07.05.2017 Views

أوراق عمل المؤتمر السادس

أوراق عمل مؤتمر الإسلام العظيم والمرأة في نسخته السادسة تحت عنوان (الإسلام سياسة وسلام- الحِراك السياسي للمرأة المسلمة) والذي أقيم في البحرين بتاريخ 3 شعبان 1433هـ الموافق 23 يونيو 2012م

أوراق عمل مؤتمر الإسلام العظيم والمرأة في نسخته السادسة تحت عنوان (الإسلام سياسة وسلام- الحِراك السياسي للمرأة المسلمة) والذي أقيم في البحرين بتاريخ 3 شعبان 1433هـ الموافق 23 يونيو 2012م

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>أوراق</strong> ال<strong>عمل</strong>


<strong>عمل</strong><br />

<strong>أوراق</strong> ال<strong>المؤتمر</strong><br />

<br />

الورقة األولى<br />

‏"مفهوم السلمية في بعديه:‏ النظري وال<strong>عمل</strong>ي إسالميًّا"‏<br />

إعداد:‏ األستاذة فاطمة جعفر الحمران<br />

3 20 ص<br />

<br />

الورقة الثانية<br />

‏"الحضور السياسي للمرأة المسلمة في البحرين"‏<br />

إعداد:‏ األستاذة رملة عبد الحميد حسين<br />

ص<br />

<br />

21 34<br />

مالحظة:‏ األفكار الواردة في هذه األوراق ال تعبر بالضرورة عن رأي المجلس اإلسالميّ‏<br />

العلمائيّ‏<br />

2


الورقة األولى<br />

" مفهوم السلمية في بعديه:‏ النظري وال<strong>عمل</strong>ي إسالميًّا"‏<br />

إعداد:‏ األستاذة فاطمة جعفر الحمران<br />

السيرة الذّاتية لمقدمة ورقة ‏)مفهوم السلمية في بعديه:‏ النظري وال<strong>عمل</strong>ي إسالميًّا(‏<br />

األستاذة فاطمة جعفر عبد هللا أحمد الحمران<br />

مبلغة،‏ كاتبة ومدرسة في العديد من الحوزات العلمية،‏ ومنها:‏ حوزة السيد الغريفي،‏ وحوزة دار السالم.‏<br />

مديرة حوزة اإلمام الباقر ‏)عليه السالم(-‏ قسم النساء.‏<br />

لها العديد من األبحاث،‏ ومنها:‏<br />

شباب بين الوعي والجهل.‏<br />

اإلمامة بين النص والشورى.‏<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

3


ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

مفهوم السلمية في بعديه:‏ النظري وال<strong>عمل</strong>ي إسالميًّا<br />

المقدمة<br />

خصَّ‏ المولى ‏)عزَّ‏ وجلَّ(‏ نبيَّه بصالته وسالمه،‏ وصالة مالئكته،‏ وأمر المؤمنين بالصَّالة عليه مقرونة بالسَّالم<br />

والتسليم،‏ فقال:‏ ‏﴿إِنَّ‏ هللاه وه مهاله ئِ‏ هكتههُ‏ يُصهلُّونه عهلهى النَّبِيِّ‏ يها أهيُّهها الَّذِينه آمهنُوا صهلُّوا عهلهيْهِ‏ وه سهلّ‏ ‏ِمُوا تهسْلِيمًا<br />

هللا ‏)ص(:‏ ‏"أال أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم،‏ أفشوا السالم بينكم".‏<br />

رغم أنَّنا أ ‏َّمة الرسول ‏)صلَّى هللا عليه وآله(،‏ واألولى بإفشاء السَّالم إال أننا نجد العالم اإلسالمي في نزاعات مستمرة،‏<br />

ال تخلو من الحروب المتفرقة وقد كثرت في اآلونة األخيرة لذلك ارتأى المجلس اإلسالمي العلمائي أن يجعل شعاره<br />

ه ‏)اإلسالم سياسة وسالم(‏ عدالة،‏ كرامة،‏ أُخ ‏َّوة.‏<br />

السَّالم لغة:‏<br />

ورد في معجم مقاييس اللغة البن فارس ما يلي:‏<br />

‏)سلم(‏ السّين والالم والميم معظم باب من الصحة والعافية.‏<br />

فالسالمة أن يسلم اإلنسان من العاهة.‏<br />

وهللا عزَّ‏ وج ‏َّل هو ‏)ال ‏َّسالم(‏ لسالمته مما يلحق المخلوقين من العيب والنقص والفناء.‏<br />

‏﴿وه هللاُ‏ يهدْعُو إِلهى دهارِ‏ السَّالهمِ‏ ...﴾ فالسَّالم هو هللا ج ‏َّل ثناؤه...‏ وداره الجنة...‏ ومن بابه اإلسالم،‏ وهو االنقياد التام.‏<br />

وفي المعجم الوسيط،‏ قريبًا من هذا المعنى وهذا اللفظ:‏<br />

أسلم:‏ انقاد...‏ وأخلص الدين ل...‏ ودخل في دين اإلسالم..‏ ودخل في السّلم..‏ وال ‏َّسالم اسم من أسمائه تعالى...‏<br />

‏)السَّالمة(‏ البراء من العيوب.‏ مادة برء.‏<br />

والسَّالم هو تحية اإلسالم...‏ بل تحية أهل الجنة...‏ وهي قولنا ‏)السَّالم عليكم(‏ والتحية فيها مستحبة استحبابًا مؤكدًا،‏ أما<br />

ردها فهو واجب شرعًا وعق ‏ًال،‏ بمثلها ‏)وعليكم ال ‏َّسالم(‏ أو بأحسن منها بأن تزد ‏)ورحمة هللا وبركاته(‏ وما أشبه.‏<br />

وهي سواء للزائر الداخل...‏ أو للمودّع الخارج،‏ فالتحية ال ‏َّسالم...‏<br />

والسالم هو عالمة انتهاء الصَّالة والخروج من الحضرة المقدسة هلل تعالى،‏ والتي دخلتها بتكبيرة اإلحرام استئذانًا فال<br />

بد من السَّالم عند االنتهاء والخروج،‏ فتسلم على الوسيلة إلى هللا وهو الرسول ‏)ص(‏ وآله األطهار،‏ وتسلّم على نفسك<br />

تحية من هللا،‏ وتسلّم على المالئكة من حولك،‏ فيكون كل ما أنت فيه سال ‏ًما وهدو ‏ًء واطمئنانًا.‏<br />

والقرآن الكريم نصَّ‏ على ال ‏َّسالم تصري ‏ًحا وتلمي ‏ًحا:‏<br />

ومن ضمن التلميح:‏<br />

التعايش السّلمي مع بقية الناس غير المسلمين من الطوائف والجماعات بالبر والقسط،‏ مع اختالف عقائدهم.‏<br />

‏"الناس صنفان:‏ إمَّا أخ لك في الدين أن نظير لك في الخلق".‏<br />

﴾ )1( ، وقال رسول<br />

، )2(<br />

لعام 1433<br />

)1<br />

)2<br />

السّلم وال ‏َّسالم الضمني في القرآن:‏<br />

تشجيعه على التعامل مع اآلخرين على أساس السّلم وال ‏َّسالم ونبذ العنف والقتال<br />

عهنِ‏ الْجهاهِلِي هن﴾‏ )3( .<br />

معاني تحمل في باطنها معنى السّلم وال ‏َّسالم..‏ بعيدة عن االنتقام..‏<br />

‏﴿خُذِ‏ الْعهفْوه وه أْمُرْ‏ بِالْعُرْ‏ فِ‏ هوأهعْرِ‏ ‏ْض<br />

- 1<br />

- 2<br />

- 3<br />

األحزاب/‏<br />

يونس/‏<br />

األعراف/‏<br />

.56<br />

.25<br />

.199<br />

4


ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

﴿<br />

تشمل قبول عذرهم دون محاسبة وتدقيق.‏<br />

وه اله تهسْتهوِي الْحهسهنهةُ‏ وه اله السَّيّ‏ ‏ِئهةُ‏ ادْفهعْ‏ بِالَّتِي ه هِي أهحْسهنُ‏ فهإِذها الَّذِي بهيْنهكه وه بهيْنه ُ عهدها وه ةٌ‏ كهأهنَّهُ‏ وه لِيٌّ‏ حهمِي ‏ٌم﴾‏ )4( .<br />

إنَّ‏ اإلسالم ال يؤمن مطلقًا بمفهوم أو المعاملة السيئة أو إيقاع الظلم أو استخدام القسوة ببني اإلنسان...‏<br />

﴿<br />

السّلم وال ‏َّسالم في حركة النب ‏َّوات:‏<br />

بعد المطالعة نتوصل:‏ إنَّ‏ دعواتهم وحركاتهم لم تكن قائمة على الحروب والقتل والعنف بل كان يتجلَّى فيها كل معان<br />

السّلم وال ‏َّسالم.‏<br />

دعوة موسى ‏)ع(‏ لفرعون من خالل قوله تعالى:‏ وه قهاله مُوسهى يها فِرْ‏ عهوْ‏ نُ‏ إِنّ‏ ‏ِي ره سُولٌ‏ مّ‏ ‏ِن رَّ‏ بِّ‏ الْعهالهمِينه * حهقِيقٌ‏ عهلهى<br />

أهن الَّ‏ أهقُوله عهلهى هللاِ‏ إِالَّ‏ الْحهقَّ‏ قهدْ‏ جِ‏ ئْتُكُم بِبهيّ‏ ‏ِنهةٍ‏ مّ‏ ‏ِن رَّ‏ بّ‏ ‏ِكُمْ‏ فهأهرْ‏ سِلْ‏ ه مهعِي بهنِي إِسْره ائِي هل<br />

ولقد جاهد سنين طوال وواجه صنوف وألوان العذاب والتشريد والقتل وهو يدعو بني إٍسرائيل إلى االستعانة<br />

بالصبر...‏<br />

‏﴿قهاله مُوسهى لِقهوْ‏ مِهِ‏ اسْتهعِينُوا بِاهللِ‏ وه اصْبِرُ‏ واْ...﴾‏ )6( .<br />

لم يواجه الظلم بالظلم،‏ وال العنف بالعنف،‏ بل بالصبر والسَّالم.‏<br />

في مورد آخر:‏ اذْههبها إِلهى فِرْ‏ عهوْ‏ نه إِنَّهُ‏ طهغهى * فهقُواله لههُ‏ قهوْ‏ الً‏ لَّيّ‏ ‏ِنًا لَّعهلَّهُ‏ يهتهذهكَّرُ‏ أهوْ‏ يهخْشهى<br />

قوال له قوال ليّنًا يدخل إلى قلبه وإلى عقله،‏ فلعل هذه الكلمة الليّنة تجعله يتذكر ويخشى.‏<br />

ورسول هللا ‏)ص(‏ خير قدوة في الرفق مع الناس ودعوتهم إلى دين هللا ‏)الرفق لم يوضع على شيء إال زانه و ال نزع<br />

من شيء إال شانه(.‏<br />

ومن المعلوم والمؤكَّد أ ‏َّن جميع األنبياء دعوا إلى الرفق وكذلك األديان السماوية،‏ لكن اإلسالم وضح معالم الرفق<br />

وأكمل نواقصه وبه قام اإلسالم واقترن اسمه،‏ فالمسلم من سلم الناس من يده ولسانه.‏<br />

من قبل سنين الدعوة شجع رسول هللا ‏)ص(‏ فكرة إنشاء لجنة من أجل السَّالم والعدل قبل اإلسالم بل جعل األمر واقعًا<br />

<strong>عمل</strong>يًّا،‏ فكانت لجنة مؤلفة من ممثلي كل قبيلة من بني عبد المطلب وبني أسد وبني زهرة وبني تميم وغيرهم،‏ وكان<br />

من أهداف الحلف:‏<br />

التقليل من خطر الحرب.‏<br />

حماية طرق المسافرين.‏<br />

مساعدة الفقير.‏<br />

منع القوي من السيطرة على الضعيف.‏<br />

نصرة المظلوم.‏<br />

وكذلك دعوة نبي هللا سليمان لملكة سبأ بلقيس ‏)السّلمية(.‏ قهالهتْ‏ يها أهيُّهها المهَله ُ إِنّ‏ ‏ِي ه أُلْقِي إِلهيَّ‏ كِتهابٌ‏ كهرِ‏ يمٌ‏ * إِنَّهُ‏ مِن<br />

سُلهيْمهانه وه إِنَّهُ‏ بِسْمِ‏ هللاِ‏ الرَّ‏ حْمهنِ‏ الرَّ‏ حِ‏ يمِ‏ * أهالَّ‏ تهعْلُوا عهلهيَّ‏ وه أْتُونِي مُسْلِمِي هن﴾‏ )8( .<br />

. )7( ﴾<br />

. )5( ﴾<br />

﴿<br />

﴿<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

)1<br />

)2<br />

وبحثنا ينقسم إلى فصلين:‏<br />

السّلمية في األحكام الفقهيَّة:‏ مقتطفات من كلّ‏ عنوان إال الجهاد.‏<br />

السّلمية في منهجية أهل البيت ‏)ع(:‏ ونقتصر على بعض المعصومين<br />

حياتهم الشريفة.‏ وإال فإنَّ‏ ال ‏َّسالم هو اإلسالم كله.‏<br />

‏)عليهم السَّالم(،‏<br />

من الجنبات وبعض<br />

فصلت/‏<br />

األعراف/‏<br />

األعراف/‏<br />

.34 النمل/‏ - 4<br />

.105 ،104 - 5<br />

.128 - 6<br />

- 7 طه/‏‎43‎‏،‏ .44<br />

،29 .31 ،30<br />

- 8 5


ِ<br />

ِ<br />

الفصل األول<br />

السّلمية في األحكام الفقهيَّة<br />

كتاب الجهاد<br />

أوًلا : تعريف الجهاد في اللغة واًلصطالح الفقهي:‏<br />

الجهاد لغة:‏ بذل الوسع الجهد:‏ بالفتح،‏ النصب والمشقَّة.‏<br />

الجُهد:‏ بالضم،‏ الطاقة.‏<br />

شرعًا:‏ القتال إلعالء كلمة اإلسالم وإقامة شعائر اإليمان.‏ بذل المال والنفس إلعالء كلمة اإلسالم.‏<br />

6<br />

–<br />

)1<br />

)2<br />

)3<br />

)1<br />

)2<br />

)3<br />

)1<br />

الجهاد في مصطلح الفقهاء:‏<br />

بذل النفس والمال في البدأة بقتال طوائف ثالث من األعداء:‏<br />

الحزبيون من الكفار.‏<br />

البغاة على اإلمام المعصوم أو من ن ‏َّصبه.‏<br />

أهل الذّمة إذا أخلوا بشرائطها.‏ ‏)القتال االبتدائي(‏<br />

يقول السيد الخوئي فيمن يجب قتاله،‏ طوائف ثالث:‏<br />

الكفار المشركون غير أهل الكتاب،‏ فإنه يجب دعوتهم لإلسالم،‏ فإن قبلوا وإال وجب جهادهم.‏<br />

أهل الكتاب من الكفار،‏ وهم اليهود والنصارى والصابئة والمجوس يجب قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا<br />

الجزية.‏<br />

البغاة وهم طائفتان:‏<br />

أ.‏ الباغية على المعصوم ‏)ع(‏ فإنه على المؤمنين أن يقاتلوهم حتى يفيئوا إلى أمر هللا وطاعة اإلمام ‏)ع(.‏<br />

ب.‏ الطائفة الباغية على الطائفة األخرى من المسلمين،‏ فإنه يجب على سائر المسلمين أن يقوموا باإلصالح<br />

بينهما،‏ فإن ظلت الباغية على بغيها قاتلوها حتى تفيء إلى أمر هللا.‏<br />

الجهاد الدفاعي:‏<br />

في اللغة:‏ نحَّاه وأبعده،‏ ودفع عنه األذى حماه منه،‏ دافع عنه مدافعة حامى عنه وانتصر له.‏<br />

في اصطالح الفقهاء ينقسم إلى قسمين:‏<br />

عبارة عن دفاع المسلمين إذا هجم عليهم عدو،‏ ويخشى منه على بيضة اإلسالم وحومة الدين وحوزة<br />

المسلمين ومجتمعهم.‏<br />

فيجب الدفاع ببذل النفوس واألموال،‏ بأية وسيلة ممكنة من طرق الدفاع،‏ وهو واجب كفائي أو عيني حتى تندفع<br />

الهجمة.‏<br />

)2<br />

الدفاع عن النفس:‏ إنه يجب على كل إنسان عقال وشرعًا وفطرة أن يدفع عن نفسه وحريمه وأمواله ما<br />

استطاع.‏<br />

فلو هجم مهاجم قاصد بسوء من قتل أو جرح أو تجاوز عرض،‏ محاربًا أو ل ‏ًّصا أو غيرهما وجب الدفع ولو انجر إلى<br />

جرحه أو قتله،‏ وليس له االستسالم واالنظالم.‏<br />

والجرح والقتل مع<br />

والعصا ويجب في الدفاع مراعاة األسهل فاألسهل،‏ فيدفعه باإلخطار والصياح والدفع باليد مالحظة الترتيب.‏<br />

–<br />

–<br />

)1<br />

)2<br />

-<br />

-<br />

قسم الفقهاء الدفاع الشرعي من حيث طبيعة الشيء الواجبة صيانته والمحافظة عليه إلى قسمين:‏<br />

دفاع شخصي:‏ وهو دفاع اإلنسان عن نفسه أو ماله أو عرضه ضد كل ما يتهدده من أخطار،‏ سواء كانت<br />

تلك الجهة كافرة أو مسلمة،‏ حصل التعرض في بالد الكفار أو المسلمين.‏<br />

دفاع نوعي عام:‏ هو دفاع اإلنسان عن دينه أو مجتمعه أو وطنه اإلسالمي أو عزة اإلسالم والمسلمين.‏<br />

أمين اإلسالم الطبرسي:‏ وجوب دفاع أهل كل منطقة ضد العدو الذي يخشى منه على أساس اإلسالم وأصله.‏<br />

العالمة الحلي:‏ الجهاد الدفاعي،‏ فإنه يجب مطلقًا ما دهم المسلمين عددو يخشى منه على بيضة اإلسالم وجب<br />

على المسلمين كافة النفور إليهم ودفعهم...‏


صاحب جواهر الكالم:‏ لو أراد الكفار محو اإلسالم ودرس شعائره وعدم ذكر محمد ‏)ص(‏ وشريعته فال<br />

إشكال في وجوب الجهاد.‏<br />

وكذا الشهيد الثاني في مسالك األفهام.‏ وكذا كاشف الغطاء ‏)ذات األربعة أقسام الدفاعية(.‏<br />

-<br />

-<br />

-1<br />

-2<br />

خالصة التقسيم<br />

ابتدائي:‏ مع الكفار والمشركين من بعد دعوتهم لإلسالم،‏ وفيه نظر...‏<br />

دفاعي:‏<br />

أ-‏ عن بيضة اإلسالم لو ناله خطر يهدده.‏ وتعرض وجوده وأرواح المسلمين للخطر.‏<br />

ب-‏ دفاع اإلنسان عن نفسه،‏ وعن كل حرمة تصان كاألعراض واألرواح واألموال لو تعرضت للهتك من<br />

قبل العدو.‏<br />

)1<br />

)2<br />

)3<br />

)4<br />

ثانياا:‏ شروط الجهاد وقوانينه الشرعية:‏<br />

الدفاعي:‏<br />

على المسلمين الدفاع بشرط المكنة من المقاومة والصمود.‏<br />

إحراز النصر ليس شرطًا لوجوب الدفاع.‏<br />

العصا.‏<br />

الدفع باليد الصياح يجب في الدفاع مراعاة األسهل فاألسهل،‏ الدفع باإلخطار يمكن للحاكم اإلسالمي استخدام نفوذه إلجبار المسلمين على المشاركة،‏ ألن إسالمية اإلنسان ومواطنيته<br />

تلزمانه بوظائف في ظل نظام قائم ودولة مستقرة.‏<br />

واجب مع مختلف األعداء الذين يهددون البالد اإلسالمية،‏ حتى لو كان العدو مسلمًا فاسقًا طالبًا للرئاسة<br />

راغبًا في الدنيا.‏<br />

يهدف للحيلولة دون محو اإلسالم وزوال المجتمع اإلسالمي واستغاللهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم.‏<br />

–<br />

–<br />

–<br />

)5<br />

)6<br />

)1<br />

)2<br />

نظرية الشيخ شمس الدين في الدفاع عن النفس:‏<br />

الدفاع عن النفس يشمل الدفاع عن الحياة وعن القطع والجرح واإليالم ‏)الدفاع عن الذات(‏ ويشمل الدفاع عن العرض<br />

والمال،‏ ألنه ما يقوّ‏ م الوجود المعنوي واالعتباري واالجتماعي لإلنسان.‏<br />

العنف ضد الحركة اإلسالمية،‏ يتصور على أنحاء:‏<br />

أن يست<strong>عمل</strong> العنف المسلح ضدها من دون أن يصدر عنها أي عنف ضد الخصم وأي استفزاز له،‏ ويست<strong>عمل</strong><br />

الخصم العنف ضد الحركة اإلسالمية لمجرد أنها تدعو إلى اإلسالم وإلى تطبيق الشريعة اإلسالمية<br />

باألسلوب السلمي وال<strong>عمل</strong> التنظيمي.‏ فعنف الخصم ضدها عدوان محض وظلم واضح وبغير بغير حق.‏<br />

فالحكم في هذه الصورة:‏<br />

أ.‏ لو أمكن الدفاع بأسلوب آخر غير العنف المسلح وال يؤدي إلى القتل والجرح تعين ذلك،‏ وصار استعمال<br />

العنف المسلح غير مشروع.‏<br />

ب.‏ أن يقع القتل والجرح إذا اضطر إليهما،‏ وانحصر الدفاع على خصوص المعتدي دون غيره من الناس.‏<br />

فإذا علم أن الدفاع بالعنف المسلح يؤدي إلى قتل وجرح سائر الناس اللذين ال عالقة لهم باالعتداء أو إتالف ممتلكاتهم<br />

أو تشريدهم من ديارهم أو شيء من ذلك،‏ فالظاهر عدم مشروع الدفاع بالعنف المسلح في هذه الحالة.‏<br />

ج.‏ أن ال يتسبب الدفاع بالعنف المسلح في إحداث فتنة وفي اإلخالل بالنظام العام لحياة المجتمع،‏ فلو علم أو<br />

غلب على الظن تسببه في شيء منهما فالظاهر عدم مشروعية الدفاع بهذا األسلوب،‏ لما علم من الشرع من<br />

وجوب سد جميع أبواب الفتنة واإلخالل بالنظام.‏<br />

أن يست<strong>عمل</strong> العنف ضد الحركة اإلسالمية ألنها تتبع في <strong>عمل</strong>ها أسلوبًا يستفز الخصم ويتسبب في استعمال<br />

العنف ضدها.‏ ولبيان الحكم لدينا مقامان:‏<br />

7


-<br />

-<br />

.1<br />

.2<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

)1<br />

-<br />

أ.‏ البحث في مشروعية استعمال األسلوب الذي يستفز الخصم في الرد بالعنف،‏ هذا مما ال شك فيه في الجملة<br />

حرمة التسبب في دفع الغير الرتكاب الحرام وعليه اتفاق الفقهاء والكتاب والسنة.‏<br />

ب.‏ البحث في مشروعية الدفاع من قبل الحركة اإلسالمية بالعنف المسلح ضد الخصم المستفز،‏ والظاهر جواز<br />

الدفاع عن نفسها في الجملة وإن كانت آثمة ب<strong>عمل</strong>ها الذي أدى إلى العدوان عليها،‏ ويجوز الرد بالعنف المسلح فو ‏ًرا:‏<br />

إذا كان الخصم غير مسلم.‏<br />

إذا كان مسلم فيجب السعي لوقف القتال وإصالح ذات البين فال يشرع الدفاع بالقتال قبل فشل مساعي الصلح<br />

ثم يكون الدفاع مشروعًا.‏<br />

االستنتاج<br />

إنَّ‏ الجهاد االبتدائي خاص بالكفار والمشركين ‏)أهل الكتاب(.‏ بينما الجهاد الدفاعي،‏ مع مختلف األعداء الذين<br />

يخاف منهم على محو اإلسالم وهتك حرمات المجتمع اإلسالمي.‏<br />

الحرص الشديد في كال الجهادين على حفظ األمان والسلم األهلي،‏ ويدور معه مدار وجود وعدم.‏<br />

