06.07.2018 Views

الإستنتجات فى إستمرار العلاقات

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين . إنطلاق من المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن كشباب يسعى إلى تغير المجتمع إلى مجتمع إلى مجتمع أفضل على صراط سوى و النهوض بالأمة إلأى مراتب الفخر و الإباء . كان من الواجب توعية أفراد المجتمع عن طريق الوسائل المختلفة . وقد اخترنا الكتابة فنظمنا كتابا ليس الأول من نوعه و لكنه الأبسط فى شرحه . و أخترنا موضوع هو العلاقات بين افراد المجتمع و حددنا العلاقات بين الرجل و المراة على كافة أشكالها . مستهدفين بكتابنا هذا فئة الشباب المقبلين على مثل هذا العلاقات التى تنتهى بزواج أو علاقات الصداقة العادية و قاصدين فئة المتزوجين الذين يعانون من المشاكل فى زواجهم نتيجة الفهم الخاطئ الذى ترسخ فى أذهان المجتمع و أدى إلى ما نحن فيه من تهدور العلاقة بين الرجل و نصفه الأخر . سألين الله السداد و التوفيق . وداعين الناس للإقبال على قراءة عملنا هذه لعله ينفع او يصلح شئ . و الله من وراء القصد . نقدم كتاب "الإستنتجات فى إستمرار العلاقات" تأليف : محمد هانى أحمد

بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلم على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين .
إنطلاق من المسؤولية الملقاة على عاتقنا نحن كشباب يسعى إلى تغير المجتمع إلى مجتمع إلى مجتمع أفضل على صراط سوى و النهوض بالأمة إلأى مراتب الفخر و الإباء . كان من الواجب توعية أفراد المجتمع عن طريق الوسائل المختلفة . وقد اخترنا الكتابة فنظمنا كتابا ليس الأول من نوعه و لكنه الأبسط فى شرحه . و أخترنا موضوع هو العلاقات بين افراد المجتمع و حددنا العلاقات بين الرجل و المراة على كافة أشكالها . مستهدفين بكتابنا هذا فئة الشباب المقبلين على مثل هذا العلاقات التى تنتهى بزواج أو علاقات الصداقة العادية و قاصدين فئة المتزوجين الذين يعانون من المشاكل فى زواجهم نتيجة الفهم الخاطئ الذى ترسخ فى أذهان المجتمع و أدى إلى ما نحن فيه من تهدور العلاقة بين الرجل و نصفه الأخر . سألين الله السداد و التوفيق . وداعين الناس للإقبال على قراءة عملنا هذه لعله ينفع او يصلح شئ . و الله من وراء القصد .
نقدم كتاب "الإستنتجات فى إستمرار العلاقات"
تأليف : محمد هانى أحمد

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

بسم هللا الرحمن الرحيم<br />

االستنتاجات<br />

<strong>فى</strong><br />

استمرار العالق ات<br />

تأليف<br />

محمد هانى أحمد<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بسم هللا الرحمن الرحيم<br />

وصلى هللا على سيدنا محمد و آله.‏<br />

الحمد هللا الذى له العزة و الجبروت وبيده المللك و الملكوت<br />

وله االسماء الحسنى و النعوت ف ال يعزب عنه ما يدبر النطق أو<br />

يخفيه السكوت الق ادر ف ال يعجزه شئ <strong>فى</strong> السموات و االرض و<br />

اليفوت أنشأنا من االرض نسما و استعمرنا فيها اجيال و أمما و يسر<br />

لنا منها ارزاق ا و قسما تكنفنا االرحام و البيوت .<br />

و الصالة و السالم على سيدنا محمد النبى العربى المكتوب <strong>فى</strong><br />

التوراة و االنجيل و القرآن من بعث بالسيف رحمة للعالمين كشف<br />

الغمة ونصح األمة و أدى األمانة<br />

,<br />

ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين<br />

.<br />

و على آله و أصحابه اجمعين<br />

اما بعد : إن ما تتعرض له مجتمعتنا من تفشى ظاهرة الطالق و<br />

كثرة المشاكل االسرية و ما يترتب عليها من آثار سلبية على<br />

المجتمع عامة و على أشبال المجتمع خاصة يدعو إلى التفكر و<br />

التدبر إليجاد حلول سريعة و شف اء سديد لهذا المرض العنيد , و<br />

لما كان الحب و الصدق هما أساس العالقة الزوجية و الود<br />

( 1439 ه – 2018 م )


والتراحم يلف أفراد األسرة الواحدة فينتج عن ذللك بيئة نقية<br />

لتربية أشبال مجتمعتنا الفتية أحسن تربية , ولكى ينشأ جيل بدون<br />

مشاكل نفسية او ضغائن اسرية التى التى تذهب بهذا الجيل<br />

إلى أفكار عبثية ليلتهى بها عن المشاكل األسرية التى أثق لت<br />

كاهله و شتت فكره , فيذهب إلى تعاطى المخدرات تارة و إلى<br />

التحرش و األغتصاب تارة أخرى وإلى جرائم ال تؤدى إال إلى فساد<br />

المجتمع و انتشار البلطجة , و لما كان ماسبق نتيجة اصلية ألنفصال<br />

األزواج أو تشتت األسرة بين مشاكل تعطل من مهمة تربية األطف ال<br />

مثل الماكل األقتصادية كان من الواجب ان نبين للعباد السبل<br />

الرشيدة <strong>فى</strong> ترجية األجيال الجديدة و هذا <strong>فى</strong> الجزء الثانى من<br />

الكتاب . اما الجزء األول فنتعرض إلى البدايات و الخطوات<br />

األحترازية لكى نتجنب المشاكل التى تنت عن خطأ األختيار لكل<br />

من الرجال و النساء على حد سواء فما الجزء األول فنتعرض إلى<br />

البدايات و الخطوات األحترازية لكى نتجنب المشاكل التى تنت<br />

عن خطأ األختيار لكل من الرجال و النساء على حد سواء ف إذا<br />

صلحت البدايات صلحت الخواتيم و <strong>فى</strong> تأكيد على أن صالح<br />

البداية من أهم األمور ق ال هللا تعالى لرسوله الكريم يحثه على أن<br />

يقوم <strong>فى</strong> مسجد المدينة المنورة و أن ال يقوم <strong>فى</strong> مسجد المنافقين<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الذين أرادوا فتنة بين الناس , بسم هللا الرحمن الحيم "<br />

الَ‏ تَقُمْ‏ فِيِه<br />

أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ‏ أُسِ‏ سَ‏ عَلَى التَّقْوَى مِنْ‏ أَوَّلِ‏ يَوْمٍ‏ أَحَقُّ‏ أَن تَقُومَ‏ فِيهِ‏ فِيهِ‏<br />

رِجَالٌ‏ يُحِبُّونَ‏ أَن يَتَطَهَّرُواْ‏ وَالل ‏ُيُحِبُّ‏ الْمُطَّهِرِينَ‏ * أَفَمَنْ‏ أَسَّسَ‏ بُنْيَانَهُ‏<br />

عَلَى تَقْوَى مِنَ‏ اللِ‏ وَرِضْوَانٍ‏ خَيْرٌ‏ أَم مَّنْ‏ أَسَّسَ‏ بُنْيَانَهُ‏ عَلَىَ‏ شَفَا<br />

جُرُفٍ‏ هَارٍ‏ فَانْهَارَ‏ بِهِ‏ فِي نَارِ‏ جَهَنَّمَ‏ وَالل ُ الَ‏ يَهْدِي الْقَوْمَ‏ الظَّالِمِينَ‏ *<br />

الَ‏ يَزَالُ‏ بُنْيَانُهُمُ‏ الَّذِي بَنَوْاْ‏ رِيبَةً‏ فِي ق ‏ُلُوبِهِمْ‏ إِالَّ‏ أَن تَقَطَّعَ‏ ق ‏ُلُوبُهُ‏ ‏ْم<br />

وَالل ‏ُعَلِيمٌ‏ حَكِيمٌ‏ " صدق هللا العظيم . ف إن ذهاب الكذب و الرياء<br />

و ضحت الرؤيا و حسن االختيار و انعدمت ب‘ذن هللا المشاكل<br />

المستقبلية التى يكون أسسها الخداع من أحد الطرفين و التحايل<br />

للوصول إلى رغبة دفينة و أغراض خبيثة ظاهرها الحب و الزواج و<br />

باطنها االستغالل و سواء كان ذللك بحسن نية او سوء ف إنه يؤدى<br />

تقريبا إلى النفس المشاكل التى ذكرناها آنف ا . و الجدير بالذكر<br />

أن هذا الكتاب يحتوى على تجارب واقعية و دراسة علمية و<br />

حلول بإذن هللا مرضية , ف إنا ندعو المقبلين على زواج او من هم<br />

<strong>فى</strong> القة رسمية او غير رسمية إلى قراءة هذا الكتاب لتف ادى<br />

الوقوع <strong>فى</strong> األخطاء الشائعة . و ختاما ندعو هللا ان يستفيد الجميع<br />

من هذا الكتاب و ان يهدى الناس إلى ما في صالح دينهم<br />

ودنياهم . و هللا من وراء القصد ...<br />

( 1439 ه – 2018 م )


)<br />

م 2018 – ه 1439 (


الجزء األول<br />

‏"السفن الحائرة<br />

تبحث عن<br />

الشواطئ"‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الفصل األول<br />

" االسباب <strong>فى</strong> الحب و اإلعجاب "<br />

لعل من أبرز الدوافع الى لألرتباط هى اإلعجاب او ما أسميه الحب<br />

اللحظى , و لما كان الحب و اإلعجاب ظاهرتين متالزمتين مع<br />

وجود بعض األختالف ات التى تميز بينهم , كان التفرقة بينهم<br />

صعبة للغاية و بدرجة صعوبتها تكون درجة أهميتها و يكون<br />

فهم كالهما أساس لبناء قرارات سلمية تتف ادى التسرع و الطيش<br />

الذى يتبعه الندم , يبداء الحب و اإلعجاب منذ نعومة األظافر<br />

ف لو تتبعت آثار األطف ال و أفعالهم لوجدتهم يبغضون أناس و<br />

يحبوت آخرين و يعجبون بآخر ثالث يحرك كل هذا التعامل و<br />

المنفعة المكتسبة و الشعور تجاه األفراد جراء معاملة هؤالء االفراد<br />

مع األطف ال إلى مدة المعاشرة اى كثرة الجلوس و نشاة األلفة و<br />

تعزيز الطمئنينة فيتشكل <strong>فى</strong> مخيلته أن هذا صديق و أن اى<br />

شخص غريب يعتبر كعدو او كارقيب يجب االحتراز <strong>فى</strong> معاملته<br />

حتى نتأكد من نوايا هذا الشخص و بالتالى يجب أن نظهر امامه<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بأفضل شكل حتى تتم المصادقة هنا نعامله معاملة الصديق فيرى<br />

ألوان العذاب من اللعب و اللهوا و يذهب الحياء و األحتياط <strong>فى</strong><br />

المعاملة , و إلى التفرقة بين الحب و اإلعجاب عند األطف ال<br />

فيتبين اآلتى أن الحب عند األطف ال يكون بمقدار المنفعة<br />

المتحصل عليها و تنقسم المنفعة إلى مادية و معنوية . أما المادية<br />

فهى مقدار ما يتحصل الطف ل عليه من اشياء ملموسة مثل الطعام و<br />

الشراب و العاب , اما المنفعة المعنوية هى الشعور بالحب و<br />

األمان و الطمئنينة الشعور باالهتمام و الرعاية كل هذا يعزز<br />

الشعور بالحب تجاه من يقدم هذه المنفعة . اما من يقول أن<br />

هناك حب بدون منفعة سواء معنوية او مادية فهو واهى و حتى<br />

من يحب أناس دون ان يراهم فهو ناتج عن الشعور باالمتنان و<br />

هو أيضا يقع تحت المنفعة المعنوية . و باألنتق ال إلى اإلعجاب ف إنه<br />

شعور باإلنجذاب إلى شخص لميزة فيه أو ألمتلكه شئ مرغوب فيه<br />

فيتولد شعور يدفع إلى التقرب من هذا الشخص تق ليده أو حتى<br />

محالولة إثارة إعجابه حتى يتمكن من االحصول على هذاء الشئ او<br />

على األق ل الحصول على نظرة أقرب او الوجود مع هذا الشخص<br />

<strong>فى</strong> دائرة الضوء و لو كان كتابع ف إذا زالت تلك الصفة أو فقد<br />

الشئ الذى كان يملكه تركه من كان معجب به و يظن انه يحبه<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وقد يختلط األمر على التابع فيظن هو نفسه أنه كان يحب هذا<br />

الشخص و ذلك يفسر عدم شعوره بالعار لكونه تابع فما الضير<br />

<strong>فى</strong> إتباع الحبيب !! و تتجلى هذه الظاهرة عند األطف ال و تكون<br />

أوضح ف إذا كنت تملك لعبة يظل مرافق ا لك ف إذا اخفيتها تركك<br />

الطف ل و ابتعد عنك وهذا ليس نفق ا ألن الطف ل عندما يحب يحب<br />

فعال و عندما يعجب بك فهو معجب فقط ال أكثر و ال أق ل . و إلى<br />

األمثلة الواقعية ف أنت عندما تعجب بالعب كرة قدم أنت معجب<br />

به ألنه يملك المهارة التى كنت تريدها انت يحقق اإلنجاز الذى<br />

كنت تحلم به و ال عالقة لهذ‎1‎<br />

بالحب الذى تتدعيه أنت و يتجلى<br />

ذلك <strong>فى</strong> بالغة القرآن <strong>فى</strong> قوله تعالى بسم اله الرحمن الرحيم "<br />

وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم<br />

خشب مسندة " فهنا جاء اإلعجاب<br />

مع األجسام ولم يأتى الحب ألن<br />

األجسام ال يحبها الناس بل يعحبون بها و لما جاء حديث القرآن عن<br />

الحب جاء ذكر الحب مع الناس كلهم و األنفس و ليس األجسام او<br />

األشكال , فق ال تعالى بسم هللا الرحمن الرحيم ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِي ‏َن آمَنُوا<br />

مَنْ‏ يَرْتَدَّ‏ مِنْكُمْ‏ عَنْ‏ دِينِهِ‏ فَسَوْفَ‏ يَأْتِي اللَُّ‏ بِقَوْمٍ‏ يُحِبُّهُمْ‏ وَيُحِبُّونَهُ‏<br />

أَذِلَّةٍ‏ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ‏ أَعِزَّةٍ‏ عَلَى الْكَافِرِينَ‏ يُجَاهِدُونَ‏ فِي سَبِي لِ‏ اللَِّ‏<br />

وَالَ‏ يَخَافُونَ‏ لَوْمَةَ‏ الَ‏ ئِمٍ‏ ذَلِكَ‏ فَضْلُ‏ اللَِّ‏ يُؤْتِيهِ‏ مَنْ‏ يَشَاءُ‏ وَاللَُّ‏ وَاسِ‏ ‏ٌع<br />

( 1439 ه – 2018 م )


عَلِيمٌ"‏ صدق هللا العظيم<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

.<br />

يتطور الحب و اإلعجاب بتطور اإلنسان و تتغير وسائل التعبير<br />

بتغير األزمنة , ف إذا وصل اإلنسان إلى مرحلة ما قبل الشباب اى<br />

<strong>فى</strong> عمر ( 11 – 16<br />

) اختلط عليه األمر كثيرا بل إن األمر ال<br />

يتعلق فقط بالعمر بل أيضا بثق افة الشخص التى أكتسبها من البيئة<br />

المحيطة ف إن كانت سلبية تداخلت خيوط الحب مع اإلعجاب فمن<br />

يعجب به يحبه و تجده سريعا الحكم فتارة يحب هذا و يكره ذاك<br />

, اما تفسير تلك الظاهرة أنه مما سبق يتضح أنه نتيجة مما سبق<br />

قوله <strong>فى</strong> الفقرة السابقة يكون فكر اإلنسان حينها أنه يجب أن<br />

يق لد أفعال الكبار فهو منهم األن فوجود األصحاب و األهل و<br />

وسائل اإلعالم المختلفة التى ساهمت <strong>فى</strong> تشكيل معاير و صف ات<br />

التى يجب امتلكها ليكون اإلنسان األفضل الذى يريد الجميع أن<br />

يكون فيقوم ذلك الشخص الراغب <strong>فى</strong> ان يكون األفضل بإتباع<br />

هذه المعاير لكى يواكب العصر فنجد مثال أن معيار الجمال لدى<br />

الفتيات الشعر األشقر األملس و العيون الملونة و الجسد الممشوق<br />

, الرجل أيضا يجب أن يكون قوى البنيان ذو طول إلخ ... أيضا<br />

نجد <strong>فى</strong> عصرنا الحالى أن لكل شاب يجب أن يكون له صديقة<br />

على غرار المجتمعات الغربية ولو كان األمر أق ل حده <strong>فى</strong> بعض


الحاالت وأشد وطئة <strong>فى</strong> الحالت األخرى لما يجب على كل شاب أن<br />

يكون له صديقة لكى يكونوا كاشباب الغريبين الذين يعتبرون<br />

األن المثل العليا التى يتطلع الجميع <strong>فى</strong> وطننا العربى و اإلسالمى<br />

للوصل إليها حتى اصببحت ثق افتنا ثق افة هجينة ال غربية و ال شرقية<br />

ثق افة المسخ و ال عالقة هنا بالمعنى المقصود بالعولمة بل هو ناتج<br />

عن فرق التطور العلمى و اإلجتماعى لهؤأل الغريبين و بسبب<br />

الجهل المتفشى و ثق افة التق ليد <strong>فى</strong> مجتمعتنا حتى عند من<br />

يسمون مثق<strong>فى</strong> ونخبة المجتمعات ظهرت معادلة مف ادها إذا<br />

أردت أن تصبح مثل الغرب قم بتق ليدهم <strong>فى</strong> كل شئ أحتف ل<br />

مثلهم أعتنق أفكارهم ف ليكن ذوقك <strong>فى</strong> المالبس و السيارات و<br />

كل شئ مطابق لهم , لكن تلك المعادلة الف اشلة لم تصنع لنا إال<br />

جيل من المشوهين ثق افيا الناقمين على كل شئ <strong>فى</strong> مجتمعاتهم<br />

المادحين لكل شئ <strong>فى</strong> الغرب أصبحنا ف اقدى الهوية . بالعودة<br />

إلى الموضوع الرئيسى فيقوم الشباب بتق ليد كل شئ بالحرف بل<br />

يزيدون الطين بله <strong>فى</strong> كثير األحيان حتى <strong>فى</strong> طريقة الكالم و<br />

األفعال فنجد مثال شعارات مثل<br />

( 1439 ه – 2018 م )


" نامت زعالنة صحيت ميتة – هى دى الهدية <strong>فى</strong> اإلشارة إلى<br />

هداية باهظة الثمن " و الكثير من الهذيان الذى اليفهم ذلك<br />

الشخص القصد منه لكنه يفعله لضرورة الموقف و المظهر العام<br />

فهل هذا الحب الذى يهدف إلى الزواج هل مقصده كل تلك<br />

االفعال المبالخ فيها ؟!‏ . اما الثابت <strong>فى</strong> هذا الوقت أنه ال حب<br />

حقيقى <strong>فى</strong> هذه المرحلة مع التأكيد على أن لكل ق اعدة<br />

استثنئات و قد بنيت هذه الق اعدة على فرضية أن الهدف من<br />

أى عالقة <strong>فى</strong> هذا السن المذكور ليس الزواج ألن اإلمكانيات<br />

المادية و الجسدية أيضا القوانين ال تسمح بالزواج <strong>فى</strong> هذا السن<br />

فما الهدف إذا ؟ تفكر عزيزى الق ارئ , إن كل هذه الممارسات<br />

التى يقوم بها الشخص هى لدواعى تحقيق الغرض المنشود أال<br />

وهو أن يكون ذاك الشخص المثالى صاحب العالق ات الكثيرة و<br />

هنا الحديث على الجنسين من اإلناث و الذكور . و قد اتفقنا<br />

سابق ا على أن كل ما يبنى على شئ ينتهى عليه إال إذا بدل<br />

الشخص حاله إلى حال أفضل , فما العالق ات التى تبنى على اإلعجاب<br />

و محاولة التق ليد و الخداع تنتهى أيضا بالتملص من الهدف<br />

المفترض وهو الزواج و لهذا يجب على اإلنسان الصادق ان يتخذ<br />

بعض التدابير و التأكد من نية شريكه الذى قد يكون غير<br />

( 1439 ه – 2018 م )


واعى إلى ما يفعله او تأخذه الحمية فيتزوج على غير إقتناع إال<br />

لكىى يثبت أنه ينفذ وعده ثم يتربص الفرص للمشاكل و ينتظر<br />

فرص الطالق و المصيبة هنا تأتى بعد اإلنجاب . و <strong>فى</strong> الفصل<br />

التالى نبين الخطوات االزمة لتف ادى ذلك , انتهى ...<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الفصل الثانى<br />

" الكشف و اإليق اع بصاحب الخداع "<br />

فقدنا ذكرنا <strong>فى</strong> الفصل األول أن المشكلة الرئيسية المؤدية إلى<br />

