الإستنتجات فى إستمرار العلاقات
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين . إنطلاق من المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن كشباب يسعى إلى تغير المجتمع إلى مجتمع إلى مجتمع أفضل على صراط سوى و النهوض بالأمة إلأى مراتب الفخر و الإباء . كان من الواجب توعية أفراد المجتمع عن طريق الوسائل المختلفة . وقد اخترنا الكتابة فنظمنا كتابا ليس الأول من نوعه و لكنه الأبسط فى شرحه . و أخترنا موضوع هو العلاقات بين افراد المجتمع و حددنا العلاقات بين الرجل و المراة على كافة أشكالها . مستهدفين بكتابنا هذا فئة الشباب المقبلين على مثل هذا العلاقات التى تنتهى بزواج أو علاقات الصداقة العادية و قاصدين فئة المتزوجين الذين يعانون من المشاكل فى زواجهم نتيجة الفهم الخاطئ الذى ترسخ فى أذهان المجتمع و أدى إلى ما نحن فيه من تهدور العلاقة بين الرجل و نصفه الأخر . سألين الله السداد و التوفيق . وداعين الناس للإقبال على قراءة عملنا هذه لعله ينفع او يصلح شئ . و الله من وراء القصد . نقدم كتاب "الإستنتجات فى إستمرار العلاقات" تأليف : محمد هانى أحمد
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
إنطلاق من المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن كشباب يسعى إلى تغير المجتمع إلى مجتمع إلى مجتمع أفضل على صراط سوى و النهوض بالأمة إلأى مراتب الفخر و الإباء . كان من الواجب توعية أفراد المجتمع عن طريق الوسائل المختلفة . وقد اخترنا الكتابة فنظمنا كتابا ليس الأول من نوعه و لكنه الأبسط فى شرحه . و أخترنا موضوع هو العلاقات بين افراد المجتمع و حددنا العلاقات بين الرجل و المراة على كافة أشكالها . مستهدفين بكتابنا هذا فئة الشباب المقبلين على مثل هذا العلاقات التى تنتهى بزواج أو علاقات الصداقة العادية و قاصدين فئة المتزوجين الذين يعانون من المشاكل فى زواجهم نتيجة الفهم الخاطئ الذى ترسخ فى أذهان المجتمع و أدى إلى ما نحن فيه من تهدور العلاقة بين الرجل و نصفه الأخر . سألين الله السداد و التوفيق . وداعين الناس للإقبال على قراءة عملنا هذه لعله ينفع او يصلح شئ . و الله من وراء القصد .
نقدم كتاب "الإستنتجات فى إستمرار العلاقات"
تأليف : محمد هانى أحمد
- TAGS
- fools
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
بسم هللا الرحمن الرحيم<br />
االستنتاجات<br />
<strong>فى</strong><br />
استمرار العالق ات<br />
تأليف<br />
محمد هانى أحمد<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بسم هللا الرحمن الرحيم<br />
وصلى هللا على سيدنا محمد و آله.<br />
الحمد هللا الذى له العزة و الجبروت وبيده المللك و الملكوت<br />
وله االسماء الحسنى و النعوت ف ال يعزب عنه ما يدبر النطق أو<br />
يخفيه السكوت الق ادر ف ال يعجزه شئ <strong>فى</strong> السموات و االرض و<br />
اليفوت أنشأنا من االرض نسما و استعمرنا فيها اجيال و أمما و يسر<br />
لنا منها ارزاق ا و قسما تكنفنا االرحام و البيوت .<br />
و الصالة و السالم على سيدنا محمد النبى العربى المكتوب <strong>فى</strong><br />
التوراة و االنجيل و القرآن من بعث بالسيف رحمة للعالمين كشف<br />
الغمة ونصح األمة و أدى األمانة<br />
,<br />
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين<br />
.<br />
و على آله و أصحابه اجمعين<br />
اما بعد : إن ما تتعرض له مجتمعتنا من تفشى ظاهرة الطالق و<br />
كثرة المشاكل االسرية و ما يترتب عليها من آثار سلبية على<br />
المجتمع عامة و على أشبال المجتمع خاصة يدعو إلى التفكر و<br />
التدبر إليجاد حلول سريعة و شف اء سديد لهذا المرض العنيد , و<br />
لما كان الحب و الصدق هما أساس العالقة الزوجية و الود<br />
( 1439 ه – 2018 م )
والتراحم يلف أفراد األسرة الواحدة فينتج عن ذللك بيئة نقية<br />
لتربية أشبال مجتمعتنا الفتية أحسن تربية , ولكى ينشأ جيل بدون<br />
مشاكل نفسية او ضغائن اسرية التى التى تذهب بهذا الجيل<br />
إلى أفكار عبثية ليلتهى بها عن المشاكل األسرية التى أثق لت<br />
كاهله و شتت فكره , فيذهب إلى تعاطى المخدرات تارة و إلى<br />
التحرش و األغتصاب تارة أخرى وإلى جرائم ال تؤدى إال إلى فساد<br />
المجتمع و انتشار البلطجة , و لما كان ماسبق نتيجة اصلية ألنفصال<br />
األزواج أو تشتت األسرة بين مشاكل تعطل من مهمة تربية األطف ال<br />
مثل الماكل األقتصادية كان من الواجب ان نبين للعباد السبل<br />
الرشيدة <strong>فى</strong> ترجية األجيال الجديدة و هذا <strong>فى</strong> الجزء الثانى من<br />
الكتاب . اما الجزء األول فنتعرض إلى البدايات و الخطوات<br />
األحترازية لكى نتجنب المشاكل التى تنت عن خطأ األختيار لكل<br />
من الرجال و النساء على حد سواء فما الجزء األول فنتعرض إلى<br />
البدايات و الخطوات األحترازية لكى نتجنب المشاكل التى تنت<br />
عن خطأ األختيار لكل من الرجال و النساء على حد سواء ف إذا<br />
صلحت البدايات صلحت الخواتيم و <strong>فى</strong> تأكيد على أن صالح<br />
البداية من أهم األمور ق ال هللا تعالى لرسوله الكريم يحثه على أن<br />
يقوم <strong>فى</strong> مسجد المدينة المنورة و أن ال يقوم <strong>فى</strong> مسجد المنافقين<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الذين أرادوا فتنة بين الناس , بسم هللا الرحمن الحيم "<br />
الَ تَقُمْ فِيِه<br />
أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِ سَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ<br />
رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَالل ُيُحِبُّ الْمُطَّهِرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ<br />
عَلَى تَقْوَى مِنَ اللِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا<br />
جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَالل ُ الَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ *<br />
الَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي ق ُلُوبِهِمْ إِالَّ أَن تَقَطَّعَ ق ُلُوبُهُ ْم<br />
وَالل ُعَلِيمٌ حَكِيمٌ " صدق هللا العظيم . ف إن ذهاب الكذب و الرياء<br />
و ضحت الرؤيا و حسن االختيار و انعدمت ب‘ذن هللا المشاكل<br />
المستقبلية التى يكون أسسها الخداع من أحد الطرفين و التحايل<br />
للوصول إلى رغبة دفينة و أغراض خبيثة ظاهرها الحب و الزواج و<br />
باطنها االستغالل و سواء كان ذللك بحسن نية او سوء ف إنه يؤدى<br />
تقريبا إلى النفس المشاكل التى ذكرناها آنف ا . و الجدير بالذكر<br />
أن هذا الكتاب يحتوى على تجارب واقعية و دراسة علمية و<br />
حلول بإذن هللا مرضية , ف إنا ندعو المقبلين على زواج او من هم<br />
<strong>فى</strong> القة رسمية او غير رسمية إلى قراءة هذا الكتاب لتف ادى<br />
الوقوع <strong>فى</strong> األخطاء الشائعة . و ختاما ندعو هللا ان يستفيد الجميع<br />
من هذا الكتاب و ان يهدى الناس إلى ما في صالح دينهم<br />
ودنياهم . و هللا من وراء القصد ...<br />
( 1439 ه – 2018 م )
)<br />
م 2018 – ه 1439 (
الجزء األول<br />
"السفن الحائرة<br />
تبحث عن<br />
الشواطئ"<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الفصل األول<br />
" االسباب <strong>فى</strong> الحب و اإلعجاب "<br />
لعل من أبرز الدوافع الى لألرتباط هى اإلعجاب او ما أسميه الحب<br />
اللحظى , و لما كان الحب و اإلعجاب ظاهرتين متالزمتين مع<br />
وجود بعض األختالف ات التى تميز بينهم , كان التفرقة بينهم<br />
صعبة للغاية و بدرجة صعوبتها تكون درجة أهميتها و يكون<br />
فهم كالهما أساس لبناء قرارات سلمية تتف ادى التسرع و الطيش<br />
الذى يتبعه الندم , يبداء الحب و اإلعجاب منذ نعومة األظافر<br />
ف لو تتبعت آثار األطف ال و أفعالهم لوجدتهم يبغضون أناس و<br />
يحبوت آخرين و يعجبون بآخر ثالث يحرك كل هذا التعامل و<br />
المنفعة المكتسبة و الشعور تجاه األفراد جراء معاملة هؤالء االفراد<br />
مع األطف ال إلى مدة المعاشرة اى كثرة الجلوس و نشاة األلفة و<br />
تعزيز الطمئنينة فيتشكل <strong>فى</strong> مخيلته أن هذا صديق و أن اى<br />
شخص غريب يعتبر كعدو او كارقيب يجب االحتراز <strong>فى</strong> معاملته<br />
حتى نتأكد من نوايا هذا الشخص و بالتالى يجب أن نظهر امامه<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بأفضل شكل حتى تتم المصادقة هنا نعامله معاملة الصديق فيرى<br />
ألوان العذاب من اللعب و اللهوا و يذهب الحياء و األحتياط <strong>فى</strong><br />
المعاملة , و إلى التفرقة بين الحب و اإلعجاب عند األطف ال<br />
فيتبين اآلتى أن الحب عند األطف ال يكون بمقدار المنفعة<br />
المتحصل عليها و تنقسم المنفعة إلى مادية و معنوية . أما المادية<br />
فهى مقدار ما يتحصل الطف ل عليه من اشياء ملموسة مثل الطعام و<br />
الشراب و العاب , اما المنفعة المعنوية هى الشعور بالحب و<br />
األمان و الطمئنينة الشعور باالهتمام و الرعاية كل هذا يعزز<br />
الشعور بالحب تجاه من يقدم هذه المنفعة . اما من يقول أن<br />
هناك حب بدون منفعة سواء معنوية او مادية فهو واهى و حتى<br />
من يحب أناس دون ان يراهم فهو ناتج عن الشعور باالمتنان و<br />
هو أيضا يقع تحت المنفعة المعنوية . و باألنتق ال إلى اإلعجاب ف إنه<br />
شعور باإلنجذاب إلى شخص لميزة فيه أو ألمتلكه شئ مرغوب فيه<br />
فيتولد شعور يدفع إلى التقرب من هذا الشخص تق ليده أو حتى<br />
محالولة إثارة إعجابه حتى يتمكن من االحصول على هذاء الشئ او<br />
على األق ل الحصول على نظرة أقرب او الوجود مع هذا الشخص<br />
<strong>فى</strong> دائرة الضوء و لو كان كتابع ف إذا زالت تلك الصفة أو فقد<br />
الشئ الذى كان يملكه تركه من كان معجب به و يظن انه يحبه<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وقد يختلط األمر على التابع فيظن هو نفسه أنه كان يحب هذا<br />
الشخص و ذلك يفسر عدم شعوره بالعار لكونه تابع فما الضير<br />
<strong>فى</strong> إتباع الحبيب !! و تتجلى هذه الظاهرة عند األطف ال و تكون<br />
أوضح ف إذا كنت تملك لعبة يظل مرافق ا لك ف إذا اخفيتها تركك<br />
الطف ل و ابتعد عنك وهذا ليس نفق ا ألن الطف ل عندما يحب يحب<br />
فعال و عندما يعجب بك فهو معجب فقط ال أكثر و ال أق ل . و إلى<br />
األمثلة الواقعية ف أنت عندما تعجب بالعب كرة قدم أنت معجب<br />
به ألنه يملك المهارة التى كنت تريدها انت يحقق اإلنجاز الذى<br />
كنت تحلم به و ال عالقة لهذ1<br />
بالحب الذى تتدعيه أنت و يتجلى<br />
ذلك <strong>فى</strong> بالغة القرآن <strong>فى</strong> قوله تعالى بسم اله الرحمن الرحيم "<br />
وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم<br />
خشب مسندة " فهنا جاء اإلعجاب<br />
مع األجسام ولم يأتى الحب ألن<br />
األجسام ال يحبها الناس بل يعحبون بها و لما جاء حديث القرآن عن<br />
الحب جاء ذكر الحب مع الناس كلهم و األنفس و ليس األجسام او<br />
األشكال , فق ال تعالى بسم هللا الرحمن الرحيم "يَا أَيُّهَا الَّذِي َن آمَنُوا<br />
مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَُّ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ<br />
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِي لِ اللَِّ<br />
وَالَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ الَ ئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَِّ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَُّ وَاسِ ٌع<br />
( 1439 ه – 2018 م )
عَلِيمٌ" صدق هللا العظيم<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.<br />
يتطور الحب و اإلعجاب بتطور اإلنسان و تتغير وسائل التعبير<br />
بتغير األزمنة , ف إذا وصل اإلنسان إلى مرحلة ما قبل الشباب اى<br />
<strong>فى</strong> عمر ( 11 – 16<br />
) اختلط عليه األمر كثيرا بل إن األمر ال<br />
يتعلق فقط بالعمر بل أيضا بثق افة الشخص التى أكتسبها من البيئة<br />
المحيطة ف إن كانت سلبية تداخلت خيوط الحب مع اإلعجاب فمن<br />
يعجب به يحبه و تجده سريعا الحكم فتارة يحب هذا و يكره ذاك<br />
, اما تفسير تلك الظاهرة أنه مما سبق يتضح أنه نتيجة مما سبق<br />
قوله <strong>فى</strong> الفقرة السابقة يكون فكر اإلنسان حينها أنه يجب أن<br />
يق لد أفعال الكبار فهو منهم األن فوجود األصحاب و األهل و<br />
وسائل اإلعالم المختلفة التى ساهمت <strong>فى</strong> تشكيل معاير و صف ات<br />
التى يجب امتلكها ليكون اإلنسان األفضل الذى يريد الجميع أن<br />
يكون فيقوم ذلك الشخص الراغب <strong>فى</strong> ان يكون األفضل بإتباع<br />
هذه المعاير لكى يواكب العصر فنجد مثال أن معيار الجمال لدى<br />
الفتيات الشعر األشقر األملس و العيون الملونة و الجسد الممشوق<br />
, الرجل أيضا يجب أن يكون قوى البنيان ذو طول إلخ ... أيضا<br />
نجد <strong>فى</strong> عصرنا الحالى أن لكل شاب يجب أن يكون له صديقة<br />
على غرار المجتمعات الغربية ولو كان األمر أق ل حده <strong>فى</strong> بعض
الحاالت وأشد وطئة <strong>فى</strong> الحالت األخرى لما يجب على كل شاب أن<br />
يكون له صديقة لكى يكونوا كاشباب الغريبين الذين يعتبرون<br />
األن المثل العليا التى يتطلع الجميع <strong>فى</strong> وطننا العربى و اإلسالمى<br />
للوصل إليها حتى اصببحت ثق افتنا ثق افة هجينة ال غربية و ال شرقية<br />
ثق افة المسخ و ال عالقة هنا بالمعنى المقصود بالعولمة بل هو ناتج<br />
عن فرق التطور العلمى و اإلجتماعى لهؤأل الغريبين و بسبب<br />
الجهل المتفشى و ثق افة التق ليد <strong>فى</strong> مجتمعتنا حتى عند من<br />
يسمون مثق<strong>فى</strong> ونخبة المجتمعات ظهرت معادلة مف ادها إذا<br />
أردت أن تصبح مثل الغرب قم بتق ليدهم <strong>فى</strong> كل شئ أحتف ل<br />
مثلهم أعتنق أفكارهم ف ليكن ذوقك <strong>فى</strong> المالبس و السيارات و<br />
كل شئ مطابق لهم , لكن تلك المعادلة الف اشلة لم تصنع لنا إال<br />
جيل من المشوهين ثق افيا الناقمين على كل شئ <strong>فى</strong> مجتمعاتهم<br />
المادحين لكل شئ <strong>فى</strong> الغرب أصبحنا ف اقدى الهوية . بالعودة<br />
إلى الموضوع الرئيسى فيقوم الشباب بتق ليد كل شئ بالحرف بل<br />
يزيدون الطين بله <strong>فى</strong> كثير األحيان حتى <strong>فى</strong> طريقة الكالم و<br />
األفعال فنجد مثال شعارات مثل<br />
( 1439 ه – 2018 م )
" نامت زعالنة صحيت ميتة – هى دى الهدية <strong>فى</strong> اإلشارة إلى<br />
هداية باهظة الثمن " و الكثير من الهذيان الذى اليفهم ذلك<br />
الشخص القصد منه لكنه يفعله لضرورة الموقف و المظهر العام<br />
فهل هذا الحب الذى يهدف إلى الزواج هل مقصده كل تلك<br />
االفعال المبالخ فيها ؟! . اما الثابت <strong>فى</strong> هذا الوقت أنه ال حب<br />
حقيقى <strong>فى</strong> هذه المرحلة مع التأكيد على أن لكل ق اعدة<br />
استثنئات و قد بنيت هذه الق اعدة على فرضية أن الهدف من<br />
أى عالقة <strong>فى</strong> هذا السن المذكور ليس الزواج ألن اإلمكانيات<br />
المادية و الجسدية أيضا القوانين ال تسمح بالزواج <strong>فى</strong> هذا السن<br />
فما الهدف إذا ؟ تفكر عزيزى الق ارئ , إن كل هذه الممارسات<br />
التى يقوم بها الشخص هى لدواعى تحقيق الغرض المنشود أال<br />
وهو أن يكون ذاك الشخص المثالى صاحب العالق ات الكثيرة و<br />
هنا الحديث على الجنسين من اإلناث و الذكور . و قد اتفقنا<br />
سابق ا على أن كل ما يبنى على شئ ينتهى عليه إال إذا بدل<br />
الشخص حاله إلى حال أفضل , فما العالق ات التى تبنى على اإلعجاب<br />
و محاولة التق ليد و الخداع تنتهى أيضا بالتملص من الهدف<br />
المفترض وهو الزواج و لهذا يجب على اإلنسان الصادق ان يتخذ<br />
بعض التدابير و التأكد من نية شريكه الذى قد يكون غير<br />
( 1439 ه – 2018 م )
واعى إلى ما يفعله او تأخذه الحمية فيتزوج على غير إقتناع إال<br />
لكىى يثبت أنه ينفذ وعده ثم يتربص الفرص للمشاكل و ينتظر<br />
فرص الطالق و المصيبة هنا تأتى بعد اإلنجاب . و <strong>فى</strong> الفصل<br />
التالى نبين الخطوات االزمة لتف ادى ذلك , انتهى ...<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الفصل الثانى<br />
" الكشف و اإليق اع بصاحب الخداع "<br />
فقدنا ذكرنا <strong>فى</strong> الفصل األول أن المشكلة الرئيسية المؤدية إلى<br />
الطالق هى الخداع ثم تنتدرج تحته األسباب األخرى من مشاكل<br />
إقتصادية و التربية و العالق ات و التى تصل إلى حد الملل و<br />
النفور , فكل هذا ما هو إال نتيجة لصدمة الذى خدع ف ال تجد<br />
عنده قدر على األستمرار أو حتى الرغبة <strong>فى</strong> األستمرار مع هذا<br />
الشخص الذى كان يحبه ف أشد الخداع وطئة الذى يأتى من<br />
الحبيب و القريب , فتتحول اللحياة إلى جحيم مستعر اليطاق<br />
األستمرار فيها و يرغب ذلك الشخص الهروب و اإلنفصال من<br />
الواقع الذى فرض عليه ذاك الحلم الذى تحول إلى كابوس<br />
اإلنفصال بعد الشعور أن تضحياته ذهبت هباء من اجل ال شئ<br />
ذاك الشعور عندما تضحى بحياتك عندما تبذل الغالى و النفيس<br />
الإرضاء ذلك الشخص الذى أحببته و لم تكن منتظر أن ينتهى<br />
األمر إلى تلك الحال , فيكون لسان حال الضحية ال نجوت إن نجا<br />
الجبان , ف إذا وصل إلى هذه الحال اليقيم إعتبارات ال شئ يضع<br />
كل شئ على المحك الزواج االطف ال االستقرار نظرة المجتمع حرفيا<br />
( 1439 ه – 2018 م )
يضع كل شئ على المحك لكى يتخلص من ذلك الكابوس ,<br />
تحركه مشاعره الثائرة كرامته التى بعثرت عندما أصبح <strong>فى</strong><br />
موقف ال يحسد عليه , إختياراته الف اشلة , محاولة التغلب على<br />
الشعور بالعجز عن األستمرار وحيدا , إثبات للمجتمع أن ما يفعله<br />
ليس شئ معيب , لكى يثبت لنفسه أوال أنه ق ادر على أن يكون<br />
األب و األم , أنه ق ادر على ترببية األطف ال وحده , ق ادر على أن<br />
ينشئ أطف ال صالحين متفوقين <strong>فى</strong> شتى المجالت الممكنة , أنه<br />
وحده ق ادر على أن يق لب النكسة إلى إنتصار , أن ما فعله ليس<br />
محالوة انتحار و ال أسوء قرار بل هو أحسن أختيار , هذا و لما<br />
كانت أفكاره و داوفعه نابعة من مشاعر قوية كان من الصعب<br />
إيق افه عن هذا الطريق و كان التعامل معه اصعب ما يكون<br />
ف امحاولة إصالح يعتبرها إهانة و تحيز للجانى عليه بل يعتبرك عدو<br />
له يجب اجتنابك و الحتراز <strong>فى</strong> الكالم معك و لو كنت أقرب<br />
الناس إليه فهو غير مستعد أن يخدع من أقربائه مرتين و يقول<br />
مثل شعبى " ضربتين على الرأس توجع " و يتذكر حديث الرسول<br />
حين ق ال صلى هللا عليه و سلم " ال يلدغ المؤمن من جحر واحد<br />
مرتين. " صدق رسول اله صلى هللا عليه و سلم .<br />
( 1439 ه – 2018 م )
إضافة إلى ذلك فقد سهلت قوانين الخلع و محاكم األسرة كتل<br />
العملية ف لم يعد األمر صعب كما كان <strong>فى</strong> الماضى حيث كان<br />
أغلب الرجال يرفضن طالق زوجاتهم و يصرون على ذلك ألن<br />
القوانين كانت معهم و كانوا يستمتعون بجعل السيدة محبوسة<br />
على ذممهم و يفعلون األف اعيل من عدم اإلنف اق إلى الضرب <strong>فى</strong><br />
أغلب األحين متجاهلين <strong>فى</strong> ذلك تعاليم اإلسالم و أحكامه التى<br />
يجب على كل مسلم اإللتزام بها سواء اقرتها القوانين الوضعية أم<br />
ال فهذا جزء ال يتجزء من عقيدة المسلم ذكر كان أو أنثى و قد<br />
أضحت آيات الذكر الحكيم تلك المسائلة ببالغة عظيمة منقطع<br />
النظير و لن تجدها <strong>فى</strong> أى ديانات أخرى او قوانين وضعية إال<br />
مقتبسة من أحكام اإلسالم الرحيم<br />
,<br />
فق ال تعالى بسم هللا الرحمن الرحيم " الطَّالَ قُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَا ٌك<br />
بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَالَ يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ<br />
شَيْئًا إِالَّ أَنْ يَخَافَا أَالَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَِّ فَإِنْ خِفْتُمْ أَالَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَِّ<br />
فَالَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَِّ فَالَ تَعْتَدُوهَا وَمَنْ<br />
يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَِّ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون<br />
)229(<br />
فَإِنْ طَلَّقَهَا فَالَ تَحِلُّ<br />
لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَالَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ<br />
( 1439 ه – 2018 م )
يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَِّ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَِّ يُبَيِنُهَا لِقَوْمٍ<br />
يَعْلَمُونَ(2330 )وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِ كُوهُ َّن<br />
بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَالَ تُمْسِ كُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ<br />
يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَالَ تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَِّ هُزُوًا وَاذْكُرُوا<br />
نِعْمَتَ اللَِّ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِِه<br />
وَاتَّقُوا اللََّ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللََّ بِكُلِ شَيْءٍ عَلِيمٌ " صدق هللا العظيم .<br />
و هنا جاء أمر هللا واضحا جليا أن الطالق يكون بمعروف و إحسان<br />
و أن ال يكون اإلمساك من أجل الضرر و حذر هللا أن تلك حدوده<br />
سبحانه و من يتعد حدوده فهو ظالم يعاقب <strong>فى</strong> الدنيا و اآلخرة .<br />
أن يكون الطالق دون مق ابل ليس مق ابل التنازل عن الحضانة<br />
,<br />
ليس مق ابل التنازل عن حقوقها المالية المسجلة <strong>فى</strong> قسيمة الزواج<br />
ف اطالق حق أصلى من حقوق الزوجة ال يجوز انتق اصه . و هذا ما<br />
خالفه قطاع عريض من الرجال إلى وقتنا هذا و ال حول وال قوة إال<br />
,<br />
باهلل , و على الرغم من أن ق انون الخلع الجديد قد عدل من تلك<br />
المسائلة إال إنه يسلب الزوجة حقها المالى مما يدف ببعض النساء<br />
إلحتمال واقعها المرير و الظلم الواقع عليها .<br />
( 1439 ه – 2018 م )
و بالعودة إلى موضوع الفصل و هو كشف الخداع ف العبرة هنا<br />
بالتعامل مع الطرف الذى يعتبر أن يكون شريك مستقبليا دون<br />
تكلف او نظر إلى المعاير المجتمعية أى التعامل بكل تلق ائية<br />
الطريقة التى نتعامل بها <strong>فى</strong> األصل , ف لو تعاملنا بالطريقة المتبعة<br />
حاليا سيختلط األمر على كال الطرفين فيظن ذاك الطرف أن االخر<br />
غنى مثال او فقير سيأخذ إنطباع أن هذا الشخص بخيال مع أنه<br />
كريما <strong>فى</strong> األصل لكن طريقة تعامله متبعا المعاير العامة قد<br />
أظهرته بشكل مغاير و قد تعرضت السينما إلى سواء التف اهم هذا<br />
الناتج عن التحرج من الكالم بوضوح و صراحة و إظهار حال غير<br />
الحال األصلية , <strong>فى</strong> فيلم " الشقة من حق الزوجة " عندما اسأ<br />
الخطيب فهم كالم أهل خطيبته فظن أنهم سيعطونه شقة ثم<br />
يجهزون الشقة له ليتزوج إبنتهم و ظن أنهم أغنياء و يمتلكون<br />
عمارة سكنية بناء على كالم والد خطيبته , و على الجانب األخر<br />
أعتقد اهل خطيبته أن خطيب إبنتهم ثرى و أنه يملك الشقة و هم<br />
فقط سيجهزونها باألثاث و قد أختلط األمر على الجميع و كاد<br />
ينتهى بالفراق إال أن تم إنق اذ الموقف . هذا بالنسبة لسوء الفهم<br />
الناتج عن محاولة التجمل او الخجل , قد ينخدع الشخص بسبب تأثير<br />
المشاعر و باألخص الحب و لكى نرى الصورة بشكل صحيح يجب<br />
أن نفرق بين عدم ات خاذ القرار إلى ات خاذ الخيارات الخاطئة، إلى<br />
الشعور بأنك محاط بخيارات كثيرة... بكل بساطة أحياناً ال نستطيع<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أن نقف على قرار سليم. هذا كله مرتبط بطبيعة القرارات<br />
وكيفية ات خاذها. فكل شيء نقوم به رهينة طريقة تفكيرنا<br />
وات خاذنا للقرارات. إتخاذ القرارات الجيدة دائما ما يعتمد على<br />
طريقة التفكير و الهدف من األمر كله و للكشف عن صدق او<br />
كذب الشريك هناك بعض الخطوات التى يجب أن نتبعها ليس<br />
فقط مع الشريكبل <strong>فى</strong> الحياة العامة مع أى شخص , طبق لدراسة<br />
تم نشرها على موقع "بى بى س " ف إن هناك طرق عديدة<br />
للكشف عن المخادع أو المراوغ . نشرت عن أحد رجال األمن ق ام<br />
بتشكيل فريق ألكتشف طرق جديدة و أكثر ف اعلية لكشف<br />
الكذب و التى ساعدت بنسبة كبيرة باإليق اع ببعض المجرمين و<br />
المسافرين المزيفين حيث بداء توماس أورميرود و فريقه<br />
بمهمتهم و بدأت بالتالى "<br />
يواجه فريق توماس أورميرود من<br />
رجال األمن مهمة قد تبدو مستحيلة في الكشف عن هوية<br />
المخادعين. طلب من الفريق إجراء مق ابالت مع مسافرين في<br />
المطارات األوروبية عن تاريخهم وخططهم للسفر. ولهذا الغرض<br />
زرع أورميرود عدة أشخاص يصلون إلى حاجز األمن بسيرة ذاتية<br />
.مزورة وخطة سفر وهمية، ويتعين على فريقه أن يكتشفهم<br />
تمكن شخص واحد فقط من بين 1000<br />
المق ابالت من خداع رجال األمن التابعين للفريق.<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
ممن أجريت معهم<br />
وكان التعرف<br />
.على المخادعين يبدو كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش
اذن ما الذي فعلوه؟ يتمثل أحد الخيارات في التركيز على لغة<br />
الجسد أو حركة العينين، أليس كذلك؟ ولكن كانت هذه<br />
الفكرة ستبدو سيئة، إذ أثبتت الدراسات المتواترة أن<br />
المحاوالت، حتى التي يقوم بها ضباط شرطة مدربون، للتعرف<br />
على الكذاب من لغة الجسد وتعابير الوجه لم تكن ناجحة وأن<br />
.مرات النجاح الق ليلة كانت تحدث بالصدفة ال أكثر وال أق ل<br />
وق الت إحدى الدراسات إن 50 من بين كل 20,000 شخص<br />
تمكنوا من تحديد الكذاب بشكل صحيح بنسبة دقة تزيد عن<br />
80<br />
. بالمئة، ولكن كان معظم الناس يخمنون فقط<br />
حاول الفريق تطبيق شيء مختلف وتمكن من تحديد المسافرين<br />
الوهميين في أغلب الحاالت. وكان السر في ذلك هو التخلص<br />
من كثير من الوسائل المعروفة للخداع والبدء من جديد بتطبيق<br />
.وسائل جديدة ومباشرة<br />
خالل السنوات الق ليلة الماضية عانت األبحاث المتعلقة بوسائل<br />
الخداع من نتائج مخيبة لآلمال. لكن أحدث األبحاث ركز على<br />
قراءة نوايا الكذاب من خالل لغة الجسد أو تعابير الوجه والخدين،<br />
.أو من خالل الضحكة المتوترة أو العينين الزائغتين<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أشهر مثال على ذلك لمس الرئيس األميركي األسبق بيل كلنتون<br />
ألنفه عندما أنكر أنه مارس الجنس مع مونيكا لوينسكي، وهو ما<br />
.اعتبر في ذلك الوقت عالمة واضحة على الكذب<br />
الفكرة كما يقول تيموثي ليف اين من جامعة أالباما في بيرمنغهام<br />
هي أن الكذب يحفز بعض المشاعر القوية التي يصعب التحكم<br />
بها مثل التوتر والشعور بالذنب، وربما حتى الشعور باالبتهاج<br />
.لوجود نوع من التحدي في ذلك<br />
رغم ذلك، كلما زاد عدد األبحاث كلما تبين أن دالئل وعالمات<br />
الكذب قد تكون مضللة. المشكلة هي التنوع الهائل في أنماط<br />
.السلوك البشري، حيث ال يوجد ق اموس عالمي للغة الجسد<br />
يقول أورميرود من جامعة ساسيكس في انجلترا "ال توجد عالمات<br />
ثابتة تدل على وجود خداع. أنا أضحك بطريقة متوترة، بينما<br />
آخرون يظهرون أكثر جدية، ويحافظ البعض على التواصل بالعين،<br />
."في حين يتجاهل البعض اآلخر التواصل بالعين<br />
ويتفق ليف اين مع هذه الرؤية ق ائال: "هناك دليل واضح على أنه ال<br />
توجد مؤشرات أو مقدمات يمكن االعتماد عليها في التمييز بين<br />
الصدق والكذب". وعلى الرغم من أنك ربما تسمع أن عق لنا<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الباطن يمكنه التعرف على هذه العالمات حتى لو لم ندركها في<br />
.الظاهر، اال أن ذلك لم تثبت صحته<br />
ورغم هذه النتائج السلبية، مازال أمننا وسالمتنا متعلق ان بوجود<br />
هذه المؤشرات غير المثبتة علمياً. خذ على سبيل المثال التفتيش<br />
الذي يتعين على بعض المسافرين الخضوع له قبل رحلة طيران<br />
طويلة ومضنية، وهي العملية التي طلب من أورميرود أن يدرسها<br />
.بعمق أثناء التحضير لأللعاب األولمبية عام 2012<br />
يقول أورميرود إن ضباط األمن يفضلون في العادة طرح األسئلة<br />
التي تكون إجاباتها بنعم أو ال. وفي أثناء ذلك يالحظوا بعض<br />
العالمات المثيرة للشبهة من قبيل لغة الجسد المتوترة، وهو ما من<br />
.شأنه أن يكشف ما إذا كان الشخص مخادعا أم ال<br />
يضيف أورميرود "هذه الطريقة ال تعطي فرصة لالستماع لما يقوله<br />
الشخص، لكن يتعين التفكير في مدى صدقه ومالحظة التغير<br />
الذي يطرأ على سلوكه، فهذه هي أوجه التأكد من وجود<br />
"خداع<br />
قد تكون القوانين الق ائمة سبباً في التمييز، فقد يعثر ضباط<br />
األمن على عالمات اشتباه بين المنتمين لمجموعة عرقية معينة<br />
.على سبيل المثال<br />
( 1439 ه – 2018 م )
من الواضح أن هناك حاجة لطريقة أخرى، فماذا عساها تكون؟<br />
كانت إجابة أورميرود على هذا السؤال في غاية البساطة، وهي<br />
إبعاد التركيز على سلوك األشخاص وطريقة تصرفهم وتركيزه<br />
بدالً من ذلك على ما يقولون، ومن ثم التدقيق في نق اط الضغط<br />
الصحيحة لجعل الكذاب ينهار ويرتبك. ويذكر أورميرود عددا<br />
:من المباديء التي من شأنها أن تكشف عن المخادعين هي<br />
هذا من شأنه أن يرغم الكذاب على أن<br />
:استخدم أسئلة مفتوحة<br />
.يستفيض في الكالم حتى يوقع نفسه في الخطأ بنفسه<br />
ينبغي أن يوجه المحققون أسئلة غير :استخدم عنصر المف اجأة<br />
متوقعة تجعل الكذاب يرتبك، أو يطلبوا منه استرجاع األحداث<br />
الماضية، وهي أساليب تجعل من الصعب على الكذاب أن يحافظ<br />
.على تصنعه الصدق<br />
إذا ق ال مسافر إنه يدرس في جامعة :انتبه للتف اصيل الدقيقة<br />
أكسفورد ف اطلب منه أن يخبرك عن طريق الوصول إلى الجامعة.<br />
إذا وجدت تناقضاً، ف األفضل أال تسارع بإخبار الضحية بوجود<br />
تناقض، واتركه يشعر بالثقة بأنك صدقت ما يقوله، وال تقم<br />
.بتصويبه أو تصحيحه، مما سيدفعه للتما دي في الكذب<br />
قد يطيل الضحية حديثه عندما يشعر :الحظ التغير في درجة الثقة<br />
أنه هو من يدير المحادثة، لكن شعوره بالراحة يتالشى عندما<br />
.تبدأ سيطرته على إدارة الحديث تق ل<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الهدف هو أن تدخل مع الشخص في محادثة غير رسمية أكثر<br />
من كونها تحقيق مكثف. تحت هذا الضغط البسيط سيوقع<br />
الضحية نفسه بنفسه بالتناقض في روايته، أو بأن يصبح متهرباً<br />
.ومخادعاَ بشكل واضح أو مرتبكاً في ردوده<br />
ويعترف أورميرود بأن استراتيجيته تلك تبدو وكأنها أمر مفهوم<br />
للجميع، لكن النتائج تتحدث عن نفسها. أعد الفريق عدداً من<br />
المسافرين الوهميين، ولكن بتذاكر وجوازات سفر حقيقية. وقد<br />
حصلوا على أسبوع ليجهزوا رواياتهم، ومن ثم طلب منهم أن<br />
ينتظموا في الدور مع اآلخرين في المطارات في أنحاء مختلفة من<br />
.أوروبا<br />
وقد تبين أن الضباط الذين تدربوا على تقنيات أورميرود<br />
وداندو في إجراء المق ابالت كانوا أكثر قدرة بعشرين مرة من<br />
أقرانهم الذين اتبعوا تقنية الحركات المشبوهة، وتمكنوا في 70<br />
.بالمئة من الحاالت من اكتشاف المسافرين الوهميين<br />
ويعتقد ليف اين أن هذه النتائج مثيرة لإلعجاب خصوصاً وأن التجربة<br />
.أجريت على واقع حقيقي<br />
فن اإلقناع<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أما تجربة ليف اين الخاصة فقد توصلت إلى نتائج مشابهة، حيث<br />
بنى تقنياته في الكشف عن الكذب على إجراء مق ابالت مصممة<br />
خصيصاً للكشف عن ثغرات في رواية المسافر، أفضل بكثير من<br />
.االعتماد على الحركات واالنفعاالت الجسدية<br />
وقد نظم مؤخراً مسابقة يتنافس فيها طالب جامعيون بشكل زوجي<br />
على الحصول على 5 دوالرات لكل إجابة صحيحة. وكان شريك<br />
كل طالب في الفريق وهمياً )ممثالً( دو أن يعرف زميله ذلك.<br />
وعندما غادر المشرف على اللعبة الغرفة مؤقتاً، كان الطالب<br />
الوهمي يقترح على زميله الغش لمعرفة اإلجابة الصحيحة. وقد<br />
.وافق عدد من الطالب على مثل هذا االقتراح<br />
لكن بعد ذلك، أجرى محققون من الشرطة الفيدرالية تحقيق ا مع<br />
جميع الطالب عما إذا كانوا قد مارسوا الغش أم ال. وقد تمكنوا<br />
من التعرف على الذين مارسوا الغش بنسبة دقة تزيد عن 90<br />
بالمئة باستخدام أسئلة تكتيكية بدال من التركيز على لغة<br />
؟.الجسد<br />
في الحقيقة يلجأ المحققون غالبا إلى اقناع المخادعين باالعتراف<br />
بما اقترفوه من مخالف ات. يقول ليف اين: "ضباط األمن بارعون في<br />
ذلك". يكمن السر في ذلك في حيلة بسيطة معروفة لدى<br />
البارعين في فن االقناع، فهم يفتتحون المحادثة بطرح أسئلة على<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الشخص عن مدى صدقه، وحملهم على القول ببساطة إنهم<br />
.يقولون الصدق مما يدفعهم ليكونوا أكثر صراحة في المستقبل<br />
يقول ليف اين: "يرغب الناس في االعتق اد بأنهم يقولون الصدق.<br />
حتى الذين يكونون غير صادقين يجدون صعوبة في التظاهر<br />
بأنهم متعاونون، ويمكنك غالباً التعرف على من يحاول التظاهر<br />
."والخداع<br />
ال شك في أن هذه الحيل أو بعضها تستخدم من قبل بعض<br />
المحققين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة، لكن عندما نأخذ بعين<br />
االعتبار األفكار السائدة عن لغة الجسد، ف إن األمر يستحق<br />
التأكيد على مدى األثر الذي تتركه قوة اإلقناع مق ارنة بعلم لغة<br />
.الجسد المشكوك في دقته أصالً<br />
ومع أن هذه األساليب سوف تساعد على حفظ النظام وتطبيق<br />
الق انون، اال أن نفس هذه األساليب يمكنها مساعدتك في<br />
التعرف على المخادعين والكذابين في حياتك الشخصية. يقول<br />
أورميرود: "أطبق هذه األساليب مع أبنائي طوال الوقت". الشيء<br />
األهم الذي ينبغي مراعاته هو التروي وعدم اإلسراع في القفز<br />
.إلى نتائج<br />
( 1439 ه – 2018 م )
فمجرد ظهور عالمات التوتر على شخص ما أو مواجهته صعوبة<br />
في تذكر تف اصيل مهمة ال يعني أنه مذنب. وبدالً من ذلك<br />
عليك النظر إلى تناقضات أكثر عمومية. ال يوجد معيار ثابت<br />
الكتشاف الكذب، لكن باستخدام طريقة معينة في طرح السئلة<br />
)األسئلة المفتوحة( واإلقناع، يمكنك أن تتوقع ظهور الحقيقة في<br />
" نهاية األمر<br />
. طبق ا لهذه الدراسة المعضلة كانت <strong>فى</strong> محاولة<br />
الوصل إلى الحقيقة بالطرق المعقدة دون النظر إلى الطرق<br />
السهلة التى اوضحتها الدراسة , و هو ما يؤكد على حديثنا<br />
السابق بضرورة التصرف على الطبيعة و دون تكلف .<br />
انتهى ....<br />
الفصل الثالث<br />
( 1439 ه – 2018 م )
" المؤثرات <strong>فى</strong> إتخاذ القرارات "<br />
ال شك أن القرارات التى نتخذها <strong>فى</strong> حياتنا تؤثر بشكل كبير على<br />
مستقبلنا و تحدد شكله أيضا لذلك وجب التركيز و دراسة<br />
القرارات التى نتخذها و مراجعتها , و لما كان اإلنسان يتف اعل مع<br />
البيئة المحيطة به و تؤثر عليه ثق افته <strong>فى</strong> إتخاذ القرارات و<br />
طريقة نظرته إلى األمور و المواقف المختلفة كان من الضرورى<br />
أن نتعرف على معظم المؤثرات التى تؤثر على عملية إتخاذ<br />
القرار و التى ستكون مفيدة <strong>فى</strong> إتخاذ القرار بالدخول أو الخروج<br />
من عالقة ما .<br />
لنبداء أوال بالحديث عن المؤثرات الداخلية التى تأتى منجسد<br />
اإلنسان , أى الهرومنات التى تؤثر <strong>فى</strong> مزاجه و حالته النفسية و<br />
األمور المرتبطة بهذا الجانب.<br />
جزأت عالمة األنثروبولوجيا البيولوجية ومؤلفة كتاب لماذا نقع<br />
في الحب؟، الدكتورة هيلين فيشر، عملية الوقوع في الحب إلى<br />
ثالث مراحل مختلفة: الشهوة واالنجذاب والتعلق. تختلف استجابة<br />
الجسم خالل كل مرحلة بحسب كيمياء الدماغ وإفراز الهرمونات<br />
( 1439 ه – 2018 م )
:<br />
المختلفة. يعتمد رد فعل الجسم خالل هذه المراحل أيضًا على ما إذا<br />
كنت سعيدًا أو غير راضٍ في العالقة الرومانسية، ويتأثر<br />
استعدادك لمواصلة أو إنهاء العالقة أيضًا بهذه العوامل العصبية.<br />
ستبقى العديد من جوانب الحب غامضةً بالنسبة لنا، ولكن هناك<br />
آثار عالمية يسببها الوقوع في الحب لدى كثير من الناس. وهنا<br />
سنعرض ثمانية أشياء تحدث لجسدك عندما تقع <strong>فى</strong> الحب و منها<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.1<br />
الحب يسبب إدمان جسدي: ينشط الوقوع في الحب مناطق<br />
الدماغ نفسها التي ينشطها الكوكايين لدى المدمنين. في<br />
دراسة صدرت عن جامعة سيراكيوز عام 2010 ونشرت في<br />
دورية Sexual Medicine<br />
، الحظت ستيف اني أورتيغو<br />
وفريقها من الباحثين أدمغة أشخاص أثناء تحديقهم بصور<br />
لشركاءهم. ووجد الباحثون أن المنطقة تحت القشرة المفرزة<br />
للدوبامين في أدمغة المشاركين تتفعل )وهي المنطقة العصبية<br />
نفسها التي تتفعل لدى مدمني الكوكايين(. عندما تبدأ هذه<br />
المنطقة ومناطق أخرى من الدماغ بالعمل، فهي تفرز المواد<br />
الكيميائية )الهرمونات( التي تحفز النشوة – بما في ذلك
الدوبامين واألوكسيتوسين واألدرينالين وف اسوبريسين. يعرف<br />
األوكسيتوسين أيضًا باسم هرمون الحب ألنه يسبب هذا الشعور<br />
الدافئ والغامض، وقد يسبب الف اسوبريسين السلوك العدواني<br />
والتملكي. لهذا يسبب الوقوع في الحب شعورًا رائعًا، ولهذا<br />
السبب قد تفقد صوابك إذا حاول أحدهم مغازلة حبيبك<br />
.<br />
.2<br />
تعرق راحتي اليدين وتسرع ضربات الق لب: يزداد تدفق<br />
الدم إلى مركز المتعة في الدماغ عند االنجذاب لشخص جديد،<br />
ويتم إفراز هرموني األدرينالين والنورأدرينالين في الجسم. يسهم<br />
هذان الهرمونان في تعرق راحتي اليدين و تسرع ضربات الق لب<br />
الذي تشعر بهما في تلك اللحظات السحرية األولى. يؤدي<br />
األدرينالين والنورأدرينالين دأيضًا إلى مشاعر االبتهاج والشغف<br />
واالهتمام الشديد. وهذا ما يفسر عدم قدرتك على التفكير بأي<br />
شيء أو أحد بجانب ذلك الشخص الذي التقيت به مؤخرًا في<br />
إحدى الحف الت.<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.3<br />
شعور بالخوف والق لق )فراشات في المعدة(: يعد اإلحساس<br />
الذي نسميه فراشات في المعدة حقيقي. يسبب الوقوع في الحب<br />
إفراز األوكسيتوسين الذي يحفز مشاعر السعادة، ولكنه أيضًا
يسبب إفراز الكورتيزول الذي يسمى هرمون التوتر. العالقة<br />
الرومانسية عاطفية ومربكة ومرهقة. عندما يتم إفراز هرمون<br />
التوتر، تتق لص األوعية الدموية حول األمعاء، ما يؤدي الحقًا إلى<br />
الغثيان.<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.4<br />
.5<br />
يساعد الحب أيضًا في تخفيف التوتر: عندما تبدأ أنت<br />
وحبيبك بتبادل القبل، سيق ل شعورك بالتوتر. أثناء التقبيل، يفرز<br />
الجسم اإلندورفين والدوبامين اللذان يعززان المشاعر الجيدة.<br />
تصبح مهووسًا بحبيبك: اكتشفت أستاذة الطب النفسي<br />
ومديرة مختبر علم األمراض النفسية في جامعة بيزا، دوناتيال<br />
مارازيتي، أن إفراز السيروتونين في الدماغ يكون ق ليالً في<br />
بداية العالقة الرومانسية. يوجد أيضًا انخف اض في مستويات<br />
السيروتونين في أدمغة المصابين باضطراب الوسواس القهري<br />
.OCDوكما هو موضح في دورية<br />
Mental Floss<br />
، نظرًا ألن<br />
كال الحالتين )إلى مستويات مختلفة( تؤديان أيضًا إلى مشاعر<br />
الق لق والفضول، يمكن اعتبار الحب في فتراته المبكرة كنوع<br />
متوسط ومؤقت من الوسواس. ومع ذلك، عالقتك وحدها لن<br />
تسبب لك الق لق والوسوسة إلى األبد، إذ تعود مستويات<br />
السيروتونين وهرمون التوتر المذكور أعاله إلى طبيعتها بعد
سنة واحدة إلى سنة ونصف من بداية العالقة.<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.6<br />
يجعلك الحب تفقد عق لك: لقد تحدثنا عن مناطق الدماغ<br />
التي تصبح مفرطة النشاط عند العثور على شخص مميز، ولكن<br />
أي أجزاء من الدماغ يتثبط نشاطها؟ استخدم كل من سيمير زكي<br />
من كلية لندن الجامعية، والدكتورة هيلين فيشر من جامعة<br />
روتجرز من قسم األنثروبولوجيا، التصوير بالرنين المغناطيسي<br />
لمراقبة أدمغة األشخاص المغرمين، وما اكتشفوه يفسر لما يجعلنا<br />
الحب نتصرف بحماقة بالغة. أظهر كا من الجسم اللوزي والقشرة<br />
الجبهية وأمام الجبهية انخف اضًا ملحوظًا في النشاط، وهذه المناطق<br />
العصبية هي المسؤولة عن الخوف والتعلم من األخطاء والتحليل<br />
والقدرة على الحكم ومق اومة اإلغراءات والتنبؤ بنتائج األحداث.<br />
إذا كانت مناطق أدمغتنا المسؤولة عن التفكير النقدي هذه ال<br />
تعمل بكامل طاقتها، فهل من العجب أن يرتكب معظمنا األخطاء<br />
نفسها مرارًا وتكرارًا في العالق ات؟ أو أن نقع غالبًا في حب<br />
أشخاص سيئين، يصعب أن تنظر إلى الوراء على محاكماتك<br />
السابقة فقط لتسأل نفسك، مالذي كنت أفكر به بحق الجحيم ؟!<br />
لكن عليك أن تعرف أن سلوكك غير المنتظم هذا لم يكن<br />
خطؤك. فقد خانك جسدك. ولألسف، كما يقولون، الحب أعمى!