إنَّ‏ الجاد الدفاعي أولى بالتشريع من الجهاد االبتدائي،‏ ألنه القدر المتيقن باإلجماع.‏<br />

ثالثاا:‏ وقفة أمام الجهاد الدفاعي ومتعلقاته:‏<br />

ما يسمَّى بحق الدفاع الشرعي:‏ الضمانات الالزمة لتأمين إمكانية استفادة ذي الحق من حقّه،‏ أي له سلطة<br />

وقائية،‏ تمكنه من خاللها دفع الخطر الذي يهدده وصد الحاالت العدوانية التي يتعرض لها.‏<br />

هذا ال يختلف فيه،‏ وإنما االختالف في تشخيص الصغريات والموضوعات الخارجية مثل:‏ تشخيص نوع<br />

الحق،‏ دائرة الحق،‏ أصل ثبوت الحق،‏ عدم ثبوت الحق،‏ كون العدوان الواقع هل كان مشروعًا أم غير<br />

مشروع؟<br />

الدفاع الشخصي:‏ عن النفس والمال والعرض واألهل مقابل السرّ‏ اق وقطاع الطرق،‏ هذا الدفاع ال يعدّه<br />

الفقهاء مصداقًا من مصاديق الجهاد رغم وجود بعض الروايات تعتبر المقتول في هذا الحال شهيدًا.‏ إال أ ‏َّن<br />

الفقهاء ال يعدّونه شهيدًا إال عند الدفاع عن الدين في مقابل هجوم الكافرين أو المشركين أو المسلمين الباغين<br />

الفاسقين،‏ فالقدر المتيقن من الجهاد الدفاعي والذي رأي الفقهاء قوال وعمال هو التصدي لغزو الكفر لبالد<br />

المسلمين بغرض اسئصال شأفة اإلسالم والمسلمين والقضاء عليهم وعلى عقائدهم وشعائرهم وشريعة محمد<br />

‏)ص(.‏ هذا الدفاع هو بالقطع واليقين فرد من أفراد الجهاد في سبيل هللا.‏<br />

)2<br />

)3<br />

)1<br />

)2<br />

)3<br />

إنَّ‏ تقريب العزة لإلسالم إن كان أم ‏ًرا يجب القتال ألجله،‏ فالقتال بدافع المحافظة على عزة اإلسالم أولى<br />

وأحرى بالوجوب،‏ ألن حفظ ما هو كائن أوجب وأهم من الحصول على ما لم يكن.‏<br />

أمثلة:‏ الحفاظ على الشعائر الدينية أولى من المطالبة بالحقوق السياسية.‏<br />

رابعاا:‏ الجهاد الدفاعي في سيرة الفقهاء:‏<br />

أ.‏ النضال العسكري:‏<br />

لم يكتف الفقهاء بدراسة أحكام الجهاد والدفاع بل دخلوا بأنفسهم ميادين القتال دفاعًا عن البالد اإلسالمية وعزة<br />

المسلمين.‏<br />

شن الشيخ جعفر كاشف الغطاء حملة تعبئة عامة في الوسط العلمائي استهدفت الدفاع عن المدن المقدّسة في<br />

النجف األشرف وكربالء زمان الحمالت الوهابية الباغية الفاسقة.‏<br />

عندما شن الروس هجماتهم ضد إيران،‏ فقد أصدر كاشف الغطاء عام ‎1228‎ه.‏ ق.‏ أم ‏ًرا يدعو فيه لجهاد<br />

الكفار اللئام ودفعهم عن شريعة سيد األنام ‏)ص(.‏ وكذلك أصدر كال من الطباطبائي والكيالني،‏ فتوى<br />

مشابهة.‏<br />

في زمن الحركة الدستورية ‏)المشروطة(‏ فقد عززت روسيا في سنة ‎1327‎ه.ق قواتها المسلحة إلى الشمال<br />

من إيران،‏ ومارست ضغوطا شديدة سنة ‎1329‎ه.ق.‏ على أهالي تلك المناطق،‏ وقد تزامن هذا مع الحملة<br />

8


ِ<br />

أ.‏<br />

ب.‏<br />

ج.‏<br />

د.‏<br />

االستعمارية اإليطالية على ليبيا،‏ فأصدر الشيخ عبد هللا الماندراني والسيد إسماعيل الصدر وشيخ الشريعة<br />

األصفهاني واآلخوند كاظم الخراساني:‏<br />

وجوب التعاضد واالجتماع.‏<br />

وضع حد لالعتداءات األجنبية.‏<br />

يحرم السكوت والسكينة ما لم ترتفع الغائلة الكبرى.‏<br />

هو جهاد كبدر وحنين.‏<br />

عندما شن الحلفاء األوروبيون على الدولة العثمانية وأعاثوا في مدن إيران والعراق فسادًا،‏ أصدر فقهاء<br />

الشيعة والسنة فتاوى بالجهاد ودفع المعتدين.‏<br />

أما الجهاد لتحرير فلسطين،‏ فقد أصدر الفقهاء سيول من الفتاوى اآلمرة بالجهاد:‏<br />

الشيخ كاشف الغطاء.‏<br />

السيد اإلمام الخميني.‏<br />

السيد محسن الحكيم.‏<br />

السيد هادي الميالني.‏<br />

السيد شهاب الدين المرعشي.‏ وغيرهم كثير.‏<br />

)4<br />

)5<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ب.‏<br />

الدفاع السلمي ‏)المقاومة السياسية(:‏<br />

النجفي في الجواهر في بيان حكم الجهاد ‏)نعم،‏ قد يمنع الوجوب بل يقال بالحرمة لو أراد الكفار ملك بعض<br />

بلدان اإلسالم أو جميعها في هذه األزمنة من حيث السلطنة مع إبقاء المسلمين على إقامة شعار اإلسالم وعدم<br />

تعرضهم في أحكامهم بوجه من الوجوه ضرورة عدم جواز التغرير بالنفس من دون إذن شرعي بل الظاهر<br />

اندراجه في النواهي عن القتال في زمن الغيبة مع الكفار في غير ما استثني،‏ إذ هو في الحقيقة إعانة لدولة<br />

الباطل على مثلها(.‏<br />

)1<br />

)2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

)3<br />

)4<br />

)5<br />

)6<br />

اإلمام الخميني في تحرير الوسيلة ج‎1‎ ص‎462/461‎‏،‏ وكذا المشكيني:‏ ذهبا إلى وجوب الدفاع ضد<br />

االستيالء السّياسي واالقتصادي لَلعداء،‏ والمفضي لجعل المسلمين أسرى سياسيًّا واقتصاديًّا ووهنهم...‏<br />

وهذا الوجوب يشمل مختلف األساليب والطرق وأنواع المقاومة مثل:‏<br />

تحريم االتجار ببضائعهم/‏ ترك مختلف أشكال المراودة/‏ المعاملة ِ السّياسية والتجارية معهم/‏ المقاومة المنفية<br />

‏)السلبية(‏ مثل:‏<br />

ترك شراء األمتعة/‏ ترك المعاملة معهم مطلقا.‏<br />

يحرم على رؤوساء الدول الروابط والمناسبات،‏ وبطلت عقودها.‏<br />

يجب على المسلمين إرشادهم وإلزامهم بتركها.‏<br />

االستيالء االقتصادي ‏)فتوى تأميم النفط(‏ آية هللا الخونساري.‏<br />

لقطع يد المستعمرين البريطانيين ‏)فتوى حرمة استعمال التتن والتنباك(‏ الميرزا الشيرازي.‏<br />

االستيالء الثقافي ‏)فتوى تحريم األلبسة واألقمشة األجنبية(‏ السيد محمد كاظم اليزدي.‏<br />

خلع ثياب المذلة وارتداء ثياب العزة.‏ اآلخوند الخراساني.‏<br />

التحرز في الحركات/‏ السكنات/‏ الكيفيات/‏ الملبس/‏ المطعم/‏ المشرب/‏ السلوك/‏ الخزي.‏<br />

صاحب الرياض:‏ إذا وقع الضرر بكثرة السواد وجب على أولياء المجانين واألطفال إحضارهم في جيش<br />

اإلسالم.‏<br />

فتوى تحريم انتخاب الملك فيصل في العراق:‏<br />

بعد اندحار القوات البريطانية في العراق،‏ فقد قررت انجلترا ترشيح الملك فيصل؛ ليتسنى لها إبرام اتفاقية معه<br />

إلبقائها في العراق.‏ وقد حرم كثير من الفقهاء تلك االنتخابات واشتراك الشعب فيها.‏ وقد إثر ذلك أبعد الفقهاء عن<br />

إيران وهم الخالصي/‏ األصفهاني/‏ النائيني.‏<br />

9


ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

)7<br />

)8<br />

)9<br />

الحكم بكفر االنتماء للحزب الشيوعي:‏<br />

فحرم اإلمام الحكيم االنتماء إليه،‏ للحد من نفوذ الكفار والعقائد اإللحادية.‏<br />

عند دخول اإلنجليز العراق،‏ وجعله محمية تحت ظل االنتداب البريطاني،‏ قام الشيخ محمد تقي الحائري<br />

الشيرازي قائد ثورة العشرين،‏ وخليفته شيخ الشريعة األصفهاني بإرسال كتاب إلى الرئيس األمريكي<br />

‏)وِلسن(،‏ يطالبان فيه مساندته في دعم العراقيين بإقامة دولة عربية مستقلة إسالمية،‏ يرأسها ملك مسلم مقيد<br />

بمجلس تشريعي.‏<br />

والحماية على العراق يقرره المجلس الوطني بعد مؤتمر الصلح.‏<br />

وأصدر الشيخ محمد تقي الشيرازي إلى العراقيين كافة قبيل انطالق الثورة بشهر واحد حثهم على:‏<br />

أ.‏ االتحاد على جمع الصفوف.‏<br />

ب.‏ الحفاظ على األرض.‏<br />

ج.‏ مؤيدًا المظاهرات واالحتجاجات السلمية.‏<br />

محذرً‏ ا:‏ أ.‏ إياكم واإلخالل باألمن.‏ ب.‏ التخالف والتشاجر مع بعضكم البعض فإنه مضر بقصدكم.‏ ج.‏ المحافظة على<br />

جميع الملل والنحل في نفوسهم وأموالهم وأعراضهم.‏<br />

تبني الشيخ شمس الدين هذه النظرية اآلتية:‏<br />

أ.‏ إنّ‏ ال<strong>عمل</strong> السّياسي السلمي الواعي القائم على الحكمة والموعظة الحسنة على المستوى الشعبي،‏ وتعبئة<br />

الجماهير.‏<br />

ب.‏ التعاون مع القوى ذات األهداف المشتركة ولو بصورة جزئية.‏<br />

يؤديان إلى الحضور السّياسي،‏ وإلى اعتراف المجتمع والنظام والقوة السّياسية األخرى في جميع أنحاء العالم.‏<br />

ال<strong>عمل</strong> السّياسي السّلمي:‏ قد يكون بطيئًا في تحقيق النتائج،‏ ويقتضي بذل الجهود الكبيرة والتضحيات الكثيرة،‏ ولكن<br />

بالتأكيد سيؤدي إلى نتائج أكثر ثباتًا،‏ وأسلم عاقبة.‏<br />

السيد فضل هللا:‏ أسلوب الهدوء يتبنى سياسة النفس الطويل،‏ لوجود خطوات <strong>عمل</strong>ية لتربية األفراد والجماعات؛ من<br />

أجل القاعدة الشعبية الصلبة،‏ في هدوء وسالم؛ ليتسنّى للعاملين تعميق المفاهيم واألفكار األصيلة في ذهنية األمَّة،‏<br />

فتواجه التحديات من مواقع العمق والقوة،‏ ال من مواقع الضعف والسطحية.‏<br />

لذلك:‏ العنف ال يساعد على الوصول إلى النتائج السّليمة المطلوبة.‏ لماذا؟<br />

ألنّه:‏ أ.‏ يشغل الساحة عن <strong>عمل</strong>ية البناء الذاتي التغييري.‏<br />

ب.‏ ويعطّل <strong>عمل</strong>ية النمو فيما يثيره من أجواء الحماس واالنفعال.‏<br />

ج.‏ عرضة لالهتزاز،‏ ألنَّ‏ ذلك يجعلها في موقع الخطر من قبل الخصم التي يحاول ضربها بقسوة للتخلص منها.‏<br />

هل يشر ع استعمال العنف ضد األنظمة الحاكمة غير اإلسالمية.‏<br />

ألنهم لم يطبقوا الشريعة اإلسالمية؟<br />

شمس الدين:‏ إنَّ‏ هؤالء الحكام وأعوانهم مسلمون في ظاهر الحال،‏ ولذا حقن اإلسالم دماءهم،‏ ومخالفتهم لإلسالم<br />

‏"باعتبار نظامًا سياسيًّا للمجتمع"‏ من جهة كونهم يتولون الحكم على أساس نظام غير إسالمي،‏ من حيث أساس<br />

ومصدر شرعية ذلك النظام،‏ ومن حيث القوانين التي ينفذها،‏ ليس سببًا كافيًا للحكم بكفرهم المجوز شرعًا لجهادهم.‏<br />

ولو سلمنا جدالً‏ بكفر هؤالء الحكام،‏ فال دليل على مشروعية جهادهم بالقتل والقتال؛ ألجل إقامة حكومة إسالمية مع<br />

وجود المندوحة للتوصل إلى ذلك ال<strong>عمل</strong> اإلسالمي ‏)السلمي(،‏ والدعوة إلى هللا بالحكمة والموعظة الحسنة.‏<br />

الغنوشي:‏ دعوة اإلسالم إلى الجهاد ال تعني دعوته إلى العنف،‏ فللجهاد في اإلسالم أشكال متعددة تتناسب والظروف<br />

الموضوعية التي يفرضها واقع الحال،‏ فهناك جهاد بالكلمة وليس أدل على ذلك حين اعتبر من أعلى مراتب الجهاد<br />

‏)كلمة حقٍّ‏ عند سلطان جائر(،‏ ولهذا فإنَّ‏ المظاهرات واالحتجاجات والمواجهة مع مختلف األنظمة العربية بحسب<br />

هذا التقييم هي أعمال جهادية،‏ ألنَّ‏ قوانين المنع والطوارئ الظالمة،‏ واعتقال الناشطين السياسيين،‏ وزجّهم في<br />

السجون،‏ وهم يدافعون عن المال العام <strong>عمل</strong> جهادي،‏ ألنهم بذلك يدافعون عن حقوقهم المشروعة التي منحهم هللا<br />

وسرقتها األنظمة منهم.‏<br />

خامساا:‏ وظيفة التشخيص وبيان الحكم:‏<br />

10


ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

.4<br />

.5<br />

الشيخ جعفر السبحاني:‏ ليكون الحاكم الشرعي مؤهال لحمل مسؤولياته وكفو ‏ًءا ألداء صالحياته يجب توافر سلسلة<br />

شروط كشرط أساسي لمقام الحكومة والرئاسة:‏<br />

حسن الوالية والقدرة على اإلدارة.‏ أكفأ من غيره على اإلدارة.‏ وأقدر من غيره على الوالية والقيادة.‏ بحيث<br />

يتمكن من لهمّ‏ شعث المسلمين وجمع شملهم،‏ يدفع بهم نحو الحضارة المدنية والتقدم ما يسميه السياسيون اليوم<br />

‏)بالنضج العقلي والرشد السّياسي(.‏<br />

التفوق في الدراية السياسية:‏ أن يكون الحاكم متفوقًا على غيره في السّياسة،‏ أوسع من غيره في االطالع<br />

على مصالح األمة،‏ وأعرف من غيره بأمورها وحاجاتها.‏<br />

أن تبلغ رؤيته السّياسية واالجتماعية درجة يستطيع معها أن يقود األمة سياسيًّا واجتماعيًّا نحو األمام.‏<br />

يسلتزم هذا منه أن يكون ملمًّا باألوضاع السّياسية،‏ عارفًا بما يجري على الساحة الدولية ليحفظ األمة من<br />

الخطر.‏<br />

اإلمام الصادق ‏)ع(:‏ ‏"العالم بزمانه ال تهجم عليه اللوابس".‏<br />

11<br />

-<br />

-<br />

في الحديث المروي عن اإلمام الحسين ‏)ع(:"مجاري األمور بيد العلماء باهلل األمناء على حالله وحرامه".‏<br />

وروي عن موالنا ولي العصر ‏"وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا<br />

حجة هللا عليهم".‏<br />

في كتاب الفقيه والسلطة واألمة يتحدث عن صالحية الفقيه:‏ فهو صاحب قرار الصلح والحرب،‏ والمسؤول عن<br />

تحصين الثغور،‏ وتأمين القوة الجاهزة لدفع األداء...‏ وهو المسؤول عن أمن نفوس الناس وأموالهم وأعراضهم.‏<br />

السيد فضل هللا:‏ يشترط فيه المعرفة بشؤون زمانه وعصره،‏ بالنحو الذي يساعده على األداء السياسي الحكيم<br />

واإلدارة الرشيدة.‏ وللفقيه المجتهد الوالية والسلطة على إدارة شؤون الناس العامة أي بما يحفظ مصالحهم السّياسية<br />

واالقتصادية واالجتماعية واألمنية ونحوها.‏<br />

كالم ال بدَّ‏ منه:‏<br />

هل أن تشخيص وجوب الدفاع من الشؤون ذات الطابع الحكومي المطاط،‏ الذي ترك فيه االختيار للحاكم الشرعي،‏<br />

ليرى فيه رأيه من المصالح والمفاسد،‏ فنظره هو المعيار؟ أم من الشؤون ذات الطابع الشرعي،‏ الذي ال مجال فيه<br />

لنظر الحاكم إال بالعنوان الثانوي ‏"كوجود مصلحة ضرورية التحصيل تقتضي تعطيل الحكم الشرعي ألجلها"؟<br />

أو هو من العنوانين المتكثرة والمتزاحمة؟ بين حرمة إعانة الجائر وجوب التصدي للكافر.‏<br />

الجواب:‏<br />

هل إنها ‏)المسألة(‏ تنطوي على مصلحة ثابتة يتولى الشارع إحرازها بنفسه.‏<br />

أم مصلحة متغيرة بتغير الظروف واألحوال،‏ فقد تثبت في زمان وتنتفي في آخر.‏ ولهذا لم يتول الشارع أمرها<br />

وأحالها على الحاكم الشرعي ليقدّر المصلحة وفقا للظروف الموضوعية المحيطة به.‏<br />

فلو كان الحاكم ثابتًا قد تكون في زمان المصلحة منتفية.‏<br />

النتيجة:‏<br />

.1<br />

.2<br />

ناسب أن ال يحدد الشارع حكمًا محدَّدًا لمفروض األسئلة ويترك التحديد للحاكم الشرعي ليتخذ الموقف الذي<br />

يتالءم وظروف الحدث.‏ فيكون من األحكام الحكومية ال الشرعية.‏<br />

ما يؤيد ذلك:‏ هو ما مر من سيرة الفقهاء،‏ فتارة يقرّ‏ ون النضال العسكري وتارة يقرون النضال السياسي،‏<br />

والمداهنة.‏<br />

سادساا:‏ من فلسفة الدفاع في اإلسالم.‏<br />

سابعاا:‏ منع استخدام القوة في اإلسالم:‏<br />

إنَّ‏ األصل والقاعدة األولية في اإلسالم هو عدم استخدام القوة والال عنف بل السّلم وال ‏َّسالم،‏ أما القتال والحرب<br />

والدفاع والجهاد فهي االستثناء،‏ وال مسوّ‏ غ في نظر اإلسالم مهما كانت الظروف،‏ فهو لم يأذن بالحرب إال دفعًا<br />

للعدوان...‏ مشروطة بشروط كثيرة والتي منها:‏ فتوى شورى المراجع.‏<br />

أوال:‏ اآليات الكريمة:‏ ‏)مناقشة قتال الناس من أجل توحيدهم(‏


ِ<br />

ِ<br />

شرع اإلذن بالجهاد في السنة الثانية للهجرة،‏ بعد أن استمرت الدعوة السلمية 15 عامًا.‏<br />

‏﴿أُذِنه لِلَّذِينه يُقهاتهلُونه بِأهنَّهُمْ‏ ظُلِمُوا وه إِنَّ‏ هللاه عهلهى نهصْرِ‏ هِمْ‏ لهقهدِيرٌ‏ ‏}الحج/‏‎39‎‏{‏ الَّذِينه أُخْرِ‏ جُوا مِن دِيهارِ‏ هِمْ‏ بِغهيْرِ‏ حهقٍّ‏<br />

إِالَّ‏ أهن يهقُولُوا ره بُّنها هللاُ...﴾‏ )9( ، هذه آيات الجهاد،‏ ال تدعو إلى فرض الدعوة،‏ بل إنها تجيز للمسلمين القتال في<br />

حاالت محدودة واستثنائية:‏<br />

-<br />

-<br />

﴾<br />

﴿<br />

﴿<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

.1<br />

.2<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

أ.‏ الدفاع عن النفس...‏<br />

ب.‏ قتال الذين أخرجوا من ديارهم.‏<br />

ج.‏ قتال الذين يصدون عن اإليمان واإلسالم.‏<br />

لم ترد آية واحدة تدعو إلى نشر الدعوة بالقوة والحرب بل العكس صحيح.‏<br />

ادْعُ‏ إِلِى سهبِيلِ‏ ره بّ‏ ‏ِكه بِا لْحِ‏ كْمهةِ‏ وه الْمهوْ‏ عِظهةِ‏ الْحهسهنهةِ‏ وه جهادِلْهُم بِالَّتِي ه هِي أهحْسه ‏ُن﴾‏ )10( .<br />

والعقيدة أساسًا من األمور الباطنية،‏ واآلية كأنها تقرّ‏ ر أ ‏َّن المؤمن يهتدي بأحد هذه األساليب الثالثة.‏ والعقيدة<br />

ال تقبل الفرض.‏<br />

أما األصل في دعوة الناس إلى توحيد هللا وتطويعهم إلى العبودية فهو قتالهم فيما لو رفضوا التوحيد وأعاقوا دعوته<br />

إال أن هذا ال يعني أن نجرّ‏ د سيوفنا بوجه العالم كله،‏ ألن ذلك م ‏َّما يجافي روح الدين من ناحية،‏ وغير ممكن من ناحية<br />

أخرى.‏<br />

وهذا ليس من تكليفنا الشرعي أن نجرد سيوفنا ونقاتل البشرية التي ال تؤمن بما ندعو إليه.‏<br />

منتظري:‏ يعني ذلك أن نقاتل نصف سكان األرض،‏ مليارات البشر،‏ مع أن استبقاءهم وذب النشاط الثقافي فيهم ربما<br />

يوجب تنبه الكثير منهم وانجذابهم نحو اإلسالم.‏<br />

اله إِكْره اهه فِي الدّ‏ ‏ِينِ...‏ ‏)البقرة/‏‎256‎‏(:‏<br />

الجهاد ال النتشار الدعوة بل لحرية انتشارها.‏<br />

لم يرغم ‏)ص(‏ الناس على اإلسالم،‏ ألن هللا لو شاء لهدى الناس جميعًا.‏<br />

‏﴿وه لهوْ‏ شهاء ره بُّكه آلمهنه مهن فِي األهرْ‏ ضِ‏ كُلُّهُمْ‏ جهمِيعًا أهفهأهنته تُكْرِ‏ هُ‏ النَّاسه حهتَّى يهكُونُواْ‏ مُؤْمِنِي هن﴾‏ ‏)يونس/‏‎99‎‏(.‏<br />

الجهاد آخر حل:‏ آخر حل في النزاعات الدولية،‏ فتقدم الحلول السلمية والتحكيم وقبلهما لزوم الدعوة وإقرار جو<br />

التفاهم كل ذلك يدل على أنه ليس أول حل،‏ بل هو آخر حل في أفق السلم من منظار اإلسالم.‏<br />

ولهذا أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة هو األسلوب األول واألساس في القرآن للدعوة.‏<br />

ولذا يسمى القرآن بكتاب الحوار،‏ ألنه يحمل وثيقة رائعة من وثائق الحوار الديني،‏ الذي يتعلق بكل قضايا العقيدة،‏<br />

معتمدًا األساليب المتنوعة.‏<br />

إنَّ‏ قيمة الحوار في القرآن أنه:‏<br />

أ.‏ لم يحدد لإلنسان موضوعات الحوار،‏ فال مقدسات في مفرداته.‏<br />

ب.‏ لم يحدد له اإلنسا هن المحاور،‏ فال مشكلة مع أي إنسان كان أو موضوع كان.‏<br />

