Al-Multaka-April10.pdf
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
ٍ<br />
¢ù«FôdG áª∏c<br />
بعد طول عناء إنتظم لبنان في دورة الحياة بشكل ٍ طبيعي، متجاوز ًا<br />
مخاض ً ا عسكريا ً مع الازمات كادت أن تدخلنا في اهول ويترافق ذلك<br />
مع آمال ٍ بمستقبل ٍ واعد ٍ على أكثر من صعيد نتيجة الأجواء الإيجابية<br />
الراهنة وبخاصة على الصعيدين الإجتماعي والإقتصادي<br />
لكن هذا لم يأت ِ بمحض الصدفة، بل نتيجة جهود مضنية من<br />
اشخاص آمنوا وعملوا بصدق لاستعادة هذا الوطن بريق الحياة، وايقنوا<br />
ان التضحيات الجسام التي تكبدها لا ب ُد وأن ت ُثمر خلاص ً ا له. ومن<br />
حسن الحظ أن ّ هذا الوطن لم ينضب من القامات الخي ّرة التي حمت<br />
وما زالت وطننا وسط الظروف الشائكة والمعقدة التي عصفت به<br />
متشبثين بمقولة اسطورة طائر الفينيق الذي يستعيد قوته وتألقه<br />
ليقاوم العواصف العاتية وينبعث من جديد اكثر قوة واكثر عنفوانا ً.<br />
هؤلاء جن ّبوا ببصيرتهم المقرونة بالصبر وطول الأناة والعمل الجاد البلاد<br />
والعباد سوء الخيارات حفاظ ً ا على رسالة لبنان، ”كفسيفساء“ فريدة<br />
جامعة لكل الأطياف. وإذ ن ُثني في هذا السياق على قدرات البعض<br />
منهم في الحفاظ على النهج المتزن في مختلف المواقع التي شغلوها،<br />
إلا ّ أن ّ كل ذلك لن ي ُغني عن إيماننا كمواطني هذا البلد بأهمية وحدتنا<br />
وصونها، والعمل لها بالفعل قبل القول إنطلاق ًا من إعتبارها صم ّ ام<br />
ٍ كدرع حام<br />
امان كينونتنا وبقائنا. وبذلك فقط نساهم في ترسيخ لبنان<br />
.لجميع أبنائه المقيمين والمغتربين<br />
كنهج ٍ دائم وثابت في كل<br />
ٍ<br />
ان هذا الامر يتطلب من ّا إعتماد لغة الحوار<br />
الأمور المتعلقة بمصير الوطن والخلافية منها على وجه الخصوص،<br />
والإبتعاد في كل الأحوال عن العصبيات البغيضة التي لا تجر ُّ الا الخيبة.<br />
وفي هذا السياق، لا ب ُد لنا من التأكيد على النهج الوفاقي الذي اعتمده<br />
العهد الحالي غداة تسل ّم فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان سد ّ ة<br />
الرئاسة،والذي لا بديل عنه اذا أردنا سلامة وعافية الوطن والمواطن.<br />
وهذا ما ي ُثبته واقع لبنان اليوم، اذ ليس خافي ًا على أحد أن الاستقرار<br />
خلال هذه المرحلة ساهم في ترسيخ مكانته على الساحة الدولية<br />
إقتصادي ًا عبر تسجيله نسب نمو فاقت المعهود - معلوم أنها أتت في<br />
أصعب مراحل الإقتصاد العالمي - وسياسيا ً بعدما إختير ليكون عضو ًا<br />
غير دائم في مجلس الأمن الدولي وثقافيا ً بإعتبار بيروت عاصمة عالمية<br />
للكتاب<br />
إن ّ تغليبنا للمنطق والعقلانية على المزايدات والمصالح الشخصية هو<br />
السبيل الضامن لصيانة وحدتنا حيث تح ُ فظ حقوق الجميع دون تفرقة<br />
وهذا ُ يؤسس لسياسة شفافة تشمل م ُجمل القضايا والشؤون التي<br />
تعني الوطن وأبنائه وعدم حصرها في زواريب المصالح الشخصية وأ ّن<br />
ترتكز ر ُوحية هذا الأداء بالدرجة الأولى على من يتعاطون الشأن العام<br />
وهو ما نأمل توفره لدى الفريق الحكومي الجديد الذي يجب ان ي ُولي<br />
بقلم المحامي جوزف الياس نهرا<br />
رئيس مجلس العمل اللبناني<br />
الشأنين الإقتصادي والإجتماعي كل الإهتمام والرعاية ويعطيهما<br />
الاولوية انطلاقا ً من مقولة ان الاستقرار في هذين القطاعين هوالركيزة<br />
الاساس في الاستقرار العام. وإننا إذ ندعو لذلك ليس إنتقاص ً ا من اهمية<br />
باقي القطاعات بل لأن لبنان اليوم أمام فرصة نادرة في تاريخه تتمثل<br />
في النتائج الم ُلفتة التي حققها في خضم الأزمة الإقتصادية العالمية<br />
الراهنة التي أفرزت تداعيات كارثية على المنطقة والعالم<br />
ان لبنان في المقابل ينعم اليوم بفائض سيولة غير مسبوقة وبتوقعا ٍت<br />
للنمو لم تسجلها د ُول كبرى اكثر تقدم ًا واستقرارا ً! وسيبقى ذلك قائما ً<br />
اذا ما استمرينا في اعتماد سياسة الحوار والعمل على ابعاد اية مواقف<br />
يمكن ان تعيد الى اذهان المواطنين ذكريات أليمة لا سمح االله. وكما<br />
يقول المثل ”يد واحدة لا تصفق ” فالمطلوب إذ ًا من الجميع اعتماد العقل<br />
والحكمة والتجرد في مقاربة كافة القضايا كما ندعو إلى العمل على<br />
قاعدة أن ّ التنازل بين بعضنا لأجل الوطن ربح ولكن التنازل عن الوطن<br />
هو الخسارة بعينها . وعليه، نتمنى أن تعمل جميع القوى الفاعلة من<br />
أحزاب وهيئات بوحي هذا المضمون لأن فيه حفظ ً ا لكرامة الجميع وصون ًا<br />
لمستقبل البلاد والعباد ولا ب ُد في هذا الإطار من التنويه بالخطوة الرائدة<br />
لتفعيل دور ا ُ تمع المدني في الحياة العامة، ونأمل بأن نشهد إنضمام<br />
شخصيات من بلدان الإغتراب على وجه الخصوص، اشتهرت بالكفاءة<br />
العالية لتشارك في دعم مسيرة الوطن نحو مستقبل افضل<br />
صحيح أن ّنا في عصر السرعة، ولكن في بلد مثل لبنان لا ب ُد من تغليب<br />
قاعدة ”في التأني السلامة وفي العجلة الندامة“ في العديد من الأمور،<br />
وإن أدى هذا الأمر إلى السير ببطء ولكن لا شك في أن ّ النتيجة ستكون<br />
أفضل للوطن ولأجيالنا القادمة. وهذا برأينا يشكل افضل ضمانة لا<br />
بل الضمانة الوحيدة لحماية وطننا وتجنيبه المزيد من المآسي . كما<br />
يؤدي اعتماد هذا الاسلوب الى تجنيب البلاد الشرذمة ونجنب انفسنا<br />
لعنة التاريخ . اننا اليوم امام امتحان صعب وعند الامتحان ي ُكرم المرء<br />
أو ي ُهان<br />
Éæàfɪ°V ÉæJóMh<br />
٣<br />
Magazine final.indd 5<br />
3/20/10 4:26:54 PM