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.7<br />
.8<br />
يصل التأثير إلى عينيك: عندما تحدق في الشخص الذي<br />
تحبه، تتوسع حدقتا عينيك.إذ تؤدي كل من اإلثارة والتوتر إلى<br />
تحفيز الفرع الودي للجهاز العصبي الالإرادي، ما يسبب توسع<br />
الحدقتين.<br />
يساعد الحب في تخفيف نوبات الصداع: بما أن زيادة<br />
مستويات األوكسيتوسين في الجسم تحد من التوتر واإلجهاد، قد<br />
يق لل الحب من تكرار نوبات الصداع النصفي! في عام 2010،<br />
بحثت كلية الطب بجامعة ستانفورد في مدى فعالية العالج<br />
باألوكسيتوسين، من خالل دراسة حاالت الصداع اليومي المزمن<br />
)غالبًا ما تشمل الصداع النصفي( لدى بعض األشخاص. أعطى<br />
الباحثون المشاركين في الدراسة، والذين لم يجنوا ف ائدة من أي<br />
عالج آخر، بخاخ أنفي يحتوي جرعة من األوكسيتوسين. وكانت<br />
النتائج مذهلة: %50 أف ادوا أن آالم الصداع انخفضت إلى<br />
النصف بعد أربع ساعات، في حين أف اد %27 أنهم لم يشعروا<br />
بأي ألم بعد مرور أربع ساعات. في النهاية، كل ذلك التوتر<br />
والخوف والق لق الذي يسببه الحب، يستحق العناء! . هذا بالنسبة<br />
للجانب العصبية و الكيميائى الذى يؤثر بشكل كبير و فعال كما<br />
عرفنا <strong>فى</strong> الصفحات السابقة و هو أن الشعور بالحب يؤثر على
الجانب التحليلى و النقدى الذى يقوم بمراجعة األخطاء و الحيلولة<br />
دون تكرارها لهذا يبدو أمر إتخاذ القرار الصائب <strong>فى</strong> حالة الحب<br />
أمر صعب لكن ليس مستحيل أبدا , فيجب عليك التقرب إلى هللا<br />
سبحانه و تعالى و اإلكثار من اإلستغف ار و الدعاء لكى يهديك<br />
هللا إلى سبيل الرشاد , فق ال تعالى "<br />
ومن يضلل ف لن تجد له ولي اً مرشداً"<br />
من يهد هللا فهو المهتد<br />
و ق ال تعالى أيضا " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ<br />
هللاَ لَمَعَ المُحْسِ نِينَ " صدق هللا العظيم . و يظهر من تلك اآليات<br />
أن هللا سبحانه و تعالى هو الموفق و المستعان <strong>فى</strong> كل أمر و أنه<br />
من يستعين باهلل و يجتهد <strong>فى</strong> الوصول إالى الحقيقة و الطريق<br />
الصحيح<br />
يهديه هللا و يريه الحق . بعد اإلستعانة باهلل سبحانه و<br />
تعالى يمكن أن نستعين بأفراد عائلتنا أو أصدق ائنا الذين نثق<br />
فيهم فهم ال يوجد شئ يوثر عليهم و يمكن لهم بكل وضوح إعطاء<br />
( 1439 ه – 2018 م )
النصائح و رؤية ما ال نره نحن و عدم إتخاذ االمر بشكل فردى<br />
بحت ف ا لمشورة مطلوبة أيضا . و<br />
من المفيد أيضا طرح بعض<br />
األسئلة على النفس لكى نكون على أرض صلبة و متأكدين من<br />
كل خطوة , و من هذه األسئلة :<br />
هل أنت تحب شريكك حق اً أم<br />
أنك معه بسبب عالقة ف اشلة مرت عليك أو بسبب مشاكل عائلية أم<br />
مادية؟<br />
هل طريقة تفكيرك وحياتك تنطبق على حياته أو أنه<br />
من بيئة جد مختلفة ستدفعك إلى تغيير نمط حياتك بشكل كبير؟<br />
هل تصالن إلى حل في التف اهم بعد مشكلة حصلت بينكما أم أن<br />
المشكلة<br />
تستمر لمدة طويلة وال تنطوي صفحتها بسهولة ؟<br />
( 1439 ه – 2018 م )
هل أنت على اتف اق مع عائلته وتشعر أن شريكك مستق ل بتفكيره<br />
وخياراته عنهم؟<br />
هل تشعر أن شريكك مقتنع بك بشكل واضح؟ وهذا يبرز من خالل<br />
تصرف اته معك وطريقة النظر إليك والتعامل معك بين العائلة<br />
. واألصدق اء<br />
هل أنت فخور به أم أنك تخجلين من الخروج معه في نزهة بين<br />
أصدق ائك؟<br />
اختبر نفسك… هل انت جاهز لألرتباط ؟ خطوات اتخذها لتجاوز<br />
هذه المشكلةإذا كنتِ أجبتِ بشكل إيجابي على االسئلة التي<br />
طرحناها عليكِ ، وأنت تعرف أن الشريك هو المناسب لكِ لكن ما<br />
( 1439 ه – 2018 م )
زال لديك شعور بالحيرة أو الترد د، اتبع الخطوات التالية لتجاوز<br />
المشكل ة :<br />
الخطوة األولى: ال تتسرع في األرتباط بل امنح نفسك مهلة زمنية<br />
تمكنك من التعرف على شريكك وعائلته بشكل أكبر، ويمكن من<br />
.خاللها االتف اق أو االختالف على أمور عدة<br />
الخطوة الثانية: ابتعد ق ليالً عن الجانب العاطفي في اتخاذ هذا<br />
القرار وغل ب عق لك على ق لبك. فطبعاً الحب عامل أساسي إال أن<br />
العق ل والمنطق سيجعالنك ترتاح نفسياً لجهة مستقبلك وتحديد<br />
.خياراتك<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الخطوة الثالثة: ال تتأثر بكل ما يق ال حولك عن عالق ات زوجية ف اشلة<br />
أم خيانات ف ليس كل العالق ات متشابهة. بل قوم بتثقيف نفسك<br />
عاطفياً وجسدياً لتستعد لالرتباط دون خوف أو تردد<br />
. و بعد هذه<br />
المراجعة مع النفس يجب أن نكون تقدمنا بشكل كبير و أصبحت<br />
لدينا خبرة <strong>فى</strong> تحديدالعالقة التى نحن فيها أو مقبلين عليها .<br />
انتهى ...<br />
الفصل الرابع<br />
" األستقرار و التغلب على اإلنكسار "<br />
لعل حديثنا السابق و تحليالتنا كانت عن من هم مقبلين على<br />
الدخول <strong>فى</strong> عالقة و قد بينا ذلك و تعرضنا لألسباب الرئيسية <strong>فى</strong><br />
فشل العالق ات و التى تتفرع منها أسباب أخرى تكون نتيجة لألصل<br />
و هو الخداع و سوء الفهم , لكن ماذا عن من هم األن <strong>فى</strong><br />
( 1439 ه – 2018 م )
مشاكل و عالق اتهم مع شركائهم <strong>فى</strong> توتر دائم و عدم استقرار ,<br />
بالتأكيد سنتحدث عنهم <strong>فى</strong> هذا الفصل ليس فقط من هم <strong>فى</strong><br />
عالق ات بل أيضا من خرجوا من عالق ات ف اشلة و يحاولون التغلب<br />
على اإلنكسار و نسيان التجربة المريرة كل هذا سنتحدث عنه<br />
<strong>فى</strong> هذا الفصل الذى سيكون خاتما للجزء األول من كتابنا و نظر<br />
لطول هذا الفصل سنقسمه على جزئين الجزء االول نتحدث فيه عن<br />
كيفية التغلب على المشاكل الحالية و الجزء الثانى نتحدث فيه<br />
عن كيفية الصمود و التغلب على ألم الفراق و خوض تجربة<br />
ف اشلة.<br />
الفصل الرابع " الجزء األول "<br />
تظهر مشاكل عديدة<br />
نتيجة سوء األختيار أو أى من االسباب التى<br />
ذكرنها <strong>فى</strong> الفصول السابقة و هذه المشاكل غالبا ما تكون بين<br />
األزواج و هى المرحلة التى يكون اإلنفصال فيها صعبا ألعتبرات<br />
( 1439 ه – 2018 م )
كثيرة أهمها نظرة المجتبمع العقيمة للمطلقة و التى تكون غير<br />
جيدة للغاية أى نظرة المجتمعة و ما يترتب على ذلك من تعامل<br />
سئ و المعايرة و ما إلى ذلك من األمور المعروفة لدينا , أيضا<br />
ميل النفس البشرية إلى االستقرار و عدم الدخول <strong>فى</strong> منطقة الشك<br />
, الرغبة <strong>فى</strong> الحف اظ على األطف ال و تربيتهم ضمن نطاق أسرة<br />
تبدو متماسكة خارجيا و لكنها هشة للغاية داخليا , ضغط االهل<br />
<strong>فى</strong> إتجاه عدم اإلنفصال و الذى يكون له عدة أسباب أهمها عدم<br />
الرغبة <strong>فى</strong> إعادة تحمل مسؤلية اإلبن او اإلبنة التى تزوجت الخوف<br />
من معايرة الناس لهم و األسباب أخرى ترجع إلى كل عائلة و<br />
الظروف التى تمر بها . و لما كان الدافع إلى الزواج <strong>فى</strong><br />
مجتمعتنا العربية هو الرغبة <strong>فى</strong> وضع حمل عن كاهل األسرة و<br />
مف اخرة أمام الناس أنهم قد أنجزوا مهمتهم بنجاح أو حتى بسبب<br />
الضائقة المادية <strong>فى</strong> بعض األحيان , كانت حاالت الزواج <strong>فى</strong><br />
أغلبيتها هى للمجتمع و ليست رغبة أحد الطرفين <strong>فى</strong> الزواج و<br />
( 1439 ه – 2018 م )
لهذا أنتشر ما يسمى بجواز الصالونات الطريقة التى يتزوج من<br />
خاللها الناس <strong>فى</strong> أغلبيتها و ليس كلها , يتزوجون من أجل أن ال<br />
يصبحوا عزاب هذه الطريقة التى تبدوا أخف وطئة من تلك<br />
المتبعة <strong>فى</strong> القرى و المناطق الريفية و التى <strong>فى</strong> بعض األحيان ال<br />
يستشار أحد الطرفين فيها و يكون األمر باإلجبار , تخيل عزيزى<br />
الق ارئ اإلجبار على الزواج فكيف بربك ييستمر هذا الزواج دون<br />
أى مشاكل و التى تصل <strong>فى</strong> اشدها إلى الخيانات , كبف بربك<br />
يتم تنشأة األطف ال <strong>فى</strong> هذا الجو المتوتر . و هذا قمة الغباء و ال<br />
حول و ال قوة إال باهلل . و لكى نتغلب على تلك المشاكل يجب أن<br />
نعلم أنه أوال و آخرا هذا يمكن أن يكون إبتالء من هللا عز و جل و<br />
يجب علينا الصبر و الدعاء و التركيز على المهمة األكبر و هى<br />
تربية األطف ال ف ليس لهم ذنب <strong>فى</strong> هذا كله و لعل هللا يهدى<br />
أحدهم فيعوضك عن كل ما عنيته <strong>فى</strong> حياتك و لعل بصبرك هذا<br />
يصلح هللا لك زوجك ,<br />
ولكى نعرف ابرز أسباب المشاكل األسرية<br />
( 1439 ه – 2018 م )
و التى تكون بسبب : التغير االجتماعي: يحدث العديد من<br />
التغيرات االجتماعية في المحيط الخارجي لألسرة وتتأثر به ،بحيث<br />
يتبنى األبناء قيماً وأفكار متحررة جديدة غيرتلك القيم والعادات<br />
تق ليدية التي يتبنها االباء مما يؤدي إلى حدوث الفجوة والصراع<br />
بين األبناء واألباء.<br />
الجهل بخصائص نمو مراحل العمر المختلفة: حيثُ أنَّ لكل مرحلة<br />
عمرية خصائصها ومتطلبات التعامل معها، فعدم الوعي بهذه<br />
الخصائص وكيفة التعامل بكل مرحلة سيؤدي لحدوث المشكالت<br />
وسينعكس على سلوك أفراد األسرة.<br />
التباين الفكري والعاطفي: حيثُ أن التغي ر في مشاعر الزوجين<br />
بعد الزواج من حب وسعادة، واختالف الخلفية الفكرية والثق افية<br />
لدى الزوجين يؤدي إلى حدوث خالف حول طرق تربية األبناء<br />
واتخاذ القرار ومعاملة اآلخرين.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الضغوطات االقتصادية: يُعدُّ نقص الموارد الماد ي ة لألسرة عائق اً<br />
في تحقيق تماسكها وتلبية احتياجاتها المختلفة، وأيضاً ف إنَّ وجود<br />
الموارد الماد ي ة العالية وعدم التخطيط المتوازن لها ينتج عنه<br />
خالف ومشاكل أسرية.<br />
خروج المرأة للعمل: يختلف تأثير عمل المرأة من أسرة ألخرى حيث<br />
يمكن أن يؤدي الى حدوث صراع في األدوار واختالف في<br />
سيادة األسرة وتنسيق المسؤوليات واألولويات واألمور<br />
المادية.وصراع في تحقيق توازن بين متطلبات العمل واألبناء<br />
والزوج وبين تحقيق ذاتها.<br />
ثأثير األق ارب والرُّفق اء: ف إن التأثير السَّلبي لألفراد من البيئة<br />
الداخلي ة يُسبب المشاكل، سواء من خالل تدخلهم بشؤون أفراد<br />
.األسرة أو من خالل التحريض<br />
( 1439 ه – 2018 م )
و أما عن األساليب المتبعة <strong>فى</strong> هذه المواقف فيجب أن تكون<br />
كالتالى : يجب أن يدرك أفراد األسرة أن هناك ق ائداً ورب اً<br />
لهذه األسرة يتمث ل في األب والز وج، وإن صمام األمان لألسرة هو<br />
الق ائد الذي ينبغي للجميع إدراك دوره، حت ى يستطيع حسم<br />
الخالف ات التي يمكن أن تظهر بين أفراد األسرة. أن يلجأ أفراد<br />
األسرة إلى الحوار الناجح واالستماع والمهارات اإلنساني ة التي<br />
تمك ن كل طرفٍ من أن يستمع إلى اآلخر ويتحاور معه، من أجل<br />
حل الخالف ات والمشكالت التي يمكن أن تحدث، بل ومنع تف اقم<br />
تلك الخالف ات وتحو لها إلى صراعٍ وتصادم، كما أن الحوار وسيلة<br />
ناجعة تمك ن من فهم كل طرفٍ لآلخر، فيسد بذلك كل طريق<br />
إلساءة الفهم وسوء الظ ن .<br />
أال يلجأ أفراد األسرة إلى العنف والش د ة، بل يتحل ى كل فردٍ من<br />
أفراد األسرة بخلق الر فق والل ين في تعامالته كل ها، فكما ق ال<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الن بي عليه الصالة والس الم:" إنَّ الرِ فقَ ال يكونُ في شيءٍ إالَّ زانه .<br />
وال يُنزعُ من شيءٍ إالَّ شانه "<br />
أن يبتعد أفراد األسرة عن الغضب، ف الغضب ال يأتي بخير، وإن ما<br />
هو أصل الش رور كل ها، واللجوء إلى ضبط األعصاب.<br />
أن تضع األسرة أسسًاً ومعايير لحل خالف اتهم، تُبنى على المنطق<br />
والحج ة والبرهان، بعيداً عن تحكيم الهوى واآلراء الش خصي ة،<br />
ف اإلنسان مهما تمت ع به من حصافة ورجاحة عق ل ف إن ه يفتقر إلى<br />
الحكمة باستمرار، وقد تأخذه األهواء في لحظةٍ من اللحظات يميناً<br />
أو شماالً، بعيدًا عن جاد ة الصواب.<br />
أن تتفق األسرة على صيغة إدارية للبيت توضح فيها واجبات<br />
األفراد ومسؤولياتهم أن يعي الزَّوجان طبيعة العالقة بينهما وتقبل<br />
بعضهم البعض .<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أيضا من األساليب التى يجب إتباعها للحصول على أسرة اكثر<br />
إستقرار هى :<br />
الحديث بوضوح من األخطاء التي يقع بها أغلب األزواج عند<br />
حدوث المشاكل فيما بينهم هو عدم تحدثهم بشكل واضح حول<br />
المشكلة، فيلتزم كل منهم الصمت منتظرين قراءة أفكار بعضهما،<br />
األمر الذي يؤدي إلى تف اقم األمور وتعقيدها، ف ليس هناك من<br />
يقدر على قراءة األفكار، فعدم الصراحة بالتحدث ال يحل<br />
المشاكل، بل على العكس من ذلك يزيد من حدتها، لذلك يجب<br />
البدء بالتحدث بوضوح كي يعرف كل طرف خطأه، ويتجنب<br />
وقوعه مُجدداً.<br />
عدم الخصام : لفترة طويلة يُفضل عند حدوث المشاكل بين<br />
الزوجين أخذ كل منهما فترة هدوء، يتجنب خاللها كل منهم اآلخر<br />
كي يفكر، ويو ازن األمور دون تعرض للضغط، ولكن ال يعني<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ذلك اإلطالة في هذه الفترة، ألن ذلك يُسبب ضرراً لكال الزوجين،<br />
وتعقيداً للمسألة.<br />
تقديم االعتذار : يُعد ذلك من الخطوات المهمة لحل المشاكل،<br />
فقبول الطرف اآلخر لالعتذار يُنهي النزاعات الزوجية، أما إن لم<br />
يقبل العذر ف إن الحياة الزوجية ستصبح عبارة عن سلسلة متكررة<br />
من المشاكل التي ال تنتهي.<br />
تقديم التنازالت : هناك بعض المشاكل الزوجية التي ال يكون<br />
فيها أحد مخطئ من الزوجين، ولكن العناد، وعدم تنازل أي<br />
طرف لآلخر يؤدي إلى تكبير المشكلة األمر الذي قد يُهدد<br />
الزواج واالستقرار.<br />
ضبط النفس : يجب على كال الزوجين ضبط النفس، والتحكم<br />
باالنفعاالت أثناء حدوث نق اش حول أمر ما، ف العصبية تؤدي إلى<br />
حدوث تف اقم في المشكلة، وإلى عدم التوصل إلى حلول بشأنها.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
العق النية في التفكير يُعتبر التفكير بعق النية ومرونة من أسس<br />
حل المشكالت األسرية، فيجب عدم العناد، واإلصرار على الرأي<br />
دون السماح للطرف اآلخر بالتعبير، وتوضيح ما يجول بخاطره،<br />
حيث إن التصلب في الرأي ال يصل إلى حلول مناسبة، بل يُشكل<br />
تراكمات، وحواجز بين الزوجين.<br />
الترويح عن النفس : عند الشعور بأن المشكالت الزوجية وصلت<br />
إلى مرحلة خطيرة، فيجب ترك األمور كما هي، وعدم نق اشها،<br />
والخروج في نزهة، أو سفر من أجل الترويح عن النفس، وتهدئة<br />
األعصاب، وإن عجز الزوجان عن حل المشاكل بعد ذلك يُنصح<br />
باللجوء إلى أحد األق ارب للتدخل، أو إلى المختصين في مجال<br />
اإلرشاد النفسي إليجاد الحلول، ولمساعدتهم في التخلص من<br />
الضغوطات التي يعانيان منها .<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الفصل الرابع " الجزء الثانى "<br />
نستكمل <strong>فى</strong> هذا الجزء االخير من الفصل الرابع تحليلنا للمشكلة<br />
التى يعينها المرتبطين بعد الفراق و ما تحمله هذه الفترة من<br />
( 1439 ه – 2018 م )
طغط نفسى و عصبى ناتج عن الحزن و الذى يتطور ليتحول إلى<br />
إكتئاب و الذى ينتهى <strong>فى</strong> أسواء الحاالت إلى اإلنتحار . و لما<br />
كانت المشكلة الرئيسية <strong>فى</strong> الفراق تتنوع و كثيرة كان من<br />
الواجب تفسيرها و تفصيلها على النحو اآلتى باإلجابة على األسئلة<br />
اآلتية : كيف يحدث فراق الحبيب ، ولماذا، وهل هو امر حتمي؟<br />
ف العاطفة مصيرها اما اللق اء او الفراق : ماهي اذاً االسباب التي<br />
تؤدي الى فراق الحبيبين ، وكيف نفترق ؟<br />
الحديث في هذا موضوع فراق الحبيبين له شجون، ولكنه وفي<br />
ذات الوقت يثير الكثير من االحزان، فتعابير الوجوه تصبح غائرة<br />
عند<br />
فراق الحبيب ، وتعجز االفواه عن النطق والكالم، فؤاد<br />
الحبيب يكسر، وهذا الكسر ال يجبره اال الزمن، و البعض قد يطول<br />
به الزمن حتى يشتعل راسه الشيب، ويسألون لماذ يبكي الق لب و<br />
تتساقط الدموع، وفي الزاوية االخرى بعض العيون تضحك، وبعض<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الشف اه تتهامس، فكلها ادوات لباب الحزن. تمتلىء القصص<br />
والروايات العالمية بإحداث عن هذا االمر اي عن فراق الحبيب ،<br />
وكم منها اصبح يعد من اشهر القصص العالمية، ولعل اكثر<br />
المالحم الروائية في خاطري عندما نتحدث عن فراق الحبيبين ،<br />
رائعة غابرييل غارسيا ماركيز ( الحب في زمن الكوليرا(، ويالهما<br />
من حبيبين افترق ا في الشباب، وتالقيا في هرم العمر ، وللقصة<br />
وجهان، االول الحسن، وهو ان يلتقي الحبيبين بعد عذاب<br />
السنين، وتمام هذا الحب الكبير، وتمت تلك القصة البهية،<br />
والوجه القبيح لها، لماذا هذا الفراق، وكيف اضاعا السنين<br />
والسنين دون لق اء، وهل هناك اجمل من ايدي الحبيبين عندما<br />
يتالقيا، يا حسرة على تلك السنوات. ونعود لتساؤالت في خاطر<br />
كل منا، كيف يحدث الفراق بين الحبيبين ، ولماذا، وهل هو أمر<br />
حتمي، ولنكون أكثر صراحة، ففي العادة ف إن نسبة كبير من<br />
العالق ات العاطفية تنتهي بالفراق، ولن نقول الفشل، ف الفشل له<br />
( 1439 ه – 2018 م )
معنى ينعكس على عالق ات اخر، اما العاطفة فمصيرها اما اللق اء او<br />
الفراق، ف لنبحث في هذا الجزء عن االسباب التي تؤدي إلى<br />
الفراق، وكيف نفترق :<br />
أسباب الفراق بين الحبيبن :<br />
الخيانة : في األساس يجب وضع هذا العنصر المهم في نهاية<br />
الق ائمة، فهو نتيجة لكل هذه العناصر اوأحداها، ولكن تمت<br />
ترقيته ليصبح األول ألنه االكثر تأجيجا لنار الفرقة، واالكثر قسوة<br />
ودمارا. وتنتج الخيانة لكل ما يرد الحق ا، ولكن هو عبارة عن عدم<br />
االكتف اء العاطفي و الشبق الجنسي عند احد الطرفين من خالل<br />
عالقته مع الطرف االخر، فيبث عنها لدى االخرين، وقد يكون<br />
السبب في الخيانة هو الغرور في بعض االحيان، فهي الرغبة عند<br />
احد االطراف بأن يشعر بأنه وسيم او جميل جدا، وان الغير ما زال<br />
يرغب به، وقد يكون فقط ناتج عن نقص الثقة في النفس، عندما<br />
( 1439 ه – 2018 م )
يظن انه ليس اهال لشريكه، كل هذه العوامل وغيرها التبرر الفعل،<br />
فمن االفضل ان يتخذ اجراءات اخرى سنقوم بذكرها الحق ا على<br />
ان يقوم بمثل هذا الفعل القبيح.<br />
الروتين : الروتين يستطيع ان يكسر الصخر، فما بالكم بالعالقة، اال<br />
تالحظون ان نقطة الماء البسيطة التي تسقط بإنتظام على احد<br />
الصخور ستنتج شرخا في هذه الصخرة المحالة، وكذلك الروتين،<br />
ف إن يداوم الطرفين على ذات الفعل دوما و بصفة مملة سيعمل<br />
على ان يقوم احد االطراف بالبحث عن مصادر اخرى للمتعة و<br />
السعادة، لنتخيل ان دوما الحبيب يقدم الى حبيبه ذات الهدية<br />
في كل مناسبة، او يدعوه لذا ت المطعم، انه ملل، اليس كذلك؟<br />
البرود في العالقة : وهو ناتج اخر للروتين، فتكرار الفعل ذاته و<br />
بإنتظام سينتج عنه فقدان الشوق، والرغبة، والهوس، ولنعود الى<br />
مثال الهدية، اذا كنت تعرف نوع الهدية التي ستتلق اها،<br />
( 1439 ه – 2018 م )
فكيف تتشوق لها، ان كنت تعرف الى اي مطعم ستذهب،<br />
فكيف تتجوع الى هذا اللق اء، فهو ذات الطعم القديم، الكل فينا<br />
وبال شك يرغب بطعم ونكهة جديدة في كل وقت، اال ترغب<br />
بذلك ايضا؟<br />
االهمال : اترك وعاءا على رف لمدة اسبوع وسترى النتيجة البشعة<br />
لهذا االهمال، كم الغبار، ونوع الغبار، وهذا ما يحدث ايضا الى<br />
العالقة، ان لم يتذكر الحبيب حبيبيه، ان لم يشاركه مناسباته<br />
وايامه، ان لم يأخذه الى كل جديد، في النهاية سينال االهمال من<br />
الحبيبين ال محالة، و ستعلو على هذه العالقة الغبار، وطبقة<br />
سميكة من الجف اء.<br />
الغيرة : قد اكون رقم مليون من يتحدث عن اثر الغيرة على<br />
العالقة، فهذه الصفة الوجه<br />
القبيح لوجه العملة االخر والحسن وهو<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الثقة، وشتان ما بينهما، فكم حدث الفراق بين الحبيبين كنتيجة<br />
حتمية<br />
لتف اقم ازمة الغيرة بين الطرفين.<br />
ابعاد اجتماعية ومادية : وهي اسباب في غالبيتها خارجة عن<br />
ارادة الطرفين، فقد يكون التف اوت االجتماعي، او عدم رغبة<br />
االهل، او حتى السفر واالنتق ال الى بلد اخر للسكن، وفي احيان<br />
كثيرة يكون للفوارق الطبقية<br />
بين الحبيبين اثر في حدوث<br />
الفراق .<br />
صيانة الحب : العالقة بين الحبيبين كأي نوع من انواع العالق ات،<br />
او حتى االشياء ، واالالت، تحتاج الى الصيانة حتى تستمر، فهناك<br />
الحاجة الى معرفة المشكلة وعالجها، وقد ال تنجح دوما ولكنها على<br />
االق ل تعد محاولة.<br />
– النق اش : ليس هناك كالنق اش واالنفتاح لعالج المشاكل بين<br />
1<br />
الحبيبين، فهي تساعد على انشاء الثقة، والصراحة، ومعرفة اسباب<br />
( 1439 ه – 2018 م )
انهيار العالقة، ولنكن اكثر دقة، فقد تنشأ<br />
احد اسباب انهيار<br />
العالقة دون احساس احد الطرفين بها، فهو قد يظن ان العالقة<br />
على افضل ما يمكن، ولكن فعليا هناك انهيار فيها،وقد يكون<br />
انهماكه في العمل او بعض المشاكل هو ما يؤثر عليه، ف إذا لم<br />
يقم الطرف االخر بتنبيهه قد يتف اقم هذا الفعل ويكبر الشق اق.<br />
– الصراحة : وفي العادة ف إن النق اش ال يؤتي ثماره ان لم<br />
2<br />
–<br />
يكن نق اشا صريحا، يخرج كل طرف منهما ما في صدره من هموم<br />
ونق اط ويضعها اما حبيبه، و يذكر له ما يحب ويكره في عالقتهما،<br />
وعليه ان يوضح لماذا هو يشعر باالحباط من هذا الفعل او ذاك،<br />
وكما ذكرنا سابق ا ف أساس النق اش هو التعبير بحرية وصراحة حتى<br />
يمكن حل المشكلة، والتعاطي معها بصورة ناجعة. اقرأ ايضاً :<br />
كيف ومتى تتجنب الصراحة مع شريكك حف اظا على العالقة ؟ 3<br />
التجديد : في الفقرة السابقة وبخصوص االسباب التي تؤدي<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الى الفراق بين الحبيبين، اشرنا الى الروتين، وفعليا لكي يصبح<br />
الحب نشطا، وفعاال، البد من التجديد في االمور، والتعامل معها<br />
بشكل خالق وابداعي، فعلى من يرغب ان يقضي وقتا ممتعا مع<br />
حبيبه ان يبتكر شيئا جديدا لم يقم به شخصيا من قبل، او احد<br />
ممن يعرفه، او حتى اي احد، عليه ان يقدم الهدية المثالية،<br />
ولكنها فريدة، وعليه ان يجعل الدعوة كرحلة فيها العديد من<br />
المحطات، وليست فقط طاولة الطعام، ابتكروا، ف العالقة اثمن من<br />
الكسل.<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
– 4 الثقة :<br />
وهنا الحديث عن الوجه االخر للغيرة، وهذا هو الوجه<br />
الحسن، والجميل، فعلى الحبيبين بناء الك الثقة، وتنميتها، ال<br />
هدمها بالغيرة، ومنافع الثقة كبيرة على العالقة العاطفية، وهي<br />
تجعلها متينة ورشيقة ومرنة<br />
.<br />
و أما عن آالم ما بعد الفراق فكما أشارنا ف إنها قوية و التغلب<br />
عليها ليس باألمر السهل و لكنها ايضا ليس مستحيل فيجب أن<br />
اإلنسان أن ما مر به من فراق ما هو إال قدر محتوم أو خسارة قريبة
لشخص سئ , فما كان الحزن على الحبيب يفسد حياة إنسان عاق ل<br />
و ال يستحوذ على فكرة و باله و يشغله عن حياته الخاصة فكلنا<br />
نعلم أننا ميتون فهل الحزن مانع الموت و هل الدموع تحول دون<br />