تارة نجده مع هللا واألنبياء.‏<br />

تارة نجده مع هللا وإبليس.‏<br />

تارة نجده مع األنبياء وأقوامهم.‏ كالنبي إبراهيم والنمرود وكموسى وفرعون.‏<br />

ويعني هذا:‏ ال حظر على شخصية في الحوار أو موضوع فيه.‏<br />

فقد نقل لنا التاريخ اإلسالمي الكثير من مجلس الحوار بين علماء المسلمين وعلماء األديان األخرى وأصحاب األفكار<br />

المضادة لإلسالم في جو رائع من أجواء الحرية الفكرية،‏ ك<strong>المؤتمر</strong> الذي عقده الخليفة العباسي المأمون لإلمام الرضا<br />

‏)ع(‏ فقد اجتمع فيه علماء النصارى والمجوس،‏ وغيرهم من أهل الملل والنحل،‏ حيث كان الحوار المتبادل يمثل وثيقة<br />

تاريخية تدل على مدى ما يمثله اإلسالم من سعة ورحابة صدر في مجال الدعوة واإليمان.‏<br />

حلقات فكرية يديرها اإلمام الصادق ‏)ع(‏ في المسجد الحرام فيجتمع إليه زنادقة ذلك العصر ومالحدته،‏ كابن المقفع<br />

وابن أبي العوجاء،‏ وأبي شاكر الديصاني،‏ فيناقشونه في وجود هللا وحاكميته بأسلوب يغلب عليه طابع التحدي،‏<br />

فيواجههم بالحجة القوية والبرهان القاطع والكلمة الطيبة الحسنة.‏<br />

12<br />

- 9<br />

- 10<br />

الحج/‏<br />

النحل/‏<br />

.40 ،39<br />

.125


ِ<br />

ِ<br />

ثانياا:‏ السنة الشريفة:‏<br />

السيرة الجهادية:‏ في بداية الدعوة،‏ يجيء المسلمون لإلذن بالقتال فلم يأذن لهم ويأمرهم بالصبر.‏ وكان المنطلق<br />

لحروب رسول هللا ‏)ص(:‏<br />

أ.‏ للرد بالمثل في مهاجمة المسلمين.‏<br />

ب.‏ لنقض العهد من قبل العدو.‏<br />

وال يوجد مورد واحد بهدف الحرب أو لنشر الدعوة بالقوة.‏<br />

كان سالح رسول هللا ‏)ص(‏ والذين آمنوا معه في حقبة الجهاد السلمي في مواجهة عدوانية مع مشركي قريش<br />

الصمود المكون من قوة اإليمان والمطاولة في الصبر،‏ حتى أذن هللا لهم بالهجرة.‏<br />

أثبتت السيرة النبوية أن أول خيار كان يطرقه رسول هللا ‏)ص(‏ هو المعاهدات<br />

قال تعالى<br />

والصلح تجنبًا للحرب،‏ كما فعل مع الحبشة وكفار قريش في صلح الحديبية.‏<br />

السّلم يتضح بجالء في صلح الحديبية:‏<br />

شروط قريش كانت قاسية إال أ ‏َّن الصلح تم:‏<br />

أ.‏ عدم االعتراف بالرسول والمرسل.‏<br />

ب.‏ الملتحق بالمشركين ال يرد.‏<br />

ج.‏ الملتحق بالمسلمين يرد<br />

قبل رسول هللا ‏)ص(‏ شروط قريش وتم الصلح بينهما،‏ علمًا بأنه وأصحابه كانوا يتمتعون بالقوة،‏ استجابة للوحي،‏<br />

وحرصًا على ال ‏َّسالم واقتضاء للمصلحة.‏ قفل ‏)ص(‏ راجعًا بعد إبرام الصلح،‏ في الطريق نزلت عليه سورة الفتح ‏﴿إِنَّا<br />

فهتهحْنها لهكه فهتْحًا مُّبِينًا﴾‏ ‏)الفتح/‏‎1‎‏(.‏<br />

‏﴿وه الصُّلْحُ‏ خهيْرٌ‏ ﴾ )11( ،<br />

-<br />

-<br />

)1<br />

)2<br />

)3<br />

)4<br />

)5<br />

)6<br />

)7<br />

)8<br />

)9<br />

)10<br />

)11<br />

من وصاياه في الجهاد ‏)الغزوات(:‏<br />

في الحديث عن الصادق ‏)ع(:‏ "... ال تغدروا وال تغلوا وال تمثلوا وال تقطعوا شج ‏ًرا...‏ وال تقتلوا شي ‏ًخا فانيًا وال صبيًا<br />

وال امرأة،‏ وأيَّما رج ‏ٍل من أدنى المسلمين وأقصاهم نظر إلى أحد من المشركين فهو جار حتى يسمع كالم هللا،‏ فإن<br />

سمع كالم هللا فإن تبعكم فأخوكم في دينكم،‏ وإن أبى فاستعينوا باهلل عليه وأبلغوه إلى مأمنه".‏<br />

الضوابط السلمية ال 16 في الجهاد:‏<br />

يجب على الجيش اإلسالمي إذا ما التقى بالعدو أن يشرح لهم حقائق اإلسالم ويدعوهم إليه بشكل ناصع ال<br />

غموض فيه وتقديم األدلة للخصم من أجل إرجاعه،‏ ثم إنذاره وتخويفه.‏<br />

حرمة القتال في األشهر الحرم.‏<br />

عدم البدء بالقتال.‏ قال اإلمام علي ‏)ع(‏ لجنده في صفين ( ال تقاتلوهم حتى يبدؤوكم ...(<br />

تحريم الفرار من الزحف ووجوب الثبات.‏<br />

أن يكون القتال خالصًا لوجه هللا،‏ ال رياء وال طمع وال انتقام،‏ قال اإلمام علي ‏)ع(‏ لبعض قادته ‏)وال يحملنكم<br />

شنآنهم على قتالهم(.‏<br />

الطاعة والنظام حين يحمى وطيس المعركة.‏<br />

حرمة قتل األسرى.‏<br />

حرمة التعرض للنساء.‏ قال علي ‏)ع(‏ : ‏)وال تهيجوا امرأة بأذى وإن شتمن أعراضكم(.‏<br />

حرمة قتل المكره.‏<br />

حرمة قتل الذمّي.‏<br />

حرمة قتل األطفال والشيوخ.‏<br />

13<br />

- 11 النساء/‏ .128


ِ<br />

ِ<br />

)12<br />

)13<br />

)14<br />

)15<br />

)16<br />

حرمة التمثيل والتنكيل.‏<br />

حرمة القتل بالسم.‏<br />

حرمة قتل ملقي السالح،‏ قال اإلمام علي ‏)ع(:‏ ‏)ال يطعن في غير مقبل وال يقتل مدبرً‏ ا وال يجهز<br />

على جريح ومن أغلق بابه فهو آمن(.‏<br />

حرمة إتالف الممتلكات والتخريب االقتصادي ‏)وال تقطعوا شجرة مثمرة وال تحرقوا زر ‏ًعا وال<br />

تعقروا البهائم(.‏<br />

استجابة دعوة السلم من قبل األعداء،‏ قال تعالى:‏ ‏﴿وه إِن جهنهحُواْ‏ لِلسَّلْمِ‏ فهاجْنهحْ‏ لههها وه تهوه كَّلْ‏ عهلهى هللاِ﴾‏<br />

‏)األنفال/‏‎61‎‏(،‏ ووجوب االستجابة لالستجارة وطلب األمان وه إِنْ‏ أهحهدٌ‏ مّ‏ ‏ِنه الْمُشْرِ‏ كِينه اسْتهجهاره كه فهأهجِ‏ رْ‏ هُ‏ حهتَّى<br />

يهسْمهعه كهالهمه هللاِ﴾‏ ‏)التوبة/‏‎6‎‏(.‏<br />

﴿<br />

﴾<br />

-<br />

-<br />

-<br />

﴿<br />

ب.‏ السيرة األخالقية:‏<br />

أسلوب الدعوة عند رسول هللا قائم على استراتيجية السّلم.‏<br />

عنه ‏)ص(:"من عالمات المؤمن إفشاء السَّالم وإطعام الطعام والصالة بالليل والناس نيام".‏<br />

وحين سئل عن خير أخالق أهل الدنيا واآلخرة ‏"إفشاء السَّالم في العالم".‏<br />

وكل أنواع األذى وصنوف العذاب يقابلها بالتوجيه القرآني:‏<br />

‏﴿فهاصْفهحْ‏ عهنْهُمْ‏ وه قُلْ‏ سهاله مٌ‏ فهسهوْ‏ فه يهعْلهمُو هن﴾‏ ‏)الزخرف/‏‎89‎‏(.‏<br />

‏﴿فهاصْفهحِ‏ الصَّفْحه الْجهمِي هل...﴾‏ ‏)الحجر/‏‎85‎‏(‏<br />

ثُمَّ‏ بهدَّلْنها مهكهانه السَّيّ‏ ‏ِئهةِ‏ الْحهسهنهةه حهتَّى عهفهواْ...‏ ‏)األعراف/‏‎95‎‏(‏<br />

يوم فتح مكة،‏ حيث قوي العضد واشتد الساعد وبرزت شوكته على أولئك الغالظ الجفاة،‏ أمر المنادي ينادي:‏<br />

اليوم يوم المرحمة،‏ اليوم تصام الحرمة.‏ باألمن للجميع.‏<br />

عودته من غزوة ذات الرقاع.‏<br />

سماحه للنصارى واليهود باإلقامة في المدينة وهم أكثر الناس عداوة.‏<br />

دعاؤه ‏)ص(:‏ ‏"اللهم أصلح ذات بيننا،‏ وألف بين قلوبنا،‏ واهدنا سبل ال ‏َّسالم".‏<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

ِ السّلمية في فريضة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر<br />

من األمور المهمَّة التي لها عالقة بترسيخ السّلم وال ‏َّسالم فريضة األمر بالمعروف والنهي عن المنكر،‏ ولم يوجبها<br />

المولى جل وعال إال من أجل إحالل السّ‏ ‏ِلم والسَّالم في البالد وذلك من خالل ردع أهل المعاصي عن معاصيهم.‏<br />

وتجب هذه الفريضة بشروطها:‏<br />

حسن النية.‏ واإلخالص.‏<br />

ال يحق لنا النهي إال عن المنكرات العلنية المجاهر بها.‏<br />

تجب مع األمن من الضرر والحرج الشديد الذي يصعب تحمله.‏<br />

ِ السّلمية في آلية األمر والنهي:‏ لو تعدى عن المقدار الالزم في دفع المنكر فتضرر فاعل المنكر أثم المعتدي<br />

ووجب الضمان،‏ وكذا لو كان المنع عن المعصية يتم بأخذ سالحه.‏ فأخذه وأتلفه أو يتم بلوي يده فلواها<br />

وكسرها...‏<br />

لو كان بعض مراتب القول أقل إيذاءً‏ من بعض مراتب القلب تعين وجوبها.‏<br />

وهذا التدرج في تطبيق الفريضة قائم على منهج اللين وال ‏َّسالم البعيدين عن العنف لتؤدي الفريضة دورها<br />

بصورة أكمل وبأقل قدر من الضرر واإلهانة واإليذاء.‏<br />

-<br />

-<br />

-<br />

14


ِ<br />

ِ السّلمية في القصاص والديات<br />

تهتَّقُو هن﴾‏ )12( .<br />

)1<br />

)2<br />

)3<br />

.1<br />

.2<br />

.3<br />

)4<br />

قوله تعالى ‏﴿وه لهكُمْ‏ فِي الْقِصهاصِ‏ حهيهاةٌ‏ يهاْ‏ أُولِيْ‏ األهلْبهابِ‏ لهعهلَّكُمْ‏<br />

للحدود والقصاص األثر الكبير في إحالل السالم في المجتمع،‏ ألنها رداعة مانعة الرتكاب الجرائم العنيفة<br />

واإلرهابية.‏<br />

وااللتزام بها يوجب صيانة المجتمع ومنعه من االنحراف وجعله معافى سويًّا.‏<br />

فالقصد منها:‏ حقن الدماء،‏ وكف العدوان على األرواح.‏ وهو أحد أسباب العيش اآلمن.‏<br />

حق الحياة:‏ كل إنسان له حق الحياة،‏ ال يحق ألي شخص آخر أن يسلب هذا الحق منه.‏ فإن كان القتل عمدًا:‏ أوجب<br />

لولي المقتول القصاص.‏ وجعل له حق العفو إنْ‏ أراد.‏ فإن كان القتل خطأ وشبهة أوجب لولي المقتول الدية.‏<br />

واإلسالم حبّب العفو سواء كان في النفس أو في الطرف.‏ وأكد االستحباب للمعتدي النادم والتائب لما فيه من تأنيب<br />

للضمير.‏ ويتأكد االستحباب إذا استسلم للقصاص لما فيه من كسر للنفس واإلقدام على تحمل المشقة.‏<br />

- واإلسالم جعل للولي الخيار في العفو عن القاتل وليس له الرجوع فيما لو اختاره،‏ ألن حقه قد سقط بالعفو.‏<br />

السّلمية في كتاب النكاح والطالق<br />

حرمة التدليس:‏ ألنَّ‏ الشرع أراد لهذه العالقة أن تكون حميمية مبنية على الثقة والصراحة ولن تكون كذلك<br />

بالغش والكذب.‏<br />

إباحة الشرط:‏ فتح الشرع هذا الباب لتجميع واحتواء الميول واالتجاهات المختلفة والمزدوجة بين الطرفين،‏<br />

بشرط أن ال يخالف مقتضى العقد.‏ وليكون الشرط صمام أمان للعيش بسالم دون مشاكل واحتراب.‏<br />

تأدية حق الفراش:‏ حق مشترك لكليهما لحصانة حياتهما،‏ فلو تنصل أحدهما جاز لآلخر المطالبة.‏<br />

عالج النشوز:‏<br />

تقديم العظة والنصيحة.‏<br />

الهجر في المضجع.‏<br />

جاز الضرب بشروط.‏<br />

عالج نشوز الزوج:‏<br />

أ.‏ جاز للزوجة أن تتولى بنفسها <strong>عمل</strong>ية الوعظ والتحذير.‏<br />

ب.‏ إن لم ينفع جاز رفع أمرها للحاكم الشرعي.‏<br />

التسريح بإحسان:‏ بعد استنفاد جميع الحلول للرجوع بالعالقة الزوجية،‏ جاء الدين يشرع الطالق ليكون حال<br />

توافقيًا،‏ بدل أن يعيشا تحت سقف من المشاكل والمنازعات وعدم الرضا.‏ وهذا حل سلمي بدل الهجران<br />

والغيبة الطويلة.‏<br />

الفصل الثاني<br />

مفهوم السِّلمية ببعديه النظري وال<strong>عمل</strong>ي في حياة أهل البيت ‏)ع(‏<br />

15<br />

- 12 البقرة .179


أوال:‏ السِّلمية في نهج أمير المؤمنين اإلمام علي بن أبي طالب ‏)ع(‏<br />

المفاهيم الحربية في نهج البالغة:‏<br />

اإلسالم سالم ومحب ة،‏ عبادة و<strong>عمل</strong>،‏ ينأی عن الحرب والقتل،‏ ويوغل فی التسامح ومعانقة اإلنسانية.‏ رسم فی<br />

دستوره،‏ القرآن الكريم،‏ أطُرَ‏ الدولة الحنون،‏ تحضن أقطار الدنيا من المشرق إلی المغرب،‏ تعاليمُها سمحاء تفيض<br />

نورً‏ ا،‏ وتثمر خيرً‏ ا،‏ يأتيها رزق ربها رغدًا،‏ أرادها صورة منقولة عن جنة الخلد.‏ هذه الدولة الحنون تحد ثها العوامل<br />

الشريرة،‏ قادها شياطين اإلِّ‏ نس لينحرفوا بها عن جاد ة الحق،‏ ويحتاج تقويمها إلی القوَّ‏ ة،‏ فتولد الحرب بين ظالمة<br />

قاهرة،‏ ودفاعية عادلة،‏ ذات عزَّ‏ ة وتمنُّع،‏ تنافحُ‏ عن العقيدة واإلِّ‏ نسان واألوطان.‏ لم يفرض اإلِّسالم درأ الحرب<br />

بالحرب،‏ بل واجهها فی كثير من مراحلها بالكلمة المحاورة معتمدًا النصيحة والمفاوضة،‏ وأحيانًا يرفع شعار<br />

الالعنف مستخدمًا المهاجرة،‏ والدعاء والتهجد...‏ أما إذا شكلت الحرب خطرً‏ ا علی وجود اإلِّ‏ سالم فالجهاد<br />

استراتيجية رادعة .<br />

جمهورية الحكمة ص 307<br />

تقرير الحرب فی نهج البالغة<br />

قال اإلمام علی ‏)عليه السالم(:‏ ‏)إن الحرب شرها ذريع،‏ وطعمها فظيع(‏ الحربُ‏ دماء ودمار،‏ عدوَّ‏ ة الحياة،‏ فرضها<br />

اإلِّ‏ نسان الوحش علی اإلِّ‏ نسان األخالق.‏ إن سكت المظلوم،‏ أريقت دماؤه وإن قاوم أراق الدماء.‏ وبما أن الدماء<br />

الطاهرة يجب أن تصان فال بدَّ‏ من مواجهة المعتدی،‏ فتقع الحرب هادفة إلی إبادة الظالم،‏ فيعيش المظلوم،‏ لذلك قال<br />

اإلمام علی ‏)عليه السالم (: ربَّ‏ حرب أعود من سلم(‏ ألنها تردع الفساد وتقلع بذور الشر وتحمی الحياة من<br />

الضياع.‏<br />

فی الكون خطان:‏ الخير والشر.‏<br />

األول يهدف إلی السعادة والسالم والعدل والحرية والمساواة والمحبَّة...‏<br />

أما الثانی فيهدف إلی الشقاء والحرب والظلم واإلستعباد والطبقية والبغض...‏ وليس من طبع الخير أن يثير<br />

الحروب،‏ إنما تفرض عليه دفاعًا عن الوجود اإلِّ‏ نسانی.‏ فی هذه المواقف ‏)الحرب أعود من السلم(‏ .<br />

ونهی اإلمام عن مثيرات الحروب الخلف واللجاج قال : ‏)الخُلف مثار الحروب(‏ .<br />

وفی موضع آخر قال : ‏)اللجاج مثار الحروب(‏ فاإلِّ‏ مام تحلَّی بأخالق اإلِّ‏ سالم واشتهر بالزهد فكان صوامًا قو امًا،‏<br />

بكا ءًا من خشية هللا.‏ لكن زهده لم يمنعه من الدفاع عن الدين الجديد،‏ وقد فَقِّهَ‏ تشريعاته الحربية.‏ وخاض معاركه<br />

16


الخالدة:‏ بدرً‏ ا وأحدًا والخندق وخيبر...‏ وكان بطل هذه الحروب صنع النصر بذی فقاره.‏ إن نتائج معركة بدر تؤكد<br />

هذه الحقيقة.‏ عقد ابن هشام في ‏)سيرة النبی(‏ فصالً‏ ذكر فيه قتلی بدر من المشركين مع تسمية قاتليهم.‏ نستخلص<br />

منه أن اإلمام عليًا قتل بمفرده أو بالمشاركة،‏ اثنين وعشرين رجالً‏ من أصل خمسين مشركًا صرعوا يوم بدر.‏<br />

ويرتفع هذا العدد إذا اعتبرنا عدد القتلی سبعين مشركًا .<br />

جمهورية الحكمة ص 307<br />

و 308<br />

أخالق الحرب فی نهج البالغة<br />

وضَّاءةُ،‏ واضحة،‏ تؤلف شرعة إنسانية بنودها العدل والرحمة واالشفاق،‏ يغمرها ال<strong>عمل</strong> الصادق.‏ مع الخطوة<br />

األولی يرتفع الدعاء:‏ ‏)اللهمَّ‏ إليكَ‏ نُقِّلت األقدام،‏ وأتعبت األبدان،‏ وأفضيت القلوب،‏ ورفعت األيدی،‏ وشخصت<br />

األبصار...(‏ .<br />

ولما عزم علی لقاء القوم بصفين قال:‏ ‏)اللهمَّ‏ رب السقف المرفوع إن أظهرتنا علی عدوَّ‏ نا فجنِّبنا البغی،‏ وسد دنا<br />

للحق،‏ وإن أظهرتهم علينا،‏ فأرزقنا الشهادة،‏ واعصمنا من الفتنة(‏<br />

وله أيضًا عند لقاء العدو:‏ ‏)اللهمَّ‏ أنت عصمتی وناصری،‏ ومانعی اللهمَّ‏ بك أصول وبك أقاتل(.‏ الدعاء الحربی عند<br />

اإلمام استعانة بالخالق،‏ ال حبًّا بالنصر بقدر ما هو طلبُ‏ للهداية تجنبًا للبغی وسدادًا فی طريق الحق،‏ وتقبالً‏ لل<strong>عمل</strong><br />

الجهادي .<br />

التزم اإلمام بالمبادیء اإلِّسالمية،‏ ولو أدَّی به ذلك االلتزام إلی خسارة المعركة.‏ إن انتصار المبادیء أهم من<br />

النصر المادی،‏ فانتصار العسكر آنی وزائل إذا أخال من العقيدة اإلِّ‏ نسانية أو الدينية.‏ إنَّ‏ الفوز بالوالية أو الحكم هو:‏<br />

‏)متاع أيام قالئل يزول منها ما كان كما يزول السراب أو كما ينقشع السحاب فی حين تؤلف المبادیء دستورً‏ ا حيًا<br />

تتوالد بذوره جيالً‏ بعد جيل.‏ إن كربالء،‏ غدت أسطورة تجسِّد ثورة الحق المطلق عبر التاريخ مع أن اإلمام الحسين<br />

‏)عليه السالم(‏ لم ينتصر عسكريًا .<br />

لقد رسم اإلمام علی فی نهجه المبادیء اإلِّ‏ سالمية للحرب،‏ فهو ال يبغی النصر بالوسائل الملتوية،‏ كان يرفض<br />

األساليب الرخيصة ‏)الماكيافلية(‏ وظلَّ‏ فی تعاطيه مع الحرب بطالً‏ يعطف ويشفق،‏ ويتصرف بوحی األيمان<br />

والعدالة،‏ يمنح خصمه فرصة للتوبة ومعاودة النفس<br />

إن تجربته في صفين عندما أباح الماء لجيش العدو،‏ ظل ت تجربة متفردة فی التاريخ.‏ لقد سبق معاوية بجيشه إلی<br />

الماء وأقام حصارً‏ ا حوله،‏ ومنع جند اإلمام منه.‏ وقال سأدعكم تموتون عطشًا،‏ فانبری مالك االشتَر مع أربعة آالف<br />

17


فارس،‏ وزحزح الشاميين عن المشرعة واستولی عليها.‏ لكن اإلمام لم يبادل القوم سيئة بسيئة،‏ بل جمع رجاله وقال<br />

لهم اشربوا ودعوا القوم يشربون.‏<br />

قال جورج جرداق:‏ ‏»أما فی ساحة القتال حيث يتجالد إخوان الحرب بالسيوف،‏ ويتداعسون بالرماح،‏ وحيث يكرون<br />

ويفر ون وال نجاة لبعض إال بفناء بعض فإن ‏)العفو زكاة الظفر(‏ كما يقول ابن أبی طالب.‏ وهو ال يريد إال من أهل<br />

العفو مهما كان من أمر أعدائك ومقاتليك:‏ ‏)خذ علی عدو ‏ِّك بالفضل فإنه أحلی الظفرين«‏ و»إذا قدرت علی عدو ك<br />

فاجعل العفو عنه شكرً‏ ا للقدرة عليه(.‏ وقد <strong>عمل</strong> هو نفسه بهذا النظر طوال أيامه.‏ فغداة موقعة الجمل عفا عن كل<br />

من حمل عليه سالحًا وأراد قتله.‏ وفی أيام صفين عفا عم ن أرادوا له أن يموت عطشًا فأحياهم بالماء وهم عدو ه.‏<br />

وعفا كذلك عن خصمه اللدود عمرو بن العاص وقد أصبح تحت سيفه.‏ وساعة ضربه ابن ملجم الضربة القاضية<br />

طلب إلی بينه أن يعفوا عن قاتله.‏ كل ذلك تبريرً‏ ا لقوله في صفة اإلِّ‏ نسان الكريم؛ ‏)الذی يعفو ويعطي من حرمه<br />