الطالق هى الخداع ثم تنتدرج تحته األسباب األخرى من مشاكل<br />

إقتصادية و التربية و العالق ات و التى تصل إلى حد الملل و<br />

النفور , فكل هذا ما هو إال نتيجة لصدمة الذى خدع ف ال تجد<br />

عنده قدر على األستمرار أو حتى الرغبة <strong>فى</strong> األستمرار مع هذا<br />

الشخص الذى كان يحبه ف أشد الخداع وطئة الذى يأتى من<br />

الحبيب و القريب , فتتحول اللحياة إلى جحيم مستعر اليطاق<br />

األستمرار فيها و يرغب ذلك الشخص الهروب و اإلنفصال من<br />

الواقع الذى فرض عليه ذاك الحلم الذى تحول إلى كابوس<br />

اإلنفصال بعد الشعور أن تضحياته ذهبت هباء من اجل ال شئ<br />

ذاك الشعور عندما تضحى بحياتك عندما تبذل الغالى و النفيس<br />

الإرضاء ذلك الشخص الذى أحببته و لم تكن منتظر أن ينتهى<br />

األمر إلى تلك الحال , فيكون لسان حال الضحية ال نجوت إن نجا<br />

الجبان , ف إذا وصل إلى هذه الحال اليقيم إعتبارات ال شئ يضع<br />

كل شئ على المحك الزواج االطف ال االستقرار نظرة المجتمع حرفيا<br />

( 1439 ه – 2018 م )


يضع كل شئ على المحك لكى يتخلص من ذلك الكابوس ,<br />

تحركه مشاعره الثائرة كرامته التى بعثرت عندما أصبح <strong>فى</strong><br />

موقف ال يحسد عليه , إختياراته الف اشلة , محاولة التغلب على<br />

الشعور بالعجز عن األستمرار وحيدا , إثبات للمجتمع أن ما يفعله<br />

ليس شئ معيب , لكى يثبت لنفسه أوال أنه ق ادر على أن يكون<br />

األب و األم , أنه ق ادر على ترببية األطف ال وحده , ق ادر على أن<br />

ينشئ أطف ال صالحين متفوقين <strong>فى</strong> شتى المجالت الممكنة , أنه<br />

وحده ق ادر على أن يق لب النكسة إلى إنتصار , أن ما فعله ليس<br />

محالوة انتحار و ال أسوء قرار بل هو أحسن أختيار , هذا و لما<br />

كانت أفكاره و داوفعه نابعة من مشاعر قوية كان من الصعب<br />

إيق افه عن هذا الطريق و كان التعامل معه اصعب ما يكون<br />

ف امحاولة إصالح يعتبرها إهانة و تحيز للجانى عليه بل يعتبرك عدو<br />

له يجب اجتنابك و الحتراز <strong>فى</strong> الكالم معك و لو كنت أقرب<br />

الناس إليه فهو غير مستعد أن يخدع من أقربائه مرتين و يقول<br />

مثل شعبى " ضربتين على الرأس توجع " و يتذكر حديث الرسول<br />

حين ق ال صلى هللا عليه و سلم " ال يلدغ المؤمن من جحر واحد<br />

مرتين.‏ " صدق رسول اله صلى هللا عليه و سلم .<br />

( 1439 ه – 2018 م )


إضافة إلى ذلك فقد سهلت قوانين الخلع و محاكم األسرة كتل<br />

العملية ف لم يعد األمر صعب كما كان <strong>فى</strong> الماضى حيث كان<br />

أغلب الرجال يرفضن طالق زوجاتهم و يصرون على ذلك ألن<br />

القوانين كانت معهم و كانوا يستمتعون بجعل السيدة محبوسة<br />

على ذممهم و يفعلون األف اعيل من عدم اإلنف اق إلى الضرب <strong>فى</strong><br />

أغلب األحين متجاهلين <strong>فى</strong> ذلك تعاليم اإلسالم و أحكامه التى<br />

يجب على كل مسلم اإللتزام بها سواء اقرتها القوانين الوضعية أم<br />

ال فهذا جزء ال يتجزء من عقيدة المسلم ذكر كان أو أنثى و قد<br />

أضحت آيات الذكر الحكيم تلك المسائلة ببالغة عظيمة منقطع<br />

النظير و لن تجدها <strong>فى</strong> أى ديانات أخرى او قوانين وضعية إال<br />

مقتبسة من أحكام اإلسالم الرحيم<br />

,<br />

فق ال تعالى بسم هللا الرحمن الرحيم " الطَّالَ‏ قُ‏ مَرَّتَانِ‏ فَإِمْسَا ‏ٌك<br />

بِمَعْرُوفٍ‏ أَوْ‏ تَسْرِيحٌ‏ بِإِحْسَانٍ‏ وَالَ‏ يَحِلُّ‏ لَكُمْ‏ أَنْ‏ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ‏<br />

شَيْئًا إِالَّ‏ أَنْ‏ يَخَافَا أَالَّ‏ يُقِيمَا حُدُودَ‏ اللَِّ‏ فَإِنْ‏ خِفْتُمْ‏ أَالَّ‏ يُقِيمَا حُدُودَ‏ اللَِّ‏<br />

فَالَ‏ جُنَاحَ‏ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ‏ بِهِ‏ تِلْكَ‏ حُدُودُ‏ اللَِّ‏ فَالَ‏ تَعْتَدُوهَا وَمَنْ‏<br />

يَتَعَدَّ‏ حُدُودَ‏ اللَِّ‏ فَأُولَئِكَ‏ هُمُ‏ الظَّالِمُون<br />

)229(<br />

فَإِنْ‏ طَلَّقَهَا فَالَ‏ تَحِلُّ‏<br />

لَهُ‏ مِنْ‏ بَعْدُ‏ حَتَّى تَنْكِحَ‏ زَوْجًا غَيْرَهُ‏ فَإِنْ‏ طَلَّقَهَا فَالَ‏ جُنَاحَ‏ عَلَيْهِمَا أَنْ‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


يَتَرَاجَعَا إِنْ‏ ظَنَّا أَنْ‏ يُقِيمَا حُدُودَ‏ اللَِّ‏ وَتِلْكَ‏ حُدُودُ‏ اللَِّ‏ يُبَيِنُهَا لِقَوْمٍ‏<br />

يَعْلَمُونَ(‏‎2330‎ ‏)وَإِذَا طَلَّقْتُمُ‏ النِسَاءَ‏ فَبَلَغْنَ‏ أَجَلَهُنَّ‏ فَأَمْسِ‏ كُوهُ‏ ‏َّن<br />

بِمَعْرُوفٍ‏ أَوْ‏ سَرِحُوهُنَّ‏ بِمَعْرُوفٍ‏ وَالَ‏ تُمْسِ‏ كُوهُنَّ‏ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ‏<br />

يَفْعَلْ‏ ذَلِكَ‏ فَقَدْ‏ ظَلَمَ‏ نَفْسَهُ‏ وَالَ‏ تَتَّخِذُوا آيَاتِ‏ اللَِّ‏ هُزُوًا وَاذْكُرُوا<br />

نِعْمَتَ‏ اللَِّ‏ عَلَيْكُمْ‏ وَمَا أَنْزَلَ‏ عَلَيْكُمْ‏ مِنَ‏ الْكِتَابِ‏ وَالْحِكْمَةِ‏ يَعِظُكُمْ‏ بِِه<br />

وَاتَّقُوا اللََّ‏ وَاعْلَمُوا أَنَّ‏ اللََّ‏ بِكُلِ‏ شَيْءٍ‏ عَلِيمٌ‏ " صدق هللا العظيم .<br />

و هنا جاء أمر هللا واضحا جليا أن الطالق يكون بمعروف و إحسان<br />

و أن ال يكون اإلمساك من أجل الضرر و حذر هللا أن تلك حدوده<br />

سبحانه و من يتعد حدوده فهو ظالم يعاقب <strong>فى</strong> الدنيا و اآلخرة .<br />

أن يكون الطالق دون مق ابل ليس مق ابل التنازل عن الحضانة<br />

,<br />

ليس مق ابل التنازل عن حقوقها المالية المسجلة <strong>فى</strong> قسيمة الزواج<br />

ف اطالق حق أصلى من حقوق الزوجة ال يجوز انتق اصه . و هذا ما<br />

خالفه قطاع عريض من الرجال إلى وقتنا هذا و ال حول وال قوة إال<br />

,<br />

باهلل , و على الرغم من أن ق انون الخلع الجديد قد عدل من تلك<br />

المسائلة إال إنه يسلب الزوجة حقها المالى مما يدف ببعض النساء<br />

إلحتمال واقعها المرير و الظلم الواقع عليها .<br />

( 1439 ه – 2018 م )


و بالعودة إلى موضوع الفصل و هو كشف الخداع ف العبرة هنا<br />

بالتعامل مع الطرف الذى يعتبر أن يكون شريك مستقبليا دون<br />

تكلف او نظر إلى المعاير المجتمعية أى التعامل بكل تلق ائية<br />

الطريقة التى نتعامل بها <strong>فى</strong> األصل , ف لو تعاملنا بالطريقة المتبعة<br />

حاليا سيختلط األمر على كال الطرفين فيظن ذاك الطرف أن االخر<br />

غنى مثال او فقير سيأخذ إنطباع أن هذا الشخص بخيال مع أنه<br />

كريما <strong>فى</strong> األصل لكن طريقة تعامله متبعا المعاير العامة قد<br />

أظهرته بشكل مغاير و قد تعرضت السينما إلى سواء التف اهم هذا<br />

الناتج عن التحرج من الكالم بوضوح و صراحة و إظهار حال غير<br />

الحال األصلية , <strong>فى</strong> فيلم " الشقة من حق الزوجة " عندما اسأ<br />

الخطيب فهم كالم أهل خطيبته فظن أنهم سيعطونه شقة ثم<br />

يجهزون الشقة له ليتزوج إبنتهم و ظن أنهم أغنياء و يمتلكون<br />

عمارة سكنية بناء على كالم والد خطيبته , و على الجانب األخر<br />

أعتقد اهل خطيبته أن خطيب إبنتهم ثرى و أنه يملك الشقة و هم<br />

فقط سيجهزونها باألثاث و قد أختلط األمر على الجميع و كاد<br />

ينتهى بالفراق إال أن تم إنق اذ الموقف . هذا بالنسبة لسوء الفهم<br />

الناتج عن محاولة التجمل او الخجل , قد ينخدع الشخص بسبب تأثير<br />

المشاعر و باألخص الحب و لكى نرى الصورة بشكل صحيح يجب<br />

أن نفرق بين عدم ات خاذ القرار إلى ات خاذ الخيارات الخاطئة،‏ إلى<br />

الشعور بأنك محاط بخيارات كثيرة...‏ بكل بساطة أحياناً‏ ال نستطيع<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أن نقف على قرار سليم.‏ هذا كله مرتبط بطبيعة القرارات<br />

وكيفية ات خاذها.‏ فكل شيء نقوم به رهينة طريقة تفكيرنا<br />

وات خاذنا للقرارات.‏ إتخاذ القرارات الجيدة دائما ما يعتمد على<br />

طريقة التفكير و الهدف من األمر كله و للكشف عن صدق او<br />

كذب الشريك هناك بعض الخطوات التى يجب أن نتبعها ليس<br />

فقط مع الشريكبل <strong>فى</strong> الحياة العامة مع أى شخص , طبق لدراسة<br />

تم نشرها على موقع ‏"بى بى س " ف إن هناك طرق عديدة<br />

للكشف عن المخادع أو المراوغ . نشرت عن أحد رجال األمن ق ام<br />

بتشكيل فريق ألكتشف طرق جديدة و أكثر ف اعلية لكشف<br />

الكذب و التى ساعدت بنسبة كبيرة باإليق اع ببعض المجرمين و<br />

المسافرين المزيفين حيث بداء توماس أورميرود و فريقه<br />

بمهمتهم و بدأت بالتالى "<br />

يواجه فريق توماس أورميرود من<br />

رجال األمن مهمة قد تبدو مستحيلة في الكشف عن هوية<br />

المخادعين.‏ طلب من الفريق إجراء مق ابالت مع مسافرين في<br />

المطارات األوروبية عن تاريخهم وخططهم للسفر.‏ ولهذا الغرض<br />

زرع أورميرود عدة أشخاص يصلون إلى حاجز األمن بسيرة ذاتية<br />

‏.مزورة وخطة سفر وهمية،‏ ويتعين على فريقه أن يكتشفهم<br />

تمكن شخص واحد فقط من بين 1000<br />

المق ابالت من خداع رجال األمن التابعين للفريق.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

ممن أجريت معهم<br />

وكان التعرف<br />

‏.على المخادعين يبدو كمن يبحث عن إبرة في كومة من القش


اذن ما الذي فعلوه؟ يتمثل أحد الخيارات في التركيز على لغة<br />

الجسد أو حركة العينين،‏ أليس كذلك؟ ولكن كانت هذه<br />

الفكرة ستبدو سيئة،‏ إذ أثبتت الدراسات المتواترة أن<br />

المحاوالت،‏ حتى التي يقوم بها ضباط شرطة مدربون،‏ للتعرف<br />

على الكذاب من لغة الجسد وتعابير الوجه لم تكن ناجحة وأن<br />

‏.مرات النجاح الق ليلة كانت تحدث بالصدفة ال أكثر وال أق ل<br />

وق الت إحدى الدراسات إن 50 من بين كل 20,000 شخص<br />

تمكنوا من تحديد الكذاب بشكل صحيح بنسبة دقة تزيد عن<br />

80<br />

. بالمئة،‏ ولكن كان معظم الناس يخمنون فقط<br />

حاول الفريق تطبيق شيء مختلف وتمكن من تحديد المسافرين<br />

الوهميين في أغلب الحاالت.‏ وكان السر في ذلك هو التخلص<br />

من كثير من الوسائل المعروفة للخداع والبدء من جديد بتطبيق<br />

‏.وسائل جديدة ومباشرة<br />

خالل السنوات الق ليلة الماضية عانت األبحاث المتعلقة بوسائل<br />

الخداع من نتائج مخيبة لآلمال.‏ لكن أحدث األبحاث ركز على<br />

قراءة نوايا الكذاب من خالل لغة الجسد أو تعابير الوجه والخدين،‏<br />

‏.أو من خالل الضحكة المتوترة أو العينين الزائغتين<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أشهر مثال على ذلك لمس الرئيس األميركي األسبق بيل كلنتون<br />

ألنفه عندما أنكر أنه مارس الجنس مع مونيكا لوينسكي،‏ وهو ما<br />

‏.اعتبر في ذلك الوقت عالمة واضحة على الكذب<br />

الفكرة كما يقول تيموثي ليف اين من جامعة أالباما في بيرمنغهام<br />

هي أن الكذب يحفز بعض المشاعر القوية التي يصعب التحكم<br />

بها مثل التوتر والشعور بالذنب،‏ وربما حتى الشعور باالبتهاج<br />

‏.لوجود نوع من التحدي في ذلك<br />

رغم ذلك،‏ كلما زاد عدد األبحاث كلما تبين أن دالئل وعالمات<br />

الكذب قد تكون مضللة.‏ المشكلة هي التنوع الهائل في أنماط<br />

‏.السلوك البشري،‏ حيث ال يوجد ق اموس عالمي للغة الجسد<br />

يقول أورميرود من جامعة ساسيكس في انجلترا ‏"ال توجد عالمات<br />

ثابتة تدل على وجود خداع.‏ أنا أضحك بطريقة متوترة،‏ بينما<br />

آخرون يظهرون أكثر جدية،‏ ويحافظ البعض على التواصل بالعين،‏<br />

‏."في حين يتجاهل البعض اآلخر التواصل بالعين<br />

ويتفق ليف اين مع هذه الرؤية ق ائال:‏ ‏"هناك دليل واضح على أنه ال<br />

توجد مؤشرات أو مقدمات يمكن االعتماد عليها في التمييز بين<br />

الصدق والكذب".‏ وعلى الرغم من أنك ربما تسمع أن عق لنا<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الباطن يمكنه التعرف على هذه العالمات حتى لو لم ندركها في<br />

‏.الظاهر،‏ اال أن ذلك لم تثبت صحته<br />

ورغم هذه النتائج السلبية،‏ مازال أمننا وسالمتنا متعلق ان بوجود<br />

هذه المؤشرات غير المثبتة علمياً.‏ خذ على سبيل المثال التفتيش<br />

الذي يتعين على بعض المسافرين الخضوع له قبل رحلة طيران<br />

طويلة ومضنية،‏ وهي العملية التي طلب من أورميرود أن يدرسها<br />

‏.بعمق أثناء التحضير لأللعاب األولمبية عام 2012<br />

يقول أورميرود إن ضباط األمن يفضلون في العادة طرح األسئلة<br />

التي تكون إجاباتها بنعم أو ال.‏ وفي أثناء ذلك يالحظوا بعض<br />

العالمات المثيرة للشبهة من قبيل لغة الجسد المتوترة،‏ وهو ما من<br />

‏.شأنه أن يكشف ما إذا كان الشخص مخادعا أم ال<br />

يضيف أورميرود ‏"هذه الطريقة ال تعطي فرصة لالستماع لما يقوله<br />

الشخص،‏ لكن يتعين التفكير في مدى صدقه ومالحظة التغير<br />

الذي يطرأ على سلوكه،‏ فهذه هي أوجه التأكد من وجود<br />

‏"خداع<br />

قد تكون القوانين الق ائمة سبباً‏ في التمييز،‏ فقد يعثر ضباط<br />

األمن على عالمات اشتباه بين المنتمين لمجموعة عرقية معينة<br />

‏.على سبيل المثال<br />

( 1439 ه – 2018 م )


من الواضح أن هناك حاجة لطريقة أخرى،‏ فماذا عساها تكون؟<br />

كانت إجابة أورميرود على هذا السؤال في غاية البساطة،‏ وهي<br />

إبعاد التركيز على سلوك األشخاص وطريقة تصرفهم وتركيزه<br />

بدالً‏ من ذلك على ما يقولون،‏ ومن ثم التدقيق في نق اط الضغط<br />

الصحيحة لجعل الكذاب ينهار ويرتبك.‏ ويذكر أورميرود عددا<br />

‏:من المباديء التي من شأنها أن تكشف عن المخادعين هي<br />

هذا من شأنه أن يرغم الكذاب على أن<br />

‏:استخدم أسئلة مفتوحة<br />

‏.يستفيض في الكالم حتى يوقع نفسه في الخطأ بنفسه<br />

ينبغي أن يوجه المحققون أسئلة غير ‏:استخدم عنصر المف اجأة<br />

متوقعة تجعل الكذاب يرتبك،‏ أو يطلبوا منه استرجاع األحداث<br />

الماضية،‏ وهي أساليب تجعل من الصعب على الكذاب أن يحافظ<br />

‏.على تصنعه الصدق<br />

إذا ق ال مسافر إنه يدرس في جامعة ‏:انتبه للتف اصيل الدقيقة<br />

أكسفورد ف اطلب منه أن يخبرك عن طريق الوصول إلى الجامعة.‏<br />

إذا وجدت تناقضاً،‏ ف األفضل أال تسارع بإخبار الضحية بوجود<br />

تناقض،‏ واتركه يشعر بالثقة بأنك صدقت ما يقوله،‏ وال تقم<br />

‏.بتصويبه أو تصحيحه،‏ مما سيدفعه للتما دي في الكذب<br />

قد يطيل الضحية حديثه عندما يشعر ‏:الحظ التغير في درجة الثقة<br />

أنه هو من يدير المحادثة،‏ لكن شعوره بالراحة يتالشى عندما<br />

‏.تبدأ سيطرته على إدارة الحديث تق ل<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الهدف هو أن تدخل مع الشخص في محادثة غير رسمية أكثر<br />

من كونها تحقيق مكثف.‏ تحت هذا الضغط البسيط سيوقع<br />

الضحية نفسه بنفسه بالتناقض في روايته،‏ أو بأن يصبح متهرباً‏<br />

‏.ومخادعاَ‏ بشكل واضح أو مرتبكاً‏ في ردوده<br />

ويعترف أورميرود بأن استراتيجيته تلك تبدو وكأنها أمر مفهوم<br />

للجميع،‏ لكن النتائج تتحدث عن نفسها.‏ أعد الفريق عدداً‏ من<br />

المسافرين الوهميين،‏ ولكن بتذاكر وجوازات سفر حقيقية.‏ وقد<br />

حصلوا على أسبوع ليجهزوا رواياتهم،‏ ومن ثم طلب منهم أن<br />

ينتظموا في الدور مع اآلخرين في المطارات في أنحاء مختلفة من<br />

‏.أوروبا<br />

وقد تبين أن الضباط الذين تدربوا على تقنيات أورميرود<br />

وداندو في إجراء المق ابالت كانوا أكثر قدرة بعشرين مرة من<br />

أقرانهم الذين اتبعوا تقنية الحركات المشبوهة،‏ وتمكنوا في 70<br />

‏.بالمئة من الحاالت من اكتشاف المسافرين الوهميين<br />

ويعتقد ليف اين أن هذه النتائج مثيرة لإلعجاب خصوصاً‏ وأن التجربة<br />

‏.أجريت على واقع حقيقي<br />

فن اإلقناع<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أما تجربة ليف اين الخاصة فقد توصلت إلى نتائج مشابهة،‏ حيث<br />