القدر ف ال و هللا ال يأخذ اإلنسان إال ما كتب له و ال يجب علينا ان<br />
نحب بشدة حتى ال نتأثر بشدة فما الحياة الدنيا إال حياة ف انية و ما<br />
نعبد إال هللا وحده و أما أحبائنا <strong>فى</strong> الدنيا نحبهم و نكون اوفياء<br />
لهم ف إذا إفترقنا حزننا و لكن بلمعروف و دون تطرف أى ال<br />
إفراط و ال تفريط . و لكى نتغلب على مشاعر األلم هذه يمكن أن<br />
نتب بعض الخطوات التى ال تأتى إال بعد اإلستعانة باهلل و أن<br />
تكون مستعد و تريد من داخل نفسك ان تتخلص من هذا<br />
الشعور أن يكون لك إرادة فما تغنى عنك الصفحات و ال<br />
الكلمات و أنت ال تريد . و نتحدث هنا عن بعض المشاعر التى<br />
تنتاب األشخاص بعد الفراق<br />
,<br />
يكون إنهاء العالقة العاطفية مؤلما<br />
جدا في بعض االحيان و ال توجد طريقة معينة أو روتين إلنهاء<br />
العالق ات أو توديع االحباب بحيث تنتهي ذكراهم بمجرد<br />
الوداع و يكون الغالبية غير مؤهبين لمجموعة المشاعر التي<br />
تنتابهم عند انهاء العالقة و اشيع هذه المشاعر هي:<br />
-1<br />
االنكار: و انت ال تزال تعانى من هذا االحساس حيث أنك ال<br />
تزال تنكرى انتهاء العالقة مع رفيقك السابق مع أنها انتهت<br />
بالفعل.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
-2<br />
الغضب: حيث أن االنسان يغضب من الطرف اآلخر ألنه سبب<br />
كل هذا االلم و دفعه الى الغاء كل المخططات التي بنى عليها<br />
حياته.<br />
-3<br />
الخوف: بسبب االرتف اع الكبير في التف اعل العاطفي<br />
emotional reaction<br />
عند الفراق يحس الطرف االضعف<br />
بالخوف من هذه المشاعر التى لم يألفها و يبدأ الخوف من أن<br />
احدا لن يحبه ثانية أو أنه لن يحب مجددا. و أنت تعانى من<br />
هذا الخوف ايضا و بشكل كبير.<br />
-4<br />
لوم النفس: يميل الشخص الى لوم نفسه في انتهاء العالقة و<br />
يبقى عالق ا في دائرة الذنب معيدا تف اصيل العالقة مجددا مرارا<br />
و تكرارا في عق له محاوال ايجاد موقع الخطأ لكي يصلحه و يعود<br />
” الى العالقة<br />
-5<br />
بالذنب<br />
-6<br />
المثالية” التي كان فيها!<br />
الشعور بالذنب: يشعر الطرف الذي قرر انهاء العالقة<br />
أحيانا<br />
ألنه كان السبب في معاناة الطرف اآلخر.<br />
الضياع: يفقد المرء االحساس بمعنى الحياة و بااليمان<br />
بالمستقبل و بأن ال حياة بعد هذه العالقة.<br />
-7<br />
األمل: و أنت ال تزالى متعلقة باألمل<br />
االستخدام هنا<br />
"<br />
"<br />
الزائف إن صح<br />
الذي يقودك الى االيمان بأنحبيبك<br />
من امرأة اخرى و يعيش حياته بمعزل تام عنك<br />
ما.<br />
" المتزوج<br />
"<br />
سيعود اليك يوما<br />
( 1439 ه – 2018 م )
-8<br />
الراحة : و يصل المرء الى هذه المرحلة بعد أن يمر بكافة<br />
المراحل السابقة أو ببعض منها, و هنا يشعر المرء بأن كل العذاب<br />
قد انتهى و بأن الحياة تبتسم من جديد و بأن تلك العالقة لم<br />
تكن لتحيا في كل االحوال و أنت اآلن بحاجة الى ان تتجاوز كل<br />
المراحل السابقة و تتغلب عليها لكي تصل الى مرحلة الراحة و<br />
تتابع حياتك.<br />
و الحل لك هو بأن تعمل على مساعدة نفسك على الوصول الى<br />
مرحلة الراحة و التغلب على حزن فراق الحبيب عبر اتباعالتالي:<br />
-1<br />
اعلم بأن كل االحاسيس التي تمرين و مررت بها هي طبيعية<br />
و تحدث لالنسان و بأن عليك اآلن أن تتجاوزها ألنها جميعا تملك<br />
نهاية!<br />
-2<br />
تواصل مع عائلتك و اصدق ائك فهم االشخاص الذين يحبونك<br />
و سيحبونك دائما و اطلب دعمهم و ارشدهم الى الطريقة التي<br />
يستطيعون دعمك بها.<br />
-3<br />
اعلم بأن االحساس بالذنب و لوم النفس و التمنى بأنك فعلت<br />
شيئا آخر بطريقة اخرى هي من الوسائل الدف اعية النفسية التي<br />
عليك التخلص منها ف أنت مهما لمت نفسك و حزنت لن تستطيع<br />
تغيير نهاية عالقة محتمة ألنك لن تستطيعيالتحكم بسلوك الطرف<br />
اآلخر و رغباته مهما حاولت و هذا األمر ليس ذنبك أنت.<br />
-4<br />
أعيد اكتشاف نفسك, من أنت؟ ماذا تحب و ماذا تعمل في<br />
( 1439 ه – 2018 م )
حياتك و كيف تستطيع التفوق فيها, أعيد ترتيب أولويات حياتك<br />
ووسع من نطاق اهتماماتك " كمشاهدة االف الم, لعب الرياضة,<br />
الخياطة, الرسم, العناية بالحدائق ….. الخ<br />
"<br />
-5<br />
اقض بعض الوقت في التركيز على اشخاص آخرين غيرك<br />
أنت كالعناية بالكبار في السن, القيام ببعض االعمال الخيرية<br />
لأليتام , القيام باالعمال التي تزيد من قيمة نفسك عندك أنت!<br />
-6<br />
اعيد ثقتك بمغزى الحياة و هنا تنفع الصالة و قراءة الكتب<br />
الدينية. و حاولي تغذية نفسك روحيا.<br />
-7<br />
اطلب مساعدة احترافية من طبيب \ طبيبة نفسية معروفين<br />
بحسن السيرة في حال أحسست بأنك علقت في نمط محدد من<br />
المشاعر السلبية المذكورة في االعلى و فشلت كافة محاوالتك<br />
في كسرها و الخروج منها.<br />
نرجو ان ال تتخذ قرارات مبنية على المشاعر فقط و أن ,أخيراً<br />
تطلبي النصح و العون من أهلك و عائلتك و األخذ بنصيحتهم قبل<br />
اتخاذ أي قرار حاسم في حياتك<br />
. انتهى ....<br />
و <strong>فى</strong> نهاية الجزء األول وجب التنبيه على أن الحب ما هو إال دافع<br />
لحب الحياة و دافع لألستمرار و التغلب على الضغوط التى تمر<br />
باإلنسان طول فترة حياته فهو أشبه بمسكن اآلالم الذى إن زاد<br />
عن حده تحول إلى إدمان و شر ال يحمد تبعاته و يتحول من حب<br />
( 1439 ه – 2018 م )
نقى<br />
مرجو إلى وسيلة شهوانية قذرة أو منافسة غبية عفنة و لكى<br />
يتجنب اإلنسان ذلك يجب ان يتحلى باإلحترافية فيفصل بين حياته<br />
و واجباته و الحب الذى يكون <strong>فى</strong> غالب األحيان سبب لفشل<br />
اإلنسان و ضياع دينه و دنياه كما حدث <strong>فى</strong> األندلس من زيادة<br />
<strong>فى</strong> حب الحياة للتخفيف من ضغوط الحياة<br />
و للتنافس ف أنتشرت<br />
األغانى و الموسيقية و المراقص و نذكر بعض أحوال أهل<br />
األندلس بعد ما بدلوا ف اذلهم هللا كما يحدث اليوم و تأثرهم<br />
بالحضارات اآلخرى و تق ليدها كما ذكرنا سابق ا و كيف يتحول<br />
الحب من نعمة إلى نقمة . فكان من حال أهل االندلس و حكامها :<br />
التشبه<br />
1- بالعدو وتق ليده:<br />
حينما دخل المسلمون بالد األندلس كانت لهم شخصيتهم<br />
اإلسالمية المستق لة، التي تميزوا بها عن غيرهم من الشعوب<br />
واألمم، وقد ظلوا خالل القرون الثالثة األولى للوجود اإلسالمي<br />
هناك محافظين على تلك الشخصية التي تأصلت فيها األخالق<br />
والقيم النبيلة، ولكنحينما اعترى وجودهم الضعف، وعصفت بهم<br />
الفتن، وخف الوازع الديني عند بعضهم بدأوا بالتخلي عن بعض<br />
تلك األخالق والتأثر بأخالق وعادات غريبة عليهم وعلى مجتمعهم،<br />
( 1439 ه – 2018 م )
األمر الذي جعل شخصيتهم اإلسالمية تأخذ باالضمحالل ويسري فيها<br />
الضعف.<br />
وقد أدرك هذا األمر ابن خلدون حيث ق ال:<br />
تجاور<br />
واالقتداء<br />
الجاللقة<br />
والكثير<br />
والمصانع<br />
أخرى<br />
حظ<br />
ف إنك<br />
من<br />
ولها<br />
كبير<br />
الغلب<br />
تجدهم<br />
عوائدهم<br />
والبيوت،<br />
كما<br />
حتى<br />
عليها<br />
في هو<br />
يتشبهون<br />
فيسري<br />
األندلس<br />
بهم<br />
وأحوالهم حتى<br />
يستشعر لقد<br />
رسم<br />
الحكمة أنه من عالمات االستيالء واألمر هلل<br />
كما<br />
بالنصارى<br />
بعض<br />
ذكر<br />
في<br />
مسلمي<br />
ابن<br />
زيهم<br />
ومناسباتهم الدينية<br />
الخطيب<br />
وأسلحتهم<br />
األندلس<br />
جند أن<br />
إليهم<br />
في<br />
من<br />
"<br />
،<br />
.<br />
-<br />
من أخرى فئة وهناك<br />
ق لد<br />
المسلمين<br />
مسلمي<br />
لهذا<br />
"..إذا كانت أمة<br />
هذا من<br />
العهد<br />
مالبسهم<br />
التماثيل<br />
ذلك<br />
في<br />
الناظر<br />
األندلس<br />
التشبه<br />
أمم مع<br />
وشاراتهم<br />
الجدران<br />
بعين<br />
تشبهوا<br />
ولم يقتصر األمر على هذا، بل إن<br />
النصارى<br />
كانت<br />
في<br />
تحضر<br />
االحتف ال<br />
مجالس<br />
بأعيادهم<br />
النصارى<br />
وتشاركهم أفراحهم، ومن هؤالء منذر بن يحيى - صاحب سرقسطة<br />
بالنصارى التشبه في بالغ فقد<br />
ومواالتهم<br />
عقود المصاهرة التي كانت تتم بين أبنائهم<br />
عبد بن يحيى الدولة حسام أن كما<br />
.<br />
الملك<br />
حيث<br />
-<br />
كان<br />
صاحب<br />
يحضر<br />
مدينة<br />
شنتمرية - كان يق لد النصارى في اقتناء القرودحيث أهدى إليه<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ضبع<br />
ألفونسو<br />
قشتالة ملك السادس<br />
قرداً كان<br />
ملوك على به يفتخر<br />
األندلس .<br />
"<br />
ذل أن القوم أولئك عند وتق ليده بالعدو التشبه أدى وقد<br />
الرئيس<br />
والمرؤوس<br />
وافتقرت الرعية<br />
وفسدت أحوال الجميع<br />
بالكلية<br />
.<br />
وزالت من النفوس األنفة اإلسالمية "<br />
في المسلمون به مني الذي االنهزام هذا أن فيه شك ال ومما<br />
ذلك<br />
الوقت حينما<br />
الحاجز كسر عنه تمخض قد بالنصارى تأثروا<br />
النفسي<br />
الذي كان<br />
موجوداً عند<br />
النصراني العدو إزاء المسلمين<br />
الذي جعل األمر<br />
بهم التأسي أو مخالطتهم<br />
أمراً مألوف اً عند<br />
المسلمين<br />
غير وهم الجهاد ميادين إلى خرجوا ولهذا هناك،<br />
الجد ابن لنا الشاعر ترك وقد لحربه، مستعدين وال بالعدو آبهين<br />
وصف اً ألهل بلنسية وهم خارجون<br />
مبالين بالعدو وال آخذين بالعدة<br />
لمالق اة العدو النصراني<br />
حيث ق ال: لبسوا الحديد<br />
غير<br />
إلى<br />
الوغى ولبستم *** حلل الحرير عليكم ألواناً<br />
ما كان أقبحهم وأحسنكم بها لو لم يكن<br />
ما كانا ببطرنة<br />
***<br />
عن تخلوا حينما النصارى عند المسلمين مهابة زالت هكذا<br />
وقيمهم أصالتهم<br />
اإلسالمية حيث<br />
أصبحوا حقيرين<br />
العدو عين في<br />
-<br />
الفونسو األمر هذا بين وقد بهم، يهتم أن من وأق ل<br />
السادس<br />
ملك<br />
قشتالة - حيث<br />
ق ال<br />
لرسول المعتمد<br />
.. قدم إليه:" لما عباد بن<br />
( 1439 ه – 2018 م )
كيف أترك قوماً مجانين تسمى كل واحد منهم باسم خلف ائهم<br />
وملوكهم وكل واحد منهم ال يسل في الذب عن نفسه سيف اً..<br />
بين يدعها وأن أحد رعيته على منهم يقر أن لبشر يحل وكيف<br />
.<br />
أيديهم سدى "<br />
2- الخالعة والمجون:<br />
عصر في األندلس مسلمي عند الخلقي الضعف مظاهر من كان<br />
ملوك الطوائف انتشار كثير<br />
من األوجاع الخلقية<br />
بينهم، كالمجون<br />
والخالعة<br />
وشرب الخمر<br />
واالستغراق<br />
في الملذات الجسدية واإلكثار<br />
بين مشتركاً ق اسماً األمر هذا كان حيث والنساء الجواري من<br />
كثير من .<br />
ملوك الطوائف<br />
أسهب وقد<br />
ذكر فقد األمر، هذا عن الحديث في المؤرخون<br />
ابن حيان أن قرطبة حاضرة المسلمين هناك أصبحت مرتعاًخصباً<br />
لمزاولة تلك الرذائل، حيث كان ملوك الطوائف إذا احتاجوا إلى<br />
الملهيات من شيء<br />
والتنقيب للبحث قرطبة إلى رسلهم يرسلون<br />
سنة شوال في وأنه الجواري، من يريدونها التي األوصاف عن<br />
قرطبة ر سول في بن جهور الوليد أبي على ورد 422ه<br />
المظفر<br />
له فوجد بهن يأنس ملهيات وصائف شراء يلتمس األفطس بن<br />
صبيتين<br />
ملهيتين عند<br />
بعض التجار واشتراهما<br />
. له<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بن جهور الوليد أبي على ورد كما<br />
يوم في الكتب من بقرطبة<br />
جارية فيها يطلب المرية صاحب صمادح ابن من كتاب واحد<br />
.<br />
وكتاب عوادة،<br />
من ابن عباد<br />
يطلبجارية زامرة<br />
"<br />
وقد اشتهر المعتضد<br />
بأنه كان عباد بن<br />
وخلط بالنساء له كلف<br />
"<br />
احباسهن في<br />
ف انتهى<br />
نظرائه أحد يبلغه لم مدى إلى في ذلك<br />
كما أن المعتمد بن عباد كان مولعاً بالنساء حيث خلع<br />
امرأة من أمهات األوالد وجواري المتعة وإماء الخدمة<br />
ثمانمائة<br />
.<br />
مجاهد وكان<br />
العامري صاحب دانية<br />
والجزر<br />
الشرقية ذا<br />
شخصية<br />
مزدوجة<br />
فطوراًكان<br />
وتارة ناسكاً،<br />
يعود خليعاً ف اتكاً ال<br />
بلهو يساتر<br />
من بشيء يأنس وال وبطالة، شراب من يستفيق وال لذة، وال<br />
أخبار ذلك في الطوائف ملوك سائر من ولغيره له الحقيقة،<br />
رزين صاحب بن بن خلف هذيل أما مأثورة ،<br />
شنتمرية<br />
فقد كان<br />
اشترى حيث القينات اقتناء في همة الطوائف ملوك أرفع من<br />
.<br />
جارية<br />
بثالثة آالف دينار<br />
الفحش مستنقع في القوم أولئك غرق هكذا<br />
وقد والرذيلة،<br />
الوزراء بعض األمر هذا استغل<br />
والموظفين<br />
أن رغبوا الذين<br />
يستبدوا<br />
بالحكم والسلطان،<br />
ف أشغلواحكامهم<br />
بإغراقهم<br />
الملذات، <strong>فى</strong><br />
وإشغالهم<br />
الكثيرات وأخذ كثرن الالئي بالنساء<br />
تربِ يه من والية في تطمح منهن<br />
من أبناء السلطان حتى<br />
لها يكون<br />
الحظوة والغلبة.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ويذكر األمير عبد هللا بن بلقين أن إشغال الحكام بالنساء نكا<br />
أمراًمألوف اًعند وزراء دولة بني بلقين في غرناطة<br />
أما<br />
بن<br />
بلدان من وغيرها قرطبة في الخمر شرب<br />
.<br />
الطوائف ملوك<br />
فيبدو أنه أصبح أمراًال غرابة فيه في ذلك العصر، ولهذا لماحاول<br />
ابن جهور منعها مدحه الشعراء ومنهم ابن زيدون وعبد الرحمن<br />
، سعيد المصغر<br />
كما ذكر المقري أن وادي اشبيلية ال يخلو<br />
منجميع أدوات الطرب وأن شرب الخمر فيه غير منكر<br />
الوقت في ذلك الشعر لدواوين الق ارئ ولعل<br />
.<br />
يدرك كيف أن<br />
وصف الخمرة والتغني بها كان أمراً مألوف اً عند كثير من شعراء<br />
ذلك العصرحتى ق ال أحدهم:<br />
فجلحياتي من سكرها **** جرت مني الخمرة مجرى دمي<br />
ولم يكن هذا األمر ق اصراً على فئة معينة من الناس، بل كان<br />
كثير من الناس يقضون لياليهم أيق اظاً يجتمعون على الكؤوس<br />
حتى الصباح<br />
وكان<br />
يتف اخرون<br />
.<br />
للطرب<br />
بكثرة<br />
والغناء<br />
آالتها<br />
عند نصيب<br />
ومجيديها<br />
عودان وثالثة وأربعة وأكثر من ذلك.<br />
أولئك<br />
حيث<br />
القوم<br />
يقولون:<br />
حيث<br />
عند<br />
كانوا<br />
ف الن<br />
ولو حاولنا استقصاء ما ذكره المؤرخون حول الطرب والغناء في<br />
عهد<br />
المناسب<br />
ملوك<br />
أن<br />
الطوائف<br />
نكتفي<br />
لطال<br />
ما بذكر<br />
بنا<br />
ق اله<br />
المق ام<br />
أحد<br />
من يكون قد ولكن<br />
الباحثين المحدثين حول<br />
( 1439 ه – 2018 م )
سنا<br />
ريا<br />
)ف انتشرت ق ال: حيث الموضوع هذا<br />
هذا وأصبح الغناء مجالس<br />
الفن بجملته جزءاً من ثق افة الشعب( حتى لنجد الف الح في حق له<br />
والعامل في مصنعه والفقير في كوخه ال يق ل ولع أحدهم بالغناء<br />
عن األمراء والعظماء .<br />
وقد<br />
بدأت أعراض<br />
تلك األوجاع التي حلت<br />
بالمجتمع اإلسالمي<br />
في<br />
ال بعض استخف فقد عياناً، تظهر الفترة تلك في األندلس<br />
بالدين،<br />
هناك يعد ولم اإلسالمية، والقيم األخالق من وتجردوا<br />
وازع<br />
من دين أو ضمير،<br />
فقد ذكر ابن حزم أن إبراهيم<br />
بن س<br />
النظام رأس المعتزلة في<br />
كتاباً في تفضيل التثليث<br />
األندلس عشق غالماً نصرانياً فوضع له<br />
على التوحيد تقرباًإليه<br />
- كما يذكر ،<br />
ورق القبيح فهان البالء عظم قد العصر ذلك في أنه أيضاً -<br />
اإلنسان رضي حتى الدين<br />
بالفضائح<br />
إلى وصوله مق ابل والقبائح<br />
مراده وشهوته، وقد حكى لنا<br />
الموضوع منها ما ذكره حول<br />
كثيراً من<br />
)عبيد هللا<br />
القصص حول هذا<br />
بن يحيى األزدي<br />
حريمه وإباحة داره بإهمال رضي ف إنه الحريري بابن المعروف<br />
كان فتى من بغيته على الحصول في طمعاً بأهله والتعريض<br />
علقه..( .<br />
المستكفي بنت والدة الرذيلة مستنقع في غرق ممن وكان<br />
هذا في وقوعها أعلنت األموي<br />
األمر حيث كتبت<br />
على بالذهب<br />
طرازها األيمن :<br />
مشيتي وأمشي للمعالي أصلح وهللا أنا<br />
وأتيه فيها<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وكتبت على الطراز األيسر: وأمكن عاشقي من صحن خدي<br />
وأعطي قبلتي من يشتهيها هذه أهم مظاهر الضعف في الجانب<br />
الخلقي التي حلت بالمجتمع اإلسالمي في عهد ملوك الطوائف،<br />
وقد انعكست آثار ذلك على قوة المسلمين ف أضعفتها.<br />
ومما ال شك فيه أن هذا الضعف الذي مني به ملوك الطوائف<br />
قدجعل مسلمي األندلس يصابون بخيبة أمل ألنهم أدركوا أنز مام<br />
الموقف أصبح بيد النصارى المتربصين، وقد عبر عن هذا<br />
الشعور الشاعر األندلسي ابن العسالحينما ق ال<br />
:<br />
حثوار واحلكم يا أهل أندلس<br />
السلك ينثر من أطرافه وأرى<br />
***<br />
من جاور الشر ال يأمن عواقبه<br />
سفط<br />
***<br />
فما المق ام بها إال من الغلط<br />
سلك الجزيرة منثوراًمن الوسط<br />
*** كيف الحياةُ مع الحيا ِت في<br />
ولم يكن هذا الشعور ق اصراً على المسلمين بل تعداهم إلى<br />
العدو النصراني الذي أدرك أن حصون المسلمين الداخلية قد<br />
ضعفت وأن الفرصة أصبحت مهيأة له لدخول الثغور والحصون<br />
الخارجية ولهذا وضع خطة حربية تتناسب مع ذلك الواقع وقد<br />
أبان هذه االستراتيجية الحربية فرناندو بن شانجه ملك جليقية<br />
أثناء حصار النصارى لمدينة طليطلة سنة 478ه حيث ق ال ألهلها<br />
( 1439 ه – 2018 م )
خرجوا الذين<br />
أجيبكم إلى سلم،<br />
ف إنما<br />
ما سكنتموها<br />
لما معه الصلح يطلبون<br />
وال أعفيكم منحرب...(.<br />
أعيتهم<br />
)...ما المق اومة:<br />
نطلب بالدنا التي غلبتمونا عليها قديماًفي أول أمركم فقد<br />
قضي<br />
ف ارحلوا إلى عدوتكم<br />
لكم،<br />
يعني -<br />
وقد<br />
ف الخير في سكناكم معنا بعد اليوم<br />
الفونسو أبانها )كما<br />
السادس<br />
اآلن نصرنا<br />
- بالد المغرب<br />
...<br />
قشتالة ملك -<br />
عليكم<br />
واتركوا<br />
حيث -<br />
برداءتكم،<br />
لنا<br />
ق ال<br />
المعتمد بن عبادحينما قدم إليه كيف أترك قوماًمجانين<br />
صرح وقد<br />
)مسنندو(<br />
الطوائف<br />
غرناطة<br />
بتلك<br />
حيث<br />
النوايا<br />
األمير يذكر<br />
والخطط<br />
عبد هللا<br />
الفونسو<br />
بن<br />
السادس<br />
بلقين<br />
.<br />
-<br />
-<br />
أحد<br />
بالدنا،<br />
لرسول<br />
ششنندو<br />
ملوك<br />
في مذكراته أن هذا الوزير النصراني ق ال لمسلمي<br />
قبيل سقوط<br />
مدينة طليطلة<br />
بأيدي النصارى<br />
سنة 478<br />
1085(<br />
العرب<br />
طامعين<br />
ه<br />
م( )إنما كانت األندلس للروم في أول األمر حتى غلبهم<br />
وألحقوهم<br />
بأنخس<br />
بأخذ ظالماتهم<br />
ف ال<br />
جليقية البق اع<br />
إال يصح ذلك<br />
اآلن فهم<br />
بضعف<br />
حتى إذا لم يبق مال وال رجال أخذناها بال تكلف(<br />
هكذا<br />
ونواياهم<br />
الحربية<br />
اجتياح<br />
كشر<br />
ضد<br />
والتي<br />
العديد<br />
النصارى<br />
اإلسالم<br />
اسموها<br />
من<br />
عن<br />
والمسلمين<br />
بحرب<br />
المدن<br />
أنيابهم<br />
هناك،<br />
االسترداد،<br />
والثغور<br />
العدائية<br />
كما<br />
حيث<br />
اإلسالمية<br />
.<br />
عند<br />
الحال<br />
ف أبانوا<br />
بدأوا<br />
التمكن<br />
والمطاولة<br />
خططهم<br />
بعملياتهم<br />
تمكنوا خاللها<br />
أه مها ومن<br />
من<br />
مدينة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ق لمرية وبربشتر سنة 456<br />
)1046 ه ) ه<br />
1085(<br />
م( ثم بلنسية سنة 487 ه<br />
1094(<br />
وطليطلة سنة 478<br />
. م(<br />
وبعد هذا العرض السريع ف إنه بوسعنا أن نقول: إن<br />
اإلسالمي للوجود<br />
الذين حادوا<br />
في<br />
باألندلس<br />
من كثير<br />
بدأ قد<br />
تصرف اتهم<br />
منذ<br />
عن<br />
عهد<br />
الخط<br />
ه<br />
العد التنازلي<br />
ملوك<br />
اإلسالمي،<br />
الطوائف<br />
وإن<br />
هذا الضعف الذي مني به المسلمون هناك هو المرحلة المبكرة<br />
من مراحل سقوط بالد األندلس ألن المراحل التالية تعتبر امتداداً<br />
لها منحيث المسببات والنتائج<br />
.<br />
و <strong>فى</strong> ذلك عبرة لمن أراد أن يعتبر و لعل المتفكر يرى أن حال<br />
مجتمعنا اليوم مثل حال األندلس بل و أسوء و ليست األندلس و<br />
حدها ف الدولة العباسية أيضا , و بعد أن أصبحت مجتمعتنا<br />
عسكريا و فكريا<br />
محتلة<br />
اصبحنا بال هوية لهذا ف إن كل مقبل على عالقة<br />
او منغمس فيها أن يعلم أن الحب هو جزء من الحياة التى ال تصلح<br />
بالحب فقط و ال بالحرب فقط لكن القوة و الحزم و البغض و الخصام<br />
مطلوب لحفظ النفس من الذل و الندم بل إن الحب الكامل<br />
البد<br />
أن يكون هلل و رسوله و المؤمنين و ال يضحى اإلنسان بنفسه من<br />
أجل الحب إلنسان أخرى مثل ما ينتشر <strong>فى</strong> وسائل اإلعالم<br />
و<br />
التواصل بل إن التضحية بالنفس و المال و االهل هى هلل و هلل<br />
مواقع<br />
فقط<br />
فمن أحب هللا أحبه هللا و رفعه بين الناس و <strong>فى</strong> اآلخرة هو من<br />
الف ائزين إنشاء هللا . انتهى ....<br />
( 1439 ه – 2018 م )
)<br />
م 2018 – ه 1439 (
الجزء الثانى<br />
"األستقصاء <strong>فى</strong><br />
أخبار المهتدين و<br />
األشقياء"<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ىإل<br />
" بين فريقين أيهما أصلح "<br />
لعل الشغل الشاغل للمقبلين على زواج هو هل يكون زواج تقليدى<br />
" زواج صالونات " ام يكون زواج عن حب أيهم أصلح و أيهما يبقى<br />
ألطول فترة , كانت هذه المسائلة سبب <strong>فى</strong> إنقسام الناس<br />
فريقين منهم مؤيد و معارض و لكل حجته و برهانه التى تثبت أنه<br />
على حق لكن ما األصلح لمجتمعتنا و هويتنا التى يجب أن نتفرد<br />
بها و نضيف إليها ما هو حسن من الثق اف ات األخرى , <strong>فى</strong> هذا<br />
الفصل سنوضح وجهة نظر كال الطرفين و نضع إختيارنا المبنى على<br />
إستنتاج حجج كل طرف .<br />
لنبداء بمؤيدى الزواج عن حب<br />
عن حب على أن :<br />
-1<br />
الحب يشعرك بنبض الحياة :<br />
, تعتمد ركائز المؤيدين<br />
الحب يشعرك بالدفء واألمان ونبض الحياة , فبلتأكيد هناك<br />
للزواج<br />
فرق كبير بين الزواج عن حب والزواج العق لي البحت , ف العالقة<br />
التي تقوم علي الحب غالبا ما<br />
. يجعل الزواج كالجبل ال تهزه اي ريح<br />
تكون متينة لها جذور ثابتة , مما<br />
( 1439 ه – 2018 م )
:<br />
الحب 2-<br />
ؤدي الي التف اهم<br />
عالقة الزواج المبنية علي الحب عالقة تسودها األنسجام والتف اهم<br />
والرغبة في ارضاء الطرف األخر , فهناك دائما في األفق غاية<br />
يسعي المحبين للوصول اليها وقد يفعلوا المستحيل ألبق اء مشاعر<br />
الحب متوهجة دائما , ف للحب لذة ال يستطيع المحبين األستغناء<br />
عنها وبذلك يكون الحب هو الدافع<br />
الحب<br />
3- يؤمن بالتنازال ت :<br />
عالقة الزواج المبنية علي الحب عالقة قوامها العطاء والرغبة في<br />
تقديم التنازالت دون انتظار المق ابل , ف الحب يثير في النفس<br />
فرحة تجعل المحب يقوم بالعطاء وتقديم التنازالت عن طيب خاطر<br />