ويصل من قطعه(.‏<br />

المصدر السابق 312<br />

بدء المعركة<br />

بعد اإلِّ‏ عداد للحرب المفروضة،‏ ومظاهرة المسير إلی ساحة القتال إلِّ‏ رهاب العدو،‏ نهی اإلمام عن بدئها وكان يترك<br />

مباشرتها للخصم حتی يبوء بإثمها.‏ قال لعساكره قبل لقاء العدو بصفين:‏ ‏)ال تقاتلوهم حتی يبدؤوكم ؛ فإنكم بحمد<br />

هللا علی حُجَّة،‏ وترككم إياهم حتی يبدؤوكم حجة أخری لكم عليهم...(‏ هذه الخاصَّة نثرها اإلمام فی مواعظه<br />

وإرشاداته الحربية،‏ قال البنه الحسن ‏)ال تدعون إلی مبارزة فإن دعيت إليها فأجب،‏ فإن الداعی إليها باغٍ،‏ والباغي<br />

مصروع(‏ وقال لمعقل بن قيس الرياحي حين أنفذه إلی الشام ‏)اتق هللا الذی ال بدَّ‏ لك من لقائه،‏ وال منتهی لك دونه،‏<br />

وال تقاتلنَّ‏ إال مَنْ‏ قاتلك...‏ وال تدن من القوم دُنوَّ‏ من يريد أن ينشب الحرب.‏ وال تباعد منهم تباعد من يهاب<br />

البأس...‏ وال يحملن كم شنآنهم علی قتالهم قبل دعائهم واإلِّ‏ عذار إليهم(‏ لو التزم كل فريق بأقوال اإلمام لما وقعت<br />

حرب بين البشر.‏ إذ كيف تقع،‏ ولم تبدأ.‏ ‏)المصدر السابق 314(<br />

معاملة الجرحی واألسری<br />

كان اإلمام علي ‏)عليه السالم(‏ يردد علی مسامع قواده وجنده قبل كل معركة : ‏)ال تجهزوا علی جريح وال تتبعوا<br />

فارً‏ ا وال تقتلوا أسيرً‏ ا ) وأوصی عسكره قبل لقاء العدو بصفين : ‏)فال تقتلوا مدبرً‏ ا،‏ وال تصيبوا معورً‏ ا،‏ وال تجهزوا<br />

علی جريح،...(‏ . ‏)المصدر السابق ص 315(<br />

18


هذه التشريعات اإلِّسالمية , تميزت بالفرادة،‏ وخالفت ما تعارف عليه العالم القديم،‏ فالحضارة اليونانية:‏ اعتبرت<br />

األسير عبدًا وأقرَّ‏ ت بيعه وقتله.‏ كلمات اإلمام تحولت فيما بعد إلی مبادیء استلهمها العالم المعاصر،‏ واعتمدتها<br />

الدول فی دساتيرها العامة،‏ مفاخرة بنصوصها ومضامينها قوالً‏ ال عمالً‏ ، ألن الدول االستعمارية تستخدم أخس<br />

الطرف لبلوغ أهدافها.‏ تمارس الغدر،‏ وتقتل األسری والجرحی وتستخرج الفار من مأواه وقد اعتزل الحرب،‏<br />

وتأخذ األب بجرم االبن علی سن ة العصابات الهمجية.‏ إن الدول ‏)المتحضرة(‏ تلجأ إلی اإلِّ‏ بادة الكلية،‏ تقتل األطفال<br />

والنساء واألبرياء.‏ وال تخجل من رفع شعارات اإلِّ‏ نسانية،‏ وتأسرها ضمن إطار مزخرف من ألفاظ جوفاء تتالشی<br />

مع الصدی.‏ فی حين ختم اإلمام حياته مجسدًا وصاياه عمالً‏ فذًا مازال نموذجًا إنسانيًا رائعًا.‏ عندما أوصی بأسير<br />

اغتال اإلمامة فی محرابها.‏ قال لولديه الحسن والحسين ‏)عليه السالم(‏ عندما ضربه ابن ملجم:‏ ‏)احبسوا هذا األسير،‏<br />

وأطعموه،‏ واسقوه وأحسنوا إساره(.‏<br />

كراهية الغدر<br />

رفض اإلمام علي الغدر فی الحرب،‏ ورك ز علی الجهاد والمواجهة،‏ فغاية الجهاد رضی هللا،‏ والعاقبة الحسنة.‏<br />

والحرب فی نهج البالغة شجاعة وإقدام وممارسة وعلم وأخالق ال غدر وال خيانة ‏)وهللا ما معاوية بأدهی منِّی،‏<br />

ولكنه يغدر ويفجر،‏ ولوال كراهية الغدر لكنت من أدهی الناس،‏ ولكن كل غدرة فجرة،‏ ولكل فجرة كفرة،‏ ولكل<br />

غادر لواء يعرف به يوم القيامة،‏ وهللا ما استغفل بالمكيدة وال استغمز بالشديدة(‏ الدهاء المقرون بالغدر والخيانة<br />

مرفوض في اإلِّ‏ سالم،‏ ألن الدين يهدف إلی العزة في الدنيا،‏ والمغفرة في اآلخرة.‏<br />

المصدر السابق ص 315<br />

النهي عن سب العدو<br />

سمع اإلمام بعض أصحابه يسب ون أهل الشام فخاطبهم قائالً‏ : ‏)إنی أكره لكم أن تكونوا سب ابين.‏ ولكنكم لو وصفتم<br />

أعمالهم وذكرتم حالهم،‏ كان أصوب في القول،‏ وأبلغ في العذر،‏ وقلتم مكان سبِّكم إياهم : اللهمَّ‏ احقن دماءَنا<br />

ودماؤهم،‏ وأصلح ذات بيننا وبينهم،‏ وأهدهم من ضاللتهم...(‏<br />

فالشتائم كالوقود تلقی في النار،‏ تزيد أوارها حتی تلتهم الحياة أرضًا وبشرً‏ ا.‏ ويظهر اإلمام خبيرً‏ ا بشؤون االجتماع<br />

السياسي فيوجه أتباعه إلی وصف أعمال األعداء وكشفهم.‏ ألن األعمال السيئة تخزي أصحابها،‏ وتعريهم أمام<br />

التاريخ،‏ فيسقطون من مجتمع اإلِّ‏ نسانية.‏<br />

المصدر السابق 316<br />

19


هداية األعداء<br />

انطالقًا من أخالق اإلِّسالم،‏ التزم اإلمام علي بتوجيه النصيحة لألعداء حتى يردَّهم إلی رحاب الدين.‏ أخذ توجيهات<br />

رسول هللا وأدخلها في تعاليمه الحربية.‏ فأتت أقوالهما متشابهة.‏ قال النبي محمد ‏)صلی هللا عليه وآله وسلم(:‏ تألَّفوا<br />

الناس وتأن وهم وال تُغيروا عليهم حتى تدعوهم،‏ فما علی األرض من أهل بيت مدر وال وبر إالَّ‏ تأتونی بهم مسلمين،‏<br />

أحب إلی من أن تأتونی بنسائهم وأوالدهم وتقتلوا رجالهم(.‏ لذلك خاطب اإلمام علی أتباعه ‏)ولكنكم لو قلتم اللهم<br />

احقن دماءَنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم وأهدهم عن ضاللتهم(.‏ لقد أحبَّ‏ الخير للناس حبه لنفسه،‏ وهب<br />

حياته لإلِّسالم،‏ وجاهد لنشره،‏ وتفانی في هداية الناس استجابة لقول الرسول الكريم ‏)يا علی لئن يهدي هللا بك رج ‏ًال<br />

خير لك مما تطلع عليه الشمس(.‏ دأب علی هداية الناس،‏ في المواقف الحرجة وتحت األسنة،‏ كان يدعو أخصامه<br />

إلی اإلِّ‏ سالم ويأنف من قتلهم كان يتمنی لو اهتدوا إشفاقًا عليهم.‏ ألن قتلهم علی يد اإلمام يذهب بهم إلی النار،‏<br />

فيخسرون الحياة الدنيا واآلخرة.‏ أكد فكرته فی مناسبات مختلفة ‏)وهللا ما دفعت الحرب يومًا إال وأنا أطمع أن تلحق<br />

بي طائفة،‏ فتهتدي بي،‏ وتعشوا إلی ضوئی وذلك أحب إلي من أن أقتلها علی ضاللها(.‏ أية إنسانية تتضوع من هذه<br />

العبارات،‏ إنسانية تحب الخير لألعداء،‏ وتضن بدمائهم،‏ وترأف بهم أن يموتوا علی ضاللتهم.‏ لذلك لجأ إلی الوسائل<br />

السلمية والمفاوضات،‏ وبعث الرسل حقنًا لدماء المسلمين وأبی األعداد الحرب إبان تبادل الرسل لرأب الصدع،‏<br />

وإقامة الحجة والجنوح للسلم ‏.)المصدر السابق ص<br />

و‎317‎‏(‏ 316<br />

من مظاهر السلمية لإلمام أمير المؤمنين ‏)ع(‏<br />

في القضاء<br />

مظهر آخر من مظاهر السلمية لإلمام أمير المؤمنين ‏)ع(،‏ عندما قام أحد المسلمين بالسرقة و جيء به إلى أمير<br />

المؤمنين<br />

‏)ع(‏ لينفذ فيه حكم هللا،‏ سأله قائالً‏ : كم تحفظ من القرآن؟ فقرأ آية قرآنية.‏ فقال علي ‏)ع(:‏ ‏)قد وهبت يدك بسورة<br />

البقرة(‏<br />

يجب أن أقطع يدك ولكني عفوت عنك بسورة البقرة؛ هذا االمتياز ليس بغير محله،‏ هذا االمتياز بسبب سورة البقرة<br />

و القرآن.‏<br />

أمير المؤمنين ومن خالل مالحظة األصول والقيم والمعايير،‏ ذلك المكان ذلك هو الشخص الذي تمرس الفسق<br />

والفجور .<br />

20


بسبب فسقه وفجوره يضربه الحد الشرعي،‏ وال يحابي مهما كانت عالقته بهذا الشخص،‏ أما هنا فمن أجل القرآن<br />

يصرف النظر عن حد السرقة.‏ هذا هو أمير المؤمنين،‏ يعني يتحرك %100 على أساس المعايير والقيم اإللهية<br />

و ليس شيئًا آخر.‏<br />

‏)اإلمام علي في فكر الخامئي ص 37(<br />

–<br />

سلميته في الحروب المفروضة عليه<br />

أ-‏ علي ( ع ) في يوم الجمل:‏ عندما صار النصر والظفر يوم الجمل حليف اإلمام علي ‏)ع(‏ وجيء لعائشة،‏<br />

جاء علي فقرع الهودج برمحه وقال:‏ يا شقيراء بهذا أوصاك رسول هللا؟ فقلت عائشة:‏ يا ابن أبي طالب ملكت<br />

فاصفح وظفرت فاسجح.‏<br />

فقال أمير المؤمنين وهللا ما أدري متى أشتفي غيظي؟ أحين أقدر على االنتقام فيقال لي:‏ لو عفوت أم حين أعجز من<br />

االنتقام فيقال لي:‏ لو صبرت!!‏ بلى أصبر فإن لكل شيء زكاة،‏ وزكاة القدرة والمكنة:‏ العفو والصفح.‏ ثم التفت ‏)عليه<br />

السالم(‏ إلى محمد بن أبي بكر وقال:‏ شأنك بأختك فال يدنو منها أحد سواك.‏ ‏)اإلمام علي من المهد إلى اللحد ص<br />

)272<br />

ب<br />

ج<br />

–<br />

–<br />

يعلمنا عليه السالم درسًا في غاية السلمية في التعامل مع الخصم.‏<br />

سلميته في صفين.‏<br />

قصته مع غالمه الذي لم يحبه:‏ دعا اإلمام غالمًا له مرارً‏ ا فلم يجبه فخرج فوجده على باب البيت فقال:‏ ما<br />

حملك على ترك إجابتي؟ قال : كسلت عن إجابتك وأمنت عقوبتك . فقال ‏)ع(:‏ الحمد هلل الذي جعلني ممن يأمن خلقه<br />

امض فأنت حر لوجه هللا.‏<br />

االرتفاع إلى مستوى علي في مثل هذه الظروف:‏<br />

علينا أن نرتفع إلى مستوى موقف علي ‏)ع(‏ الذي رأى أن المصلحة اإلسالمية تفرض عليه أن يعاون الذين تقدموه<br />

بالنصح و المشورة و الرعاية ال تنازالً‏ عن حقه،‏ ألنه ال يملك أن يتنازل عنه ولكن ‏)ألسلمن ما سلمت أمور<br />

المسلمين و لم يكن بها جور إال علي خاصة(‏ وقوله في كتابه ألهل مصر،‏ وعليكم أن تتذكروه دائمًا لتعرفوا كيف<br />

21


يعلمنا علي ‏)ع(‏ إذا وقفنا بين مصلحة اإلسالم العليا وبين خصوصياتنا وال أقول نلغيها،‏ وأن نراعي المصلحة<br />

اإلسالمية العليا ‏)فما راعني إال انثيال الناس على ‏)فالن(‏ يبايعونه فأمسكت يدي(‏ أي وقفت حياديًا ‏)حتى إذا رأيت<br />

راجعة الناس قد رجعت عن اإلسالم يريدون محق دين محمد ‏)ص(‏ فخشيت إن أنا لن أنصر اإلسالم و أهله أن<br />

أرى فيه ثلمًا أو هدمًا تكون المصيبة به علي(‏ الحظوا كلمة ‏)المصيبة(‏ ‏)أعظم من فوت واليتكم هذه التي هي متاع<br />

أيام قالئل يزول منها مازال كما يزول السراب و كما ينقشع السحاب فنهضت حتى زاح الباطل و زهق و اطمأن<br />

الدين و تنهنه(.‏<br />

علي)‏ ع ) في فدك:‏ علي ‏)ع(‏ لم يطالب بفدك على الرغم من أنها حقًا لفاطمة ‏)ع(‏ وقال:‏ ‏)ما أصنع بفدك وغير فدك<br />

والنفس مظانها في غد جدث؟(‏ كان يفكر باإلسالم ال يفكر في نفسه،‏ كان يعطيهم الرأى والمشورة على الرغم من<br />

أنهم سلبوا حقه في الخالفة،‏ فهذا هو علي ‏)ع(‏ لقد نصر اإلسالم بسيفه كما نصره بعقله وفكره،‏ ونصر اإلسالم<br />

ببصره ووعيه وانفتاحه،‏ فال تستغرقوا في داخل أنفسكم وفي داخل عصبياتكم و لكن انظروا إلى اآلفاق التي<br />

تعيشون في داخلها ومتى تنطلق العواصف ومتى ينطلق النسيم العليل،‏ لذلك حاذروا أن تضيفوا عاصفةً‏ إلى<br />

العواصف التي تريد أن تجتاحنا،‏ ال تضيفوا زلزاالً‏ عصبيًا يضاف إلى الزالزل التي تهز األرض من تحت أقدامنا،‏<br />

علينا أن نصبر كما صبر الرسول ‏)ص(‏ وأن نصبر كما صبر علي ‏)ع(‏ وكما صبر الحسن والحسين واألئمة ‏)ع(‏ و<br />

كما صبر إمامنا ‏)عج(‏ في هذه الغيبة الطويلة،‏ ولنكن الصابرين الواعين المنفتحين،‏ ولنكن كما جاء في الحديث ‏)ال<br />

يقدم رجالً‏ وال يؤخر أخرى حتى يعلم أن ذلك هلل رضًا(‏ فال تفكروا برضا عصبياتكم ولكن فكروا برضا ربكم و<br />

إيمانكم وإسالمكم ‏)ورضوان من هللا أكبر(.‏<br />

الندوة الجزء 3 ص<br />

143<br />

ثانيًا:‏ السلمية في نهج السيدة الزهراء ‏)ع(‏<br />

حين صادرت السلطة فدك وجعلتها في ميزانية الدولة لتضعيف جانب أهل البيت ‏)ع(‏ عن طريق الضغط<br />

االقتصادي.‏ وخرجت السيدة تطالب بفدك،‏ فهي لم تذهب إلى دار األول ليقع الحوار بينها وبينه فقط،‏ بل اختارت<br />

المكان األنسب وهو المركز اإلسالمي يوم ذاك ومجمع المسلمين وهو المسجد،‏ و اختارت الزمان المناسب ليكون<br />

22


-1<br />

-2<br />

المسجد غاصًا بالناس على اختالف طبقاتهم من المهاجرين واألنصار،‏ وخرجت في جماعة من النساء و كأنها في<br />

مسيرة نسائية وعلقوا سترً‏ ا لتجلس في المسجد.‏<br />

خطبت خطبة ارتجالية منظمة منسقة بعيدة عن االضطراب في الكالم،‏ و منزهة عن المغالطة والمراوغة والتهريج<br />

والتشنيع،‏ عن كل ما ال يالئم شخصيتها وعظمتها الفذة ومكانتها السامية.‏ تدل خطبتها على جانب عظيم من ثقافتها<br />

الدينية التي كانت تتمتع بها عليها السالم وعلى أخالقها العالية في مواجهة الخصم.‏ كانت السيدة عليها السالم مسلحة<br />

بسالح الحجة الواضحة والبرهان القاطع والدليل المقنع لما لها من الفصاحة والبالغة وحالوة البيان وعذوبة<br />

المنطق وقوة الحجة ومتانة الدليل وتنسيق الكالم والتركيز على الهدف وتنوع البحث.‏<br />

و أهم ما نستفيده من وراء دور السيدة عليها السالم اآلتي:‏<br />

األسلوب السلمي الحضاري الذي است<strong>عمل</strong>ته عليها السالم وهو أسلوب الحوار فهي ابنة القرآن،‏ سواء في<br />

مطالبتها بفدك أو بالخالفة والوالية الكبرى لزوجها،‏ و هو أسلوب العظماء األقوياء المثقفين الكبار.‏ ولم تلجأ إلى<br />

أسلوب العنف والقوة بأن أخذت رجال من بني هاشم والمؤيدين لها و استولوا على فدك بالقوة وطردوا عمال<br />

الدولة.‏<br />

بعد ما تحدث عن مسألة فدك طافت على المهاجرين واألنصار لتذكرهم بحق علي عليه السالم ثم جمعت<br />

نساء المهاجرين واألنصار في بيتها،‏ وتحدثت إليهم حديثا قاسيا عن أزواجهن،‏ ثم أوصت أن تدفن ليال كجزء من<br />

االحتجاج.‏<br />

و ينقل عنها أنها كانت تتحدث مع علي عليه السالم في حقه عن الخالفة،‏ و في حقها من فدك،‏ ولكنها وجدت أن<br />

الموقف العام ال يتحمل أكثر مما صنعت،‏ و مما صنع اإلمام علي عليه السالم من خالل اإلعالن عن حقهما<br />

اإلسالمي أمام المسلمين،‏ قررت عليها السالم السكوت،‏ لكنه ليس السكوت السلبي المهزوم عن حقها،‏ إنما سكتت<br />

لتعبر عن موقفها الرافض و لقد أدركت األمة المعنى الكبير لسكوت الزهراء عليها السالم،‏ مما اضطر الخليفتان أن<br />

يأتيا إليها تحت تأثير الضغط االجتماعي ليسترضياها.‏<br />

-3<br />

كانت الزهراء عليها لسالم ال تعيش االنفعاالت كما كان علي عليه السالم ال يعيش االنفعاالت،‏ كان علي<br />

مخلص لإلسالم ألنه جعل كل حياته هلل و لإلسالم،‏ و كانت فاطمة مخلصة لإلسالم ألن حياتها كانت في خدمة<br />

رسول اإلسالم وفي خدمة اإلسالم ولهذا فإنهما وازنا المرحلة ووازنا الموقف ولم يتحركا من خالل االنفعاالت.‏<br />

23


ما نتوصل إليه هو التالي:‏ إن قضية أن تطالب بحقك ليست قضية مطلقة،‏ بل هي من القضايا التي تحتاج فيها أن<br />

تدرس طبيعة المشاكل التي يمكن أن تثيرها مطالبتك بحقك،‏ أو المشاكل التي تحدث من خالل عدم مطالبتك بحقك،‏<br />

فال يكفي أن يكون لك حق لتحارب من أجله،‏ بل ال بد أن تختار الوقت الذي تطالب فيه بحقك،‏ وأنت تختار الساحة<br />

التي تحرك حقك فيها،‏ وأن تدرس الظروف المحيطة التي يمكن لها أن تستقبل حقك.‏<br />

\ الندوة ج 2<br />

فاطمة من المهد إلى اللحد<br />

\<br />

في رحاب أهل البيت<br />

بتصرف \<br />

ثالثًا:‏ السِّلمية في نهج اإلمامين الباقر والصادق عليهما السالم<br />

24


- 1<br />

- أ<br />

المتتبع لحراك اإلمامين الهمامين محمد الباقر وجعفر الصادق عليهما السالم يكتشف أنهما عليهما السالم قارعا<br />

حكام عصرهما الجائرين باستخدام األسلوب السِّلمي وحققا ضدهم أروع صور النصر والظفر،‏ فاألئمة عليهم السالم<br />

قاوموا وواجهوا أنظمة أزمنتهم الجائرة بأساليب متعددة ولم يوجد إمام من األئمة قعد أو سكت عن الظلم والطغيان،‏<br />

‏"فالدين اإلسالمي ال يجيز ليس فقط لإلمام المعصوم بمقامه الشامخ ومسؤوليته العظمى بل حتى للمؤمن الصادق<br />

اإليمان أن يتوافق مع نظام الظلم والجور القائم،‏ ويكي ف نفسه بحيث يخنع ويرضى بذلك الواقع الفاسد بل يجب عليه<br />

مطلقًا أن يقاوم.‏<br />

نعم التفاوت يقع في شكل المقاومة،‏ فمرة تكون علنية وبالسيف والدم والنار،‏ ومرة تكون وفيها ما فيها من ضرب<br />

الطرف المقابل على أم رأسه وتمريغ أنفه في التراب وصرف الناس من حواليه وسوق قوى المجتمع ضده ولكن<br />

بصورة مستترة وخفية ‏)منهج التقية(،‏ ومن دون سل السيوف وإراقة الدماء.‏<br />

وسبب ذلك أن مقتضيات الزمان لها تأثير في بلورة شكل المقاومة،‏ ولكن يجب االلتفات إلى هذه النقطة وهي أن<br />

مقتضيات الزمان ال يمكن أن يكون لها من التأثير بحيث أنها تمنع التوافق مع الظلم في زمان وتجيزه في زمان<br />

آخر،‏ كال،‏ فإن التوافق مع الظلم ال يجوز في أي زمان وأي مكان وبأي صورة من الصور،‏ وتأريخ األئمة عمومًا<br />

يحكي عن حالة المقاومة المستمرة التي كانوا يعيشونها.‏<br />

وعندما تذكر المقاومة في جو التقية فليس المقصود منها السكون وانعدام التحرك،‏ واالكتفاء بالمعارضة القلبية،‏<br />

فالتقية هي:‏ ‏"تجنب بطش السلطات الظالمة وذلك عن طريق المقاومة الخفية،‏ والدفاع المستتر عن النفس"‏ وبتعبير<br />

آخر:‏ التقية اتخاذ درع واقية من أجل توجيه أشد الضربات إلى العدو،‏ وتلقي أقل ما يمكن من ضرباته،‏ وليست<br />

التقية رفع اليد عن المقاومة كال وحاشا"‏ .<br />

وقد تعددت مظاهر األسلوب السلمي ووسائله وأدواته عند اإلمامين عليهما السالم،‏ فما هي أبرز معالم السلمية عند<br />

اإلمامين الباقر والصادق عليهما السالم هذا ما سنتناوله في هذا المحور:‏<br />

استخدام أسلوب كلمة الحق في محافل الحكام الظالمين ومجالسهم،‏ وكلمة الحق واحدة من أبلغ وسائل الجهاد<br />

ولكن بأسلوب سلمي راق،‏ ورد عن رسول هللا صلى هللا عليه وآله أنه قال:‏ ‏"أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان<br />

جائر"،‏ وفي حياة اإلماميين الباقرين عليهما السالم أمثلة عديدة لهذا النوع السلمي من الجهاد والمقاومة نذكر منها:‏<br />

‏"أحضر هشام بن عبد الملك اإلمام محمد الباقر عليه السالم إلى مجلسه في الشام،‏ وأملى على حاشيته طريقة<br />