بنى تقنياته في الكشف عن الكذب على إجراء مق ابالت مصممة<br />

خصيصاً‏ للكشف عن ثغرات في رواية المسافر،‏ أفضل بكثير من<br />

‏.االعتماد على الحركات واالنفعاالت الجسدية<br />

وقد نظم مؤخراً‏ مسابقة يتنافس فيها طالب جامعيون بشكل زوجي<br />

على الحصول على 5 دوالرات لكل إجابة صحيحة.‏ وكان شريك<br />

كل طالب في الفريق وهمياً‏ ‏)ممثالً(‏ دو أن يعرف زميله ذلك.‏<br />

وعندما غادر المشرف على اللعبة الغرفة مؤقتاً،‏ كان الطالب<br />

الوهمي يقترح على زميله الغش لمعرفة اإلجابة الصحيحة.‏ وقد<br />

‏.وافق عدد من الطالب على مثل هذا االقتراح<br />

لكن بعد ذلك،‏ أجرى محققون من الشرطة الفيدرالية تحقيق ا مع<br />

جميع الطالب عما إذا كانوا قد مارسوا الغش أم ال.‏ وقد تمكنوا<br />

من التعرف على الذين مارسوا الغش بنسبة دقة تزيد عن 90<br />

بالمئة باستخدام أسئلة تكتيكية بدال من التركيز على لغة<br />

؟.الجسد<br />

في الحقيقة يلجأ المحققون غالبا إلى اقناع المخادعين باالعتراف<br />

بما اقترفوه من مخالف ات.‏ يقول ليف اين:‏ ‏"ضباط األمن بارعون في<br />

ذلك".‏ يكمن السر في ذلك في حيلة بسيطة معروفة لدى<br />

البارعين في فن االقناع،‏ فهم يفتتحون المحادثة بطرح أسئلة على<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الشخص عن مدى صدقه،‏ وحملهم على القول ببساطة إنهم<br />

‏.يقولون الصدق مما يدفعهم ليكونوا أكثر صراحة في المستقبل<br />

يقول ليف اين:‏ ‏"يرغب الناس في االعتق اد بأنهم يقولون الصدق.‏<br />

حتى الذين يكونون غير صادقين يجدون صعوبة في التظاهر<br />

بأنهم متعاونون،‏ ويمكنك غالباً‏ التعرف على من يحاول التظاهر<br />

‏."والخداع<br />

ال شك في أن هذه الحيل أو بعضها تستخدم من قبل بعض<br />

المحققين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة،‏ لكن عندما نأخذ بعين<br />

االعتبار األفكار السائدة عن لغة الجسد،‏ ف إن األمر يستحق<br />

التأكيد على مدى األثر الذي تتركه قوة اإلقناع مق ارنة بعلم لغة<br />

‏.الجسد المشكوك في دقته أصالً‏<br />

ومع أن هذه األساليب سوف تساعد على حفظ النظام وتطبيق<br />

الق انون،‏ اال أن نفس هذه األساليب يمكنها مساعدتك في<br />

التعرف على المخادعين والكذابين في حياتك الشخصية.‏ يقول<br />

أورميرود:‏ ‏"أطبق هذه األساليب مع أبنائي طوال الوقت".‏ الشيء<br />

األهم الذي ينبغي مراعاته هو التروي وعدم اإلسراع في القفز<br />

‏.إلى نتائج<br />

( 1439 ه – 2018 م )


فمجرد ظهور عالمات التوتر على شخص ما أو مواجهته صعوبة<br />

في تذكر تف اصيل مهمة ال يعني أنه مذنب.‏ وبدالً‏ من ذلك<br />

عليك النظر إلى تناقضات أكثر عمومية.‏ ال يوجد معيار ثابت<br />

الكتشاف الكذب،‏ لكن باستخدام طريقة معينة في طرح السئلة<br />

‏)األسئلة المفتوحة(‏ واإلقناع،‏ يمكنك أن تتوقع ظهور الحقيقة في<br />

" نهاية األمر<br />

. طبق ا لهذه الدراسة المعضلة كانت <strong>فى</strong> محاولة<br />

الوصل إلى الحقيقة بالطرق المعقدة دون النظر إلى الطرق<br />

السهلة التى اوضحتها الدراسة , و هو ما يؤكد على حديثنا<br />

السابق بضرورة التصرف على الطبيعة و دون تكلف .<br />

انتهى ....<br />

الفصل الثالث<br />

( 1439 ه – 2018 م )


" المؤثرات <strong>فى</strong> إتخاذ القرارات "<br />

ال شك أن القرارات التى نتخذها <strong>فى</strong> حياتنا تؤثر بشكل كبير على<br />

مستقبلنا و تحدد شكله أيضا لذلك وجب التركيز و دراسة<br />

القرارات التى نتخذها و مراجعتها , و لما كان اإلنسان يتف اعل مع<br />

البيئة المحيطة به و تؤثر عليه ثق افته <strong>فى</strong> إتخاذ القرارات و<br />

طريقة نظرته إلى األمور و المواقف المختلفة كان من الضرورى<br />

أن نتعرف على معظم المؤثرات التى تؤثر على عملية إتخاذ<br />

القرار و التى ستكون مفيدة <strong>فى</strong> إتخاذ القرار بالدخول أو الخروج<br />

من عالقة ما .<br />

لنبداء أوال بالحديث عن المؤثرات الداخلية التى تأتى منجسد<br />

اإلنسان , أى الهرومنات التى تؤثر <strong>فى</strong> مزاجه و حالته النفسية و<br />

األمور المرتبطة بهذا الجانب.‏<br />

جزأت عالمة األنثروبولوجيا البيولوجية ومؤلفة كتاب لماذا نقع<br />

في الحب؟،‏ الدكتورة هيلين فيشر،‏ عملية الوقوع في الحب إلى<br />

ثالث مراحل مختلفة:‏ الشهوة واالنجذاب والتعلق.‏ تختلف استجابة<br />

الجسم خالل كل مرحلة بحسب كيمياء الدماغ وإفراز الهرمونات<br />

( 1439 ه – 2018 م )


:<br />

المختلفة.‏ يعتمد رد فعل الجسم خالل هذه المراحل أيضًا على ما إذا<br />

كنت سعيدًا أو غير راضٍ‏ في العالقة الرومانسية،‏ ويتأثر<br />

استعدادك لمواصلة أو إنهاء العالقة أيضًا بهذه العوامل العصبية.‏<br />

ستبقى العديد من جوانب الحب غامضةً‏ بالنسبة لنا،‏ ولكن هناك<br />

آثار عالمية يسببها الوقوع في الحب لدى كثير من الناس.‏ وهنا<br />

سنعرض ثمانية أشياء تحدث لجسدك عندما تقع <strong>فى</strong> الحب و منها<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

.1<br />

الحب يسبب إدمان جسدي:‏ ينشط الوقوع في الحب مناطق<br />

الدماغ نفسها التي ينشطها الكوكايين لدى المدمنين.‏ في<br />

دراسة صدرت عن جامعة سيراكيوز عام 2010 ونشرت في<br />

دورية Sexual Medicine<br />

، الحظت ستيف اني أورتيغو<br />

وفريقها من الباحثين أدمغة أشخاص أثناء تحديقهم بصور<br />

لشركاءهم.‏ ووجد الباحثون أن المنطقة تحت القشرة المفرزة<br />

للدوبامين في أدمغة المشاركين تتفعل ‏)وهي المنطقة العصبية<br />

نفسها التي تتفعل لدى مدمني الكوكايين(.‏ عندما تبدأ هذه<br />

المنطقة ومناطق أخرى من الدماغ بالعمل،‏ فهي تفرز المواد<br />

الكيميائية ‏)الهرمونات(‏ التي تحفز النشوة – بما في ذلك


الدوبامين واألوكسيتوسين واألدرينالين وف اسوبريسين.‏ يعرف<br />

األوكسيتوسين أيضًا باسم هرمون الحب ألنه يسبب هذا الشعور<br />

الدافئ والغامض،‏ وقد يسبب الف اسوبريسين السلوك العدواني<br />

والتملكي.‏ لهذا يسبب الوقوع في الحب شعورًا رائعًا،‏ ولهذا<br />

السبب قد تفقد صوابك إذا حاول أحدهم مغازلة حبيبك<br />

.<br />

.2<br />

تعرق راحتي اليدين وتسرع ضربات الق لب:‏ يزداد تدفق<br />

الدم إلى مركز المتعة في الدماغ عند االنجذاب لشخص جديد،‏<br />

ويتم إفراز هرموني األدرينالين والنورأدرينالين في الجسم.‏ يسهم<br />

هذان الهرمونان في تعرق راحتي اليدين و تسرع ضربات الق لب<br />

الذي تشعر بهما في تلك اللحظات السحرية األولى.‏ يؤدي<br />

األدرينالين والنورأدرينالين دأيضًا إلى مشاعر االبتهاج والشغف<br />

واالهتمام الشديد.‏ وهذا ما يفسر عدم قدرتك على التفكير بأي<br />

شيء أو أحد بجانب ذلك الشخص الذي التقيت به مؤخرًا في<br />

إحدى الحف الت.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

.3<br />

شعور بالخوف والق لق ‏)فراشات في المعدة(:‏ يعد اإلحساس<br />

الذي نسميه فراشات في المعدة حقيقي.‏ يسبب الوقوع في الحب<br />

إفراز األوكسيتوسين الذي يحفز مشاعر السعادة،‏ ولكنه أيضًا


يسبب إفراز الكورتيزول الذي يسمى هرمون التوتر.‏ العالقة<br />

الرومانسية عاطفية ومربكة ومرهقة.‏ عندما يتم إفراز هرمون<br />

التوتر،‏ تتق لص األوعية الدموية حول األمعاء،‏ ما يؤدي الحقًا إلى<br />

الغثيان.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

.4<br />

.5<br />

يساعد الحب أيضًا في تخفيف التوتر:‏ عندما تبدأ أنت<br />

وحبيبك بتبادل القبل،‏ سيق ل شعورك بالتوتر.‏ أثناء التقبيل،‏ يفرز<br />

الجسم اإلندورفين والدوبامين اللذان يعززان المشاعر الجيدة.‏<br />

تصبح مهووسًا بحبيبك:‏ اكتشفت أستاذة الطب النفسي<br />

ومديرة مختبر علم األمراض النفسية في جامعة بيزا،‏ دوناتيال<br />

مارازيتي،‏ أن إفراز السيروتونين في الدماغ يكون ق ليالً‏ في<br />

بداية العالقة الرومانسية.‏ يوجد أيضًا انخف اض في مستويات<br />

السيروتونين في أدمغة المصابين باضطراب الوسواس القهري<br />

‏.‏OCDوكما هو موضح في دورية<br />

Mental Floss<br />

، نظرًا ألن<br />

كال الحالتين ‏)إلى مستويات مختلفة(‏ تؤديان أيضًا إلى مشاعر<br />

الق لق والفضول،‏ يمكن اعتبار الحب في فتراته المبكرة كنوع<br />

متوسط ومؤقت من الوسواس.‏ ومع ذلك،‏ عالقتك وحدها لن<br />

تسبب لك الق لق والوسوسة إلى األبد،‏ إذ تعود مستويات<br />

السيروتونين وهرمون التوتر المذكور أعاله إلى طبيعتها بعد


سنة واحدة إلى سنة ونصف من بداية العالقة.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

.6<br />

يجعلك الحب تفقد عق لك:‏ لقد تحدثنا عن مناطق الدماغ<br />

التي تصبح مفرطة النشاط عند العثور على شخص مميز،‏ ولكن<br />

أي أجزاء من الدماغ يتثبط نشاطها؟ استخدم كل من سيمير زكي<br />

من كلية لندن الجامعية،‏ والدكتورة هيلين فيشر من جامعة<br />

روتجرز من قسم األنثروبولوجيا،‏ التصوير بالرنين المغناطيسي<br />

لمراقبة أدمغة األشخاص المغرمين،‏ وما اكتشفوه يفسر لما يجعلنا<br />

الحب نتصرف بحماقة بالغة.‏ أظهر كا من الجسم اللوزي والقشرة<br />

الجبهية وأمام الجبهية انخف اضًا ملحوظًا في النشاط،‏ وهذه المناطق<br />

العصبية هي المسؤولة عن الخوف والتعلم من األخطاء والتحليل<br />

والقدرة على الحكم ومق اومة اإلغراءات والتنبؤ بنتائج األحداث.‏<br />

إذا كانت مناطق أدمغتنا المسؤولة عن التفكير النقدي هذه ال<br />

تعمل بكامل طاقتها،‏ فهل من العجب أن يرتكب معظمنا األخطاء<br />

نفسها مرارًا وتكرارًا في العالق ات؟ أو أن نقع غالبًا في حب<br />

أشخاص سيئين،‏ يصعب أن تنظر إلى الوراء على محاكماتك<br />

السابقة فقط لتسأل نفسك،‏ مالذي كنت أفكر به بحق الجحيم ؟!‏<br />

لكن عليك أن تعرف أن سلوكك غير المنتظم هذا لم يكن<br />

خطؤك.‏ فقد خانك جسدك.‏ ولألسف،‏ كما يقولون،‏ الحب أعمى!‏


( 1439 ه – 2018 م )<br />

.7<br />

.8<br />

يصل التأثير إلى عينيك:‏ عندما تحدق في الشخص الذي<br />

تحبه،‏ تتوسع حدقتا عينيك.إذ تؤدي كل من اإلثارة والتوتر إلى<br />

تحفيز الفرع الودي للجهاز العصبي الالإرادي،‏ ما يسبب توسع<br />

الحدقتين.‏<br />

يساعد الحب في تخفيف نوبات الصداع:‏ بما أن زيادة<br />

مستويات األوكسيتوسين في الجسم تحد من التوتر واإلجهاد،‏ قد<br />

يق لل الحب من تكرار نوبات الصداع النصفي!‏ في عام 2010،<br />

بحثت كلية الطب بجامعة ستانفورد في مدى فعالية العالج<br />

باألوكسيتوسين،‏ من خالل دراسة حاالت الصداع اليومي المزمن<br />

‏)غالبًا ما تشمل الصداع النصفي(‏ لدى بعض األشخاص.‏ أعطى<br />

الباحثون المشاركين في الدراسة،‏ والذين لم يجنوا ف ائدة من أي<br />

عالج آخر،‏ بخاخ أنفي يحتوي جرعة من األوكسيتوسين.‏ وكانت<br />

النتائج مذهلة:‏ %50 أف ادوا أن آالم الصداع انخفضت إلى<br />

النصف بعد أربع ساعات،‏ في حين أف اد %27 أنهم لم يشعروا<br />

بأي ألم بعد مرور أربع ساعات.‏ في النهاية،‏ كل ذلك التوتر<br />

والخوف والق لق الذي يسببه الحب،‏ يستحق العناء!‏ . هذا بالنسبة<br />

للجانب العصبية و الكيميائى الذى يؤثر بشكل كبير و فعال كما<br />

عرفنا <strong>فى</strong> الصفحات السابقة و هو أن الشعور بالحب يؤثر على


الجانب التحليلى و النقدى الذى يقوم بمراجعة األخطاء و الحيلولة<br />

دون تكرارها لهذا يبدو أمر إتخاذ القرار الصائب <strong>فى</strong> حالة الحب<br />

أمر صعب لكن ليس مستحيل أبدا , فيجب عليك التقرب إلى هللا<br />

سبحانه و تعالى و اإلكثار من اإلستغف ار و الدعاء لكى يهديك<br />

هللا إلى سبيل الرشاد , فق ال تعالى "<br />

ومن يضلل ف لن تجد له ولي اً‏ مرشداً"‏<br />

من يهد هللا فهو المهتد<br />

و ق ال تعالى أيضا " وَالَّذِينَ‏ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ‏ سُبُلَنَا وَإِنَّ‏<br />

هللاَ‏ لَمَعَ‏ المُحْسِ‏ نِينَ‏ " صدق هللا العظيم . و يظهر من تلك اآليات<br />

أن هللا سبحانه و تعالى هو الموفق و المستعان <strong>فى</strong> كل أمر و أنه<br />

من يستعين باهلل و يجتهد <strong>فى</strong> الوصول إالى الحقيقة و الطريق<br />

الصحيح<br />

يهديه هللا و يريه الحق . بعد اإلستعانة باهلل سبحانه و<br />

تعالى يمكن أن نستعين بأفراد عائلتنا أو أصدق ائنا الذين نثق<br />

فيهم فهم ال يوجد شئ يوثر عليهم و يمكن لهم بكل وضوح إعطاء<br />

( 1439 ه – 2018 م )


النصائح و رؤية ما ال نره نحن و عدم إتخاذ االمر بشكل فردى<br />

بحت ف ا لمشورة مطلوبة أيضا . و<br />

من المفيد أيضا طرح بعض<br />

األسئلة على النفس لكى نكون على أرض صلبة و متأكدين من<br />

كل خطوة , و من هذه األسئلة :<br />

هل أنت تحب شريكك حق اً‏ أم<br />

أنك معه بسبب عالقة ف اشلة مرت عليك أو بسبب مشاكل عائلية أم<br />

مادية؟<br />

هل طريقة تفكيرك وحياتك تنطبق على حياته أو أنه<br />

من بيئة جد مختلفة ستدفعك إلى تغيير نمط حياتك بشكل كبير؟<br />

هل تصالن إلى حل في التف اهم بعد مشكلة حصلت بينكما أم أن<br />

المشكلة<br />

تستمر لمدة طويلة وال تنطوي صفحتها بسهولة ؟<br />

( 1439 ه – 2018 م )


هل أنت على اتف اق مع عائلته وتشعر أن شريكك مستق ل بتفكيره<br />

وخياراته عنهم؟<br />

هل تشعر أن شريكك مقتنع بك بشكل واضح؟ وهذا يبرز من خالل<br />

تصرف اته معك وطريقة النظر إليك والتعامل معك بين العائلة<br />

. واألصدق اء<br />

هل أنت فخور به أم أنك تخجلين من الخروج معه في نزهة بين<br />

أصدق ائك؟<br />

اختبر نفسك…‏ هل انت جاهز لألرتباط ؟ خطوات اتخذها لتجاوز<br />

هذه المشكلةإذا كنتِ‏ أجبتِ‏ بشكل إيجابي على االسئلة التي<br />

طرحناها عليكِ‏ ، وأنت تعرف أن الشريك هو المناسب لكِ‏ لكن ما<br />

( 1439 ه – 2018 م )


زال لديك شعور بالحيرة أو الترد د،‏ اتبع الخطوات التالية لتجاوز<br />

المشكل ة :<br />

الخطوة األولى:‏ ال تتسرع في األرتباط بل امنح نفسك مهلة زمنية<br />

تمكنك من التعرف على شريكك وعائلته بشكل أكبر،‏ ويمكن من<br />

‏.خاللها االتف اق أو االختالف على أمور عدة<br />

الخطوة الثانية:‏ ابتعد ق ليالً‏ عن الجانب العاطفي في اتخاذ هذا<br />

القرار وغل ب عق لك على ق لبك.‏ فطبعاً‏ الحب عامل أساسي إال أن<br />

العق ل والمنطق سيجعالنك ترتاح نفسياً‏ لجهة مستقبلك وتحديد<br />

‏.خياراتك<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الخطوة الثالثة:‏ ال تتأثر بكل ما يق ال حولك عن عالق ات زوجية ف اشلة<br />

أم خيانات ف ليس كل العالق ات متشابهة.‏ بل قوم بتثقيف نفسك<br />

عاطفياً‏ وجسدياً‏ لتستعد لالرتباط دون خوف أو تردد<br />

. و بعد هذه<br />

المراجعة مع النفس يجب أن نكون تقدمنا بشكل كبير و أصبحت<br />

لدينا خبرة <strong>فى</strong> تحديدالعالقة التى نحن فيها أو مقبلين عليها .<br />

انتهى ...<br />

الفصل الرابع<br />

" األستقرار و التغلب على اإلنكسار "<br />

لعل حديثنا السابق و تحليالتنا كانت عن من هم مقبلين على<br />

الدخول <strong>فى</strong> عالقة و قد بينا ذلك و تعرضنا لألسباب الرئيسية <strong>فى</strong><br />

فشل العالق ات و التى تتفرع منها أسباب أخرى تكون نتيجة لألصل<br />

و هو الخداع و سوء الفهم , لكن ماذا عن من هم األن <strong>فى</strong><br />

( 1439 ه – 2018 م )


مشاكل و عالق اتهم مع شركائهم <strong>فى</strong> توتر دائم و عدم استقرار ,<br />

بالتأكيد سنتحدث عنهم <strong>فى</strong> هذا الفصل ليس فقط من هم <strong>فى</strong><br />