. من اجل األستمتاع برضا الحبيب<br />
( 1439 ه – 2018 م )
:<br />
الحب يؤدي الي<br />
القدرة علي التسامح<br />
-4<br />
,<br />
عالقة الزواج المبنية علي الحب عالقة تتقبل اخطاء الحبيب وهفواته<br />
فكل شيئ<br />
من اجل الحب مباح وله مبررات قد يصنعها األنسان<br />
. بنفسه ليصدقها حتي ال يشعر بالجف اء تجاه من يحب<br />
5- الحب يطيل عمر الزواج :<br />
وجود الحب في ق لب الخطيبان بفترة الخطوبة عالمة ومؤشر ينبأ<br />
علي نجاح الزواج, فكما سبق ان ذكرنا ان الحب يساعد علي<br />
التفهم والتسامح والتقبل وتقديم التنازالت وكل هذه األشياء من<br />
شأنها انجاح الزواج واطاله عمره<br />
.<br />
تعتبر هذه الركائز الخمسة من أشهر الدعمات التى يعتمد عليها<br />
مؤيدى الزواج عن حب خاصة و أن التجارب كثيرة لزيجات ق امت<br />
على الحب ف استمرت حتى بعد ذهاب الجمال و المال , استمرت<br />
حتى <strong>فى</strong> ظل ظروف صعبة , لماذا الحب ق ادر على ذلك ببساطة<br />
ألن الحب هو :<br />
.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الحبأساس الحياة<br />
:<br />
- 1<br />
الحب أساس العقيدة وأصل الدين والحياة<br />
:<br />
الحب هلل تع الى ولرسوله صلى هللا عليه وسلم فرض وأمر ويدل<br />
على إثبات الحب هلل تعالى قوله عز وجل<br />
:<br />
")54( ا لبقرة<br />
–<br />
" فَسَوْفَ يَأْتِي الل ُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ<br />
)165( البقرة -<br />
وقوله تعالى<br />
" وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا للِِ"<br />
وقد جعل الرسول صلى هللا عليه وسلم الحب شرط اإليمان<br />
أحدكم حتى يكون هللا ورسوله أحب إليه مما سواهما<br />
ال يؤمن<br />
متفق<br />
"<br />
– "<br />
عليه -<br />
وجاء أعرابي إلى النبي صلي هللا عليه وسلم فق ال : يارسول هللا متى<br />
الساعة ؟ ق ال :" ما أعددت لها " فق ال : ما أعددت لها كثير صالة<br />
وال صيام إال إننى أحب هللا ورسوله فق ال له رسول هللا صلي هللا عليه<br />
وسلم :" المرء مع من أحب " . متفق عليه .<br />
( 1439 ه – 2018 م )
"ال يؤمن أحدكم حتى يكون هللا ورسوله أحب اليه من نفسه ومن<br />
أهله والناس أجمعين"<br />
وق ال الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم:" األرواح جنود مجندة ما<br />
تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف". وأن سر التباين في<br />
البشر إنما هو االتصال واالنفصال فكل شكل يميل إلى شكله وكل<br />
رفيق إلى رفيقه يحن والمثل إلى مثله ساكن وهللا سبحانه وتعالى<br />
يقول: "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن<br />
إليها" فجعل هدف السكون أنها منه .<br />
-ويروى ان سيدنا المسيح عيسى عليه الصالة والسالم مر بثالثة نفر<br />
قد نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم فق ال لهم : ما الذي بلغ بكم ما<br />
أرى ؟ فق الوا : الخوف من النار ، فق ال : حق على هللا أن يؤمن<br />
الخائف . ثم جاوزهم إلى ثالثة آخرين ف إذا هم أشد نحوالً وتغيراً<br />
فق ال : ما الذي بلغ بكم ما أرى ؟ ق الوا : الشوق إلى الجنة ، فق ال :<br />
حق على هللا أن يعطيكم ما ترجون ، ثم جاوزهم إلى ثالثة آخرين<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ف إذا هم أشد نحوال وتغيرا كأن وجوههم المرائي من النور ، فق ال :<br />
مال الذي بلغ بكم ما أرى ؟ ق الوا : نحب هللا عزوجل ، فق ال : أنتم<br />
المقربون أنتم المقربون - إحياء علوم الدين للغزالي-<br />
2 -الحب فطرة فطر هللا عليها الخلق :<br />
الحب فطرة خلق هللا بها اإلنسان وهي أساس الحياة فيه تغفر<br />
الزالت وتزداد الحسنات وتعمر األرض والسماء وتزداد الزهور<br />
جماال واألطف ال عناق ا وانتعاشا، وهناك قول اثري " لو لم نجد الحب<br />
ألخترعناه" ف الطبيعة البشرية التي خلقها وفطرها عليها تشتاق إلى<br />
الحب وتبحث عنه في ذاتها وفي حب اآلخرين لها وحبها لآلخرين<br />
مما يكون النسق الطبيعي للحياة وللنمو في الدنيا والتف اعل بين<br />
البشر وأعمار األرض .<br />
تعريف للحب :<br />
الحب فعل رق ودق وأثر ف أبلغ األُثر في من يحب ، فدقة معانيه<br />
لجاللتها عن أن توصف وال تدرك حقيقته إال بالمعاناة ولو كان غاية<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الحب الصورة الشكلية لما استحسن أحد صاحب الصورة الناقصة<br />
ونجد كثيرا من يؤثر األق ل وال يفضل عليه غيره وال يجد لق لبه عنه<br />
محيدا ،<br />
ولو كان للموافقة في األخالق لما أحب المرء من ال يساعده أو<br />
يوافقه<br />
، ولذا نعتقد ان المحبة شيء في ذات النفوس كانت<br />
لسبب ما من األسباب تشعر به<br />
ال تدري له سببا قد يكون حسن<br />
الصورة حسن الخلق حسن الحديث والنظم<br />
أو بسبب أخر ال تدري<br />
له سببا في اغلب األحيان قد يكون أحدهمأو كلهم مجتمعين.<br />
ف الحب هو كل ما رق ودق وتمكن فتملك من نفس المحب الى<br />
الحبيب<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.<br />
الحب شعور وجداني قوي ينمو نحو شخص او فكرة او موضوع مع<br />
رغبة في االرتباط بهذا الشخص<br />
.<br />
الحب سلوك يتمكن من النفس فيحيد بها عن سلوكها الظاهري<br />
الى سلوكها الباطني ولتحقيق رغبات المحب في الوصول الى
الحبيب الذي يحبه .<br />
ولمن حولك فهذا هو الحب .<br />
-الحب أي شيء تشعر بالمودة واأللفة نحوه وتستمد منه مشاعرا<br />
وأحاسيس وأفكار تجعل الحياة لك أجمل وأرق وأحلي تجعلك مبدعا<br />
في ذاتك مؤثرا على محيطك مشيدا في الحياة الحق والخير<br />
والجمال فهو ينبوع يفيض من داخلك الى محيطك فيغير العالم لك<br />
-الحب لفكرة لجملة لوطن لرسالة لعقيدة لشخص لعمل لكل شيء<br />
من الممكن أن يؤثر ويغير في صاحبه ويجعله األفضل واألروع<br />
واألحسن بفضل هللا عليه فهذا هو الحب الحقيقي الصادق .<br />
صور الحب :<br />
وللحب صور عديدة وأنواع متعددة أعالها وأفضلها وأجلها :<br />
-<br />
المحبة في هللا وهلل وهي تستلزم محبة ما أحب هللا ، وتستلزم<br />
محبة هللا ورسوله صلى هللا عليه وسلم.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
- محبة القرابة ومحبة األلفة ومحبة الصداقة ومحبة االتف اق في<br />
طريقة أو دين أو مذهب أو مهنة أو صناعة ومحبة التعرف ومحبة<br />
بلوغ اللذة ومحبة لنيل غرض من المحبوب إما من جاهه أو مال<br />
ومحبة العشق فكل محبة تنقضي بقضاء هدفها وتزيد وتنقص إال<br />
محبة هللا وفي هللا ، ألنه من ودك ألمر ولي عند إنقضائه.<br />
- محبة المشاكله والمناسبة ( هي انجذاب الشيء الى موافقة<br />
ومجانسة بالطبع ف المثل إلى مثله مائل وإليه صائر ، والضد عن<br />
.<br />
ضده هارب وعنه نافر (<br />
وق ال هللا تعالي "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا<br />
زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْالً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا<br />
أَثْقَلَت دَّعَوَا الل َ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ<br />
مِنَ الشَّا ِكرِي َن"<br />
)189( سورة األعراف-<br />
فجعل سبب سكون الرجل الى المرآة كونها من جنسه وجوهره<br />
وهذا يفسر إلتق اء شخصين ربما مختلفين في الصورة والحسن وربما<br />
( 1439 ه – 2018 م )
مختلفين في القصد واإلدارة وإن كانت األتف اق من أسباب المحبة<br />
ولذا ف المحبة الحقيقة ال تزول إال بعارض يزيلها كالموت ، فربما تجد<br />
من يحب ويبلغ من العمر دهرا وإذا ذكرت له الحبيبة تذكر<br />
وصبا وتبدل وازداد شوق ا وحنينا اليها. ونفس المحب عالمة تبحث<br />
عمن تحب مشتهية لمالق اته جاذبة منجذبة إليه، ف إنها استحسان<br />
روحاني وإمتزاج نفساني ولذا إذا وجدت عالقة بين طرفين أحدهم<br />
أكثر من اآلخر فهي إما محبة غرضيه أي لحاجة وغرض ألحدهم ف ال<br />
يشتركان في محبة الغرض أو يوجد مانع في المحب إما في خلقه أو<br />
خلقته تمنع األلتق اء واألقتراب بينهم ف إذا لم توجد تلك الموانع<br />
كانت المحبة ذاتية من كال الطرفين بنفس الدرجة ونفس القوة<br />
ومتبادلة األتجاه.<br />
- صورة حب األخرين في كل الصور أم وأب وأخ وأخت وابن<br />
وصديق وأخر ال تعلم له سميا إال أنه إنسان حب الخير وهو حب<br />
العطاء والمساعدة والبذل من أجل ذاتنا في األخرين.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
- صورة حب الذات في ذات تسكن اليها تسر اليها بمكنونات<br />
النفس تعشق لمساتها صوتها حركتها سكونها حب الذات وعشق<br />
الروح في الجسد وعناق في استسالم مع حديث همس في صرخات<br />
من أعماق النفس الى نفس تحتويها فتعيد لك التوازن وتعيد<br />
للحياة طبيعتها وللكون حركته وللنفس سكونها ووداعتها<br />
واستعدادها للعودة من جديد في كل مرة امرأة ورجل جديد<br />
أسف ل زخات المطر يعدن الوالدة من جديد في رحم الحب في<br />
أعماق الذات يتق ابالن ، يتالقيان ، يتهامسان ، يتحادثان ،<br />
يتعانق ان ، يتحاوران ، يسجدان على سجادة الصالة سويا في البحث<br />
عن عبادة هللا الواحد األحد في اتحادهم واتساقهم في لحظات<br />
السكون والدعاء بالتواصل.<br />
درجات الحب :<br />
الحب مثل كل األشياء يبدأ صغيرا ينمو وتزداد فيبدأ باإلعجاب ثم<br />
التعلق ثم التغير بأن يسقط على من يحبه أشياء ليست فيه ثم<br />
( 1439 ه – 2018 م )
التبلور وهي مرحلة وضع كل الصف ات والمزايا في صورة جديدة<br />
متبلورة يبدأ باإلعجاب بالصورة الحسنة ف النفس مجبولة على الولع<br />
وتمييز الحسن واإلعجاب به فيقترن بها ويقترب منها ف إذا اقتربت<br />
منها وجدت أشكال من االتصال األخرى بدأت تتدرج إلى المراحل<br />
األخرى حتى تصل إلى المحبة الحقيقية وإن لم تتجاوز الصورة<br />
أصبحت حب شهوة ،<br />
والحب داء وفيه الدواء منه على قدر المعاناة ومق ام مستلذ وعلة<br />
مشتهاة ال يود السليم البراء منها.<br />
- تذهب لمعرض به صور رائعة فتجد صورة جميلة براقة ألوانها<br />
قوية وتعبيراتها صارخة تجذبك من أول صالة العرض فتذهب إلى<br />
هناك تقف أمامها وتنظر إليها فتجد معانيها رقيقة سطحية سرعان<br />
ما تتركها ، بعد ان تفقد األلوان بريقها وتأثيرها وتتحول األلوان<br />
القوية إلى أشياء تزعجك فال تستطيع أن تكمل الوقوف أمامها أو<br />
تجد خلف جمال الصورة عمق الشخصية ودفء المشاعر ونبل األخالق<br />
( 1439 ه – 2018 م )
فتعيش بداخلها . ولعلك تجد شخص يقف أمام لوحة ال يتحرك<br />
تتعجب ماذا يعجبه فيها ، فهو قد وجد ما يجذبه وما يجعله يعيش<br />
بداخل تلك الصورة واستمد منها االتصال الروحي الذي يدفعه إلى<br />
التفكير فيها وحولها ومن خاللها ،<br />
- وإذا نظرنا إلى قطعة من األلماس نجدها في األساس قطعة من<br />
الكربون<br />
تعلقت بمجموعة من البلورات الزجاجية حتى التصقت بها<br />
ثم تبلورت حولها العديد من الطبق ات حتى تحولت الى قطعة من<br />
األلماس النادر التي غيرت من طبيعة المادة وقيمتها فهذا الحب<br />
الحقيقي يحول النفوس والطباع الى قطع من األلماس تتواري خلفها<br />
كل الصور األولى إلى صورة حالية براقة تخطف األبصار وتسير<br />
بالعقول وتبقي مع الزمن قيمة خالدة عطائه براقة حتى بعد أن<br />
تنتهي الحياة فمازالت قصص المحبين والشعراء تثير في أنفسنا<br />
الراحة والسعادة والبحث عن الحب حتى بعد أن مضوا وانتهوا من<br />
عالمنا فقطعة األلماس تبقي آالف السنين وتظل تشع بريق ا ولمعانا<br />
( 1439 ه – 2018 م )
على مدار السنين .<br />
- أو حبة من الرمل عشقت محارة فتحولت وتبدلت إلى لؤلؤة براقة<br />
جميلة تظل دوما رمز للنق اء واألصالة والقوة والجمال في أن واحد<br />
هكذا الحب لؤلؤة نادرة بداخلها ألماس في صورة من صور<br />
الطبيعة وقدرة الخالق على اإلبداع تبارك هللا أحسن الخالقين ،<br />
وكأن العشق مبدل مغير من صورة األق ل الى صورة األعلى<br />
واألفضل واألكثر تميزا ، فمن حب ولم يتبدل أو يتغير أو يتطور<br />
فهو موهم بالحب وليس محبا عاشق ا أو محب بالدرجات األولى من<br />
الحب ، ف الحب درجات ومراتب وليس كل المحبين درجة واحدة .<br />
تعريف كلمة الحب لغويا :<br />
والحب )ح – ب ) كلمة مكونة من حرفين:<br />
حرف الحاء )ويخرج من داخل الروح من أقصى الحلق وكأنه ينطق<br />
من أعماقك (<br />
حرف الباء ( يخرج من الشفتين ويغلق عليها وكأنه سر من أسرار<br />
( 1439 ه – 2018 م )
حياتي يغلق الروح عليه والنفس ودعيهم يا حياتي يفكرون<br />
يتخيلون)<br />
وكأن حروف الحب تدل على أنه بداية من داخلك بكل أعماقك<br />
تغلق عليها حياتك وتغلق عليها كل أشيائك وأفعالك حب بال بداية<br />
إلى نهاية بدون افتراق فيخرج من أعماق النفس ليحرك الق لب<br />
فتنطق به الشف اه وتتخاطب به العيون وتتصاعد به اآلهات<br />
والزفرات والعبرات وتتحرك به اللمسات .<br />
واألفعال واألقوال التي نعبر بها عن الحب ال قيمة لها إن لم تكن<br />
نابعة من مشاعر دفينه بالق لب صادقة يتوافق فيها الظاهر<br />
والباطن على نفس الدرجة والوتيرة من األلتق اء واأللتصاق.<br />
ف الحب ليس نزوة عابرة او شهوة مجردة وإنما هو اشتراك بين روح<br />
وجسد ،<br />
ف الحب ليس حب جسد لجسد فيكون شهوة ورغبة حب الشهوة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
واأللتق اء واأللتصاق ف إذا انقضت وتمت الرغبة سرعان ما يترك كال<br />
منهم األخر فحبهم كان للعالقة وليس لألخر ينقضي بانقضاء العالقة.<br />
وانتهاء لذاتها .<br />
والحب ليس حب روح لروح فتكون تخيالت وأحالم فكرية تداعب<br />
خيال مالئكي لألرواح<br />
ال أجساد لها فيكون أوهام وأحالم خرفية في<br />
ليالي غاب فيها العق ل والجسد معا ،<br />
بل هو أمر وحكمة هللا الواحد<br />
األحد الذي خلق األرواح تتلبس األجساد فتتحكم بها وتأمرها فتأتمر<br />
بأمرها<br />
ف الحب روح تتق ابل تتعانق وجسد يلتقي يش<strong>فى</strong> للروح رغبتها<br />
في األلتصاق واللق اء والعناق.<br />
عالمات وبدايات الحب :<br />
إدامة النظر إلى من تحب ف العين رسول المحبة والمخبرة عن أسرار<br />
النفس والمعبرة عن بواطنها وأول سهام الحب ورسول المحبين<br />
ولذا حرص الشرع الحنيف على غض البصر وحرص القرآن الكريم<br />
على أن يقول للمؤمنين والمؤمنات على غض أبصارهم عما ال يجوز<br />
( 1439 ه – 2018 م )
لهم أو غير محلل لهم وفي هذا حرص على آال يقع اإلنسان في حالة<br />
الحب الغير حالل وغير المتوافق مع ضوابط الشرع التي تأخذ بالعق ل<br />
فيتبع المحب المحبوب فيقبل على حديثه وينصت له وتصديقه في<br />
كل شيء وموافقته والتعمد للقعود بقربه والدنو منه ومنها<br />
اضطراب المحب إذا وجد من يشبه محبوبة أو ذكر مجرد اسمه<br />
فجأة واضطراب يظهر على المحب عند رؤية من يحب فجأة .<br />
والحب الحقيقي مبدل لطبائع النفوس ومغير العادات ، فيحيل<br />
الشخص ألخر يطغي الحب على حركاته وسكناته ، فكم من بخيل<br />
جاد، وعبوس<br />
تطلق ، وجبان تشجع ، وحاد ترقق ، وجاهل تعلم ،<br />
وناسك تفتك ، ومصون تهتك . ومن مظاهرة التعمد لمس اليد<br />
عند المحادثة ، لمس ما أمكن من األعضاء الظاهرة ، وعناق الباطنة<br />
بالروح والرغبة ، وتحري المكان الذي يق ابله فيه ، وإذا حدث<br />
بينهم إختالف كبير ال يصلحه سوى الدهر الطويل ف إذا تق ابال ف ال<br />
تلبث أن تراهما عادا إلى أجمل الصحبة ، وسقط الخالف ،<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وانصرف إلى المضاحكة والمداعبة في الوقت ذاته.<br />
- من عالماته تجد المحب سيتدعي سماع اسم من يحب ويستلذ<br />
الكالم عن أخباره ، وال يرتاح لشيء ارتياحه لها ، وال ينهيه عن ذلك<br />
تخوف أن يفطن السامع ويفهم الحاضر .<br />
- من عالماته حب الوحدة واألنس باإلنفراد والسهر من أعراض<br />
المحبين وحديث النجوم وحركة الكواكب وترقب صعود الشمس<br />
وغياب القمر.<br />
- من عالماته الجزع الشديد عندما يري من إعراض محبوبة عنه<br />
.<br />
وأنف اره منه وآية ذلك الزفير وق لة الحركة والتأوة وتنفسالصعداء<br />
- من عالماته أنك ترى المحب يحب أهل محبوبة وقرابته وخاصته<br />
حتى يكونوا أحظي لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته .<br />
واعلم قد يكون في الدنيا ما يغنى الشخص عن الناس وأهل األرض<br />
جميعا ولكن الدنيا بما وسعت ورحبت ال يمكن ان تغنى او تعوض<br />
( 1439 ه – 2018 م )
محبا عن الذي يحبه فهو شخص واحد في ذاته ولكنه في حساب<br />
المحب أول األعداد واألشخاص وأخرهم إذ ليس بعد آخر مهما<br />
تكررت األشخاص وتغيرت الصور<br />
وتبدلت األماكن إذا تمكن<br />
الحب الصادق من النفس.<br />
وإذا كان الكالم والتعبير واللغة وسيلة وأداة من أدوات الحياة ،<br />
أما الحب ف الحياة من بعض أدواته ف الحياة تشمل الحياة على األرض<br />
والحياة في السماء والفكر والعق ل والماجن والحكيم والمجنون<br />
ف الحب حياة في ذاتها تختلف عن تعبيرات ولغات األخرين<br />
ف الكلمة الصادقة النقية التى يلقيها حبيب الى محبوبته تأتى<br />
وكأنها لغة مخلوقة لذاتها ولحظتها إذ ينتزع منها المحب صورا ال<br />
يراها كل الناس ويصب له من نفسه معاني ال تكون لها في ذات<br />
الكلمة ويراها مبتدعة ابتداعا غريبا كأنه رسالة حياة كاملة في<br />
كلمة فمن الممكن ان تكون رسالة يراها اثنين من المحبين حياة<br />
بأسرها في أربع حروف تنساق فيها كل الرغبات من تنهيد وبكاء<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وضحكات وأمل وفرح وتوجع ولق اء وارتق اب وسعادة بنتيجة ، إذ<br />
ان كل كلمة ببينهم تضرب على ق لب احدهم او كاليهما معا وعلى<br />
عق له فتكون حروف خلفها صور وأحداث ومشاعر.<br />
-من عالماته البكاء للمحبين فهو غزير تحضره دمعته إذا تذكر<br />
حبيبة.<br />
-من آياته مراعاة المحب لمحبوبة وحفظة لكل مايقع منه وبحثه عن<br />
أخباره حتى التسقط عنه دقيقه وال جليلة وتتبعه لحركاته.<br />
-الحب مبدع في ذاته دافع لغيره فيجعل المحب في أحسن<br />
حاالته وأعصابه هادئة خصوصا إذا بلغ المحب حبيبة وامن برفقته<br />
وانس بقربه فيكون إطالة عمر في عمره وتف اؤل ينتشر في وجدانه<br />
ويدفعه إلى عمل خارج عن طباعه مبدع في صوره وأشكاله .<br />
- من عالمات الحب الحقيقي أن يتبدل الخامل الذِكر الضعيف<br />
الهمة إلى نشيط متقد الذكاء واسع الصيت ، أن يتبدل البعيد<br />
الرؤية إلى حكيم صفيح يعلو إلى عنان مجد السماء ويصعد منصات<br />
( 1439 ه – 2018 م )
التتويج واإلعجاب يبحث عن عيون من يحبها ليقول لها أنا هنا في<br />
أعلى من داخل أعماقي<br />
هنا من أجلك أنت من أجل أن أكون من<br />
يحبك ومن تحبينه سيدتي ف انا كقطرة ماء تمتزج في أنهار شوقك<br />
وحنينك ونسمة عليل في عواطفك العذبة الندية ف ال يوجد شيء<br />
وحيد فحكمة الخالق أن تلتقي األشياء وتمتزج في روح ومكان<br />
ومشاعر واحدة ف لماذا ال نلتقي أنا وأنت سيدتي نلتقي على<br />
لحظات المجد نصنعه سويا اصنعه من أجلك ولك وبك ف انا منك<br />
وأنت لي!!!!.<br />
الحب ق انون كل شيء من حولنا ال يتدخل فيه اإلنسان<br />
فراشة تطير على زهرة تجمع الرحيق وتنق ل معها حبوب<br />
، فتجدي<br />
اللق اح والنمو واألستمرار واألزدهار بشكل بديع متناسق<br />
وتعطيك<br />
من حالوتها وتعطي للكون جماله ورقته وعذوبته .<br />
إذا فقد الحب ف لن يكون هناك معنى او قيمة للكون بما فيه<br />
مهما كبر ومهما اتسع او ضم او رحب ف ال أمومة وال طفولة وال حياة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بدون الحب لو درجة من درجات الحب واألمل في الغد المشرق.<br />
حاالت المحب :<br />
الحب ليس درجة واحدة او حالة واحدة تبدأ بنفس الدرجة والسرعة<br />
والوصول وحكمة الواحد األحد جال عاله في أن األشياء تتدرج من<br />
بدايتها ولذا ينقسم الحب الى أقسام حسب الحاالت والدرجات التى<br />
يمر بها المحب لمحبوبه :<br />
1 -اإلعجاب : إعجاب المحب بشيء يجده فيمن يحبه .<br />
2 -العالقة : وهي تعلق المحب بالمحبوب .<br />
3 -الصبابة : انصباب ق لب المحب على محبوبه في كل الصور<br />
والحاالت .<br />
4 -الغرام : لزوم الحب للق لب المحب لزوما ال ينفك عنه في كل<br />
حاالته وعلى مدار يومه وليله. ف إذا استيقظ وجدها في نظرة عينيه<br />
وجدها في أشياءه وإذا نام وجدها في حلمه ومنامه .<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
5<br />
-العشق : وهي إفراطالمحب والمحبة لمحبوبة بدون تفكير او
تدقيق او تمحيص فهو أنا وأنا لست ادري من أنا .<br />
6 -الشوق : سفر الق لب إلى المحبوب والسكون بداخله ف ال أرى اآل<br />
ما يرى وال استحسن من الكون إال ما استحسنته عينيه وما أهفو الى<br />
ق لب اال للذي بداخله .<br />
7 -التيم : تعبد المحب لمحبوبة وهي درجة المحب هلل في ذاته<br />
فتتعبد في ذاته تعبد التيم في كل أفعاله خالصة هلل ولوجه الكريم<br />
كل األفعال بلذة المحب المتشوق الى لق اءه ويتعبد في ذاته .<br />
وهناك الشغف والهيام وغيرها الكثير مما شابه ما سبق من<br />
حاالت...<br />
المحب يعشق القيم العليا والشموخ والكبرياء والمغامرة واإلباء<br />
ويهيم بالفن والفكر يهيم في عالم من الجمال والسحر في عيون<br />
محبوبته ويجوب وادي من أفكار البحث عنها ، البحث لها ، البحث<br />
معها ،البحث عنها في ذاته وفي ذاتها وفي الكون من حوله،<br />
والبحث لها في أفضل الصور والمعاني والكلمات ، والبحث معها<br />
( 1439 ه – 2018 م )
عن سعادة األرض وجنة الفردوس .<br />
ويقول هللا سبحانه وتعالى "وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا<br />
حَسَنَةً وَفِي اآلخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" )201( البقرة .<br />
فحسنة الدنيا المرأة الصالحة المحبة لزوجها المحب لها ، تحب بكل<br />
مشاعرها وكيانها وإحساسها ، وحسنة اآلخرة الجنة وتمنى الفردوس<br />
األعلى ، فكأن المرأة المحبة فردوس األرض والجنة فردوس اآلخرة<br />
، وهنا من يعيش الحب في قمة حاالته وأعلى عطائه يحصل على<br />
فردوس األرض وإن شاء هللا يحصل على فردوس السماء باذن هللا<br />
وفضله ، ومن أنعم عليه خالقه بالفردوس األرضي سيصله ال محالة<br />
بإذن هللا الى الفردوس السماوي أيضا بجوده وكرمه على عبده .<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
!!!*<br />
ولذا العاشق المحب لذاته من خالل ذات حبيبه يدفع في ذلك<br />
أثمن وأغلي ما يدفعه محب للفردوس وتاتي كلماته نابضة بصدق<br />
مشاعره ونابعة من داخل أعماق ذاته في بداية الكون تبحث عنها
لنهاية الفردوس لفردوس أخر ممتد بال نهاية ولذا الحب طريق<br />
الجنة ووسيلة المحبين لبلوغ المراد ف لن تبلغ المراد بدون بلوغ<br />
سبل المحبين العاشقين هلل سبحانه وتعالى والمحاسبين ألنفسهم<br />
الناظرين له في كل الصور وفي كل الحاالت .<br />
- الحب حالة من العطاء المتصل المستمر الذي يأخذ من نبع<br />
المحبة في ذاته ويعطيها لألخرين ولذا يجب السماع الى صوت<br />
المحبة الخالصة والحب الخالص والعمل بتأصيل الحب في الذات<br />
وإعطائه لألخرين ، وكما ق ال جبران خليل جبران " إذا اشارت المحبة<br />
إليكم ف اتبعوها .. وإذا ضمتكم بجناحيها ف أطيعوها .. وإذا<br />
خاطبتكم فصدقوها .. المحبة ال تعطي إال من ذاتها ... وال تأخذ إال<br />
من ذاتها "..<br />
- ق ال الشاعر األنجليزي الشهير جورج شامبان على لسان ف اليريو<br />
ابن الف ارس كونستازيو في مسرحيتة –<br />
All fools أخبرك أن<br />
الحب هو شمس الطبيعة الثانية يفجر ينبوعا من الفضائل حينما<br />
( 1439 ه – 2018 م )
يشرق ، وكما أنه بدون الشمس عينالعالم الكبيرة يصبح كل ما<br />
في الفن والطبيعة من ألوان وجمال عبثا في نظر الرجال. كذلك<br />