مواجهة اإلمام عليه السالم لدى وروده،‏ وهي أن يبتدئ الخليفة بإلقاء سيول التهم على اإلمام عليه السالم ثم تليه<br />

حاشيته،‏ وكان يستهدف من ذلك أمرين،‏ أولهما:‏ إضعاف معنويات اإلمام عليه السالم وخلق حالة من االنهيار<br />

النفسي فيه،‏ والثاني:‏ محاولة إدانة االمام عليه السالم في مجلس يضم زعيمي الجبهتين ‏)جبهة الخالفة وجبهة<br />

25


– ب<br />

– 2<br />

– 3<br />

اإلمامة(،‏ ثم نقل هذه اإلدانة عن طريق أبواق البالط كالخطباء ووعاظ السالطين والجواسيس وبذلك يسجل لنفسه<br />

انتصارً‏ ا على خصمه.‏<br />

يدخل اإلمام عليه السالم مجلس الخليفة،‏ وخالفًا لما اعتاده الداخلون من السالم على الخليفة بإمرة المسلمين،‏ يتوجه<br />

إلى كل الحاضرين،‏ ويشير إليهم جميعًا ويقول:‏ ‏"السالم عليكم"،‏ ودون أن ينتظر اإلذن بالجلوس يأخذ مكانه في<br />

المجلس،‏ وهذا الموقف من اإلمام عليه السالم أضرم نار الحسد والحقد في قلب هشام،‏ فبدأ هشام على الفور يقول<br />

لإلمام عليه السالم:‏ " يا محمد بن علي ال يزال الرجل منكم قد شق عصا المسلمين ودعا إلى نفسه وزعم أنه اإلمام<br />

سفهًا وقلة علم"‏ واستمر يوبخ اإلمام عليه السالم.‏<br />

وبعد هشام أخذ أفراد بطانته يرددون مثل هذه التهم والتوبيخ،‏ واإلمام عليه السالم ساكت في كل هذه المدة ومطرق<br />

بوقار ينتظر فرصة اإلجابة،‏ وحين أفرغت البطانة ما في كنانتها وخيم السكوت على المجلس نهض اإلمام عليه<br />

السالم وتوجه إلى الحاضرين وبعد أن حمد هللا وأثنى عليه وصلى على نبيه،‏ خاطب المجلس بعبارات قصيرة<br />

قارعة بين تفاهة هذه البطانة وانقيادها البهيمي كما بين فيها مكانة أهل البيت عليهم السالم وفق معايير إسالمية،‏<br />

واستخف بكل ما يحيط بالخليفة وحاشيته من هيل وهيلمان ومكانة وسلطان،‏ فقال عليه السالم:‏ ‏"أيها الناس!‏ أين<br />

تذهبون؟ وأين يراد بكم؟ بنا هدى هللا أولكم،‏ وبنا يختم آخركم،‏ فإن يكن لكم ملك معج ل،‏ فإن لنا ملكًا مؤجالً‏ ، وليس<br />

بعد ملكنا ملك،‏ ألنا أهل العاقبة.‏ يقول هللا عز وجل:‏ والعاقبة للمتقين"‏<br />

في رواية أن اإلمام الباقر والصادق عليهما السالم حجا بيت هللا حتى إذا بلغا المسجد الحرام،‏ واأللوف من<br />

الناس محتشدين في المسجد،‏ وبحضور هشام بن عبد الملك،‏ وقف اإلمام الصادق عليه السالم وبمحضر من أبيه<br />

عليه السالم يوضح لهم المفهوم الشيعي عن أهل البيت ويقول لهم بكل صراحة،‏ بأنهم هم الذين يتمتعون بهذه<br />

الصفات والخصوصيات،‏ وهم أصحاب الزعامة الروحية واالجتماعية في المجتمع وهم وارثوه الحقيقيون،‏ فقال<br />

عليه السالم رافعًا عقيرته:‏ ‏"الحمد هلل الذي بعث محمدًا بالحق نبيًا،‏ وأكرمنا به،‏ فنحن صفوة هللا على خلقه،‏ وخيرته<br />

من عباده،‏ فالسعيد من تبعنا،‏ والشقي من عادانا وخالفنا".‏<br />

استخدام حلقات الدروس والتعليم كوسيلة للمعارضة،‏ وهذا األمر ظهر بوضوح في حركة اإلمام الصادق عليه<br />

السالم العلمية فكما هو معلوم فإن العلوم الفقهية والفكرية التي يلقيها اإلمام الصادق عليه السالم تختلف عما كان<br />

ينشره الفقهاء والعلماء التابعيين للجهاز الحاكم وهذا االختالف لم يكن اختالفًا فكريًا عقائديًا فحسب،‏ بل كان اختالفًا<br />

يعبر عن محتوى هجومي معارض ولكن بأسلوب سلمي محض.‏<br />

رفض الثورات التي تقوم على أساس المصالح الشخصية وإعالن البراءة منها،‏ وأبرز ما نقله التاريخ في ذلك<br />

هو موقف اإلمام جعفر الصادق عليه السالم حين رفض رفضًا قاطعًا المشاركة في الثورة التي نشبت إلسقاط الحكم<br />

األموي والتي قادها العباسيون<br />

26


الخاتمة<br />

كان المستضعفون في األرض وال سيما اتباع أهل البيت ‏)ع(‏ يتعرضون للضغط واالضطهاد وما زالوا كذلك.‏ ولذا<br />

فإن تاريخهم مليء بالضحايا والشهداء الذين يقتلون ويطاردون،‏ ولقد كان مذهب التشيع وال يزال هدفا لألقالم<br />

المسمومة والقنوات اإلعالمية المشبوهة في كل عصر فضالً‏ عن الحكومات الجائرة.‏ وباإلضافة إلى الفتاوى التي<br />

صدرت من فقهاء السوء التي تحكم بإهدار دماء الشيعة و إباحة أموالهم وأعراضهم ونسبت إليهم الكفر والشرك<br />

والعديد من االفتراءات واألكاذيب.‏<br />

وأدى ذلك إلى إحراق مكتباتهم وهدم مساجدهم وهتك حرماتهم وتشريدهم عن أوطانهم وقطع أخبارهم وآثارهم.‏ وما<br />

زال الضغط والرقابة المشددة وكل مظاهر سوء المعاملة على مطبوعاتهم ومجالسهم الحسينية ومدارسهم<br />

ومساجدهم ومكتباتهم وشخصياتهم.‏<br />

إال أن أملهم متعلق بالسالم العالمي المنشود،‏ بمن تخضع له جميع الدول والشعوب في العالم وتنقاد له كافة الملل<br />

والنحل بمن له إشراف على العالم وإحاطة بالعباد والبالد أال وهو المرتقب الموعود اإلمام محمد ابن الحسن القائم<br />

المؤمل ‏)عج(.‏<br />

فأول موقف له عليه السالم بعد ظهوره من الغيبة نقال من بحار األنوار ج 52، روي عن اإلمام محمد الباقر ‏)ع(‏<br />

حول القائم ‏)ع(‏ بأنه وبعد أن يسند ظهره إلى البيت الحرام مستجيرً‏ ا به ينادي:‏ ‏)يا أيها الناس إنا نستنصر هللا ومن<br />

أجابنا من الناس فأنا أهل بيت نبيكم محمد ‏)ص(‏ و نحن أولى الناس باهلل وبمحمد ‏)ص(‏ وأسألكم بحق هللا وحق<br />

رسوله و بحقي فإن لي عليكم حق القربى من رسول هللا ‏)ص(‏ إال أعنتمونا و منعتمونا ممن ظلمنا فقد أخفنا وظلمنا<br />

و طردنا من ديارنا وأبنائنا و بغي علينا ودفعنا عن حقنا وافترى أهل الباطل علينا،‏ فاهلل هللا فينا ال تخذلونا<br />

وانصرونا ينصركم هللا...(‏<br />

‏)الحسين والمهدي أوجه االرتباط و الشبه بين اإلمامين ص 254(<br />

فمما ال شك فيه أن في عصر اإلمام المهدي ‏)ع(‏ تزول عن الناس جميع المخاوف ويسود األمن واألمان جميع الكرة<br />

األرضية ويعيش البشر في جو من السالم واالطمئنان والراحة وهدوء البال.‏ ألن اإليمان حينما يتركز في القولب<br />

على أثر المناهج التربوية التي يطبقها اإلمام في المجتمع بذلك تنتفي الجرائم التي تقع بسبب ضعف اإليمان.‏<br />

باإلضافة إلى أن الناس يصلون إلى مراتب عالية من التكامل وعلو النفس والشرف بحيث يجلون أنفسهم ويترفعون<br />

عن ارتكاب الجريمة.‏ وأن األمن واألمان في عصره عليه السالم ال يختص بالبشر بل يشمل الحيوان حتى فيما<br />

بينها،‏ فاإلنسان ال يخاف من الحيوان والحيوانات الضعيفة ال تخشى الحيوانات القوية ويسود بينهما روح التآلف.‏<br />

27


و أخيرا قيام دولته عليه السالم على أساس العدل،‏ قال اإلمام الباقر عليه السالم ‏)إذا قام قائم أهل البيت عليهم السالم<br />

قسم بالسوية وعدل بالرعية(‏ فال يتحقق السالم واألمن بين الناس إال إذا تحقق العدل وهي السياسة الربانية التي<br />

تخلق بها أهل البيت عليهم السالم ومنهم قائمهم المهدي الذي ينشر العدل في أرجاء المعمورة،‏ وورد عن اإلمام<br />

علي)ع(‏ ‏)خير السياسات العدل(.‏<br />

‏)جولة في حكومة اإلمام المهدي للشيخ نجم الدين الطبسي(‏<br />

عن اإلمام الرضا ‏)ع(‏ أنه قال ‏)إذا خرج أشرقت األرض بنور ربها و وضع الميزان بالعدل بين الناس فال يظلم<br />

أحد أحدا(،‏ وعن اإلمام الباقر أنه قال:‏ ‏)إذا قام قائم أهل البيت قسم بالسوية وعدل بالرعية(،‏ عن أمير المؤمنين<br />

‏)ع(:‏ ‏)ولو قد قام قائمنا .... واصطلحت السباع والبهائم حتى تمشي المرأة بين العراق والشام و ال يهيجها السبع وال<br />

تخافه(،‏ وعنه أيضًا ‏)ويستقيم أمره ويحكم بين الناس حتى ترعى الشاة مع الذئب في مرعاة واحد و تلعب الصبيان<br />

والعقرب وال يضرهم ويذهب الشر ويبقى الخير(.‏ قال اإلمام الباقر عليه السالم في حديثه عن األمن واألمان في<br />

عصر اإلمام المهدي عليه السالم:‏ ‏)وتخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب ال يؤذيها أحد...(.‏ وقال<br />

اإلمام الباقر ‏)ع(‏ ‏)ويعطي الناس عطايا مرتين في السنة،‏ ويرزقهم في الشهر رزقين و يسوي بين الناس حتى ال<br />

ترى محتاجا إلى زكاة(،‏ وعن اإلمام الصادق )... وتطول األعمار وتحمل األشجار وتضاعف البركات(،‏ و أخيرا<br />

عن رسول هللا ‏)ص(‏ ‏)أذا كان خروج القائم ... فعند ذلك تفرح الطيور...‏ يمد األنهار...‏ وتفيض العيون وتنبت<br />

األرض ضعف أكلها(.‏<br />

‏)الحسين والمهدي ص<br />

224 و 225 و 226<br />

بتصرف(‏<br />

والحمد هلل رب العالمين<br />

28


29


ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

الحضور<br />

في المسلمة للمرأة السّ‏ ‏ِياسي<br />

إعداد:‏ األستاذة رملة عبد الحميد حسين<br />

البحرين<br />

السيرة الذاتية لمقدمة ورقة " الحضور السّ‏ ‏ِياسي للمرأة المسلمة في البحرين<br />

األستاذة رملة عبد الحميد حسين<br />

االسم:‏ رملة عبد الحميد عبد رب النبي حسين )690005296(.<br />

المؤهالت الدراسية:‏<br />

"<br />

–<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

حاصلة على شهادة الثانوية العامة بالقسم العلمي من مدرسة الحد الثانوية للبنات بالبحرين عام ‎1988‎م.‏<br />

حاصلة على درجة البكالوريوس آداب في التاريخ من جامعةة الملةك سةعود بالريةاض،‏ بتقةدير امتيةاز مةع<br />

مرتبة الشرف عام ‎1992‎م.‏<br />

حاصلة على دبلوم عال في التربية من جامعة البحرين بامتياز مع مرتبة الشرف عام ‎1994‎م.‏<br />

حاصلة على درجة الماجستير تاريخ من جامعة الكويت بامتياز ‎2006‎م بأطروحةة بعنةوان ‏"البحةرين مةا<br />

بين م دراسة لَلوضاع السّياسية والثقافية واالجتماعية واالقتصادية".‏<br />

دبلوم التنمية السّياسية من معهد التنمية السّياسية البحرين عام ‎2007‎م.‏<br />

1939 -1919<br />

•<br />

الخبرات ال<strong>عمل</strong>ية:‏<br />

1994-1<br />

2000-2<br />

- ‎2000‎م <strong>عمل</strong>ت معلمة تاريخ بمدرسة الحد الثانوية للبنات.‏<br />

- ‎2002‎م تفرَّ‏ غةةت مةةن العمةةل،‏ وذلةةك لدراسةةة الماجسةةتير بكليةةة الدراسةةات العليةةا بجامعةةة الكويةةت فةةي<br />

برنامج التاريخ.‏<br />

– ‎2008‎م المعلمة األولى للمواد االجتماعية واإلنسانية في مدرسة جد حفص الثانوية للبنات.‏<br />

- ‎2010‎م اختصاصية مناهج تاريخ وتربية للمواطنة للمرحلة الثانوية بإدارة المناهج.‏<br />

مايو ‎2011‎م مديرة مساعدة بمدرسة الحد اإلعدادية الثانوية للبنات.‏<br />

‎6‎‏-مايو اكتوبر‎011‎ ‎2‎م توقيف عن ال<strong>عمل</strong>.‏<br />

2003-3<br />

2008-4<br />

- 2010-5<br />

-<br />

30


م‎2‎ أ-‏<br />

ِ<br />

ِ<br />

ِ<br />

كتوبر‎011‎ -<br />

العودة إلى الوزارة دون <strong>عمل</strong> وتحت مسمى وظيفي ‏"متدرب".‏<br />

7<br />

االهتمامات واألنشطة االجتماعية:‏<br />

-2004 ‎2006‎م /<br />

2004<br />

•<br />

عضةو فةةي جمعيةة الوفةاق الةةوطني اإلسةالمية م : عضةةو فةي الةةدائرة السّياسةةية<br />

رئيسة دائرة شؤون المرأة ‎2008‎م / أمين سر شورى الوفاق ‏-‏‎2010‎م / عضةو شةورى<br />

الوفاق<br />

االنخراط في ال<strong>عمل</strong> اإلسالمي في قرية الدير منذ عشرين عامًا،‏ ورئيسية مشروع ألف امرأة لبنةاء مركةز<br />

إسالمي ثقافي لنساء وأطفال القرية.‏<br />

من مؤسّسي جمعية الهدى اإلسالمية بقرية الدير.‏<br />

من مؤسّسي صندوق الدير الخيري ‏)جمعيةة الةدير الخيريةة حاليًةا(‏ ورئيسةة اللجنةة اإلعالميةة فةي الةدورة<br />

الحالية.‏<br />

عضو لجنة <strong>المؤتمر</strong>ات باإلدارة النسوية بالمجلس العلمائي.‏<br />

كاتبة في صحيفة الوسط البحرينية ‏)مقال أسبوعي-‏ كل أربعاء-‏ في صفحة قضايا(.‏<br />

رئيسة اللجنة النسائية لمرشحي الوفاق في الدائرة <strong>السادس</strong>ة ‏)الدير وسماهيج(‏ في المحرق.‏<br />

المشاركة بتقديم العديد من ورش ال<strong>عمل</strong> في مختلف المدارس والمؤسَّسات والمراكةز الدينيةة واالجتماعيةة<br />

في البحرين.‏<br />

تقديم <strong>أوراق</strong> <strong>عمل</strong> في <strong>المؤتمر</strong>ات داخل وخارج البحرين<br />

2008<br />

- 2006<br />

- 2010 ‎2012‎م.‏<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

•<br />

31


ن﴿إِ‏<br />

ِ<br />

ِ<br />

كذل<br />

الحضور السّ‏ ‏ِياسي للمرأة المسلمة في البحرين<br />

إعداد:‏<br />

األستاذة رملة عبد الحميد حسين<br />

للمرأة القرآني الخطاب أوَّ‏ الً‏ :<br />

ِ ه<br />

لم يكن خطاب القرآن الكريم موجَّه لفئة واحدة محددة،‏ بل شمل أصنافًا متعدّ‏ ‏ِدة من المخاطهبين،‏ ففي كلّ‏ موضع<br />

وقضية يوجّ‏ خطابه لصنف من الناس،‏ إذ لكلّ‏ خطاب هدف ومقصد،‏ فهناك خطاب موجَّه للناس عامَّة كقوله تعالي:‏<br />

يهشهأْ‏ يُذْهِبْكُ‏ ‏ْم أهيُّهها النَّا ‏ُس وه يهأْ‏ ‏ِت بِآخهرِ‏ ي هن وه كها هن هللاُ‏ عهلهى ذهلِ‏ هك قهدِيرً‏ ا﴾.‏ )13(<br />

وهناك خطاب موجَّه لَلنبياء والمرسلين ‏)عليهم السالم(،‏ ومن ذلك قوله ‏)عزَّ‏ وج ‏َّل(‏ في شأن نبي هللا نوح ‏)عليه<br />

وقوله سبحانه<br />

السَّالم(:‏ ‏﴿وه نهادهى نُو ‏ٌح رَّ‏ بَّهُ‏ فهقها هل ره بِّ‏ إِ‏ ‏َّن ابُنِي مِ‏ ‏ْن أههْلِي وه إِ‏ ‏َّن وه عْده هك الْحه ‏ُّق وه أهن هت أهحْكه ‏ُم<br />

وتعالى في شأن نبي هللا عيسى ‏)عليه السَّالم(:‏ ‏﴿إِذْ‏ قها هل هللاُ‏ يها عِيسى ابْ‏ هن مهرْ‏ يه هم اذْكُ‏ ‏ْر نِعْمهتِي عهلهيْ‏ هك وه عهلهى وه الِدهتِ‏ هك إِ‏ ‏ْذ<br />

أهيَّدتُّ‏ هك بِرُ‏ وحِ‏ الْقُدُ‏ ‏ِس تُ‏ هكلّ‏ النَّا هس فِي الْمههْ‏ ‏ِد وه كههْالً‏ وه إِ‏ ‏ْذ عهلَّمْتُ‏ هك الْكِتها هب وه الْحِ‏ كْمهةه وه التَّوْ‏ ره اةه وه اإلِنجِ‏ ي هل وه إِ‏ ‏ْذ تهخْلُ‏ ‏ُق مِ‏ هن الطّ‏ ‏ِي ‏ِن<br />

كهههيْئهةِ‏ الطَّيْ‏ ‏ِر بِإِذْنِي فهتهنفُ‏ ‏ُخ فِيهها فهتهكُو ‏ُن طهيْرً‏ ا بِإِذْنِي وه تُبْرِ‏ ى ‏ُء األهكْمههه وه األهبْره هص بِإِذْنِي وه إِ‏ ‏ْذ تُخْرِ‏ ‏ُج الْمهوتهى بِإِذْنِي وه إِ‏ ‏ْذ كهفهفْ‏ ‏ُت<br />

بهنِي إِسْره ائِي هل عهن هك إِ‏ ‏ْذ جِ‏ ئْتههُ‏ ‏ْم بِالْبهيّ‏ ‏ِنها ‏ِت فهقها هل الَّذِي هن كهفهرُ‏ واْ‏ مِنْهُ‏ ‏ْم إِ‏ ‏ْن ههذها إِالَّ‏ سِحْ‏ ‏ٌر وقوله تعالى في شأن النَّبيِّ‏<br />

محمَّد ‏)صلَّى هللا عليْه وآله وسلَّم(:‏ ‏﴿يها أهيُّهها الرَّ‏ سُو ‏ُل بهلّ‏ مها أُنزِ‏ هل إِلهيْ‏ هك مِن رَّ‏ بّ‏ وه إِن لَّ‏ ‏ْم تهفْعه ‏ْل فهمها بهلَّغْ‏ هت رِ‏ سهالهتههُ‏ وه هللاُ‏<br />

يهعْصِ‏ مُ‏ هك مِ‏ هن النَّا ‏ِس إِ‏ ‏َّن هللاه اله يههْدِي الْقهوْ‏ هم الْكهافِرِ‏ ي هن﴾.‏ )16(<br />

كما أ ‏َّن هناك خطابًا للمؤمنين والصالحين،‏ ويتضح في قوله سبحانه وتعالى:‏ ‏﴿يها أهيُّهها الَّذِي هن آمهنُواْ‏ اسْتهعِينُواْ‏<br />

بِالصَّبْرِ‏ وه الصَّالهةِ‏ إِ‏ ‏َّن هللاه مه هع الصَّابِرِ‏ ي هن﴾.‏ )17(<br />

وخطاب القرآن الكريم ألهل الكتاب وغيرهم من المشركين في قول هللا ‏)عزَّ‏ وج ‏َّل(‏ في شأن أهل الكتاب:‏ ‏﴿قُلْ‏ يها أههْ‏ هل<br />

الْكِتهابِ‏ تهعهالهوْ‏ اْ‏ إِلهى كهلهمه ‏ٍة سهوه اء بهيْنهنها وه بهيْنهكُ‏ ‏ْم أهالَّ‏ نهعْبُده إِالَّ‏ هللاه وه اله نُشْرِ‏ هك بِ‏ ‏ِه شهيْئًا وه اله يهتَّخِ‏ ذه بهعْضُنها بهعْضاً‏ أهرْ‏ بهابًا مّ‏ ‏ِن دُو ‏ِن للاّ‏ ِ<br />

)18(<br />

فهإِن تهوه لَّوْ‏ اْ‏ فهقُولُواْ‏ اشْههدُواْ‏ بِأهنَّا مُسْلِمُو هن﴾.‏<br />

وباستقراء الخطاب القرآني نجده يدعم المساواة بين النساء والرجال،‏ فهناك ما ال يقل عن ثالثين آية في القرآن الكريم<br />

توضح ذلك منها:‏ ‏﴿يها أهيُّهها النَّا ‏ُس إِنَّا خهلهقْنهاكُم مّ‏ ‏ِن ذهكه ‏ٍر وه أُنثهى وه جهعهلْنهاكُ‏ ‏ْم شُعُوبًا وه قهبهائِ‏ هل لِتهعهاره فُوا إِ‏ ‏َّن أهكْره مهكُ‏ ‏ْم عِنده هللاِ‏ أهتْقهاكُ‏ ‏ْم<br />

إِنَّ‏ هللاه عهلِي ‏ٌم وقوله تعالى:‏ ‏﴿مهنْ‏ عهمِ‏ هل صهالِحًا مّ‏ ‏ِن ذهكه ‏ٍر أه ‏ْو أُنثهى وه هُ‏ هو مُؤْ‏ مِ‏ ‏ٌن فهلهنُحْيِيهنَّهُ‏ حهيهاةً‏ طهيّ‏ ‏ِبهةً‏ وه لهنهجْزِ‏ يهنَّهُ‏ ‏ْم<br />

أهجْره هُم بِأهحْسه ‏ِن مها كهانُواْ‏ لذا ذ ‏َّم سبحانه االستهانة بأمر البنات أبلغ الذم،‏ فقال تعالى:‏ ‏﴿وه إِذها بُشّ‏ أهحهدُهُ‏ ‏ْم<br />

بِاألُنثهى ظه ‏َّل وه جْهُهُ‏ مُسْوه دًّا وه هُ‏ هو كهظِي ‏ٌم * يهتهوه اره ى مِ‏ هن الْقهوْ‏ ‏ِم مِن سُو ‏ِء مها بُشّ‏ بِ‏ ‏ِه أهيُمْسِكُهُ‏ عهلهى هُو ‏ٍن أه ‏ْم يهدُسُّهُ‏ فِي التُّره ا ‏ِب أهاله<br />

سهاء مها ومن هنا نجد أنَّه ال يوجد مقياس للتَّفضيل لذهكه ‏ٍر على أنثى،‏ وال ألنثى على ذهكر إال بالتقوى كما<br />

