Al-Multaka-April10.pdf

πÑ≤à°ùŸG ó°UôJ »HO
πÑ≤à°ùŸG ó°UôJ »HOo
إستأثرت إمارة د ُبي منذ ما يزيد عن عقدين من الزمن بكثير ٍ من الاهتمام
على كل المستويات،‏ لما حققته من نهضة ٍ تنموية في زمن ٍ قياسي ق ّل
نظيرها على المستوى العالمي.‏ ومع أن ّ العديد إعتبروا أن ّ مشاريعها وإن
كانت طموحة،‏ الا أن ّها لن تستطيع السير بها مجتمعة أو الانتهاء من
تشييدها وفق المدى الزمني المرسوم لها.‏ إلا ّ أن الواقع أتى مناقض ً ا لكل
تلك التكهنات،‏ لتغدو د ُبي وعن حق واحة الخليج العربي التي تبارى كبار
الم ُستثمريين إلى غرس إستثماراتهم فيها.‏
وكما عهدناها في الزمن الهانئ تتولى قصب السبق في التطور الحياتي
والإستثماري في االات كافة،‏ ها هي اليوم تؤكد على موقعها الريادي
في زمن الأزمة الاقتصادية الراهن،‏ الأصعب منذ ثلاثينات القرن الماضي.‏
ليس معنى ذلك أن ّها لم تتأثر بما أفرزته هذه الأزمة وسواها من تداعيا ٍت
سلبية شملت دول المعمورة كافة،‏ إلا أن ّ إستمرارية انتاج المشاريع
الفريدة فوق أرضها هو دليل حي على أن ّها ليست نموذج ً ا عابر ًا قابلا ً
للزوال عند تبدل الظروف.‏ وفي هذا السياق،‏ أتى إفتتاح برج ‏”خليفة“‏
كأعلى بناء ٍ على وجه الأرض ليؤكد على ثبات دبي بوجه التقلبات ، مع
ما تتضمنه هذه التحفة الهندسية من معالم تبرز مستوى التطور
الذي بلغته الانسانية جمعاء ، التي آثر أصحابها تجسيدها في هذه
الإمارة ، ليكون ذلك بمثابة إعتراف واضح وصريح بما بلغته من ر ُقي
وتطور أقوى من أن تخفيه بعض الإنتقادات الحاقدة.‏ ولا ننسى بأن هذه
الخطوة النوعية على المستوى العالمي،‏ سبقتها خطوة مماثلة على
المستوى العربي تمثلت بإفتتاح خط المترو السريع.‏ إننا ولا شك ن ُثني
على الغيورين لبقائها في الموقع الذي استحقته،‏ إنطلاقا ً من أن ّ ذلك
فيه مصلحة ليست محصورة بها ولا بمحيطها وحسب بل وبالعالم
العربي من المحيط الى الخليج.‏ ومن هنا،‏ تأتي ملاحظات هؤلاء على بعض
الأمور كصانع الحلى الذي يجهد في صقلها لتغدو بأبهى مظاهرها.‏
وبدورنا نقول فإن أزمة دبي الحالية لا تخرج عن نطاق ما تعرضت له
سابق ًا من أزمات ٍ مماثلة نجحت في إستيعابها وإستفادت من نتائجها
لتطوير نفسها.‏
دبي اليوم ليست دبي الأمس ولن تكون كما الغد،‏ هي كما قيل عنها
موقع ًا لرصد المستقبل ليس فقط على الصعيد العمراني والإقتصادي،‏
بل والإنساني قبل كل ذلك.‏ وعليه،‏ فإننا على يقين بأن ّها ستضطلع
ٍ حيوي يرتكز
بدور ٍ مستقبلي يفوق بأضعاف ما هو عليه اليوم كموقع
على البيئة الإماراتية القائمة على أكتاف من آمن بوجودها،‏ وبمصيرها
القومي وبدورها الإقليمي في منطقة الخليج والشرق الأوسط.‏
١٧
Magazine final.indd 19
3/20/10 4:27:48 PM