ف إنه بدون الحب يصبح كل ما في النساء من جمال عبثا ، وتصبح<br />
كل الفضائل التي اكتسبها الرجال خاملة ألن الحب يظهرها مثلما<br />
تظهر الشمس األلوان ، وكما تعكس الشمس على العالم أشعتها<br />
الدافئة وتنمي الفواكه واألزهار ، ف إن الحب حينما يشع جيدا في<br />
داخل اإلنسان يولد فيه كل الثمار المشرقة الشجاعة والفضيلة<br />
واألفكار السامية إنه الفردوس والجنة في األرض .<br />
وهنا كما تكون الشمس هي المحرك الرئيسي لحركة الكون بفضل<br />
هللا وحكمته وهي التى تصنع الصور والنماء وتلبس األشياء ألوانها<br />
وحق ائقها وبدون الشمس ستشح كل األشياء من حولنا بالسواء<br />
والموت وتفقد كل الصور والحاالت تأثيرها فهكذا الحب الصادق<br />
العفيف النقي يصنع في نفوس الرجال وطبائعهم فتولد بداخله<br />
كل الفضائل وتكتسب كل الصور الداخلية الكثير من المعاني<br />
( 1439 ه – 2018 م )
والقيمة لها بالحب .<br />
الحب ق امت له الدنيا وبدأت به الحياة ، فحب هللا سبحانه وتعالى<br />
لخلقه ، خلق لهم األرض والسماء ، وأق ام لهم أسباب الحياة ، ف أشرقت<br />
الشمس وعمرت األرض بنور ربها ، وأرسل األنبياء لهداية البشر ،<br />
وأق ام الجنة للمحبين الطائعين له سبحانه وتعالى ، المحبين لذاته<br />
الطائعين له والمحبين لجنته ، والمحبين لكره المعصية والنار ،<br />
وأق ام النار للمحبين للعدل والقصاص ، فكانت األرض والسماء<br />
والخلق والجنة والنار هي عالمات الحب والحب هو أساس وجودها<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
.<br />
واإلنسان المسلم الحق مثل النسيم العليل يهب على كل واد بما فيها<br />
من أشجار ونباتات وصحراء وبشر كالمطر يهطل على األرض<br />
الجرداء فتتحول الى جنة خضراء بأمر ربها ، يمنح الحب الصادق لكل<br />
الناس بكل أنواعهم وطوائفهم وميولهم واتجاهاتهم بعيدا عن عرق<br />
او عرف او دين فهم في النهاية بشر من خلق هللا يتمنى ان
يكونوا مثله على ما يراه من الحق والتوحيد والصدق ألنه يتمنى<br />
الخير لكل البشر في الدنيا ، واألخرة في جنة هللا ويتألم إذا رأى<br />
الناس في ضالل وخداع وظلم ويخشى عليهم من اإلفساد في األرض<br />
الذي استخلفه هللا فيها في الدنيا ومن نار هللا في اآلخرة .<br />
قيل لعالم عابد ابنك قد عشق فق ال" الحمد هلل اآلن رقت حواشيه<br />
ولطفت معانية وملحت إشاراته وظرفت حركاته وحسنت عباراته<br />
وجادت رسائله وجلت شمائله فواظب المليح وتجنب القببح . "<br />
الحب نجاح بإمتياز . فهو إحساس داخلي تعقبه كلمه يتبعها فكر<br />
وعمل وإبداع وحياة بكل ما فيها من بذل وعطاء وجهد وسعادة<br />
وبكاء ودموع ف الحب حياة كاملة .<br />
الحب يجعلك في صحة جيدة وسعادة من اإلكتف اء بما تحب عما<br />
سواه وهدوء األعصاب فيجعل جميع العمليات الحيوية بداخل الجسم<br />
تعمل بإنتظام وكف اءة والتوترات تختفي والتف اؤل ينتشر في<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وجدان المحب وأفكاره فيدفعه للعمل المثمر الذي يمتعه ويمتع<br />
األخرين وتزداد مق اومة الخاليا له لكل األشياء الضارة والف اسدة<br />
ف الحب مدافع ألمراض العصر والسرطانات ف إذا كنت محبه<br />
سيدتي ستتجاوزين األزمة وتعودين الى من تحبين تنثرين<br />
الضحكة واالبتسامة على كل الشف اة المحيطة بك سيدتي . ف الحب<br />
يجعلك تتف اعلين مع أقدار هللا بقدر هللا وبتف اؤل وأمل وبسمة في<br />
رحمة ربك ومغفرته وأنه يعطى اإلنسان دائما الخير<br />
وقيل أن المأمون أمير المؤمنين سأل يحيى بن أكثم –<br />
ق اضي -<br />
عن العشق ما هو ؟<br />
فق ال هو سوانح تسنح للمرء ، فيهتم بها ق لبه ، وتؤثرها نفسه .<br />
فق ال له ثمامة : اسكت يا يحيى ! إنما عليك ان تجيب في مسألة<br />
طالق أو في محرم صاد ضبيا أو قتل نملة ، ف أما هذه فمسائلنا نحن<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
–<br />
وكان ثمامة شاعر –
فق ال له المأمون : ق ل ياثمامة ، ما العشق ؟<br />
فق ال ثمامة : العشق جليس ممتع ، وأليف مؤنس ، وصاحب ملك<br />
مسالكه لطيفه ، ومذاهبه غامضة ، وأحكامه جائزة ، ملك األبدان<br />
وأرواحها ، والق لوب وخواطرها ، والعيون ونواظرها ،<br />
والعقول<br />
وآراءها ، وأعطى عنان طاعتها ، وقود تصرفها ، تواري عن األبصار<br />
مدخله ، وعمي في الق لوب مسلكه.<br />
فق ال له المأمون : أحسنت وهللا ياثمامة وأمر له بالف دينار .<br />
- فقد صور الشاعر العاشق الحب بجليس وأليف وصاحب حكم<br />
وسلطه على محبه وأحكامه غير ق ابلة للتفسير أوالتعليل أو الفهم<br />
فيكفي أنه محب يمتلك عليه ق لبه وما فيه من خواطر وأهات ،<br />
والعيون وما ترى وما تسمع وما تفكر ، والعق ل وتصرف اته ، ويكون<br />
بمكنون النفس في داخلها مثل الروح التروي ولكن تشعر بها .<br />
- وتسكن اليها وتتق ابل وتتمازج وتتحد في منظومة كما كل<br />
األشياء في الكون من حولنا ولذا ف الحب ق انون كل شيء من حولنا<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ال يتدخل فيه اإلنسان فهي منظومة من فراشة تطير على زهرة<br />
رقيقة بكل الحب فتجمع منها الرحيق وتنق ل معها حبوب اللق اح<br />
والنمو واألستمرار واألزدهار بشكل بديع متناسق وتعطيك من<br />
حالوتها ولذا في النهاية يقول لها إذا لم تكوني معي ف ليس معنى<br />
لكل األشياء ف إذا انتف وجود الحب ف لن يكون هناك معنى او<br />
قيمة للكون بما فيه مهما كبر ومهما اتسع أو ضم أو رحب ف ال<br />
وجود بدون الحب ف ال أمومة وال طفولة وال حياة بدون حب على<br />
األق ل ولو درجة من درجات الحب واألمل في الغد المشرق .<br />
الحب عند القدماء المصريين :<br />
- قد وجد مكتوبا لفتى لجلب محبة حبيبته واستمالتها " ياحور<br />
أجعل ( ف النة بنت ف الن ) تتبعنى كما يتبع الثور علفه ويتبع<br />
القطيع راعيه وسرب البط ق ائده " . وهنا سيدتي كانت عق لية<br />
الفتى العامل الذي استوحي تشبيهاته وتعبيراته من خالل ممارساته<br />
اليومية في البيئة المحيطة به من خالل عمل متصل وشق اء في البحث<br />
( 1439 ه – 2018 م )
عن الذات .<br />
-وقد وجد مكتوبا لفتاة في تعويذة مماثلة " قم وأربط من أهواه<br />
ليكون حبيبي .. ليبقى كالق الدة حول عنقي واألسورة حول معصمي<br />
، ال تجعل عين الشر تفصل بيننا او تبعده عني " وهنا روعة التصوير<br />
والتشبيه للفتاة العاشقة وصورها المرتبطة بحياتها اليومية من خالل<br />
الحلي والجواهر والدعة ولكن تظل أنشودة جميلة ورقيقة من<br />
الممكن ان يهديها عاشق محب إلى ساحرته حتى اليوم ولو بعد<br />
مرور آالف السنين.<br />
ف الحب والق لب واحد من قبل وبعد آالف السنين ولكن تختلف<br />
التعابير والصور باختالفالبيئات وتظل هناك كلمات خالدة لها<br />
داللتها وتأثيرها الذي يتجاوز الزمان والمكان ويمر على مر<br />
العصور يشعرك بحين الكلمات ودفيء الق لب بالمشاعر .<br />
دستور سيالدون في الحب في األدب الفرنسي :<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
-<br />
ناخذ من قصة أونورية دور فيه المشهورة أستريه وهي قصة
غرام الراعية أستريه والفتى سيالدون وكان دستور سيالدون في<br />
الحب هو دستور الهوى الشاعري العفيف ويتلخص في ثماني .<br />
- سنكتب ماق ال وتكتب ما نقول نحن عليه :<br />
-كن مفرطا في حبك -<br />
ونقول كن محب في كل األشياء وليس<br />
1<br />
مفرطا، ف الحب اعتدال ونجاح ، كن محبا في تعاملك في صوتك<br />
في حديثك في تفكيرك محبا لخالقك ، محبا لنبيك ورسولك ، محبا<br />
لكتابك وعقيدتك ، محبا لذاتك ، محبا لفتاتك ، محبا في كل<br />
لحظات حياتك حتى لحظة النوم والممات ، كن محبا في يومك<br />
وليلك وفكرك وسكونك وصمتك ، كن محبا في كل األشياء<br />
وجميع األشياء من حولك.<br />
- ال تطوي ق لبك على عاطفة أخرى ملتهبة غير هذا الحب –<br />
2<br />
نقول محبا لكل األشياء حتى حب الكره الذي يجب ان يكره فتجعل<br />
الحب دستورك وق انونك الحقيقي لوجودك حتى لحظات الكره<br />
والبغضاء تخرج من رحم الحب ، فتحب القتل للظلمة والمعتدين ،<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وتحب النار للجبارين والطغاة .<br />
أحبب أمرآة واحدة فقط –<br />
نقول أحبب كل األشياء من خالل<br />
-<br />
3<br />
امرأة واحدة فقط ، فسكون الليل هو صمتها ، والنهار هو ضحكتها<br />
وحركتها ، والشمس هي ضيائها ، والقمر هو نورها ، وبسمه الطف ل<br />
الصغير هي بسمتها ، والدمعة الحزينة التي تنساب من أم ثكلي<br />
هي دموعها تجدها في كل األشياء ومن حولك في كل الصور،<br />
كن محبا للمرأة واحدة تراها كل النساء وكل الكون بما فيه من<br />
صور ومعاني من تضارب وتضاد من توافق واتحد .<br />
ف ليكن همك األوحد إسعاد المرأة التي تحبها –<br />
نقول ف ليكن<br />
-<br />
4<br />
همك إسعاد ذاتك في كل األشياء وكل الصور ف إسعاد ذاتك<br />
إسعاداً لها ، وإسعادها غاية ذاتك ، بسمتها ،ضحكتها ، أملها في<br />
الغد المشرق هدفك وغايتك ، إسعاد الكون من حولك في كل<br />
األشياء في لمسة الحنان والصدق والرحمة بحيوان او زهرة حتى<br />
بجماد إسعاد لها ورقة لمعانيها وصورها فربما تلمسه يديها في يوم<br />
( 1439 ه – 2018 م )
او تسقط عينه عليه في لحظة ,<br />
ف ليكن همك إسعادها من خالل إسعاد كل من حولك وإسعاد<br />
ذاتك في ذاتها .<br />
- دافع عن محبوبتك ضد كل أذى أو عدوان –<br />
نقول دافع<br />
5<br />
عن كل مظلوم ، عن كل محتاج ، عن كل بائس شقي أعطى<br />
االبتسامة واألمل لكل المحتاجين والمتعطشين لألمل واألمان والحلم<br />
الجميل الرقيق في المستقبل فهذا دف اعا عن محبوبتك دف اعك<br />
عن كل األخطاء في ذاتك عن تصحيح نفسك دف اعا عن محبوبتك<br />
ضد كل أذى حتى ولو أذى ذاتي بداخلك دافع عنها بتصحيح<br />
ذاتك للتوافق مع ذاتها كما تشتهيك وتحب ان تجدك.<br />
-<br />
انظر إليها باعتبارها كاملة في كل الصف ات –<br />
نقول انظر<br />
6<br />
اليها باعتبارها القياس والنموذج لكل األشياء فكلماتها نغم وصوتها<br />
لحن جميل في األذن ورؤيته عينها حلم عيونك وأنس جفونك وعناق<br />
ليلك فهي بكل ما فيها بكل صورها هي القياس والحلم والنموذج<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الرقيق الكامل الذي يحتذى ويتصور من خاللها ومن خاللك.<br />
ال تكن لك إرادة غير إرادتها –<br />
نقول لتكن رغباتها وأحالمها<br />
-<br />
7<br />
وأفكارها هي رغباتك في أعماق نفسك وقمة أحالمك وإرادتك<br />
تنساق مع إرادتها في إرادة مشتركة ترى الكون هو لحظة العناق<br />
واالستسالم تعلن عن إرادة محبين تصنع عالماً من الكلمات<br />
والمعاني والصور واألحداث ،<br />
تصنع بسمة وأمل ويوم سعيد وغد مشرق باألمل والفكر والعمل ،<br />
نتحد في إرادتنا لنحقق حلمنا المشترك عالم جميل رقيق من الحب<br />
ومن العناق والبحث عن ذات في ذات.<br />
لتعد بأن تظل مقيما على حبها على الدوام –<br />
نقول إذا كانت<br />
-<br />
8<br />
هي من تراها في كل األشياء من حولك وترى كل الصور من خاللها<br />
وتدافع عنها وعن األطف ال واأليتام واألرامل والصور المشوهة<br />
والحاالت المحتاجة واألصوات الخانقة الباكية ، إذا كانت هي<br />
ادارة حلم الغد واليوم وأمس ، ف لن تكون ذاتك إال من خالل<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ذاتها ، تتحرك بداخلك ال تراها ولكن تشعر بها في كلماتك في<br />
صمتك في همسك في لمسك في سكونك وحركتك فهي كل<br />
األشياء والمعبرة عنك ، كالروح في الجسد ف لن تكون سوى امرأة<br />
واحده مهما<br />
بعدت أو طالت المساف ات واألماكن ، مهما أشرقت<br />
من الشرق أو غربت من الغرب ، شمس من الشرق أوقمراً من الغرب<br />
يسير بجوارك او تراه يبعد عنك في جبال اسبانيا والهمااليا او فوق<br />
سفوح التبت فهي في ذاتك في كل األشياء من حولك .تشعر بها<br />
بمجرد ما تسمع صوتها في أول لحظة ترفع سماعة هاتف وتقول لك<br />
" الوو" تشعر بحالة من العناق واألستسالم ارتق اء هضاب وجبال<br />
تتشبث بثناياها وهبوط في وادي عميق تسقط في بئر عميق بين<br />
ضفتي شاطئ مع كلمة " الوو" من شفتيها تسقط على أذنيك<br />
فتصيبك بحالة من نشوى اللق اء والعناق واالستسالم لرغبات الذات<br />
والجسد في كلمة تعطي صورة وصورة تعطي حياة .<br />
-تتسائلين فتاتي الرقيقة وابتسامة استغراب على شفتيك وتقولين<br />
( 1439 ه – 2018 م )
هذا سيدي خيال مفرط في عق لك أنت ومن الواضح انك لم تبرح<br />
الصبي الصغير الذي ينظر للنيل ويري الحسناوات يتضاحكن وهن<br />
يغسلن مالبسهن على صفحته فتأملهن عروس البحر أو ساحرات<br />
اإلغريق وآلهة الجمال لديهم ؟<br />
نقول لك فتاتي الرقيقة انتظري دقيقة أليس من الممكن أن<br />
يتوحد عق ل رجل ورجل أو عق ل امرأة وامرأة أو عق ل رجل وامرأة في<br />
أمور كثيرة من حولنا حتى في أمنياتنا ، وأعلمي إذا اتحد الهدف<br />
والغاية وتعلمنا فنون العمل نتحد ونتمازج في األفعال ونأتي بأجمل<br />
األصوات واأللحان.<br />
- أليست الفرق الموسيقية تتوحد في لحن واحد ينساب من فوق<br />
كل اآلالت في نسق كأنها يد واحدة فقط تعزف في تلك اللحظة<br />
مع أنهم عديد من األيدي والصور ولكن اتحدوا في الهدف<br />
وتعلموا كيفية التعبير فكان كل واحد منفردا في ذاته متحدا<br />
مع اآلخر وربما ال ينظر إليه أو يسمع إليه أليست تلك حقيقة موجودة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ظاهرة .<br />
-فتاتي الم تشاهدي طائر يطير من قبل هل يطير بجناح واحد أم<br />
بجناحين يرفرف على العالم في سالم فربما أحدهم أعلى واآلخر<br />
أسف ل منه يساعده في دورانه ليصل إلى تحقيق الهدف والغاية .<br />
الحب طائر رقيق إذااتحد جناحيه بين الرجل والمرأة وتم تحديد<br />
الهدف سرعان ما يصبح الطيران متعة في ذاته ف الوصول إلى<br />
الهدف متعة كاملة كمتعة الحصول على الهدف ذاته .<br />
ونحن نقول ونؤمن انه إذا توحدا على الهدف واتفق ا على الوسيلة<br />
وتعلما فنون األداء يصبحان غاية واحدة فكرة واحدة جملة واحد ة<br />
صورة واحدة ليست هي هو ، وال هو هي ، ولكن هما شخص جديد<br />
مزج هي في هو للبحث عنهم في هم في كل األشياء من حولهم<br />
سيدتي .<br />
- نقول أيضا من كنت له كل األشياء ، كل الصور ، الحلم<br />
والمستقبل ؟ ماذا يكون لك ؟ أليس من المنطقي أن يكون لك<br />
( 1439 ه – 2018 م )
.<br />
كل األشياء نفسها بنفس القوة والدرجة وتزداد يوماً بعد يوم ؟<br />
ما جزاء الحب إال الحب ، ف الحب الصادق الحقيقي النابع من حب<br />
الكون في كل صورة أليس جزاءه الحب في كل األشياء ، وأعلمي<br />
إن لم نحصل على من يقدر حبنا في أشخاص رجل أو أمرآة فسنحصل<br />
في تعاملنا في بسمتنا في التف اؤل واألمل في السعادة ونظرة<br />
االمتنان في الدعوات التي تصعد للسماء تدعوا هللا أن يحفظك<br />
ويسدد خطاك ، ستحصلين عليه أكيد أكيد ربما اليوم أو غدا أو<br />
بعد غد أو في نهاية المشوار وقبل الغروب بلحظات فسيأتي ال<br />
محالة ربما في اللحظة التي تشعرين انه لن يأتي وتدرين الوجه<br />
ألخرى فتجديه في ابسط الصور وأسهل الكلمات واصدق التعابير<br />
في كلمة تتبعها جمله تالحقها فكرة وإحساس يشبعها الحلم والرغبة<br />
- ما نقوله أنه مستحيل الحصول على شربة ماء باردة في صحراء<br />
وقت الظهيرة في أيام الصيف ، ويسير يسر الحصول على شربة ماء<br />
( 1439 ه – 2018 م )
باردة من نبع مياه في ليالي الشتاء الصافية .<br />
فإذا كنت في صحراء في ق لبك وفكرك وعق لك وبيئتك ومن<br />
حولك ف أنت كمن يبحث عن شربة الماء في الصحراء وقت الظهيرة<br />
ولن يجدها ، فسيجد الماء سراب واألحالم سراب، والعمر يتسرب من<br />
يديه ويدفن فوق رمال متحركة لن يترك له أثرا أو عالمة أو بصمة ،<br />
ولن يمر على صاحبه لحظة سعادة أو هناء أو راحة بال ونوم عين<br />
وإغماض جفن على سعادة حقيقة .<br />
أم أنت على نبع مياة صافي ينحدر من أعلى فينزل ماء بارد نقي<br />
ينعش الروح والعق ل قبل الق لب فهل تجدين صعوبة أن تحصلي على<br />
رشفة ماء باردة وأنت على هذا النبع .<br />
ف األساس أين نحن من أنفسنا من الحب ؟ وأين نبحث عن شربة<br />
الماء في صحراء الربع الخالي ذات الرمال الغادرة أم في نبع أهدن<br />
الصافي المنحدر من أعلى الجبل ؟ وماذا أعطينا لننال شربة الماء ؟<br />
- كوني أنت هي أنت من يبحث عنها الحب وسيأتي اليك في<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ذاتك في لحظات بكل يسر وسهولة ، ف الحب يأتي ويختار ويسقط<br />
علينا في كل يوم وكل لحظة ولكن هل نحن مستعدين الستقباله<br />
والتعامل معه ولكن كيف نتعامل معه وما الطريقة المثالية لذلك<br />
التعامل وهنا يختلف كل فرد منا فمنا من يجيد السماع إلى دق ات<br />
ق لبه ويعبر عنها فيسمع ويقرأ ذاته جيدا ويعبر عنها فيستمتع<br />
ويمتع ، ومنا من يقف على صحراء العمر اليرى سوى الرمال<br />
العاصفة ولون االصفرار في كل األشياء فكيف سيعرف أن الحب<br />
يطرق بابه.<br />
- من يري الحب حياة وعشرة ومعاشرة ومالطفة وسفر وزاد لرحلة<br />
العمر المشتركة ، نشيد ق لعة جدرانها أحداث وأفعال نتركها<br />
شامخة على الصخر ، فنضحك تارة ونبكي أخرى ، ونهرول لحظة<br />
ونسقط لحظات ، فنتشبث بأنفسنا نحتمي بضلوعنا ، نتدثر باآلخر في<br />
عري الحياة ، نتدف أ بآهات األنفس وزفير الروح في برودة العيون<br />
والبشر ، نرى أحالمنا تنمو وتكبر مع اليوم والعمر وتقترب الزهرة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الرقيقة أن تثمر فهذا حب حقيقي يعيش بعد العمر بعمر ويعمر<br />
من األرض إلى السماء ويمتع أصحابه حتى في لحظات الخوف وهم<br />
يتعانق ان وينزويان في جانب من العالم الكبير ال يريا سوى دموع<br />
تجفف دموع وأيادي تحن على لمسات تائهة في طريق تقول لها<br />
غدا أن شاء هللا سيكون لنا ف اليوم متعة األلم والبكاء وغدا متعة<br />
الضحك والسعادة من جديد .<br />
ومن يراه لحظات من النشوى واللذات سرعان ما تذهب وتترك<br />
بداخلك الحسرة اوالندم واأللم أو تمر أمامك ف ال تراها وال تشعر بها<br />
والتعبر ألن بداخلك صحراء لن تعطي في يوما نبع الماء .<br />
وجوه الحب :<br />
وللحب وجوه عديدة وصور متنوعة وليست وجوه سبعة كما يقول<br />
أنريه موروا يراه سبعة أقنعه أو وجوه فهو تارة عفيف وتارة عنيف<br />
وتارة طاهر وتارة ف اجر وتارة خيالي وتارة مثالي وتارة ناري واختار<br />
موروا نموذج لكل وجه من قصص الحب السبعة في األدب الفرنسي<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ونتحدث عن جزء منها لما فيها من نماذج من المحبين والبشر نراها<br />
وتق ابلنا في أنفسنا وفي اآلخرين من حولنا ونحن إذ نورد النص<br />
كما هو نعلق على ما نراه ونبدي رأينا فنجد انه أعطى لكل نموذج<br />
من الحب اسم وقصه هكذا :<br />
الحب العفيف الف ارس النبيل –<br />
دي الف اييت.<br />
قصة األميرة دي كليف –<br />
لمدام<br />
الحب الرومانتيكي –<br />
قصة جوليا –<br />
لجان جاك رسو.<br />
الحب الحرام –<br />
قصة العالق ات الخطرة – كوديرلوس دي الكلو.<br />
الحب الخيالي –<br />
قصة مدام بوف اري –<br />
لجوستاف ف لوبير<br />
الحب الناري –<br />
قصة األحمر واألسود – ستندال<br />
- نتحدث عن الحب في قصص األدب العالمي خصوصا الفرنسي<br />
رفيقة حلم الصبي الصغير المتدرج معها الحب العذري الجميل<br />
الرقيق إلى الحب الرومانسي الى الحب األف الطوني المجرد من<br />
الرغبة إلى الحب الخيالي إلى الحب الذاتي الحقيقي فتحول مع<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الوقت والرغبة والحلم بين وبين ، تراجع تارة ، وانزوى أخرى<br />
وتالشي حتى اخت<strong>فى</strong> في لحظات في زوايا بعيدة من النفس ،<br />
واقترب حتى تعانق مع القمر في لحظات التوحد وهكذا دارت<br />
اللحظات بين قريب وبعيد ورفيق وغريب ، ولكن يظل بداخلك<br />
ق لب ينبض ويحتاج إلى الحب إلى رؤية عين من يحب ويعلم أن<br />
أجمل ما في الكون عيون امرأة يعشقها يراها ، كل العيون يراها<br />
زرقة السماء واتساعها والبحر وانسياب أمواجه والقمر وضيائه<br />
والزهر وبسمته على قطرة الندى في ساعات الصباح الباكر في<br />
سكون الكون يراها كل العيون وكل الصور في الكون.<br />
الحب العفيف –<br />
قصة مدام دي كليف –<br />
لمدام دي الف اييت<br />
ومسيو الروشفوكو<br />
- قصة "" مدام دي كليف "" لمدام دي الف اييت ومسيو<br />
الروشفوكو<br />
( 1439 ه – 2018 م )
– حيث إحساس الحب الذي تشعر بطلة القصة مدام دي كليف<br />
مع ميسو دي نيمور – حيث يقول لها " إن النساء يحكمن على مبلغ<br />
حب الرجل لهن بمقدار تف انيه في إظهار شعوره نحوهن .. ،<br />
ومالزمته إياهن في الغدو والرواح وهذه مهمة يسيرة وسهلة للغاية<br />
ال سيما إذا كن جميالت ، إما المهمة العسيرة حق ا في حرمان الرجل<br />
نفسه من مسرة مالزمتهن وتجنبه االقتراب منهن خشية عيون الناس<br />
، بل خشية ان يلحظن هن أنفسهن شعور الرجل نحوهن " ...<br />
وهنا نجد مدام دي كليف تحركت من قوة الواجب والمجتمع<br />
واألخالق الصارمة التي ربتها عليها أمها ف لم تضعف أمام حبها<br />
الحقيقي ولكن أيضا لم تستطع إسعاد من أحبت أو إسعاد من<br />
احترمت ، فمات األول -زوجها- كمدا وضاع الثاني -حبيبها-<br />
عبثا<br />
، وأغلقت حياتها حبيسة –<br />
فكانت النتيجة الجميع خسارة ونحن ال<br />
نراه هذا حباً ف لن تتحد الخسارة والحب نهائيا ،ف إذا وجد الحب البد<br />
ان يكون هناك النجاح والتقدم وهنا تكمن قوة وفهم العقيدة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
والدين الذي يتجلي في كل الصور يصحح الخطأ ويعدل االعوجاج<br />
ويصحح المسار المنحرف بما يتماشي مع الطبيعة والغريزة المقبولة<br />
في إطارها الشرعي الصحيح ومن عظمة تشريع القرآن الكريم انه ال<br />
يحاسبك على التفكير او الشعور لكن يحاسب على القول والعمل<br />
فقد كان شعورها ذاتيا داخليا ال غبار عليه ولكن ما أنت محاسباً<br />
عليه ماذا ق لت وماذا فعلت .<br />
وهنا مدام دي كليف أخطأت في القول نتيجة الخطأ في الفهم<br />
والتفكير ف أخطأت العمل ، فجاءت كارثة النتائج بأنها أشقت ذاتها<br />
وأشقت من حولها . ولذا نجد أن التفكير والمعرفة هي السبيل الى<br />
الحب الصحيح والتعبير عنه وفهمه طبيعة األشياء بصورة حقيقة هي<br />
من تعطينا السعادة الحقيقة ف السعادة ليست في األلم والدمار<br />
والقتل ، السعادة في األعمار واالزدهار والحق والخير والجمال<br />
.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الحب الرومانتيكي : قصة جان جاك روسو- جوليا أو هيوليز<br />
الجديدة -<br />
- يحاول روسو من خالل المعلم سان بريو لتلميذته التي أحبها جوليا<br />
بنت الطبقة األرستقراطية كتم الحب فترة ولم يجد مفر من أن<br />
يرسل لها رسالة يقول فيها " ولم ال افرض أن ق لبينا ينبضان بعاطفة<br />
واحدة ، كما يخيل إلي ؟ أنه ليحدث أحيانا أن تلتقي أعيننا فجأة ،<br />
فتفضح التأوهات مشاعرنا ، وتنهمر من مآقينا الدموع ! أواه ،<br />
ياحبيبتي جوليا ، لو يكون اتحاد روحينا إلهاما ! لو تكون السماء قد<br />
أعدت كلينا لآلخر .. دون أن يحوجنا األمر إلى الفرار ؟<br />
وهنا تجدي فكرة التوحد في التفكير والهدف والمشاعر يجعل<br />
شعور المحب أن الق لبين ينبضان بعاطفة واحدة . حتى عندما يقول<br />
لها إن صمتها وعدم مباالتها ستجعله يذهب كتبت تقول له " كال<br />
ياسيدي .. إن الرجل الحق – كما تعتبر نفسك – اليفر أو يهرب ..<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وإنما قد يفعل أكثر من ذلك. "<br />
وهنا مبدأ مهم جدا في تفكير المرأة العاشقة إلى الرجل الحق<br />