ِ هر<br />

الْحهاكِمِي هن﴾‏ )14( ،<br />

مُّبِي ‏ٌن﴾‏ )15( ،<br />

ِ هك<br />

ِ هر<br />

ِ ‏ْغ<br />

يهعْمهلُو هن﴾‏ )20( ،<br />

ِ ‏ُم<br />

خهبِي ‏ٌر﴾‏ )19( ،<br />

يهحْكُمُو هن﴾‏ )21( ،<br />

-<br />

13<br />

14<br />

15<br />

16<br />

17<br />

18<br />

19<br />

20<br />

21<br />

سورة النساء:‏<br />

.133<br />

45. سورة هود:‏ -<br />

-<br />

سورة المائدة:‏<br />

.110<br />

سورة المائدة:‏ -<br />

.67<br />

سورة البقرة:‏ -<br />

.153<br />

-<br />

سورة آل عمران:‏<br />

.64<br />

-<br />

-<br />

-<br />

سورة الحجرات:‏‎13‎‏.‏<br />

سورة النحل:‏‎97‎‏.‏<br />

سورة النحل:‏<br />

.58 - 59<br />

32


ِ<br />

ِ<br />

ِ دّ‏<br />

ِ جهالِ‏<br />

﴿<br />

ِ ‏ِه<br />

ِ دّ‏<br />

*<br />

*<br />

رأينا في قوله ‏)جلَّ‏ وعال(:‏ لّ‏ ‏ِلرّ‏ نهصيِ‏ ‏ٌب مّ‏ ‏ِمَّا تهره هك الْوه الِدها ‏ِن وه األهقْره بُو هن وه لِلنّ‏ ‏ِسهاء نهصِ‏ ي ‏ٌب مّ‏ ‏ِمَّا تهره هك الْوه الِدها ‏ِن وه األهقْره بُو هن<br />

)22(<br />

مِمَّا قه ‏َّل مِنْهُ‏ أه ‏ْو كهثُ‏ هر نهصِ‏ يبًا مَّفْرُ‏ وضًا﴾.‏<br />

القرآن الكريم تعمَّد في إظهار المرأة بصورتها الواقعية دون تزييف أو إجحاف بحقّ‏ ‏ِها،‏ فقد أظهر القدّ‏ ‏ِيسات<br />

والصّ‏ ‏ِيقات والمؤمنات،‏ إذ أهجه ‏َّل سارة،‏ فهي تسمع صوت المالئكة عندما أخبروا إبراهيم ‏)عليه السالم(،‏ وبشَّروه<br />

بغالم،‏ فقالت:‏ ‏﴿قهالهتْ‏ يها وه يْلهتهى أهأهلِدُ‏ وه أهنهاْ‏ عهجُو ‏ٌز وه ههذها بهعْلِي شهيْخًا إِ‏ ‏َّن ههذها لهشهيْ‏ ‏ٌء عهجِ‏ ي ‏ٌب﴾‏ )23( ، فخاطبت المالئكة هذه<br />

المرأة وليس إبراهيم:‏ ‏﴿قهالُواْ‏ أهتهعْجهبِي هن مِ‏ ‏ْن أهمْ‏ ‏ِر هللاِ‏ ره حْمه ‏ُت هللاِ‏ وه بهره كهاتُهُ‏ عهلهيْ‏ ‏ُك ‏ْم أههْ‏ هل الْبهيْ‏ ‏ِت إِنَّهُ‏ حهمِيدٌ‏ مَّجِ‏ يدٌ﴾.‏ )24(<br />

كذلك األمر عندما يذكر أم موسى في القرآن الكريم،‏ فترى اآلية الكريمة تخاطب تلك المرأة الجليلة بقوله تعالى:‏<br />

‏﴿وه أهوْ‏ حهيْنها إِلهى أُمّ‏ مُوسهى أه ‏ْن أهرْ‏ ضِ‏ عِي ‏ِه فهإِذها خِ‏ فْ‏ ‏ِت عهلهيْ‏ ‏ِه فهأهلْقِي ‏ِه فِي الْيهمّ‏ وه هال تهخهافِي وه هال تهحْزه نِي إِنَّا ره ادُّوهُ‏ إِلهيْ‏ ‏ِك وه جهاعِلُوهُ‏ مِ‏ هن<br />

الْمُرْ‏ سهلِي هن﴾.‏ )25(<br />

وفي القرآن الكريم حديث مريم ‏)عليها السالم(،‏ فعندما يأتي على ذِكرها يكون بعظمة منقطعة النَّظير،‏ لقوله تعالى:‏<br />

‏﴿إِذْ‏ قهاله ‏ِت الْمهآلئِكهةُ‏ يها مهرْ‏ يه ‏ُم إِ‏ ‏َّن هللاه يُبهشّ‏ ‏ِرُ‏ ‏ِك بِكهلِمه ‏ٍة مّ‏ ‏ِنْهُ‏ اسْمُهُ‏ الْمهسِي ‏ُح عِيسهى ابْ‏ ‏ُن مهرْ‏ يه هم وه جِ‏ يهًا فِي الدُّنْيها وه اآلخِ‏ ره ةِ‏ وه مِ‏ هن<br />

الْمُقهرَّ‏ بِي هن﴾‏ )26( ، ثم يقول القرآن الكريم في ذِكْرِ‏ ه للصّ‏ ‏ِيقة فاطمة الزهراء ‏)عليها السالم(:‏ ‏﴿إِنَّا أهعْطهيْنها هك الْكهوْ‏ ثه هر﴾.‏ )27(<br />

وفي ذِكر السيدة حواء ‏)عليها السالم(‏ يؤكد القرآن الكريم على أن المسؤولية مشتركة بينها وبين آدم ‏)عليه السالم(،‏<br />

وال تتحملها حواء ‏)عليها السالم(‏ وحدها كما تشيعه القراءات المسيحية،‏ بل يتحمالنها معًا،‏ ففي سورة البقرة يقول<br />

تعالى:‏ ‏﴿وه قُلْنها يها آده ‏ُم اسْكُ‏ ‏ْن أهن هت وه زه وْ‏ جُ‏ هك الْجهنَّةه وه كُاله مِنْهها ره غهداً‏ حهيْ‏ ‏ُث شِئْتُمها وه اله تهقْره بها ههذِ‏ ‏ِه الشَّجهره ةه فهتهكُونها مِ‏ هن الْظَّالِمِي هن<br />

فهأهزه لَّهُمها الشَّيْطها ‏ُن عهنْهها فهأهخْره جههُمها مِمَّا كهانها فِي ‏ِه وه قُلْنها اهْبِطُواْ‏ بهعْضُكُ‏ ‏ْم لِبهعْ‏ ‏ٍض عهدُ‏ ‏ٌّو وه لهكُ‏ ‏ْم فِي األهرْ‏ ‏ِض مُسْتهقه ‏ٌّر وه مهتها ‏ٌع إِلهى<br />

حِ‏ ينٍ‏ فهتهلهقَّى آده ‏ُم مِن رَّ‏ بّ‏ كهلِمها ‏ٍت فهتها هب عهلهيْ‏ ‏ِه إِنَّهُ‏ هُ‏ هو التَّوَّ‏ ا ‏ُب الرَّ‏ حِ‏ ي ‏ُم﴾.‏ )28(<br />

ونالحظ أن األوامر والنواهي جاءت آلدم وحواء ‏)عليهما السالم(‏ بالتساوي،‏ وجاءت بصيغة المثنى:‏ وه كُاله ‏ِمنْهها<br />

ره غهداً‏ حهيْ‏ ‏ُث شِئْتُمها وه اله تهقْره بها ههذِ‏ ‏ِه الشَّجهره ةه فهتهكُونها مِ‏ هن الْظَّالِمِي هن﴾.‏<br />

ونالحظ أ ‏َّن الشيطان قد تسبب في إخراجهما معًا،‏ وجاء حديث القرآن الكريم أيضًا بصيغة المثنى؛ ليؤكد أ ‏َّن<br />

المسؤولية تلحق االثنين معًا:‏ ‏﴿فهأهزه لَّهُمها الشَّيْ‏ هطا ‏ُن عهنْهها فهأهخْره جههُمها مِمَّا كهانها كما أنهما توجَّها للتَّوبة،‏ بقوله تعالى في<br />

سورة األعراف:‏ ‏﴿قهااله ره بَّنها ظهلهمْنها أهنفُسهنها وه إِن لَّ‏ ‏ْم تهغْفِ‏ ‏ْر لهنها وه تهرْ‏ حهمْنها لهنهكُونه ‏َّن مِ‏ هن الْخهاسِرِ‏ ي هن﴾‏ )29( ، في المقابل لم يُغفِل<br />

القرآن الكريم ذِكر المترفات من نساء مصر وأسوء النساء زوج لوط،‏ وزوج نوح ‏)عليهما السالم(:‏ ‏﴿ضهره هب هللاُ‏ مهثه ‏ًال<br />

لّ‏ ‏ِلَّذِي هن كهفهرُ‏ وا اِمْره أهةه نُوحٍ‏ وه اِمْره أهةه لُو ‏ٍط كهانهتها تهحْ‏ هت عهبْدهيْ‏ ‏ِن مِ‏ ‏ْن عِبهادِنها صهالِحهيْ‏ ‏ِن فهخهانهتهاهُمها فهله ‏ْم يُغْنِيها عهنْهُمها مِ‏ هن هللاِ‏ شهيْئًا وه قِي هل<br />

ادْخُ‏ هال النَّا هر مه هع الدَّاخِ‏ لِي هن﴾.‏ (30(<br />

يرى بعض الكتاب أ ‏َّن الخطاب القرآني وضع المرأة في المكاسب التي منحت للرجل كقوله تعالى:‏ زُ‏ يّ‏ لِلنَّا ‏ِس حُ‏ ‏ُّب<br />

الشَّههوه اتِ‏ مِ‏ هن النّ‏ ‏ِسهاء وه الْبهنِي هن وه الْقهنهاطِي ‏ِر الْمُقهنطهره ةِ‏ مِ‏ هن الذَّهه ‏ِب وه الْفِضَّ‏ ‏ِة وه الْخهيْ‏ ‏ِل الْمُسهوَّ‏ مه ‏ِة وه األهنْعها ‏ِم وه الْحهرْ‏ ‏ِث ذهلِ‏ هك مهتهاعُ‏<br />

الْحهيهاةِ‏ الدُّنْيها وه هللاُ‏ عِندههُ‏ حُسْ‏ ‏ُن أو قوله تعالى:‏ ‏﴿نِسهآؤُكُمْ‏ حهرْ‏ ‏ٌث لَّكُ‏ ‏ْم فهأْتُواْ‏ حهرْ‏ ثهكُ‏ ‏ْم أهنَّى شِئْتُ‏ ‏ْم وه قهدّ‏ ‏ِمُواْ‏ ألهنفُسِكُ‏ ‏ْم<br />

...﴿<br />

ِ هن<br />

﴿<br />

،﴾...<br />

الْمهآ ‏ِب﴾‏ )31( ،<br />

-<br />

-<br />

22<br />

23<br />

24<br />

25<br />

26<br />

27<br />

سورة النساء:‏‎32‎‏.‏<br />

72. سورة هود:‏<br />

73. سورة هود:‏ -<br />

-<br />

سورة القصص:‏<br />

.7<br />

-<br />

سورة آل عمران:‏<br />

سورة الكوثر:‏‎1‎‏.‏<br />

.46<br />

-<br />

-<br />

28<br />

29<br />

30<br />

وقد جاء في تفسير الميزان في تفسير للعالمة محمد حسين الطباطبائي:‏ ‏"والجملة ال تخلو من داللة على أن ولد فاطمة ‏)عليها السالم(‏ ذريته ‏)صلَّى هللا عليه<br />

وآله وسلَّم(،‏ وهذا في نفسه من مالحم القرآن الكريم،‏ فقد كثَّر هللا تعالى نسله بعده كثرة ال يعادلهم فيها أي نسل آخر مع ما نزل عليهم من النوائب،‏ وأفنى<br />

جموعهم من المقاتل الذريعة".‏<br />

سورة البقرة:‏<br />

.35-37<br />

-<br />

-<br />

سورة األعراف:‏‎23‎‏.‏<br />

سورة التحريم:‏‎10‎‏.‏<br />

أحمد صبحى منصور،‏ الدين السياسي ونقد الفكر الديني،‏ الحوار المتمدن،‏ العدد:‏<br />

.13 / 1 / 2011 - 3245<br />

-<br />

31<br />

سورة االنعام:‏<br />

.14<br />

33


لقب<br />

ٍ<br />

ِ ‏ِر<br />

وفي هذا تجنّ‏ على الدّ‏ ‏ِين اإلسالمي،‏ فاآلية المباركة األولى<br />

وه اتَّقُواْ‏ هللاه وه اعْلهمُواْ‏ أهنَّكُم مُّالهقُوهُ‏ وه بهشّ‏<br />

بصدد تعداد ما يعشقه اإلنسان الذَّكر،‏ ويصرفه عن الغاية التي خلق من أجلها،‏ وال يعني أ ‏َّن النساء من أجله خلقت،‏<br />

وقد وصف القرآن الكريم األوالد فهل أن ذلك إساءة لَلوالد،‏ إنما تحذير لإلنسان من أ ‏َّن حبه ألوالده قد<br />

يدعوه لتجاوز حدوده الشرعية.‏<br />

أمَّا اآلية الثانية،‏ فهو للتشبيه بين المرأة واألرض في جانب اإلنتاج،‏ وفي هذا السياق ال يعني تشبيه المرأة بالغزال<br />

والرجل باألسد على أنهم<br />

من هذا كله نجد أ ‏َّن هناك مبادئ عامَّة وإجماليَّة في الخطاب القرآني للمرأة جميعها تؤكّ‏ ‏ِد على:‏<br />

القول بأ ‏َّن المرأة كائن غير مرغوب فيه،‏ أو شخص ضعيف بدون مسؤولية حقيقية تفرض اإلرادة واالختيار<br />

أمرً‏ ا ال محل له في الفكر اإلسالمي.‏<br />

المرأة إنسان أن تكون أنثى.‏<br />

التكامل بين الجنسين ال يؤدي إلى التماثل المطلق بينهما في كل شيء.‏<br />

ليست العالقة بين المرأة والرجل عالقة صراع وقتال،‏ إنما عالقة إنسانية تكاملية.‏<br />

التعبير بتفضيل بعضنا على بعض تكليف،‏ وليس تشريفًا.‏<br />

الشريعة اإلسالمية ليست<br />

الْمُؤْمِنِي هن﴾‏ )32( ،<br />

بالفتنة )33( ،<br />

ذهكهرية.‏ )35(<br />

بهائم.‏ )34(<br />

-1<br />

-2<br />

-3<br />

-4<br />

-5<br />

-6<br />

للمرأة السّ‏ ‏ِياسيَّة الكفاءة ثانيًا:‏<br />

انطالقًا من قوله تعالى:‏ ‏﴿وه الْمُؤْ‏ مِنُو هن وه الْمُؤْ‏ مِنها ‏ُت بهعْضُهُ‏ ‏ْم أهوْ‏ لِيهاء بهعْ‏ ‏ٍض يهأْمُرُ‏ و هن بِالْمهعْرُ‏ و ‏ِف وه يهنْههوْ‏ هن عه ‏ِن الْمُنكه ‏ِر وه يُقِيمُو هن<br />

الصَّالهةه وه يُؤْ‏ تُو هن الزَّ‏ كهاةه وه يُطِيعُو هن هللاه وه ره سُولههُ‏ أُوْ‏ لهئِ‏ هك سهيهرْ‏ حهمُهُ‏ ‏ُم هللاُ‏ إِ‏ ‏َّن هللاه عهزِ‏ ي ‏ٌز ومن قول الرسول ‏)صلَّى<br />

هللا عليه وآله(:‏ ‏"كلكم راعٍ‏ وكلكم مسؤول عن رعيته"‏ كانت المرأة المسلمة على مر التاريخ تكرس صورة إنسانية<br />

على قدر كبير من الوعي والتأثير،‏ فقد ظهرت في كثير من المواقع مالكة لناصية نفسها،‏ بليغة في حجتها،‏ مؤثرة في<br />

حضورها،‏ واعية بواقعها،‏ فهي ال تسعى إلى اإلعالء من صورة المرأة في مقابل صورة الرجل،‏ بل حفاظًا على<br />

كيان األسرة والمجتمع ساعية؛ من أجل حقها االجتماعي والسياسي والوجودي،‏ ففي بيت النبوة ومعقل الرسالة نجد<br />

أم المؤمنين خديجة ‏)عليها السالم(‏ زوج الرَّ‏ سول ‏)صلَّى هللا عليه وآله(‏ تجاهد بكل مالها في سبيل الرسالة،‏ ثم بنت<br />

النبي الكريم فاطمة ‏)عليها السالم(‏ التي يرضى هللا لرضاها،‏ ويغضب لغضبها تمَل الدنيا احتجاجًا،‏ وتنزل للمسجد<br />

تخطب في الرجال قبل النساء،‏ وهكذا عقيلة الطالبين زينب ‏)عليها السالم(‏ ودورها الخالد في ثورة كربالء والتي<br />

مازال صبرها يشحذ همم األباة،‏ ويستلهم من عزيمتها األحرار،‏ والسيدة فاطمة المعصومة ‏)عليها السالم(،‏ هي من<br />

قررت الرحيل من المدينة المنورة إلى مدينة قم المقدسة،‏ وهي رحلة طويلة ببعدها الزمني والجغرافي وما يعتريها<br />

من صعوبات وإمكانية التعرض للخطر،‏ ولم تكن ‏)عليها السالم(‏ امرأة في رحلة،‏ بل هي من تمتلك عصا القيادة فيها.‏<br />

وكذلك األخريات من المؤمنات،‏ فخولة بنت ثعلبة تجادل رسول هللا ‏)صلَّى هللا عليه وآله(‏ تلتمس ح ‏ًّال ألمرها،‏ وهنا<br />

يأتي أمر هللا تعالى في االستماع إلى حجتها وقبولها وفقًا لقوله تعالي:‏ ‏﴿قهدْ‏ سهمِ‏ هع هللاُ‏ قهوْ‏ هل الَّتِي تُجهادِلُ‏ هك فِي زه وْ‏ جِ‏ هها<br />

وه تهشْتهكِي إِلهى هللاِ‏ وه هللاُ‏ يهسْمه ‏ُع تهحهاوُ‏ ره كُمها إِ‏ ‏َّن هللاه سهمِي ‏ٌع بهصِ‏ ي ‏ٌر﴾.‏ )37(<br />

حهكِي ‏ٌم﴾‏ )36( ،<br />

-<br />

32<br />

سورة البقرة:‏<br />

.223<br />

-<br />

-<br />

33<br />

34<br />

‏َأَنَّ‏ هللاَ‏ عِندَهُ‏ أَجْ‏ رٌ‏ عَظِ‏ يمٌ﴾.‏ ‏)األنفال:‏‎28‎‏(‏<br />

‏ْالَدُكُمْ‏ فِتْنَةٌ‏ و<br />

‏﴿وَاعْلَمُواْ‏ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ‏ وَأَو<br />

الشيخ محمد صنقور،‏ مقاالت حول حقوق المرأة،‏ المنامة،‏ إصدارات حوزة الهدى للدراسات اإلسالمية،‏‎207‎<br />

م،‏ ص<br />

.211 -209<br />

35<br />

- صبحي صالح،‏ معالم الشريعة اإلسالمية،‏ بيوت،‏ دار العلم للماليين،‏ ص<br />

.404<br />

-<br />

36<br />

سورة التوبة:‏<br />

.71<br />

-<br />

37<br />

سورة المجادلة:‏<br />

.1<br />

34


ِ<br />

ولم يكن غائبًا عن ذاكرتنا المرأة التي جادلت الخليفة الثاني في عدم جواز تحديد صداق المرأة،‏ إذ أبطلت قرار<br />

الخليفة،‏ إذ حاجّته بالقرآن الكريم أعطاها حقًّا أرادت أن تتمسك به،‏ فيقر لها بالصواب حين قال:‏ ‏»امرأة أصابت<br />

ورجل<br />

وكذلك تقف الدرامية الحهجونية مع معاوية بن أبي سفيان حين تبيّن له فساد حكمه وتأييدها الشديد لخصمه؛ ألنه حق<br />

إذ تقول له:‏ ‏»أحببت عليًّا على عهدله في الرَّ‏ عية،‏ وقسمه بالسوية،‏ وعاديتك على سفكك الدماء،‏ وجورك في القضاء،‏<br />

وحكمك<br />

هكذا كانت المرأة المسلمة حاضرة بفكرها ووعيها وحهراكها في حفظ المجتمع المسلم وبنائه،‏ تمتلك الكفاءة في<br />

المواجهة والتحدي،‏ ولها الحق في البيعة،‏ وأخذ المواثيق،‏ فالدولة في اإلسالم عقد بين الفرد والحكم الشرعي،‏ وأن<br />

هذا العقد يستلزم التزامات معينة من الفرد مقابل قيام الدولة برعاية الفرد وحمايته.‏<br />

وبما أن المرأة فرد ومواطن في هذه األمَّة لزم أن تبايع وعليها ما على غيرها من المسؤولية وااللتزام وفقًا لما تشير<br />

إليه اآلية الكريمة:‏ ‏﴿يها أهيُّهها النَّبِيُّ‏ إِذها جهاءكه الْمُؤْ‏ مِنهاتُ‏ يُبهايِعْنهكه عهلهى أهن الَّ‏ يُشْرِ‏ كْنه بِاهللِ‏ شهيْئًا وه اله يهسْرِ‏ قْ‏ هن وه اله يهزْ‏ نِينه وه هال<br />

يهقْتُلْنه أهوْ‏ اله دههُنَّ‏ وه اله يهأْتِينه بِبُهْتهانٍ‏ يهفْتهرِ‏ ينه ُ بهيْنه أهيْدِيهِنَّ‏ وه أهرْ‏ جُلِهِنَّ‏ وه اله يهعْصِ‏ ينهكه فِي مهعْرُ‏ وفٍ‏ فهبهايِعْهُنَّ‏ وه اسْتهغْفِرْ‏ لههُنَّ‏ هللاه إِ‏ ‏َّن<br />

هللاه غهفُورٌ‏ رَّ‏ حِ‏ يمٌ﴾.‏ )40(<br />

المرأة تمتلك المقدرة والكفاءة في إدارة الدولة وشؤونها السياسية،‏ فلم يستنكر القرآن الكريم تولى امرأة سلطة الحكم،‏<br />

وأن تكون هناك ملكة سبأ،‏ وأنها صاحبة العرش العظيم التي ورد ذِكرها في القرآن الكريم:‏ ‏﴿فهمهكهثه غهيْره بهعِيدٍ‏ فهقها هل<br />

أهحهطتُ‏ بِمها لهمْ‏ تُحِ‏ طْ‏ بِهِ‏ وه جِ‏ ئْتُكه مِن سهبهإٍ‏ بِنهبهإٍ‏ يهقِينٍ‏ * إِنّ‏ ‏ِي وه جهدتُّ‏ امْره أهةً‏ تهمْلِكُهُمْ‏ وه أُوتِيهتْ‏ مِن ِ كُلّ‏ شهيْءٍ‏ وه لههها عهرْ‏ شٌ‏ عهظِي ‏ٌم<br />

إنما<br />

وه جهدتُّهها وه قهوْ‏ مههها يهسْجُدُونه لِلشَّمْسِ‏ مِن دُونِ‏ للاَّ‏ ِ وه زه يَّنه لههُمُ‏ الشَّيْطهانُ‏ أهعْمهالههُمْ‏ فهصهدَّهُمْ‏ عهنِ‏ السَّبِيلِ‏ فههُمْ‏ اله يههْتهدُو هن﴾‏ )41(<br />

استنكر أن يعبدوا الشمس من دون هللا تعالى،‏ وقد أورد القرآن ما يدل على كفاءة ملكة سبأ وحسن سياستها،‏ وكيف<br />

انتهت في تعاملها السليم مع النبي سليمان ‏)عليه السالم(‏ إلى اإلسالم،‏ واالعتراف بظلم نفسها،‏ وفى المقابل استنكر<br />

القرآن الكريم استبداد فرعون،‏ وظلمه وادعاءه األلوهيَّة،‏ وكيف انتهى غطرسته بأنه أهلك نفسه وقومه لذا،‏ فبلقيس<br />

أكفأ وأبعد نظرً‏ ا وحكمة من فرعون مصر،‏ مع أ ‏َّن كل منهما حاكمًا على<br />

إنَّ‏ المرأة بما تحمله من خصوصيات في تركيبتها الطبيعية واالجتماعية تعتبر الفاعل المحوري في <strong>عمل</strong>ية التحول،‏ إذ<br />

