهب الحداثية المتعددة،‏الأسلوب عند ‏(بالي".(charles ballyويكاد ينحصروإذا كانت وظيفة العالم اللغوي عند بالي هي البحث عنالقوانين اللغوية التي تحكم علينا الاختيار فإن وظيفة المحلل الأسلوبي قد تطورت على أيدي تلاميذهلتصبح أكثر خصوصية،‏ فتغدو البحث عن القوانين الجمالية التي تحكم عملية الإبداع الأدبي"‏.(١)ويرى ريفاتير أن السياق هو محور التعرف على الظواهر والإجراءات الأسلوبية،‏ وذلك أنالأسلوب يتخلق بالانحراف عن السياق النمطي الذي يمثل القاعدة.‏ والسياق في رأيه أنموذج لغويينكسر بعنصر غير متوقع،‏ والاختلاف ما بين السياق النمطي والسياق غير نمطي هو المثيرالأسلوبي.‏ وقيمة هذا التضاد يكمن في نظام العلاقات الذي يقيمه بين العنصرين المتقابلين.‏ هذا هومنهج ريفاتير أو نظرية الأسلوبية تصب جلّ‏ اهتمامها على رصد العلاقة بين النص والقارئ.وذلكمن خلال رصد رد فعل القارئ تجاه الرسالة اللغوية المتجسدة في نص معين،‏ والأسباب عن البحثفي رد الفعل للنص نفسه.وبهذا يكون منهج ريفاتير يقوم على رصد العناصر الأسلوبية الماثلة فيالنص ذاته.‏ ووصف النص الأدبي من وجهة نظر لغوية وصفية مقنعا ً،‏ ورصد الظواهر الأسلوبيةاللافتة في النص(٢).وسيتم دراسة الأسلوب لدوال الخوف بالحديث عن النظم القرآني والإبداع اللاهي في نظم آياتالخوف ولابد من التعرف على مفهوم النظم وارتباطه بعلوم البلاغة.‏ إن الحديث عن مفهوم النظمالقرآني عالم مترامي الأطراف،‏ والخوض في ثناياه بحر خضم زاخر متنوع الأطياف،‏ وقد توسعالعلماء منذ أقدم العصور حتى يومنا هذا في تناول النظم القرآني حتى إني أكاد أجزم أنهم لم يدعوالمن بعدهم أي مجال للحديث فيه،‏ وإن كانت معجزات القرآن منهلا ً يستحيل أن يجف ونهرا ً لا يمكنأن ينضب،‏ ومن هنا ينقل لنا الدكتور محمد بركات أبو علي قولهالنظم القرآني" :،من اللفت إلى الإعجاز في نظم القرآنفي الآية القرآنية،‏ وعن الوحدة في السورة الواحدة،‏،يتشكل الحديث عن مفهومويتناول ذلك بعض الحديث عن التراكيبوعن الوحدة بين سور القرآن"‏.(٣)انظر،‏ جيرو،‏ بيرو،‏ الأسلوب والأسلوبيةانظر،‏ فضل.٨٥ :(1)(2) ، صلاح،‏.٨٦-٨٤ ،١٩٨٥(3)علم الأسلوب،‏ مبادئه وإجراءاته،‏ ط‎٢‎‏،‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب،‏ القاهرة،‏أبوعلي،‏ محمد بركات،‏ البلاغة العربية في ضوء منهج متكامل،‏ دار البشير ‏،عمانص:‏‎٨٥‎‏.‏،الأردن،‏ ط‎١‎‏،‏،١٩٩٢٢٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ويعد نظم القرآن أمرا ً فريدا ً" فمن ،أظهر الفروق بين أنواع البلاغة في القرآن،وبين هذهالأنواع في كلام البلغاء يقتضي كل ما فيه منها اقتضاء طبيعيا ً بحيث يبني هو عليها لأنها في أصل، تركيبهولا تبنى هي عليه،فليست استعارة ولا مجاز ولا كنايه ولا شيء من مثل هذا يصبح فيالجواز أو فيما يسعه الإمكان أن يصلح غيره في موضعه إذا تبدلته منهوفضلا ً عن أن يربى عليهونظم القرآن– بلا شك،فضلا ً عن أن يفي به،،ولو أدرت اللغة كلها على هذا الموضع"‏– مباين لكلام البلغاء.(١)" ،فكأن البلاغة فيه إنما هي وجه من نظم حروفهبخلاف ما أنت واجد من كلام البلغاء ، فإن بلاغته إنما تصنع لموضعها وتبني عليه فربما وفتوربما أخلفتمختلف،،،في توازن حروفهولو هي رفعت من نظم الكلام ثم نزل غيرها في مكانها لرأيت النظم نفسه غيربل لكان عسى أن يصح ويجود في مواضع كثيرة من كلامهم،،وائتلاف مخارجها وتناسب أصواتهالا تغني فيه استعارة ولا مجاز ولا غيرهاإن إعجاز القرآن يبدأ من الحروف،‏،وأن نعرف له بذلك مزيةونحو هذا مما هو أصل الفصاحة،.(٢)""الكلمة التي هو فيها ليمسك بها الآية والآيات الكثيرة،وممافالحرف الواحد من القرآن معجز في موضعه؛ لأنه يمسكوهذا هو السر في إعجاز جملته إعجازاأبديا،‏ فهو أمر فوق الطبيعة الإنسانية،‏ وفوق ما يتسبب إليه الإنسان إذ هو يشبهالخلق الحي تمام المشابهة،وما أنزله إلا الذي يعلم( السر )في السموات والأرض.(٣)"وإذا كانت اللغة العربية بعظمتها وجلالها تنطلق بداية ً من الحروف،‏ فإنه لا يتذوق القرآن إل امنحذق اللغة العربية،‏ ‏"ومن هذا فلا يتذوق معنى القرآن وحلاوته،‏ ولا يحس بلاغته وفصاحته،‏ ولايشعر بمتانة أسلوبه،‏ وسلامة بيانه،‏ وحسن تركيبه،‏ وسلامة بنيانه إلا من حذق اللغة العربية،‏ ودرسأسرار البلاغة والفصاحة،‏ وعرف أساليب الكلام،‏ فمن ذا دراية وعلم بكل ذاك،‏ أدرك أن القرآن قداحتل أرفع مناصب الإعجاز(٤)."إن صفات الحروف ومخارجها في ألفاظ القرآن ضرب من الإعجاز لم يسبق إليه أحد.‏ ‏"وهذهالمخارج وهذه الصفات إنما أخذ أكثرها من ألفاظ القرآن،‏ لا من كلام العرب وفصاحتهم،‏ لأنها هنا موضع القول فيه،‏ فإن طريقة النظم التي اتسقت بها ألفاظ القرآن،‏ وتألفت لها حروف(1)(2)(3)(4)ص:‏الرفاعي،‏ مصطفى صادق،‏ إعجاز القرآن والبلاغة النبوية،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت،‏ لبمان،‏ ط‎٢‎‏،‏،٢٠٠٢.١٥٠-١٤٩الرفاعي،‏ مصطفى صادق،‏ إعجاز القرآن والبلاغة النبوية،‏ ص:‏الرفاعي،‏ مصطفى صادق،‏ إعجاز القرآن والبلاغة النبوية،‏ ص:‏الديب السباعي،‏ محمد محمد،‏ البيان في إعجاز القرآنص:‏.١٥٠.١٥٠،مطبعة محمد علي صبيح وأولاده،‏ القاهرة،‏،١٩٦٠.١٧٢٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ص،‏هذه الألفاظ إنما هي طريقة يتوخى بها إلى أنواع من المنطق وصفات من اللهجة لم تكن علىهذا الوجه من كلام العرب،‏ ولكنها ظهرت فيه أو لشيء على لسان النبي r فجعلت المسامع لاتنبو عن شيء من القرآن ولا تلوي من دونه حجاب القلب،‏ حتى لم يكن لمن يسمعه بد منالاسترسال إليه،‏ والتوخي على الإصغاء لا يستمهله أمر من دونه وإن كان أمر العادة،‏ ولايستنسئه الشيطان،‏ وإن كانت طاعته عندهم عباده؛ فإنما يسمع ضربا ً ضربا ً خالصا ً من الموسيقىاللغوية في انسجامه واطراد نسقه،‏ واتزانه على أجزاء النفس مقطعا ً مقطعا ً،‏ ونبرة نبرة كأنهاتوقعه توقيعا ً،‏ ولا تتلوه تلاوة ً(١)."إن الدارس لنظم القرآن ودواله ومفرداته تتناول فكرة الإعجاز بأسلوب القرآن الفريد،‏ ونظمهالبديع الذي هو فوق طاقة البشر.‏ فلابد للباحث في هذا المجال من نظرة في أسلوب وبلاغة القرآنالكريم ليتعرف على خصائص هذا الأسلوب،‏ ومميزاته.‏ ومن هذه الخصائص أنه يجري علىنسق بديع خارج عن المألوف من نظام جميع كلام العرب.‏ ويقوم في طريقته التعبيرية على أساسمباين للمألوف من طرائقهم.‏ و بيبن ذلك أن جميع الفنون التعبيرية عند العرب لا تعدو أن تكوننظما ً أو نثرا ً،‏ وللنظم أعاريض،‏ وأوزان محددة ومعروفة،‏ والقرآن ليس على أعاريض الشعرفي رجزه ولا في قصيده،‏ وليس على سنن النثر المعروف في إرساله ولا في تسجيعه،‏ إذ هو لايلتزم الموازين المعهودة في هذا ولا ذاك.(٢)ومن السمات التي تفرد بها القرآن الكريم في نظمه الاستواء وعدم التباين أو التفاوت،"إن طريقةالنظم القرآني تجري على استواء واحد في تركيب الحروف باعتبار من أصواتها ومخارجها،‏ وفيالتمكين للمعنى بحس الكلمة وصفتها ثم الافتنان فيه بوضعها من الكلام،‏ وباستقصاء أجزاءالبيان وترتيب طبقاته على حسب مواقعالكلمات،‏ لا يتفاوت ذلك ولا يختل،‏ فمن أين يدخل علىقارئه ما يكد لسانه،‏ أو ينبو بسمعه،‏ أو يفسد عليه إصغائه،‏ أو يرده عما هو منه بسبيله؛ أو يتقسمإحساسه ويتوزع فكره،‏ أو يورده الموارد من ذلك كله أو بعضه،‏ إلا أن يكون هذا القارئ ريضا ًلم تفلح رياضة البلاغة،‏ ولا أجدى عليه التمرين والدربة،‏ فخرج ألف لسان،‏ بل بليد الحس،‏متراجع الطبع،‏ لم يبلغ مبلغ الصبيان في إحساس الغريزة،‏ وصفاء هذه الحاسة،‏ واطراد هذاالصفاء(٣)."وفي نهاية الحديث يمكننا القول أن الأسلوبية ظهرت في العصر الحديث،‏ وقد تعددتتعريفاتها وتعدد أنصارها ولا داع لذكرها في هذا المقام،‏ كما وتقوم الأسلوبية على دراسة النص.٦٦:(1)(2)(3)الرفاعي،‏ مصطفى صادق،‏ إعجاز القرآن والبلاغة النبوية،‏ ص:‏شيخون،‏ محمود السيد،‏ الإعجاز في نظم القرآن.١٥١ -١٥٠،الرفاعي،‏ مصطفى صادق،‏ إعجاز القرآن والبلاغة النبوية،‏ ص:‏مكتبة الكليات الأزهرية،‏ القاهرة،‏١٩٧٨.١٧٠٢٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الأدبي دراسة لغوية لاستخلاص أهم ما يميز هذا الأسلوب المركب وصولا ً إلى مضمونالنص.كما وأنه من الصعب الفصل ما بين اللغة العربية والقرآن الكريم،‏ أو بين البلاغة العربيةوالقرآن الكريم،‏ ومن ثم لا يمكن الفصل بين القرآن الكريم والأسلوب.فالأسلوب في العربية مقترنبالقرآن؛ فهو الذي يمثل الأسلوب الأمثل والنموذج الأعلى والشاهد على ذلك قوله تعالى:‏ ] ق ُلْ‏ ل َئِنِ‏اجت َمعتِ‏ الإِن ْس والجِن عل َى أَن يأْت ُوا بِمِث ْلِ‏ هذ َا الق ُرآَنِ‏ ل َا يأْ‏ ت ُون بِمِث ْلِهِ‏ ول َو ك َان بعضهم لِبعضٍ‏ظ َهِيرا]‏(١).(1)الإسراء:‏‎٨٨‎‏.‏٢٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٣٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏المبحث الأولالمحاور الدلاليةأداة الدلالة هياللفظة أو الكلمة،‏ وتكاد تجمع المعاجم العربية على أن الألفاظ ترادف الكلمات فيالاستعمال الشائع كما أن الدال يشمل كل من اللفظة والكلمة.‏ومن أجل هذا آثرنا في هذا البحث أن نستعمل كلمة دالة؛ لأنها أوضح ما تهدف إليه فأحيانا ً الدالةتشتمل على اللفظة والكلمة معا ً وأحيانا ً تشمل الدالة معاني الدوال الأخرى.‏فكل كلمة من كلمات اللغة لها دلالة معجمية،‏ تستقل عن غيرها من المفردات،‏ كما وأن لكل كلمةمعانٍ‏ مختلفة يظهر معناها حسب السياق.‏ وحين تركب الجملة لابد وأن تتكون من كلمات وهذهالكلمات تتخذ موقفا ً معينا ً من هذه اللغة ويربط بين هذه الكلمات رابط نحوي واضح المعالم.‏ وهذا ماسنذكره في الصفحات التالية.‏ وبناءا على ذلك لابد من بيان الهيكلية الهامة لهذا النوع من الدراسة.‏فتقوم الدراسة حول دوال الخوف وهي متمثلة فيما يلي‏(الخوف،‏ الخشية،‏ الرعب،‏ الرهب،‏ الفزع،‏الهرع،‏ الوجف،‏ الوجل)‏ وسندرسها من ثلاثة محاور.‏ المحور الأول:‏ المعاجم اللغوية ونتناولالمفردات من خلال التعريفات اللغوية والاصطلاحية.‏المحور الثاني:‏ الخطاب الأدبي:‏ نتناول الدالةمن خلال الاستخدام عند العرب ومن ذلك تظهر المعاني المختلفة التي تحملها الدالة الواحدة.‏ وأخيرا ًالمحور الثالث:‏ النص القرآني:‏ ندرسه من خلال ذكر الآيات وسيظهر لنا استخدامات لغوية و معانٍ‏أخرى وربما تكون شبيهه بمعاني الخطاب الأدبي.‏ومن خلال ذلك يظهر للقارئ والدارس بيان المعاني المختلفة للدوال،‏ كما ويمكنه بيان الاتفاقوالاختلاف بين هذه المحاور الثلاثة.‏الخوف:‏ دالة أولا ً:‏‏[ق ُل ْن َا اهبِط ُوا مِن ْها جمِيعا ف َإِما يأْتِين َّك ُم مِن ِّي هدى ف َمن ت َبِع هداي ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم. يحزن ُون‏]‏( ١ )فلا خوف جاءت بالفتح على لهجة بني هذيلالدلالة؛ولكن هذا الذعر لا يكون إلا في المستقبل(٢).(٣).فقد جاءت بمعنى الخوف والذعر وهي أصل(1)(2)(3)البقرة:‏‎٣٨‎‏.‏الزمخشري،‏ أبي القاسم جار االله محمود بن عمر،‏ الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوهالتأويل،‏ كتبة مصر،‏‏.ت)،‏ ج‎١‎‏:‏.١٢٣الشوكاني،‏ محمد بن علي بن محمد،‏ فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير،‏ دار الكتب، العلميةبيروت،‏ ط‎١،١٤١٥‎ه ‏_‏‎١٩٩٤‎م،‏ ج‎١‎‏:‏.٨٦٣١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وجاءت[ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم‏]‏والمعنى العام فلا خوف عليهم في الدارين من لحوق مكروه ولا هميحزنون ولا يعتريهم نفس الخوف والحزن أصلا ً بل يستمرون على السرور والنشاط ويكون الخوفواستشعار الخوف والخشية استعظاما ً لجلال االله سبحانه وتعالى وهيبته استقصارا ً للجد والسعي فيإقامة حقوق العبودية(١).وذكرت هذه الدلالة مصدره بالنكرة التي أوغلت في باب النفي فقد ذكرت لهذه الدالة أقوال وقدحكي المفسرون في تفسير هذه الجملة أقوالا ً نذكرها على النحو التالي:‏أحدها:‏ لا خوف عليهم فيما يستقبلون من العذاب ولا يحزنون عند الموت.‏مكروها ً في المستقبل ولا هم يحزنون لفوات المرغوب في الماضي والحال.‏خوف عليهم فيما يستقبلهم،‏من الآخرةولا هم يحزنون فيما خلفه.‏الثاني:‏ لا يتوقعونالثالث :،يحزنون على فوات ثواب.‏منها.‏ولا هم يحزنون على ما فاتهم من الدنيا.‏السادس:‏لاالرابع:‏ لا خوف عليهم فيما بين أيديهمالخامس:‏ لا خوف عليهم من عقاب ولا همإن الخوف استشعار غم لفقد محبوب والحزن استشعار غملفوات محبوب.السابع:لا خوف عليهم فيما بين أيديهم من الدنيا ولا هم يحزنون على ما فاتهمالثامن:‏ لا خوف عليهم يوم القيامة،‏دار السرور والأمن،‏ولا هم يحزنون فيها.‏لا خوف عليهم فيها ولا حزن.‏أعظم في صدر الذي يموت مما بعد الموت،‏يحزنون على ما خلفوه بعد وفاتهمفي الدنيا.‏حزن حين ذبح الموت في صورة كبش على الصراط،‏موت.‏والثاني عشر:لا خوف ولا حزن على الدواموترى الباحثة:‏التاسع:‏ أنه أشار لدخولهم الجنةالعاشر:‏ لا خوف عليهم أمامهم،‏فأمنهم االله منه،‏ثم سلاهم عن الدنيا،‏فليس شيئالحادي عشر:‏ لا خوف حين أطبقت النار،‏(٢).فقيل لأهل الجنة والنار:‏ولا همولاخلود لاأن الأقوال الإثنى عشر السابقة أقوال للعلماء والمعنى واضح ودقيق إلا أن الباحثةترى أن المعنى الثاني عشر أقوى المعاني؛لأنه يشمل الأزمنة.‏وكذلك المعنى الثامن يوضح ويحددالخوف فالإنسان بعد موته ومعرفة مقعده ومكانه في الجنة أو النار كما وأنه يوم القيامة لا يوجدخوف ولا حزن.‏ كما وأن المعنى الخامس يشمل على الخوف في الدنيا وهذا معنى واضح من خلالخوف الإنسان من االله وكذلك الخوف من عدة أمور.‏(1)(2)الحنفي،‏ أبي السعود محمد بن محمد بن مصطفى العمادي،‏ تفسير أبي السعود أو إرشاد العقل السليم إلى مزاياالكتاب الكريم،‏ دار الكتب العلميةبيروت ،، ط‎١‎‏،‏الغرناطي الأندلسي،‏ محمد بن يوسف أبو حيان‎١٤١٩‎ه ‏_‏‎١٩٩٩‎م،‏ ج‎١‎‏:‏.١٢٤،_‎١٩٩٢‎م،‏ ج‎١‎‏:‏.٢٥٧البحر المحيط في التفسير،‏ دار الفكر،‏ ‎١٤١٢‎ه٣٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وال َّذِين هادوا والن َّصارى والصابِئِين من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وعمِلَ‏ صالِحا ف َل َهم( ١ )أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ‏:وقد سبق في الآية الأولى دالة الخوف بمعنى الخوف والذعر‏[بل َى من أَسل َم وجهه اللهِ‏ وهو محسِن ف َل َه أَجره عِن ْد ربهِ‏ ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم‏:‏ وجاءت دالة الخوف هنا بمعنى العذاب(٢).( ٣ ).(٤).‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَنيدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِي الآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏‏(إِل َّا خ َائِفِين)‏من الإخبار بالغيب.‏تكسير وجمعها خائف،‏لبيان حال التهيب(٥).هذه الجملة خبرية قالوا تدل على ما يقع في المستقبل،‏وإلا خائفين منصوبة على الحال وهي استثناء مفرغ من الأحوال.‏والخوف هنا مناالله وكذلك الوجل(٦)(٧).فالقرآن معجز إذ هووهي جمعوالخوف هنا بمعنى العلم وجاءت( ٨ )‏[ول َن َبل ُون َّك ُم بِش َيءٍ‏ مِن الخ َوفِ‏ والجوعِ‏ ون َق ْصٍ‏ مِن الأَموالِ‏ والأَن ْف ُسِ‏ والث َّمراتِ‏ وبش ِّرِ‏ الصابِرِين [ .‏(الخ َوفِ‏ والجوعِ)‏فقد جاء هذا الترتيب في العطف على سبيل الترقي فأخبر أولا ً:‏بالابتلاء بشيء من الخوف وهو توقع ما يرد من المكروه.‏الجوع،‏ثم انتقل منه إلى الابتلاء بشيء منوهو أشد من الخوف بأي تفسير فسر به سواء بالقحط أو الفقر أو الحاجة إلى الأكلوقيل الخوف هو الأعداء في الحروب،‏وقد استعمل المحدثون الجوع اتساعا ًونوعه وهو متمثل في الخوف والجوع.‏والجوع(٩).(١٠).الجدب والسنة والحاجة إلى الأكل تسمى الغرث،‏وجاء الخوف هنا بمعنى العلم.‏وهو الإعلام بالبلاءفقد وردت عدة أقوال للآية لابد من تقدير حذف أي شيئمن الخوف،‏ وشيء من الجوع،‏ وشيء من نقص،‏ والمعنى بهذه القراءة:ولنبلونكم بطرف(1) البقرة:‏‎٦٢‎‏.‏(2)(3) البقرة:‏‎١١٢‎ .انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎١‎‏:‏.٥٦٤(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏البقرة:‏‎١١٤‎‏.‏انظر،‏.٥٧٤ :١الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎١‎‏:‏انظر،‏ الخوارزمي،‏ الكشاف،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎١٥٥‎‏.‏.٥٧٤.١٦٦انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٢‎‏:‏.٥٥(10)الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج:‏‎١‎‏:‏.٢٧٧٣٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ا[‏من كذا وكذا والخوف هو خوف العدو(١).‏[ف َمن خ َاف َ مِن موصٍ‏ جن َف ًا أَو إِث ْما ف َأَصل َح بين َهم ف َل َا إِث ْم عل َيهِ‏ إِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏( ٢ ).‏(خ َافَ)‏في الظاهر أن الخوف هو الخشية هنا،‏بتوقيع الجنف أو الإثم من الموصيجريا ً على أصل اللغة في الخوف،‏: فيكون المعنى(٣).وجاءت دالة خاف ويراد بها العلم بمعنى فمن علم.وهناذكر الخوف وأن الإنسان لا يخاف شيئ إلا وهو يعلمه فهو من باب التعبير بالمسبب عن السببوقيل أنه جاء بمعنى خاف أي علم ورأي وآتى علمه عليه(٤).لط َّل َاق ُ مرت َانِ‏ ف َإِمساك بِمعروفٍ‏ أَو ت َسرِيح بِإِحسانٍ‏ ول َا يحِل ُّ ل َك ُم أَن ت َأْخ ُذ ُوا مِما آَت َيت ُموهن ش َيئًا إِل َّاأَن يخ َاف َا أَل َّا يقِيما حدود االلهِ‏ ف َإِن خِف ْت ُم أَل َّا يقِيما حدود االلهِ‏ ف َل َا جن َاح عل َيهِما فِيما اف ْت َدت ْ بِهِ‏ تِل ْك حدود االلهِ‏ف َل َا ت َعت َدوها ومن يت َعد حدود االلهِ‏ ف َأُول َئِك هم الظ َّالِمون‏]‏‏(يخ َاف َا أَ‏ ل َّا يقِيما حدود االلهِ)على البناء للمجهول،‏بين الزوجين،‏الظن إلا أن يظنا‏(ف َ إِ‏ ن خِ‏ ف ْ ت ُم‏)‏(٥).فجعل الخوف لغير الزوجينوالفاعل محذوف وهو الأئمة والحكام والمتوسطون(٦).(٧)،ودلالة الخوف هنا جاءت بمعنىوقيل أن قوله تعالى جاء بمعنى الإتقان والعلم إلا أن يعلما] ف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏ ك َما عل َّمك ُم ما ل َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمون‏]‏‏(خِ‏ ف ْ ت ُم‏)‏قوله تعالى حصول مطلق الخوف،‏الخوف من العدو أو غيرهوالخوف هنا جاء بمعنى العلم(٨).( ٩ ).(١٠)،(١١).وقوله(‏ خِ‏ ف ْ ت ُم‏)‏هذا‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ ث ُم ل َا يت ْبِعون ما أَن ْف َق ُوا منا ول َا أَذ ًى ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏(١٢).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٢‎‏:‏البقرة:‏‎١٨٢‎‏.‏الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٢‎‏:‏الأندلسي:‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎٢٢٩‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏.٥٥.١٦٧ -١٦٦.٢٤٩.٢٩٩انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٢‎‏:‏البقرة:‏‎٢٣٩‎‏.‏.٢٧٢.٤٧١(10)(11)(12)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏.٣٢٤انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎٢٦٢‎‏.‏.٢٨٢٣٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم‏)‏من الشمولالعذاب.‏(١)،‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم بِالل َّيلِ‏يحزن ُون‏]‏ظاهرة نفي الخوف عنهم في الدارين لما تفيده النكرة الواقعة في سياق النفيوكذلك الخوف من لحوق مكروه من المكاره(٢).(٣).‏(ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم‏)‏العلم.‏وجاء الخوف هنا بمعنىوالن َّهارِ‏ سِرا وعل َانِية ً ف َل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا همالخوف في الدارين من لحوق مكروه من المكاره(٤)وجاء الخوف هنا بمعنى‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وعمِل ُوا الصالِحاتِ‏ وأَق َاموا الصل َاة َ وآَت َوا الزك َاة َ ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌعل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏‏(و ل َ ا خ َو ف ٌ ع ل َي هِ‏ م‏)‏( ٥ ).من مكروه آتٍ‏،الخوف بمعنى العلم ؛أي لا خوف عليهم لا علم عليهم.‏ولا هم يحزنون من محبوب فائتٍ.‏وجاءت في الآية دالة] ف َرِحِين بِما آَت َاهم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ ويست َبشِرون بِال َّذِين ل َم يل ْحق ُوا بِهِم مِن خ َل ْفِهِم أَل َّا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َاهم يحزن ُون‏]‏( ٦ ).‏(أَل َّا خ َوف ٌ عل َيهِم)‏فهم فرحون لأنفسهم بما آتاهم االله من فضله والاستبشار للمؤمنينبأنهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(٧).وألا خوف عليهم في الدنيا من القتلفإنه عين الحياة التي يجب أن يرغب فيها فضلا ً عن أن تخاف وتحذر؛ أي لايعتريهم ما يوجب ذلك؛ لأنه لا يعتريهم ذلك لكنهم لا يخافون ولا يحزنون.‏ والمراد بياندوام انتفاء الخوف والحزن لا بيان دوامها(٨). فقد جاء الخوف بمعنى القتل.‏‏[إِن َّما ذ َلِك ُم الش َّيط َان يخ َوف ُ أَولِياءه ف َل َا ت َخ َاف ُوهم وخ َاف ُونِ‏ إِن ك ُن ْت ُم مؤْ‏ مِنِين‏]‏(٩).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏.٣٥٧انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎٢٧٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎٢٧٧‎‏.‏آل عمران:‏‎١٧٠‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎١‎‏:‏.٣٠٧.٣١٥.٥٤٠انظر،‏ الخوارزمي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏آل عمران:‏‎١٧٥‎‏.‏.٦٤٣٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(يخ َوف ُ أَولِياءه‏)‏ت َخ َاف ُوهم‏)‏يخف أولياء الشطان القاعدين عن الخروج مع رسول االلهالخوف من أولياء الشيطان وقوله‏(وخ َاف ُون)‏) ف َل َا(١).في مخالفة أمري(٢).وقد جاءت دالة الخوف هنا بمعنى القتال وبالأخص الفعل المتصرف تخافون المتصلة بالضميرالعائد على المسلمين الخائفين من الشيطان.‏‏[وإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوا فِي اليت َامى ف َان ْكِحوا ما ط َاب ل َك ُم مِن الن ِّساءِ‏ مث ْن َى وث ُل َاث َ ورباع ف َإِن خِف ْت ُم أَل َّات َعدِل ُوا ف َواحِدة ً أَو ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم ذ َلِك أَدن َى أَل َّات َ عول ُوا [( ٣ ).قوله ‏(وإِن خِف ْت ُم‏)‏ جاءت عليكم بالتقاء على زوجة واحدة إذا خفتم ترك العدل فيما فوقهاواختلفت دالة الخوف هنا فقد تعددت معانيها وهي على النحو التالي:‏جاءت بمعنى اليقين:‏الخوف بمعنى اليقين بوجه وإنما هو من أفعال التوقع إلا أن الظن يميل فيه إلى إحدى الجهتينوالرأي الثاني:‏بمعنى الظن(٤).و يكون(٥).:خفتم بمعنى ظننتم وأيقنتم وهو ما اختير على باب الظن لا من اليقين.‏والمعنى غلب على ظن التقصير في العدل لليتيمة فليتركها وينكح غيرها(٦).والرأي الثالث:‏جاءالخوف بمعنى العلم وقد عبر عنه إيذانا ً بكون المعلوم مخوفا ً محذورا ً لا معناه الحقيقي الذي علق بهالجواب وهو العلم بوقوع الجور المخوف لا الخوف منه وإلا لم يكن الأمر شاملا ً لمن يصر علىالجور ولا يخافه(٧)‏.وترى الباحثة:‏في اتخاذ مثل القرار وكذلك معرفة نفسه ومدى قدرته على العدل.‏هذهأن المعنى الأقرب معنى الظن؛لأن الإنسان يكون أق ٌرب لنفسه‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًا خ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏.(٨)الآية للأوصياء بأن يخشوا االله تعالى ويتقوه في أمر اليتامى فيقلعوا ويقدموا لهم ما يقدموالذرياتهم الضعاف بعد وفاتهم(٩)، وجاء الخوف بمعنى الخوف ذاته وهو أصل الدلالة.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الخوارزمي،‏ الكشاف،‏ ج‎١‎‏:‏.٣٨٩انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٣‎‏.‏انظر،‏ الخوارزمي،‏ الكشاف،ج‎١‎‏:‏.٦٦.٤١٠انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏.٦.٥٢٨انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٩‎‏.‏.٩٥انظر،الحنفي،تفسير أبي السعود،ج‎٢:١٠٢‎‏.‏٣٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏ بعضهم عل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِم ف َالصالِحات ُق َانِت َات ٌ حافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏ بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِي ت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهن ف َعِظ ُوهن واهجروهن فِي المضاجِعِ‏واضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِن سبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏‏(ت َخ َاف ُون ن ُش ُوز هن‏)‏( ١ ).خطاب للأزواج وإرشاد لهم إلى طريق القيام عليهم،‏القلب عند حدوث أمر مكروه أو عند الظن أو العلم بحدوثهتعلمون وتتيقنون.‏والخوف حالة تحصل في(٢)‏.وقيل أن الخوف هنا بمعنى لعلموقالت فرقة من المفسرون الخوف ها هنا على بابه في التوقع؛ لأن الوعظ ومابعده إنما هو في دوام ما ظهر من مبادئ ما يتخوف(٣).‏[وإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏ وحك َما مِن أَهلِها إِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهما(٤)إِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا]‏ .‏(وإِ‏ ن خِ‏ ف ْ ت ُم‏)‏الخطاب موجه للحكام وارد على بناء الأمر على التقدير المسكوت عنه أعني عدمالإطاعة المؤدي إلى خصومة ومرافعة إليهم(٥).ولا يبعث الحكمان إلا مع شدة الخوفوالخوف هنا بمعنى العلم فقد خص الأهل من الحكام لأنهم فطنة العلم بباطن الأمور.‏(٦).‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ‏ ول َو ردوه إِل َى الرسولِ‏ وإِل َى أُولِي الأَمرِ‏ مِن ْهمل َعلِمه ال َّذِين يست َن ْبِط ُون َه مِن ْهم ول َول َا ف َضلُ‏ االلهِ‏ عل َيك ُم ورحمت ُه ل َات َّبعت ُم الش َّيط َان إِل َّا ق َلِيل ًا]‏‏(الأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ)‏قال جمهور المفسرين:‏كانوا يشرهون إلى سماع ما يسوء النبي في سراياه‏[وإِذ َا ضربت ُم فِيإِن الك َافِرِين ك َان ُوا ل َك ُم عدوا مبِين ًا]‏(٧).أن هذه الآية في المنافقين والمعنى أن المنافقين(٨)..(٩)والخوف هنا جاء بمعنى القتال.‏الأَرضِ‏ ف َل َيس عل َيك ُم جن َاح أَن ت َق ْصروا مِن الصل َاةِ‏ إِن خِف ْت ُم أَن يف ْتِن َك ُم ال َّذِين ك َف َروا(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)النساء:‏‎٣٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٣٥‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٨٣‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎١٠١‎‏.‏.١٣٣.٤٨.١٣٤.٤٩.٨٤٣٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(خِ‏ ف ْ ت ُم‏)‏الأمن،‏ظاهر الآية الشرط لأن القصر لا يجوز في السفر إلا مع الخوف للفتنهمن الكافرين لا معوذهب جماعة من أهل العلم إلى أن هذه الآية إنما هي مبيحة للقصر في السفر للخائف منالعدو،‏ ومن كان آمنا ً فلا قصر له(١). وجاء الخوف بمعنى العلم.‏‏[وإِنِ‏ امرأَة ٌ خ َاف َت ْ مِن بعلِها ن ُش ُوزا أَو إِعراضا ف َل َا جن َاح عل َيهِما أَن يصلِحا بين َهما صل ْحا والصل ْحخ َير وأُحضِرتِ‏ الأَن ْف ُس الش ُّح وإِن ت ُحسِن ُوا وت َت َّق ُوا ف َإِن االلهَ‏ ك َان بِما ت َعمل ُون خ َبِيرا]‏‏(خ َاف َت ْ)‏(٢).هذه الآية في طاعة الزوجة لزوجها وهنا جاء الخوف بمعنى توقعت ما تخاف من زوجهاوقيل معناه تيقنت وهو خطأ(٣).وترى الباحثة:‏ أن معنى الخوف هنا الظن بمعنى وإن امرأة ظنت أنها لن تطيع زوجها.‏] ق َالَ‏ رجل َانِ‏ مِن ال َّذِين يخ َاف ُون أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِما ادخ ُل ُوا عل َيهِم الباب ف َإِذ َا دخ َل ْت ُموه ف َإِن َّك ُم غ َالِبون وعل َىااللهِ‏ ف َت َوك َّل ُوا إِن ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏‏(يخ َاف ُون‏)‏(٤).القوم الذين يخافون من الجبارين،‏وقيل يخافون أي يخافهم غيرهمالعذاب.‏(٥)،وقيل اللذين يخافون ضعف بني إسرائيل وجبنهم،‏وقيل يخافون االله ويخافون العدو(٦)،‏[ل َئِن بسط ْت َ إِل َي يدك لِت َق ْت ُل َنِي ما أَن َا بِباسِطٍ‏ يدِي إِل َيك لِأَق ْت ُل َك إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏وجاء الخوف بمعنى( ٧ ).إني أخافه تعالى إن بسطت يدي إليك لأقتلك أن يعاقبني وإن كان ذلك مني لدفععداوتك فما ظنك بحالك وأنت البادئ العادي وفي وصفه تعالى بربوبية العالمين تأكيد للخوفوالخوف بمعنى العذاب.‏(٨).‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا من يرت َد مِن ْك ُم عن دِينِهِ‏ ف َسوف َ يأْتِي االلهُ‏ بِق َومٍ‏ يحِبهم ويحِبون َه أَذِل َّةٍ‏ عل َىالمؤْ‏ مِنِين أَعِزةٍ‏ عل َى الك َافِرِين يجاهِدون فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ ول َا يخ َاف ُون ل َومة َ ل َائِمٍ‏ ذ َلِك ف َضلُ‏ االلهِ‏ يؤْتِيهِ‏ منيش َاء وااللهُ‏ واسِع علِيم‏]‏( ٩ ).‏(ول َا يخ َاف ُون ل َومة َ ل َائِ‏ مٍ)‏معطوفة على ما سبقها‏ُ)يجاهِ‏ دون)‏بمعنى أنهم جامعون بين المجاهدة فيسبيل االله وبين التصلب في الدين وفيه تعريض بالمنافقين.‏ فإنهم كانوا إذا خرجوا(1)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏.٦٤١(2) النساء:‏‎١٢٨‎‏.‏(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏المائدة:‏‎٢٣‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.٦٥٨.٣٤انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٢٨‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٥٤‎‏.‏.١٧٥.٢٦٠٣٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


في جيش المسلمين خافوا أولياءهم اليهود فلا يكادون يعملون شيئا ً يلحقهم فيه لوم من جهتهموالخوف هنا بمعنى القتل.‏(١).‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وال َّذِين هادوا والصابِئُون والن َّصارى من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وعمِلَ‏ صالِحا ف َل َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏‏(ف َل َا خ َوف ٌ)‏(٢).فكأن ألفاظ الآية عدت الطوائف التي يمكن أن تنتقل إلى الإيمان،‏الخوف والحزن بشرط انتقالهم إلى الإيمان باالله واليوم الآخرثم نفى عنهم(٣). والخوف هنا بمعنى العلم.‏‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا ل َيبل ُون َّك ُم االلهُ‏ بِش َيءٍ‏ مِن الصيدِ‏ ت َن َال ُه أَيدِيك ُم ورِماحك ُم لِيعل َم االلهُ‏ من يخ َاف ُه بِالغ َيبِ‏( ٤ )ف َمنِ‏ اعت َدى بعد ذ َلِك ف َل َه عذ َاب أَلِيم‏]‏ .‏(من يخ َاف ُه‏)‏ أي ليتميز الخائف من عقابه الأخروي وهو غائب مترتب لقوة إيمانه،‏ فلا يعترضللصيد ممن لا يخافه كذلك لضعف إيمانه فيقدم عليه،‏بالفعل،‏بأن علمه تعالى يحملهم على الخوفعلى أنه الخوف من االله.‏(٥).وإنما عبر وذلك بعلم االله تعالى بمن يخافهوجاء الخوف بمعنى الخوف وهي دلالة اللفظة‏[ذ َلِك أَدن َى أَن يأْ‏ ت ُوا بِالش َّهادةِ‏ عل َى وجهِها أَو يخ َاف ُوا أَن ت ُرد أَيمان بعد أَيمانِهِم وات َّق ُوا االلهَ‏ واسمعواوااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏‏(أَو يخ َاف ُوا)‏.( ٦ )ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها ويخافوا عذاب الآخرة بسبب الكذب والخيانة،‏أو يخافوا الافتضاح برد اليمين.‏إذ المقصود صنف ونوع من الناسفأي الخوفين قد حصل ووقع] ق ُلْ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏(٧).(٨). وجاء الخوف بمعنى العذاب.‏(٩).وجمع الضمير في يأتوا ويخافوا(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٦٩‎‏.‏.٢٨٨انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٩٤‎‏.‏الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎١٠٨‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.٢١٩.٣١٩.١١١انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنعام:‏‎١٥‎‏.‏.٢٥٦٣٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏‏(أَخ َاف ُ)‏الآية يجنب الشرك خوفا ً من العقاب وطمعا ً في الرحمةعصيته بعبادة غيره أو مخالفة أمره ونهيه.‏العلموالخوف:‏(١).(٢).والخوف إنتوقع المكروه وقيل الخوف هنا بمعنى( ٣ )‏[وما ن ُرسِلُ‏ المرسلِين إِل َّا مبش ِّرِين ومن ْذِرِين ف َمن آَمن وأَصل َ ح ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .‏(ف َل َا خ َوف ٌ)‏ شبه الموصول بالشرط أي لا خوف عليهم من العذاب الذي أنذروه دنيويا ً وأخرويا ً ولاهم يحزنون بفوات ما بشروا به من الثواب العاجل والآجل.‏لمراعاة حق المقام(٤). وجاء الخوف هنا بمعنى العذاب والعلم.‏وتقدم نفي الخوف على نفي الحزن( ٥ )‏[وأَن ْذِر بِهِ‏ ال َّذِين يخ َاف ُون أَن يحش َروا إِل َى ربهِم ل َيس ل َهم مِن دونِهِ‏ ولِي ول َا ش َفِيع ل َعل َّهم يت َّق ُون‏]‏ .‏(يخ َاف ُون)‏في الخوف أي يخافون ما تحققوه منمخوف وهو لقلة النظر والحزم لا يخافه ولا يستعد لهأن يحشروا ويستعدون له ورب متحقق بشيء(٦).والإنذار في الآية يؤثر فيهم ما حلّ‏ بهممن الخوف بخلاف من لا يخاف الحشر من طوائف الكفر لجحوده به وإنكاره له(٧).وقيل معنىيخافون يعلمون ويتيقنون أنهم محشورون فيشمل كل من آمن بالبعث من مسلمين وأهل الذمةوالمشركين،‏ وقيل أن الخوف على حقيقته والمعنى:أنه ينذر من يظهرعليه الخوف من الحشر(٨).‏[وحاجه ق َومه ق َالَ‏ أَت ُحاجون ِّي فِي االلهِ‏ وق َد هدانِ‏ ول َا أَخ َاف ُ ما ت ُش ْرِك ُون بِهِ‏ إِل َّا أَن يش َاء ربي ش َيئًاوسِع ربي ك ُل َّ ش َيءٍ‏ عِل ْما أَف َل َا ت َت َذ َك َّرون‏]‏‏(ول َا أَخ َاف ُ)‏( ٩ ).معطوفة على ما سبقها(أَ‏ ت ُحاجون ِّي)‏فتكون إخبارا ً،‏فتكون تأكيد الإنكار؛ لأن عدم خوفه من آلهتهم قد ظهرت دلائله عليه.‏أو على جملة‏(وق َد هدانِ)‏فقومه إما عالمون أومنزلون منزلة العالم.‏ فإنه قد نفى أنه يخاف إضرار آلهتهم وكان ذلك قد يتوهم منه السامعون أنه(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ دار سحنون،‏ تونس،‏‏.ت)،‏ ج‎٦,٧‎‏،‏.١٦٠انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنعام:‏‎٤٨‎‏.‏.١٣٢انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنعام:‏‎٥١‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنعام:‏‎٨٠‎‏.‏.٣٨٥.٢٩٤.١٥٠.١٥٠٤٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


لا يخاف شيئا ً استدرك عليه.فهو لا يخاف آلهتهم بل يخشى ربه المستحق للخشية إن كانقومه لا يعترفون برب إلا آلهتهم(١). والخوف هنا بمعنى الخوف ذاته.‏‏[وك َيف َ أَخ َاف ُ ما أَش ْرك ْت ُم ول َا ت َخ َاف ُون أَن َّك ُم أَش ْرك ْت ُم بِااللهِ‏ ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏ عل َيك ُم سل ْط َان ًا ف َأَي الف َرِيق َينِ‏( ٢ )أَحق ُّ بِالأَمنِ‏ إِن ك ُن ْت ُم ت َعل َمون‏]‏ .‏(أَخ َاف ُ)‏و(ول َا ت َخ َاف ُون‏)‏أي كيف أخاف ما لا يضر ولا ينفع،‏ولا يخلق ولا يرزق،‏والحال أنكم لاتخافون ما صدر منكم من الشرك باالله،‏ وهو الضار النافع.‏ وأورد عليهم هذا الكلام الإلزامي الذي لايجدون عنه مخلصا ً ولا متحولا ً والاستفهام هنا للإنكارالخوف عنه عليه السلام،‏والخوف من عقاب االله وعذابه أقوى.‏(٣)‏.وكيف أخافوالاستفهام هنا لإنكار الوقوع ونفيه بالكلية:استئناف سوق لنفي(٤)‏.والخوف هنا من الآلهة‏[يا بنِي آَدم إِما يأْتِين َّك ُم رسلٌ‏ مِن ْك ُم يق ُصون عل َيك ُم آَياتِي ف َمنِ‏ ات َّق َى وأَصل َ ح ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم. يحزن ُون‏]‏( ٥ )‏(ف َل َا خ َوف ٌ)‏ فكأنه قال تعالى إن أتتكم رسل فالمتقون لا خوف عليهم،‏ والمكذبون أصحاب النار،‏ أيهذا نتاج الأعمال الصالحة والأعمال الطالحة.‏يعم جميع أنواع مكاره النفس وإنكارها،‏مضي منها(٦). وجاء الخوف هنا بمعنى العذاب.‏وجاءت لا بمعنى ليس هنا.‏ونفي الخوف والحزنويشبه أن يكون للخوف لما يستقبل من الأمور والحزن لما‏[أَهؤُل َاءِ‏ ال َّذِين أَق ْسمت ُم ل َا ين َال ُهم االلهُ‏ بِرحمةٍ‏ ادخ ُل ُوا الجن َّة َ ل َا خ َوف ٌ عل َيك ُم ول َا أَن ْت ُم ت َحزن ُون‏]‏‏(ل َا خ َوف ٌ)‏( ٧ ).لا تخافون ما يأتي ولا تحزنون على ما فات وقيل أن أصحاب الأعراف يرغبون فيالشفاعة فيأتون آدم فيدفعهم إلى نوح عليه السلام فيندفعوا إلى الأنبياء حتى يأتوا محمد عليهالسلام فيشفع لهم ويدخلهم الجنة فيشربوا من نهر فيبيضون ويسمون مساكين الجنةهنا جاء بمعنى العذاب.‏(٨)والخوف .(٩)‏[ول َا ت ُف ْسِدوا فِي الأَرضِ‏ بعد إِصل َاحِها وادعوه خ َوف ًا وط َمعا إِن رحمة َ االلهِ‏ ق َرِيب مِن المحسِنِين‏]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏الأنعام:‏‎٨١‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏ج‎٦‎ -٣٢٨ ،٧. .٣٢٩.١٧٠انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏الأعراف:‏‎٣٥‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏الأعراف:‏‎٤٩‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏الأعراف:‏‎٥٦‎‏.‏.٤٠٧.٣٩٧.٤٩٨٤١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(خ َو ف ًا و ط َمعا)‏أي ذوي خوف نظرا ً لقصور الأعمال وعدم الإخلاص بهاالمضار التي لا يؤمن من وقوعها.‏العام.‏والطمع:‏توقع حصول الأمور المحبوبة.‏(١).والخوف:الانزعاج منوجاء الخوف هنا بمعناه‏[ل َق َد أَرسل ْن َا ن ُوحا إِل َى ق َومِهِ‏ ف َق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏( ٢ )عظِيمٍ]‏ .‏(أَخ َاف ُ)‏هذه الجملة متضمنة لتعليل الأمر بالعبادة؛ أي إن لم تعبدوه فإني أخاف عليكم عذاب يومالقيامة أو عذاب يوم الطوفان(٣). وجاء الخوف بمعنى العلم.‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِن(٤)الغ َافِلِين‏]‏ .‏(ت َ ضر عا وخِيف َ ة ً)‏ما قبلها.‏أي متضرعا ً وخائفا ًوالخيفة جمعها خيف(٥)والخيفة:‏ ،(٦)‏.وجاء الخوف هنا بمعنى الخوف.‏الخوف،وأصلها خوفه قلبت الواو ياء لانكسار‏[واذ ْك ُروا إِذ ْ أَن ْت ُم ق َلِيلٌ‏ مست َضعف ُون فِي الأَرضِ‏ ت َخ َاف ُون أَن يت َخ َط َّف َك ُم الن َّاس ف َآَواك ُم وأَيدك ُم بِن َصرِهِ‏( ٧ )ورزق َك ُم مِن الط َّيباتِ‏ ل َعل َّك ُم ت َش ْك ُرون‏]‏ .‏(ت َخ َاف ُون‏)‏والخوف بمعنى العذاب.‏مستضعفون في الأرض في مكة تحت أيدي قريش والخطاب هنا للمهاجرين(٨).‏[وإِذ ْ زين ل َهم الش َّيط َان أَعمال َهم وق َالَ‏ ل َا غ َالِب ل َك ُم اليوم مِن الن َّاسِ‏ وإِن ِّي جار ل َك ُم ف َل َما ت َراءتِ‏الفِئَت َانِ‏ ن َك َص عل َى عقِبيهِ‏ وق َالَ‏ إِن ِّي برِي ء مِن ْك ُم إِن ِّي أَرى ما ل َا ت َرون إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ وااللهُ‏ ش َدِيدالعِق َابِ]‏(٩).‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏الخوف كذب منه،‏بمعنى العذاب.‏قيل خاف أن يصاب بمكروه من الملائكة إذاولكنه رأى أنه لا قوة له ولا للمشركينحضروا الوقعة،‏(١٠).( ١ )‏[وإِما ت َخ َاف َن مِن ق َومٍ‏ خِيان َة ً ف َان ْبِذ ْ إِل َيهِم عل َى سواءٍ‏ إِن االلهَ‏ ل َا يحِب الخ َائِنِين‏]‏وقيل:‏والخوف هنا.إن دعوى(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏الأعراف:‏‎٥٩‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏الأعراف:‏‎٢٠٥‎‏.‏.٢٧٢.٢٧٥انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنفال:‏‎٢٦‎‏.‏.٧٢.٢٧٥انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏الأنفال:‏‎٤٨‎‏.‏.٩١(10)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.٤٠٣٤٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


هذه ‏(ت َخ َاف َن‏)‏الآية نزلت في بني قريظة وهذا الأمر مع من يخاف من خيانة إلى سالف الدهر،‏وخوف الخيانة بأن تبدو جنادع الشر من قبل المعاهدين وتتصل عنهم أقوال وتتحسس من تلقائهم(٢)مبادئ الغدر.وهذه المبادئ معلومة والخيانة التي هي من غايتهم لا متيقنة .والخوف هنا بمعنىالعلم.‏( ٣ )قوله تعالى:[وإِما ت َخ َاف َن مِن ق َومٍ‏ خِيان َة ً ف َان ْبِذ ْ إِل َيهِم عل َى سواءٍ‏ إِن االلهَ‏ ل َا يحِب الخ َائِنِين‏]‏ .‏(ت َخ َاف َ ن‏)‏هذه الآية نزلت في بني قريظة وهذا الأمر مع من يخاف من خيانة إلى سالف الدهر،‏وخوف الخيانة بأن تبدو جنادع الشر من قبل المعاهدين وتتصل عنهم أقوال وتتحسس من تلقائهم(٤)مبادئ الغدر.وهذه المبادئ معلومة والخيانة التي هي من غايتهم لا متيقنة .والخوف هنا بمعنىالعلم.‏قوله تعالى:‏ ‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا إِن َّما المش ْرِك ُون ن َجس ف َل َا يق ْربوا المسجِد الحرام بعد عامِهِم هذ َا( ٥ )وإِن خِف ْت ُم عيل َة ً ف َسوف َ يغ ْنِيك ُم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ إِن ش َاء إِن االلهَ‏ علِيم حكِيم‏]‏ .‏(خِ‏ ف ْ ت ُم‏)‏أي فقرا ًبسبب منعهم من الحج وانقطاع ما كانوا يجلبونه إليكم من الإرفاق والمكاسب.‏والمعنى وإذ خفتم ومعنى الخوف هنا القتال.‏قوله تعالى:‏ ‏[وإِذ َا ت ُت ْل َى عل َيهِم آَيات ُن َا بين َاتٍ‏ ق َالَ‏ ال َّذِين ل َا يرجون لِق َاءن َا ائْتِ‏ بِق ُرآَنٍ‏ غ َيرِ‏ هذ َا أَو بدل ْهق ُلْ‏ ما يك ُون لِي أَن أُبدل َه مِن تِل ْق َاءِ‏ ن َف ْسِي إِن أَت َّبِع إِل َّا ما يوحى إِ َلي إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب( ٦ )يومٍ‏ عظِيمٍ]‏ .‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏هذه الجملة تعليل لما قبلها،‏واليوم العظيم هو يوم القامة،‏تطلبون مني من معصية الله على تقدير إمكانه عذاب يوم القيامةالعذاب.‏(٧).وإني أخاف بفعل ماوالخوف هنا بمعنىقوله تعالى:‏( ٨ )‏[أَل َا إِن أَولِياء االلهِ‏ ل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .‏(ل َ ا خ َو ف ٌ عل َي هِ‏ م‏)يحتمل أن يكون في الآخرة،‏أي لا يهتمون بذلك.‏ويحتمل أن يكون في الدنيا أي(١).لا يخافون أحد من أهل الدنيا ولا من أعراضها ولا يحزنون.‏والخوف هنا بمعنى العذاب.‏والاحتمال الأول أرجح(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)الأنفال:‏‎٥٨‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنفال:‏‎٥٨‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏التوبة:‏‎٢٨‎‏.‏يونس:‏‎١٥‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏يونس:‏‎٦٢‎‏.‏.٥٤٣.٥٤٣.٥٤٩٤٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:‏ ‏[ف َما آَمن لِموسى إِل َّا ذ ُرية ٌ مِن ق َومِهِ‏ عل َى خ َوفٍ‏ مِن فِرعون ومل َئِهِم أَن يف ْتِن َهم وإِن( ٢ )فِرعون ل َعالٍ‏ فِي الأَرضِ‏ وإِن َّه ل َمِن المسرِفِين‏]‏ .‏(ع ل َى خ َو فٍ)‏الخوف من فرعون وكان من آمن مع موسى أقلة من الشباب والفتيان أكثرهم أولواأباء كانوا تحت خوف من فرعون وجاء التركيب على خوف منه ومن ملأهم أن يفتنهموالخوف جاء بمعنى العذاب.‏(٣).قوله تعالى:‏ ‏[وأَنِ‏ است َغ ْفِروا ربك ُم ث ُم ت ُوبوا إِل َيهِ‏ يمت ِّعك ُم مت َاعا حسن ًا إِل َى أَجلٍ‏ مسمى ويؤْتِ‏ ك ُل َّ ذِي( ٤ )ف َضلٍ‏ ف َضل َه وإِن ت َول َّوا ف َإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ ك َبِيرٍ]‏ .‏(أَخ َاف ُ)‏توعد بيوم القيامة ويحتمل أن هذا اليوم سيأتي ويكون يوم كبير بالدنيا كبدر وغيرهوالخوف جاء بمعنى العذاب.‏( ٦ )قوله تعالى:‏ ‏[أَن ل َا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ أَلِيمٍ]‏ .‏(أَخ َاف ُ)‏جملة تعليلية والمعنى نهيتكم عن عباده غيره؛ لأني أخاف عليكم،‏واليوم الأليم:يوم القيامة،‏ أو يوم الطوفان(٧). وجاء الخوف بمعنى الخوف.‏(٥).وفيها معنى الإنذار،‏قوله تعالى:‏ ‏[ف َل َما رأَى أَيدِيهم ل َا ت َصِلُ‏ إِل َيهِ‏ ن َكِرهم وأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّا أُرسِل ْن َا إِل َى( ٨ )ق َومِ‏ ل ُوطٍ]‏ .‏(ل َا ت َخ َف ْ)‏قيلت له هذه المقولة مع كونه لم يتكلم على ملامحه ما يثبت الخوف ويدلأوجس في نفسه واستدلوا على ذلك من ملامح وجههوخيفة، عليه،وجاءت الحقيقة لما تدلل على الخوفبل،:وهو الخوفخوف ًا وفزعا،وأوجس تعني إضمار الخوف في نفسه(٩)،.قوله تعالى:‏والخوف هنا جاء بمعناه العام‏[وإِل َى مدين أَخ َاهم ش ُعيبا ق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره ول َا ت َن ْق ُصوا(١٠)المِك ْيالَ‏ والمِيزان إِن ِّي أَراك ُم بِخ َيرٍ‏ وإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ محِيطٍ]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏يونس:‏‎٨٣‎‏.‏انظر،الغرناطي ‏،البحر المحيط،‏ ج‎٦‎‏:‏هود:‏‎٣‎‏.‏.١٢٨.٩٤انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏هود:‏‎٢٦‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏هود:‏‎٧٠‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.١٥٠.٦٢٨.٦٥٠-٦٤٩هود:‏‎٨٤‎‏.‏ (10)٤٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


(١)‏(وإِن ِّي أَخ َاف ُ)‏وهنا العلة فيها الإذكار لهم بعذاب الآخرة.‏كما أن العلة الأولى فيها الإذكار لهمبنعيم الجنة.‏ وذكر اليم بالإحاطة:‏ والمراد به العذاب؛لأن العذاب واقع في اليوم ويعني إحاطة العذاببمعنى اشتمال الإحاطة بالعذاب.‏ والخوف هنا جاء بمعنى العذاب.‏قوله تعالى:‏ ‏[إِن فِي ذ َلِك ل َآَية ً لِمن خ َاف َ عذ َاب الآَخِرةِ‏ ذ َلِك يو م مجموع ل َه الن َّاس وذ َلِك يوم( ٢ )مش ْهود‏]‏ .‏(لِمن خ َاف َ)‏الخوف من هذا اليوم الذي يعبر به وما يلحق بهم من عذاب شديد بسبب ما عملوامن السيئات على أحوال عذاب الآخرة،‏ وأما من أنكر الآخرة فعلية الاعتبارالعذاب.‏(٣). والخوف هنا بمعنى( ٤ )قوله تعالى:[ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏ وأَخ َاف ُ أَن يأْ‏ ك ُل َه الذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏‏(وأَخ َاف ُ)‏.بمعنى أخاف أن يصيبه ما رأيت بالمنام وهو أن الذئب يأكله وهذا بعيد.‏ وخصص الذئبدون غيره؛ لأنه كان الحيوان العادي المنبت فيالنفس بنزول المكروهالقطر(٦). وجاء الخوف في الآية الكريمة بمعنى الظن.‏قوله تعالى:[هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين ْشِئُ‏ السحاب الث ِّق َالَ]‏‏(خ َو ف ًا)‏المطر.‏جاءت ما المصدرية:‏أي لتخافوا خوفا ً،‏.(٥)‏.والخوف هنا انزعاج ومكروه يصيبولتطمعوا طمعا ً.‏( ٧ )والطمع للمقيم والمترتب للمطر لنمو الزرع والمطر سبب الخصبالآية الكريمة بمعنى العذاب.‏والخوف للمسافر لما يتأذى من(٨).وجاء الخوف فيقوله تعالى:[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏ الصواعِق َ ف َيصِيب بِها من يش َاء وهم( ٩ )يجادِل ُون فِي االلهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏ .‏(خِيف َتِهِ)‏أي يسبح الملائكة من خيفة االله سبحانه وتعالى.‏الهيبة وإجلاله جل جلالهوقيل من خيفة الرعد(١). وقيل الخوف هنا بمعناه العام وهو الخوف والهيبة.‏(١٠)والخوف من(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏هود:‏‎١٠٣‎‏.‏.٦٦٠انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏يوسف:‏‎١٣‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏الرعد:‏‎١٢‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٣٥١.٢٥٥.٣٧٠.٨٨.٨٨(10)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٨٨٤٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


(٢).قولهتعالى:[وال َّذِين يصِل ُون ما أَمر االلهُ‏ بِهِ‏ أَن يوصلَ‏ ويخ ْش َون ربهم ويخ َاف ُون سوء الحِسابِ]‏‏(يخ َاف ُون‏)‏الاستقصاء فيه والمناقشة للعبد،‏فمن ناقش فله عذاب.‏ومن حق هذه الخيفة أن يحاسبوا(٣)أنفسهم قبل أن يحاسبوا .بمعنى العذاب والعقاب.‏وفيه دلالة على قوة وفظاعة الخوف من االله عز وجل.‏والخوف هنا(٤)قوله تعالى:[ول َن ُسكِن َن َّك ُم الأَرض مِن بعدِهِم ذ َلِك لِمن خ َاف َ مق َامِي وخ َاف َ وعِيدِ]‏ .‏(لِمن خ َاف َ مق َامِي وخ َاف َ وعِيدِ)‏أي خاف موقفي،‏وهو الموقف الذي يقف فيه العباد يوم يقومالناس لرب العالمين،‏أو قيامي عليه وحفظي لأعماله.‏أما قوله:(وخ َاف َ وعِيدِ)أي وعيدي بالعذاب أو(٥)عذابي الوعيد للكفار .والخوف هنا بمعنى العذاب أي من خاف عذابي.‏والخوف هنا بمعنىالعذاب.‏( ٦ )قوله تعالى:‏ ‏[أَو يأْخ ُذ َهم عل َى ت َخ َوفٍ‏ ف َإِن ربك ُم ل َرءوف ٌ رحِيم‏]‏ .‏(ع ل َى ت َ خ َو فٍ)‏أي على جهة التخوف:‏أي حال تخوف للبلايا بأن يكونوا متوقعين للعذاب حذرين(٧)منه غير غافلين عنه .وجاء الخوف هنا بمعنى تنقص.‏وهذا التنقص نتيجة الوعيد به علىمعنيين أن يهلكهم ويخرج أرواحهم على تخوف ويلقون عذاببعد الموت.‏والثاني يأخذ بالعذابطائفة أو قرية ويترك أخرى.‏ثم يهلك الكل والتخوف هنا أي يأخذهم بعد تخوف ينالهم فيعذبهم به(٨)‏.والخوف هنا بمعنى النقص.‏( ٩ )قوله تعالى:‏ ‏[يخ َاف ُون ربهم مِن ف َوقِهِم ويف ْعل ُون ما يؤْمرون‏]‏ .فيه تربية للمهالك علما ً أنهم يخافون االله مالك أمرهم.‏يخافون جل وعلا خوف َ هيبة) يخ َاف ُون‏)‏:(١٠)وإجلال وهو فوقهم بالقهر .وقيل يخافون الملائكة فيكون على حذف المضافأي يخافون(١١)ملائكة ربهم كائنين من فوقهم وهو تكلف لا حاجة إليه .والخوف هنا يدل على العذاب ؛ لأنكثير من الأمم السابقة جاءهم العذاب من فوق رؤوسهم.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏الرعد:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏إبراهيم:‏‎١٤‎‏.‏.٤٤٤.٩٦انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏النحل:‏‎٤٧‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٤٧٨.٢٠٤انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏النحل:‏‎٥٠‎‏.‏.٢٩٧-٢٩٦(10)(11)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٦٧.٢٠٦٤٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:‏ ‏[وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ً يأْتِيها رِزق ُها رغ َدا مِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْ( ١ )بِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏ ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏ .‏(والخ َوفِ)‏هنا استعارات أي لما باشرهم ذلك صار كاللباس وجاءت معطوفة على الجوع(٢). وجاء الخوف هنا ليدل على العذاب.‏قوله تعالى:‏ ‏[أُول َئِك ال َّذِين يدعون يبت َغ ُون إِل َى ربهِم الوسِيل َة َ أَيهم أَق ْرب ويرجون رحمت َه ويخ َاف ُونعذ َابه إِن عذ َاب ربك ك َان محذ ُورا]‏‏(ويخ َاف ُون عذ َاب ه‏)‏ويشمل سائر العباد.‏.( ٣ )يخافون عذاب االله كما يخافه المتقين وغيرهم.‏أي أن عذابه سبحانه وتعالى يمروقوله تعالى(ويخ َاف ُون عذ َابه‏)‏ تخصيصية بالتعليل لما أن هذا المقام مقامالتحذير من العذاب وأن بينهم وبين العذاب بونا ً بعيدا َ(٤). وجاء الخوف هنا بمعنى العذاب.‏قوله تعالى:‏ ‏[وما من َعن َا أَن ن ُرسِلَ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا أَن ك َذ َّب بِها الأَول ُون وآَت َين َا ث َمود الن َّاق َة َ مبصِرة ًف َظ َل َموا بِها وما ن ُرسِلُ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا ت َخ ْوِيف ًا]‏‏(إِل َّا ت َخ ْوِيف ًا)‏وجوه:‏(٥).للعباد وهذه الآية معها إمهال لا معالجة(٦).واختلف المفسرون في تفسير الآيات علىالأول:أن المراد العبر والمعجزات التي جعلها االله على أيدي الرسل من دلائل الإنذار تخويفا ًللمكذبين.‏الثاني:‏أنها آيات الانتقام تخويفا ً من المعاصي.‏الثالث:تقلب الأحوال من صغر إلى شبابثم إلى تهكل ثم إلى شيب ليعتبر الإنسان بتقلب الأحوال فيخاف عقاب االله وأمره.‏القرآن.‏الرابع:‏ آياتالخامس:‏ الموت الذريع والمناسب للمقام أن تفسر الآيات المذكورة بالآيات المقترحة أي لانرسل آيات مقترحة إلا تخويفا ً من نزول العذابالعذاب.‏ والخوف هنا بمعنى العذاب والقتال.‏وترى الباحثة:‏(٧). فإن لم يخافوا وقع عليهمأن أقوى الآراء الرأي الأول وذلك؛ لأن الرسل السابقة جاءت على أقوامهموهذه الآيات معجزة للناس وعليهم الاعتبار بها؛ أما الرأي الرابع يقصد به آيات القرآن.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)النحل:‏‎١١٢‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏الإسراء:‏‎٥٧‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏الإسراء:‏‎٥٩‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٤٢٧.١٣٨.٤٦٧.٣٩٥٤٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وهذه الآيات معجزة للناس وعليهم الاعتبار بها،‏ولكن هذا الرأي أضعف الاحتمالاتوإن دل على الخوف ذلك لأنه يذكر أحوال الأمم السابقة.وكان ملخصا ً لجميع العذاب الذينزل بالأقوام.‏قوله تعالى:‏‏[وإِذ ْ ق ُل ْن َا ل َك إِن ربك أَحاط َ( ١ )والش َّجرة َ المل ْعون َة َ فِي الق ُرآَنِ‏ ون ُخ َوف ُهم ف َما يزِيدهم إِل َّا ط ُغ ْيان ًا ك َبِيرا]‏ .‏(ن ُخ َ و ف ُهم‏)‏بِالن َّاسِ‏ وما جعل ْن َا الرؤْيا ال َّتِي أَرين َاك إِل َّا فِت ْن َة ً لِلن َّاسِ‏أي نخوفهم بالآيات فيما يزيدهم إلا طغيانا ً متجاوزا ً للحد متماديا ً غاية التمادي وربمايفيدهم زيادة إرسال الآيات زيادة في الكفر،‏بتأخير العقوبةأصح لكفار مكة(٢).: وقيل الخوفوعند هذا الحال يفعل بهم ما فعل بمن قبلهم وهذا عذابإما لكفار مكة وإما لملوك بني أمية بعد الخلافة والرأي الأول(٣). والخوف هنا بمعنى العذاب والقتال.‏( ٤ )قوله تعالى:‏ ‏[وإِن ِّي خِف ْت ُ الموالِي مِن ورائِي وك َان َتِ‏ امرأَتِي عاقِرا ف َهب لِي مِن ل َدن ْك ولِيا]‏ .‏(خِ‏ ف ْ ت ُ)‏الدين(٥).أي من أجله خاف الموالي وقالت طائفة أنما مواليه مهملين للدين.‏وقيل خفت الموالي القادرون على إقامة مراسم الملة ومصالح الأمة.‏النكبة التي تصيب المسلمين من بعده.‏( ٦ )قوله تعالى:‏ ‏[يا أَبتِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يمسك عذ َاب مِن الرحمنِ‏ ف َت َك ُون لِلش َّيط َانِ‏ ولِيا]‏ .‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏فخاف بموته أن يضيعوالخوف هنا بمعنىإبراهيم عليه السلام يحدث أباه عن عصيان االله وعدم عبادة االله وهذا تحذير من سوءالعاقبة من عبادة الشيطان وهو ابتلاؤه بما ابتلى به معبوده من العذاب الفظيعبمعنى العلم أي إني أعلم أنه يمسك عذاب الرحمن.‏قوله تعالى:‏ ] ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْ سن ُعِيدها سِيرت َها الأُول َى]‏‏(ول َا ت َخ َف ْ)‏(٧).(٨).والخوف هناالخطاب موجه إلى موسى عليه السلام عندما قلبت عصاه إلى ثعبان ذكرا ً يبتلع كلشيئ من الصخر والشجر،‏ فعندما رآها خاف ونفر،‏ وهذا خوف طبيعي يظهر على(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)الإسراء:‏‎٦٠‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏مريم:‏‎٥‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏مريم:‏‎٤٥‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏طه:‏‎٢١‎‏.‏.٣٩٧ -٣٩٦.٤٦٨.٤.٢٤٢٤٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الإنسان لحظة الخوف والفزع.‏عنه مقصورا ً لذاته لا لتحقيق المأمورية فقطوفي الآية عطف النهي على الأمر إشعارا ً بأن عدم المنهي(١).( ٢ )قوله تعالى:‏ ] ق َال َا ربن َا إِن َّن َا ن َخ َاف ُ أَن يف ْرط َ عل َين َا أَو أَن يط ْغ َى]‏ .والخوف هنا بمعنى الخوف والفزع.‏‏(إِن َّن َا ن َخ َاف ُ)‏المخاطب سيدنا موسى وأخوه قالا إننا نخاف أي يجعل علينا بالعقوبة ولا يصبر علىإتمام الدعوة وإظهار المعجزة.‏المعاجلة بالعقاب(٣).ونخاف أن يحمله حامل من الاستكبار أو الخوف على الملك علىوالخوف هنا بمعنى النكبة التي تصيب المسلمين.‏قوله تعالى:‏ ] ق َالَ‏ ل َا ت َخ َاف َا إِن َّنِي معك ُما أَسمع وأَرى]‏(٤).‏(ل َا ت َخ َاف َا)‏والحديثهنا موجه إلى سيدنا موسىu وأخاه هارون uقال هنا استئناف مبني علىالسؤال الناشئ من النظم القرآني،‏وهذا القول وما قبله وارد بطريق الحكاية لرسول االله صلى االلهعليه وسلم كأنه قيل:‏ فماذا قال لهما ربهما عند تضرعهما إليه.‏ والخوف بمعناه العام الخوف.‏(٥ )قوله تعالى:‏ ] ف َأَوجس فِي ن َف ْسِهِ‏ خِيف َة ً موسى]‏ .‏(خِيف َ ة ً)‏الصحيح أصل هذه اللفظة خوفه قلبت الواو ياء للتناسب.‏كان على الناس أن يضلوا لهول ما رأي(٦).وخوف موسى عليه السلام إنماوالخوف والفتنه للناس بعد أن يلقى عصاه.‏والخوفعند موسى كذلك لأن السحر من صنع قومه ومن جنس ما أراهم فخاف أن يلتبس أمره على الناسفلا يؤمنوا(٧). والخوف هنا بمعناه العام الخوف.‏( ٨ )قوله تعالى:‏ ] ق ُل ْن َا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّك أَن ْت َ الأَعل َى]‏ .‏(ل َ ا ت َ خ َ ف ْ)‏الجملة تعليل للنهي عن الخوفعن الخوف وتقرير لغلبته على أبلغ وجهعلى عصا موسى u.(٩).(١٠).وهو تعليل لما يوجبه النهي من الانتهاءوالخوف بمعنى الخوف إن كان سحرهم سيغلب(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏طه:‏‎٤٥‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏طه:‏.٢٧٤.٢٨٣.٤٦طه:‏‎٦٧‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏طه:‏‎٦٨‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٥٢.٤٦٤.٤٦٤(10)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏.٢٩٣٤٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:‏ ‏[ول َق َد أَوحين َا إِل َى موسى أَن أَسرِ‏ بِعِبادِي ف َاضرِب ل َهم ط َرِيق ًا فِي البحرِ‏ يبسا ل َا ت َخ َاف ُ.( ١ )درك ًا ول َا ت َخ ْش َى]‏(٢).‏(ل َا ت َخ َاف ُ)‏من فرعون وجنودهوهو حال من المأمور أي آمنا من أن يدرككم العدو أو صفةأخرى لطريقا ً والعائد محذوف(٣). والخوف هنا يمعناه العام.‏.( ٤ )قوله تعالى:‏ ‏[ومن يعملْ‏ مِن الصالِحاتِ‏ وهو مؤْمِن ف َل َا يخ َاف ُ ظ ُل ْما ول َا هضما]‏(٥).‏(ف َل َا يخ َاف ُ)‏والخوف هنا بمنع الثواب المستحق بموجب الوعدوالهضم هو النقص والخوفظلما ً يكون في سيئاته،‏ولا يهضم في حسناته.‏فهنا الحث على خوف االله واجتناب معاصيه ويخافعقابه(٦). والخوف هنا بمعنى الظن وعدم العلم.‏قوله تعالى:‏ ‏[رِجالٌ‏ ل َا ت ُل ْهِيهِم تِجارة ٌ ول َا بيع عن ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ وإِق َامِ‏ الصل َاةِ‏ وإِيت َاءِ‏ الزك َاةِ‏ يخ َاف ُون يوما( ٧ )ت َت َق َل َّب فِيهِ‏ الق ُل ُوب والأَبصار‏]‏ .(٨).‏(يخ َاف ُون‏)‏هو يوم القيامة،‏والظاهر أن معنى تتقلب تضطرب من هول يوم القيامةوخوفهممقصورا ً على كونهم في المساجد والخوف هنا بمعنى العذاب.‏قوله تعالى:‏ ‏[أَفِي ق ُل ُوبِهِم مرض أَمِ‏ ارت َابوا أَم يخ َاف ُون أَن يحِيف َ االلهُ‏ عل َيهِم ورسول ُه بلْ‏ أُول َئِك هم(٩)الظ َّالِمون‏]‏ .‏(أَم يخ َاف ُون‏)‏أم هنا منقطعة والتقدير:‏بل ارتابوا بل أيخافون وهو استفهام بتوقيف وتوبيخ والخوف(١٠)هنا من الحيف في الحكومة فيكون ذلك ظالما ً لهم .والخوف بمعنى العذاب.‏قوله تعالى:‏ ‏[وعد االلهُ‏ ال َّذِين آَمن ُوا مِن ْك ُم وعمِل ُوا الصالِحاتِ‏ ل َيست َخ ْلِف َن َّهم فِي الأَرضِ‏ ك َما است َخ ْل َف َال َّذِين مِن ق َبلِهِم ول َيمك ِّن َن ل َهم دِين َهم ال َّذِي ارت َضى ل َهم ول َيبدل َن َّهم مِن بعدِ‏ خ َوفِهِم أَمن ًا يعبدون َنِي ل َا(١١)يش ْرِك ُون بِي ش َيئًا ومن ك َف َر بعد ذ َلِك ف َأُول َئِك هم الف َاسِق ُون‏]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)طه:‏‎٧٧‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏طه:‏.٥٥.٢٩٧.١١٢انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏النور:‏‎٣٧‎‏.‏.٢٩٧.٤٦٤انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٨‎‏:‏النور:‏‎٥٠‎‏.‏.٥٠(10)(11)انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٨‎‏:‏النور:‏‎٥٥‎‏.‏.٦٢٥٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(خ َوفِهِم‏)‏ أي من الأعداء،‏ حيث أن أصحاب الرسولr‏،‏ قبل الهجرة عشر سنين بل أكثر خائفينثم هاجروا إلى المدينة وكانوا يصبحون في السلاح ويمسون كذلك حتى قال رجل منهم متى يأتيعلينا يوم نأمن فيه(١). والخوف هنا بمعنى الخوف وهو اضطراب النفس.‏( ٢ )قوله تعالى:‏ ] ق َالَ‏ رب إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ]‏.‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏ أي قال موسىu والمعنى أخاف أن يكذبوني والخوف هنا معطوف عما سبقه.‏والمعنى:‏ أنه يفيد ثلاث علل:‏ خوف التكذيب،‏ وضيق الصدر،‏ وامتناع انطلاق اللسان.‏ فالتكذيب هنايكون متعلق بالخوف(٣). والخوف جاء بمعنى الخوف.‏( ٤ )قوله تعالى:‏ ‏[ول َهم عل َي ذ َن ْب ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏ .‏(ف َأَخ َاف ُ)‏ الذنب هو قتل سيدنا موسىu للقبطي،‏ وسماه ذنبا ً بحسب زعمهم:‏ فخاف موسى أنيقتلوه به،‏ وفيه دليل على أن الخوف قد يحصل مع الأنبياء فضلا ً عن الفضلاءبمعنى القتل.‏قوله تعالى:‏( ٦ )] ف َف َررت ُ مِن ْك ُم ل َما خِف ْت ُك ُم ف َوهب لِي ربي حك ْما وجعل َنِي مِن المرسلِين‏]‏ .(٥). والخوف هنا‏(ل َ م ا خِ‏ ف ْ ت ُك ُم‏)‏ موسى u يحدث قومه خفتكم أي:‏ أن تصيبوني بمضره وتؤاخذوني بما لا أستحقهبجنايتي من العقاب(٧). وخفتكم هنا بمعنى القتل أي خفتكم أن تقتلوني.‏(٨ )قوله تعالى:‏ ‏[إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏.‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏ أي أخاف على قومي عذاب يوم القيامة.‏ إن كفرتم وأصررتم على ما أنتم فيه ولمتشكروا نعم االله عليكم،‏ وهذا العذاب متمثل في عذاب الدنيا الآخرة(٩).قوله تعالى:‏ ‏[وأَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى ل َا ت َخ َف ْ إِن ِّي( ١ ٠ )ل َا يخ َاف ُ ل َدي المرسل ُون‏]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏الشعراء:‏‎١٢‎‏.‏انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٨‎‏:‏الشعراء:‏‎١٤‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏الشعراء:‏‎٢١‎‏.‏.٤٨٠-٤٧٩.١٤٤ -١٤٣.١١٨انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏الشعراء:‏‎١٣٥‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏.٣٧.١٣٧.١٠ النمل:‏ (10)٥١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(ل َا ت َخ َف ْ إِن ِّي ل َا يخ َاف ُ)‏فإن رسلي الذين اصطفيت للنبوة لا يخافون غيري،‏ فأخذ موسى uالحية،‏ فعادت إلى عصا ثم صارت له عادة.‏ والمعنى لا يخافون المرسلون في الموضع الذي يوحىإليه فيه.‏ وهم أخوف الناس من االله.فالمرسل لا يخاف االله(١)‏.(ل َايخ َاف ُ)‏ فقد دل على نفي الخوفعند الأنبياء جميعا ً ولكن ليس في جميع المراحل بل حين يوحى إليهم كوقت الخطاب فهدفهم نشردعوة االله عز وجل ولا يهمهم الخوف من أحد ولكن هؤلاء الرسل أخوف الناس من االله سبحانهوتعالى(٢). والخوف هنا بمعنى العذاب أي الخوف من عذاب االله.‏قوله تعالى:‏‏[وأَوحين َا إِل َى أُم موسى أَن أَرضِعِيهِ‏ ف َإِذ َا خِف ْتِ‏ عل َيهِ‏ ف َأَل ْقِيهِ‏ فِي اليم ول َا ت َخ َافِي ول َا( ٣ )ت َحزنِي إِن َّا رادوه إِل َيكِ‏ وجاعِل ُوه مِن المرسلِين‏]‏ .‏(ف َإِذ َا خِف ْتِ)‏.خفت يا أم موسىu من جواسيس فرعون ومن يقتل الأولاد.(‏ ول َا ت َخ َافِي)‏من الغرق والضياع وكذلك الالتقاط فيقتلأي تخافي(٤)‏.والخوف هنا بمعنى القتل أي إذا خفتي عليه من القتل.‏ولاتخافي هنا الخوف الذي يشعر به الإنسان وبالأخص هنا الخوف الذي يحويه قلب الأم.‏قوله تعالى:‏ ‏[ف َأَصبح فِي المدِين َةِ‏ خ َائِف ًا يت َرق َّب ف َإِذ َا ال َّذِي است َن ْصره بِالأَمسِ‏ يست َصرِخ ُه ق َالَ‏ ل َه موسى( ٥ )إِن َّك ل َغ َوِي مبِين‏]‏‏(خ َائِ‏ ف ًا)‏بعدما قتل سيدنا موسىu القبطي وكان خائفا ً من لحوق القوم لقتل موسىu والخوفهنا بمعنى القتل.‏ وقيل خائفا ً يترقب نصره ربه.‏ أو يترقب هداية قومه أو ينتظر أن يسلمه قومه.‏قوله تعالى:‏ ] ف َخ َرج مِن ْها خ َائِف ًا يت َرق َّب ق َالَ‏ رب ن َجنِي مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏‏(خ َائِ‏ ف ًا)‏(٦).خرج موسى u حال كونه خائفا ً من الظالمين مترقبا ً لحوقهم به وإدراكهم له.‏ربه بأن ينجيه مما كان خائفا(٧)ً. والخوف هنا بمعنى الخوف وهو أصل الدلالة.‏ثم دعاقوله تعالى:‏ ‏[ف َجاءت ْه إِحداهما ت َمشِي عل َى استِحياءٍ‏ ق َال َت ْ إِن أَبِي يدعوك لِيجزِيك أَجر ما سق َيت َ ل َن َاف َل َما جاءه وق َص عل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ ل َا ت َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏(٨).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٨‎‏:‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏القصص:‏‎٧‎‏.‏انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٨‎‏:‏القصص:‏‎١٨‎‏.‏القصص:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏القصص:‏‎٢٥‎‏.‏.٢١٤.٣٧.٢٨٧.٢٠٦٥٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(ل َا ت َخ َف ْ)‏استجاب لك ربك،‏عندما وصل سيدنا موسىu إلى شعيب فقال له شعيب نجوت من القوم الظالمين أيوقدم شعيب له الطعام وقال نحن قوم لا نبيع دنيننا بطلائع الأرض ذهبا ًوجاء الخوف هنا بمعناه العام وهو الخوف وتوتر النفس.‏(١).قوله تعالى:‏ ‏[وأَن أَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى أَق ْبِلْ‏ ول َا( ٢ )ت َخ َف ْ إِن َّك مِن الآَمِنِين‏]‏ .‏(و ل َا ت َ خ َ ف ْ)‏الخطاب لموسى u وهو في الوادي الأيمن.‏ولا تخف يا موسى من النداء ولا منالمتكلم فإنك من الآمنين والخوف هنا بمعنى الخوف والاضطراب للنفس وكذلك الخوف من جميعالمخاوف.‏قوله تعالى:‏ ] ق َالَ‏ رب إِن ِّي ق َت َل ْت ُ مِن ْهم ن َف ْسا ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏‏(ف َأَخ َاف ُ)‏(٣).يقصد بالمقتول القبطي وخاف سيدنا موسىu لأن يقتلوه بهأقتل وأظن أنهم سيقتلونني.‏قوله تعالى:‏(٤).( ٥ )يك َذ ِّبونِ]‏ .‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏وأخاف هنا بمعنى أن‏[وأَخِي هارون هو أَف ْص ح مِن ِّي لِسان ًا ف َأَرسِل ْه معِي رِدءا يصدق ُنِي إِن ِّي أَخ َاف ُأَنموسى u يخاف قومه من حيث التكذيب فيطلب من االله عز وجل أن يعينه علىإرسال أخوه هارون لتعينه في أمر ونشر الدعوة.‏ والخوف هنا بمعنى العلم.‏قوله تعالى:‏ ‏[ول َما أَن جاءت ْ رسل ُن َا ل ُوط ًا سِيء بِهِم وضاق َ بِهِم( ٦ )من َجوك وأَهل َك إِل َّا امرأَت َك ك َان َت ْ مِن الغ َابِرِين‏]‏‏(ل َا ت َ خ َ ف ْ)‏.أي لا تخاف يا لوط علينا من قومك ولا تحزن فإنهم لا يقدرون عليناقادرون على إهلاكهم والخوف هنا بمعنى العذاب.‏قوله تعالى:‏ذ َرعا وق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ ول َا ت َحزن إِن َّا(٧).والملائكة هنا‏[ومِن آَياتِهِ‏ يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين َزلُ‏ مِن السماءِ‏ ماء ف َيحيِي بِهِ‏ الأَرض بعد( ٨ )موتِها إِن فِي ذ َلِك ل َآَياتٍ‏ لِق َومٍ‏ يعقِل ُون‏]‏.(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏القصص:‏‎٣١‎‏.‏القصص:‏‎٣٣‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏القصص:‏‎٣٤‎‏.‏العنكبوت:‏‎٣٣‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏الروم:‏‎٢٤‎‏.‏.١١٩.٢١٥.٢٥١٥٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(خ َو ف ًا)‏في المطر،‏مصدر في موضع الحال بمعنى خائفين وطامعين،‏وقيل الخوف للمسافر،‏والطمع للمقيموقيل فيها تقديم وتأخير أي ويريكم البرق من آياتهالنفس.‏(١).(٢).والخوف من صواعق البرق والطمعوالمعنى أن يريكم فحذف أن لدلالة الكلام.‏والخوف هنا بمعنى الخوف وهو اضطرابقوله تعالى:‏ ‏[ضرب ل َك ُم مث َل ًا مِن أَن ْف ُسِك ُم هلْ‏ ل َك ُم مِن ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم مِن ش ُرك َاء فِي ما رزق ْن َاك ُم( ٣ )ف َأَن ْت ُم فِيهِ‏ سواء ت َخ َاف ُون َهم ك َخِيف َتِك ُم أَن ْف ُسك ُم ك َذ َلِك ن ُف َصلُ‏ الآَياتِ‏ لِق َومٍ‏ يعقِل ُون‏]‏ .‏(ت َخ َاف ُون َ هم‏)‏السادةوتقدير الآية فأنتم مستوون معهم فيما رزقناكم،‏(٤)‏.وقيل تخافونهم خيفة كخيفتكم أنفسكم:‏وملك الأموال وجواز التصرف.‏والاستواء معهم وخوفهم إياهم.‏تخافونهم كما يخاف بعضكم بعضا ً أيهاأي كما تخافون الأحرار المشابهين لكم في الحريةوالنفي هنا يشمل الأشياء الثلاثة:‏الشركة بينهم وبني المملوكينوليس المراد بثبوت الشركة ونفي الاستواء والخوف(٥)فكيف .تشركون باالله سبحانه وتعالى في المعبودية التي هي من خصائصه الذاتية مخلوقه بل تعبدونمصنوع من صنع أيديكم(٦). والخوف هنا بمعنى العذاب.‏( ٧ )قوله تعالى:‏ ‏[ت َت َجاف َى جن ُوبهم عنِ‏ المضاجِعِ‏ يدعون ربهم خ َوف ًا وط َمعا ومِما رزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏ .‏(خ َو ف ًا و ط َ م عا)‏الجملة يجوز أن تكون مستأنفة لبيان نوع من أنواع الطاعات،‏جنوبهم حال كونهم داعين ربهم خوفا ً من عذابه وطمعا ً في رحمتهوعذابه وعدم قبول عبادته(٨).(٩)والخوف هنا بمعنى العذاب.‏والمعنى:‏تتجافىوالخوف هنا من سخط االلهقوله تعالى:‏ ‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏مِن الموتِ‏ ف َإِذ َا ذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْمِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏( ١ ٠ )أَعمال َهم وك َان ذ َلِك عل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٨‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏الروم:‏‎٢٨‎‏.‏انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٨‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏.٣٨٣.٢٧٥-٢٧٤.٣٨٨.٢٧٨انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏السجدة:‏‎١٦‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٧٤.٣١٦انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏.٢٠٤(10)الأحزاب:‏‎١٩‎‏.‏٥٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(ف َإِذ َا جاء الخ َ و ف ُ‏-ف َإِذ َا ذ َهب الخ َ و ف ُ)‏أهل المدينة لأن هؤلاء المنافقينبك(١).قيل فإذا قوي الخوف من العدو وتوقع أن نستأصل جميعوقيل إذا كان المؤمنون في قوة وظهور وخشي هؤلاءالمنافقون سطوتك يا محمد بهم رأيتهم يصانعون وينظرون إليك نظر فازع منك خائف هلع.‏ذهب خوفك عنهم باشتغالك بعدو أو ما شابههنا بمعنى النكبة التي تصيب المسلمين من قتل أو هزيمة.‏فإذا(٢). وقيل إذا ذهب الخوف وخيرت الغنائم وقيل الخوفقوله تعالى:‏ ‏[إِذ ْ دخ َل ُوا عل َى داوود ف َف َزِع مِن ْهم ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ خ َصمانِ‏ بغ َى بعضن َا عل َى بعضٍ‏ ف َاحك ُم( ٣ )بين َن َا بِالحق ِّ ول َا ت ُش ْطِط ْ واهدِن َا إِل َى سواءِ‏ الصراطِ]‏ .‏(ل َ ا ت َ خ َ ف ْ)‏هذه اللفظة مستأنفة جواب سؤال مقدر كأنه قيل:‏فماذا قالوا لداوود لما فزع منهمفالملائكة فهمت خوف داوود u. والخوف هنا بمعناه العام وهو الخوف واضطراب النفس.‏قوله تعالى:‏ ] ق ُلْ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏موجه للأمةفعل متعلق بشرط وهو العصيان،‏.(٤)(٥).(٦).العظيم يوم القيامةوكانu معصوم من العصيان ولكن الخطابوأخاف هنا بترك إخلاص العبادة له وتوحيده والدعاء إلى ترك الشرك والعذاب(٧). والخوف هنا بمعنى العلم.‏قوله تعالى:‏ ‏[ل َهم مِن ف َوقِهِم ظ ُل َلٌ‏ مِن الن َّارِ‏ ومِن ت َحتِهِم ظ ُل َلٌ‏ ذ َلِك يخ َوف ُ االلهُ‏ بِهِ‏ عِباده يا عِبادِ‏( ٨ )ف َات َّق ُونِ]‏ .‏(يخ َوف ُ االلهُ)‏العذاب.‏أي يحذرهم االله بما توعد لهم من عذاب ليخافوه.‏كي يتقوه(٩).والخوف هنا بمعنىقوله تعالى:‏ ‏[أَل َيس االلهُ‏ بِك َافٍ‏ عبده ويخ َوف ُون َك بِال َّذِين مِن دونِهِ‏ ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏‏(و يخ َ و ف ُون َك‏)‏هنا بمعنى العذاب.‏الجملة مستأنفة وقيل أنها حال،‏ويخوفونك من الأوثان التي اتخذوها آلهة ًً.‏(١٠).والخوف(1)(2)انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏.٣٧٥.٣٧٦.٢٢: ص)‏ 3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الزمر:‏.٥٣١.١٣انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الزمر:‏‎١٦‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏.٥٢٤.٥٦٨.٥٦٨(10)الزمر:‏‎٣٦‎‏.‏٥٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.قوله تعالى:‏ ‏[وق َالَ‏ فِرعون ذ َرونِي أَق ْت ُلْ‏ موسى ول ْيدع ربه إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يبدلَ‏ دِين َك ُم أَو أَن يظ ْهِر( ١ )فِي الأَرضِ‏ الف َساد‏]‏‏(أَخ َاف ُ)‏ فرعون يحدث قومه بأنه إن لم يقتل موسى u فإنه سيبدل دينهم أن يغير ما هم عليه منالدين وهو عبادة الأوثان لتقربهم إليه(٢). والخوف هنا بمعنى الظن.‏قوله تعالى:‏ ‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم مِث ْلَ‏ يومِ‏ الأَحزابِ]‏عل َ ي ك ُم‏)‏ ‏(أَخ َاف ُ(٣).موسى u يحدث قومه ويحذرهم أن ينزل عليهم عذاب مثل عذاب الأمم السابقةالذين تحزبوا على أنبيائهم وأفرد اليوم لأن جمع الأحزاب قد أغنى عن جمعهالقتال.‏( ٥ )‏[ويا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم يوم الت َّن َادِ]‏ .‏(أَخ َاف ُ)‏(٤).موسى uوالخوف بمعنىعاد سيدنا موسى u يحدث قومه ويزيد التحذير والوعظ والتذكير بعذاب االله وخوفهمبعذاب الأخروي بعد تخويفهم بالعذاب الدنيوي ويوم التناد يوم القيامة،‏لأنه يناديبعضهم على بعض للاستغاثة أو يتصالحون بالويل والبثور أو ينادي أصحاب النار أصحاب الجنةكما سبق في سورة الأعراف(٦). والخوف هنا بمعنى العذاب.‏‏[إِن ال َّذِين ق َال ُوا ربن َا االلهُ‏ ث ُم است َق َاموا ت َت َن َزلُ‏ عل َيهِم المل َائِك َة ُ أَل َّا ت َخ َاف ُوا ول َا ت َحزن ُوا وأَبشِروا بِالجن َّةِ‏(٧)ال َّتِي ك ُن ْت ُم ت ُوعدون‏]‏‏(أَل َّا ت َخ َاف ُوا)‏غم يلحق لوقوعه.ما تقدمون عليه فإن الخوف غم يلحق لتوقع المكروه(ول َ ا ت َ حز ن ُوا)‏(٨).( ٩ )‏[يا عِبادِ‏ ل َا خ َوف ٌ عل َيك ُم اليوم ول َا أَن ْت ُم ت َحزن ُون‏]‏ .‏(ل َا خ َوف ٌ)‏على ما خلفتم فإنهالخطاب هنا للمتقين المتحابين في االله وبهذه العبادة يرتفع الخوف ويذهب الحزنوهذا تشريف لهم وتطيبا ً لقلوبهم(١)‏.والخوف هنا بمعنى العلم.‏(١٠).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)غافر:‏‎٢٦‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏غافر:‏‎٣٠‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏غافر:‏‎٣٢‎‏.‏.٤١٧.٦١٣انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏فصلت:‏‎٣٠‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏الزخرف:‏‎٦٨‎‏.‏.٤١٩.٤٤٤(10)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏.٧٠٢٥٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