عالق ات بل أيضا من خرجوا من عالق ات ف اشلة و يحاولون التغلب<br />

على اإلنكسار و نسيان التجربة المريرة كل هذا سنتحدث عنه<br />

<strong>فى</strong> هذا الفصل الذى سيكون خاتما للجزء األول من كتابنا و نظر<br />

لطول هذا الفصل سنقسمه على جزئين الجزء االول نتحدث فيه عن<br />

كيفية التغلب على المشاكل الحالية و الجزء الثانى نتحدث فيه<br />

عن كيفية الصمود و التغلب على ألم الفراق و خوض تجربة<br />

ف اشلة.‏<br />

الفصل الرابع " الجزء األول "<br />

تظهر مشاكل عديدة<br />

نتيجة سوء األختيار أو أى من االسباب التى<br />

ذكرنها <strong>فى</strong> الفصول السابقة و هذه المشاكل غالبا ما تكون بين<br />

األزواج و هى المرحلة التى يكون اإلنفصال فيها صعبا ألعتبرات<br />

( 1439 ه – 2018 م )


كثيرة أهمها نظرة المجتبمع العقيمة للمطلقة و التى تكون غير<br />

جيدة للغاية أى نظرة المجتمعة و ما يترتب على ذلك من تعامل<br />

سئ و المعايرة و ما إلى ذلك من األمور المعروفة لدينا , أيضا<br />

ميل النفس البشرية إلى االستقرار و عدم الدخول <strong>فى</strong> منطقة الشك<br />

, الرغبة <strong>فى</strong> الحف اظ على األطف ال و تربيتهم ضمن نطاق أسرة<br />

تبدو متماسكة خارجيا و لكنها هشة للغاية داخليا , ضغط االهل<br />

<strong>فى</strong> إتجاه عدم اإلنفصال و الذى يكون له عدة أسباب أهمها عدم<br />

الرغبة <strong>فى</strong> إعادة تحمل مسؤلية اإلبن او اإلبنة التى تزوجت الخوف<br />

من معايرة الناس لهم و األسباب أخرى ترجع إلى كل عائلة و<br />

الظروف التى تمر بها . و لما كان الدافع إلى الزواج <strong>فى</strong><br />

مجتمعتنا العربية هو الرغبة <strong>فى</strong> وضع حمل عن كاهل األسرة و<br />

مف اخرة أمام الناس أنهم قد أنجزوا مهمتهم بنجاح أو حتى بسبب<br />

الضائقة المادية <strong>فى</strong> بعض األحيان , كانت حاالت الزواج <strong>فى</strong><br />

أغلبيتها هى للمجتمع و ليست رغبة أحد الطرفين <strong>فى</strong> الزواج و<br />

( 1439 ه – 2018 م )


لهذا أنتشر ما يسمى بجواز الصالونات الطريقة التى يتزوج من<br />

خاللها الناس <strong>فى</strong> أغلبيتها و ليس كلها , يتزوجون من أجل أن ال<br />

يصبحوا عزاب هذه الطريقة التى تبدوا أخف وطئة من تلك<br />

المتبعة <strong>فى</strong> القرى و المناطق الريفية و التى <strong>فى</strong> بعض األحيان ال<br />

يستشار أحد الطرفين فيها و يكون األمر باإلجبار , تخيل عزيزى<br />

الق ارئ اإلجبار على الزواج فكيف بربك ييستمر هذا الزواج دون<br />

أى مشاكل و التى تصل <strong>فى</strong> اشدها إلى الخيانات , كبف بربك<br />

يتم تنشأة األطف ال <strong>فى</strong> هذا الجو المتوتر . و هذا قمة الغباء و ال<br />

حول و ال قوة إال باهلل . و لكى نتغلب على تلك المشاكل يجب أن<br />

نعلم أنه أوال و آخرا هذا يمكن أن يكون إبتالء من هللا عز و جل و<br />

يجب علينا الصبر و الدعاء و التركيز على المهمة األكبر و هى<br />

تربية األطف ال ف ليس لهم ذنب <strong>فى</strong> هذا كله و لعل هللا يهدى<br />

أحدهم فيعوضك عن كل ما عنيته <strong>فى</strong> حياتك و لعل بصبرك هذا<br />

يصلح هللا لك زوجك ,<br />

ولكى نعرف ابرز أسباب المشاكل األسرية<br />

( 1439 ه – 2018 م )


و التى تكون بسبب : التغير االجتماعي:‏ يحدث العديد من<br />

التغيرات االجتماعية في المحيط الخارجي لألسرة وتتأثر به ‏،بحيث<br />

يتبنى األبناء قيماً‏ وأفكار متحررة جديدة غيرتلك القيم والعادات<br />

تق ليدية التي يتبنها االباء مما يؤدي إلى حدوث الفجوة والصراع<br />

بين األبناء واألباء.‏<br />

الجهل بخصائص نمو مراحل العمر المختلفة:‏ حيثُ‏ أنَّ‏ لكل مرحلة<br />

عمرية خصائصها ومتطلبات التعامل معها،‏ فعدم الوعي بهذه<br />

الخصائص وكيفة التعامل بكل مرحلة سيؤدي لحدوث المشكالت<br />

وسينعكس على سلوك أفراد األسرة.‏<br />

التباين الفكري والعاطفي:‏ حيثُ‏ أن التغي ر في مشاعر الزوجين<br />

بعد الزواج من حب وسعادة،‏ واختالف الخلفية الفكرية والثق افية<br />

لدى الزوجين يؤدي إلى حدوث خالف حول طرق تربية األبناء<br />

واتخاذ القرار ومعاملة اآلخرين.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الضغوطات االقتصادية:‏ يُعدُّ‏ نقص الموارد الماد ي ة لألسرة عائق اً‏<br />

في تحقيق تماسكها وتلبية احتياجاتها المختلفة،‏ وأيضاً‏ ف إنَّ‏ وجود<br />

الموارد الماد ي ة العالية وعدم التخطيط المتوازن لها ينتج عنه<br />

خالف ومشاكل أسرية.‏<br />

خروج المرأة للعمل:‏ يختلف تأثير عمل المرأة من أسرة ألخرى حيث<br />

يمكن أن يؤدي الى حدوث صراع في األدوار واختالف في<br />

سيادة األسرة وتنسيق المسؤوليات واألولويات واألمور<br />

المادية.وصراع في تحقيق توازن بين متطلبات العمل واألبناء<br />

والزوج وبين تحقيق ذاتها.‏<br />

ثأثير األق ارب والرُّفق اء:‏ ف إن التأثير السَّلبي لألفراد من البيئة<br />

الداخلي ة يُسبب المشاكل،‏ سواء من خالل تدخلهم بشؤون أفراد<br />

‏.األسرة أو من خالل التحريض<br />

( 1439 ه – 2018 م )


و أما عن األساليب المتبعة <strong>فى</strong> هذه المواقف فيجب أن تكون<br />

كالتالى : يجب أن يدرك أفراد األسرة أن هناك ق ائداً‏ ورب اً‏<br />

لهذه األسرة يتمث ل في األب والز وج،‏ وإن صمام األمان لألسرة هو<br />

الق ائد الذي ينبغي للجميع إدراك دوره،‏ حت ى يستطيع حسم<br />

الخالف ات التي يمكن أن تظهر بين أفراد األسرة.‏ أن يلجأ أفراد<br />

األسرة إلى الحوار الناجح واالستماع والمهارات اإلنساني ة التي<br />

تمك ن كل طرفٍ‏ من أن يستمع إلى اآلخر ويتحاور معه،‏ من أجل<br />

حل الخالف ات والمشكالت التي يمكن أن تحدث،‏ بل ومنع تف اقم<br />

تلك الخالف ات وتحو لها إلى صراعٍ‏ وتصادم،‏ كما أن الحوار وسيلة<br />

ناجعة تمك ن من فهم كل طرفٍ‏ لآلخر،‏ فيسد بذلك كل طريق<br />

إلساءة الفهم وسوء الظ ن .<br />

أال يلجأ أفراد األسرة إلى العنف والش د ة،‏ بل يتحل ى كل فردٍ‏ من<br />

أفراد األسرة بخلق الر فق والل ين في تعامالته كل ها،‏ فكما ق ال<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الن بي عليه الصالة والس الم:"‏ إنَّ‏ الرِ‏ فقَ‏ ال يكونُ‏ في شيءٍ‏ إالَّ‏ زانه .<br />

وال يُنزعُ‏ من شيءٍ‏ إالَّ‏ شانه "<br />

أن يبتعد أفراد األسرة عن الغضب،‏ ف الغضب ال يأتي بخير،‏ وإن ما<br />

هو أصل الش رور كل ها،‏ واللجوء إلى ضبط األعصاب.‏<br />

أن تضع األسرة أسسًاً‏ ومعايير لحل خالف اتهم،‏ تُبنى على المنطق<br />

والحج ة والبرهان،‏ بعيداً‏ عن تحكيم الهوى واآلراء الش خصي ة،‏<br />

ف اإلنسان مهما تمت ع به من حصافة ورجاحة عق ل ف إن ه يفتقر إلى<br />

الحكمة باستمرار،‏ وقد تأخذه األهواء في لحظةٍ‏ من اللحظات يميناً‏<br />

أو شماالً،‏ بعيدًا عن جاد ة الصواب.‏<br />

أن تتفق األسرة على صيغة إدارية للبيت توضح فيها واجبات<br />

األفراد ومسؤولياتهم أن يعي الزَّوجان طبيعة العالقة بينهما وتقبل<br />

بعضهم البعض .<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أيضا من األساليب التى يجب إتباعها للحصول على أسرة اكثر<br />

إستقرار هى :<br />

الحديث بوضوح من األخطاء التي يقع بها أغلب األزواج عند<br />

حدوث المشاكل فيما بينهم هو عدم تحدثهم بشكل واضح حول<br />

المشكلة،‏ فيلتزم كل منهم الصمت منتظرين قراءة أفكار بعضهما،‏<br />

األمر الذي يؤدي إلى تف اقم األمور وتعقيدها،‏ ف ليس هناك من<br />

يقدر على قراءة األفكار،‏ فعدم الصراحة بالتحدث ال يحل<br />

المشاكل،‏ بل على العكس من ذلك يزيد من حدتها،‏ لذلك يجب<br />

البدء بالتحدث بوضوح كي يعرف كل طرف خطأه،‏ ويتجنب<br />

وقوعه مُجدداً.‏<br />

عدم الخصام : لفترة طويلة يُفضل عند حدوث المشاكل بين<br />

الزوجين أخذ كل منهما فترة هدوء،‏ يتجنب خاللها كل منهم اآلخر<br />

كي يفكر،‏ ويو ازن األمور دون تعرض للضغط،‏ ولكن ال يعني<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ذلك اإلطالة في هذه الفترة،‏ ألن ذلك يُسبب ضرراً‏ لكال الزوجين،‏<br />

وتعقيداً‏ للمسألة.‏<br />

تقديم االعتذار : يُعد ذلك من الخطوات المهمة لحل المشاكل،‏<br />

فقبول الطرف اآلخر لالعتذار يُنهي النزاعات الزوجية،‏ أما إن لم<br />

يقبل العذر ف إن الحياة الزوجية ستصبح عبارة عن سلسلة متكررة<br />

من المشاكل التي ال تنتهي.‏<br />

تقديم التنازالت : هناك بعض المشاكل الزوجية التي ال يكون<br />

فيها أحد مخطئ من الزوجين،‏ ولكن العناد،‏ وعدم تنازل أي<br />

طرف لآلخر يؤدي إلى تكبير المشكلة األمر الذي قد يُهدد<br />

الزواج واالستقرار.‏<br />

ضبط النفس : يجب على كال الزوجين ضبط النفس،‏ والتحكم<br />

باالنفعاالت أثناء حدوث نق اش حول أمر ما،‏ ف العصبية تؤدي إلى<br />

حدوث تف اقم في المشكلة،‏ وإلى عدم التوصل إلى حلول بشأنها.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


العق النية في التفكير يُعتبر التفكير بعق النية ومرونة من أسس<br />

حل المشكالت األسرية،‏ فيجب عدم العناد،‏ واإلصرار على الرأي<br />

دون السماح للطرف اآلخر بالتعبير،‏ وتوضيح ما يجول بخاطره،‏<br />

حيث إن التصلب في الرأي ال يصل إلى حلول مناسبة،‏ بل يُشكل<br />

تراكمات،‏ وحواجز بين الزوجين.‏<br />

الترويح عن النفس : عند الشعور بأن المشكالت الزوجية وصلت<br />

إلى مرحلة خطيرة،‏ فيجب ترك األمور كما هي،‏ وعدم نق اشها،‏<br />

والخروج في نزهة،‏ أو سفر من أجل الترويح عن النفس،‏ وتهدئة<br />

األعصاب،‏ وإن عجز الزوجان عن حل المشاكل بعد ذلك يُنصح<br />

باللجوء إلى أحد األق ارب للتدخل،‏ أو إلى المختصين في مجال<br />

اإلرشاد النفسي إليجاد الحلول،‏ ولمساعدتهم في التخلص من<br />

الضغوطات التي يعانيان منها .<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الفصل الرابع " الجزء الثانى "<br />

نستكمل <strong>فى</strong> هذا الجزء االخير من الفصل الرابع تحليلنا للمشكلة<br />

التى يعينها المرتبطين بعد الفراق و ما تحمله هذه الفترة من<br />

( 1439 ه – 2018 م )


طغط نفسى و عصبى ناتج عن الحزن و الذى يتطور ليتحول إلى<br />

إكتئاب و الذى ينتهى <strong>فى</strong> أسواء الحاالت إلى اإلنتحار . و لما<br />

كانت المشكلة الرئيسية <strong>فى</strong> الفراق تتنوع و كثيرة كان من<br />

الواجب تفسيرها و تفصيلها على النحو اآلتى باإلجابة على األسئلة<br />

اآلتية : كيف يحدث فراق الحبيب ، ولماذا،‏ وهل هو امر حتمي؟<br />

ف العاطفة مصيرها اما اللق اء او الفراق : ماهي اذاً‏ االسباب التي<br />

تؤدي الى فراق الحبيبين ، وكيف نفترق ؟<br />

الحديث في هذا موضوع فراق الحبيبين له شجون،‏ ولكنه وفي<br />

ذات الوقت يثير الكثير من االحزان،‏ فتعابير الوجوه تصبح غائرة<br />

عند<br />

فراق الحبيب ، وتعجز االفواه عن النطق والكالم،‏ فؤاد<br />

الحبيب يكسر،‏ وهذا الكسر ال يجبره اال الزمن،‏ و البعض قد يطول<br />

به الزمن حتى يشتعل راسه الشيب،‏ ويسألون لماذ يبكي الق لب و<br />

تتساقط الدموع،‏ وفي الزاوية االخرى بعض العيون تضحك،‏ وبعض<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الشف اه تتهامس،‏ فكلها ادوات لباب الحزن.‏ تمتلىء القصص<br />

والروايات العالمية بإحداث عن هذا االمر اي عن فراق الحبيب ،<br />

وكم منها اصبح يعد من اشهر القصص العالمية،‏ ولعل اكثر<br />

المالحم الروائية في خاطري عندما نتحدث عن فراق الحبيبين ،<br />

رائعة غابرييل غارسيا ماركيز ( الحب في زمن الكوليرا(،‏ ويالهما<br />

من حبيبين افترق ا في الشباب،‏ وتالقيا في هرم العمر ، وللقصة<br />

وجهان،‏ االول الحسن،‏ وهو ان يلتقي الحبيبين بعد عذاب<br />

السنين،‏ وتمام هذا الحب الكبير،‏ وتمت تلك القصة البهية،‏<br />

والوجه القبيح لها،‏ لماذا هذا الفراق،‏ وكيف اضاعا السنين<br />

والسنين دون لق اء،‏ وهل هناك اجمل من ايدي الحبيبين عندما<br />

يتالقيا،‏ يا حسرة على تلك السنوات.‏ ونعود لتساؤالت في خاطر<br />

كل منا،‏ كيف يحدث الفراق بين الحبيبين ، ولماذا،‏ وهل هو أمر<br />

حتمي،‏ ولنكون أكثر صراحة،‏ ففي العادة ف إن نسبة كبير من<br />

العالق ات العاطفية تنتهي بالفراق،‏ ولن نقول الفشل،‏ ف الفشل له<br />

( 1439 ه – 2018 م )


معنى ينعكس على عالق ات اخر،‏ اما العاطفة فمصيرها اما اللق اء او<br />

الفراق،‏ ف لنبحث في هذا الجزء عن االسباب التي تؤدي إلى<br />

الفراق،‏ وكيف نفترق :<br />

أسباب الفراق بين الحبيبن :<br />

الخيانة : في األساس يجب وضع هذا العنصر المهم في نهاية<br />

الق ائمة،‏ فهو نتيجة لكل هذه العناصر اوأحداها،‏ ولكن تمت<br />

ترقيته ليصبح األول ألنه االكثر تأجيجا لنار الفرقة،‏ واالكثر قسوة<br />

ودمارا.‏ وتنتج الخيانة لكل ما يرد الحق ا،‏ ولكن هو عبارة عن عدم<br />

االكتف اء العاطفي و الشبق الجنسي عند احد الطرفين من خالل<br />

عالقته مع الطرف االخر،‏ فيبث عنها لدى االخرين،‏ وقد يكون<br />

السبب في الخيانة هو الغرور في بعض االحيان،‏ فهي الرغبة عند<br />

احد االطراف بأن يشعر بأنه وسيم او جميل جدا،‏ وان الغير ما زال<br />

يرغب به،‏ وقد يكون فقط ناتج عن نقص الثقة في النفس،‏ عندما<br />

( 1439 ه – 2018 م )


يظن انه ليس اهال لشريكه،‏ كل هذه العوامل وغيرها التبرر الفعل،‏<br />

فمن االفضل ان يتخذ اجراءات اخرى سنقوم بذكرها الحق ا على<br />

ان يقوم بمثل هذا الفعل القبيح.‏<br />

الروتين : الروتين يستطيع ان يكسر الصخر،‏ فما بالكم بالعالقة،‏ اال<br />

تالحظون ان نقطة الماء البسيطة التي تسقط بإنتظام على احد<br />

الصخور ستنتج شرخا في هذه الصخرة المحالة،‏ وكذلك الروتين،‏<br />

ف إن يداوم الطرفين على ذات الفعل دوما و بصفة مملة سيعمل<br />

على ان يقوم احد االطراف بالبحث عن مصادر اخرى للمتعة و<br />

السعادة،‏ لنتخيل ان دوما الحبيب يقدم الى حبيبه ذات الهدية<br />

في كل مناسبة،‏ او يدعوه لذا ت المطعم،‏ انه ملل،‏ اليس كذلك؟<br />

البرود في العالقة : وهو ناتج اخر للروتين،‏ فتكرار الفعل ذاته و<br />

بإنتظام سينتج عنه فقدان الشوق،‏ والرغبة،‏ والهوس،‏ ولنعود الى<br />

مثال الهدية،‏ اذا كنت تعرف نوع الهدية التي ستتلق اها،‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


فكيف تتشوق لها،‏ ان كنت تعرف الى اي مطعم ستذهب،‏<br />

فكيف تتجوع الى هذا اللق اء،‏ فهو ذات الطعم القديم،‏ الكل فينا<br />

وبال شك يرغب بطعم ونكهة جديدة في كل وقت،‏ اال ترغب<br />

بذلك ايضا؟<br />

االهمال : اترك وعاءا على رف لمدة اسبوع وسترى النتيجة البشعة<br />

لهذا االهمال،‏ كم الغبار،‏ ونوع الغبار،‏ وهذا ما يحدث ايضا الى<br />

العالقة،‏ ان لم يتذكر الحبيب حبيبيه،‏ ان لم يشاركه مناسباته<br />

وايامه،‏ ان لم يأخذه الى كل جديد،‏ في النهاية سينال االهمال من<br />

الحبيبين ال محالة،‏ و ستعلو على هذه العالقة الغبار،‏ وطبقة<br />

سميكة من الجف اء.‏<br />

الغيرة : قد اكون رقم مليون من يتحدث عن اثر الغيرة على<br />

العالقة،‏ فهذه الصفة الوجه<br />

القبيح لوجه العملة االخر والحسن وهو<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الثقة،‏ وشتان ما بينهما،‏ فكم حدث الفراق بين الحبيبين كنتيجة<br />

حتمية<br />

لتف اقم ازمة الغيرة بين الطرفين.‏<br />

ابعاد اجتماعية ومادية : وهي اسباب في غالبيتها خارجة عن<br />

ارادة الطرفين،‏ فقد يكون التف اوت االجتماعي،‏ او عدم رغبة<br />

االهل،‏ او حتى السفر واالنتق ال الى بلد اخر للسكن،‏ وفي احيان<br />

كثيرة يكون للفوارق الطبقية<br />

بين الحبيبين اثر في حدوث<br />

الفراق .<br />

صيانة الحب : العالقة بين الحبيبين كأي نوع من انواع العالق ات،‏<br />

او حتى االشياء ، واالالت،‏ تحتاج الى الصيانة حتى تستمر،‏ فهناك<br />

الحاجة الى معرفة المشكلة وعالجها،‏ وقد ال تنجح دوما ولكنها على<br />

االق ل تعد محاولة.‏<br />

– النق اش : ليس هناك كالنق اش واالنفتاح لعالج المشاكل بين<br />

1<br />

الحبيبين،‏ فهي تساعد على انشاء الثقة،‏ والصراحة،‏ ومعرفة اسباب<br />

( 1439 ه – 2018 م )