الذي تحب ف ليست مجرد كلمات الحب تنساب والدموع تذرف<br />
هنا وهناك أو بكا وعويل بل الحب مواجهة وفعل أكثر من ذلك<br />
ولكن كيف ؟<br />
نحن نعتبر ان المقياس الحقيقي للحب فيما بعد الكلمات<br />
واللق اءات والزفرات ف إذا لم تتعدى األقوال إلى أفعال وأعمال<br />
فهي حالة رغبة جسدية أو نفسية فكرية ان يشعر اإلنسان انه يحب<br />
شخص ما او هناك من يحبه ، ولكن ليس حب حقيقي في معناه<br />
الرئيسي.<br />
وعندما يفهم رسالتها ورده عليه خطأ ويقول" أن تدعينني إلى<br />
االنتحار ! حسنا سوف اقتل نفسي ، فهذا أق ل ألما من الفرار بعيدا<br />
عنك " تجيبة " يا لحماقة الشباب … إذا كانت حياتي غالية عندك<br />
، ف ال تمس بسوء حياتك<br />
" !<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وهنا يأتي قيمة الفعل اإليجابي الذي يكمل معاني الحب ويساعدها<br />
على االزدهار والنمو في كنف الطبيعة الرحبة المحبة للحياة<br />
المبدعة المعمرة لألرض ومن عليها المحققة لنضرة و جمال الطبيعة<br />
فنحن نرى أن جمال الطبيعة وزقزقة العصافير وخرير الماء من نبض<br />
وطاقة الحب الحقيقي وهي اللون والمعنى لكل الصور الجميلة في<br />
الكون من حولنا.<br />
الحب مشاعر ولكن عمل نابع من فهم حقيقي لألمور وتعبير صادق<br />
عما يشعر به ومحاولة جادة حثيثة لتحقيق ما يصبو إليه ويتمناه<br />
سيدتي .<br />
ولذا تقول له في موقع أخر " كن ف اضال أو احتقرك .. واحترمني أو<br />
أتركك " وهذه دعوة قوية وصريحة إلى التزام العفة قبل كل شيء<br />
آخر وان كان في موضع آخر تتغلب الرغبة الذاتية الشخصية<br />
لطبيعة البشر في ان يقبلها ويقبل ابنة عمها كالرا عندما التقيا في<br />
الحديقة وهنا يق ارن روسو بين فعل الواجب وفعل الرغبة وهذه<br />
( 1439 ه – 2018 م )
مق ارنه قريبة من الحقيقة فعال في أن تأتي فعل بمجرد الواجب<br />
المفروض عليك من التزام تجاه األخر وبين فعل تأتيه بواقع الرغبة<br />
والحب الذاتي الداخلي فيقول عن لسان سان بريو " وحين دخلت<br />
الغابة أدهشني أن أري ابنة عمك تقترب منى ، ثم تسألني في<br />
مذلة مصطنعة أن أمنحها قبلة .. ف أذعنت لطلبها ، دون أن أفهم<br />
اللغز الغامض ! .. ورغم جاذبيتها التي تعرفينها ، ف إنني لم أحصل<br />
من قبل على برهان أقوى إقناعا بانعدام لذة المشاعر التي ال تنبع<br />
من الق لب ، من البرهان الذي حصلت عليه لحظة إذ ، حين قبلتها !<br />
ولكن ما كان أشد اضطرابي ونشوتي بعد لحظة حين شعرت<br />
ويداي ترتجف ان رجفة لطيفة –<br />
بشفتيك الورديتين تلتصق ان<br />
بشفتي .. وأنا بين ذراعيها !! وبأسرع من البرق الخاطف سرت<br />
في روحي نار مف اجئة ، النار التي تسري مع تنهداتنا من شف اهنا<br />
الملتهبة .. وغاص ق لبي في جوفي وقد تملكته غبطة ال تحتمل ..<br />
وبغتة رأيت لونك يتغير ، وعينيك تغمضان ، ثم استندت على ابنة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
عمك ، وسقطت مغشيا عليك ! .. وعندئذ أطف أ الخوف والق لق كل<br />
نشوتي ، واختفت سعادتي كما يختفي الظالل " ..<br />
وهنا مق ارنة قوية بين تأثير القبلة المفروضة عليه من الخارج<br />
وإحساس الواجب والموقف والقبلة المفروضة عليه من داخله<br />
وإحساس العالم المختلف في الشكل والمضمون والروح وهنا ف ارق<br />
كبير بين الحب وحالة الحب فحالة الحب تكون لكل قبلة لكل امرأة<br />
مهما كانت طعم ومذاق ف القبلة قبلة والمرأة امرأة والطبيعي أن<br />
تتأثر بها ولكن تأثير يكون يكون بين حالة من االقتراب من<br />
العدم أو إحساس األلم وأخرى بين عالم يختلف في ثنايا قبلة<br />
ومشاعر تتولد تتفجر من مكنونات النفس في لحظات في لمحة من<br />
قبلة تسقط على أخرى فتتبدل األرض غير األرض والمكان غير<br />
المكان ويتوقف الزمان وتكون ما بين سماء وأرض في لحظات<br />
فتكون في األعلى التصاق ا والتق ائا وعناق ا وتكون بعدها في<br />
األسف ل هبوطا وألما وندما وق لبا يئن من جراح بين ما اخذ ويريد<br />
( 1439 ه – 2018 م )
المزيد ومن بين الخوف من الحرمان والق لق على ما فعل وهنا<br />
تتضارب مشاعر الرغبة والخوف والرجاء واألمل فتلك لحظة حب<br />
حقيقية .<br />
الحب الحرام –<br />
قصة العالق ات الخطرة " كوديرلوس دي ال كلو"<br />
وتبادر إلى الذهن سؤال هل الحب حرام أم حالل ؟ نقول الحب في<br />
ذاته مثل كل األشياء األصل فيها الحل ولكن تأتي المرحلة الثانية<br />
هو الفعل أهدافه أساليبه دوافعه ونتائجه، ودرجة موافقته لما<br />
تنص عليه الشريعة أو ينحرف عنها ، وما نوع االنحراف ودرجته هل<br />
ذاتي شخص يؤثر على الشخص فقط ،أم انحراف يتعدي تأثيره<br />
على الشخص إلى اآلخرين ويسلبهم حقوقهم خصوصا إذا اقترن<br />
برغبة التدمير والعبث وتحقيق األلم لألخر فهذا قمة الظلم والخطاء.<br />
بمعنى يمكن أن أحب فتاة ال يحق لي أن أحبها وأتأثر وأكتم في<br />
نفسي فيكون التأثير والصراع ذاتي شخصي نعم هناك ضرر<br />
ولكن أق ل الضرر ، ويمكن ان أقيم معها عالقة تؤثر عليها وعلى<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بيتها وأسرتها وهذا الفعل المرفوض تماما ألن التأثر تحول إلى<br />
آخرين من أجل أن تشبع نزوة أو رغبة ذاتية شخصية ، لشخصية<br />
تفتقد إلى الثقة في النفس وللفراغ النفسي والكره الناتج من<br />
تركيبة الشخصية وإحساسها بالفشل في إق امة الحب الصحيح فتجد<br />
العبث في األشياء من حولها وتدمير كل عناصر الخير لدى<br />
اآلخرين لمجرد التدمير .<br />
نجد المركيزة دي ميرتوي نتيجة خيانة الكونت دي جيركور لها<br />
تظهر الجانب الشرير المظلم في نفسها وتحيك الدسائس والمكائد<br />
ويساعدها الكونت دي ف المون وهو عابث ال يحقق سوى األلم<br />
والدمار ولم يشعر بلذة او متعة إال متعة تحطيم الذات ف إحساس<br />
اإلنسان بقسوة ورغبة الظلم والتدمير وترك الديار خربة مهجورة<br />
لهو أكثر من شيطان ، ف الشيطان له هدف وغاية وواضح في إعالن<br />
أهدافه ولكن هذا يدمر من أجل الدمار ذاته وعندما تتحد<br />
الرغبة في التدمير بين شخصين يتفق ا على أن يعمال سويا ويشرعان<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بالقرب من بعضهم ولكن كل واحد منهم ال يثق بصديقه فنحن<br />
شركاء في الجريمة ونعرف أنفسنا جيدا فكالنا يعرف أن رفيقه أق ل<br />
من أن يكون شيطان بشع مدمر .<br />
فنجد ان دي ف المون ينجح إلى إق امة عالقة معالفتاة الصغيرة<br />
سيسيل علما بان من سهل له االتصال بها هو زوج المستقبل لها<br />
الشيف اليية دانسينى –<br />
وهنا نرى الحب ذاتي شخصي ال يتطلع عليه<br />
احد مهما كان درجة عالقته بين الطرفين ونعتقد ان المحبين حالة<br />
من االنغالق على ذاتهم ولذاتهم بعيدا عن أي سرد أو حكاية او<br />
معاونة أو دعم من آخر .فمن يكون محبا ال يحتاج إلى صديق او<br />
رفيق او مساعد.<br />
وأدعياء الحب تجدهم يهيمون في كل أنثى إما انتق ام من احتق ار<br />
أو خيانة من عالقة سابقة ينتقم منها في كل الق ادمات ، وإما نتيجة<br />
للنجاح الذي صادفه في اكتساب عالق ات مع النساء يشجعه ذلك<br />
في عالق ات أولى وثانيا لتحقيق االنتصار تلو األخر مما يسقط على<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الشخصية كثير من عناصر تحتاج إليها الستكمال بنيانها المهدم<br />
علما بأنه لن يق ام له بناينا في يوم ما بل قصور على رمال متحركة<br />
أمام موج البحر العاتية الصاخبة في مسارات الحياة فسرعان ما<br />
يذوي مهجورا وحيدا منبوذا من ذاته قبل اآلخرين . ونستطيع أن<br />
ننظر كثيرا لعديد من الشخصيات الحقيقة كانت الملء العيون<br />
واألذان امست وحيدة عجوز مدمرة أو قتيلة أو تستدعى الشفقة<br />
واإلحسان . ف الطريق المستقيم طريق كل النجاح والعزة والكرامة .<br />
فنجد شخصية مدام دي تورفيل المرأة التقية المحبة لزوجها صاحبة<br />
المبادئ الصارمة وقعت في المشكلة عندما دخلت من مبدأ أنها<br />
تنصح األخر وتحاول هدايتها ف المبادئ ربما تبدأ سامية ونبيلة<br />
ولكن سرعان ما تتحول وهنا قياس لألفعال الشر في اإلنسان هل هي<br />
من النفس األمارة بالسؤ بطبعها أم من الشيطان ولمعرفة ذلك إذا<br />
كانت من النفس تأتي من نفس الهدف كل مرة فمثال تريد أن<br />
تق ابل فتاة فتقول أق ابلها ألني أريد أن اقبلها وكل ما تطرد الفكرة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
تعود لك من جديد على نفس الصورة وبنفس الفكرة وهنا تكون<br />
وسوسة نفس .وسوسة الشيطان تأتي إليك وهي ترتدي مسوح<br />
الرهبان والوعاظ المرشدين فيأتي إليك بأنك تذهب لكي تنصحها<br />
وتهديها على طريق الصواب وهذا فعل خير هذه واحدة فتجدي<br />
عالق ات كثيرة تبدأ بهدف الصداقة والنصح والمساعدة والهدف<br />
في ذاته نبيل ولكن الشيطان يأتي في األفعال التالية –<br />
ف العالقة<br />
بين شاب وفتاة ليست بين طرفين بل أربع أطراف يتحاورون هم -<br />
الشاب لديه رغبة ويشحذ لها كل الوسائل لتحقيقها ويساعده<br />
شيطانه يدله فهذان طرف ان واألخر فتاة ترفض وتأتي بالموانع<br />
)الدين الخلق الواجب الشرف العفة المجتمع ) ومعها شيطانها<br />
يساعدها على ان تقبل فيكون ثالثة أطراف على طرف واحد ففي<br />
النهاية البد أن تستسلم ولو في كلمة أو جملة تكون هي باب<br />
النهاية كما حدث لمدام دي تورفيل عندما في النهاية استقبلته<br />
ألنه سيعتزل العالم وكان القرار دعينى أنالك أو أموت وهنا سقط<br />
( 1439 ه – 2018 م )
مغشيا عليها وبدأت<br />
سلم النهاية في دخولها الدير ثم الموت .<br />
ونقول إن الفرق بين من يحب اآلخر ومن يحب ذاته فقط . من<br />
يحب يطلب أشياء مستقبلية وفكرة للمستقبل وإحساس لالثنين معا<br />
ويبحث عن مطالب في أساسها وجوهرها مطالب تحقق غايات<br />
ورغبات للطرف األخر، ومن يعيش حالة الحب يطلب أشياء لحظية<br />
وقتيه تشبع رغباته هو.<br />
ونجد الفتاة الصغيرة سيسل التي أخطأت ف استسلمت إلى تكرار<br />
الخطأ واالعتياد عليه وهنا يأتي دور وفكر العقيدة في أن الخطأ<br />
وارد من كل األشخاص ولكن النتائج المتتالية هي التى تقرر<br />
مقدار وحجم هذا الخطأ ومدى تأثيره على الرجل او المرأة .<br />
وهنا يجب العمل على تقييم الحدث بعد وقوعه من تقييم عق الني<br />
يعيد رؤية األمور على الوجه الصحيح وأن مازال باب التوبة مفتوح<br />
وتصحيح الخطأ وتداركه ق ائم –<br />
ويقول هللا سبحانه وتعالى<br />
ق ُلْ يَا "<br />
( 1439 ه – 2018 م )
عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ الَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَِّ إِنَّ اللََّ<br />
-<br />
يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ<br />
الزمر. )53(" –<br />
واننى مازلت في الحياة واستطيع ان استمر خصوصا إن أعظم ما في<br />
الحياة هي الروح الهبة الحقيقة التي وهبنا إياها هللا سبحانه وتعالى<br />
بمنه وفضله وكرمه ف الحياة نعمة وأعظم تلك النعم على اإلطالق<br />
ويجب الحف اظ عليها في ذاتها والحف اظ عليها لدي اآلخرين<br />
ف الموت من فعل او كلمة او جملة او إحساس نحن نعتبره تدمير<br />
للحياة وخرق لق انون هللا في األرض بعمارتها وسعادة البشر فيها<br />
ولذا نجد هللا سبحانه وتعالى يقول<br />
" مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي<br />
إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي األَرْضِ فَكَأَنَّمَا<br />
قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء<br />
تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي األَرْضِ<br />
لَمُسْرِفُونَ<br />
)32(- صورة المائدة–<br />
"<br />
وقتل النفس بالفعل المباشر او غير المباشر اوالتدمير او التحقير<br />
( 1439 ه – 2018 م )
او اإلذالل المتعمد حالة من الموت المرفوض ألن واهب الحياة هو<br />
رب العالمين رب الحياة والموت وصاحب الحساب ، ومن أحيى نفساً<br />
بالفعل أو القول أو العمل فكأنما أحيا الناس جميعا.<br />
فسيصل عندما أخطأت في سماع وتصديق أشياء تتنافي مع المنطق<br />
والعق ل وكل عالقة غير صحيحة النتائج دائما تبدأ بحوار غير<br />
منطقي وعق الني ولعلك تشعر بصوت داخلي يقول لك ان هناك<br />
شيء ما غير صحيح ولكن تستمر لمنطق الرغبة أو اندف اع الشهوة .<br />
ففي القصة ق ال لها إنها يفضل ان يأتي لها بالخطابات من زوج<br />
المستقبل في الليل في غرفتها وهنا فعل غير منطقي كانت هناك<br />
أكثر من مئة طريقة وطريقة أخرى ونعتقد أن أي طلب يخضع<br />
لفعل وطبيعة غير العق ل والمنطق طلب غير مبرر ومدخل من<br />
مداخل الحب المحرم والعالق ات الغير صحيحة إطالق ا .<br />
وتدور القصة عندما أرسل ف المون رسالة لمدام تورفيل وهو راقد<br />
في فراشه مع أمرآة يتخذ من ظهرها منضدة ويقول لها " لم اشعر<br />
( 1439 ه – 2018 م )
قط من قبل بمتعة وأنا اكتب إليك مثل المتعة التي أحسها اآلن وال<br />
تملكني يوما هذا االنفعال العذب الحاد الذي يتملكني في هذه<br />
اللحظة كل شيء حولي يزيد من نشوتي الهواء الذي أتنفسه مفعم<br />
باللذة والمنضدة التي أكتب لك عليها والتي تخصص ألول مرة<br />
لهذا الغرض تبدو لي في صورة مذبح الحب المقدس . ما أجملها<br />
في عيني .. اقسم لك أني أحبك على الدوام ولتغفري لي اضطراب<br />
مشاعري ، فربما كان ينبغي أال أسلم نفسي للذة ال تشاركينني إياها<br />
... ف ألتركك اآلن كي "...<br />
وهنا متوهم الحب ال يفكر في األخر إال من خالل مدى إشباعه لذاته<br />
وكثير الحديث عن نفسه ، مطالبه ، أفعاله ، رغباته هو. والمحب<br />
الحقيقي يفكر في األخر من خالل أفعاله أقواله جمله فيعمل على<br />
إسعاد األخر فيسعد ذاته .<br />
وتقول مدام دي ميرتوري وهي تتحدث عن نقطة مهمة وهي<br />
قدرة المرأة على إق امة عالقة صحيحة بينها وبين الرجلالذي تحبه<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وتتف اعل معه وتمارس معه حياتها الطبيعية . فهي تصف خلوة مع<br />
أحد عشاقها " كان أمامنا ست ساعات نقضيها سوياً . ف اعتزمت ان<br />
أجعل منها كلها فترة ممتعة حق ا ، بحيث اقتضاني األمر ان أتلون<br />
كل ساعة بلون جديد ، وأنق لب بال هوادة بين الرقة والعبث ،<br />
واإلقبال واإلعراض ، والمزاح والجد ، واالنفعال والفتور ... إلخ وال<br />
أذكر أنني بذلت يوما جهدا إلرضاء رجل ونجحت فيه ، مثلما بذلت<br />
ونجحت في هذه المرة .. ف إننا لم نكد نفرغ من العشاء حتى حال لي<br />
ان أتصوره سلطانا وسط حريمه الكثيرات ، اللواتي تقمصت<br />
شخصياتهن ، الواحدة بعد األخرى ،<br />
فكنت أتلقى مداعباته في كل<br />
مرة بروح عشيقة تختلف عن سابقتها "<br />
وهنا يتبادر سؤال هل الجنس ضروري في حياة الرجل والمرأة ومؤثر<br />
في مدي قوة وضعف العالقة بينهم ؟<br />
نقول العالق ات تبادلية تأثيرية بمعنى تقولين كلمة او تقومين<br />
بفعل ف له تأثير علي جسدي أو نفسي أو نفسي جسدي والفعل<br />
( 1439 ه – 2018 م )
يتدرج من إحساس باأللم المميت إلى اإلحساس بالنشوي تفقدك<br />
التوازن وانك في عالم مختلف<br />
. ففي القصة السابقة نجد االختالف<br />
بين إحساس وشعور الق لبين لسان بريو بين قبلته لكارال الجميلة<br />
وقبلتها لجوليا الحبيبة فقد كان الفرق شاسع بينهم ولذا نعتقد ان<br />
الفعل إذا نبع من الحب عليه ان يكون مفعم باإلحساس والحركة<br />
والتغير والتبديل وبذل كثير من الجهد من كال الطرفين.<br />
وهذا ما يدفع الكثيرين الى الزواج الثاني او عالق ات خارج إطار<br />
الزواج للجمود والرتابة في الحياة الزوجية بينهم.<br />
ومنذ مدة قصيرة اتصلت بي سيدة زوجة ثانية لرجل وهو أيضا زوج<br />
ثاني لها لمشكلة أسرية نفسية فكانت نصيحتي لها ان اجعلي<br />
عالقتكم معا عالقة إمتاع ذاتي فردي ، افعلي كل ما يحلو لك<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ويمتع ذاتك ، ودعيه أيضا يفعل كل ما يحلو له ويمتع ذاته ف إذا<br />
حرص كل طرف منهم على إمتاع ذاته سيحقق بالتالي وبالتأكيد<br />
المتعة للطرف األخر ويحقق كثير من االرتباط والترابط بينهم .<br />
واستطيع ان أوكد لك أن بداية االنفصال الفكري والروحي هو<br />
بداية االنفصال الجسدي وعدم التوافق او التف اهم الكامل بين<br />
الرجل والمرأة خصوصا إذا لم يكن كالهما يستطيع فهم ومعرفة لغة<br />
األخر وليس لديه استعداد إلى تفهم تلك المشاعر والرغبات<br />
ومحاولة الوصول الى محاور وكلمات وإشارات لها داللتها بينهم<br />
وصور تساعدهم على التماسك أكثر وأكثر ونحن نعتبر ان صخرة<br />
الحب الخاص هي الصخرة الحقيقية القوية التي يتكسر عليها جميع<br />
مشاكل وأعباء اليوم والليلة والمستقبل بين الرجل والمرأة وإذا<br />
كانت لغة الحوار<br />
بينهم في تلك النقطة عالية إذن درجة التماسك<br />
والصالبة في العالقة عالية الى حد كبير جدا . ولكن تكون هناك<br />
مشكلة العاطفة الحقيقية بين الرجل والمرأة هي القياس واألساس<br />
( 1439 ه – 2018 م )
كما ق الت مدام دي ميرتوي تنتهى إلى االعتراف بأن المتع<br />
الجسمانية تجلب الملل والسأم إذا لم تنعشهاالعاطفة الحقيقية ..<br />
وأن المتعة التي هي الدافع إلى اجتماع الجنسين ال تكفي لتكوين<br />
رابطة بينهما ف لئن كانت تسبقها الرغبة – التي تقرب بينهما –<br />
ف إنه يعقبها االشمئزاز ، الذي يبعد احدهما عن األخر هذا هو<br />
الق انون األساسي الذي ال يقوي على تغييره سوي الحب وحدة..<br />
وهنا يأتي سؤال هل الحب طريق للجسد ؟ أم الجسد طريق الحب ؟<br />
نقول حب المحب لحبيبته يطربه سماع صوتها ، يسترق النظر إلى<br />
عينيها ، يتحسس يديها يشعر بحرارة جسدها ، ففكرة اللق اء<br />
والحديث والرؤية واللمس هي أساس العالقة بينهم وبعدها رغبات<br />
اللق اء والعناق واالستسالم ، ف الحب يأتي أوال في فكرة وكلمة وجملة<br />
وحديث وأفعال وبعد ذلك إشباع الذات من خالل اللق اء وااللتق اء<br />
في الجسد ، بينما متوهم الحب تفكر أن تقبلها ان تلمسها ، تتحرش<br />
بها وسرعان ما تمل من تلك العالقة لعدم وجود الدافع الى استمرار<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الحب في الحوار والكلمات والمناسبات واللق اءات والمشكلة كما<br />
ق لنا سابق ا في قدرتنا على التعبير ولن نستطيع ان نعبر إذا لم<br />
نستطع ان نتعلم وإذا لم نتعلم كيف نتعلم ونفكر فكيف لنا أن<br />
نعبر عما بداخلنا وعن رغباتنا إلى الطرف اآلخر .<br />
ونق ارن بين قصة الحب العفيف والحب الحرام نجد الحب العفيف<br />
وان شابه أخطاء يصل بأصحابه إلى بر األمان والسعادة وان افترق ا<br />
ففي النهاية اإلخالص والصدق والحرص على اآلخر والمحافظة عليه ،<br />
تشعر بالرضى عن النفس والحصول على نتائج إيجابية ، تكون فيها<br />
سعيد بدرجة وتحقق نجاحات كثيرة على المستويين الشخصي<br />
واالجتماعي لكال الطرفين بينما الحب المحرم تحصل على نتائج سلبية<br />
دائما ولذا اذا أردت فتاتي ان تقيسي مقدار صحة حبك او<br />
عالق اتك بمن معك قسيها بالنتائج إذا كانت النتائج إيجابية<br />
وتحققين نجاح على المستوى المهني والعلمي واالجتماعي وتحققين<br />
سعادة داخلية ذاتيه فهذه عالقة حب حقيقي حتى وأن لم تتحدا<br />
( 1439 ه – 2018 م )
حتى وأن لم يقبل في يوما شفتيك وإذا شعرت بحالة من اإلخف اق<br />
والق لق والتوتر والعصبية وعدم التوفيق ف أعلمي ان هناك شيئا<br />
غير صحيح في تلك العالقة وإنها أكيد ليست عالقة حب وأكيد<br />
هناك خطأ في طبيعة العالقة وطريقة التفكير واألهداف واإلخالص<br />
مما أدى الى سوء النتائج واألفعال .<br />
الحب الناري – األحمر واألسود – ستندال – هنري بيل -<br />
وهنا ستندال عاش حياته يبحث عن الحب وهو يقول " طالما كان<br />
الحب بالنسبة لي اهم شيء .. بل الشيء الوحيد في حياتي " والحب<br />
في نظره نوعان :<br />
الحب العاطفي : وهو الحب الحقيقي في نظره ويولد ويتطور وفق ا<br />
لق انون التطور التالي :<br />
إعجاب ثم يقول الشخص لنفسه أيه متعة في أن أقبل هذه المرأة<br />
وتقبلني ثم مرحلة األمل وبعد األمل يولد الحب ثم مرحلة التبلور ثم<br />
مرحلة الشك . هذا ما ق اله ستندال – ولكن نعتقد ان مراحل الحب<br />
( 1439 ه – 2018 م )
تختلف عن هذا في أشياء وتتفق في أشياء دعنا نتحدث عنها ال<br />
حق ا –<br />
وهنا نجد عالقة بين امرأة-<br />
مدام دي رينال -<br />
ملتزمة محرومة من<br />
عالقة التواد والرحمة بين الرجل والمرأة ألنها منيت بزوج كان له<br />
من القسوة والتعالي والجف اء في التعامل مع المرأة مما جعلها تشعر<br />
ان كل الرجال هكذا وان كل النساء هكذا وتستمر الحياة هكذا<br />
حتى تجد الشاب " جوليان سوريل " الخجول المتردد المهذب<br />
الرقيق الذي تبدأ بالتف اعل والتأثر به وهنا تأتي نقطة التواصل مع<br />
اآلخرين وهي عندما نجد من يظهر لنا عما بداخلنا ونتف اعل معه<br />
نحن نتف اعل مع داخلنا مع رغباتنا أكثر من تف اعلنا مع األخر بغض<br />
النظر رجل او أمرآة فربما كرجل أو أمرآة تجد أخر فتتف اعل معه<br />
وتنتق ل من مربع إلى أخر وتصل الى عالقة وتف اعل وحوار ، فتسأل<br />
نفسك كيف حجم هذه العالقة في تلك اللحظات والساعات الق ليلة<br />
يتبادر بداخلك سؤال هل أنا هذه المرأة السابقة ؟ أو سؤال<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بداخلك هل انا ذلك الراجل السابق ؟ لماذا هي ولماذا هو؟<br />
إن السؤال غير صحيح وليس له محل فعندما تف اعل كال مع صاحبة<br />
نعتقد<br />
كان في البداية تف اعال مع ذاته من الداخل أوال وأصبح األخر مجرد<br />
عامل أزال الطبقة الرقيقة التي تحجب صورة الداخل الذي بداخلنا<br />
فبمجرد إزاحة الستارة الرقيقة التى تحجب ضوء الشمس غمر الضوء<br />
المكان وتحول الليل إلى نهار والظالم إلى نور، وتبدلت الصور<br />
وليس هناك سؤال لم استغرق سوى دقيقة ف اصلة ولكن ليس للزمن<br />
مكان لوجود األشياء حاضرة بنا فتف اعلنا وتف اعلت معنا فكان الواقع<br />
الجديد والصورة الحقيقة الداخلية مع واقع خارجي .<br />
ويتحول التف اعل بين جوليان سوريل ومدام دي رينال الى تف اعل<br />
لشاب مراهق ينظر الى طبقة عليا بحذر ويتحول الى دون جوان<br />
يتلذذ بحب األخر ومعاناته ويسعده إحساس االنتصار على هذه<br />
الطبقة الراقية ونكتفي من تلك القصة بما أسلفنا .<br />
ونالحظ أن األدب الفرنسي أو الغربي عموما أمعن في تصوير<br />
( 1439 ه – 2018 م )
مشاهد اللق اء الجسدي المباشر وأمعن في وصف الصورة بالتف اصيل<br />
الدقيقة المسيرة للغرائز ، كجائع يتضرع جوعا وأمامه أصناف من<br />
الطعام فيسيل لها لعابه و نكتفي بتلك المرحلة وبتلك النماذج<br />
الموجودة قطعا في حياتنا في أنفسنا في من حولنا . وننتق ل لصور<br />
أخرى من الحب عند العرب ف المحب العربي الشاعر الرقيق النبيل<br />
الذي يترفع أن يذكر اسم حبيبته لكي ال يتشبب بها الناس إكراما<br />
وإجالال لها وتقديرا ووف اء لشخصيتها وحبا وكرامه.<br />
- وجوه الحب عند العرب :<br />
1 -الحب العذري :<br />
ويعتمد على المحب لحبيبة واحدة حب صادق وهو تبدأ بالحب<br />
وينق لب إلى الهوى وهناك فرق شاسع بين الحب والهوى<br />
وسنتحدث الحق ا عن الفرق بين الحب والهوى.<br />
جميل بن معمر وأجمل أبياته قوله :<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
ماعشت –<br />
- يهواك – الفؤاد ف إن أمت يتبع صداي صداك بين
األقبر<br />
وكأن الحب لن ينتهي بالحياة بل سيظل إلى ما بعد الحياة ، وكما<br />
كان في الحياة ق لبه يتبعها في كل مكان ففي الموت سيتبع<br />
صداه صداها يبحث عنه بين األموات لعله يأنس بها .<br />
-قيس بن الملوح –<br />
مجنون ليلي –<br />
- يحكي انه نزل بنساء ويقطع لهم اللحم وجاءت ليلي لتمسك معه<br />
اللحم فجعل يجز بالسكين في كفه وناظر إليها حتى قطع كفه وال<br />
يشعر فجذبت يده . ق ال لها : أال تأكلين الشواء : ق الت نعم ؟<br />
