o_19f8b6vh410bf99s14491egk1fr720.pdf
- No tags were found...
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
2015 »ØfÉL 27 AÉKÓãdG ` 128 Oó©dG<br />
áaÉقK<br />
24<br />
»ليلى طوبال« بعد »13 و 14 و15 جانفي«:<br />
حاشى أن تكون »سلوان« »مسرحية«...<br />
انها الصدق الواقعي الذي أبكى جمهورها<br />
ليلى طوبال التي اشتاقت ل 14 جانفي في »غيالن مونسترانومس« تعود اليوم جلمهورها على خشبة املسرح لتقدم له »العزاء« بعد أن تنبأت له بكثرة<br />
األغوال و األهوال، عزاؤها كان بقارورة »سلوان«، لقد جاءت تشاركهم تشييع أكثر من نعش الى املقبرة ألكثر من فكرة و حلم و روح فوعد و مشروع،<br />
ان لم يكن ألكثر من وطن .<br />
فهل أطفأت ب«سلوانها« نار العزاء في الوطن أم ألهبتها في أعني من جاء يتابع العرض املسرحي؟<br />
تونس آخر خبر شؤون ثقافية اعداد نسرين السويد<br />
z¿Gƒل°S{ á«Mô°ùe »a ájóقf Iôf<br />
عندما تعرى املسرح أمام ناظريه ، لم تكن<br />
هناك ستارة ترفع.خشبة املسرح بدت<br />
مكشوفة أمام اجلمهور متاما كما هي<br />
مكشوفة أوراق املتالعبني مبصير الشعوب<br />
و أحالمهم، اذ علقوا على »الربيع« أوساخهم<br />
حتى يقتلو الزهر و الطير و احلب و الشمس<br />
و الشجر و مينحوا الناس عوض اخلبز دماء<br />
تسفك على الصخر و ال يأكل اجلائع غير<br />
احلجر....في بلده ، في وطنه و ال يجد لنفسه<br />
و ذاته مستقرا.<br />
أبدعت ليلى طوبال تكشّ فها على الواقع:<br />
»مسرحية« لشدة ما أحس املواطن في تونس<br />
أن كل ما يجري مسرحية، انتصر الواقع في<br />
مسرحية »سلوان« حتى نسي املتابعون أنهم<br />
أمام مجرد »مسرحية«.<br />
áÑYÓàe áØ«dƒJ ƒg »Mô°ùe ¢üf<br />
برزمتكّن ليلى طوبال من نصها املسرحي<br />
بتمكنها من رؤيتها للقضية التى تتناولها<br />
سياسيا و اقتصاديا وفكريا واجتماعيا<br />
وإنسانيا،فتوظيفها لعناصر العمل الفنى<br />
التى حتدد الغاية من العمل املسرحى جنح<br />
في فرض نوعية التأثير املراد بثه فى<br />
اجلمهور، فحقق النص »نوعية العرض<br />
املسرحى« واهتزت لها املدارج بالتصفيق<br />
احلار والهتافات. »سلوان« أسالت دموع<br />
املشاهدين و أثرت فيهم أميا تأثير، ما يفسر<br />
امتالك الكاتبة مضمون نصها طبقاً ألسلوب<br />
معاجلته الدرامية، اذ اختارت املونودراما<br />
ضمن عوالم الكوميديا السوداء و التراجيديا<br />
و مزجت بينهما منتقلة من نوع الى اخر<br />
بسالسة مفرطة حتى لكأنه في قمة احلزن قد<br />
تنفجر ضاحكا من سخرية الواقع املرير طيلة<br />
مشاهد املسرحية .<br />
لم يكن النص مجرد أداة توصيل للعرض<br />
املسرحي ،اذ استحال الفصل بني املضمون<br />
الفكرى والشكل الفنى فى »الفعل« املسرحى<br />
ل«سلوان« وهو ما عليه يُدرس املدى الناضج<br />
في العمل املسرحي، فالتوازن والتفاعل<br />
الدرامى بني الفكر والفن ضرورة منطقية<br />
وجمالية مُلحة.<br />
تكشفت مالمح الفكر في سلوان و وجد الفعل<br />
الفني أوجه و روحه و اشعاعه في النص بني<br />
جودة التلميح تارة و التصريح تارة أخرى<br />
كما هو الواقع الذي نهيب به و تهيب به<br />
اوجاع املواطن و الوطن و الذات تارة ،و املرأة<br />
و األنثى والتربة طورا اخر.<br />
»سلوان« أملت بأبعاد الزمن ومستوياته<br />
املسرحية وبلورت كثافة األحداث من أربع<br />
سنوات مرت من شرارة اللحظة اجلميلة<br />
لثورة حاملة حتى سخافات الواقع بخيباته<br />
وهزاته و صفعاته و مراوغاته وخبثه ومكره<br />
وعبثه و وجعه و كل هناته هنة هنة هنه،<br />
وبذلك أتت أكلها املسرحي املنشود بشُ حنة<br />
فنية وفكرية فى حدود زمن معني ال يقيدها.<br />