انهيار العالقة،‏ ولنكن اكثر دقة،‏ فقد تنشأ<br />

احد اسباب انهيار<br />

العالقة دون احساس احد الطرفين بها،‏ فهو قد يظن ان العالقة<br />

على افضل ما يمكن،‏ ولكن فعليا هناك انهيار فيها،وقد يكون<br />

انهماكه في العمل او بعض المشاكل هو ما يؤثر عليه،‏ ف إذا لم<br />

يقم الطرف االخر بتنبيهه قد يتف اقم هذا الفعل ويكبر الشق اق.‏<br />

– الصراحة : وفي العادة ف إن النق اش ال يؤتي ثماره ان لم<br />

2<br />

–<br />

يكن نق اشا صريحا،‏ يخرج كل طرف منهما ما في صدره من هموم<br />

ونق اط ويضعها اما حبيبه،‏ و يذكر له ما يحب ويكره في عالقتهما،‏<br />

وعليه ان يوضح لماذا هو يشعر باالحباط من هذا الفعل او ذاك،‏<br />

وكما ذكرنا سابق ا ف أساس النق اش هو التعبير بحرية وصراحة حتى<br />

يمكن حل المشكلة،‏ والتعاطي معها بصورة ناجعة.‏ اقرأ ايضاً‏ :<br />

كيف ومتى تتجنب الصراحة مع شريكك حف اظا على العالقة ؟ 3<br />

التجديد : في الفقرة السابقة وبخصوص االسباب التي تؤدي<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الى الفراق بين الحبيبين،‏ اشرنا الى الروتين،‏ وفعليا لكي يصبح<br />

الحب نشطا،‏ وفعاال،‏ البد من التجديد في االمور،‏ والتعامل معها<br />

بشكل خالق وابداعي،‏ فعلى من يرغب ان يقضي وقتا ممتعا مع<br />

حبيبه ان يبتكر شيئا جديدا لم يقم به شخصيا من قبل،‏ او احد<br />

ممن يعرفه،‏ او حتى اي احد،‏ عليه ان يقدم الهدية المثالية،‏<br />

ولكنها فريدة،‏ وعليه ان يجعل الدعوة كرحلة فيها العديد من<br />

المحطات،‏ وليست فقط طاولة الطعام،‏ ابتكروا،‏ ف العالقة اثمن من<br />

الكسل.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

– 4 الثقة :<br />

وهنا الحديث عن الوجه االخر للغيرة،‏ وهذا هو الوجه<br />

الحسن،‏ والجميل،‏ فعلى الحبيبين بناء الك الثقة،‏ وتنميتها،‏ ال<br />

هدمها بالغيرة،‏ ومنافع الثقة كبيرة على العالقة العاطفية،‏ وهي<br />

تجعلها متينة ورشيقة ومرنة<br />

.<br />

و أما عن آالم ما بعد الفراق فكما أشارنا ف إنها قوية و التغلب<br />

عليها ليس باألمر السهل و لكنها ايضا ليس مستحيل فيجب أن<br />

اإلنسان أن ما مر به من فراق ما هو إال قدر محتوم أو خسارة قريبة


لشخص سئ , فما كان الحزن على الحبيب يفسد حياة إنسان عاق ل<br />

و ال يستحوذ على فكرة و باله و يشغله عن حياته الخاصة فكلنا<br />

نعلم أننا ميتون فهل الحزن مانع الموت و هل الدموع تحول دون<br />

القدر ف ال و هللا ال يأخذ اإلنسان إال ما كتب له و ال يجب علينا ان<br />

نحب بشدة حتى ال نتأثر بشدة فما الحياة الدنيا إال حياة ف انية و ما<br />

نعبد إال هللا وحده و أما أحبائنا <strong>فى</strong> الدنيا نحبهم و نكون اوفياء<br />

لهم ف إذا إفترقنا حزننا و لكن بلمعروف و دون تطرف أى ال<br />

إفراط و ال تفريط . و لكى نتغلب على مشاعر األلم هذه يمكن أن<br />

نتب بعض الخطوات التى ال تأتى إال بعد اإلستعانة باهلل و أن<br />

تكون مستعد و تريد من داخل نفسك ان تتخلص من هذا<br />

الشعور أن يكون لك إرادة فما تغنى عنك الصفحات و ال<br />

الكلمات و أنت ال تريد . و نتحدث هنا عن بعض المشاعر التى<br />

تنتاب األشخاص بعد الفراق<br />

,<br />

يكون إنهاء العالقة العاطفية مؤلما<br />

جدا في بعض االحيان و ال توجد طريقة معينة أو روتين إلنهاء<br />

العالق ات أو توديع االحباب بحيث تنتهي ذكراهم بمجرد<br />

الوداع و يكون الغالبية غير مؤهبين لمجموعة المشاعر التي<br />

تنتابهم عند انهاء العالقة و اشيع هذه المشاعر هي:‏<br />

-1<br />

االنكار:‏ و انت ال تزال تعانى من هذا االحساس حيث أنك ال<br />

تزال تنكرى انتهاء العالقة مع رفيقك السابق مع أنها انتهت<br />

بالفعل.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


-2<br />

الغضب:‏ حيث أن االنسان يغضب من الطرف اآلخر ألنه سبب<br />

كل هذا االلم و دفعه الى الغاء كل المخططات التي بنى عليها<br />

حياته.‏<br />

-3<br />

الخوف:‏ بسبب االرتف اع الكبير في التف اعل العاطفي<br />

emotional reaction<br />

عند الفراق يحس الطرف االضعف<br />

بالخوف من هذه المشاعر التى لم يألفها و يبدأ الخوف من أن<br />

احدا لن يحبه ثانية أو أنه لن يحب مجددا.‏ و أنت تعانى من<br />

هذا الخوف ايضا و بشكل كبير.‏<br />

-4<br />

لوم النفس:‏ يميل الشخص الى لوم نفسه في انتهاء العالقة و<br />

يبقى عالق ا في دائرة الذنب معيدا تف اصيل العالقة مجددا مرارا<br />

و تكرارا في عق له محاوال ايجاد موقع الخطأ لكي يصلحه و يعود<br />

” الى العالقة<br />

-5<br />

بالذنب<br />

-6<br />

المثالية”‏ التي كان فيها!‏<br />

الشعور بالذنب:‏ يشعر الطرف الذي قرر انهاء العالقة<br />

أحيانا<br />

ألنه كان السبب في معاناة الطرف اآلخر.‏<br />

الضياع:‏ يفقد المرء االحساس بمعنى الحياة و بااليمان<br />

بالمستقبل و بأن ال حياة بعد هذه العالقة.‏<br />

-7<br />

األمل:‏ و أنت ال تزالى متعلقة باألمل<br />

االستخدام هنا<br />

"<br />

"<br />

الزائف إن صح<br />

الذي يقودك الى االيمان بأنحبيبك<br />

من امرأة اخرى و يعيش حياته بمعزل تام عنك<br />

ما.‏<br />

" المتزوج<br />

"<br />

سيعود اليك يوما<br />

( 1439 ه – 2018 م )


-8<br />

الراحة : و يصل المرء الى هذه المرحلة بعد أن يمر بكافة<br />

المراحل السابقة أو ببعض منها,‏ و هنا يشعر المرء بأن كل العذاب<br />

قد انتهى و بأن الحياة تبتسم من جديد و بأن تلك العالقة لم<br />

تكن لتحيا في كل االحوال و أنت اآلن بحاجة الى ان تتجاوز كل<br />

المراحل السابقة و تتغلب عليها لكي تصل الى مرحلة الراحة و<br />

تتابع حياتك.‏<br />

و الحل لك هو بأن تعمل على مساعدة نفسك على الوصول الى<br />

مرحلة الراحة و التغلب على حزن فراق الحبيب عبر اتباعالتالي:‏<br />

-1<br />

اعلم بأن كل االحاسيس التي تمرين و مررت بها هي طبيعية<br />

و تحدث لالنسان و بأن عليك اآلن أن تتجاوزها ألنها جميعا تملك<br />

نهاية!‏<br />

-2<br />

تواصل مع عائلتك و اصدق ائك فهم االشخاص الذين يحبونك<br />

و سيحبونك دائما و اطلب دعمهم و ارشدهم الى الطريقة التي<br />

يستطيعون دعمك بها.‏<br />

-3<br />

اعلم بأن االحساس بالذنب و لوم النفس و التمنى بأنك فعلت<br />

شيئا آخر بطريقة اخرى هي من الوسائل الدف اعية النفسية التي<br />

عليك التخلص منها ف أنت مهما لمت نفسك و حزنت لن تستطيع<br />

تغيير نهاية عالقة محتمة ألنك لن تستطيعيالتحكم بسلوك الطرف<br />

اآلخر و رغباته مهما حاولت و هذا األمر ليس ذنبك أنت.‏<br />

-4<br />

أعيد اكتشاف نفسك,‏ من أنت؟ ماذا تحب و ماذا تعمل في<br />

( 1439 ه – 2018 م )


حياتك و كيف تستطيع التفوق فيها,‏ أعيد ترتيب أولويات حياتك<br />

ووسع من نطاق اهتماماتك " كمشاهدة االف الم,‏ لعب الرياضة,‏<br />

الخياطة,‏ الرسم,‏ العناية بالحدائق ….. الخ<br />

"<br />

-5<br />

اقض بعض الوقت في التركيز على اشخاص آخرين غيرك<br />

أنت كالعناية بالكبار في السن,‏ القيام ببعض االعمال الخيرية<br />

لأليتام , القيام باالعمال التي تزيد من قيمة نفسك عندك أنت!‏<br />

-6<br />

اعيد ثقتك بمغزى الحياة و هنا تنفع الصالة و قراءة الكتب<br />

الدينية.‏ و حاولي تغذية نفسك روحيا.‏<br />

-7<br />

اطلب مساعدة احترافية من طبيب \ طبيبة نفسية معروفين<br />

بحسن السيرة في حال أحسست بأنك علقت في نمط محدد من<br />

المشاعر السلبية المذكورة في االعلى و فشلت كافة محاوالتك<br />

في كسرها و الخروج منها.‏<br />

نرجو ان ال تتخذ قرارات مبنية على المشاعر فقط و أن ‏,أخيراً‏<br />

تطلبي النصح و العون من أهلك و عائلتك و األخذ بنصيحتهم قبل<br />

اتخاذ أي قرار حاسم في حياتك<br />

. انتهى ....<br />

و <strong>فى</strong> نهاية الجزء األول وجب التنبيه على أن الحب ما هو إال دافع<br />

لحب الحياة و دافع لألستمرار و التغلب على الضغوط التى تمر<br />

باإلنسان طول فترة حياته فهو أشبه بمسكن اآلالم الذى إن زاد<br />

عن حده تحول إلى إدمان و شر ال يحمد تبعاته و يتحول من حب<br />

( 1439 ه – 2018 م )


نقى<br />

مرجو إلى وسيلة شهوانية قذرة أو منافسة غبية عفنة و لكى<br />

يتجنب اإلنسان ذلك يجب ان يتحلى باإلحترافية فيفصل بين حياته<br />

و واجباته و الحب الذى يكون <strong>فى</strong> غالب األحيان سبب لفشل<br />

اإلنسان و ضياع دينه و دنياه كما حدث <strong>فى</strong> األندلس من زيادة<br />

<strong>فى</strong> حب الحياة للتخفيف من ضغوط الحياة<br />

و للتنافس ف أنتشرت<br />

األغانى و الموسيقية و المراقص و نذكر بعض أحوال أهل<br />

األندلس بعد ما بدلوا ف اذلهم هللا كما يحدث اليوم و تأثرهم<br />

بالحضارات اآلخرى و تق ليدها كما ذكرنا سابق ا و كيف يتحول<br />

الحب من نعمة إلى نقمة . فكان من حال أهل االندلس و حكامها :<br />

التشبه<br />

1- بالعدو وتق ليده:‏<br />

حينما دخل المسلمون بالد األندلس كانت لهم شخصيتهم<br />

اإلسالمية المستق لة،‏ التي تميزوا بها عن غيرهم من الشعوب<br />

واألمم،‏ وقد ظلوا خالل القرون الثالثة األولى للوجود اإلسالمي<br />

هناك محافظين على تلك الشخصية التي تأصلت فيها األخالق<br />

والقيم النبيلة،‏ ولكنحينما اعترى وجودهم الضعف،‏ وعصفت بهم<br />

الفتن،‏ وخف الوازع الديني عند بعضهم بدأوا بالتخلي عن بعض<br />

تلك األخالق والتأثر بأخالق وعادات غريبة عليهم وعلى مجتمعهم،‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


األمر الذي جعل شخصيتهم اإلسالمية تأخذ باالضمحالل ويسري فيها<br />

الضعف.‏<br />

وقد أدرك هذا األمر ابن خلدون حيث ق ال:‏<br />

تجاور<br />

واالقتداء<br />

الجاللقة<br />

والكثير<br />

والمصانع<br />

أخرى<br />

حظ<br />

ف إنك<br />

من<br />

ولها<br />

كبير<br />

الغلب<br />

تجدهم<br />

عوائدهم<br />

والبيوت،‏<br />

كما<br />

حتى<br />

عليها<br />

في هو<br />

يتشبهون<br />

فيسري<br />

األندلس<br />

بهم<br />

وأحوالهم حتى<br />

يستشعر لقد<br />

رسم<br />

الحكمة أنه من عالمات االستيالء واألمر هلل<br />

كما<br />

بالنصارى<br />

بعض<br />

ذكر<br />

في<br />

مسلمي<br />

ابن<br />

زيهم<br />

ومناسباتهم الدينية<br />

الخطيب<br />

وأسلحتهم<br />

األندلس<br />

جند أن<br />

إليهم<br />

في<br />

من<br />

"<br />

،<br />

.<br />

-<br />

من أخرى فئة وهناك<br />

ق لد<br />

المسلمين<br />

مسلمي<br />

لهذا<br />

‏"..إذا كانت أمة<br />

هذا من<br />

العهد<br />

مالبسهم<br />

التماثيل<br />

ذلك<br />

في<br />

الناظر<br />

األندلس<br />

التشبه<br />

أمم مع<br />

وشاراتهم<br />

الجدران<br />

بعين<br />

تشبهوا<br />

ولم يقتصر األمر على هذا،‏ بل إن<br />

النصارى<br />

كانت<br />

في<br />

تحضر<br />

االحتف ال<br />

مجالس<br />

بأعيادهم<br />

النصارى<br />

وتشاركهم أفراحهم،‏ ومن هؤالء منذر بن يحيى - صاحب سرقسطة<br />

بالنصارى التشبه في بالغ فقد<br />

ومواالتهم<br />

عقود المصاهرة التي كانت تتم بين أبنائهم<br />

عبد بن يحيى الدولة حسام أن كما<br />

.<br />

الملك<br />

حيث<br />

-<br />

كان<br />

صاحب<br />

يحضر<br />

مدينة<br />

شنتمرية - كان يق لد النصارى في اقتناء القرودحيث أهدى إليه<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ضبع<br />

ألفونسو<br />

قشتالة ملك السادس<br />

قرداً‏ كان<br />

ملوك على به يفتخر<br />

األندلس .<br />

"<br />

ذل أن القوم أولئك عند وتق ليده بالعدو التشبه أدى وقد<br />

الرئيس<br />

والمرؤوس<br />

وافتقرت الرعية<br />

وفسدت أحوال الجميع<br />

بالكلية<br />

.<br />

وزالت من النفوس األنفة اإلسالمية "<br />

في المسلمون به مني الذي االنهزام هذا أن فيه شك ال ومما<br />

ذلك<br />

الوقت حينما<br />

الحاجز كسر عنه تمخض قد بالنصارى تأثروا<br />

النفسي<br />

الذي كان<br />

موجوداً‏ عند<br />

النصراني العدو إزاء المسلمين<br />

الذي جعل األمر<br />

بهم التأسي أو مخالطتهم<br />

أمراً‏ مألوف اً‏ عند<br />

المسلمين<br />

غير وهم الجهاد ميادين إلى خرجوا ولهذا هناك،‏<br />

الجد ابن لنا الشاعر ترك وقد لحربه،‏ مستعدين وال بالعدو آبهين<br />

وصف اً‏ ألهل بلنسية وهم خارجون<br />

مبالين بالعدو وال آخذين بالعدة<br />

لمالق اة العدو النصراني<br />

حيث ق ال:‏ لبسوا الحديد<br />

غير<br />

إلى<br />

الوغى ولبستم *** حلل الحرير عليكم ألواناً‏<br />

ما كان أقبحهم وأحسنكم بها لو لم يكن<br />

ما كانا ببطرنة<br />

***<br />

عن تخلوا حينما النصارى عند المسلمين مهابة زالت هكذا<br />

وقيمهم أصالتهم<br />

اإلسالمية حيث<br />

أصبحوا حقيرين<br />

العدو عين في<br />

-<br />

الفونسو األمر هذا بين وقد بهم،‏ يهتم أن من وأق ل<br />

السادس<br />

ملك<br />

قشتالة - حيث<br />

ق ال<br />

لرسول المعتمد<br />

.. قدم إليه:"‏ لما عباد بن<br />

( 1439 ه – 2018 م )


كيف أترك قوماً‏ مجانين تسمى كل واحد منهم باسم خلف ائهم<br />

وملوكهم وكل واحد منهم ال يسل في الذب عن نفسه سيف اً..‏<br />

بين يدعها وأن أحد رعيته على منهم يقر أن لبشر يحل وكيف<br />

.<br />

أيديهم سدى "<br />

2- الخالعة والمجون:‏<br />

عصر في األندلس مسلمي عند الخلقي الضعف مظاهر من كان<br />

ملوك الطوائف انتشار كثير<br />

من األوجاع الخلقية<br />

بينهم،‏ كالمجون<br />

والخالعة<br />

وشرب الخمر<br />

واالستغراق<br />

في الملذات الجسدية واإلكثار<br />

بين مشتركاً‏ ق اسماً‏ األمر هذا كان حيث والنساء الجواري من<br />

كثير من .<br />

ملوك الطوائف<br />

أسهب وقد<br />

ذكر فقد األمر،‏ هذا عن الحديث في المؤرخون<br />

ابن حيان أن قرطبة حاضرة المسلمين هناك أصبحت مرتعاًخصباً‏<br />

لمزاولة تلك الرذائل،‏ حيث كان ملوك الطوائف إذا احتاجوا إلى<br />

الملهيات من شيء<br />

والتنقيب للبحث قرطبة إلى رسلهم يرسلون<br />

سنة شوال في وأنه الجواري،‏ من يريدونها التي األوصاف عن<br />

قرطبة ر سول في بن جهور الوليد أبي على ورد ‎422‎ه<br />

المظفر<br />

له فوجد بهن يأنس ملهيات وصائف شراء يلتمس األفطس بن<br />

صبيتين<br />

ملهيتين عند<br />

بعض التجار واشتراهما<br />

. له<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بن جهور الوليد أبي على ورد كما<br />

يوم في الكتب من بقرطبة<br />

جارية فيها يطلب المرية صاحب صمادح ابن من كتاب واحد<br />

.<br />

وكتاب عوادة،‏<br />

من ابن عباد<br />

يطلبجارية زامرة<br />

"<br />

وقد اشتهر المعتضد<br />

بأنه كان عباد بن<br />

وخلط بالنساء له كلف<br />

"<br />

احباسهن في<br />

ف انتهى<br />

نظرائه أحد يبلغه لم مدى إلى في ذلك<br />

كما أن المعتمد بن عباد كان مولعاً‏ بالنساء حيث خلع<br />

امرأة من أمهات األوالد وجواري المتعة وإماء الخدمة<br />

ثمانمائة<br />

.<br />

مجاهد وكان<br />

العامري صاحب دانية<br />

والجزر<br />

الشرقية ذا<br />

شخصية<br />

مزدوجة<br />

فطوراًكان<br />

وتارة ناسكاً،‏<br />

يعود خليعاً‏ ف اتكاً‏ ال<br />

بلهو يساتر<br />

من بشيء يأنس وال وبطالة،‏ شراب من يستفيق وال لذة،‏ وال<br />

أخبار ذلك في الطوائف ملوك سائر من ولغيره له الحقيقة،‏<br />

رزين صاحب بن بن خلف هذيل أما مأثورة ،<br />

شنتمرية<br />

فقد كان<br />

اشترى حيث القينات اقتناء في همة الطوائف ملوك أرفع من<br />

.<br />

جارية<br />

بثالثة آالف دينار<br />

الفحش مستنقع في القوم أولئك غرق هكذا<br />

وقد والرذيلة،‏<br />

الوزراء بعض األمر هذا استغل<br />

والموظفين<br />

أن رغبوا الذين<br />

يستبدوا<br />

بالحكم والسلطان،‏<br />

ف أشغلواحكامهم<br />

بإغراقهم<br />

الملذات،‏ <strong>فى</strong><br />

وإشغالهم<br />

الكثيرات وأخذ كثرن الالئي بالنساء<br />

تربِ‏ يه من والية في تطمح منهن<br />

من أبناء السلطان حتى<br />

لها يكون<br />

الحظوة والغلبة.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ويذكر األمير عبد هللا بن بلقين أن إشغال الحكام بالنساء نكا<br />