(٢ )‏[إِن ال َّذِين ق َال ُوا ربن َا االلهُ‏ ث ُم است َق َاموا ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .‏(ف َل َا خ َوف ٌ)‏مع الدوامالعلم.‏.(٣)أنهم لا يخافون من وقوع مكروه بهم،‏والخوف هنا الهم لما يستقبل،‏ولا هم يحزنون من فوات محبوب وهذا الحالوالحزن هو الهم بما مضى.‏وجاء الخوف هنا بمعنىقوله تعالى:‏ ‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏ الن ُّ ذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّات َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏‏(أَخ َاف ُ عل َ ي ك ُم‏)‏( ٤ ).الجملة اعتراضية أولى بالمقام وأوفق بالمعنى(٥).وقد ذكر فيما سلف وذكر عادu أن الرسل الذين بعثوا للأمم السالفة فيما سبق والذين سيبعثون بعده كلهم منذرون نحو إنذاره.‏نحو إنذاره فالخوف هنا بمعنى العلم؛أي إني أخاف وأعلم أنكم موعودون إذا أشركتم بعذاب عظيم.‏قوله تعالى:‏ ‏[ل َق َد صدق َ االلهُ‏ رسول َه الرؤْيا بِالحق ِّ ل َت َدخ ُل ُن المسجِد الحرام إِن ش َاء االلهُ‏ آَمِنِين محل ِّقِين( ٦ )رءوسك ُم ومق َصرِين ل َا ت َخ َاف ُون ف َعلِم ما ل َم ت َعل َموا ف َجعلَ‏ مِن دونِ‏ ذ َلِك ف َت ْحا ق َرِيبا]‏‏(ل َا ت َخ َاف ُون‏)‏لا تخافون بعد ذلكحال مؤكده من فاعل لتدخلن أو محلقين أو مقصرين.‏(٧). والخوف هنا بمعنى العلم.‏.وجاءت لا تخافون مستأنفة أيقوله تعالى:‏ ‏[ن َحن أَعل َم بِما يق ُول ُون وما أَن ْت َ عل َيهِم بِجبارٍ‏ ف َذ َك ِّر بِالق ُرآَنِ‏ من يخ َاف ُ وعِيدِ]‏‏(من يخ َاف ُ)‏الجاهلية والحياة الدنيا.‏السابقةالجبار بالآية هو النعمان بن المنذر.‏‏(ف َذ َك ِّر بِالق ُرآَنِ‏ من يخ َاف ُ وعِيدِ)‏وروى ابن عباس أن المؤمنين قالوا:‏(٨).(٩)من عداهم فلا تشتغل بهم.‏ ثم أمره االله سبحانه وتعالى بالقتالفمدح نفسه وقومه بالعتو والاستعلاء أخلاقيا رسول االله لو خوفتنا فنزلت الآيةوالخوف أي من خاف وعيدي لعصاتي بالعذاب(١٠). والخوف هنا بمعنى القتال.‏وأما ،(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏الأحقاف:‏‎١٣‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الأحقاف:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الفتح:‏‎٢٧‎‏.‏.٤١.٢١.٢٧انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏ق:‏‎٤٥‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٠٧.١٧٢(10)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٠٠٥٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:‏ ‏[ف َأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ وبش َّروه بِغ ُل َامٍ‏ علِيمٍ]‏‏(ف َأَ‏ و ج س مِ‏ ن ْ هم خِيف َ ة ً)‏(١).أي أحس في نفسه خوفا ً منهم حينما لم يأكلوا مما قربه إليهم.‏على إبراهيم عليه السلام ملامح الخوف قالوا(ل َا ت َخ َف ْ)‏عند االله سبحانه وتعالى ويبشروه بغلام عليم أي كثير العلمقوله تعالى:‏ ‏[وت َرك ْن َا فِيها آَية ً لِل َّذِين يخ َاف ُون العذ َاب الأَلِيم‏]‏‏(يخ َاف ُون‏)‏ظهرت فلماوأخبروه أنهم من الملائكة مرسلون إليه من(٢).(٣).والخوف هنا بمعنى العلم.‏اللذين يخافون هم العارفون والعالمون بالعذاب الذي وقع على الأقوام السابقة(٤).وخص الذين يخافون العذاب الأليم لأنهم اللذين يتعظون بالمواعظ ويتفكرون في آيات االله دونغيرهم ممن لا يخاف وهم المشركون المكذبون بما بعث به الرسل وكذلك مكذبون بالعذاب والوعدوالوعيد(٥). والخوف هنا بمعنى العذاب.‏( ٦ )‏[ولِمن خ َاف َ مق َام ربهِ‏ جن َّت َانِ]‏ .‏(خ َاف َ)‏يحتمل أن تقع على جميع المتصفين بالخوف الزاجر عن معاصي االله تعالى،‏تقع لواحد منهم وقد قال بعض الناس في هذه الآيةالدالة هنا:‏:الأول:‏ فالمقام مصدر بمعنى القيام بمعنى خاف قيام ربه عليه.‏أحواله واطلاعه على أفعاله وأقواله.‏الثاني:‏والجنتان:‏ويحتمل أنإن كل خائف له جنتان.وهناك عدة آراء حولوفيه آراء:‏للخائف الجن ّي فهذا الخطاب للفريقين فالمعنى لكل خائفين منكما.‏الثالث:‏ لعمله.‏يتفضل بها عليهالأول:‏وهو إشرافه تعالى علىجنة للخائف الإنسي وجنةالثاني:‏ أو لكل جنة لعقيدته وأخرىأو جنة لفعل الطاعات وأخرى لترك المعاصي.الرابع:‏ أو جنة يثاب بها وأخرىالخامس:‏ أو روحانية وجسمانية(٧).والخوف هنا بمعنى العلم.‏( ٨ )‏[ك َمث َلِ‏ الش َّيط َانِ‏ إِذ ْ ق َالَ‏ لِل ْإِن ْسانِ‏ اك ْف ُر ف َل َما ك َف َر ق َالَ‏ إِن ِّي برِي ء مِن ْك إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)الذاريات:‏‎٢٨‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الذاريات:‏‎٣٧‎‏.‏،.١٠٨انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٥‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الرحمن:‏‎٤٦‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٧٨.١٧٨.١١٠انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏الحشر:‏.١٨١.١٦٥٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏عندما كفر الإنسان بمطاوعته الشيطان.‏وقبل تزيين الشيطان يوم القيامة.‏تبرأ(١)الشيطان من الإنسان والخوف هنا على حقيقته إنما هو على وجه التبرئ من الإنسان .والخوفهنا بمعنى العلم إني اعلم عذاب االله رب العالمين.‏( ٢ )قوله تعالى:‏ ‏[وأَن َّا ل َما سمِعن َا الهدى آَمن َّا بِهِ‏ ف َمن يؤْمِن بِربهِ‏ ف َل َا يخ َاف ُ بخ ْسا ول َا رهق ًا]‏ .‏(ف َل َا يخ َاف ُ)‏الآية تتحدث عن القرآن الكريم وأثره على النفس أي من أمن باالله وبكتابه فهو لايخاف أي نقص من الجزاء فإذا لم يبخس أحدا ً حقا ً ولا رهق أحد ظلما ً فهو لا يخافجزاءهما وفيه(٣)دلالة على من حق من آمن باالله أن يجنب المظالم .والخوف هنا بمعنى الخوف ذاته وهو أصل(٤).الدلالة.‏قوله تعالى:‏ ‏[ك َل َّا بلْ‏ ل َا يخ َاف ُونالآَخِرة َ]‏(٥).‏(يخ َاف ُون‏)‏يعني عذاب الآخرة لأنهم لو خافوا النار لما بقوا على المعاصيوالمعنى هذه العلةوالسبب في إعراضهم فكان جهلهم بالآخرة سبب اقتناعهم للهدي حتى هلكوا والخوف هنا بمعنىالعذاب.‏( ٦ )قوله تعالى:‏ ‏[يوف ُون بِالن َّذ ْرِ‏ ويخ َاف ُون يوما ك َان ش َره مست َطِيرا]‏ .‏(ويخ َاف ُون‏)‏المراد باليوم يوم القيامة والاستطارة شره فشوه وانتشاره(٧). ‏"من استطار الحريق(٨)والفجر وهو أبلغ من طار بمنزلة استنفر من نفر"‏ .والخوف هنا بمعنى العذاب.‏(٩)قوله تعالى:‏ ‏[إِن َّا ن َخ َاف ُ مِن ربن َا يوما عبوسا ق َمط َرِيرا]‏ .‏(إِن َّا ن َخ َاف ُ)‏أي إنا نخاف عذاب يوم متصف بهاتين الصفتين والعبوس:‏هو ما تعبس فيه الوجوه(١٠).من هول وشدة هذا اليوم.‏والمعنى أنه ذو عبوس.‏والقمطرير:‏يوم صعب شديدوالخوف هنابمعنى العذاب.‏(١١)قوله تعالى:‏ ‏[وأَما من خ َاف َ مق َام ربهِ‏ ون َهى الن َّف ْس عنِ‏ الهوى]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الجن‎١٣:‏.‏.٢٥٤انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏المدثر:‏‎٥٣‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الإنسان:‏‎٧‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏الإنسان:‏‎١٠‎‏.‏.٣١٦.١١٠.٤٣٢.٣٤٠(10)(11)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الن َّازعات:‏‎٤٠‎‏.‏.٤٣٢٥٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(من خ َاف َ)‏ أي كان هذا الإنسان حذر بين يدي ربه يوم القيامة.‏ والمقام يوم الحساب.‏ والخوف هنافي الدنيا من االله سبحانه وتعالى في الدنيا( ٢ )‏[ول َا يخ َاف ُ عق ْباها]‏ .‏(ول َا يخ َاف ُ)‏(١). والخوف هنا بمعنى العذاب.‏أي عاقبة وتبعتها كما يخاف سائر المعاقبين من الملوك فيبقى بعض الإبقاء وذلك أنهتعالى لا يفعل فعلا ً وكل من فعل فإنه بحق لا يخاف عاقبة فعلية وإن كان من شأنه الخوفوجاء الخوف هنا بمعنى الخوف وهو أصل الدلالة.‏( ٤ )‏[ال َّذِي أَط ْعمهم مِن جوعٍ‏ وآَمن َهم مِن خ َوفٍ]‏ ..(٣)‏(مِ‏ ن خ َو فٍ)‏ هذا الخوف عظيم لا يقادر قدرة وهو خوف أصحاب الفيل أو خوف التخطف فيبلدهم وفي مسيرتهمالخشية:‏ : ثانيا ً(٦)(٥)وقيل خوف الجذام الذي يصيب بلدهم . وجاء الخوف بمعنى العذاب.‏قوله تعالى:[ث ُم ق َست ْ ق ُل ُوبك ُم مِن بعدِ‏ ذ َلِك ف َهِي ك َالحِجارةِ‏ أَو أَش َد ق َسوة ً وإِن مِن الحِجارةِ‏ ل َما يت َف َج رمِن ْه الأَن ْهار وإِن مِن ْها ل َما يش َّق َّق ُ ف َيخ ْرج مِن ْه الماء وإِن مِن ْها ل َما يهبِط ُ مِن خ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ وما االلهُ‏ بِغ َافِلٍ‏ عما( ٧ )ت َعمل ُون‏]‏ .‏(خ َش ْيةِ‏ االلهِ)‏الهبوط من الأعلى إلى الأسفل.‏االله عز وجل من الثقل الداعي إلى المركز.‏وهنا يتردى من الأعلى إلى الأسفل بقضية ما أودعهوهو مجاز من الانقياد لأمر االله تعالى.‏والمعنى أنالحجارة ليس فيها فرد إلا وهو منقاد لأمره عز وعلا و آتٍ‏ بما خلق له من غير استعصاء وقلوبهذه الجماعة من الناس أشد منها قسوة(٨).وذكرت دالة الخشية المستشعرة بالخوف على أنها مدحلأهل االله منهم على عكس هذه الطائفة أو الجماعة من الناس فقلوبهم لينه وليست قاسية.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الشمس:‏‎١٥‎‏.‏.٤٧٢انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏قريش:‏‎٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٥‎‏:‏البقرة:‏‎٧٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏.٤٣٥.٤٧٤.٥٢٦.١٤٩٦٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:[ومِن حيث ُ خ َرجت َ ف َول ِّ وجهك ش َط ْر المسجِدِ‏ الحرامِ‏ وحيث ُ ما ك ُن ْت ُم ف َول ُّوا وجوهك ُمش َط ْره لِئَل َّا يك ُون لِلن َّاسِ‏ عل َيك ُم حجة ٌ إِل َّا ال َّذِين ظ َل َموا مِن ْهم ف َل َا ت َخ ْش َوهم واخ ْش َونِي ولِأُتِم نِعمتِي عل َيك ُم( ١ )ول َعل َّك ُم ت َهت َدون‏]‏ .‏(ف َل َا ت َخ ْش َو هم‏)‏يخاطب القرآن الكريم الذين أمنوا بعدم الخوف من الذين ظلموا أي لا يخافوامطاعنهم فإنها داحضة باطلة لا تضركم أيها المؤمنونمن فضله ونعمه(٢)‏.(واخ ْش َونِي)‏(٣)..أي لا تخالفوا أمري لتكسبواوالآية تحقير لشأن الكافرين وأمر من االله بترك أمرهم ومراعاة أمره تعالى(٤). وجاءت دالة الخشية هنا متعلقة بأمر الآخرة وثوابها.‏قوله تعالى:[ال َّذِين ق َالَ‏ ل َهم الن َّاس إِن الن َّاس ق َد جمعوا ل َك ُم ف َاخ ْش َوهم ف َزادهم إِيمان ًا وق َال ُوا حسبن َا االلهُ‏( ٥ )ونِعم الوكِيلُ]‏‏(ف َاخ ْ ش َ و هم‏)‏الآية نزلت في أبو سفيان وأصحابه.‏والمراد هنا نعيم بن مسعود وجاز إطلاق لفظالناس عليه لأنه من جنسهم وقيل المراد بالناس ركب عبد القيس الذين مروا بأبي سفيان وقيل همالمنافقون ومعنى الآية:‏أنهم لم يفشلوا لما سمعوا ذلك ولا التفتوا إليهوتعالى وازدادوا طمأنينة ويقينا ً وهذا دليل على إن الإيمان يزيد وينقصلأهل االله الذين باعوا أنفسهم وأموالهم من أجل االله.‏.بل أخلصوا الله سبحانه(٦).والخشية هنا خاصةقوله تعالى:[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًا خ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا( ٧ )سدِيدا]‏ .‏(ول ْيخ ْش َ)‏ظاهر الآية الكريمة أنه أمر بخشية االله واتقائه(٨).والخشية هنا موعظة لكل من أمرونهي أو حذر أو رعب في الآية السابقة في شأن أموال اليتامى وأموال الضعفاء من النساءوالصبيان.‏على الأبناءوالتقوى.‏بدأت الآية الموعظة بالأمر بخشية االله تعالى أي خشية عذابه.(٩).ثم أعقب بشفقه الآباءوالخشية هنا مدح االله تعالى لأهله الذين يفعلون ما يؤمرون والخشية من االله(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)البقرة:‏‎١٥٠‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏.١٩٧انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎١‎‏:‏آل عمران:‏‎١٧٣‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏النساء:‏‎٩‎‏.‏.٢١٨.٢٢٦.٥٠٣انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٣:٥٢٨‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٢٥٢٦١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:[ومن ل َم يست َطِع مِن ْك ُم ط َول ًا أَن ين ْكِح المحصن َاتِ‏ المؤْمِن َاتِ‏ ف َمِن ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم مِنف َت َياتِك ُم المؤْ‏ مِن َاتِ‏ وااللهُ‏ أَعل َم بِإِيمانِك ُم بعضك ُم مِن بعضٍ‏ ف َان ْكِحوهن بِإِذ ْنِ‏ أَهلِهِن وآَت ُوهن أُجورهنبِالمعروفِ‏ محصن َاتٍ‏ غ َير مسافِحاتٍ‏ ول َا مت َّخِذ َاتِ‏ أَخ ْدانٍ‏ ف َإِذ َا أُحصِن ف َإِن أَت َين بِف َاحِش َةٍ‏ ف َعل َيهِن نِصف ُما عل َى المحصن َاتِ‏ مِن العذ َابِ‏ ذ َلِك لِمن خ َشِي العن َت َ مِن ْك ُم وأَن ت َصبِروا خ َير ل َك ُم وااللهُ‏ غ َف ُور( ١ )رحِيم‏]‏ .(٢).‏(من خ َشِي الع ن َ ت َ)‏العنت:‏المشقة وأراد االله تعالى بالعنت هنا العزبة التي تكون ذريعة إلى الزناولمن خشي العنت منكم هنا إشارة إلى الحكم الصالح لكونه يتعلق بخشية العنت وهذا الحكممتمثل بنكاح الإماء.‏وفي قوله تعالى:(‏وتزوجتم الإماء وهنا مؤكده لمعنى الإباحة.‏يغفروااللهُ‏ غ َ ف ُور رحِيم‏)‏أي إن خفتم العنت ولم تصروا عليهومؤذن هنا للإباحة ولإزالة ورفع الحرج لأن االله رحيمبعباده وغفور بمعنى التجاوز عما يقتضي مقصد الشريعة الإسلامية لتحريمه فليس هنا ذنب حتى(٣). والخشية هنا خاصة بمدح لأهل االله.‏قوله تعالى:[أَل َم ت َر إِل َى ال َّذِين قِيلَ‏ ل َهم ك ُف ُّوا أَيدِيك ُم وأَقِيموا الصل َاة َ وآَت ُوا الزك َاة َ ف َل َما ك ُتِب عل َيهِمالقِت َالُ‏ إِذ َا ف َرِيق ٌ مِن ْهم يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ أَو أَش َد خ َش ْية ً وق َال ُوا ربن َا لِم ك َت َبت َ عل َين َا القِت َالَ‏ ل َول َاأَخ َّرت َن َا إِل َى أَجلٍ‏ ق َرِيبٍ‏ ق ُلْ‏‏(ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ)‏خشية االله.‏‏(ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ)‏( ٤ )مت َاع الدن ْيا ق َلِيلٌ‏ والآَخِرة ُ خ َير لِمنِ‏ ات َّق َى ول َا ت ُظ ْل َمون ف َتِيل ًا]‏ .صفه مصدر محذوف أي خشية كخشية االله.‏والمصدر مضاف إلى المفعول:أي كخشيتهم االله.‏أو حال:‏وقوله:(‏أي تخشونهم مشبهين أهلأَ‏ ش َ د خ َ ش ْي ة ً)‏معطوف علىفي محل جر أو معطوف على الجار والمجرور جميعا ً فيكون في محل الحالكالمعطوف عليه أو للتنويع على معنى خشية بعضهم كخشية االله وخشية بعضهم أشد منهاما سبق يتأوله نظم الآية بان المسلمين الذين استأذنوا في قتل المشركين وهم(٥). وعلىفي مكة أنهم لماهاجروا إلى المدينة كرروا الرغبة في قتال المشركين وأعاد النبي عليه السلام تهدئتهم زمانا ً وأرادالمنافقين تظاهروا بالرغبة في ذلك تمويها ً للنفاق ولما أمر المسلمين بالقتال جبن المنافقون وهذا هوالملائم للإخبار عنهم بأنهم يخشون الناس كما يخشون االله أو أشدالخوف على الناس في الدنيا وهذا حال المنافقين.‏(٦).وتتوقف الخشية هنا عند(1) النساء:‏‎٢٥‎‏.‏(2)(3)(4) النساء:‏‎٧٧‎ .انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٥‎‏:‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٨.١٨(5)(6)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏.٦١٧انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٢٦٦٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:[‏ حرمت ْ عل َيك ُم الميت َة ُ والدم ول َحم الخِن ْزِيرِ‏ وما أُهِل َّ لِغ َيرِ‏ االلهِ‏ بِهِ‏ والمن ْخ َنِق َة ُ والموق ُوذ َة ُوالمت َردية ُ والن َّطِيحة ُ وما أَك َلَ‏ السبع إِل َّا ما ذ َك َّيت ُم وما ذ ُبِح عل َى الن ُّصبِ‏ وأَن ت َست َق ْسِموا بِالأَزل َامِ‏ ذ َلِك ُم فِسق ٌاليوم يئِس ال َّذِين ك َف َروا مِن دِينِك ُم ف َل َا ت َخ ْش َوهم واخ ْش َونِ‏ اليوم أَك ْمل ْت ُ ل َك ُم دِين َك ُم وأَت ْممت ُ عل َيك ُم نِعمتِي( ١ )ورضِيت ُ ل َك ُم الإِسل َام دِين ًا ف َمنِ‏ اضط ُر فِي مخ ْمصةٍ‏ غ َير مت َجانِفٍ‏ لِإِث ْمٍ‏ ف َإِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏ .‏(ف َ ل َ ا ت َ خ ْ ش َ و هم‏)‏مغلوبين مقهورين.(‏صيغة الحصر.‏أي بعد إظهار الخوف وزواله من الكفار.‏ولو قيل:‏واخ ْش َونِ)‏أي اخلصوا في خشية االله سبحانه وتعالى.‏فإياي فاخشون لجرى على الأكثر في مقام الحصر.‏وانقلاب الكفار بعد ما كانوا غالبين إلىالنفي والإثبات لأن مفاد كلتا الجملتين مقصود وهذا الحصر إلى الإتيان بصيغتيونظيره(ف َ ل َ ا ت َ خ ْ ش َ و هم واخ ْش َونِ)‏(٢). والخشية هنا من االله.‏والآية الكريمة مفاد منهاولكن عدل إلى جملتيإثبات ونفيقوله تعالى:[إِن َّا أَن ْزل ْن َا الت َّوراة َ فِيها هدى ون ُور يحك ُم بِها الن َّبِيون ال َّذِين أَسل َموا لِل َّذِين هادواوالربانِيون والأَحبار بِما است ُحفِظ ُوا مِن كِت َابِ‏ االلهِ‏ وك َان ُوا عل َيهِ‏ ش ُهداء ف َل َا ت َخ ْش َوا الن َّاس واخ ْش َونِ‏ ول َا( ٣ )ت َش ْت َروا بِآَياتِي ث َمن ًا ق َلِيل ًا ومن ل َم يحك ُم بِما أَن ْزلَ‏ االلهُ‏ ف َأُول َئِك هم الك َافِرون‏]‏ .‏(ف َ ل َ ا ت َ خ ْ ش َ وا الن َّاس‏)‏ خطاب لرؤساء اليهود وعلمائهم بطريق الالتفات.‏ والنهي لحكام المسلمين بطريقالدلالة دون العبارة.‏ والفاء هنا لترتيب النهي على ما فصل من حال التوراة.‏ وذلك لأنها تعني بها عندالأنبياء عليهم السلام ومن يقتدي بهم من الربانين والأحبار والمتقدمين عملا ً وحفظا ً.‏للإضلال بوظائف مراعاتها والمحافظة عليها بأي وجها ً كان فضلا ً على التحريف والتغيير.‏الخشية عندهم خشية ذي سلطان أو رغبة في الحفوظ الدنيوية ونهى ذكرهم صراحة.‏والاجتنابوكانتأي إذا كانشأنهم كما ذكر سابقا ً فلا تخشوا الناس كائنا ً ما كان واعتبروا واقتدوا بمن سبقهم من الأنبياءوأشياعهم.‏وقوله تعالى:(‏واخ ْش َونِ)‏والخشية هنا بمعنى الخوف من الناس.‏في الإخلال بحقوق مراعاتها فكيف بالتعرض لها بسوء(٤).قوله تعالى:[‏ ف َت َرى ال َّذِين فِي ق ُل ُوبِهِم مر ض يسارِعون فِيهِم يق ُول ُون ن َخ ْش َى أَن ت ُصِيبن َا دائِرة ٌ ف َعسى( ٥ )االلهُ‏ أَن يأْتِي بِالف َت ْحِ‏ أَو أَمرٍ‏ مِن عِن ْدِهِ‏ ف َيصبِحوا عل َى ما أَسروا فِي أَن ْف ُسِهِم ن َادِمِين‏]‏ .‏(ن َخ ْش َى)‏الخشية حال من ضمير يسارعون.‏أي تدور علينا دائرة الدهر ودولة من دولة بأن ينقلب الأمر وتكون الدولةوالدائرة من الصفات الغالبة التي لا يذكر معها موصوفها.‏(1)(2)(3)(4)(5)المائدة:‏‎٣‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٦‎‏:‏المائدة:‏‎٤٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٥٢‎‏.‏.١٠٢.٢٧٧٦٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


والقرضللكفار.‏: وقيليخشى أن يصيبنا مكروه من مكاره الجدب والقحط فلا يعطونا الميزة(١). والخشية هنا بمعنى الخوف من االله بأن يتغير الحال.‏قوله تعالى:[أَل َا ت ُق َاتِل ُون ق َوما ن َك َث ُوا أَيمان َهم وهموا بِإِخ ْراجِ‏ الرسولِ‏ وهم بدءوك ُم أَولَ‏ مرةٍ‏ أَت َخ ْش َون َهم( ٢ )ف َااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َوه إِن ك ُن ْت ُم مؤْ‏ مِنِين‏]‏ .‏(أَ‏ ت َ خ ْ ش َ و ن َ هم‏)‏أي أتخشون أن ينالكم منهم مكروه حتى تتركوا قتالهماشتمال بدل اشتمال من جملةقتالهم‏(أَل َ ا ت ُق َاتِ‏ ل ُون‏)‏(٣).(٤)والتقدير:‏ .أَ‏ ح ق ُّ أَ‏ ن ت َ خ ْ ش َ و ه‏)‏من أمركم بقتاله.‏وجملة أتخشوهم بدلفالاستفهام فيها إنكارا ً أو تقريرا ً على سبب التردد فيأينتفي قتالكم إياهم لخشيكم إياهم وهذا زيادة في التحريض على قتالهم.‏ )أي هو أحق بالخشية منكم.‏فإنه الضار النافع بالحقيقة.‏فإن من أمور وقضايا الإيمان أن يتوجب ذلك عليكمالخوف وهو خوف وخشية الكافرين والأحق بالخشية هو االله تعالى.‏ف َااللهُ‏ومن خشيتكم له أن تقاتلوا(٥).والخشية هنا بمعنىقوله تعالى:[إِن َّما يعمر مساجِد االلهِ‏ من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وأَق َام الصل َاة َ وآَت َى الزك َاة َ ول َم يخ ْ َش( ٦ )إِل َّا االلهَ‏ ف َعسى أُول َئِك أَن يك ُون ُوا مِن المهت َدِين‏]‏ .‏(ول َم يخ ْش َ)‏لم يخش أحدا ً إلا االله(٧).الإنسان الذي يفعل كل ما يؤمر به من لوازم الإيمان من إقامة للصلاة و إيتاء الزكاةوقصر الخشية على التعلق بجانب االله تعالىمنه أنهم لا يخافون شيئا ً غير االله قد يخافون الأعداء والحيوانات وما شابه.‏الحال بين خشيتهم االله غيره قدموا خشية االله على خشية غيرهبصيغة القصر ليس المرادولكن معناه إذا تردد(٨). إذن الخشية هنا من االله.‏قوله تعالى:[ق ُلْ‏ إِن ك َان آَباؤُك ُم وأَبن َاؤُك ُم وإِخ ْوان ُك ُم وأَزواجك ُم وعشِيرت ُك ُم وأَموالٌ‏ اق ْت َرف ْت ُموها وتِجارة ٌت َخ ْش َون ك َسادها ومساكِن ت َرضون َها أَحب إِل َيك ُم مِن االلهِ‏ ورسولِهِ‏ وجِهادٍ‏ فِي سبِيلِهِ‏ ف َت َربصوا(٩)حت َّى يأْتِي االلهُ‏ بِأَمرِهِ‏ وااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏التوبة:‏‎١٣‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏.٢٨٥.١٢٩انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٠‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏التوبة:‏‎١٨‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.١٣٤.٤٣٦.٤٤٠انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٠‎‏:‏التوبة:‏‎٢٤‎‏.‏.١٤٢٦٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(ت َخ ْش َون ك َسادها)‏التجارة:‏بفوات وقت رواجها في مكة المعظمة في أيام الموسمالأمتعة التي اشتريتموها للتجارة وللربح وتخشون كسادها(١)والكساد:‏ .لبضائعهم وذلك لمقاطعة طوائف من المشركين الذين كانوا يتبايعون معهم.‏أيام الجهاد(٢). والخشية بمعنى الخوف من عدم ترويج البضائع وعدم الربح.‏قلة البيع وهو ضد الرواجوبالانقطاع عن التجارة( ٣ )قوله تعالى:[وال َّذِين يصِل ُون ما أَمر االلهُ‏ بِهِ‏ أَن يوصلَ‏ ويخ ْش َون ربهم ويخ َاف ُون سوء الحِسابِ]‏ .‏(ويخ ْش َون‏)‏تحملهم على فعل ما وجب واجتناب ما لا يحلخشية جلاله وهبيتة فلا يعصونه فيما أمر به(٤).(٥). والخشية هنا من االله عقابه وعذابه.‏ويخشون ربهم خشية( ٦ )قوله تعالى:‏ ‏[ول َا ت َق ْت ُل ُوا أَول َادك ُم خ َش ْية َ إِمل َاقٍ‏ ن َحن ن َرزق ُهم وإِياك ُم إِن ق َت ْل َهم ك َان خِط ْئًا ك َبِيرا]‏ .‏(خش ْية َ)‏ذلك.‏أي مخافة فقر وقرئ بكسر الخاء(خِش ْية َ)‏لأنهم كانوا يئدون بناتهم مخافة الفقر فنهوا عنوقد ذكر في سورة الأنعام على نظير هذه الآية ولكن هاتين الآيتين بينهما فرق في النظمالقرآني لابد من الوقوف عليها.‏‏(من إِمل َاقٍ)‏يستطيعون الإنفاق عليها.‏تمثل في قولهحين القتل(٧).الوجهالأول:‏ في هذا الموضع قال(خ َش ْية َ إِمل َاقٍ)‏وأن من كان يئد بنته كان يئدها لغرضين:‏‏(من إِمل َاقٍ)‏الأول:‏وقوله في سورةأنهم كانوا فقراء ولاولا يرجون منها إن كبرت الإعانة في الكسب.لذلك يئدوها وهذا ماومن هنا تعليليه وهو سبب قتل البنات فيقتضي أن الإملاق موجودالثاني:‏ أن يكون الحامل وراء وئد البنات على ذلك ليس فقر الأب ولكن خشيةعروض الفقر له أو عروض الفقر للابنة بعد موت أبيها.‏الدافع هو توقع الإملاق(٨).لعدم توريث البنات في الجاهلية ويكونأما الوجه الثاني:‏ قيل أن من أجل الاعتبار في الفرق في أسباب قتلالأولاد وهذا في الفرق للوجه الأول قيل في الآية السابقةالآباء على ضمير الأبناء.‏‏([ن َحن ن َرزق ُك ُم وإِياهم‏]‏بتقديم ضميرلأن الإملاق هو السبب والدافع لقتل الأبناء وللؤد بشكل عام المحكي بهفي سورة الأنعام هو إملاق الآباء فقدم الإخبار بأن االله هو رازقهم وكذلك رازق بناتكمسورة الإسراء.‏ الإملاق:‏ وهو المخشي وقوعه والأكثر أنه توقع إملاق البنات لذلكأما .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏.١٣٥انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٠‎‏:‏الرعد:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏الإسراء:‏‎٣١‎‏.‏.١٥٢.٤٢٥.٩٦انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٥‎‏:‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٥‎‏:‏.٨٧.٨٧٦٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


نكت القرآنالقرآن الكريم قدم الإعلام بأن االله سبحانه الرازق لكل من الآباء والأبناء وهذا من(١). والخشية هنا بمعنى الخوف والخشية من الفقر.‏( ٢ )‏[ق ُلْ‏ ل َو أَن ْت ُم ت َملِك ُون خ َزائِن رحمةِ‏ ربي إِذ ًا ل َأَمسك ْت ُم خ َش ْية َ الإِن ْف َاقِ‏ وك َان الإِن ْسان ق َت ُورا [ .‏(خ َش ْية َ الإِن ْف َاقِ)‏خشية الإنفاق:‏إقتتر.‏الإنفاق معروف عند عامة الناس أنه ذهاب المال وهو كذلك مؤد إلى الفقر فمعنىخشية عاقبة الإنفاق وقال بعض اللغويين أنفق الرجل معناه افتقر كما تقول أقرب وأما قوله تعالى:(وك َان الإِن ْسان ق َ ت ُورا)‏ملك خزائن ربه لأمسك خشية الفقرأي ممسكا ً فإن كل شيئ منتهى ويفنى.‏(٣). إذن الخشية هنا بمعنى الخوف من الفقر.‏‏[وأَما الغ ُل َام ف َك َان أَبواه مؤْمِن َينِ‏ ف َخ َشِين َا أَن يرهِق َهما ط ُغ ْيان ًا وك ُف ْرا]‏‏(ف َخ َشِين َا)‏( ٤ ).فهذا الإنسان لوقيل هو جملة الخضر الذي قتل هذا الغلام وكان الخضر قد عرف وتوضح له أن هذاالكلام تفكيره منحرف وفاسد كما وأن عقله شاذ وهذا الغلام سيتعب والديه معه(٥).وقوله(ف َخ َشِين َا)‏أي خفنا أن يغشى الوالدين المؤمنين طغيانا ً عليهما وكفرا ً لنعمتها بعقوقه وسوء ما يفعل ويلحقالشر بوالديه والبلاء أو يقرن بإيمانها طغيانه وكفره فيجتمع في بيت واحد مؤمنان وطاغ كافر.‏احتمال أن يضلهما بضلاله فيرتدا بسببه.‏بحاله وأطلعه على سر من أموره.‏أووإنما خشي الخضر u لأن االله سبحانه وتعالى أعلمهوكانت قراءة على النحو التالي:‏فخاف ربك أي كره سبحانهكراهة من خاف سوء عاقبة الأمر فغيره ويجوز أن تقرأ على فكرهنا أن يرهقهما.والخشية بمعنىالخوف.‏‏[إِل َّا ت َذ ْكِرة ً لِمن يخ ْش َى]‏‏(لِمن يخ ْش َى)‏الفاعل( ٦ ).(٧).المراد من الفعل المآل.‏أي ليخشي تنزيلا ً من االله على أنه مفعول به.‏ وقيل منصوب على الحال بتأويله باسموالخشية هنا مستعملة في المعنى العربي ويجوز أن يراد بها الخوف من االله فيكونالخوف من االله وخشية االله.‏أي من يؤول أمره إلى الخشية بتيسير االله تعالى له التقوى.‏والخشية هنا(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٥‎‏:‏الإسراء:‏‎١٠٠‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٦‎‏:‏الكهف:‏‎٨٠‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٣‎‏:‏طه:‏‎٣‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٨٨.١٣.٤٨٨. ٤٤١٦٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ف َق ُول َا ل َه ق َول ًا ل َين ًا ل َعل َّه يت َذ َك َّر أَو يخ ْش َى]‏‏(ي ت َ ذ َ ك َّ ر أَو يخ ْش َى)‏( ١ ).التذكر أن ينظر المتبصر فيعرف الحق أو يخشى حلول العقاب به فيطيع عنخشية لا عن تبصر فكان فرعون من أهل الطغيان واعتقاد أنه من أهل الحق وأنه حق.‏حتى يعرف أنه على باطل.‏والخشية:‏والتذكرأن يتردد في ذلك فيخشى أن يكون على الباطل فيحتاط لنفسهبالأخذ بما دعاه إليه موسى وأخيه.‏ وهنا تنتهي قصة سيدنا موسىu وتكليم االله لهمن االله وهي خوف يشوبه تعظيم.‏(٢). والخشية هناقوله تعالى:[ول َق َد أَوحين َا إِل َى موسى أَن أَسرِ‏ بِعِبادِي ف َاضرِب ل َهم ط َرِيق ًا فِي البحرِ‏ يبسا ل َا ت َخ َاف ُدرك ًا ول َا ت َخ ْش َى]‏‏(ول َا ت َخ ْش َى)‏( ٣ ).عطف على ما تخاف داخلٌ‏ غي حكمه.‏والمعنى:‏بالجزم استئناف أي وأنت لا تخشى أو عطف عليه والألف للإطلاق كما نقولو ت َ ظ ُن ُّون بِااللهِ‏ الظ ُّ ن ُون َا)‏ولا تخشى الغرق وهنا قراءةالحن َاجِر )وتقدم الخوف في الآية السابقة للسعي والمسارعة إلى إزاحة وإبعاد ماكانوا عليه من الخوف العظيم وهو الغرق وقولهم إنالمدركون تأكيد على النجاةوالخشية هنا بمعنى الخوف.‏ أي لا تخشى شيئا ً مما يخشى من العدو ولا من الغرق.‏ق َولِي]‏(٤).(٥ ).‏[ق َالَ‏ يا ابن أُم ل َا ت َأْخ ُذ ْ بِلِحيتِي ول َا بِرأْسِي إِن ِّي خ َشِيت ُ أَن ت َق ُولَ‏ ف َرق ْت َ بين بنِي إِسرائِيلَ‏ ول َم ت َرق ُب‏(خ َشِيت ُ)‏أي خشيت إن خرجت عنهم وتركتم أن يفرقوا أني فرقت جماعاتهم ذلك لأن قومموسىu تفرق فأصبح كلا ً من(‏خرج موسىuالقوم(ول َم ت َر ق ُب ق َولِي)‏موسى،‏وفرعون،‏والسامري)‏فإنه سيفضي إلى قتال بينهما وبذلك يكون موسىuولم تعمل بوصيتي لك فيهم.‏(٦). والخشية بمعنى الخوف وهو الخوف على تفرقة القوم.‏‏[ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ وهم مِن الساعةِ‏ مش ْفِق ُون‏]‏.لهم جماعات من الناس وإذا ماخشي من التفرقة بينوالمراد أن هارون لم يأخذ بوصية موسى له(٧)(1) طه:‏‎٤٤‎‏.‏(2)(3)(4)(5)(6)(7) الأنبياء:‏‎٤٩‎ .انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٦‎‏:‏طه:‏‎٧٧‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏طه:‏‎٩٤‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٢٢٦.٢٩٧.٤٧٤٦٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(يخ ْش َون‏)‏أي لا يخشون العذاب.‏وهذه الدالة لها احتمالات في الإعراب على أنها مجرور المحلعلى أنها صفة مادحة للمتقين أو بدل أو بيان أو منصوب أو مرفوع على المدح.(‏المفعول أي يخشون عذابه تعالى.‏غائب عنهم العذاب،‏يشاهدوا ما أنذروهيؤمرون.‏(١).والعذاب في الآخرة.‏بالغ َيبِ)‏حال منوهو مطلع عليهم غائب عنهم غير مشاهد لهم؛ لأنهم بالدنيافهو تعريض بالكفرة حيث لا يتأثرون بالإنذار ما لموالخشية تلازم التقوى والخشية جاءت هنا بمعنى مدح أهل االله ويفعلون ماقوله تعالى:‏ ‏[إِن ال َّذِين هم مِن خ َش ْيةِ‏ ربهِم مش ْفِق ُون‏]‏( ٢ ).لما فرغ ذكر الكفرة وتوعدهم عقب ذلك ذكر المؤمنين وبين ما وعدهم بهوذكرهم بأبلغ صفاتهم ألا وهو الإشفاق وهو أبلغ التوقع والخوف(٣). ‏(خ َش ْيةِ)‏استئناف مسوق لبيان من له المسارعة في الخيرات إثر إقناط الكفار عنها وكذلك إبطالحسبانهم الكاذب أي أنهم حذرون من عذاب ربهمالإشفاق والإشفاق هو عذاب االله(٤).(٥).وذكرت دالة الخشية لبيان جنسوالخشية هنا مدح لأهل االله اللذين مشفقون من عذاب ربهم.‏‏[يا أَيها الن َّاس ات َّق ُوا ربك ُم واخ ْش َوا يوما ل َا يجزِي والِد عن ول َدِهِ‏ ول َا مول ُود هو جازٍ‏ عن والِدِهِ‏ ش َيئًاإِن وعد االلهِ‏ حق ٌّ ف َل َا ت َغ ُرن َّك ُم الحياة ُ الدن ْيا ول َا يغ ُرن َّك ُم بِااللهِ‏ الغ َرور‏]‏‏(واخ ْ ش َو ا يو ما)‏اليوم:‏يوم القيامة.‏يوما ً منصوبا ً على المفعول به.‏( ٦ ).(٧).ففي هذا اليوم الذي لا ينفع فيه أحد أحدا.‏ينكرون يوم البعث وهذه السمة باتت ملازمة للمشركين.‏عذاب االله.‏والخوف من أهوال ما يقع فيه إذ الزمان لا يخشى لذاته.‏وجاءوالأمر بالخشية لإثبات البعث وكذلك لإثبات وجود العذاب والعقابوذكرت التأكيد على هذا اليوم لأن المشركين كانواوالخشية هنا جاءت بمعنى الخوف من(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏المؤمنون:‏‎٥٧‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏لقمان:‏‎٣٣‎‏.‏.٣٤٢.١٤٧.٤٢١.١٤٧انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٢١‎‏:‏.١٩٣٦٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[وإِذ ْ ت َق ُولُ‏ لِل َّذِي أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِ‏ وأَن ْعمت َ عل َيهِ‏ أَمسِك عل َيك زوجك وات َّقِ‏ االلهَ‏ وت ُخ ْفِي فِي ن َف ْسِك ما االلهُ‏مبدِيهِ‏ وت َخ ْش َى الن َّاس وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه ف َل َما ق َضى زيد مِن ْها وط َرا زوجن َا َكها لِك َي ل َا يك ُون عل َىالمؤْ‏ مِنِين حرج فِي أَزواجِ‏ أَدعِيائِهِم إِذ َا ق َضوا مِن ْهن وط َرا وك َان أَمر االلهِ‏ مف ْعول ًا]‏‏(وت َخ ْش َى الن َّاس‏)‏‏(وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه‏)‏وما يفيد هذا التركيب في لفظة(أَحق ُّ)‏(١).أي تعييرهم إياك وهو نكاحها أو طلاقها أو إرادة طلاقه-زينب بنت جحش-‏إن كان الأمر يتطلب ما يخشى فالأحق أن خشية االله وليس خشية الناسوهو اسم تفضيل فهو بمعنى حقيق.‏(٢).وهو وقوع إيثار خشيةالناس على خشية االله ولو ما يفيد تعارضا بين الخشيتين حتى يحتاج إلى ترجيح خشية االله علىخشية الناس.‏ومعنى الآية:‏أن االله حقيق بأن تخشاه.‏لوم ولكنه تذكير بما حصل له من توقيه قاله المنافقون.‏وفي قوله(وت َخ ْش َى الن َّاس‏)‏ليس عتاب ولاورأي بعض المفسرين على معنى العتابولكن لا يفهم من سياق الكلام ولكنه تشجيع له وتحقير لأعداء االله وأعداء الدين وتعليم ما مضىفي سبيله وهو الخشية الله وليس للناس(٣)، وتوافق الباحثة رأي المؤلف.‏‏[ال َّذِين يبل ِّغ ُون رِسال َاتِ‏ االلهِ‏ ويخ ْش َون َه ول َا يخ ْش َون أَحدا إِل َّا االلهَ‏ وك َف َى بِااللهِ‏ حسِيبا]‏‏(و ي خ ْ ش َ و ن َ ه‏)‏في كل ما يأتون ما أمر أي يخشون االله.‏يحزمون منها حزما ً ولا تأخذهم في ذلك لومهتعالى تعريض بما صدر عنه‏(ول َا يخ ْش َون‏)‏(٤).r‏(وت َخ ْش َى الن َّاس وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه‏)‏ولاسيما في أمر تبليغ الرسالة حيث لافي وصفهم بقصرهم الخشية على االلهمن الاحتراز عن لائمة الخلق بعد التصريح في قوله تعالى:‏أي نزلت هذه الآية بعد نزول الآية السابقة(زينب بنت جحش)‏وتنبغي على الإنسان أن لا يخشى أحدا ً إلا االله لأنه محاسب على الصغيرة والكبيرة فيجب أن يكونحق الخشية منه تعالى.‏ إذن الخشية هنا من االله عز وجل( ٦ ).(٥)‏.وهذا حال من يخشى االله من المؤمنين.‏‏[ول َا ت َزِر وازِرة ٌ وِزر أُخ ْرى وإِن ت َدع مث ْق َل َة ٌ إِل َى حِملِها ل َا يحملْ‏ مِن ْه ش َيء ول َو ك َان ذ َا ق ُربى إِن َّمات ُن ْذِر ال َّذِي ن يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ وأَق َاموا الصل َاة َ ومن ت َزك َّى ف َإِن َّما يت َزك َّى لِن َف ْسِهِ‏ وإِل َى االلهِ‏ المصِير‏]‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)الأحزاب:‏‎٣٧‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏.٢٢٨انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٢٢‎‏:‏الأحزاب:‏‎٣٩‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏فاطر:‏‎١٨‎‏.‏.٣٤.٢٧٨٦٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(يخ ْش َون‏)‏ أي المؤمنون يخشون ربهم غائبين عن عذابه ألا هو عذاب يوم القيامة أو عن الناس فيخلواتهم أو يخشون عذابه وهو غائب عنهمإقامة صلاة وغيرها من أمور.‏(١)‏.وهنا تتعلق الخشية على معنى حصول الفعل منوهنا اعتراض مقرر لخشيتهم وإقامتهم الصلاة لأنها من معظمالتطهير من المعاصي وأوزار المعاصي.‏ والخشية هنا من االله ومدح لأهل االله.‏غ َف ُور‏]‏( ٢ ).‏[ومِن الن َّاسِ‏ والدواب والأَن ْعامِ‏ مخ ْت َلِف ٌ أَل ْوان ُه ك َذ َلِك إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء إِن االلهَ‏ عزِيز‏(يخ ْش َى)‏عِبادِهِ‏ العل َماء‏)‏أي إنما يخشى اله من البشر المختلفة ألوانهم العلماء منهم.‏مستأنفة عن جملة‏(ك َذ َلِك‏)‏وجملة(إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِنوهذا يدلل بالالتزام على أن غير العلماء لا تتأتىمنهم خشية االله فدل على أن البشر في أحوال قلوبهم وكذلك مداركهم مختلفة وهذا مثلقوله تعالى:(إِن َّما ت ُن ْذِر ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ)‏(٣)وهذه الآية مكملة للآية السابقة بتعيين منيخشاه عز وجل من الناس بعد بيان طبقاتهم وتباين مراتبهم.‏ والخشية هنا خصت العلماء.‏‏[إِن َّما ت ُن ْذِر منِ‏ ات َّبع الذ ِّك ْر وخ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ ف َبش ِّره بِمغ ْفِرةٍ‏ وأَجرٍ‏ ك َرِيمٍ]‏‏(وخ َشِي الرحمن‏)‏( ٤ ).أي خاف عقابه وهو غائب عنه على أنه حال من الفاعل أو المفعول أو خافهفي سريرته ولم يغتر برحمته فإنه منتقم قهار على أنه رحيم غفار(٥).الذكر أكمل أنواعه الذي لا يعقبه أعراض فهو مودٍ‏ إلى امتثال المتبعين.‏تنويها ً بشأنهم وبشأن الإنذار.‏خاصة لأمرين:‏والخشية المراد بها إتباعوالخشية للمؤمنين وهناوجاء هنا الرحمن وهو اسم من أسماء الجلالة وكان هذا الاسمالأول:‏ أنهم كانوا ينكرون اسم الرحمن لقوله تعالى:(ق َال ُوا وما الر ح م ن‏)‏(٦).والثاني:‏ الإشارة إلى أن رحمته لا تقتضي عدم خشيته فالمؤمن يخشى االله مع علمه برحمته فهويرجو الرحمة(٧). والخشية هنا خاصة فهم يخافون عذاب االله فيعملون ما يؤمرون.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏فاطر:‏‎٢٨‎‏.‏.٢٧٨انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٢٢‎‏:‏يس:‏‎١١‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏الفرقان:‏‎٦٠‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج.٣٤.٢١٩.٣٥٤-٣٥٣ :٢٣٧٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[االلهُ‏ ن َزلَ‏ أَحسن الحدِيثِ‏ كِت َابا مت َش َابِها مث َانِي ت َق ْش َعِر مِن ْه جل ُود ال َّذِين يخ ْش َون ربهم ث ُم ت َلِين جل ُودهموق ُل ُوبهم إِل َى ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ ذ َلِك هدى االلهِ‏ يهدِي بِهِ‏ من يش َاء ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏‏(يخ ْش َون‏)‏( ١ ).المعنى أنهم إذا سمعوا القرآن وقوراع الآيات والوعيد أصابتهم هيبة وخشية تقشعر منهجلودهم وهذه القشعريرة تدخل الإنسان عندما يداخله خوف أو لين قلب سماع موعظة أو زجر أوقرآن ونحوه(٢).والخشية هنا بمعنى الخوف من آيات االلهقوله تعالى:[من خ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ وجاء بِق َل ْبٍ‏ منِيبٍ]‏‏(خ َشِي الرحمن‏)‏أي الذين خشوا:‏حظ لهم في الجنة لأنهم ينكرون أن االله الرحمن.‏جل جلاله.‏( ٣ )..خشي صاحب هذا الاسم-أي خشي االله-‏ فاللذين لم يخشوه لاوأن هذا المتقى يخشى االله وهو يعلم أنه رحمن.‏يطيعونه ويفعلون ما يؤمرون(٤).وإيثار اسم الجلالة الرحمن دون الإشارة إلى اسمهوالخشية هنا خاصة لأهل االله الذينقوله تعالى:[ل َو أَن ْزل ْن َا هذ َا الق ُرآَن عل َى جبلٍ‏ ل َرأَيت َه خ َاشِعا مت َصدعا مِن خ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ وتِل ْك الأَمث َالُ‏ن َضرِبها لِلن َّاسِ‏ ل َعل َّهم يت َف َك َّرون‏]‏( ٥ ).أي من شأنه وعظمته وجوه الألفاظ وقوة بيانه وبلاغته واشتماله على المواعظ التي تلين لهاالقلوب أنه لو أنزل هذا القرآن على جبل من الجبال الموجودة على سطح الأرض لرأيته مع تلكالقسوة وشدة الصلابة وضخامة الجرم خاشعا ً متصدعا ً:‏عقابه وخوفا ً من عدم تطبيق آياته من تعظيم كلام االله.‏تأثيره على القلوب(٦)أي يتشقق من خشية االله سبحانه حذرا ً منوهذا التمثيل يقتضي علو الشأن للقرآن وقوةوهنا الخشية بمعنى الخوف وعدم تطبيق القرآن وحفظه.‏قوله تعالى:[إِن ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ ل َهم مغ ْفِرة ٌ وأَجر ك َبِير‏]‏‏(يخ ْش َون‏)‏(٧ ).لما فرغ سبحانه من ذكر أحوال أهل النار وذكر أهل الجنة وصفاتهم وبالغيب حال منالفاعل أو المفعول به أي غائبين عنه.‏أو غائبا ً عنهم والمعنى يخشون عذابه ولم يروه فيؤمنون بهخوفا ً من عذابه.‏ ويجوز المعنى يخشون ربهم حال كونهم غائبين عن أعين الناس(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)الزمر:‏‎٢٣‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٤‎‏:‏ق:‏‎٣٣‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ جالحشر:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الملك:‏‎١٢‎‏.‏.٥٢٨.٣٢٠ :٢٦.٢٥٨٧١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وذلك خلواتهم(١).قوله تعالى:[وأَهدِيك إِل َى ربك ف َت َخ ْش َى]‏‏(ف َت َخ ْش َى)‏والخشية هنا من االله وهذا حال أهل االله الصالحين.‏( ٢ ).إذ أن الخشية لا تكون إلا بعد معرفة االله تعالى.‏الهداية لأنها ملاك الأمر.‏ من خشي االله تعالى أتى منه كل خير.‏وجاء العلم تابع للهدى في هذه الآية والخشية تابعة للعلميفعلون ما يؤمرون.‏قوله تعالى:[إِن فِي ذ َلِك ل َعِبرة ً لِمن يخ ْش َى]‏وجعل الخشية في الآية الكريمة غايةومن أمر اجترأ على كل شر(٣).(٤).( ٥ ).والخشية هنا لأهل االله الصالحين الذين‏(يخ ْش َى)‏ أي لمن من شأنه أي يخشى وهو من شأنه المعرفة وهو أن يخشى عذاب االله(٦).والخشية هنا فيما ذكر من قصة فرعون وما فعل به عبرة عظيمة لمن شأنه أن يخشى االله وكذلكيتقيه ويخاف عقوبة االله ويحاذر غضبهالآخرين والسابقين ويخشون االله.‏قوله تعالى:[إِن َّما أَن ْت َ من ْذِر من يخ ْش َاها]‏‏(يخ ْش َاها)‏أَن ْت َ مِن ذِك ْراها)‏(٧).( ٨ ).أي يخاف من يخشى قيام الساعة.‏(٩)والخشية هنا لأهل االله الذين يعتبرون من كل قصصوفيها وجهان:‏الوجه الأول:‏ تقرير لما قبله لقوله(فِيمعلى أنه u لا يذكره موعد هذا اليوم وإنما يزيح ذلك ببيان أن المنفى عنهuوالمعنى إنما أنت منذر من يخشاها ووظيفة رسول االله أنه مبلغ بيان اقترابها وتفصيل ما فيها منفنون الأهوال كما تحيط به خبرا ً.‏ليس من وظائفك بيانه.‏أي لا تعيين وقتها الذي لم يفوض إليك فكيفما يسألونك عن شيئوالوجه الثاني:‏ هذا تقرير لقوله تعالى:‏ ‏(أَن ْت َ مِن ذِك ْراها)‏ بيان أن إرسالهu وهو خاتم الأنبياء والمرسلين منذر بمجيء الساعة.‏وتوافق الباحثة الوجه الثاني علىأن الرسول محمد r جاء ليختم الرسل وبذلك يكون هو المنذر لقرب قيام الساعة.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الن َّازعات:‏‎١٩‎‏.‏.٣٢٤انظر،‏ الحنفي،‏ تفسيرأبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٥‎‏:‏الن َّازعات:‏‎٢٦‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الن َّازعات:‏‎٤٥‎‏.‏الن َّازعات:‏‎٤٣‎‏.‏.٣٦٨.٤٣٣.٣٧٠.٤٦٩٧٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:[وهو يخ ْش َى]‏( ١ ).‏(يخ ْش َى)‏ جاء في موضع الحال.‏ وحذف مفعول يخشى لظهوره لأن الخشية في الشريعة تنصرفإلى خشية االله.Iالفعل مضارعا ً ليفيد التجددقوله تعالى:[سيذ َّك َّر من يخ ْش َى]‏‏(يخ ْش َى)‏والمعنى أنه جاء طلبا ً للتزكية لأنه يخشى االله من التقصير في الاسترشاد وجاء(٢). والخشية هنا من االله ولأهل االله الصالحين.‏( ٣ ).أي سيتذكر بتذكيرك من شأنه أن يخشى االله I تعالى في الجملة ذلك بالتذكير فيتفكر فيأمر االله ما تذكر فيقف على حقيقته فيؤمن بهتذكر وتفكر في هذا الكون يزداد خشية من االله(٤)..وأن الذكرى مقرونة بالخشية فإن الإنسان كلماوالخشية هنا لأهل االله المؤمنون.‏قوله تعالى:[جزاؤُهم عِن ْد ربهِم جن َّات ُ عدنٍ‏ ت َجرِي مِن ت َحتِها الأَن ْهار خ َالِدِين فِيها أَبدا رضِي االلهُ‏عن ْهم ورضوا عن ْه ذ َلِك لِمن خ َشِي ربه‏]‏(٥).‏(خ َشِي‏)‏ في هذه السورة السابقة وعد للذين آمنوا ووعيد للذين كفروا بين به سبب الحرمان وسببالعطاء وهو خشية االله بمنطوق الصلة ومفهومها.‏لم يصغوا لأمره(٦).يفعلون ما يؤمرون.‏ثالثا ً:‏ الرعب.‏وبذلك الخشية تكون سببا ً في كسب نعيم الجنة.‏فإن اللذين آمنوا حينما خشوا االله توقعوا غضبه إذاوهذا لأهل االله المؤمنون الذينقوله تعالى:[سن ُل ْقِي فِي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َف َروا الرعب بِما أَش ْرك ُوا بِااللهِ‏ ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏ سل ْط َان ًا ومأْواهمالن َّار وبِئْس مث ْوى الظ َّالِمِين‏]‏‏(الرعب‏)‏.(٧)أي سنملأ قلوب الكافرين رعبا ً أي:‏ومجازا ً في غيرها كما في الآية.‏خوفا ً وفزعا ً.‏والإلقاء يستعمل حقيقته في الأجسامفإن المشركين بعد وقعة أحد ندموا ألا يكونوا استأصلوا المسلمينوكانوا يقولون بئسما صنعنا قتلناهم حتى إذا لم يبق منهم إلا الشريد تركناهم.‏فاستأصلوهم فلما عزموا على ذلك ألقى االله في قلوبهم الرعب حتى رجعوا عمافقالوا:‏ارجعوا(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)عبس:‏‎٩‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ جالأعلى:‏‎١٠‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏البينة:‏‎٨‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ جآل عمران:‏‎١٥١‎‏.‏.١٠٩ :١٥.٤١٥.٤٨٦ :١٥٧٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


هموا به(١). والرعب هنا بمعنى الفزع والخوف.‏‏[إِذ ْ يوحِي ربك إِل َى المل َائِك َةِ‏ أَن ِّي معك ُم ف َث َبت ُوا ال َّذِين آَمن ُوا سأُل ْقِي فِي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َف َروا الرعبف َاضرِبوا ف َوق َ الأَعن َاقِ‏ واضرِبوا مِن ْهم ك ُل َّ بن َانٍ]‏‏(الرعب‏)‏بقوله.( ٢ )لم يسند إلقاء الرعب في قلوب اللذين كفروا إلى الملائكة بل أسنده االله إلى نفسه وحده‏(س أُل ْ قِ‏ ي فِ‏ ي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َ ف َروا الرعب‏)‏لأن أولئك الملائكة المخاطبين كانوا ملائكةنصر وتأييد فلا يليق بقواهم إلقاء الرعب لأن الرعب هنا خاطر شيطاني ذميم.‏الذين كفروا ولكن بواسطة أخرى غير الملائكة(٣). والرعب بمعنى الفزع والخوف.‏فجعله االله بقلوب‏[وت َحسبهم أَيق َاظ ًا وهم رق ُود ون ُق َل ِّبهم ذ َات َ اليمِينِ‏ وذ َات َ الش ِّمالِ‏ وك َل ْبهم باسِط ٌ ذِراعيهِ‏ بِالوصِيدِ‏ ل َوِ‏(٤)اط َّل َعت َ عل َيهِم ل َول َّيت َ مِن ْهم فِرارا ول َملِئْت َ مِن ْهم رعبا]‏‏(رعبا)‏.خوفا ً يملأ صدر وانتصاب رعبا ً على التمييز أو على أنه مفعولا به ثان.‏وسبب الرعبالهيبة التي ألبسهم االله إياها وقيل طول أظافرهم وشعورهم وعظم أجرامهم ووحشة مكانهموالرعب بمعنى الخوف والاضطراب.‏(٥).‏[وأَن ْزلَ‏ ال َّذِين ظ َاهروهم مِن أَهلِ‏ الكِت َابِ‏ مِن صياصِيهِم وق َذ َف َ فِي ق ُل ُوبِهِم الرعب ف َرِيق ًا ت َق ْت ُل ُونوت َأْسِرون ف َرِيق ًا]‏‏(الر عب‏)‏( ٦ ).الخوف الشديد بحيث أسلموا أنفسهم للقتل وكذلك أهلهم وأولادهم للأسر حسبما يقولتعالى(ف َرِيق ًا ت َ ق ْ ت ُل ُون و ت َأْ‏ سِرون ف َرِيق ًا)‏والرعب بمعنى الخوف الشديد.‏من غير مدافعة وحراك فضلا ً على المخالفة والاستعصاء(٧).‏[هو ال َّذِي أَخ ْرج ال َّذِين ك َف َروا مِن أَهلِ‏ الكِت َابِ‏ مِن دِيارِهِم لِأَولِ‏ الحش ْرِ‏ ما ظ َن َن ْت ُم أَن يخ ْرجوا وظ َن ُّواأَن َّهم مانِعت ُهم حصون ُهم مِن االلهِ‏ ف َأَت َاهم االلهُ‏ مِن حيث ُ ل َم يحت َسِبوا وق َذ َف َ فِي ق ُل ُوبِهِم الرعب يخ ْرِبونبيوت َهم بِأَيدِيهِم وأَيدِي المؤْمِنِين ف َاعت َبِروا يا أُولِي الأَبصارِ]‏(٨).(1)(2)(3)(4)(5)(6) الأحزاب:‏‎٢٦‎ .انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏الأنفال:‏‎١٢‎‏.‏.٤٩٠انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٥‎‏:‏الكهف:‏‎١٨‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٢٨٢.٣٤١(7)(8)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏الحشر:‏‎٢‎‏.‏.٢٢٠٧٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏(ق ُل ُوبِ‏ هِ‏ م الرعب‏)‏المعنى أن االله جعل في قلوبهم الرعب فأسرعوا للاستسلام وقذف الرعب فيقلوبهم هو من إتيان االله إياهم من حيث لم يحتسبوا فكان الخوف الشديد وكذلك الفزع على الأعداء(١). والرعب بمعنى الفزع والخوف.‏رهب.‏ رابعا ً:‏قوله تعالى:[يا بنِي إِسرائِيلَ‏ اذ ْك ُروا نِعمتِي ال َّتِي أَن ْعمت ُ عل َيك ُم وأَوف ُوا بِعهدِي أُوفِ‏ بِعهدِك ُم وإِياي( ٢ )ف َارهبونِ]‏ .‏(وإِياي ف َار ه بونِ)‏فيما يأتون وما يذرون خاصة نقض العهود.‏وهذا تأكيد في إفادة التخصيص من(٣)قوله(إِياك ن َ ع بد‏)‏من تكرير المفعول به والفاء الجزائية الدالة.‏على تضمن الكلام ومعنى الشرط:‏إن كنتم راهبين شيئا ً فارهبوني.‏والرهبة:‏الخوف مع التحرز واضطراب.‏والآية متضمنة للوعد(٤).والوعيد ودالة كذلك على وجوب الشكر والوفاء بالوعد.‏وان المؤمن ينبغي ألا يخاف إلا االله( ٥ )قوله تعالى:[ق َالَ‏ أَل ْق ُوا ف َل َما أَل ْق َوا سحروا أَعين الن َّاسِ‏ واست َرهبوهم وجاءوا بِسِحرٍ‏ عظِيمٍ]‏ .‏(واس ت َر ه بوهم‏)‏بمعنى ارهبوهم أي فزعوهم فكأن فعل السحرة اقتضى واستدعى الرهبة من الناس.‏ووصف االله سحرهم بالعظيم ومعنى ذلك من كثرته وروي أن المشركين جاءوا ثلاثمائة وستينبعيرا ً موقرة بالجبال والعصا فلما ألقوها تحركت وملأت الوادي يركب بعضها بعضا ً.‏فاستهول(٦)الناس ذلك واسترهبوهم وقيل أنهم جعلوا فيها الزئبق فكانت لا تستقر .والخوف.‏والرهبة بمعنى الفزعقولهتعالى:‏ ‏[ول َما سك َت َ عن موسى الغ َضب أَخ َذ َ الأَل ْواح وفِي ن ُسخ َتِها هدى ورحمة ٌ لِل َّذِين هم( ٧ )لِربهِم يرهبون‏]‏ .‏(لِر ب هِ‏ م ير ه بون‏)‏للتقوية الفعل لما كان متقدم عليه مفعولا ً فإنه يضعف بذلك بعض الضعف.‏واللاملام الأجل أي لأجل أن يرهبون.‏وقيل أنها متعلقة بمصدر الفعل رهب والتقدير:‏للذين هم رهبتملربهم يرهبون(٨). والرهبة بمعنى الفزع والخوف.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٣‎‏:‏البقرة:‏‎٤٠‎الفاتحة:‏‎٥‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏الأعراف:‏‎١١٦‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏الأعراف:‏‎١٥٤‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.٧١.١٢٧.٤٣٩.٣١٩٧٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:[وأَعِدوا ل َهم ما است َط َعت ُم مِن ق ُوةٍ‏ ومِن رِباطِ‏ الخ َيلِ‏ ت ُرهِبون بِهِ‏ عدو االلهِ‏ وعدوك ُم وآَخ َرِين مِندونِهِم ل َا ت َعل َمون َهم االلهُ‏ يعل َمهم وما ت ُن ْفِق ُوا مِن ش َيءٍ‏ فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ يوف َّ إِل َيك ُم وأَن ْت ُم ل َا ت ُظ ْل َمون‏]‏‏(ت ُرهِبون‏)‏أي تفزعون وتخوفون والرهبة الخوفالرهبة بمعنى الخوف أي تخوفون بالخيول أعداء االله.‏( ١ ).(٢).وقيل تخزون به عدو االله وعدوكمقوله تعالى:[وق َالَ‏ االلهُ‏ ل َا ت َت َّخِذ ُوا إِل َهينِ‏ اث ْن َينِ‏ إِن َّما هو إِل َه واحِد ف َإِياي ف َارهبونِ]‏‏(ف َإِياي ف َاره بونِ)‏بالفعل(ف َاره بونِ)‏(٣).(٤).وجاءتالفاء ليكون تفريعا ً على تفريع فيفيد مفاد التأكيد لأن فعل فارهبون متعلقبالمفعول لفظا ً يجعل الضمير المنفصل(إِياي‏)‏مقدر ليعمل لمعمول آخر والتقدير:‏فإيايفارهبوا فارهبون أي أمرتكم بأن تقصروا.رهبتكم على فارهبون امتثالا ً للأمر ويجوز أن تكون تفريعا ً عنجملة(ل َ ا ت َ ت َّ خِ‏ ذ ُوا إِل َهينِ‏ اث ْن َينِ)‏ وتكون فإياي فارهبون مقول القولقوله تعالى:‏(٥). والرهبة بمعنى الفزع والخوف.‏‏[ف َاست َجبن َا ل َه ووهبن َا ل َه يحيى وأَصل َحن َا ل َه زوجه إِن َّهم ك َان ُوا يسارِعون فِي الخ َيراتِ‏ ويدعون َن َارغ َبا ورهبا وك َان ُوا ل َن َا خ َاشِعِين‏]‏‏(رغ َ با و رهبا)‏ورهب.‏( ٦ ).رغبا ً في رحمة االله ورهبا ً من عذاب االلهوهما وصف لمصدر(و ي د عون َن َا)‏الدعاء يكون الرهب بمعنى الفزع والخوف.‏(٧).لبيان نوع الدعاء بما هو أعم من جنسهوالرغ َب والرهب مصدران من رغب(٨).والرغب والرهب فيقوله تعالى:[اسل ُك يدك فِي جيبِك ت َخ ْرج بيضاء مِن غ َيرِ‏ سوءٍ‏ واضمم إِل َيك جن َاحك مِن الرهبِ‏ ف َذ َانِكبرهان َانِ‏ مِن ربك إِل َى فِرعون ومل َئِهِ‏ إِن َّهم ك َان ُوا ق َوما ف َاسِقِين‏]‏.( ٩ )‏(مِن الرهبِ)‏ هذه الآية في قصة سيدنا موسىu أي عندما يدك المبسوطتين لتلقى بها الحية كالخائفالفزع بإدخال اليمنى تحت العضد الأيسر،‏ واليسرى تحت العضد الأيمن.‏ أو إدخالها في الجيب فهذاكله من أجل الرهب أي إذا عراك الخوف فافعل ذلك تجلدا ً وضبطا ً لنفسكوالخوف.‏(١٠). والرهبة هنا بمعنى الفزع(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)٦٠. الأنفال:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏النحل:‏‎٥١‎‏.‏.٥٤٦.٤١١انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٧‎‏:‏الأنبياء:‏‎٩٠‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.١٧٥ -١٧٤.٥٢٨انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٨‎‏:‏القصص:‏‎٣٢‎‏.‏.١٣٨(10)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسيرأبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏.١٢٣-١٢٢٧٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قوله تعالى:[ل َأَن ْت ُم أَش َد رهبة ً فِي صدورِهِم مِن االلهِ‏ ذ َلِك بِأَن َّهم ق َوم ل َا يف ْق َهون‏]‏‏(ر هب ة ً)‏(١ ).حينما ذكر وهن المنافقين في القتال تشديد نفس النبيrومن معه حتى لايرهبوهم ولا يخشوا ساندهم لأهل حرب المسلمين وأحلاف المنافقين من بني قريظة وخيبر فأخبرالمؤمنين أن المنافقين وأحلافهم يخشون المسلمين خشية شديدة وصفت شدتها بأنها أشد من خشيتهماالله تعالى لأنه أشد خشية هي خشية االلهفزع.‏ : خامسا ً(٢). والرهبة هنا بمعنى الفزع والخوف.‏‏[ل َا يحزن ُهم الف َزع الأَك ْبر وت َت َل َق َّاهم المل َائِك َة ُ هذ َا يومك ُم ال َّذِي ك ُن ْت ُم ت ُوعدون‏]‏‏(الف َز ع الأَ‏ ك ْ ب ر‏)‏(٣ ).وإن خصص بشيء من ذلك فيجب أن يقصد الأعظم هوله وهو يوم القيامة.‏وقيلعن الفزع الأكبر ذبح الموت والنفخة الآخرة والفزع بمعنى الخوف وقيل فزع الحشر حين لا يعرفأحد ما سيؤول إليه أمره(٤).‏[من جاء بِالحسن َةِ‏ ف َل َه خ َير مِن ْها وهم مِن ف َزعٍ‏ يومئِذٍ‏ آَمِن ُون‏]‏‏(ف َز عٍ)‏( ٥ ).أي عظيم هائل لا يقادر قدره وهو الفزع نتيجة للعذاب الشديد ومنمشاهدة العذاب بعد تمام المحاسبة وظهور الحسنات والسيئاتالخوف الشديد.‏(٦).والفزع هنا بمعنى‏[ول َا ت َن ْف َع الش َّف َاعة ُ عِن ْده إِل َّا لِمن أَذِن ل َه حت َّى إِذ َا ف ُزع عن ق ُل ُوبِهِم ق َال ُوا ماذ َا ق َالَ‏ ربك ُم ق َال ُوا الحق َّوهو العلِي الك َبِير‏]‏‏(ف ُزع‏)‏.( ٧ )أي قلوب الشفعاء والمشفوع لهم من المؤمنين وأما الكفرةبمعزل وعن التفزيع عن قلوبهم بألف منزل والتفزيع إزالة الفزعفهم في موقف الاستشفاع(٨). والفزع هو الخوف.‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)الحشر:‏‎١٣‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎١٣‎‏:‏الأنبياء:‏‎١٠٣‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏ ج‎٨‎‏:‏النمل:‏‎٨٩‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏سبأ:‏‎٢٣‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏.١٠٢-١٠١.١٥٦.١٠٧.٢١٨٧٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٧٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الخواص الأسلوبية:‏لو نظرنا من أول وهلة للآيات القرآنية في المادة الأولية للدوال اللغوية من أصغر وحده وهيالصوت إلي أكبر وحدة لغوية وهي البنية التركيبية علي حسن توظيف هذه الدوال سنجدها متغيرةومتكررة ومترادفة ومشتقه ويزدادا وينقص تناولها في ضوء الآيات ونجد البنية الافرادية وخاصيتهاوأثرها في نفوس المستمعين والقارئينالبنية الافرادية بنوع من التفصيل.‏أولا التكرار:‏.التكرار فن قولي من الأساليب المعروفة عند العربالتكرار عيا مافلا بد من الوقوف عند بعض الخواص الأسلوبية لبياندام لحكمة كتقرير المعني ؛ أو خطاب العي أو الساهي،(١). وتحدث الجاحظ عن التكرار فقال:‏ " ليسكما أن ترداد الألفاظ ليسبعي ما لم يجاوز مقدار الحاجة ويخرج إلي العبث.‏ وهذا القران قد ردد قصة موسيوهارون، وهود ،،لأنه خاطبساهي القلبوعاد ، ولوط ، وإبراهيم ، وشعيبجميع الأمم من العرب وأصناف العجم‏،وثمودu .،(٢)."كما ورد ذكر الجنة والنار وغيرهما ؛وأكثرهم غي الغافل ؛ أو معاند مشغول الفكرنجد التكرار قد ورد في كتاب االله عز وجل كثيرا ورغم تكراره إلا أنه محكما ً‏.ونقصد بالتكرارهن االتكرار العددي وليس التكرار اللفظي.‏ وهذا الأسلوب يتاح الوقوف عند كل داله فهو لا يسلممعه القلق والاضطراب.وقصص الأنبياء وظهرت فصاحته وبلاغتهللآيات القرآنية.‏.وقد تكررت ألفاظ القران وحروفه وكلماته وفواصله وجمله وآياتهالتكرار في اللغة:‏ أصله من الك َر بمعني الرجوع.فكرر الشيء وكرره أي أعاده مره بعد مره أخريكررت الشيء تكرارا وتكريرا.‏أما في الاصطلاحواحد وذلك إما للتهويل أو للتنبيه أو للتعظيم:وترجع فصاحة التكرار إلي البنية الافرادية والتركيبيةويكون بمعني العطف والإعادة.‏(٣). وقد يصح القول تكرير.‏ ونقولتكرار كلمة أو لفظ أكثر من مره في سياق(٤). أما التكرار في القرانالكريم نجده في اللفظوالمعني.‏ ما هو إلا تكرار في لفظ بعينه دون اختلاف في عدة مواضع القران.‏ بمعني الآية(1)(2)(3)(4)انظر،‏ السيوطي،‏ جلال الدين،‏ الإتقان في علوم القرآن،‏ ط‎٤‎‏،‏ج‎٣‎‏:‏،١٩٨٨.٢٠٠-١٩٩السيد،‏ عبد العزيز علي،‏انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎٥‎‏:‏التكرير بين المثير والتأثير،‏ ط‎١‎‏،‏،١٩٧٨.١٣٥انظر،‏ السيوطي،‏ الإتقان في علوم القرآن،‏ ج‎٣‎‏:‏.٢٠٠-١٩٩القاهرة المطبعة العصرية،‏دار الطباعة المحمدية:‏‎٩٠‎‏.‏٧٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


والعبارة والكلمة تأتي بمعني الصيغة والمفردات ونجد أن الآيات والدوال المتكررة وكانت متكررة تكرار منفصلا ً في آيات مختلفة وسنتوقف عنه داله الخوف وتكرارها .وتري الباحثة أن دالة الخوف ومشتقاتها في القران الكريم(‏‎١٢٤‎‏)‏ آية قرآنيةبما تعنيه كل مفرد منها..فقد وردت كلمة خوف لوحدها(٢١)(١١)(١١)مرهمرة..ووردت باقي الدالة(١٠٣)وأكثرها أخاف. مرة (٢١)وكانت معطوفة وملحقه بالحزن.‏ وباقي الدوال تعدد التكرار فيهالم تتكرر إلا مرة واحدة علي النحو التالي.:‏(خائفين ‏،خافون ‏،خافوا ‏،تخافونهم ‏،خافت ‏،يخافهيخافون ‏،خفت ‏،يخاف ‏،خوفهم ‏،خفتم ‏،كخيفتكمتخاف ‏،تخافي ‏،تخافوا،،مره وتكررت فلا ‏(خوف عليهم)‏وتكررت(‏ فلا خوف عليهم)‏كما وان هناك دواليخافوا ‏،تخافن ‏،يخافا ‏،تخافا ‏،يخافيخوف ‏،يخوفونكم ‏،تخوف ‏،نخوفهم ‏،يخافا،(كل هذه الدوال تكررت في آيات الخوف مرة واحدة في كتابهالعزيز.وسنبين الخاصية الأسلوبية لكل داله.‏ترى الباحثة:إن تكرار قوله تعالى ‏(فلا خوف عليهمفقد كان الخطاب موجه للعباد خاصةوتكرر مواضع الأجر للإنفاق(.كان لها النصيب الأكبر في تكرار الدالة.‏ولصنف المؤمنين خاصة في مواضع الأجر والثواب..وتكرر مرة واحدة لخطاب عامة الناس بأن االله هو المتكفل بهم وبأرزاقهم و بذلك يكون الخوف للأجر والترغيب بالعمل والترهيب من العقاب.ويكون عدم الخوفوالحزن بالدارين كما ونجد أن التكرار كان ملائما حسب الآيات المدنية والمكية وطبيعة الآياتالمدنية تنظم شؤون المسلمين فكانت قريبة من الترغيب للأعمال والترهيب من العقاب.‏ والمكية فيإصلاح عقيدة المسلم وعدم الشرك والتأدب في آداب الإسلام وذكرت آيات الخوف مع الآيات المكيةأكثر منها مع الآيات المدنية.‏: الدالة الثانيةبمعنى الخوف وجاءت دالة ‏(خشيةثلاث مرات مثل اخشونيليخشىالخشية فقد استخدمت ‏(‏‎٤٨‎مرة)‏ فقد تكررت دالة( يخشى )( يخشون ،،،سبع مرات وكانتوتكررت خمس مرات وهناك اشتقاقات تكررتوهناك دوال لم تتكرر بل ذكرت مرة واحدة مثل: ‏(فاخشوهم ،،أتحشوهمالمدنية.‏قولهفخشينا ، نخشى، خشيت ، اخشوا ، تخشاه ، يخشونه ، يخشاها ، يخشى ، خشيته( تخشوا ،وجاءت الخشية بمعنى الخوف،الدالة الثالثة : رهب استخدمت الدالة في القرآن الكريم ثماني مرة.( يرهبون ، فارهبو ن )ولم تتكرر في قوله)وكما استخدمت الآيات المكية أكثر مناسترهبوهم، رهبا ،وكانت متكررة مرتين فيالرهب ‏،رهبة(الآيات المكية قد استخدمت الدالة بالسور المكية أكثر من المدنية مع أن تكرار عدد المواضع فيوكانت٨٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


جائالسور المدنية أكثر.وهي على النحو التالي:‏ ‎٢٢‎مرة في السور المكية.‏ ‎١٤‎مرة في السور المدنية.‏الدالة الرابعة: رعب استخدمت الدالة في كتابه العزيز خمس مراتمرات في كلمة الرعب ولم تتكرر في قوله رعبا..الدالة من الآيات المدنية ولم تذكر في الآيات المكية إلا مرة واحدةالدالة الخامسةآياتها مكية..الدالة السادسةالدالة السابعةالدالة الثامنةثانياوكانت قد تكررت أربعوجاءت بمعنى الخوف وكانت قد استخدمت هذه: فزع استخدمت في القرآن الكريم خمس مرات ولم يكن لها اشتقاق وكانت: استخدمت في القرآن الكريم مرتين وكانت مشتقة من يهرعون وآياتها مكية: وجف ذكرت مرة واحدة ولم يذكر لها أي تكرار وكانت الآية مكية..: وجلذكرت مرتين مرة مكية ومرة مدنية ولم تتكرر الآيات.(١): الترادف :الترادف في اللغة:الترادف والجمع الردافي: وأردفه ، التتابعأي اركبه خلفه وكل شيء تبع شيئا فهو ردفه فهو(٢). والمترادفات في الاصطلاح) :ألفاظ متحدة المعنى وقابلة للتبادل فيمابينها في أي سياق وتظهر في المترادفات فروق معنوية دقيقة بين الألفاظ المترادفة بحيث يصبحكل لفظ منها مناسبا وملائما للتعبير عن جانب واحد فقط في الجوانب المتخلفة المدلول.الترادف في آيات الخوف تنوعت الآيات التي ذكرت فيها معنى الخوف ومترادفاته فقد استخدمتالآيات مصرحة بدالة الخوفالرهب،وقد استخدمت آيات تتحدث عن معنى الخوف، ‏(الخشيةالفزع ،ترى الباحثةالهرع ،لا مترادفان أما دوال( الوجل ، الجوف ،كلها استخدمت بمعنى الخوف.الرعب(٣): أن دالتا الخوف والخشية دوال تعبر عن الخوف فهما لفظان متقاربان في المعنىالرعب الفزع، الوجف ، الهرع ،ومن استخداماتها في القران الكريم كما سبق في المبحث الأولثالثا الاشتقاقشققالوجل كلها لها ترادف لمعنى الخوف..:: الش ّ ق :مصدر لقولك شققت العود شقا،الصدع عامة وشقه يشقه شقا فانشق وشققه فتشققوالشق الصدع البائن وقيل غير البائن وقيل هو(٤).(1)(2)(3)(4)نتتوصلت إليها الباحثة ضمن الأسلوبية الإحصائية.‏انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎٩‎‏:‏.١١٤نتائج توصلت إليها الباحثة ضمن الأسلوبية الإحصائية.‏انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎١٠‎‏:‏.١٨١٨١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


خ(‏في الاصطلا حفي الصيغة(١).: والاشتقاق من اشتق اللفظ فرعه من لفظ آخر مناسبتها معنى وتركيبا ومغايرتهماويكون الاشتقاق لفظ من لفظ وأن يشتق معنى من لفظ.يورد الكاتب أو الشاعر في نثره أو نظمه ألفاظا متقاربة الحدود في النطقوالاشتقاق عند علماء البلاغة" :(٢)."أنالاشتقاق في آيات الخوف:‏ تنوعت استخدامات الأفعال المشتقة من دالة الخوف فكانت مشتقة علىجذر الدالةوللمثنىالدوال.. ا . ف ( .‏.ومنهاواشتق من جذرها) ٣٦ دالة (وكانت متنوعة الضمائر منها للجمع، وللمفرد ،يخوف ، تخف ، خفت ، تخافن )، تخافي ،، تخافا( يخوفونكم،ولكن دالة من الدوال معنى تحمله الدالة حسب السياق،وغيرها منتحمل معنى معين وتحمل إعجازامعينا وللوقوف على هذا الإعجاز نستوقف عند آيات الخوف كما هو مفصل في المحاور الدلالية(٣)، أما الدوال الأخرى فهي مشتقة من جذور الكلمات.وقليل ما يتكرر هذا الاشتقاق وذلك للبلاغةالقرآنية وأقل الدوال اشتقاقا دالة الرعب فقد جاءت لتدلل على الحال وجاء حالهم رعباكلمة الفزع فقد جاءت على هيئتها وتكررت خمس مرات.‏رابعاالرمز.: الرمز ::تصويت خفي باللسان كالهمسإنابة بصوت إنما هو إشارة بالشفتين،شخصية أو اسم مكان يحتوي في داخله على أكثر من دالةللبعد الظاهر للرمز وهذا ما تتلقاه الحواس مباشرةمن االله...ولم تشتقويكون تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ من غير(٤). ويرمز رمزا . والرمز لكلمة أو عبارة أو صورة أويربط بينهما قطبان رئيسان تمثيلوالآيات القرآنية كلها كانت ترمز إلى الخوفوالمعنى ظاهر ويرمز إلى أن هناك فرق في الثواب كما يرمز إلى العوض في الجنةوالثواب والأجر فكل دوال الخوف كانت ترمز إلى الخوف من عقابه.‏أولا ً:‏ الخوفالدالةخوفخائفينخافالعدد٢٠١٥(1)(2)(3)(4)انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏ ط‎٢‎‏،‏انظر،‏ عكاوي،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏‎١٥٣‎‏.‏انظر،‏ المحاور الدلالية المبحث الأول من الفصل الأولانظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎٥‎‏:‏،١٩٩٦دار الكتب العلمية،‏.١٥٠..٣٥٦٨٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٧١١١٣١١٩٢١١١٤١٤١١١٩٢١١٢١١١١١خفتمتخافوهمخافونخافواتخافونتخافونهمخافتيخافونأخافيخافهيخافواخوفاتخافنخيفةيخافاتخويفاخفتتخفتخافخوفهمخفتكمخائفاكخيفتكميخوفيخوفونكتخوفنخوفهمثانيا ُ الخشية:‏٨٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٧٢٣١١٤١١٦٧١٣١٢١١١١١١٤١ثالثا ُ:‏خشيةتخشوهماخشونيفاخشوهمليخشخشينخشىتخشوهيخشىيخشونفخشيناتخشىخشيتهيخشيخشاهايخشونهتخشاهخشيتأتخشونهمتخشواالرعب:‏الرعبرعبا٢١١٢الرهب رابعا ُ:‏فارهبوناسترهبوهمرهبا ًيرهبون٨٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


١١٥الرهبرهبةخامسا ً:الفزع:‏فزع١١٥سابعا ً:‏ وجف.‏النازعاتثامنا ُُ:‏ وجل:‏وجلتوجلة٨٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


–––٨٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ظواهر الالتفات – القصرالمبحث الأول– الإطنابأولا ً:‏ الالتفات:‏لغة:الالتفات من الفعل‏(لفت)‏ وهو بمعنى الل ّ ي وصرف الشيء عن جهته،‏ يقول صاحب لسانالعرب:‏ لفت وجهه عن القوم:‏ صرفه،‏ وتلفت إلى الشيء والتفت إليه:‏ صرف وجهه إليه،‏ واللفت ليالشيء عن جهته(١).الالتفات عند البلاغيين:هو الانتقال بالأسلوب من صيغة التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى صيغةأخرى من هذه الصي غ،‏ بشرط أن يكون الضمير في المنتقل إليه عائدا ً في نفس الأمر إلى الملتفتعنه،‏ بمعنى أن يعود الضمير الثاني على نفس الشيء الذي عاد إليه الضمير الأول،‏ فمثلا ًقولك:(أكرم محمدا ً وأرفق به)‏ ليس من الالتفات؛ فالضمير الأول في ‏(أكرم)‏ للمخاطب أي:أنت،‏والضمير الثاني للغائب،‏ ففيه انتقال من ضمير المخاطب إلى ضمير الغائب،‏ ومع ذلك لا يسمىالتفاتا ً؛ لأن الضميرين ليسا لشخص واحد،‏ فالأول للمخاطب والثاني لمحمد.(٢)وعرفه أبو هلال العسكري وقال:‏ ‏"الالتفات على ضربين:‏ فواحد أن يفرغ المتكلم من المعنى،‏ فإذاظننت أنه يريد أن يجاوزه يلتفت إليه فيذكره بغيرما تقدم ذكره به".‏ والضرب الآخر:‏ أن يكونالشاعر آخذا ً في معنى وكأنه يعترضه شك أو ظن أن رادا ً يرد قوله أو سائلا ً يسأله عن سببه فيعودراجعا ً إلى ما قدمه فإما أن يذكره سببه أو يؤكده أو يزيل الشك عنهصور الالتفات:‏ينقسم الالتفات إلى أقسام هي:‏(٣).الالتفات من التكلم إلى الخطاب.الالتفات من التكلم إلى الغيبة.‏الالتفات من الخطاب إلى التكلم.‏ الالتفات من الخطاب إلى الغيبة.الالتفات من الغيبة إلىالتكلم.‏الالتفات من الغيبة إلى الخطابمواضع الالتفات في دوال الخوف:‏(٤).( ٥ ).‏[وإِذ َا ت ُت ْل َى عل َيهِم آَيات ُن َا بين َاتٍ‏ ق َالَ‏ ال َّذِين ل َا يرجون لِق َاءن َا ائْتِ‏ بِق ُرآَنٍ‏ غ َيرِ‏ هذ َا أَو بدل ْه ق ُلْ‏ ما يك ُونلِي أَن أُبدل َه مِن تِل ْق َاءِ‏ ن َف ْسِي إِن أَت َّبِع إِل َّا ما يوحى إِل َي إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب ج‎٢‎‏:‏ ٨٤ ‏(مادة لفت).‏انظر،‏ عبد القادر حسين ، فن البلاغة.٢٨٠:انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل:‏‎٢٠٧‎‏.‏انظر،‏ عبد القادر حسينيونس:‏‎١٥‎‏.‏فن البلاغة ،.٢٨٠:وانظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل:‏‎٢٠٧‎‏.‏٨٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية تتحدث عن مطالبة المشركون بقرآن آخر أو بتبديل بعض آياته والآية بها التفات منالتكلم إلى الخطاب متمثلا ً بالمتكلمين وهم المشركون.‏ والمخاطب هو سيدنا محمد rفالالتفات يخرج لفائدة وهي التعجب من هذا الطلب.‏أبيهم.‏] ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏ وأَخ َاف ُ أَن يأْك ُل َه الذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏( ١ )..uتناولت الآية جانب من قصة يوسف uوهو تنفيذ أخوة يوسف مؤامراتهم وتدليسهم الأمر علىوالالتفات في الآية من التكلم إلى الغيبة فالمتكلم هو والد يوسف u والغائب هو يوسفوأفاد الالتفات هنا تنشيط السامع لمتابعة الأحداث الواردة في القصة.‏‏[إِن َّا أَن ْزل ْن َا الت َّوراة َ فِيها هدى ون ُور يحك ُم بِها الن َّبِيون ال َّذِين أَسل َموا لِل َّذِين هادوا والربانِيون والأَحباربِما است ُحفِظ ُوا مِن كِت َابِ‏ االلهِ‏ و َكان ُوا عل َيهِ‏ ش ُهداء ف َل َا ت َخ ْش َوا الن َّاس واخ ْش َونِ‏ ول َا ت َش ْت َروا بِآَياتِي ث َمن ًاق َلِيل ًا ومن ل َم يحك ُم بِما أَن ْزلَ‏ االلهُ‏ ف َأُول َئِك هم الك َافِرون‏]‏(٢).تناولت الآية موضوع التوراة هدى ونور وتشريع القصاص فيها وإلزام النصارىوالالتفات متمثل في قوله:‏ ‏(ف َل َا ت َخ ْش َوا الن َّاس‏)‏الخطاب فيكون للناس عامة.‏والأحق الخشية الله.‏بالحكم بها.‏التفات الغيبة إلى الخطاب والغيبة متمثلة باليهود أماوالفائدة التي خرج إليها الالتفات التوبيخ لمن اتخذ من الناس خوفا ًومن خلال تتبعنا لمواطن الالتفات في دوال الخوف نجد أنها وردت في ثلاث مواضع.‏بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏ويمكنالآية‏[وإِذ َا ت ُت ْل َى عل َيهِم آَيات ُن َا بين َاتٍ‏ق َالَ‏ ال َّذِين ل َا يرجون لِق َاءن َا ائْتِ‏بِق ُرآَنٍ‏ غ َيرِ‏ هذ َا أَو بدل ْه ق ُلْ‏ مايك ُون لِي أَن أُبدل َه مِن تِل ْق َاءِ‏ن َف ْسِي إِن أَت َّبِع إِل َّا ما يوحى إِل َيإِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربيعذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ].‏رقم الآيةيونس:‏‎١٥‎‏.‏الشاهد‏[ق َالَ‏ ال َّذِين ل َا يرجون لِق َاءن َاائْتِ‏ بِق ُرآَنٍ‏ غ َيرِ‏ هذ َا[(1)(2)يوسف:‏‎١٣‎‏.‏المائدة:‏‎٤٤‎‏.‏٨٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏وأَخ َاف ُ أَن يأْك ُل َه الذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْهغ َافِل ُون‏]‏‏[إِن َّا أَن ْزل ْن َا الت َّوراة َ فِيها هدىون ُور يحك ُم بِها الن َّبِيون ال َّذِينأَسل َموا لِل َّذِين هادوا والربانِيونوالأَحبار بِما است ُحفِظ ُوا مِن كِت َابِ‏االلهِ‏ وك َان ُوا عل َيهِ‏ ش ُهداء ف َل َا ت َخ ْش َواالن َّاس واخ ْش َونِ‏ ول َا ت َش ْت َروابِآَياتِي ث َمن ًا ق َلِيل ًا ومن ل َم يحك ُم بِماأَن ْزلَ‏ االلهُ‏ ف َأُول َئِك هم الك َافِرون‏]‏يوسف:‏‎١٣‎‏.‏‏[ف َل َا ت َخ ْش َوا الن َّاس‏]‏الإطناب:‏ ثانيا ً:‏أط ْنب‏.‏ وأطنب في الكلام:‏ إذا بالغ واجتهد أو أبعد وهو من أقدم الفنون التي تحدث عنهاالأقدمون ومنهم الجاحظ(١)الذي قال عنه:‏ " ليس بإطالة ما لم يجاور الكلام الحاجة"‏(٢).والإطناب تأدية المقصود من ا لكلام بأكثر من عبارةٍِ‏ متعارف عليها.‏ ويعرفه السكاكي(٣)بأنه:‏ أداؤه بأكثر من عباراتهم.‏ وترى الباحثة:‏ أن الإطناب المبالغة في المنطوق والموصف،مدحا ًكان أو ذما ً ونقول أطنب فلان بكلامه بالغ فيه.‏ وأطنب في الوصف إذا بالغ واجتهد.‏ كما ويعتمدالمعنى اللغوي على المقياس الزمني الذي يستغرقه الكلام طولا ًوقصرا ً.‏ أما في الاصطلاحالبلاغي فنجد أن الإطناب يحصل من المقارنة بين الكلام وبين المعنى المراد منه.‏ سواء أطالالوقت أو لم يطل.‏ويكون الإطناب على ثلاثة أوصاف وهي:‏ أن يكون اللفظ(1)(2)(3)الجاحظ:‏ عمرو بن بحر.‏ ولد عمرو بن بحر في مدينة البصرة،‏ نشأ مثل جميع أبناء فقراء جنوب العراق بين الماءوالنخيل،‏ طلب العلم في سن مبك ّرة،‏ فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده،‏ ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغهلطلب العلم،‏ فصار يبيع السمك والخبز في النهار،‏ ويكتري دكاكين الوراقين في الليل،‏ فما وقعت يده على كتابإلا استوفى قراءته.‏ وكان غزير التأليف،‏ تربو كتبه على مائتي كتاب منها:‏ ‏(البيان والتبيين)‏ في الأدب والإنشاءوالخطابة،‏ وهو أشرف كتبه،‏ وأحسن تأليفه ‏(كتاب الحيوان)‏ سبعة أجزاء،‏ وأجمل كتبه ‏(البخلاء)‏ وله ‏(نظم القرآن)‏وسائر كتبه في غاية الكمال.‏انظر،‏ عكاوي،‏ أنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏ ص:‏‎١٥٩‎‏.‏السكاكي:‏ يوسف بن أبي بكر بن محمد بن علي؛ أبو يعقوب السكاكي،‏ سراج الدين الخوارزمي.‏٨٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


مساوٍ‏ لمعناه،‏ وإما أن يكون ناقصا ً عن معناه بدون خلل في المضمون.‏ وإما أن يكون اللفظ زائدا ًعلى معناه لفائدة.ومن صور الإطناب في آيات الخوف:‏] ف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏ ك َما عل َّمك ُم ما ل َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمون‏]‏تناولت الآية الحديث عن الحفاظ على الصلاة.‏الخوف.‏وجاء الشرط الثاني بكلمةمراعاة لظروف الخوف،‏‏(ف َإِذ َا)‏هنا زائد عن المعنى ولكن لفائدة بلاغية والفائدة:‏وعبر قولهتعالى بالشرطلتحقق وقوع الأمن وكثرته.‏‏(ف َإِن‏)‏.( ١ )لعدم تحقق وقوعفكان الشرط الأول موجزوكان الشرط الثاني؛ وذلك لمناسبة ظرف الأمن والاستقرار فكان الإطنابالصلاة حيث لم يجز الإسلام تركها في ي حال من الأحوال.‏عذر لأحد في ترك الصلاة،‏فعبر عن الإطناب ذكر الخاص ثم العام.‏وأهميةوذلك في قول االله تعالى ما معناه:‏ "حتى لو في حال الخوف على النفس أو المال أو العرض من العدو"‏وكان الإطناب بأنكم لو خفتم أي ضرر من القيام فصلوا كما كان راجلينأمنتم أي زال عنكم الخوف.‏الشرائع.‏وكيفية صلاة الأمن.‏فاذكروا االله واعبدوه،‏‏(مشاة)‏واشكروه على نعمة الأمن،‏ما لم تكونوا تعلمون في حالة الخوف وحالة الأمنأن الأعمال الظاهرة تساعد القلب على استحضار الذات الإلهية،‏صعب أو سهل،‏وفي حالة الصحة وحالة المرض،‏هو المهيمن على كل شيء،‏ وهو صاحب الجلال والعظمةأو ركبانا ً.‏لا(٢)فإنكما علمكم من(٣).ومن الفوائدوالإقبال على االله في كل شيءوفي حالة الخوف وحالة الأمن.‏(٤).فسبحانه‏[ال َّذِين ين ْ فِق ُون أَموال َ هم بِالل َّيلِ‏ والن َّهارِ‏ سِرا وعل َانِي ة ً ف َ ل َ هم أَ‏ جرهم عِ‏ ن ْ د ر ب هِ‏ م و ل َ ا خ َ و ف ٌ ع ل َ ي هِ‏ م و ل َ ا همي حز ن ُون ]]( ٥ ).تناولت الآية السابقة موضوعا ً اقتصاديا واجتماعيا ً وهو الربا وأضراره على الفرد والجماعة.‏خصص القرآن الكريم أجر الذين يحللون أموالهم من الربا.‏بربهم،‏المطيعين لما أمرهم به.‏فلقدفقد مدح الحق جلا وعلا المؤمنينالمؤدين لشكره المحسنين إلى خلقه في إقامة الصلاة،‏مخبرا ًً‏ ما أعد االله لهم من كرامة وأجر وهو الفوز بالجنة وكذلك عدم الخوف في الدارينوالآخرة-‏ وكذلك لا يصيبهم الحزن.‏وقد ذكر الخاص بعد العام.‏وإيتاء الزكاة.‏– الدنيا(1)(2)(3)(4)(5)البقرة:‏‎٢٣٩‎‏.‏الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎١‎‏:‏انظر،‏ الزمخشري،‏ الكشاف،‏ ج‎١‎‏:‏.٧٦٧.٢٦٠انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎٢٧٤‎.٧٦٨٩٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


] ف َرِحِين بِما آَت َاهم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ ويست َبشِرون بِال َّذِين ل َم يل ْحق ُوا بِهِم مِن خ َل ْفِهِم أَل َّا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم. يحزن ُون‏]‏( ١ )ذكرت الآية السابقة منزلة الشهداء المجاهدين في سبيل االله.‏كما وتشتملذكرت بالآية دالتين تعبيرا عن الفرحة وكان في صدر الآية قوله(ف َرِحِين‏)‏وكانت الدالة الثانية في قولهَ)ي س ت َ ب شِرون‏)‏خ َوف ٌ عل َيهِم‏)‏بدل من الذين.‏وهو السرور الحاصل بالبشارة.‏على موضع للإطنابوالفرح ضد الحزن.‏وفي قوله تعالي‏(أَل َّافكانت الآية فرح المؤمنون لما يتجدد لهم من ثواب على أعمالهموالرزق والفضل الإلهي الذي يؤتيهم االله من الجنة ونعيمها ويكون الاستبشار؛ بأن االله لا يضيع أجرالمؤمنين وهذه الآية انتهت ‏(أَ‏ ل َّ ا خ َ و ف ٌ ع ل َ ي هِ‏ م و ل َ ا هم ي حز ن ُون ‏)؛ لأن من كان في نعمة االله وفضله لايحزن أبدا ً،‏ وكانت أعماله مدخرا ً ثوابها لا يخاف العاقبةمن يقتل شهيدا ً في سبيل االله.‏(٢)‏.والإطناب هنا مساوٍ‏ للمعنى وهو أجر‏[وإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏ وحك َما مِن أَهلِها إِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهماإِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا]‏( ٣ ).تناولت الآية جانبا ً اجتماعيا ً هاما ً وهو طرق تسوية النزاع بين الزوجين.‏أو الخصام أو الخلاف أي بينهما شق ّ وجانب.‏وهو الرجل العادل الحكيم منفي الطلاق وقبول عوض عليه.‏ويقصد بالشقاق هنا النزاعوورد الإطناب بالآية في التفصيل لطريقة الصلحأهله في حل النزاع كما وأن أقارب الزوج يوكلوا للزوج حكمهكما وبين إن أراد الحكمان الإصلاح بين الزوجين(٤)وكان .الإطناب هنا في توضيح طرق الصلح وكان اللفظ زائدا ً عن المعنى لفائدة وهو الحرص علىالإصلاح دون التفريق المؤدي إلى تمزيق الأسر وهنا ذكر الخاص بعد العام.‏] ق َال َا ربن َا إِن َّن َا ن َخ َاف ُ أَن يف ْرط َ عل َين َا أَو أَن يط ْغ َى]‏.( ٥ )تضمنت الآية التوجيهات لموسى وهارون عليهما السلام في دعوة فرعون وكان الإطنابباستخدام فرعون لعقوبات كان يتوقعها موسى وهارون.‏ويفرط علينا بالعقوبة،‏علينا ويزداد طغيانا ً والإطناب هنا كان مساوٍ‏ في اللفظ وكان لحكمة ولفائدة الخوفويطغى علينا يتكبر(1)(2)(3)(4)(5)آل عمران:‏‎١٧٠‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٣٥‎‏.‏.٥٠١انظر،‏ الحنفي،‏ أبي السعود،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏طه:‏‎٤٥‎‏.‏.١٣٣٩١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


من عدوان الظلمة العتاة الجبابرة،‏االله في أنبيائه وأوليائه مع معرفتهم به وثقتهم،‏كفرعون من طبيعة البشر(١).وكان الخوف من الأعداء سنةوهناك ترابط بين الآية والآيات التي تليها فيالإطناب والتحليل لبعض المواقف في التوجيهات الدعوية ومن الآيات وهي:‏يت َرق َّب‏]‏( ٢ )،وقوله:‏ ‏[ف َأَوجس فِي ن َف ْسِهِ‏ خِيف َة ً موسى]‏( ٣ )‏.[ق ُل ْن َا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّك أَن ْت َ الأَعل َى]‏] ف َخ َرج مِن ْها خ َائِف ًا.( ٤ )‏[رِجالٌ‏ ل َا ت ُل ْهِيهِم تِجارة ٌ ول َا بيع عن ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ وإِق َامِ‏ الصل َاةِ‏ وإِيت َاءِ‏ الزك َاةِ‏ يخ َاف ُون يوما ت َت َق َل َّب فِيهِ‏الق ُل ُوب والأَبصار‏]‏ ‏{النور:‏‎٣٧‎‏}‏.تناولت الآية المؤمنون المهتدون بنور االله.‏وفيها إطناب بذكر الخاص بعد العام فذكر االله تعالىإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والخوف من االله في يوم يضطرب ويتغير من الهول من يوم القيامةوالإطناب في الآية زائدا ً عن المعنى لفائدة فسبب توجه الرجال إلى العبادة الخوف من االله.‏رجالا ً يبتغون من فضل االله يشترون ويبيعون،‏إلى المسجد فصلواوترى الباحثة:‏(٥)..(٦)وكانوافإذا سمعوا النداء بالصلاة ألقوا ما في أيديهم وقاموامجيء الآيات في صور الإطناب له فائدة ومن إعجاز بياني علما ً بأن الإنسانالمسلم يمكنه استخلاص الأحكام الفقهية والأحكام العقائدية.الإطناب هنا التعظيم لمن يعمل الصالحات ويتبع ما أمر االله به أن يؤمر،‏العظيم هو الجنة ومقامها.‏والفائدة البلاغية التي خرج إليهاونهي ما نهاه االله.‏والأجركما وأن الفائدة الثانية التي خرج إليها الإطناب تقوية المعنى وإثباتهوذلك بإجماله لكي تتهيأ النفوس البشرية في معرفة التفاصيل وحين يتٍضح المعنى يكون له أثرأبلغويكون التفات النفس إليه أشد وأقوى كما جاء في قوله تعالى:[رِجالٌ‏ ل َا ت ُل ْهِيهِم تِجارة ٌ ول َابيع عن ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ وإِق َامِ‏ الصل َاةِ‏ وإِيت َاءِ‏ الزك َاةِ‏ يخ َاف ُون يوما ت َت َق َل َّبفِيهِ‏ الق ُل ُوب والأَبصار‏]‏(٧). وكما سبق في الآيات السابقة.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن الإطناب في دوال الخوف نجد أنها وردت في خمسة مواضع.‏بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏ويمكنالآيةرقم الآيةالشاهدف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏البقرة:‏‎٢٣٩‎ف َإِنخِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو(1)انظر،‏ الحنفي،‏ أبي السعود،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏.٢٨٣(2)القصص:‏‎٢١‎‏.‏طه:‏‎٦٧‎‏.‏ (3)طه:‏‎٦٨‎‏.‏ (4)(5)انظر،‏ الحنفي،‏ أبي السعود،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏.٤٦٦(6)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏.٤٦النور:‏‎٣٧‎‏.‏ (7)٩٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ك َما عل َّمك ُم ما ل َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمون‏]‏‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وعمِل ُوا الصالِحاتِ‏ وأَق َاموا الصل َاة َوآَت َوا الزك َاة َ ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َاهم يحزن ُون‏].‏‏[وإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏وحك َما مِن أَهلِها إِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهما إِنااللهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا]‏‏[ق َال َا ربن َا إِن َّن َا ن َخ َاف ُ أَن يف ْرط َ عل َين َا أَو أَن يط ْغ َى]‏‏[رِجالٌ‏ ل َا ت ُل ْهِيهِم تِجارة ٌ ول َا بيع عن ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ وإِق َامِ‏الصل َاةِ‏ وإِيت َاءِ‏ الزك َاةِ‏ يخ َاف ُون يوما ت َت َق َل َّب فِيهِ‏ الق ُل ُوبوالأَبصار‏]‏البقرة:‏‎٢٧٧‎النساء:‏‎٣٥‎‏.‏طه:‏‎٤٥‎النور:‏‎٣٧‎رك ْبان ًاوأَق َاموا الصل َاة َ وآَت َواالزك َاة َ ل َهم أَجرهمف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏وحك َما مِن أَهلِهاأَو أَن يط ْغ َىوإِق َامِ‏ الصل َاةِ‏ وإِيت َاءِ‏الزك َاةِ‏ثالثا ًً:القصر:‏لغة(١):أزواجهن.‏الحبس.‏وفيكما قال تعالى:‏الاصطلاحوالقصر في علم المعاني تخصيص شيء أو أمر)‏الموصوف عند السامع بوصف دون ثانوطرق الاستثناء:‏كما ولابد من وجود طرفا القصرالقصر باعتبار طرفيه:‏‏[حور مق ْصورات ٌ فِي الخِيامِ]‏( ٢ )أي:‏قصرن وحبسن على: ‏(تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص وهو الحبس والإلزام.‏النفي والاستثناء،‏(٣). وعرفه السكاكي:‏(٤).إنما،‏العطف بلا أو لكن،‏بل،‏تخصيصتقديم ما حقه التأخير(٥).(٦)وأداة القصر.‏قصر صفة على موصوف،‏وقصر موصوف على صفة.والقصر باعتبارالحقيقة والواقع:‏قصر حقيقي،‏وقصر إضافي.‏ومن صور القصر في آيات الخوف:‏‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَن(٧)يدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِي الآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎٥‎‏:‏الرحمن:‏‎٧٢‎‏.‏.٩٥انظر،‏ عكاوي،‏ أنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏ ص:‏‎٦٢٠‎‏.‏انظر،‏ السكاكي،‏ أبي يعقوب،‏ مفتاح العلوم،‏انظر،‏ السكاكي،‏ أبي يعقوب،‏ مفتاح العلوم،‏علوم البلاغة،‏ ص:‏‎٦٢٠‎‏.‏.٢٨٨.٢٩٩-٢٨٨طرفا القصر:‏ المقصور،‏ والمقصور عليه.‏ ويطلق عليهما ركنا القصر.‏البقرة:‏‎١١٤‎‏.‏و انظر،‏ عكاوي،‏ أنعام فوال،‏ المعجم المفصل في٩٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏)تناولت الآية ظلم مانع الصلاة في المساجد،‏إِل َّا خ َائِفِين‏)‏الصلاة)،‏قصر الدخول للصلاة إلا في حالة الخوف.‏‏(المقصور عليه:‏الخوف)،‏‏(الأداة:‏إليها القصر هنا أنه ذكر الآية الكريمة بإيجاز.‏بدائع اللغة العربية.‏قصر الموصوف على الصفة.‏وصحة الصلاة في أي مكان.‏إلا وهي أداة حصر واستثناءوالقصر هنا في قولهوطرفا القصر:‏ ‏(المقصور:‏(١).(دخولوالفائدة التي خرجويمكن الكلام ويقرره في ذهن القارئ،‏ وتدلل علىكما وتزيل الشك وتجعل القارئ يحدد الجانب الأفضل من هذا القصر.‏وهو‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا إِن َّما المش ْرِك ُون ن َجس ف َل َا يق ْربوا المسجِد الحرام بعد عامِهِم هذ َا وإِن خِف ْت ُم عيل َة ًف َسوف َ يغ ْنِيك ُم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ إِن ش َاء إِن االلهَ‏ علِيم حكِيم‏]‏(٢).تضمنت الآية تحريم دخول المشركين للمسجد الحرام.‏المشركون من عدم دخول المسجد الحرام.‏دخول المسجد).‏ ‏(الأداة:‏وطرفا القصر(المقصور:‏والقصر في قوله(إِن َّما المش ْرِ‏ ك ُون‏)‏المشركون)‏،(٣)إنما)‏ .وهنا قصر الموصوف على الصفة.‏قصر‏(المقصور عليه:‏والفائدة التي خرج إليهاالقصر هنا أنه ذكر الآية الكريمة بإيجاز ويمك ّن الكلام نفس القارئ ويعززه ويقرره في الذهن كماويدلل على متانة الإعجاز القرآني وروعة اللغة العربية.‏‏[ف َما آَمن لِموسى إِل َّا ذ ُرية ٌ مِن ق َومِهِ‏ عل َى خ َوفٍ‏ مِن فِرعون ومل َئِهِم أَن يف ْتِن َهم وإِن فِرعون ل َعالٍ‏ فِيالأَرضِ‏ وإِن َّه ل َمِن المسرِفِين‏]‏.(٤)تناولت الآية جانبا ً من قصة موسى uوهو إيمان طائفة من بني إسرائيل بدعوة موسى وموضعالقصر في قوله تعالى:‏القصر:‏ ‏(المقصور:‏الموصوف على الصفة.‏‏(إِل َّ ا ذ ُرية ٌ)‏نفس القارئ وتعزيزه وتقريره.‏ذرية أو الطائفة من القوم)،‏فقد قصر الإيمان على طائفة قليلة من بني إسرائيل وطرفا‏(المقصور عليه:‏الإيمان)،‏‏(الأداة:‏وخرج القصر لفائدة عظيمة وهي بيان الإعجاز القرآني،‏‏[أَن ل َا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ أَلِيمٍ]‏.(٥)إلا).‏وهنا قصروتمك ّن الكلام من(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ المصري،‏ ابن هشام الأنصاري،‏ شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب،‏ تحقيق:‏ محمد محييالدين عبد الحميد،‏ دار الطلائع،‏التوبة:‏‎٢٨‎‏.‏‏.ت)،‏انظر،‏ السكاكي،‏ أبي يعقوب،‏ مفتاح العلوم،‏يونس:‏‎٨٣‎‏.‏هود:‏‎٢٦‎‏.‏.٢٨٣.٢٩١٩٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