أنَّ‏ أدبيات علم االجتماع،‏ وعلم النفس االجتماعي أكدت جميعها بأن المرأة تعد عنصرً‏ ا أساسًا من عناصر التغيير،‏ بل<br />

تبقى أكثر أدوات التغيير فعالية،‏ ويمكن إرجاع ذلك إلي ثالثة أسباب:‏<br />

أولهما:‏ إنَّ‏ المرأة تعد أكثر سرعة في تقبل كلّ‏ ما هو جديد.‏<br />

ثانيًا:‏ تتميز بقدرة على التكيف مع الجديد.‏<br />

وثالثًا:‏ أكثر اعتدا ‏ًال في التعامل مع الجديد،‏ وسرعة تكيُّف،‏ واعتدا ‏ًال في <strong>عمل</strong>ية التكيف هي خصائص أساسيَّة<br />

في سلوك المرأة تجعل منها المحور الثابت في <strong>عمل</strong>ية التغير السياسي.‏<br />

وعلي الرغم من ذلك تبقى المشاركة الفعلية للمرأة في ال<strong>عمل</strong> السياسي ما زالت تعتمد بشكل أساس على مجموعة من<br />

العوامل منها دافعية المرأة نحو المشاركة في ال<strong>عمل</strong> العام وال<strong>عمل</strong> السياسي بشكل خاص،‏ ومدى امتالك المرأة نفسها<br />

للقدرات والكفاءات والخبرات المؤهلة مع توافر المناخات العامة للتوجُّه لمثل هذا ال<strong>عمل</strong>،‏ إضافة إلى تعزيز نظرة<br />

المجتمع اإليجابية ودعمها لمشاركة المرأة في ال<strong>عمل</strong><br />

*<br />

قومه.‏ )42(<br />

السياسي.‏ )43(<br />

تقبالً‏ ،<br />

أخطأ".‏ )38(<br />

بالهوى".‏ )39(<br />

-<br />

38<br />

المتقي الهندي:‏ كنز العمال<br />

،538 /16 ح<br />

-<br />

39<br />

45800، سنة الطبع ‎1409‎ه<br />

رملة عبدالحميد،‏ صوت المرأة .. ‏"ديرتنا نحميها،‏ مقال لنشرة الوفاق<br />

-<br />

- ‎1989‎م،‏ مؤسسة الرسالة،‏ بيروت – لبنان.‏<br />

الدائرة <strong>السادس</strong>ة في انتخابات النيابية،‏ أكتوبر<br />

2010<br />

-<br />

40<br />

سورة الممتحنة:‏<br />

.12<br />

أحمد منصور،‏<br />

الدين السياسي،‏ ونقد الفكر الديني،‏ الحوار المتمدن،‏ العدد:‏<br />

م.‏<br />

.23:39 - 13 / 1 / 2011 - 3245<br />

41<br />

- النمل:‏ .23-22<br />

-<br />

-<br />

42<br />

43<br />

أحمد منصور،‏ المرجع السابق.‏<br />

حسن عايش وآخرون،‏ المرأة والدور .. نظرة أردنية،‏ عمان،‏ مؤسسة عبد الحميد شومان،‏‎2008‎ م،‏ ص‎177‎‏.‏<br />

35


ِ<br />

ٍ<br />

المرأة ثالثًا:‏<br />

المسلمة وتحديات<br />

والمتغيّ‏ ‏ِر الثابت<br />

إنَّ‏ إشكالية الثابت والمتغير تنطلق من جهتين األولى:‏ تتعلق بفهم اإلسالم فهي ‏"جنبه مفهومية"،‏ ومبدأ وأساس هذه<br />

الجنبة هو القول بأن اإلسالم الذي يراد له أن يكون خالدًا فاع ‏ًال مؤثرً‏ ا في حياة اإلنسان في كلّ‏ األزمنة والعصور،‏ ال<br />

يمكن لعطائه الفكري،‏ وثرائه المعرفي أن يتوقف عند حدّ‏ معين وأفق محدد،‏ أل ‏َّن البشرية تعيش على الدوام تجددًا في<br />

أفكارها واتساعًا في مداركها،‏ وليس من المعقول لدين يبتغي الخلود واالستمرار فاع ‏ًال مؤثرً‏ ا في حياة اإلنسان أن<br />

يعجز في وقت من األوقات عن تقديم ما يساهم في فتح آفاق مستجدة من التفكير والوعي لمعتنقيه ومتبعيه.‏ والثانية:‏<br />

تتعلق بفاعلية اإلسالم ودوره في الحياة فهي ‏"جنبة <strong>عمل</strong>ية"،‏ ومبدأ هذه الجنبة هو القول بأن فاعلية الدين اإلسالمي،‏<br />

والفكر الديني على البقاء واالستمرار والتأثير في الممارسات ال<strong>عمل</strong>ية للناس،‏ مرهونة بقدرتها على االستجابة لتغيرات<br />

الظروف اإلنسانية التي تتسم بدوام التطور والتبدل<br />

وفي هذا الصدد هل يمكن أن نضبط بموضوعية الدور الحقيقي للمرأة المسلمة في المجال السياسي دون القضاء علي<br />

االزدواجية التي شهدها تناول قضية المرأة:‏ تناقض بين الفعل والقول،‏ وبين الفكر والممارسة،‏ وما بين التواجد في<br />

المجال العام والمجال الخاص،‏ واالختالف ما بين التصور التقليدي والحكم الشرعي؟<br />

أسئلة متعددة لكن أساسية كإطار نظري لتحول دور المرأة في ال<strong>عمل</strong> السياسي بين الثابت والمتغير.‏<br />

يشار إلى أن الدراسات التي تناولت المرأة في اإلسالم في السنوات الماضية خلصت إلى التأكيد على أهمية دور<br />

المرأة في النموذج اإلسالمي،‏ مع إغفال لدور الرجل في هذه المعادلة،‏ رغم دوره المكمل المهم في أي تصور<br />

لمجتمع إسالمي نموذجي يهتم باألسرة بوصفها النواة األولى لسالمة بُنية المجتمع،‏ لذا يأتي الحديث عن واجبات<br />

المرأة المسلمة منفص ‏ًال عن دور الرجل ومساهماته المطلوبة لهذه المسؤوليات ممَّا يزيد مركزية المرأة،‏ لذا فهم<br />

الناس أ ‏َّن المرأة وحدها المسؤولة عن التربية،‏ وحفظ كيان األسرة وأخالقيات المجتمع والتضحية بالذات اعتبارها<br />

حاملة العبء االكبر،‏ ومع هذه الثقافة المبالغة في اعتبار نهضتها،‏ أو تعثرها يكون سببًا لنهضة األمَّة بأسرها،‏ مع<br />

تجاهل تام لموضوع صالح أو فساد الطرف اآلخر في هذه المنظومة وهو الرجل،‏ ومع هذه الثقافة سادت مفاهيم لكل<br />

جنس مجاله،‏ وتخصصه،‏ فأصبحت الذكورة تعني العمق والجدية واألنوثة هي السطحية،‏ فتم تمجيد الذكورة على<br />

أساس القوة وسياسية الدولة القومية،‏ وفي المقابل تم تمجيد األنوثة على سطحيتها باعتبارها الحارس لَلسرة والمجال<br />

والتجدد.‏ )44(<br />

)45(<br />

الخاص.‏<br />

وفي هذا المجال يشدّ‏ ‏ِد آية هللا السيد محمد حسين فضل هللا على مسألة الفصل في المجاالت بحسب الجنس بقوله:''إنَّ‏<br />

الفكرة التي تحبس دور المرأة في نطاق خاص،‏ أو تحبس دور الرجل في نطاق خاص،‏ هي فكرة غير <strong>عمل</strong>ية وغير<br />

صحيحة،‏ وقد اعتاد الناس على أن يجعلوا لكل إنسا ‏ٍن دورً‏ ا بحسب اختصاصه،‏ كما نالحظ أ ‏َّن الناس،‏ في بعض<br />

المجتمعات اإلسالمية،‏ يحصرون دور الفقيه في ال<strong>عمل</strong> الفقهي،‏ وال يريدون له أن يتدخل في األعمال االجتماعية،‏ أو<br />

السياسة".‏ )46(<br />

ففي محيطها الخاص تبقي الفاعل األساس في <strong>عمل</strong>ية التنشئة االجتماعية،‏ وسالمة األسرة.‏<br />

أما في المجال العام،‏ فإننا نشكك في قدرة مشاركتها في الحياة السياسية،‏ ونقفل األبواب أمامها،‏ ألنها ستدخل في<br />

منافسة خاسرة مع دورها كأم وزوجة،‏ في حين نرمي بمسؤوليتها أمام المجتمع للنضال؛ من أجل استحقاق هذا<br />

الدور،‏ وهذا ما يؤكد أن هناك ثواب هت ال ينبغي التفريط فيها.‏<br />

في المقابل هناك متغيرات ترجع للظروف الطارئة،‏ لكن هذا األمر ال يدفعنا لل<strong>عمل</strong> لجعل المتغيرات الثوابت،‏ وال<br />

الثوابت متغيرات.‏<br />

-<br />

44<br />

كامل الهاشمي،‏ إشكالية الثابت والمتغير،‏ موقع االلكتروني للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب اإلسالمية.‏<br />

45<br />

- أميمة ابو بكر مقال صورة الرجل في الكتابات اإلسالمية،‏ تحديات الثابت والمتغير في القرن 19، القاهرة،‏ منشورات مركز المرأة والذاكرة،‏ 2001 م،‏ ص<br />

11، ص‎144‎‏.‏<br />

-<br />

46<br />

الوقت،‏ العدد<br />

م.‏ 2008 أكتوبر - 28 ه 1429 شوال 29 الثالثاء 981<br />

36


رابعًا:‏ الحهراك النسائي السياسي في البحرين<br />

المرأة البحرينية في كل تاريخها امرأة واعية بواقعها،‏ بل ساعية؛ من أجل حقها السياسي وعزتها وكرامتها،‏ لذا<br />

خرجت تطالب،‏ وخرجت لتصحح المسار.‏<br />

لقد دخلت المرأة البحرينية في التعليم الرسمي عام ‎1928‎م،‏ ربما لم يدون التاريخ الحديث،‏ أي مبادرة لتحرك نسائي<br />

بحريني معلن إال في الخمسينات من القرن الماضي،‏ وبالتحديد في عام ‎1953‎م حين أعلنت زوجة المستشار<br />

البريطاني تشارلز بلجريف ‏"عن تشكيل ما يعرف"‏ نادي البحرين للسيدات ‏"قوامه من نساء المجتمع المخملي،‏ جُوبه<br />

هذه التشكيل برفض مجتمعي كبير خوفًا على ‏"إفساد أما المرأة في القرى في تلك الفترة،‏ فقد نشطت في<br />

تأسيس المآتم النسائية بإدارة نسائية متكاملة من حيث التخطيط والتنفيذ والصرف المالي،‏ ويعتبر المأتم ملتقى<br />

اجتماعي نسائي في الصباح يكون التعليم فيه للفتيات؛ لتعلم قراءة القرآن،‏ وفي المساء تكون لقراءة سير أهل<br />

البيت)عليهم<br />

-<br />

المرأة"‏ )47( ،<br />

-<br />

السالم(.‏ )48(<br />

كان محركو الحهراك السياسي في الوطن العربي والبحرين لم تخرج من هذا السياق هم طلبة المدارس،‏ وخريجو<br />

الجامعات من مؤيّ‏ ‏ِدي الحركات الليبرالية،‏ والقومية العربية،‏ والتيارات الشيوعية،‏ ولم تكن المرأة البحرينية بعيدة عن<br />

هذا التوجه.‏<br />

لقد ساهمت المرأة البحرينية في هيئة االتحاد الوطني في نضالها ضد االستعمار البريطاني،‏ وكان للتطورات<br />

السياسية في الوطن العربي دور كبير في التأثير على المسار النضالي في البحرين كالعدوان الثالثي على مصر عام<br />

م،‏ وحرب التحرير الوطنية الجزائرية،‏ وحركة التحرر من الحكم البريطاني في اليمن عام م،‏<br />

والنكسة العربية عام وثورة والقضية الفلسطينية،‏ وثورة ظفار م،‏ لذا شاركت المرأة البحرينية في<br />

المسيرات سواء أكانت لمطالب سياسية،‏ أم عمالية،‏ أم تضامنيًّا مع القضايا العربية،‏ وكان للمرأة البحرينية وخاصة<br />

فئات الشباب من انتفاضة مارس م،‏ فقد أبدت طالبات الثانوية دورً‏ ا مساندًا لالشتراك في المظاهرات المساندة<br />

لحركة العمال باتخاذ عن جانب من المظاهرة،‏ كما أن نساء البيوت يتجمع هن عند األبواب؛ إلظهار المساندة والدعم<br />

للمتظاهرين،‏ وحمايتهم عند هجوم رجال الشرطة،‏ وإسعاف المصابين،‏ وتزويده ‏َّن بالبصل عند إطالق مسيالت<br />

الدموع،‏ كما يشار أ ‏َّن بعضًا من الفتيات ك ‏َّن ينقلن الرسائل،‏ والثياب،‏ وتوصيل المعلومات،‏ ونشر المنشورات،‏<br />

وتوزيع األموال للعوائل المتضررة ما بين مناطق البحرين،‏ كما تطوعت العديد من النساء لنقل الشباب ما بين المنامة<br />

والمحرق،‏ وذلك عندما أحكمت الرقابة على الجسر إذ يسمح للمرور لسيارات األجرة التي بها نساء من المرور دون<br />

1963<br />

1971<br />

65<br />

،1976<br />

1956<br />

تفتيش.‏ )49(<br />

لكنها لم تظهر في الساحة السياسية بقوة إذ أنها لجأت ال<strong>عمل</strong> الخيري عن طريق تأسيس الجمعيات االجتماعية<br />

النسائية،‏ فقد أعلنت العام م قيام جمعية نهضة فتاة البحرين،‏ تلتها جمعية رعاية األمومة والطفولة في العام<br />

م،‏ ثم جمعية النساء م.‏<br />

‎1960‎م،‏ إنشاء جمعية أوال النسائية،‏ والرفاع الثقافية<br />

وتعددت بعدها الجمعيات النسائية،‏ لقد كان للمرأة البحرينية حق االنتخاب في المجلس البلدي عام 1951 م إال أن هذا<br />

الحق سلب منها فيما بعد،‏ وعلى الرغم من عدم تمثيل المرأة في المجلس التأسيسي م إال أن األخير طالب<br />

الحكومة بتوضيح نص المادة البند ‏)ه(‏ الذي نص على ‏"للمواطنين حق المشاركة في الشؤون العامة،‏ والتمتع<br />

بالحقوق السياسية بدءًا بحق االنتخاب"‏ من الدستور والمتعلق بحق االنتخاب،‏ وذلك بأن يحدد كلمة المواطنين بذكور<br />

وإناث،‏ لكن قانون االنتخاب الذي صدر لتنظيم االنتخابات منع المرأة من حق الترشيح واالنتخاب،‏ هذا األمر دفع<br />

بجمعيتي نهضة فتاة البحرين،‏ وجمعية أوال النسائية رفع احتجاجها إلى المجلس الوطني الذي لم يستمر طوي ‏ًال.‏ )50(<br />

انكفأت المرأة في الجمعيات االجتماعية،‏ وانخرطت في الثمانيات في الجمعيات المهنية،‏ ومنها جمعية<br />

االجتماعيين،‏ جمعية األطباء،‏ جمعية المهندسين،‏ جمعية المحامين البحرينية،‏ وغيرها من جمعيات النفع العام،‏<br />

والجمعيات المهنية.‏<br />

الدولية 1974<br />

1972<br />

الخيرية 1970<br />

1955<br />

)1(<br />

-<br />

47<br />

سوسن كريمي،‏ فجوة النوع االجتماعي بين الشباب:‏ التحديات والسياسات النموذج البحريني،‏ ورقة قدمت في مؤتمر أبوظبي للتخطيط والتنمية،‏ 31<br />

مارس - 2009<br />

-<br />

48<br />

49<br />

50<br />

م،‏ أبو ظبي،‏ دولة اإلمارات العربية.‏<br />

رملة عبد الحميد،‏ رسالة ماجستير:‏ البحرين ما بين<br />

1939 - 1919<br />

-<br />

فوزية مطر،‏ دور المرأة البحرينية في انتفاضة مارس<br />

1965<br />

م دراسة لألوضاع السياسية واالقتصادية واالجتماعية،‏ جامعة الكويت،‏ ‎2006‎م.‏<br />

مركز مساواة المرأة،‏<br />

.23 / 3 / 2009<br />

-<br />

ورقة <strong>عمل</strong> مقدمة من الدكتورة مريم الجالهمة<br />

المركز اإلقليمي لألمن اإلنساني‎11‎<br />

–<br />

2002 مارس - 13<br />

البحرين -، في ‏"ورشة ال<strong>عمل</strong> اإلقليمية حول:‏ ‏"النوع االجتماعي والتحول الديمقراطي في الوطن العربي"‏<br />