أمراًمألوف اًعند وزراء دولة بني بلقين في غرناطة<br />

أما<br />

بن<br />

بلدان من وغيرها قرطبة في الخمر شرب<br />

.<br />

الطوائف ملوك<br />

فيبدو أنه أصبح أمراًال غرابة فيه في ذلك العصر،‏ ولهذا لماحاول<br />

ابن جهور منعها مدحه الشعراء ومنهم ابن زيدون وعبد الرحمن<br />

، سعيد المصغر<br />

كما ذكر المقري أن وادي اشبيلية ال يخلو<br />

منجميع أدوات الطرب وأن شرب الخمر فيه غير منكر<br />

الوقت في ذلك الشعر لدواوين الق ارئ ولعل<br />

.<br />

يدرك كيف أن<br />

وصف الخمرة والتغني بها كان أمراً‏ مألوف اً‏ عند كثير من شعراء<br />

ذلك العصرحتى ق ال أحدهم:‏<br />

فجلحياتي من سكرها **** جرت مني الخمرة مجرى دمي<br />

ولم يكن هذا األمر ق اصراً‏ على فئة معينة من الناس،‏ بل كان<br />

كثير من الناس يقضون لياليهم أيق اظاً‏ يجتمعون على الكؤوس<br />

حتى الصباح<br />

وكان<br />

يتف اخرون<br />

.<br />

للطرب<br />

بكثرة<br />

والغناء<br />

آالتها<br />

عند نصيب<br />

ومجيديها<br />

عودان وثالثة وأربعة وأكثر من ذلك.‏<br />

أولئك<br />

حيث<br />

القوم<br />

يقولون:‏<br />

حيث<br />

عند<br />

كانوا<br />

ف الن<br />

ولو حاولنا استقصاء ما ذكره المؤرخون حول الطرب والغناء في<br />

عهد<br />

المناسب<br />

ملوك<br />

أن<br />

الطوائف<br />

نكتفي<br />

لطال<br />

ما بذكر<br />

بنا<br />

ق اله<br />

المق ام<br />

أحد<br />

من يكون قد ولكن<br />

الباحثين المحدثين حول<br />

( 1439 ه – 2018 م )


سنا<br />

ريا<br />

‏)ف انتشرت ق ال:‏ حيث الموضوع هذا<br />

هذا وأصبح الغناء مجالس<br />

الفن بجملته جزءاً‏ من ثق افة الشعب(‏ حتى لنجد الف الح في حق له<br />

والعامل في مصنعه والفقير في كوخه ال يق ل ولع أحدهم بالغناء<br />

عن األمراء والعظماء .<br />

وقد<br />

بدأت أعراض<br />

تلك األوجاع التي حلت<br />

بالمجتمع اإلسالمي<br />

في<br />

ال بعض استخف فقد عياناً،‏ تظهر الفترة تلك في األندلس<br />

بالدين،‏<br />

هناك يعد ولم اإلسالمية،‏ والقيم األخالق من وتجردوا<br />

وازع<br />

من دين أو ضمير،‏<br />

فقد ذكر ابن حزم أن إبراهيم<br />

بن س<br />

النظام رأس المعتزلة في<br />

كتاباً‏ في تفضيل التثليث<br />

األندلس عشق غالماً‏ نصرانياً‏ فوضع له<br />

على التوحيد تقرباًإليه<br />

- كما يذكر ،<br />

ورق القبيح فهان البالء عظم قد العصر ذلك في أنه أيضاً‏ -<br />

اإلنسان رضي حتى الدين<br />

بالفضائح<br />

إلى وصوله مق ابل والقبائح<br />

مراده وشهوته،‏ وقد حكى لنا<br />

الموضوع منها ما ذكره حول<br />

كثيراً‏ من<br />

‏)عبيد هللا<br />

القصص حول هذا<br />

بن يحيى األزدي<br />

حريمه وإباحة داره بإهمال رضي ف إنه الحريري بابن المعروف<br />

كان فتى من بغيته على الحصول في طمعاً‏ بأهله والتعريض<br />

علقه..(‏ .<br />

المستكفي بنت والدة الرذيلة مستنقع في غرق ممن وكان<br />

هذا في وقوعها أعلنت األموي<br />

األمر حيث كتبت<br />

على بالذهب<br />

طرازها األيمن :<br />

مشيتي وأمشي للمعالي أصلح وهللا أنا<br />

وأتيه فيها<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وكتبت على الطراز األيسر:‏ وأمكن عاشقي من صحن خدي<br />

وأعطي قبلتي من يشتهيها هذه أهم مظاهر الضعف في الجانب<br />

الخلقي التي حلت بالمجتمع اإلسالمي في عهد ملوك الطوائف،‏<br />

وقد انعكست آثار ذلك على قوة المسلمين ف أضعفتها.‏<br />

ومما ال شك فيه أن هذا الضعف الذي مني به ملوك الطوائف<br />

قدجعل مسلمي األندلس يصابون بخيبة أمل ألنهم أدركوا أنز مام<br />

الموقف أصبح بيد النصارى المتربصين،‏ وقد عبر عن هذا<br />

الشعور الشاعر األندلسي ابن العسالحينما ق ال<br />

:<br />

حثوار واحلكم يا أهل أندلس<br />

السلك ينثر من أطرافه وأرى<br />

***<br />

من جاور الشر ال يأمن عواقبه<br />

سفط<br />

***<br />

فما المق ام بها إال من الغلط<br />

سلك الجزيرة منثوراًمن الوسط<br />

*** كيف الحياةُ‏ مع الحيا ‏ِت في<br />

ولم يكن هذا الشعور ق اصراً‏ على المسلمين بل تعداهم إلى<br />

العدو النصراني الذي أدرك أن حصون المسلمين الداخلية قد<br />

ضعفت وأن الفرصة أصبحت مهيأة له لدخول الثغور والحصون<br />

الخارجية ولهذا وضع خطة حربية تتناسب مع ذلك الواقع وقد<br />

أبان هذه االستراتيجية الحربية فرناندو بن شانجه ملك جليقية<br />

أثناء حصار النصارى لمدينة طليطلة سنة ‎478‎ه حيث ق ال ألهلها<br />

( 1439 ه – 2018 م )


خرجوا الذين<br />

أجيبكم إلى سلم،‏<br />

ف إنما<br />

ما سكنتموها<br />

لما معه الصلح يطلبون<br />

وال أعفيكم منحرب...(.‏<br />

أعيتهم<br />

‏)...ما المق اومة:‏<br />

نطلب بالدنا التي غلبتمونا عليها قديماًفي أول أمركم فقد<br />

قضي<br />

ف ارحلوا إلى عدوتكم<br />

لكم،‏<br />

يعني -<br />

وقد<br />

ف الخير في سكناكم معنا بعد اليوم<br />

الفونسو أبانها ‏)كما<br />

السادس<br />

اآلن نصرنا<br />

- بالد المغرب<br />

...<br />

قشتالة ملك -<br />

عليكم<br />

واتركوا<br />

حيث -<br />

برداءتكم،‏<br />

لنا<br />

ق ال<br />

المعتمد بن عبادحينما قدم إليه كيف أترك قوماًمجانين<br />

صرح وقد<br />

‏)مسنندو(‏<br />

الطوائف<br />

غرناطة<br />

بتلك<br />

حيث<br />

النوايا<br />

األمير يذكر<br />

والخطط<br />

عبد هللا<br />

الفونسو<br />

بن<br />

السادس<br />

بلقين<br />

.<br />

-<br />

-<br />

أحد<br />

بالدنا،‏<br />

لرسول<br />

ششنندو<br />

ملوك<br />

في مذكراته أن هذا الوزير النصراني ق ال لمسلمي<br />

قبيل سقوط<br />

مدينة طليطلة<br />

بأيدي النصارى<br />

سنة 478<br />

1085(<br />

العرب<br />

طامعين<br />

ه<br />

م(‏ ‏)إنما كانت األندلس للروم في أول األمر حتى غلبهم<br />

وألحقوهم<br />

بأنخس<br />

بأخذ ظالماتهم<br />

ف ال<br />

جليقية البق اع<br />

إال يصح ذلك<br />

اآلن فهم<br />

بضعف<br />

حتى إذا لم يبق مال وال رجال أخذناها بال تكلف(‏<br />

هكذا<br />

ونواياهم<br />

الحربية<br />

اجتياح<br />

كشر<br />

ضد<br />

والتي<br />

العديد<br />

النصارى<br />

اإلسالم<br />

اسموها<br />

من<br />

عن<br />

والمسلمين<br />

بحرب<br />

المدن<br />

أنيابهم<br />

هناك،‏<br />

االسترداد،‏<br />

والثغور<br />

العدائية<br />

كما<br />

حيث<br />

اإلسالمية<br />

.<br />

عند<br />

الحال<br />

ف أبانوا<br />

بدأوا<br />

التمكن<br />

والمطاولة<br />

خططهم<br />

بعملياتهم<br />

تمكنوا خاللها<br />

أه مها ومن<br />

من<br />

مدينة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ق لمرية وبربشتر سنة 456<br />

)1046 ه ) ه<br />

1085(<br />

م(‏ ثم بلنسية سنة 487 ه<br />

1094(<br />

وطليطلة سنة 478<br />

. م(‏<br />

وبعد هذا العرض السريع ف إنه بوسعنا أن نقول:‏ إن<br />

اإلسالمي للوجود<br />

الذين حادوا<br />

في<br />

باألندلس<br />

من كثير<br />

بدأ قد<br />

تصرف اتهم<br />

منذ<br />

عن<br />

عهد<br />

الخط<br />

ه<br />

العد التنازلي<br />

ملوك<br />

اإلسالمي،‏<br />

الطوائف<br />

وإن<br />

هذا الضعف الذي مني به المسلمون هناك هو المرحلة المبكرة<br />

من مراحل سقوط بالد األندلس ألن المراحل التالية تعتبر امتداداً‏<br />

لها منحيث المسببات والنتائج<br />

.<br />

و <strong>فى</strong> ذلك عبرة لمن أراد أن يعتبر و لعل المتفكر يرى أن حال<br />

مجتمعنا اليوم مثل حال األندلس بل و أسوء و ليست األندلس و<br />

حدها ف الدولة العباسية أيضا , و بعد أن أصبحت مجتمعتنا<br />

عسكريا و فكريا<br />

محتلة<br />

اصبحنا بال هوية لهذا ف إن كل مقبل على عالقة<br />

او منغمس فيها أن يعلم أن الحب هو جزء من الحياة التى ال تصلح<br />

بالحب فقط و ال بالحرب فقط لكن القوة و الحزم و البغض و الخصام<br />

مطلوب لحفظ النفس من الذل و الندم بل إن الحب الكامل<br />

البد<br />

أن يكون هلل و رسوله و المؤمنين و ال يضحى اإلنسان بنفسه من<br />

أجل الحب إلنسان أخرى مثل ما ينتشر <strong>فى</strong> وسائل اإلعالم<br />

و<br />

التواصل بل إن التضحية بالنفس و المال و االهل هى هلل و هلل<br />

مواقع<br />

فقط<br />

فمن أحب هللا أحبه هللا و رفعه بين الناس و <strong>فى</strong> اآلخرة هو من<br />

الف ائزين إنشاء هللا . انتهى ....<br />

( 1439 ه – 2018 م )


)<br />

م 2018 – ه 1439 (


الجزء الثانى<br />

‏"األستقصاء <strong>فى</strong><br />

أخبار المهتدين و<br />

األشقياء"‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ىإل<br />

" بين فريقين أيهما أصلح "<br />

لعل الشغل الشاغل للمقبلين على زواج هو هل يكون زواج تقليدى<br />

" زواج صالونات " ام يكون زواج عن حب أيهم أصلح و أيهما يبقى<br />

ألطول فترة , كانت هذه المسائلة سبب <strong>فى</strong> إنقسام الناس<br />

فريقين منهم مؤيد و معارض و لكل حجته و برهانه التى تثبت أنه<br />

على حق لكن ما األصلح لمجتمعتنا و هويتنا التى يجب أن نتفرد<br />

بها و نضيف إليها ما هو حسن من الثق اف ات األخرى , <strong>فى</strong> هذا<br />

الفصل سنوضح وجهة نظر كال الطرفين و نضع إختيارنا المبنى على<br />

إستنتاج حجج كل طرف .<br />

لنبداء بمؤيدى الزواج عن حب<br />

عن حب على أن :<br />

-1<br />

الحب يشعرك بنبض الحياة :<br />

, تعتمد ركائز المؤيدين<br />

الحب يشعرك بالدفء واألمان ونبض الحياة , فبلتأكيد هناك<br />

للزواج<br />

فرق كبير بين الزواج عن حب والزواج العق لي البحت , ف العالقة<br />

التي تقوم علي الحب غالبا ما<br />

. يجعل الزواج كالجبل ال تهزه اي ريح<br />

تكون متينة لها جذور ثابتة , مما<br />

( 1439 ه – 2018 م )


:<br />

الحب 2-<br />

ؤدي الي التف اهم<br />

عالقة الزواج المبنية علي الحب عالقة تسودها األنسجام والتف اهم<br />

والرغبة في ارضاء الطرف األخر , فهناك دائما في األفق غاية<br />

يسعي المحبين للوصول اليها وقد يفعلوا المستحيل ألبق اء مشاعر<br />

الحب متوهجة دائما , ف للحب لذة ال يستطيع المحبين األستغناء<br />

عنها وبذلك يكون الحب هو الدافع<br />

الحب<br />

3- يؤمن بالتنازال ت :<br />

عالقة الزواج المبنية علي الحب عالقة قوامها العطاء والرغبة في<br />

تقديم التنازالت دون انتظار المق ابل , ف الحب يثير في النفس<br />

فرحة تجعل المحب يقوم بالعطاء وتقديم التنازالت عن طيب خاطر<br />

. من اجل األستمتاع برضا الحبيب<br />

( 1439 ه – 2018 م )


:<br />

الحب يؤدي الي<br />

القدرة علي التسامح<br />

-4<br />

,<br />

عالقة الزواج المبنية علي الحب عالقة تتقبل اخطاء الحبيب وهفواته<br />

فكل شيئ<br />

من اجل الحب مباح وله مبررات قد يصنعها األنسان<br />

. بنفسه ليصدقها حتي ال يشعر بالجف اء تجاه من يحب<br />

5- الحب يطيل عمر الزواج :<br />

وجود الحب في ق لب الخطيبان بفترة الخطوبة عالمة ومؤشر ينبأ<br />

علي نجاح الزواج,‏ فكما سبق ان ذكرنا ان الحب يساعد علي<br />

التفهم والتسامح والتقبل وتقديم التنازالت وكل هذه األشياء من<br />

شأنها انجاح الزواج واطاله عمره<br />

.<br />

تعتبر هذه الركائز الخمسة من أشهر الدعمات التى يعتمد عليها<br />

مؤيدى الزواج عن حب خاصة و أن التجارب كثيرة لزيجات ق امت<br />

على الحب ف استمرت حتى بعد ذهاب الجمال و المال , استمرت<br />

حتى <strong>فى</strong> ظل ظروف صعبة , لماذا الحب ق ادر على ذلك ببساطة<br />

ألن الحب هو :<br />

.<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الحبأساس الحياة<br />

:<br />

- 1<br />

الحب أساس العقيدة وأصل الدين والحياة<br />

:<br />

الحب هلل تع الى ولرسوله صلى هللا عليه وسلم فرض وأمر ويدل<br />

على إثبات الحب هلل تعالى قوله عز وجل<br />

:<br />

")54( ا لبقرة<br />

–<br />

" فَسَوْفَ‏ يَأْتِي الل ُ بِقَوْمٍ‏ يُحِبُّهُمْ‏ وَيُحِبُّونَهُ‏<br />

)165( البقرة -<br />

وقوله تعالى<br />

" وَالَّذِينَ‏ آمَنُواْ‏ أَشَدُّ‏ حُبًّا للِِ"‏<br />

وقد جعل الرسول صلى هللا عليه وسلم الحب شرط اإليمان<br />

أحدكم حتى يكون هللا ورسوله أحب إليه مما سواهما<br />

ال يؤمن<br />

متفق<br />

"<br />

– "<br />

عليه -<br />

وجاء أعرابي إلى النبي صلي هللا عليه وسلم فق ال : يارسول هللا متى<br />

الساعة ؟ ق ال :" ما أعددت لها " فق ال : ما أعددت لها كثير صالة<br />

وال صيام إال إننى أحب هللا ورسوله فق ال له رسول هللا صلي هللا عليه<br />

وسلم :" المرء مع من أحب " . متفق عليه .<br />

( 1439 ه – 2018 م )


‏"ال يؤمن أحدكم حتى يكون هللا ورسوله أحب اليه من نفسه ومن<br />

أهله والناس أجمعين"‏<br />

وق ال الرسول محمد صلى هللا عليه وسلم:"‏ األرواح جنود مجندة ما<br />

تعارف منها أئتلف وما تناكر منها اختلف".‏ وأن سر التباين في<br />

البشر إنما هو االتصال واالنفصال فكل شكل يميل إلى شكله وكل<br />

رفيق إلى رفيقه يحن والمثل إلى مثله ساكن وهللا سبحانه وتعالى<br />

يقول:‏ ‏"هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن<br />

إليها"‏ فجعل هدف السكون أنها منه .<br />

‏-ويروى ان سيدنا المسيح عيسى عليه الصالة والسالم مر بثالثة نفر<br />

قد نحلت أبدانهم وتغيرت ألوانهم فق ال لهم : ما الذي بلغ بكم ما<br />

أرى ؟ فق الوا : الخوف من النار ، فق ال : حق على هللا أن يؤمن<br />

الخائف . ثم جاوزهم إلى ثالثة آخرين ف إذا هم أشد نحوالً‏ وتغيراً‏<br />

فق ال : ما الذي بلغ بكم ما أرى ؟ ق الوا : الشوق إلى الجنة ، فق ال :<br />

حق على هللا أن يعطيكم ما ترجون ، ثم جاوزهم إلى ثالثة آخرين<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ف إذا هم أشد نحوال وتغيرا كأن وجوههم المرائي من النور ، فق ال :<br />

مال الذي بلغ بكم ما أرى ؟ ق الوا : نحب هللا عزوجل ، فق ال : أنتم<br />

المقربون أنتم المقربون - إحياء علوم الدين للغزالي-‏<br />

2 ‏-الحب فطرة فطر هللا عليها الخلق :<br />

الحب فطرة خلق هللا بها اإلنسان وهي أساس الحياة فيه تغفر<br />

الزالت وتزداد الحسنات وتعمر األرض والسماء وتزداد الزهور<br />

جماال واألطف ال عناق ا وانتعاشا،‏ وهناك قول اثري " لو لم نجد الحب<br />

ألخترعناه"‏ ف الطبيعة البشرية التي خلقها وفطرها عليها تشتاق إلى<br />

الحب وتبحث عنه في ذاتها وفي حب اآلخرين لها وحبها لآلخرين<br />

مما يكون النسق الطبيعي للحياة وللنمو في الدنيا والتف اعل بين<br />

البشر وأعمار األرض .<br />

تعريف للحب :<br />

الحب فعل رق ودق وأثر ف أبلغ األُثر في من يحب ، فدقة معانيه<br />

لجاللتها عن أن توصف وال تدرك حقيقته إال بالمعاناة ولو كان غاية<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الحب الصورة الشكلية لما استحسن أحد صاحب الصورة الناقصة<br />

ونجد كثيرا من يؤثر األق ل وال يفضل عليه غيره وال يجد لق لبه عنه<br />

محيدا ،<br />

ولو كان للموافقة في األخالق لما أحب المرء من ال يساعده أو<br />

يوافقه<br />

، ولذا نعتقد ان المحبة شيء في ذات النفوس كانت<br />

لسبب ما من األسباب تشعر به<br />

ال تدري له سببا قد يكون حسن<br />

الصورة حسن الخلق حسن الحديث والنظم<br />

أو بسبب أخر ال تدري<br />

له سببا في اغلب األحيان قد يكون أحدهمأو كلهم مجتمعين.‏<br />

ف الحب هو كل ما رق ودق وتمكن فتملك من نفس المحب الى<br />

الحبيب<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

.<br />

الحب شعور وجداني قوي ينمو نحو شخص او فكرة او موضوع مع<br />

رغبة في االرتباط بهذا الشخص<br />

.<br />

الحب سلوك يتمكن من النفس فيحيد بها عن سلوكها الظاهري<br />

الى سلوكها الباطني ولتحقيق رغبات المحب في الوصول الى


الحبيب الذي يحبه .<br />

ولمن حولك فهذا هو الحب .<br />

‏-الحب أي شيء تشعر بالمودة واأللفة نحوه وتستمد منه مشاعرا<br />

وأحاسيس وأفكار تجعل الحياة لك أجمل وأرق وأحلي تجعلك مبدعا<br />

في ذاتك مؤثرا على محيطك مشيدا في الحياة الحق والخير<br />

والجمال فهو ينبوع يفيض من داخلك الى محيطك فيغير العالم لك<br />

‏-الحب لفكرة لجملة لوطن لرسالة لعقيدة لشخص لعمل لكل شيء<br />

من الممكن أن يؤثر ويغير في صاحبه ويجعله األفضل واألروع<br />

واألحسن بفضل هللا عليه فهذا هو الحب الحقيقي الصادق .<br />

صور الحب :<br />

وللحب صور عديدة وأنواع متعددة أعالها وأفضلها وأجلها :<br />

-<br />

المحبة في هللا وهلل وهي تستلزم محبة ما أحب هللا ، وتستلزم<br />

محبة هللا ورسوله صلى هللا عليه وسلم.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