االلهَ)‏تناولت الآية جانب من قصة سيدنا نوح . uعليه:‏فقصر العبادة فقط الله سبحانه وتعالى.‏عبادة االله)،‏‏(الأداة:‏والقصر متمثل في قوله تعالى:‏ ‏(أَ‏ ن ل َ ا ت َ ع بدوا إِل َّاوطرفا القصر:‏ ‏(المقصور:‏إلا وهي أداة حصر وقصر واستثناء)‏(١).عبادة الناس)،(المقصورفقد قصر الموصوف علىالصفة.‏ والفائدة التي خرج إليها القصر بيان إعجاز القرآن الكريم،‏ وتمك ّن السامع أو القارئ مع بيانالمعنى.‏‏[وما من َعن َا أَن ن ُرسِلَ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا أَن ك َذ َّب بِها الأَول ُون وآَت َين َا ث َمود الن َّاق َة َ مبصِرة ً ف َظ َل َموا بِها ومان ُرسِلُ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا ت َخ ْوِيف ًا]‏( ٢ ).تناولت الآية لتنفيذ شبهات المشركين وإعراض كفرهم.والقصر في قوله تعالى:‏ ‏(إِل َّا أَن ك َذ َّب‏)‏وطرفا التقصير:‏ ‏(المقصور:‏المنع)،‏‏(المقصور عليه:‏إلا تخويفا ً)،(الأداة:‏على إرسال الآيات لكونهم كذبوا بآيات سابقة وهنا قصر الصفة على الموصوف.‏إلا).قصر منع الإرسالخرج إليها القصر بيان إعجاز القرآن الكريم،وتمك ّن السامع أو القارئ من بيان القارئ.‏‏[إِن ال َّذِين ق َال ُوا ربن َا االلهُ‏ ث ُم است َق َاموا ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏تناولت الآية شبهات أخرى للكافرين.‏والقصر في قوله تعالى( ٣ ).والفائدة التي‏(ف َ ل َا خ َ و ف ٌ ع ل َ ي هِ‏ م و ل َا هم ي حز ن ُون‏).‏وطرفا القصر:‏ ‏(المقصور:‏ الذين استقاموا واتبعوا ما أمر االله)،‏ ‏(المقصور عليه:‏ عدم الخوف،‏ وعدمالحزن)،‏ ‏(الأداة:‏ لا).‏ والقصر هنا قصر الصفة على الموصوف.‏ والفائدة التي خرج إليها القصر هناأنه ذكر الآية الكريمة بإيجاز،‏ وهنا إعجاز القرآن الكريم،‏ وتمك ّن السامع أو القارئ من بيان المعنى.‏‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏ الن ُّذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏(٤).تناولت الآية قصة سيدنا هودu‏(والمقصور:‏عبادة القوم الله)،‏فقط الله سبحانه وتعالى وإبطال غيره.‏مع‏(المقصور عليه:‏قومه عاد.‏العبادة الله)،‏والقصر في قوله(أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ)‏ .إلا).‏ ‏(الأداة:‏وهنا قصر الموصوف على الصفةالقصر هنا أنه ذكر الآية الكريمة بإيجاز.وهنا المجاز للقرآن الكريم،‏بيان المعنى.‏.والقصر هنا قصر العبادةوالفائدة التي خرج إليهاوتمك ّن السامع أو القارئ من(1)(2)(3)(4)انظر،‏ المصري،‏ ابن هشام الأنصاري،‏ شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب،‏‎٢٨٣‎‏.‏الإسراء:‏‎٥٩‎‏.‏الأحقاف:‏‎١٣‎‏.‏الأحقاف:‏‎٢١‎‏.‏٩٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[يعل َم ما بين أَيدِيهِم وما خ َل ْف َهم ول َا يش ْف َعون إِل َّا لِمنِ‏ ارت َضى وهم مِن خ َش ْيتِهِ‏ مش ْفِق ُون‏]‏تناولت الآية توبيخ المشركين توبيخ المشركين واثبات الوحدانية.‏ارت َضى(١).(والقصر في قولهفقد قصرت الشفاعة فقط لمن يرضى االله عنه ويخاف االله عز وجل.‏التشبيه(المقصور:المرضى عنه من االله والذي يخشى االله)،‏وهنا قصر الصفة على الموصوف‏(المقصور عليه:‏الشفاعة).‏ ‏(الأداة:‏‏(إِل َّا لِمنِ‏وطرفاإلا).‏والفائدة التي خرج إليها القصر هنا أنه ذكر الآية الكريمةبإيجاز،‏ وبيان إعجاز القرآن الكريم،‏ وتمك ّن السامع أو القارئ من بيان المعنى.‏غ َف ُور‏]‏(٢).‏[ومِن الن َّاسِ‏ والدواب والأَن ْعامِ‏ مخ ْت َلِف ٌ أَل ْوان ُه ك َذ َلِك إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء إِن االلهَ‏ عزِيزتناولت الآية عنوان على العلوم العلمية الطبيعية دليل آخر على وحدانية االله وقدرته وحال العلماءأمام مشاهد الكون.‏االله للعلماء.‏و(المقصور:‏والقصر في قوله تعالى:(إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء‏).‏الخشية)،‏‏(المقصور عليه:‏العلماء)،‏إنما).‏ ‏(الأداة:‏فالخشية كانت منوهنا قصر حقيقيقصر الصفة على الموصوف والفائدة التي خرج إليها القصر هنا أنه ذكر الآية الكريمة بإيجاز،‏وبيان إعجاز القرآن الكريم،‏ وتمك ّن السامع أو القارئ من بيان المعنى.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن القصر في دوال الخوف نجد أنها وردت في تسعة مواضع.‏ذلك من خلال الجدول الآتي:‏ويمكن بيانالآية‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َرفِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َانل َهم أَن يدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزيول َهم فِي الآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا إِن َّما المش ْرِك ُون ن َجس ف َل َايق ْربوا المسجِد الحرام بعد عامِهِم هذ َا وإِنخِف ْت ُم عيل َة ً ف َسوف َ يغ ْنِيك ُم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ إِنش َاء إِن االلهَ‏ علِيم حكِيم‏]‏‏[ف َما آَمن لِموسى إِل َّا ذ ُرية ٌ مِن ق َومِهِ‏ عل َىخ َوفٍ‏ مِنرقم الآيةالبقرة:‏‎١١٤‎التوبة:‏‎٢٨‎يونس:‏‎٨٣‎‏.‏الشاهدإِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْياإِن َّما المش ْرِك ُون ن َجسإِل َّا ذ ُرية ٌ مِن ق َومِهِ‏(1) الأنبياء:‏‎٢٨‎ .(2) فاطر:‏‎٢٨‎ .٩٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


فِرعون ومل َئِهِم أَن يف ْتِن َهم وإِن فِرعون ل َعالٍ‏فِي الأَرضِ‏ وإِن َّه ل َمِن المسرِفِين‏]‏‏[أَن ل َا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َابيومٍ‏ أَلِيمٍ]‏‏[وما من َعن َا أَن ن ُرسِلَ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا أَن ك َذ َّب بِهاالأَول ُون وآَت َين َا ث َمود الن َّاق َة َ مبصِرة ً ف َظ َل َموا بِهاوما ن ُرسِلُ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا ت َخ ْوِيف ًا]‏‏[إِن ال َّذِين ق َال ُوا ربن َا االلهُ‏ ث ُم است َق َاموا ف َل َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َدخ َل َتِ‏ الن ُّذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدواإِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏‏[يعل َم ما بين أَيدِيهِم وما خ َل ْف َهم ول َا يش ْف َعونإِل َّا لِمنِ‏ ارت َضى وهم مِن خ َش ْيتِهِ‏ مش ْفِق ُون‏]‏‏[ومِن الن َّاسِ‏ والدواب والأَن ْعامِ‏ مخ ْت َلِف ٌ أَل ْوان ُهك َذ َلِك إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء إِن االلهَ‏عزِيز غ َف ُور‏]‏هود:‏‎٢٦‎‏.‏الإسراء:‏‎٥٩‎‏.‏الأحقاف:‏‎١٣‎الأحقاف:‏‎٢١‎إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُمإِل َّا أَن ك َذ َّب بِها الأَول ُونإِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُإِل َّا لِمنِ‏ ارت َضىإِل َّا لِمنِ‏ ارت َضىالأنبياء:‏‎٢٨‎ .فاطر:‏‎٢٨‎ .٩٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٩٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏المبحث الثانيظواهر الأساليب الخبرية والأساليب الإنشائيةالأساليب الخبرية:‏الخبر من خبر،‏وخبرت بالأمر أي علمته.‏والجمع أخبار وأخابير جمع الجمع(١).وذكر القزويني نقلا ً عن النظام الخبر فقالوعدمها،‏بدليل قوله تعالى:[‏ إِن المن َافِقِين ل َك َاذِبون‏]‏معه وغيرهما ليس الصدق ولا الكذبويمكننا القول بأن الجملة الخبرية:‏اللغة.‏والخبر:‏ما أتاك من نبأ عمن تخبر.‏والخبر:‏النبأ،‏(٢): ‏"صدق َ الخبر مطابقة لاعتقاد المخبر ولو خطأ( ٣ ).."وعقب الجاحظ:‏ما يعبر عن واقع حدث وانتهى،‏مطابقته مع الاعتقاد وعدمهاوهو جانب وصفي من وظيفةأما البلاغيون فقد عرفوا الخبر بأنه ما يمكن أن يقال لصاحبه أنك صادق أو كاذب إذاكان يتفق والواقعالحكم،‏مع كل واحد منهما،‏(٤)‏.فأما السبب في كون الخبر محتملا ً للصدق والكذب،‏من حيث أنه حكم مخبر،‏استفادة المخاطب منه ذلك الخبر وهو ما يسمى بفائدة الخبرالتعريفات القول:‏فهو إمكان تحقق هذاومرجع كون الخبر مفيدا ً للمخاطب إلى(٥).وترى الباحثة:‏أن أيسرالخبر هو كل كلام يحتمل الصدق والكذب لذاته مع مطابقته للواقع أو عدم مطابقتهللواقع ويحتمل هذا الخبر فائدة يخرج لهاأركان الجملةإليه.‏للخبر.‏الخبرية:‏ومحكوم به وهو ما يسمى المسندأغراض الخبر:‏(٦).كل حملة من جمل الخبر لها ركنان:(٧).محكوم عليه وهو ما يسمى بالمسندوما زاد على ذلك في الجملة فهو قيد الخبر وتوضيحا ًالأصل في الخبر أن يلقى لأحد غرضين الأول:‏تضمنته الجملة أو العبارة ويسمى فائدة الخبر.‏وسمي لازم الفائدة(٨).والثاني:‏إفادة المخاطب الحكم الذيإفادة المخاطب أن المتكلم عالم بالحكم،‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ ج‎٤‎‏:‏٢٢٧. ‏(مادة:‏خبر).‏انظر،‏ القزويني،‏ الإيضاح،‏ ‎١٩‎‏.و انظر،‏ عكاوي،‏ أنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏ ص:‏‎٥٥٤‎‏.‏المنافقون:‏‎١‎‏.‏انظر،‏ ربيع،‏ محمد،علوم البلاغة العربية،‏ دار الفكر للنشر،‏ ط‎١‎‏،‏السكاكي،‏ أبي يعقوب،‏ مفتاح العلوم،‏انظر،‏ القزويني،‏ الإيضاح،‏.١١٦ ،١٩٩١.١٦٦.١٩انظر،‏ عتيق،‏ عبد العزيز،‏ في البلاغة العربية علم المعاني،‏ دار النهضةانظر،‏ عتيق،‏ عبد العزيز،‏ في البلاغة العربية علم المعاني،‏بيروت،‏ ،،١٩٧٤٤٩. ‏.ت)،‏.٥٢٩٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


أضرب الخبر:‏الخبر الذي يجري على مقتضى ظاهر حال المخاطب على ثلاثة أضرب وسميالنوع الأول ابتدائي،‏ والثاني طلبي،‏ والثالث إنكاريومن الأساليب الخبرية في آيات الخوف:‏(١).‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏ بعضهم عل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِم ف َالصالِحات ُق َانِت َات ٌ حافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏ بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِي ت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهن ف َعِظ ُوهن واهجروهن فِي المضاجِعِ‏واضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِن سبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏( ٢ ).تناولت الآية جانبا ً اجتماعيا ً من حياة الفرد المسلم وهو قوامة الرجال على النساء،‏النزاع بين الزوجين.‏فيما يلي:‏وطرق تسويةوالآية إخبار عن كيفية القوامة وطرق لعلاج النزاعات بين الأزواج ومتمثلالرجال قوامون على النساء هنا الموضع الأول،‏فهي جملة خبرية.‏الذي تضمنته الآية وهو أن يقوم الرجل بأمر زوجه،والمحافظة عليها،‏وفائدة الخبر الحكمويتسلط عليها بحق ويؤدبهاويأخذ على يدها؛ لأن القوامة تعني الرئاسة وتيسير شؤون الأسرة والمنزل وليس من لوازمهاالتسلط بالباطل ونوعه الخبر طلبي.‏‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ‏ ول َو ردوه إِل َى الرسولِ‏ وإِل َى أُولِي الأَمرِ‏ مِن ْهمل َعلِمه ال َّذِين يست َن ْبِط ُون َه مِن ْهم ول َول َا ف َضلُ‏ االلهِ‏ عل َيك ُم ورحمت ُه ل َات َّبعت ُم الش َّيط َان إِل َّا ق َلِيل ًا]‏تعالى:‏( ٣ ).تناولت الآية جانبا ً سياسيا ً وهو إذاعة الأخبار من غير اعتماد على مصدر صحيح.‏‏(وإِذ َا جاء هم أَمر(وفي قولههنا جملة خبرية والمقصود به إخبار سرايا الرسولr بما حصل لهم.‏والجملة الخبرية تخرج لفائدة وهي وجوب التثبيت من الأخبار قبل روايتها وحكايتها وضرورةالرقابة العامة على الأخبار المعلنة؛ وذلك للحفاظ على الأسرار السياسية العامة لبقاء الأمة الإسلاميةموحدة متماسكة،‏ورود الخبر ونوعه الخبر طلبي.‏لا تتأثر بالدعايات الكاذبة والجملة الخبرية في إخبار المسلمين ما حصل بهم لحظة‏[يا بنِي آَدم إِما يأْتِين َّك ُم رسلٌ‏ مِن ْك ُم يق ُصون عل َيك ُم آَياتِي ف َمنِ‏ ات َّق َى وأَصل َ ح ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هميحزن ُون‏]‏المكذبين بآيات االله.(٤ )‏.الآية السابقة تناولت جانبا ً عقائديا ً وهو ما خوطب به كل أمة على لسان رسولها وإنذاروالخبر في الآية أنه سيرسل لكل قوم من الأقوام رسول من بينهم يبين لهمأنظمة العبادات والمعاملات والأخلاق ولهذا الخبر نتيجة متمثل بأنه لا خوف عليهم ولا هم(1)(2)(3)(4)انظر،‏ القزويني،‏ الإيضاح،‏النساء:‏‎٣٤‎‏.‏النساء:‏‎٨٣‎.١٩.الأعراف:‏‎٣٥‎‏.‏١٠٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


يحزنون،‏وخرج الخبر لفائدة وهو أن الناس بعد دعوة الرسل سينقسمون لفريقين فريق مؤمن طائعمصدق لدعوة الرسل،‏. عظِيمٍ]‏( ٢ )وفريق جاحد منكر متمرد ومكذب لها(١)ونوع الخبر هنا انكاري.‏‏[ل َق َد أَرسل ْن َا ن ُوحا إِل َى ق َومِهِ‏ ف َق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏تضمنت الآية جانب من قصة سيدنا نوح . uوالجملة الخبرية في الآية الكريمة أخبار الناسبوجود سيدنا نوح وارساله إلى قومه ؛ فهو أول رسول بعثه االله إلى أهل الأرض بعد آدم عليهالسلام ويخرج الخبر لثلاث فوائد اهتم بدعوة قومه بعناصر متمثلة بالأمر بعبادة االله،‏لا إله إلا االله ولا إله غيره.‏الفائدة الثانية تعليل للفائدة الأولى.‏بعذاب الطوفان.‏الآخرة ونوع الخبر هنا طلبي.فالأمر الأول إثبات للتكليف والمقصود بالثاني الإقرار بالتوحيد.‏الحكم بأن االلهوكانتوالفائدة الثالثة وهي العقاب إما أن يكون يوم القيامة وإما أن تكونعلما ً بأن سيدنا نوحا ً كان جازما ً بوقوع العذاب على قومه إما في الدنيا أو في] ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏ وأَخ َاف ُ أَن يأْك ُل َه الذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏(٣ ).تضمنت الآية السابقة جانبا ً من قصة سيدنا يوسف u وهو تنفيذ إخوته مؤامرتهم وتدليسهم الأمرعلى أبيهم.‏والخبر نابع من والد يوسف u وهو إسحاقu ‏(ي قولهوالفائدة وكانت الإجابة للأبناء متضمنة حكميوسف u كما وبينهم بشدة الحفظ والصوت،‏وهذا الأمر ليكمن عاطفة الوالدينيوسف u ونوع الخبر هنا طلبي.‏.إِ‏ ن ِّ ي ل َ ي حزن ُنِ‏ ي أَ‏ ن ت َ ذ ْ ه بوا بِهِ)‏العاطفة الأبوية المألوفة تحذيرا ً من التقصير تجاهوالإشعار بالحب وعدم القدرة على العيش بفراق ابنةوكان الخبر هنا إعلام الأبناء بما سيحدث إن لم ينتبهوا لأمر‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏ الصواعِق َ ف َيصِيب بِها من يش َاء وهم يجادِل ُون فِيااللهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏(٤).الآية من مظاهر ألوهية االله وربوبية وقدرته وفي قوله(ويرسِلُ‏ الصواعِق َحال هؤلاء المشركين وهم يجادلون الرسل وتكذيب الآياتفي تسبيح الرعد،‏والإرسال للصواعق،‏،،ويسبح الرعد‏)‏فهذاوالجملة الخبرية تبين الخبر ويكمنوبيان حال الكافرين وهم يجادلون االله ويشكون في عظمةاالله وأنه لا إله إلا هو القادر على كل شيء وهو شديد المحال ونوع الخبر هنا انكاري(1)(2)(3)(4)الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٤‎‏:‏الأعراف:‏‎٥٩‎‏.‏يوسف:‏‎١٣‎‏.‏الرعد:‏‎١٣‎‏.‏.٥٦٠١٠١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم مِث ْلَ‏ يومِ‏ الأَحزابِ]‏.( ١ )الآية تناولت جانب من قصة المؤمن من آل فرعون ودفاعه عن موسى u.والجملةالخبرية في قوله:‏ ‏(إِن ِّي أَخ َاف ُ)‏ فقد عبر الرجل المؤمن بتعبيره عن الإيمان بجملة خبرية؛ بأنه يخشىعليهم عذاب يوم القيامة يوم لا ينفع مالٌ‏ ولا بنون مخاطبهم بقوله:‏مستغيثا ً به من الأحوال،وحين ينادي بعضكم بعضا ًأو حين ينادي أهل النار أهل الجنة بأن هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا ً أوحينما ينادوهم بأن يفيضوا عليهم من الماء ونوع الخبر هنا طلبي.‏‏[أَل َم ت َر إِل َى ال َّذِين قِيلَ‏ ل َهم ك ُف ُّوا أَيدِيك ُم وأَقِيموا الصل َاة َ وآَت ُوا الزك َاة َ ف َل َما ك ُتِب عل َيهِم القِت َالُ‏ إِذ َا ف َرِيق ٌمِن ْهم يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ أَو أَش َد خ َش ْية ً وق َال ُوا ربن َا لِم ك َت َبت َ عل َين َا القِت َالَ‏ ل َول َا أَخ َّرت َن َا إِل َى أَجلٍ‏ق َرِيبٍ‏ ق ُلْ‏ مت َاع الدن ْيا ق َلِيلٌ‏ والآَخِرة ُ خ َير لِمنِ‏ ات َّق َى ول َا ت ُظ ْل َمون ف َتِيل ًا]‏تضمنت الآية أحوال الناس حين فرض القتال.‏( ٢ ).والآية جملة خبرية وهي أن المؤمنونكانوا بمكة مأمورين بالصلاة والزكاة ومواساة الفقراء بالصفح والعفو عن المشركين،‏الإذن لهم بالقتال ليثأروا من أعدائهم،‏سبحانه وتعالى.وكانوا يؤدونوهذا الذكر لهذه الطائفة كانت تخشى الناس والحق الخشية اللهوعبر بذلك في الجملة الخبرية:‏ ‏[وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه‏]‏‏[ومن يطِعِ‏ االلهَ‏ ورسول َه ويخ ْش َ االلهَ‏ ويت َّق ْهِ‏ ف َأُول َئِك هم الف َائِزون‏]‏الفائزين،‏(٣)ونوع الخبر هنا طلبي..( ٤ )تناولت الآية السابقة الطاعة والامتثال عند المؤمنين.‏والجملة الخبرية في ذكر صفاتوذكر أجر من يطع االله ويخشاه ويتقه وهو الفوز بالجنة والأمن من كل شر في الدنياوالآخرة ونوع الخبر ابتدائي.‏ومن خلال تتبعنا الجملة الخبرية ومواطنها في دوال الخوف نجد أنها وردت في تسعةمواضع.‏ ويمكن بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏الآية‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏رقم الآيةالنساء:‏‎٣٤‎‏.‏الشاهد‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما(1)(2)(3)(4)غافر:‏‎٣٠‎‏.‏النساء:‏‎٧٧‎‏.‏الأحزاب:‏‎٣٧‎‏.‏النور:‏‎٥٢‎‏.‏١٠٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


بعضهم عل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِنأَموالِهِم ف َالصالِحات ُ ق َانِت َات ٌ حافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِي ت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهنف َعِظ ُوهن واهجروهن فِي المضاجِعِ‏واضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِنسبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ‏أَذ َاعوا بِهِ‏ ول َو ردوه إِل َى الرسولِ‏ وإِل َى أُولِيالأَمرِ‏ مِن ْهم ل َعلِمه ال َّذِين يست َن ْبِط ُون َه مِن ْهمول َول َا ف َضلُ‏ االلهِ‏ عل َيك ُم ورحمت ُه ل َات َّبعت ُمالش َّيط َان إِل َّا ق َلِيل ًا]‏‏[يا بنِي آَدم إِما يأْتِين َّك ُم رسلٌ‏ مِن ْك ُم يق ُصونعل َيك ُم آَياتِي ف َمنِ‏ ات َّق َى وأَصل َح ف َل َا خ َوف ٌعل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏‏[ل َق َد أَرسل ْن َا ن ُوحا إِل َى ق َومِهِ‏ ف َق َالَ‏ يا ق َومِ‏اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره إِن ِّي أَخ َاف ُعل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏‏[ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏ وأَخ َاف ُ أَنيأْك ُل َه الذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ويرسِلُ‏ الصواعِق َ ف َيصِيب بِها من يش َاء وهميجادِل ُون فِي االلهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُممِث ْلَ‏ يومِ‏ الأَحزابِ]‏‏[أَل َم ت َر إِل َى ال َّذِين قِيلَ‏ ل َهم ك ُف ُّوا أَيدِيك ُم وأَقِيمواالصل َاة َ وآَت ُوا الزك َاة َ ف َل َما ك ُتِب عل َيهِم القِت َالُ‏ إِذ َاف َرِيق ٌ مِن ْهم يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ أَو أَش َدخ َش ْية ً وق َال ُوا ربن َا لِم ك َت َبت َ عل َين َا القِت َالَ‏ ل َول َاالنساء:‏‎٨٣‎ف َضلَ‏ االلهُ‏ بعضهم عل َى بعضٍ‏وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِم‏]‏‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ]‏‏[يا بنِي آَدم إِما يأْتِين َّك ُم رسلٌ‏مِن ْك ُم يق ُصون عل َيك ُم آَياتِي]‏‏[ل َق َد أَرسل ْن َا ن ُوحا إِل َى ق َومِهِ]‏‏[ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ]‏‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُمِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏ الصواعِ‏ َقف َيصِيب بِها]‏‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ إِن ِّيأَخ َاف ُ عل َيك ُم مِث ْلَ‏ يومِ‏ الأَحزابِ]‏‏[أَل َم ت َر إِل َى ال َّذِين قِيلَ‏ ل َهم ك ُف ُّواأَيدِيك ُم وأَقِيموا الصل َاة َ وآَت ُوا الزك َاة َف َل َما ك ُتِب عل َيهِم القِت َالُ‏ إِذ َا ف َرِيق ٌمِن ْهم يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ أَو.الأعراف:‏‎٣٥‎‏.‏الأعراف:‏‎٥٩‎‏.‏يوسف:‏‎١٣‎‏.‏الرعد:‏‎١٣‎‏.‏غافر:‏‎٣٠‎‏.‏النساء:‏‎٧٧‎‏.‏١٠٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏أَخ َّرت َن َا إِل َى أَجلٍ‏ ق َرِيبٍ‏ ق ُلْ‏ مت َاع الدن ْيا ق َلِيلٌ‏والآَخِرة ُ خ َير لِمنِ‏ ات َّق َى ول َا ت ُظ ْل َمون ف َتِيل ًا]‏‏[ومن يطِعِ‏ االلهَ‏ ورسول َه ويخ ْش َ االلهَ‏ ويت َّق ْهِ‏ف َأُول َئِك هم الف َائِزونالنور:‏‎٥٢‎‏.‏أَش َد خ َش ْية ً]‏‏[ومن يطِعِ‏ االلهَ‏ ورسول َه ويخ ْش َااللهَ‏ ويت َّق ْهِ‏ ف َأُول َئِك هم الف َائِزون‏]‏الأساليب الإنشائية:‏الإنشاء لغة:‏ الإيجاد.‏الخبر فهو قد ينقسم إلى طلب وغيرهوقد عرفه الجرجاني:‏اصطلاحا ً:‏ كلام لا يحتمل الصدق ولا الكذب لذاته(٢).(١). وحقيقة الإنشاء تمييزقد يقال عن الإنشاء على الكلام الذي ليس لنسبة خارج تطابقه أو لاتطابقه.وقد وافقه الرأي القزويني واعتمد رأيه عندما فصل بين الخبر والإنشاء فقال:‏ ‏"وجهالحصر أن الكلام إما خبر أو إنشاء؛ لأنه إما أن يكون لنسبته خارج تطابقه أو لا تطابقه،‏لا يكون لها خارج الأول الخبر،‏ والثاني:‏ الإنشاءوالإنشاء ضربان:‏طلب(٣)."وغير طلب.‏ ،والطلب:‏أويستدعي مطلوبا ً غير حاصل وقت الطلب؛لامتناع تحصيل الحاصل ومن أنواعه:‏ التمني،‏ النداء،‏ الاستفهام،‏ الأمر،‏ النهيما لا يستدعي مطلوبا ً.‏صيغ العقود(٥).وله أساليب وصيغ كثيرة منها:‏ صيغ المدح والذم،‏للإنشاء الطلبي في اللغة العربية أساليب عدة هي:‏والنداء.والتحذير والإغراء،‏العربية،‏الأمر،‏النهي،‏(٤)‏.وغير الطلب:‏ فهوالتعجب،‏القسم،‏والاستفهام،‏الرجاء،‏والنهي،‏والدعاء،غير أن الأنواع الخمسة الأولى الأكثر في الحضور في اللغةوالأوسع انتشارا ً في الاستعمال.لذا سوف نتحدث عنها بمزيد من العرض وشيء منالتوسع في الآيات.وقد اشتملت الآيات العديد من المواضع الإنشائية ولابد من الوقوف على هذهالأدلة توضيحا ً للأضرب وللنوع وللغرض.‏وقد يخرج الاستفهام إلى معاني أخرى،‏الأمر،النهي،‏الاستبطاء.‏والتشويق،‏التسوية،‏والنفي،‏قد تكون أكبر وأهم من المعنى الأصلي كالخروج إلىوالإنكار،‏التعجب،‏والتقرير،والتحقير،‏والتعظيم،‏الوعيد،‏(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الهاشميلبنان،‏ ط‎١٢‎‏،‏ج‎١‎‏:‏،٧٥. ‏.ت)،‏أحمد،‏ جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،‏ مكتبة إحياء التراث العربي،‏ بيروت،‏انظر،‏ السبكي.‏ بهاء الدين،‏ عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،‏ المكتبة العصرية،‏ صيدا،‏ بيروت،‏.٤١٩انظر،‏ الإيضاح،‏ القزويني،‏.١٣٠انظر،‏ الإيضاح،‏ القزويني،‏ ‎١٣٠‎‏.وانظر،‏ أبو موسى،‏ محمد محمد،‏ البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري،‏مكتبة وهبة،‏ ‎١٤٠٨‎ه،١٩٨٨-انظر،‏ عتيق،‏ علم المعاني،‏‎٧٦‎‏.‏١٢٩. ط‎٢‎‏،‏١٠٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


أولا ً:‏ الاستفهام:‏الاستفهام من الفهم،‏الغير على جهة الاستعلاموفهمت الشيء:‏(٢).عقلته،‏واستفهمته سأله أن يفهمهوعرف الهاشمي الاستفهام هو:(١)‏.ومعناه طلب المراد منطلب العلم بشيءلم يكن معلوما ً من قبل.أدواته:‏ الهمزة،‏ هل،‏ ما،‏ متى،‏ أيان،‏ كيف،‏ أين،‏ أي‏،‏ كمومن الآيات التي تضمنت الاستفهام:‏(٣).‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَنيدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِي الآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏.( ٤ )تناولت الآية ظلم مانع الصلاة في المساجد وصحة الصلاة في أي مكان وفي قوله تعالى(ومنأَ‏ ظ ْ ل َ م‏)‏ أسلوب إنشائي طلبي نوعه استفهام إنكاري يفيد النفي.‏ والاستفهام هما بسؤال موجه لمن يمنعالمصلين من الدخول في المساجد.‏يمنع الصلاة.‏والحرف الدال على الاستفهام من.وقد يخرج الاستفهام إلى جانب معناه الأصلي وهو النفي.‏لمن‏[وحاجه ق َومه ق َالَ‏ أَت ُحاجون ِّي فِي االلهِ‏ وق َد هدانِ‏ ول َا أَخ َاف ُ ما ت ُش ْرِك ُون بِهِ‏ إِل َّا أَن يش َاء ربي ش َيئًاوسِع ربي ك ُل َّ ش َيءٍ‏ عِل ْما أَف َل َا ت َت َذ َك َّرون‏]‏( ٥ ).تناولت الآية جانب من قصة سيدنا إبراهيم u وقومه.‏طلبي نوعه استفهام وغرضه التعجب.‏للدين الحق.‏وفي قوله(أَ‏ ت ُحاجون ِّي)‏أسلوب إنشائيوقد يكون الجدال والمحاجة محمود إذا كان بقصد التقريرولكن كان هنا التقرير للدين الباطل ؛ لذلك كان الغرض منه التعجب.‏الاستفهام إلى جانب معناه الأصلي وهو التعجب.‏وأداة الاستفهام الهمزة.‏وقد يخرج‏[وك َيف َ أَخ َاف ُ ما أَش ْرك ْت ُم ول َا ت َخ َاف ُون أَن َّك ُم أَش ْرك ْت ُم بِااللهِ‏ ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏ عل َيك ُم سل ْط َان ًا ف َأَي الف َرِيق َينِ‏أَحق ُّ بِالأَمنِ‏ إِن ك ُن ْت ُم ت َعل َمون‏]‏.( ٦ )الآية تناولت جانبا ً هاما ً من القصة السابقة وهي قصة إبراهيم uقوله(وك َيف َ أَخ َاف ُ)‏تخوفيهم إياه بالأصنام.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه استفهام وغرضه الإنكار.‏وهم لا يخافون االله عز وجل.االله عز وجل القادر على كل شيء.‏ والأداة الاستفهامية هنا كيف.‏وقومه.‏بمعنى أنكم تخافون ميتا ً صنما ً.‏والاستفهام فيبمعنى أنه أنكر عليهموأنا أخاف(1)(2)(3)(4)(5)(6)انظر،‏ السكاكي،‏ مفتاح العلوم:‏انظر،‏ العلوي،‏ الطراز:‏.٣٠٨وانظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل:‏.١٢٢.٥٣٢انظر،‏ الهاشمي،‏ جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،‏البقرة:‏‎١١٤‎‏.‏الأنعام:‏‎٨٠‎‏.‏الأنعام:‏‎٨١‎‏.‏.٨٥١٠٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[أَهؤُل َاءِ‏ ال َّذِين أَق ْسمت ُم ل َا ين َال ُهم االلهُ‏ بِرحمةٍ‏ ادخ ُل ُوا الجن َّة َ ل َا خ َوف ٌ عل َيك ُم ول َا أَن ْت ُم ت َحزن ُون‏]‏هذه الآية تضمنت مناظرة بين أصحاب الأعراف وأصحاب النار.‏إنشائي طلبي نوعه استفهام وغرضه التوبيخ والتأنيب.‏برحمته لفقرهم وضعفهم وقلة أتباعهم وهم يرتعون في نعيم الجنة.( ١ )وفي قوله تعالى(أَهؤُل َاءِ)‏أسلوبفهؤلاء الذين خلفتم بهم في الدنيا ألا ينالهم االلهويتمتعون بخيراتها والكفار يتحرقون في سعير جهنم.وأداة الاستفهام هنا الهمزة.‏‏[أُول َئِك ال َّذِين يدعون يبت َغ ُون إِل َى ربهِم الوسِيل َة َ أَيهم أَق ْرب ويرجون رحمت َه ويخ َاف ُون عذ َابه إِن عذ َابربك ك َان محذ ُور ا]‏.( ٢ )تناولت الآية تنفيذ آخر لشبهات المشركينوغرضه التقرير.‏أسهل وأقرب إلى االله تعالى.‏وأداة الاستفهام هنا أي‏.‏.ويرجون رحمة االله ويخافون عذابه كغيرهم من عباد االله.‏وفي قوله تعالى(أَيهم‏)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه استفهامويكون هذا الطلب في الإقرار لمعرفة أي السبل والوسائلفكيف يكون الأقرب؟ يكون الأقرب بالطاعة وازدياد الخير والصلاح،‏( ٣ )‏[أَفِي ق ُل ُوبِهِم مرض أَمِ‏ ارت َابوا أَم يخ َاف ُون أَن يحِيف َ االلهُ‏ عل َيهِم ورسول ُه بلْ‏ أُول َئِك هم الظ َّالِمون‏]‏ .تناولت الآية جانب عقائدي متمثل في البقاء على الضلال والنفاق بالرغم من البيان الشافي.‏ثلاثة أساليب تؤدي نفس الغرض والأساليب(أَفِي ق ُل ُوبِهِمالاستفهام(الهمزة،‏أم)‏أَم يخ َاف ُون ، أَمِ‏ ارت َابوا ،وكلها أساليب إنشائية طلبيه نوعها استفهام إنكاري وغرضه التقرير.‏قلوب الكافرين الملحدين مليئة بالكفر،والنفاق،‏عكس الواقع فالكافرين هم الظالمون،المعاندون،‏لإعراضهم عن حكم االله تعالى.‏والشك،‏والريب في نبوة محمد(r وعدله.‏وفي الآيةوأدواتحيث أنولكن هناالكافرون الذين يريدون جحود الحقوق وذلك؛‏[ضرب ل َك ُم مث َل ًا مِن أَن ْف ُسِك ُم هلْ‏ ل َك ُم مِن ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم مِن ش ُرك َاء فِي ما رزق ْن َاك ُم ف َأَن ْت ُم فِيهِ‏ سواءت َخ َاف ُون َهم ك َخِيف َتِك ُم أَن ْف ُسك ُم ك َذ َلِك ن ُف َصلُ‏ الآَياتِ‏ لِق َومٍ‏ يعقِل ُون‏]‏تناولت الآية جانب عقائدي.‏وهو إثبات الوحدانية من.(٤)واقع البشر.‏وقوله(هلْ‏ ل َ ك ُم (أسلوب إنشائيطلبي نوعه استفهام وغرضه التقرير؛ أي أن االله سبحانه وتعالى جعل لكم من أنفسكم ما تشاهدونه، وتفهمونهوهذا الشيء منتزع من أحوالكم ومشاعركم التي تسيطر عليكم.‏وحدانية االله تعالى والإقلاع عما أنتم فيه من عبادة الأوثان والأصنام.‏وقربه منكم وذلك لإثبات(1)(2)(3)(4)الأعراف:‏‎٤٩‎‏.‏الإسراء:‏‎٥٧‎‏.‏النور:‏‎٥٠‎‏.‏الروم:‏‎٢٨‎‏.‏١٠٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[أَل َيس االلهُ‏ بِك َافٍ‏ عبده ويخ َوف ُون َك بِال َّذِين مِن دونِهِ‏ ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏.(١)تناولت الآية وعيد المكذبين ووعد الصادقين.‏ وقوله(أَل َيس‏)‏ أسلوب إنشائي طلبي نوعه استفهامويخرج للنفي.‏ والتقرير:‏ أي أن االله سبحانه وتعالى يكفي من عبده وتوكل عليه،‏ فيدفع عنه الويلاتوالمصائب ويعطي للإنسان جميع المرغوبات.‏ وعبر بلفظ الاستفهام لإنكار النفي في ‏(ليس)‏ وذلكللمبالغة في الإثبات.‏ والمراد تقرير ذلك في النفوس،والإشارة إلى أن االله قريب من العبد،‏ ومطلععلى أعماله.والآية بها إثبات وليس نفي لأن الهمزة تفيد الإنكار الذي يفيد معنى النفي وليس للنفيفيصح نفي النفي إثبات.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن الاستفهام في دوال الخوف نجد أنها وردت في تسعة مواضع.‏ ويمكنبيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏الآية‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيهااسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَنيدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِيالآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏‏[وحاجه ق َومه ق َالَ‏ أَت ُحاجون ِّي فِي االلهِ‏ وق َد هدانِ‏ول َا أَخ َاف ُ ما ت ُش ْرِك ُون بِهِ‏ إِل َّا أَن يش َاء ربي ش َيئًاوسِع ربي ك ُل َّ ش َيءٍ‏ عِل ْما أَف َل َا ت َت َذ َك َّرون‏]‏‏[وك َيف َ أَخ َاف ُ ما أَش ْرك ْت ُم ول َا ت َخ َاف ُون أَن َّك ُمأَش ْرك ْت ُم بِااللهِ‏ ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏ عل َيك ُم سل ْط َان ًا ف َأَيالف َرِيق َينِ‏ أَحق ُّ بِالأَمنِ‏ إِن ك ُن ْت ُم ت َعل َمون‏]‏‏[أَهؤُل َاءِ‏ ال َّذِين أَق ْسمت ُم ل َا ين َال ُهم االلهُ‏ بِرحمةٍ‏ ادخ ُل ُواالجن َّة َ ل َا خ َوف ٌ عل َيك ُم ول َا أَن ْت ُم ت َحزن ُون‏]‏‏[أُول َئِك ال َّذِين يدعون يبت َغ ُون إِل َى ربهِم الوسِيل َة َأَيهم أَق ْرب ويرجون رحمت َه ويخ َاف ُون عذ َابه إِنعذ َاب ربك ك َان محذ ُورا]‏‏[ومن يعملْ‏ مِن الصالِحاتِ‏ وهو مؤْمِن ف َل َايخ َاف ُرقم الآيةالبقرة:‏‎١١٤‎الأنعام:‏‎٨٠‎‏.‏الأنعام:‏‎٨١‎‏.‏الأعراف:‏‎٤٩‎‏.‏الإسراء:‏‎٥٧‎‏.‏طه:‏‎١١٢‎‏.‏الشاهد‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َعمساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيهااسمه‏]‏‏[أَت ُحاجون ِّي فِي االلهِ]‏‏[وك َيف َ أَخ َاف ُ ما أَش ْرك ْت ُم‏]‏‏[أَهؤُل َاءِ‏ ال َّذِين أَق ْسمت ُم‏]‏‏[أَيهم أَق ْرب ويرجون‏]‏‏[ومن يعملْ‏ مِن الصالِحاتِ]‏الزمر:‏‎٣٦‎‏.‏ (1)١٠٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


َََََََُُِِِِْْْ ٍََََََُُِِِِِِّْْْْ ٍَََََّ ُ َََََََِ ٌَ ََ ْ ِِ ُُظ ُل ْما ول َا هضما]‏َ ُ َ َ َْ ُ َ ْ ِ َ ٌ ََ ْ ِِ ُُ ََِ ُ َ ِ َ ُ ْ َُُ َُ َ ِْْ َ َ َ َ[ َّ ِِ ِ ِْ ْ ُ َ ْ َ ْ ُ ُ َْ ْ ًَ َ ْ ُ َ َ َ َْ َ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ ُُ َْ َ َ َْ ُ َ ُ َْ ْ ُِ َ َِ ُْ ُ ََِِ َ ٌ َ َ ْ ُ ََْ[ ُ ٍِِ ِْ َ ْ َ َ ُ َ َ َْ َ َْ َ َُ ُ ِّ ُ َ[ٍ ِ ِ ِِ َِ ْ َُ ََ ِ ْ ُ ْ َ َ ُ ْ‏[أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أنيحيف االلهُ‏ عليهم ورسوله بل أولئك همالظالمونالنور:‏‎٥٠‎‏.‏‏[أفي قلوبهم مرض أمارتابوا أم يخافون[ َ ُ َ َ ْ ُ َ ْ‏[ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم منما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكمفأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكمكذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون ُّ الروم :٢٨.‏[هل لكم من ما ملكتْ ََ َ[ََُُ ْ‏[أليس االلهُ‏ بكاف عبده ويخوفونك بالذينمن دونه ومن يضلل االلهُ‏ فما له من هاد ُّ الزمر :٣٦.أيمانكم‏[أليس االلهُ‏ بكاف عبدهُ ََْ ِ ِّ ُ َََْويخوفونك[ثانيا ً:‏ الأمر:‏الأمر نقيض النهي،‏يقال أمره أمرا ً فائتمر،‏أي قبل أمره،‏والأمر عند علماء البلاغة هو طلبالفعل على وجه الاستعلاء والإلزام.‏ وقد عرفه العلوي:‏ هو صيغة تستدعي طلب الفعل،‏ أو ينبئ عناستدعاء الفعل من وجه الغير على جهة الاستعلاء.‏( ١ )‏[ق ُل ْن َا اهبِط ُوا مِن ْها جمِيعا ف َإِما يأْتِين َّك ُم مِن ِّي هدى ف َمن ت َبِع هداي ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .تضمنت الآية جزء من قصة سيدنا آدم ، uمنهما.‏وقي قوله‏(اه بِ‏ ط ُوا)‏وآدم وحواء u في الجنة وقد توقف الشيطانأسلوب إنشائي طلبي أمر والغرض منه التهديد والحرمان.‏االله U بهبوط آدم وحواء إلى الأرض وذلك لاستمرار الشيطان في إغواء آدم وزوجه،‏آدم أنه عدوه الذي أبى السجود له.‏ فأكلا من الشجرة فكانت العاقبة الخروج من الجنة.‏‏[إِن َّما ذ َلِك ُم الش َّيط َان يخ َوف ُ أَولِياءه ف َل َا ت َخ َاف ُوهم وخ َاف ُونِ‏ إِن ك ُن ْت ُم مؤْ‏ مِنِين‏]‏.(٢)تناولت الآية منزلة الشهداء المجاهدين في سبيل االله وفي قوله تعالى(وخ َاف ُونِ)‏طلبي نوعه أمر وغرضه النصح والإرشاد.‏الأعداء،‏قتال المشركين.‏وأن أولياء االله لا يخافون الشيطان إذا خوفهم،‏فقد كان أمرحتى نسيهنا أسلوب إنشائيوالخوف هنا يجب أن يكون من االله فقط،‏وإنما يخوف أولياؤه المنافقين،‏لا منليقعدوا عن(1)(2)البقرة:‏‎٣٨‎‏.‏آل عمران:‏‎١٧٥‎‏.‏١٠٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًا خ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏تناولتتعالى(ف َل ْ ي ت َّق ُوا االلهَ)‏الآية حقوق الورثة في التركة وحقوق المحتاجين والأيتام والقرابة غير الوارثين.‏(١).وقولهأسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر غرضه النصح والإرشاد وخاصة أمر اليتامىوليأتوا إليهم ما يحبون أن يفعل بذريتهم من بعد موتهم.(‏ ول ْ يق ُول ُوا)‏غرضه النصح والإرشاد لمن يحضر الوفاة.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏ بعضهم عل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِم ف َالصالِحات ُق َانِت َات ٌ حافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏ بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِيواضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِن سبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏ت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهن ف َعِظ ُوهن واهجروهن فِي المضاجِعِ‏( ٢ ).تناولت الآية قوامة الرجال على النساء وطرق التسوية النزاع بين الزوجين.‏‏(واه جروهن فِي المضاجِعِ‏النصح والإرشاد،.هجر الكلام عن ثلاثة أيام.‏فعلها.‏فعظوهن،‏واضرِ‏ بوهن‏)‏قوله وفيأسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر وغرضهوالمقصود في الآية ترك الجماع أو عدم المبيت معها في فراش واحد،‏وهي أشد شيء من ايحاش المرآة وجعلها تتبصر فيولا يحلأمرها وتف ّكر فيوالضرب الخفيف باليد على الكتف على أن يكون ثلاث مرات أو بالسواك أو بعود خفيف؛لأن المقصود به الصلاح(٣).‏[ذ َلِك أَدن َى أَن يأْ‏ ت ُوا بِالش َّهادةِ‏ عل َى وجهِها أَو يخ َاف ُوا أَن ت ُرد أَيمان بعد أَيمانِهِم وات َّق ُوا االلهَ‏ واسمعواوااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏( ٤ ).تناولت الآية الشهادة على الوصية حين الموت.‏في قوله(وات َّ ق ُوا االلهَ).‏أمر وغرضه النصح والإرشاد والتقوى في ترك الخيانة والكذب.‏إنشائي طلبي نوعه أمر غرضه النصح والإرشاد.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعهاوفي قوله(واس م عوا)‏أسلوبوهنا اسمعوا ما تؤمرون به وهو سماع القبولوالآية أي راقبوا االله واحذروا عقابه في أيمانكم أن تخلفوا بها كاذبة وأن تأخذوا مالا ً عليها وأنتخونوا ما ائتمنكم واسمعوا سماع تدبر وقبول لهذه الأحكام واعلموا بها.‏متقي وغير مستمع المنافقين المتمردين الخارجين عن حكم االله وشرعه.‏وهوايته والمستحقين عقاب االله وعقابه(٥).وإلا يكون الإنسان الغيرالمطردين من رحمة االله(1)(2)(3)(4)(5)النساء:‏‎٩‎‏.‏النساء:‏‎٣٤‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٣‎‏:‏المائدة:‏‎١٠٨‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٤‎‏:‏.٦٠ -٥٩.١٠٤١٠٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ََََِْْْ.( ١ )‏[ل َق َد أَرسل ْن َا ن ُوحا إِل َى ق َومِهِ‏ ف َق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏تناولت الآية جانب من قصة سيدنا نوحu وقوله(اع بدوا االلهَ)‏أسلوب إنشائي طلبي غرضه النصحوالإرشاد.‏ فقد أمرهم سيدنا نوحu بعبادة االله وحده لا شريك له.‏ وترك عبادة الأصنام ولكنهم عاندوهوعارضوه وآذوه.‏ والأمر هنا بمعنى توجهوا إلى عبادة االله وحده لا شريك له إذ ليس لكم إله غير االله.‏ كماوصرخ أنه يخاف على قومه من عذاب يوم القيامة.‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِن الغ َافِلِين‏]‏تناولت الآية فضل الاستماع للقرآن وطريقة الذكر.‏وغرضه النصح والإرشاد.‏ويكون بتضرع وخيفة.‏وفوق السر والتخافت.‏وفي قوله(و ل َا ت َك ُن مِن الغ َافِلِين‏)‏وقوله(واذ ْ ك ُر‏)‏( ٢ ).أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمرفقد دلت الآية عن دفع الصوت بالذكر ممنوع بأن يكون الذكر بصوت منخفضوالخوف الشديد مع الخشية.أو ما يكون التوسط بالذكر دون الجهر برفع الصوت.‏للأمر بالذكر؛ فهي نهي عن الغفلة عن ذكر االله.‏القلب الخضوع الله والخوف من قدرته وعظمته إذا غفل.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر وغرضه النصح والإرشاد.‏والفائدة هنا جعل القلب دائم الصلة مع االله.‏وهنا تأكيدوأن يجعل‏[واذ ْك ُروا إِذ ْ أَن ْت ُم ق َلِيلٌ‏ مست َضعف ُون فِي الأَرضِ‏ ت َخ َاف ُون أَن يت َخ َط َّف َك ُم الن َّاس ف َآَواك ُم وأَيدك ُم بِن َصرِهِ‏ ورزق َك ُممِن الط َّيباتِ‏ ل َعل َّك ُم ت َش ْك ُرون‏]‏(٣).الآية تناولت موضوع الاستجابة لما فيه الحياة الأبدية.‏ وقوله تعالى(واذ ْ ك ُروا)‏ أسلوب إنشائي طلبي نوعهأمر وغرضه النصح والإرشاد.‏المؤمنين،‏ والمبادرة إلى شكرها،‏ والاعتناء والاتعاظ‏[ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْ سن ُعِيدها سِيرت َها الأُول َى]‏والذكر هنا بمعنى الشكر الله على النعم الجلية التي أنعم االله بها على(٤).( ٥ ).تناولت الآية جانب من قصة سيدنا موسىuوهو انقلاب العصا حية وهي المعجزة الأولى.‏ول َا ت َ خ َ ف ْ)‏فتعود عصا.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر وغرضه التقويض.‏قال له ا الله: Uله.وهذا من باب الأمر الحقيقي.‏خذهاوقوله(خ ُذ ْهاوقوله خذها بمعنى أن يدخل يده في فهمهابيمينك ولا تخف سنعيدها إلى سيرتها الأولى التي كانت مألوفةَ َ ً َ َ ُ َ ً َ َ ِ َْ ِ ً ِ َ ْ َُ ْ ِ َ ِ َِ ِ ِ َْ ََ ُ َ ََْ ْ َ ْ َََ‏[ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى. (١)[(1)(2)(3)(4)(5)الأعراف:‏‎٥٩‎‏.‏الأعراف:‏‎٢٠٥‎‏.‏الأنفال:‏‎٢٦‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٥‎‏:‏طه:‏‎٢١‎‏.‏.٣١١١١٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية إغراق فرعون وجنوده في البحر ونعم االله على بني إسرائيل.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر غرضه التقويض.‏والسري والإسراء:‏بعبادي أن يسير ببني إسرائيل من مصر ليلا ً دون أن يشعر بهم أحد.‏في وسط البحر(٢).وقولهالسير ليلا ً.‏وأن االله أيبس لهم تلك الطريق حتى لم يكن فيها ماء ولا طين.‏‏(أَسرِ‏ بِعِبادِي)‏وقوله أسروأمره أن يتخذ طريقا ً يابسا ًوقوله(ف َاضرِب‏)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر وغرضه التقويض أي اضرب واجعل بعصاك طريقا ً يابسا ً.ودلالةالأمر في قوله تعالى لبيان الإعجاز القرآني وكيفية نزل الأمر على الأنبياء مهما صعب هذا الأمرإلا أنهم يقوموا بتنفيذه.‏‏[إِذ ْ دخ َل ُوا عل َى داوود ف َف َزِع مِن ْهم ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ خ َصمانِ‏ بغ َى بعضن َا عل َى بعضٍ‏ ف َاحك ُم بين َن َا بِالحق ِّول َا ت ُش ْطِط ْ واهدِن َا إِل َى سواءِ‏ الصراطِ]‏.( ٣ )تناولت الآية جانب من قصة داوود . uوقوله‏(ف َاح ك ُم بين َن َا)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمروغرضه النصح والإرشاد.‏ على أن يحكم لبنهم الحكم العادل الذي لا جور في الحكم وأن يهديهم إلىالطريق الحق العدل.‏‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏ الن ُّذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا ا ‏َاللهإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏.( ٤ )تناولت الآية جانب من قصة سيدنا هود . uوغرضه النصح والإرشاد.‏وفي قوله(واذ ْ ك ُر‏)‏والذكر هنا للنبي وهو قوم عاد u الذيالدين بعثه االله إلى عاد الأولى الذين كانوا يسكنون الأحقاف.‏هودu‏.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمركان أخاهم في النسب لا فيوكان هنا الذكر مقدمات لعذاب قوم‏[ال َّذِين ق َالَ‏ ل َهم الن َّاس إِن الن َّاس ق َد جمعوا ل َك ُم ف َاخ ْش َوهم ف َزادهم إِيمان ًا وق َال ُوا حسبن َا( ٥ )ا اللهُ‏ ونِعم الوكِيلُ]‏ .(1)(2)طه:‏‎٧٧‎‏.‏يعرف حاليا بالبحر الأحمر،‏ وهو بحر مستطيل يتصل بالمحيط الهندي من خلال مضيق باب المندب،‏ يفصلبين أفريقيا وآسيا،‏ ظل بحر القلزم تحت سيطرة المسلمين،‏ ومثل أحد منافذ الإسلام التجارية إلى أن فرضالبرتغاليون سيطرتهم على مدخله الجنوبي عام ٩١٢ ه/‏‎١٥٠٦‎ م وبالتالي تحكموا في طرق التجارة بينمصر والهند وحرموا المسلمين من مورد هام.انظر،‏ أبو العنين،‏ حسن سيد أحمدوالمحيطات،،مؤسسة الثقافة الجامعية،‏ الاسكندرية،‏،١٩٩٨٣٠٠. ط‎٨‎‏،‏.٢٢: ص)‏ 3)(4)(5)الأحقاف:‏‎٢١‎‏.‏آل عمران:‏‎١٧٣‎‏.‏جغرافية البحار١١١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية جانب من منازل الشهداء والمجاهدين في سبيل االله وفي قوله تعالى(ف َاخ ْ ش َ و هم‏)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر وغرضه الهلاك.‏للانحراف عن العبادة السليمة والشرك باالله.‏بمعنى لا تأتوهم ولا تتبعوا الصالحين.‏وهنا دعوة‏[حرمت ْ عل َيك ُم الميت َة ُ والدم ول َحم الخِن ْزِيرِ‏ وما أُهِل َّ لِغ َيرِ‏ االلهِ‏ بِهِ‏ والمن ْخ َنِق َة ُ والموق ُوذ َة ُ والمت َردية ُوالن َّطِيحة ُ وما أَك َلَ‏ السبع إِل َّا ما ذ َك َّيت ُم وما ذ ُبِح عل َى الن ُّ صبِ‏ وأَن ت َست َق ْسِموا بِالأَزل َامِ‏ ذ َلِك ُم فِسق ٌ اليوميئِس ال َّذِين ك َف َروا مِن دِينِك ُم ف َل َا ت َخ ْش َوهم واخ ْش َونِ‏ اليوم أَك ْمل ْت ُ ل َك ُم دِين َك ُم وأَت ْممت ُ عل َيك ُم نِعمتِيورضِيت ُ ل َك ُم الإِسل َام دِين ًا ف َمنِ‏ اضط ُر فِي مخ ْمصةٍ‏ غ َير م َتجانِفٍ‏ لِإِث ْمٍ‏ ف َإِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏تناولت الآية المطعومات المحرمات وإكمال الدين والضرورة.‏طلبي نوعه أمر وغرضه النصح والإرشاد.‏( ١ ).وقوله(واخ ْش َونِ)أسلوب إنشائيوهنا الخشية من االله في كل أمر وكذلك الشكر اللهبأنه سخر للبشر كل مقومات الحياة وأباح لهم كل ما يحتاجونه.‏ ما لو شاء لحرمه علينا.‏] ق ُلْ‏ إِن ك َان آَباؤُك ُم وأَبن َاؤُك ُم وإِخ ْوان ُك ُم وأَزواجك ُم وعشِيرت ُك ُم وأَموالٌ‏ اق ْت َرف ْت ُموها وتِجارة ٌ ت َخ ْش َونك َسادها ومساكِن ت َرضون َها أَحب إِل َيك ُم مِن االلهِ‏ ورسولِهِ‏ وجِهادٍ‏ فِي سبِيلِهِ‏ ف َت َربصوا حت َّى يأْتِي االلهُ‏بِأَمرِهِ‏ وااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏.(٢)(٣).تناولت الآية السابقة ولاية الآباء والإخوان الكافرين.‏وقوله تعالى(ف َت َر ب صوا)‏وفتح مكة.‏‏[ف َق ُول َا ل َه ق َول ًا ل َين ًا ل َعل َّه يت َذ َك َّر أَو يخ ْش َى]‏.(٤)وتفصيل الإيمان والجهاد على ثمانية أشياءأسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر وغرضه الوعيد بمعنى انتظروا القتالتناولت الآية توجيهات لموسى وهارون في دعوة فرعون.‏نوعه أمر وغرضهالنصح والإرشاد.‏وفي قوله‏(ف َق ُول َا)‏أي فكلماه كلاما ً رقيقا ً لطيفا ً لاخشونة فيه.‏أسلوب إنشائي طلبيوخاطباه بالقولواللين.‏ فذلك أدعى به وأحرى أن يفكر فيما تبلغانه.‏ ويخشى عقاب االله الموعود على لسانكما(٥).(1)(2)(3)(4)(5)المائدة:‏‎٣‎‏.‏التوبة:‏‎٢٤‎‏.‏انظر:‏ الفصل الأول.‏طه:‏‎٤٤‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٨‎‏:‏.٥٦٥١١٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[وإِذ ْ ت َق ُولُ‏ لِل َّذِي أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِ‏ وأَن ْعمت َ عل َيهِ‏ أَمسِك عل َيك زوجك وات َّقِ‏ االلهَ‏ وت ُخ ْفِي فِي ن َف ْسِك ما االلهُ‏مبدِيهِ‏ وت َخ ْش َى الن َّاس وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه ف َل َما ق َضى زيد مِن ْها وط َرا زوجن َاك َها لِك َي ل َا يك ُون عل َىالمؤْ‏ مِنِين حرج فِي أَزواجِ‏ أَدعِيائِهِم إِذ َا ق َضوا مِن ْهن وط َرا وك َان أَمر االلهِ‏ مف ْعول ًا]‏تناولت الآية قصة زيد بن حارثة وزينب بنت جحش . yإنشائي طلبي نوعه أمر وغرضه النصح والإرشاد.‏وفي قوله(وات َّقِ‏ االلهَ)‏وفي طلاقها.( ١ ).وفي قوله(أَمسِك عل َيك زوجك‏)‏أسلوبوالآية إما لتسريح الزوجة وإما البقاء معها.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه أمر وغرضه النصح والإرشاد.‏فلا تطلقها لتعاليها وشعورها بالرفقة والشرف بأن الطلاق مضرةواتق االله في شأنها(٢).ومن خلال تتبعنا لمواطن الأمر في دوال الخوف نجد أنها وردت في سبعة عشر موضعا ً.‏ويمكن بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏الآية‏[ق ُل ْن َا اهبِط ُوا مِن ْها جمِيعا ف َإِما يأْتِين َّك ُم مِن ِّي هدى ف َمنت َبِع هداي ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏‏[إِن َّما ذ َلِك ُم الش َّيط َان يخ َوف ُ أَولِياءه ف َل َا ت َخ َاف ُوهموخ َاف ُونِ‏ إِن ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًا خ َاف ُواعل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏ بعضهمعل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِم ف َالصالِحات ُ ق َانِت َات ٌحافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏ بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِي ت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهنف َعِظ ُوهن واهجروهن فِي المضاجِعِ‏ واضرِبوهن ف َإِنأَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِن سبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏‏[ذ َلِك أَدن َى أَن يأْت ُوا بِالش َّهادةِ‏ عل َى وجهِها أَو يخ َاف ُوا أَنت ُرد أَيمان بعد أَيمانِهِم وات َّق ُوا االلهَ‏ واسمعوا وااللهُ‏ ل َا يهدِيالق َوم الف َاسِقِين‏]‏رقم الآيةالبقرة:‏‎٣٨‎‏.‏آل عمران:‏‎١٧٥‎النساء:‏‎٩‎‏.‏النساء:‏‎٣٤‎‏.‏المائدة:‏‎١٠٨‎الشاهد‏[ق ُل ْن َا اهبِط ُوا مِن ْها]‏‏[ف َل َا ت َخ َاف ُوهم وخ َاف ُونِ‏ إِنك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏‏[ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًاسدِيدا]‏‏[واهجروهن فِي المضاجِعِ‏واضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َات َبغ ُوا عل َيهِن سبِيل ًا إِن االلهَ‏ك َان علِيا ك َبِيرا]‏‏[وات َّق ُوا االلهَ‏ واسمعوا]‏(1)(2)الأحزاب:‏‎٣٧‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبة،‏ التفسير المنير،‏ ج‎١١‎‏:‏.٣٥٢١١٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ل َق َد أَرسل ْن َا ن ُوحا إِل َى ق َومِهِ‏ ف َق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُممِن إِل َهٍ‏ غ َيره إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِنالق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِن الغ َافِلِين‏]‏‏[واذ ْك ُروا إِذ ْ أَن ْت ُم ق َلِيلٌ‏ مست َضعف ُون فِي الأَرضِ‏ ت َخ َاف ُونأَن يت َخ َط َّف َك ُم الن َّاس ف َآَواك ُم وأَيدك ُم بِن َصرِهِ‏ ورزق َك ُم مِنالط َّيباتِ‏ ل َعل َّك ُم ت َش ْك ُرون‏]‏‏[ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْ سن ُعِيدها سِيرت َها الأُول َى]‏‏[إِذ ْ دخ َل ُوا عل َى داوود ف َف َزِع مِن ْهم ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ خ َصمانِ‏بغ َى بعضن َا عل َى بعضٍ‏ ف َاحك ُم بين َن َا بِالحق ِّ ول َا ت ُش ْطِط ْواهدِن َا إِل َى سواءِ‏ الصراطِ]‏‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏ الن ُّذ ُرمِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُمعذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏‏[حرمت ْ عل َيك ُم الميت َة ُ والدم ول َحم الخِن ْزِيرِ‏ وما أُهِل َّ لِغ َيرِ‏االلهِ‏ بِهِ‏ والمن ْخ َنِق َة ُ والموق ُوذ َة ُ والمت َردية ُ والن َّطِيحة ُ وما أَك َلَ‏السبع إِل َّا ما ذ َك َّيت ُم وما ذ ُبِح عل َى الن ُّصبِ‏ وأَن ت َست َق ْسِموابِالأَزل َامِ‏ ذ َلِك ُم فِسق ٌ اليوم يئِس ال َّذِين ك َف َروا مِن دِينِك ُم ف َل َات َخ ْش َوهم واخ ْش َونِ‏ اليوم أَك ْمل ْت ُ ل َك ُم دِين َك ُم وأَت ْممت ُ عل َيك ُمنِعمتِي ورضِيت ُ ل َك ُم الإِسل َام دِين ًا ف َمنِ‏ اضط ُر فِيمخ ْمصةٍ‏ غ َير مت َجانِفٍ‏ لِإِث ْمٍ‏ ف َإِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]\‏‏[ق ُلْ‏ إِن ك َان آَباؤُك ُم وأَبن َاؤُك ُم وإِخ ْوان ُك ُم وأَزواجك ُموعشِيرت ُك ُم وأَموالٌ‏ اق ْت َرف ْت ُموها وتِجارة ٌ ت َخ ْش َونك َسادها ومساكِن ت َرضون َها أَحب إِل َيك ُم مِن االلهِ‏ورسولِهِ‏ وجِهادٍ‏ فِي سبِيلِهِ‏ ف َت َربصوا حت َّى يأْتِي االلهُ‏بِأَمرِهِ‏ وااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏الأعراف:‏‎٥٩‎‏.‏الأعراف:‏‎٢٠٥‎‏.‏الأنفال:‏‎٢٦‎‏.‏طه:‏‎٧٧‎‏.‏ص:‏‎٢٢‎‏.‏الأحقاف:‏‎٢١‎‏.‏المائدة:‏‎٣‎التوبة:‏‎٢٤‎‏.‏‏[اعبدوا االلهَ]‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك‏]‏‏[واذ ْك ُروا إِذ ْ أَن ْت ُم ق َلِيلٌ‏مست َضعف ُون‏]‏‏[ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْ]‏‏[ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ]‏‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ]‏‏[ف َل َا ت َخ ْش َوهم واخ ْش َونِ]‏[ ‏[ف َت َربصوا١١٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ف َق ُول َا ل َه ق َول ًا ل َين ًا ل َعل َّه يت َذ َك َّر أَو يخ ْش َى]‏‏[وإِذ ْ ت َق ُولُ‏ لِل َّذِي أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِ‏ وأَن ْعمت َ عل َيهِ‏ أَمسِك عل َيكزوجك وات َّقِ‏ االلهَ‏ وت ُخ ْفِي فِي ن َف ْسِك ما االلهُ‏ مبدِيهِ‏ وت َخ ْش َىالن َّاس وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه ف َل َما ق َضى زيد مِن ْها وط َرازوجن َاك َها لِك َي ل َا يك ُون عل َى المؤْمِنِين حرج فِي أَزواجِ‏أَدعِيائِهِم إِذ َا ق َضوا مِن ْهن وط َرا وك َان أَمر االلهِ‏ مف ْعول ًا]‏طه:‏‎٤٤‎‏.‏الأحزاب:‏‎٣٧‎‏.‏‏[ف َق ُول َا ل َه‏]‏‏[أَمسِك عل َيك زوجك‏]‏‏[ول َق َد أَوحين َا إِل َى موسى أَن أَسرِ‏ بِعِبادِي ف َاضرِب ل َهمط َرِيق ًا فِي البحرِ‏ يبسا ل َا ت َخ َاف ُ درك ًا ول َا ت َخ ْش َى]‏‏[ال َّذِين ق َالَ‏ ل َهم الن َّاس إِن الن َّاس ق َد جمعوا ل َك ُمف َاخ ْش َوهم ف َزادهم إِيمان ًا وق َال ُوا حسبن َا االلهُ‏ ونِعم الوكِيلُ]‏طه:‏‎٧٧‎آل عمران:‏‎١٧٣‎‏.‏‏[أَسرِ‏ بِعِبادِي]‏‏[ف َاخ ْش َوهم‏]‏: ثالثا ً:‏ التمنيالتمني من ت َمن ّى الشيء المحبوب الذي لا يرجى،‏وعلماء البلاغة يفرقون بين نوعين من التمني:‏توقع الأمر المحبوب الذي يرجى حصوله لكونه مستحيلا ً.‏لاستحالة الحصول عليه.‏توقع الأمر المحبوب الذي لا يرجى حصوله لكونه ممكنا ً غير مطموع في نيلةوآيات الخوف تشمل على التمني على النحو التالي:‏‏[ف َت َرى ال َّذِين فِي ق ُل ُوبِهِم مرض يسارِعون فِيهِم يق ُول ُون ن َخ ْش َىبِالف َت ْ حِ‏ أَو أَمرٍ‏ مِن عِن ْدِهِ‏ ف َيصبِحوا عل َى ما أَسروا فِي أَن ْف ُسِهِم ن َادِمِين‏]‏تناولت الآية جانب من موالاة اليهود والنصارى.‏أو بعد مناله(١).(٢)..أَن ت ُصِيبن َا دائِرة ٌ ف َعسى االلهُ‏ أَن يأْتِي(٣)وفي قوله(ف َعسى االلهُ‏ أَن يأْتِي بِالف َت ْحِ‏ أَو أَ‏ م رٍ‏ مِنعِن ْ دِهِ)‏ أسلوب إنشائي غير طلبي نوعه رجاء وهو يتمنى أن يأتي االله بالفتح وهو النصر لبنيه بإظهاردينه وفتح البلاد.‏ والأمر الذي من عند االله هو أن يفتضح المنافقين(٤).(1)(2)(3)(4)انظر،‏ ربيع،‏ محمد،‏ علوم البلاغة العربية:‏.١٣٥انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏المائدة:‏‎٥٢‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٣‎‏:‏.٤٢٨.٥٧٦١١٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ج،‏ د(‏ د(‏‏[إِن َّما يعمر مساجِد االلهِ‏ من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وأَق َام الصل َاة َ وآَت َى الزك َاة َ ول َم يخ ْش َ إِل َّا االلهَ‏ ف َعسىأُول َئِك أَن يك ُون ُوا مِن المهت َدِين‏]‏.( ١ )تناولت الآية عمارة المساجد.‏ وقوله ‏(ف َعسى أُول َ ئِ‏ ك أَ‏ ن ي ك ُون ُوا)‏ أسلوب إنشائي غير طلبينوعه رجاء وتمني وهو أن يتمنى أن يكون من يقيم الصلاة.‏ ويؤمن باالله ورسوله ‏،والمؤتي الزكاة،‏الذين يخشون إلا االله هم من يحملون صفات الاهتداء إلى الخير والصراط المستقيم.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن التمني في دوال الخوف نجد أنها وردت في موضعان.‏ ويمكن بيان ذلكمن خلال الجدول الآتي:‏الآية َف[‏ ت َرى ال َّذِين فِي ق ُل ُوبِهِممرض يسارِعون فِيهِم يق ُول ُونن َخ ْش َى أَن ت ُصِيبن َا دائِرة ٌ ف َعسىااللهُ‏ أَن يأْتِي بِالف َت ْحِ‏ أَو أَمرٍ‏ مِنعِن ْدِهِ‏ ف َيصبِحوا عل َى ما أَسروافِي أَن ْف ُسِهِم ن َادِمِين‏]‏‏[إِن َّما يعمر مساجِد االلهِ‏ منآَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وأَق َامالصل َاة َ وآَت َى الزك َاة َ ول َم يخ ْش َإِل َّا االلهَ‏ ف َعسى أُول َئِك أَن يك ُون ُوامِن المهت َدِين‏]‏رقم الآيةالمائدة:‏‎٥٢‎‏.‏التوبة:‏‎١٨‎‏.‏الشاهد‏[ف َعسى االلهُ‏ أَن يأْتِي بِالف َت ْ حِ‏ أَوأَمرٍ‏ مِن عِن ْدِهِ]‏‏[ف َعسى أُول َئِك أَن يك ُون ُوا مِنالمهت َدِين‏]‏: النداء رابعا ً:‏من الفعل نادى مناداة ً من الرجل:‏ صاح.‏الإقبال بالحرف ‏(يا)‏ وإخوته.‏ وهذا الإقبال قد يكون حقيقيا ً أو مجازيا ًوتنادى القوم تنادى بعضهم بعضا ً.‏(٢).والنداء طلبويستعمل النداء في الكلام عن لتنبيه المنادى الذي يكون بعيدا ً أو في حكم البعيد كالنائم أو الساهي،‏كما ليستخدم لنداء القريب أيضا ً.وحرف النداء:‏ يا،‏ وأي‏،‏ وآ،‏ وهياوآيات الخوف التي تشمل على النداء:‏(٣).التوبة:‏‎١٨‎‏.‏ (1)(2)انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏.٦٦٣.٢٥٥ :٢(3)انظر،‏ المصري،‏ ابن عقيل،‏ شرح ابن عقيل،‏ محمد محي الدين عبد الحميد،‏‏.ت)‏ ‏.ط)،‏١١٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ج،‏‏[يا أَيها الن َّاس ات َّق ُوا ربك ُم واخ ْش َوا يوما ل َا يجزِي والِ‏ د عن ول َدِهِ‏ ول َا مول ُود هو جازٍ‏ عن والِدِهِ‏ ش َيئًاإِن وعد االلهِ‏ حق ٌّ ف َل َا ت َغ ُرن َّك ُم الحياة ُ الدن ْيا ول َا يغ ُرن َّك ُم بِااللهِ‏ الغ َرور( ١ ).[تضمنت الآية جانب من جوانب الأمر بإصلاح الناس وتقوى االلهالن َّاس‏)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه نداء.‏وخلقهم ورزقهم،‏وسخر لهم هذا الكون.‏القيامة الذي لا يغني فيه والد عن ولده.‏أحد يستطيع أن يشفع لأحد إلا بإذن االلهالحياة.‏ثبوتهإلى الإغراء.‏.وكان النداء في قوله(يا أَيهاوالنداء كان لجميع البشر من كفار ومؤمنين خافوا االلهوحذروا عقابه،‏وخشوا يوما ً شديد الهول هو يومولا مولود هو مغنٍ‏ عن والده أو نافع لوالده شيئا ً.‏(٢).وهنا وعد من االله صادق بالبعث وبالثواب،‏فلاولا جدوى عند االله إلا بالعمل الصالح في هذهوبالعقاب وهو أمر مؤكد‏،ولا شك فيه ولا خلاف فيه.وقد الخرج النداء في الآية السابقة عن معناه الحقيقيوالإغراء هنا لبيان أثر الخشية من االله وبيان العاقبة.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن النداء في دوال الخوف نجد أنها وردت في خمسة مواضع.‏ذلك من خلال الجدول الآتي:‏ويمكن بيانالآية‏[يا أَيها الن َّاس ات َّق ُوا ربك ُم واخ ْش َوا يوما ل َايجزِي والِد عن ول َدِهِ‏ ول َا مول ُود هو جازٍ‏عن والِدِهِ‏ ش َيئًا إِن وعد االلهِ‏ حق ٌّ ف َل َا ت َغ ُرن َّك ُمالحياة ُ الدن ْيا ول َا يغ ُرن َّك ُم بِااللهِ‏ الغ َرور‏]‏رقم الآيةلقمان:‏‎٣٣‎‏.‏الشاهد‏[يا أَيها الن َّاس ات َّق ُوا ربك ُم‏]‏‏[ي ا ب نِ‏ ي آَ‏ د م إِ‏ م ا ي أْ‏ تِ‏ ي ن َّ ك ُم رسلٌ‏ مِ‏ ن ْ ك ُميق ُصون عل َ ي ك ُم آَياتِي ف َمنِ‏ ات َّق َى وأَصل َح ف َل َاخ َ و ف ٌ ع ل َ ي هِ‏ م و ل َ ا هم ي حز ن ُون [‏[يا عِبادِ‏ ل َ ا خ َ و ف ٌ عل َ ي ك ُم اليو م ول َ ا أَ‏ ن ْ ت ُمت َ حز ن ُون [الأعراف:‏‎٣٥‎الزخرف:‏‎٦٨‎‏[يا بنِي آَدم‏]‏‏[يا عِبادِ]‏(1)(2)لقمان:‏‎٣٣‎‏.‏انظر،‏ القرشي،‏ الدمشقي،‏ إسماعيل بن كثير القرشي،مختصر تفسير ابن كثير،‏ اختصره:‏ أحمد بن شعبان ابنمحمد،‏ محمد بن عبادي بن عبد الحليم،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤٢٥‎ه.٤٤٦ :٢٢٠٠٤-١١٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ق َالَ‏ يا اب ن أُ‏ م ل َ ا ت َ أْ‏ خ ُذ ْ بِلِحيتِي ول َا بِرأْسِيإِن ِّي خ َشِيت ُ أَ‏ ن ت َ ق ُولَ‏ ف َرق ْت َ بين بنِيإِسرائِيلَ‏ ول َ م ت َر ق ُب ق َولِي]‏‏[يا أَيها ال َّذِين آَ‏ م ن ُوا إِن َّما المش ْرِ‏ ك ُون ن َجسف َ ل َا ي ق ْر بوا المسجِد الحرام بعد عامِهِم هذ َاوإِ‏ ن خِ‏ ف ْ ت ُم عي ل َ ة ً ف َ س و ف َ يغ ْنِيك ُم االلهُ‏ مِ‏ نف َضلِهِ‏ إِن ش َاء إِن االلهَ‏ علِيم حكِيم‏]‏طه:‏‎٩٤‎التوبة:‏‎٢٨‎‏[ق َالَ‏ يا ابن أُم‏]‏‏[يا أَيها ال َّذِين آَ‏ م ن ُوا [: خامسا ً:‏ النهيالنهي من فعل نهى ين ْهى نهيا ً ونهاه‏.‏والعامة تقول ينهيه عن الأمر:‏ زجره عنه بالفعل.‏ والنهي فيعلم النحو وعلم البيان طلب الكف ّ عن الفعل المضارع المقرون بلا الناهية الجازمةصيغة واحدة وهي المضارع المقرون بلا الناهية الجازمةيستفاد من المضارع المجزوم الذي دخلت عليه(لا)‏من الأمر منزلة النفي من الإيجاب،‏النهي محذو حذو الأمر لأنه الأصل في الاستعمال.‏وآيات الخوف التي تشمل على النهي:‏(١).(٢).التي للطلب.‏فكلما احتيج النفي إلى أداة،‏والنهي ليس صيغة مرتجلة،‏وللنهيوإنماوإن ّما كان كذلك؛ لأن النهي يتنزلاحتيج النهي إلى أداة(٣)ويكون .‏[ق ُل ْن َا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّك أَن ْت َ الأَعل َى]‏( ٤ ).الآية تضمنت موضوع المبارزة بين موسى والسحرة وإعلان إيمانهم باالله تعالى.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه نهي وغرضه الإئتناس.‏الأعلى عليهم بالغلبة،‏المضارع‏(ت َخ َف ْ)‏وقوله(ل َا ت َخ َف ْ)‏أي لا تخف يا موسى ما توهمت؛فإنك أنتوكانت نهاية الفاصلة القرآنية تدلل على ذلك لقوله(إِن َّك أَن ْت َ الأَعل َى)‏يدلل على الاستمرارية والمداومة طيلة حدوث المبارزة.‏فهي مستمرة وملازمة مع سيدنا موسى u.أماوالفعل‏(إِن َّك أَن ْت َ الأَعل َى)‏(1)(2)(3)(4)انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏انظر،‏ السكاكي،‏ أبي يعقوب،‏ مفتاح العلوم،‏.٦٦٨.٣٢٠السيوطي،‏ جلال الدين،‏ الأشباه والنظائر في النحو،‏ تحقيق:‏ عبد العال سالم مكرم،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بيروت،‏ط‎١‎‏،‏ ‎١٤٠٦‎هطه:‏‎٦٨‎‏.‏.١٧٣ ج‎٤‎‏:‏ .١٩٨٥-١١٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ف َجاءت ْه إِحداهما ت َمشِي عل َى استِحياءٍ‏ ق َال َت ْ إِن أَبِي يدعوك لِيجزِيك أَجر ما سق َيت َ ل َن َا ف َل َما جاءهوق َص عل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ ل َا ت َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏(١).الآية ضمن جانب من قصة موسىu إلى أرض مدين وزواجه من ابنة شعيب u.تعالى(ل َا ت َخ َف ْ)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه نهي وغرضه الإئتناس.‏موسى طب نفسا ً وقر عينا ً فقد خرجت من مملكتهم فلا حكم لهم في بلادناوقولهفهنا سيدنا شعيب فقال لسيدنا(٢)وقوله .‏(ل َا ت َخ َف ْ)‏الفعل المضارع ليدلل على الاستمرارية والملازمة والدوام وقت وصوله وسرده للقصة لشعيب.u‏[ول َما أَن جاءت ْ رسل ُن َا ل ُوط ًا سِيء بِهِم وضاق َ بِهِم ذ َرعا وق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ ول َا ت َحزن إِن َّا من َجوكوأَهل َك إِل َّا امرأَت َك ك َان َت ْ مِن الغ َابِرِين‏]‏تناولت الآية( ٣ ).جانب من قصة سيدنا لوط u مع قومه.‏إنشائي طلبي نوعه نهي وغرضه الإئتناس.‏حسان الوجوه،‏ولا تحزنواغتم لأمرهم،‏بما نفعله بقومك الأخباث.‏وخاف عليهم من قومه،‏وفي وقوله(ل َا ت َخ َف ْ ول َا ت َحزن (أسلوبوهنا جاءت الملائكة للرسل إلى لوط على صورة بشرفقالوا له معرضين بحالهم:‏لا تخف علينا،‏وإنا جئنا لتعذيبهم وإنا لمنجوك وأتباعك المؤمنين من العذابإلا امرأتك فإنها من الهالكين لاستمرارها في الفساد فكانت تدلهم على ضيوفه،‏وترضى بأفعالهم(٤).الملائكة ولا الحزن طيلة عقاب القوم.‏وتدافع عنهم،‏ويدلل هنا الفعل المضارع على الاستمراية والدوام على عدم الخوف من‏[إِذ ْ دخ َل ُوا عل َى داوود ف َف َزِع مِن ْهم ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ خ َصمانِ‏ بغ َى بعضن َا عل َى بعضٍ‏ ف َاحك ُم بين َن َا بِالحق ِّول َا ت ُش ْطِط ْ واهدِن َا إِل َى سواءِ‏ الصراطِ]‏( ٥ ).تناولت الآية جانب من قصة سيدنا داوود u.وغرضه الإئتناس.‏وقوله(ل َا ت َخ َف ْ)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه نهيفقد دخلوا على داوود u وطلبوا منه أن يقوم بحل الخصوم فخاف منهم ظنا ًمنه أنهم جاؤوا لاغتياله وقتله أو هو منفرد بالعبادة في أشرف مكان في داره وكان معروفا ً عند بنيإسرائيل اغتيال الأنبياء.‏الخوف.‏وقوله(ل َا ت َخ َف ْ)‏‏[ف َأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ وبش َّروه بِغ ُل َامٍ‏ علِيمٍ]‏فعل مضارع يدلل على الاستمراية والدوام على عدم( ٦ ).(1)(2)(3)(4)القصص:‏‎٢٥‎‏.‏انظر،‏ ابن كثير،‏ مختصر تفسير ابن كثير،ج‎٢‎‏:‏العنكبوت:‏‎٣٣‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،‏ ج‎١٠‎‏:‏.٣٩٩.٦٠٦.٢٢: ص)‏ 5)(6)الذاريات:‏‎٢٨‎‏.‏١١٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


َََْْتناولت الآية قصة ضيف إبراهيم u ومهمتهم في إهلاك قوم لوط.‏طلبي نوعه نهي وغرضه الإئتناس.‏بشروه بغلام يولد له.‏وقوله‏(ل َا ت َخ َف ْ)‏أسلوب إنشائيفهنا قالت له الملائكة إننا رسل مرسلون من االله تعالى فلا تخافكماكثير العلم بعد البلوغ؛ وهو إسحاق u وقوله(ل َا ت َخ َف ْ)‏على الاستمراية والدوام في عدم الخوف والبشرى.‏‏[ول َا ت َق ْت ُل ُوا أَول َادك ُم خ َش ْية َ إِمل َاقٍ‏ ن َحن ن َرزق ُهم وإِياك ُم إِن ق َت ْل َهم ك َان خِط ْئًا ك َبِيرا]‏الفعل المضارع للدلالة( ١ ).تناولت الآية أصول لنظام المجتمع الإسلامي في عدم قتل الأبناء خوفا ً من الفقر.‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه نهي،‏وغرضه النصح والإرشاد.‏وفي قوله(و ل َا ت َ ق ْت ُل ُوا)‏والآية تحمل حرمة القتل ووأد البناتخشية الفقر أو العار أو غير ذلك.‏ ولا تقتلوا الفعل المضارع للاستمرارية في الحكم وعدم القتل للبنات.‏‏[ق َالَ‏ يا ابن أُم ل َا ت َأْخ ُذ ْ بِلِحيتِي ول َا بِرأْسِي إِن ِّي خ َشِيت ُ أَن ت َق ُولَ‏ ف َرق ْت َ بين بنِي إِسرائِيلَ‏( ٢ )ق َولِي]‏ .الحق.‏ول َم ت َرق ُبتناولت الآية جانب من متابعة موسى u لهارون على تأليه العجل وإلقائه في البحر وتوحيد الإلهوفي قوله(ل َا ت َأْ‏ خ ُذ ْ)‏أسلوب إنشائي طلبي نوعه نهي وغرضه النصح والإرشاد.‏فهنا سيدنا موسىيطلب من أخيه ألا يأخذ بلحيته.‏ وهنا النهي للاستمرارية والملازمة والمداومة في عدم الأخذ برأسه.‏‏[يا أَيها الن َّاس ات َّق ُوا ربك ُم واخ ْش َوا يوم ا ل َا يجزِي والِد عن ول َدِهِ‏ ول َا مول ُود هو جازٍ‏ عن والِدِهِ‏ ش َيئًا إِنوعد االلهِ‏ حق ٌّ ف َل َا ت َغ ُرن َّك ُم الحياة ُ الدن ْيا ول َا يغ ُرن َّك ُم بِااللهِ‏ الغ َرور( ٣ ).[تناولت الآية جانب من الأمر بالتقوى وبيان مفاتيح الغيب.‏نوعه نهي وغرضه بيان العاقبة.‏عقابه أن يخشوا االله من يوم شديد المحال وشديد الهول.‏وقوله(ل َا يجزِي)‏أسلوب إنشائي طلبيوهنا موجه الكلام في الآية لجميع البشر من مؤمنين وكافرين خافوافلا ينفع به إلا العمل الصالح.‏وقوله(ل َا يجزِي)‏لدوام واستمرارية الحال في عدم المنفعة طيلة الوقت وطيلة يوم القيامة إلا بالعمل الصالح وهنا نهيحقيقي أو ما يسمى بالالتماس..‏ومن خلال تتبعنا لمواطن النهي في دوال الخوف نجد أنها وردت في اثنان وعشرون موضعا ً.‏ ويمكنبيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏الآية‏[قلنا لا تخف إنك أنت الأعلىرقم الآيةطه:‏‎٦٨‎‏.‏الشاهد‏[لا تخف إنك أنت َ َ ْ ‏ِ َّ َ َْ َ[ُ َ َ َ ْ ‏ِ َّ َ َ َ َ ْ(1)(2)(3)الإسراء:‏‎٣١‎‏.‏طه:‏‎٩٤‎‏.‏لقمان:‏‎٣٣‎‏.‏١٢٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


َََََََََََََََََََُُُِِِِِِِْْْْْْ ٍََََََََُِِِّْ َْ ََََََِِِْْ ْ َ الأعلى [ْ ِ ٍَّ ِ َِ ْ ْ َ َْ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َََ ‏َ َّ َ َ َُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ ِ ِْ َ َ ُ ْ َ ََِ َ َّ َ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َْ َ َ َ ْ[ِ َّ َِِ ََِ ‏َ َّ َ ْ َ ُُ ُ ُ ً ِِ ََ ً َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ ُّ َ َ َ ْ َ َّ[ ِِ َ ْ َ َ َََْْ َ َ َ ُ ْ ُ ْ َ ِ َ َ َُ َ َ ُ َ ِْ َ َْ ُ َ َ َْ ٍ َ ْ ْ َ ََْ ِ َ َِّ ْ َ[ِ ِ ِ َِ َ ُ ْ َ ْ َ َِ َ َ ِّ َِ ِ َ ًَ َ َ َ ْ ََ َّ ُ ُ ِ ُ ٍْ ُ ْ َ َ ْ َ[‏[فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إنأبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءهوقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القومالظالمينالقصص:‏‎٢٥‎‏.‏‏[لا تخف نجوت من[َ ََْ ْ َ َ َ[َ ْ ِ َّ ِ‏[ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهمذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلاامرأتك كانت من الغابرينالعنكبوت:‏‎٣٣‎‏.‏القوم الظالمينَ َ ‏[لا تخف ولا تحزنَ ْ َ‏[إذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخفخصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحقولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراطص:‏‎٢٢‎‏.‏َ َ َ َ َ ‏[لا تخف خصمان بغى[ ٍ َْ َ َ َُْ‏[فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشروه بغلامعليمالذاريات:‏‎٢٨‎‏.‏بعضنا على بعضَ ْ ‏[لا تخف وبشروهٍ ٍ َ ُ ََِ ‏ََ َُّ‏بغلام عليم [إذا عدن ا إل ى الأس الیب الإن شائیة ف ي دوال الخ وف س نجدھا وردت ف ي س ور متنوع ة وف ي واح دوخمسون موضعاً،‏ ترددت ما بین الأمر ‏،الاستفھام،‏ التمني،‏ النداء،‏ النھي.كما بالجدول التالي:‏الأسالیبالأمرالاستفھامالتمنيالنداءالنھيالمجموع٣٧٥٤٢٩العدد ١٧%١٠٠١٣٫٥١٠٫٨٥٫٤٢٤٫٣النسبة ٤٥٫٩وت رى الباحث ة:‏ أن ن سبة الأم ر حت ى یلت زم الق ارئ بك ل م ا أم ر ه ا الله.ویلیھ ا الاس تفھام حت ى یت وھمالقارئ أنھ المخا ط ب في الآی ات.ث م النھ ي ف ي خم سة مواض ع وھ ي مقترن ة ب الحز ن ،والتمن ي تك ررمرتان لیبین أن التمني لكونھ غیر محقق وبعید الو ق و ع‎٣٧‎ أما النداء فھنا جاء ف ي خم سة مواض ع ع نكل ما ھو مراد من الإنسان المسلم.كما وأن آیات التي تحمل الأسلوب الإنشائي الأم ر أكث ر ف ي الآی اتالمكیة وذلك؛ لأن الآیات المكیة كانت تتناول أوامر ونواھي تختص بالعبادات والأمور الأخرى.‏١٢١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


––– ١٢٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


– الكنايةظواهر الاستعارةالمبحث الثالث– التشبيه – المجاز: الاستعارةالاستعارة:‏ مأخوذة من العارية،‏ واستعار طلب العارية؛ أي نقل الشيء من شخصٍ‏ إلى آخر حتىتصبح العارية من خصائص المعار منهوقد عرفها ابن رشيق القيروانيوقعت موقعها ونزلت موضعها(١).،إليه ومنهم يخرجها مخرج التشبيه"(٢)وقال:‏ " الاستعارة أفضل المجاز،‏ وهي من محاسن الكلام إذاوالناس مختلفون فيها؛ ومنهم من يستعير للشيء ما ليس منه ولا(٣).وقد عرفها السكاكي:‏ الاستعارة أن تذكر أحد طرفي التشبيه وتريد به الطرف الآخر مدعيا ً دخولالمشبه في جنس المشبه به،‏ دالا ً على ذلك بإثباتك للمشبه ويخص المشبه بهأركان الاستعارة:‏لا بد لكل استعارة من أن تشتمل على أركان ثلاثة:‏(٤).المستعار،‏ المستعار له،‏ المستعار منه.‏ وسنطبق الأركان على الآيات التي تشتمل علىالاستعارات.‏أقسام الاستعارة:‏.١فمن حيث الطرفان تنقسم الاستعارات أقساما ً متعددة:‏قد يكونا حسيين،‏ أو عقليين.‏ وأحدهما حسي والآخر عقلي،‏ وتبعا ً لذلك قد يكون الجامعحسيا ً أو عقليا ً كذلك.‏.٢.٣.٤.٥من حيث اللفظ قد يكونان مشتقين،‏ أو غير مشتقين.‏ومن حيث ذكرهما وعدمه فقد يذكر المستعار تارة،‏ وقد يذكر المستعار له تارة أخرى.‏وقد يكونان مفردين أو مركبين.‏وقد يمكن اجتماعهما في شيء واحد،.٦وقد لا يجتمعان.‏وقد يذكر معها ما يلائم المستعار له،‏ أو المستعار منه وقد لا يذكر(١).(1)(2)(3)(4)انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة:‏‎٩٠‎‏.‏ابن رشيق القيرواني:‏انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة:‏‎٩٠‎‏.‏انظر،‏ السكاكي،‏ مفتاح العلوم،‏.٣٦٩١٢٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


سعبوستناول الآيات مع توضيح الاستعارات:‏(٢ )‏[بل َى من أَسل َم وجهه اللهِ‏ وهو محسِن ف َل َه أَجره عِن ْد ربهِ‏ ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .تناولت الآية جانب مهم من جوانب آراء كل من النصارى واليهود في الفريق الآخر.‏الآية الكريمة جانب بياني وفي قوله تعالى :‏(ب ل َ ى من أَس ل َ م و ج ه ه‏)‏خص الوجه بالذكر لأنه أشرف أجزاء الجسم عند الإنسان.‏الوجه،‏وفيفكانت الاستعارة في أسلم وجهه فقدفالمشبه أسلم على أنه إنسان،‏والمشبه بهووجه الشبه يختص بالذكر لمنزلة العضو وشرفة لأجزاء الجسم وهي استعارة مفردة.‏ وطرفاالاستعارة حسيين ومجتمعة في موضع واحد ونوع الاستعارة.‏ويوجه و بصره الله تعالى وحذف المشبه به وأبقى صفة من صفاته وهي الوجه.‏حيث شبه وجه الإنسان بإنسان يسلم‏[ذ َلِك أَدن َى أَن يأْت ُوا بِالش َّهادةِ‏ عل َى وجهِها أَو يخ َاف ُوا أَن ت ُرد أَيمان بعد أَيمانِهِم وات َّق ُوا االلهَ‏ واسمعواوااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏.(٣)تضمنت الآية الكريمة آيات الشهادة على الوصية حين الموت.‏‏(بِالش َّهادةِ‏ عل َى وجهِها)‏وهي الوجه.‏واحد.‏والاستعارة في قوله تعالى:‏حيث شبه الشهادة بإنسان له وجه وحذف المشبه به وأتى بصفة من صفاتهوطرفا الاستعارة الشهادة معنوية،والوجه حسي.‏وهي مفردة ومجتمعه في موضع‏[وإِذ ْ زين ل َهم الش َّيط َان أَعمال َهم وق َالَ‏ ل َا غ َالِب ل َك ُم اليوم مِن الن َّاسِ‏ وإِن ِّي جار ل َك ُم ف َل َما ت َراءتِ‏الفِئَت َانِ‏ ن َك َص عل َى عقِبيهِ‏ وق َالَ‏ إِن ِّي برِي ء مِن ْك ُم إِن ِّي أَرى ما ل َا ت َرون إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ وااللهُ‏ ش َدِيد. العِق َابِ]‏(٤)المنافقين بالمؤمنين.‏تناولت الآية موضع مهم ألا وهو تبرؤ الشيطان من الكفار وقت أزمة بدر وحين تهكموالاستعارة في قوله تعالى:‏ ‏(وإِذ ْ زين ل َهم الش َّيط َان‏)‏حيث شبه الأعمال بشيءيزين وحذف المشبه به وأبقى صفة من صفاته أحدهما حسي،‏ والآخر معنوي،‏ وهي مفردة ومجتمعةفي موضع واحد ونوعها.‏‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏ الصواعِق َ ف َيصِيب بِها من يش َاء وهم يجادِل ُون فِيااللهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏.(٥)الآية تعرض مظاهر ألوهية االله وربوبيته وقدرته وتضمنت موقفين للاستعارةالأول:‏ ‏(و يس ب ح الر ع د‏)‏ حيث شبه الرعد بإنسان يسبح وحذف المشبه به وأبقى صفةا انظر،‏ ،فضل حسن،‏ البلاغة فنونها وأفنانها(علم البيان والبديع)،‏ دار الفرقان،‏ عمان،‏ ط‎٧‎‏،‏:١٩٨٥(1).١٩١-١٥٨. (2)(3)(4) الأنفال:‏‎٤٨‎ .البقرة:‏‎١١٢‎المائدة:‏‎١٠٨‎(5) الرعد:‏‎١٣‎ .١٢٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


من صفاته وهي التسبيح.وهي مفردة وطرفا الاستعارة أحدهما حسي والآخر معنوي،‏وكانت في موضع واحد.‏ الموضع الثاني:‏ ‏(و يرسِلُ‏ الصواعِق َ)‏ حيث شبه الصواعق بإنسانيرسل شيء له وحذف المشبه به وأبقى صفة من صفاته وهو الإنسان ونوعها استعارةوهي مفردة وأطراف الاستعارة أحدهما معنوي والآخر حسي.‏ وكانت في موضع واحد.‏‏[وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ً يأْتِيها رِزق ُها رغ َدا مِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْ بِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏.(١)ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏الآية تناولت موضع عاقبة كفران النعم في الدنيا.‏ وموضع الاستعارة في قوله:‏ ‏(ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباسالجوعِ‏ والخ َوفِ)‏ وهنا حيث الخوف والجوع بأشياء تؤكل وحذف المشبه به وأبقى صفة من صفاتهوهو الرزق.‏ وهنا استعارة تصريحيه وطرفا الاستعارة أحدهما حسي والآخر معنوي.‏ وكانت فيموضع واحد وهي مركبة.‏‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َاذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْ‏ مِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِكعل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏.(٢)تناولت الآية جانب من غزوة الأحزاب أو الخندق أو بني قريظة.‏ والاستعارة في قوله:‏ ‏(ف َإِذ َا جاءالخ َ و ف ُ)‏ حيث شبه الخوف بإنسان يجيء وحذف المشبه به وأبقى صفة من صفاته وهي لمجيء.‏. وهو للإنسانوطرفا الاستعارة أحدهما حسي والآخر معنوي.‏ وهي مفردة وكانت في موضع واحدوهي استعارة مكنية.‏وفي قوله ‏(ف َإِذ َا ذ َهب الخ َ و ف ُ)‏ وهنا استعارة مكنية حيث شبه الخوف بإنسان يأتي وحذف المشبه بهوأبقى صفة من صفاته،‏ وطرفا الاستعارة احدهما معنوي والآخر حسي.‏ وهي مفردة وفي موضعواحد.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن الاستعارة في دوال الخوف نجد أنها وردت في ستة مواضع.‏ ويمكنبيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏الآية‏[بل َى من أَسل َم وجهه اللهِ‏ وهورقم الآيةالبقرة:‏‎١١٢‎الشاهد‏[بل َى من أَسل َم وجهه اللهِ]‏(1) النحل:‏‎١١٢‎ .(2) الأحزاب:‏‎١٩‎ .١٢٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


محسِن ف َل َه أَجره عِن ْد ربهِ‏ ول َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏‏[ذ َلِك أَدن َى أَن يأْ‏ ت ُوا بِالش َّهادةِ‏ عل َىوجهِها أَو يخ َاف ُوا أَن ت ُرد أَيمان بعدأَيمانِهِم وات َّق ُوا االلهَ‏ واسمعوا وااللهُ‏ ل َايهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏‏[وإِذ ْ زين ل َهم الش َّيط َان أَعمال َهموق َالَ‏ ل َا غ َالِب ل َك ُم اليوم مِن الن َّاسِ‏وإِن ِّي جار ل َك ُم ف َل َما ت َراءتِ‏ الفِئَت َانِ‏ن َك َص عل َى عقِبيهِ‏ وق َالَ‏ إِن ِّي برِي ءمِن ْك ُم إِن ِّي أَرى ما ل َا ت َرون إِن ِّيأَخ َاف ُ االلهَ‏ وااللهُ‏ ش َدِيد العِق َابِ]‏‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُمِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏ الصواعِق َف َيصِيب بِها من يش َاء وهم يجادِل ُونفِي االلهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏‏[وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْآَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ً يأْتِيها رِزق ُها رغ َدامِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْ بِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏بِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُرأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهمك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َاذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْمِن ُواف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِك عل َىااللهِ‏ يسِيرا]‏المائدة:‏‎١٠٨‎الأنفال:‏‎٤٨‎الرعد:‏‎١٣‎النحل:‏‎١١٢‎الأحزاب:‏‎١٩‎‏[ذ َلِك أَدن َى أَن يأْ‏ ت ُوا بِالش َّهادةِ‏عل َى وجهِها]‏‏[وإِذ ْ زين ل َهم الش َّيط َان‏]‏‏[ويسبح الرعد‏]‏‏[ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏‏[ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ ‏-ف َإِذ َا ذ َهبالخ َوف ُ]‏١٢٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


التشبيه:‏التشبيه من الش ّبه،‏ والشبيه هو المثل،‏ وأشبه الشيء أي ماثلهالتشبيه الوصف بأن أحد الموصوفين ينوب عن الآخر بأداة تشبيه"‏(١)‏.وعرفه أبو هلال العسكري"(٢)‏.وعرفه السكاكي:"مستدعطرفين،‏ مشبها ً،‏ مشبها ً به"واشتراكا ً بينهما وجه الشبه.‏ وامتزاجا ً من آخر.‏ بأن يشتركا في الحقيقةولصفة(٣)(٤). ويمكننا القول بأن التشبيه في الاصطلاح:‏ عقد مماثلة بين أمرين أو أكثرلاشتراكهما في صفة أو أكثر بأداة.كما ولا يمكن وصف الشي ئ بمثله لأنه يخرج عن باب التشبيهويخرج عن أركان المشبه والمشبه له ووجه الشبه.‏أركان التشبيه:أركان التشبيه أربعة(٥):.١.٢.٣المشبه.‏.٤وقد تحذف.‏فائدة(٦).المشبه:‏ وهو الأمر الذي يراد إلحاقه بغيره.‏المشبه به:‏ وهو الأمر الذي يلحق به المشبه.‏وجه الشبه:‏ وهو الوصف المشترك بين الطرفين،‏ ويكون في المشبه به أقوى منه فيأداة التشبيه:‏ وهي اللفظ الذي يدل على التشبيه،‏ ويربط المشبه به،‏ وقد تذكر الأداةوقد ذهب البعض إلى أن التشبيه ليس من المجاز،‏ لأنه معنى من المعاني وله حروف وألفاظ تدلعليه وضعا،‏ مثل:‏ ‏(الكاف،‏ وكأن ومثل)‏ فإذا صرح بذكر الألفاظ الدالة عليه وضعا كان الكلامحقيقة.وذهب البعض إلى أنه من المجاز.‏ وذهب فريق ثالث إلى أن التشبيه معدود في علوم البلاغةلما فيه من الدقة واللطافة،‏ ولما يكتسب به اللفظ من الرونق والرشاقة،‏ ولاشتماله على إخراجالخفي إلى الجلي،‏ وإدنائه البعيد من القريب،‏ وقالوا:‏ أما كونه معدودا في المجاز أو غير معدود،‏فالأمر فيه قريب بعد كونه من أبلغ قواعد البلاغة،‏ وذهبوا إلى أن هذا الخلاف لا يتعلق به كبيرفي تقسيم طرفي التشبيه باعتبار الإفراد والتركيب:‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)انظر،‏ لسان العرب،‏ ج:‏مادة(شبه)‏ .انظر،عكاوي،‏ إنعام فوال،المعجم المفصل،‏الحقيقة:‏.٣٢٣يقصد بها السكاكي حقيقة الشيء بمعنى إذا كان إنسان أو حيوان.‏الصفة:‏ يقصد بها السكاكي صفة الشيء مثل صفة الطول والقصر.‏أطلق بعض العلماء على المشبه والمشبه به مصطلح طرفا التشبيه.‏ وبذلك تكون أركان التشبيه ثلاثة:‏ طرفاالتشبيه،‏ الأداة،‏ وجه الشبه.‏نظر،العلوي،‏ الطراز:‏.١٢٧١٢٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


