40-PDF
40-PDF
40-PDF
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ونعني بالخاتمة وداع الدنيا والقدوم على االله والقلب مستغرق<br />
باالله عز وجل منقطع العلائق<br />
الأربعون في فضل الشهادة وطلب الحسنى وزيادة<br />
[ ٦٠ ] ...............................................<br />
خاتمة نسأل االله حسنها<br />
الحديث<br />
: عن سهل ِ بن سعد –<br />
الأربعون رضي االله عنه<br />
- قال<br />
: قال َ رسول ُ االلهِ صل َّى االلهُ عليه<br />
وسل َّم : ))<br />
نما ال ْأ َعمال ُ ب ِال ْخواتيم ِ<br />
إ ِ )) رواه البخاري، وأحمد، وغيرهما<br />
قال تعالى : ﴿<br />
ول َا تحسبن ال َّذين ق ُتل ُوا في سب ِيل ِ الل َّه أ َمواتا بل ْ أ َحياءٌ عند ربه ِم يرزق ُون َ<br />
١٦٩ )<br />
( ف َر ِحين ب ِما آَتاهم الل َّه من ف َضله<br />
ويستب شرون َ ب ِال َّذين ل َم يل ْحق ُوا ب ِه ِم من خل ْفه ِم أ َل َّا<br />
خوف عل َيه ِم ول َا هم يحزنون َ )<br />
١٧٠<br />
( يستبشرون َ ب ِن ِعمة من الل َّه وف َضل ٍ وأ َن َّ الل َّه ل َا يضيع<br />
/ . [ ١٧١ - ١٦٩ آل عمران ]﴾ أ َجر ال ْمؤمن ِين<br />
: ) ر حمه االله – قال أبو حامد الغزالي<br />
-<br />
ولأجل شرف ذكر االله عز وجل عظمت رتبة<br />
الشهادة ، لأن المطلوب الخاتمة<br />
،<br />
در عبد ، فإن ق َ عن<br />
غيره على أن يجعل همه مستغرقا باالله عز<br />
وجل فلا يقدر على أن يموت على تلك<br />
الة إلا في صف القتال<br />
الح ، فإنه قطع الطمع عن<br />
مهجته وأهله وماله<br />
، بل من الدنيا كلها<br />
وولده ، فإنه يريدها لحياته وقد هون على قلبه حياته<br />
في حب االله عز وجل وطلب مرضاته<br />
فلا تجرد الله أعظم من ،<br />
ولذلك عظم أمر ذلك ؛<br />
الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى ... ثم القتل سبب<br />
، ا لخاتمة على مثل هذه الحالة<br />
فإنه لو لم يقتل وبقي مدة ربما عادت شهوات الدنيا إليه وغلبت على ما استولى على قلبه من<br />
ذكر االله عز<br />
؛ ولهذا عظم خوف أهل المعرفة من الخاتمة<br />
، فإن القلب وإن ألزم ذكر االله<br />
وجل<br />
عز وجل فهو متقلب لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا ولا<br />
، فإذا ينف ك عن فترة تعتريه<br />
تمثل في آخر الحال في قلبه أمر من الدنيا واستولى عليه وارتحل عن الدنيا والحالة هذه<br />
فيوشك<br />
أن يبقى استيلاؤه عليه فيحن بعد الموت إليه ويتمنى الرجوع إلى الدنيا وذلك لقلة حظه<br />
في<br />
الآخرة إذ يموت المرء على ما عاش عليه ويحشر على ما مات<br />
عليه ، فأسلم الأحوال عن هذا<br />
الخطر خاتمة<br />
الشهادة ، إذ لم يكن قصد الشهيد نيل َ مال أو أن يقال شجاع أو غير ذلك<br />
، بل<br />
حب االله عز وجل وإعلاء<br />
كلمته ، فهذه الحالة هي التي عبر عنها<br />
إن االله اشترى من المؤمنين : "<br />
أنفسهم وأموالهم بأن لهم<br />
" ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآ<br />
، وحالة الشهيد خرة<br />
الجنة<br />
توافق معنى قولك لا إله إلا<br />
، فإنه لا مقصود له<br />
االله سوى االله عز وجل وكل مقصود معبود<br />
....................<br />
.................................. بقلم الشيخ ااهد<br />
( - حفظه االله حسن قائد : أبو يحيى الليبي )<br />
...................