في تسعني دقيقة عرفت كيف توزع طول<br />
الفترات التاريخية التي تناولتها بني املشاهد<br />
واالحداث و االفكار بسالسة مطلقة، فتذهب<br />
تارة بني العقدة و احلبكة و تارة بني حديث<br />
النفس و حوار الشخصيات التي جسدتها<br />
لوحدها على الركح دون أن جتعل املشاهد<br />
في حالة جتهز و تأهب لذلك ، لقد تفننت في<br />
التالعب مبتابعتهم لذلك كله دون أن يتفطنوا<br />
حليلها الدرامية و أساليبها.<br />
فلم يصب املشاهدين فتور قط بسهو عابر أو<br />
متلمل فاتر على الكراسي وسحرتهم بشحن<br />
اللغة التي استخدمتها باحليوية وبطاقات<br />
تعبيرية ال تتأتى لنا فى احلياة اليومية رغم<br />
أنها نفس اللغة التي نعيشها كل يوم في<br />
لهجتنا التونسية.<br />
}dGق†ض»zá Yلى zá«صüîشûdG{ âbƒØJ<br />
تدور أحداث املسرحية حول شخصية<br />
محورية وجدت نفسها في مكان مجهول لم<br />
تدرك بعد ان كان سجنا أو هو رحلة لالعدام،<br />
شخصية محورية ال تعرف ان كانت امرأة أو<br />
أنثى ال تعرف ان كانت هوية أو تربة، املهم أن<br />
صفة »االنثوية« طاغية والعالم »الذكوري«<br />
طاغ أيضا يحاصرها بال »حكم«، املهم<br />
أن الذاكرة توقفت وباخلوف اصطدمت<br />
فتعطلت دواليبها وانكمشت ولشدة ما لم<br />
تتقبل احملتوم املشؤوم خرجت من الزمان<br />
ومن املكان ولبست وشاح الذكريات وعندما<br />
تذكرت... صُ دمت...لم يكن هذا هو املطلوب<br />
من الثورة في تونس و بارك الله في من حكم.<br />
كانت هذه الفكرة ركيزة نص املسرحية،<br />
لعبتها املمثلة ليلى طوبال وقد لبست<br />
االبيض املمزوج باالسود في رحلة فقدان<br />
الذاكرة، وجمعت بني اجلانب املادي والنفسي<br />
واالجتماعي فأقنعت الشخصية بصدقها<br />
الواقعي وبوجودها الطبيعي غير املفتعل<br />
وحققت »الصالحية الدرامية«<br />
باتساق الشخصية في طبيعتها وفكرها<br />
وسلوكها مع مجرى األحداث وحققت<br />
»اإلتساق النمطي«، فالشخصية لم تنطق إال<br />
مبا تعرفه ولم تتحرك إال من خالل الدوافع<br />
الذاتية املرتبطة بآمالها وآالمها وطموحاتها<br />
وإحباطاتها، حركات مدروسة بال زيادة<br />
أو نقصان وحققت الشخصية مبدأ « ثبات<br />
الكيان« للشخصية التراجيدية كلما جسدت<br />
املطبات الكبرى التي دخلت فيها البالد<br />
التونسية واستطاعت اخلروج منها بأقل<br />
األضرار، وهي التي كانت حولها »احلبكة<br />
الدرامية« احملكمة اذ لم تكن تعتمد علي<br />
»التتابع احلتمي لألحداث« بل »التتابع اآللي«<br />
أي املمزوج باملنظورالفكري للمؤلف.<br />
فتارة نرى التعقيد و طورا نرى التشويق<br />
لتنتهي االزمة عند استحالة احللم في<br />
املسرحية وتدعو من شهد اليأس الى احللم<br />
لكنها تعود مرة أخرى لتسقط في أحقية<br />
»أن ال حلم في وطن منهك مواطنوه خيبة و<br />
مرار« وتصرخ املمثلة »تي احلموا... احلموا...<br />
عاالقل احلموا« يتصاعد صوتها ثم يبدأ في<br />
االنخفاض شيئا فشيئا بنفس ايقاع اليأس<br />
الذي تسلل للقلوب على ايقاع موسيقى<br />
االخوين غربي الذي زاد النص املسرحي<br />
عمقا وجمالية ليتكامل مع اضاءة احادية<br />
اللون باحادية الواقع املرتطم على جدار اسود<br />
تلوى عليها اجلسد الهالك امللفوف باالحمر<br />
شرب من »السلوان« باحثا عن »سلوى«<br />
سجينة قارورة، قارورة سجينة صندوق ال<br />
زخرف فيه.<br />
لقد تفوقت »الشخصية« على »القضية« ألنها<br />
استوعبتها نصا وحركة وساعدها في ذلك<br />
نوعية االضاءة واللباس والسينوغرافيا.<br />
و يبقى العمل املسرحي على قربه من املشاهد<br />
متمردا برمزيته وبسقوطه أحيانا في<br />
املباشرتية و ان بدا ذلك متعمدا و »اذ بالرمز<br />
حدثوهم فلم و لن يفقهوا«