.١.٢.٣ونعني بالمفرد ما كان التشبيه فيه مقصورا على تشبيه صورة بصورة من غيرزيادة.ونعني بالمركب ما كان التشبيه فيه تشبيها لأمرين أو بأكثر.‏تشبيه المفرد بالمفرد.‏تشبيه المركب بالمركب.‏تشبيه المفرد بالمركب.‏فهنا أقسام أربعة:‏تشبيه المركب بالمفرد وهذا نادر الاستعمال،‏ لأنه لا مبالغة في تشبيه الأشياء المتعددة بشيءواحد.‏ تختلف الأوصاف الجامعة بين ركني التشبيه:فقد يكون الجامع وصفا محسوسا كالاشتراك فيالصفة المبصرة،‏ وقد يكون من الأوصاف العقلية(١).-١-٢-٣-٤تقسيم التشبيه باعتبار أداته:‏ ينقسم التشبيه باعتبار أداته على الأقسام التالية:‏تام وهو ما اجتمعت فيه أركان التشبيه الأربعة.‏مؤكد:‏ وهو ما حذفت فيه الأداة.‏مرسل:‏ وهو ما لم تحذف فيه الأداة.‏بليغ:‏ وهو ما حذفت فيه أداة التشبيه ووجه الشبه(٢).-٥ويفهمان من المعنى(٣).-٦مشبها ً به(٤).-٧الضمني:‏ وهو لا يوضع به مشبه ولا مشبه به في العبارة بل يلمحان في التركيبالمقلوب:‏ ويطلق عليه التشبيه المعكوس.‏ وهو جعل المشبه به مشبها ً والمشبهالتمثيلي:‏ ما وجه منتزع من متعدد أمرين أو عدة أمور وهو التشبيه المركبوسنتناول الآيات التي تناولت الخوف مبينين الغرض الذي خرج إليه التشبيه:‏(٥).‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا إِن َّما المش ْرِك ُون ن َجس ف َل َا يق ْربوا المسجِد الحرام بعد عامِهِم هذ َا وإِن خِف ْت ُم عيل َة ًف َسوف َ يغ ْنِيك ُم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ إِن ش َاء إِن االلهَ‏ علِيم حكِيم‏]‏( ٦ ).(1)(2)(3)(4)(5)(6)نظر،العلوي،‏ الطراز:‏.١٢٧نظر،عكاوي،‏ إنعام فوال،المعجم المفصل،‏نظر،‏ الهاشمي،‏ جواهر البلاغة:‏.٣٢٧.٢٧٤انظر،عكاوي،‏ إنعام فوال،المعجم المفصل،‏انظر،عكاوي،‏ إنعام فوال،المعجم المفصل،‏التوبة:‏‎٢٨‎.٣٤٩.٣٢٩١٢٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية تحريم دخول المسجد الحرام على المشركين.والتشبيه في قوله تعالى:(إِن َّماال مش ْرِ‏ ك ُون ن َجس‏)‏ طرفا التشبيه:(المشركون:المشبه)،(نجس:‏ المشبه به)،‏ والأداة محذوفة،‏ ووجهالشبه محذوف.وهذا النوع من التشبيه يسمى التشبيه البلي غ.‏ ووجه الشبه يستفاد من خلال القراءةوهو النجاسة في خبث الاعتقاد.‏ والأداة الكاف ولكنها محذوفة.‏ والغرض الذي إليه التشبيه تقبيحالمشبه وهم المشركون ‏(اليهود)‏ والتقبيح يلتمسه القارئ أو السامع.‏‏[وأَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى ل َا ت َخ َف ْ إِن ِّي ل َا يخ َاف ُ ل َدي(١)المرسل ُون‏]‏ .جان‏)‏الآية تتحدث عن جانب من قصة موسىu بالوادي المقدس والتشبيه في الآية بقوله تعالى(ك َأَن َّهاطرفا التشبيه:(المشبه:‏وهو(سرعة الحركة)‏العصا)،‏‏(المشبه به:‏والتشبيه هنا تشبيه مرسل مجملالمشبه وهو حال سيدنا موسى u وأثر الخوف عليه.‏الجان)،‏كأنها)‏ ‏(الأداة:‏وجه الشبه محذوف(٢)‏.والفائدة التي خرج إليها التشبيه بيان حال‏[وأَن أَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى أَق ْبِلْ‏ ول َا ت َخ َف ْ إِن َّك مِن(٣)الآَمِنِين‏]‏ .تتحدث الآية عن جانب من قصة موسى uتعالى:(ت َهت َز ك َأَن َّها جان‏)‏الشبه:‏ ‏(سرعة الحركة)‏طرفا لتشبيه:(المشبه:‏نوع التشبيه مرسل مجمل.‏وهو عودته إلى مصر ونبوته والتشبيه في قولهالعصا)،(المشبه به:‏وهو حال سيدنا موسى u وخوفه وأثر الخوف من العصا.‏الجان)،(الأداة:‏الكاف)،‏وجهوالفائدة التي خرج إليها التشبيه بيان حال المشبه‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َاذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْ‏ مِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِكعل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏( ٤ ).تناولت الآية جانب من غزوة أو الخندق وبني قريظة.‏‏(ت َ دور أَ‏ ع ين ُهم ك َال َّ ذِ‏ ي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ)‏دوران عيون حال الموت)،(الأداة:‏وطرفا التشبيه:‏ ‏(المشبه:‏الكاف)،(وجه الشبه:‏والتشبيه في الآية في قوله تعالى :المثبطين(٥)‏(المشبه به:‏ )،منتزع من عدة أمور وهو حال الخوفعند نزع الروح وهو حال الموت)‏ والفائدة التي خرج إليها التشبيه بيان حال المشبه،‏(1)(2)(3)(4)(5)النمل:‏‎١٠‎‏.‏التشبيه المرسل المجمل:‏ ما حذف منه وجه الشبه وذكرت الأداة.‏القصص:‏‎٣١‎‏.‏الأحزاب:‏‎١٩‎‏.‏المثبطين:‏ المنافين.‏١٢٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ا(‏ومقدار المشبه حينما ينظر للمؤمنين الصابرين وخاصة أهل المدينة ولكن هؤلاء الطائفة لم تثبطولم تتردد من القتال.‏‏[ك َمث َلِ‏ الش َّيط َانِ‏ إِذ ْ ق َالَ‏ لِل ْإِن ْسانِ‏ اك ْف ُر ف َل َما ك َف َر ق َالَ‏ إِن ِّي برِي ء مِن ْك إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏جاءت الآية الكريمة ضمن عنوان تواطؤ المنافقين واليهود وجزاؤهم.‏الآية قوله تعالى:‏ )ك َمث َلِ‏ الش َّيط َانِ)‏وطرفا التشبيه:‏ ‏(المشبه:‏بالمناصرة والمؤازرة في القتال والخروج معهم)،(المشبه به:‏الشر،وأغراه بالكفر في النهاية تبرأ منهالمؤازرة وعدم القتال والخروج)‏( ١ ).‏(الأداة:‏ )،الكاف،‏والتشبيه في الآية من رأسالمنافقون في وعودهم اليهودالشيطان الذي سول للإنسانومثل)(وجه الشبه:‏عدم المناصرة وعدموالفائدة التي خرج إليها التشبيه تقبيح المشبه وفيه سوء وتقبيحلحالة الكافرين والمنافقين في إغراء المسلمين من الخروج في سبيل االله.‏( ٢ ).‏[ث ُم ق َست ْ ق ُل ُوبك ُم مِن بعدِ‏ ذ َلِك ف َهِي ك َالحِجارةِ‏ أَو أَش َد ق َسوة ً وإِن مِن الحِجارةِ‏ ل َما يت َف َجر مِن ْه الأَن ْها روإِن مِن ْها ل َما يش َّق َّق ُ ف َيخ ْرج مِن ْه الماء وإِن مِن ْها ل َما يهبِط ُ مِن خ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ وما االلهُ‏ بِغ َافِلٍ‏ عما ت َعمل ُون‏]‏تناولت الآية جانب من قسوة اليهود.‏القلوب)،‏‏(المشبه به:‏الحجارة)،‏‏(الأداة:‏والتشبيه في قوله:‏ ‏(ف َهِي ك َالحِجارةِ)‏الكاف)،‏‏(وجه الشبه:‏وطرفا التشبيه:‏ ‏(المشبه:‏القسوة والشدة)والفائدة التي خرجإليها التشبيه بيان حال المشبه وهو يسمع بالإيمان ودعوة االله وقلبه أشد قسوة من الحجارة .‏[أَل َم ت َر إِل َى ال َّذِين قِيلَ‏ ل َهم ك ُف ُّوا أَيدِيك ُم وأَقِيموا الصل َاة َ وآَت ُوا الزك َاة َ ف َل َما ك ُتِب عل َيهِم القِت َالُ‏ إِذ َا ف َرِيق ٌمِن ْهم يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ أَو أَش َد خ َش ْية ً وق َال ُوا ربن َا لِم ك َت َبت َ عل َين َا القِت َالَ‏ ل َول َا أَخ َّرت َن َا إِل َى أَجلٍ‏ق َرِيبٍ‏ ق ُلْ‏ مت َاع الدن ْيا ق َلِيلٌ‏ والآَخِرة ُ خ َير لِمنِ‏ ات َّق َى ول َا ت ُظ ْل َمون ف َتِيل ًا]‏تناولت الآية أحوال الناس فريضة القتاللمشبه:خشية االله)،‏‏(المشبه به:‏بأس الناس كما الخوف من بأس االله).‏( ٣ )..خشية الناس)،‏والتشبيه في قوله:‏ ‏(كخشية االله)‏‏(الأداة:‏الكاف)،(وجه الشبه:‏وطرفا التشبيه:الخشية والخوف منوالفائدة التي خرج إليها التشبيه بيان حال المشبه وتقبيحهأثناء معالمه الناس معاملة الخالق بالخشية والخوف والحق أن الإنسان يخشى االله . Uومن خلال تتبعنا لمواطن التشبيه في دوال الخوف نجد أنها وردت في سبعة مواضع.‏ذلك من خلال الجدول الآتي:‏ويمكن بيان(1)(2)الحشر:‏‎١٦‎‏.‏البقرة:‏‎٧٤‎‏.‏‏(‏‎3‎‏)النساء:‏‎٧٧‎ .١٣٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا إِن َّما المش ْرِك ُونن َجس ف َل َا يق ْربوا المسجِد الحرام بعدعامِهِم هذ َا وإِن خِف ْت ُم عيل َة ً ف َسو َفيغ ْنِيك ُم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ إِن ش َاء إِن االلهَ‏علِيم حكِيم‏]‏‏[وأَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّهاجان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى ل َات َخ َف ْ إِن ِّي ل َا يخ َاف ُ ل َدي المرسل ُون‏]‏‏[وأَن أَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َزك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب ياموسى أَق ْبِلْ‏ ول َا ت َخ َف ْ إِن َّك مِن الآَمِنِين‏]‏‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُرأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهمك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َاذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْمِن ُواف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِك عل َى االلهِ‏يسِيرا]‏‏[ك َمث َلِ‏ الش َّيط َانِ‏ إِذ ْ ق َالَ‏ لِل ْإِن ْسانِ‏ اك ْف ُرف َل َما ك َف َر ق َالَ‏ إِن ِّي برِي ء مِن ْك إِن ِّيأَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏‏[ث ُم ق َست ْ ق ُل ُوبك ُم مِن بعدِ‏ ذ َلِك ف َهِيك َالحِجارةِ‏ أَو أَش َد ق َسوة ً وإِنرقم الآيةالتوبة:‏‎٢٨‎النمل:‏‎١٠‎‏.‏القصص:‏‎٣١‎‏.‏الأحزاب:‏‎١٩‎‏.‏الحشر:‏‎١٦‎‏.‏البقرة:‏‎٧٤‎‏.‏الشاهد‏[إِن َّما المش ْرِك ُون ن َجس‏]‏‏[وأَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َزك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا]‏‏[وأَن أَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَهات َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا]‏‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُرأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدورأَعين ُهم ك َال َّذِي]‏‏[ك َمث َلِ‏ الش َّيط َانِ‏ إِذ ْ ق َالَ‏لِل ْإِن ْسانِ]‏‏[ث ُم ق َست ْ ق ُل ُوبك ُم مِن بعدِ‏ ذ َلِكف َهِي ك َالحِجارةِ]‏١٣١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ط،‏النساء:‏‎٧٧‎ .مِن الحِجارةِ‏ ل َما يت َف َجر مِن ْه الأَن ْهاروإِن مِن ْها ل َما يش َّق َّق ُ ف َيخ ْرج مِن ْه الماءوإِن مِن ْها ل َما يهبِط ُ مِن خ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ وماااللهُ‏ بِغ َافِلٍ‏ عما ت َعمل ُون‏]‏‏[أَل َم ت َر إِل َى ال َّذِين قِيلَ‏ ل َهم ك ُف ُّواأَيدِيك ُم وأَقِيموا الصل َاة َ وآَت ُوا الزك َاة َف َل َما ك ُتِب عل َيهِم القِت َالُ‏ إِذ َا ف َرِيق ٌمِن ْهم يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ أَوأَش َد خ َش ْية ً وق َال ُوا ربن َا لِم ك َت َبت َ عل َين َاالقِت َالَ‏ ل َول َا أَخ َّرت َن َا إِل َى أَجلٍ‏ ق َرِيبٍ‏ق ُلْ‏ مت َاع الدن ْيا ق َلِيلٌ‏ والآَخِرة ُ خ َيرلِمنِ‏ ات َّق َى ول َا ت ُظ ْل َمون ف َتِيل ًا [‏[يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ]‏الكناية:‏من مادة كنى وتكون حول معاني الخفاء والستر والتغطية وعدم التصرحالاصطلاح معنيين:(١)‏.ويطلق عليها فيأحدهما:‏ معنى المصدر من فعل المتكلم أعني ذكر اللازم وإرادة الملزوم،‏ مع جواز إرادة المعنىاللازم أيضا ً.‏ فاللفظ المكنى والمعنى المكنى عنه.‏الثاني:‏ نفس اللفظ وهو ما أشار إليه ‏(التفتازاني)‏ بقوله":لفظ أريد به لازم معناه مع إرادته معه"أي إرادة المعنى ذلك المعنى مع لازمه.‏ كلفظ طويل النجاد والمراد به لازم معناه أعني:‏ طول القامةمع جواز أن يراد حقيقة طويل النجاد(٢).وتعرف الكناية:‏ ترك التصريح بالشيء إلى ما يساويه في اللزومكناية لما فيها من إخفاء وجه التصريح.‏الكناية المطلقة:‏،لينتقل منه إلى الملزوم،‏ سميتما يطلب منه بنفس الموصوف وما هي إلا بكلمة واحدة أو بمعانٍ‏ مجموعةلاستواء المكنى والمكنى عنه؛وذلك ليتمكن المتكلم من وضع الوصف ووضع العلم(٣).(1)انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،ج‎١٣‎‏:‏٣٦٩. ‏(مادة:كن).‏(2)انظر،‏ التفتازاني،‏ المطول في شرح تلخيص مفتاح العلوم،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت،‏ لبنان:‏.٦٣٠الطيبي،‏ (3)١٩٩٦التبيان في البيان ، تحقيق:عبد الستار حسن رموط،‏ دار الجيل،‏ بيروت،‏‎١٤١٦‎ه -.٤٠٦ :١١٣٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏أقسام الكناية:‏والكناية ثلاثة أقسام ؛لأن المطلوب بها إما غير صفة أو نسبة.‏ أو صفة ٌ أو نسبة ٌ.‏والمراد بالصفة المعنوية(كالجود،‏ الكرم وأمثالها).‏ ويشترط بكل واحدة منها أن تكون مختصةبالمكنى عنه لا تتعداه ليحصل الانتقال منها إليهوقد قسمها السكاكيالنوع الأول:‏(١).(٢)إلى ثلاثة أقسام وهي على النحو التالي:‏الكناية المطلوب بها نفس الموصوف والكناية في هذا القسم تقرب وتبعد بالصفاتفي اختصاص بموصوف معين أوالبعيدة.‏ فنضم إلى لازم آخر وآخر.النوع الثاني:‏ في الكناية بنفسالصفة.‏ فالقريبة:‏ تكون بصفة من أقرب لوازمه.والبعيدة:‏ تنقل إلى مطلوبك من لازم بعيد ولوازمهمتسلسلة.والنوع الثالث:‏ في الكناية المطلوب بها تخصيص الصفة بالموصوف.‏ فتكون هنا لطبقةوتارة تكون ألطف فحينما لا يراد التصريح فيكون الطريق إلى تخصيص الصفة بالموصوفبالتصريح(٣).وللوقوف على مواطن الكناية في آيات الخوف ونبين أقسامها وهي على النحو التالي:‏‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وال َّذِين هادوا والن َّصارى والصابِئِين من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وعمِلَ‏ صالِحا ف َل َهمأَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏(٤).الآية تتحدث عن عاقبة المؤمنين وكانت هذه العاقبة لمدة عامالمؤمنين بحبل االله المتين‏،والعمل الصالح.‏النصارى ‏،أم من اللذين تركوا مطلقا ً وأسلموا.‏المكنى:‏المؤمنين،‏.وفي الآية كناية عن تمسكوهذا سواء أكان من المسلمين أم من اليهود أم منالنصارى،الصائبين.المكنى به:العمل الصالح والتمسك بحبل االله.‏وهي كنايةموصوف عن صفة.فكان التصوير أقوى دلالة وأكثر ايحاءا ً وبيان حالهم وبيان المراد من الآياتوالفائدة من هذا الإيجاز:‏ أن التصوير يكون أقوى دلالة وأكثر ايحاءا ً.‏‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَنيدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِي الآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏.(٥)(1).٣٢٠: (2)(3)(4) البقرة:‏‎٦٢‎ .انظر،‏ القزويني،‏ محمد بن عبد الرحمن،‏ الإيضاح في علوم البلاغة،‏ مطبعة السنة المحمدية،‏السكاكيالإمام يوسف بن أبي محمد بن علي السكاكي.‏انظر،‏ السكاكي،‏ مفتاح العلوم،‏‏.ت)(د.ط):‏.٤٠٧-٤٠٥(5) البقرة:‏‎١١٤‎ .١٣٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية تتحدث عن ظلم مانع الصلاة في المساجد،‏المنع.‏الآية : المكنى‏.المكنى به:‏لفائدة وهي الإيجاز والإيحاء وقوة الدلالة.‏المنع من أداء الصلاة.‏وصحة الصلاة في أي مكان والآية كناية عنوهي كناية عن صفة..(١)وقد خرجت‏[ول َن َبل ُون َّك ُم بِش َيءٍ‏ مِن الخ َوفِ‏ والجوعِ‏ ون َق ْصٍ‏ مِن الأَموالِ‏ والأَن ْف ُسِ‏ والث َّمراتِ‏ وبش ِّرِ‏ الصابِرِين‏]‏الآية مضمونها الصبر على البلاء.‏ وهي كناية عن الصبر على البلاء المتمثل بالجوع ‏(القحط)،‏والهلاك‏(نقص في الأموال)،والأنفس ‏(بالقتل،‏ الموت والأمراض)،‏ الثمرات ‏(الحوائج)‏(٢).المكنى:‏ الخوف،‏ الجوع،النقص بالثمرات والأنفس.‏ المكنى به:‏ الصبر على البلاء بجميع أنواعه.‏وهنا كناية عن صفة وقد خرجت الآية لفائدة بلاغية وهي الإيجاز والدلالة على قوة التصوير وبيانالمعنى العام للآية.‏‏[ف َمن خ َاف َ مِن موصٍ‏ جن َف ًا أَو إِث ْما ف َأَصل َح بين َهم ف َل َا إِث ْم عل َيهِ‏ إِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏تتضمن الآية الحديث عن الوصية الواجبة.(٣).الظن ؛أن الظن قصد الفساد ووجب السعي في الإصلاح.‏حكما ً بالدفع وإبطالا ً للفساد وحسما ً لهالحفاظ على الوصية: والمكنى ..وبيان المعنى العام للآيةوهي كناية عن موصوف.‏(٤).والآية هنا كناية عن حفظ الوصية وذلك بدليل حكموإذا تحقق الفساد لم يكن صلحا ً إنما يكونمن خاف جنفا ً أو إثما ً وأراد الصلح.‏المكنى بهوالآية تحمل فائدة بلاغية لبيان الدلالة والإيجاز] ف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏ ك َما عل َّمك ُم ما ل َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمون‏]‏تتحدث الآية عن الحفاظ على الصلاة.(٥).وتخرج الكناية هنا إلى الحفاظ على الصلاة وعدم التقصيرفي لحظات الخوف المتمثل(العدو،‏ السيل،‏ السبع)‏ أو أي نوع من الأعداء.والمكنى في الآية:‏ الخوفرجالا ً أو ركبان ًا.‏ المكنى به:‏ الحفاظ على الصفة وهي كناية عن صفة.‏ والفائدةالبلاغية هنا لبيان الإيجاز وبيان المعنى العام للآية.‏‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ ث ُم ل َا يت ْبِعون ما أَن ْف َق ُوا منا ول َا أَذ ًى ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏.(٦)(1) البقرة:‏‎١٥٥‎ .(2)(3) البقرة:‏‎١٨٢‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،‏ ج‎١‎‏:‏.٤٠٠(4)(5) البقرة:‏‎٢٣٩‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،‏ ج‎١‎‏:‏.٤٠٩(6) البقرة:‏‎٢٦٢‎ .١٣٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية السابقة والآية التي قبلها ثواب الإنفاق في سبيل االله.‏الأجر في الجنة،‏في الحياة الدنيابيانا ً للمعنى العام.‏ونفى عنه الخوف(١)المكنى:‏ .وهنا الكناية عن ضمان ثواببعد موته في المستقبل وأذهب عنه الحزن والألم على ما سلفالإنفاق بدون الأذى.‏المكنى به:‏ ضمان ثواب الأجر في الآخرة.‏‏[إِن َّما ذ َلِك ُم الش َّيط َان يخ َوف ُ أَولِياءه ف َل َا ت َخ َاف ُوهم وخ َاف ُونِ‏ إِن ك ُن ْت ُم مؤْ‏ مِنِين‏]‏الآية وما قبلها من آيات تتحدث عن منزلة المجاهدين في سبيل االله.‏المكنى:‏ القتال.‏تخويف الشيطان للمسلمين.‏على الرغبة في القتال وبيان المعنى العام للآية.‏المكنى به:‏القتال.‏.(٢)وهناوالآية كناية عن الحث علىوهي كناية عن موصوف.‏والآية تدل‏[وإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوا فِي اليت َامى ف َان ْكِحوا ما ط َاب ل َك ُم مِن الن ِّساءِ‏ مث ْن َى وث ُل َاث َ ورباع ف َإِن خِف ْت ُم أَل َّات َعدِل ُوا ف َواحِدة ً أَو ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم ذ َلِك أَدن َى أَل َّا ت َعول ُوا]‏.(٣)مضمون الآية الكريمة إباحة تعدد الزوجات إلى أربع ووجوب إيتاء المهرالعدول بين الزوجات في الحقوق.‏المكنى:‏تعدد الزوجات.‏المكنى به:‏.والآية كناية عنالعدول بين الزوجات.‏قوله:‏ ‏(ذ َ لِ‏ ك أَ‏ د ن َ ى أَ‏ ل َّ ا ت َ عول ُوا)‏ هنا كناية عن العدول والعدل هو الميل والظلم.‏ وهي كناية عن صفة.‏وفي( ٤ )‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًا خ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏ .تتحدث الآية عن حقوق الورثة في الت ّركة وحقوق المحتاجين والأيتام والقرابة وغير الوارثين.‏وفي قوله(ول ْ ي ق ُول ُوا ق َو ل ًا سدِيدا)‏. بقاء الميراثما يتركه المتوفى.‏المكنى:‏كناية عن التقوى وهي غاية الخشية.‏أن يقولوا قولا سديدا.‏المكنى به:‏من خلفهم.‏الإيجاز القرآني وبيان المعنى العام للآية.‏المكنى به:‏. التقوىوهي كناية عن موصوف.‏وقوله : ‏(مِن خ َل ْفِهِم‏)‏وفي قوله:‏ ‏(مِن خ َل ْفِهِم‏)‏كناية عنالمكنى:‏والكناية هنا تخرج لبيان‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏ بعضهم عل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِم ف َالصالِحات ُق َانِت َات ٌ حافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏ بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِي ت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهن ف َعِظ ُوهن واهجروهن فِي المضاجِعِ‏واضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِن سبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏.(٥)(1)(2)(3) النساء:‏‎٣‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،‏ ج‎٢‎‏:‏آل عمران:‏‎١٧٥‎ ..٥٣(4) النساء:‏‎٩‎ .(5)النساء:‏‎٣٤‎٠١٣٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية قوامة الرجال على النساء وطرق التسوية بين المتنازعين كما وتناولت الآية مواطنبلاغية ومنها ‏(واه جروهن فِي المضاجِعِ‏(كناية عن عدم الجماع.حافِظ َات ٌ)‏ هنا كناية عن الطاعة والمحافظة على الزوج وتأدية حقوق الزوجة.وفي قوله تعالى ‏(ق َانِت َات ٌالمكنى:‏ الهجران فيالمضاجع.‏ المكنى به:‏ عدم الجماع.‏ وهي كناية عن موصوف.‏ وفي الموطن الثاني:‏ المكنى:‏ القنوتوالآية بيان للإيجاز كما لبيان المعنىالطاعة والمحافظة على الزوج.‏ المكنى به:‏ والحفاظ.‏ العام للآية.‏‏[وإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏ وحك َما مِن أَهلِها إِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهماإِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا]‏.(١)الآية متابعة للموضوع السابق وهو القوامة الزوجية للرجل.‏ وهنا كناية عن التحكيم حيث خاطباالله الحكام والزوجين،‏ ومعرفة سبب الخلاف.ومتى صدقت الإرادة وأخلص الحكمان في النيةوالن ّصح لوجه االله فإن االله موفق بينهما.المكنى:‏ القوامة الزوجية.‏ المكنى به:‏ التحكيم بين الزوجينبالعدل.وهي كناية عن موصوف.‏‏[وإِذ َا ضربت ُم فِي الأَرضِ‏ ف َل َيس عل َيك ُم جن َاح أَن ت َق ْصروا مِن الصل َاةِ‏ إِن خِف ْت ُم أَن يف ْتِن َك ُم ال َّذِين ك َف َرواإِن الك َافِرِين ك َان ُوا ل َك ُم عدوا مبِين ًا]‏.(٢)تحث الآية على قصر الصلاة في السفر وصلاة الخوف.‏ والآية هنا كناية عن عدم ترك الصلاةبل جواز القصر وكان القصر صلاة أربع ركعات.‏ المكنى:‏ صلاة الخوف وصلاة السفر.‏ والمكنىبه:‏ عدم ترك الصلاة وجواز القصر.‏ وهي كناية عن موصوف.‏‏[وإِنِ‏ امرأَة ٌ خ َاف َت ْ مِن بعلِها ن ُش ُوزا أَو إِعراضا ف َل َا جن َاح عل َيهِما أَن يصلِحا بين َهما صل ْحا والصل ْحخ َير وأُحضِرتِ‏ الأَن ْف ُس الش ُّح وإِن ت ُحسِن ُوا وت َت َّق ُوا ف َإِن االلهَ‏ ك َان بِما ت َعمل ُون خ َبِيرا]‏.(٣)الآية تناولت رعاية الصلح بين الزوجين بسبب النشوز والعدل بين النساء.‏ فالآية كلها كناية عنالعدول بين النساء وعد الترفع والتكبر عليها.‏ وجاءت كلمة نشوزا ً وهي كناية عن التقصير فينفقتها لبغضها ونظر عينه إلى أجمل منها.فالمكنى:‏ الصلح بين الأزواج.‏ المكنى به:‏التقصير في حقوق الزوجة.‏ وهي كناية عن موصوف.‏ والآية لتوضح كيفية العدول والصلح.‏] ق َالَ‏ رجل َانِ‏ مِن ال َّذِين يخ َاف ُون أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِما ادخ ُل ُوا عل َيهِم الباب ف َإِذ َا دخ َل ْت ُموه ف َإِن َّك ُم غ َالِبون وعل َىااللهِ‏ ف َت َوك َّل ُوا إِن ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏.(٤)(1) النساء:‏‎٣٥‎ .(2) النساء:‏‎١٠١‎ .(3) النساء:‏‎١٢٨‎ .(4)المائدة:‏‎٢٣‎٠١٣٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


هذه الآية تناولت تذكير موسى لقومه بنعمة االله ومطالبتهم بدخول الأرض المقدسة وموقفالرفض.‏المكنى به:‏وهي كناية عن قسوة وجبروت قوم موسىu‏.‏المكنى:تذكير موسى لقومه بآيات االله.‏القسوة والجبروت والعناد الموجود في قوم موسىu‏.وهي كناية عن موصوف.‏لبيان الإيجاز والمعنى.‏‏[ل َئِن بسط ْت َ إِل َي يدك لِت َق ْت ُل َنِي ما أَن َا بِباسِطٍ‏ يدِي إِل َيك لِأَق ْت ُل َك إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏هذه الآية جانب من قصة قابيل وهابيل وهي أولبسطت يدك لتقتلني ما أنا باسط يدي لأقتلك كناية عن القتل.‏القتل.‏جريمة قتل على وجه الأرض.‏والمكنى هنا:‏وهي كناية عن صفة وذلك لبيان الدلالات وبيان تفصيل القتل.‏‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا ل َيبل ُون َّك ُم االلهُ‏ بِش َيءٍ‏ف َمنِ‏ اعت َدى بعد ذ َلِك ف َل َه عذ َاب أَلِيم‏]‏جريمة القتل.‏.( ١ ).(٢)مضمون الآية الصيد في حالة الإحرام وجزاء صيد البرفي لحظات الإحرام.المكنى:‏حرمه الصيد.‏.والآيةوفي قولهالمكنى به:‏مِن الصيدِ‏ ت َن َال ُه أَيدِيك ُم ورِماحك ُم لِيعل َم االلهُ‏ من يخ َاف ُه بِالغ َيبِ‏المكنى به:‏وهي لبيان حرمة الصيد ولبيان الأحكام الفقهية في الحج.‏والآية هنا كناية عن المنع من الصيدالمنع من الصيد.‏الكناية هنا عن موصوف.‏‏[وأَن ْذِر بِهِ‏ ال َّذِين يخ َاف ُون أَن يحش َروا إِل َى ربهِم ل َيس ل َهم مِن دونِهِ‏ ولِي ول َا ش َفِيع ل َعل َّهم يت َّق ُون‏]‏تتحدث الآيات عن الإنذار وهي مصدر علم النبيالضعفاء.‏المكنى به:‏وتوضيح العقوبة.‏(٣).rومهمته في الإنذار وعدم طردوالآية كناية عن العقاب والحساب وبيان العقاب بالإنذار.‏ المكنى:‏ بيان الإنذار.‏بيان الحساب والعقاب.‏وهي كناية عن موصوف.‏وذلك لبيان الإيجاز‏[ول َا ت ُف ْسِدوا فِي الأَرضِ‏ بعد إِصل َاحِها وادعوه خ َوف ًا وط َمعا إِن رحمة َ االلهِ‏ ق َرِيب مِن المحسِنِين‏]‏مضمون الآية مشروعية الدعاء وآدابه وتحريم الإفساد في الأرض.‏بعد الإصلاح وكذلك عن الشرك والمعصية.‏المكنى:‏(٤)والآية كناية من عدم الإفسادالمشروعية بالدعاء.‏المكنى به:‏الإفساد بعد الإصلاح.‏ وهي كناية عن موصوف.‏ وذلك لبيان أهمية الدعاء وعدم الإفساد.‏عدم‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِن. الغ َافِلِين‏]‏(٥)(1) المائدة:‏‎٢٨‎ .(2) المائدة:‏‎٩٤‎ .(3) الأنعام:‏‎٥١‎ .(4) الأعراف:‏‎٥٦‎ .(5) الأعراف:‏‎٢٠٥‎ .١٣٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية تحث مضمون الاستماع للقرآن وطريقة الذكر.‏ والكناية هنا عن شدة الخوف الشديد من االلهوعقابه.‏ المكنى:‏ الاستماع للذكر.‏ المكنى به:‏ الخوف الشديد.‏ وهي كناية عن صفةالإيجاز وتوضيحية.‏‏[أَل َا إِن أَولِياء االلهِ‏ ل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏..(١).(٢)وذلك لبيانهذه الآية ضمن أولياء االله وأوصافهم وجزاؤهم.‏ فالآية كناية عن أجر أحباء االله وأصفياؤه.‏المكنى:‏ بيان حال أولياء االله.‏ المكنى به:‏ بيان الأجر والجزاء.‏ وهي كناية عن صفة الأولياء.‏ وبيانالدلالة لتوضحي أجر هؤلاء الصادقين الصالحين.‏‏[ف َل َما رأَى أَيدِيهم ل َا ت َصِلُ‏ إِل َيهِ‏ ن َكِرهم وأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّا أُرسِل ْن َا إِل َى ق َومِ‏ ل ُوطٍ]‏الآية من قصة سيدنا إبراهيم r وكانت بشارته بإسحاق ويعقوب u وهنا الآية كناية عن إرسالالعذاب.‏ المكنى:‏ البشارة.‏ المكنى به:‏ إرسال العذاب.‏ وهنا الكناية عن صفة.‏ والعذاب سيقع على قومسيدنا إبراهيم u وذلك لبيان الإيجاز.‏‏[وإِل َى مدين أَخ َاهم ش ُعيبا ق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره ول َا ت َن ْق ُصوا المِك ْيالَ‏ والمِيزانإِن ِّي أَراك ُم بِخ َيرٍ‏ وإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ محِيطٍ]‏.(٣)الآية من قصة شعيب u والكناية هنا عن قوة الإيمان.‏ المكنى:‏ العذاب الذي يحيط بقوم شعيب.‏وذلك لبيان الإيجاز وتوضيح للدلالة على قوةوالآية كناية عن صفة.‏ قوة الإيمان.‏ المكنى به:‏ الإيمان.‏‏[إِن فِي ذ َلِك ل َآَية ً لِمن خ َاف َ عذ َاب الآَخِرةِ‏ ذ َلِك يوم مجموع ل َه الن َّاس وذ َلِك يوم مش ْهود‏]‏.(٤)الآية تحت عنوان العبرة في قصص القرآن بجزاء الآخرة.‏ والآية كناية عن أخذ العبرة بقصصالسابقين.‏ المكنى:‏ قصص السابقين.‏ المكنى به:‏ أخذ العبرموصوف.‏ وذلك لبيان الإيجاز وبيان دلالات الآية..والآية كلها كناية عن] ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏ وأَخ َاف ُ أَن يأْك ُل َه الذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏.(٥)الآية من قصة سيدنا موسى u وهي تحت عنوان تنفيذ إخوة يوسف مؤامراتهم وتدليسهمالأمر على أبيهم.‏ وكلمة غافلون هنا كناية عن اللعب والرتع أو قلة الاهتمام بحفظه.‏(1) يونس:‏‎٦٢‎ .(2) هود:‏‎٧٠‎ .(3) هود:‏‎٨٤‎ .(4) هود:‏‎١٠٣‎ .(5) يوسف:‏‎١٣‎ .١٣٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المكنى:‏ تنفيذ إخوة يوسف u عن قتلهم ليوسف.‏ المكنى به:‏ اللعب والرتع وقلةالاهتمام بيوسف.‏ والآية دلالة على بيان الإيجاز وتفصيلة كما وتبين الدلالات اللغوية في الآية‏[هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين ْشِئُ‏ السحاب الث ِّق َالَ]‏..(١)الآية من مظاهر ألوهية االله وربوبيته وقدرته.‏ والخوف والطمع دلاله على الكناية عن الخوف منالعذاب والطمع في الرزق.‏ المكنى:‏ مظاهر الألوهية.‏ المكنى به:‏ الخوف والطمع في الرزق.والآية تبين الإيجاز في قوله الخوف من البرق ولحظات التغيرات الجوية.‏ والطمع في الكسب منالرزق بعد نزول الأمطار.‏‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏ الصواعِق َ ف َيصِيب بِها من يش َاء وهم يجادِل ُون فِيااللهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏.(٢)الآية تابعة للموضوع السابق.‏ وهنا الكناية عن الشدة والقسوة وهي منسبة الله U وكذلك شدةالعقاب.‏ المكنى:‏ الشدة والقسوة.‏ المكنى به:‏ شدة العقاب.‏ وهنا لبيان عقاب االله U بإرساله للصواعقوالعذاب.‏‏[ول َن ُسكِن َن َّك ُم الأَرض مِن بعدِهِم ذ َلِك لِمن خ َاف َ مق َامِي وخ َاف َ وعِيدِ]‏.(٣)تتحدث الآية عن تهديد الكفار لرسلهم بالطرد أو الردة والوحي بأن العاقبة للأنبياء.‏ والآية كنايةعن يوم القيامة وخوفه وأهواله.‏ المكنى:‏ تهديد الكفار.‏ المكنى به:‏ يوم القيامة وعذابه وشدته علىالمنافقين والكفار.‏ والآية كلها تدلل على بيان الإيجاز وبيان الدلالات والإيحاءات بقيام القيامة وأخذالعقاب والحساب.‏‏[أَو يأْخ ُذ َهم عل َى ت َخ َوفٍ‏ ف َإِن ربك ُم ل َرءوف ٌ رحِيم‏]‏.(٤)الآية من الآيات التي تتحدث عن جزاء المهاجرين وبشرية الرسل ومهمة النبي u في بيانالقرآن وتهديد الكافرين.‏ والآية هنا كناية عن التنقص.‏ المكنى:‏ جزاء المهاجرين والرسل.‏ المكنىبه:‏ التنقص.‏ وهي كناية عن موصوف.‏ والآية لبيان الإيجاز وبيان أهمية الرسل والجزاء يومالقيامة.‏‏[وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ً يأْتِيها رِزق ُها رغ َدا مِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْ بِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏.(٥)(1) الرعد:‏‎١٢‎ .(2) الرعد:‏‎١٣‎ .(3) إبراهيم:‏‎١٤‎ .(4) النحل:‏‎٤٧‎ .(5)النحل:‏‎١١٢‎‏.‏١٣٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية تحث عنوان عاقبة كفران النعم في الدنيايقومون بها.‏النعم.‏المكنى:‏وهي كناية عن موصوف.‏عاقبة الكفران بالنعم في الدنيا.‏‏.وفي قولهالمكنى به:‏‏(ي ص ن َ عون‏)‏كناية عن الأفعال التي كانواالأفعال التي يقومون بها.‏والآية للدلالة على الإيجاز وبيان الدلالات البيانية.‏‏[وإِن ِّي خِف ْت ُ الموالِي مِن ورائِي وك َان َتِ‏ امرأَتِي عاقِرا ف َهب لِي مِن ل َدن ْك ولِيا]‏تناولت الآية جانبا ً من قصة سيدنا إبراهيم u.خِ‏ ف ْت ُ الموالِي‏)‏كناية عن التسلط والقوة.‏المكنى:‏.(١)والآية كلها دلالة على الخوف.‏الخوف.‏موصوف.‏ وهي لبيان الإيجاز وبيان الدلالات في الآية.‏] ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْ سن ُعِيدها سِيرت َها الأُول َى]‏هذه الآية من قصة موسى وهارونالمكنى به:‏التسلط والقوة.‏وقولهوجحود: ‏(وإِن ِّي.(٢)u وانقلاب العصا إلى حية وهي المعجزة الأولى.‏كناية عن القدرة على إبطال السحر وهي دلالة واضحة على الخوف.‏المكنى به:‏سحر قوم فرعون.‏إبطال السحر.وهنا كناية عن موصوف.‏] ق َالَ‏ ل َا ت َخ َاف َا إِن َّنِي معك ُما أَسمع وأَرى]‏.(٣)المكنى:‏وهي كناية عنو الآيةانقلاب العصا.‏وذلك لبيان الإيجاز وبيان الكيفية التي أبطل فيهاتناولت الآية جانب من التوجيهات الملقاة على موسى وهارون u في دعوة فرعون.‏كناية عن تأييد االله لموسى وهارون بالنصر والتأييد.‏.uالمكنى به:‏في بيان التوجيهات.‏التأييد والنصر لهما.‏‏[ف َأَوجس فِي ن َف ْسِهِ‏ خِيف َة ً موسى]‏.(٤)المكنى:‏والآية هناإلقاء التوجيهات على موسى وهارونوالآية دلالة واضحة علة صدقهما وبيان الإيجاز والدلالاتالآية الكريمة عرضت جانب من المبارزة بين موسى u والسحرة وإعلان إيمانهم باالله تعالى.‏والآية هنا كناية عن الخوف من الالتباس للناس بأمر السحر.‏: المكنىالمبارزة في السحر.‏المكنىبه:‏ الخوف والالتباس بين الحق والباطل.‏ والآية لبيان الإيجاز ولتوضيح الأمر عمن التبس عليه أمرالسحر.‏( ٥ )‏[أَفِي ق ُل ُوبِهِم مرض أَمِ‏ ارت َابوا أَم يخ َاف ُون أَن يحِيف َ االلهُ‏ عل َيهِم ورسول ُه بلْ‏ أُول َئِك هم الظ َّالِمون‏]‏ .(1) مريم:‏‎٥‎ .(2) طه:‏‎٢١‎ .(3) طه:‏‎٤٦‎ .(4) طه:‏‎٦٧‎ .(5) النور:‏‎٥٠‎ .١٤٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية من آيات البقاء على الضلال و النفاق بالرغم من البيان الشافي وفي وقوله:‏ ‏(بلْ‏ أُول َئِكهم الظ َّالِ‏ مون‏)‏الإعراض عن ظلم الناس.‏الكريم.‏كناية عن الإعراض بظلم الناس.‏( ١ )‏[ول َهم عل َي ذ َن ْب ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏ .المكنى:‏البقاء على الضلال والفساد.‏المكنى به:‏وهنا الآية لبيان الإيجاز في الضلال والنفاق بالرغم من وجود القرآنالآية من الآيات التي تتحدث عن القصص النبوية فهذه قصة سيدنا موسى وهارون uفرعون وهذه القصة الأولى.وجاءت الكناية هنا بقوله) ذ َن ْب (سيدنا موسى u. المكنى به:‏ قتل القبطي.‏ وهي كناية عن موصوف.‏وهو قتل القبطي‏.والمكنى:‏معقصة‏[وأَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى ل َا ت َخ َف ْ إِن ِّي ل َا يخ َاف ُ ل َدي. المرسل ُون‏]‏(٢)الآية تابعة للقصة الأولى وهي قصة موسىu بالوادي المقدس وقوله(‏الخوف الشديدصفة.‏‏.المكنى:‏النداء والخطاب في الوادي.‏المكنى به:‏الخوف الشديد.‏ول َم يعق ِّب‏)‏كناية عنوهي كناية عن‏[ف َخ َرج مِن ْها خ َائِف ًا يت َرق َّب ق َالَ‏ رب ن َجنِي مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏.(٣)من قصص سيدنا موسى وكانت الآية تحت عنوان قتل المصري وخروجه من مصر.‏ والآية كنايةعن الخوف ودلالة الخوف وعدم قدرة موسى u من التلفت يمينا ً أو يسارا ً ‏.المكنى:‏ قتل القبطي.‏المكنى به:‏ الخوف الشديد.‏ وهي كناية عن موصوف.‏] ق َالَ‏ رب إِن ِّي ق َت َل ْت ُ مِن ْهم ن َف ْسا ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏.(٤)وتكذيب فرعون والكناية هنا الخوف من القتل وبالثأرهذه الآية ضمن آيات نبوة هارون u منهم وتدلل على ضرورة التسلح بمختلف القوى المادية والمعنوية عند لقاء العدو.المكنى:‏ التكذيبالخوف من القتل والقصاص.وهي كناية عنالمكنى به:‏ u. وعدم الاقتناع بسيدنا موسى موصوف.‏‏[ف َجاءت ْه إِحداهما ت َمشِي عل َى استِحياءٍ‏ ق َال َت ْ إِن أَبِي يدعوك لِيجزِيك أَجر ما سق َيت َ ل َن َا ف َل َما جاءهوق َص عل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ ل َا ت َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏.(٥)(1) الشعراء:‏‎١٤‎ .(2) النمل:‏‎١٠٠‎‏.‏(3) القصص:‏‎٢١‎ .(4) القصص:‏‎٣٣‎ .(5) القصص:‏‎٢٥‎ .١٤١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية تتحدث عن جزء من قصة موسى u وذهابه إلى أرض مدين وزواجه من ابنةشعيبuوقوله:(‏ ف َجاء ت ْ ه إِحداهما)‏ كناية عن شدة الحياء.‏ المكنى:‏ ذهاب ابنة شعيب لموسى u.والمكنى به:‏ شدة الحياء والخجل.‏ وهنا كناية عن موصوف.‏فصيح‏[وأَخِي هارون هو أَف ْصح مِن ِّي لِسان ًا ف َأَرسِل ْه معِي رِدءا يصدق ُنِي إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ]‏.(١).الآية تابعة لقصة نبوة هارون وفي قوله تعالى ‏(أَ‏ ف ْ ص ح مِن ِّي لِسان ًا)‏ هنا دلالة على أن هارون هووهي كناية عن قوة الأسلوب في التحدث والإقناع.والآية جميعها كناية عن التسلحبمختلف القوى المادية عند لقاء العدو.‏ المكنى:‏ الاستعانة بهارون.‏ المكنى به:‏ قوة الأسلوب والتحدثوالإقناع.‏ وهي كناية عن صفة.‏‏[ضرب ل َك ُم مث َل ًا مِن أَن ْف ُسِك ُم هلْ‏ ل َك ُم مِن ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم مِن ش ُرك َاء فِي ما رزق ْن َاك ُم ف َأَن ْت ُم فِيهِ‏سواء ت َخ َاف ُون َهم ك َخِيف َتِك ُم أَن ْف ُسك ُم ك َذ َلِك ن ُف َصلُ‏ الآَياتِ‏ لِق َومٍ‏ يعقِل ُون‏]‏.(٢)تندرج الآية تحت عنوان إثبات الوحدانية من واقع البشر وفي الآية(‏ فِي ما رزق ْن َاك ُم‏)‏ وهي كنايةعن الأموال.‏ المكنى:‏ الرزق.‏ والمكنى به:‏ كسب الأموال والرزق.‏ والآية هنا كناية عن موصوفلبيان الإيجاز والبلاغة القرآنية في وصف الأموال والكسب وهي مصدرها الرزق.‏‏[ت َت َجاف َى جن ُوبهم عنِ‏ المضاجِعِ‏ يدعون ربهم خ َوف ًا وط َمعا ومِما رزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏.(٣)الآية صفة للمؤمنين في الدنيا وجزاؤهم عند ربهم في الآخرة.‏ والآية هنا كناية عن كثرة العبادةوالتقرب الله . Uالمكنى:‏ صفات المؤمنين.‏ المكنى به:‏ كناية عن كثرة العبادة والتقرب إلى االله.‏وهي كناية عن موصوف.‏ والآية دلالة على بيان الإيجاز اللغوي والإعجاز القرآني.‏‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َاذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْ‏ مِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِكعل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏.(٤)هذه الآية من آيات غزوة الأحزاب أو الخندق أو بني قريظة.وقوله : ‏(ت َ دور أَ‏ ع ين ُهم‏)‏ كناية عنشدة الخوف من هول المعركة.‏ المكنى:‏ الآيات والعقاب.‏ المكنى به:‏ الخوف الشديد من أهوالالقيامة.‏ وهي كناية عن موصوف.‏ والآية دلالة واضحة عن الإيجاز والإعجاز القرآني.‏(1) القصص:‏‎٣٤‎ .(2) الروم:‏‎٢٨‎‏.‏(3) السجدة:‏‎١٦‎ .(4) الأحزاب:‏‎١٩‎ .١٤٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[إِذ ْ دخ َل ُوا عل َى داوود ف َف َزِع مِن ْهمول َا ت ُش ْطِط ْ واهدِن َا إِل َى سواءِ‏ الصراطِ]‏الآية تتضمن قصة داود . u.(١)ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ خ َصمانِ‏ بغ َى بعضن َا عل َى بعضٍ‏ ف َاحك ُم بين َن َا بِالحق ِّوقولهبها توضيح لهذه الكناية ففي قوله تعالىلسماعه ومعرفته.‏المحصنة للصلاة.‏المحاكمة المخصص‏(سواءِ‏ الصراطِ)‏‏(ف َف َزِع‏)‏كناية عن طريق الصواب.‏والآية السابقةفهذا الفزع يجعل عند الإنسان أو السامع التشويقولمعرفة هذا الخوف وسببه أن جماعة من الخصوم تسلقوا سور غرفة داودفدخلوا عليه وهو منهمك بالصلاة وعبادة االله.‏للناس،‏وترانيم الزبور في غير موعدفخاف منهم ظنا ً منه أنهم جاءوا لاغتياله وهو منفرد في محرابهللعبادة،‏ في أشرف مكان في داره.‏ وكان اغتيال الأنبياء معروف في بني إسرائيل فقالوانحن متخاصمان جار بعضنا على بعض فاحكم بيننا حكما ً عادلا ً.‏:ولاتجر في الحكم علينا.‏إلى طريق الحق والعدل.وكانت الخصومة حول أحدهم يملك تسعا ً وتسعين شاه،‏واحدة(٢): والمكنى .قصة الرجلان المتخاصمان.‏المكنى به:‏طريق الهداية والصواب.‏عن موصوف.‏ وقد تبين بالآية الإعجاز القرآني والإيجاز البلاغي في سرد القصص.‏] ق ُلْ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏.(٣)لا خف:‏وأهدناوالآخر يملك شاةوهي كنايةتناولت الآية جانب من آيات القرآن وهي نصائح للمؤمنين في العبادة ووعدهم ووعيد عبدةالأصنام.‏والكناية هنا:‏المعادية للشرك وتضليل الإنسان من عذاب يومبه:‏الف َساد‏]‏ترك الإخلاص في العبادة.‏(٤).عن ترك الإخلاص وهو الإخلاص في العبادة الله وتوحيده وترك الدعوةوهي كناية عن صفة.‏العقاب الشديد.المكنى:‏ النصائح والإرشادات.‏ المكنى‏[وق َالَ‏ فِرعون ذ َرونِي أَق ْت ُلْ‏ موسى ول ْيدع ربه إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يبدلَ‏ دِين َك ُم أَو أَن يظ ْهِر فِي الأَرضِ‏تضمنت هذه الآية جانب من قصة موسىu وفرعونوالتهديد بقتل موسى.‏،وهو موضوع تعذيب بني إسرائيلوالآية هنا كناية عن الغاية في الكيد والحقد والتجل ّد وعدم المبالاة بدعاء ربه.‏كما وتشتمل على الكناية عن تغير منهاج حياة القوم.‏والمكنى:‏الإفساد والحقد وتغير المنهاج في حياة القوم.‏ وهي كناية عن موصوف.‏‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ ات َّبِعونِ‏ أَهدِك ُم سبِيلَ‏ الرش َادِ]‏.(٥)التعذيب والتهديد بالقتل.‏المكنى به:‏٢٢: . ص)‏ 1)(2)(3) الزمر:‏‎١٣‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،‏ ج‎١٢‎‏:‏.٢٠٤-٢٠٣(4) غافر:‏‎٢٦‎ .(5) غافر:‏‎٣٨‎ .١٤٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية جانب من قصة سيدنا موسى uوفرعون.وهذه القصة قصة مؤمن آل فرعونودفاعه عن موسى uالمكنى به:‏‏.والآية كناية عن التكذيب والإعراض.المكنى:‏الكناية عن التكذيب والإعراض.‏القرآني والإيجاز البلاغي في سرد القصص.‏وهي كناية عن موصوف.‏قوم موسى واجحادهم.‏وقد تبين بالآية الإعجاز‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏ الن ُّذ ُر مِن بي نِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا ا ‏َاللهإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏.(١)تناولت الآية جانب من قصة هودuوالمستقيمة.والمكنى:‏قوم عاد وجحودهم.‏موصوف.‏ والآية بيان للإعجاز القرآني.‏مع قوم عادالمكنى به:‏.والآية كناية عن عدم العبادة السويةعدم العبادة السوية والمستقيمة.‏‏[ن َحن أَعل َم بِما يق ُول ُون وما أَن ْت َ عل َيهِم بِجبارٍ‏ ف َذ َك ِّر بِالق ُرآَنِ‏ من يخ َاف ُ وعِيدِ]‏تتضمن الآية تهديد منكري البعث وإثباته لهم مرة أخرى وأوامر للرسولالرسول للناس بهذا القرآن العظيم،‏الوعيد للعصاه بالعذاب.‏وشدة الوعيد.‏المكنى:‏وهي كناية عن صفة.‏.(٢).rوهي كناية عنوالكناية عن تذكيروتبليغ رسالته والآية كلها كناية عن شدة العقاب للمشركين وهذاالمشركين والمنكرين للبعث.‏المكنى به:‏بيان عقاب المشركينوالآية بينت صورة مجملة لحال المشركين المنكرين لآيات االلهولقائه ولقيام الساعة.‏ والآية تدلل على الإيجاز وبيان الدلالات للترهيب والخوف من يوم القيامة.‏‏[ف َأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ وبش َّروه بِغ ُل َامٍ‏ علِيمٍ]‏.(٣)تناولت الآية قصة ضيف إبراهيمu ومهمتهم في إهلاك قومالملائكة في صدق البشرى.أمرين مفرحين هما كونه غلاما ً ذكرا ً،‏المكنىوهو صادق العلم بعد البلوغ،‏لوط.‏وهو اسحق u.والآية هنا كناية عن صدقوهذه البشرى فيهاوالأمر الثاني كونه عالما ً والعلم أكمل الصفات: ضيف إبراهيم u ومهمتهم.‏ االمكنى به:‏ البشرى التي جاء من أجلهاالضيوف وصدق البشرى.‏وهي كناية عن موصوف.‏‏[وت َرك ْن َا فِيها آَية ً لِل َّذِين يخ َاف ُون العذ َاب الأَلِيم‏]‏(٤)..(٥)(1) الأحقاف:‏‎٢١‎ .(2) ق:‏‎٤٥‎‏.‏(3) الذاريات:‏‎٢٨‎ .(4)(5) الذاريات:‏‎٣٧‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎١٤‎‏:‏.٢٩١٤٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية القصة السابقة والآية كناية عن إهلاك الكافرين وفيها دلالة على ذلك.‏‏(وت َرك ْن َا فِيها)‏أي علامة لكل من يخاف عذاب االله ويخشاه وهم المؤمنون،‏ففي بداية الآيةوهذه العلامات آثارالعذاب المدمر المؤلم؛ فإنها ظاهرة مبينة وفيها آية للدلالة على العذاب والنكال وحجارة السجيلوهذه الآية متمثلة في بحيرة طبرية(١).زفيها قلبت الديار عاليها سافلها.إذا غلب الشر والكفر والفسق كان الدمار والهلاك وبهذا كانت الآية كناية عن الهلاكالإيمان بانتهاء الأجل.‏ المكنى به:‏ الهلاك والدمار.‏ وهي كناية عن موصوف.‏‏[ك َل َّا بلْ‏ ل َا يخ َاف ُون الآَخِرة َ]‏وهذا كله دلالة على أنه(٢)‏.المكنى:عدم.(٣)تناولت الآية جانب مهم من الحوار القائم بين أصحاب اليمين وأصحاب الشمال المجرمين.‏والآيةكناية عن الخوف من يوم القيامة ؛فلأن الناس المؤمنة تخاف من النار ومن عذابها ردعت وزجرتمن هذا الأمر وهذا الإيمان النابع من صدق الإيمان وحقيقة البعث والحساب.‏المكنى:‏الحوار بينالمؤمنين والمشركين.‏ المكنى به:‏ الخوف الشديد من أهوال يوم القيامة.‏ وهي كناية عن موصوف.‏‏[يوف ُون بِالن َّذ ْرِ‏ ويخ َاف ُون يوما ك َان ش َره مست َطِيرا]‏هذه الآية جزاء الكفار والأبرار يوم القيامةعليه ونذروه تقربا ً إلى االله U.الله سبحانه وتعالى في الوفاء بالنذر،‏.(٤).والآية كناية عن شدة المحبة والوفاء بما عاهدوا االلهو بها ترك ما حرم االله وما نهاهم عليه.‏كما وفيها شفقة على الخلق في قولهكما وردت في الآية تعظيم‏[ويط ْعِمون الط َّعام‏]‏( ٥ )والخوف من عذاب يوم القيامة وأهواله الفاشية المنتشرة في كل جهة . والآية متضمنة الخوف منعذاب االله وهو سبب الوفاء بالنذربما عاهدوا االله عليه.وهي كناية عن صفة.‏(٦)‏.المكنى:‏ جزاء الكفار والأبرار.‏ المكنى به:‏ شدة المحبة والوفاء(1)،(2)(3) المدثر:‏‎٥٣‎ .بحيرة طبرية:من المدن الفلسطينية التاريخية،‏ أسسها هيرودوس عام ‎٨٠‎م،‏ في عهد الامبرطور طباريوس،حيث أخذ اسمها وجعلها عاصمة الجليل لفترة من الزمان في العهد الروماني.وتسمى بحيرة الجرشاشينإحدى القبائل الكنعانية التي نزلت المنطقة منذ زمن سحيق.‏ انظر،‏ حسونة،‏ خليل إبراهيم،‏ لكي لا ننسىفلسطينمكتبة اليازجي،‏.١٥٧ :٢٠٠٥انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎١٤‎‏:‏.٣٢(4) الإنسان:‏‎٧‎ .(5)(6)الإنسان:‏‎٨‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎١٥‎‏:‏.٣١٠١٤٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[إِن َّا ن َخ َاف ُ مِن ربن َا يوما عبوسا ق َمط َرِيرا]‏.(١)تناولت الآية جزاء الكفار والأبرار يوم القيامة.‏والآية كناية عن سوء المقام يوم القيامة.‏وفي هذاالأمر به أهوال يوم تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته فهو يوم صعب وشديد.‏ وقد وصف هذااليوم بالعبوس مجازا ً،ووصف بصفة أهله.العابس،‏ والقمطرير وهو أشد ما يكون من الأيام وأطوله بلاءيوم القيامةموصوف.‏.(٢)المكنى:‏ .‏[ول َا يخ َاف ُ عق ْباها]‏(٣)حال أهل الكفر.‏.تناولت الآية العظة بقصة ثمود . uوأهلكهم فغضب االله عليهم ودمر عليهم.‏المكنى به:‏أو تشبيها ً في ضرورة بالأسد العبوس أو بالشجاعوالآية تتحدث عن سوء عاقبة أهوالسوء مقام الكافرين يوم القيامة.وهي كناية عنوالآية كناية عن الخوف من االله.فطبق عليهم العذابوكانت العقوبة نازلة عليهم على السواء.والعبرة من ذلك أناالله فعل بهم ما فعل لأنه هو الخالق والمتصرف بشؤون العباد وينزل العذاب على العباد كيفماشاء.المكنى:‏ قصة وعقاب قوم ثمود.‏ المكنى به:‏ الخوف من االله.‏ وهي كناية عن صفة.‏الخشية:‏‏[ف َت َرى ال َّذِين فِي ق ُل ُوبِهِم مرض يسارِعون فِيهِم يق ُول ُون ن َخ ْش َى أَن ت ُصِيبن َا دائِرة ٌ ف َعسى االلهُ‏ أَن يأْتِيبِالف َت ْ حِ‏ أَو أَمرٍ‏ مِن عِن ْدِهِ‏ ف َيصبِحوا عل َى ما أَسروا فِي أَن ْف ُسِهِم ن َادِمِين‏]‏.(٤)تناولت الآية موضوع عقائدي متمثل بموالاة اليهود والنصارى.‏ وهنا الآية كناية عنالخوف.‏ فالآية بمضمونها ينهى عبادة المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين همأعداء الإسلام وأهله وبعد ذلك ظهرت الكناية بالتهديد والوعيد بمن يواليهمالمكنى:‏ .موالاة اليهود والنصارى.‏ المكنى به:‏ التهديد والوعيد لمن يواليهم.‏ وهي كناية عن صفة.‏] ق ُلْ‏ إِن ك َان آَباؤُك ُم وأَبن َاؤُك ُم وإِخ ْوان ُك ُم وأَزواجك ُم وعشِيرت ُك ُم وأَموالٌ‏ اق ْت َرف ْت ُموها وتِجارة ٌ ت َخ ْش َونك َسادها ومساكِن ت َرضون َها أَحب إِل َيك ُم مِن االلهِ‏ ورسولِهِ‏ وجِهادٍ‏ فِي سبِيلِهِ‏ ف َت َربصوا حت َّى يأْتِي االلهُ‏بِأَمرِهِ‏ وااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏.(٥)(1) الإنسان:‏‎١٠‎ .(2)(3) الشمس:‏‎١٥‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎١٥‎‏:‏.٣١٢(4) المائدة:‏‎٥٢‎ .(5) التوبة:‏‎٢٤‎ .١٤٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


أشياء.‏تضمنت الآية جانب مهم وهو ولاية الآباء والإخوان الكافرين وتفضيل الإيمان والجهاد على ثمانيةوهنا كناية عن الحث على التفضيل للإيمان عن الأمور الثمانية الجلية المذكورة في الآيةالسابقة وسنذكرها.‏العصبية الجنسية.‏القريبة)،‏والأموال،‏المتمثلة بالجهاد في سبيلهإن الدين يغير مفاهيم فيجعل رابطة الدين أعلى وأقوى وأولى من رابطةوالانتماء للأسرة المتمثلة بالآباء والأبناء،‏والتجارة،‏والمساكن.‏والإخوان،‏والأزواج،‏والعشيرة(القرابةعلى حب االله ورسوله وأظهرت الآية أن السعادة الحقيقة(١). المكنى:‏ ولاية الآباء والإخوان الكافرين وتفضيل الإيمان والجهاد علىثمانية أشياء.‏ المكنى به:‏ الحث على التفضيل للإيمان.‏ وهي كناية عن موصوف.‏‏[ول َا ت َق ْت ُل ُوا أَول َادك ُم خ َش ْية َ إِمل َاقٍ‏ ن َحن ن َرزق ُهم وإِياك ُم إِن ق َت ْل َهم ك َان خِط ْئًا ك َبِيرا]‏الآية متمثلة بنظام مجتمع إسلامي.(٢)‏.كما وتناولت موضع بياني وهو الكناية عن الفقر.‏و بها كناية عن الجهل بالأحكام الفقهية وجاءت الآية معطوفة بعد ذكر خمسة أشياء وهي‏(التوحيد،و الاشتغال بعبادة االله بإخلاص والاحتراز عن عبادة غير االلهوالتواضع لهما،‏وإيتاء ذوي القربى والمساكين وأبناء السبيل،‏وهو التوسط دون إسراف ولا تقتير،‏الحق،‏التكبر،‏وقربان مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن)‏اتخاذ الشركاء آلهة مع االلهكيفية البر بالوالدين،‏خ َش ْية َ إِمل َاقٍ)‏كما:،والقول الميسور((وأتبعه بثلاثة أشياء هي:‏ ‏(النهي عن الزنا،‏والإحسان إلى الوالدينثم ذكر أدب الإنفاقعن القتل بغيروجاء بعدها أوامر ثلاثة:‏ ‏(إتباع ما لا علم به،‏فكان أمر تحريم قتل الأولاد أو البنات جاءت معطوفة علىوبعد ذلك بين كيفية البر بالأولادهنا كناية عن مخافة الفقر(٣)..(٤)في قوله تعالى:‏ ‏(إِ‏ ن ق َ ت ْ ل َ هم ك َان خِط ْئًا ك َبِيرا)‏ولتوضيح الكناية:‏ ‏(و ل َ ا ت َ ق ْ ت ُل ُوا أَول َاد ك ُموهو الخوف من عدم توفر الرزق وبذلك يتم القتل.‏أماكناية عن عدم المعرفة والدراية بالأحكام الفقهيةوخاصة أحكام القتل والتعدي على حقوق الآخرين.وهي كناية عن موصوف.وقد بينتالآية الإيجاز البياني والبلاغي،‏ والإعجاز القرآني في استخدام الدوال السابقة.‏] ق ُلْ‏ ل َو أَن ْت ُم ت َملِك ُون خ َزائِن رحمةِ‏ ربي إِذ ًا ل َأَمسك ْت ُم خ َش ْية َ الإِن ْف َاقِ‏ وك َان الإِن ْسان ق َت ُورا]‏.(٥)(1)(2) الإسراء:‏‎٣١‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎٥‎‏:‏.٤٩٩(3)(4)(5) الإسراء:‏‎١٠٠‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎٨‎‏:‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏.٧٢-٧١.١٢٧١٤٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


هذه الآية من شبهات المشركين ببشرية الرسل وإنكار البعث.‏نفي البخل عن البشر في تقسيم الرزق.‏وعدم العدل في الإنفاق.‏المكنىوهي كناية عن صفة.‏:بيان شبهات المشركين.‏والآية كناية عن عدم العدل وعدمالمكنى به:‏عدم البخلوقد بينت الآية الكريمة الإيجاز اللغوي وبيان أن منيمسك عن النفاق وهو بالدنيا فكيف ولو كان يملك خزائن رحمة االله فإنه سيحرم جميع البشر منالإعطاء.‏‏[وأَما الغ ُل َام ف َك َان أَبواه مؤْمِن َينِ‏ ف َخ َشِين َا أَن يرهِق َهما ط ُغ ْيان ًا وك ُف ْرا]‏تناولت الآية جانب من قصة موسى مع الخضر.‏.(١)والآية كناية عن حفظ إيمان الوالدين الصالحينمن ابنهما فقد كان قتل الغلام خوفا ً من لحوق الوالدين بالابن وهنا سد لذرائع وفتحها فكان قتلالغلام مصلحة للأبوان.المكنى:‏قتل الابن.‏المكنى به:‏قد كان مفسدا ً فينتقل الآباء من الإيمان إلى الكفر.‏‏[إِل َّا ت َذ ْكِرة ً لِمن يخ ْش َى]‏.(٢)حفظ لإيمان الأبوان الصالحين علما ً بان الابنوهي كناية عن صفة.‏الآية تحث على موضوع مهم من سعادة الإنسان في الدنيا ألا وهو القرآنالحث على العبادة والإخلاص بالعمل.،والآية كناية عنبل هذا القرآن منزل لبلوغ التذكرة وعدم الالتفات إلىالإعراض للمعاندين وعدم الإرهاق في تحمل قبول دعوتهم.‏ المكنى:‏ القرآن الكريم.‏المكنى به:‏الحث على العبادة والإخلاص بالعمل.‏‏[ف َق ُول َا ل َه ق َول ًا ل َين ًا ل َعل َّه يت َذ َك َّر أَو يخ ْش َى]‏.(٣)وهي كناية عن موصوف.‏من الآيات التوجيهية لموسى وهارون u في دعوة فرعون وفي قولهعدم الغلظة والشدة وجاءت الكناية بعد الأمر.‏: ‏(ق َو ل ًا ل َي ن ًا)‏كناية عنفي قوله فإتيانه في عجلة وقابلاه وقولا له إن االلهأرسلنا إليك وهنا إشارة أن االله U هو الرب الحقيقي وهو االله وأن دعوة فرعون لنفسه بالربوبية لامعنى لهاموصوف.‏ق َولِي]‏.(٤).المكنى:‏الدعوة لفرعون.‏المكنى به:‏كناية عن عدم الغلظة والشدة.‏وهي كناية عن] ق َالَ‏ يا ابن أُم ل َا ت َأْخ ُذ ْ بِلِحيتِي ول َا بِرأْ‏ سِي إِن ِّي خ َشِيت ُ أَن ت َق ُولَ‏ ف َرق ْت َ بين بنِي إِسرائِيلَ‏ ول َم ت َرق ُبتناولت جانب من قصة موسى لهارون u على تأليه العجل وإلقائه في البحر وتوحيدالإله الحق.‏ في قوله تعالى:(‏ يا ابن أُم‏)‏ كناية عن الاسترحام والاستعطاف(٥). المكنى:‏ تألي(1) الكهف:‏‎٨٠‎ .(2) طه:‏‎٣‎ .(3) طه:‏‎٤٤‎ .(4) طه:‏‎٩٤‎ .(5)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏.٣٠٤١٤٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


كناية عن صفة.‏هارونu للعجل وإلقائه في البحر.‏ المكنى به:‏ كناية عن الاسترحام والاستعطاف.‏ وهي‏[ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ وهم مِن الساعةِ‏ مش ْفِق ُون‏]‏.(١)تناولت الآية قصة موسى u مقارنة بين خصائص التوراة وخصائص القرآن.‏الخوف من عذاب االله،ولا يطلع عليهم أحد من الناساالله.‏وهي كناية عن صفة.‏والآية كناية عنفيأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في حال السر والخفاء والخلوات(٢).‏[إِن ال َّذِين هم مِن خ َش ْيةِ‏ ربهِم مش ْفِق ُون‏]‏المكنى:‏.(٣)الإشفاق من يوم القيامة.المكنى به:‏الآية ذكرت موضع هام وهو صفات المسارعين في الخيرات.‏الخوف من عذابوهي كناية عن الخوف من االله.والآية هنا تشتمل على الخوف والشفقة وهو للتأكيد عن الصفات والخوف يكون من االله والشفقة هيالأثر ومداومة في الطاعة.‏كناية عن موصوف.‏المكنى:‏الإسراع في الخيرات.‏المكنى به:‏الخوف من االلهوهي .‏[ومن يطِعِ‏ االلهَ‏ ورسول َه ويخ ْش َ االلهَ‏ ويت َّق ْهِ‏ ف َأُول َئِك هم الف َائِزون‏]‏.(٤)تناولت الآية موضوع الطاعة والامتثال عن المؤمنين.‏ وهي كناية عن الحث على البحث عنالأجر والطاعة.‏ فالإنسان الذي يفعل ما يؤمر،‏ ويترك ما نهي عنه،‏ وخاف االله فيما مضى منذنوبه،‏ وألقاه فيما يستقبل من أيامه.‏ فأولئك هم الذين فازوا بكل خير.‏ وأمنوا من كل شر في الدارينالدنيا والآخرة.المكنى:‏ الطاعة والامتثال.‏ المكنى به:‏ الحث على البحث عن الأجر والطاعة.‏ وهناكناية عن موصوف.‏‏[وإِذ ْ ت َق ُولُ‏ لِل َّذِي أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِ‏ وأَن ْعمت َ عل َيهِ‏ أَمسِك عل َيك زوجك وات َّقِ‏ االلهَ‏ وت ُخ ْفِي فِي ن َف ْسِك ما االلهُ‏مبدِيهِ‏ وت َخ ْش َى الن َّاس وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه ف َل َما ق َضى زيد مِن ْها وط َرا زوجن َاك َها لِك َي ل َا يك ُون عل َىالمؤْ‏ مِنِين حرج فِي أَزواجِ‏ أَدعِيائِهِم إِذ َا ق َضوا مِن ْهن وط َرا وك َان أَمر االلهِ‏ مف ْعول ًا]‏.(٥)(1) الأنبياء:‏‎٤٩‎ .(2)(3) المؤمنون:‏‎٥٧‎ .انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎٩‎‏:‏.٧٤(4) النور:‏‎٥٢‎ .(5) الأحزاب:‏‎٣٧‎ .١٤٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تناولت الآية قصة زيد بن حارث و زينب بنت جحش رضي االله عنهما.والآية كناية عن الخشية، والخوفوالحث على تقوى االله.‏والخوف.‏ وهي كناية عن موصوف.‏: المكنىالحفاظ على الزوجة أو الطلاق.المكنى به:‏‏[إِن َّما ت ُن ْذِر منِ‏ ات َّبع الذ ِّك ْر وخ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ ف َبش ِّره بِمغ ْفِرةٍ‏ وأَجرٍ‏ ك َرِيمٍ]‏تحدثت الآية عن القرآن و الرسول والمرسل إليهم.‏عقاب االله U في السر والعلن.‏بالقرآنوالأجر الكريم:‏.(١)والآية كناية عن إتباع القرآنكناية عن المنزلة الرفيعة في الجنة.‏،المكنى به:‏ .الكريم كناية عن موصوف.‏عن إتباع القرآن،والخوف من عقاب االله U.الخشيةوالخوف منالمكنى:‏وهي كناية عن صفة.‏التذكرةوالأجر‏[االلهُ‏ ن َزلَ‏ أَحسن الحدِيثِ‏ كِت َابا مت َش َابِها مث َانِي ت َق ْش َعِر مِن ْه جل ُود ال َّذِين يخ ْش َون ربهم ث ُم ت َلِين جل ُودهم( ٢ )وق ُل ُوبهم إِل َى ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ ذ َلِك هدى االلهِ‏ يهدِي بِهِ‏ من يش َاء ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏ .الآية تتمثل بموضوع الهداية للإسلام.‏والأحكام.‏المكنى:‏وإتباع لنظمه ومعناه.‏أحسن الحديث.‏المكنى به:‏وهي كناية عن موصوف.‏‏[من خ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ وجاء بِق َل ْبٍ‏ منِيبٍ]‏تناولت الآية حالالمتقين.‏.والآية كلها كناية عن القرآن وإتباعه في النظم،‏القرآن الكريم بكل ما فيه من أحكام وفقه،‏(٣)المعنى،‏وعبادات،‏وهنا كناية عن الإخلاص في العبادة ومن خاف عقاب االله ويكون مقبلعلى الطاعات والأجر هو دخولهم سالمين بدون خوف أو وجل.‏به:‏ الخوف والوجل.‏ وهي كناية عن موصوف.‏‏[إِن ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ ل َهم مغ ْفِرة ٌ وأَجر ك َبِير‏]‏.(٤)المكنى:‏تضمنت الآية وعد المؤمنين بالمغفرة وتهديد الكافرين مرة أخرىيخافون االله ولم يروه ويؤمنون به خوفا ً من العذاب.،من يخشى ويخاف.‏المكنىوهي كناية عن الخوف.فهمكما ويخافونه في السر والعلن،‏وهم غائبين عن الناس وذلك بالبعد عن المعاصي والقيام بالطاعات حيث لا يراهم أحد.‏المؤمنين الكبير هو الجنة.‏عن موصوف.‏‏[وأَهدِيك إِل َى ربك ف َت َخ ْش َى]‏.المكنى:وعد المؤمنين والتهديد للكافرين.‏(٥)المكنى به:‏الخوف.‏فيخشون االلهوأجروهي كناية(1) يس:‏‎١١‎ .(2) الزمر:‏‎٢٣‎ .(3) ق:‏‎٣٣‎ .(4) الملك:‏‎١٢‎ .(5) الن َّازعات:‏‎١٩‎ .١٥٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وتناولت الآية جانب من قصة موسى u وهو التهديد مع فرعون والكناية هنا عنالدعوة والخوف من االله.والهدى هنا الرشاد إلى معرفته ‏.المكنى:التهديد من فرعون.‏المكنى به:‏ الدعوة والخوف من االله.وهي كناية عن موصوف.‏‏[إِن فِي ذ َلِك ل َعِبرة ً لِمن يخ ْش َى]‏.(١)والآية تتناول نفس الموضوع السابق.‏ والآية كناية عن مصير فرعون وهو عذاب الدنيا بالغرقليتعظ به من يسمع خبرة.‏ وفيها عبرة عظيمة لمن شأنه أن يخشى االله ويتقيه ويتعظ فينظر فيأحداث الماضي ويعيش للمستقبل والحاضر.‏ المكنى:‏ أخذ العبرة.‏ المكنى به:‏ مصير فرعون وهوالأمر بما سيحصل في المستقبل بالنسبة لعصر فرعون.‏ وهي كناية عن موصوف.‏‏[إِن َّما أَن ْت َ من ْذِر من يخ ْش َاها]‏.(٢)الآية هنا تلخيص جزاء فريق من الناس في الآخرة وتفويض علم الساعة الله تعالى وقصر المدةللدنيا.‏ وهنا كناية عن إرسال سيدنا محمد ودعوته لهداية الناس.‏ والمكنى:‏ الإنذار.‏ المكنى به:‏إرسال سيدنا محمد وهدايته.وهي كناية عن موصوف.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن الكناية في دوال الخوف نجد أنها وردت في تسع وثمانون موضعا ً.‏ويمكن بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏الآية‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وال َّذِين هادوا والن َّصارىوالصابِئِين من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وعمِ‏ ‏َلصالِحا ف َل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َاهم يحزن ُون‏]‏‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيهااسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَنيدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِيالآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏رقم الآيةالبقرة:‏‎٦٢‎‏.‏البقرة:‏‎١١٤‎الشاهد‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وال َّذِينهادوا والن َّصارىوالصابِئِين من آَمن بِااللهِ‏واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وعمِلَ‏صالِحا]‏‏[ومن أَظ ْل َ م مِمن من َعمساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيهااسمه وسعى فِي خ َرابِها]‏(1) الن َّازعات:‏‎٢٦‎‏.‏(2) الن َّازعات:‏‎٤٥‎ .١٥١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ول َن َبل ُون َّك ُم بِش َيءٍ‏ مِن الخ َوفِ‏ والجوعِ‏ ون َق ْصٍ‏ مِنالأَموالِ‏ والأَن ْف ُسِ‏ والث َّمراتِ‏ وبش ِّرِ‏ الصابِرِين‏]‏البقرة:‏‎١٥٥‎‏[ول َن َبل ُون َّك ُم بِش َيءٍ‏ مِنالخ َوفِ‏ والجوعِ‏ ون َق ْصٍ‏مِن الأَموالِ‏ والأَن ْف ُسِ‏والث َّمراتِ]‏‏[ف َمن خ َاف َ مِن موصٍ‏ جن َف ًا أَو إِث ْما ف َأَصل َح بين َهمف َل َا إِث ْم عل َيهِ‏ إِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏ َف[‏ إِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏ك َما عل َّمك ُم ما ل َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمون‏]‏‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ ث ُم ل َا يت ْبِعونما أَن ْف َق ُوا منا ول َا أَذ ًى ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏‏[إِن َّما ذ َلِك ُم الش َّيط َان يخ َوف ُ أَولِياءه ف َل َا ت َخ َاف ُوهموخ َاف ُونِ‏ إِن ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏‏[وإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوا فِي اليت َامى ف َان ْكِحوا ماط َاب ل َك ُم مِن الن ِّساءِ‏ مث ْن َى وث ُل َاث َ ورباع ف َإِن خِف ْت ُمأَل َّا ت َعدِل ُوا ف َواحِدة ً أَو ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم ذ َلِك أَدن َى أَل َّات َعول ُوا]‏‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًاخ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏بعضهم عل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِمف َالصالِحات ُالبقرة:‏‎١٨٢‎البقرة:‏‎٢٣٩‎البقرة:‏‎٢٦٢‎آل عمران:‏‎١٧٥‎النساء:‏‎٣‎النساء:‏‎٩‎النساء:‏‎٣٤‎‏[ف َمن خ َاف َ مِن موصٍ‏جن َف ًا]‏‏[ف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَورك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا]‏‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهمفِي سبِيلِ‏ االله]‏‏[إِن َّما ذ َلِك ُم الش َّيط َانيخ َوف ُ أَولِياءه‏]‏‏[وإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوافِي اليت َامى]‏‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َوت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ًضِعاف ًا]‏‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َىالن ِّساءِ]‏١٥٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ق َانِت َات ٌ حافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏ بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِيت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهن ف َعِظ ُوهن واهجروهن فِيالمضاجِعِ‏ واضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِنسبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏‏[وإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏وحك َما مِن أَهلِها إِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهماإِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا]‏‏[وإِذ َا ضربت ُم فِي الأَرضِ‏ ف َل َيس عل َيك ُم جن َاح أَنت َق ْصروا مِن الصل َاةِ‏ إِن خِف ْت ُم أَن يف ْتِن َك ُم ال َّذِين ك َف َرواإِن الك َافِرِين ك َان ُوا ل َك ُم عدوا مبِين ًا]‏‏[وإِنِ‏ امرأَة ٌ خ َاف َت ْ مِن بعلِها ن ُش ُوزا أَو إِعراضاف َل َا جن َاح عل َيهِما أَن يصلِحا بين َهما صل ْحا والصل ْحخ َير وأُحضِرتِ‏ الأَن ْف ُس الش ُّح وإِن ت ُحسِن ُوا وت َت َّق ُواف َإِن االلهَ‏ ك َان بِما ت َعمل ُون خ َبِيرا]‏‏[ق َالَ‏ رجل َانِ‏ مِن ال َّذِين يخ َاف ُون أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِماادخ ُل ُوا عل َيهِم الباب ف َإِذ َا دخ َل ْت ُموه ف َإِن َّك ُم غ َالِبونوعل َى االلهِ‏ ف َت َوك َّل ُوا إِن ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏‏[ل َئِن بسط ْت َ إِل َي يدك لِت َق ْت ُل َنِي ما أَن َا بِباسِطٍ‏ يدِيإِل َيك لِأَق ْت ُل َك إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا ل َيبل ُون َّك ُم االلهُ‏ بِش َيءٍ‏ مِن الصيدِ‏ت َن َال ُه أَيدِيك ُمالنساء:‏‎٣٥‎النساء:‏‎١٠١‎النساء:‏‎١٢٨‎المائدة:‏‎٢٣‎المائدة:‏‎٢٨‎المائدة:‏‎٩٤‎‏َ]ابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏وحك َما مِن أَهلِها إِنيرِيدا إِصل َاحا]‏‏[إِن خِف ْت ُم أَن يف ْتِن َك ُمال َّذِين ك َف َروا]‏‏[وإِنِ‏ امرأَة ٌ خ َاف َت ْ مِنبعلِها ن ُش ُوزا أَو إِعراضا]‏‏[ادخ ُل ُوا عل َيهِم البابف َإِذ َا دخ َل ْت ُموه ف َإِن َّك ُمغ َالِبون‏]‏‏[إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ ربالعال َمِين‏]‏‏[ورِماحك ُم لِيعل َم االلهُ‏ منيخ َاف ُه بِالغ َيبِ‏ ف َمنِ‏اعت َدى]‏ورِماحك ُم لِيعل َم االلهُ‏ من يخ َاف ُه بِالغ َيبِ‏ ف َمنِ‏ اعت َدىبعد ذ َلِك ف َل َه عذ َاب أَلِيم‏]‏‏[وأَن ْذِر بِهِ‏ ال َّذِين يخ َاف ُون أَن يحش َروا إِل َى ربهِمالأنعام:‏‎٥١‎‏[وأَن ْذِر بِهِ‏ ال َّذِينيخ َاف ُون أَن يحش َروا إِل َى١٥٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ل َيس ل َهم مِن دونِهِ‏ ولِي ول َا ش َفِيع ل َعل َّهم يت َّق ُون‏]‏ربهِم‏]‏‏[ول َا ت ُف ْسِدوا فِي الأَرضِ‏ بعد إِصل َاحِها وادعوهخ َوف ًا وط َمعا إِن رحمة َ االلهِ‏ ق َرِيب مِن المحسِنِين‏]‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودونالجهرِ‏ مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِنالغ َافِلِين‏]‏‏[أَل َا إِن أَولِياء االلهِ‏ ل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هميحزن ُون‏]‏‏[ف َل َما رأَى أَيدِيهم ل َا ت َصِلُ‏ إِل َيهِ‏ ن َكِرهم وأَوجسمِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّا أُرسِل ْن َا إِل َى ق َومِ‏ ل ُوطٍ]‏‏[وإِل َى مدين أَخ َاهم ش ُعيبا ق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا ا ‏َاللهما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره ول َا ت َن ْق ُصوا المِك ْيالَ‏ والمِيزانإِن ِّي أَراك ُم بِخ َيرٍ‏ وإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏محِيطٍ]‏‏[إِن فِي ذ َلِك ل َآَية ً لِمن خ َاف َ عذ َاب الآَخِرةِ‏ ذ َلِكيوم مجموع ل َه الن َّاس وذ َلِك يوم مش ْهود‏]‏‏[ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏ وأَخ َاف ُ أَن يأْك ُل َهالذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏الأعراف:‏‎٥٦‎الأعراف:‏‎٢٠٥‎يونس:‏‎٦٢‎هود:‏‎٧٠‎هود:‏‎٨٤‎هود:‏‎١٠٣‎يوسف:‏‎١٣‎‏[ول َا ت ُف ْسِدوا فِيالأَرضِ]‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِكت َضرعا وخِيف َة ً]‏‏[أَل َا إِن أَولِياء االلهِ‏ ل َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هميحزن ُون‏]‏‏[ف َل َما رأَى أَيدِيهم ل َات َصِلُ‏ إِل َيهِ‏ ن َكِرهموأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً]‏‏[يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ مال َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره ول َات َن ْق ُصوا المِك ْيالَ‏والمِيزان‏]‏‏[إِن فِي ذ َلِك ل َآَية ً لِمنخ َاف َ عذ َاب الآَخِرةِ‏ ذ َلِكيوم مجموع ل َه الن َّاسوذ َلِك يوم مش ْهود‏]‏‏[وأَخ َاف ُ أَن يأْك ُل َهالذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏‏[هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين ْشِئُ‏السحاب الث ِّق َالَ]‏الرعد:‏‎١٢‎‏[هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َخ َوف ًا وط َمعا]‏١٥٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏ والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏الصواعِق َ ف َيصِيب بِها من يش َاء وهم يجادِل ُون فِيااللهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏الرعد:‏‎١٣‎‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ويرسِلُ‏ الصواعِ‏ َق]‏‏[ول َن ُسكِن َن َّك ُم الأَرض مِن بعدِهِم ذ َلِك لِمن خ َاف َمق َامِي وخ َاف َ وعِيدِ]‏إبراهيم:‏‎١٤‎‏[ول َن ُسكِن َن َّك ُم الأَرض مِنبعدِهِم‏]‏‏[أَو يأْخ ُذ َهم عل َى ت َخ َوفٍ‏ ف َإِن ربك ُم ل َرءوف ٌ رحِيم‏]‏النحل:‏‎٤٧‎‏[أَو يأْخ ُذ َهم عل َىت َخ َوفٍ]‏‏[وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ً يأْتِيهارِزق ُها رغ َدا مِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْ بِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏ ف َأَذ َاق َها االلهُ‏لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏النحل:‏‎١١٢‎‏[ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباسالجوعِ‏ والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوايصن َعون‏]‏‏[وإِن ِّي خِف ْت ُ الموالِي مِن ورائِي وك َان َتِ‏ امرأَتِي عاقِراف َهب لِي مِن ل َدن ْك ولِيا]‏‏[ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْ سن ُعِيدها سِيرت َها الأُول َى]‏مريم:‏‎٥‎طه:‏‎٢١‎‏[وإِن ِّي خِف ْت ُ الموالِيمِن ورائِي]‏‏[ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْسن ُعِيدها سِيرت َها الأُول َى]‏‏[ق َالَ‏ ل َا ت َخ َاف َاإِن َّنِي معك ُما أَسمع وأَرى]‏طه:‏‎٤٦‎‏[ق َالَ‏ ل َا ت َخ َاف َا إِن َّنِيمعك ُما أَسمع وأَرى]‏‏[ف َأَوجس فِي ن َف ْسِهِ‏ خِيف َة ً موسى]‏طه:‏‎٦٧‎‏[ف َأَوجس فِي ن َف ْسِهِ‏ خِيف َة ًموسى]‏١٥٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[أَفِي ق ُل ُوبِهِم مرض أَمِ‏ ارت َابوا أَم يخ َاف ُون أَن يحِيف َااللهُ‏ عل َيهِم ورسول ُه بلْ‏ أُول َئِك هم الظ َّالِمون‏]‏النور:‏‎٥٠‎‏[أَفِي ق ُل ُوبِهِم مرض أَمِ‏ارت َابوا أَم يخ َاف ُون أَنيحِيف َ االلهُ‏ عل َيهِم‏]‏‏[ول َهم عل َي ذ َن ْب ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏‏[وأَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِراول َم يعق ِّب يا موسى ل َا ت َخ َف ْ إِن ِّي ل َا يخ َاف ُ ل َديالمرسل ُون‏]‏الشعراء:‏‎١٤‎النمل:‏‎١٠‎‏[ول َهم عل َي ذ َن ْبف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏‏[وأَل ْقِ‏ عصاك‏]‏‏[ف َخ َرج مِن ْها خ َائِف ًا يت َرق َّب ق َالَ‏ رب ن َجنِي مِن الق َومِ‏الظ َّالِمِين‏]‏‏[ف َخ َرج مِن ْها خ َائِف ًا يت َرق َّب ق َالَ‏ رب ن َجنِي مِن الق َومِ‏الظ َّالِمِين‏]‏‏[ق َالَ‏ رب إِن ِّي ق َت َل ْت ُ مِن ْهم ن َف ْسا ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏‏[ف َجاءت ْه إِحداهما ت َمشِي عل َى استِحياءٍ‏ ق َال َت ْ إِن أَبِييدعوك لِيجزِيك أَجر ما سق َيت َ ل َن َا ف َل َما جاءه وق َصعل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ ل َا ت َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏‏[وأَخِي هارون هو أَف ْصح مِن ِّي لِسان ًا ف َأَرسِل ْه معِيرِدءا يصدق ُنِي إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ]‏القصص:‏‎٢١‎القصص:‏‎٢١‎القصص:‏‎٣٣‎القصص:‏‎٢٥‎القصص:‏‎٣٤‎‏[ف َخ َرج مِن ْها خ َائِف ًايت َرق َّب ق َالَ‏ رب ن َجنِيمِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏ َف[‏ خ َرج مِن ْها خ َائِف ًايت َرق َّب ق َالَ‏ رب ن َجنِيمِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏[ق َالَ‏ رب إِن ِّي ق َت َل ْت ُمِن ْهم ن َف ْسا ف َأَخ َاف ُ أَنيق ْت ُل ُونِ]‏‏[ف َل َما جاءه وق َصعل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ ل َات َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏الظ َّالِمِين‏]‏‏[رِدءا يصدق ُنِي إِن ِّيأَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ]‏١٥٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ضرب ل َك ُم مث َل ًا مِن أَن ْف ُسِك ُم هلْ‏ ل َك ُم مِن ما مل َك َت ْأَيمان ُك ُم مِن ش ُرك َاء فِي ما رزق ْن َاك ُم ف َأَن ْت ُم فِيهِ‏ سواءت َخ َاف ُون َهم ك َخِيف َتِك ُم أَن ْف ُسك ُم ك َذ َلِك ن ُف َصلُ‏ الآَياتِ‏ لِق َومٍ‏يعقِل ُون‏]‏‏[ت َت َجاف َى جن ُوبهم عنِ‏ المضاجِعِ‏ يدعون ربهم خ َوف ًاوط َمعا ومِما رزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرونإِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ف َإِذ َا ذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َىالخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْ‏ مِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َانذ َلِك عل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏الروم:‏‎٢٨‎السجدة:‏‎١٦‎الأحزاب:‏‎١٩‎‏[ن ُف َصلُ‏ الآَياتِ‏ لِق َومٍ‏يعقِل ُون‏]‏‏[ت َت َجاف َى جن ُوبهم عنِ‏المضاجِعِ‏ يدعون ربهمخ َوف ًا وط َمعا ومِمارزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏] ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهموك َان ذ َلِك عل َى االلهِ‏يسِيرا]‏‏[إِذ ْ دخ َل ُوا عل َى داوود ف َف َزِع مِن ْهم ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْخ َصمانِ‏ بغ َى بعضن َا عل َى بعضٍ‏ ف َاحك ُم بين َن َا بِالحق ِّول َا ت ُش ْطِط ْ واهدِن َا إِل َى سواءِ‏ الصراطِ]‏] ق ُلْ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏عظِيمٍ]‏ص:‏‎٢٢‎الزمر:‏‎١٣‎‏[ل َا ت َخ َف ْ خ َصمانِ‏ بغ َىبعضن َا عل َى بعضٍ]‏] ق ُلْ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ إِنعصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏عظِيمٍ]‏‏[وق َالَ‏ فِرعون ذ َرونِي أَق ْت ُلْ‏ موسى ول ْيدع ربهإِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يبدلَ‏ دِين َك ُم أَو أَن يظ ْهِر فِي الأَرضِ‏الف َساد‏]‏غافر:‏‎٢٦‎‏[إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يبدلَ‏دِين َك ُم أَو أَن يظ ْهِر فِيالأَرضِ‏ الف َساد‏]‏١٥٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ ات َّبِعونِ‏أَهدِك ُم سبِيلَ‏ الرش َادِ]‏غافر:‏‎٣٨‎‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ات َّبِعونِ‏ أَهدِك ُم سبِيلَ‏الرش َادِ]‏‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏الن ُّ ذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّيأَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏ن َحن أَعل َم بِما يق ُول ُون وما أَن ْت َ عل َيهِم بِجبارٍ‏ ف َذ َك ِّربِالق ُرآَنِ‏ من يخ َاف ُ وعِيدِ]‏الأحقاف:‏‎٢١‎ق:‏‎٤٥‎‏[َل َّا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّيأَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏عظِيمٍ]‏] ن َحن أَعل َم بِما يق ُول ُونوما أَن ْت َ عل َيهِم بِجبارٍ‏ف َذ َك ِّر بِالق ُرآَنِ‏ من يخ َاف ُوعِيدِ]‏‏[ف َأَوجس مِن ْهم خِيف َة ًق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ وبش َّروه بِغ ُل َامٍ‏الذاريات:‏‎٢٨‎‏[ف َأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُواعلِيمٍ]‏ل َا ت َخ َف ْ وبش َّروه بِغ ُل َامٍ‏علِيمٍ]‏‏[وت َرك ْن َا فِيها آَية ً لِل َّذِين يخ َاف ُون العذ َاب الأَلِيم‏]‏الذاريات:‏‎٣٧‎‏[وت َرك ْن َا فِيها آَية ً لِل َّذِينيخ َاف ُون العذ َاب الأَلِيم‏]‏‏[ك َل َّا بلْ‏ ل َا يخ َاف ُون الآَخِرة َ]‏المدثر:‏‎٥٣‎‏[ك َل َّا بلْ‏ ل َا يخ َاف ُون الآَخِرة َ]‏] يوف ُون بِالن َّذ ْرِ‏ ويخ َاف ُون يوم ا ك َان ش َره مست َطِيرا]‏الإنسان:‏‎٧‎] يوف ُون بِالن َّذ ْرِ‏ ويخ َاف ُونيوم ا ك َان ش َره مست َطِيرا]‏‏[إِن َّا ن َخ َاف ُ مِن ربن َا يوم ا عبوس ا ق َمط َرِيرا]‏الإنسان:‏‎١٠‎‏[إِن َّا ن َخ َاف ُ مِن ربن َا يوماعبوس ا ق َمط َرِيرا]‏‏[ول َا يخ َاف ُ عق ْباها]‏الشمس:‏‎١٥‎‏[ول َا يخ َاف ُ عق ْباها]‏١٥٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


] ف َت َرى ال َّذِين فِي ق ُل ُوبِهِم مر ضيسارِعون فِيهِم يق ُول ُون ن َخ ْش َى أَنت ُصِيبن َا دائِرة ٌ ف َعسى االلهُ‏ أَن يأْتِيبِالف َت ْ حِ‏ أَو أَمرٍ‏ مِن عِن ْدِهِ‏ ف َيصبِحواعل َى ما أَسروا فِي أَن ْف ُسِهِم ن َادِمِين‏]‏] ق ُلْ‏ إِن ك َان آَباؤُك ُم وأَبن َاؤُك ُموإِخ ْوان ُك ُم وأَزواجك ُم وعشِيرت ُك ُموأَموالٌ‏ اق ْت َرف ْت ُموها وتِجارة ٌ ت َخ ْش َونك َسادها ومساكِن ت َرضون َها أَحبإِل َيك ُم مِن االلهِ‏ ورسولِهِ‏ وجِهادٍ‏ فِيسبِيلِهِ‏ ف َت َربصوا حت َّى يأْتِي االلهُ‏ بِأَمرِهِ‏وااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏المائدة:‏‎٥٢‎التوبة:‏‎٢٤‎‏[أَن يأْتِي بِالف َت ْ حِ‏ أَو أَمرٍ‏ مِنعِن ْدِهِ]‏] ق ُلْ‏ إِن ك َان آَباؤُك ُم وأَبن َاؤُك ُموإِخ ْوان ُك ُم وأَزواجك ُم وعشِيرت ُك ُموأَموالٌ‏ اق ْت َرف ْت ُموها]‏‏[ول َا ت َق ْت ُل ُوا أَول َادك ُم خ َش ْية َ إِمل َاقٍ‏ن َحن ن َرزق ُهم وإِياك ُم إِن ق َت ْل َهم ك َانخِط ْئًا ك َبِيرا]‏] ق ُلْ‏ ل َو أَن ْت ُم ت َملِك ُون خ َزائِن رحمةِ‏ربي إِذ ًا ل َأَمسك ْت ُم خ َش ْية َ الإِن ْف َاقِ‏ وك َانالإِن ْسان ق َت ُورا]‏‏[وأَما الغ ُل َام ف َك َان أَبواه مؤْ‏ مِن َينِ‏ف َخ َشِين َا أَن يرهِق َهما ط ُغ ْيان ًا وك ُف ْرا]‏الإسراء:‏‎٣١‎الإسراء:‏‎١٠٠‎الكهف:‏‎٨٠‎] ق َت ْل َهم ك َان خِط ْئًا ك َبِيرا]‏‏[إِذ ًا ل َأَمسك ْت ُم خ َش ْية َ الإِن ْف َاقِ‏وك َان الإِن ْسان ق َت ُورا]‏] ف َخ َشِين َا أَن يرهِق َهما ط ُغ ْيان ًاوك ُف ْرا]‏‏[إِل َّا ت َذ ْكِرة ً لِمن يخ ْش َى]‏طه:‏‎٣‎‏[إِل َّا ت َذ ْكِرة ً لِمن يخ ْش َى]‏١٥٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ف َق ُول َا ل َه ق َول ًا ل َين ًا ل َعل َّه يت َذ َك َّر أَويخ ْش َى]‏] ق َالَ‏ يا ابن أُم ل َا ت َأْ‏ خ ُذ ْ بِلِحيتِي ول َابِرأْ‏ سِي إِن ِّي خ َشِيت ُ أَن ت َق ُولَ‏ ف َرق ْت َبين بنِي إِسرائِيلَ‏ ول َم ت َرق ُب ق َولِي]‏‏[ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ وهممِن الساعةِ‏ مش ْفِق ُون‏]‏‏[إِن ال َّذِين هم مِن خ َش ْيةِ‏ ربهِممش ْفِق ُون‏]‏طه:‏‎٤٤‎طه:‏‎٩٤‎الأنبياء:‏‎٤٩‎المؤمنون:‏‎٥٧‎‏[ف َق ُول َا ل َه ق َول ًا ل َين ًا ل َعل َّه يت َذ َك َّرأَو يخ ْش َى]‏] ف َرق ْت َ بين بنِي إِسرائِيلَ‏ ول َمت َرق ُب ق َولِي]‏‏[ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ]‏‏[إِن ال َّذِين هم مِن خ َش ْيةِ‏ ربهِممش ْفِق ُون‏]‏‏[ومن يطِعِ‏ االلهَ‏ ورسول َه ويخ ْش َااللهَ‏ ويت َّق ْهِ‏ ف َأُول َئِك هم الف َائِزون‏]‏النور:‏‎٥٢‎‏[ومن يطِعِ‏ االلهَ‏ ورسول َهويخ ْش َ االلهَ‏ ويت َّق ْهِ]‏‏[وإِذ ْ ت َق ُولُ‏ لِل َّذِي أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِ‏وأَن ْعمت َ عل َيهِ‏ أَمسِك عل َيك زوجكوات َّقِ‏ االلهَ‏ وت ُخ ْفِي فِي ن َف ْسِك ما االلهُ‏مبدِيهِ‏ وت َخ ْش َى الن َّاس وااللهُ‏ أَحق ُّ أَنت َخ ْش َاه ف َل َما ق َضى زيد مِن ْها وط َرازوجن َاك َها لِك َي ل َا يك ُون عل َىالمؤْ‏ مِنِين حرج فِي أَزواجِ‏ أَدعِيائِهِمإِذ َا ق َضوا مِن ْهن وط َرا وك َان أَمر االلهِ‏مف ْعول ًا]‏‏[إِن َّما ت ُن ْذِر منِ‏ ات َّبع الذ ِّك ْر وخ َشِيالرحمن بِالغ َيبِ‏ ف َبش ِّره بِمغ ْفِرةٍ‏وأَجرٍ‏ ك َرِيمٍ]‏يس:‏‎١١‎الأحزاب:‏‎٣٧‎‏[وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه‏]‏‏[إِن َّما ت ُن ْذِر منِ‏ ات َّبع الذ ِّك ْروخ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ]‏١٦٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[االلهُ‏ ن َزلَ‏ أَحسن الحدِيثِ‏ كِت َابا مت َش َابِهامث َانِي ت َق ْش َعِر مِن ْه جل ُود ال َّذِين يخ ْش َونربهم ث ُم ت َلِين جل ُودهم وق ُل ُوبهم إِل َى ذِك ْرِ‏االلهِ‏ ذ َلِك هدى االلهِ‏ يهدِي بِهِ‏ من يش َاءومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏‏[من خ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ وجاءبِق َل ْبٍ‏ منِيبٍ]‏الزمر:‏‎٢٣‎ق:‏‎٣٣‎‏[االلهُ‏ ن َزلَ‏ أَحسن الحدِيثِ‏كِت َابا]‏‏[من خ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏وجاء بِق َل ْبٍ‏ منِيبٍ]‏‏[إِن ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ ل َهممغ ْفِرة ٌ وأَجر ك َبِير‏]‏الملك:‏‎١٢‎‏[إِن ال َّذِين يخ ْش َون ربهمبِالغ َيبِ‏ ل َهم مغ ْفِرة ٌ وأَجر ك َبِير‏]‏‏[وأَهدِيك إِل َى ربك ف َت َخ ْش َى]‏الن َّازعات:‏‎١٩‎‏[وأَهدِيك إِل َى ربك ف َت َخ ْش َى]‏‏[إِن فِي ذ َلِك ل َعِبرة ً لِمن يخ ْش َىالن َّازعات:‏‎٢٦‎‏[إِن فِي ذ َلِك ل َعِبرة ً لِمنيخ ْش َى]‏‏[إِن َّما أَن ْت َ من ْذِر من يخ ْش َاها]‏الن َّازعات:‏‎٤٥‎‏[إِن َّما أَن ْت َ من ْذِر من يخ ْش َاها]‏المجاز:‏المجاز في اللغة:‏ التجاوز والتعدي.‏ مصدر وزن مفعل،‏ جاز الشيء جوازا ً،‏ أجاز المكان إذاتعداه.‏ وهو مشتق من جاز الشيء يجوزه إذا تعداه.‏ وإذا عدل باللفظ عما يوجبه أصل اللغة وصفمجاز،‏ على معنى أنهم جازوا به موضعه الأصلي،‏ أو جاز هو مكانه الذي وضع فيهطريق القول ومأخذه(١). والمجاز إما أن يكون في ذات اللفظ،‏ وإما أن يكون فيذات اللفظ بأن نقل من معناه الموضوع له إلى معنى آخر فإن هذا اللفظ إما أنوهو مضاد الحقيقة.‏ وعرف الجرجاني(٢)المجاز:"كل كلمة أريدبأنهومعنى المجازالإسناد،‏ فإن كانفييكون مفردا أو مركبا(1) انظر،‏عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل،‏.٦٣٧(2)الجرجاني:‏ هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني الإمام النحوي وأحد علماء الكلام على مذهب، الأشاعرةولد وعاش في ‏(جرجان)‏ وهي مدينة مشهورة بين طبرستان وخراسان ببلاد فارس ولدفي مطلع القرن الخامس للهجرة ولم يفارقها حتى توفي.‏ فهو يعتبر مؤسس علم البلاغة،‏ أو أحد المؤسسين١٦١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


بها غير ما وقعت له في وضع واضعها الملاحظة بين الثاني والأول؛ فهي مجاز وإنشئت قلت:‏ ‏"كل كلمة جزت بها ما وقعت به في وضع الواضع إلى ما لم توضع له،‏ من غير أ،‏تستأنف فيها وضعا ً،لملاحظة بين ما تجوز بها إليهفهي مجاز"‏‏،وبين أصلها الذي وضعت له فيوضع واضعها(١). وفي النهاية يمكن أن نلخص تعريف المجاز بقولنا:‏ هو لفظ أريد به لازم معناهمع عدم جواز إرادة المعنى الأصلي وذلك بوجود قرينة مانعة.‏أنواع المجاز:‏المجاز المفرد : الكلمة المستعملة في غير المعنى الذي وضِعت له لعلاقة بين المعنىالأول والثاني،‏ مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأولسمي هذا المجاز استعارة كما فيالعلاقة بينهما غيرالمشاب ه ة سميلتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم ﴾المرسل علاقات كثيرة من بينهاما كانقولك ‏"رأيت أسدا يحمل سيف ًامجازا مرسلا ً"(٣).‏.فإن كانت العلاقة بين المعنيينالمشابهةتريد رجلا ً شجاعا.‏ وإن كانتكما في قوله تعالى ‏:﴿وإني كلما دعوتهم(٢)‏.المراد بأصابعهم أطرافها وهي الأنامل.‏ وللمجازالسببية،‏ والمسببة،‏ والجزئية،‏ والكلية،‏ والمحلية،‏ والآلية،‏ واعتبارالمجاز المركب:‏ هو اللفظ المركب المستعمل في غير المعنى الذي وضع له لعلاقة بين المعنىالأول والثاني،‏ مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأول،‏ كقولك في المتردد في أمره:‏ " أراك تقدمرجلا ً وتؤخر أخرى."فالمجاز هنا ليس في كلمة بعينها وإنما هو في التركيب كله.‏المجاز العقلي:‏ إذا لم يكن المجاز في ذات اللفظ وإنما كان في إسناده إلى غيره سمي مجازا عقليا .فالمجاز العقلي إسناد الفعل أو ما يدل على معنى الفعل إلى غير ماحق ُّه أن يسن َد إليه لعلاقة،‏ معقرينة صارفة عن أن يكون الإسناد إلى ما حق ُّه أن يسند إليه.‏ فمن ذلك إسناد الفعل إلى ظرف المكانفي قولك"‏ جرى النهر"‏ وكان الأصل فيه أن يسند إلى الفاعل الحقيقي وهو ‏"الماء"‏ فيقال ‏"جرى الماءفي النهر".‏ ومن ذلك أيضا إسناد الفعل إلى السبب في قولك ‏"بني الأمير(1)(2)(3)لهذا العلم،‏ ويعد كتاباه:‏ ‏(دلائل الإعجاز)‏ و(أسرار البلاغة)،وتوفي شيخ البلاغيين ‏(عبد القاهر الجرجاني)‏سنة ‎٤٧١‎ه.‏الجرجاني،‏ عبد القاهر القادر بن عبد الرحمن،‏ أسرار البلاغة في علم البيان،‏ تحقيق:‏ عبد الحميد هنداوي،‏ دارلكتب العلمية،‏ بيروت،‏ ط‎١‎‏،‏نوح:‏.٢٤٩ ،٢٠٠١.٧انظر،‏ الجرجاني،‏ أسرار البلاغة في علم البيان،‏.٢٥٠ ،٢٤٩١٦٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