فطرح اللحم على الجمر واقبل يحدثها فق الت له : انظر إلى اللحم هل<br />
استوى أم ال ؟ فمد يده إلى الجمر وجعل يق لب بها اللحم ف احترقت<br />
ولم يشعر ، ف لما علمت ما بداخله صرفته عن ذلك ثم شدت يده<br />
بهدب قناعها .<br />
ومن أجمل أبياته قوله :<br />
( 1439 ه – 2018 م )<br />
-<br />
أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن ق لبي ولكن حب من سكن الديارا<br />
باهلل يا ظبيات الق اع ق لن لليالي منكن أم ليلى من البشر ؟<br />
أقول لظبي مر بي وهو شارد أأنت أخو ليلى ؟ فق ال يق ال.<br />
أق لب طرفي في السماء لعله يوافق طرفي طرفها حين تنظر.<br />
أتاني هواها قبل أنأعرف الهوى فصادف ق لبا ف ارغا فتمكنا<br />
-<br />
-<br />
-<br />
-<br />
ويوضح الشاعر السبب الرئيسي للتولع والوله بحبيبته أنها وجدت<br />
ق لبا ف ارغا فتحكمت وتحكم فيه حب من يحب حتى يسلب منه العق ل<br />
فيتحول من حب إلى هوي ، ولذا حرص القرآن الكريم والسنة<br />
المشرفة بان توجه مصير الحب الى هللا وفي هللا ومع هللا ورسوله<br />
صلى هللا عليه وسلم مما يجعل الق لب والفؤاد ممتلئا بحب هللا<br />
ورسوله صلى هللا عليه وسلم ف إذا جاء حب الحبيبة او المحب وجد<br />
الق لب ليس ف ارغا . ويكون الحب من خالل حبه هلل ولرسوله ولتعاليم<br />
دينه وعقيدة . وهنا تتأكد مق اصد السنة النبوية المطهرة من أن<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الهوى يكون موافق لما جاء به ووفق ا لمنهج هللا سبحانه وتعالى .<br />
ولذا نجد أبو الق اسم الشابي – شاعر تونسي -<br />
في قصيدة صوات<br />
في هيكل الحب :<br />
عذبة أنت كالطفولة كاألحالم كاللحن ، كالصباح الجديد .<br />
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد.<br />
يا لها من طهارة تبعثالتقديس في مهجة الشقي العنيد .<br />
أي شيء تراك ؟ هل أنت فينوس تتهادي بين الوري من جديد<br />
أم مالك الفردوس جاء إلى األرض ليحي روح السالم العهيد .<br />
ونجد الرقة والجمال في تصوره للحبيبة فهي الطفولة في عذوبتها<br />
ونعومتها ورقتها وبراءتها وهي الحلم في جماله وتمنيه ، وكاللحن<br />
في شدوه ونشوة التي تسري في الروح فتريحها وتزيح عنها ما<br />
أثق لها وأتعبها ، وهي الصباح الجديد واألمل في الغد المشرق ،<br />
وهي السماء بخيرها وعطائها، والليلية القمراء بشاعريتها وجمالها ،<br />
والزهر بنعومته ونضارته ورقته وأثره على روح الحياة ، وابتسامة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
الوليد بالسكون والرحمة . وتالحظي فتاتي أنه استخدم الوصف<br />
الخاص بالحبية في كل صور الكون من حوله ولم يصف الحبية<br />
كعين أو شعر أو شف اة كشاعر آخر رأي الحبيبة قبلة وشف اة وهنا<br />
يجعلها كائنا سماويا يفيض رقة وطهرا وعف اف ، ويسألها من أنت<br />
ويقول لها هو كيف يراها وكيف هي له وهنا سيدتي نجد أن<br />
نظرة المحب إلى من يحب يراها صور حقيقة في نظرته هو لها<br />
ويراها بمفرده هو فقط وهنا يستحضرني قول للطفي بشناق في<br />
أغنيه له ق الولي أش عجبك فيها ق لت لهم خوذو عيني شوفوه بيها<br />
ف الشابي يسألها أنت .. ما أنت ؟<br />
أنت .. ما أنت ؟ رسم جميل عبقري من فن هذا الوج ود<br />
أنت ... ما أنت ؟ أنت فجر من السحر تجلي لق لبي المعمود<br />
أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد.<br />
أنت ... أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد<br />
أنت ... أنت الحياة في رقة الفجر وفي رونق الربيع الوليد<br />
.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوقالنهي وفوق الحدود .<br />
أنت قدسي ، ومعبدي ، وصباحي وربيعي ، ونشوتي ، ووجودي<br />
وهنا ينتق ل إلى وصف أخر لها فيرها هي قمة العبادة هلل الواحد<br />
األحد المعبود فهي قدسيه ومعبده وصباحه وربيعه ونشوته ويراها<br />
وجودة رائع تلك األوصاف بأنها اشتملت على أجمل األشياء من<br />
قدسية وطهر وصالة وصباح ومساء وسعادة ووجود .<br />
يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأي فيك روعة المعبود.<br />
فدعيني أعيش في ظلك العذب وفي قرب حسنك المشهود<br />
عيشة للجمال والفن واإللهام والطهر ، والسنا ، والسجود<br />
عيشة الناسك البتول يناجي الرب في نشوة الذهول الشديد<br />
وأمنحينى السالم ، والفرح الروحي ياضوء فجري المنشود .<br />
وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدي من عزمي المجهود<br />
وابعثي في دمي الحرارة على أتغنى مع المنى من جديد .<br />
أنقذيني من األسى ، فقد أمسيت ال أستطيع حمل وجودي<br />
.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أنقذيني فقد سئمت ظالمي انقذينى ، فقد مللت ركودي .<br />
وهنا ينتق ل الشاعر يطلب منها الحماية وان يعيش في ظلها وحلوها<br />
ومعها ويطلب منها ان تنقذه من ذاته من الحزن واألسى من<br />
الظالم من السكون فهي له النور والضياء والطهر والسجود<br />
والمحرك لذاته ووجوده .<br />
ثم ينتق ل إلى ماذا فعل فيه حبها وماذا بدل وغير في داخله<br />
وخارجه وهذا فعل المحب الصادق الحقيقي .<br />
آه يازهرتي الجميلة لو تدرين ما جد في فؤادي الوحيد<br />
في فؤادي الغريب تخلق أكوان من السحر ذات حسن فريد .<br />
وشموس وضاءة ونج وم تنثر النور في فضاء مديد .<br />
وطيور سحرية تتناغى بأناشيد حلوة التغريد .<br />
وقصور كأنها الشفق المخضوب أو طلعة الصباحالوليد .<br />
كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود .<br />
ثم يستعطفها اال تحطم هذا الصرح الجميل وتلك الحياة التي يعيش<br />
( 1439 ه – 2018 م )
فيها باإلعراض او الصدود له او عدم الوصل إليه فيقول لها :<br />
وحرام عليك أن تهدمي ما شادة الحسن في الفؤاد العميد.<br />
وحرام عليك ان تسحقي مال نفس تصبو لعيش رغيد .<br />
منك ترجو سعادة لم تجدها في حياة الورى وسحر الوجود.<br />
ف اإلله العظيم ال يرجم العبد إذا كان في جالل السجود .<br />
وينتق ل الشاعر فيبرر لها سبب رغبته في أن تظل معه لكي ال تدمر<br />
كل هذا الحسن في فؤاده وكل الصور الجميلة الرقيقة وأنه ليس<br />
من العدل ان تسحق نفس ال تريد سوى الوصول اليها والوصول<br />
معها الى سعادة لن تجدها في حياة سواها من البشر ويذكرها<br />
بمغفرة هللا سبحانه وتعالى ورحمته ورفقة بعباده<br />
2 -الحب الجسدي الذاتي :<br />
- وهو حب الرغبة والشهوة والجسد وعدم التقيد بواحدة وهنا<br />
المحب يتحدث عن الحب في ذاته ولذاته وليس لفتاة واحدة<br />
يحبها بعينها ولذا تجدي فتاتي أن الفرق بين المحب وبين ما<br />
( 1439 ه – 2018 م )
يدعي الحب المحب ينظر دوما إلى األمام في رغباته وسموها<br />
ويراها بعد اليوم وألف يوم وحتى بعد الموت ينظر إليها ولكن<br />
مدى الحب يراها لذة أنية وكما يقول عمر بن أبي ربيعة :<br />
- سالم عليها ماأحبت سالمنا ف إن كرهته ف السالم على أخرى .<br />
وهي صورة متوهم الحب ومدعيه يتنق ل بين فتاة وأخرى ، يراها<br />
كما يريد هو يتحدث عن نفسه ورغباته ف إن كرهت الفتاة حديثه<br />
وسالمه ، ف السالم على أخرى تقبل بما ترفضين أيتها الفتاة الصغيرة<br />
التي تتمرغين في غدر عابث ، ف أنت واحدة مثل األخرى .<br />
-<br />
وضاح اليمن –<br />
قصيدته اليتيمة<br />
يصور حوار مع حبيبته للفوز منها بلق اء يشفي غليله فيعطيها من<br />
الحجج واألمان للق اء :<br />
ق الت : أال ال تلجن دارنا إن أبانا رجل غائر<br />
ق لت : ف إني طالب غرة منه وسيفي صارم بات ر.<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ق الت : ف إن القص ر من دوننا ق لت : فإني فوقه ظ اه ر .<br />
ق الت : ف إن البح ر من دونن ا ق لت : ف إني سباح ماه ر .<br />
.<br />
ق الت : فحولي إخوة سبعة ق لت : ف إني غالب ق اه ر .<br />
ق الت : ف إن هللا من وفوقنا ق لت : فربي راحم غاف ر<br />
ق الت : لقد أعييتنا حجة ف أت إذا ما هج ع السام ر .<br />
واسقط علينا كسقوط الندي ليلة ال ناه وال زاج ر .<br />
يتدرج الشاعر مع حبيبته في المخاوف ويزيل كل عقبة للوصول<br />
إليها واللق اء بها ، فسرعان ماأطمئنت ووثقت في قوة شاعرها<br />
فجاءت المكاف أة والهدية بدون أي نهي أو زجر أو منع للتواصل<br />
بينهم فقد أزال كل المخاوف من عق لها وأصبحت خالصة الق لب له<br />
:<br />
-وديع عق ل – شاعر لبناني -<br />
يقول لمن يحب<br />
ولثمتها فطبعت في الحمراء أصف را<br />
ق الت : أال تخشى المسيح وأنت تأتي منكرا<br />
تنتابنى وأنا مص لية إليه كم ا ت رى<br />
( 1439 ه – 2018 م )
ف أجبتها إن كنت من دين المسيح بال م را<br />
ف أنا لثمت الخد األيمن كي تديري األي سرا<br />
خففي اللوم ف الصبا ساعة تمضى ونشقى من بعدها أياما<br />
وهنا الشاعر يرد على حجتها بأنها مسيحية فيقول لكونك مسيحية<br />
فيجب أن تعطيني األيسر وخففي من اللوم والقيد فيا سيدتي ربما<br />
نبعد وال نتق ابل أيام وشهور ولعل قبالت على حائط جدار او لمسة<br />
يد او عناق استسالم تكون للعاشق زاد في رحلة المسير ومعينا لق اء<br />
ربما ال يأتي إال بعد أيام وأيام . ف اآلن وقت القبالت والعناق<br />
واالستسالم ودعي المالمة لما بعد ذلك وليكن شفيعنا أننا لن<br />
نلتقي إال بعد شهور وشهور ، وأعلم ان هنا ديار قوم مؤمنين ال<br />
يدق عليهم الباب ولكن أيضا اليتركون سائال مشتاق ا إلى رؤية عين<br />
صافية وشف اه رقيقة ولمسة يد خارج الباب يكتوي بنظرة اللق اء<br />
وحديث مالمة وعتاب وخوف وارتق اب ولتعلم ان من قدر األقدار<br />
ق ادر على أن يغفر الذنب ويمحو األثام . كما يقول في موضع<br />
( 1439 ه – 2018 م )
آخر<br />
يا ثريا كلما كنت معي ف أنا، في الناس ، من أغنى الرجال.<br />
وهنا الشاعر يؤكد على تغير المحب وتحوله إلى األفضل واألغنى<br />
واألرق بين الرجال في وجود الحبيبة<br />
صار يزعجها المجيء –<br />
يونس األبن – شاعر لبناني –<br />
أقول لها : تعالى ال تجيء تصور صار يزعج ها المجيء<br />
لماذا صار يزعج ها ؟ ألني لهيب صرت أحرق ال أضيء<br />
ألن ي والكالم لها ج ريء أم د يدي إلى حد ي سيء<br />
ألن الح ب يعجبها " بريئا " ويتعبني أنا " الح ب الب ريء "<br />
وهنا الشاعر يعترض على محبوبته التى تريد الحب البريء<br />
األف الطوني الرقيق ونظرة الخيال والهيام والمحب الذي يتبع ضوء<br />
شرفتها من الخارج وهي تقف خلف شرفتها تتابع نظراته في ليلة<br />
ماطرة ، فيقول لها نختلف في الرؤية فتاتي ولذا الحب الصادق<br />
( 1439 ه – 2018 م )
رؤية مشتركة حب الهوى وهو نوع من الحب تختلف فيه الرؤيا وان<br />
اتفق ا في الطباع والحدث فهي تريده بريئا وهو يتعبه الحب<br />
البريء .وينتق ل معها إلى مكان أخر في مكتبه . ويتخيلها في<br />
حجرتها خلف مدفئتها تتدثر بالدفء المنبعث من المدفئة تق لل<br />
من برودة الجو الخارجي تداعب قطتها أسف ل منها وتحيك<br />
وسادتها وهو يداعبه بيده العابثة في مناطق كثيرة فيري منها<br />
بأنامله ألوان تتوهج له ق لبه فتصرخ فيه غاضبة معاتبة تدعوه أن<br />
يتوقف ولكنه يعلم كما تعلم أنه يعلم أنها تريده أن يستمر فتقول<br />
له :<br />
عجنت مالبسي ! أجننت يا ماما ! ك<strong>فى</strong> ..... دعني<br />
هنا أصبحت !؟ يا ويلي سأصرخ إن توجعني ....<br />
تصور لو أتي أحد رآنا )) هكذا (( يعنى....<br />
واآلن ستسألني أمي : من بعثر شعري ؟ أأسمي ؟<br />
وإذا سميتك ، ف انتق لت من )) كيف (( ؟ و )) أين (( ؟ إلى الكم<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أأخبرها كم أنت عنيف كيف تبالغ في ضمي ؟<br />
إن أذكر ما كان وما صار أموت أمي من همي !<br />
- وشاعرنا متأثرا بالثق افة الفرنسية في األدب والشعر فمال إلى<br />
الوصف وإلى تصوير مشهد اللق اء وكانت الكلمات مليئة بالصور<br />
وأن نلحظ في الصورة موافقة الحبيبة وتمنعها واعتراضها شكليا<br />
ولكن الفعل مستمر واللق اء بينهم متصل وهي في حالة من النشوى<br />
والتمتع ففي البداية تخشى على مالبسها لقد بهدلت مالبسي<br />
وعجنتها فقدت هيئتها وشكلها وأقول لك توقف دعني أتركني<br />
أذهب وتستمر ولكن ال توجعني ف إذا أوجعتني سأصرخ وهنا ربما<br />
يأتي أحد ويراني هكذا ، وإذا رأتني أمي وسألتني من بعثر<br />
شعري وداعب من الليل نسمات الشعر الرقيق ف أخذ منه وأعطاه<br />
حركته وانبعاثه وجنونه ومجونه ، أسمى لها من فعل هذا ؟ ولكن<br />
( 1439 ه – 2018 م )
من األفضل أال أقول لها شيئا ألنها ستسألني كيف فعل هذا ولماذا<br />
فعل هذا وأين فعل هذا وما مقدار ما فعل ؟ أأخبرها كم أنت<br />
عنيف في قبالتك في انفعاالتك في نظراتك في حركة يديك في<br />
تطابق شفتيك في غمرك لي ، إذا ذكرت لها كل شيء تموت<br />
أمي من الهم والحزن علي أبنتها ولكن أنا لن أقول ولن أخبرها<br />
وأنت حاول أال توجعني ؟....<br />
و بعد هذا العرض المفصل لما هو الحب الحقيقى الذى يقوم على<br />
الصدق كما فسرنا <strong>فى</strong> الجزء األول و ضرورة التأكد من صدق<br />
الحب او عدمه لكى ال نبنى قناعات على أسس خاطئة يقع فيها<br />
حتى الخبراء <strong>فى</strong> المجال النفسى و أصحاب الدراسات الذين ال<br />
يتأكدون من المتطوعين ما إذا كان هذا الحب حقيقى صادقام<br />
حب الشهوة أو زوج الحمية و الرجولة من أجل تنفيذ الوعد الذى<br />
تكلمنا عنه أيضا <strong>فى</strong> الجزء األول .<br />
( 1439 ه – 2018 م )
أما مؤيدى الزواج التق ليدى فيعتمدون <strong>فى</strong> رأيهم على ركائز<br />
أساسية أال و هى :<br />
-1<br />
الحل األسرع لعدم وجود شريك :<br />
يعتبر الزواج التق ليدى واحد من أسهل و أسرع الطرق للحصول على<br />
شريك الحياة المستقبلى قبل فترة العنوسة<br />
-2<br />
اإلنجاب و إنشاء أسرة :<br />
لعل من أحد أهم الركائز التى تدعم الزواج التق ليدى هىالرغبة<br />
<strong>فى</strong> اإلنجاب و إنشاء أسرة دون النظر إلى حب أو ما سيحدث بعد<br />
ذلك و دليل ذلك أنه إذا كان الشريك غير ق ادر على الغنجاب<br />
يبحث الشريك األخر على شريك ق ادر على اإلنجاب فهنا االمر كله<br />
يتعلق باألطف ال<br />
3- رغبة األسرة :<br />
إن األسرة هى الدافع الرئيسى و الق لب النابض للزواج التق ليدى<br />
حيث إن أولويات االسرة األسرة تكون مقدمة على كل شئ ,<br />
( 1439 ه – 2018 م )
فتختار األسرة الشريك بناء على صلة القرابة أو المصلحة أو بهدف<br />
إتمام المهمة و هى تزويج اإلبن او اإلبنة<br />
-4<br />
الرغبة <strong>فى</strong> األستقرار :<br />
ميل النفس البشرية إلى اإلستقرار يدفعها إلى اللجوء إلىالحلول<br />
المضمونة و السريعة و عندما يأتى االمر إلى الزواج فما أنجع من<br />
الزاواج التق ليدى الذى يتحمل نتائجه األهل ؟!<br />
ببساطة الزواج التق ليدى يأتى <strong>فى</strong> األوق ات الحررجة <strong>فى</strong> مجتمعتنا<br />
العربية و أنا أعنى بكالمى الفترة الحالية ف ال تجد الزواج التق ليدى<br />
مثلما كان <strong>فى</strong> السابق غصبا و قهرا أو إستغف النا و نهرا , ال إنما<br />
يكون <strong>فى</strong> فترة أواخر العشرينيات التى تمثل الفترة الحرجة بالنسبة<br />
للشباب فيذهبون إلى الحل األسرع و هو الزواج التق ليدى أو <strong>فى</strong><br />
فترة السن الصغيرة "18-15" هنا ال يكون للشريك أى رأى و ال<br />
( 1439 ه – 2018 م )
حتى حق اإلعتراض بل هو يعتبر زواج جبرى إال أن تتوفر الشروط<br />
التى أكد الشرع عليها . لكن مع كل تلك السلبيات التى يمكن أن<br />
تجدها عزيزى الق ارئ إال أن الدراسات و التجارب <strong>فى</strong> البالد الغربية<br />
و العربية أثبتت أنالزواج التق ليدى أفضل و يدوم أكثر , <strong>فى</strong><br />
در اسة األولى من نوعها في بريطانيا، كشفت عن عالقة "وطيدة"<br />
.بين الديانة واالستقرار العائلي<br />
وأجريت هذه الدراسة على أكثر من 15 ألف أمًّا، ووجدت أن<br />
45<br />
في المئة من النساء الباكستانيات أو البانغالدشيات<br />
المسلمات"سعيدات جدا" في عالقتهن، بالمق ارنة مع 34<br />
.المئة فقط م ن األمهات المسيحيات<br />
في<br />
وأوضح السير بول "المرأة المسلمة التي تزوجت عن طريق الزواج<br />
المدبر تكون لديها عالقة ناجحة.. في الواقع، المسلمون الذين<br />
يتزوجون باالعتماد على الزواج المدبر لديهم الكثير من مقومات<br />
النجاح في زواجهم على المدى الطويل"<br />
.<br />
وأضاف "إنهم يتزوجون دون توقعات وضغوطات، مما يجعلهم ال<br />
يشعرون بخيبة أمل بعد زواجهم<br />
.<br />
معلوم أن الزواج المدبر ينتشر في جنوب آسيا )الهند، النيبال،<br />
الباكستان، بنجالدش، سريالنكا( وإفريقيا، والشرق األوسط،<br />
( 1439 ه – 2018 م )
وجنوب شرق آسيا، فيما ينتشر الزواج عن حب في الدول األوروبية<br />
و الدول االسكندنافية<br />
.<br />
و حسب بحث أخر بحث أجراه موقع "ماتش. كوم" ونشرته صحيفة<br />
ديلي ميل البريطانية وشمل خمسة آالف متطوع، كشف أنَ 31<br />
بالمائة من الرجال موضع البحث اعتبروا أنهم مستعدون للزواج من<br />
إمرأة "فيها كل المواصف ات المطلوبة، رغم عدم وجود عالقة حب<br />
بين الجانبين". وهكذا ف إن ثلثالرجال الغربيين في هذه<br />
الدراسة ال يشترطون الحب في عالقة الزواج، ويرون أن التراحم<br />
وهناك مجموعة من .والمودة بين الزوجين يمكن أن تحل محله<br />
األسباب قد تؤدي إلى فشل الزيجات التي ق امت على الحب،<br />
توضحها األخصائية في علم النفس العالجي، سوزان بيز غادو في<br />
:موقع "سايكولوجي تودي"، ومنها أن<br />
الحب عاطفة متغيرة وليست ثابتة. وأن الحب ال يؤسس ق اعدة<br />
صلبة إلق امة مؤسسة. إضافة إلى أن الحب هو أبعد ما يكون عما<br />
يوصف عاطفيا على لسان الشعراء والمغنين" هو كل ما نحتاجه<br />
وفي بحث نشره البروفسور آرون بن زائيف في موقع<br />
.<br />
"سايكولوجي تودي" أيضا، ف إن الزواج الق ائم على الهيام والغرام<br />
والمشاعر الملتهبة يتجاهل في الغالب عناصر الشراكة المهمة بين<br />
الزوجين من قبيل التق ارب الفكري والذكاء المطلوب والتق ارب<br />
( 1439 ه – 2018 م )
اإلجتماعي، وهو في النهاية اختيار رومانسي قد يزول بزوال<br />
.أسبابه<br />
الهيام واإلفتتان يمكن أن يزول بمجرد والدة طف ل يجعل الحياة<br />
غير ملو نة وغير رومانسية بين االثنين، ف األب ال يستطيع النوم<br />
بسبب صراخ الطف ل، واألم ال تستطيع العناية ببشرتها وشعرها<br />
وأظافرها الملونة الطويلة، وال تستطيع التعطر واستخدام المكياج<br />
حرصا على سالمة الرضيع، كما ان الوالدة تؤدي غالبا الى نمو<br />
.بطنها بشكل ال يناسب مق اييس الرشاقة الرومانسية<br />
وفي كتابه "تطور بنى األسرة العربية و الجذور التاريخية و<br />
اإلجتماعية لقضاياها المعاصرة "، كشف زهير حطب من معهد<br />
اإلنماء العربي أن كثيراً من الزيجات العربية تستمر غالبا على<br />
حساب سعادة المرأة والرجل، فهما يفضالن أن تستمر مؤسسة<br />
األسرة لتربية أبنائهما حتى إذا دب الخالف بينهما ووصل الى<br />
مستوى القطيعة. كما أن مجتمعات عربية كثيرة ترى في الطالق<br />
وصمة عار تلحق بالمرأة، وتجعل منها مخلوق ا من الدرجة الثانية<br />
. بين أقرانها<br />
إذا و بعد أن سمعت رأى الطرف األخر األن أنت حائر ال تدرى<br />
أى الفريقين تتبع . حسنا يا عزيزى ال داعى للحيرة األمر هنا<br />
يعتمد على األشخص أنفسهم و على نوعية الحب و على الغرض<br />
من العالقة <strong>فى</strong> األصل , و لكى نفسر هذا سنفصل األمر خطوة<br />
( 1439 ه – 2018 م )
بخطوة . و نبداء بالحب الصادق إذا كنت تحب أحد حبا صادق ا<br />
و أنت األن على دراية بما هو الحب الذى أقصده ف لما تلجأ إلى<br />
الزواج التق ليدى اذهب و تزوج هذا الشخص على الفور كى ال<br />
تضع نفسك <strong>فى</strong> فخ الندم و الحنين إلى الماضى ولكى ال تشعر<br />
بالذنب و أنك تريد العودة و تظلم شخص أخر معك .<br />
أما إذا كنت ال تملك حبيب ألى سبب فعليك بالزواج التق ليدى<br />
لكن <strong>فى</strong> سن مبكرا و حاول أن يكون شريكك هو حبيبك و<br />
ستنجح <strong>فى</strong> ذلك بال شك ف الحب غريزة إنسانية , ألم تسمع بقصص<br />
حب جاءت بعد الزواج ! .<br />
<strong>فى</strong> األخير العفة و الطهارة هى سبب نجاح العالق ات الق ائمة على<br />
هدف حقيقى و نقيضها يفسد العالقة , و النية السليمة <strong>فى</strong> إنشاء<br />
أسرة طيبة و معاملة شريكك معاملة طيبة هى التى تنشأ الحب<br />
من العدم و تدفع بالعالقة إلى اإلستمرار إلى أبعد حدود<br />
,إلتزامك بدينك , بخلقك , بإنسانيتك , برحمتك تجعل كل الناس<br />
تحبك و ال تنسى أن من يحب هللا يحبه هللا و من يحبه هللا يحبه<br />
المالئكة و من يحبه المالئكة يحبه الناس .<br />
تم بفضل هللا ......<br />
( 1439 ه – 2018 م )
المصادر<br />
)1( اإلحاطةج 1 ص 136، اللمحة البدرية ص 39.<br />
)2(<br />
)3(<br />
ابن عذاري: البيان المغرب 3 ص 176.<br />
القسم االعالم أعمال الخطيب: ابن<br />
عذاري: البيان المغربج 3 ص 177-176.<br />
الثاني ص<br />
،197<br />
)4(<br />
)5(<br />
)6(<br />
،35<br />
)7(<br />
ابن عذاري: البيان المغربج 3 ص 177.<br />
ابن الكردبوس:<br />
بطرنة<br />
المقري:<br />
ابن<br />
قرية<br />
بسام:<br />
ج 1 ص 181.<br />
)8(<br />
من<br />
تاريخ األندلس ص 77.<br />
بلنسية قرى<br />
)ابن سعيد:<br />
نفح الطيبج 1 ص 147.<br />
الذخيرة ق 3 ج 2 ص 850،<br />
ابن الكردبوس: تاريخ األندلس ص 89.<br />
ابن<br />
المغرب ج 2 ص 5<br />
المقرى:<br />
نفح الطيب<br />
( 1439 ه – 2018 م )
)9(<br />
وإسبانيا<br />
.296<br />
)10(<br />
حيان(.<br />
)11(<br />
)12(<br />
رجب<br />
ابن<br />
محمد<br />
النصرانية<br />
عبد<br />
في<br />
الحليم:<br />
عصر<br />
العالق ات<br />
أمية بني<br />
بين<br />
وملوك<br />
األندلس<br />
اإلسالمية<br />
الطوائف ص،<br />
عذاري: البيان المغرب ج 3 ص 212 )نق الً عن<br />
المصدر السابقج 3 ص 212.<br />
ابن األبار:<br />
الحلة السيراءج 2 ص 53. 43،<br />
)13(<br />
)14(<br />
)15(<br />
البيان المغربج 3 ص 308.<br />
المصدر السابقج 3 ص 308.<br />
ابن<br />
رجب عبد الحليم: العالق ات بين األندلس اإلسالمية وإسبانيا<br />
النصرانية ص 296.<br />
)16(<br />
)17(<br />
)18(<br />
)19(<br />
مذكرات األمير عبد هللا ص 85.<br />
ابن بسام: الذخيرة ق 1 ج 1 ص 388.<br />
نفح الطيبج 4 ص 199.<br />
ابن سعيد:<br />
المغربج 1 ص 396.<br />
الحليم: عبد محمد رجب )20(<br />
وإسبانيا النصرانيةج 1 ص 300.<br />
)21(<br />
)22(<br />
العذري:<br />
بين العالق ات<br />
نصوص عن األندلس ص 18.<br />
محمد عبد الوهابخالف:<br />
)23( طوق الحمامةج 1 ص 13.<br />
األندلس<br />
قرطبة اإلسالمية ص 321.<br />
اإلسالمية<br />
( 1439 ه – 2018 م )
)24( طوق الحمامة ص 130.<br />
)25(<br />
)26(<br />
المقري:<br />
نفح الطيبج 4 ص 205.<br />
ابن سعيد: رايات<br />
المبرزين ص 5، 0<br />
ج 4 ص 352.<br />
)27(<br />
)28(<br />
)29(<br />
)30(<br />
ابن عذاري: البيان المغربج 3 ص 282.<br />
ابن الكردبوس:<br />
التبيان ص 73.<br />
تاريخ األندلس ص 89.<br />
المقري: نفح الطيب<br />
انظر في تفصيالت سقوط هذه المدن وغيرها كال من:ابن<br />
بسام: الذخيرة ق 3 ج 1 ص 189<br />
المغرب ج<br />
الملتمس ص<br />
،190 -<br />
،33 ص 2 وج 305 ص 3<br />
،257<br />
الحميري: الروض المعطار ص90.<br />
ابن الخطيب: أعمال االعالم ج<br />
ابن عذارى: البيان<br />
وابن عميرة: بغية<br />
2 ص ،203<br />
)31(<br />
لماذا نحب ؟ " هيلين فيشر<br />
"<br />
)32(<br />
أنس اليف " ستار تايمز "<br />
( 1439 ه – 2018 م )