- محبة القرابة ومحبة األلفة ومحبة الصداقة ومحبة االتف اق في<br />

طريقة أو دين أو مذهب أو مهنة أو صناعة ومحبة التعرف ومحبة<br />

بلوغ اللذة ومحبة لنيل غرض من المحبوب إما من جاهه أو مال<br />

ومحبة العشق فكل محبة تنقضي بقضاء هدفها وتزيد وتنقص إال<br />

محبة هللا وفي هللا ، ألنه من ودك ألمر ولي عند إنقضائه.‏<br />

- محبة المشاكله والمناسبة ( هي انجذاب الشيء الى موافقة<br />

ومجانسة بالطبع ف المثل إلى مثله مائل وإليه صائر ، والضد عن<br />

.<br />

ضده هارب وعنه نافر (<br />

وق ال هللا تعالي ‏"هُوَ‏ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَّفْسٍ‏ وَاحِدَةٍ‏ وَجَعَلَ‏ مِنْهَا<br />

زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ‏ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ‏ حَمْالً‏ خَفِيفًا فَمَرَّتْ‏ بِهِ‏ فَلَمَّا<br />

أَثْقَلَت دَّعَوَا الل َ رَبَّهُمَا لَئِنْ‏ آتَيْتَنَا صَالِحاً‏ لَّنَكُونَنَّ‏<br />

مِنَ‏ الشَّا ‏ِكرِي ‏َن"‏<br />

)189( سورة األعراف-‏<br />

فجعل سبب سكون الرجل الى المرآة كونها من جنسه وجوهره<br />

وهذا يفسر إلتق اء شخصين ربما مختلفين في الصورة والحسن وربما<br />

( 1439 ه – 2018 م )


مختلفين في القصد واإلدارة وإن كانت األتف اق من أسباب المحبة<br />

ولذا ف المحبة الحقيقة ال تزول إال بعارض يزيلها كالموت ، فربما تجد<br />

من يحب ويبلغ من العمر دهرا وإذا ذكرت له الحبيبة تذكر<br />

وصبا وتبدل وازداد شوق ا وحنينا اليها.‏ ونفس المحب عالمة تبحث<br />

عمن تحب مشتهية لمالق اته جاذبة منجذبة إليه،‏ ف إنها استحسان<br />

روحاني وإمتزاج نفساني ولذا إذا وجدت عالقة بين طرفين أحدهم<br />

أكثر من اآلخر فهي إما محبة غرضيه أي لحاجة وغرض ألحدهم ف ال<br />

يشتركان في محبة الغرض أو يوجد مانع في المحب إما في خلقه أو<br />

خلقته تمنع األلتق اء واألقتراب بينهم ف إذا لم توجد تلك الموانع<br />

كانت المحبة ذاتية من كال الطرفين بنفس الدرجة ونفس القوة<br />

ومتبادلة األتجاه.‏<br />

- صورة حب األخرين في كل الصور أم وأب وأخ وأخت وابن<br />

وصديق وأخر ال تعلم له سميا إال أنه إنسان حب الخير وهو حب<br />

العطاء والمساعدة والبذل من أجل ذاتنا في األخرين.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


- صورة حب الذات في ذات تسكن اليها تسر اليها بمكنونات<br />

النفس تعشق لمساتها صوتها حركتها سكونها حب الذات وعشق<br />

الروح في الجسد وعناق في استسالم مع حديث همس في صرخات<br />

من أعماق النفس الى نفس تحتويها فتعيد لك التوازن وتعيد<br />

للحياة طبيعتها وللكون حركته وللنفس سكونها ووداعتها<br />

واستعدادها للعودة من جديد في كل مرة امرأة ورجل جديد<br />

أسف ل زخات المطر يعدن الوالدة من جديد في رحم الحب في<br />

أعماق الذات يتق ابالن ، يتالقيان ، يتهامسان ، يتحادثان ،<br />

يتعانق ان ، يتحاوران ، يسجدان على سجادة الصالة سويا في البحث<br />

عن عبادة هللا الواحد األحد في اتحادهم واتساقهم في لحظات<br />

السكون والدعاء بالتواصل.‏<br />

درجات الحب :<br />

الحب مثل كل األشياء يبدأ صغيرا ينمو وتزداد فيبدأ باإلعجاب ثم<br />

التعلق ثم التغير بأن يسقط على من يحبه أشياء ليست فيه ثم<br />

( 1439 ه – 2018 م )


التبلور وهي مرحلة وضع كل الصف ات والمزايا في صورة جديدة<br />

متبلورة يبدأ باإلعجاب بالصورة الحسنة ف النفس مجبولة على الولع<br />

وتمييز الحسن واإلعجاب به فيقترن بها ويقترب منها ف إذا اقتربت<br />

منها وجدت أشكال من االتصال األخرى بدأت تتدرج إلى المراحل<br />

األخرى حتى تصل إلى المحبة الحقيقية وإن لم تتجاوز الصورة<br />

أصبحت حب شهوة ،<br />

والحب داء وفيه الدواء منه على قدر المعاناة ومق ام مستلذ وعلة<br />

مشتهاة ال يود السليم البراء منها.‏<br />

- تذهب لمعرض به صور رائعة فتجد صورة جميلة براقة ألوانها<br />

قوية وتعبيراتها صارخة تجذبك من أول صالة العرض فتذهب إلى<br />

هناك تقف أمامها وتنظر إليها فتجد معانيها رقيقة سطحية سرعان<br />

ما تتركها ، بعد ان تفقد األلوان بريقها وتأثيرها وتتحول األلوان<br />

القوية إلى أشياء تزعجك فال تستطيع أن تكمل الوقوف أمامها أو<br />

تجد خلف جمال الصورة عمق الشخصية ودفء المشاعر ونبل األخالق<br />

( 1439 ه – 2018 م )


فتعيش بداخلها . ولعلك تجد شخص يقف أمام لوحة ال يتحرك<br />

تتعجب ماذا يعجبه فيها ، فهو قد وجد ما يجذبه وما يجعله يعيش<br />

بداخل تلك الصورة واستمد منها االتصال الروحي الذي يدفعه إلى<br />

التفكير فيها وحولها ومن خاللها ،<br />

- وإذا نظرنا إلى قطعة من األلماس نجدها في األساس قطعة من<br />

الكربون<br />

تعلقت بمجموعة من البلورات الزجاجية حتى التصقت بها<br />

ثم تبلورت حولها العديد من الطبق ات حتى تحولت الى قطعة من<br />

األلماس النادر التي غيرت من طبيعة المادة وقيمتها فهذا الحب<br />

الحقيقي يحول النفوس والطباع الى قطع من األلماس تتواري خلفها<br />

كل الصور األولى إلى صورة حالية براقة تخطف األبصار وتسير<br />

بالعقول وتبقي مع الزمن قيمة خالدة عطائه براقة حتى بعد أن<br />

تنتهي الحياة فمازالت قصص المحبين والشعراء تثير في أنفسنا<br />

الراحة والسعادة والبحث عن الحب حتى بعد أن مضوا وانتهوا من<br />

عالمنا فقطعة األلماس تبقي آالف السنين وتظل تشع بريق ا ولمعانا<br />

( 1439 ه – 2018 م )


على مدار السنين .<br />

- أو حبة من الرمل عشقت محارة فتحولت وتبدلت إلى لؤلؤة براقة<br />

جميلة تظل دوما رمز للنق اء واألصالة والقوة والجمال في أن واحد<br />

هكذا الحب لؤلؤة نادرة بداخلها ألماس في صورة من صور<br />

الطبيعة وقدرة الخالق على اإلبداع تبارك هللا أحسن الخالقين ،<br />

وكأن العشق مبدل مغير من صورة األق ل الى صورة األعلى<br />

واألفضل واألكثر تميزا ، فمن حب ولم يتبدل أو يتغير أو يتطور<br />

فهو موهم بالحب وليس محبا عاشق ا أو محب بالدرجات األولى من<br />

الحب ، ف الحب درجات ومراتب وليس كل المحبين درجة واحدة .<br />

تعريف كلمة الحب لغويا :<br />

والحب ‏)ح – ب ) كلمة مكونة من حرفين:‏<br />

حرف الحاء ‏)ويخرج من داخل الروح من أقصى الحلق وكأنه ينطق<br />

من أعماقك (<br />

حرف الباء ( يخرج من الشفتين ويغلق عليها وكأنه سر من أسرار<br />

( 1439 ه – 2018 م )


حياتي يغلق الروح عليه والنفس ودعيهم يا حياتي يفكرون<br />

يتخيلون)‏<br />

وكأن حروف الحب تدل على أنه بداية من داخلك بكل أعماقك<br />

تغلق عليها حياتك وتغلق عليها كل أشيائك وأفعالك حب بال بداية<br />

إلى نهاية بدون افتراق فيخرج من أعماق النفس ليحرك الق لب<br />

فتنطق به الشف اه وتتخاطب به العيون وتتصاعد به اآلهات<br />

والزفرات والعبرات وتتحرك به اللمسات .<br />

واألفعال واألقوال التي نعبر بها عن الحب ال قيمة لها إن لم تكن<br />

نابعة من مشاعر دفينه بالق لب صادقة يتوافق فيها الظاهر<br />

والباطن على نفس الدرجة والوتيرة من األلتق اء واأللتصاق.‏<br />

ف الحب ليس نزوة عابرة او شهوة مجردة وإنما هو اشتراك بين روح<br />

وجسد ،<br />

ف الحب ليس حب جسد لجسد فيكون شهوة ورغبة حب الشهوة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


واأللتق اء واأللتصاق ف إذا انقضت وتمت الرغبة سرعان ما يترك كال<br />

منهم األخر فحبهم كان للعالقة وليس لألخر ينقضي بانقضاء العالقة.‏<br />

وانتهاء لذاتها .<br />

والحب ليس حب روح لروح فتكون تخيالت وأحالم فكرية تداعب<br />

خيال مالئكي لألرواح<br />

ال أجساد لها فيكون أوهام وأحالم خرفية في<br />

ليالي غاب فيها العق ل والجسد معا ،<br />

بل هو أمر وحكمة هللا الواحد<br />

األحد الذي خلق األرواح تتلبس األجساد فتتحكم بها وتأمرها فتأتمر<br />

بأمرها<br />

ف الحب روح تتق ابل تتعانق وجسد يلتقي يش<strong>فى</strong> للروح رغبتها<br />

في األلتصاق واللق اء والعناق.‏<br />

عالمات وبدايات الحب :<br />

إدامة النظر إلى من تحب ف العين رسول المحبة والمخبرة عن أسرار<br />

النفس والمعبرة عن بواطنها وأول سهام الحب ورسول المحبين<br />

ولذا حرص الشرع الحنيف على غض البصر وحرص القرآن الكريم<br />

على أن يقول للمؤمنين والمؤمنات على غض أبصارهم عما ال يجوز<br />

( 1439 ه – 2018 م )


لهم أو غير محلل لهم وفي هذا حرص على آال يقع اإلنسان في حالة<br />

الحب الغير حالل وغير المتوافق مع ضوابط الشرع التي تأخذ بالعق ل<br />

فيتبع المحب المحبوب فيقبل على حديثه وينصت له وتصديقه في<br />

كل شيء وموافقته والتعمد للقعود بقربه والدنو منه ومنها<br />

اضطراب المحب إذا وجد من يشبه محبوبة أو ذكر مجرد اسمه<br />

فجأة واضطراب يظهر على المحب عند رؤية من يحب فجأة .<br />

والحب الحقيقي مبدل لطبائع النفوس ومغير العادات ، فيحيل<br />

الشخص ألخر يطغي الحب على حركاته وسكناته ، فكم من بخيل<br />

جاد،‏ وعبوس<br />

تطلق ، وجبان تشجع ، وحاد ترقق ، وجاهل تعلم ،<br />

وناسك تفتك ، ومصون تهتك . ومن مظاهرة التعمد لمس اليد<br />

عند المحادثة ، لمس ما أمكن من األعضاء الظاهرة ، وعناق الباطنة<br />

بالروح والرغبة ، وتحري المكان الذي يق ابله فيه ، وإذا حدث<br />

بينهم إختالف كبير ال يصلحه سوى الدهر الطويل ف إذا تق ابال ف ال<br />

تلبث أن تراهما عادا إلى أجمل الصحبة ، وسقط الخالف ،<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وانصرف إلى المضاحكة والمداعبة في الوقت ذاته.‏<br />

- من عالماته تجد المحب سيتدعي سماع اسم من يحب ويستلذ<br />

الكالم عن أخباره ، وال يرتاح لشيء ارتياحه لها ، وال ينهيه عن ذلك<br />

تخوف أن يفطن السامع ويفهم الحاضر .<br />

- من عالماته حب الوحدة واألنس باإلنفراد والسهر من أعراض<br />

المحبين وحديث النجوم وحركة الكواكب وترقب صعود الشمس<br />

وغياب القمر.‏<br />

- من عالماته الجزع الشديد عندما يري من إعراض محبوبة عنه<br />

.<br />

وأنف اره منه وآية ذلك الزفير وق لة الحركة والتأوة وتنفسالصعداء<br />

- من عالماته أنك ترى المحب يحب أهل محبوبة وقرابته وخاصته<br />

حتى يكونوا أحظي لديه من أهله ونفسه ومن جميع خاصته .<br />

واعلم قد يكون في الدنيا ما يغنى الشخص عن الناس وأهل األرض<br />

جميعا ولكن الدنيا بما وسعت ورحبت ال يمكن ان تغنى او تعوض<br />

( 1439 ه – 2018 م )


محبا عن الذي يحبه فهو شخص واحد في ذاته ولكنه في حساب<br />

المحب أول األعداد واألشخاص وأخرهم إذ ليس بعد آخر مهما<br />

تكررت األشخاص وتغيرت الصور<br />

وتبدلت األماكن إذا تمكن<br />

الحب الصادق من النفس.‏<br />

وإذا كان الكالم والتعبير واللغة وسيلة وأداة من أدوات الحياة ،<br />

أما الحب ف الحياة من بعض أدواته ف الحياة تشمل الحياة على األرض<br />

والحياة في السماء والفكر والعق ل والماجن والحكيم والمجنون<br />

ف الحب حياة في ذاتها تختلف عن تعبيرات ولغات األخرين<br />

ف الكلمة الصادقة النقية التى يلقيها حبيب الى محبوبته تأتى<br />

وكأنها لغة مخلوقة لذاتها ولحظتها إذ ينتزع منها المحب صورا ال<br />

يراها كل الناس ويصب له من نفسه معاني ال تكون لها في ذات<br />

الكلمة ويراها مبتدعة ابتداعا غريبا كأنه رسالة حياة كاملة في<br />

كلمة فمن الممكن ان تكون رسالة يراها اثنين من المحبين حياة<br />

بأسرها في أربع حروف تنساق فيها كل الرغبات من تنهيد وبكاء<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وضحكات وأمل وفرح وتوجع ولق اء وارتق اب وسعادة بنتيجة ، إذ<br />

ان كل كلمة ببينهم تضرب على ق لب احدهم او كاليهما معا وعلى<br />

عق له فتكون حروف خلفها صور وأحداث ومشاعر.‏<br />

‏-من عالماته البكاء للمحبين فهو غزير تحضره دمعته إذا تذكر<br />

حبيبة.‏<br />

‏-من آياته مراعاة المحب لمحبوبة وحفظة لكل مايقع منه وبحثه عن<br />

أخباره حتى التسقط عنه دقيقه وال جليلة وتتبعه لحركاته.‏<br />

‏-الحب مبدع في ذاته دافع لغيره فيجعل المحب في أحسن<br />

حاالته وأعصابه هادئة خصوصا إذا بلغ المحب حبيبة وامن برفقته<br />

وانس بقربه فيكون إطالة عمر في عمره وتف اؤل ينتشر في وجدانه<br />

ويدفعه إلى عمل خارج عن طباعه مبدع في صوره وأشكاله .<br />

- من عالمات الحب الحقيقي أن يتبدل الخامل الذِكر الضعيف<br />

الهمة إلى نشيط متقد الذكاء واسع الصيت ، أن يتبدل البعيد<br />

الرؤية إلى حكيم صفيح يعلو إلى عنان مجد السماء ويصعد منصات<br />

( 1439 ه – 2018 م )


التتويج واإلعجاب يبحث عن عيون من يحبها ليقول لها أنا هنا في<br />

أعلى من داخل أعماقي<br />

هنا من أجلك أنت من أجل أن أكون من<br />

يحبك ومن تحبينه سيدتي ف انا كقطرة ماء تمتزج في أنهار شوقك<br />

وحنينك ونسمة عليل في عواطفك العذبة الندية ف ال يوجد شيء<br />

وحيد فحكمة الخالق أن تلتقي األشياء وتمتزج في روح ومكان<br />

ومشاعر واحدة ف لماذا ال نلتقي أنا وأنت سيدتي نلتقي على<br />

لحظات المجد نصنعه سويا اصنعه من أجلك ولك وبك ف انا منك<br />

وأنت لي!!!!.‏<br />

الحب ق انون كل شيء من حولنا ال يتدخل فيه اإلنسان<br />

فراشة تطير على زهرة تجمع الرحيق وتنق ل معها حبوب<br />

، فتجدي<br />

اللق اح والنمو واألستمرار واألزدهار بشكل بديع متناسق<br />

وتعطيك<br />

من حالوتها وتعطي للكون جماله ورقته وعذوبته .<br />

إذا فقد الحب ف لن يكون هناك معنى او قيمة للكون بما فيه<br />

مهما كبر ومهما اتسع او ضم او رحب ف ال أمومة وال طفولة وال حياة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بدون الحب لو درجة من درجات الحب واألمل في الغد المشرق.‏<br />

حاالت المحب :<br />

الحب ليس درجة واحدة او حالة واحدة تبدأ بنفس الدرجة والسرعة<br />

والوصول وحكمة الواحد األحد جال عاله في أن األشياء تتدرج من<br />

بدايتها ولذا ينقسم الحب الى أقسام حسب الحاالت والدرجات التى<br />

يمر بها المحب لمحبوبه :<br />

1 ‏-اإلعجاب : إعجاب المحب بشيء يجده فيمن يحبه .<br />

2 ‏-العالقة : وهي تعلق المحب بالمحبوب .<br />

3 ‏-الصبابة : انصباب ق لب المحب على محبوبه في كل الصور<br />

والحاالت .<br />

4 ‏-الغرام : لزوم الحب للق لب المحب لزوما ال ينفك عنه في كل<br />

حاالته وعلى مدار يومه وليله.‏ ف إذا استيقظ وجدها في نظرة عينيه<br />

وجدها في أشياءه وإذا نام وجدها في حلمه ومنامه .<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

5<br />

‏-العشق : وهي إفراطالمحب والمحبة لمحبوبة بدون تفكير او


تدقيق او تمحيص فهو أنا وأنا لست ادري من أنا .<br />

6 ‏-الشوق : سفر الق لب إلى المحبوب والسكون بداخله ف ال أرى اآل<br />

ما يرى وال استحسن من الكون إال ما استحسنته عينيه وما أهفو الى<br />

ق لب اال للذي بداخله .<br />

7 ‏-التيم : تعبد المحب لمحبوبة وهي درجة المحب هلل في ذاته<br />

فتتعبد في ذاته تعبد التيم في كل أفعاله خالصة هلل ولوجه الكريم<br />

كل األفعال بلذة المحب المتشوق الى لق اءه ويتعبد في ذاته .<br />

وهناك الشغف والهيام وغيرها الكثير مما شابه ما سبق من<br />

حاالت...‏<br />

المحب يعشق القيم العليا والشموخ والكبرياء والمغامرة واإلباء<br />

ويهيم بالفن والفكر يهيم في عالم من الجمال والسحر في عيون<br />

محبوبته ويجوب وادي من أفكار البحث عنها ، البحث لها ، البحث<br />

معها ‏،البحث عنها في ذاته وفي ذاتها وفي الكون من حوله،‏<br />

والبحث لها في أفضل الصور والمعاني والكلمات ، والبحث معها<br />

( 1439 ه – 2018 م )


عن سعادة األرض وجنة الفردوس .<br />

ويقول هللا سبحانه وتعالى ‏"وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ‏ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا<br />

حَسَنَةً‏ وَفِي اآلخِرَةِ‏ حَسَنَةً‏ وَقِنَا عَذَابَ‏ النَّارِ"‏ )201( البقرة .<br />

فحسنة الدنيا المرأة الصالحة المحبة لزوجها المحب لها ، تحب بكل<br />

مشاعرها وكيانها وإحساسها ، وحسنة اآلخرة الجنة وتمنى الفردوس<br />

األعلى ، فكأن المرأة المحبة فردوس األرض والجنة فردوس اآلخرة<br />

، وهنا من يعيش الحب في قمة حاالته وأعلى عطائه يحصل على<br />

فردوس األرض وإن شاء هللا يحصل على فردوس السماء باذن هللا<br />

وفضله ، ومن أنعم عليه خالقه بالفردوس األرضي سيصله ال محالة<br />

بإذن هللا الى الفردوس السماوي أيضا بجوده وكرمه على عبده .<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