القصر ‏"وكان حقه أن يسن َد إلى الفاعل الحقيقي وهم العمال فيقال:‏لكنه أسند إلى الباعث على البناء وهو ‏"الأمير"‏ إسنادا مجازيابني العمال القصر بأمرالأمير،‏.(١)المجاز المرسل:‏ هو ما كانت علاقته بين ما استعمل فيه،‏ وبين ما وضع له لعلاقة المشابهة.ويقصد بعلاقة المجاز المرسل أن يكون هناك تلازم وترابط بجمع بين المعنيين،‏ ويجوز وضعأحدهما مكان الآخر.‏ وعلاقة المجاز المرسل(سببية،‏ مسببيه،‏ جزئية،‏ كلية،‏ اعتبار ما كان،‏ اعتبار ماسيكون،‏ حالية،‏ محلية،‏ الآلية)‏(٢).وسنتوقف عند آيات الخوف التي تحمل المجاز:‏‏[وإِل َى مدين أَخ َاهم ش ُعيبا ق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره ول َا ت َن ْق ُصوا المِك ْيالَ‏ والمِيزان( ٣ )إِن ِّي أَراك ُم بِخ َيرٍ‏ وإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ محِيطٍ]‏ .تناولت الآية جانب مهم من قصة شعيب u وفي قوله:(‏ عذ َاب يو مٍ‏ محِيطٍ)‏ هنا مجاز عقلي،‏حيث أسند الإحاطة للزمان الذي هو يوم القيامة.‏ مع أنه ليس بجسم والعذاب قيه والعلاقة هنا علاقةزمانية.‏ وقد خرج المجاز لفائدة وهي:‏ إيراد المعنى في صورة دقيقة مقربة إلى الذهن.‏‏[وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ً يأْتِيها رِزق ُها رغ َدا مِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْ بِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوا يص َنعون‏]‏( ٤ ).تناولت الآية عاقبة كفران في الدنيا.‏ وقوله تعالى:‏ ‏(ق َري ة ً ك َان َت ْ آَ‏ مِن َ ة ً)‏ مجاز مرسل والمراد بالقريةأهل القرية.‏ لكون القرية الأمن وحدث بها هذا العقاب وعلاقته مكانية.وقد خرج المجاز:‏ الإيجازفبين الحال في العاقبة ولم يفصل في العقوبة.‏‏[وما من َعن َا أَن ن ُرسِلَ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا أَن ك َذ َّب بِها الأَول ُون وآَت َين َا ث َمود الن َّاق َة َ مبصِرة ً ف َظ َل َموا بِها ومان ُرسِلُ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا ت َخ ْوِيف ًا]‏..( ٥ )تضمنت الآية تنفيذ آخر لشبهات المشركين وفي قوله تعالى:‏ ‏(وما من َ عن َ ا أَ‏ ن ن ُرسِلَ‏بِالآَياتِ‏ ( مجاز مرسل فكان المنع محال في حق االله إذ لا يمنعه شيء،‏ فكان المنع مجاز عن(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ القزويني،‏ الإيضاح،‏انظر،‏ القزويني،‏ الإيضاح،‏هود:‏‎٨٤‎‏.‏النحل:‏‎١١٢‎‏.‏الإسراء:‏‎٥٩‎‏.‏.٢٧٥-٢٧٣.٢٧٥-٢٧٣١٦٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الترك أي سبب الترك وهنا مجاز عقلي علاقته سببيه.‏إيراد المعنى في صورة دقيقة مقربة إلى الذهن.‏وقد خرج المجاز لفائدة وهي:‏(١ )‏[إِن َّا ن َخ َاف ُ مِن ربن َا يوما عبوسا ق َمط َرِيرا]‏ .الآية تناولت جزاء الكفار والأبرار يوم القيامة.‏ وقوله تعالى:‏ ‏(يوما عبوسا)‏ مجاز عقلي حيث أسندالعبوس إلى ذلك اليوم من إسناد الشيء إلى زمان محدد وهنا مجاز مرسل علاقته زمانية.وقد خرجالمجاز لفائدة بلاغية وهي:‏ إيراد المعنى في صورة دقيقة مقربة إلى الذهن.‏( ٢ ).‏[ث ُم ق َست ْ ق ُل ُوبك ُم مِن بعدِ‏ ذ َلِك ف َهِي ك َالحِجارةِ‏ أَو أَش َد ق َسوة ً وإِن مِن الحِجارةِ‏ ل َما يت َف َجر مِن ْه الأَن ْهاروإِن مِن ْها ل َما يش َّق َّق ُ ف َيخ ْرج مِن ْه الماء وإِن مِن ْها ل َما يهبِط ُ مِن خ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ وما االلهُ‏ بِغ َافِلٍ‏ عما ت َعمل ُون‏]‏الآية تتحدث عن قسوة قلوب اليهود.‏ وقوله:‏ ‏(ل َما يت َف َجر مِن ْه الأَن ْهار‏)‏ مجاز مرسل أي ماء الأنهارمن قبيل إطلاق المحل وأراد الحال فيه.‏ وهنا مجاز مرسل علاقته حالية.‏ و وقد خرج المجاز لفائدةبلاغية وهي:‏ إيراد المعنى في صورة دقيقة مقربة إلى الذهن.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن المجاز في دوال الخوف نجد أنها وردت في خمسة مواضع.‏بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏ويمكنالآية‏[وإِل َى مدين أَخ َاهم ش ُعيبا ق َالَ‏ يا ق َومِ‏اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره ول َا ت َن ْق ُصواالمِك ْيالَ‏ والمِيزان إِن ِّي أَراك ُم بِخ َيرٍ‏ وإِن ِّيأَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ محِيطٍ]‏وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ًيأْتِيها رِزق ُها رغ َدا مِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْبِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏ ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏رقم الآيةهود:‏‎٨٤‎‏.‏النحل:‏‎١١٢‎‏.‏الشاهد‏[عذ َاب يومٍ‏ محِيطٍ]‏‏[وضرب االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ًمط ْمئِن َّة ً]‏(1)(2)الإنسان:‏‎١٠‎‏.‏البقرة:‏‎٧٤‎‏.‏١٦٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ًَََََِِْْْ َّ ًَََََُِِِِِِّْْ ََََْْ[ََ ِ َ ْ ُ ْ َ َ َ َ َبِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏َ ِ َ ْ ُ َ َ َ َ ََ َّ َ َِ ‏َ َّ ُ َ َ َ ْ ََ َ ُ َ ََِ ِ ََِ ِ ُ ْ ُ َ َ َ ُ ََ َ ً َ ْ ُِ َّ َ ْ ِ ً [‏[وما منعنا أن نرسل بالآيات ‏ِ َّ إلا أنكذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقةمبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآياتإلا تخويفا‏[إنا نخاف من ربنا يوما عبوساالإسراء:‏‎٥٩‎‏.‏‏[وما منعنا أن نرسل بالآيات[‏ِ َّ َ َ ْ َ ِّ َ ْ ً َُ ً[ ِ ََ ِ َ ِ ُِ َّ َ َ ُُ ُ ُ ْ ًَِْْ َ ِ َّ َِ َِ ْ َ َ ُّ َ ْ ََ َ َ ََِ ِْْ ِ ََِِّ َِ َ َ َ َ َّ ُ ُ َْ َُ ََ َ َّ َّ ُ َ َ ْ ُ ُ ُْ ُ َ ِ َّ ْ ََ ٍ ِ ِ ِ َِ َ َ َ ْ ُ َِْ[َ ُ َ ْ َقمطريراالإنسان:‏‎١٠‎‏.‏َُ ‏[يوما عبوساً َِ ِ ِ َِ ِ َّ َ َ َ َ َ َ َّ ُ ُ[ََُْ‏[ثم قست قلوبكم من بعد ذلكفهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن منالحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منهالما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لمايهبط من خشية االلهِ‏ وما االلهُ‏ بغافل عماتعملونالبقرة:‏‎٧٤‎‏.‏‏[وإن من الحجارة لما يتفجر منهالأنهار١٦٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


١٦٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


إن القرآن كتاب دين وهداية أنزله االله سبحانه وتعالى على النبي محمد r للناس كافة.‏ يخاطبفيها عقل الإنسان ووجدانه،‏ ويعلمه عقيدة التوحيد.‏ ويزكيه بالعبادات.ويهديه إلى ما فيه خيرهوصلاحه في حياة الفرد ومجتمعه.‏ ويرشده إلى الطريق الأمثل لتحقيق ذاته ونمو شخصيته.‏ وترقىنفسه في مدارج الكمال الإنساني حتى يحقق لنفسه السعادة في الدنيا والآخرة.‏ والخوف من االله هوالطريق الأمثل لدرك الجنة ورضا االله،وهو الطريق لإصلاح النفس.‏ فالخائف من االله لا يكذب ولايغتاب ولا يفعل ما يحرمه االله تعالى وفي المقابل االله تعالى ينزل بخوفه من أنواع الرحمات ويدخلهفسيح الجنات كما وأن الخائف مطمئن النفس لقول الرسول r: ‏(من خاف االله أخاف االله منه كلشيء،‏ ومن لم يخف االله أخافه االله من كل شيء).إن الخوف سمة من سمات المؤمنين وآية المتقينوديدن العارفين.‏ فالخوف من االله طريق للأمن في الآخرة وسبب للسعادة في الدارين،‏ فهو دليل علىكمال الإيمان وحسن الإسلام وصفاء القلب وطهارة النفس،‏ والخوف لو سكن في القلب أحرقمواضع الشهوات وطرد بهرج الحياة الدنيا.‏ وخلاصة القول:‏ الخوف من االله أصل كل خير فيالدنيا والآخرة وكل قلب ليس فيه خوف من االله فهو قلب خرب.‏ فالخوف شجرة طيبة إذا نبتتأصلها في القلب وتمد فروعها إلى الجوارح فأتت أكلها بإذن ربها وأثمرت عملا ً صالحا ً وقولا ً حسنا ًوسلوكا ً قويما ً وفعلا ً كريما ً فتخشع الجوارح وينكسر الفؤاد ويرق القلب وتزكو النفس وتجود العين.‏١٦٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث الأولمضامين الخوفوفيهذا الفصل سيتم تناول الآيات والمواضع بنوع من الدراسة للبنية التركيبة ومكملة للفصولالأولى.‏ علما ً بأنه في هذا الفصل سيتم بيان التحليل التركيبي للآيات موضحين معاني الآيات علىالنحو التالي.‏( ١ ).‏[ق ُل ْن َا اهبِط ُوا مِن ْها جمِيعا ف َإِما يأْتِين َّك ُم مِن ِّي هدى ف َمن ت َبِع هداي ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏الآية تتضمن قصة آدم u وهبوطه وبداية الحياة على سطح الأرض فللآية دلالةواضحة حول الخوف من سوء العاقبة.‏ ويأتي هذا الخوف من لحظة دخول إبليس الجنة ووسوستهلآدم بعد طرد االله له من الجنة وتوعده لكل من على سطح الأرض ومثال ذلك قوله تعالى ‏(ف َمنت َ بِ‏ ع هداي ف َل َا خ َ و ف ٌ)‏ في الدارين دار الدنياودار الآخرة.‏ ،(٢)ويرى سيد قطبأن المعركة بين الحقوالباطل تنتقل مع هذه الآية إلى ميدانها الأصيل،‏ وانطلقت من عقالها ما تهدأ لحظة وما تفتر.‏ وبذلكيعرف الإنسان كيف ينتصر إذا شاء الانتصار.‏ وكيف ينكسر إذا اختار لنفسه الخسرانخرجت الدلالة في الآية السابقة إلى أثر نفسي ويتمثل في سوء العاقبة بعد انتهاء الحياة.‏(٣). وقد‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وال َّذِين هادوا والن َّصارى والصابِئِين من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وعمِلَ‏ صالِحا ف َل َهم( ٤ )أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .الآية تتحدث عن عاقبة المؤمنين بنحو عام.‏تضمنت الآية الذين آمنوا وهم المسلمين.‏الذين هادوا اليهود.‏إما أن يكونوا قدعادوا إلى االله.وإما بمعنى أنهم أولاد يهوذا.‏والنصارى همأتباع عيسى u.و الصابئون هنا مشركو العرب قبل البعثة،‏الذين ساورهم الشك فيما كان عليهقومهم من عبادة قومهم دون أن تكون لهم دعوة فيهم.‏وهم الذين قال عنهم المشركون أنهم(1) البقرة:‏‎٣٨‎‏.‏(2).١٩٠٦ - ١٠- ٩(١٩٦٦- ٨ -٢٩)(3)(4)سيد قطب:‏ إبراهيم حسين الشاذلي،‏ ولد في قري ة ‏"موشة"‏ وهي إحدى قرى محافظة أسيوط بتاريخأسبوع واحد فقطوقد صدر حكم الإعدام على سيد قطب بتاريخ٨ - ٢١-١٩٦٦ وتم تنفيذه بسرعة بعدقبل أن يتدخ ّل أحد الزعماء العرب.‏ من مؤلفاته:‏ التصور الفني فيالقرآن.‏ خصائص التصور الإسلامي.‏ دراسات إسلامية.‏ السلام العالمي والإسلام.‏ في ظلال القرآن ‏(ثمانيةمجلدات).‏ كتب وشخصيات.‏ لماذا أعدموني؟.انظر،‏ قطب،‏ سيد ‏،في ظلال القرآن،‏ دار الشروق،‏ ط‎١٥‎‏،‏البقرة:‏‎٦٢‎‏.‏،١٩٨٨-١٤٠٨ ج‎١‎ .٥٨:١٦٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


صبأوا أي مالوا عن دين آبائهم(١).فالآية تدلل على أن من سبق ذكرهم لهم الأجر وهو الجنةفكانت العبرة هنا بحقيقة وسلامة العقيدة والأثر النفسي متمثل في الآية وهي الخوف من زيغ القلوببعد الإيمان.‏( ٢ )‏[بل َى من أَسل َم وجهه اللهِ‏ وهو محسِن ف َل َه أَجره عِن ْد ربهِ‏ ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .تناولت الآية الأجر الذي لا يضيع عند ربهم.‏ والأمن الذي لا يشوبه خوف والسرور الذي لايعتريه الحزن.‏ فهذه القاعدة العامة وهي أن يستوي جميع الناس عند االله.‏ فالأجر مستقر عند ربالعباد،‏ وفي قوله ) ول َا خ َ و ف ٌ عل َي هِ‏ م‏)‏ وهو أن بداء بالحمل على اللفظ ثم الحمل على المعنى.‏ وحملعلى اللفظ في قوله(ب ل َ ى م ن أَ‏ س ل َ م و ج ه ه‏)‏ وجمع الضمير(ع ل َ ي هِ‏ م و ل َا هم ي حز ن ُون‏)‏ حملٌ‏ على المعنىبلى من أسلم(٣). والآية لها بنية دلالية والخوف هنا لبيان مقام الإنسان عند ربه.‏‏[ومن أَظ ْل َ م مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَن( ٤ )يدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِي الآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏ .تحدثت الآية عن تدمير المساجدجوهر الدين.‏واتبع الأهواء،‏في العصر الحاضر.‏أوالصد عنها جرم كبير،‏لا يرتكبه إلا من فقد الإيمان وعادىوحارب الأخلاق والفضائل ولم يقدم على تلك الجريمة في الماضي أوسواء في ديار الإسلام أو غيرها إلا الملحدون المارقون من الدين،‏يبتغون نشر الإلحاد وتقويض دعائم الدين والإسلامالخوف من المعاصي.‏(٥).الذينوقد تضمنت هذه الآية بنية دلالية تخرج إلى( ٦ )‏[ول َن َبل ُون َّك ُم بِش َيءٍ‏ مِن الخ َوفِ‏ والجوعِ‏ ون َق ْصٍ‏ مِن الأَموالِ‏ والأَن ْف ُسِ‏ والث َّمراتِ‏ وبش ِّرِ‏ الصابِرِين‏]‏ .تناولت الآية التعويد وتربية النفوس، والشدائدبالبلاء،‏ ومن امتحان التصميم على معركة الحق بالمخاوفوالجوع ونقص الأموال والأنفس والثمرات.‏ ولابد من هذا التكليف حتى يشعر الإنسانالمؤمن بتكاليف العقيدة فالتكاليف هنا هي الثمن النفسي الذي تعز به العقيدة في نفوس أهلها قبل أنتعز في نفوس الآخرين(٧). وهذه الآية لها دلالة وهي الخوف من المعاصي.‏(1)(2)(3)(4)انظر،‏ قطب،‏ سيد،‏ في ظلال القرآن،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎١١٢‎‏.‏انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيطالبقرة:‏‎١١٤‎‏.‏.٧٥.٥٦٤ ج‎١‎‏:‏ ،(5)انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبه،‏ التفسير المنير،‏٣٠٦. ج‎١‎‏:‏(6)(7)البقرة:‏‎١٥٥‎‏.‏انظر،‏ قطب،‏ سيد،‏ في ظلال القرآن،‏ ج‎١‎‏:‏.١٤٥١٦٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ف َمن خ َاف َ مِن موصٍ‏ جن َف ًا أَو إِث ْما ف َأَصل َح بين َهم ف َل َا إِث ْم عل َيهِ‏ إِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏هذه الآية تقرع عن الأمر بالعدل في الوصية ووعيد المبدل لها.‏(١).وتقريع عن وعيد المبدلالإذن في تبديل ما هو معروف من الوصية التي فيها جور وحيف بطريقة الإصلاح بين الموصيلهم وبين من ناله الحيف من تلك الوصية بأن كان جديرا ً بمقدار فأجحف به الموصي.‏بمعنى الظن(٢). كما وأن البنية الدلالية توحي إلى الخوف من المعاصي.‏والخوف هنا‏[الط َّل َاق ُ مرت َانِ‏ ف َإِمساك بِمعروفٍ‏ أَو ت َسرِيح بِإِحسانٍ‏ ول َا يحِل ُّ ل َك ُم أَن ت َأْخ ُذ ُوا مِما آَت َيت ُموهن ش َيئًا إِل َّاأَن يخ َاف َا أَل َّا يقِيما حدود االلهِ‏ ف َإِن خِف ْت ُم أَل َّا يقِيما حدود االلهِ‏ ف َل َا جن َاح عل َيهِما فِيما اف ْت َدت ْ بِهِ‏ تِل ْك حدود االلهِ‏( ٣ )ف َل َا ت َعت َدوها ومن يت َعد حدود االلهِ‏ ف َأُول َئِك هم الظ َّالِمون‏]‏ .ولا عدد.‏تناولت الآية عدد الطلاق وما يترتب عليه من أحكام فالطلاق لم يكن له عند الجاهلين حدفكان الرجل يطلق ثم يرد ويستقيم الحال.‏ثم يستأنف طلاقا ً جديدا ً،‏الشذوذ ومنع الضرر(٤).مرة تلو أخرى إلى أن يسكن غضبه،‏ودلالة الآية هنا الخوف من التقصير في حق االله.‏وإن قصد الإضرار يراجع قبل انقضاء العدة.‏فجاء الإسلام وعالج وأصلح هذا] ف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏ ك َما عل َّمك ُم ما ل َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمون‏]‏(٥).تناولت الآية الحفاظ على الصلاة.‏ وكان الأمر بالمحافظة على الصلاة وذلك لأهميةالصلاة وخطورتها لم يجز الإسلام تركها في أي حال من الأحوال،‏ لا عذر لأحد في تركالصلاة حتى في حال الخوف على النفس أو المال أو العرض من العدو.‏ فإن خفتم أي ضرر منالقيام فصلوا كما كانوا راجلين(راكبين)‏ أو ركبانا ً.‏ وإن ذهب هذا الخوف فاذكروا االله واعبدوهواشكروه على نعمة الأمن(٦). وكان للخوف هنا دلالة وهي الخوف من التقصير في حق االله.‏‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ ث ُم ل َا يت ْبِعون ما أَن ْف َق ُوا منا ول َا أَذ ًى ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا( ٧ )خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .فقد ذكرت الآية صفات من ينفق في سبيل االله كما وأن الخوف والمكروه لا يلحق بهمفي الدارين ولا يحزنون لفوات مطلوب من المطالب قلّ‏ أو جلّ،‏ أي لا يعتريهما موجبه لا أنه(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)البقرة:‏‎١٨٢‎‏.‏انظر،‏ ابن عاشور،‏ الطاهر،‏البقرة:‏‎٢٢٩‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبه،‏ التفسير المنير،‏البقرة:‏التحرير والتنوير،‏ ج‎٢‎‏:‏ج‎١‎‏:‏ج‎١‎‏:‏.١٥٣.٧٠٢.٢٣٩انظر،‏ الزحيلي،‏ وهبه،‏ التفسير المنير،‏البقرة:‏‎٢٦٢‎‏.‏.٧٦٧١٧٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


يعتريهم ذلك لكنهم لا يخافون ولا يحزنون ولا أنه يعتريهم خوف وحزن أصلا ً بليستمرون على النشاط والسرور.‏وهذا الاستعظام والاستشعار بالخوف والخشية للاستعظام لجلالاالله وهيبته واستقصارا ً للجد والسعي في إقامة حقوق العبودية من خواص الخاصة والمقربين.‏والمراد من هذه الآية بيان دوام انتفائها لا بيان انتفاء دوامها كما يوهمه كون الخبر في الجملة الثانيةالمضارعة.‏دلالته للبعد عن الرياء.‏وإن دخل على المضارع بل يفيد الدوام والاستمرار بحسب المقام(١).والخوف هنا‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم بِالل َّيلِ‏ والن َّهارِ‏ سِرا وعل َانِية ً ف َل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم( ٢ )يحزن ُون‏]‏ .النهار،‏تناولت الآية الذين يعمون الأوقات والأحوال بالخير والصدقة.ولعل تقديم الليل علىالسر على العلانية للإيذان بمزية الإخفاء على الإظهار وقيل في رباط الخيل والإنفاقعليها(ف َ ل َ هم أَ‏ جرهم عِن ْد ربهِم‏)‏وهنا خبر للموصول،‏وقيل للعطف والخبر محذوف أي ومنهم الذينوالفاءهنا للدلالة على سببية ما قبلها لما بعدها.(٣). وقد خرج الخوف هنا لبيان مقام ربه وبيان الأجرالذي يلحق بمن ينفق الأموال.وهذا ما يعرف عند البلاغيين بالمجاز المرسل فالأول ‏:(ال َّذِين ين ْفِق ُونأَموال َهم بِالل َّيلِ‏ والن َّهارِ‏ سِرا وعل َانِية ً)‏هم يحزن ُون‏)مسبب عنه.‏سبب.‏وبقية الآية‏(ف َل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وعمِل ُوا الصالِحاتِ‏ وأَق َاموا الصل َاة َ وآَت َوا الزك َاة َ ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ( ٤ )عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .إن الزكاة في هذه الآية أخذت النصيب الأكبر؛ فهي عنصر البذل بلا عوض ولا رديعرض بهذا صفة المؤمنين وقاعدة المجتمع المؤمن.‏والسياق .ثم يعرض صورة الأمن والطمأنينة و الرضىالإلهي المسبغ على هذا المجتمع المؤمن.فالزكاة كانت قاعدة المجتمع المتكافل المتضامن.‏يحتاج إلى ضمانات النظام التربوي في أي جانب من جوانب الحياة.‏الذي لافاالله سبحانهوتعالى يعد للذين يقيمون حياتهم على الإيمان والصلاح والعبادة والتعاون؛ أن تحفظ لهمبأجرهم عند ربهم ويعدهم بالأمن فلا يخافون.‏خرج لدلالة وهي مقام المؤمن عند ربه فيوبالسعادة فلا يحزنون(٥).والخوف هنا(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎٢٧٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎٢٧٧‎‏.‏انظر،‏ قطب،‏ سيد،‏ في ظلال القرآن،‏ ج‎١‎‏:‏.٣٠٧.٣١٥.٣٢٨١٧١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الدنيا والآخرة.وهو نتيجة أو مسبب عن السبب كما ذكرنا في توضيح الآية السابقة.‏] ف َرِحِين بِما آَت َاهم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ ويست َبشِرون( ١ )يحزن ُون‏]‏ .بِال َّذِين ل َم يل ْحق ُوا بِهِم مِن خ َل ْفِهِم أَل َّا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هموالآية تحدثت عن الذين يرزقون ويستبشرون وقيل المراد بها إخوانهم.‏المسلمين الشهداء وغيرهم؛ لأنهم لما عاينوا ثواب االله وحصل لهم اليقين بحقيقة دينوهم جميعالإسلاماستبشروا بذلك لجميع أهل الإسلام الذين هم أحياء لم يموتوا وهذا أقوى لأن معناه أوسع وفائدتهأكثر.‏واللفظ يحتمله بل هو الظاهر.‏لا خوف عليهم ولا حزنوالآخرة.‏(٢).وهؤلاء الناس يستبشرون بهذه الحالة الحاصلة لإخوانهم من أنهودلالة الخوف هنا جاءت لبيان مقام الإنسان عند ربه في الدنيا( ٣ )‏[إِن َّما ذ َلِك ُم الش َّيط َان يخ َوف ُ أَولِياءه ف َل َا ت َخ َاف ُوهم وخ َاف ُونِ‏ إِن ك ُن ْت ُم مؤْ‏ مِنِين‏]‏ .وفي هذه الآية الشيطان يخوف بأوليائه.‏بأوليائه إما أبو سفيان فتكون الإشارة إلى أعيان وقيل:‏الركب العبديين عن رسالة أبي سفيان وتحميله ذلك الكلام،‏وتكون الإشارة قد خرجت إلى معانٍ.‏ولا يخاف الشيطان إلا ولي الشيطان.‏وهنا يرادذالكم إشارة إلى جميع ما جرى من أخبارو قزع من جزع منه من مؤمن أو مترددوقوله يخوفكم أوليائه؛ أي شر أوليائه في هذا الوجه.‏وقد خرج الخوف هنا يخرج إلى الخوف من سوء العاقبة كما حدث مع أبو سفيان(٤)‏.وكما نلحظفإن الآية اشتملت على أسلوب قصر جاء بإنما التي أقوى ما تفيده التعريض بمن قدم خوف الشيطانعلى خوف االله إذ أنه لا تشابه بينهما لأن الأصل هو الخوف من االله.‏فالآية اشتملت على علوم البلاغة كاملة من معاني وبيان وبديع.‏كما عقب في نهاية الآية.‏‏[وإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوا فِي اليت َامى ف َان ْكِحوا ما ط َاب ل َك ُم مِن الن ِّساءِ‏ مث ْن َى وث ُل َاث َ ورباع ف َإِن خِف ْت ُم أَل َّات َعدِل ُوا ف َواحِدة ً أَو ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم ذ َلِك أَدن َى أَل َّا ت َعول ُوا]‏(٥ ).نزلت هذه الآية في أولياء اليتامى الذين يعجبهم جمال ولياتهم.‏المهر لمكان ولايتهم عليهن.‏فقيل لهم:‏فيزيدون أن يبخسوهن فيأقسطوا في مهروهن فمن خاف ألا يقسط فليتزوج ما طابمن الأجنبيات اللواتي يكايسن في حقوقهن وفي قوله(ف َان ْ كِ‏ حوا ما ط َاب ل َ ك ُم‏)‏ وهذا الأمر(1)(2)(3)(4)(5)آل عمران:‏‎١٧٠‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎١‎‏:‏آل عمران:‏‎١٧٥‎‏.‏.٥٠٣انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٣‎‏:‏النساء:‏‎٣‎‏.‏.٤٤٠-٤٣٩١٧٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


مندوب إليه.‏بالنكاح هو ندب لقوم وإباحة لآخرين حسب قرائن المرء.‏وقال صلى االله عليه وسلم:‏ ‏(من استطاع الباءة فليتزوج)‏الميل والمحبة والجماع والعشرة بين الأربع والثلاثوالاثنتينوالناكح في الآية والأغلب(١).(٢).قوله‏(أَل َّ ا ت َ ع دِل ُوا)‏فيوقد خرج الخوف هنا لدلالةالخوف وعدم قبول العمل نتيجة للتفرقة بين الزوجات.وفي الخوف الثاني في الآية الذي جاء بعدالأمر(ف َان ْكِحوا)‏تخريجان:‏الأول:‏ندب ومنع حينما يحمل على واحدة بالنصب لأنه أمر حمل معنىالوجوب وهذا للتحريم،وإباحة حينما تأتي القراءة بالرفع(ف َواحِدة ٌ)إلى واحدة كافية وهنا يتجلى لناإعجاز القرآن الكريم في تغير الوجهة البلاغية باختلاف القراءة القرآنية.‏نفسه.‏( ٣ )‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًا خ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏ .تناولت الآية التخويف باالله تعالى والتخويف بعقاب االله.فينظر كل متأول بحسب الأهم فيكما تخشون على ورثتكم وذريتكم بعدكم،‏تحملوه على تبذير ماله وتركهم عاله.‏إليهموقيل:‏فكذلك فاخشوا على ورثة غيركم وذريته.‏ولاكما أنكم كنتم تخشون على ذريتكم وتسرون بأن يحسن‏،فكذلك فسددوا القول في جهة المساكين واليتامى أو اتقوا االله في ضرهم(٤).والملاحظ فيالآية القرآنية أنها بدأت بلفظ الخشية الذي جاء بصيغة المضارع المقترن بلام الأمر وهو أمر حقيقييحمل معنى طلب الفعل على وجه الاستعلاء والإلزام بمعنى الخشية هي خوف من االله يجب أن يقعفي قلب العبد،‏وأما لخوف فهو خوف من البشر كما جاء في قوله(خ َاف ُوا عل َيهِم‏)؛ لذلك كان الثانيهو من عمرت قلوبهم به وهذا منافٍ‏ للتقوى ولذلك عقب بقوله(ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا).‏‏[الرجالُ‏ ق َوامون عل َى الن ِّساءِ‏ بِما ف َضلَ‏ االلهُ‏ بعضهم عل َى بعضٍ‏ وبِما أَن ْف َق ُوا مِن أَموالِهِم ف َالصالِحات ُق َانِت َات ٌ حافِظ َات ٌ لِل ْغ َيبِ‏ بِما حفِظ َ االلهُ‏ والل َّاتِي ت َخ َاف ُون ن ُش ُوزهن ف َعِظ ُوهن واهجروهن فِي المضاجِعِ‏( ٥ )واضرِبوهن ف َإِن أَط َعن َك ُم ف َل َا ت َبغ ُوا عل َيهِن سبِيل ًا إِن االلهَ‏ ك َان علِيا ك َبِيرا]‏ .مناسبة الآية:‏ أن امرأة لطمها زوجها فاستعدت فقضى لها بالقصاص فقالاالله غيره)والآية ‏"نزلت في سعد بن الربيع نشزت عليه امرأته حبيبة بنت زيد بن خارجةr ‏(أردت أمرا ً وأرادبن(1)(2)(3)(4)(5)يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليهبالصوم فإنه له وجاء رواه البخاري وبقية الستة من حديث عبد االله بن مسعود.‏ انظر،‏ الألباني،‏ محمد ناصرالدين،‏ غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام،‏ المكتب الإسلامي،‏ الطبعة الثالثة،‏ ‎1405‎ه‎١٩٨٥‎م،‏-.140الحديث صحيح من موضوع:‏ الزواج الأولاد الطلاق والرضا ‏.عدد الحديث:‏‎206‎انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٩‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٣٤‎‏.‏..٦.١٣١٧٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


أبي زهير فلطمها،‏ فقال أبوها:يا رسول االله أفرشته،‏ كريمتي فلطمها فقال عليه السلام:‏ لتقتصمن زوجها فانصرفت مع أبيها لتقتص منه فقال عليه السلام:‏ ارجعوا:‏ هذا جبريل أتاني فأنزلاالله هذه الآية فقال عليه السلام:‏ أردنا أمرا ً وأراد اله غيره"وفي رواية أخرى‏"أردت شيئا ً وما أراداالله خير"وفي قوله:‏ ق َوامون مسلطون على تأديب النساء في الحق.‏ ويشهد لهذا القول طاعتهن لهموطاعة االله.‏ والقوام هنا صفة مبالغة وهو من يقوم بالأمر ويحفظه وفي الحديث:‏ ‏(أنت قيام السمواتوالأرض ومن فيهن)‏(١). وعلى الزوج أن ينفق على زوجته.‏ وقيل بما أخرجوا بسبب النكاح منمهورهن،‏ ومن النفقات عليهن المستمرة.‏ و روى معاذ أنه r قال:‏ ‏(لو أمرت أحدا ً لأمرت المرأةالتي تسجد لبعلها)‏(٢). فعلى الزوجة أن تكون مطيعة وتحفظ زوجها،‏ وامتثال لأمر االله في كلأحوالهن أو قائمات فيما عليهن لأزواجهن ويكن حافظات للغيب أي حال غيب الزوج وحالحضوره،‏ كما وذكر الزوجات الصالحات المطيعات الحافظات للغيب وذكر في المقابل العاصياتللأزواج وجاءت الأوامر إنما يوجبها وقوع النشوز لا توقعه فقد وقع الخوف هنا بمعنى اليقينوخرجت دلالة الخوف إلى الخوف من المعاصي وكذلك التقصير في حق االله(٣)..‏[وإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏ وحك َما مِن أَهلِها إِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهما( ٤ )إِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا]‏ .الخلاف في الخوف هنا في قوله واللاتي تخافون.‏ ولما كان حال المرأة مع زوجها إماالطواعية وإما النشوز.‏ وهذا النشوز إما تعقبه كالطائعة أولا ً.‏ وإن استمر النشوز.‏ واشتد بعث(1)(2)(3)(4)عن ابن عباس أن رسول االله صلى االله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول اللهم لكالحمد أنت نور السموات والأرض و لك الحمد أنت قيام السموات والأرض و لك الحمد أنت رب السمواتوالأرض ومن فيهن أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة حقاللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمتوأخرت وأسررت وأعلنت أنت إلهي لا إله إلا أنت. ) صحيح (وأخرجه البخاري ومسلم ‏.انظر،‏ الألباني‏،محمد ناصر الدين،‏ صحيح سنن أبي داود باختصار،‏ مكتب التربية العربي لدول الخليج،‏ الطبعة الأولى،‏- ‎1409‎ه‎١٩٨٩‎م،‏ ‎147‎‏.من موضوع:‏ الصلاة والأذان والمساجد.‏ حديث صحيح.‏عن عائشة أن رسول االله صلى االله عليه وسلم قال لو أمرت أحدا أن يسجدلأحد لأمرت المرأة أن تسجدلزوجها ولو أن رجلا أمر امرأته أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكاننولها أن تفعل.انظر،‏ الألباني ‏،محمد ناصر الدين،‏ صحيح سنن ابن ماجة باختصار السند،‏ مكتب التربيةالعربي لدول الخليج الرياض،‏ الطبعة الثالثة،‏الطلاق والرضاع،‏ حديث ضعيف.‏انظر،‏ الغرناطيٍ،‏ التفسير المحيط،‏ ج‎٣‎‏:‏النساء:‏‎٣٥‎‏.‏.311 ‎١٩٨٨‎م،‏ - ه 1408.٦٢٤ -٦٢٢من موضوع الزواج الأولاد١٧٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الحكمان.‏وهذا الخطاب للحكام وللأزواج والحاكم هو من يصلح للحكومة بين الناس والإصلاح.‏وهذا من أجل العفاف والستر.‏يقصد إصلاح ذات النفوس للمودة وفي قولهوفي قوله(إِ‏ ن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ ب ي ن َ هم ا)‏‏(إِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا)‏بين المختلفين وتخبر خفايا ما ينطقان به في أمر الزوجينالصغائر في وجود الشقاق والتفرقة بين الأسر.‏(١).ويريدا بالحاكمين أييقصد الحكمان وكيف يوفقاوقد خرج الخوف إلى الخوف من‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ‏ ول َو ردوه إِل َى الرسولِ‏ وإِل َى أُولِي الأَمرِ‏ مِن ْهم(٢ )ل َعلِمه ال َّذِين يست َن ْبِط ُون َه مِن ْهم ول َول َا ف َضلُ‏ االلهِ‏ عل َيك ُم ورحمت ُه ل َات َّبعت ُم الش َّيط َان إِل َّا ق َلِيل ًا]‏ .نزلت الآية الكريمة في المنافقين.وقد نزلت في سراياهr وبعوثه.‏ والبنية الدلالية للآيةأن :المنافقين كانوا يشرهون إلى سماع ما يسوء النبي في سراياه.‏ فإذا طرأت لهم شبهه أمن للمسلمين أوفتح عليهم.‏ حقروا وصغروا شأنها وأذاعوا بذلك التحقير والتصغير.‏ وإذا طرأت لهم شبهة خوفالمسلمين أو مصيبة عظموها وأذاعوا ذلك للتعظيم.‏ وفي قوله ‏(ول َول َا ف َضلُ‏ االلهِ‏ عل َ ي ك ُم‏)‏ هذا خطابللمؤمنين باتفاق من المتأولين.‏ والمعنى:‏ لولا هداية االله لكم وإرشاده لبقيتم على كفركم وهو إتباعالشيطان.‏ وقيل قد هدي الكل من للإيمان فمنهم من تمكن فيه حتى لم يخطر له قط خاطر شك ولاعنت له شبهة ارتياب،‏ وذلك هو القليل وبالرغم من أسلم من العرب لك يخ ّل من الخواطر.‏فضل االله بتجريد الهداية لهم لضلوا واتبعوا الشيطانفلولا(٣). وقد خرج الخوف هنا للخوف من النفاق.‏‏[وإِذ َا ضربت ُم فِي الأَرضِ‏ ف َل َيس عل َيك ُم جن َاح أَن ت َق ْصروا مِن الصل َاةِ‏ إِن خِف ْت ُم أَن يف ْتِن َك ُم ال َّذِين ك َف َروا( ٤ )إِن الك َافِرِين ك َان ُوا ل َك ُم عدوا مبِين ًا]‏ .ضربتم بالأرض بمعنى سافرتم في البلاد بمعنى يجب أن تحققوا فيها إما من كميتها بأنتجعل الرباعية ثنائية واستدلوا بها على قصر الصلاة في السفر على اختلافهم في ذلك.وقد يختلفسبب الخروج سواء أكان سفر الطاعة،‏والحج،‏والعلم،‏أو غير ذلك.‏وفي قوله‏(إِ‏ ن خِ‏ ف ْ ت ُم أَ‏ ن ي ف ْ تِ‏ ن َ ك ُمال َّذِين ك َ ف َروا)‏ فكان في الغالب في مبدأ الإسلام بعد الهجرة كان غالب أسفارهم مخوفة.‏ بل ما كانواينهضون إلى غزو عام.‏أو في سرية خاصة وسائر الأحيان حرب للإسلام وأهلهالناس فقد قال عمر بن الخطاب عجبت مما عجبت منه،‏ فسألت رسول االله(٥)وقد أمن .(1)انظر،‏ الغرناطيٍ،‏ التفسير المحيط،‏ ج‎٣‎‏:‏.٦٣٠ -٦٢٨(2)(3)النساء:‏‎٨٣‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏.٨٥-٨٤(4)(5)النساء:‏‎١٠١‎‏.‏انظر،‏.٢٦٥الدمشقي ، عماد الدين،‏ مختصر تفسير ابن كثير،‏ مكتبة الصفا،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤٢٥‎ه ‏_‏‎٢٠٠٤‎م،‏ ج‎١‎‏:‏١٧٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


فقال:‏ ‏(صدقة تصدق االله بها عليكممن المعاصي.‏فاقبلوا صدقته)‏(١).وقد خرج الخوف إلى الخوف‏[وإِنِ‏ امرأَة ٌ خ َاف َت ْ مِن بعلِها ن ُش ُوزا أَو إِعراضا ف َل َا جن َاح عل َيهِما أَن يصلِحا بين َهما صل ْحا والصل ْح( ٢ )خ َير وأُحضِرتِ‏ الأَن ْف ُس الش ُّح وإِن ت ُحسِن ُوا وت َت َّق ُوا ف َإِن االلهَ‏ ك َان بِما ت َعمل ُون خ َبِيرا]‏ .حالة فراقه لها.‏تتناول الآية حال الزوجين في حين نفور الرجل عن المرأة،وفي حال اتفاقه معها،‏وفيفالحالة الأولى إذا خافت المرأة من زوجها أن ينفر عنها أو يعرض عنها فلها أنتسقط حقها أو بعضه من نفقة أو كسوة أو مبيت أو غير ذلك من حقوقها.‏جناح عليهما في بذلها ذلك له ولا عليه في قبول منها،‏الصلح عند المشاجة خير من الفراق.‏رسول االلهوله أن يقبل ذلك منها لاويكون الصلح خير في عدم الفراق.‏ومن ذلك قصة أم المؤمنين سودة بنت زمعة(٣)أيطلبت منr على فراقها فصالحته على أن يمسكها وتترك يومها لعائشة فقبل بذلك منها وأبقاهاعلى ذلك.‏ وفي قوله(وإِ‏ ن ت ُح سِ‏ ن ُوا)‏ بمعنى وإن تتجشموا مشقة الصبر على ما تكرهون منهن وتقسموالهن أمثالهن فإن االله سيجزي كل إنسان على ما في نفسه.‏من جميع الوجوه فلابد من التفاوت في المحبة والشهوة والجماعالخوف إلى معنى في الخوف من الصغائر.‏فإن لم تستطيعوا أن تساووا بين النساء(٤). ويخرج(1)(2)(3)(4)عن يعلى بن أمية قال سألت عمر بن الخطاب قلت ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أنيفتنكم الذين كفروا وقد أمن الناس فقال عجبت مما عجبت منه فسألت رسول االله صلى االله عليه وسلم عنذلك فقال صدقة تصدق االله بها عليكم فاقبلوا صدقته.انظر،‏ الألباني ‏،محمد ناصر الدين ، صحيح سنن ابنماجة باختصار السند،‏ مكتب التربية العربي لدول الخليج الرياض،‏ الطبعة الثالثة،‏من موضوع الصلاة والأذان والمساجد.حديث صحيح.‏النساء:‏‎١٢٨‎‏.‏١٤٠٨ ه -‎١٩٨٨‎م.‏سودة بنت زمعة:‏ هي أم المؤمنين سوده بنت زمعة بن قيس القرشية العامرية.‏ توفيت رضى االله عنها فىزمن عمر بن الخطابَ.روى قاسِ‏ م بن أَبِي بزة َ:‏ أَن الن َّبِي u بعث إِلى سودة بِطلاقها،‏ فجلست ْ على ط َريقه،‏ف َقالت ْ:‏ أَ‏ ن ْ ش ُدك بِال َّذِي أَن ْزل عليك كِتابه‏،‏ لم ط َل َّق ْت َنِي؟ أَلموجدة؟ ق َالَ:‏ ‏(لا).‏ قالت:‏ ف َأَ‏ ن ْ ش ُ دك االله لما راجعت َنِي،‏ فلاحاجة َ لِي في الرجالِ،‏ ول َكِن ِّي أُحِب أَن أُبعث َ فِي نِسائِك‏،‏ فراجعها.‏ قالت ْ:‏ فإِني قد جعل ْت يومي لعائشة.‏ فتركهارسول االله u، وصالحها على ذلك.‏ وفي ذلك أنزل االله عز وجل:‏ ‏[وإِنِ‏ امرأَة ٌ خ َاف َت ْ مِن بعلِها ن ُ ش ُوزا أَوإِعراضا ف َل َا جن َاح عل َ ي هِ‏ ما أَن يصلِحا ب ي ن َ هما صل ْحا والصل ْح خ َير وأُحضِرتِ‏ الأَ‏ ن ْ ف ُس الش ُّح وإِن ت ُح سِ‏ ن ُوا و ت َ ت َّ ق ُواف َإِن االلهَ‏ ك َان بِ‏ ما ت َ ع مل ُون خ َبِيرا]‏ ‏{النساء:‏‎١٢٨‎‏}‏ ‏.قالت عائشة:‏ نزلت في سودة بنت زمعة.‏ و كانت رضى االلهعنها صوامة قوامة و كانت تحب الصدقة وكانت ذات عبادة وورع وزهادة،‏ قالت عائشة:‏ ما من امرأة أحبإلي أن أكون في مسلاخها غير أن فيها حدة تسرع منها الفيئة.‏ قالت ْ س و د ة ُ:‏ يا رسول االله!‏ صليت خلفكالبارحة،‏ ف َركع ت َ بِي ح َّى أَمسكت بأَنفي مخافة أَن يقطر الدم.‏ فضحك،‏ وك َان َت ْ تضحكه الأَحيان بالشيء.‏انظر،‏ الدمشقي،‏ عماد الدين،‏ مختصر تفسير ابن كثير،‏ ج‎١‎‏:‏.٢٧٤١٧٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


] ق َالَ‏ رجل َانِ‏ مِن ال َّذِين يخ َاف ُون أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِما ادخ ُل ُوا عل َيهِم الباب ف َإِذ َا دخ َل ْت ُموه ف َإِن َّك ُم غ َالِبون وعل َىااللهِ‏ ف َت َوك َّل ُوا إِن ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏قيل الرجلان هما(١).وربط الجأش والثبوت في الحق.‏ثلاثة معانٍ:‏‏(يوشع بن نون(٢)،كالب بن يوفنا(٣).(بمعنى الإيمان باالله الصحيحوالخوف من العدو لكن الإيمان والثبوت مع خوفهما،‏أن الرجلان كانا من الجبارين آمنا بموسى واتبعاه.‏الثاني:‏من الذين يوقرون ويسمع كلامهم ويهابون لتقواهم وفضلهم فهم يخافون.‏أخاف والمعنى من الذين يخافون بأوامر االله ونواهيه ووعيده وزجره.‏قوله(ف َإِن َّك ُم غ َالِبون‏)‏قلوبهم فتغلبونهموقيل فيهاأنهما يوشع وكالوث لكنهماوالثالث:‏أن يكون الفعلفيكون ذلك مدحا ً لهم.‏وفيظن منهما ورجاء وقياس أي إنكم بذلك تفتون في أعضاءهم ويقع الرعب في(٤). وخرج الخوف من زيغ القلوب.‏( ٥ )‏[ل َئِن بسط ْت َ إِل َي يدك لِت َق ْت ُل َنِي ما أَن َا بِباسِطٍ‏ يدِي إِل َيك لِأَق ْت ُل َك إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏ .تناولت الآية جانب من قصة أبناء آدم u ‏(قابيل،‏هابيل)‏ وتخرج الآية للمعنى العام بأننيمنتصر لنفسي بمعنى أنه لم يبدأ بقتله بمعنى أنه لم يكن الدفاع عن النفس جائزا ً بمعنى أن هابيل كانمن أشد قوة من قابيل.‏(٦). وقد تخرج معنى الخوف إلى سوء العاقبة.‏ولكن تخرج من القتل وهذا يدلل على أن القائل ليس بكافر وإنما هو عاصٍ‏‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا من يرت َد مِن ْك ُم عن دِينِهِ‏ ف َسوف َ يأْتِي االلهُ‏ بِق َومٍ‏ يحِبهم ويحِبون َه أَذِل َّةٍ‏ عل َىالمؤْ‏ مِنِين أَعِزةٍ‏ عل َى الك َافِرِين يجاهِدون فِي( ٧ )يش َاء وااللهُ‏ واسِع علِيم‏]‏ .ذكرهانزلت هذه الآية خطابا ً للمؤمنين عامة إلى يوم القيامة.‏سبِيلِ‏ االلهِ‏ ول َا يخ َاف ُون ل َومة َ ل َائِمٍ‏ ذ َلِك ف َضلُ‏ االلهِ‏ يؤْتِيهِ‏ منوقي قوله(يرت َد (‏(ارتد في زمان رسول االله مذحج ورئيسهم عبهلة بن كعب ذو الخمار،‏قتله فيروز على فراشه.‏ وأخبر الرسول بقتله وسمى قاتله ليلة قتل.‏ ومات رسول االلهقصة لابد منوهو الأسود العنسي(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)المائدة:‏‎٢٣‎‏.‏يوشع بن نون:هو ابن أخت موسى u. هو الخليل يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب،‏ بنإسحاق بن إبراهيم عليهم السلام،‏ وأهل الكتاب يقولون:‏ يوشع ابن عم هود.‏ وقد ذكره االله تعالى في القرآنغير مصرح باسمه في قصة الخضر.‏ انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏. ١٧٥كالب بن يوفنا:يقال فيه كلاب،‏ ويقال كالوث،‏ بثاء مثلثة،‏ ويقال في اسم أبيه يوفيا واسم زوجته ‏(مريم بنتعمران).‏ انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٢٨‎‏.‏انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٥٤‎‏.‏.١٧٥.١٧٥.١٧٥١٧٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


uمن الغد.‏وأتى خبر قتله في آخر بيع الأول وبنو حنيفة ورئيسهم مسيلمة قتلهوحشي.وبنو أسد رئيسهم طليحة بن خويلد هزمه خالد بن وليد،‏ثلاث فرق ارتدت في حياة الرسول وتنبأ رؤساؤهم.‏(١)‏.وفي قوله(أَ‏ ذِ‏ ل َّ ةٍ‏ عل َى المؤْمِنِين أَ‏ عِزةٍ‏ عل َى الك َافِرِين‏)‏والتواضع والمعنى أنهم يذلون ويخضعون لمن فضلواقوله(يحِ‏ ب هم و يحِبون َ ه‏)‏وأفلت ثم أسلم وحسن إسلامه.‏هذهوفي عهد أبو بكر ارتد سبع فرقفهي معطوفة على المؤمنين على وجه التذللعليه مع شرفهم وعلو مكانهم.‏لأنها عبارة عن أفعال الطاعة والثواب المترتب عليهاالخوف إلى سوء العاقبة في الارتداد عن الأمر الصواب والاتجاه السليم.‏‏[إِن ال َّذِين آَمن ُوا وال َّذِين هادوا والصابِئُون( ٣ )خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .لهم دين النصارى.‏إن المؤمنين المسلمين،‏وحملة التوراة.‏(٢).وفيوخرجوالن َّصارى من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وعمِلَ‏ صالِحا ف َل َاوالصابئون طائفة من النصارى والمجوس ليسفمعروفون وهم حملة الإنجيل والمقصود أن كل فرقة آمنت باالله وباليوم الآخروهو الميعاد والجزاء يوم الدين وعملت عملا ً صالحا ً ولا يكون ذلك حتى يوافق للشريعة الإسلاميةالمحمدية بعد إرسال صاحبها المبعوث إلى جميع الثقلين فهؤلاء لا خوف عليهم.‏ما تركوا وراء ظهورهم.(ولا هم يحزنون)‏القلوب.‏على ما فاته في الدنيا(٤).فيما يستقبلونه علىوقد خرج الخوف من زيغ‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا ل َيبل ُون َّك ُم االلهُ‏ بِش َيءٍ‏ مِن الصيدِ‏ ت َن َال ُه أَيدِيك ُم ورِماحك ُم لِيعل َم االلهُ‏ من يخ َاف ُه بِالغ َيبِ‏( ٥ )ف َمنِ‏ اعت َدى بعد ذ َلِك ف َل َه عذ َاب أَلِيم‏]‏ .رحالهم وهم محرمون.‏واشتبهت الأحكام.‏نزلت هذه الآية عام الحديبية.‏وأقام u بالتنغيم فكان الطير والوحش يغشاهم فيوقيل أن بعضهم أحرم وبعضهم لم يحرم فإذا عرض صيد اختلفت أحوالهمومناسبة هذه الآية لما قبلها هو أنهم لما أمرهم أن لا يحرموا الطيبات.‏ وأخرجمن ذلك الخمر والميسر وهما حرامان دائما ً.‏وأخرج بعده من الطيبات ما حرم في حال دون حال،‏وهو الصيد وكان الصيد أكثر ما تتلذذ به العرب ويعيش على اقتناصه.‏والأوصاف الحسنة.‏ والخطاب في الآية عامة للمحل وللمحرم ولكن لا يتحققولهم فيه الأشعار(1)(2)(3)(4)(5)نظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٤‎‏:‏المائدة:‏‎٦٩‎‏.‏.٢٩٦.٢٩٩انظر،‏ الدمشقي،‏ عماد الدين،‏ مختصر تفسير ابن كثير،‏ ج‎١‎‏:‏المائدة:‏‎٩٤‎‏.‏.٣٢٧١٧٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏الابتلاء إلا مع الإحرام أو الحرمالقلوب وحرمان الأجر.‏(١).وقد خرج الخوف إلى أثر نفسي متمثل في الخوف من زيغ‏[ذ َلِك أَدن َى أَن يأْ‏ ت ُوا بِالش َّهادةِ‏ عل َى وجهِها أَو يخ َاف ُوا أَن ت ُرد أَيمان بعد أَيمانِهِم وات َّق ُوا االلهَ‏ واسمعوا(٢ )وااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏ .كانت شهادة أهل الذمة مقبولة في الابتداء ثم نسخت وذهب قوم إلى أنهاثابتة وقالوا إذا لمنجد مسلمين فنشهد كافرين قال شريح من كان بأرض غربة ولم يجد مسلما يشهده على وصيتهفأشهد كافرين على أي دين كانا من دين أهل الكتاب أو عبدةالأوثان فشهادتهم جائزة ولا يجوزشهادة كافر على مسلم إلا على وصية في سفر وعن الشعبي أن رجلا من المسلمين حضرته الوفاةبدقوقا ولم يجد مسلما يشهده على وصيته فأشهد رجلين من أهل الكتاب فقدما الكوفة بتركته وأتياالأشعري فأخبراه بتركته ووصيته فقالالأشعري هذا أمرلم يكن بعد الذي كان في عهد النبيrفأحلفهما وأمضى شهادتهما وقال آخرون قوله ذوا عدل منكم أي من حي الموصي أو آخرين منغير حيكم وعشيرتكم وهو قول الحسن والزهري وعكرمه وقالوا لا تجوز شهادة كافر فيشيء من الأحكام إن أنتم ضربتم سرتم وسافرتم في الأرض فأصابتكممصيبة الموت فأوصيتمإليهما ودفعتم إليهما فاتهمتهما بعض الورثة وادعوا عليهما خيانة فالحكم فيه أن تحبسونهما أيتستوقفونها من بعد الصلاة أي بعد الصلاة و من صلة يريد بعد صلاة العصر هذا قول الشعبيوالنخعي وسعيد بن جبير وقتادة وعامة المفسرين لأن جميع أهل الأديانيعظمون ذلك الوقتويجتنبون فيه الحلف الكاذب وقال الحسن أراد من بعد صلاة العصر وقال السدي من بعد صلاة أهلدينهما وملتهما لأنهما لا يباليان بصلاة العصر فيقسمان يحلفان باالله إن ارتبتم أي شككتم ووقعت لكمالريبة في قول الشاهدين وصدقهما أي في قول اللذين ليسا منأهل ملتكم فإن كانا مسلمين فلا يمينعليهما لا نشتري به ثمنا أي لا نحلف باالله كاذبين على عوض نأخذه أو مال نذهب به أو حقنجحده ولو كان ذا قربى ولو كان المشهود له ذااالله لأنه أمر بإقامتها ونهى عن كتمانهاقرابة منا ولا نكتم شهادة االله أضاف الشهادة إلى(٣)‏.ومعنى الآية قد خرج إلى الخوف من زيغ القلوب.‏(1)(2)(3)انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٤‎‏:‏المائدة:‏‎١٠٨‎‏.‏.٣٦١انظر،‏ البغوي،‏ الحسين بن مسعود بن محمد الفراء،‏ معالمدار إحياء التراث العربي،‏‏،ط)‏‎٢٠٠٠‎‏،‏ ج‎٢:٤٧‎‏.‏التنزيل،‏ تحقيق:عبد الرازق المهدي،‏ بيروت،‏ لبنان،‏١٧٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏( ١ )] ق ُلْ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏ .قل إني أخاف إن عصيت ربي أي بمخالفة أمره ونهيه أي عصيان كان فيدخل فيه ما ذكردخولا أوليا وقوله سبحانه وتعالى عذاب يوم عظيم أي عذاب يوم القيامة وعظمه لعظم ما يقع فيهمفعول أخاف والشرطية معترضة بينهما وجواب الشرط محذوف وجوبا وما تقدم علىالأداة شبيهبه فهو دليل عليه وليس إياه على الأصح خلافا للكوفيين والمبرد والتقدير أن عصيت اخف أو أخافعذابالآخرة وقيل صرت مستحقا لعذاب ذلك اليوم وفي الكلام مبالغة أخرى بالنظر إلى ما يفهممما تقدم في قطع أطماعهم وتعريض بأنهم عصاه مستحقون للعذاب حيث أسند إلى ضمير المتكلم ماهو معلوم الانتفاء وقرن بأن التي تفيد الشك وجيء بالماضيإبرازا له في صورة الحاصل علىسبيل الفرض ويؤول المعنى في الآخرة إلى تخويفهم على صدور ذلك الفعل منهم فليس في الكلامدلالة على أنه عليه الصلاة والسلام يخاف على نفسه المقدسة الكفر والمعصية مع أنه ليس كذلكلعصمته صلى االله عليه وسلم وقيل أن الخوفإلا على أنه عليه الصلاة والسلام يخاف لو صدر عنهيتعلق بالعصيان الممتنع الوقوع امتناعا عاديا فلا تدلوحاشاه الكفر والمعصية وهذا لا يدل علىحصول الخوف ويفهم من كلام بعضهم أن خوف المعصوم من المعصية لا ينافي العصمة لعلمه أناالله سبحانه وتعالى فعال لما يريد وأنه لا يجب عليه شيء وفي بعض الآثار أنه عز شأنه قاللموسى عليه السلام يا موسى لا تأمن مكري حتى تجوز الصراط وجاء في غير ما خبر أنه صلىاالله عليه وسلم إذا عصفت الريح يصفر وجهه الشريف ويقول أخاف أن تقوم الساعة مع أن االلهتعالى أخبره أن بين يديها ظهور المهدي وعيسى عليهما السلام وخروج الدجال وطلوع الشمس منمغربها إلى غير ذلك من الأمارات التي لم توجد إذ ذاك ولم تحقق بعدالجاهلية بطاغوتها وجبروتها،‏أحوج من يواجه هذا الشر كله.‏والولاء لغير االلهوبإعراضها وعنادها.‏وبالتوائها وكيدها(٢).،،فما أحوج من يواجهوبفسادها وانحلالها.‏ماأن يستصحب في قلبه هذه الحقائق وهذه المشاعر مخافة المعصية.‏ومخافة العذاب الرعيب الذي يترقب العصاة.‏(٣). وقد خرج الخوف إلى سوء العاقبة.‏واليقين بأن الضار والنافع هو االله( ٤ )‏[وما ن ُرسِلُ‏ المرسلِين إِل َّا مبش ِّرِين ومن ْذِرِين ف َمن آَمن وأَصل َ ح ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .الأنعام:‏‎١٥‎‏.‏انظر،‏ الألوسي،‏ شهاب الدين أبو الثناء محمود بن عبد االله الحسيني،‏ روح المعاني في تفسير القران العظيموالسبع المثاني،‏ تحقيق:‏ محمد حسين العرب،‏ بيروت)لبنان ‏):دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع١٩٠٠(1)(2)،(3).١٠٥٨ :٧(4)‏.ط)،‏ ج‎٧‎‏:‏.١١١انظر،‏ قطب،‏ سيد،‏ في ظلال القرآن،‏ دار الشروق،‏ الطبعة الشرعية‎١٥‎‏،‏ ‎١٤٠٨‎ه-‏الأنعام:‏‎٤٨‎‏.‏،١٩٨٨مج‎٢‎‏،‏ ج‎٥‎‏-‏١٨٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


يقول تعالى وما نرسل رسلنا إلا ببشارة أهل الطاعة لنا بالجنة والفوز المبين يوم القيامة جزاءمنا لهم على طاعتناوبإنذار من عصانا وخالف أمرنا عقوبتنا إياه على معصيتنا يوم القيامة جزاءمنا على معصيتنا لنعذر إليه فيهلك إن هلك عن بينةفمن آمن وأصلح يقول فمن صدق منأرسلنا إليه من رسلنا إنذارهم إياه وقبل منهم ما جاءوه به من عند االله وعمل صالحا في الدنيا فلاخوف عليهم عند قدومهم على ربهم من عقابه وعذابه الذي أعده االله لأعدائه وأهل معاصيه ولاهم يحزنون عند ذلك على ما خلفوا وراءهم في الدنيا القول في تأويل قوله تعالى والذين كذبوابآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون يقول تعالى وأما الذين كذبوا بمن أرسلنا إليه من رسلناوخالفوا أمرنا ونهينا ودافعوا حجتنا فإنهمحججنا بما كانوا يفسقون يقول بما كانوا يكذبونالدنيا والآخرة.‏يباشرهم عذابنا وعقابنا على تكذيبهم ما كذبوا به من(١)‏.وخرج الخوف لبيان مقام الإنسان عند ربه في( ٢ )‏[وأَن ْذِر بِهِ‏ ال َّذِين يخ َاف ُون أَن يحش َروا إِل َى ربهِم ل َيس ل َهم مِن دونِهِ‏ ولِي ول َا ش َفِيع ل َعل َّهم يت َّق ُون‏]‏ .القول في تأويل قوله تعالى وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه وليولا شفيع لعلهم يتقون يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى االله عليه وسلم وأنذر يا محمد بالقرآنالذي أنزلناه إليك القوم الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم علما ً منهم بأن ذلك كائن فهم مصدقونبوعد االله ووعيده عاملون بما يرضي االله دائمون في السعي فيما ينقذهم في معادهم من عذاب االلهليس لهم من دونه ولي؛أي ليس لهم من عذاب االله إن عذبهم ولي ينصرهم فيستنقذهم منه ولاشفيع يشفع لهم عند االله تعالى فيخلصهم من عقابه لعلهم يتقون يقول أنذرهم كي يتقوا االله فيأنفسهم فيطيعوا ربهم ويعملوا لمعادهم ويحذروا سخطه باجتناب معاصيه.‏ وقيل وأنذر به الذينيخافون أن يحشروا ومعناه يعلمون أنهم يحشرون فوضعت المخافة موضع العلم ؛لأن خوفهم كانمن أجل علمهم بوقوع ذلك ووجوده من غير شك منهم في ذلك.‏ وهذا أمر من االله تعالى نبيهمحمدا صلى االله عليه وسلم بتعليم أصحابه ما أنزل االله إليه من وحيه وتذكيرهم والإقبال عليهمبالإنذار وصده عن المشركين به بعد الإعذار إليهم وبعد(1)(2)انظر،‏ الطبري،‏ أبي جعفر محمد ابن جرير ابن جرير،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ بيروت،‏ لبنان،‏ دارالمعرفة للطباعة و النشر،ط‎٤‎‏،‏الأنعام:‏‎٥١‎‏.‏،١٩٨٠ ج‎٧‎‏:‏ .١٩٨١٨١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


(١)إقامة الحجة عليهم حتى يكون االله هو الحاكم في أمرهم بما يشاء من الحكم فيهم . وقد خرجالخوف إلى الخوف من زيغ القلوب.‏‏[وحاجه ق َومه ق َالَ‏ أَت ُحاجون ِّي فِي االلهِ‏ وق َد هدانِ‏ ول َا أَخ َاف ُ ما ت ُش ْرِك ُون بِهِ‏ إِل َّا أَن يش َاء ربي ش َيئًا( ٢ )وسِع ربي ك ُل َّ ش َيءٍ‏ عِل ْما أَف َل َا ت َت َذ َك َّرون‏]‏ .وحاجه قومه أي خاصموه كما قال الربيع أو شرعوا في مغالبته في أمر التوحيد تارةبإيراد أدلةفاسدة واقعة في حضيض التقليد وأخرى بالتخويف والتهديد قال منكرا عليهم محاجتهم له عليهالسلام مع قصورهم عن تلك المرتبة وعزة المطلب وقوة الخصم ووضوح الحق أتحاجوني في االلهأي في شأنه تعالى ووحدانيته سبحانه(٣). والمحاجة تكون بين اثنين مختلفين في حكمين يدلي كلمنهما بحجته على صحة دعواه.‏ والمعنى:‏ حاجة قومه في توحيد االله ونفي الشركاء عنه منكرينبذلك ومحاجة مثل من يتمسك باقتفاء آبائهم تقليدا ً وبالتخويف من ما يعيدونه من الأصنام.‏ وفيقوله(ول َا أَخ َاف ُ م ا ت ُش ْرِ‏ ك ُون بِهِ‏ إِل َّا أَن يش َاء رب ي)‏ حكى أن الكفار قالوا لإبراهيم u. أما خفت أنتصيبك آلهتنا ببرص أو داء لإيذائك لها وتنقيصك فرد عليهم لست أخاف الذي تشركون به؛ لأنهلا قدرة له ولا غنى عنده(٤). وقد خرج الخوف سوء العاقبة.‏‏[وك َيف َ أَخ َاف ُ ما أَش ْرك ْت ُم ول َا ت َخ َاف ُون أَن َّك ُم أَش ْرك ْت ُم بِااللهِ‏ ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏ عل َيك ُم سل ْط َان ًا ف َأَي الف َرِيق َينِ‏( ٥ )أَحق ُّ بِالأَمنِ‏ إِن ك ُن ْت ُم ت َعل َمون‏]‏ .تناولت الآية استفهام ليدلل على التعجب والإنكار كأنه تعجب من فساد عقولهم حيث خوفوه خشبا ًوحجارة لا تضر ولا تنفع.‏وهم لا يخافون عقبى شركهم باالله وهو الذي بيده النفع والضر والأمركله.والخوف من الأصنام وبالنسبة إليهم علقة بإشراكهم باالله تعالى تركا ً للمقابلة.‏عديل أصنامهم لو كان التركيب ولا تخافون االله تعالى.‏الأمن ولم يخافوا في مكان الخوفونشر الدعوة.‏(٦).وفي قوله(ف َأَي الف َرِيق َينِ)‏وخرج الخوف إلى المعنى الخوف منولئلا يكون االلهلما خوفوه في مكانالتقصير في حق االله(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الطبري،‏ أبي جعفر محمد ابن جرير ابن جرير،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ، ج‎٧‎‏:‏الأنعام:‏‎٨٠‎‏.‏.٢٠٠انظر،‏ الألوسي،‏ شهاب الدين أبو الثناء محمود بن عبد االله الحسيني،‏ روح المعاني في تفسير القران العظيموالسبع المثاني،‏ ج‎٧‎‏:‏.٢٠٤انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنعام:‏‎٨١‎‏.‏‏(‏‎6‎‏)انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط.٥٦٩.٥٧٠ ج‎٤‎‏:‏ ،١٨٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[يا بنِي آَدم إِما يأْتِين َّك ُم رسلٌ‏ مِن ْك ُم يق ُصون عل َيك ُم آَياتِي ف َمنِ‏ ات َّق َى وأَصل َ ح ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم( ١ )يحزن ُون‏]‏ .تناولت الآية توجيها ً إلى كافة الناس اهتماما ً بشأن ما في حيزة وفي قوله(رسلٌ‏ مِ‏ ن ْ ك ُم‏)‏ هي صفةلرسلٌ‏ أي كائنون من جنسكم وقوله تعالى(يق ُصون عل َ ي ك ُم آَياتِ‏ ي)‏ هي صفة أخرى لرسل أي يبينونلكم أحكامي وشرائعي(٢). وفي قوله(إِ‏ م ا ي أْ‏ تِ‏ ي ن َّ ك ُم‏)‏ فالمتقون لا خوف عليهم والمكذبون أصحاب النارمثمرة إتيان الرسل وفائدته هذا وتضمن وقد سبق الإيمان إذا التقوى والإصلاح هما ناشئان عنه.‏ يابني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هميحزنون يقول تعالىلبيانخلقه ما أعد لحزبه وأهل طاعته والإيمان به وبرسوله وما أعد لحزبالشيطان وأوليائه والكافرين به وبرسله يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم.‏ يقول إن يجئكم رسليالذين أرسلهم إليكم بدعائكم إلى طاعته والانتهاء إلى أمري ونهي منكم يعني من أنفسكم ومنعشائركم وقبائلكم يقصون عليكم آياتي يقول يتلون عليكم آيات كتابي ويعرفونكم أدلتي وأعلاميعلى صدق ما جاءوكم به من عندي وحقيقة ما دعوكم إليه من توحيدي؛ فمن اتقى وأصلح يقولفمن آمن منكم بما أتاه به رسلي مما قص عليه من آياتي وصدق واتقى االله فخافه بالعمل بما أمرهبه والانتهاء عما نهاه عنه.‏ على لسان رسوله وأصلح أعماله التي كان لها مفسدا ً قبل ذلك منمعاصي االله بالبعد عنها فلا خوف عليهم يقول فلا خوف عليهم يوم القيامة من عقاب االله‏[أَهؤُل َاءِ‏ ال َّذِين أَق ْسمت ُم ل َا ين َال ُهم االلهُ‏ بِرحمةٍ‏ ادخ ُل ُوا الجن َّة َ ل َاتناولت الآية الإشارة بهؤلاء إلى أهل الجنةخ َوف ٌ عل َيك ُم ول َا(٣).( ٤ )أَن ْت ُم ت َحزن ُون‏]‏ .،والمخاطبون هم أهل الأعراف والذين خوطبوا همأهل النار.‏ بمعنى أهؤلاء الضعفاء في الدنيا الذين حلفتم أن االله لا يعبأ بهم قيل لهم ادخلوا الجنة.‏وفي قوله(ل َاخ َوف ٌ عل َيك ُم‏)‏ لا تخافون ما يأتي ولا تحزنون على ما فاتكم فيرغبون في الشفاعةفيأتون آدم فيدفعهم إلى نوح ثم يتدافعهم الأنبياء عليهم السلام حتى يأتوا محمد u فيشفع لهمفيدخلون الجنة فيلقون في نهر الحياة فيبيضون ويسمون مساكين الجنةالخوف من مقام ربه في الدنيا والآخرة.‏(٥). والخوف خرج إلى(1)(2)(3)(4)(5)الأعراف:‏‎٣٥‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏.٤٩٠انظر،‏ الطبري،‏ أبي جعفر محمد ابن جرير ابن جرير،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٨‎‏:‏الأعراف:‏‎٤٩‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏.١٦٨.٤٠٦١٨٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


( ١ )‏[ول َا ت ُف ْسِدوا فِي الأَرضِ‏ بعد إِصل َاحِها وادعوه خ َوف ًا وط َمعا إِن رحمة َ االلهِ‏ ق َرِيب مِن المحسِنِين‏]‏ .تناولت الآية أمر الدعاء والتعبد به،ثم قرر عز وجل بالأمر به صفات تحسن معه.‏ويكون هذا الدعاء بخشوع و استكانة.‏ وقوله(ول َ ا ت ُف ْ سِ‏ دوا ( هي ألفاظ عامة تتضمن كل إفساد قلّ‏ أوكثر بعد إصلاح قل أو كثر.‏ والقصد بالنهي هو على العموم وتخصيص شيء من دون شيء(٢).ويقصد بالإفساد الكفر والمعاصي.‏ وقوله(واد عوه خ َو ف ًا و ط َ م عا)‏ أي خوف نظرا ً لقصور أعمالكموعدم استخفافكم ومن الإحسان في الدعاء أن يكون مقرونا ً بالخوف والطمعإلى سوء العاقبة ونهاية الحدث.‏(٣). وقد خرج الخوف‏[ل َق َد أَرسل ْن َا ن ُوحا إِل َى ق َومِهِ‏ ف َق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏( ٤ )عظِيمٍ]‏ .تناولت الآية جانب من قصة سيدنا نوح u(٥).حمل رسالة يؤديها فعلى هذا تكون الرسالة متضمنة للبعث.‏عالم أن العذاب ينزل بهم إن لم يؤمنوا.‏وقيل:‏وقد تمثلت الآية بإرسال نوح u وقيل أن نوحوقيل أخاف بمعنى أتيقن وأجزم لأنهالخوف على بابه بمعنى الحذر؛ لأنه يجوز أن يؤمنواأو أن يستمروا على كفرهم ويوم القيامة أو يوم حلول العذاب بهم في الدنيا وهو الطوفان.‏الآية إظهار للشفقة والحن ّو عليهم(٦).وقد خرج الخوف إلى سوء العاقبة.‏وهذه‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِن(٧)الغ َافِلِين‏]‏ .الآية مخاطبة للنبي u وتعم جميع أمته وهو أمر من االله عز وجل بذكره وتسبيحهوتقديسه والثناء عليه بمحامده.‏وقد قيل أن الذكر يكون بحركة اللسان لقوله ودون الجهر.‏كماويكون الذكر في أط راف النهار وتكون في صلاة المسلمين قبل فرض الصلوات الخمس.فقدوصف االله حال من تواضع والمداومين على العبادة والتسبيح والسجود.‏ودلالة على ذلك حديثرسول االله ‏(أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع شبر إلا وفيه ملك قائم أو ساجد وهذا(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)الأعراف:‏‎٥٦‎‏.‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏الأعراف:‏‎٥٩‎‏.‏.٤١٠.٤٩٠نوح عليه السلام:‏ هو ابن لمك بن متوشلح بن اخنوخ وهو إدريس النبي عليه السلام.‏ انظر،‏ الحنفي،‏ تفسيرأبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏.٥٠٢انظر،‏ الغرناطي،‏ البحر المحيط،‏ ج‎٥‎‏:‏الأعراف:‏‎٢٠٥‎‏.‏.٨٢١٨٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


موضع سجده)‏(١)‏.وقيل فياستكانة لي وخوفا من عذابي‏(واذكر ربك في نفسك)‏ودون الجهروالعشيات أمر أن يقرأ في نفسه في صلاةمن الغافلينالذين لا يقرؤون في صلاتهم إن الذين عند ربكيعني القراءة في الصلاةتضرعا وخيفةدون الرفع من القول بالغدو والآصال بالبكرالأسرار ودون الجهر فيما يرفع به الصوتولا تكنيعني الملائكة وهم بالقرب من رحمةاالله لا يستكبرون عن عبادته أي هم مع منزلتهم ودرجتهم يعبدون االله كأنه قيل من هو أكبرأيهاالإنسان لا يستكبرخرج الخوف إلى البعد عن الرياء.‏عن عبادة االله ويسبحونه ينزهونه عن السوءوله يسجدونمنك(٢)‏.وقد‏[واذ ْك ُروا إِذ ْ أَن ْت ُم ق َلِيلٌ‏ مست َضعف ُون فِي الأَرضِ‏ ت َخ َاف ُون أَن يت َخ َط َّف َك ُم الن َّاس ف َآَواك ُم وأَيدك ُم بِن َصرِهِ‏ورزق َك ُم مِن الط َّيباتِ‏ ل َعل َّك ُم ت َش ْك ُرون‏]‏(٣).تناولت الآية ما ينبه به االله تعالى لعباده المؤمنين على نعمه عليهم وإحسانه إليهم.‏قد كانوا قليلين فكثرهم،‏إستشكرهم فأطاعوه.‏مستضعفين خائفين فقواهم ونصرهم.‏وامتثلوا جميع أوامره.‏فهؤلاءوفقراء وعالة فرزقهم من الطيبات وهذا حال المؤمنين فقد كان حال مقامهم بمكة قليلينمستخفين مضطهدين يخافون أن يتخطفهم الناس من سائر بلاد االله من مشرك ومجوسي ورومي.‏كلهم أعداء االله لقتلهم وعدم قوتهم فما زال ذلك في دأبهم حتى أذن االله لهمبالهجرة إلى المدينةفآواهم إليها وقيض لهم أهلها آوو ونصروا يوم بدر وغيره وواسوا بأموالهم وبذلوا مهجهم في طاعةاالله وطاعة رسوله r(٤). وقد خرج الخوف إلى بيان مقام المؤمن عند ربه في الدنيا والآخرة.‏‏[وإِذ ْ زين ل َهم الش َّيط َان أَعمال َهم وق َالَ‏ ل َا غ َالِب ل َك ُم اليوم مِن الن َّاسِ‏ وإِن ِّي جار ل َك ُم ف َل َما ت َراءتِ‏الفِئَت َانِ‏ ن َك َص عل َى عقِبيهِ‏ وق َالَ‏ إِن ِّي برِي ء مِن ْك ُم إِن ِّي أَرى ما ل َا ت َرون إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ وااللهُ‏ ش َدِيد(٥)العِق َابِ]‏ .إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابعإلا وملك واضع جبهته الله ساجد ، واالله لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتمبالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات ، تجأرون إلى االله. ) ضعيف .((1).٢٦١(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الألباني ‏،محمد ناصرالدين،‏ سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة،‏ مكتبة المعارف الرياض،‏ الطبعة الأولى،‏ مج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الأندلسي،‏ المحرر والوجيز،‏ ج‎٢‎‏:‏متوية-٤٩٤‏،الوجيز في تفسير الكتاب العزيز،‏ تحقيق:‏ صفوان عدنان داووديللطباعة والنشر والتوزيعالأنفال:‏‎٢٦‎‏.‏،، دمشق ،سوريا ‏،دار القلم ،انظر،‏ الدمشقي،‏ عماد الدين،‏ مختصر تفسير ابن كثير،‏ ج‎٢‎‏:‏الأنفال:‏‎٤٨‎‏.‏‎٤٩٥‎‏.انظر،‏ الواحدي،‏ علي بن احمد بن محمد بن علي بن.٤٢٩ ج‎١‎‏:‏ ،١٩٩٥.١٠‏:بيروت ‏،لبنان ‏،الدار الشامية١٨٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


لهم.‏أشارت الآية إلى أمر عجيب كان من أسباب خذلان المشركين إذ صرف االله عن المسلمين كيدا ًروي أن الشيطان تثمل لهم يومئذ في صورة سراقة بن مالك بن جعشم وهو من بني بكر بنكنانة.‏ وكانت قريش تخاف من بني بكر أن يأتوهم من ورائهم لأنهم قتلوا رجلا منهملهم قال ماأخبر االله عنه.‏، فلما تمثلوقال الضحاك جاءهم إبليس يوم بدر برايته وجنوده وألقى في قلوبهم أنهملن يهزموا وهم يقاتلون على دين آبائهم وعن ابن عباس قال أمد االله نبيه محمدا r والمؤمنين بألفمن الملائكة فكان جبريل u، مجنبةفي خمسمائة من الملائكة مجنبة،‏وميكائيل في خمسمائة من الملائكةوجاء إبليس في جند من الشياطين ومعه راية في صورة رجال من بني مدلج والشيطان فيصورة سراقة بن مالك بن جعشم فقال الشيطان للمشركين لالكم فلما اصطف القوم قال أبو جهل اللهم أولانا بالحق فأنصره ورفع رسولإن تهلكهذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا.‏فقال جبريلغالب لكم اليوم من الناس وإني جارrخذ قبضة من الترابيده فقال يارب إنكفأخذ قبضة منالتراب فرمى بها وجوههم فما المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه فولوا مدبرين.‏وأقبل جبريل uمدبراإلى إبليس فلما رآه كانت يده في يد رجل من المشركين انتزع إبليس يده ثم ولىوشيعته فقال له الرجل يا(١). وقد خرج الخوف إلى الخوف من السؤال أمام االله.‏سراقة ألم تزعم أنك لنا جار قال إني بريء منكم إني أرى ما لا‏[يا أَيها ال َّذِين آَمن ُوا إِن َّما المش ْرِك ُون ن َجس ف َل َا يق ْربوا المسجِد الحرام بعد عامِهِم هذ َا وإِن خِف ْت ُم عيل َة ً( ٢ )ف َسوف َ يغ ْنِيك ُم االلهُ‏ مِن ف َضلِهِ‏ إِن ش َاء إِن االلهَ‏ علِيم حكِيم‏]‏ .يا أيها الذينامنوا إنما المشركون نجس أخبر عنهم بالمصدر للمبالغة كأنهم عين النجاسةأو المراد ذوو نجس لخبث بواطنهم وفساد عقائدهم أو لأن معهم الشرك الذي هو بمنزلة النجس أولأنهم لا يتطهرون ولا يغتسلون ولا يجتنبون النجاسات فهي ملابسة لهم.‏ وجوز أن يكون نجسصفة مشبهة وإليه ذهب الجوهري ولابد حينئذ من تقدير موصوف مفرد لفظا مجموع معنى ليصحالإخبار به عن الجمع أي جنس نجس ونحوه.‏ وتخريج الآية على أحد الأوجه المذكورة هوالذي يقتضيه كلام أكثر الفقهاء حيث ذهبوا إلى أن أعيان المشركين طاهرة ولا فرق بين عبدةالأصنام وغيرهم من أصناف الكفار في ذلك.‏ وروي عن ابن عباس رضي االله تعالى عنهما أنأعيانهم نجسة كالكلاب والخنازير وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عنه(1)(2)انظر،‏ القرطبي عبد االله محمد بن احمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجيلأحكام القران،‏ القاهرةمج‎٦‎‏:‏التوبة:‏‎٢٨‎‏.‏،، مصر ،دار الشعب ،، ١٩٠٠.٣٥ -٣٤تفسير القرطبي الجامعج‎٨‎‏:‏ ‎٢٦‎‏.وانظر،‏ ابن عاشور،‏ التحرير والتنوير،‏١٨٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ج.‏رضي االله تعالى عنه أنه قال رسول االله r من صافح مشركا فليتوضأ أو ليغسل كفيه.‏ وأخرج ابنمردويه عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال استقبل رسول االله rجبريل u فناوله يده فأبى أنيتناولها فقال يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدي فقال إنك أخذت بيد يهودي فكرهت أن تمس يدي يدا قدمستها يد كافر فدعا رسول االله r بماء فتوضأ فناوله يده فتناولها.‏رضي االله تعالى عنهماوإلى ما روي عن ابن عباسقال الإمام الرازي وهو الذي يقتضيه ظاهر الآية ولا يعدل عنه إلا بدليلمنفصل قيل وعلى ذلك فلا يحل الشرب من أوانيهم ولا مؤاكلتهم ولا لبس ثيابهم(١)‏.ودلت الآيةالكريمة على نجاسة المشرك كما دلت على طهارة المؤمن.‏ لما ورد في الحديث الصحيح ‏(المؤمن لاينجس)‏(٤)(٢). وقد خرج الخوف من زيغ القلوب.‏‏[وإِذ َا ت ُت ْل َى عل َيهِم آَيات ُن َا بين َاتٍ‏ ق َالَ‏ ال َّذِين ل َا يرجون لِق َاءن َا ائْتِ‏ بِق ُرآَنٍ‏ غ َيرِ‏هذ َا أَو بدل ْه ق ُلْ‏ ما يك ُون لِي( ٣ )أَن أُبدل َه مِن تِل ْق َاءِ‏ ن َف ْسِي إِن أَت َّبِع إِل َّا ما يوحى إِل َي إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏ .وإذا تتلى عليهم.آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا.‏ يعني بعض كفار قري ش ائت بقرآن غير هذاأو بدله ثم أمر سبحانه نبيه أن يرد عليهم بالحق الواضح فقال قل لو شاء االله ما تلوته عليكم ولا أعلمكمبه وأدريكم بمعنى أعلمكم تقول دريت بالأمر وأدريت به غيري ثم قالفقد لبثت فيكم عمرا منقبله.يعني الأربعين سنة بعثه uأي فلم تجربوني في كذب ولا تكلمت في شيء من هذا أفلا تعقلون منكان على هذه الصفة لا يصح منه كذب بعد أن ولى عمره و تقاصر أمله واشتدت حنكته وخوفه لربهوفي قوله:‏ آياتنا دالة على حقيقة التوحيد وبطلان الشرك وقوله بينات لبيان أنها واضحة.‏ وقدخرجت الدالة إلى الخوف من السؤال.‏ وقد يكون توجيه آخر:‏ وهو أن قوله تعالى(‏ إِن أَت َّبِع إِل َّا ما يوحى)‏فيه قصر وهو بمعنى لا اتبع إلا ّ ما يوحى إلي‏،‏ أي قصر اتباعه على ما يوحى إليه من ربه وهذا فيحد ذاته مسبب عن السبب في بقية(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الألوسي،‏ روح المعاني،‏ ج‎١٠‎‏:‏النبي.٧٥rحدثنا علي بن عبد االله قال حدثنا يحيى قال حدثنا حميد قال حدثنا بكر عن أبي رافع عن أبي هريرة ثم أنلقيه في بعض طريق المدينة وهو جنب فانخنست منه فذهب فاغتسل ثم جاء فقال أين كنت يا أباهريرة قال كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا طهارة فقال سبحان االله إن المسلم لا ينجس.باب الجنبيخرج ويمشي في السوق وغيره وقال عطاء يحتجم الجنب ويقلم أظفاره ويحلق رأسه وإن لم يتوضأ.‏انظر،‏ البخاري،‏ أبو عبداالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة،‏ صحيح البخاري،‏ تحقيق:‏ طه عبدالرءوف سعد،‏ مصر،‏ مكتبة الإيمان ،يونس:‏‎١٥‎‏.‏.١٠٩ :١٢٠٠٣انظر،‏ الثعالبي،‏ أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيلالنيسابوري تحقيق:‏ أبو محمد الغماريالإدريسي الحسني ، الجواهر الحسان في تفسير القران،‏ لبنان،بيروت،‏ دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع ،.١٧٤ ج‎٢‎‏:‏ ، ١٩٩٦١٨٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الآية(إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏عظِيمٍ)‏ وهذا هو السبب في عدم اتباعه لكل ما جاءمن عند غير االله.‏ ولهذا كانت دالة الخوف في الآية سبب في منع وقوعه في الشرك الذي فيه الهلاكوكانت النجاة.‏( ١ )‏[أَل َا إِن أَولِياء االلهِ‏ ل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .ألا إن أولياء االله بيان على وجه التبشير والوعد لما هو نتيجة لأعمال المؤمنين وغاية لما ذكر قبلهمن كونه تعالى مهيمنا علي نبيه rوأمتهما في السماء والأرض.‏ وكون الكل مثبتا ًعلى االله تعالى يوم القيامة.‏ وماوصدرت الجملةلقربهمفي كل مايأتون وما يذرون وإحاطة علمه سبحانه بجميعفي الكتاب المبين بعد ما أشير إلى فظاعة حال المفترينسيعتريهم من الهول إشارة إجمالية على طريق التهديد والوعيدبحرفي التنبيه والتحقيق لزيادة تقرير مضمونها والمراد بأولياء االله خ ُل َّص المؤمنينالروحاني منه سبحانه وتعالى كما سيفصح عنه تفسيرهم لا خوف عليهم في الدارين منلحوق مكروه.ولا هم يحزنونمن فوات مطلوبأي لا يعتريهم ما يوجب ذلك لا أنه يعتريهم لكنهملا يخافون ولا يحزنون.‏ ولا أنه لا يعتريهم خوف وحزن أصلا بل يستمرون على النشاط والسرور.‏كيف لا واستشعار الخوف والخشية استعظاما لجلال االله سبحانه وهيبته واستقصارا للجد والسعي فيإقامة حقوق العبودية من خصائص الخواص والمقربين.والمراد بيان دوام انتفائهما لا بيان انتفاءدوامهما كما يوهمه كون الخبرفي الجملة الثانية مضارعا لما مر مرارا ً من أنالنفي إن دخل علىنفس المضارع يفيد الاستمرار والدوام بحسب المقام وإنما يعتريهم ذلك لأن مقصدهم ليس إلا طاعةاالله تعالي ونيل رضوانه المستتبع للكرامةوالآخرة.‏(٢).وقد خرج الخوف إلى بيان مقام ربهم في الدنيا‏[ف َما آَمن لِموسى إِل َّا ذ ُرية ٌ مِن ق َومِهِ‏ عل َى خ َوفٍ‏ مِن فِرعون ومل َئِهِم أَن يف ْتِن َهم وإِن فِرعون ل َعالٍ‏ فِي(٣)الأَرضِ‏ وإِن َّه ل َمِن المسرِفِين‏]‏ .‏ٍيقول تعالى ذكره فلم يؤمن لموسى مع ما أتاهم به من الحجج والأدلة إلا ذرية من قومه خائفينمن فرعون وملئهم.‏ ثم اختلف أهل التأويل في معنى الذرية في هذا الموضع فقال بعضهم الذريةفي هذا الموضع القليل.ذكر من قال ذلك حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله فماآمن لموسى إلا ذرية من قومه قال كان ابن عباس يقول الذرية القليل.‏ حدثت عن الحسين بنالفرج قال سمعت أبا معاذ يقول أخبرنا عبيد قال سمعت الضحاك يقول في قوله(1)(2)(3)يونس:‏‎٦٢‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏يونس:‏‎٨٣‎‏.‏.١٥٨١٨٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تعالى فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه الذرية القليل كما قال االله تعالى كما أنشأكم من ذرية قومآخرين.‏ وقال آخرون معنى ذلك فما آمن لموسى إلا ذرية من أرسل إليه موسى من بني إسرائيللطول الزمان لأن الآباء ماتوا وبقي الأبناء فقيل لهم ذرية لأنهم كانوا ذرية من هلك ممن أرسلإليهم موسى u. ذكر من قال ذلك حدثنا ابن حميد.‏ قال ثنا حكام عن عنبسة عن محمد بن عبدالرحمن عن القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في قوله تعالى فما آمن لموسى إلا ذرية من قومهقال أولاد الذين أرسل إليهم من طول الزمان ومات(١). وما كان يميز فرعون شدته وجبروتهوعنده.‏ مسرفا ً في التمرد إلى ما كان عليه من الكفر؛ فكان له سطوة ومهابة ومخافة وادعى الربوبيةواسترق أسباط الأنبياء(٢).‏[وأَنِ‏ است َغ ْفِروا ربك ُم ث ُم ت ُوبوا إِل َيهِ‏ يمت ِّعك ُم مت َاعا حسن ًا إِل َى أَجلٍ‏ مسمى ويؤْتِ‏ ك ُل َّ ذِي ف َضلٍ‏ ف َضل َه( ٣ )وإِن ت َول َّوا ف َإِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ ك َبِيرٍ]‏ .ألا تعبدوا إلا االله أي في ذلك الكتاب أن لا تبعدوا إلا االله ويكن محل أن رفعا وقيل محله خفضتقديره بألا تعبدوا إلا االله‏.إنني لكم منه أي من االله نذير للعاصين وبشير للمطيعين وأن عطف علىالأول استغفروا ربكم ثم توبوا إليه أي ارجعوا إليه بالطاعة.‏ قال الفراء ثم هنا بمعنى الواو أيوتوبوا إليه لأن الاستغفار هو التوبة والتوبة هي الاستغفار وقيل أن استغفروا إليه في المستأنفيمتعكم متاعا ً حسنا ً يعيشكم عيشا ً حسنا ً في خفض ودعة وأمن وسعة قال بعضهم العي الحسن هوالرضى بالميسور والصبر على المقدور إلى أجل مسمى إلى حين الموت ويؤت كل ذي فضل فضلةأي ويؤت كل ذي عمل صلاح في الدنيا أجره وثوابه في الآخرة.‏ وقال أبو العالية من كثرت طاعتهفي الدنيا زادت درجاته في الآخرة في الجنة لأن الدرجات تكونزادتالحسنات علىالسيئاتبالأعمال وقال ابن عباس منفيدخل الجنة ومن زادت سيآته على حسناته دخل النار.‏ ومن استوتحسناته وسيآته كان من الأعراف ثم يدخل الجنة بعد وقيل يؤت كل ذي فضل فضله يعني من عملله Uوفقه االله فيما يستقبل على طاعته وإن تولوا أعرضوا فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير وهويوم القيامة.‏ إلى االله مرجعكم وهو على كل شيء قدير(٤).(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١١‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏هود:‏‎٣‎‏.‏.١٤٩.٥٨٢انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،ج:‏‎٣٧٣‎‏.‏١٨٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


( ١ )‏[أَن ل َا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ أَلِيمٍ]‏ .أن لا تعبدوا إلا االله إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم.‏ أي مؤلم.‏ قال ابن عباس بعث نوح بعدأربعين سنة ولبث يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة وعاش بعد الطوفان ستين سنة وكان عمره ألفاوخمسين سنة.وقال مقاتل بعث وهو ابن مائة سنة.وقيل بعث وهو ابن خمسين سنة.وقيل بعث وهوابن مائتين وخمسين سنة ومكث يدعو قومه تسعمائة وخمسين سنة.‏ فكان عمره ألفا ً وأربعمائةوخمسينسنة.‏ قال االله تعالى فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما أي فلبث فيهم داعيا(٢).( ٣ )‏[ف َل َما رأَى أَيدِيهم ل َا ت َصِلُ‏ إِل َيهِ‏ ن َكِرهم وأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّا أُرسِل ْن َا إِل َى ق َومِ‏ ل ُوطٍ]‏ .فلما رأى أيديهم لا تصل إليه أي لا يمدونها إلى العجل كما يمد يده من يريد الأكل نكرهم.‏ يقال:نكرته وأنكرته واستنكرته إذاوجدته على غير ما تعهد ومنه قول الشاعرفأنكرتني وما كانالذي نكرت من الحوادث إلا الشيبوالصلعافجمع بين اللغتين ومما جمع فيه بين اللغتين قول الشاعر:‏إذا أنكرتني بلدة أو نكرتها خرجت مع البازي علي سوادوقيل يقال أنكرت لما تراه بعينك ونكرت لما تراه بقلبك قيل وإنما استنكر منهم ذلك لأن عادتهمأن الضيف إذا نزل بهم ولم يأكل من طعامهم ظنوا أنه قد جاء بشر وأوجس منهم أي أحسن فينفسه منهم خيفةأي خوفا وفزعا.‏ وقيل معنى أوجس أضمر في نفسه خيفة والأول ألصق بالمعنىاللغوي ومنه قول الشاعر:‏جاء البريد بقرطاس يحث بهفأوجس القلب من قرطاسه فزعاوكأنه ظن أنهم قد نزلوا به لأمر ينكره أو لتعذيب قومه قالوا لا تخف.‏ قالوا له هذه المقالة معكونه لم يتكلم بما يدل على الخوف بل أوجس ذلك في نفسه فلعلهم استدلوا على خوفه بأماراتكظهور أثره على وجهه أو قالوه له بعد ما قال عقب ما أوجس في نفسه من الخيفة قولا يدل على(٤)الخوف كما في قوله‏(إِذ ْ دخ َل ُوا عل َيهِ‏ ف َق َال ُوا سل َاما ق َالَ‏ إِن َّا مِن ْك ُم وجِل ُون‏)‏ولم يذكر ذلك هاهنا اكتفاءبما هنالك ثم عللوا نهيه عن الخوف بقولهم إنا أرسلنا إلى قوم لوط أي أرسلنا إليهمخاصة ويمكن أن يكون إبراهيم uقد قال قولا يكون هذا جوابا عنه(٥).(1)(2)(3)(4)(5)هود:‏‎٢٦‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٢‎‏:‏هود:‏‎٧٠‎‏.‏الحجر:‏‎٥٢‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.٣٧٩. ٥١٠١٩٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[وإِل َى مدين أَخ َاهم ش ُعيبا ق َالَ‏ يا ق َومِ‏ اعبدوا االلهَ‏ ما ل َك ُم مِن إِل َهٍ‏ غ َيره ق َد جاءت ْك ُم بين َة ٌ مِن ربك ُم ف َأَوف ُواالك َيلَ‏ والمِيزان ول َا ت َبخ َسوا الن َّاس أَش ْياءهم ول َا ت ُف ْسِدوا فِي الأَرضِ‏ بعد إِصل َاحِها ذ َلِك ُم خ َير ل َك ُم إِن( ١ )ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏ .أي وأرسلنا إلى مدين وهم قوم شعيب أخاهم في النسب شعيبا ً وسموا مدين باسم أبيهم وهو مدينبن إبراهيم وقيل باسم مدينتهم.‏ قال النحاس لا ينصرف مدين لأنه اسم مدينة قال يا قوم اعبدوااالله ما لكم من إله غير.‏ في أول السورة وهذه الجملة مستأنفة كأنه قيل ماذا قال لهم شعيب لما أرسلهاالله إليهم وقد كان شعيب uسبحانهيسمى خطيب الأنبياء لحسن مراجعته لقومه أمرهم أولا ً بعبادة االلهالذي هو الإله وحده لا شريك له ثم نهاهم عن أن ينقصوا المكيال والميزان؛لأنهم كانوا معكفرهم أهل تطفيف كانوا إذا جاءهم البائع بالطعام أخذوا بكيل زائد وكذلك إذا وصل إليهم الموزونأخذوا بوزن زائد وإذا باعوا باعوا بكيل ناقص ووزن ناقص وجملة إني أراكم بخير تعليل للنهي أيلا تنقصوا المكيال والميزان لأني أراكم بخير أي بثروة وسعة من الرزق فلا تغيروا نعمة االلهعليكم بمعصيته والإضرار بعباده ففي هذه النعمة ما يغنيكم عن أخذ أموال الناس بغير حقها.‏ ثمذكر بعد هذه العلة علة أخرى فقال وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط فهذه العلة فيها الإذكار لهمبعذاب الآخرة كما أن العلة الأولى فيها الإنكار لهم بنعيم الدنيا ووصف اليوم بالإحاطة والمرادالعذاب؛لأن العذاب واقع في اليوم ومعنى إحاطة عذاب اليوم بهم أنه لا يشذ منهم أحد عنه ولايجدون منه ملجأ ولا مهربا واليوم هو يوم القيامة وقيل هو يوم الانتقام منهم في الدنيا بالصيحة ثمأكد النهي عن نقص الكيل والوزن بقوله يا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط(٢).( ٣ )‏[إِن فِي ذ َلِك ل َآَية ً لِمن خ َاف َ عذ َاب الآَخِرةِ‏ ذ َلِك يوم مجموع ل َه الن َّاس وذ َلِك يوم مش ْهود‏]‏ .إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود يقولتعالى ذكره إن في أخذنا من أخذنا من أهل القرى التي اقتصصنا خبرها عليكم أيها الناس.‏ والآيةلعبرة وعظة لمن خاف عقاب االله وعذابه في الآخرةمن عباده وحجة عليه لربه وزاجرا يزجرهعن أن يعصي االله ويخالفه فيما أمره ونهاه.‏ وقيل بل معنى ذلك إن فيه عبرة لمن خاف عذابالآخرة بأن االله سيفي له بوعده.‏ قال ابن زيد في قوله إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة إناسوف نفي لهم بما وعدناهم في الآخرة كما وفينا للأنبياء أنا ننصرهم.وقوله ذلك يوممجموع له الناس يقول تعالى ذكره هذا اليوم يعني يوم القيامة يوم مجموع له الناس يقول يحشراالله الناس من قبورهم فيجمعهم فيه للجزاء والثواب والعقاب وذلك يأتي لا تكلم نفس إلا بإذنه(١).(1)(2)(3)الأعراف:‏‎٨٥‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏هود:‏‎١٠٣‎‏.‏.٢٨١١٩١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


( ٢ )] ق َالَ‏ إِن ِّي ل َيحزن ُنِي أَن ت َذ ْهبوا بِهِ‏ وأَخ َاف ُ أَن يأْك ُل َه الذ ِّئْب وأَن ْت ُم عن ْه غ َافِل ُون‏]‏ .لتأويل في قوله‏(قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون)‏ يقولتعالى ذكره قال يعقوب لهم إني ليحزنني أن تذهبوا به معكم إلى الصحراء مخافة عليه من الذئبأن يأكله وأنتم عنه غافلون لا تشعرون.وفي تأويل قوله تعالى ‏(قالوا لئن أكله الذئب ونحنعصبة إنا إذا لخاسرون)‏ قال إخوة يوسف لوالدهم يعقوب لئن أكل يوسف الذئب في الصحراءونحن أحد عشر رجلا معه نحفظه وهم العصبة إنا إذا لخاسرون يقول إنا إذا لعجزة هالكون.‏والقول في تأويل قوله تعالى‏(فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليهلتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون)وفي الكلام متروك حذف ذكره اكتفاء بما ظهر عما تركوهو فأرسله معهم فلما ذهبوا به وأجمعوا يقول وأجمع رأيهم وعزموا على أن يجعلوه في غيابتالجب.الآية قال لن أرسله معكم إني أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئبونحن عصبة إنا أذا لخاسرون فأرسله معهم فأخرجوه وبه عليهم كرامة.فلما برزوا به إلى البريةأظهروا له العداوة وجعل أخوه يضربه فيستغيث بالآخر فيضربه فجعل لا يرى منهم رحيمافضربوه حتى كادوا يقتلونه فجعل يصيح.‏ ويقول يا أبتاه يا يعقوب لو تعلم ما صنع بابنك بنوالإماء فلما كادوا يقتلونه قال يهوذا أليس قد أعطيتموني موثقا أن لا تقتلوه فانطلقوا به إلى الجبليطرحوه فجعلوا يدلونه في البئر فيتعلق بشفير البئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال ياإخوتاه ردوا علي قميصي أتوارى به في الجب فقالوا ادع الشمس والقمر والأحد عشر كوكباتؤنسك قال إني لم أر شيئافدلوه في البئر.‏ حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت وكان فيالبئر ماء فسقط فيه ثم أوى إلى صخرة فيها فقام عليها.‏ قال فلما ألقوه في البئر جعل يبكي فنادوهفظن أنها رحمة أدركتهم فلباهم فأرادوا أن يرضخوه بصخرة فيقتلوه فقام يهوذا فمنعهم وقال قدأعطيتموني موثقا أن لا تقتلوه وكان يهوذا يأتيه(٣). ويروى أن إبراهيم عليه السلام حين ألقي فيالنار وجرد عن ثيابه أتاه جبريل عليه السلام بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه فدفعه إبراهيمإلى إسحق وإسحق إلى يعقوب فجعله يعقوب في تميمة وعلقها في عنق يوسف فجاءه جبريلuفأخرجه من التميمة فألبسه إياه،‏ وأوحينا إليه عند ذلك تبشيرا له بما يئول إليه أمره وإزالةلوحشته وإيناسا له قيل كان ذلك قبل إدراكه كما أوحى إلى يحيى وعيسى وقيل كان(1)(2)(3)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٢‎‏:‏يوسف:‏‎١٣‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٢‎‏:‏.١١٤.١٦١١٩٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