عمان،‏ األردن.‏<br />

37


38<br />

ةأرملا<br />

يف<br />

تايعمجلا<br />

ةيئاسنلا<br />

ةيعامتجلاا<br />

لواحت<br />

نيب<br />

نيحلا<br />

حرط رخلآاو<br />

اياضق<br />

ةأرملا<br />

يف<br />

ةقورأ<br />

،ةفاحصلا<br />

تاودنلاو<br />

،ةماعلا<br />

نكل<br />

ام<br />

ذخؤي<br />

هيلع<br />

نأ<br />

هباطخ<br />

يئاسنلا<br />

نرق<br />

نيب<br />

رطاخم<br />

رامعتسلاا<br />

،يبنجلأا<br />

رايتلاو<br />

ينيدلا<br />

يذلا<br />

هيمسي<br />

،يعجرلاب<br />

اذه<br />

باطخلا<br />

حبصأ<br />

قيصل<br />

هذه<br />

تاكرحلا<br />

امم<br />

هدقفأ<br />

ريثكلا<br />

نم<br />

تائفلا<br />

ةيئاسنلا<br />

اَّمإ<br />

اًناميإ<br />

هنايصعب<br />

اَّمإو<br />

اًفوخ<br />

نم<br />

هتاحورطأ<br />

،ةيتاعلا<br />

اذه<br />

رايتلا<br />

يوسنلا<br />

ىلع<br />

مغرلا<br />

نم<br />

هطاشن<br />

لامعلأاو<br />

ةيريخلا<br />

يتلا<br />

اهمدقي<br />

عمتجملل<br />

هنكل<br />

مل<br />

عطتسي<br />

قارتخا<br />

،ىرقلا<br />

ملو<br />

جرخي<br />

جراخ<br />

هراوسأ<br />

امبر<br />

هتفكانم<br />

رايتلل<br />

،ينيدلا<br />

حرطو<br />

ةيضق<br />

،باجحلا<br />

ةيرحو<br />

ةأرملا<br />

يف<br />

بلغأ<br />

.هتاحورطأ<br />

عمو<br />

ةوحصلا<br />

ةيملاسلإا<br />

يتلا<br />

ترس<br />

يف<br />

جيلخلا<br />

يبرعلا<br />

عم<br />

علطم<br />

،تاينامثلا<br />

تجرخ<br />

ةأرملا<br />

ةيملاسلإا<br />

عمتجملل<br />

ةوقب<br />

كرحتت<br />

ةيلعافب<br />

يف<br />

ناديملا<br />

يعامتجلاا<br />

ةوعدلاو<br />

.ةيملاسلإا<br />

يفو<br />

تانيعست<br />

نرقلا<br />

،يضاملا<br />

دعبو<br />

فقوت<br />

ةايحلا<br />

ةيناملربلا<br />

يف<br />

نيرحبلا<br />

ةليط<br />

نيرشع<br />

اًماع<br />

تدهش<br />

نيرحبلا<br />

اًكارهح<br />

تعمتجا<br />

هيف<br />

عيمج<br />

ىوقلا<br />

فلتخمب<br />

تاهجوتلا<br />

،ةيركفلا<br />

تناكو<br />

ةأرملا<br />

ةينيرحبلا<br />

تضاخ<br />

اذه<br />

كرت<strong>عمل</strong>ا<br />

،ةينلاع<br />

نَّ كل<br />

ءبعلا<br />

ربكلأا<br />

انه<br />

عقو<br />

ىلع<br />

ةأرملا<br />

ةيملاسلإا<br />

يتلا<br />

تضاخ<br />

،ناديملا<br />

تدجاوتو<br />

يف<br />

،تاريسملا<br />

اهءاجو<br />

نم<br />

ليكنتلا<br />

ام<br />

،ىرج<br />

نكل<br />

ةدحو<br />

ىقتلملا<br />

اهلعج<br />

لولأ<br />

ةرم<br />

يف<br />

اهخيرات<br />

كراشت<br />

ءاسن<br />

اهموق<br />

عيقوتلاب<br />

ىلع<br />

ةضيرع<br />

1994<br />

م<br />

ةبلاطملا<br />

،ةيطارقميدلاب<br />

ةدوعبو<br />

ةايحلا<br />

ةيناملربلا<br />

.% 20 ةبسنب<br />

مويلا<br />

شيعت<br />

ةأرملا<br />

يف<br />

نيرحبلا<br />

ةلاح<br />

،ةفلتخم<br />

يقتلتو<br />

نم<br />

ةفلتخملا<br />

اهعم<br />

اًّيجولديأ<br />

يف<br />

ليبس<br />

،نطولا<br />

عم<br />

اذه<br />

كارهحلا<br />

ديدجلا<br />

مل<br />

ضرعتت<br />

ةأرملا<br />

ةينيرحبلا<br />

يف<br />

اهخيرات<br />

لثمب<br />

ام<br />

تضرعت<br />

هل<br />

نم<br />

تاكاهتنا<br />

دقف<br />

تطقس<br />

13<br />

،ةديهش<br />

لازامو<br />

ددعلا<br />

يف<br />

،ديازت<br />

يلاوحو<br />

200<br />

ةبلاط<br />

تلصف<br />

نم<br />

ميلعتلا<br />

،يعماجلا<br />

308و<br />

ةأرما<br />

تلصف<br />

نم<br />

اهلمع<br />

يف<br />

عاطقلا<br />

ماعلا<br />

47و<br />

نم<br />

عاطقلا<br />

،صاخلا<br />

اذل<br />

تغلب<br />

ةبسن<br />

تلاوصفملا<br />

بسحب<br />

تاءاصحإ<br />

داحتلاا<br />

ةرازوو<br />

،لمعلا<br />

حوارتت<br />

نيب<br />

25<br />

30و<br />

يف<br />

ةئاملا<br />

نم<br />

يلامجإ<br />

نيلوصفملا<br />

نع<br />

،لمعلا<br />

يلاوحو<br />

197<br />

ةأرما<br />

نه ضرعت<br />

لاقتعلال<br />

بسحب<br />

تاءاصحإ<br />

ةيعمج<br />

قافولا<br />

نم<br />

18 نهنيب<br />

ةلقتعم<br />

نَّمم<br />

مل<br />

زواجتت<br />

،اًماع 18 نهرامعأ<br />

ذإ<br />

مل<br />

رمع زواجتي<br />

رغصأ<br />

ةلقتعم<br />

.اًماع 14 لا<br />

فلاآو<br />

نهنم<br />

نضرعت<br />

قيقحتلل<br />

يف<br />

ناجل<br />

قيقحت<br />

يف<br />

،لمعلا<br />

زكارمو<br />

ةطرشلا<br />

ةروصب<br />

ةطحم<br />

،ةماركلل<br />

اذل<br />

تمدق<br />

ةأرملا<br />

ةينيرحبلا<br />

ةروص اهديب<br />

ةقرشم<br />

،اهنع<br />

يه<br />

ةجاحب<br />

مويلا<br />

رثكأ<br />

نم<br />

يأ<br />

تقو<br />

ىضم<br />

نأ<br />

مسرت<br />

اهدغل<br />

لاً بقتسم<br />

،اًفلتخم<br />

لبقتسم<br />

لعجي<br />

اهنم<br />

ةبعص اًمقر<br />

يف<br />

ةلدا<strong>عمل</strong>ا<br />

ةينيرحبلا<br />

.ةمداقلا<br />

َّنإ<br />

لوصو<br />

ةأرملا<br />

يلإ<br />

بصانملا<br />

ةيسايسلا<br />

نوكي<br />

يف<br />

بلاغ<br />

نايحلأا<br />

قفو<br />

:نيرمأ<br />

امهلوأ<br />

نع<br />

قيرط<br />

بناجلا<br />

،يرادلإا<br />

يذلاو<br />

قفاوتي<br />

عم<br />

،ةربخلا<br />

ةءافكلا<br />

،ةينهملا<br />

جردتلا<br />

.يفيظولا<br />

امهيناثو<br />

بناجلا<br />

،يسايسلا<br />

يذلاو<br />

يتأي<br />

هرودب<br />

اًعوبتم<br />

نم<br />

،لاضنلا<br />

ةدايقلا<br />

ةيسايسلا<br />

،تاباختنلااو<br />

اذهو<br />

نابناجلا<br />

امهل<br />

ةقلاع<br />

ةرشابم<br />

رشؤمب<br />

ميلعتلا<br />

رشؤمو<br />

،لمعلا<br />

املكف<br />

تعفترا<br />

ءاسنلا<br />

ىلإ<br />

تايوتسملا<br />

ايلعلا<br />

يف<br />

ميلعتلا<br />

يعماجلا<br />

املك<br />

حتفت<br />

َّنهل<br />

ةصرف<br />

يقرتلا<br />

يف<br />

بصانملا<br />

ايلعلا<br />

ةيفيظولا<br />

،ةيرادلإاو<br />

حبصأو<br />

قيرطلا<br />

اهل<br />

اًحوتفم<br />

يف<br />

لمعلا<br />

يسايسلا<br />

،يباقنلاو<br />

لهف<br />

لمحت<br />

ةأرملا<br />

ةينيرحبلا<br />

هذه<br />

ريشابتلا<br />

للاخ نم<br />

؟تايئاصحلإا<br />

-<br />

ددع ردقي<br />

ءاسنلا<br />

يف<br />

217.2 يلاوح نيرحبلا<br />

فلأ<br />

221 لباقم<br />

فلأ<br />

نم<br />

،لاجرلا<br />

لثمتو<br />

%49.56<br />

نم<br />

ناكسلا<br />

بسحب<br />

2004 تايئاصحإ<br />

م<br />

زاهجلل<br />

يزكرملا<br />

)51( .تامول<strong>عمل</strong>ل<br />

-<br />

ةأرملا<br />

ةينيرحبلا<br />

ةقاَّبس تناك<br />

يف<br />

ماحتقا<br />

تلااجم<br />

ملعلا<br />

لمعلاو<br />

ذنم<br />

فصتنم<br />

نرقلا<br />

،تئافلا<br />

بسحف<br />

تايئاصحإ<br />

2006<br />

،م<br />

دادزت<br />

ةبسن<br />

قاحتللاا<br />

ميلعتلاب<br />

يوناثلا<br />

نيب<br />

ثانلإا<br />

لصي<br />

% 81.3 ىلإ<br />

يف<br />

دنع% 68 لبقم<br />

.روكذلا<br />

امك<br />

تضفخنا<br />

ةبسن<br />

ةَّيملأا<br />

نيب<br />

ءاسنلا<br />

)52( .%17 ىلإ<br />

-<br />

يف<br />

نيدايم<br />

لمعلا<br />

تعفترا<br />

تلادعم<br />

ةمهاسم<br />

ةأرملا<br />

يف<br />

ىوقلا<br />

ةلماعلا<br />

نَّ أ<br />

ةبسن<br />

ةأرملا<br />

نم<br />

يلامجإ<br />

ىوقلا<br />

ةلماعلا<br />

يف<br />

عاطق<br />

ةمدخلا<br />

ةيندملا<br />

46 % تغلب<br />

يف<br />

2008ماع<br />

،<br />

امك<br />

تعفترا<br />

ةبسن<br />

ةأرملا<br />

يف<br />

عاطقلا<br />

صاخلا<br />

% 27ىلإ<br />

يف<br />

ماعلا<br />

)53( .هتاذ<br />

-<br />

امأ<br />

ىلع<br />

يوتسم<br />

عاطقلا<br />

،يفيظولا<br />

كانهف<br />

تايدحت<br />

ام<br />

تلاز<br />

ةأرملا<br />

ةينيرحبلا<br />

يناعت<br />

اهنم<br />

اهمهأ<br />

عافترا<br />

لدعم<br />

% 4.1ةلاطبلا<br />

نيب<br />

،لاجرلا<br />

10.5و<br />

نيب<br />

ءاسنلا<br />

ماع<br />

2001<br />

،م<br />

امك<br />

ضفخني<br />

طسوتم<br />

رجلأا<br />

يرهشلا<br />

ءاسنلل<br />

يف<br />

51<br />

-<br />

،تامول<strong>عمل</strong>ل يزكرملا زاهجلل<br />

.www.bahrain.gov.bh<br />

52<br />

-<br />

.قباسلا ردصملا<br />

53<br />

-<br />

يضر نسح دمحم نم ةمدقم ةقرو<br />

ةكراشملل، نيرحبلا ةكلمم ةبرجت ،ةيمنتلا يف ةأرملا رود<br />

يف<br />

عامتجلاا<br />

ثلاثلا<br />

رشع<br />

رمتؤمل<br />

مملأا<br />

ةدحتملا<br />

ةراجتلل<br />

ةيمنتلاو<br />

تحت<br />

"ناونع<br />

ةملوعلا<br />

ةزكرمتملا<br />

ىلع<br />

وحن: ةيمنتلا<br />

ومن<br />

ةيمنتلا<br />

ةلماشلا<br />

– ةحودلا ،"ةمادتسملاو<br />

12 12 رطق<br />

1121 ليربأ<br />


2006<br />

% 32<br />

569( ،%7<br />

القطاع الخاص عن الرجال بشكل ملحوظ،‏ فمتوسط أجور النساء كانت أقل عن الرجل في العام م،‏<br />

كما ينخفض متوسط األجر الشهري للنساء في القطاع العام عن الرجال بمقدار دينارً‏ ا للنساء(‏ مقابل<br />

م للجهاز المركزي للمعلومات،‏ ومؤسسة نقد البحرين سابقًا.‏<br />

دينارً‏ ا للرجال(‏ وفق<br />

كما أ ‏َّن النساء في البحرين يشغل هن %12 فقط من المهن في قطاع الهندسة،‏ في قطاع القانون والمحاماة.‏<br />

أما وظائف الدرجة العاشرة ذات األجور العالية في الوظائف العامة وفق ديوان الخدمة المدنية،‏ فالنسبة األكبر يشغلها<br />

رجال وفق إحصاءات م-‏ م،‏ وتتركز النساء في الدرجات الدنيا في وظائف الخدمة المدنية<br />

فقط من المناصب العليا في القطاع الحكومي في البحرين تشغلها نساء،‏ يشغلها رجال<br />

م للجهاز المركزي<br />

وفق<br />

بالنسبة للحضور النسوي على المستوى التمثيل في األحزاب السياسية،‏ ففي جمعية الوفاق الوطني اإلسالمية بنسبة<br />

في جمعية المنبر الوطني<br />

و‎73‎ %<br />

)5-7(<br />

و‎31‎ %<br />

للمعلومات.‏ )54(<br />

اإلسالمي.‏ )55(<br />

إحصاءات 2004<br />

2002<br />

612(<br />

2001<br />

بنسبة ،%2.66 %7<br />

إحصاءات 2003<br />

-<br />

،% 38 ونسبة % 35<br />

-<br />

-<br />

-<br />

فالتمثيل في الجمعيات السياسية يظهر فيه قصور الحضور النسائي كقيادات،‏ أو متصدرات لقائمة المترشحات داخل<br />

الجمعيات،‏ أو منتخبات في المجالس المنتخبة،‏ فكل األحزاب دون استثناء علمانية كانت أم إسالمية تعرف تدنّ‏ ‏ِيًا<br />

كبيرً‏ ا لمستوي وجود النساء في صفوفها،‏ ف‎%99‎ من قيادات الجمعيات يحتكرها الرجال،‏ ونادرً‏ ا ما تتصدر النساء.‏<br />

أما الجمعيات النسائية،‏ فقد سيطرت على غالبيتها نخبة صغيرة <strong>عمل</strong>ت على تسييرها وتوجيهها،‏ فتحولت فيها إلى<br />

مشاركة نخبوية.‏<br />

ويبقي الجزء األكبر من النساء غير مطلعة على هذه الحركة،‏ أو غير مقتنعة بفعالياتها وضرورتها،‏ وفي بعض<br />

األحيان ومعه تفقد معظم الجمعيات النسائية الفاعلية والنفوذ،‏ ممَّا يؤثر على أهدافها وال<strong>عمل</strong> المؤسساتي المنظم،‏<br />

وينتهي باألمر بغالبيتها،‏ ألن تصبح غطاء للحكومة،‏ إذ تسعى بعض من قياداتها إلي النجومية والظهور تحت غطاء<br />

ال<strong>عمل</strong>؛ من أجل حقوق النساء والمساواة،‏ لذلك أصبح بروز بعض الوجوه النسائية على الساحة البحرينية يعبر عن<br />

حاالت فردية،‏ وال يعكس عن حركة سياسية فاعلة وواعية،‏ لذا وجب علينا الدفع بالكثير من الشخصيات اإلسالمية<br />

الفاعلة في الساحة السياسية بشكل فاعل ومؤثر،‏ وبذلك نخلص إلى التالي:‏<br />

عندما نتحدث عن التغير في التواجد السياسي للمرأة المسلمة ال بد أن يكون لها حضور المرأة كفاعلة<br />

المستوي المؤسساتي للجمعيات السياسية،‏ والنقابات المهنية.‏<br />

أنْ‏ تساهم كقطب أساس كمصفوفة على المستوي الثقافي،‏ فتصنع فكرً‏ ا ومن يصنع فكرً‏ ا يصنع حياة.‏<br />

نحن نعيش اآلن تباشير صحوة إسالمية سياسية جديدة،‏ لذا ينبغي للمرأة أن تركب هذه الموجة بشكل إيجابي،‏<br />

وأن تساهم في صناعة الوعي.‏<br />

على مستوى المبادرة،‏ ال بد للمرأة أن تمتلك العزيمة والمبادرة للوصول للغاية،‏ لذلك عليها أن ت<strong>عمل</strong>،‏<br />

وتتحمل المصاعب؛ من أجل أ ‏ْن تصل،‏ وتؤثر،‏ وتترك رسالة واضحة ومؤثرة.‏<br />

أنْ‏ تبني منهجًا حياتيًّا صحيحًا قائمًا على تعاليم الشريعة اإلسالمية النابعة من القرآن الكريم،‏ ومدرسة أهل<br />

البيت ‏)عليهم السالم(،‏ لذا وجب على المرأة اإلسالمية أن تكون قريبة فكريًّا وروحيًّا من الفقيه العالِم،‏<br />

واالتصال به،‏ فهي األجدر بطرح مشكلتها والتعبير عنها.‏<br />

،<br />

-<br />

-<br />

-<br />

54<br />

55<br />

فريدة غالم إسماعيل،‏ صور من واقع إحصاءات،‏ صحيفة الوسط ، لعدد ‎1644‎الخميس<br />

2007 مارس 8<br />

-<br />

محمد حسن رضي،‏ المرجع السابق.‏<br />

م.‏<br />

39


ملحق<br />

من شروط <strong>عمل</strong> المرأة المسلمة في الميدان السّ‏ ‏ِياسي<br />

الشرط األول : اإليمان باهلل تعالى:‏<br />

أن تكون المرأة عارفةً‏ باهلل تعالى،‏ مصدقةً‏ بما يجب التصديق به،‏ كما قال تعالى:‏ ‏﴿وه مهن يهبْتهغِ‏ غهيْ‏ هر اإلِسْاله ‏ِم دِينًةا فهلهةن<br />

يُقْبه هل مِنْهُ‏ وه هُ‏ هو فِي اآلخِ‏ ره ةِ‏ مِ‏ هن الْخهاسِرِ‏ ي هن﴾‏ ‏)آل عمران/‏ 85(.<br />

وقال تعالى:‏ ‏﴿وه مهن يهعْمه ‏ْل مِ‏ هن ال ‏َّصالِحها ‏ِت وه هُ‏ هو مُؤْ‏ مِ‏ ‏ٌن فه هال يهخها ‏ُف ظُلْمًا وه هال ههضْمًا﴾‏<br />

‏)طه/‏ 112(.<br />

الشرط الثاني:‏ اإلخالص التام هلل تعالى:‏<br />

بأن يكون شعار ال<strong>عمل</strong>:‏ ‏﴿قُلْ‏ إِ‏ ‏َّن صهالهتِي وه نُسُكِي وه مهحْيها هي وه مهمهاتِي ‏ِلِ‏ ّ ِ ره بِّ‏ الْعهالهمِينه * اله شهرِ‏ ي هك لههُ‏ وه بِذهلِ‏ هك أُمِرْ‏<br />

أهوَّ‏ لُ‏ الْمُسْلِمِي هن﴾‏<br />

هوأهنهةاْ‏ ‏ُت<br />

‏)األنعام/‏ 163-162(<br />

56<br />

ِ نِي<br />

ِ نِي<br />

وإذا كانةت المؤمنةة كةذلك لةن تفتةتن بوسةاوس الشةيطان ونزعةة الةذات،‏ فتتحةرك مةن ردود الفعةل رغبةة فةي إثبةات<br />

الذات،‏ أو جرَّ‏ اء فكرٍ‏ مغلوط كاإلحساس بالنَّقص والدّونية الوهمية التي تريد محوها من ذهن الرّ‏ جل المعقّد .<br />

الشرط الثالث:‏ الزهد الذاتي في الحياة الدنيا:‏<br />

فال ترجو ماالً‏ وال موقعًا وال جاهًا،‏ وإنما ت<strong>عمل</strong> هلل تعالى،‏ وفي هذا الطريق نماذج قوية كآسية بنةت مةزاحم،‏ المةرأة<br />

التي آثرت ربَّها على كلّ‏ شيء.‏ قال تعالى:‏ ‏﴿وه ضهره هب هللاُ‏ مهثه ‏ًال لّ‏ ‏ِلَّةذِي هن آمهنُةوا اِمْةره أهةه فِرْ‏ عهةوْ‏ هن إِ‏ ‏ْذ قهالهة ‏ْت ره بِّ‏ ابْة ‏ِن لِةي عِنةده هك<br />

بهيْتًا فِي الْجهنَّ‏ ‏ِة وه نهجّ‏ مِن فِرْ‏ عهوْ‏ هن وه عهمهلِ‏ ‏ِه وه نهجّ‏ مِ‏ هن الْقهوْ‏ ‏ِم الظَّالِمِي هن﴾‏ ‏)التحريم/‏‎11‎‏(.‏<br />

الشرط الرابع:‏ اًللتزام الديني:‏<br />

بمعنى الجدية في التّقيد بتعاليم اإلسالم،‏ حتى ِ نحصّةن الةنّفس والعمةل السّ‏ ‏ِياسةي مةن الوقةوع فةي الخطةأ عةن قصةد أو<br />

غير قصد حال االلتباس نتيجة القصور في فهم الموقف الشَّرعي أو في تطبيق المفهوم اإلسةالمي..‏ قةال اإلمةام ‏)قةده(:‏<br />

‏"يتحتَّم على النساء اليوم أداء دورهنّ‏ االجتماعي،‏ والتزاماتهنّ‏ الدّينية،‏ مع المحافظة على الحياء العام،‏ ففي ظلّ‏ العفّةة<br />

العامَّة يمارسن نشاطاتهنّ‏ االجتماعية والسّ‏ ‏ِياسية"‏<br />

كما أنها حرة في التفكير واختيار صيغ العمةل السّ‏ ‏ِياسةي ووسةائله،‏ شةريطة شةرعيَّتها،‏ ومناسةبتها للواقةع والظةرف،‏<br />

وكفاءتها وقدرتها على تحقيق الهدف.‏<br />

الشرط الخامس:‏ الوعي الس ياسي المرتكز على فهم عقائدي أصيل:‏<br />

شةعور بةالرّ‏ فض للواقةع السّ‏ ‏ِياسةي المُعةاش،‏ بسةبب مةا تسةبّ‏ ‏ِبه السةلطة الحاكمةة بخيانتهةا واضةطهادها-‏ مةن مآسةي<br />

لَلمة،‏ يستمد أسسه من الخلفية العقائدية األصيلة،‏ والمعرفةة بمجريةات السةاحة السّ‏ ‏ِياسةية ورموزهةا،‏ وأسةاليب الحةاكم<br />

الظالم وما يخطّ‏ ‏ِطه ويكيده لَلمَّة إلبقائها في تخلفها،‏ والستمراره بنهبها وظلمها،‏ فتستوعب حيله فةي تحويةل الصةراع<br />

الشعبي معه إلى الصراع الشعبي البيني – صراع بين المظلومين أنفسهم-،‏ قال تعالى:‏ ‏﴿إِنَّ‏ هللاه يُحِ‏ ‏ُّب الَّذِي هن يُقهاتِلُو هن فِي<br />

سهبِيلِهِ‏ صهفًّا كهأهنَّهُم بُنيها ‏ٌن مَّرْ‏ صُو ‏ٌص﴾‏<br />

–<br />

‏)الصف/‏ 4(<br />

40<br />

56<br />

مكانة المرأة في فكر اإلمام الخميني ‏)قده(‏ لمؤسّسة نشر وتنظيم آثار اإلمام الخميني :<br />

بتاريخ ‎1980‎م.‏<br />

89<br />

/ 9 / 10<br />

. من حديث في جمع من اإليرانيين المشاركين في مؤتمر للمرأة


الشرط <strong>السادس</strong>:‏ التهي ؤ لمواجهة ضريبة النضال الس ياسي:‏<br />

ألن األمر بالمعروف السّ‏ ‏ِياسي،‏ وكذا النهي عةن المنكةر السّ‏ ‏ِياسةي قةد يتعةرَّ‏ ض اآلمةر والنةاهي فةي هةذا الميةدان إلةى<br />

أنواع التنكيل واألذى،‏ يشدّ‏ ويخف بحسب طبيعة األمر والنهي والظرف الذي يتحركان فيه،‏ ومن لةم يكةن مهيّ‏ ‏ِئًةا نفسةه<br />

لهذه الضريبة،‏ لن يقوم بأمره ونهيه حين تقتضي المصلحة الشرعية ذلك.‏<br />

ولةةذا قةةال السةةيد اإلمةةام ‏)قةةده(:‏ ‏"كلمةةا أرى اسةةتعداد النسةةاء المحترمةةات بعةةزم راسةةخ وإرادة حازمةةة لتحمّةةل أنةةواع<br />

المعاناة،‏ بل الشهادة،‏ أطمئن بأنَّ‏ طريقنا هذا سينتهي بالنَّصر"‏ 57<br />

-<br />

الشرط السابع:‏ اإلذن:‏<br />

ال<strong>عمل</strong> السياسي لَلنثى يمكن النظر إليه من حيثيات أربع:‏<br />

الحيثية األولى:‏ باعتبارها بنتا.‏<br />

ف"للوالدين مطلقًا بنحو تحسن عقالً‏ وشرعًا بل تلزم إطاعتهما،‏ وعدم التخلف عن أوامرهما،‏ ما لم تزاحم أمرً‏ ا أهم،‏<br />

لكونهما من أولياء النعم"‏ 58<br />

سألت فتةاة السةيد اإلمةام ‏)قةده(‏ قائلةة:‏ ‏"أنةا فتةاة أرغةب بااللتحةاق بقةوات حةرس الثةورة،‏ بةدافع خدمةة الثةورة،‏ إالّ‏ أ ‏ّن<br />

والدي ال يوافق،‏ أرجو أن تبينوا الحكم الشّرعي؟ فأجاب ‏)قده(‏ قةائالً‏ :- ال مةانع مةن أن تكةون األخةوات أيضًةا ضةمن<br />

الحرس،‏ مع مراعاة الشؤون الشرعية.‏ ولكن بالنسبة لك،‏ عليك أن تراعي رضى والدك"‏ 59<br />

والحيثية الثانية : باعتبارها زوجة.‏<br />

والخالصة أنّ‏ القوامية قيد لَلسرة وليس للمرأة.‏<br />

و"القاعدة العامة في الشريعة اإلسالمية:‏ أنّ‏ المرأة تساوي الرّ‏ جل في الحقوق والواجبات،‏ فلهةا مثةل مةا لةه،‏ وعليهةا<br />

مثل ما عليه،‏ وهي تلزم للرجل بما يقابل التزاماته لها،‏ فكل حقّ‏ لها على الرّ‏ جل يقابله واجب عليها للرجل،‏ وكل حة ‏ّق<br />

للرجل عليها،‏ يقابله واجب على الرّ‏ جل لها،‏ وذلك قوله تعالى:‏ ‏﴿وه لههُنَّ‏ مِثْ‏ ‏ُل الَّذِي عهلهيْهِ‏ ‏َّن بِالْمهعْرُ‏ و ‏ِف﴾‏<br />

‏)البقرة/‏ 228(.<br />

فالقيود الموجودة على المرأة في دائرة األسرة ليست باعتبارها امرأة،‏ بل باعتبارهةا شةريكة فةي هةذه المؤسَّسةة لهةا<br />

وعليهةةا،‏ وإالّ‏ إذا لةةم يُعجبهةةا،‏ فلهةةا الخيةةار فةةي أن ال تكةةون شةةريكة أو تكةةون شةةريكة بشةةروط،‏ بحيةةث تغيةةر مةةن هةةذه<br />

الصالحيات الممنوحة بشروط مسبقة يتفق عليها الشريكان.‏<br />

والحيثية الثالثة:‏ باعتبارها أماا.‏<br />

وهو الدور اإلنساني العظيم،‏ والذي يتجلَّى فيه:‏ عاطفتها،‏ وعقلها،‏ ووعيها،‏ ومسؤوليَّتها،‏ وتدينها.‏ ولكن هةذا الةدور<br />

غير مُلزمة به،‏ ويجب على الزوج أن يُعطي زوجته ماالً‏ على رضاعتها البنها لو لم تقبةل إرضةاعه إالّ‏ بالمةال.‏ وهةي<br />

وإن كان من حقّ‏ ‏ِها أن تحضن طفلها إلى سنتين لكن ذلك الحقّ‏ ليس إلزاميًا لو لم تُرده.‏<br />

والحيثية الرابعة:‏ باعتبارها مؤمنة.‏<br />

41<br />

57<br />

58<br />

59<br />

مكانة المرأة في فكر اإلمام الخميني ‏)قده(‏ لمؤسّسة نشر وتنظيم آثار اإلمام الخميني<br />

دراسات في والية الفقيه وفقه الدولة لمنتظري :<br />

مكانة المرأة في فكر اإلمام الخميني ‏)قده(‏ لمؤسسة نشر وتنظيم آثار اإلمام الخميني :<br />

.266 :<br />

253<br />

.78 / 1<br />

. نقال عن االستفتاءات :<br />

.503 / 1


–<br />

وبهةةذا االعتبةةار تتحمةةل مهةةام العمةةل االجتمةةاعي بمةةا يشةةمل العمةةل السّ‏ ‏ِياسةةي-،‏ انطالقًةةا مةةن قةةول هللا تعةةالى:‏<br />

‏﴿وه الْمُؤْ‏ مِنُو هن وه الْمُؤْ‏ مِنها ‏ُت بهعْضُهُ‏ ‏ْم أهوْ‏ لِيهاء بهعْ‏ ‏ٍض يهأْمُرُ‏ و هن بِالْمهعْرُ‏ و ‏ِف وه يهنْههوْ‏ هن عه ‏ِن الْمُنكه ‏ِر وه يُقِي ‏ُمو هن الصَّالهةه وه يُؤْ‏ تُو هن الزَّ‏ كهاةه<br />

وه يُطِيعُو هن هللاه وه ره سُولههُ‏ أُوْ‏ لهئِ‏ هك سهيهرْ‏ حهمُهُ‏ ‏ُم هللاُ‏ إِ‏ ‏َّن هللاه عهزِ‏ ي ‏ٌز حهكِي ‏ٌم﴾‏<br />

‏"إذ ظاهر اآلية أنّ‏ كل واحد من المؤمنين والمؤمنات جعل له من قبل هللا تعالى مرتبة مةن الواليةة بالنسةبة إلةى كةلّ‏<br />

أحد،‏ بحيث يحق له إجماال أمره ونهيه،‏ غاية األمر ضيق نطاق واليته".‏ 60<br />

‏)التوبة/‏ 71(.<br />

42<br />

60<br />

دراسات في والية الفقيه وفقه الدولة لمنتظري :<br />

.78 / 1

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!