إذ ذاك مدركا قال الحسن رضي االله عنه كان له سبع عشرة سنة لتنبئنهم بأمرهم هذا أي لتتخلصنمما أنت فيه من سوء الحال وضيق المجال ولتحدثن إخوتك بما فعلوا بك وهم لا يشعرونلتباين حاليك(١).‏[هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين ْشِئُ‏ السحاب الث ِّق َالَ]‏(٢)‏.وقوله تعالى:‏بأنك يوسف‏[ويسبح الرعد بِحمدِهِ‏( ٣ )والمل َائِك َة ُ مِن خِيف َتِهِ‏ ويرسِلُ‏ الصواعِق َ ف َيصِيب بِها من يش َاء وهم يجادِل ُون فِي االلهِ‏ وهو ش َدِيد المِحالِ]‏ .هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعاقيل خوفا من الصاعقة طمعا في نفع المطر وقيل الخوف للمسافريخاف منه الأذى أو المشقة والطمع للمقيم يرجو منه البركة والمنفعة.‏ وقيل الخوف من المطر فيغير مكانه وأبانه والطمع إذا كان في مكانه وأبانه ومن البلدان ما إذا مطروا قحطوا وإذا لم يمطرواأخصبوا‏.وينشىء السحاب الثقالبالمطر يقال أنشأ االله السحابة فنشأت أي أبداها فبدت والسحب جمعواحدتها سحابة قال علي رضي االله عنه السحاب غربال الماء.‏ ويسبح الرعد بحمده أكثر المفسرينعلى أن الرعد اسم ملك يسوق السحاب والصوت المسموع منه تسبيحه،‏ وعن عبد االله بن الزبير أنهكان إذا سمع صوت الرعد ترك الحديث وقال سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفتهويقول إن هذا الوعيد لأهل الأرض شديد.‏ وفي بعض الأخبار يقول االله تعالى لو أن عبادي أطاعونيلسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد.‏وقالابن عباسالرعد ملك موكل بالسحاب يصرفه إلى حيث يؤمر وأن بحور الماء في نقرة إبهامه وأنه يسبح االلهتعالى فإذا سبح لا يبقى ملك في السماء إلا رفع صوته بالتسبيح فعندها ينزل المطر والملائكة منخيفته؛أي تسبح الملائكة من خيفة االله Uوخشيته وقيل أراد بهؤلاء الملائكة أعوان الرعد جعل االلهتعالى له أعوانا فهم خائفون خاضعون طائعون.قوله تعالى ويرسل الصواعق جمع صاعقة وهيالعذاب المهلك ينزل من البرق فيحرق من يصيبه فيصيب بها من يشاء كما أصاب أربد بن ربيعة قالمحمد بن علي الباقر الصاعقة تصيب المسلم وغير المسلم ولا تصيب الذاكر وهم يجادلون يخاصمونفي االله نزلت في شأن أربد بن ربيعة حيث قال للنبي rمن ربكأمن در أم من ياقوت أم من ذهبفنزلت صاعقة من الماء فأحرقته وسئل الحسن عن قوله Uويرسل الصواعق.الآية قال كان رجل منطواغيت العرب بعث إليه النبيrنفرا يدعونه إلى االله ورسوله فقال لهم أخبروني عن رب محمدهذا الذي تدعونني إليه مم هو من ذهب أو فضة أو حديد أو نحاس فاستعظم القوم مقالته فانصرفواإلى النبي ^فقالوا يا رسول االله ما رأينا رجلا أكفر قلبا ولا أعتى على(1)(2)(3)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏الرعد:‏‎١٢‎‏.‏الرعد:‏‎١٣‎‏.‏.٢٥٨١٩٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


االله منه فقال ارجعوا إليه فرجعوا إليه فجعل لا يزيدهم على مثل مقالته الأولى وقال أجيب محمداإلى رب لا أراه ولا أعرفه فانصرفوا وقالوا يا رسول االله ما زادنا عن مقالته الأولى وأخبث فقالارجعوا إليه فرجعوا إليه فبينما هم جلوس عنده ينازعونه ويدعونه.‏ وهو يقول هذه المقالة إذ ارتفعتسحابة فكانت فوق رؤوسهم فرعدت وبرقت ورمت بصاعقة فاحترق الكافر وهم جلوس فجاؤوايسعون ليخبروا رسول االلهrفاستقبلهم قوم من أصحاب النبيمن أين علمتم فقالوا أوحى االله إلى النبي rويرسل الصواعق فيصيب بها منيشاء وهم يجادلون في االله وهو شديد المحال(١).rفقالوا لهم احترق صاحبكم فقالوا(٢)‏[وال َّذِين يصِل ُون ما أَمر االلهُ‏ بِهِ‏ أَن يوصلَ‏ ويخ ْش َون ربهم ويخ َاف ُون سوء الحِسابِ]‏ .قوله تعالىوالذين يصلون ما أمر االله به أن يوصلالمفسرين وهو مع ذلك يتناول جميع الطاعات،وفي قولهفي جميع المعاصيويخافون سوء الحساب.‏ظاهر في صلة الأرحام وهو قول قتادة وأكثرويخشون ربهمقيل في قطع الرحم وقيلوسوء الحساب الاستقصاء فيه والمناقشة ومن نوقشالحساب عذب وقال ابن عباس وسعيد بن جبير معنى يصلون ما أمر االله به الإيمان بجميع الكتبوالرسل.‏والإيمان بمحمدrويحتمل رابعا ًأن يصلوا الإيمان بالعمل الصالح ويخشون ربهم فيماأمرهم بوصله ويخافون سوء الحساب في تركه والقول الأول يتناول هذه الأقوال كما سبق( ٤ )‏[ول َن ُسكِن َن َّك ُم الأَرض مِن بعدِهِم ذ َلِك لِمن خ َاف َ مق َامِي وخ َاف َ وعِيدِ]‏ .(٣).ولنسكننكم الأرض أي أرضهم وديارهم عقوبة لهم بقولهم لنخرجنكم من أرضنا كقوله تعالىوأورثنا القوم الذينكانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها.‏ من بعدهم أي من بعد إهلاكهموقرىء ليهلكن وليسكننكم بالياء اعتبارا لأوحى كقولهم حلف زيد ليخرجن غدا ً ذلك إشارة إلىالموحى به وهو إهلاك الظالمين وإسكان المؤمنين ديارهم أي ذلك الأمر محقق ثابتمقاميلمن خافوموقفي؛ وهو الموقف الذي يقف فيه العباد يوم يقوم الناس لرب العالمين أو قياميعليه وحفظي لأعماله وقيل لفظ المقام مقحم.وخاف وعيد؛ وعيدى بالعذاب أو عذابي(٥)الموعود للكفار.‏ والمعنى إن ذلك حق للمتقين كقوله والعافية للمتقين .(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏الرعد:‏‎٢١‎‏.‏.١١انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القران،‏ ج‎٩‎‏:‏إبراهيم:‏‎١٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏.٣٢٠.٣٩١٩٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


( ١ )‏[أَو يأْخ ُذ َهم عل َى ت َخ َوفٍ‏ ف َإِن ربك ُم ل َرءوف ٌ رحِيم‏]‏ .أو يأخذهم على تخوفوالتخوف النقص أي ينقص من أطرافهم ونواحيهم شيئا بعد شيء حتىيهلك جميعهم يقال تخوفه الدهر وتخونه إذا نقصه.‏ وأخذ ماله وحشمه ويقال هذا لغة بني هزيل وقالالضحاك والكلبي هو من الخوف أي أن يعذب طائفة ليتخوف الآخرون أن يصيبهم مثل ما أصابهمفإن ربكم لرؤوف رحيم حين لم يعجل بالعقوبة.(٢).( ٣ )‏[يخ َاف ُون ربهم مِن ف َوقِهِم ويف ْعل ُون ما يؤْ‏ مرون‏]‏ .وفي تأويل يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون يقول تعالى ذكره يخاف هؤلاء الملائكةالتي في السموات وما في الأرض من دابة ربهم من فوقهم أن يعذبهم إن عصوا أمره ويفعلونما يؤمرون.‏يقول ويفعلون ما أمرهم االله به فيؤدون حقوقه ويجتنبون سخطهالقول في تأويل وقال االله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبونتتخذوا‏.وقال االله لعباده لالي شريكا أيها الناس ولا تعبدوا معبودين فإنكم إذا عبدتم معي غيري جعلتم لي شريكا ولاشريك لي إنما هو إله واحد ومعبود واحد وأنا ذلك فإياي فارهبون يقول فإياي فاتقوا وخافوا عقابيبمعصيتكم إياي إن عصيتموني وعبدتم غيري أو أشركتم في عبادتكم لي شريكا‏[وضرب(٤).االلهُ‏ مث َل ًا ق َرية ً ك َان َت ْ آَمِن َة ً مط ْمئِن َّة ً يأْتِيها رِزق ُها رغ َدا مِن ك ُل ِّ مك َانٍ‏ ف َك َف َرت ْ بِأَن ْعمِ‏ االلهِ‏( ٥ )ف َأَذ َاق َها االلهُ‏ لِباس الجوعِ‏ والخ َوفِ‏ بِما ك َان ُوا يصن َعون‏]‏ .يقول االله تعالى ومثل االله مثلا لمكة التي سكانها أهل الشرك باالله هي القرية التي كانت آمنةمطمئنة.وكان أمنها أن العرب كانت تتعادى ويقتل بعضها بعضا ويسبي بعضها بعضا وأهل مكةلا يغار عليهم ولا يحاربون في بلدهم فذلك كان أمنها.‏ وقوله مطمئنة يعني قارة بأهلها لا يحتاجأهلها إلى النجع كما كان سكان البوادي يحتاجون إليها.يأتيها رزقها رغدا يقول يأتي أهلها معايشهمواسعة كثيرة.‏وقوله من كل مكان يعني من كل فج من فجاج هذه القرية ومن كل ناحيةفيها.وبنحو الذي قلنا في أن القرية التي ذكرت في هذا الموضع أريد بها مكة.‏ وقال آخرون بلالقرية التي ذكر االله في هذا الموضع مدينة الرسول r وقوله فكفرت بأنعم االله يقول فكفر أهل هذهالقرية بأنعم االله التي أنعم عليها.واختلف أهل العربية في واحد الأنعم فقال بعض نحويي البصرةجمع النعمة على أنعم كما قال االله حتى إذا بلغ أشده فزعم أنه جمع الشدة.‏ وقال(1)(2)(3)(4)(5)النحل:‏‎٤٧‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏النحل:‏‎٥٠‎‏.‏.٧٠انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٤‎‏:‏النحل:‏‎١١٢‎‏.‏.١١٨١٩٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


االله لهاآخر منهم الواحد نعم وقال يقال أيام طعم ونعم أي نعيم قال فيجوز أن يكون معناها فكفرت بنعيم. وقوله فأذاقها االله لباس الجوع والخوف يقول تعالى ذكره فأذاق االله أهل هذه القرية لباسالجوع وذلك جوع خالط أذاه أجسامهم فجعل االله تعالى ذكره ذلك لمخالطته أجسامهم بمنزلة اللباسلها وذلك أنهم سلط عليهمالخوف فإن ذلك كان خوفهم من سراياالجوع سنين متوالية بدعاء رسول االله rحتى أكلوا العلهز والجيف.‏ وأماr التي كانت تطيف بهم.وقوله بما كانوا يصنعون يقول بماكانوا يصنعون من الكفر بأنعم االله ويجحدون آياته ويكذبون رسوله.وقال بما كانوا يصنعون وقدجرى الكلام من ابتداء الآية إلى هذا الموضع على وجه الخبر عن القرية لأن الخبر وإن كان جرىفي الكلام عن القرية استغناء بذكرها عن ذكر أهلها لمعرفة السامعين بالمراد منها فإن المراد أهلهافلذلك قيل بما كانوا يصنعون فرد الخبر إلى أهل القرية وذلك نظير قوله فجاءها بأسنا بياتا أو همقائلون(١).‏[أُول َئِك ال َّذِين يدعون يبت َغ ُون إِل َى ربهِم الوسِيل َة َ أَيهم أَق ْرب ويرجون رحمت َه ويخ َاف ُون عذ َابه إِن( ٢ )عذ َاب ربك ك َان محذ ُورا]‏ .أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلةيعني الذين يدعونهم المشركون أنهم آلهة يعبدونهم.‏قال ابن عباس ومجاهد وهم عيسى وأمه وعزير والملائكة والشمس والقمر والنجوم.‏يبتغون أييطلبون إلى ربهم الوسيلة أي القربة وقيل الوسيلة الدرجة العليا أي يتضرعون إلى االله في طلبالدرجة العليا وقيل الوسيلة كلما يتقرب به إلى االله تعالى.‏ وقوله أيهم أقرب؛معناه ينظرون أيهم أقربإلى االله فيتوسلون به.‏ وقال الزجاج أيهم أقرب يبتغي الوسيلة إلى االله تعالى ويتقرب إليه بالعملالصالح ويرجون رحمته أي جنته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا.‏ أي يطلب منه الحذروقال عبد االله بن مسعود نزلت الآية في نفرمن العرب كانوا يعبدون نفرا من الجن فأسلم الجنيونولم يعلم الإنس الذين كانوا يعبدونهم بإسلامهم فتمسكوا بعبادتهم فعيرهم االله.(٣)‏[وما من َعن َا أَن ن ُرسِلَ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا أَن ك َذ َّب بِها الأَول ُون وآَت َين َا ث َمود الن َّاق َة َ مبصِرة ً ف َظ َل َموا بِها وما( ٤ )ن ُرسِلُ‏ بِالآَياتِ‏ إِل َّا ت َخ ْوِيف ًا]‏ .وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون.قال ابن عباس سأل أهل مكة رسول االلهrأن يجعل لهم الصفا ذهبا وأن ينحي الجبال عنهم فيزرعوا فأوحى االله تعالى إلى(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٤‎‏:‏الإسراء:‏‎٥٧‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏الإسراء:‏‎٥٩‎‏.‏.١٨٧.١٢٠١٩٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


رسولهrإن شئت أن أستأني بهم فعلت وإن شئت أن أوتيهم ما سألوا فعلت فإن لم يؤمنوا أهلكهمكما أهلكت من كان قبلهم فقال النبيrلا بل تستأني بهم فأنزل االله Uوما منعنا أن نرسل بالآياتالتي سألها كفار قريش إلا أن كذب بها الأولون.‏ فأهلكناهم فإن لم يؤمن قومك بعد إرسال الآياتأهلكناهم لأن من شأننا في الأمم بالعذاب(١)وفي قوله .وما نرسل بالآيات إلا تخويفااختلف فىتفسير الآيات على وجوه الأول أن المراد بها العبر والمعجزات التي جعلها االله على أيدي الرسل مندلائل الإنذار تخويفا للمكذبين.‏ الثاني أنها آيات الانتقام تخويفا من المعاصي.‏ الثالث تقلب الأحوالمن صغر إلى شباب ثم إلى تكهل ثم إلى شيب ليعتبر الإنسان.‏وتقلب أحواله فيخاف عاقبة أمرهالرابع آيات القرآن الخامس الموت الذريع والمناسب للمقام أن تفسر الآيات المذكورة بالآياتأي المقترحةلا نرسل الآيات المقترحة إلا تخويفا من نزول العذاب فإن لم يخافوا وقع عليهموالجملة مستأنفة لا محل لها ويجوز أن تكون فى محل نصب على الحال من ضمير ظلموا بها أىفظلموا بها ولم يخافوا والحال أن ما نرسل بالآيات التى هى من جملتها إلا تخويفا(٢).‏[وإِذ ْ ق ُل ْن َا ل َك إِن ربك أَحاط َ بِالن َّاسِ‏ وما جعل ْن َا الرؤْيا ال َّتِي أَرين َاك إِل َّا فِت ْن َة ً لِلن َّاسِ‏ والش َّجرة َ المل ْعون َ َة( ٣ )فِي الق ُرآَنِ‏ ون ُخ َوف ُهم ف َما يزِيدهم إِل َّا ط ُغ ْيان ًا ك َبِيرا]‏ .تناولت الآية حض من االله تعالى ذكره نبيهrعلى تبليغ رسالته وإعلام منه أنه قد تقدم منه إليهالقول بأنه سيمنعه من كل من بغاه سوءا ً وهلاكا ً يقول جل ثناؤه واذكر يا محمد إذ قلنا لك إن ربكأحاط بالناس قدرة فهم في قبضته لا يقدرون على الخروج من مشيئته ونحن مانعوك منهم فلاتتهيب منهم أحدا ً وامضِ‏ لما أمرناك به من تبليغ رسالتنا.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويلوإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس أي منعك من الناس حتى تبلغ رسالة ربك.‏ وقوله وما جعلناالرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس اختلف أهل التأويل في ذلك فقال بعضهم هو رؤيا عين وهي ماr رأى النبيلما أسري به من مكة إلى بيت المقدسأريناك إلا فتنة للناس قال هي رؤيا عين أريها رسول االلهوقالابن عباس وما جعلنا الرؤيا التيrليلة أسري به وليست برؤيا منام.‏الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس قال كان ذلك ليلة أسري به إلى بيت المقدس فرأى ما رأى فكذبهالمشركون حين أخبرهم.‏ وأما قوله والشجرة الملعونة في القرآن فإن أهل التأويل اختلفوا فيها فقالبعضهم هي شجرة الزقوم.‏ قال أبو جهل أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم(1)(2)(3)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏الإسراء:‏‎٦٠‎‏.‏.١٢١.٢٣٨١٩٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول زقمني فأنزل االله تعالى طلعها كأنه رءوس الشياطين وأنزلونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ً(١).‏[وإِن ِّي خِف ْت ُ الموالِي مِن ورائِي وك َان َتِ‏وإني خفت الموالي(٢)امرأَتِي عاقِرا ف َهب لِي مِن ل َدن ْك ولِيا]‏ .عطف على قوله تعالى إني وهن العظم مترتب مضمونه على مضمونه فإنضعف القوي وكبر السن من مبادئ خوفه عليه السلام من يلي أمره بعد موته ومواليه بنو عمهوكانوا أشرار بني إسرائيل فخاف أن لاورائييحسنوا خلافته في أمته ويبدلوا عليهم دينهم وقوله منأي بعد موتي متعلق بمحذوف ينساق إليه الذهن أي فعل الموالي من بعدي أو جور المواليوقد قرئ كذلك أو بما في الموالي من معنى الولاية أي خفت الذين يلون الأمر من ورائي لا يخفتلفساد المعنى.‏وكانت امرأتي عاقر ا ًأي لا تلد من حين شبابها فهب لي من لدنككلا الجارين متعلقبهب لاختلاف معنييهما فاللام صلة له ومن لابتداء الغاية مجازا وتقديم الأول لكون مدلوله أهم عندهويجوز تعلق الثاني بمحذوف وقع حالا ً من المفعول.وليا ًأي ولدا من صلبي وتأخيره عن الجارينلإظهار كمال الاعتناء بكون الهبة له على ذلك الوجه البديع مع ما فيه من التشويق إلى المؤخر فإنما حقه التقديم إذا أخر تبقى النفس مستشرقة. له(٣)( ٤ )‏[يا أَبتِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يمسك عذ َاب مِن الرحمنِ‏ ف َت َك ُون لِلش َّيط َانِ‏ ولِيا]‏ .إذ قال إبراهيم لأبيه آزر وهو يعبد الأصنام يا أبت لم تعبد ما لا يسمع صوتا ولا يبصرشيئاولا يغني عنك أي لا يكفيك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم باالله والمعرفة ما لم يأتك فاتبعنيعلى ديني أهدك صراطا سويا مستقيما يا أبت لا تعبد الشيطانلا تطعه فيما يزيد لك من الكفروالشرك؛ إن الشيطان كان للرحمن عصيا عاصيا كان بمعنى الحال أي هو كذلك يا أبت إنيأخاف أي أعلم أن يمسك يصيبك عذاب من الرحمن إن أقمت على الكفر فتكون للشيطان وليا قرينافي النار(٥).( ٦ )‏[ق َالَ‏ خ ُذ ْها ول َا ت َخ َف ْ سن ُعِيدها سِيرت َها الأُول َى]‏ .فقال االله له خذها ولا تخف ؛لك أنه أوجس في نفسه خيفة أي لحقه ما يلحق البشر وروى أنموسى تناولهابكمي جبته.فنهى عن ذلك فأخذها بيده فصارت عصا كما كانت أول مرة وهيسيرتها الأولى وإنما أظهر له هذه الآية لئلا يفزع منها إذا ألقاها عند فرعون ويقال إن(1)(2)(3)(4)(5)(6)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٥‎‏:‏مريم:‏‎٥‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٥‎‏:‏مريم:‏‎٤٥‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏طه:‏‎٢١‎‏.‏.١١٣-١١١.٢٤٥.١٩٧١٩٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ذلالعصا بعد ذلك كانت تماشيه وتحادثه ويعلق عليها أحماله وتضيء له الشعبتان بالليل كالشمع،‏وذاأراد الاستقاء انقلبت الشعبتان كالدلو،‏ وإذا اشتهى ثمرة ركزها في الأرض فأثمرت تلك الثمرة.‏ وقيلإنها كانت من آس الجنة وقيل أتاه جبريل بها وقيل ملك ملك وقيل قال له شعيب خذ عصا منك البيت فوقعت بيده تلك العصا وكانت عصا آدم uهبط بها من الجنة واالله أعلم‏[ق َال َا ربن َا إِن َّن َا ن َخ َاف ُ أَن يف ْرط َ عل َين َا أَو أَن يط ْغ َى]‏استئناف قالابياني كأنه قيل فماذا قالا حينع ل َ ي ن َ ا أَ‏ و أَ‏ ن ي ط ْ غ َ ى ( وأسند القولللتغليب كما مر.‏ويجوز أن يكون هرون uمع قول موسى عند نزول الآيةبالعقوبة ولا يصبر إلى(١).(٢)..إتمام الدعوةأمرا بماأمرا فقيل قالا ‏(ق َال َا ربن َا إِن َّن َا ن َخ َاف ُ أَ‏ ن ي ف ْرط َإليهما مع أن القائل هو موسى uعلى القول بغيبة هرون uوفي قوله:‏قد قال ذلك بعد اجتماعه مع موسى u.ربناإننا نخاف أن يفرط علينافحكي قولهأي أن يجعل عليناوإظهار المعجزة من فرط إذا تقدم ومنه الفارط المتقدم المورودوالمنزل وفرس فارط يسبق الخيل وفاعل يفرط على هذا فرعون وقال أبو البقاء يجوز أن يكونالتقدير أن يفرط علينا منه قول فاضمر القول كما تقول فرط منى قول وهو خلاف الظاهر( ٤ )] ق َالَ‏ ل َا ت َخ َاف َا إِن َّنِي معك ُما أَسمع وأَرى]‏ .وجملةقال لا تخافافرعون ثم علل ذلك بقوله إنني معكمامستأنفة جواب سؤال مقدر نهى لهما عن الخوف(٣).الذي حصل معهما منأي بالنصر لهما والمعونة على فرعون ومعنى أسمع وأرىإدراك ما يجري بينهما وبينه بحيث لا يخفى عليه سبحانه منه خافية وليس بغافل عنهما ثم أمرهمابإتيانهالذي هو عبارة عن الوصول إليه بعد أمرهما بالذهاب إليه فلا تكرار فقولا إنا رسولاربك أرسلنا إليكفأرسل معنا بني إسرائيل أي خل عنهم وأطلقهم من الأسربالبقاء على ما كانوا عليه وقد كانوا عند فرعون فيويكلفهم من العمل ما لا يطيقونه‏[ف َأَوجس فِي ن َف ْسِهِ‏ خِيف َة ً موسى]‏(٥).(٦)‏.وقوله ‏[ق ُل ْن َا ل َا ت َخ َف ْ إِن َّك أَن ْت َ الأَعل َى]‏ولا تعذبهمعذاب شديد يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم(٧).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القران،‏ ج‎١١‎‏:‏طه:‏‎٤٥‎‏.‏انظر،‏ الألوسي،‏ روح المعاني،‏ ج‎١١‎‏:‏طه:‏‎٤٦‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏طه:‏‎٦٧‎‏.‏طه:‏‎٦٨‎‏.‏.١٩٠.١٩٧.٣٦٩١٩٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قالوا يعني السحرة يا موسى إما أنتلقي عصاكبل ألقوا أنتم أولا فإذا حبالهم وعصيهم جمع العصا‏.وإما أن نكون أول من ألقى عصينا قال موسىيخيل إليه من سحرهم أنها تسعى حتى تظن أنهاتسعى أي تمشي وذلك أنهم كانوا لطخوا حبالهم وعصيهم بالزئبق فلما أصابه حر الشمس انهمستواهتزت فظن موسى أنها تقصده وفيالقصة أنهم لما ألقوا الحبال والعصي أخذوا أعين الناس فرأىموسى والقوم كأن الأرض امتلأت حيات وكانت قد أخذت ميلا من كل جانب ورأوا أنها تسعى.‏فأوجس في نفسه خيفة موسى؛أي وجد وقيل أضمر في نفسه خوفا واختلفوا في خوفه قيل خوفطبع البشرية وذلك أنه ظن أنها تقصده وقال مقاتل خاف على القوم أن يلتبس عليهم الأمر فيشكوافي أمره فلا يتبعونه.قلنا لموسى لا تخف إنك أنت الأعلى أي الغالب يعني لك الغلبة والظفر وألق مافي يمينك يعني العصا تلقف تلتقم وتبتلع ما صنعواحيلة سحر‏.إنما صنعوا أي الذي صنعوا كيد ساحر؛ أي(١)‏.فالآية هنا تبني الفاصلة القرآنية وارتباطها بالآية السابقة في نفس الموضوع والسياق.‏‏[ول َق َد أَوحي َنا إِل َى موسى أَن أَسرِ‏ بِعِبادِي ف َاضرِب ل َهم ط َرِيق ًا فِي البحرِ‏ يبسا ل َات َخ َاف ُ درك ًا ول َا ت َخ ْش َى]‏(٢).قوله عز وجل ولقد أوحينا إلى موسىأن أسر بعبادي يعني أسر بهم ليلا من أرض مصرفاضرب لهم طريقا في البحر يعني اجعل لهم طريقا في البحر بالضرب بالعصا يبسا.‏ليس فيهماء ولا طين وذلك أن االله أيبس لهم الطريق في البحر.لا تخاف دركا قرأ حمزة لا تخف بالجزمعلى النهي والباقون بالألف والرفع على النفي لقوله تعالى ولا تخشى قيل لا تخاف أن يدرككفرعون من ورائك ولا تخشى أن يغرقك البحر أمامك فأتبعهم فلحقهم فرعون بجنوده وقيل معناه أمرفرعون أن يتبعوا موسى وقومه والباء فيه زائدة وكان هو فيهم فغشيهم أصابهم من اليم ما غشيهموهو الغرق وقيل غشيهم علاهم وسترهم من اليم ما غشيهم يريد غشيهم بعض ماء اليم لا كله وقيلغشيهم من اليم ما غشيهم قوم موسى فغرقهم ونجا موسى وقومه‏[ومن يعملْ‏ مِن الصالِحاتِ‏ وهو مؤْمِن ف َل َا يخ َاف ُ ظ ُل ْما ول َا هضما]‏(٤).(٣).(1)(2)(3)(4)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏طه:‏‎٧٧‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏طه:‏‎١١٢‎‏.‏.٢٢٤.٢٢٦٢٠٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن؛ لأن العمل لايقبل من غير إيمان ومن في قوله منالصالحات.للتبعيض أي شيئا ً من الصالحات وقيل للجنس فلا يخاف.قرأ ابن كثير ومجاهد وابنمحيصن يخف بالجزم جوابا لقوله.‏ ومن يعمل الباقون يخاف رفعا ً على الخبر أي فهو لا يخافأو فإنه لا يخاف ظلما ؛أي نقصا لثواب طاعتة ولا زيادة عليه في سيئاته ولا هضما بالانتقاص منحقه والهضم النقص والكسر يقال هضمت ذلك من حقي أي حططته.وتركته وهذا يهضم الطعاموالهضم أن الظلم المنع من الحق كله والهضم المنع من بعضه والهضم ظلم وإن افترقا من وجه قالالمتوكل الليثي إن الأذلة واللئام لمعشر مولاهم المتهضم المظلوم قال الجوهري ورجل هضيمومهتضم أي مظلوم وتهضمه أي ظلمه و اهتضمه إذا ظلمه وكسرعليه حقه(١).‏[رِجالٌ‏ ل َا ت ُل ْهِيهِم تِجارة ٌ ول َا بيع عن ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ وإِق َامِ‏ الصل َاةِ‏ وإِيت َاءِ‏ الزك َاةِ‏ يخ َاف ُون يوما ت َت َق َل َّب فِيهِ‏الق ُل ُوب والأَبصار‏]‏(٢).القول في تأويل قوله تعالى في بيوت أذن االله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدووالآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر االله وإقام الصلاة وإيتآء الزكاة يخافون يوماتتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم االله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله واالله يرزق من يشآءبغير حسابيعني تعالى ذكره بقوله في بيوت أذن االله أن ترفع االله نور السموات والأرض مثلنوره كمشكاة فيها مصباح في بيوت أذن االله أن ترفع كما حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قالقال ابن زيد المشكاة التي فيها الفتيلة التي فيها المصباح قال المصابيح في بيوت أذن االله أن ترفعقال أبو جعفر قد يحتمل أن تكون من في صلة توقد فيكون المعنى توقد من شجرة مباركة ذلكالمصباح في بيوت أذن االله أن ترفع وعنى بالبيوت المساجد وقد اختلف أهل التأويل في ذلك فقالبعضهم بالذي قلنا في ذلك ذكر من قال ذلك حدثنا ابنحميد ونصر بن عبد الرحمن الأودي قالاثنا حكام عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح في قول االله في بيوت أذن االله أن ترفع قالالمساجد حدثني علي قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية عن علي عن ابن عباس في قوله في بيوتأذن االله أن ترفع وهي المساجد تكرم ونهي عن اللغو فيها.‏حدثني محمد بن سعد قال ثني أبي قالثني عمي قال ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله في بيوت أذن االله أن ترفع يعني كلمسجد يصلى فيه جامع أو غيره.‏الحسن في قوله في بيوت أذن االله أن ترفع قال في المساجدحدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن(1)(2)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالنور:‏‎٣٧‎‏.‏.٢٤٩ ج‎١١‎‏:‏ ،٢٠١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قال أدركت أصحاب رسول االلهزاره فيهاrوهم يقولون المساجد بيوت االله وإنه حق على االله أن يكرم من(١). قوله رجال قيل خص الرجال بالذكر في هذه المساجد لأنه ليس على النساء جمعة ولاجماعة في المسجد لا تلهيهم لا تشغلهم تجارة.قيل خص التجارة بالذكر لأنها أعظم ما يشتغل بهالإنسان عن الصلاة والطاعات وأراد بالتجارة الشراء.‏وإن كان اسم التجارة يقع على البيع والشراءجميعا ؛لأنه ذكر البيع بعد هذا كقوله وإذا رأوا تجارة يعني الشراء.‏ وقال الفراء التجارة لأهل الجلبوالبيع ما باعه الرجل على يديه قوله ولا بيع عن ذكر االله عن حضور المساجد لإقامة الصلاة وإقام؛ أي لإقامة الصلاة.حذف الهاء وأراد أداءها في وقتها ؛لأن من أخر الصلاة عن وقتها لايكونمن مقيمي الصلاة وأعاد ذكر إقامة الصلاة مع أن المراد من ذكر االله الصلوات الخمس ؛لأنه أرادبإقام الصلاة حفظ المواقيت.‏روى سالم عن ابن عمر أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة فقام الناسوأغلقوا حوانيتهم فدخلوا المسجد فقال ابن عمر فيهم نزلت رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكراالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاةلم يحبسوها(٢).المفروضة قال ابن عباس رضي االله عنه إذا حضر وقت أداء الزكاة( ٣ )‏[أَفِي ق ُل ُوبِهِم مرض أَمِ‏ ارت َابوا أَم يخ َاف ُون أَن يحِيف َ االلهُ‏ عل َيهِم ورسول ُه بلْ‏ أُول َئِك هم الظ َّالِمون‏]‏ .الإجابة إلى حكمه والرضا به.‏ أم يخافون أن يحيف االله عليهم ورسوله إذا احتكموا إلى حكمكتاب االله وحكم رسوله.‏ وقوله أن يحيف االله عليهم ورسوله والمعنى أن يحيف رسول االله عليهمفبدأ باالله تعالى ذكره تعظيما الله كما يقال ما شاء االله ثم شئت بمعنى ما شئت.ومما يدل على أنمعنى ذلك كذلك قوله وإذا دعوا إلى االله ورسوله ليحكم بينهم فأفرد الرسول بالحكم ولم يقلليحكما.‏ وقوله بل أولئك هم الظالمون يقول ما خاف هؤلاء المعرضون عن حكم االله وحكم رسولهإذ أعرضوا عن الإجابة إلى ذلك مما دعوا إليه أن يحيف عليهم رسول االله يجور في حكمه عليهمولكنهم قوم أهل ظلم لأنفسهم بخلافهم أمر ربهم ومعصيتهم االله فيما أمرهم من الرضا بحكم رسولاالله rفيما أحبوا وكرهوا والتسليم له.القول فيتأويل قوله تعالى إنما كان قول المؤمنين إذا دعواإلى القول.‏ في تأويل قوله تعالى وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم ارتابواأم يخافون أن يحيف االله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون.‏ يقول تعالى ذكره وإن يكن الحقلهؤلاء الذين يدعون إلى االله ورسوله ليحكم بينهم فيأبون ويعرضون عن الإجابة إلى ذلك قبلالذين يدعونهم إلى االله ورسوله.‏ يأتوا إلى رسول االله مذعنين يقول مذعنين منقادين لحكمه مقرينبه طائعين غير مكرهين يقال منه قد أذعن فلان(1)(2)(3)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانانظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏النور:‏‎٥٠‎‏.‏.٢٩٢ ج‎١٢‎‏:‏ ،.٣٤٨٢٠٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


بحقه إذا أقر به طائعا ً غير مستكره وانقاد له وسلم.‏ وقوله أفي قلوبهم مرض يقول تعالى ذكره أفيقلوب هؤلاء الذين يعرضون إذا دعوا إلى االله ورسوله ليحكم بينهم شك في رسول االله صلى االلهعليه وسلم أنه الله رسول فهم يمتنعون من االله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئكهم المفلحون.‏ يقول تعالى ذكره إنما كان ينبغي أن يكونقول المؤمنين إذا دعوا إلى حكم االله وإلىحكم رسوله ليحكم بينهم وبين خصومهم أن يقولوا سمعنا ما قيل لنا وأطعنا من دعانا إلى ذلك(١).‏[وعد االلهُ‏ ال َّذِين آَمن ُوا مِن ْك ُم وعمِل ُوا الصالِحاتِ‏ ل َيست َخ ْلِف َن َّهم فِي الأَرضِ‏ ك َما است َخ ْل َف َ ال َّذِين مِن ق َبلِهِمول َيمك ِّن َن ل َهم دِين َهم ال َّذِي ارت َضى ل َهم ول َيبدل َن َّهم مِن بعدِ‏ خ َوفِهِم أَمن ًا يعبدون َنِي ل َا يش ْرِك ُون بِي ش َيئًا( ٢ )ومن ك َف َر بعد ذ َلِك ف َأُول َئِك هم الف َاسِق ُون‏]‏ .يقول تعالى ذكره وعداالله الذين آمنوا باالله ورسوله منكم أيها الناس وعملوا الصالحات يقولوأطاعوا االله ورسوله فيما أمراه ونهياه ليستخلفنهم في الأرض يقول ليورثنهم االله أرض المشركينمن العرب والعجم فيجعلهم ملوكها وساستها.‏ذلك ببني إسرائيل إذ أهلك الجبابرة بالشأم وجعلهم ملوكهاكما استخلف الذين من قبلهم يقول كما فعل من قبلهموسكانها.‏لهم يقول وليوطئن لهم دينهم يعني ملتهم التي ارتضاها لهم فأمرهم بهاآمنوا ثم تلقى ذلك بجواب اليمين بقوله ليستخلفنهمكقوله وعدتك أن أكرمك ووعدتكوقيل أن .وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضىوقيل وعد االله الذين؛لأن الوعد قول يصلح فيه أن وجواب اليمينعاصما ً ذهب إلى أن الأمن لما كان خلاف الخوفوجه المعنى إلى أنه ذهب بحال الخوف وجاء بحال الأمن فخفف ذلك.ومن الدليل على ما قلنا من أنالتخفيف إنما هو ما كان في إبدال شيء مكان آخر قول أبي النجم عزل الأمير للأمير المبدل وقولهيعبدونني يقول يخضعون لي بالطاعة ويتذللون لأمري ونهيي.‏لا يشركون بي شيئا يقول لايشركون في عبادتهم إياي الأوثان والأصنام ولا شيئا غيرها بل يخلصون لي العبادة فيفردونها إليدون كل ما عبد من شيء غيري.‏وذكر أن هذه الآية نزلت على رسولrمن أجل شكاية بعضأصحابه إليه في بعض الأوقات التي كانوا فيها من العدو في خوف شديد مما هم فيه من الرعبوالخوف وما يلقون بسبب ذلك من الأذى والمكروه‏[ق َالَ‏ رب إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ]‏(٣).(٤).وقوله تعالى( ٥ )‏[ول َهم عل َي ذ َن ْب ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٨‎‏:‏النور:‏‎٥٥‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٨‎‏:‏الشعراء:‏‎١٢‎‏.‏الشعراء:‏‎١٤‎‏.‏.١٥٦.١٥٨٢٠٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قال ربإني أخاف إن يكذبون؛أي قال موسى هذه المقالة والمعنى أخاف أنيكذبوني فيالرسالة،‏ ويضيق صدري ولا ينطلق لساني معطوفان على أخاف أي يضيق صدري لتكذيبهم إياي ولا ينطلق لساني بتأدية الرسالة.يقول تعالى ذكره قال موسى لربه رب إني أخاف من قوم فرعونالذين أمرتنيأن آتيهم أن يكذبون بقولي لهم إنك أرسلتني إليهم ويضيق صدري من تكذيبهم إياي إنكذبوني.‏ وقوله ولا ينطلق لساني يقول ولا ينطلق بالعبارة عما ترسلني به إليهم للعلة التي كانتبلسانه.وقوله ولا ينطلق لساني كلام معطوف به على يضيقمنهم(١). وقوله فأرسل إلى هارون يعنيهارون أخاه ولم يقل فأرسل إلي هارون ليؤازرني وليعينني إذ كان مفهوما معنى الكلام وذلك كقولالقائل لو نزلت نازلة لفزعنا إليك بمعنى لفزعنا إليك لعتيننا.وقوله ولهم علي ذنب يقول ولقومفرعون علي دعوى ذنب أذنبت إليهم وذلك قتله النفس التي قتلها منهم . ذكر من قال ذلك حدثنيمحمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال ثني عيسى وحدثني الحارث قال ثنا الحسن قال ثنا ورقاءجميعا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون قال قتل النفس التي قتلحدثنا القاسم قالحدثني الحسين قالحدثني حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال قتل موسىالنفس.‏ قال ثنا الحسين قال ثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة قوله ولهم علي ذنب قال قتل النفس.‏وقوله فأخاف أن يقتلون يقول فأخاف أن يقتلوني قودا بالنفس التي قتلت منهم] ف َف َررت ُ مِن ْك ُم ل َما خِف ْت ُك ُم ف َوهب لِي ربي حك ْما وجعل َنِي مِن المرسلِين‏]‏(٢).(٣).تناولت الآية جانب من قصة موسى وفرعون.‏ وفي القصة أن موسى رجع إلى مصر وعليهجبة صوف وفي يده عصا والمكتل معلق في رأس العصا،‏ وفيه زاده فدخل دار نفسه وأخبرهارون بأن االله أرسلني إلى فرعون وأرسلني إليك حين تدعو فرعون إلى االله.‏ فخرجت أمهماوصاحت وقالت إن فرعون يطلبك ليقتلك فلو ذهبتما إليه قتلكما فلم يمتنعا لقولها وذهبا إلى بابفرعون ليلا ً ودق الباب ففزع البوابون وقال من بالباب وروي أنه اطلع البواب عليهما فقال منأنتما فقال موسى أنا رسول رب العالمين فذهب البواب إلى فرعون وقال إن مجنونا ً بالباب يزعمأنه رسول رب العالمين فنزل حتى أصبح ثم دعاهما.‏ وروى أنهما انطلقا جميعا إلى فرعون فلميؤذن لهما سنة في الدخول عليه فدخل البواب وقال لفرعون هاهنا إنسان يزعم أنه رسول ربالعالمين فقال فرعون ائذن له لعلنا نضحك منه فدخلا عليه وأديا رسالة االله عز وجل(1)(2)(3)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏ ‎٩٥‎‏.و انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٩‎‏:‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٩‎‏:‏الشعراء:‏‎٢١‎‏.‏.٦٤.٦٥٢٠٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


فعرف فرعون موسى لأنه نشأ في بيته قال ألم نربك فينا وليدا ً صبيا ً.ولبثت فينا من عمرك سنينوهو ثلاثون سنة وفعلت فعلتك التي فعلت ؛ يعني قتل القبطي،‏ وأنت من الكافرين.قال الحسنوالسدي يعني وأنت من الكافرين بإلهك الذي تدعيه ومعناه على ديننا هذا الذي تعيبه وقال أكثرالمفسرين معنى قوله وأنت من الكافرين يعني من الجاحدين لنعمتي وحق تربيتي تقول ربيناك فينافكافأتنا أن قتلت منا نفسا وكفرت بنعمتنا.‏ وهذا رواية العوفي عن ابن عباس إن فرعون لم يكنيعلم ما الكفر بالربوبية قال موسى فعلتها إذا أي فعلت ما فعلت حينئذ وأنا من الضالين أي منالجاهلين لم يأت من االله شيئا.‏ وقيل من الجاهلين بأن ذلك يؤدي إلى قتله وقيل من الضالين عنطريق الصواب من غير تعمد وقيل من المخطئين ففررت منكم لما خفتم إلى مدين فوهب لي ربيحكما يعني النبوة.‏ وقال مقاتل يعني العلم والفهم وجعلني من المرسلين وتلك نعمة تمنها على أنعبدت بني إسرائيل.اختلفوا في تأويلها فحملها بعضهم على الإقرار وبعضهم على الإنكار فمن قالهو إقرار قال عدها موسى نعمة منه عليه حيث رباه ولم يقتله كما قتل سائر غلمان بني إسرائيل ولميستعبده كما استعبد بني إسرائيلتستعبدني(١).‏[إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏مجازة بلى وتلك نعمة لك علي أن عبدت بني إسرائيل وتركتني فلم(٢).إني أخاف عليكم إن لم تقوموا بشكر هذه النعم عذاب يوم عظيم في الدنيا والآخرة فإن كفرانالنعمة مستتبع للعذاب كما أن شكرها مستلزم لزيادتها.‏ قال تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتمإن عذابي شديد(٣).‏[وأَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى ل َا ت َخ َف ْ إِن ِّي ل َا يخ َاف ُ ل َديالمرسل ُون‏]‏(٤).وألق عصاك قال وهب بن منبه ظن موسى أن االله أمره أن يرفضها فرفضها وقيل إنما قال لهذلك ليعلم موسى أن المكلم له هو االله وأن موسى رسوله وكل نبي لابد له من آية في نفسه يعلمبها نبوته.‏ وفي الآية حذف أي وألق عصاك فألقاها من يده فصارت حية تهتز كأنها جان وهيالحية الخفيفة الصغيرة الجسم وقال الكلبي لا صغيرة ولا كبيرة.‏ وقيل إنها قلبت له أولا ً حيةصغيرة فلما أنس منها قلبت حية كبيرة وقيلانقلبت مرة حية ومرة حية تسعى وهي الأنثى ومرةثعبانا وهو الذكر الكبير من الحيات.‏ وقيل المعنى انقلبت ثعبانا تهتز كأنها جان لها عظم الثعبانوخفة الجان واهتزازه وهي حية تسعى وجمع الجان جنان.‏ ومنه الحديث نهى عن(1)(2) الشعراء:‏‎١٣٥‎ .انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ج‎٣‎ :٣٨٣.(3)(4)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏النمل:‏‎١٠‎‏.‏.٢٥٧٢٠٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


قتل الجنان التي في البيوت.ولى مدبرا ؛خائفا على عادة البشر.‏ ولم يعقب أي لم يرجع.‏ قالهمجاهد وقال قتادة لم يلتفت يا موسى لا تخف أي من الحية وضررها إني لا يخاف لدي المرسلون.‏وتم الكلام ثماستثنى استثناء منقطعا ً.‏ فقال إلا من ظلم وقيل إنه استثناء من محذوف والمعنى إنيلا يخاف لدي المرسلون وإنما يخاف غيرهم ممن ظلم إلا من ظلم ثم بدل حسنا ً بعد سوء(١).‏[وأَوحين َا إِل َى أُم موسى أَن أَرضِعِيهِ‏ ف َإِذ َا خِف ْتِ‏ عل َيهِ‏ ف َأَل ْقِيهِ‏ فِي اليم ول َا ت َخ َافِي ول َا ت َحزنِي إِن َّا رادوهإِل َيكِ‏ وجاعِل ُوه مِن المرسلِين‏]‏.( ٢ )قوله تعالى وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه قد تقدم معنى الوحي ومحامله واختلف في هذاالوحي إلى أم موسى فقالت فرقة كان قولا في منامها وقال قتادة كان إلهاما وقالت فرقة كان بملكيمثل لها قال مقاتل أتاها جبريل بذلك فعلى هذا هو وحي إعلام لا إلهام وأجمع الكل على أنها لمتكن نبية وإنما إرسال الملك إليها على نحو تكليم الملك للأقرع والأبرص والأعمى ‏،وغير ذلكمما روي من تكليم الملائكة للناس من غير نبوة وقد سلمت على عمران بن حصين فلم يكن بذلكنبيا واسمها أيارخا وقيلأيارخت فيما ذكر السهيلي وقال الثعلبي واسم أم موسى لوحا بنت هاندبن لاوى بن يعقوب أن أرضعيه وقرأ عمر بن عبد العزيز أن ارضعيه بكسر النون وألف وصلحذف همزة أرضع تخفيفا ثم كسر النونلالتقاء الساكنين قال مجاهد وكان الوحي بالرضاع قبلالولادة وقال غيره بعدها قال السدي لما ولدت أم موسى.أمرت أن ترضعه عقيب الولادة وتصنعبه بما في الآية لأن الخوف كان عقيب الولادة وقال ابن جريج أمرت بإرضاعه أربعة أشهر فيبستان فإذا خافت أن يصيح لأن لبنها لا يكفيه صنعت به هذا والأول أظهر إلا أنالآخر يعضدهقوله فإن خفت عليه و إذا لما يستقبل من الزمان فيروى أنها اتخذت له تابوتا من بردى وقبرتهبالقار من داخله ووضعت فيه موسى وألقته في نيل مصر وقد مضى خبره في سورة طه قال ابنعباس إن بني إسرائيل لما كثروا بمصر استطالوا على الناس وعملوا المعاصي فسلط االله عليهمالقبط وساموهم سوى العذاب إلى أن نجاهم االله على يد موسى قال وهب بلغني أن فرعون ذبحفي طلب موسى سبعين ألف وليد،ويقال تسعون ألفا ً ويروى أنها حين اقتربت وضربها الطلقوكانت بعض القوابل الموكلات بحبالى بني إسرائيل مصافية لها فقالت لينفعني حبك اليومفعالجتها فلما وقع إلى الأرض هالها نور بين عينيه وارتعش كل مفصل منها ودخل حبه قلبها ثمقالت ما جئتك إلا لأقتل مولودك وأخبر فرعون ولكني وجدت لابنك حبا ما وجدت مثله قطفاحفظيه فلما خرجت جاء عيون فرعون فلفته في خرقة ووضعته(1)(2)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالقصص:‏‎٧‎‏.‏.١٦١ ج‎١٣‎‏:‏ ،٢٠٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


في تنور مسجور نارا لم تعلم ما تصنع لما طاش عقلها فطلبوا فلم يلقوا شيئا فخرجوا وهي لاتدري مكانه فسمعت بكاءه من التنور وقد جعل االله عليه النار بردا وسلاما قوله تعالى ولاتخافي فيه وجهان أحدهما لا تخافي عليه الغرق.‏(١)قال يحيى بن سلام ولا تحزني فيه أيضا وجهان احدهما لا تحزني لفراقهقاله ابن زيد الثاني لا تخافي عليه الضيعة.‏قاله ابن زيد الثاني لاتحزني أن يقتل قاله يحيى بن سلام فقيل إنها جعلته في تابوت طوله خمسة أشبار وعرضه خمسةأشبار وجعلت المفتاح مع التابوت وطرحته في اليم بعد أن أرضعته أربعة أشهر وقال آخرونثلاثة أشهر.‏ وقال آخرون ثمانية أشهر في حكاية الكلبي وحكي أنه لما فرغ النجار من صنعةالتابوت نم إلى فرعون بخبره فبعث معه من يأخذه فطمس االله عينيه وقلبه فلم يعرف الطريق فأيقنأنه المولود الذي يخاف منه فرعون فآمن من ذلك الوقت وهو مؤمن آل فرعون ذكره الماورديوقال ابن عباس فلما توارى عنها ندمها الشيطان وقالت في نفسها لو ذبح عندي فكفنته وواريتهلكان أحب إلي من إلقائه البحر.‏ فقال االله تعالى إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين،أي إلى أهلمصر حكى الأصمعي قال سمعت جارية أعرابية تنشد وتقول أستغفر االله لذنبي كله قبلت إنسانابغير حله مثل الغزال ناعما في دله فانتصف الليل ولم أصله فقلت قاتلك االله ما أفصحكفقالت أو يعد هذا فصاحة مع قوله تعالى؟ وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه الآية فجمع في آيةواحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين قوله تعالى فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدواوحزنا ً.‏ لما كان التقاطهم إياه يؤدي إلى كونه عدوا وحزنا فاللام في ليكون لام العاقبة ولامالصيرورة؛لأنهم إنما أخذوه ليكون لهم قرة عين فكان عاقبة ذلك أن كان لهم عدوا وحزنا فذكرالحال بالمآل كما قال الشاعروقال آخر:‏وللمنايا تربي كل مرضعةفللموت تغدوا الوالدات سخالهاودورنا لخراب الدهر نبنيها(٢)كما لخراب الدهر تبنى المساكن(٣)(٤).أي فعاقبة البناء الخراب وإن كان في الحال مفروحا ً به،‏ والالتقاط وجود الشيء من غير طلبولا إرادة والعرب تقول لما وجدته من غير طلب ولا إرادة التقطه التقاطا ولقيت فلانا التقاطا ً‏[ف َأَصبح فِي المدِين َةِ‏ خ َائِف ًا يت َرق َّب ف َإِذ َا ال َّذِي است َن ْصره بِالأَمسِ‏ يست َصرِخ ُه ق َالَ‏ ل َه موسى إِن َّك ل َغ َوِ‏ ي( ١ )مبِين‏]‏ .(1)(2)(3)(4)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالبيت بدون نسبة.‏البيت بدون نسبة.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانج‎١٣‎‏:‏ ،ج‎١٣‎‏:‏.٢٥١-٢٥٠.٢٥٢،٢٠٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


عليقيقول تعالى ذكره فأصبح موسى في مدينة فرعون خائفا ً من جنايته التي جناها وقتله النفس التيقتلها أن يؤخذ فيقتل بها يترقب يقول يترقب الأخبار؛ أي ينتظر ماالذي يتحدث به الناس مما همصانعون في أمره وأمر قتيله.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل ذكر من قال ذلك حدثنيالعباس بن الوليد قال أخبرنا يزيد قال أخبرناالأصبع بن زيد قالحدثنا القاسمعن أبي أيوب قالحدثنا سعيد بن جبير عن ابن عباس فأصبح في المدينة خائفا يترقب قال خائفا من قتله النفس يترقبأن يؤخذ. وقوله فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه يقول تعالى ذكره فرأى موسى لما دخلالمدينة على خوف مترقبا الأخبارعن أمره وأمر القتيل فإذا الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس علىالفرعوني يقاتله فرعوني آخر فرآه الإسرائيلي فاستصرخه على الفرعوني.‏ول فاستغاثه أيض ًاى الفرعوني وأصله من الصراخ كما يقال قال بنو فلان يا صباحاه قال له موسى إنك لغويمبين.‏ يقول جل ثناؤه قال موسى للإسرائيلي الذي استصرخه وقد صادف موسى نادما ً على ما سلفمنه من قتله بالأمس القتيل وهو يستصرخه اليوم على آخر إنك أيها المستصرخ لغوي يقول إنك لذوغواية مبين يقول قد تبينت غوايتك بقتلك أمس رجلا واليوم آخر.وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلالتأويل :ذكر من قال عن ابن عباس قال أتي فرعون فقيل له إن بني إسرائيل قد قتلوا رجلا منآل فرعون فخذ لنا بحقنا.‏ ولا ترخص لهم في ذلك قال ابغوني قاتله ومن يشهد عليه لا يستقيمأن نقضي بغير بينة ولا ثبت فاطلبوا ذلك فبينما هم يطوفون لا يجدون شيئا إذ مر موسى من الغد.‏فرأى ذلك الإسرائيلي يقاتل فرعونيا فاستغاثه الإسرائيلي على الفرعوني فصادف موسى وقد ندمعلى ما كان منه بالأمس وكرهالذي رأى فغضب موسى فمد يده وهو يريد أن يبطش بالفرعونيفقال للإسرائيلي لما فعل بالأمس واليوم إنك لغوي مبين فنظر الإسرائيلي إلى موسى بعد ما قال هذافإذا هو غضبان كغضبه بالأمس إذ قتل فيه الفرعوني فخاف أن يكون بعد ما قال له إنك لغوي مبينإياه أراد ولم يكن أراده إنما أراد الفرعوني فخاف الإسرائيلي فحاجه فقال يا موسى أتريد أن تقتلنيكما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وإنما قال ذلك مخافة أن يكون إياهأراد موسى ليقتله فتتاركا.‏وعن قتادة فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه قال الاستنصاروالاستصراخ واحد وقالالسدي فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه يقول يستغيثه.‏وعن ابنإسحاق قال لما قتل موسى القتيل خرج فلحق بمنزله من مصر وتحدث الناس بشأنه وقيل قتل موسىرجلا حتى انتهى ذلك إلى فرعون فأصبح موسى غاديا الغد وإذا صاحبه(٢)بالأمس معانق رجلا آخر من عدوه فقال له موسى إنك لغوي مبين أمس رجلا واليوم آخر .‏[ف َخ َرج مِن ْها خ َائِف ًا يت َرق َّب ق َالَ‏ رب ن َجنِي مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏(٣).(1)(2)(3)القصص:‏‎١٨‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٠‎‏:‏القصص:‏‎٢١‎‏.‏.٥٢٢٠٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


فخرج منها موسى u خائفا ً يترقب أي ينتظر الطلب قال رب نجني من القوم الظالمينالكافرين وفي القصة أن فرعون بعث فيطلبه حين اخبر بهربه فقال اركبوا بنيات الطريق فإنه لايعرف كيف الطريق.ولما توجه تلقاء مدين أي قصد نحوها ماضيا يقال داره تلقاء دار فلان إذاكانت محاذيتها وأصله من اللقاء قال الزجاج يعني سلك الطريق التي يلقى مدين فيها ومدين هومدين بن إبراهيم سميت البلدة باسمه وكان موسى قد خرج خائفا بلا ظهر ولا حذاء ولا زاد وكانتمدين على مسيرة ثمانية أيام من مصر(١).‏[ف َجاءت ْه إِحداهما ت َمشِي عل َى استِحياءٍ‏ ق َال َت ْ إِن أَبِي يدعوك لِيجزِيك أَجر ما سق َيت َ ل َن َا ف َل َما جاءه( ٢ )وق َص عل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ ل َا ت َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏ .فجاءته إحداهماأي جاءته عقيب ماقيل هي كبراهما واسمها صفوراء أو صفراء.‏ وقيل صغراهما واسمها صفيراءرجعتاإلى أبيها.‏ روىأنهما لما رجعتاإلى أبيهما قبل الناس وأغنامهما حفلبطان.‏ قال لهما ما أعجلكما قالتا وجدنا رجلا ً صالحا ً رحمنا فسقى لنا فقال لإحداهما أذهبي فادعيهلي وقوله تعالى تمشى حال من فاعل جاءت وقوله تعالى على استحياء متعلق بمحذوف هو حالمن ضمير تمشى أي جاءته تمشي كائنة على استحياء فمعناهأنها كانت على استحياء حالتيالمشى والمجيء معا لا عند المجيء فقط وتنكير استحياء للتفخيم قيل جاءته متخفرة أي شديدةالحياء وقيل قدعليه uاستترت بكم درعها.‏ قالت استئناف مبنى على سؤال نشأ من حكاية مجيئها إياهكأنه قيل فماذا قالت له عليه uفقيل قالت.‏ إنأبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا؛أي جزاء سقيك لنا أسندت الدعوة إلى أبيها وعللنها بالجزاء لئلا يوهم كلامها ريبة وفيه منالدلالة على كمال العقل والحياء والعفة.‏ ما لا يخفى روى أنه عليه uفألزقت الريح ثوبها بجسدها فوصفته فقال لها امشي خلفيشعيب u‏.فلما جاءه وقص عليه القصص؛أجابها فانطلقا وهي أمامهوانعتي لي الطريق ففعلت حتى أتيا دارأي ما جرى عليه من الخبر المقصوص فإنه مصدرسمى به المفعول كالعلل.‏ قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين الذي يلوح من ظاهر النظم الكريمأن موسى uإنما أجاب المستدعية من غير تلعثم ليتبرك برؤية شعيب u ‏،ويستظهر برأيه لاليأخذ بمعروفه أجرا حسبما صرحت به ألا يرى إلى ما روى أن شعيبا ً لما قدم إليه طعاما ً قال إناأهل بيت لا نبيع ديننا بطلاع الأرض ذهبا ً ولا نأخذ على(1)(2)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏القصص:‏‎٢٥‎‏.‏.٤٤١٢٠٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المعروف ثمنا ً ولم يتناول حتى قال شعيب u هذه عادتنا مع كل من ينزل بنا فتناول بعد ذلكعلى سبيل التقبل المعروف مبتدأ كيف لا وقد قص عليه قصصه وعرفه أنه من بيت النبوة(١).‏[وأَن أَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى أَق ْبِلْ‏ ول َا ت َخ َف ْ إِن َّكمِن الآَمِنِين‏]‏(٢).وقوله وأن ألق عصاك معطوف على أن يا موسى وقد تقدم تفسير هذاوفي الكلام حذف والتقدير فألقاها فصارت ثعبانا فاعتزت فلماوما بعده في طه والنملرآها تهتز كأنها جان في سرعةحركتها مع عظم جسمها ولى مدبرا أي منهزما وانتصاب مدبرا على الحال وقوله ولم يعقب فيمحل نصب أيضا على الحال أي لم يرجع يا موسى أقبل ولا تخف إنك منالآمنين قد تقدم تفسيرجميع ما ذكر هنا مستوفى فلا نعيده وكذلك قوله اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوءواضمم إليك جناحك جناح الإنسان عضده ويقال لليد كلها جناح أي اضمم إليك يديك المبسوطتينلتتقى بهما الحية كالخائف الفزع وقد عبر عن هذا المعنى بثلاث عبارات الأولى اسلك يدك فيجيبك والثانية واضمم إليك جناحك والثالثة وأدخل يدك في جيبك ويجوز أن يراد بالضم التجلدوالثبات عند انقلاب العصا ثعبانا ومعنى من الرهب من أجل الرهب وهو الخوف( ٤ )] ق َالَ‏ رب إِن ِّي ق َت َل ْت ُ مِن ْهم ن َف ْسا ف َأَخ َاف ُ أَن يق ْت ُل ُونِ]‏ ‏.وقوله تعالى:‏( ٥ )لِسان ًا ف َأَرسِل ْه معِي رِدءا يصدق ُنِي إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ]‏ .(٣).‏[وأَخِي هارون هو أَف ْص ح مِن ِّيوأن ألق عصاك فلما رآها تهتز تتحرك كأنها جان وهي الحية الصغيرة من سرعة حركتهاولى مدبرا هاربا منها ولم يعقب لم يرجع فنودي يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين اسلكأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء برص فخرجت ولها شعاع كضوءالشمس.واضمم إليك جناحك من الرهب قرأ أهل الكوفة والشام بضم الراء وسكون الهاء وبفتحالراء حفص وقرأ الآخرون بفتحهما وكلها لغات بمعنى الخوف وكلها الآية ‏.إذا هالك أمر يدك ماترى من شعاعها فأدخلها في جيبك تعد إلى حالتها الأولى والجناح اليد كلها وقيل هو العضد.وعنابن عباس رضي االله عنهم أمره االله بضم يده إلى صدره فيذهب عنه ما ناله من الخوف عندمعاينة الحية وقال ما من خائف بعد موسى إلا إذا وضع يده على صدره زال خوفه.‏(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٧‎‏:‏القصص:‏‎٣١‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏القصص:‏‎٣٣‎‏.‏القصص:‏‎٣٤‎‏.‏.١٠-٩.١٧٠٢١٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


و.‏وقال مجاهد كل من فزع فضم جناحه إليه ذهب عنه الفزع وقيل المراد من ضم الجناح الكونيعني سكن روعك واخفض عليك جأشك لأن من شأن الخائف أن يضطرب قلبه ويرتعد بدنه.قالرب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون،‏ وأخي هارون هو أفصح مني لسانا.وإنما قال ذلك للعقدةالتي كانت في لسانه من وضع الجمرة فيه فأرسله معي ردءا عونا يقال ردأته أي أعنته.‏ يصدقنيقرأ ابن عمر وعامر وحمزة برفع القاف على الحال أي ردا مصدقا وقرأ الآخرون بالجزم علىجواب الدعاء والتصديق لهارون في قول الجميع قال مقاتل لكي يصدقني فرعونإني أخاف أن يكذبون يعني فرعون وقومه(١).‏[ول َما أَن جاءت ْ رسل ُن َا ل ُوط ًا سِيء بِهِم وضاق َ بِهِم ذ َرعا وق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ ول َا ت َحزن إِن َّا من َجوك( ٢ )وأَهل َك إِل َّا امرأَت َك ك َان َت ْ مِن الغ َابِرِين‏]‏ .يقول تعالى ذكره ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى من االله بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوبقالوا إنا مهلكوا أهل هذه القرية يقول قالت رسل االله لإبراهيم إنا مهلكو أهل هذه القرية قرية سدوموهي قرية قوم لوط إن أهلها كانوا ظالمين يقول إن أهلها كانوا ظالمي أنفسهم بمعصيتهم االلهوتكذيبهم رسول االلهrابن عباس قوله ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى إلى قوله نحن أعلمبمن فيها قال فجادل إبراهيم الملائكة في قوم لوط أن يتركوا قال فقال أرأيتم إن كان فيها عشرةأبيات من المسلمين أتتركونهم فقالت الملائكة ليس فيها عشرة أبيات ولا خمسة ولا أربعة ولاثلاثة ولا اثنان(٣). قال فحزن على لوط وأهل بيته فقال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيهالننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين فذلك قوله يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواهمنيب فقالت الملائكة يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردودفبعث االله إليهم جبرائيلrفانتسف المدينة وما فيها بأحد جناحية فجعل عاليها سافلها وتتبعهمبالحجارة بكل أرض.القول في تأويل قوله تعالى قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينهوأهله إلا امرأته كانت من الغابرين.يقول تعالى ذكره قال إبراهيم للرسل من الملائكة إذ قالوا له إنامهلكوا أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين فلم يستثنوا منهم أحدا إذ وصفوهم بالظلم إن فيها لوطاوليس من الظالمين بل هو من رسل االله وأهل الإيمان به والطاعة له فقالت الرسل له نحن أعلم بمنفيها من الظالمين الكافرين باالله منك وإن لوطا ليس منهم بل هو كما قلت من أولياء االله لننجينه(1)(2)(3)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏العنكبوت:‏‎٣٣‎‏.‏.٤٤٥انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٠‎‏:‏.١٤٧٢١١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وأهله من الهلاك الذي هو نازل بأهل قريته إلا امرأته كانت من الغابرين الذين أبقتهم الدهوروالأيام وتطاولت أعمارهم وحياتهم وأنهمهالكة من بين أهل لوط مع قومهابهم وضاق‏.القول في تأويل قوله تعالىولما أن جاءت رسلنا لوطا سيءبهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين.‏يقول تعالى ذكره ولما أن جاءت رسلنا لوطا من الملائكة سيء بهم يقول ساءته الملائكة بمجيئهمإليه وذلك أنهم تضيفوه فساءوه بذلك فقوله سيء بهم فعل بهم من ساءه بذلك.وذكر عن قتادة أنه كانيقول ساء ظنه بقومه وضاق بضيفه ذرعا.وعن قتادة قوله ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهموضاق بهم ذرعا قال بالضيافة مخافة عليهم مما يعلم من شر قومه.وقوله وقالوا لا تخف ولا تحزنيقول تعالى ذكره قالت الرسل للوط لا تخف علينا أن يصل إلينا قومك ولا تحزن مما أخبرناكمن أنا مهلكوهم وذلك أن الرسل قالت له يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع منالليل إنا منجوك من العذاب الذي هو نازل بقومك وأهلك يقول ومنجو أهلك معك إلا امرأتك فإنهاهالكة فيمن يهلك من قومها كانت من الباقين الذين طالت أعمارهم(١).‏[ومِن آَياتِهِ‏ يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين َزلُ‏ مِن السماءِ‏ ماء ف َيحيِي بِهِ‏ الأَرض بعد موتِها إِن فِي( ٢ )ذ َلِك ل َآَياتٍ‏ لِق َومٍ‏ يعقِل ُون‏]‏ .طرفة:‏ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا قيل المعنى أن يريكم فحذف أن لدلالة الكلام عليه قالوقيل هوألا أيهذا اللائمي أحضر الوغىوأن أشهد اللذات هل أنت مخلديعلى التقديم والتأخير أي ويريكم البرق من آياته وقيل؛ أي ومن آياته آية يريكم بهاالبرق أي من آياته أنه يريكم البرق خوفا وطمعا من آياته قاله الزجاج فيكون عطف جملة علىجملة خوفا ًالغيثلا؛أي للمسافر.وطمعا للمقيم قاله قتادة الضحاك(٣).‏،وخوفا من البرد أن يهلك الزرع وطمعا في المطر أن يحيي الزرعيكون البرق برقا خلبا لا يمطر وطمعا أن يكون ممطرا.‏ وأنشد قول الشاعر:‏وقال آخريكن برقك برقا خلبافقد أرد المياه بغير زاد سوىخوفا من الصواعق وطمعا فيوقالإن خير البرق ما الغيث معهابن بحر خوفا أن(٤).عدي لها برق الغمام والبرق الخلب(٥).(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٠‎‏:‏الروم:‏‎٢٤‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالبيت بلا نسبة.‏البيت بلا نسبة.‏.١٤٨.١٨ ج‎١٤‎‏:‏ ،٢١٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الذي لاالسحاب الذي لاغيث فيه كأنه خادع ومنه قيل لمن يعد ولا ينجز إنما أنت كبرق خلب والخلب أيضامطر.‏ فيه ويقال برق خلب بالإضافة وينزل من السماء ماء فيحيي الأرض بعدموتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون(١).‏[ضرب ل َك ُم مث َل ًا مِن أَن ْف ُسِك ُم هلْ‏ ل َك ُم مِن ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم مِن ش ُرك َاء فِي ما رزق ْن َاك ُم ف َأَن ْت ُم فِيهِ‏( ٢ )سواء ت َخ َاف ُون َهم ك َخِيف َتِك ُم أَن ْف ُسك ُم ك َذ َلِك ن ُف َصلُ‏ الآَياتِ‏ لِق َومٍ‏ يعقِل ُون‏]‏ .ضرب لكم مثلا من أنفسكم أيبين لكم شبها بحالكم وذلك المثل من أنفسكم ثم بين المثل فقال وهللكم من ما ملكت أيمانكمسواءأي عبيدكم وإمائكم.‏من شركاء فيما رزقناكم من المال.فأنتم وهم؛أي شرع أي هل يشارككم عبيدكم في أموالكم التي أعطيناكم تخافونهم كخيفتكم أنفسكمفيه؛أ يتخافون أن يشاركوكم في أموالكم ويقاسموكم.‏ كما يخاف الحر شريكه الحر في المال يكون بينهماأن ينفرد فيه بأمر دونه وكما يخاف الرجل شريكه في الميراث وهو يحب أن ينفرد به.‏ قال ابنعباس تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضا فإذا لم تخافوا هذا من مالكم ولم ترضوا ذلكلأنفسكم فكيف رضيتم أن تكونوا آلهتكم التي تعبدونها شركائي وهم عبيدي.ومعنى قوله أنفسكمأمثالكم من الأحرار(٣).‏[ت َت َجاف َى جن ُوبهم عنِ‏ المضاجِعِ‏ يدعون ربهم خ َوف ًا( ٤ )وط َمعا ومِما رزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏ .أييقول تعالى ذكره تتنحى جنوب هؤلاء الذين يؤمنون بآيات االله الذين وصفت صفتهم وترتفع منمضاجعهم التي يضطجعون لمنامهم ولا ينامون يدعون ربهم خوفا وطمعا في عفوه عنهموتفضلهعليهم برحمته ومغفرته.‏ ومما رزقناهم ينفقون في سبيل االله ويؤدون منه حقوق االله التي أوجبهاعليهم فيه.وتتجافى تتفاعل من الجفاء والجفاء.وإنما وصفهم تعالى ذكره بتجافي جنوبهم عنالمضاجع لتركهم الاضطجاع للنوم شغلا بالصلاةجل ثناؤه أن جنوبهم تتجافى لها عن المضطجع‏.واختلف أهل التأويل في الصلاة التي وصفهمفقال بعضهم هي الصلاة بين المغرب والعشاء.‏وقال نزلت هذه الآية في قوم كانوا يصلون في ذلك الوقت.‏ قال قتادة قال أنس في قوله كانوا قليلا ًمن الليل ما يهجعون قال كانوا يتنفلون فيما بين المغرب والعشاء وكذلك تتجافى جنوبهم.والضحاك يقول في قوله تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا وهم قوم لايزالون يذكرون االله إما في صلاة وإما قياما وإما قعودا وإما إذا استيقظوا من(1)(2)(3)(4)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالروم:‏‎٢٨‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏السجدة:‏‎١٦‎‏.‏.١٨ ج‎١٤‎‏:‏ ،.٤٨٢٢١٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تمنامهم هم قوم لا يزالون يذكرون االله(١).‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َاذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْ‏ مِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِك( ٢ )عل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏ .أشحة عليكم أي بخلاء عليكم بالمعاونة أو النفقة في سبيل االلهونصبه على الحالية من فاعل يأنونإليكفاعلهأعينهم دورأو لمصدر تدورأحداقهم فيأو حال منسكرات الموت حذرا ً وخورا ً ولوكدوران عينهحداد.‏أو من المعوقينأو الظفر والغنيمة جمع شحيحأو على الذم.فإذا جاء الخوف رايتهم ينظرونكالذي يغشى عليه من الموت صفة لمصدر ينظرونأعينهمإذا بك؛أي ينظرون نظرا ً كائنا ً كنظرأو ينظرون كائنين كالذي الخ.‏أو حال منالمغشي عليه من معالجةأو تدورأعينهم دورانا كائناأو تدور أعينهم كائنة كعينه.‏ فإذا ذهب الخوف وحيزت الغنائم سلقوكم ضربوكم بألسنةوقالوا وفروا قسمتنا فإنا قد شاهدناكم وقاتلنا معكم وبمكاننا غلبتم عدوكم وبنا نصرتم عليهوالسلق البسط بقهر باليدأو باللسانذكر من صفات السوء.لم يؤمنواأعمال فتبطلعلى االله يسيرا ًأو‏.أشحة على الخير نصب على الحاليةبالإخلاصفأحبط االلهأولئك .أعمالهم.أي اظهر بطلانهاأبطل تصنعهم ونفاقهم فلم يبق مستتبعا لمنفعة دنيويةهينا ً وتخصيص يسره بالذكر معأصلا ً.‏ وكان ذلكأن كل شيء عليه تعالى يسير لبيانحقيقة بأن يظهر حبوطها لكمال تعاضد الدواعي وعدم الصوارف بالكلية(٣).الموصوفون بماإذ لم يثبت لهمأنالإحباطأعمالهم‏[إِذ ْ دخ َل ُوا عل َى داوود ف َف َزِع مِن ْهم ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ خ َصمانِ‏ بغ َى بعضن َا عل َى بعضٍ‏ ف َاحك ُم بين َن َا بِالحق ِّ( ٤ )ول َا ت ُش ْطِط ْ واهدِن َا إِل َى سواءِ‏ الصراطِ]‏ .وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب.يقول تعالى ذكره لنبيه محمد rوهل أتاك يا محمدنبأ الخصم وقيل إنه عني بالخصم في هذا الموضع ملكان وخرج في لفظ الواحد لأنه مصدر مثلالزور والسفر لا يثنى ولا يجمع.المحراب والمحراب مقدم كل مجلس وبيت وأشرفه.‏وقوله إذ تسوروا المحراب يقول دخلوا عليه من غير بابوقوله إذ دخلوا على داود فكرر إذ مرتينوكان بعض أهل العربية يقول في ذلك قد يكون معناهما كالواحد كقولك ضربتك إذ دخلتعلي إذ اجترأت فيكون الدخول هو الاجتراء ويكون أن تجعل إحداهما على مذهب لما.‏(1)(2)(3)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢١‎‏:‏الأحزاب:‏‎١٩‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٧‎‏:‏.١٠٥.٩٧.٢٢: ص)‏ 4)٢١٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


فكأنه قال إذ تسوروا المحراب لما دخلوا قال وإن شئت جعلت لما في الأول فإذا كان لما أولاأو آخرا فهي بعد صاحبتها كما تقول أعطيته لما سألني فالسؤال قبل الإعطاء في تقدمه وتأخرهوقوله ففزع منهم يقول القائل وما كان وجه فزعه منهما وهما خصمان فإن فزعه منهما كانلدخولهما عليه من غير الباب الذي كان المدخل عليه فراعه دخولهما كذلك عليه.‏وقيل إن فزعهكان منهما لأنهما دخلا عليه ليلا في غير وقت نظره بين الناس قالوا لا تخف.‏ يقول تعالى ذكره قالله الخصم لا تخف يا داود وذلك لما رأياه قد ارتاع من دخولهما عليه من غير الباب.‏محذوف استغني بدلالة ما ظهر من الكلام منه وهو مرافع خصمان وذلك نحن.‏وفي الكلاموإنما جاز تركإظهار ذلك مع حاجة الخصمين إلى المرافع لأن قوله خصمان فعل للمتكلم والعرب تضمر للمتكلموالمكلم والمخاطب ما يرفع أفعالهما ولا يكادون أن يفعلوا ذلك بغيرهما فيقولون للرجل يخاطبونهأمنطلق يا فلان ويقول المتكلم لصاحبه أحسن إليك وتجمل وإنما يفعلون ذلك كذلك في المتكلموالمكلم لأنهما حاضران(١). وقوله عز وجل بغى بعضنا على بعض يقول تعدى أحدنا على صاحبهبغير حق فاحكم بيننا بالحق يقول فاقض بيننا بالعدل ولا تشطط يقول ولا تجر ولا تسرف فيحكمك بالميل منك مع أحدنا على صاحبه.وفيه لغتان أشط وشط ومن الإشطاطأهل التأويلالصراطعن قتادة‏.قالوا ذكرولا تشطط أي لا تملوكالذي قلنا أيضا في قولهقتادة و أهدنا إلى سواء الصراط إلى عدله وخيره.‏قال إلى الحق الذي هو الحق الطريق المستقيم ولا تشطط تذهب إلى غيرها( ٣ )] ق ُلْ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ إِن عصيت ُ ربي عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏ .. ولا تشطط قالوأهدناإلى سواءوأهدنا إلى سواء الصراط(٢).وقوله تعالى قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم يقول تعالى ذكره قال يا محمدلهم إني أخاف إن عصيت ربي فيما أمرني به من عبادته مخلصا له الطاعة ومفرده بالربوبيةعذاب يوم عظيم يعني عذاب يوم القيامة ذلك هو اليوم الذي يعظم هو له القول(٤).( ٥ )‏[ل َهم مِن ف َوقِهِم ظ ُل َلٌ‏ مِن الن َّارِ‏ ومِن ت َحتِهِم ظ ُل َلٌ‏ ذ َلِك يخ َوف ُ االلهُ‏ بِهِ‏ عِباده يا عِبادِ‏ ف َات َّق ُونِ]‏ .لهم من فوقهم ظلل من النارتلتهب عليهم ومنتحتهم ظللالظلل عبارة عن أطباق النارأي لهم من فوقهم أطباق من النارأي أطباق من النار وسمى ما تحتهم ظللا لأنها تظل من تحتها منأهل النار؛ لأن طبقات النار صارت في كل طبقة منها طائفة من طوائف الكفار ومثل(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٣‎‏:‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٣‎‏:‏الزمر:‏‎١٣‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٣‎‏:‏الزمر:‏‎١٦‎‏.‏.١٤٢.١٤٣.٢٠٤٢١٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


هذه الآية قوله لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش.‏أرجلهم.والإشارة بقوله ذلك إلى ما تقدم ذكره من وصف عذابهميخوف االله به عبادهفاتقون أي اتقوا هذهأن الغالبوالكفارفي مبالغةوقوله يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحتأي يحذرهم بما توعد به الكفار من العذاب ليخافوه فيتقوه.في النار وهو مبتدأ وخبره.‏ قولهوهو معنىعباد ياالمعاصي الموجبة لمثل هذا العذاب على الكفار ووجه تخصيص العباد بالمؤمنينفي القرآن إطلاق لفظ العباد عليهم وقيل هو للكفار وأهلالمعاصي.‏ وقيل هوعام للمسلمينوالذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها الموصول مبتدأ وخبره قوله لهم البشرى والطاغوت بناءالمصدر كالرحموت والعظموت وهو الأوثان والشيطان.‏عبادتهم باالله Uوقوله أن يعبدوهاعبادة(١).أعرضوا عن عبادته وخصوافي محل نصب على البدل من الطاغوت بدل اشتمال كأنه قال اجتنبوا‏[أَل َيس االلهُ‏ بِك َافٍ‏ عبده ويخ َوف ُون َك بِال َّذِين مِن دونِهِ‏ ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏( ٢ ).القول في تأويل قوله تعالى أليس االله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل االله فما له منهاد ومن يهد االله فما له من مضل أليس االله بعزيز ذي انتقام.بمعنى أليس االله بكاف محمدا وأنبياءه منقبله ما خوفتهم أممهم من أن تنالهم آلهتهم.‏وعنالسدي أليس االله بكاف عبده يقول محمدr. وقولهويخوفونك بالذين من دونه يقول تعالى ذكره لنبيه محمد r. ويخوفك هؤلاء المشركون يا محمد بالذينمن دون االله من الأوثان والآلهة أن تصيبك بسوء ببراءتك منها وعيبك لها واالله كافيك ذلك.‏وقوله ومنيضلل االله فما له من هاد يقول تعالى ذكره ومن يخذله االله فيضله عن طريق الحق وسبيل الرشد فما لهسواه من مرشد ومسدد إلى طريق الحق وموفق للإيمان باالله وتصديق رسوله والعمل بطاعته ومن يهداالله فما له من مضل يقول ومن يوفقه االله للإيمان به والعمل بكتابه فما له من مضل يقول فما له منمزيغ يزيغه عن الحق الذي هو عليه إلى الارتداد إلى الكفر.‏ أليس االله بعزيز ذي انتقام يقول جل ثناؤهأليس االله يا محمد بعزيز في انتقامه من كفرة خلقه ذي انتقام من أعدائه الجاحدين وحدانيته(٣).‏[وق َالَ‏ فِرعون ذ َرونِي أَق ْت ُلْ‏ موسى ول ْيدع ربه إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يبدلَ‏ دِين َك ُم أَو أَن يظ ْهِر فِي الأَرضِ‏(٤)الف َساد‏]‏ .وقال فرعون ذروني اقتل موسى كان ملؤهإذا هم بقتله عليه الصلاة والسلام وكفوه بقولهم ليس هذابالذي تخافه فإنه أقل من ذلك وأضعف وما هو إلا بعض السحرة وبقولهم إذا قتلته أدخلت على الناسشبهة واعتقدوا أنك عجزت عن معارضته بالحجة.‏ وعدلتالمقارعة إلى(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏الزمر:‏‎٣٦‎‏.‏.٤٥٦انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٤‎‏:‏غافر:‏‎٢٦‎‏.‏.٦-٥٢١٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


بالسيف والظاهر من دهاء اللعين ونكارتهوما هو بسحر ولكن كان يخافوإيهاما ً أنهم هم الكافون له عن قتلهإن هم بقتله(١).أنه كان قد استيقن( ٢ )‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم مِث ْلَ‏ يومِ‏ الأَحزابِ]‏ .أنه نبي وأن ما جاء به آيات باهرة،‏أن يعاجل بالهلاك وكان قوله هذا تمويها على قومهوقال الذي آمن يقوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذينمن بعدهم وما االله يريد ظلما للعباد.‏يقول تعالى ذكره وقال المؤمن من آل فرعون لفرعون وملئه ياقوم إني أخاف عليكم بقتلكم موسى إن قتلتموه مثل يوم الأحزاب الذين تحزبوا على رسل االله نوحوهود وصالح فأهلكهم االله بتجرئهم عليه فيهلككم كما أهلكهم( ٤ )‏[ويا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم يوم الت َّن َادِ]‏ .(٣).يوم القيامة يدعى كل أناس بإمامهم وينادي بعضهم بعضا فينادي أصحاب الجنة أصحاب الناروأصحاب النار أصحاب الجنة وينادى أصحاب الأعراف وينادى بالسعادة والشقاوة ألا إن فلان بنفلان قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا وفلان ابن فلان قد شقى شقاوة لا يسعد بعدها أبدا.‏حين يذبح الموت يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النارخلود فلا موت(٥).وينادى‏[إِن ال َّذِين ق َال ُوا ربن َا(٦)االلهُ‏ ث ُم است َق َاموا ت َت َن َزلُ‏ عل َيهِم المل َائِك َة ُ أَل َّا ت َخ َاف ُوا ول َا ت َحزن ُوا وأَبشِروا بِالجن َّةِ‏ ال َّتِي ك ُن ْت ُم ت ُوعدون‏]‏ .إن الذين قالوا ربنا االلهأي وحده لا شريك له ثم استقاموا على التوحيد ولم يلتفتوا إلى إله غيراالله.‏ قال جماعة من الصحابة والتابعين معنى الاستقامة إخلاص العمل الله وقال قتادة وابن زيد ثماستقامواعلى طاعة االله وقال الحسن استقاموا على أمر االله فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته وقالمجاهد وعكرمة استقاموا على شهادة أن لا إله إلا االله حتى ماتوا.‏ وقالما قالوا،‏وقال الربيع أعرضوا عما سوى االله وقال الفضيل بن عياض زهدوافي الباقية.‏ تتنزل عليهم الملائكة من عند االله سبحانه بالبشرىالثوري عملوا على وفاقفي الفانية ورغبواالتي يريدونها من جلب نفع أو دفعضر أو رفع حزن قال ابن زيد ومجاهد تتنزل عليهم عند الموت وقال مقاتل وقتادة إذا قاموا منقبورهم للبعث وقال وكيع البشرى فى ثلاثة مواطن عند الموت وفي(1)(2)(3)(4)(5)(6)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٧‎‏:‏غافر:‏‎٣٠‎‏.‏.٢٧٤انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٤‎‏:‏غافر:‏.٦٠.٣٢انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٤‎‏:‏فصلت:‏‎٣٠‎‏.‏.٩٧٢١٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


القبر وعند البعث.‏ أنلا تخافوا ولا تحزنوا أنهي المخففة أو المفسرة أو الناصبة و لا علىالوجهين الأولين ناهية وعلى الثالث نافية والمعنى لا تخافوا مما تقدمون عليه من أمور الآخرة.‏ولا تحزنوا على ما فاتكم من أمور الدنيا من أهل وولد ومال قال مجاهد لا تخافوا الموت ولاتحزنوا على أولادكم فإن االله خليفتكم عليهم وقال عطاء لا تخافوا رد ثوابكم فإنه مقبول ولا تحزنواعلى ذنوبكمفإني أغفرها لكم.‏والظاهر عدم تخصيص تنزل الملائكة عليهم بوقت معين وعدم تقييدنفى الخوف والحزن بحالة مخصوصة كما يشعر به حذف المتعلق فى الجميع.‏ وأبشروا بالجنةكنتم توعدون بهافي الدنيا فإنكم واصلون إليها مستقرون بها خالدونبما هو أعظم من ذلك كله فقال نحن أولياؤكملحفظكم ومعونتكممخافة وقيل إن هذا من قول الملائكة(١).(٣).في الحياة الدنيا وفى الآخرة.‏التيفي نعيمها ثم بشرهم سبحانهأي نحن المتولونفي أمور الدنيا وأمور الآخرة ومن كان االله وليه فاز بكل مطلب ونجا من كل(٢)‏[يا عِبادِ‏ ل َا خ َوف ٌ عل َيك ُم اليوم ول َا أَن ْت ُم ت َحزن ُون‏]‏ .يا عباد أي فيقال لهم يا عبادي.لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون روي عن المعتمر بنسليمان عن أبيه قال سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع فينادي مناديا يا عباد لاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون فيرجوها الناس كلهم فيتبعها الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين.‏فييأس الناس منها غير المسلمين فيقال لهم ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون تسرون وتنعمون( ٤ )‏[إِن ال َّذِين ق َال ُوا ربن َا االلهُ‏ ث ُم است َق َاموا ف َل َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .أولئك أصحاب الجنة خالدين فيهاالذي لا إله غيره ثم استقاموا على تصديقهمجزاء بما كانوا يعملون يقول تعالى ذكره إن الذين قالوا ربنا االلهبذلك فلم يخلطوه بشرك ولم يخالفوا االله في أمره ونهيهفلا خوف عليهم من فزع يوم القيامة وأهواله ولا هم يحزنون على ما خلفوا وراءهم بعد مماتهم.‏وقوله أولئكأصحاب الجنة يقول تعالى ذكره هؤلاء الذين قالوا هذا القول واستقاموا أهل الجنةوسكانها خالدين فيها يقول ماكثين فيها أبدا ً جزاء بما كانوا يعملون.‏ يقول ثوابا ًأعمالهم الصالحة التي كانوا في الدنيا يعملونها(٥).لهم آتيناهم ذلك على(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏الزخرف:‏‎٦٨‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٤‎‏:‏الأحقاف:‏‎١٣‎.٥١٥.١٤٥انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٦‎‏:‏.١٥٢١٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏ الن ُّذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا ا ‏َالله( ١ )إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏ .يقول تعالى ذكره لنبيه محمدrواذكر يا محمد لقومك الرادين عليك ما جئتهم به من الحق هودأخا عاد فإن االله بعثك إليهم كالذي بعثه إلى عاد فخوفهم أن يحل بهم من نقمة االله على كفرهم ما حلبهم إذ كذبوا رسولنا هودا إليهم إذ أنذر قومه عادا بالأحقاف.‏ وما استطال ولم يبلغ أن يكون جبلا وإياه غنى الأعشى:‏فبات إلى أرطاة حقف تلفهالأحقاف جمع حقف وهو من الرملحريق شمال يترك الوجه أقتماواختلف أهل التأويل في الموضع الذي به هذه الأحقاف فقال بعضهم هي جبل بالشام ذكر من قالعن ابن عباس واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف قال الأحقاف جبل بالشام.‏ وقوله وقد خلتالنذور من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا االله يقول تعالى ذكره وقد مضت الرسل بإنذار أممهامن بين يديه يعني من قبل هود ومن خلفه يعني ومن بعد هود.وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد االلهوقد خلت النذر من بين يديه ومن بعده ألا تعبدوا إلا االله يقول لا تشركوا مع االله شيئا في عبادتكمإياه ولكن أخلصوا له العبادة وأفردوا له الألوهية إنه لا إله غيره وكانوا فيما ذكر أهل أوثانيعبدونها من دون االله.‏وقوله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيلهود لقومه إني أخاف عليكم أيها القوم بعبادتكم غير االله عذاب االله في يوم عظيم وذلك يوم يعظمهوله وهو يوم القيامة(٢).‏[ل َق َد صدق َ االلهُ‏ رسول َه الرؤْيا بِالحق ِّ ل َت َدخ ُل ُن المسجِد الحرام إِن ش َاء االلهُ‏ آَمِنِين محل ِّقِين رءوسك ُمومق َصرِين ل َا ت َخ َاف ُون ف َعلِم ما ل َم ت َعل َموا ف َجعلَ‏ مِن دونِ‏ ذ َلِك ف َت ْحا ق َرِيبا]‏لقد صدق االله رسوله الرؤيا رأى رسول االلهمكة آمنين وقد حلقواrقبل خروجه(٣).إلى الحديبية كأنه وأصحابه قد دخلوارؤوسهم وقصروا فقص الرؤيا على أصحابه ففرحوا واستبشروا وحسبوا أنهمداخلوها في عامهم فلما تأخر ذلك قال عبد االله بن أبي وعبد االله بن نفيل ورفاعة بن الحرث واالله ماحلقنا ولا قصرنا ولا رأينا المسجد الحرام فنزلتأي صدقه r في رؤياه كما في قولهم صدقنى سنبكره وتحقيقه أراه الرؤيا الصادقة.‏ وقوله تعالى بالحق إما صفة لمصدر مؤكد محذوفأي بالحق.‏ ملتبسا ًبالغرض الصحيحوالمتزلزل فيه،‏ أو حال من الرؤيايكون قسما ً بالحق الذي هو منوالحكمةالتي البالغةأي صدقاهي التمييز بين الراسخ في الإيمانأي ملتبسة بالحق ليست من قبيل أضغاث الأحلام.‏أسماء االله تعالى أو بنقيض الباطل.‏ وقولهوقد جوز أن(1)(2)(3)الأحقاف:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٦‎‏:‏الفتح:‏‎٢٧‎‏.‏.٢٤٢١٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تعالى لتدخلن المسجد الحرام جوابه وهو على الأولين جواب قسم محذوفأيواالله لتدخلن الخ.‏وقوله تعالى إن شاء االله تعليق للعدة بالمشيئة لتعليم العباد أو للإشعار بأن بعضهم لا يدخلونه لموتأو غيبة أو غير ذلك أو هي حكاية لما قاله ملك الرؤيا لرسول االلهآمنين حال من فاعل لتدخلن والشرط معترض وكذا.‏ قوله تعالى محلقينrأول لما قاله uلأصحابهرؤوسكم ومقصرين أيمحلقا بعضكم ومقصرا آخرون وقيل محلقين حال من ضمير آمنين فتكون متداخلة.لا تخافونمؤكدة من فاعل لتدخلن أو آمنين أو محلقين أو مقصرين أو استئنافلم تعلمواعليه.‏عطف على صدق والمراد بعلمه تعالى العلمأي فعلم عقيب ماأراه الرؤيا الصادقة مابالصدق علما فعليا فجعل لأجله من دون ذلك.‏الفعلي المتعلقلم تعلموا من الحكمة الداعيةحالأي لا تخافون بعد ذلك فعلم مابأمر حادث بعد المعطوفإلى تقديم ما يشهدأي من دون تحقق مصداق ما رآه من دخول المسجدالحرام.‏ فتحا قريبا وهو فتح خيبر والمراد بجعله وعده وإنجازه من غير تسويف ليستدل بهعلى صدق الرؤيا حسبما قال ولتكون آية للمؤمنين وأما جعل ما في قوله تعالى ما لم تعلموا عبارةعن الحكمة في تأخير فتح مكة إلى العام القابل كما جنح إليه الجمهور(١).( ٢ )‏[ن َحن أَعل َم بِما يق ُول ُون وما أَن ْت َ عل َيهِم بِجبارٍ‏ ف َذ َك ِّر بِالق ُرآَنِ‏ من يخ َاف ُ وعِيدِ]‏ .نحن أعلم بما يقولون أي من تكذيبك وشتمك وما أنت عليهم بجبار أي بمسلط تجبرهم علىالإسلام فتكون الآية منسوخة بالأمر بالقتال والجبار من الجبرية والتسلط إذ لامجبر كما لا يقال خراج بمعنى مخرج.‏وكان قتادة يقول اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك ويرجو موعدك( ٤ )‏[ف َأَوجس مِن ْهم خِيف َة ً ق َال ُوا ل َا ت َخ َف ْ وبش َّروه بِغ ُل َامٍ‏ علِيمٍ]‏ .يقال جبار بمعنىوإني وإن أوعدته أو وعدته لمخلف إبعادي ومنجز وعدي(٣).(٥).فأوجس منهم أضمر في نفسه خيفة لتوهم أنهم جاؤا للشر وقيلوقع في قلبه أنهمملائكة جاؤا للعذاب قالوا لا تخف قيل مسح جبريل uالعجل بجناحه فقام يندرج حتى لحقبأمه فعرفهم وأمن منهم وبشروه بغلام هو إسحاق عليه السلام عليم عنه بلوغه واستوائه(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٨‎‏:‏ق:‏‎٤٥‎‏.‏.١١٣انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالذاريات.٢٩ ج‎١٧‎‏:‏ ،.٢٨:انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٧‎‏:‏.١٠-٩٢٢٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


( ١ )‏[وت َرك ْن َا فِيها آَية ً لِل َّذِين يخ َاف ُون العذ َاب الأَلِيم‏]‏ .وتركنا فيها أي في مدينة قوم لوط آية عبرة للذين يخافون العذاب الأليم؛ أي علامة للخائفين تدلهمعلى أن االله تعالى أهلكهم فيخافون مثل عذابهم.‏وفي موسى أي وتركنا في إرسال موسى آيةوعبرة وقيل هو معطوف على قوله وفي الأرض آيات للموقنين وفي موسى إذ أرسلناه إلىفرعون بسلطان مبين بحجة ظاهرة(٢).( ٣ )‏[ك َمث َلِ‏ الش َّيط َانِ‏ إِذ ْ ق َالَ‏ لِل ْإِن ْسانِ‏ اك ْف ُر ف َل َما ك َف َر ق َالَ‏ إِن ِّي برِي ء مِن ْك إِن ِّي أَخ َاف ُ االلهَ‏ رب العال َمِين‏]‏ .قوله تعالى كمثل الشيطان فإنه خبر ثان للمبتدأ المقدر مبين لحالهم متضمن لحال أخرى لليهودوهى اغترارهم بمقابلة المنافقين أولا وخيبتهم آخرا وقد أجمل فى النظم الكريم حيث أسند كل منالخبرين إلى المقدر المضاف إلى ضمير الفريقين من غير تعيين ما أسند إليه بخصوصه ثقة بأنالسامع يرد كلا من المثلين إلى ما يماثله كأنه قيل مثل اليهودقبلهم الخ ومثل المنافقينللإنسانأكفر أيفيحلول العذاب بهم كمثل الذين منفي إغرائهم إياهم على القتال حسبما نقل عنهم كمثل الشيطان إذ قالأغراه على الكفر إغراء الآمر الأمور على المأمور به.فلما كفر قالإني برئ منكإني أخاف االله رب العالمين وإن أريد به أبو جهل فقوله تعالى اكفر عبارة عن قول إبليس يوم بدرلا غالب لكم اليوم من الناسإني أخاف االله(٤).وإني جار لكم وتبرؤه قوله يومئذإني برئ منكم( ٥ )‏[وأَن َّا ل َما سمِعن َا الهدى آَمن َّا بِهِ‏ ف َمن يؤْمِن بِربهِ‏ ف َل َا يخ َاف ُ بخ ْسا ول َا رهق ًا]‏ .إني أرى ما لا ترونوأنا لما سمعنا الهدى أي القرآن الذي هو الهدى بعينه آمنا به من غير تلعثم وتردد فمن يؤمنبربه وبما أنزله فلا يخاف فهو لا يخاف بخسا أي نقصا في الجزاء.ولا رهقا ً ولا أن ترهقه ذلة أوجزاء بخس.‏ولا رهق إذا لم يبخس أحدا حقا ولا رهق ظلم أحد.‏على أن من حق من آمن باالله تعالى أن يجتنب المظالم( ٧ )‏[ك َل َّا بلْ‏ ل َا يخ َاف ُون الآَخِرة َ]‏ .(٦).فلا يخاف جزاءهما وفيه دلالة(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7):٣٧. الذارياتانظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏الحشر:‏‎١٦‎‏.‏.٤٤١انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٨‎‏:‏الجن‎١٣:‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٩‎‏:‏المدثر:‏‎٥٣‎‏.‏.٢٣٢.٤٥٢٢١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


كلا بل لا يخافون الآخرة يعني عذاب الآخرة لأنهم لو خافوا النار لما اقترحوا الآيات وقيل كلابمعنى حقا ثم كرر الردع والزجر لهم فقال(١).‏[يوف ُون بِالن َّذ ْرِ‏ ويخ َاف ُون يوما ك َان ش َره مست َطِيرا]‏(٢).يوفون بالنذر أي لا يخلفون إذا نذروا وقال معمر عن قتادة لما فرض االله عليهم من الصلاةوالزكاة والصوم والحج والعمرة وغيره من الواجبات وقال مجاهد وعكرمة يوفون إذا نذروا فيحق االله جل ثناؤه وقال الفراء والجرجاني وفي الكلام إضمار أي كانوا يوفون بالنذر في الدنياوالعرب قد تزيد مرة كان وتحذف أخرى.والنذر حقيقته ما أوجبه المكلف على نفسه من شيء يفعلهوإن شئت قلت في حده النذر هو إيجاب المكلف على نفسه من الطاعات ما لو لم يوجبه لم يلزمهوقال الكلبي يوفون بالنذر أي يتممون العهود والمعنى واحد‏[إِن َّا ن َخ َاف ُ مِن ربن َا يوما عبوسا ق َمط َرِيرا]‏(٣).(٤).عبوسا من صفة اليوم أي يوما تعبس فيه الوجوه من هوله وشدته فالمعنى نخاف يوما ذا عبوسوقال ابن عباس يعبس الكافر يومئذ حتى يسيل منه عرق كالقطران.وعن ابن عباس العبوسالضيق والقمطرير.لقمطرير الشديد.‏اشتد وقال الأخفش القمطرير أشد ماقول العرب يوم قمطرير وقماطر وعصيب بمعنى واقمطر إذايكون من الأيام وأطوله في البلاء يقال أقمطر اليوموأزمهر اقمطرارا ً وازمهرار أوهو القمطرير والزمهرير ويوم مقمطر إذا( ٦ )‏[وأَما من خ َاف َ مق َام ربهِ‏ ون َهى الن َّف ْس عنِ‏ الهوى]‏ .كان صعبا شديدا(٥).وأما من خاف مقام ربه وقال الكلبي نزلت في من هم بمعصية وقدر عليها في خلوة ثم تركها منخوف االله ونحوه عن ابن عباس يعني من خاف عند المعصية مقامه بين يدي االله فانتهى عنها(٧).( ٨ )‏[ول َا يخ َاف ُ عق ْباها]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الإنسان:‏‎٧‎‏.‏.٣٣٣انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالإنسان:‏‎١٠‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالن َّازعات:‏‎٤٠‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالشمس:‏‎١٥‎‏.‏ج‎١٩‎‏:‏ ،ج‎١٩‎‏:‏ج‎١٩‎‏:‏.١٢٧.١٣٥.٢٠٩،،٢٢٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وأما من خاف مسألة االله إياه عند وقوفه يوم القيامة بين يديه فاتقاه بأداء فرائضه واجتنابمعاصيه ونهى النفس عن الهوى يقول ونهى نفسه عن هواها فيما يكرهه االله ولا يرضاهمنها فزجرها عن ذلك وخالف هواها إلى ما أمره به ربه فإن الجنة هي المأوى يقول فإن الجنة هيمأواه ومنزله يوم القيامة(١).(٢)‏[ال َّذِي أَط ْعمهم مِن جوعٍ‏ وآَمن َهم مِن خ َوفٍ]‏ .الذي أطعمهم من جوع أي أطعمهم بسبب تينك الرحلتين من جوع شديد كانوا فيه قبلهما وقيل إنهذا الإطعام هو أنهم لما كذبوا النبي صلى االله عليه واله وسلم دعا عليهم فقال اللهم اجعلها عليهمسنين كسنين يوسف فاشتد القحط فقالوا يا محمد ادع االله لنا فإنا مؤمنون فدعا فأخصبوا وزال عنهمالجوع وارتفع القحط.وآمنهم من خوف أي من خوف شديد كانوا فيه قال ابن زيد كانت العرب يغيربعضها على بعض ويسبي بعضها بعضا فأمنت قريش من ذلك لمكان الحرم وقال الضحاك والربيعوشريك وسفيان آمنهم من خوف الحبشة مع الفيل.(٣)(1)(2)(3)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٣٠‎‏:‏قريش:‏‎٤‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏.٤٨.٨٩٤٢٢٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث الثانيمضامين الخشية‏[ث ُم ق َست ْ ق ُل ُوبك ُم مِن بعدِ‏ ذ َلِك ف َهِي ك َالحِجارةِ‏ أَو أَش َد ق َسوة ً وإِن مِن الحِجارةِ‏ ل َما يت َف َجر مِن ْه الأَن ْهار وإِن( ١ )مِن ْها ل َما يش َّق َّق ُ ف َيخ ْرج مِن ْه الماء وإِن مِن ْها ل َما يهبِط ُ مِن خ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ وما االلهُ‏ بِغ َافِلٍ‏ عما ت َعمل ُون‏]‏ .قوله تعالى ثم قست قلوبكم من بعد ذلك القسوةالصلابة والشدة واليبس.‏ وهي عبارة عنخلوها من الإنابة والإذعان لآيات االله تعالى قال أبو العالية وقتادة وغيرهما المراد قلوب جميع بنيإسرائيل وقال ابن عباسالمراد قلوب ورثة القتيل لأنهم حين حيي وأخبر بقاتله وعاد إلى موتهأنكروا قتله وقالوا كذب بعد ما رأوا هذه الآية العظمى فلم يكونوا قط أعمى قلوبا ولا أشد تكذيباrلنبيهم منهم عند ذلك لكن نفذ حكم االله بقتله.‏ روى الترمذي عن عبداالله بن عمر قال قال رسوللا تكثروا الكلام بغير ذكر االله فإن كثرة الكلام بغير ذكر االله قسوة للقلب وإن أبعد الناس من االله القلبrالقاسي.‏قال رسول االلهأربعة من الشقاء جمود العين وقساء القلب وطول الأمل والحرص علىالدنيا.‏ قوله تعالى فهي كالحجارة أو أشد قسوةأو قيل هي بمعنى الواو كما قال آثما أو كفورا عذراأو نذرا.‏وقيل معناه التخيير أي شبهوها بالحجارةتصيبوا أو بأشد من الحجارة تصيبوا.أيهاالمخاطبون وفي نظركم أن لوشاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة.‏وفي قولهكالحجارة.‏وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماءقد تقدم معنى(٢).‏[ومِن حيث ُ خ َرجت َ ف َول ِّ وجهك ش َط ْر المسجِدِ‏ الحرامِ‏ وحيث ُ ما ك ُن ْت ُم ف َول ُّوا وجوهك ُم ش َط ْره لِئَل َّا يك ُون( ٣ )لِلن َّاسِ‏ عل َيك ُم حجة ٌ إِل َّا ال َّذِين ظ َل َموا مِن ْهم ف َل َا ت َخ ْش َوهم واخ ْش َونِي ولِأُتِم نِعمتِي عل َيك ُم ول َعل َّك ُم ت َهت َدون‏]‏ .ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وإنه للحق من ربك وما االله بغافل عماتعملون.ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره.وإنماكرره لتأييد النسخ لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا اختلفوا في تأويل هذه الآية ووجه قولهإلا فقال بعضهم معناه حولت القبلة إلى الكعبة لئلا يكون للناس عليكم حجة إذا توجهتك إلى غيرها.‏فيقولون ليست لكم قبلة إلا الذين ظلموا وهم قريش واليهود فأما قريش فتقول رجع محمد إلىالكعبة لأنه علم أنها الحق وأنها قبلة آبائه فكذلك يرجع إلى(1)(2)(3)البقرة:‏‎٧٤‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القران،‏ ج‎١‎‏:‏البقرة:‏‎١٥٠‎‏.‏.٤٦٥٢٢٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ديننا.وأما اليهود فتقول لم ينصرف عن بيت المقدس مع علمه بأنه حق إلا أنه يعمل برأيه وقالقوم لئلا يكون للناس عليكم حجة يعني اليهود وكانت حجتهم على طريق المخاصمة على المؤمنينفي صلاتهم إلى بيت المقدس أنهم كانوا يقولون ما درى محمد r‏.وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهمنحن وقوله.‏إلا الذين ظلموا وهم مشركوا مكة وحجتهم أنهم قالوالما صرفت قبلتهم إلى الكعبة إنمحمدا قد تحير في دينه وسيعود إلى ملتنا كما عاد إلى قبلتنا وهذا معنى قول مجاهد وعطاء وقتادةوعلى هذين التأويلين يكون الاستثناء صحيحا.‏ وقوله إلا الذين ظلموامشركوايعني لا حجة لأحد عليكم إلاقريش فإنهم يحاجونكم فيجادلونكم ويخاصمونكم بالباطل والظلم والاحتجاج بالباطليسمى حجة.‏ كما قال االله تعالى حجتهم داحضة عند ربهم.‏ فلا تخشوهم في انصرافكم إلى الكعبةوفي تظاهرهم عليكم بالمجادلة فإني وليكم أظهركم عليهم بالحجة والنصرة.واخشوني ولأتم نعمتيعليكمعطف.‏ على قوله لئلا يكون للناس عليكمإبراهيم فتتم به لكم الملة(١).حجة ولكي أتم نعمتي عليكم بهدايتي إياكم إلى قبلة‏[ال َّذِين ق َالَ‏ ل َهم الن َّاس إِن الن َّاس ق َد جمعوا ل َك ُم ف َاخ ْش َوهم ف َزادهم إِيمان ًا وق َال ُوا حسبن َا االلهُ‏ ونِعم(٢)الوكِيلُ]‏ .الذين قال لهم الناسيعني الركب الذين استقبلوهم من عبد قيس أو نعيم بن مسعود الأشجعي.‏وأطلق عليه الناس لأنه من جنسهم كما يقال فلان يركب الخيل وما له إلا فرس واحدانضم إليه ناس من المدينة وأذاعوا كلامه.إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهملأنه ؛يعني أبا سفيانوأصحابه روي أنه نادى عند انصرافه من أحد يا محمد موعدنا موسم بدر القابل إن شئت فقال rإن شاء االله تعالى فلما كان القابل خرج في أهل مكة حتى نزل بمر الظهران فأنزل االله الرعبفي قلبه وبدا له أن يرجع فمر به ركب من عبد قيس يريدون المدينة للميرة فشرط لهم حمل بعيرمن زبيب أن ثبطوا المسلمين وقيل لقي نعيم بن مسعود وقد قدم معتمرا فسأله ذلك والتزم له عشرامن الإبل فخرج نعيم فوجد المسلمين يتجهزون فقال لهم أتوكم في دياركم فلم يفلت منكم أحد إلاشريد افترون أن تخرجوا وقد جمعوا لكم ففتروا فقال rوالذي نفسي بيده لأخرجن ولو لم يخرجمعي أحد فخرج في سبعين راكبا وهم يقولون حسبنا االله فزادهم إيمانا الضمير المستكن للمقولأو لمصدر قال أو لفاعله أن أريد به نعيم وحده والبارز للمقول لهم والمعنى إنهم لم يلتفتوا إليه ولميضعفوا بل ثبت به يقينهم باالله وازداددليل على أن الإيمان يزيد وينقص.وقالواإيمانهم وأظهروا حمية الإسلام وأخلصوا النية عندهوهو(1)(2)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎١‎‏:‏آل عمران:‏‎١٧٣‎‏.‏.١٢٩٢٢٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏حسبنا االله محسبنا وكافينا من أحسبه إذا كفاه ويدل على أنه بمعنى المحسب إنه لا يستفيد بالإضافةتعريفا في قولك هذا رجل حسبك ونعم الوكيل ونعم الموكول إليه هو فيه(١).( ٢ )‏[ول ْيخ ْش َ ال َّذِين ل َو ت َرك ُوا مِن خ َل ْفِهِم ذ ُرية ً ضِعاف ًا خ َاف ُوا عل َيهِم ف َل ْيت َّق ُوا االلهَ‏ ول ْيق ُول ُوا ق َول ًا سدِيدا]‏ .وليخشالذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهمأمر للأوصياء بأن يخشوا االله تعالىويتقوه في أمر اليتامى فيفعلوا بهم ما يحبون أن يفعل بذراريهم الضعاف بعد وفاتهم أو لمن حضرالمريض من العواد عند الإيصاء.‏ بأن يخشوا ربهم أو يخشوا أولاد المريض ويشفقوا عليهم شفقتهمعلى أولادهم فلا يتركوه أن يضر بهم بصرف المال عنهم أو للورثة بالشفقة على من حضر القسمةمن ضعفاء الأقارب واليتامى والمساكين متصورين أنهم لو كانوا أولادهم بقوا خلفهم ضعافا مثلهمهل يجوزون حرمانهم أو للموصين بأن ينظروا للورثة.‏ فلا يسرفوا في الوصية ولو بما في حيزهاصلة للذين على معنى وليخش الذين حالهم وصفتهم أنهم لو شارفوا أن يخلفوا ورثة ضعافا خافواعليهم الضياع وفي ترتيب الأمر عليه إشارة إلى المقصود إلى المقصود منه والعلة فيه وبعث علىالنساء الترحم وأن يحب لأولاد غيره ما يحب لأولاد نفسه وتهديد للمخالف بحال أولاده.‏وليقولوا قولا ً سديدا ً أمرهم بالتقوىإذ لانفع للأول بدون الثاني ثم أمرهم بأنالتي هي غاية الخشية بعد ما أمرهم بها مراعاة للمبدأ والمنتهىيقولوا لليتامى مثل ما يقولونلأولادهم بالشفقة وحسنالأدب أو للمريض ما يصده عن الإسراف في الوصية وتضييع الورثة ويذكره التوبة وكلمة الشهادةأو لحاضري القسمة عذرا ً ووعدا ً حسنا ً أو يقولوا في الوصية مالا يؤدى إلى تجاوز الثلث(٣).‏[ومن ل َم يست َطِع مِن ْك ُم ط َول ًا أَن ين ْكِح المحصن َاتِ‏ المؤْ‏ مِن َاتِ‏ ف َمِن ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم مِن ف َت َياتِك ُمالمؤْ‏ مِن َاتِ‏ وااللهُ‏ أَعل َم بِإِيمانِك ُم بعضك ُم مِن بعضٍ‏ ف َان ْكِحوهن بِإِذ ْنِ‏ أَهلِهِن وآَت ُوهن أُجورهن بِالمعروفِ‏محصن َاتٍ‏ غ َ ير مسافِحاتٍ‏ ول َا مت َّخِذ َاتِ‏ أَخ ْدانٍ‏ ف َإِذ َا أُحصِن ف َإِن أَت َين بِف َاحِش َةٍ‏ ف َعل َيهِن نِصف ُما علَى المحصن َاتِ‏ مِن العذ َابِ‏ ذ َلِك لِمن خ َشِي العن َت َ مِن ْك ُم وأَن ت َصبِروا خ َير ل َك ُم وااللهُ‏ غ َف ُور( ٤ )رحِيم‏]‏ .وقيل نزلت الآية في المتعة التي كانت ثلاثة أيام حين فتحت مكة ثم نسخت لما روي أنهأباحها ثم أصبح يقول يا أيها الناس إني كنت أمرتكم بالاستمتاع من هذه النساء ألا أن االلهr(1)(2)(3)(4)انظر،‏ البيضاوي،‏ أبو الخير عبد االله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي الشافعي أبو سعيد،‏ أنوار التنزيلوأسرار التأويل تفسير البيضاوي،‏ القاهرةالنساء:‏‎٩‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٢‎‏:‏النساء:‏‎٢٥‎‏.‏. مصر )ن )،،( ط‎٢‎‏،‏ ،١٩٠٠١١٧. ج‎٢‎‏:‏.١٤٨٢٢٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


حرم ذلك إلى يوم القيامة.‏ وهي النكاح المؤقت بوقت معلوم سمي بها إذ الغرض منه مجردالاستمتاع بالمرأة أو تمتيعها بما تعطي وجوزها ابن عباس رضي االله عنهما ثم رجع عنه إن االلهكان عليما بالمصالح حكيما فيما شرع من الأحكام.‏ ومن لم يستطع منكم طولا غنى واعتلاءوأصله الفضل والزيادة.‏ أن ينكح المحصنات المؤمنات في موضع النصب بطولا ً أو بفعل مقدرصفة له أي ومن لم يستطع منكم أن يعتلي نكاح المحصنات أو من لم يستطع منكم غنى يبلغ بهنكاح المحصنات يعني الحرائر لقوله فمما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات يعني الإماءالمؤمنات فظاهر الآية حجة للشافعي رضي االله تعالى عنه في تحريم نكاح الأمة.‏ على من ملك مايجعله صداق حرة ومنع نكاح الأمة الكتابية مطلقا وأول أبو حنيفة رحمه االله تعالى طولالمحصنات بأن يملك فراشهن على أن النكاح هو الوطء.‏ وحمل قوله من فتياتكم المؤمنات علىالأفضل.‏ كما حمل عليه في قوله المحصنات المؤمنات ومن أصحابنا من حمله أيضا على التقييدوجوز نكاح الأمة لمن قدر على الحرة الكتابية دون المؤمنة حذرا عن مخالطة الكفار وموالاتهموالمحذور في نكاح الأمة رق الولد وما فيه من المهانة ونقصان حق الزوج.‏ واالله أعلم بإيمانكمفاكتفوا بظاهر الإيمان فإنه العالم بالسرائر وبتفاضل ما بينكم في الإيمان فرب أمة تفضل الحرةفيه ومن حقكم أن تعتبروا فضل الإيمان لا فضل النسب والمراد تأنيسهم بنكاح الإماء ومنعهم عنالاستنكاف منه ويؤيده.‏ بعضكم من بعض أنتم و أرقاؤكم متناسبون نسبكم من آدم ودينكمالإسلام.فانكحوهن بإذن أهلهن يريد أربابهن واعتبار إذنهم مطلقا لا إشعار له على أن لهن أنيباشرن العقد بأنفسهم حتى يحتج به الحنفية.‏ وآتوهن أجورهن أي أدوا إليهن مهورهن بإذن أهلهنفحذف ذلك لتقدم ذكره أو إلى مواليهن فحذف المضاف للعلم بأن المهر للسيد لأنه عوض عن حقهفيجب أن يؤدي إليه وقال مالك رضي االله عنه المهر للأمة ذهابا إلى الظاهر.‏ بالمعروف بغيرمطل وإضرار ونقصان.‏ محصنات عفائف غير مسافحات غير مجاهرات بالسفاح.‏ ولا متخذاتأخدان أخلاء في السر فإذا أحصن بالتزويج.‏ فإن أتين بفاحشة زنى فعليهن نصف ما علىالمحصنات يعني الحرائر من العذاب من الحد لقوله تعالى وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنينوهو يدل على أن حد العبد نصف حد الحر وأنه لا يرجم لأن الرجم لا ينتصف ذلك أي نكاحالإماء.‏ لمن خشي العنت منكم لمن خاف الوقوع في الزنا وهو في الأصل انكسار العظم بعدالجبر مستعار لكل مشقة وضرر ولا ضرر أعظم من مواقعه الإثم بأفحش القبائح وقيل المراد بهالحد وهذا شرط آخر لنكاح الإماء.‏ وأن تصبروا خير لكم أي وصبركم عن نكاح الإماء متعففينخير لكم قال r الحرائر صلاح البيت والإماء هلاكه.‏ واالله غفور لمن لم يصبر.‏٢٢٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


رحيم بأن رخص له يريد االله ليبن لكم ما تعبدكم به من الحلال والحرام أو ما خفي عنكم منمصالحكم ومحاسن أعمالكمعن(١).‏[أَل َم ت َر إِل َى ال َّذِين قِيلَ‏ ل َهم ك ُف ُّوا أَيدِيك ُم وأَقِيموا الصل َاة َ وآَت ُوا الزك َاة َ ف َل َما ك ُتِب عل َيهِم القِت َالُ‏ إِذ َا ف َرِيق ٌمِن ْهم يخ ْش َون الن َّاس ك َخ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ أَو أَش َد خ َش ْية ً وق َال ُوا ربن َا لِم ك َت َبت َ عل َين َا القِت َالَ‏( ٢ )ق َرِيبٍ‏ ق ُلْ‏ مت َاع الدن ْيا ق َلِيلٌ‏ والآَخِرة ُ خ َير لِمنِ‏ ات َّق َى ول َا ت ُظ ْل َمون ف َتِيل ًا]‏ .ابن عباس أن عبدعز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقالإلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فنزلت الآيةالرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي rبمكة فقالوا يال َول َا أَخ َّرت َن َا إِل َى أَجلٍ‏نبي االله كنا فيإني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله االله تعالى‏.يخشون الناس أي مشركي مكة كخشية االله فهيعلى ما طبع عليه البشر من المخالفة قال السدي هم قوم أسلموا قبل فرض القتال فلما فرضكرهوه.‏ وقيل هو وصف للمنافقين.‏االله أو أشد خشية أي عندهم وفيوالمعنى يخشون القتل من المشركين كما يخشون الموت مناعتقادهم قلت وهذا أشبه بسياق الآية.‏ لقوله وقالوا ربنا لم كتبتعلينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب أي هلا ولا يليها إلا الفعل ومعاذ االله أن يصدر هذا القولمن صحابي كريم يعلم أن الآجال محدودة والأرزاق مقسومة بل كانوا لأوامر االله ممتثلين سامعينطائعين يرون الوصول إلى الدار الآجلة خيرا من المقام في الدار العاجلة على ما هو معروف منسيرتهم رضي االله عنهم اللهم إلا أن يكون قائله ممن لم يرسخ في الإيمان قدمه ولا انشرح بالإسلامجنانه فإن أهل الإيمان متفاضلون فمنهم الكامل ومنهم الناقص وهو الذي تنفر نفسه عما يؤمر بهفيما تلحقه فيه المشقة وتدركه فيه الشدة واالله أعلم قوله تعالى.‏ قل متاع الدنيا قليل إبتداء وخبر وكذاوالآخرة خير لمن اتقىوالاستمتاع بلذاتها(٣).أي المعاصي وقد مضى القول في هذا فيالبقرة ومتاع الدنيا منفعتها‏[حرمت ْ عل َيك ُم الميت َة ُ والدم ول َحم الخِن ْزِيرِ‏ وما أُهِل َّ لِغ َيرِ‏ االلهِ‏ بِهِ‏ والمن ْخ َنِق َة ُ والموق ُوذ َة ُ والمت َردية ُوالن َّطِيحة ُ وما أَك َلَ‏ السبع إِل َّا ما ذ َك َّيت ُم وما ذ ُبِح عل َى الن ُّ صبِ‏ وأَن ت َست َق ْسِموا بِالأَزل َامِ‏ ذ َلِك ُم فِسق ٌ اليوميئِس ال َّذِين ك َف َروا مِن دِينِك ُم ف َل َا ت َخ ْش َوهم واخ ْش َونِ‏ اليوم أَك ْمل ْت ُ ل َك ُم دِين َك ُم وأَت ْممت ُ عل َيك ُم نِعمتِيورضِيت ُ ل َك ُم(٤)الإِسل َام دِين ًا ف َمنِ‏ اضط ُر فِي مخ ْمصةٍ‏ غ َير مت َجانِفٍ‏ لِإِث ْمٍ‏ ف َإِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏ .(1)(2)(3)(4)انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلالنساء:‏‎٧٧‎تفسير البيضاوي،ج‎٢‎‏:‏.١٧٤-١٧١.انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالمائدة:‏‎٣‎‏.‏.٢٨٢ ج:‏ ،٢٢٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


حرمت عليكم الميتة المنخنقة وهي التي تختنق فتموت بأي وجه كان والموقوذة المقتولةضربا ً.‏ والمتردية التي تقع من أعلى إلى أسفل فتموت.‏والنطيحة التي قتلت نطحا.وما أكل منهالسبع فالباقي منه حرام ثم استثنى ما يدرك ذكاته من جميع هذه المحرمات فقال.إلا ما ذكيتم أي إلاما ذبحتم.‏ وما ذبح على النصب أي على اسم الأصنام فهو حرام.وأن تستقسموا بالأزلام.‏ تطلبواعلى ما قسم لكم من الخير والشر من الأزلام القداح التي كان أهل الجاهلية يجيلونها إذا أرادوا أمراذلكم أي الاستقسام من الأزلام فسق خروج عن الحلال إلى الحرام.‏ اليوم يعنى يوم عرفة عام حجرسول االلهمحمدr بعد الفتح.‏وأتباع دينه.‏يئس الذين كفروا أن ترتدوا راجعين إلى دينهم‏.فلا تخشوهم في مظاهرةواخشون في عبادة الأوثان اليوم.‏ يعني يوم عرفة أكملت لكم دينكم أحكام دينكمفلم ينزل بعد هذه الآية حلال ولا حرام،‏ وأتممت عليكم نعمتي يعني بدخول مكة آمنين كما وعدتكمفمن اضطرمتعرض لمعصية.‏حرم عليه.‏ رحيمإلى ما حرممما ذكر في هذه الآية في مخمصةمجاعة.‏ غير متجانف لإثم غيروهو أن يأكل فوق الشبع أو يكون عاصيا بسفره فإن االله غفوربأوليائه حيث رخص لهم.(١)له ما أكل مما‏[إِن َّا أَن ْزل ْن َا الت َّوراة َ فِيها هدى ون ُور يحك ُم بِها الن َّبِيون ال َّذِين أَسل َموا لِل َّذِين هادوا والربانِيون والأَحباربِما است ُحفِظ ُوا مِن كِت َابِ‏ االلهِ‏ وك َان ُوا عل َيهِ‏ ش ُهداء ف َل َا ت َخ ْش َوا الن َّاس واخ ْش َونِ‏ ول َا ت َش ْت َروا بِآَياتِي ث َمن ًا( ٢ )ق َلِيل ًا ومن ل َم يحك ُم بِما أَن ْزلَ‏ االلهُ‏ ف َأُول َئِك هم الك َافِرون‏]‏ .وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم االلهتعجب من تحكيمهم لمن لا يؤمنون به.‏ وبكتابهوالحال أن الحكم منصوص عليه في كتابهم الذي يدعون الإيمان به وتنبيه على أنهم ما قصدوابالتحكيم معرفة الحق وإقامة الشرع وإنما طلبوا به ما هو أهون عليهم وإن لم يكن ذلك حكم االلهعلى زعمهم فقوله تعالى وعندهمالتوراة حال من فاعل يحكمونك.‏ وقوله تعالى فيها حكم االله حالمن التوراة إن جعلت مرتفعة بالظرف وإن جعلت مبتدأ فهو حال من ضميرها المستكن في الخبروقيل استئناف مسوق لبيان أن عندهم ما يغنيهم عن التحكيم وتأنيثهاكلامهم كموماة ودوداةالرتبة.‏. ثم يتلون عطف على يحكمونك داخل في حكملكونها نظيرة المؤنث فيالتعجب وثم للتراخي فيوقوله تعالى من بعد ذلك أي بعدما حكموك تصريح بما علم قطعا لتأكيد الاستبعادوالتعجب أي ثم يعرضون عن حكمك الموافق لكتابهم من بعد ما رضوا بحكمك(٣). إنا أنزلناالتوراة فيها هدى ونور استئناف يتضمن تعظيم التوراة وتفخيم شأنها وأن فيها الهدى والنور وهوبيان الشرائع والتبشير بمحمد r وإيجاب إتباعه قوله يحكم بها النبيون(1)(2)(3)انظر،‏ الواحدي ‏،الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ‏،ج‎١‎‏:‏المائدة:‏‎٤٤‎‏.‏انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٣‎‏:‏.٣٠٩ -٣٠٨.٤١٢٢٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


هم أنبياءبني إسرائيل والجملة إما مستأنفة أو حالية والذين أسلموا صفة مادحة للنبيين وفيهإرغام لليهود المعاصرين لهالمراد بالنبيينr بأن أنبياءهم كانوا يدينون بدين الإسلامr وعبر عنه بلفظ الجمع تعظيما قوله للذين هادوا متعلق بيحكم.‏الذي دان به محمدوقيل rوالمعنى أنه يحكمبها النبيون للذين هادوا وعليهم والربانيون العلماء الحكماء وقد سبق تفسيره والأحبار العلماء مأخوذمن التحبير وهو التحسين فهم يحبرون العلم أي يحسنونه قال الجوهري الحبر واحد أحبار اليهودبالفتح وبالكسر والكسر أفصح وقال الفراء هو بالكسر وقال أبو عبيدة هو بالفتح.‏ قوله بما استحفظوامن كتاب االله‏.الباء للسببية واستحفظواأمروا بالحفظ أي أمرهم الأنبياء بحفظ التوراة عن التغييروالتبديل والجار والمجرور متعلق بيحكم أي يحكمون بها بسبب هذا الاستحفاظ.‏ قوله وكانوا عليهشهداءوالخطاب.‏أي على كتاب االله والشهداء الرقباء فهم يحمونه عن التغيير والتبديل بهذه المراقبةبقوله فلا تخشوا الناس لرؤساء اليهود.‏ وكذا في قوله ولا تشتروابآياتي ثمنا قليلا.‏والاشتراء والاستبدال وقد تقدم تحقيقه.‏ قوله ومن لم يحكم بما أنزل االله فأولئك هم الكافرون لفظ منصيغ العموم فيفيد أن هذا غير مختص بطائفة معينة بل بكل من ولى الحكم وقيل إنها مختصة بأهلالكتاب وقيل بالكفار مطلقا لأن المسلم لا يكفر بارتكاب الكبيرة وقيل هو محمول على أن الحكم بغيرما أنزل االله وقع استخفافا أو استحلالا أو جحدا.‏ والإشارة بقوله أولئك إلى من والجمع باعتبارمعناها وكذلك ضمير الجماعة في قوله هم الكافرون(١).‏[ف َت َرى ال َّذِين فِي ق ُل ُوبِهِم مرض يسارِعون فِيهِم يق ُول ُون ن َخ ْش َى أَن ت ُصِيبن َا دائِرة ٌ ف َعسى االلهُ‏ أَن يأْتِي( ٢ )بِالف َت ْ حِ‏ أَو أَمرٍ‏ مِن عِن ْدِهِ‏ ف َيصبِحوا عل َى ما أَسروا فِي أَن ْف ُسِهِم ن َادِمِين‏]‏ .فترى الذينفي قلوبهم مرض يسارعون فيهم الفاء للسببية والخطاب إما للرسولمن يصلح له أي ما ارتكبوه من الموالاة ووقعوا فيه من الكفر هو بسبب ماأو لكل rفي قلوبهم من مرضالنفاق.‏ وقوله يسارعون في محل نصب إما على أنه المفعول الثاني إذا كانت الرؤية قلبية أو علىأنه حال إذا كانت بصرية وجعل المسارعةفي ذلك حتى كأنهم مستقرون فيهم داخلونأي فيرى القوم الذينوالشكفي موالاتهم مسارعة فيهم للمبالغةفي قلوبهم مرض أن يسارعوا فيهم.‏في الدين.‏ وقوله يقولون نحشى أن تصيبنا دائرةفي الموالاة أي أن هذه الخشيةفي بيان رغوبهمفي عدادهم.‏ يسارعون فيهم على حذف أن المصدريةهي الحاملة لهم على المسارعة.‏والمرضفي القلوب هو النفاقجملة مشتملة على تعليل المسارعة(1)(2)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏المائدة:‏‎٥٢‎‏.‏.٤٣٢٣٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وقيل إن الجملة حال من ضمير يسارعون والدائرة ما تدور من مكاره الدهرتظفر الكفار بمحمدأنrفتكون الدولة لهم وتبطل دولته فيصيبنا منهم مكروهيأتي بالفتح رد عليهم ودفع لما وقع لهم من الخشية وعسىيتخلف والفتح ظهور.أي نخشى أنوقولهفعسى االلهفي كلام االله وعد صادق لاrعلى الكافرين ومنه ما وقع من قتل مقاتلة بني قريظة وسبي ذراريهموإجلاء بني النضير وقيل هو فتح بلاد المشركين على المسلمين وقيل فتح مكة والمرادبالأمر من عنده سبحانه هو كل ما تندفع به صولة اليهود ومن معهم وتنكسر به شوكتهم وقيلهو إظهار أمر المنافقين وإخبار النبيrبما أسروافي أنفسهم وأمره بقتلهم وقيل هو الجزيةجعلها االله عليهم وقيل الخصب والسعة للمسلمين فيصبح المنافقون على ما أسرواالنفاق الحامل لهم على الموالاة نادمين على ذلك لبطلان الأسباب التي تخيلوها(١).التيفي أنفسهم من‏[أَل َا ت ُق َاتِل ُون ق َوما ن َك َث ُوا أَيمان َهم وهموا بِإِخ ْراجِ‏ الرسولِ‏ وهم بدءوك ُم أَولَ‏ مرةٍ‏ أَت َخ ْش َون َهم ف َااللهُ‏ أَحق ُّ( ٢ )أَن ت َخ ْش َوه إِن ك ُن ْت ُم مؤْمِنِين‏]‏ .ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم توبيخ وفيه معنى التحضيض نزلت في كفار مكة كما ذكرنا آنفاوهموا بإخراج الرسول أي كان منهم سبب الخروج فأضيف الإخراج إليهم.وقيل أخرجوا الرسولعليه السلام من المدينة لقتال أهل مكة للنكث الذي كان منهم عن الحسن وهم بدءوكم بالقتال أولمرة أي نقضوا العهد وأعانوا بنو بكرعلى خزاعة وقيل بدءوكم بالقتال يوم بدر لأن النبيrخرج للعير ولما أحرزوا غيرهم كان يمكنهم الانصراف فأبوا إلا الوصول إلى بدر وشرب الخمربها كما تقدم فاالله أحق أن تخشوه أي تخافوا عقابه في ترك قتالهم من أن تخافوا أن ينالكم في قتالهممكروه وقيل إخراجهم الرسول منعهم إياه من الحج والعمرة والطواف وهو ابتداؤهم.(٣)‏[إِن َّما يعمر مساجِد االلهِ‏ من آَمن بِااللهِ‏ واليومِ‏ الآَخِرِ‏ وأَق َام الصل َاة َ وآَت َى الزك َاة َ ول َم يخ ْش َ إِل َّا االلهَ‏ ف َعسى( ٤ )أُول َئِك أَن يك ُون ُوا مِن المهت َدِين‏]‏ .إنما يعمرمساجد االله الكلام في إيراد صيغة الجمعوأن إرادة جميع المساجد وإدراج المسجدالحرام في ذلك غير مخالفة لمقتضى الحال فإن الإيجاب ليس كالسلب وقد قرئ بالإفراد أيضاوالمرادهنا أيضا قصر تحقق العمارة ووجودها على المؤمنين لا قصر جوازها ولياقتها(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏التوبة:‏‎١٣‎‏.‏.٥١انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالتوبة:‏‎١٨‎‏.‏.٦٨ ج‎٨‎‏:‏ ،٢٣١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


أي إنما يصح ويستقيم أن يعمرها عمارة يعتد بهاالبعث والحساب والجزاء حسبما نطق به الوحي.‏من آمن باالله وحدهواليوم الآخر بما فيه منوأقام الصلاة وآتى الزكاة على ما علم من الدينفيندرج فيه الإيمان بنبوة النبي حتما وقيل هو مندرج تحت الإيمان باالله خاصة فإن أحد جزأي كلمتيالشهادة علم للكل أي إنما يعمرها من جمع هذه الكمالات العلمية والعملية والمراد بالعمارة ما يعمرما استرم منها وقمها وتنظيفها وتزيينها بالفرش وتنويرها بالسرج وإدامة العبادة والذكر ودراسةالعلوم فيها ونحو ذلك وصيانتها.‏ولم يخش في أمور الدين إلا االله فعمل بموجب أمره ونهيه غيرآخذ له في االله لومة لائم ولا خشية ظالم فيندرج فيه عدم الخشية عند القتال ونحو ذلك وأما الخوفالجبلي من الأمور المخوفة فليس من هذا الباب ولا مما يدخل تحت التكليف والخطاب وقيل كانوايخشون الأصنام ويرجونها فأريد نفي تلك الخشية عنهم فعسى أولئكأن يكونوا من المهتدين إلى مباغيهم من الجنة(١).المنعوتون بتلك النعوت الجميلة] ق ُلْ‏ إِن ك َان آَباؤُك ُم وأَبن َاؤُك ُم وإِخ ْوان ُك ُم وأَزواجك ُم وعشِيرت ُك ُم وأَموالٌ‏ اق ْت َرف ْت ُموها وتِجارة ٌ ت َخ ْش َونك َسادها ومساكِن ت َرضون َها أَحب إِل َيك ُم مِن االلهِ‏ ورسولِهِ‏ وجِهادٍ‏ فِي سبِيلِهِ‏ ف َت َربصوا حت َّى يأْتِي االلهُ‏( ٢ )بِأَمرِهِ‏ وااللهُ‏ ل َا يهدِي الق َوم الف َاسِقِين‏]‏ .القول في تأويل قوله تعالى يأيها الذين آمنوا لا تتخذواآباءكماستحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون.‏التعليقوإخوانكمإن أولياءيقول تعالى ذكره للمؤمنين بهوبرسوله لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم بطانة وأصدقاء تفشون إليهم أسراركم وتطلعونهم على عورةالإسلام وأهله وتؤثرون المكث بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلامإن استحبوا الكفر علىالإيمان يقول إن اختاروا الكفر باالله على التصديق به والإقرار بتوحيده ومن يتولهم منكم يقولومن يتخذهم منكم بطانة من دون المؤمنين ويؤثر المقام معهم على الهجرة إلى رسول االله ودارالإسلام.‏فأولئك هم الظالمون يقول فالذين يفعلون ذلك منكم هم الذين خالفوا أمرالولاية في غير موضعها وعصوا االله في أمره.‏االله فوضعواوقيل إن ذلك نزل نهيا من االله المؤمنين عنموالاة أقربائهم الذين لم يهاجروا من أرض الشرك إلى دار الإسلام.‏ إلى قوله يأتي االله بأمرهبالفتح في أمره إياهم بالهجرة هذا كله قبل فتح مكة.‏وأبناؤكمالقول في تأويل قوله تعالى قل إن كان آباؤكموإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكنترضونها أحب إليكم من االله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي االله بأمره واالله لا يهديالقوم الفاسقين.‏يقول تبارك وتعالى لنبيه محمد r قل يا محمد للمتخلفين عن(1) انظر،‏الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٤‎‏:‏.٥١التوبة:‏‎٢٤‎‏.‏ (2)٢٣٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الهجرة إلى دار الإسلام المقيمين بدار الشرك إن كان المقام مع آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكموعشيرتكم وكانت أموال اقترفتموها يقول اكتسبتموها وتجارة تخشون كسادها بفراقكم بلدكم ومساكنترضونها فسكنتموها أحب إليكم من الهجرة إلى االله ورسوله من دار الشرك ومن جهاد في سبيلهيعني في نصرة دين االله الذي ارتضاهبفتح مكة.(١)فتربصوا يقول فتنظروا حتى يأتي االله بأمره حتى يأتي االلهواالله لا يهدي القوم الفاسقين يقول واالله لا يوفق للخير الخارجين عن طاعته وفي معصيته‏[وال َّذِين يصِل ُون ما أَمر االلهُ‏ بِهِ‏ أَنوقولهوالذين يصلون ما أمر( ٢ )يوصلَ‏ ويخ ْش َون ربهم ويخ َاف ُون سوء الحِسابِ]‏ .االله به أن يوصل يقول تعالى ذكره والذين يصلون الرحم التي أمرهماالله بوصلها فلا يقطعونها ويخشون ربهم يقول ويخافون االله في قطعها أن يقطعوها فيعاقبهم علىقطعها وعلى خلافهم أمره فيها.‏وقوله ويخافون سوء الحساب يقول ويحذرون مناقشة االله إياهم فيالحساب ثم لا يصفح لهم عن ذنب فهم لرهبتهم ذلك جادون في طاعته محافظون على حدوده.‏ فيقوله الذين يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب قال المناقشة بالأعمال(٣).(٤ )‏[ول َا ت َق ْت ُل ُوا أَول َادك ُم خ َش ْية َ إِمل َاقٍ‏ ن َحن ن َرزق ُهم وإِياك ُم إِن ق َت ْل َهم ك َان خِط ْئًا ك َبِيرا]‏ .يكون تمهيدا لقوله تعالى ولا تقتلوابناتهم مخافة الفقر فنهاهم عنه وضمر لهمأولادكم خشيةإملاق مخافة الفاقة وقتلهم أولادهم هو وأدهمأرزاقهم فقال نحن نرزقهمكبيرا ذنبا كبيرا لما فيه من قطع التناسل وانقطاع النوع والخطأوإياكم أن قتلهم كان خطأالإثميقال خطئ خطأإثما.ولا تقتلوا النفس التي حرم االله إلا بالحق إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان وزنا بعدوقتل مؤمن معصوم عمدا ومن قتل مظلوما غير مستوجب للقتل فقد جعلنابعد وفاته وهو الوارث سلطانا تسلطا بالمؤاخذة بمقتضى القتلكأثمإحصانلوليه للذي يلي أمرهعلى من عليه أو بالقصاص علىالقاتل فإن قوله تعالى مظلوما بدل على أن القتل عمدا عدوان فإن الخطأ لا يسمى ظلما فلا يسرفأي القاتل في القتل بأن يقتل من لا يستحق قتله فإن العاقل لا يفعل ما يعود عليه بالهلاك أو الوليبالمثلة.‏ أو قتل غير لا يستحق قتله فإن العاقل لا يفعل ما يعود عليه بالهلاك أو الولي بالمثلة أوقتل غير القاتل.‏والضمير أما للمقتول فإنه منصور في الدنيا بثبوت القصاص بقتله.‏الآخرة بالثواب وإما لوليه فإن االله تعالى نصره حيث أوجب القصاص له أمر الولاةوفي(1)(2)(3)(4)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالرعد:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانالإسراء:‏‎٣١‎‏.‏ج‎١٠‎‏:‏ ،ج‎١٣‎‏:‏.٩٩.١٤٠،٢٣٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


(١).بمعونتهإذاوإما للذي يقتله الوليإسرافا ً بإيجاب القصاص أو التعزيز والوزر على المسرف( ٢ )] ق ُلْ‏ ل َو أَن ْت ُم ت َملِك ُون خ َزائِن رحمةِ‏ ربي إِذ ًا ل َأَمسك ْت ُم خ َش ْية َ الإِن ْف َاقِ‏ وك َان الإِن ْسان ق َت ُورا]‏ .لأمسكتم خشيةالإنفاق لبخلتم مخافة النفادغيره بشيء فإنما يؤثره لعوض يفوقه فهو إذن بخيلبالإنفاق إذ لا أحد إلا ويختار النفع لنفسه ولو آثربالإضافة إلى جود االله تعالى وكرمه هذا وإنالبخلاء اغلب فيهم،‏ وكان الإنسان قتورا بخيلا لأن بناء أمره على الحاجة بما يحتاج إليه وملاحظةالعوض فيما يبذله(٣).‏[وأَما الغ ُل َام ف َك َان أَبواه مؤْمِن َينِ‏ ف َخ َشِين َا أَن يرهِق َهما ط ُغ ْيان ًا وك ُف ْرا]‏(٤).uوأما الغلام فكان أبواه مؤمنين أنه طبع يوم طبع كافرا وهذا يؤيد ظهره أنه غير بالغ ويحتمل أنيكون خبرا عنه مع كونه بالغا وقد تقدم قوله تعالى فخشينا أن يرهقهما قيل هو من كلام الخضروهو الذي يشهد له سياق الكلام.‏وكفرا وكان االله قد أباحوهو قول كثير من المفسرين أي خفنا أن يرهقهما طغياناله الاجتهاد في قتل النفوس على هذه الجهة وقيل هو من كلام االله تعالىوعنه عبر الخضر.‏ قال الطبري معناه فعلمنا وكذا قال ابن عباس أي فعلمنا وهذا كما كني عن العلمبالخوف في قوله إلا أن يخافا ألا يقيما حدود االله(٥).( ٦ )‏[إِل َّا ت َذ ْكِرة ً لِمن يخ ْش َى]‏ .إلا تذكرة لمن يخشى قال أبو إسحق الزجاج هو بدل من تشقى أي ما أنزلناه إلا تذكرة وهذا وجهبعيد وأنكره أبو علي من أجل أن التذكرة ليست بشقاء إنما هو منصوب على المصدر أي أنزلناهلتذكر به تذكرة أو على المفعول من أجله أي ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى به ما أنزلناه إلاللتذكرة.‏ وقال الحسين بن الفضل فيه تقديم وتأخير مجازه ما أنزلنا عليك القرآنإلا تذكرة لمن يخشى ولئلا تشقى تنزيلا مصدر أي نزلناه تنزيلا( ٨ )‏[ف َق ُول َا ل َه ق َول ًا ل َين ًا ل َعل َّه يت َذ َك َّر أَو يخ ْش َى]‏ .(٧).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلالإسراء:‏‎١٠٠‎‏.‏انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلالكهف:‏‎٨٠‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانطه:‏‎٣‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانطه:‏‎٤٤‎‏.‏تفسير البيضاوي،ج‎٣‎‏:‏تفسير البيضاوي،ج‎٣‎‏:‏.٤٤٤.٤٦٩ج‎١١‎‏:‏ ،ج‎١١‎‏:‏.٣٧.١٦٩،٢٣٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


علروى أنه أوحى إلى هارون وهو بمصر أن يتلقى موسى uوقيل سمع بإقباله فتلقاه إنه طغىتعليل لموجب الأمر والفاء في قوله تعالى فقولا له قولا ً لينا ً لترتيب ما بعدها على طغيانهفإن تليينالقول مما يكسر صورة عناد العتاة ويلين عريكة الطغاة.‏ قال ابن عباس رضي االله عنهما لا تعنفافي قولكما وقيل القول اللين مثل هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فإنها دعوة في صورةعرض ومشورة ويرده ما سيجئ من قوله تعالى فقولا إنا رسولا ربك(١).‏[ول َق َد أَوحين َا إِل َى موسى أَن أَسرِ‏ بِعِبادِي ف َاضرِب ل َهم ط َرِيق ًا فِي البحرِ‏ يبسا ل َا ت َخ َاف ُ درك ًا ول َا( ٢ )ت َخ ْش َى]‏ .قوله تعالى ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي تقدم الكلام في هذا مستوفى فاضرب لهم طريقافي البحر يبسا أي يابسا لا طين فيه ولا ماء ضرب موسى البحر وكنيته إياه وإغراق فرعون فلامعنى للإعادة لا تخاف دركا أي لحاقا من فرعون وجنوده ولا تخشى قال ابن جريج قال أصحابموسى هذا فرعون قد أدركنا وهذا البحر قد غشينا فأنزل االله تعالى لا تخاف دركا ولا تخشىتقديرأيلا تخاف دركا من فرعون ولا تخشى غرقا من البحر أن يمسك إن غشيك.‏ وقرأ حمزة لا تخفى أنه جواب الأمر التقدير إن نضرب لهم طريقا في البحر لا تخف و لا تخشى مستأنف علىولا أنت تخشى(٣).] ق َالَ‏ يا ابن أُم ل َا ت َأْخ ُذ ْ بِلِحيتِي ول َا( ٤ )ق َولِي]‏ .قال يا ابن أم لا تأخذلأبيه وأمهبلحيتي ولابِرأْ‏ سِي إِن ِّي خ َشِيت ُ أَن ت َق ُولَ‏ ف َرق ْت َ بين بنِي إِسرائِيلَ‏ ول َم ت َرق ُببرأسي قرئ بالفتح والكسر للميم ونسبه إلى الأم مع كونه أخاهعند الجمهور استعطافا له وترقيقا لقلبه ومعنى ولاهذا بى عقوبة منك لي فإنلي عذرا هوخرجت عنهم وتركتهم أن يتفرقوا فتقولإني خشيت أن تقول فرقت بينبرأسي ولا بشعر رأسيبني إسرائيلتفعل أي لاأي خشيت إنإني فرقت جماعتهم وذلك لأن هارون لو خرج لتبعهجماعة منهم وتخلف مع السامري عند العجل آخرون.‏ وربما أفضى ذلك إلى القتال بينهم ومعنى ولمترقبقولي ولم تعمل بوصيتي لك فيهم إني خشيت أن تقول فرقت بينهم وتقول لم تعمل بوصيتيلك فيهم وتحفظها ومراده بوصية موسى له هو قولهولم ترقبفي اخلفنيقومي وأصلح.‏ قال أبو عبيد معنىقولي ولم تنتظر عهدي وقدومي لأنك أمرتني أن أكون معهم فاعتذر هارون إلى موسى.‏قال إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ثم ترك موسى الكلام مع(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٦‎‏:‏طه:‏‎٧٧‎‏.‏.١٧انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانطه:‏‎٩٤‎‏.‏.٢٢٨ ج‎١١‎‏:‏ ،٢٣٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


أخيه وخاطب السامري فقال فما خطبك ياقال بصرت بما لم يبصروا بهيعلموا وفطنتسامريأي ما شأنك وماالذي حملك على ما صنعتأي قال السامري مجيبا موسى رأيت ما لم يروا أو علمت بما لملما لم يفطنوا له.‏ وأراد بذلك أنه رأى جبريل على فرس الحياة فألقىيقبض قبضة من أثر الرسول وأن ذلك الأثر لا يقع على جماد إلا صار حيا(١).( ٢ )‏[يعل َم ما بين أَيدِيهِم وما خ َل ْف َهم ول َا يش ْف َعون إِل َّا لِمنِ‏ ارت َضى وهم مِن خ َش ْيتِهِ‏ مش ْفِق ُون‏]‏ .في ذهنه أنيعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ما قبلهم وما بعدهم أو بالعكس لأنك مستقبل المستقبل ومستدبرالماضي أو أمور الدنيا وأمور الآخرة أو عكسه أو ما يحسونه وما يعقلونه أو مايدركونه وما لامن ذا من الملائكة والأنبياء uيدركونه والضمير لما في السموات والأرض لأن فيهما العقلاء أو لما دل عليهولا يحيطون بشيء من علمه من معلوماته إلا بما شاء أن يعلموهوعطفه على ما قبله لأن مجموعهما يدل على تفرده بالعلم الذاتي التام الدال على وحدانيته سبحانهوتعالى وسع كرسيه السموات والأرض(٣). القول في تأويل قولهتعالى يعلم ما بين أيديهم وماخلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون يقول تعالى ذكره يعلم ما بين أيديملائكته ما لم يبلغوه ما هو وما هم فيه قائلون وعاملون وما خلفهم.‏ يقول وما مضى من قبل اليوممما خلفوه وراءهم من الأزمان والدهور ماعليه من ذلك شيء(٤).( ٥ )‏[ومن يطِعِ‏ االلهَ‏ ورسول َه ويخ ْش َ االلهَ‏ ويت َّق ْهِ‏ ف َأُول َئِك هم الف َائِزون‏]‏ .عملوا فيه قالوا ذلك كله محصى لهم وعليهم لا يخفىالقول في تأويل قوله تعالى ومن يطع االله ورسوله ويخش االله ويتقه فأولئك همالفائزون يقولتعالى ذكره ومن يطع االله ورسوله فيما أمره ونهاه ويسلم لحكمهما له وعليه ويخف عاقبة معصيةاالله ويحذره ويتق عذاب االله بطاعته إياه في أمره ونهيه فأولئك يقول فالذين يفعلون ذلك هم الفائزونبرضا االله عنهم يوم القيامة وأمنهم من عذابه(٦).‏[يا أَيها الن َّاس ات َّق ُوا ربك ُم واخ ْش َوا يوما ل َا يجزِي والِد عن ول َدِهِ‏ ول َا مول ُود هو جازٍ‏ عن والِدِهِ‏ ش َيئًاإِن وعد االلهِ‏ حق ٌّ ف َل َا ت َغ ُرن َّك ُم الحياة ُ الدن ْيا ول َا يغ ُرن َّك ُم بِااللهِ‏ الغ َرور( ٧ ). [(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏الأنبياء:‏‎٢٨‎‏.‏.٣٨٣انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلانظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٧‎‏:‏النور:‏‎٥٢‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٨‎‏:‏لقمان:‏‎٣٣‎‏.‏تفسير البيضاوي،ج‎١‎‏:‏.٥٥٤.١٦.١٥٧٢٣٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزي والد عن ولده لا يقضي عنه وقرئ لا يجزئمن أجزأ إذا أغنى والراجع إلى الموصوف محذوف أي لا يجزى فيه ولا مولود عطف على والد أومبتدأ خبره هو جاز عن والده شيئا وتغيير النظم للدلالة على أن المولود أولى بأن لا يجزي وقطعطمع من توقع من المؤمنين أن ينفع أباه الكافر في الآخرة إن وعد االله بالثواب والعقاب حق لا يمكنخلفه فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم باالله الغرور الشيطان بأن يرجيكم التوبة والمغفرة فيجسركمعلى المعاصي(١).‏[وإِذ ْ ت َق ُولُ‏ لِل َّذِي أَن ْعم االلهُ‏ عل َيهِ‏ وأَن ْعمت َ عل َيهِ‏ أَمسِك عل َيك زوجك وات َّقِ‏ االلهَ‏ وت ُخ ْفِي فِي ن َف ْسِك ما االلهُ‏مبدِيهِ‏ وت َخ ْش َى الن َّاس وااللهُ‏ أَحق ُّ أَن ت َخ ْش َاه ف َل َما ق َضى زيد مِن ْها وط َرا زوجن َاك َها لِك َي ل َا يك ُون عل َى( ٢ )المؤْ‏ مِنِين حرج فِي أَزواجِ‏ أَدعِيائِهِم إِذ َا ق َضوا مِن ْهن وط َرا وك َان أَمر االلهِ‏ مف ْعول ًا]‏ .القول في تأويل قوله تعالى وإذ تقول للذي أنعم االله عليهوأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتقاالله وتخفي في نفسك ما االله مبديه وتخشى الناس واالله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرازوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر االلهمفعولا.يقول تعالى ذكره لنبيه rعتابا من االله له و اذكر يا محمد إذ تقول للذي أنعم االله عليه بالهدايةوأنعمت عليه بالعتق يعني زيد بن حارثة مولى رسول االلهزينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول االلهrأمسك عليك زوجك واتق االله وذلك أنrفأعجبته وهي في حبال مولاه فألقي في نفس زيدكراهتها لما علم االله مما وقع في نفس نبيه ما وقع فأراد فراقها فذكر ذلك لرسول االله rزيد فقال لهرسول االله rأمسك عليك زوجك وهو r يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها واتق االله وخف االله فيالواجب له عليك في زوجتك وتخفي في نفسك ما االله مبديه يقول وتخفي في نفسك محبة فراقه إياهالتتزوجها إن هو فارقها واالله مبد ما تخفي في نفسك من ذلك وتخشى الناس واالله أحق أن تخشاهيقول تعالى ذكره وتخاف أن يقول الناس أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها واالله أحق أنتخشاه من الناس(٣).(٤)‏[ال َّذِين يبل ِّغ ُون رِسال َاتِ‏ االلهِ‏ ويخ ْش َون َه ول َا يخ ْش َون أَحدا إِل َّا االلهَ‏ وك َف َى بِااللهِ‏ حسِيبا]‏ .الذين يبلغون رسالات االله صفة للذين خلوا أو مدح لهم بالنصبويخشونه في كل ما يأتون ويذرون لا سيما فيأو بالرفع وقرئ رسالة االلهأمر تبليغ الرسالة حيث لا يخرمون منها حرفا ولاتأخذهم في ذلك لومة لائم ولا يخشون أحدا ً إلا االله في وصفهم بقصرهم الخشية على(1)(2)(3)(4)انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلالأحزاب:‏‎٣٧‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎١٨‎‏:‏الأحزاب:‏‎٣٩‎‏.‏تفسير البيضاوي،ج‎٤‎‏:‏.٣٥٣.١٥٧٢٣٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


االله تعالى تعريض بما صدر عنه من الاحتراز عن لائمة الخلق بعد التصريح في قوله تعالىوتخشى الناس وااللهأحقأن تخشاه وكفى باالله حسيبا كافيا للمخاوف فينبغيمحاسبا على الصغيرة والكبيرة فيجب أن يكون حق الخشية(١).أن لا يخشى غيرهأو‏[ول َا ت َزِر وازِرة ٌ وِزر أُخ ْرى وإِن ت َدع مث ْق َل َة ٌ إِل َى حِملِها ل َا يحملْ‏ مِن ْه ش َيء ول َو ك َان ذ َا ق ُربى إِن َّما( ٢ )ت ُن ْذِر ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ وأَق َاموا الصل َاة َ ومن ت َزك َّى ف َإِن َّما يت َزك َّى لِن َف ْسِهِ‏ وإِل َى االلهِ‏ المصِير‏]‏ .وقوله ولا تزر وازرة وزر أخرى يقول تعالى ذكره ولا تحمل آثمة إثم أخرى غيرها وإن تدعمثقلة إلى حملهالا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى.‏ يقول تعالى وإن تسأل ذات ثقل من الذنوبمن يحمل عنها ذنوبها وتطلب ذلك لم تجد من يحمل عنها شيئا منها ولو كان الذي سألته ذا قرابةمن أب أو أخشيء ولو كان‏.عن ابن عباس قوله ولا تزر وازرة أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منهذا قربى يقول يكون عليه وزر لا يجد أحدا يحمل عنه من وزره شيئا.وإن تدع مثقلةإلى حملها إلى ذنوبها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى أي قريب القرابة منها لا يحمل منذنوبها شيئا ولا تحمل على غيرها من ذنوبها شيئاولا تزر وازرة وزر أخرى ونصب ذا قربىعلى تمام كان لأن معنى الكلام ولو كان الذي تسأله أن يحمل عنها ذنوبها ذا قربى لها وأنثت مثقلةلأنه ذهب بالكلام إلى النفس كأنه قيل وإن تدع نفس مثقلة من الذنوب إلى حمل ذنوبهاوإنما قيلكذلك لأن النفس تؤدي عن الذكر والأنثى كما قيل كل نفس ذائقة الموت يعني بذلك كل ذكر وأنثى.‏وقوله إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب يقول تعالى ذكره لنبيه محمديخافون عقاب االله يوم القيامة من غير معاينة منهم لذلك ولكن لإيمانهم(٣).rإنما تنذر يا محمد الذين‏[ومِن الن َّاسِ‏ والدواب والأَن ْعامِ‏ مخ ْت َلِف ٌ أَل ْوان ُه ك َذ َلِك إِن َّما يخ ْش َى االلهَ‏ مِن عِبادِهِ‏ العل َماء إِن االلهَ‏ عزِيز( ٤ )غ َف ُور‏]‏ .يقول تعالى ذكره ألم تر يا محمد أن االله أنزل من السماء غيثا فأخرجنا به ثمرات مختلفاألوانها يقول فسقيناه أشجارا في الأرض فأخرجنا به من تلك الأشجار ثمرات مختلفا ألوانهامنها الأحمر ومنها الأسود والأصفر وغير ذلك من ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر يقولتعالى ذكره ومن الجبال طرائق وهي الجدد وهي الخطط تكون في الجبال بيض(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٧‎‏:‏فاطر:‏.١٠٦.١٨انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٢‎‏:‏فاطر:‏‎٢٨‎‏.‏.١٢٧٢٣٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وحمر وسود كالطرق.‏ وقوله مختلف ألوانها يعني مختلف ألوان الجدد وغرابيب سود وذلك منالمقدم الذي هو بمعنى التأخير وذلك أن العرب تقول هو أسود غربيب إذا وصفوه بشدة السوادوجعل السواد ههنا صفة للغرابيب.‏وقوله ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كما منالثمرات والجبال مختلف ألوانه بالحمرة والبياض والسواد والصفرة وغير ذلك وبنحو الذيقلنا في ذلك قال أهل التأويل عن قتادة في قوله ألم تر أن االله أنزل من السماء ماء فأخرجنا بهثمرات مختلفا ألوانها أحمر وأخضر وأصفر ومن الجبال جدد بيض أي طرائق بيض وحمر مختلفألوانها أي جبال حمر وبيض وغرابيب سود هو الأسود يعني لونه كما اختلف ألوان هذهاختلف ألوان الناس والدواب والأنعام(١). وقوله إنما يخشى االله من عباده العلماء يقول تعالىذكره إنما يخاف االله فيتقي عقابه بطاعته العلماء بقدرته على ما يشاء من شيء وأنه يفعلما يريد لأن من علم ذلك أيقن بعقابه على معصيته فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه(٣ )‏[إِن َّما ت ُن ْذِر منِ‏ ات َّبع الذ ِّك ْر وخ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ ف َبش ِّره بِمغ ْفِرةٍ‏ وأَجرٍ‏ ك َرِيمٍ]‏ .(٢).يقول تعالى ذكره وسواء يا محمد على هؤلاء الذين حق عليهم القول أي الأمرين كان منك إليهمالإنذار أو ترك الإنذار فإنهم لا يؤمنون لأن االله قد حكم عليهم بذلك.وقوله إنما تنذر من اتبع الذكريقول تعالى ذكره إنما ينفع إنذارك يا محمد من آمن بالقران واتبع ما فيه من أحكام االله وخشيالرحمن يقول وخاف االله حين يغيب عن أبصار الناظرين لا المنافق الذي يستخف بدين االله إذا خلاويظهر الإيمان في الملأ ولا المشرك الذي قد طبع االله على قلبه.‏وقوله فبشره بمغفرة يقول فبشر يامحمد هذا الذي اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب بمغفرة من االله لذنوبه وأجر كريم يقولوثواب منه له في الآخرة كريم وذلك أن يعطيه على عمله ذلك الجنة(٤).‏[االلهُ‏ ن َزلَ‏ أَحسن الحدِيثِ‏ كِت َابا مت َش َابِها مث َانِي ت َق ْش َعِر مِن ْه جل ُود ال َّذِين يخ ْش َون ربهم ث ُم ت َلِين جل ُودهم( ٥ )وق ُل ُوبهم إِل َى ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ ذ َلِك هدى االلهِ‏ يهدِي بِهِ‏ من يش َاء ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏ .االله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهموقلوبهم إلى ذكر االله أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى االله وإن كانوا يخافون االله(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٢‎‏:‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٢‎‏:‏يس:‏‎١١‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٢‎‏:‏الزمر:‏‎٢٣‎‏.‏.١٣١.١٣١.١٥٣٢٣٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


فهذه حالة العارفين باالله الخائفين من سطوته وعقوبته لا كما يفعله جهال العوام والمبتدعة منالزعيق والزئير ومن النهاق الذي يشبه نهاق الحمير فيقاللمن تعاطى ذلك وزعم أن ذلك وجدوخشوع لم تبلغ أن تساوي حال الرسول ولا حال أصحابه في المعرفة باالله والخوف منه والتعظيملجلاله ومع ذلك فكان حالهم عند المواعظ الفهم عن االله والبكاء خوفا من االله ولذلك وصف االلهأحوال أهل المعرفة عند سماع ذكره وتلاوة كتابه فقال وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترىأعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين فهذا وصفحالهم وحكاية مقالهم ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم فمن كان مستنا فليستنومن تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو من أخسهم حالا( ٢ )‏[من خ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ وجاء بِق َل ْبٍ‏ منِيبٍ]‏ .(١).من خشي الرحمن بالغيب يقول من خاف االله في الدنيا من قبل أن يلقاه فأطاعه واتبع أمره وفيمن في قوله من خشي وجهان من الإعراب الخفض على إتباعه كل في قوله لكل أواب والرفع علىالاستئناف وهو مراد به الجزاء من خشي الرحمن بالغيب قيل له ادخل الجنة فيكون حينئذ قولهادخلوها بسلام جوابا للجزاء أضمر قبله القول وجعل فعلا للجميع لأن من قد تكون في مذهبالجميع.وقوله وجاء بقلب منيب يقول وجاء االله بقلب تائب من ذنوبه راجع مما يكرهه االله إلى مايرضيه(٣).‏[ل َو أَن ْزل ْن َا هذ َا الق ُرآَن عل َى جبلٍ‏ ل َرأَيت َه خ َاشِعا مت َصدعا مِن خ َش ْيةِ‏ االلهِ‏ وتِل ْك الأَمث َالُ‏ ن َضرِبها لِلن َّاسِ‏( ٤ )ل َعل َّهم يت َف َك َّرون‏]‏ .(٥).لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاوهناحث على تأمل مواعظ القرآن وبين أنه لا عذرفي ترك التدبر فإنه لو خوطب بهذا القرآن الجبال مع تركيب العقل فيها لانقادت لمواعظه ولرأيتهاعلى صلابتها ورزانتها خاشعة متصدعة أي متشققة من خشية االله والخاشع الذليل والمتصدعالمتشقق وقيل خاشعا الله بما كلفه من طاعته متصدعا من خشية االله أن يعصيه فيعاقبه وقيل هوعلى وجه المثل للكفار قوله تعالى وتلك الأمثال نضربها للناس أي إنه لو أنزل هذا القرآن علىجبل لخشع لوعده وتصدع لوعيده وأنتم أيها المقهورون بإعجازه لا ترغبون في وعده ولا ترهبون(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرانق:‏‎٣٣‎‏.‏انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏ ج‎٢٦‎‏:‏الحشر:‏‎٢١‎‏.‏انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القران.٣٦٦ ج‎٧‎‏:‏ ،.١٧٣.٤٤ ج‎١٨‎‏:‏ ،٢٤٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


غيبياني(١ )‏[إِن ال َّذِين يخ ْش َون ربهم بِالغ َيبِ‏ ل َهم مغ ْفِرة ٌ وأَجر ك َبِير‏]‏ .(٢).إن الذين يخشون ربهم بالغيب أي يخافون عذابه غائبا عنهم أو غائبين عنه أو عن أعين الناسر مرائين أو بما خفي منهم وهو قلوبهم لهم مغفرة عظيمة لذنوبهم وأجر كبير لايقدر قدرهوتقديم المغفرة على الأجر لأن درء المضار أهم من جلب المنافع والجملة المذكورة قيل استئناف( ٣ )‏[وأَهدِيك إِل َى ربك ف َت َخ ْش َى]‏ .وأهديك إلى ربك فتخشى أي أدعوك إلى عبادة ربك وتوحيده فتخشى عقابهأي فتخشى(٤). وأهديك إلى ربكأرشدك إلى عبادته وتوحيده فتخشى عقابه والفاء لترتيب الخشية على الهداية لأن الخشيةلا تكون إلا من مهتد راشد(٥).( ٦ )‏[إِن فِي ذ َلِك ل َعِبرة ً لِمن يخ ْش َى]‏.أي فيما ذكر من قصة فرعون وما فعل به عبرة عظيمة لمن شأنه أن يخشى االله ويتقيه ويخافعقوبته ويحاذر غضبه(٧).( ٨ )‏[إِن َّما أَن ْت َ من ْذِر من يخ ْش َاها]‏ .أي أنت مخوف من يخاف قيامها أي إنما ينفع إنذارك من يخافها كأنهم يعني كفار قريش يوميرونها يعاينون يوم القيامة لم يلبثوا في الدنيا وقيل في قبورهم إلا عشية أو ضحاها(٩).( ١ ٠ )‏[وهو يخ ْش َى]‏ .وأما من جاءك يسعى يمشي يعني ابن أم مكتوم وهو يخشى االله عز وجل فأنت عنه تلهى تتشاغلوتعرض عنه كلا زجر أي لا تفعل بعدها مثلها إنها يعني هذه الموعظة(١٢)‏[سيذ َّك َّر من يخ ْش َى]‏ .(١١).(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)(9)الملك:‏‎١٢‎‏.‏انظر،‏ الألوسي،‏ روح المعاني،‏ ج‎٢٩‎‏:‏الن َّازعات:‏‎١٩‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٤‎‏:‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الن َّازعات:‏‎٢٦‎‏.‏انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏الن َّازعات:‏‎٤٥‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٤‎‏:‏.١٣.٤٤٤.٣٧٦.٣٧٦.٤٤٦(10)(11)(12)عبس:‏‎٩‎‏.‏انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٤‎‏:‏الأعلى:‏‎١٠‎‏.‏.٤٤٧٢٤١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


سيذكر من يخشى أي سيتذكر بتذكيرك من شأنه أن يخشى االله تعالى حق خشيته أو من يخشى االلهتعالى في الجملة فيزداد ذلك بالتذكير فيتفكر في أمر ما تذكر به فيقف على حقيقته فيؤمن به(١).‏[جزاؤُهم عِن ْد ربهِم جن َّات ُ عدنٍ‏ ت َجرِي مِن ت َحتِها الأَن ْهار خ َالِدِين فِيها أَبدا رضِي االلهُ‏ عن ْهم ورضواعن ْه ذ َلِك لِمن خ َشِي ربه‏]‏(٢).إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريةجزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجريمن تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا فيه مبالغات تقديم المدح وذكر الجزاء المؤذن بأن ما منحوافي مقابلة ما وصفوا به والحكم عليه بأن من عند ربهم وجمع جنات وتقييدها إضافة ووصفا بماتزداد لما نعيما وتأكيد الخلود بالتأييد رضي االله عنهم استئناف بما يكون لهم زيادة على جزائهمورضوا عنه لأنه بلغهم أقصى أمانيهم ذلك أي المذكور من الجزاء والرضوان لمن خشي ربه فإنالخشية ملاك الأمر والباعث على كل(٣).(1)(2)(3)انظر،‏ الحنفي،‏ تفسير أبي السعود،‏ ج‎٩‎‏:‏البينة:‏‎٨‎‏.‏.١٤٥انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلتفسير البيضاوي،ج‎٥‎‏:‏.٥١٧٢٤٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث الثالثمضامين الرهبة.(١)‏[يا بنِي إِسرائِيلَ‏ اذ ْك ُروا نِعمتِي ال َّتِي أَن ْعمت ُ عل َيك ُم وأَوف ُوا بِعهدِي أُوفِ‏ بِعهدِك ُم وإِياي ف َارهبونِ]‏اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم أي بالتفكر فيها والقيام بشكرها وتقييد النعمة بهم لأن الإنسانغيور حسود بالطبع فإذا نظر إلى ما أنعم االله على غيره حمله الغيرة والحسد على الكفران والسخطوإن نظر إلى ما أنعم االله به عليه حمله حب النعمة على الرضى والشكر وقيل أراد بها ما أنعم االلهبه على آبائهم من الإنجاء من فرعون والغرق ومن العفو عن اتخاذ العجل وعليهم من إدراك زمنوقرئ اذكروا والأصل إذتكروا ونعمتي بإسكان الياء وقفا وإسقاطها درجا هومذهب من لا يحركالياء المكسور ما قبلها وأوفوا بعهدي بالإيمان والطاعة أوف بعهدكم بحسن الإثابة والعهد يضافإلى المعاهد والمعاهد ولعل الأول مضاف إلى الفاعل والثاني إلى المفعول فإنه تعالى عهد إليهمبالإيمان والعمل الصالح بنصب الدلائل وإنزال الكتب ووعد لهم بالثواب على حسناتهم وللوفاء بهماعرض عريض فأول مراتب الوفاء منا هو الإتيان بكلمتي الشهادة ومن االله تعالى حقن الدم والمالوآخرها منا الاستغراق في بحر التوحيد بحيث يغفل عن نفسه فضلا عن غيره منالفوز باللقاءالدائم.‏ وإياي فارهبون فيما تأتون وتذرون وخصوصا في نقض العهد وهو آكد في إفادة التخصيصمن إياك نعبد لما فيه مع التقديم من تكرير المفعول والفاء الجزائية الدالة على تضمن الكلام معنىالشرط كأنه قيل إن كنتم راهبين شيئا فارهبون والرهبة خوف مع تحرز وتوافق الباحثة المؤلف فيأن الآية متضمنة للوعد والوعيد دالة على وجوب الشكر والوفاء بالعهد وأن المؤمن ينبغي أن لايخاف أحدا إلا االله(٢).] ق َالَ‏ أَل ْق ُوا ف َل َما أَل ْق َوا سحروا أَعين الن َّاسِ‏ واست َرهبوهم وجاءوا بِسِحرٍ‏ عظِيمٍ]‏.( ٣ )تناولت الآية جانب من قصة موسى uوجاء السحرة فرعون بعدما أرسل الشرطة في طلبهمقالوا أئن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين استأنف به كأنه جواب سائل قال ما قالوا إذ جاؤواوألقوافسحروا أعين الناس بأن خيلوا إليها ما الحقيقة بخلافه واسترهبوهم وأرهبوهم ارهابا شديدا كأنهمطلبوا رهبتهم وجاؤوا بسحر عظيم في فنه روي أنهم ألقوا حبالا غلاظا وخشبا طوالا كأنها حياتملأت الوادي وركب بعضها بعضا(٤).1) ( البقرة:‏‎٤٠‎ .(2)انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلتفسير البيضاوي،ج‎١‎‏:‏تفسير البيضاوي،ج‎٣‎‏:‏.٣١١.٥٠(3) الأعراف:‏‎١١٦‎ .(4)انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويل٢٤٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


( ١ ).وتائب‏[ول َما سك َت َ عن موسى الغ َضب أَخ َذ َ الأَل ْواح وفِي ن ُسخ َتِها هدى ورحمة ٌ لِل َّذِين هم لِربهِم يرهبون‏]‏ولما سكت عن موسى الغضب شروع بيان بقية الحكاية أثر ما بين تحزب القوم إلى مصروالإشارة إلى كل منهما إجمالا أي ولما سكت عنه الغضبباعتذار أخيه وتوبة القوم وهذاصريح في أن ما حكي عنهم من الندم وما يتفرع عليه كان بعد مجيء موسى عليه السلام وقيلالمراد ولما كسرت سورة غضبه عليه السلام وقل غيظه باعتذار أخيه فقط لا أنه زال غضبه بالكليةلأن توبة القوم ما كانت خالصة بعد وأصل السكوت قطع الكلام وفي الكلام.أخذ الألواح التيألقاها وفي نسختها أي فيما نسخ فيها وكتب ‏.وروي عن ابن عباس وعمرو بن دينار أن موسى uلما ألقى الألواح فتكسر منها ما تكسر صام أربعين يوما فرد عليه ما ذهب في لوحين وفيهما ما فيالأول بعينه فكأنه نسخ من الأول هدى أي بيان للحق عظيم ورحمة جليلة بالإرشاد إلى ما فيه الخيروالصلاح للذين هم لربهم يرهبون. أي يخافون أشد الخوف واللام الأولى متعلقة بمحذوف وقعصفة لما قبله أو هي لام الأجل أي هدى ورحمة لأجلهم والثانية لتقوية عمل الفعل المؤخر كما فيقوله سبحانه إن كنتم للرؤيا تعبرون أو هي لام العلة والمفعول محذوف أي يرهبون المعاصيلأجل ربهم لا للرياء والسمعةالرهبة هنا من هول الحدث وقد خرج لمعنى الخوف.‏واحتمال تعلقها بمحذوف أي يخشون لربهم(٢)‏.وترى الباحثة أن‏[وأَعِدوا ل َهم ما است َط َعت ُم مِن ق ُوةٍ‏ ومِن رِباطِ‏ الخ َيلِ‏ ت ُرهِبون بِهِ‏ عدو االلهِ‏ وعدوك ُم وآَخ َرِين مِن دونِهِمل َا ت َعل َمون َهم االلهُ‏ يعل َمهم وما ت ُن ْفِق ُوا مِن ش َيءٍ‏ فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ يوف َّ إِل َيك ُم وأَن ْت ُم ل َا ت ُظ ْل َمون‏]‏(٣ ).وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة الإعداد اتخاذ الشيء لوقت الحاجة من قوة أي من الآلات التيتكون لكم قوة عليهم من الخيل والسلاح.‏ ترهبون به تخوفون به عدو االله وعدوكم وآخرين أيوترهبون آخرين من دونهم لا تعلمونهم االله يعلمهم قال مجاهد ومقاتل وقتادة هم بنو قريظة وقالالسدي هم أهل فارس وقال الحسن وابن زيد هم المنافقون لا تعلمونهم لأنهم معكم يقولون لا إله إلااالله وقيل هم كفار الجن وما تنفقوا من شيء في سبيل االله يوف إليكم يوفى لكم أجره وأنتم لاتظلمون لا ينقص أجوركم.(٤)‏[وق َالَ‏ االلهُ‏ ل َا ت َت َّخِذ ُوا إِل َهينِ‏ اث ْن َينِ‏ إِن َّما هو إِل َه واحِد ف َإِياي ف َارهبونِ]‏(٥).(1) الأعراف:‏‎١٥٤‎ .(2)(3) الأنفال:‏‎٦٠‎ .انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القران.٢٩٢ ج‎٧‎‏:‏ ،(4)(5)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٢‎‏:‏النحل:‏‎٥١‎‏.‏.٢٦٠٢٤٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


أن االله عز وجلأتبع ذلك بالنهى عن الشرك بقولهواحد فنهى سبحانه عن اتخاذ إلهين ثم أثبت أن الإلهية منحصرةقيل إن التثنية فى إلهين قد دلت على الاثنينية والإفرادوقال االله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إلهفي إله واحد وهو االله سبحانه وقدفي إله قد دل على الوحدة فما وجه وصفإلهين باثنين ووصف إله واحد فقيل في الجواب إن في الكلام تقديما وتأخيرا والتقدير لا تتخذوا اثنينإلهين إنما هو واحد إله وقيل إن التكرير لأجل المبالغةزيادة اثنينفي التنفير عن اتخاذ الشريك وقيل إن فائدةهي أن يعلم أن النهى راجع إلى التعدد لا إلى الجنسية وفائدة زيادة واحد دفع توهم أنالمراد إثبات الإلهية دون الواحدية مع أن الإلهية له سبحانه مسلمةفي الواحدنية ثم نقل الكلام سبحانه منفإياي فارهبون أي إن كنتم راهبين شيئا فإياي فارهبون لا غيريفي نفسها وإنما خلاف المشركينالغيبة إلى التكلم على طريقة الالتفات لزيادة الترهيب فقال(١).] ف َاست َجبن َا ل َه ووهبن َا ل َه يحيى وأَصل َحن َا ل َه زوجه إِن َّهم ك َان ُوا يسارِعون فِي الخ َيراتِ‏ ويدعون َن َا رغ َباورهبا وك َان ُوا ل َن َا خ َاشِعِين‏]‏.( ٢ )تناولت الآية جانب من قصة إبراهيم uقوله عز وجل ولا تذرني فردا وحيدا لا ولد لي وارزقني وارثا وأنت خير الوارثينزكريا إذ نادى ربه أي دعا ربه رب‏.فاستجبنا له ووهبنا له يحيىولدا وأصلحنا له زوجه أي جعلناها ولودا بعدما كانت عقيما قاله أكثر المفسرين وقال بعضهم كانتسيئة الخلق فأصلحها االله له بأن رزقها حسن الخلق إنهم الأنبياء يعني الأنبياء الذين سماهم في هذهالسورة كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا طمعا ورهبا خوفا رغبا من رحمة االله ورهبامن عذاب االله وكانوا لنا خاشعين أي متواضعين قال قتادة ذللا لأمر االله قال مجاهد الخشوع هوالخوف اللازم في القلب(٣).‏[اسل ُك يدك فِي جيبِك ت َخ ْرج بيضاء مِن غ َيرِ‏ سوءٍ‏ واضمم إِل َيك جن َاحك مِن الرهبِ‏ ف َذ َانِك برهان َانِ‏مِن ربك إِل َى فِرعون ومل َئِهِ‏ إِن َّهم ك َان ُوا ق َوما ف َاسِقِين‏]‏( ٤ ).تناولت الآية جانب من قصة موسى u وأظهرت بعض المخاوف التي أخافت سيدنا موسىله رب العزةفقالفانه لا يخاف لدي المرسلون اسلك يدك أي أدخلها في جيبك هو فتح الجبة منحيث يخرج الراإ تخرج بيضاء من غير سوء أي عيب واضممإليك جناحك من الرهب أي منأجل المخافة قال مجاهد وابن زيد أمره سبحانه بضم عضده وذراعه وهو الجناح إلى جنبه ليخفبذلك فزعه ومن شأن الإنسان إذا فعل ذلك في وقت فزعه أن يقوى قلبه وقال(1)(2) الأنبياء:‏‎٩٠‎ .انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٣‎‏:‏.١٦٨(3)(4) القصص:‏‎٣٢‎ .انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏.٢٦٧٢٤٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


فقالثوري خاف موسى uأن يكون حدث به سوء فأمره سبحانه أن يعيد يدهحالتها الأولى فيعلم أنه لم يكن ذلك سوءا بل آية من االله عز وجل وقريب منه‏[ل َأَن ْت ُم أَش َد رهبة ً فِي صدورِهِم مِن االلهِ‏ ذ َلِك بِأَن َّهم ق َوم ل َا يف ْق َهون‏]‏(١)إلى جنبه لتعود إلى.( ٢ ).لأنتم أشد رهبة في صدورهم من االله أي لأنتم يا معشر المسلمين أشد خوفا وخشية في صدورالمنافقين أو صدور اليهود أو صدور الجميع من االله أي من رهبة االله والرهبة هنا بمعنى المرهوبيةلأنها مصدر من المبني للمفعول وانتصابها على التمييز ذلك بأنهم قوم لا يفقهون أي ما ذكر منالرهبة الموصوفة بسبب عدم فقههم لشيء من الأشياء ولو كان لهم فقه لعلموا أن االله سبحانه هوالذي سلطكم عليهم فهو أحق بالرهبة منه دونكم ثم اخبر سبحانه بمزيد فشلهم وضعف نكايتهمال لا يقاتلونكم جميعا يعني لا يبرز اليهود والمنافقون مجتمعين لقتالكم ولا يقدرون على ذلكإلا في قرى محصنة بالدروب والدور أو من وراء جدر أي من خلف الحيطان التي يستترون بهالجبنهم ورهبتهم(٣).(1)(2) الحشر:‏‎١٣‎ .انظر،‏ الألوسي،‏ روح المعاني،‏ ج‎٢٠‎‏:‏.٧٦(3)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٥‎‏:‏.٢٠٤٢٤٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث الرابعمضامين الرعب‏[سن ُل ْقِي فِي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َف َروا الرعب بِما أَش ْرك ُوا بِااللهِ‏ ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏ سل ْط َان ًا ومأْواهم الن َّار وبِئْسمث ْوى الظ َّالِمِين‏]‏( ١ ).سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب يريد ما قذف في قلوبهم من الخوف يوم أحد حتى تركواالقتال ورجعوا من غير سبب ونادى أبو سفيان يا محمد موعدنا موسم بدر القابل إن شئت فقال:إن شاء االله وقيل لما رجعوا وكانوا ببعض الطريق ندموا وعزموا أن يعودوا عليهم ليستأصلوهمفألقى االله الرعب في قلوبهم وقرأ ابن عامر والكسائي ويعقوب بالضم على الأصل في كل القرآنبما أشركوا باالله بسبب إشراكهم به ما لم ينزل به سلطانا أي آلهة ليس على إشراكها حجة ولم ينزلعليهم به سلطانا وهو كقوله ولا ترى الضب بها ينجحر وأصل السلطنة القوة ومنه السليط لقوةاشتعاله والسلاطة لحدة اللسان ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين أي مثواهم فوضع الظاهرموضع المضمر للتغليظ والتعليل(٢).‏[إِذ ْ يوحِي ربك إِل َى المل َائِك َةِ‏ أَن ِّي معك ُم ف َث َبت ُوا ال َّذِين آَمن ُوا سأُل ْقِي فِي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َف َروا الرعبف َاضرِبوا ف َوق َ الأَعن َاقِ‏ واضرِبوا مِن ْهم ك ُل َّ بن َانٍ]‏( ٣ ).وأما قوله إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم أنصركم فثبتوا الذين آمنوا يقول قووا عزمهموصححوا نياتهم في قتال عدوهم من المشركين وقد قيل إن تثبيت الملائكة المؤمنين كان حضورهموالحرب معهم وقيل كان ذلك معونتهم إياهم بقتال أعدائهم وقيل كان ذلك بأن الملك يأتي الرجل منأصحاب النبي يقول سمعت هؤلاء القوم يعني المشركين يقولون واالله لئن حملوا علينا لنكشفن فيحدثالمسلمون بعضهم بعضا بذلك فتقوى أنفسهم.قالوا وذلك كان وحي االله إلى ملائكته.القول في تأويلقوله تعالى سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنانيقول تعالى ذكره سأرعب قلوب الذين كفروابى أيها المؤمنون منكم وأملؤها فرقا حتى ينهزمواعنكم فاضربوا فوق الأعناق واختلف أهل التأويل في تأويل قوله فوق الأعناق فقال بعضهم معناهفاضربوا الأعناق.وأما قوله واضربوا منهم كل بنان فإن معناه واضربوا أيها المؤمنون من عدوكمكل طرف ومفصل من أطراف أيديهم وأرجلهم والبنان جمعوالرجلين(٤).بنانهوهي أطراف أصابع اليدين(1)(2)(3) الأنفال:‏‎١٢‎ .آل عمران:‏‎١٥١‎ .انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلتفسير البيضاوي،ج‎٢‎‏:‏تفسير البيضاوي،ج‎٣‎‏:‏.١٠٥.٩٣(4)انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويل٢٤٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[وت َحسبهم أَيق َاظ ًا وهم رق ُود ون ُق َل ِّبهم ذ َات َ اليمِينِ‏ وذ َات َ الش ِّمالِ‏ وك َل ْبهم باسِط ٌ ذِراعيهِ‏ بِالوصِيدِ‏ ل َوِ‏اط َّل َعت َ عل َيهِم ل َول َّيت َ مِن ْهم فِرارا ول َملِئْت َ مِن ْهم رعبا]‏يقول تعالى ذكره لنبيه محمد(١).rوتحسب يا محمد هؤلاء الفتية الذين قصصنا عليك قصتهم لورأيتهم في حال ضربنا على آذانهم في كهفهم الذي أووا إليه أيقاظا والأيقاظ جمع يقظ ومنه قولالراجز ووجدوا إخوتهم أيقاظا وسيف غياظ لهم غياظا.وقوله وهم رقود يقول وهم نياموالرقود جمعراقد كالجلوس جمع جالس والقعود جمع قاعد وقوله ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال يقول جلثناؤه ونقلب هؤلاء الفتية في رقدتهم مرة للجنب الأيمن ومرة للجنب الأيسر. وقوله وكلبهم باسطذراعيه بالوصيد اختلف أهل التأويل في الذي عنى االله بقوله وكلبهم باسط ذراعيه فقال بعضهم هوكلب من كلابهم كان معهم.‏ وقال بعضهم كان إنسانا من الناس طباخا لهم تبعهم.‏أهل التأويل اختلفوا في تأويله فقال بعضهم هو الفناء وقيل الوصيد هو الصعيد(٢).وأما الوصيد فإن‏[وأَن ْزلَ‏ ال َّذِين ظ َاهروهم مِن أَهلِ‏ الكِت َابِ‏ مِن صياصِيهِم وق َذ َف َ فِي ق ُل ُوبِهِم الرعب ف َرِيق ًا ت َق ْت ُل ُونوت َأْسِرون ف َرِيق ًا]‏( ٣ ).تناولت الآية جانب من قصة بني قريظةوأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهموقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وهم الرجال يقال كانوا ستمائة وتأسرون فريقا وهم النساءوالذراري يقال كانوا سبعمائة وخمسين ويقال سبعمائة وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضا لمتطؤها بعد قال ابن زيد ومقاتل يعني خيبر قال قتادة إنها مكة وقال الحسن فارس والروم وقالعكرمة كل ارض تفتح إلى يوم القيامة وكان االله على كل شيء قديرا.وبهذا يقع الرهب والخوف فيقلوب الذين كفروا.‏‏[هو ال َّذِي أَخ ْرج ال َّذِين ك َف َروا مِن أَهلِ‏ الكِت َابِ‏ مِن دِيارِهِم لِأَولِ‏ الحش ْرِ‏ ما ظ َن َن ْت ُم أَن يخ ْرجوا وظ َن ُّواأَن َّهم مانِعت ُهم حصون ُهم مِن االلهِ‏ ف َأَت َاهم االلهُ‏ مِن حيث ُ ل َم يحت َسِبوا وق َذ َف َ فِي ق ُل ُوبِهِم الرعب يخ ْرِبونبيوت َهم بِأَيدِيهِم وأَيدِي المؤْمِنِين ف َاعت َبِروا يا أُولِي الأَبصارِ]‏هذه الآية منسورة الحشرقيل هيuنزلوا المدينة في فتن بني إسرائيل انتظارا لمحمد.(٤ )سورة النضير وهم رهط من اليهود من ذرية هارونrوكان من أمرهم ما نص االله عليه الثانيةقوله تعالى لأول الحشر.‏ الحشر الجمع وهو على أربعة أوجه حشران في الدنيا وحشران فيالآخرة أما الذي في الدنيا فقوله تعالى هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب(1) الكهف:‏‎١٨‎‏.‏(2)(3) الأحزاب:‏‎٢٦‎ .انظر،‏ الطبري،‏ جامع البيان في تفسير القران،‏٢١٤. ج‎١٥‎‏:‏الحشر:‏‎٢‎‏.‏ (4)٢٤٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


من ديارهم لأول الحشر قال الزهري كانوا من سبط لم يصبهم جلاء وكان االله Uقد كتب عليهمالجلاء فلولا ذلك لعذبهم في الدنيا وكان أول حشر حشروا في الدنيا إلى الشام قال ابن عباسوعكرمة من شك أن المحشر في الشام فليقرأ هذه الآية وأن النبيقال إلى أرض المحشر‏^قال لهم اخرجوا قالوا إلى أين‏.وهو إخراج عمر رضي االله عنه إياهم من خيبر إلى نجد وأذرعات وقيلتيماء وأريحاء وذلك بكفرهم ونقض عهدهم وأما الحشر الثاني فحشرهم قرب القيامة قال قتادة تأتينار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا.‏وقولهتعالى يخربون بيوتهم قراءة بالتخفيف من أخرب أي يهدمون وقرأ السلمي والحسن ونصر بنيخربون بالتشديد من التخريب قال أبو عمرو إنما اخترت التشديد لأن ترك الشيء خرابا بغيرساكن وبنو النضير لم يتركوها خرابا وإنما خربوها بالهدم يؤيده قوله تعالى بأيديهم و أيديالمؤمنين وقال آخرون التخريب و الإخراب بمعنى واحد والتشديد بمعنى التكثير.‏وقوله تعالىفاعتبروا يا أولي الأبصار أي اتعظوا يا أصحاب العقول والألباب وقيل يا من عاين ذلك ببصره فهوجمع للبصر ومن جملة الاعتبار هنا أنهم اعتصموا بالحصون من االله فأنزلهم االله منها ومن وجوههأنه سلط عليهم من كان ينصرهم ومن وجوهه أيضا أنهم هدموا أموالهم بأيديهم ومن لم يعتبر بغيرهاعتبر في نفسه(١)‏.وفي ذلك تناولت الآية الرعب بمعنى الخوف .(1)انظر،‏ القرطبي،‏ تفسير القرطبي الجامع لأحكام القران.٥ ج‎١٤‎‏:‏ ،٢٤٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث الخامسمضامين الفزع‏[من جاء بِالحسن َةِ‏ ف َل َه خ َير مِن ْها وهم مِن ف َزعٍ‏ يومئِذٍ‏ آَمِن ُون‏]‏تتناول الآية أمر من أمور قيام الساعة وهي النفخة(١).يوم النشور من القبور فيفزع من فيالسموات ومن في الأرض أي خافوا وانزعجوا لشدة ما سمعوا وقيل المراد بالفزع هنا الإسراعوالإجابة إلى النداء من قولهم فزعت إليك في كذا إذا أسرعت إلى إجابتك والأول أولى بمعنىالآيةوإنما عبر بالماضي مع كونه معطوفا على مضارع للدلالة على تحقق الوقوع حسبما ذكره علماءالبيان وقال الفراء هومحمول على المعنى لأن المعنى إذا نفخ إلا من شاء االله أي إلا من شاء االلهأن لا يفزع عند تلك النفخة.وهنا يقصد بالفزع الخوف يوم القيامة ومن يأتي بالحسنة فيضاعف االلهله فيها(٢).‏[ول َا ت َن ْف َع الش َّف َاعة ُ عِن ْده إِل َّا لِمن أَذِن ل َه حت َّى إِذ َا ف ُزع عن ق ُل ُوبِهِم ق َال ُوا ماذ َا ق َالَ‏ ربك ُم ق َال ُوا الحق َّوهو العلِي الك َبِير‏]‏( ٣ ).ولا تنفع الشفاعة عندهاستثناء مفرغ من أعم الأحوالأي شفاعة من يشفع عنده من الملائكة وغيرهم وقوله إلا لمن أذن لهأي لا تنفع الشفاعةوهنافي حال من الأحوال إلا كائنة لمن أذن له أنيشفع من الملائكة والنبيين ونحوهم من أهل العلم والعمل ومعلوم أن هؤلاء لا يشفعون إلا لمنيستحق الشفاعة لا للكافرين ويجوز أن يكون المعنى لا تنفع الشفاعة من الشفعاء المتأهلين لها فيحال من الأحوال إلا كائنة لمن أذن لهعداهم من غير المستحقين لها واللامأي لأجله وفى شأنه من المستحقين للشفاعة لهم لا منفي لمن يجوز أن تتعلق بنفس الشفاعة قال أبو البقاء كماتقول شفعت له ويجوز أن تتعلق بتنفع والأولى أنها متعلقة بالمحذوف.‏ حتى إذا فزع عن قلوبهمقرأ الجمهور فزع مبنيا للمفعول والفاعل هو االله والقائم مقام الفاعل هو الجار والمجرور وقرأ ابنعامر فزع مبنيا للفاعل وفاعله ضمير يرجع إلى االله سبحانه وكلا القراءتين بتشديدالزاي وفعلمعناه السلب فالتفزيع إزالة الفزع.‏ والمعنى أن الشفاعة لا تكون من أحد من هؤلاء المعبودين مندون االله من الملائكة والأنبياء والأصنام إلا أن االله سبحانه يأذن للملائكة والأنبياء ونحوهمالشفاعة لمن يستحقها وهم على غاية الفزع من االله كما قال تعالى وهم منأذن لهم(٤).في‏(خشيته مشفقون)‏ فإذافي الشفاعة فزعوا لما يقترن بتلك الحالة من الأمر الهائل والخوف الشديد من أن يحدثشيء من أقدار االله فإذا سرى عليهم قالوا للملائكة فوقهم وهم الذين يوردون عليهمالوحي بالإذن(1) النمل:‏‎٨٩‎ .(2)(3) سبأ:‏‎٢٣‎ .انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏.١٥٥(4)انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٤‎‏:‏.٣٢٥-٣٢٤٢٥٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث السادسمضامين الهرع‏[وجاءه ق َومه يهرعون إِل َيهِ‏ ومِن ق َبلُ‏ ك َان ُوا يعمل ُون السيئَاتِ‏ ق َالَ‏ يا ق َومِ‏ هؤُل َاءِ‏ بن َاتِي هن أَط ْهر ل َك ُمف َات َّق ُوا االلهَ‏ ول َا ت ُخ ْزونِ‏ فِي ضيفِي أَل َيس مِن ْك ُم رجلٌ‏ رشِيد‏]‏(١).وجاءه قومه يهرعون إليه قال ابن عباس وقتادة يسرعون وقال مجاهد يهرولون وقال الحسنمشى بين مشيتين قال شمر بن عطية بين الهرولة والجمز ومن قبل أي من قبل مجيئهم إلى لوطكانوا يعملون السيئات كانوا يأتون الرجال في أدبارهم قال لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهمغلمان يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم يعني بالتزويج وفي أضيافه ببناته وكان في ذلك الوقتتزويج المسلمة من الكافر جائزا كما زوج النبيrابنته من عتبة بن أبي لهب وأبي العاص بنالربيع قبل الوحي وكانا كافرين وقال الحسين بن الفضل عرض بناه عليهم بشرط الإسلام وقالمجاهد وسعيد بن جبير قوله بناتي هن أطهر لكم أراد نساءهم وأضاف إلى نفسه لأن كل نبي أبوأمته وفي قراءة أبي بن كعب النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم وقيلذكر ذلك على سبيل الدفع لا على التحقيق فلم يرضوا هذا القول.‏فاتقوا االله ولا تخزون في ضيفيأي خافوا االله ولا تخزون في ضيفي أي لا تسوؤني ولا تفحصوني في أضيافي أليس منكم رجلرشيد صالح سديد وقال عكرمة رجل يقول لا إله إلا االله وقال ابن إسحاق رجل يأمر بالمعروفوينهى عن المنكر قالوا لقد علمت يا لوط ما لنا في بناتك من حق أي لسن أزواجا لنا فنستحقهنبالنكاح وقيل معناه مالنا فيهن من حاجة وشهوة وإنك لتعلم ما نريد من إتيان الرجال قال لهم لوطعند ذلك لو أن لي بكم قوة أراد قوة البدن والقوة بالأتباع أو آوي إلى ركن شديد أي انضم إلىعشيرة مانعة(٢).‏[ف َهم عل َى آَث َارِهِم يهرعون‏]‏الآية( ٣ ).تعليل لاستحقاقهم تلك الشدائد بتقليد الآباء في الضلال والإهراعوالإسراع الشديد كأنهميزعجون على الإسراع على آثارهم وفيه إشعار بأنهم بادروا إلى ذلك من غير توقف على نظروبحث ولقد ضل قبلهم قبل قومك أكثر الأولين ولقد أرسلنا فيهم منذرين أنبياء أنذروهم من العواقبفانظر كيف كان عاقبة المنذرين من الشدة والفظاعة(٤).‏(‏‎1‎‏)هود:‏‎٧٨‎ .‏(‏‎2‎‏)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٢‎‏:‏.٣٩٥‏(‏‎3‎‏)الصفات:‏‎٧٠‎ .(4)انظر،‏ البيضاوي،‏ أنوار التنزيل و أسرار التأويلتفسير البيضاوي،ج‎٥‎‏:‏.١٥٢٥١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث السابعمضامين وجف‏[ق ُل ُوب يومئِذٍ‏ واجِف َة ٌ]‏.( ١ )قلوب مبتدأ ويومئذ منصوبة بواجفة،‏ وواجفة صفة قلوب.‏ وجملة ‏[أَبصارها خ َاشِعة ٌ]‏(٢)خبرقلوب.‏ والراجفة المضربة القلقة لما عاينت من أهوال يوم القيامة.‏ قال جمهور المفسرين:خائفةوجلة.وقال السدي:‏ زائلة من أماكنها.‏ وقال المبرد:‏ مضطربة يقال وجف القلب يجف،‏ وجيفا ً:‏ إذاخفق فأصل الوجيف اضطراب القلب.(1) الن َّازعات:‏‎٨‎ .(٢)الن َّازعات:‏‎٩‎‏.‏٢٥٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


المبحث السابعمضامين وجل‏[إِن َّما المؤْمِن ُون ال َّذِين إِذ َا ذ ُكِر االلهُ‏ وجِل َت ْ ق ُل ُوبهم وإِذ َا ت ُلِيت ْ عل َيهِم آَيات ُه زادت ْهم إِيمان ًا وعل َى ربهِم. يت َوك َّل ُون‏]‏(١ )هذه الآية تتناول صفات المؤمنون ومنهافرائضهعند ذلك.‏وقيلعن عائشة قالت ما الوجلوعن ابن عباسنما المؤمنون الذين إذا ذكر االله وجلت قلوبهم فأدوافي قلب المؤمن إلا كضرمة السعفة فإذا وجل أحدكم فليدعفي قوله زادتهم إيمانا قال تصديقا وأخرج هؤلاء عن الربيع بن أنسفيقوله زادتهم إيمانا قال خشية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله وعلى ربهميتوكلون يقول لا يرجون غيره(٢).‏[ال َّذِين إِذ َا ذ ُكِر االلهُ‏ وجِل َت ْ ق ُل ُوبهم والصابِرِين عل َى ما أَصابهم والمقِيمِي الصل َاةِ‏ ومِما رزق ْن َاهمين ْفِق ُون‏]‏العبد.( ٣ )إنما المؤمنون الذين إذا ذكر االله وجلت قلوبهم فكيف تكون الطمأنينة والوجل في حالة واحدةقيل الوجل عند ذكر الوعيد والعقاب والطمأنينة عند ذكر الوعد والثواب فالقلوب توجل إذا ذكرباالله وشدة حسابه وتطمئن إذا ذكرت فضل االله وكرمه الذين آمنوا وعملوا الصالحاتفيقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وكذلك ينفقون من رزق االله ومما أعطاهم االله إياه.‏الخوف والوجل مباشرة في بداية الآية.(٤).وهنا تظهر ملامح(1) الأنفال:‏‎٢‎ .(2)(3) الحج:‏‎٣٥‎ .انظر،‏ الشوكاني،‏ فتح القدير،‏ ج‎٢‎‏:‏.٢٨٦(4)انظر،‏ البغوي،‏ معالم التنزيل،‏ ج‎٣‎‏:‏.١٨٢٥٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٢٥٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


البديع:‏ من بدع الشيء.‏ يبدعه بدعا ً وابتدعته:‏ أنشأه وبدأه.‏ والبديع والبِ‏ د ع‏:‏ الشيء الذي يكون أولا ً(١). والبديع هو المبدع.‏وعلم البديع:‏ علم يعرف به وجوه تحسين الكلام بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوحالدلالة،‏ وهو تابع لعلمي البيان والبديع(٢).وقيل أن البلاغة بمرجعيها وأن الفصاحة بنوعيها،‏ مما يكسو الكلام حلة التزيين،‏ ويرقيه أعلىدرجات التحسن.‏ وهو قسمان:‏ قسم يرجع إلى المعمى،‏ وقسم يرجع إلى اللفظالطباق.‏ أولا ً:‏(٣).الطباق مأخوذ من مطابقة الفرس والبعير لوضع رجله مكان يده عند السير.‏ وهو الجمع بينالشيئين.‏ يقال طابق فلان بين الثوبين.‏ وذكر قدامة بن جعفروزعموا أنه سمي طباقا ً من غير اشتقاق(٤).فقال:"‏ لقب المطابقة يليق بالتجنيس،‏والأجود تلقيبه بالمقابلة؛ لأن الضدين يتقابلان كالسوادوالبياض وغير ذلك من غير حاجة إلى تلقيبه بالطباق والمطابقة؛ لأنهما يشعران بالتماثل"‏(٥).(٦).وعرف العلوي الطباق:‏ يقال له الطباق،‏ والتضاد،‏ والتكافؤ،‏ والمقابلة،‏ وحاصلة الإتيان بالنقيضينولابد من الوقوف عند الآيات التي تحمل الطباق:‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)انظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،ج‎٨‎‏:‏.٦انظر،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة:‏انظر،‏ السكاكي،‏ مفتاح العلوم،‏‎٤٢٣‎‏.‏.٢٥٦قدامة بن جعفر:‏ قدامة بن جعفر بن قدامة بن زياد البغدادي أبو الفرج،‏ كان نصرانيا وأسلم على يد المكتفيباالله ، من مشاهير البلغاء الفصحاء الذين يضرب بهم المثل في البلاغة،‏ ومن الفلاسفة الذين يشار إليهمبالبنان في علم المنطق والفلسفة.‏ وقد استكمل بعد ابن المعتز تأسيس مباحث علم(البديع)،‏ وحمل لوائه،‏وتوضيح معالمه،‏ وتحديد نهجه.‏العكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة:‏انظر،‏ العلوي،‏ يحيى بن حمزة،‏ الطراز:‏‎٥٩٦‎‏.‏.٥٩٦٢٥٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[ومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَن يذ ْك َر فِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِها أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَنيدخ ُل ُوها إِل َّا خ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِي الآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيم‏]‏تناولت الآية ظلم مانع الصلاة في المساجد،‏(١).وصحة الصلاة في أي مكان.‏‏(الدنيا،‏ والآخرة)‏ تضاد يوضح المعنى ويؤكده.‏ والتأكيد هنا لبيان حكم ظلم من منعالمساجد وقام وسعى في خرابها.‏ وقد خرج التضاد في الآية الكريمة لبيان ذلك.‏وفي قوله تعالى‏[وما ن ُرسِلُ‏ المرسلِين إِل َّا مبش ِّرِين ومن ْذِرِين ويجادِلُ‏ ال َّذِين ك َف َروا بِالباطِلِ‏ لِيدحِضوا بِهِ‏ الحق َّوات َّخ َذ ُوا آَياتِي وما أُن ْذِروا هزوا]‏(٢).تناولت الآية أدلة القدرة الإلهية والوجدانية ومهما الرسل المرسلين.‏ وفي قوله تعالى(أمن،‏ خوف)‏تضاد معنوي ويقصد بالأمن الإيمان الصادق باالله الذي يلحقه الأمن يوم القيامة.‏ وقد خرج التضادليؤكد المعنى ويبينه.‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِن(٣)الغ َافِلِين‏]‏ .تشتمل الآية على فضل الاستماع للقرآن وطريقة الذكر.‏ وفي قوله(بالغدو،‏ والآصال)‏ تضاد يوضحالمعنى ويؤكده وهو تضاد لفظي.‏ والغدو:‏ جمع غدوة.‏ وهي ما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس.‏والآصال جمع أصيل:‏ وهو العشي وما بعد العصر إلى غروب الشمس.‏ والمقصود بالآية أن الذكريوجب من أوائل النهار وآخره أي في كل وقت(٤).( ٥ )‏[ف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َا أَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏ ك َما عل َّمك ُم ما ل َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمون‏]‏ .تناولت الآية موضوع الحفاظ على الصلاة والحث عليها.‏ وفي الآية بلونٍ‏ بديعي متمثل في قولهتعالى(خفتم،‏ أمنتم)‏ فالخوف مضاده الأمن.والخوف هنا من عدو أو من سيل أو من سبع.‏ والأمنضد الخوف هنا وهو كل ما يرتاح له الإنسان.‏ وفي قوله(فرجالا ً،ركبانا ً)‏ بينهما طباق فالراجل منيمشي.‏ والراكب من يعتلي الشيء.‏ والطباق هنا يوضح المعنى ويؤكده وخرج الطباق لفائدة وهيأهمية المحافظة على الصلاة وعدم التقصير،‏ والتوجه للقبلة لأداء الصلاة والمحسن هنا محسنمعنوي.‏(1) البقرة:‏‎١١٤‎‏.‏(2) الأنعام:‏‎٤٨‎ .(3)(4)(5)الأعراف:‏‎٢٠٥‎انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎٥‎‏:‏البقرة:‏‎٢٣٩‎.٢٤٠.٢٥٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


سِ‏‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم بِالل َّيلِ‏ والن َّهارِ‏ سِرا وعل َانِية ً ف َل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم(١ )يحزن ُون‏]‏ .تناولت الآية ثواب الإنفاق في سبيل االله وآدابه.‏ وفي قوله(بالليل،‏ النهار)،‏ ‏(سرا ً وعلانية)‏طباق معنوي يوضح المعنى ويؤكده والليل والنهار متطابقات.‏ وكذلك السر:‏ وهو ما يخفى منالشيء.‏ والعلن:‏ ما ظهر.‏ وهنا السر والعلن تقابل بالمعنى ويكون السر والليل.‏والنهار والعل ّن.‏ للدلالة على حسن وإعجاز الألفاظ القرآنية.‏‏[ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ ث ُم ل َا يت ْبِعون ما أَن ْف َق ُوا منا ول َا أَذ ًى ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َا( ٢ )خ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُون‏]‏ .تناولت الآية مستحقو الصدقات وفي قوله(الليل،‏ والنهار)‏ طباق يوضح المعنى ويؤكد وهنا طباقمعنوي.‏ وقوله(سرا ً وعلانية)‏ بينهما طباق يوضح المعنى ويؤكده علما ً بأن الطباق معنويا ً ولا يكونالصدقة إلا بالليل والسر.‏ هناك دلالة لترابط اللغة وقوة أسلوب القرآن وإعجازه وكذلك قوله(‏ النهار،‏العلانية)‏ بينهما توافق يكون السر يصاحبه ليل.‏ والعلانية يصاحبه نهار.‏‏[وإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا حك َما مِن أَهلِهِ‏ وحك َما مِن أَهلِها إِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهماإِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيرا]‏.(٣)تضمنت الآية قوامة الرجال على النساء وطرق التسوية للنزاع بين الزوجين وفي قوله(شقاق،‏إصلاح)‏ طباق يوضح المعنى ويؤكده وهنا طباق معنوي والشقاق هو النزاع والإصلاح وهوإصلاح ذات البين.‏ وهنا للدلالة على حرص الإسلام على أهمية التوفيق والحرص على الإصلاحدون التفريق المؤدي إلى خراب البيوت.‏(٤).‏[ول َا ت ُف ْدوا فِي الأَرضِ‏ بعد إِصل َاحِها وادعوه خ َوف ًا وط َمعا إِن رحمة َ االلهِ‏ ق َرِيب مِن المحسِنِين‏]‏تناولت الآية مشروعية الدعاء وآدابه وتحريم الإفساد في الأرض.‏ وفي قوله(تفسدوا،‏ إصلاحها)‏الفساد والصلاح.‏ وهو طباق يوضح المعنى.‏ والخوف:‏ حالة توقع الشر والطمع:‏ توقع الخير.‏وبينهما طباق معنوي يوضح المعنى ويؤكده.‏‏[هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين ْشِئُ‏ السحاب الث ِّق َالَ]‏(٥).(1)(2)(3)(4)(5)البقرة:‏‎٢٧٤‎‏.‏البقرة:‏‎٢٦٢‎‏.‏النساء:‏‎٣٥‎‏.‏الأعراف:‏‎٥٦‎‏.‏الرعد:.‏‎١٢‎‏.‏٢٥٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تضمنت الآية مظاهر الألوهية الله وربوبيته وقدرته.‏ وفي قوله(خوفا ً،‏ طمعا ً)‏ طباق يوضح المعنىويؤكده والخوف يكون في حالة توقع الشر.‏ أما الطمع:‏ فيكون في حالة توقع الخير وبينهما طباقمعنوي يؤكد المعنى ويوضحه.‏‏[وعد االلهُ‏ ال َّذِين آَمن ُوا مِن ْك ُم وعمِل ُوا الصالِحاتِ‏ ل َيست َخ ْلِف َن َّهم فِي الأَرضِ‏ ك َما است َخ ْل َف َ ال َّذِين مِن ق َبلِهِمول َيمك ِّن َن ل َهم دِين َهم ال َّذِي ارت َضى ل َهم ول َيبدل َن َّهم مِن بعدِ‏ خ َوفِهِم أَمن ًا يعبدون َنِي ل َا يش ْرِك ُون بِي ش َيئًاومن ك َف َر بعد ذ َلِك ف َأُول َئِك هم الف َاسِق ُون‏]‏.(١)تضمنت الآية أصول دولة الإيمان.‏ وفي قوله ‏(خوفهم،‏ أمنا)‏ وهنا طباق يوضح المعنى ويؤكدهوهنا طباق معنوي.‏ والخوف هو اضطراب وتوقع المكروه أما الأمن فهو الراحة وتوقع الخير.وقدخرج الطباق هنا إلى الحفاظ على أصول دولة الإيمان.‏‏[ف َأَصبح فِي المدِين َةِ‏ خ َائِف ًا يت َرق َّب ف َإِذ َا ال َّذِي است َن ْصره بِالأَمسِ‏ يست َصرِخ ُه ق َالَ‏ ل َه موسى إِن َّك ل َغ َوِ‏ ي( ٢ )مبِين‏]‏ .تناولت الآيات جانب من قصة موسى u وهو قتل المصري خطأ وخروجه من مصر.‏ وفيقوله تعالى(استنصره،‏ يستصرخه)‏ طباق يوضح المعنى ويؤكده.‏ والاستنصار بمعنى طلب العونوالنصرة.‏ ويستصرخه أي يستغيث به على قبطي آخر.وهنا طباق معنوي يوضح المعنى ويؤكده.‏‏[وأَن أَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَها ت َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب يا موسى أَق ْبِلْ‏ ول َا ت َخ َف ْ إِن َّك مِن(٣)الآَمِنِين‏]‏ .تضمنت الآية جانب آخر من قصة سيدنا موسى u أثناء عودته إلى مصر ونبوته.‏ في قوله(ل َات َخ َف ْ إِن َّك مِن الآَمِنِين ( طباق معنوي يوضح المعنى ويؤكده.‏ والخوف:‏ اضطراب وقلق وتوقعمكروه وهنا خوف موسى من العصا واهتزازها.‏كما وكان الأمن هنا من مخاوف بني إسرائيل.‏والآمنين:‏ مضاد الخوف وهو الراحة والطمأنينة‏[وأَخِي هارون هو أَف ْصح مِن ِّي لِسان ًا ف َأَرسِل ْه معِي رِدءا يصدق ُنِي إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ]‏.(٤)تضمنت الآية نبوة هارون وتكذيب فرعون.‏ وفي قوله(يصدقني،‏ يكذبون)‏ طباق معنوي يوضحالمعنى ويؤكده والصدق هنا يوضح ويبين ما قاله موسى u وتقرير الحجة وإقامة(1)(2)(3)(4)النور:‏‎٥٥‎‏.‏القصص:‏‎١٨‎‏.‏القصص:‏‎٣١‎‏.‏القصص:‏‎٣٤‎‏.‏٢٥٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الأدلة ومجادلة المشركين وتزييف الشبه والكذب وهي صفة وآفة من آفات بني إسرائيل فيتكذيب الرسل والطباق هنا لوصف الحال وهو حال بني إسرائيل وشقاء الأنبياء معهم.‏‏[هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًا وط َمعا وين ْشِئُ‏ السحاب الث ِّق َالَ]‏.(١)تناولت الآية بعض الأدلة الوحدانية والقدرة والحشر.‏ وفي قوله(خوفا ً،طمعا ً)‏ طباق معنوي يوضحالمعنى ويؤكده.‏ والخوف توقع الشر أما الطمع توقع الأمن والخير.‏ وفي قوله(يحيي،‏ ويميت)‏ طباقمعنوي يوضح المعنى ويؤكده.من سخط االله وعقابه.‏ والطمع هنا في رحمة االله.‏والخوف هنا توقع الشر.‏ أما الطمع:‏ توقع الخير.‏ والخوف يكون‏[أَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ رأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدور أَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِن الموتِ‏ ف َإِذ َاذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُم بِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏ أُول َئِك ل َم يؤْ‏ مِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏ أَعمال َهم وك َان ذ َلِك( ٢ )عل َى االلهِ‏ يسِيرا]‏ .الآية تضمنت جزء من غزوة الأحزاب أو الخندق وبني قريظة.‏ وفي قوله(جاء الخوف،‏ ذهبالخوف)‏ طباق معنوي يوضح المعنى ويؤكده يوضح حال المشركين ففي قوله(إذا الخوف)‏بقيالخوف والاضطراب والقلق أما(فإذا ذهب الخوف)‏ دلالة على إزالة الخوف والقلق والاضطرابوخيرت الغنائم فهنا طباق يوضح حال المشركين ويصور حالهموبيان كذبهم.‏ ،( ٣ )‏[ل َهم مِن ف َوقِهِم ظ ُل َلٌ‏ مِن الن َّارِ‏ ومِن ت َحتِهِم ظ ُل َلٌ‏ ذ َلِك يخ َوف ُ االلهُ‏ بِهِ‏ عِباده يا عِبادِ‏ ف َات َّق ُونِ]‏ .تناولت الآية نصائح للمؤمنين في العبادة ووعدهم ووعد عبدة الأصنام وفي قوله(فوقها،‏ تحتها)‏طباق معنوي يوضح المعنى ويؤكده فهو وصف لحال أهل الكفر.‏ كما وان الوصف يكون طباقفالمكان الذي سيقطنه الكافرين الخاسرين له أطباق متراكمة من النار الملتهبة.‏ ومن فوقهم ومنتحتهم والنار محيطة بهم من كل جانب.‏ وفي كل طبقة من طبقات النار طائفة من طوائف المشركينللكفار(٤).‏[أَل َيس االلهُ‏ بِك َافٍ‏ عبده ويخ َوف ُون َك بِال َّذِين مِن دونِهِ‏ ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ]‏(٥).الآية تضمنت الحديث عن وعيد المكذبين ووعيد الصادقين.‏ ففي قوله(ومن يضلل،‏ هادٍ)‏ طباقمعنوي يوضح المعني ويؤكده والضلال هنا:الفساد والعصيان.‏ والهداية:‏ الرشد والخروج منالضلالة وترافقه الأمن والسعادة والإيمان.‏ وهنا التفرقة والتضاد لبيان أن االله هو المتصرف(1)(2)(3)(4)(5)الرعد:‏‎١٢‎‏.‏الأحزاب:‏‎١٩‎‏.‏الزمر:‏‎١٦‎‏.‏انظر،‏ الزحيلي،‏ التفسير المنير،ج‎١٢‎‏:‏الزمر:‏‎٣٦‎‏.‏.٢٩٢٢٥٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


في هداية البشر إن شاء فقد خرج التضاد بالآية إلى تهديد المشركين الكافرين.‏‏[واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َر ق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏ الن ُّذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏( ١ )إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏ عظِيمٍ]‏ .تناولت الآية جانب من قصة هودuمع قومه عاد.‏وفي قوله(يديه،‏خلفه)‏طباق معنوي يوضحالمعنى ويؤكده فهنا االله يعلم بالإنذار الذي جاء لهذا القوم.وقوله بين يديه أما الإنذار ومنخلفه أي بعد فوات الأوان والإنذار الرحيل عنهم.‏وقد خرج الطباق هنا لبيان العاقبة.‏‏[واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِن(٢)الغ َافِلِين‏]‏ .تناولت الآية الحث على الاستماع للقرآن وطريقة الذكر.‏وفي قوله(بِالغ ُدو والآَصالِ)‏تضاد يوضحالمعنى ويؤكده فهنا الغدو:‏جمع غدوة وهي ما بين صلاة الغداة‏(الفجر)‏إلى طلوع الشمس.‏:والآصال:‏جمع أصيل:‏وهو العشي ما بعد العصر إلى غروب الشمس.‏والحكمة من هذه الآيةالذكر أوائل النهار وأواخره أي في كل وقت وفي كل حين.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن الطباق في دوال الخوف نجد أنها وردت في ثمانية عشر موضعا ً.‏ويمكن بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏الآيةرقم الآيةالشاهدومن أَظ ْل َم مِمن من َع مساجِد االلهِ‏ أَنالبقرة١١٤ فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِي:يذ ْك َر فِيها اسمه وسعى فِي خ َرابِهاالآَخِرةِ‏أُول َئِك ما ك َان ل َهم أَن يدخ ُل ُوها إِل َّاخ َائِفِين ل َهم فِي الدن ْيا خِزي ول َهم فِيالآَخِرةِ‏ عذ َاب عظِيموما ن ُرسِلُ‏ المرسلِين إِل َّا مبش ِّرِينالأنعام:‏٤٨ آَمن وأَصل َح ف َل َا خ َوف ٌومن ْذِرِين ف َمن آَمن وأَصل َح ف َل َا خ َوف ٌعل َيهِم ول َا هم يحزن ُونواذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِك ت َضرعاالأعراف:‏٢٠٥ وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏ مِن الق َولِ‏.٢١ الأحقاف:‏ (1)(2)الأعراف:‏‎٢٠٥‎‏.‏٢٦٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


بِالغ ُدو والآَصالِ‏ ول َا ت َك ُن مِنالغ َافِلِينف َإِن خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًا ف َإِذ َاأَمِن ْت ُم ف َاذ ْك ُروا االلهَ‏ ك َما عل َّمك ُم مال َم ت َك ُون ُوا ت َعل َمونالبقرة:‏٢٣٩ خِف ْت ُم ف َرِجال ًا أَو رك ْبان ًاال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم بِالل َّيلِ‏والن َّهارِ‏ سِرا وعل َانِية ً ف َل َهم أَجرهمعِن ْد ربهِم ول َا خ َوف ٌ عل َيهِم ول َاهم يحزن ُونالبقرةال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهمبِالل َّيلِ‏ والن َّهارِ‏ سِرا وعل َانِية ً٢٧٤:ال َّذِين ين ْفِق ُون أَموال َهم فِي سبِيلِ‏االلهِ‏ ث ُم ل َا يت ْبِعون ما أَن ْف َق ُوا منا ول َاأَذ ًى ل َهم أَجرهم عِن ْد ربهِم ول َاخ َوف ٌ عل َيهِم ول َا هم يحزن ُونالبقرة:‏النساء٢٦٢ أَن ْف َق ُوا منا ول َا أَذ ًىوإِن خِف ْت ُم شِق َاق َ بينِهِما ف َابعث ُوا :٢٥حك َما مِن أَهلِهِ‏ وحك َما مِن أَهلِهاإِن يرِيدا إِصل َاحا يوف ِّقِ‏ االلهُ‏ بين َهماإِن االلهَ‏ ك َان علِيما خ َبِيراول َا ت ُف ْسِدوا فِي الأَرضِ‏ بعدإِصل َاحِها وادعوه خ َوف ًا وط َمعاإِن رحمة َ االلهِ‏ ق َرِيبالمحسِنِينمِنالأعراف:‏شِق َاق َ-‏ إِصل َاحا٥٦هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًاوط َمعا وين ْشِئُ‏ السحاب الث ِّق َالَ‏الرعدول َا ت ُف ْسِدوا فِي الأَرضِ‏بعد إِصل َاحِها١٢:وعد االلهُ‏ ال َّذِين آَمن ُوا مِن ْك ُموعمِل ُوا الصالِحاتِ‏ ل َيست َخ ْلِف َن َّهمفِي الأَرضِ‏ ك َما است َخ ْل َف َ ال َّذِينمِن ق َبلِهِم ول َيمك ِّن َن ل َهم دِين َهم ال َّذِيارت َضى ل َهم ول َيبدل َن َّهم مِن بعدِ‏خ َوفِهِم أَمن ًا يعبدون َنِي ل َا يش ْرِك ُونبِي ش َيئًا ومن ك َف َر بعدالقصص:‏هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َخ َوف ًا وط َمعاول َيبدل َن َّهم مِن بعدِ‏ خ َوفِهِمأَمن ًا٥٥٢٦١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ذ َلِكف َأُول َئِك هم الف َاسِق ُونف َأَصبح فِي المدِين َةِ‏ خ َائِف ًا يت َرق َّبف َإِذ َا ال َّذِي است َن ْصره بِالأَمسِ‏يست َصرِخ ُه ق َالَ‏ ل َه موسى إِن َّكل َغ َوِي مبِينالقصص:‏است َن ْصره بِالأَمسِ‏يست َصرِخ ُهول َّى مدبِرا ول َم يعق ِّب ياموسى أَق ْبِلْ‏١٨وأَن أَل ْقِ‏ عصاك ف َل َما رآَهات َهت َز ك َأَن َّها جان ول َّى مدبِرا ول َميعق ِّب يا موسى أَق ْبِلْ‏ ول َا ت َخ َف ْإِن َّك مِن الآَمِنِين٣١: القصصوأَخِي هارون هو أَف ْصح مِن ِّيالقصص:٣٤ يصدق ُنِي إِن ِّي أَخ َاف ُ أَنلِسان ًا ف َأَرسِل ْه معِي رِدءا يصدق ُنِييك َذ ِّبونِ‏إِن ِّي أَخ َاف ُ أَن يك َذ ِّبونِ‏هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َ خ َوف ًاالرعد:١٢ هو ال َّذِي يرِيك ُم البرق َوط َمعا وين ْشِئُ‏ السحاب الث ِّق َالَ‏خ َوف ًا وط َمعاأَشِحة ً عل َيك ُم ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُالأحزاب:١٩ ف َإِذ َا جاء الخ َوف ُ-‏ ف َإِذ َارأَيت َهم ين ْظ ُرون إِل َيك ت َدورذ َهب الخ َوف ُأَعين ُهم ك َال َّذِي يغ ْش َى عل َيهِ‏ مِنالموتِ‏ ف َإِذ َا ذ َهب الخ َوف ُ سل َق ُوك ُمبِأَل ْسِن َةٍ‏ حِدادٍ‏ أَشِحة ً عل َى الخ َيرِ‏أُول َئِك ل َم يؤْمِن ُوا ف َأَحبط َ االلهُ‏أَعمال َهم وك َان ذ َلِك عل َى االلهِ‏يسِيرال َهم مِن ف َوقِهِم ظ ُل َلٌ‏ مِن الن َّارِ‏الزمر:‏١٦ ل َهم مِن ف َوقِهِم ظ ُل َلٌ‏ مِنومِن ت َحتِهِم ظ ُل َلٌ‏ ذ َلِك يخ َوف ُ االلهُ‏الن َّارِ‏ ومِن ت َحتِهِم ظ ُل َلٌ‏بِهِ‏ عِباده يا عِبادِ‏ ف َات َّق ُونِ‏٢٦٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏٣٦أَل َيس االلهُ‏ بِك َافٍ‏ عبدهالزمر:‏ومن يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِنويخ َوف ُون َك بِال َّذِين مِن دونِهِ‏ ومنهادٍ‏يضلِلِ‏ االلهُ‏ ف َما ل َه مِن هادٍ‏واذ ْك ُر أَخ َا عادٍ‏ إِذ ْ أَن ْذ َرق َومه بِالأَحق َافِ‏ وق َد خ َل َتِ‏الن ُّذ ُر مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِنخ َل ْفِهِ‏ أَل َّا ت َعبدوا إِل َّا االلهَ‏إِن ِّيأَخ َاف ُ عل َيك ُم عذ َاب يومٍ‏عظِيمٍ‏واذ ْك ُر ربك فِي ن َف ْسِكت َضرعا وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏مِن الق َولِ‏ بِالغ ُدو والآَصالِ‏ثالثا ًول َا ت َك ُن مِن الغ َافِلِينالأحقافالأعراف٢١:٢٠٥: الترادف :ُ مِن بينِ‏ يديهِ‏ ومِن خ َل ْفِهِ‏وخِيف َة ً ودون الجهرِ‏هي الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد.وعبر الإمام فخر الدين(١)ويحترزبالإفراد عن الاسم والحد‏،‏ فليسا مترادفين،‏ وبوحدة الاعتبار عن المتباينين فهما دلا عن شيء واحد،‏لكن باعتبارين أحدهما:‏ على الذات والآخر على الصفة.‏ والفرق بينه وبين التوكيد أن أحد المترادفينيفيد ما أفاده الآخر أما في التوكيد تقوية الأولوسنتوقف عند الآيات:‏(٢).(1)(2)فخر الدين الرازي:‏ هو أبو عبد االله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري.الطبرستاني الأصلالرازي.‏ الملقب فخر الدين الرازي المعروف بابن الخطيب ‎٦٠٦‎ه.له مؤلفات كثيرة منها(البيان والبرهانفي الرد على أهل الزيغ والطغيان)انظر،‏ ابن خلكان،‏ أبي العباس شمس الدين،وفيات الأعيان وأنباء أبناءالزمان دار الإحياء التراث العربي،‏ بيروت،‏ لبنان،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٩‎ه.٣٤٩ ج‎٢‎‏:‏ .١٩٩٨_انظر،‏ السيوطي،‏ عبد الرحمن جلال الدين،‏ المزهر في علوم اللغة وأنواعها،دار الفكر.(د.ط)،‏.٤٠٢‏.ت)،‏ ج‎١‎‏:‏٢٦٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


‏[وإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوا فِي اليت َامى ف َان ْكِحوا ما ط َاب ل َك ُم مِن الن ِّساءِ‏ مث ْن َى وث ُل َاث َ ورباع ف َإِن خِف ْت ُم أَل َّا( ١ )ت َعدِل ُوا ف َواحِدة ً أَو ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم ذ َلِك أَدن َى أَل َّا ت َعول ُوا]‏ .تناولت الآية إباحة تعدد الزوجات إلى أربع ووجوب إيتاء المهر أو الصداق.‏ وفيقوله(تقسطوا،‏ تعدلوا)‏ ترادف يوضح المعنى ويؤكده وتقسطوا بمعنى:‏ تعدلوا ولم تظلموا ‏.وكانالاستخدام للقسط في البداية لأنه لم يقع الزواج أو عندما وقع هذا الزواج فلزم الزوج العدل.‏( ٢ )‏[وق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم مِث ْلَ‏ يومِ‏ الأَحزابِ]‏ .وقوله:‏ ‏[ويا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم يوم الت َّن َادِ]‏(٣).الآيتان تناولت قصة مؤمن آل فرعون ودفاعه عن موسى عليه السلام.‏ وقوله تعالى ‏(يومالأحزاب،‏ يوم التناد).‏ ترادف يوضح المعنى ويؤكده ويوم الأحزاب ويوم التناد ترادف من حيثالعقوبة من حيث الواقع.‏.ومن خلال تتبعنا لمواطن الترادف في دوال الخوف نجدأنها وردت في ثلاث مواضعويمكنبيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏رقم الآيةالنساءغافرغافرالشاهدت ُق ْسِط ُوا - ت َعول ُوايومِ‏ الأَحزابِ‏ - يوم الت َّن َادِ‏يومِ‏ الأَحزابِ‏ - يوم الت َّن َادِ‏٣٣٠٣٢الآيةوإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت ُق ْسِط ُوا فِياليت َامى ف َان ْكِحوا ما ط َاب ل َك ُممِن الن ِّساءِ‏ مث ْن َى وث ُل َاث َ ورباعف َإِن خِف ْت ُم أَل َّا ت َعدِل ُوا ف َواحِدة ً أَوما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم ذ َلِك أَدن َى أَل َّات َعول ُواوق َالَ‏ ال َّذِي آَمن يا ق َومِ‏ إِن ِّيأَخ َاف ُ عل َيك ُم مِث ْلَ‏ يومِ‏ الأَحزابِ‏ويا ق َومِ‏ إِن ِّي أَخ َاف ُ عل َيك ُم يومالت َّن َادِ‏(1)(2)(3)النساء:‏‎٣‎‏.‏غافر:‏‎٣٠‎‏.‏غافر:‏‎٣٢‎‏.‏٢٦٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


: الجناس رابعا ً:‏والتجنيس تفعيل من الجنس،‏ والمجانسة مفاعله منه؛لأن احدي الكلمتين إذا شابهت الأخرى وقعبينهما مفاعله الجنسية(١)‏.الجناس،‏ التجنيس،‏ التجانس كلها ألفاظ مشتقة من الجنس،‏ فالجناس مصدرجانس.‏ والتجنيس هو التماثل.‏ وإنما سمي هذا النوع جناسا ً؛ لأن التجنيس الكامل أن تكون اللفظةتصلح لمعنيين مختلفين فالمعنى الذي تدل عليه هذه اللفظة هي بعينها تدل على المعنى الآخر منغير مخالفة بينهما.‏ فلما كانت اللفظة الواحدة صالحة لهما جميعا ً كان جناسا ً،‏ وهو من ألطفمجاري الكلام ومن محاسن مداخلهواختلافهما في المعنى.‏أقسام الجناس:‏(٢)‏.ويمكننا القول أن الجناس:‏ تشابه الكلمتين في اللفظ،.١الجناس التام:‏ تماثل الشيئين:‏ تشابها،‏ وتماثل العليل من عل ّته:‏ أقبل وقارب البرء مضاد أشبهبالصحيح من العليل المنهوك.‏ وقد عرفه ابن أبي الأصبع(٣)جناس التماثل بقوله:‏ هو أن تكونالكلمتان اسمين أو فعلين وهو على ضربين.الأول:‏ تتماثل فيه الكلمتان سواء كانتا اسمين أو فعلينفي اللفظين أو الخط.لا تتماثل فيه الكلمتان إلا من جهة الاشتقاق،‏ سواء أكانتا فعلين أو اسمين.‏وترى الباحثة:‏ أن هناك نوعا ً ثالثا ً التام المستوفي وهو ما كلن لفظاه من نوعين مختلفين من اسموفعل.والتام على ثلاثة أنواع:‏•المرفو:‏ هو الملتحم والمتفق والموافق والمرقع.‏ وحقيقة هذا الجناس هو كالمركب في أحواله،‏ولكن يفرق عنه بأن يكون أحد الركنين تاما ً والآخر مرفوا ً ؛أي مرقعا ً بحرف من كلمة قبله أو بعدهسواء أكانت مختلفة هذه الحركات أم لم تختلف(٤).•المتشابهة:‏ من فعل شبه وتشبيه به:‏ ماثلة وجاراه في العمل.‏ عرفه السكاكي بقوله:‏ هذا النوعمن الجناس التام،‏ وإذا وقع أحد المتجانسين في التام المركب ولم يكن مخالفا ً في الخط(٥).(1)(2)(3)(4)العكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة:‏انظر،‏ العلوي،‏ يحيى بن حمزة،‏ الطراز:‏‎٣٧٢‎‏.‏.٤٤٦ابن أبى الإصبع المصري:‏ أبو محمد زكى الدين عبد العظيم بن عبد الواحد بن ظافر بن عبد االله ابن محمدالمصري المعروف بابن أبي الأصبعمعظم حياته في الدولة الأيوبيةالتحبير.‏،ولد رحمه االله بمصر سنة‎٥٨٥‎ه،،العكاوي،‏ إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة:‏وقيل سنة ‎٥٨٩‎ه.‏ عا شومن آثاره:‏ بديع القرآن،‏ الخواطر السوانح في أسرار الفواتح،‏ تحرير.٥٠١(5) العكاوي،‏إنعام فوال،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة:‏.٤٩٣٢٦٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


•الجناس المركب المفروق:‏ المفروق من فعل فرق تفريقا ً الشيء:‏ وزعه وبدده وهو أن يكونالركنان متشابهين لفظا ً لا خطا ً.‏.٢الجناس الناقص:‏ هو أن يختلف في عدد الحروف،‏ وسمي ناقصا ً،‏ ويكون على وجهينأحدهما:أن يختلفا بزيادة حرف واحد في الأول أو في الوسط أو في الأخر.‏ ثانيهما:‏ أن يختلفبزيادة أكثر من حرف واحد•والآخر.‏(١). ويكون الاختلاف في أنواع الحروف إلى قسمين:‏المضارع:‏ أن يكون الحرفان المختلفان متقاربان في المخرج ويكون في الأول،•والآخر.‏.٣والوسط،‏اللاحق:‏ أن يكون الحرفان المختلفان مختلفين في المخرج ويكون في الأول،‏ والوسط،‏جناس القلب:‏ هو أن تختلف في ترتيب الحروف وهو نوعان قلب كلي،‏ وقلب بعضوسنتوقف عند الآيات:‏(٢).‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏ الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ‏ ول َو ردوه إِل َى الرسولِ‏ وإِل َى أُولِي الأَمرِ‏ مِن ْهم(٣)ل َعلِمه ال َّذِين يست َن ْبِط ُون َه مِن ْهم ول َول َا ف َضلُ‏ االلهِ‏ عل َيك ُم ورحمت ُه ل َات َّبعت ُم الش َّيط َان إِل َّا ق َلِيل ًا]‏ .تناولت الآية إذاعة الأخبار من غير اعتماد على مصدر صحيح.و في قوله(الأمن،الأمر)‏ .جناس مضارع فقد كان الكلمتان متفقتان بعدد الحروف ومختلفتانفي آخر الحروف.هناوهنا مخرجالراء:من طرف اللسان مع ما يلي ظهره مع ما فوقه من أصول الثنايا العليا.‏ ومخرج النون:‏ منطرف اللسان مع ما فوقه من الأصول العليا.‏ فهنا كان مخرج الراء قريبا ً من مخرج النون وهو مايسمى بالجناس المضارع والفائدة هنا:‏ لجذب انتباه القارئ وبيان فصاحة القرآن وبلاغته.‏‏[رِجالٌ‏ ل َا ت ُل ْهِيهِم تِجارة ٌ ول َا بيع عن ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ وإِق َامِ‏ الصل َاةِ‏ وإِيت َاءِ‏ الزك َاةِ‏ يخ َاف ُون يوما ت َت َق َل َّب فِيهِ‏(٤)الق ُل ُوب والأَبصار‏]‏ .تناولت الآية المؤمنون المهتدون بنور االله تعالى وفي قوله(تتقلب،القلوب)‏جناس اشتقاق.فقد جمعبين الدالتين في الاشتقاق وهنا الجناس مشتق من الفعل قلب وهنا جمع بين الاسم(قلوب)‏والفعل(تتقلب)‏والفائدة التي تشتملها الآية تتقلب وتدلل على الاستمرارية والخوف من هذا اليوم أمافي قوله القلوب محل التوتر والقلق والاضطراب.‏(1)(2)(3)(4)انظر،‏ القزويني،‏ الإيضاحانظر،‏ القزويني،‏ الإيضاحالنساء:‏‎٨٣‎النور:‏‎٣٧‎‏.‏.٣٨٥:.٣٨٧-٣٨٦:٢٦٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


َف[‏ جاءت ْه إِحداهما ت َمشِي عل َى استِحياءٍ‏ ق َال َت ْ إِن أَبِي يدعوك لِيجزِيك أَجر ما سق َيت َ ل َن َا ف َل َما جاءه( ١ )وق َص عل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ ل َا ت َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏ الظ َّالِمِين‏]‏ .تناولت الآية جانب من قصة موسى uقوله(‏ صقإلى أرض مدين وزواجه بابنة شعيب u.القصص)‏ ،الفعل قص بمعنى روى.‏وفيجناس اشتقاق وقد جمع بين الدالتين اشتقاق وهنا الاشتقاق الجناس مشتق منوجمع بين الاسم‏(القصص)‏والفائدة من ذلك أنه حينما كشف عما بداخلهمن ألم من بني إسرائيل ويدلل على أن السلطان يكون في إقليم معين فكان هذا الرجل في مدينوهو خارج عن حكم فرعون.‏ومن خلال تتبعنا لمواطن الجناس في دوال الخوف نجد أنها وردت في ثلاث مواضع.‏بيان ذلك من خلال الجدول الآتي:‏ويمكنالآية‏[وإِذ َا جاءهم أَمر مِن الأَمنِ‏ أَوِ‏الخ َوفِ‏ أَذ َاعوا بِهِ‏ ول َو ردوه إِل َىالرسولِ‏ وإِل َى أُولِي الأَمرِ‏ مِن ْهمل َعلِمه ال َّذِين يست َن ْبِط ُون َه مِن ْهمول َول َا ف َضلُ‏ االلهِ‏ عل َيك ُم ورحمت ُهل َات َّبعت ُم الش َّيط َان إِل َّا ق َلِيل ًا]‏‏[رِجالٌ‏ ل َا ت ُل ْهِيهِم تِجارة ٌ ول َابيع عن ذِك ْرِ‏ االلهِ‏ وإِق َامِ‏ الصل َاةِ‏وإِيت َاءِ‏ الزك َاةِ‏ يخ َاف ُون يومات َت َق َل َّب فِيهِ‏ الق ُل ُوب والأَبصار‏]‏‏[ف َجاءت ْه إِحداهما ت َمشِي عل َىاستِحياءٍ‏ ق َال َت ْ إِن أَبِي يدعوكلِيجزِيك أَجر ما سق َيت َ ل َن َا ف َل َماجاءه وق َص عل َيهِ‏ الق َصص ق َالَ‏ل َا ت َخ َف ْ ن َجوت َ مِن الق َومِ‏الظ َّالِمِين‏]‏رقم الآيةالنساء:‏‎٨٣‎النور:‏‎٣٧‎‏.‏القصص:‏‎٢٥‎‏.‏الشاهدأَمر مِن الأَمنِ‏وق َص عل َيهِ‏ الق َصص(1)القصص:‏‎٢٥‎‏.‏٢٦٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ج،‏ ط،‏المبحث الثانيالمستوى الصوتيالصوت لغة:‏ الجرس والجمع أجراس.‏ قال ابن السكيت:‏ الصوت صوت الإنسان وغيره.‏والصائت:‏ الصائح،‏ ورجل صيت:‏ أي شديد الصوتضرب من الأغنيات صوت من الأصوات.(١)(٢).(٣).ورجل صائت:‏ حسن الصوت وكلوالصوت الإنساني مصدره في معظم الأحيان هو الحنجرة أو بعبارة أدق الوتران الصوتيانفيهما.فاهتزازات هذين الوترين هي التي تنطلق من الفم أو الأنف ثم تتصل خلال الهواء الخارجيوالصوت لغة: ‏(عرض يخرج من النفس مستطيلا ً حتى يعرض له في الحلق والفم والشفتين ثنيهعن امتداده واستطالته.‏ فيسمى المقطع أينما عرض له حرفا ً،وتختلف أجراس الحروف بحسباختلاف مقاطعها)،‏ واللغة أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم.(٤)فالصوت الإنساني ينشأباصطدام الهواء الخارج من الرئتين بالأوتار الصوتية في الحنجرة،‏ ثم يمر من خلال الفم أو الأنف.‏حتى يصل إلى أذن السامع(٥).وترى الباحثة:‏ أن الصوت اللغوي بوصفه لغويا ً يتبع الظواهر الصوتية لحروف المعجم اللغوي،‏خاصة في القرآن الكريم ؛لأنه أوسع المجالات للدراسات اللغوية،‏ وذلك من حيث مخرجالصوت،وأقسامه،‏ وأصنافه،‏ وصفاته،‏ ودلالاته.‏ مما يعطي للدارس رؤية صوتية معاصرة تستلهمالتراث في ثرائه وتبين الجديد في إضاءته.ولا يفوتنا إلا أن نذكر أن علم الأصوات والحروف لهاتعلق ومشاركة للموسيقى لما فيه من صنعة الأصوات والنغم(٦).وتلخص الباحثة القول أن الأصوات تذوق الحروف من مخارجها،‏ وتحديد صفاتها أو بيانطبيعتها الصوتية التي تميزت عن غيرها.‏ وتحديد أعضاء النطق لكل صوت.‏ مما يسهل عمليةالنطق عند الإنسان ولا يفوتنا في هذا المقام إلا أن نذكر أن اللغة العربية تميزت بأصواتجعلتها كمعلما ً لها وهما صوتا الخاء والظاء وقيل الضاد.ويقول ابن فارس"مما اختصت به لغةانظر،‏ ابن منظور،‏ لسان العرب،‏ مادة(صوت)ج‎٢‎‏:‏انظر،‏ الفراهيدي،‏ الخليل بن أحمد،‏ العين،ج‎٧‎‏:‏.٥٧.١٤٦انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية،‏ مكتبة الأنجلو المصرية،ط‎٤‎‏،‏.٨: ص،‏ ١٩٧١١(1)(2)(3)(4)١٩٨٥(5)(6)ابن جني،أبي الفتح عثمان بن جني،‏ سر صناعة الإعراب،دار القلم،‏ دمشق،‏ تحقيق:‏ حسن هنداوي،‏.٦ :١انظر،‏ هلال،‏ عبد الغفار حامد،‏ أصوات اللغة العربية،‏ مكتبة وهبة،ط‎٣‎‏،‏ ‎١٤١٦‎هابن جني،‏ سر صناعة الإعراب،ج‎١‎‏:‏: .٣٠ ص،‏ ١٩٩٦-.١٠٢٦٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وفالعرب الحاء والظاء"‏(١).وسنتوقف عند دوال الخوف في القرآن مبينين تمازج اللغة والأصوات.‏ ونلاحظ التناسق والتآلفوالتماسك والتركيب اللغوي المعجز،‏ والجمال في الدلالة وسنرى التكوينات الصوتية لكل دال:‏أولا ً خاف:‏الفسيولوجية وصفاتها:‏تتكون هذه الدالة من ثلاثة أصوات ولابد أن نتعرف على خصائص الأصواتحرف الخاء:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏ الشفتان والفكان مفتوحان كثيرا ً.قمة اللسان مرتكزة علىاللثة والأسنان السفلى.‏ مؤخر اللسان متقوس إلى أعلى ومتلامس مع سقف الحلق.‏ الرخو واللهاةاللذين يغلقان تجويف الأنف تماما ً والشفاه الصوتية لا تشترك في إنتاج الفونالأصوات الحلقية ومخرجه من أدنى الحلق(٣).(٢). وهذا الصوت أحدالصفات:‏ مهموس،‏ رخو،‏ مستعلي،‏ منفتح،مصمت،لساني،حلقي،ساكن،‏ لهوي،‏ احتكاكيوصفات هذا الصوت متوسطة تميل إلى الضعفالضعف:‏ الهمس،‏ الرخاوة،‏ الانفتاح.‏حرف الألف:‏.(٤).الخصائص الفسيولوجية:‏ مخرجه من الجوف.‏أما صفات القوة:‏ الاستعلاء،‏ الإصمات.‏ وصفاتالصفات:الجهر،‏ الرخاوة،‏ الاستفال،‏ الانفتاح،‏ الإصمات.‏ وصفات هذا الحرف تميل إلى الضعف.‏وصفات القوة:‏ الجهر،‏ الإصمات.‏ أما صفات الضعف:‏ الرخاوة،‏ الاستفال،‏ الانفتاح.‏حرف الفاء:‏الخصائص الفسيولوجية:‏ الشفاه السفلى ملامسة لقمة الأسنان العليا.‏اللسان يستقر على الفك الأسفل المبتعد قليلا ً عن الفك الأعلى سقف الحلق الرخومرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً والشفاه الصوتية لا تشترك في إنتاج الفون.‏ ومخرج الفاء منالشفتين(٥).الصفات:‏ شفاهي،‏ أسناني،‏ احتكاكي،مهموس،‏ ساكن،‏ رخو،من أضعف الأصوات وذكرت خمس صفات ضعيفة ولا يوجد فيه صفات قوة.‏مستفل،‏ مذلق.‏ ويعتبر هذا الصوتانظر،‏ ابن فارس،‏ الصاحبي في فقه اللغة:‏‎١٠٠‎ .انظر،‏ البيه،‏اء محمد،‏ أطلس أصوات اللغة العربية،الهيئة المصرية العامة للكتاب،‏ ط‎١‎‏،‏:١٩٩٤(1)(2).١٦٠١(3)(4)(5)انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٨٨‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١٦٠١.١٥٧٥انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٨٨‎‏.‏٢٦٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وفوترى الباحثة:‏أن دالة الخوف مكونة من ثلاثة أصوات وهذه الصفات ضعيفة وتميل إلىالضعف وصفات القوة ليست أقوى الصفات؛ لذلك عند النطق بهذه الدالة تكون سهلة المخارج ودونعناء ومشقة أما مدلولها العام:‏(١)كما .دالتين(الخوف،‏وترى الباحثة:‏الخشية).‏مرات في دوال(الفزع،‏القلق والاضطراب وقد تخرج لعدة معانٍ‏ منها القتل،‏والقتال،‏والعلمأن حروف الدالة متكررة في دوال الخوف فمثلا ً حرف الخاء تكرر فيوحرف الألف لم يتكرر إلا في دالة خاف.‏الوجف،والخوف)‏أما حرف الفاء فقد تكرر ثلاثكما وتجد أن تكرار الحروف يخرج لإعجاز لغوي فيالقرآن الكريم.ومن الآيات التي تناولت دالت الخوف:قوله تعالى:[‏ ف َمن خ َاف َ مِن موصٍ‏ جن َف ًا أَو إِث ْما( ٢ )ف َأَصل َح بين َهم ف َل َا إِث ْم عل َيهِ‏ إِن االلهَ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏( ٣ )الأَموالِ‏ والأَن ْف ُسِ‏ والث َّمراتِ‏ وبش ِّرِ‏ الصابِرِين‏]‏ .ثانيا ُ الخشية:‏‏.[ول َن َبل ُون َّك ُم بِش َيءٍ‏ مِن الخ َوفِ‏ والجوعِ‏ ون َق ْصٍ‏ مِنتتكون هذه الدالة من ثلاثة أصوات ولابد من التعرف على خصائصها وصفاتها:‏حرف الخاء:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏ الشفتان والفكان مفتوحان كثيرا ً.قمة اللسان مرتكزة علىاللثة والأسنان السفلى.‏ مؤخر اللسان متقوس إلى أعلى ومتلامس مع سقف الحلق.‏ الرخو واللهاةاللذين يغلقان تجويف الأنف تماما ً والشفاه الصوتية لا تشترك في إنتاج الفونالأصوات الحلقية ومخرجه من أدنى الحلق(٥).(٤). وهذا الصوت أحدالصفات:‏ مهموس،‏ رخو،‏ مستعلي،‏ منفتح،مصمت،لساني،حلقي،ساكن،‏ لهوي،‏احتكاكي(٦)‏.وصفات هذا الصوت متوسطة تميل إلى الضعفالإصمات.‏ وصفات الضعف:‏ الهمس،‏ الرخاوة،‏ الانفتاح.‏حرف الشين:‏.أما صفات القوة:‏ الاستعلاء،‏الخصائص الفسيولوجية:‏ الشفاه مفتوحتان كثيرا ً ومستديرتان وممدودتان إلى الأمام.‏الفكان مبتعدان قليلا ً عن بعضهما.‏ مقدم اللسان متلامس مع مؤخر سقف الحلق الصلب.‏ سقف الحلق(٧)الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً والشفاه الصوتية لا تشترك في إنتاج الفون .انظر،‏ الفيروز أبادي،‏ القاموس المحيط:‏البقرة:‏‎١٨٢‎‏.‏البقرة:‏‎١٥٥‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏.١٠٤٦اء محمد،‏ أطلس أصوات اللغة العربية،الهيئة المصرية العامة للكتاب،‏ ط‎١‎‏،‏:١٩٩٤(1)(2)(3)(4).١٦٠١(5)(6)(7)انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٨٨‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١٦٠١.١٥٩٧انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٨٨‎‏.‏٢٧٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏وهذا الصوت أحد أصوات وسط الحلق ويخرج من شجر اللسان وهو عند التقاء أول اللسانوجزء من وسطه بوسط الحنك الأعلىالصفات:‏(١).لساني،‏ حلقي صلب،‏ احتكاكي،‏ مهموس،‏ ساكن،‏ رخو،‏ مستفل،‏ منفتح،‏ مصمت،‏متفشي.‏ وصفات الضعف:‏ الهمس،‏ الرخاوة،‏ الإستفال،‏ الانفتاح،‏ التفشي.‏ وصفات القوة:الإصماتوالتفشي.‏ وهذا الصوت متوسط يميل إلى الضعف.‏حرف الياء:‏الخصائص الفسيولوجية:‏ الشفتان مفتوحتان قليلا ً ومتوترتان ومشدودتان قليلا ً جدا ًإلى الخلف.‏ الفكان مبتعدان قليلا ً عن بعضهما.‏ قمة اللسان مرتكزة تماما ً ومرتفعان إلى أعلى كثيرا ًأو متوازيان متقاربا ً مع سقف الحلق الصلب واللثة والأسنان العليا.‏ سقف الحلق الرخو مرتفعلإغلاق تجويف الأنف تماما ً.والشفاه الصوتية تشترك في إنتاج الفون وينطق بالصوت نقيا ً تماما ً(٢).وأجمع علماء اللغة العربية أن مخرج صوت الياء من وسط الحنك وقد ضمها العلماء إلى صوتالشين والجيم وهو وصف دقيقالصفات:‏(٣).شفاهي،‏ لساني،‏ حلقي،‏ صلب،‏ حنجري،‏ مجهور،‏ ساكن،‏ مستفل،‏ منفتح،‏ مصمت،لين.‏وصفات هذا الحرف متوسطة تميل إلى الضعف.‏ وصفات الضعف:‏ الرخاوة،‏ الاستفال،‏ الانفتاح،‏اللين.‏ صفات القوة:الجهر،‏ الإصمات،ودالة الخشية المكونة من الأصوات السابقة تدل على العظمةفي تصريفها(٤).وترى الباحثة:‏أن دالة الخشية تتكون من ثلاثة أصوات ضعيفة أو تميل إلى الضعفوصفات القوة ليست من أعلى الصفات وهذه الدالة سهلة في المخرج وفي النطق ومدلولها العامالخوف على علم ودراية من الشيء الذي يخافه الإنسان.ومن الآيات التي تناولت دالة الخشية:‏ قولهتعالى‏[ومن ل َم يست َطِع مِن ْك ُم ط َول ًا أَن ين ْكِح المحصن َاتِ‏ المؤْمِن َاتِ‏ ف َمِن ما مل َك َت ْ أَيمان ُك ُم مِن ف َت َياتِك ُمالمؤْ‏ مِن َاتِ‏ وااللهُ‏ أَعل َم بِإِيمانِك ُم بعضك ُم مِن بعضٍ‏ ف َان ْكِحوهن بِإِذ ْنِ‏ أَهلِهِن وآَت ُوهن أُجورهن بِالمعروفِ‏محصن َاتٍ‏ غ َير مسافِحاتٍ‏ ول َا مت َّخِذ َاتِ‏ أَخ ْدانٍ‏ ف َإِذ َا أُحصِن ف َإِن أَت َين بِف َاحِش َةٍ‏ ف َعل َيهِن نِصف ُ ما عل َى(٥)المحصن َاتِ‏ مِن العذ َابِ‏ ذ َلِك لِمن خ َشِي العن َت َ مِن ْك ُم وأَن ت َصبِروا خ َير ل َك ُم وااللهُ‏ غ َف ُور رحِيم‏]‏ ‏.[من( ٦ )خ َشِي الرحمن بِالغ َيبِ‏ وجاء بِق َل ْبٍ‏ منِيبٍ]‏ .-انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٧٧‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١٦٤١انظر،‏ بشر،‏ كمال،‏ علم الأصوات،‏ دار غريب،‏ القاهرة،‏‏.ط)،‏‎٢٠٠٠‎‏،‏.٣٦٩انظر،‏ لاشين،‏ عبد الفتاح،‏ من أسرار التعبير في القرآن صفاء الكلمة،‏ دار المريخللنشر،‏ ‎١٤٠٣‎ه(1)(2)(3)(4).٦٢ :١٩٨٣(5)(6)النساء:‏‎٢٥‎‏.‏ق:‏‎٣٣‎‏.‏٢٧١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ثالثا ً رعب:‏حرف الراء:‏تتكون هذه الدالة من ثلاثة أصوات لابد التعرف على خصائصها وصفاتها:‏الخصائص الفسيولوجية:الشفتان والفكان مفتوحان قليلا ً.مقدم اللسان متلامس معمنتصف سقف الحلق الصلب مما يساعد في اهتزازه.سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويفالأنف تماما ً الشفاه الصوتية تسترك في إنتاج الفون(١).اللسان مع ما يلي ظهره مع ما فوقه من أصول الثنايا العليا.‏ويكون مخرج هذا الصوت من طرفويتكرر في النطق كأنما يطرق طرفاللسان حافة الحنك الأعلى طرقا ً لينا ً يسيرا ً مرتين أو ثلاث مرات ليتكون لراء عربيةالصفات:‏ لساني،‏منحرف.‏حلقي صلب،‏اهتزازي مجهور،‏ساكن،‏وهذا الصوت يميل إلى القوة وصفات القوة:‏وصفات الضعف:‏ الاستفال،‏ الانفتاح،‏ الانذلاق.‏حرف العين:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏منفتح،‏الجهر،‏مستفل،‏الرخاوة،‏الشفتان والفكان مفتوحان كثيرا ًاللثة والأسنان السفلى مؤخرة اللسان متقوس إلى أعلى أسفلالبلعوم الخلفي.‏إنتاج الفونالصفات:‏سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏(٣). ومخرجه من وسط الحلقلساني،‏بلعومي،‏احتكاكي،‏متوسطه تميل إلى القوة وصفات القوة:‏الانفتاح.‏حرف الباء:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏المبتعد قليلا ً عن الفك الأعلى.‏متوسط،‏(٢).(٤).مجهور،‏الجهر،‏ساكن،‏الرخاوة،‏منفتح،‏الإصمات.‏الشفتان منطبقتان تماما ً.‏مذلق،‏الانحراف،‏متكرر،‏التكرار.‏قمة اللسان مرتكزة على‏،مؤخر اللسان متلامس مع جدارمصمت.‏الشفاه الصوتية تشترك فيوصفات هذا الحرفوصفات الضعف:‏سقف الحلق مرتفع إغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏تشترك في إنتاج الفون الذي ينطق بدون جهد ولا هواء مصاحب، الاستفالاللسان يستقر على الفك الأسفل(٥).الشفاه الصوتيةومخرج صوت الباء منالشفتان ويشترط أن تكونا منطبقتان انطباقا ً كاملا ً وعند انفراج الشفتان فجأة يسمع الصوتالانفجاري و هو ما يسمى بالباء(٦).(1)(2)(3)(4)(5)(6)انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٦٧‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٨٩‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٤٥‎‏.‏.١٦٢٩.١٦١٣.١٥٣٩٢٧٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الصفات:‏شفاهي،‏انفجاري،‏مجهور،‏ساكن،‏شديد،‏متوسط حقيقي يتساوى فيه صفات القوة وصفات الضعف.‏وصفات الضعف:‏ الاستفال،‏ الانفتاح،‏ الانذلاق.‏وصفاتها الرخاوةوترى الباحثة:‏الشدة.‏ ،مستفل،منفتح،مذلق،‏وصفات القوة:‏مقلقل.‏الجهر،‏وهو صوتالقلقة.‏ الشدة،‏أن دالة الرعب مكونة من ثلاثة أصوات وكانت صفاتها تميل إلى القوةأما صوت الباء فهذا الصوت المتوسط الحقيقي لأن صفاتها متساوية.‏وتحمل هذه الدالة عند النطق بها أصوات تدل على الخوف والرعب والفزعتناولت دالة الرعب ما يلي:‏قوله تعالى(١).ومن الآيات التي‏[سن ُل ْقِي فِي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َف َروا الرعب بِما أَش ْرك ُوا بِااللهِ‏( ٢ )ما ل َم ين َزلْ‏ بِهِ‏ سل ْط َان ًا ومأْواهم الن َّار وبِئْس مث ْوى الظ َّالِمِين‏]‏ . ‏[إِذ ْ يوحِي ربك إِل َى المل َائِك َةِ‏ أَن ِّي معك ُمف َث َبت ُوا ال َّذِين آَمن ُوا سأُل ْقِي فِي ق ُل ُوبِ‏ ال َّذِين ك َف َروا الرعب ف َاضرِبوا ف َوق َ الأَعن َاقِ‏ واضرِبوا مِن ْهم ك ُل َّ( ٣ )بن َانٍ]‏ .رابعا ً رهب:‏حرف الراء:‏تتكون هذه الدالة من ثلاثة أصوات لابد التعرف على خصائصها وصفاتها:‏الخصائص الفسيولوجية:الشفتان والفكان مفتوحان قليلا ً.مقدم اللسان متلامس معمنتصف سقف الحلق الصلب مما يساعد في اهتزازه.سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويفالأنف تماما ً الشفاه الصوتية تسترك في إنتاج الفون(٤).اللسان مع ما يلي ظهره مع ما فوقه من أصول الثنايا العليا.‏ويكون مخرج هذا الصوت من طرفويتكرر في النطق كأنما يطرق طرفاللسان حافة الحنك الأعلى طرقا ً لينا ً يسيرا ً مرتين أو ثلاث مرات ليتكون لراء عربيةالصفات:‏ لساني،‏منحرف.‏حلقي صلب،‏اهتزازي مجهور،‏ساكن،‏وهذا الصوت يميل إلى القوة وصفات القوة:‏وصفات الضعف:‏ الاستفال،‏ الانفتاح،‏ الانذلاق.‏حرف الهاء:‏الشفتان مفتوحتان بدرجات متعددة.‏منفتح،‏الجهر،‏مستفل،‏الرخاوة،‏متوسط،‏(٥).مذلق،‏الانحراف،‏متكرر،‏التكرار.‏قمة اللسان مستقرة على الفك الأسفل المبتعدكثيرا ً عن الفك الأعلى سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏مفتوحتان ومبتعدتان قليلا ً عن بعضها لفتح فتحة المزمار.‏ينطق هواء فقط(٦).ومخرج حرف الهاء من أقصى الحنك الأعلىالشفتان الصوتيانوالمزمار يشترك في إنتاج الفون.‏(٧).الذي(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ الفيروز أبادي،‏ القاموس المحيط،‏آل عمران:‏‎١٥١‎‏.‏الأنفال:‏‎١٢‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١١٥انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٦٧‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١٦٢٩.١٦٣٣انظر،‏ الرازي،‏ فخر الدين،‏ نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز،‏ المكتب الثقافي للنشر،‏ مصر،‏ ط‎١‎‏،‏:١٩٨٩.٨٢٢٧٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الصفات:‏ مزماري،‏القوة:‏هوائي،مهموس،‏ساكن،‏رخو،‏مستفل،‏مصمت.‏مصمت.‏ وصفات الضعف:‏ الهمس،‏ الرخاوة،‏ الاستفال،‏ الانفتاح.‏حرف الباء:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏المبتعد قليلا ً عن الفك الأعلى.‏الشفتان منطبقتان تماما ً.‏سقف الحلق مرتفع إغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏تشترك في إنتاج الفون الذي ينطق بدون جهد ولا هواء مصاحبالشفتانوهو حرف ضعيف وصفاتاللسان يستقر على الفك الأسفل(١).الشفاه الصوتيةومخرج صوت الباء منويشترط أن تكونا منطبقتان انطباقا ً كاملا ً وعند انفراج الشفتان فجأة يسمع صوت الانفجاريو هو ما يسمى بالباءالصفات:‏شفاهي،‏(٢).انفجاري،‏مجهور،‏ساكن،‏شديد،‏متوسط حقيقي يتساوى فيه صفات القوة وصفات الضعف.‏وصفات الضعف:‏ الاستفال،‏ الانفتاح،‏ الانذلاق.‏وترى الباحثة:‏الضعف تارة وإلى التوسط تارة.‏دالة الرهبة:‏مستفل،منفتح،مذلق،‏وصفات القوة:‏مقلقل.‏الجهر،‏وهو صوتالقلقة.‏ الشدة،‏أن دالة رهب مكونة من ثلاثة أصوات وكانت صفاتها تميل إلى القوة أحيانا ً وإلىقوله تعالىوتحمل في طياتها المدلول العام للخوف.ومن الآيات التي تناولت‏[وأَعِدوا ل َهم ما است َط َعت ُم مِن ق ُوةٍ‏ ومِن رِباطِ‏ الخ َيلِ‏ ت ُرهِبون بِهِ‏ عدو االلهِ‏وعدوك ُم وآَخ َرِين مِن دونِهِم ل َا ت َعل َمون َهم االلهُ‏ يعل َمهم وما ت ُن ْفِق ُوا مِن ش َيءٍ‏ فِي سبِيلِ‏ االلهِ‏ يوف َّ إِل َيك ُم( ٣ )وأَن ْت ُم ل َا ت ُظ ْل َمون‏]‏ .(٥).‏[اسل ُك يدك فِي جيبِك ت َخ ْرج بيضاء مِن غ َيرِ‏ سوءٍ‏ واضمم إِل َيك جن َاحك مِن(٤)الرهبِ‏ ف َذ َانِك برهان َانِ‏ مِن ربك إِل َى فِرعون ومل َئِهِ‏ إِن َّهم ك َان ُوا ق َوما ف َاسِقِين‏]‏ .خامسا ً فزع:‏حرف الفاء:‏تتكون هذه الدالة من ثلاثة أصوات لابد التعرف على خصائصها وصفاتها:‏الخصائص الفسيولوجية:‏ الشفاه السفلى ملامسة لقمة الأسنان العليا.‏ اللسانيستقر على الفك الأسفل المبتعد قليلا ً عن الفك الأعلى سقف الحلق الرخو مرتفعلإغلاق تجويف الأنف تماما ً والشفاه الصوتية لا تشترك في إنتاج الفون.‏ ومخرج الفاء من الشفتينالصفات:‏ شفاهي،‏ أسناني،‏ احتكاكي،مهموس،‏ ساكن،‏ رخو،من أضعف الأصوات وذكرت خمس صفات ضعيفة ولا يوجد فيه صفات قوة.‏مستفل،‏ مذلق.‏ ويعتبر هذا الصوت(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٤٥‎‏.‏الأنفال:‏‎٦٠‎‏.‏القصص:‏‎٣٢‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١٥٣٩.١٥٧٥٢٧٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


حرف الزاي:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏ الشفتان مفتوحتان قليلا ً وبتوتر ومشدودتان إلىالخلف.‏ الفكان مبتعدان جدا ً عن بعضهما.‏ وقمة اللسان ملامسة للثة العليا ومقدم الأسنانالعليا.‏ سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏ الشفاه الصوتية تشترك فيإنتاج الفونالصفات:‏(٢)(١). ومخرج حرف الزاي من طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا أو السفلى .لساني،‏ لثوي سني،‏ احتكاكي،‏ مجهور،‏ ساكن،‏ رخو،‏ مستفل،‏ منفتح،‏ مصمت،الصفيروهو صوت متوسط حقيقي لأنه يشتمل على صفات متساوية بين الضعف والقوة.وصفات الضعف:‏الرخاوة،‏ الاستفال،‏ الانفتاح.‏ وصفات القوة:‏ الجهر،‏ الإصمات،‏ الصفير.‏حرف العين:‏حرف العين:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏مرتكزة على اللثة والأسنان السفلى مؤخرة اللسان متقوس إلى أعلى أسفلمع جدار البلعوم الخلفي.‏تشترك في إنتاج الفونالصفات:‏لساني،‏الشفتان والفكان مفتوحان كثيرا ً قمة اللسانسقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏(٣). ومخرجه من وسط الحلقبلعومي،‏احتكاكي،‏متوسطه تميل إلى القوة وصفات القوة:‏الانفتاح.‏كالفاء.‏وترى الباحثة:‏أن دالة الفزعوالصفات المتوسطة كالزاي.‏مجهور،‏الجهر،‏(٤).ساكن،‏الرخاوة،‏منفتح،‏الإصمات.‏مصمت.‏‏،مؤخر اللسان متلامسالشفاه الصوتيةوصفات هذا الحرفوصفات الضعف:‏الاستفال،‏المكونة من ثلاث أصوات تشتمل إلى صفات الضعفوصفات تمثل القوة مثل العين.‏الدالة توحي بالتدرج في الخوف والتهيئة والتنبيه لوضع الذعر والخوفتناولت دالة الفزع:‏قوله تعالىوالتدرج في الأصوات لكون(٥).ومن الآيات التي(٦)‏[من جاء بِالحسن َةِ‏ ف َل َه خ َير مِن ْها وهم مِن ف َزعٍ‏ يومئِذٍ‏ آَمِن ُون‏]‏ ‏.[ول َات َن ْف َع الش َّف َاعة ُ عِن ْده إِل َّا لِمن أَذِن ل َه حت َّى إِذ َا ف ُزع عن ق ُل ُوبِهِم ق َال ُوا ماذ َا ق َالَ‏ ربك ُم ق َال ُوا الحق َّ وهو( ٧ )العلِي الك َبِير‏]‏ .(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٧٦‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٨٩‎‏.‏انظر،‏ الفيروز أبادي،‏ القاموس المحيط،‏النمل:‏‎٨٩‎‏.‏سبأ:‏‎٢٣‎‏.‏.١٥٨٥.١٦١٣.٩٦٥٢٧٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


سادسا ً الهرع:‏حرف الهاء:‏تتكون هذه الدالة من ثلاث أصوات لابد التعرف على خصائصها وصفاتها:‏الشفتان مفتوحتان بدرجات متعددة.‏قمة اللسان مستقرة على الفك الأسفل المبتعدكثيرا ً عن الفك الأعلى سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏مفتوحتان ومبتعدتان قليلا ً عن بعضها لفتح فتحة المزمار.‏ينطق هواء فقط(١).الصفات:‏ مزماري،‏القوة:‏ومخرج حرف الهاء من أقصى الحنك الأعلىهوائي،مهموس،‏رخو،‏ ساكن،‏مستفل،‏الشفتان الصوتيانوالمزمار يشترك في إنتاج الفون.‏(٢).مصمت.‏مصمت.‏ وصفات الضعف:‏ الهمس،‏ الرخاوة،‏ الاستفال،‏ الانفتاح.‏حرف الراء:‏الذيوهو حرف ضعيف وصفاتالخصائص الفسيولوجية:الشفتان والفكان مفتوحان قليلا ً.مقدم اللسان متلامس معمنتصف سقف الحلق الصلب مما يساعد في اهتزازه.سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويفالأنف تماما ً الشفاه الصوتية تسترك في إنتاج الفون(٣).اللسان مع ما يلي ظهره مع ما فوقه من أصول الثنايا العليا.‏ويكون مخرج هذا الصوت من طرفويتكرر في النطق كأنما يطرق طرفاللسان حافة الحنك الأعلى طرقا ً لينا ً يسيرا ً مرتين أو ثلاث مرات ليتكون لراء عربيةالصفات:‏ لساني،‏منحرف.‏حلقي صلب،‏اهتزازي مجهور،‏ساكن،‏وهذا الصوت يميل إلى القوة وصفات القوة:‏وصفات الضعف:‏ الاستفال،‏ الانفتاح،‏ الانذلاق.‏حرف العين:‏ الخصائص الفسيولوجية:‏اللثة والأسنان السفلىالبلعوم الخلفي.‏إنتاج الفونالصفات:‏منفتح،‏الجهر،‏مستفل،‏الرخاوة،‏متوسط،‏(٤).مذلق،‏الانحراف،‏متكرر،‏التكرار.‏الشفتان والفكان مفتوحان كثيرا ً قمة اللسان مرتكزة علىمؤخرة اللسان متقوس إلى أعلى أسفلسقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏(٥). ومخرجه من وسط الحلقلساني،‏بلعومي،‏احتكاكي،‏(٦).متوسطه تميل إلى القوة وصفات القوة:‏الاستفال،الانفتاح.‏مجهور،‏الجهر،‏ساكن،‏منفتح،‏الرخاوة،‏‏،مؤخر اللسان متلامس مع جدارمصمت.‏الإصمات.‏الشفاه الصوتية تشترك فيوصفاتهذا الحرفوصفات الضعف:‏(1)(2)(3)(4)(5)(6)انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١٦٣٣انظر،‏ الرازي،‏ فخر الدين،‏ نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز:‏‎٨٢‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٦٧‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٨٩‎‏.‏.١٦٢٩.١٦١٣٢٧٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وترى الباحثة:‏ أن دالة الهرع التي تتكون من ثلاثة أصوات تشتمل على صفات قوةوصفات ضعف.وكلمة الهرع تشتمل على المدلول العام للخوف والهرع يأتي على سرعة الخوفوالذعر من المكان المحدد.‏سابعا ً وجف:‏حرف الواو:‏تتكون هذه الدالة من ثلاثة أصوات لابد التعرف على خصائصها وصفاتها:‏ممطوتان إلى الأمام.‏الخصائص الفسيولوجية:‏الفكان متباعدان كثيرا ً عن بعضهما.‏الشفتان المفتوحتان ومستديرتان قليلا ً وممدودتان أوقمة اللسان مرتكزة على اللثة والأسنانالسفلى.‏ مؤخر اللسان متقوس إلى أعلى ويكون متوازي وعلى مسافة قليلة ومتقاربة من سقف الحلقالرخو واللهاة.‏ويكون سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً الشفاه الصوتيةتشترك في إصدار الفون الذي ينطق نطقا ً تاما ً نقيا ًالصفات:‏ لساني،‏رخو،‏ حلقي،‏الصوت متوسط يميل إلى الضعف.‏الاستفال،‏حرف الجيم:‏والانفتاح،‏اللين.‏حنجري،‏الخصائص الفسيولوجية:‏مجهور،‏وصفات القوة:‏(١)‏.ومخرج حرف الواو من بين الشفتينساكن،شديد،مستفل،‏الجهر،‏الصمت.‏منفتح،‏(٢).مصمت،لين.‏وصفات الضعف:‏الشفتان والفكان مبتعدان كثيرا ً عن بعضهما.‏وهذاالرخاوة،‏مؤخر اللسانمنطبق مع سقف الحلق الرخو واللهاة تماما ً.‏ سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏والشفاه الصوتية تشترك في إنتاج الفوناللسان وجزء من وسطه بوسط الحنك الأعلىالصفات:‏ لساني،‏مقلقل.‏رخو،‏ حلقي،‏لهوي،‏(٤).(٣).انفجاري،‏ومخرج الجيم من وسط الحنك ويتكون عند التقاءمجهور،‏وهو صوت متوسط يميل إلى القوة.وصفات القوة:‏الضعف:‏ الاستفالحرف الفاء:‏الانفتاح.‏ ،ساكن،‏الجهر،‏شديد،‏الشدة،‏مستفل،‏الانفتاح،‏منفتح،‏القلقة.‏مصمت،‏وصفاتالخصائص الفسيولوجية:‏ الشفاه السفلى ملامسة لقمة الأسنان العليا.‏ اللسان يستقرعلى الفك الأسفل المبتعد قليلا ً عن الفك الأعلى سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنفتماما ً والشفاه الصوتية لا تشترك في إنتاج الفون.‏ ومخرج الفاء من الشفتين(٥).(1)(2)(3)(4)(5)انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ الرازي،‏ نهاية الإيجاز:‏.١٦٣٧.٨٣انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٧٨‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏.١٥٦٣.١٥٧٥٢٧٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الصفات:‏ شفاهي،‏ أسناني،‏ احتكاكي،مهموس،‏ ساكن،‏ رخو،من أضعف الأصوات وذكرت خمس صفات ضعيفة ولا يوجد فيه صفات قوة.‏مستفل،‏ مذلق.‏ ويعتبر هذا الصوتوترى الباحثة:‏ أن دالة وجف التي تتكون من ثلاث أصوات تشتمل على صفات القوةوالضعف وتدل على المدلول العام للخوف ومن الاستخدام القرآني لدالة الوجف ما يليتعالى( ١ )‏:[ق ُل ُوب يومئِذٍ‏ واجِف َة ٌ]‏ .ثامنا ً:‏ وجل:‏حرف الواو:‏ممطوتتان إلى الأمام.‏تتكون هذه الدالة من ثلاثة أصوات لابد التعرف على خصائصها وصفاتها:‏الخصائص الفسيولوجية:‏الفكان متباعدان كثيرا ً عن بعضهما.‏قولهالشفتان المفتوحتان ومستديرتان قليلا ً وممدودتان أوقمة اللسان مرتكزة على اللثة والأسنانالسفلى.‏ مؤخر اللسان متقوس إلى أعلى ويكون متوازي وعلى مسافة قليلة ومتقاربة من سقف الحلقالرخو واللهاة.‏ويكون سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً الشفاه الصوتيةتشترك في إصدار الفون الذي ينطق نطقا ً تاما ً نقيا ًالصفات:‏ لساني،‏رخو،‏ حلقي،‏الصوت متوسط يميل إلى الضعف.‏الاستفال،‏حرف الجيم:‏والانفتاح،‏اللين.‏حنجري،‏الخصائص الفسيولوجية:‏مجهور،‏وصفات القوة:‏(٢)‏.ومخرج حرف الواو من بين الشفتينساكن،شديد،مستفل،‏الجهر،‏الصمت.‏منفتح،‏(٣).مصمت،لين.‏وصفات الضعف:‏الشفتان والفكان مبتعدان كثيرا ً عن بعضهما.‏وهذاالرخاوة،‏مؤخر اللسانمنطبق مع سقف الحلق الرخو واللهاة تماما ً.‏ سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاق تجويف الأنف تماما ً.‏والشفاه الصوتية تشترك في إنتاج الفوناللسان وجزء من وسطه بوسط الحنك الأعلىالصفات:‏ لساني،‏مقلقل.‏رخو،‏ حلقي،‏لهوي،‏(٥).(٤).انفجاري،‏ومخرج الجيم من وسط الحنك ويتكون عند التقاءمجهور،‏وهو صوت متوسط يميل إلى القوة.وصفات القوة:‏الضعف:‏ الاستفالالانفتاح.‏ ،ساكن،‏الجهر،‏شديد،‏الشدة،‏مستفل،‏الانفتاح،‏منفتح،‏القلقة.‏مصمت،‏وصفات(1)(2)(3)(4)(5)الن َّازعات:‏‎٨‎‏.‏انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ الرازي،‏ نهاية الإيجاز:‏.١٦٣٧.٨٣انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏انظر،‏ أنيس،‏ إبراهيم،‏ الأصوات اللغوية:‏‎٧٨‎‏.‏.١٥٦٣٢٧٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


حرف اللام:‏الخصائص الفسيولوجية:‏الشفتان والفكان مفتوحان كثيرا ً.‏مقدم اللسان منطبق تماما ًمع سقف الحلق الصلب بحيث يسمح لطرفي جانبي اللسان بالحركة والاهتزاز عند مرور الهواءبينهما.‏مؤخر اللسان منخفض إلى أسفل لتوسيع تجويف الفم.‏تجويف الأنف تماما ً.‏سقف الحلق الرخو مرتفع لإغلاقالشفاه الصوتية تشترك في إنتاج الفون الذي ينطبق انطباقا ً نقيا ً تاما ً.(١)ومخرج حرف اللام من حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان مع ما بينه وبين مايليه من الحنك الأعلى ‏(من فوق الضاحكوترى الباحثة:‏(٦).(٥)((٤)، الثنية(٣)، والرباعية(٢)، والنابأن دالة الوجل تحمل بعضا ً من صفات القوة والضعف وتخرج إلى المعنى العاموهو الخوف ومن الآيات التي تناولت الدالة ما يلي:‏قوله تعالى:‏(٧)وجِل َت ْ ق ُل ُوبهم وإِذ َا ت ُلِيت ْ عل َيهِم آَيات ُه زادت ْهم إِيمان ًا وعل َى ربهِم يت َوك َّل ُون‏]‏‏[إِن َّما المؤْمِن ُون ال َّذِين إِذ َا ذ ُكِر االلهُ‏قوله تعالى:[ال َّذِين إِذ َا ذ ُكِر االلهُ‏ وجِل َت ْ ق ُل ُوبهم والصابِرِين عل َى ما أَصابهم والمقِيمِي الصل َاةِ‏ ومِما( ٨ )رزق ْن َاهم ين ْفِق ُون‏]‏ .وتلخيصا ً لما سبق.لقد توافرت الألفاظ الدقيقة من القرآن،‏وتميزت بالدقة كون اللفظ يدلعلى الصوت.‏ والصوت تجلى فيه ذات اللفظ وخرج الصوت من الكلمة،‏ وأخذت الكلمة منه.‏ وهذاباب اتفاق المعنى مع الصوت وهذا ما عبر عنه ابن جني فقال:"‏ »فأما مقابلة الألفاظ بما يشكلأصواتها من الأحداث فباب عظيم واسع ، ونهج متلئب عند عارفيه مأموم ، وذلك أنهم كثيرا ً مايجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر عنها ، فيعدلونها بها ، ويحتذونها عليها ،وذلك أكثر مما نقدره ، وأضعاف ما نستشعره ، ومن ذلك قولهم»خضم :(1)(2)(3)(4)(5)(6)(7)(8)انظر،‏ البيه،‏ أطلس أصوات اللغة العربية:‏الضاحك:‏.١٧١٦أسنان أربع تلي الأنياب من الجانبين والمراد بها الضواحك ما يبدو من مقدم الأضراس عندالضحك.انظر،‏ الحرازي،‏ مهدي محمد،‏ بغية المريد من أحكام التجويد،‏ دار البشائر الإسلامية،‏ ط‎١‎‏،‏‎١٤٢٢‎ه. ٢٥٥ :٢٠٠١-الناب:‏ هي أربعة خلف الرباعيات وهي للكسر وتمزيق الطعام وتسمى الأنياب فيما يظهر ضواحك.‏ انظر،‏هلال،‏ عبد الغفار حامد،‏ أصوات اللغة العربية:‏. ٥٠الرباعية:‏ بفتح الراء وتخفيف الياء،‏ وهي الأربعة خلف الثنايا من كل جانب وهي مع الثنايا للقطع.‏ انظر،‏الحرازي،‏ مهدي محمد،‏ بغية المريد من أحكام التجويد:‏‎٢٥٥‎‏.‏الثنية:‏ الأسنان الأربعة المتقدمة اثنان فوق،‏ اثنان تحت.‏ انظر،‏ الحرازي،‏ مهدي محمد،‏ بغية المريد من أحكامالتجويد:‏‎٢٥٥‎‏.‏انظر،‏ الرازي،‏ نهاية الإيجاز:‏الأنفال:‏‎٢‎‏.‏الحج:‏‎٣٥‎‏.‏.٨٢٢٧٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


وقضم ، فالخضم لأكل الرطب. . .والقضم لأكل اليابس«(١)" ونلاحظ أن دوال الخوف توحيفي القرآن بدلالات صوتية كما وأن هذا الصوت يعطي للقارئ شعورا ً بالخوف.‏قد امتاز بتخير الألفاظ وانتقائها ودلالة القوة التعبيرية بحيث أدى كل لفظ للمعنى المناسب.‏سواها،‏والقرآن الكريموقد تذوقنا الحروف من مخارجها وحددنا صفاتها وبينا الوحدات الصوتية المتميزة عمنكما وأن الترتيب الصوتي الملائم المتدرج ما بين صفات القوة والضعف أظهر البنيةالتركيبية للكلمة وصفاتها من جهر وهمس،‏وشدة ورخاوة وغيرها من صفات.‏لقد تعددت الألفاظوتعددت المشتقات وذلك لإظهار وبيان البلاغة القرآنية فكانت كل لفظة وكل صوت من الأصواتيحمل دالا ً مميزا ً لبيان هذا الإعجاز.‏(1)ابن جني ، الخصائص،‏ تحقيق:‏ الشيخ محمد علي النجار،دارالكتب المصرية،‏‎١٤٧٣‎ه،‏. ٦٥|١ ،١٩٥٥٢٨٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الرياح(١).المبحث الثالثالمستوى الصرفيلغة:‏ رد الشيء عن وجهه،‏ صرفه يصرفه صرفا ً فانصرف.والتصريف:‏ التغيير ومنه تصريفوالتصريف في الاصطلاح فيطلق على شيئين:‏الأول:‏ تحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة لضروب في المعاني كالتصغير والتكسير واسم الفاعل،‏واسم المفعول.‏الثاني:‏ تغيير الكلمة لغير معنى طارئ عليها،‏ ولكن لغرض آخر،‏ وينحصر في الزيادة والحذفوالإبدال والقلب والإدغام.‏ وهذا هو المقصود بقولهم ‏(التصريف).‏ والفائدة التي يخرج إليها الصرفهي حصول المعاني المختلفة المتشعبة عن معنى واحد،‏ فالعلم به أهم من معرفة النحو في تعريفاللغة؛ لأن التصريف نظر في ذات الكلمة،‏ والنحو النظر في عوارضها(٢).وترى الباحثة من خلال الدراسة والاطلاع أن الصرف علم بأحكام بنية الكلمة لحروفها من أصالةوزيادة،‏ وصحة وإعلال وغير ذلك من القضايا الصرفية.‏ للتعرف على بنية الكلمة قبل إدخالها فيجملة محددة.‏أولا ً:‏الاشتقاق:‏الصيغةترديد الاشتقاق:‏(٣).من اشتق اللفظ فرعه من لفظٍ‏ آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيبا ً ومغايرتهما فيوقد عرفه أبو هلال العسكري في الصناعتين":هو أن يشتق المتكلم من الاسم العلم معنى فيغرض يقصده من مدح أو هجاء أو غيره،‏ والاشتقاق على وجهين:‏ فوجه منها يشتق اللفظمن اللفظ،‏ والآخر:‏ أن يشتق المعنى في اللفظ"‏وقد عرف الاشتقاق(٤).:أخذ كلمة من أخرى مع تناسب بينهما في المعنى وتغيير اللفظصغير اتخذت فيه حرفا ً وترتيبا ً.‏ وأكبر ما اتخذتا فيه أكثر الحروف مع1) ( انظر،‏ المصري،‏ لسان العرب،‏ ج‎٩‎‏:‏ ١٨٩.(2)انظر،‏ الزركشي،‏ بدر الدين محمد بن عبد االلهبيروت،‏ لبنان،‏ ج‎١‎‏:‏،البرهان في علوم القرآن،‏ دار الفكر،‏ ‎١٤٢١‎ه-٠٠١ ‎٢‎م،‏.٣٧٣(3)انظر،‏ عكاوي،‏ المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏.١٥٠(4)العسكري،‏ أبو هلال،‏ الصناعتين،‏ تحقيق:‏ مفيد قبحة،‏ بيروت،‏ لبنان،‏ دار الكتب العلمية،‏‎١٣٢٠‎ه:‏-١٩٧١.٨٠٢٨١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏ د(‏تناسب الباقي لهأضرب الاشتقاق:‏(١).الصغير:‏ أن تأخذ أصلا ً من الأصول فتجمع بين معانيه وإن اختلفت صيغته ومباينته،‏ كما تأخذكلمة ترتيبات وتراكيب مختلفة كما نقول(س،ل،م)‏ فإننا نأخذ منه معنى السلامة في تصرفه نحوسِلِم،‏ وسالم،‏ سلمان،‏ وسلمى،‏ السليم.‏الكبير:‏أن تأخذ أثلا ً من ا لأصول فتعقد عليه وعلى راكبيه معنى واحدا ً يجمع تلك التراكيب وماتصرف منها.‏ وإن تباعد شيء من ذلك عنها رد بلطاف الصنعة والتأويل إليها مثل(ق.م.ر)‏ منالثلاثي لها ست تراكيب(قرم،‏ قمر،‏ مرق،‏ رمق،‏ مقر،‏ رقم)‏ فهذه التراكيب الستة يجمعها معنى واحدوهو القوة والشدة في الألفاظ(٢)‏.ويستعمل الاشتقاق في النظم والنثر.‏ ويقع في الاشتقاق الصغيردون الكبير.‏ وسبب ذلك أن الاشتقاق الصغير تكثر الألفاظ الواردة عليه.‏ أما الكبير فقلما نجده فياللغة وتحسن اللفظ المسمى بالفصاحة إنما تقع في الاشتقاق الكبير.وهذا شبيه بلفظات التجنيسوتسمى الاشتقاق(٣).وذكر في مفتاح العلوم القسم الثالث من أقسام الاشتقاق:القسم الأكبر هو أن يتجاوز إلى ما احتملتهأخوات تلك الطائفة من الحروف نوعا ً أم مخرجا ً.‏ وقليل مستخدميه بأن يكون لها معاني جزئيةومعاني كلية.‏ وهي تطلب فيها من الحروف قدرا ً تشترك هي فيه.‏ وهو يصلح للوضع الكلي على أنلا تمتنع عن تقدير زيادة أو حذف أو تبديل(٤).وسنتوقف عند الاشتقاق في دوال الخوف على النحو التالي:‏: أولا ًالفعل الفاء.‏دالة الخوف:‏الاشتقاقات لهذا الفعل متنوعة منهامصدرها الفعل خاف فاء الفعل الخاء،‏ وعين الفعل الألف،‏ ولام‏(خوف،‏ خائفين،‏ خاف،‏ خفتم،‏ تخافون،‏ خافون،‏ خافوا،‏تخافون،‏ خافت،‏ يخافون،‏ أخاف،‏ يخافه،‏ يخافوا،‏ خوفا ً،‏ تخافن،‏ تخافونهم،‏ خيفة،‏ يخافا،‏ تخافا،‏يخاف،‏ تخويفا ً،‏ يخافون،‏ خفت،‏ تخاف،‏ خوفهم،‏ تخافي،‏ خفتكم،‏ خائفا ًُ،‏ كخيفتكم،‏ يخوف،‏ تخافوا،‏يخوفونك،‏ نخوفهم).‏ وبهذا تغيرت الدالة وكان الاشتقاق صغير.‏ وبقي المعنى واد والذي اختلفهذا الاشتقاق في استخدام الضمائر وفي كل مرة بقي جذر الكلمة ‏(الفعل)‏ في جميع الاشتقاقاتوذلك يظهر في الميزان الصرفي للفعل.‏ ففي قولنا خاف على وزن فعل،‏ وكذلك.٧٠: ١٩٦٥-(1)(2)(3)(4)انظر،‏ الحملاوي،‏ أحمد،‏ شذا العزف في فن الصرف،‏ البابلي الحلبي،‏ ط‎١٦‎‏،‏ ‎١٣٨٤‎هانظر،‏ ابن الأثير،‏ المثل السائر،‏ مكتبة النهضة،‏انظر،‏ ابن الأثير،‏ المثل السائر،ق‎٣‎‏:‏انظر،‏ السكاكي،‏ مفتاح العلوم،‏‏.ت)،‏‏.ط)،‏ ق‎٣‎‏:‏.١٩٨ -١٩٦.١٩٩.١٥٢٨٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


خافون على وزن فاعلون،‏ فبقي مصدر وجذر الكلمة كما هو.‏ أما الإضافات وهي الحروف التيتدل على الفعل،‏ وكل حالة وكل زمن يناسب الموضع علما ً بأن بقيت دالة الخوف تحمل المعنىالذي جاءت إليه وهي على النحو التالي : ‏(العلم،‏ القتال،‏ العذاب،‏ التنقص،‏ التيقظ،‏ الخوف،‏ النكبة،‏القتل،‏ الظن،‏ الرعب،‏ الخشية)‏ ‏.وكذلك باقي الدوال نجدها تنشق ويبقى اللفظ كما هو مثل الخشية،‏والفزعثانيا ً،والرهبة،‏ والهرع،‏ والرعب،‏ والوجل،‏ والوجف.:الفعل هوترديد الأزمنة:كلمة تدلُّ‏ على حدثٍ‏ مقترنٍ‏ بزمن.‏ وأقسامه ثلاثة:‏ فعل ماض،‏ فعل مضارع،‏ فعلأمر.فإذا قلنا:‏ فهم الطالب‏.‏ سافر الر‏ّحالة.‏ رجع الغائب.‏ فإن‏ّ‏ كل كلمةٍ‏ من الكلمات:‏ ‏"فهم‏"‏ ‏"سافر‏"‏‏"رجع‏"‏ تدلُّ‏ بذاتها دون حاجةٍ‏ لكلمةٍ‏ أخرى،‏ على أمرين:‏ أولهما:‏ المعنى العقلي الذي توحي بهالكلمة،‏ وهو‏:‏ الفهم،‏ أو السفر،‏ أو الرجوع.‏ وهذا يسمى الحدث.‏ وثانيهما:‏ الزمن الذي حصلَ‏ فيهذلك الحدث،‏ وهنا فإن‏ّ‏ الحدث قد انتهى قبل النطق بتلك الكلمة،‏ فهو إذن زمن قد فات َ،‏ وانقضى قبلَ‏الإخبار عنه.وقد عر‏ّ‏ فسيبويه الفعل في كتابهالكتاب فقال:‏ " وأما الفعل فأمثلة ٌ أخذت من لفظأحداث الأسماء،‏ وبنيت لما مضى،‏ وما يكون ولم يقع،‏ وما هو كائن لا ينقطع".‏ والأفعال لها ثلاثةأزمنة:الماضي والمضارع والأمرالأفعال الماضية والمضارعة وكذلك فعل الأمر.(١). ومما سبق في المباحث والفصول السابقة تبينأن هناكوتعددت الضمائر من المخاطب إلى الغائب إلىالمتكلم.كما في قوله تعالى في الفعل الماضي ‏(خاف،‏ خافا،‏ خافوا،‏ خافت،‏ خفتما،‏ خفت)‏ أما فيالفعل المضارع‏(يخاف،‏ يخافان،‏ تخاف،‏ تخافون،‏ تخافين،‏ أخاف،‏ نخاف)،‏ وفي الأمر(خافا،‏ خافي،‏خفن).وكذلك باقي الدوال من فزع وهرع ورعب ورهب ووجل وجف.‏(1)انظر،‏ المصري،‏ لسان العرب،‏ ج‎١١‎‏:‏.٥٢٨٢٨٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٢٨٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


الخاتمة.١.٢الحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات،‏ والصلاة والسلام على النبي الموصوف بأجل الخصال،‏وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المآل.‏أما بعد:‏فعند شروع الإنسان في إنجاز عمل ما،‏ يشعر بكثير من التعب والعناء،‏ ولكنه بمجرد انتهائه منهيشعر بسعادة غامرة،‏ حينما يرى ثمار جهده ونتاج عمله.‏ وعند شروعي في بحث هذا الموضوعوإنجاز هذه الرسالة شعرت بعظم المهمة وصعوبة المقصود؛ نظرا ً لتشعب الموضوع وتعدد مظانهوشموله لكافة دوال الخوف.‏وإن كنت ممن شرفهم االله بدراسة موضوع ‏(دوال الخوف ومدلولاته في القرآن الكريم)‏ فقدشعرت بأنني أمام مسؤولية كبيرة تحملت القيام بها،‏ ولابد من العمل بكل جهد وإخلاص حتىيتم الوصول إلى الهدف المنشود.‏ فكانت حصيلة هذا الجهد ثمار مفيدة ونتائج مهمة.‏أولا ً:‏ النتائج:‏تعددت دوال الخوف،‏ وذكرت في ثمان ألفاظ وهي ‏(الخوف،‏ الخشية،‏ الرهبة،‏ الرعب،‏الوجل،‏ الوجف،‏ الهرع،‏ الفزع)‏ وكانت أكثرهم عددا ً هي دالة الخوف ‏(‏‎١١٢‎‏)في مئة واثنتا عشرموضعا ً،‏ ومن ثم الخشية(‏‎٤٠‎‏)‏ أربعون موضعا ً،‏ ومن ثم الرهبة ‏(‏‎١٠‎‏)عشر مواضع أما باقي الدوالفكانت متعددة وقليلة.‏تعدد جميع الأساليب اللغوية والإنشائيةوأثرها في نفس القارئ.‏،.٣.٤كما وتعد هذه الدوال جامعة لصفات الخوفجمعت الآيات في طياتها ألوان المعاني والبيان والبديع.‏أن التعبير والإعجاز والأسلوب الذي تناول الآيات في تآلف عباراته،‏ وإحكام نسجه،‏وسحر فواصله ليبين الفرق ما بينه وبين التعابير الوضعية.‏.٥.٦لإنهاء الخوف.‏.٧أن الإسلام أكد على اشتراط العلم والصلاح وخاصة في ترابط العلاقات الاجتماعية.‏أن للعبادات في الإسلام شأنا ً عظيما ً،‏ وذلك لأن كل آية من آيات الخوف ذكرت نتيجةذكرت أصوات وفونيمات تحمل صفات ضعيفة حتى تلامس النفس البشرية.‏٢٨٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ثانيا ً:‏ التوصيات:.١.٢توجيه عناية الطلبة إلى البحث الدقيق في دوال القرآن ومدلولاتها.‏تكثيف الجهود لدحض الإشاعات المغرضة التي تهدف إلى النيل من كتاب االله وسنة نبيه،‏وعلوم العرب.‏.٣.٤الاهتمام بالدراسات البلاغية الملتزمة.‏توجيه الدراسات نحو بلاغة القرآن؛ لكونه جامع لكثير من الأساليب البلاغية والألوان البديعيةوالبيانية التي يستحيل أن يحصيها باحث.‏.٥.٦الاهتمام بما عند العرب من معلومات واعتزاز ببلاغة الجرجاني وغيره من علماء الإسلام.‏التوجيه الصحيح للدراسات البلاغية والبعد عن لي عنق الآيات والنصوص الأدبية.‏٢٨٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


abstractTitle: The fear of its functions in the Holy QuranAnd study the stylistic approach, which included pre and submitted, thecase structure, the structure and semantic structure, and soundinfrastructure.Fear, especially the properties of self-defense, a disorder of the heartand his little imminent danger. Against the uncertainty and fear, whichcorresponds to security. Concern, fear and confusion and all themeanings of the word with a sign language show through the contextand from other independent Individuals as word meanings, and eachshows a different meaning from the context. To get the sentence whenit is composed of items.The eight functions the Qur'an spoke about the fear in terms of meaningand pronunciation (the fear, panic, the hurrying, fear).The many uses of the Almighty in his book has been a function of fear inthe 124 position. 48 and the fear, awe or 8 times, 5 times of terror, thehurrying twice, 5 alarm times, twice A local, 5 times.The rhetoric and the graphic image and methods of linguistic and theromanticism Charitable through the study of the subject and theresearch infrastructure and address the following:Case structure: The properties stylistic and semantic axes.Will make: The news and events, methods of construction methods.And phenomena: rebus and metaphor and analogy and metaphor.And phenomena: redundancy and pay attention and minors.Semantic structure: the included content for each of the fear and thefear and dread, terror and panic and the hurrying .Sound structure: The structure of the sound, structure paradigm, Theromanticism structure.Functions in terms of fear there is accurate and characterized by thefact that accurate pronunciation sound shows, and it reflected thesound of a word and sound out of the floor and took him to the floor.Beauty of the road sign has been on the sound qualities of the Quran andthe use of all the Arab voice was the voice of a distinct indication toindicate this miracle.Researcher: Khawla Tawfeq EL Sakni٢٨٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٢٨٨PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏بي جيد(‏د(‏المصادر والمراجع١- أسرار البلاغة في علم البيان،‏ الجرجاني،‏ عبد القاهر القادر بن عبد الرحمن،‏ تحقيق:‏ عبدالحميد هنداوي،‏ دار لكتب العلمية،‏ بيروت،‏ ط‎١‎‏،‏.٢٠٠١-٢لبنان،‏الأسلوب والأسلوبية‏.ت).‏،جيرو،‏ بيرو،‏ ترجمة:‏ منذر عياشي،‏ مركز الإنماء القومي،‏ بيروت،‏٣- الأسلوب والأسلوبية بين العلمانية والأدب الملتزم،‏ النحوي،‏ عدنان،‏ دار النحوي للنشروالتوزيع،‏ الرياض،‏ السعودية،‏ ط‎١‎‏،‏.١٩٩٩-٤.١٩٩٤الأسلوبية،‏رو،‏رو،‏ ترجمة:‏ منذر عياشي،‏ مركز الإنماء الحضاري،‏ دمشق،‏ ط‎٢‎‏،‏٥- الأشباه والنظائر في النحو،‏ السيوطي،‏ جلال الدين،‏ تحقيق:‏ عبد العال سالم مكرم،‏ مؤسسةالرسالة،‏ بيروت،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤٠٦‎ه٦- الاشتراك اللفظي في القرآن الكريم،‏ المنجد.‏ محمد بن نور الدين ،دمشق،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٩‎ه ‏_‏‎١٩٩٩‎م.‏٧- الأعلام،‏الزركلي،‏ خير الدين،‏ دار العلم للملايين،بيروت،‏ لبنان،‏ ط‎٢‎‏،‏دار الفكر المعاصر،‏.١٩٨٩٨- أنوار التنزيل وأسرار التأويل تفسير البيضاوي ‏،البيضاوي،‏ أبو الخير عبد االله بن عمر بنمحمد بن علي الشيرازي الشافعي أبو سعيد،‏ ، القاهرة. مصر )ن )،،( ط‎٢‎‏،‏ .١٩٠٠٩- أصوات اللغة العربية،‏ هلال،‏ عبد الغفار حامد،‏ مكتبة وهبة،ط‎٣‎‏،‏ ‎١٤١٦‎ه١٠- الأصوات اللغوية،‏ أنيس ابراهيم،‏ مكتبة الأنجلو المصرية،‏ ط‎٤‎‏،‏١١- أطلس أصوات اللغة العربية.١٩٨٥-.١٩٩٦-.١٩٧١،.١٩٩٤البيه،‏ وفاء محمد،‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب،‏ ط‎١‎‏،‏١٢- الإتقان في علوم القرآن،‏ السيوطي،‏ جلال الدين،‏ ط‎٤‎‏،‏العصرية.‏،١٩٨٨القاهرة المطبعة١٣- إعجاز القرآن والبلاغة النبوية،‏ الرفاعي،‏ مصطفى صادق،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت،‏لبنان،‏ ط‎٢‎‏،‏.٢٠٠٢١٤- الإعجاز في نظم القرآن،.١٩٧٨شيخون،‏ محمود السيد،‏ مكتبة الكليات الأزهرية،‏ القاهرة،‏١٥- الإيضاح في علوم البلاغة،‏ القزويني،‏ محمد بن عبد الرحمن،‏ مطبعة السنةالمحمدية،‏‏.ت)(د.ط).‏٢٨٩PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


ط،‏د(‏١٦- البرهان في علوم القرآنإبراهيم،‏ دار الجيل،‏،الزركشي،بدر الدين محمد بن عبد االله،ط‎٣‎‏.‏ ١٩٨٧،تحقيق:محمد أبو الفضل١٧- بصائر ذوي التميز في لطائف الكتاب العزيز،الفيرزأبادي،‏ مجد الدين محمد بن يعقوبالمكتبة العلمية.‏١٨- البحر المحيط في التفسير،‏ الغرناطي الأندلسي،‏ محمد بن يوسف أبو حيان‎١٤١٢‎ه،،‎١٩٩٢‎م.‏ _دار الفكر،‏١٩- البلاغة العربية في ضوء منهج متكامل،‏ أبوعلي،‏ محمد بركات،‏ دار البشير ‏،عمانالأردن،‏ ط‎١‎‏،‏،.١٩٩٢٢٠- البلاغة فنونها وأفنانها(علم البيان والبديع)،‏ عباس،‏ فضل حسن،‏ دار الفرقان،‏ عمان،‏ ط‎٧‎‏،‏.١٩٨٥٢١- البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري،‏ أبو موسى،‏ محمد محمد،‏ مكتبة وهبة،‏ ‎١٤٠٨‎هط‎٢‎‏.‏٢٢- البيان في إعجاز القرآنالقاهرة،‏،.١٩٦٠الديب السباعي،‏ محمد محمد،‏ مطبعة محمد علي صبيح وأولاده،‏٢٣- تاج العروس من جواهر القاموس،‏ الزبيدي،مرتضى،‏ بيروت،لبنان،الحياة،ط‎١‎‏،‏.١٩٠٠٢٤- التبيان في البيان الطيبي،‏ ، تحقيق:عبد الستار حسن رموط،‏ دار الجيل،‏بيروت،‏‎١٤١٦‎ه.١٢٥- التحرير والتنوير،‏ ابن عاشور،‏ دار سحنون،‏ تونس،‏‏.ت).‏٢٦- تفسير أبو السعود أو إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم،الحنفي،‏ أبي السعود محمدبن محمد بن مصطفى العمادي،‏ دار الكتب العلمية، بيروت ،ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٩‎ه ‏_‏‎١٩٩٩‎م.‏،١٩٨٨-١٩٩٦-٢٧- التضاد في القرآن الكريم ‏،المنجد محمد نور الدين،‏ دار الفكر المعاصر،بيروت،دارالفكر،دمشق،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤٢٠‎ه ‏-‏‎١٩٩٩‎م.‏٢٨- التكرير بين المثير والتأثير،‏ السيد،‏ عبد العزيز علي،‏ ط‎١‎‏،‏،١٩٧٨دار الطباعة المحمدية.‏٢٩- تهذيب اللغة،‏ الأزهري،أبي منصور محمد بن أحمد،‏ تحقيق:عبد السلام سرحان،الدارالمصرية.‏-٣٠تفسير القرطبي الجام لأحكام القران،‏ القرطبي عبد االله محمد بن احمد بن أبي بكر بن فرحالأنصاري الخزرجي القاهرة، مصر ،دار الشعب ،. ١٩٠٠٢٩٠PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏د(‏ط،‏د(‏ د(‏د(‏-٣١جامع البيان في تفسير القران،الطبري،‏ أبي جعفر محمد ابن جرير ابن جرير،‏ بيروت،‏لبنان،‏ دار المعرفة للطباعة و النشر،ط‎٤‎‏،‏.١٩٨٠٣٢- جغرافية البحار والمحيطات ‏،أبو العنينن،‏ حسن سيد أحمد،‏ ط‎٨‎‏،‏مؤسسة الثقافة الجامعية الاسكندرية.‏٣٣- جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،‏ الهاشميبيروت،‏ لبنان،‏ ط‎١٢‎‏،‏‏.ت).‏،١٩٩٨،-٣٤أحمد،‏ مكتبة إحياء التراث العربي،‏الجواهر الحسان في تفسير القران،الثعالبي،‏ أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيلالنيسابوري تحقيق:‏ أبو محمد الغماري الإدريسي الحسني،‏ لبنان،بيروت،‏ دار الكتب العلمية للنشروالتوزيع ، .١٩٩٦-٣٥.١٩٥٥الخصائص،‏ ابن جني ، تحقيق:‏ الشيخ محمد علي النجار،دارالكتب المصرية،‏‎١٤٧٣‎ه،‏٣٦- دقائق لغة القرآن في تفسير ابن جرير الطبري ‏،عميرة،‏ عبد الرحمن،‏ ط‎١‎‏،‏‎١٤١٣‎ه_‏‎١٩٩٢‎م،عالم الكتب.‏-٣٧روح المعاني في تفسير القران العظيم والسبع المثاني،الألوسي،‏ شهاب الدين أبو الثناءمحمود بن عبد االله الحسيني،‏ تحقيق:‏ محمد حسين العرب،‏ بيروتالنشر و التوزيع)، ١٩٠٠‏.ط).‏لبنان ‏):دار الفكر للطباعة و٣٨- سر صناعة الإعراب،ابن جني،أبي الفتح عثمان بن جني،‏ دار القلم،‏ دمشق،‏ تحقيق:‏ حسنهنداوي،‏.١١٩٨٥-٣٩سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة،‏ الألباني ‏،محمد ناصر الدين،‏ مكتبةالمعارف الرياض،‏ الطبعة الأولى،‏ مج‎٤‎‏:‏.٢٦١٤٠- شرح ابن عقيل،‏ المصري،‏ ابن عقيل،‏ محمد محي الدين عبد الحميد،‏‏.ت).‏ ‏.ط)،‏٤١- شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب المصري،‏ ابن هشام الأنصاري،‏ ، تحقيق:‏محمد محيي الدين عبد الحميد،‏ دار الطلائع،‏٤٢- شذا العزف في فن الصرف،‏‏.ت).‏٤٣- صحيح البخاري،البخاري،‏ أبو عبداالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة،‏ تحقيق:‏طه عبد الرءوف سعد،‏ مصر،‏ مكتبة الإيمان ،.٢٠٠٣٤٤- صحيح سنن أبي داود باختصار،‏ الألباني ‏،محمد ناصر الدين،‏ مكتب التربية العربي لدولالخليج،‏ الطبعة الأولى،‏ 1409 ه‎١٩٨٩‎م.‏ -٢٩١PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏د(‏د(‏٤٥- صحيح سنن ابن ماجة باختصار السند الألباني ‏،محمد ناصر الدين،‏ ، مكتب التربية العربيلدول الخليج الرياض،‏ الطبعة الثالثة،‏ 1408 ه--٤٦ الصناعتين .‎١٩٨٨‎م.‏٤٧- علم الأصوات،‏ بشر،‏ كمال،‏ دار غريب،‏ القاهرة،‏‏.ط)،‏‎٢٠٠٠‎‏.‏٤٨- عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،‏ السبكي.‏ بهاء الدين،‏ المكتبة العصرية،‏ صيدا،‏بيروت.‏٤٩- علم الأسلوب،‏ مبادئه وإجراءاته،‏ فضلالقاهرة،‏، صلاح،‏.١٩٨٥٥٠- علوم البلاغة العربية،‏ ربيع،‏ محمد،‏ دار الفكر للنشر،‏ ط‎١‎‏،‏ط‎٢‎‏،‏ الهيئة المصرية العامة للكتاب،‏.١٩٩١-٥١غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام،‏ الألباني،‏ محمد ناصر الدين،‏ المكتبالإسلامي،‏ الطبعة الثالثة،‏ ‎1405‎ه‎١٩٨٥‎م.‏ -٥٢- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير،‏ الشوكاني،‏ محمد بن علي بنمحمد،‏ دار الكتب العلمية،بيروت،‏ ط‎١،١٤١٥‎ه ‏_‏‎١٩٩٤‎م.‏٥٣- في البلاغة العربية علم المعاني،‏ عتيق،‏ عبد العزيز،‏ دار النهضةبيروت،‏ ،،١٩٧٤٥٤- في ظلال القرآن،‏ قطب،‏ سيد،‏ دار الشروق،‏ الطبعة الشرعية‎١٥‎‏،‏ ‎١٤٠٨‎ه-‏.١٩٨٨‏.ت).‏٥٥- الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن،‏ الشايع،‏ محمد بن عبد الرحمن بن صالح،‏ ط‎١‎‏،‏‎١٤١٤‎هبكر‎١٩٩٣‎م.‏ -٥٦- الفروق في اللغة،أبي هلال العسكري،‏ دار الآفاق الجديدة،‏ بيروت،‏ لبنان،‏ ط‎١‎‏،‏٥٧- فقه اللغة،‏ الثعالبي،‏ أبي منصور،‏ ط‎٢‎‏،‏ المكتبة العصرية،‏ بيروت.١٩٧٣. ١٩٥٤،٥٨- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان،ابن خلكان،أبي عباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبيدار إحياء التراث العربي،ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٧‎ه-‏‎١٩٩٧‎‏.‏٥٩- فوات الوفيات والذيل عليها،‏ الكتبي،‏ محمد بن شاكر،‏ إحسان عباس،‏ دار صادر،‏‏.ت).‏ بيروت،‏٦٠- القاموس المحيط،‏ الفيروزأبادي،‏ مجد الدين محمد بن يعقوب،‏ تحقيق:‏ مكتب التراث فيمؤسسة الرسالة مؤسسة ‏،ط‎٢‎‏،‏ ‎١٤٠٧‎ه-‏‎١٩٨٧‎‏.‏٦١- الكامل في اللغة والأدب،‏ أبي العباس،‏ المبرد،‏ تحقيق:محمد أحمد الدالي،‏ ط‎٢‎‏،‏ مؤسسةالرسالة،‏‎١٩٩٣‎‏.‏٢٩٢PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


د(‏د(‏ د(‏د(‏د(‏٦٢- الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل،الزمخشري،‏ أبي القاسم جاراالله محمود بن عمر،‏ كتبة مصر،‏‏.ت).‏٦٣- لسان العرب،‏ أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم،‏ دار صادر،‏‎١٩٠٠‎م.‏٦٤- المثل السائر،‏ ابن الأثير،‏ مكتبة النهضة،‏١٩٩٦. ‏.ط)،‏ ‏.ت)،‏٦٥- لكي لا ننسى فلسطين ‏،حسونة،‏ خليل إبراهيم،‏ مكتبة اليازجي،‏.٢٠٠٥٦٦- مختصر تفسير ابن كثير،‏ القرشي،‏ الدمشقي،‏ إسماعيل بن كثير القرشي،‏ اختصره:‏ أحمدشعبان ابن محمد،‏ محمد بن عبادي بن عبد الحليم،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤٢٥‎هابن٦٧- المزهر في علوم اللغة وأنواعها،السيوطي،‏ عبد الرحمن جلال الدين،‏ دارالفكر.(د.ط)،‏معالم ٦٨-‏.ت).‏التنزيل،‏ البغوي،‏ الحسين بن مسعود بن محمد الفراء،‏ تحقيق:عبد الرازق المهدي،‏بيروت،‏ لبنان،‏ دار إحياء التراث العربي،‏‏،ط)‏‎٢٠٠٠‎‏.‏٦٩- معجم مفردات ألفاظ القرآن،‏ الأصفهاني،‏ الراغب،‏ تحقيق:نديم مرعشلي،دار الفكر،الكتبالعلمية،‏‎١٩٩٧‎‏.‏٧٠- المعجم المفصل في علوم البلاغة،‏ عكاوي،‏ إنعام فوال،‏ ط‎٢‎‏،‏٧١- المعجم الوجيز لألفاظ القرآن الكريمدار النشر للجامعات،‏ مصر.‏،١٩٩٦،دار الكتب العلمية.‏هارون،‏ نبيل عبد السلام،‏ ط‎١‎‏،‏ ‎١٤١٧‎ه ‏_‏‎١٩٩٧‎م،‏٧٢- من أسرار التعبير في القرآن صفاء الكلمة،‏ لاشين،‏ عبد الفتاح،‏ دار المريخ للنشر،‏‎١٤٠٣‎ه.٢٠٠٤-.١٩٨٣-:٧٣- منتخب قرة عيون النواظر في الوجوه والنواظر في القرآن الكريم ، ابن الجوزي،‏ تحقيقالسيد الصفطاوي ، فؤاد عبد المنعم أحمد ، منشأة المعارف بالاسكندرية ، ط‎١‎ ،٧٤- المطول في شرح تلخيص مفتاح العلوم،‏.١٩٧٩التفتازاني،‏ دار الكتب العلمية،‏ بيروت،‏ لبنان.‏٧٥- نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز،‏ الرازي،‏ فخر الدين،‏ المكتب الثقافي للنشر،‏ مصر،‏ ط‎١‎‏،‏.١٩٨٩-٧٦الوجيز في تفسير الكتاب العزيز،‏ الواحدي،‏ علي بن احمد بن محمد بن علي بن متويةتحقيق:‏ صفوان عدنان داووديسوريا ‏،دار القلم ،،‏:بيروت ،‏،لبنان‏،الدار الشامية للطباعة والنشر والتوزيع دمشق،.١٩٩٥٧٧- الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب االله العزيز،‏ الدامغاني،‏ أبي عبد االله الحسين بن محمدتحقيق:‏ عربي عبد الحميد علي،‏ دار الكتب العلمية،‏ ط‎١‎‏،‏،.٢٠٠٣٢٩٣PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٢٩٤PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


تثح١٣١٣٢٠٢٥٣٠الإهداء .................................................................شكر وتقدير ............................................................المقدمة .................................................................التمهيد .................................................................المعاجم اللغوية .........................................................الخطاب الأدبي ..........................................................النص القرآني ..........................................................الأسلوبية ...............................................................الفصل الأولالبنية الافرادية٣١٧٨٧٩٨١٨١٨٢٨٦المبحث الأول:المحاور الدلالية ..........................................المبحث الثاني:‏ الخواص الأسلوبية ......................................التكرار .................................................................الترادف .................................................................الاشتقاق ................................................................الرمز ...................................................................الفصل الثانيالبنية التركيبية٨٦٨٩٩٣٩٨٩٩١٠٤١٠٥ظاهرة الالتفات .........................................................ظاهرة الإطناب .........................................................ظاهرة القصر ...........................................................ظواهر الأساليب الخبرية والإنشائية .....................................الأساليب الخبرية .......................................................الأساليب الإنشائية ......................................................الاستفهام ...............................................................٢٩٥PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


١٠٨١١٥١١٦١١٨١٢٢١٢٣١٢٧١٣٢١٦١١٦٦الأمر ...................................................................التمني ..................................................................النداء ...................................................................النهي ...................................................................ظواهر الاستعارة-التشبيه-الكناية-المجاز ..............................الاستعارة ...............................................................التشبيه .................................................................الكناية ..................................................................المجاز ..................................................................الفصل الثالثالبنية الدلالية١٦٧٢٢٤٢٤٧٢٤٣٢٥٠٢٥١٢٥٢٢٥٣المبحث الأول : مضامين الخوفالمبحث الثاني : مضامين الخشيةالمبحث الثالث : مضامين الرعبالمبحث الرابع : مضامين الرهبةالمبحث الخامس : مضامين الفزعالمبحث السادس : مضامين الهرعالمبحث السابع : مضامين الوجفالمبحث الثامن : مضامين الوجل٢٥٤الفصل الرابعالبنية الصوتية٢٥٤٢٥٥٢٦٣٢٦٥٢٦٨٢٨١المبحث الأول:المستوى البديعي .........................................الطباق ..................................................................الترادف .................................................................الجناس .................................................................المبحث الثاني:المستوى الصوتي ........................................المبحث الثالث:‏ المستوى الصرفي .......................................٢٩٦PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com


٢٨١٢٨٣٢٨٤٢٨٧٢٩٣ترديد الاشتقاق ..........................................................ترديد الأزمنة ...........................................................الخاتمة والتوصيات .....................................................المصادر والمراجع ......................................................فهرس الموضوعات ....................................................11٢٩٧PDF created with pdfFactory trial version www.pdffactory.com

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!