!!!*<br />

ولذا العاشق المحب لذاته من خالل ذات حبيبه يدفع في ذلك<br />

أثمن وأغلي ما يدفعه محب للفردوس وتاتي كلماته نابضة بصدق<br />

مشاعره ونابعة من داخل أعماق ذاته في بداية الكون تبحث عنها


لنهاية الفردوس لفردوس أخر ممتد بال نهاية ولذا الحب طريق<br />

الجنة ووسيلة المحبين لبلوغ المراد ف لن تبلغ المراد بدون بلوغ<br />

سبل المحبين العاشقين هلل سبحانه وتعالى والمحاسبين ألنفسهم<br />

الناظرين له في كل الصور وفي كل الحاالت .<br />

- الحب حالة من العطاء المتصل المستمر الذي يأخذ من نبع<br />

المحبة في ذاته ويعطيها لألخرين ولذا يجب السماع الى صوت<br />

المحبة الخالصة والحب الخالص والعمل بتأصيل الحب في الذات<br />

وإعطائه لألخرين ، وكما ق ال جبران خليل جبران " إذا اشارت المحبة<br />

إليكم ف اتبعوها .. وإذا ضمتكم بجناحيها ف أطيعوها .. وإذا<br />

خاطبتكم فصدقوها .. المحبة ال تعطي إال من ذاتها ... وال تأخذ إال<br />

من ذاتها "..<br />

- ق ال الشاعر األنجليزي الشهير جورج شامبان على لسان ف اليريو<br />

ابن الف ارس كونستازيو في مسرحيتة –<br />

All fools أخبرك أن<br />

الحب هو شمس الطبيعة الثانية يفجر ينبوعا من الفضائل حينما<br />

( 1439 ه – 2018 م )


يشرق ، وكما أنه بدون الشمس عينالعالم الكبيرة يصبح كل ما<br />

في الفن والطبيعة من ألوان وجمال عبثا في نظر الرجال.‏ كذلك<br />

ف إنه بدون الحب يصبح كل ما في النساء من جمال عبثا ، وتصبح<br />

كل الفضائل التي اكتسبها الرجال خاملة ألن الحب يظهرها مثلما<br />

تظهر الشمس األلوان ، وكما تعكس الشمس على العالم أشعتها<br />

الدافئة وتنمي الفواكه واألزهار ، ف إن الحب حينما يشع جيدا في<br />

داخل اإلنسان يولد فيه كل الثمار المشرقة الشجاعة والفضيلة<br />

واألفكار السامية إنه الفردوس والجنة في األرض .<br />

وهنا كما تكون الشمس هي المحرك الرئيسي لحركة الكون بفضل<br />

هللا وحكمته وهي التى تصنع الصور والنماء وتلبس األشياء ألوانها<br />

وحق ائقها وبدون الشمس ستشح كل األشياء من حولنا بالسواء<br />

والموت وتفقد كل الصور والحاالت تأثيرها فهكذا الحب الصادق<br />

العفيف النقي يصنع في نفوس الرجال وطبائعهم فتولد بداخله<br />

كل الفضائل وتكتسب كل الصور الداخلية الكثير من المعاني<br />

( 1439 ه – 2018 م )


والقيمة لها بالحب .<br />

الحب ق امت له الدنيا وبدأت به الحياة ، فحب هللا سبحانه وتعالى<br />

لخلقه ، خلق لهم األرض والسماء ، وأق ام لهم أسباب الحياة ، ف أشرقت<br />

الشمس وعمرت األرض بنور ربها ، وأرسل األنبياء لهداية البشر ،<br />

وأق ام الجنة للمحبين الطائعين له سبحانه وتعالى ، المحبين لذاته<br />

الطائعين له والمحبين لجنته ، والمحبين لكره المعصية والنار ،<br />

وأق ام النار للمحبين للعدل والقصاص ، فكانت األرض والسماء<br />

والخلق والجنة والنار هي عالمات الحب والحب هو أساس وجودها<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

.<br />

واإلنسان المسلم الحق مثل النسيم العليل يهب على كل واد بما فيها<br />

من أشجار ونباتات وصحراء وبشر كالمطر يهطل على األرض<br />

الجرداء فتتحول الى جنة خضراء بأمر ربها ، يمنح الحب الصادق لكل<br />

الناس بكل أنواعهم وطوائفهم وميولهم واتجاهاتهم بعيدا عن عرق<br />

او عرف او دين فهم في النهاية بشر من خلق هللا يتمنى ان


يكونوا مثله على ما يراه من الحق والتوحيد والصدق ألنه يتمنى<br />

الخير لكل البشر في الدنيا ، واألخرة في جنة هللا ويتألم إذا رأى<br />

الناس في ضالل وخداع وظلم ويخشى عليهم من اإلفساد في األرض<br />

الذي استخلفه هللا فيها في الدنيا ومن نار هللا في اآلخرة .<br />

قيل لعالم عابد ابنك قد عشق فق ال"‏ الحمد هلل اآلن رقت حواشيه<br />

ولطفت معانية وملحت إشاراته وظرفت حركاته وحسنت عباراته<br />

وجادت رسائله وجلت شمائله فواظب المليح وتجنب القببح . "<br />

الحب نجاح بإمتياز . فهو إحساس داخلي تعقبه كلمه يتبعها فكر<br />

وعمل وإبداع وحياة بكل ما فيها من بذل وعطاء وجهد وسعادة<br />

وبكاء ودموع ف الحب حياة كاملة .<br />

الحب يجعلك في صحة جيدة وسعادة من اإلكتف اء بما تحب عما<br />

سواه وهدوء األعصاب فيجعل جميع العمليات الحيوية بداخل الجسم<br />

تعمل بإنتظام وكف اءة والتوترات تختفي والتف اؤل ينتشر في<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وجدان المحب وأفكاره فيدفعه للعمل المثمر الذي يمتعه ويمتع<br />

األخرين وتزداد مق اومة الخاليا له لكل األشياء الضارة والف اسدة<br />

ف الحب مدافع ألمراض العصر والسرطانات ف إذا كنت محبه<br />

سيدتي ستتجاوزين األزمة وتعودين الى من تحبين تنثرين<br />

الضحكة واالبتسامة على كل الشف اة المحيطة بك سيدتي . ف الحب<br />

يجعلك تتف اعلين مع أقدار هللا بقدر هللا وبتف اؤل وأمل وبسمة في<br />

رحمة ربك ومغفرته وأنه يعطى اإلنسان دائما الخير<br />

وقيل أن المأمون أمير المؤمنين سأل يحيى بن أكثم –<br />

ق اضي -<br />

عن العشق ما هو ؟<br />

فق ال هو سوانح تسنح للمرء ، فيهتم بها ق لبه ، وتؤثرها نفسه .<br />

فق ال له ثمامة : اسكت يا يحيى ! إنما عليك ان تجيب في مسألة<br />

طالق أو في محرم صاد ضبيا أو قتل نملة ، ف أما هذه فمسائلنا نحن<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

–<br />

وكان ثمامة شاعر –


فق ال له المأمون : ق ل ياثمامة ، ما العشق ؟<br />

فق ال ثمامة : العشق جليس ممتع ، وأليف مؤنس ، وصاحب ملك<br />

مسالكه لطيفه ، ومذاهبه غامضة ، وأحكامه جائزة ، ملك األبدان<br />

وأرواحها ، والق لوب وخواطرها ، والعيون ونواظرها ،<br />

والعقول<br />

وآراءها ، وأعطى عنان طاعتها ، وقود تصرفها ، تواري عن األبصار<br />

مدخله ، وعمي في الق لوب مسلكه.‏<br />

فق ال له المأمون : أحسنت وهللا ياثمامة وأمر له بالف دينار .<br />

- فقد صور الشاعر العاشق الحب بجليس وأليف وصاحب حكم<br />

وسلطه على محبه وأحكامه غير ق ابلة للتفسير أوالتعليل أو الفهم<br />

فيكفي أنه محب يمتلك عليه ق لبه وما فيه من خواطر وأهات ،<br />

والعيون وما ترى وما تسمع وما تفكر ، والعق ل وتصرف اته ، ويكون<br />

بمكنون النفس في داخلها مثل الروح التروي ولكن تشعر بها .<br />

- وتسكن اليها وتتق ابل وتتمازج وتتحد في منظومة كما كل<br />

األشياء في الكون من حولنا ولذا ف الحب ق انون كل شيء من حولنا<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ال يتدخل فيه اإلنسان فهي منظومة من فراشة تطير على زهرة<br />

رقيقة بكل الحب فتجمع منها الرحيق وتنق ل معها حبوب اللق اح<br />

والنمو واألستمرار واألزدهار بشكل بديع متناسق وتعطيك من<br />

حالوتها ولذا في النهاية يقول لها إذا لم تكوني معي ف ليس معنى<br />

لكل األشياء ف إذا انتف وجود الحب ف لن يكون هناك معنى او<br />

قيمة للكون بما فيه مهما كبر ومهما اتسع أو ضم أو رحب ف ال<br />

وجود بدون الحب ف ال أمومة وال طفولة وال حياة بدون حب على<br />

األق ل ولو درجة من درجات الحب واألمل في الغد المشرق .<br />

الحب عند القدماء المصريين :<br />

- قد وجد مكتوبا لفتى لجلب محبة حبيبته واستمالتها " ياحور<br />

أجعل ( ف النة بنت ف الن ) تتبعنى كما يتبع الثور علفه ويتبع<br />

القطيع راعيه وسرب البط ق ائده " . وهنا سيدتي كانت عق لية<br />

الفتى العامل الذي استوحي تشبيهاته وتعبيراته من خالل ممارساته<br />

اليومية في البيئة المحيطة به من خالل عمل متصل وشق اء في البحث<br />

( 1439 ه – 2018 م )


عن الذات .<br />

‏-وقد وجد مكتوبا لفتاة في تعويذة مماثلة " قم وأربط من أهواه<br />

ليكون حبيبي .. ليبقى كالق الدة حول عنقي واألسورة حول معصمي<br />

، ال تجعل عين الشر تفصل بيننا او تبعده عني " وهنا روعة التصوير<br />

والتشبيه للفتاة العاشقة وصورها المرتبطة بحياتها اليومية من خالل<br />

الحلي والجواهر والدعة ولكن تظل أنشودة جميلة ورقيقة من<br />

الممكن ان يهديها عاشق محب إلى ساحرته حتى اليوم ولو بعد<br />

مرور آالف السنين.‏<br />

ف الحب والق لب واحد من قبل وبعد آالف السنين ولكن تختلف<br />

التعابير والصور باختالفالبيئات وتظل هناك كلمات خالدة لها<br />

داللتها وتأثيرها الذي يتجاوز الزمان والمكان ويمر على مر<br />

العصور يشعرك بحين الكلمات ودفيء الق لب بالمشاعر .<br />

دستور سيالدون في الحب في األدب الفرنسي :<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

-<br />

ناخذ من قصة أونورية دور فيه المشهورة أستريه وهي قصة


غرام الراعية أستريه والفتى سيالدون وكان دستور سيالدون في<br />

الحب هو دستور الهوى الشاعري العفيف ويتلخص في ثماني .<br />

- سنكتب ماق ال وتكتب ما نقول نحن عليه :<br />

‏-كن مفرطا في حبك -<br />

ونقول كن محب في كل األشياء وليس<br />

1<br />

مفرطا،‏ ف الحب اعتدال ونجاح ، كن محبا في تعاملك في صوتك<br />

في حديثك في تفكيرك محبا لخالقك ، محبا لنبيك ورسولك ، محبا<br />

لكتابك وعقيدتك ، محبا لذاتك ، محبا لفتاتك ، محبا في كل<br />

لحظات حياتك حتى لحظة النوم والممات ، كن محبا في يومك<br />

وليلك وفكرك وسكونك وصمتك ، كن محبا في كل األشياء<br />

وجميع األشياء من حولك.‏<br />

- ال تطوي ق لبك على عاطفة أخرى ملتهبة غير هذا الحب –<br />

2<br />

نقول محبا لكل األشياء حتى حب الكره الذي يجب ان يكره فتجعل<br />

الحب دستورك وق انونك الحقيقي لوجودك حتى لحظات الكره<br />

والبغضاء تخرج من رحم الحب ، فتحب القتل للظلمة والمعتدين ،<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وتحب النار للجبارين والطغاة .<br />

أحبب أمرآة واحدة فقط –<br />

نقول أحبب كل األشياء من خالل<br />

-<br />

3<br />

امرأة واحدة فقط ، فسكون الليل هو صمتها ، والنهار هو ضحكتها<br />

وحركتها ، والشمس هي ضيائها ، والقمر هو نورها ، وبسمه الطف ل<br />

الصغير هي بسمتها ، والدمعة الحزينة التي تنساب من أم ثكلي<br />

هي دموعها تجدها في كل األشياء ومن حولك في كل الصور،‏<br />

كن محبا للمرأة واحدة تراها كل النساء وكل الكون بما فيه من<br />

صور ومعاني من تضارب وتضاد من توافق واتحد .<br />

ف ليكن همك األوحد إسعاد المرأة التي تحبها –<br />

نقول ف ليكن<br />

-<br />

4<br />

همك إسعاد ذاتك في كل األشياء وكل الصور ف إسعاد ذاتك<br />

إسعاداً‏ لها ، وإسعادها غاية ذاتك ، بسمتها ‏،ضحكتها ، أملها في<br />

الغد المشرق هدفك وغايتك ، إسعاد الكون من حولك في كل<br />

األشياء في لمسة الحنان والصدق والرحمة بحيوان او زهرة حتى<br />

بجماد إسعاد لها ورقة لمعانيها وصورها فربما تلمسه يديها في يوم<br />

( 1439 ه – 2018 م )


او تسقط عينه عليه في لحظة ,<br />

ف ليكن همك إسعادها من خالل إسعاد كل من حولك وإسعاد<br />

ذاتك في ذاتها .<br />

- دافع عن محبوبتك ضد كل أذى أو عدوان –<br />

نقول دافع<br />

5<br />

عن كل مظلوم ، عن كل محتاج ، عن كل بائس شقي أعطى<br />

االبتسامة واألمل لكل المحتاجين والمتعطشين لألمل واألمان والحلم<br />

الجميل الرقيق في المستقبل فهذا دف اعا عن محبوبتك دف اعك<br />

عن كل األخطاء في ذاتك عن تصحيح نفسك دف اعا عن محبوبتك<br />

ضد كل أذى حتى ولو أذى ذاتي بداخلك دافع عنها بتصحيح<br />

ذاتك للتوافق مع ذاتها كما تشتهيك وتحب ان تجدك.‏<br />

-<br />

انظر إليها باعتبارها كاملة في كل الصف ات –<br />

نقول انظر<br />

6<br />

اليها باعتبارها القياس والنموذج لكل األشياء فكلماتها نغم وصوتها<br />

لحن جميل في األذن ورؤيته عينها حلم عيونك وأنس جفونك وعناق<br />

ليلك فهي بكل ما فيها بكل صورها هي القياس والحلم والنموذج<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الرقيق الكامل الذي يحتذى ويتصور من خاللها ومن خاللك.‏<br />

ال تكن لك إرادة غير إرادتها –<br />

نقول لتكن رغباتها وأحالمها<br />

-<br />

7<br />

وأفكارها هي رغباتك في أعماق نفسك وقمة أحالمك وإرادتك<br />

تنساق مع إرادتها في إرادة مشتركة ترى الكون هو لحظة العناق<br />

واالستسالم تعلن عن إرادة محبين تصنع عالماً‏ من الكلمات<br />

والمعاني والصور واألحداث ،<br />

تصنع بسمة وأمل ويوم سعيد وغد مشرق باألمل والفكر والعمل ،<br />

نتحد في إرادتنا لنحقق حلمنا المشترك عالم جميل رقيق من الحب<br />

ومن العناق والبحث عن ذات في ذات.‏<br />

لتعد بأن تظل مقيما على حبها على الدوام –<br />

نقول إذا كانت<br />

-<br />

8<br />

هي من تراها في كل األشياء من حولك وترى كل الصور من خاللها<br />

وتدافع عنها وعن األطف ال واأليتام واألرامل والصور المشوهة<br />

والحاالت المحتاجة واألصوات الخانقة الباكية ، إذا كانت هي<br />

ادارة حلم الغد واليوم وأمس ، ف لن تكون ذاتك إال من خالل<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ذاتها ، تتحرك بداخلك ال تراها ولكن تشعر بها في كلماتك في<br />

صمتك في همسك في لمسك في سكونك وحركتك فهي كل<br />

األشياء والمعبرة عنك ، كالروح في الجسد ف لن تكون سوى امرأة<br />

واحده مهما<br />

بعدت أو طالت المساف ات واألماكن ، مهما أشرقت<br />

من الشرق أو غربت من الغرب ، شمس من الشرق أوقمراً‏ من الغرب<br />

يسير بجوارك او تراه يبعد عنك في جبال اسبانيا والهمااليا او فوق<br />

سفوح التبت فهي في ذاتك في كل األشياء من حولك ‏.تشعر بها<br />

بمجرد ما تسمع صوتها في أول لحظة ترفع سماعة هاتف وتقول لك<br />

" الوو"‏ تشعر بحالة من العناق واألستسالم ارتق اء هضاب وجبال<br />

تتشبث بثناياها وهبوط في وادي عميق تسقط في بئر عميق بين<br />

ضفتي شاطئ مع كلمة " الوو"‏ من شفتيها تسقط على أذنيك<br />

فتصيبك بحالة من نشوى اللق اء والعناق واالستسالم لرغبات الذات<br />

والجسد في كلمة تعطي صورة وصورة تعطي حياة .<br />

‏-تتسائلين فتاتي الرقيقة وابتسامة استغراب على شفتيك وتقولين<br />

( 1439 ه – 2018 م )


هذا سيدي خيال مفرط في عق لك أنت ومن الواضح انك لم تبرح<br />

الصبي الصغير الذي ينظر للنيل ويري الحسناوات يتضاحكن وهن<br />

يغسلن مالبسهن على صفحته فتأملهن عروس البحر أو ساحرات<br />

اإلغريق وآلهة الجمال لديهم ؟<br />

نقول لك فتاتي الرقيقة انتظري دقيقة أليس من الممكن أن<br />

يتوحد عق ل رجل ورجل أو عق ل امرأة وامرأة أو عق ل رجل وامرأة في<br />

أمور كثيرة من حولنا حتى في أمنياتنا ، وأعلمي إذا اتحد الهدف<br />

والغاية وتعلمنا فنون العمل نتحد ونتمازج في األفعال ونأتي بأجمل<br />

األصوات واأللحان.‏<br />

- أليست الفرق الموسيقية تتوحد في لحن واحد ينساب من فوق<br />

كل اآلالت في نسق كأنها يد واحدة فقط تعزف في تلك اللحظة<br />

مع أنهم عديد من األيدي والصور ولكن اتحدوا في الهدف<br />

وتعلموا كيفية التعبير فكان كل واحد منفردا في ذاته متحدا<br />

مع اآلخر وربما ال ينظر إليه أو يسمع إليه أليست تلك حقيقة موجودة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ظاهرة .<br />

‏-فتاتي الم تشاهدي طائر يطير من قبل هل يطير بجناح واحد أم<br />

بجناحين يرفرف على العالم في سالم فربما أحدهم أعلى واآلخر<br />

أسف ل منه يساعده في دورانه ليصل إلى تحقيق الهدف والغاية .<br />

الحب طائر رقيق إذااتحد جناحيه بين الرجل والمرأة وتم تحديد<br />

الهدف سرعان ما يصبح الطيران متعة في ذاته ف الوصول إلى<br />

الهدف متعة كاملة كمتعة الحصول على الهدف ذاته .<br />

ونحن نقول ونؤمن انه إذا توحدا على الهدف واتفق ا على الوسيلة<br />

وتعلما فنون األداء يصبحان غاية واحدة فكرة واحدة جملة واحد ة<br />

صورة واحدة ليست هي هو ، وال هو هي ، ولكن هما شخص جديد<br />

مزج هي في هو للبحث عنهم في هم في كل األشياء من حولهم<br />

سيدتي .<br />

- نقول أيضا من كنت له كل األشياء ، كل الصور ، الحلم<br />

والمستقبل ؟ ماذا يكون لك ؟ أليس من المنطقي أن يكون لك<br />

( 1439 ه – 2018 م )


.<br />

كل األشياء نفسها بنفس القوة والدرجة وتزداد يوماً‏ بعد يوم ؟<br />

ما جزاء الحب إال الحب ، ف الحب الصادق الحقيقي النابع من حب<br />

الكون في كل صورة أليس جزاءه الحب في كل األشياء ، وأعلمي<br />

إن لم نحصل على من يقدر حبنا في أشخاص رجل أو أمرآة فسنحصل<br />

في تعاملنا في بسمتنا في التف اؤل واألمل في السعادة ونظرة<br />

االمتنان في الدعوات التي تصعد للسماء تدعوا هللا أن يحفظك<br />

ويسدد خطاك ، ستحصلين عليه أكيد أكيد ربما اليوم أو غدا أو<br />

بعد غد أو في نهاية المشوار وقبل الغروب بلحظات فسيأتي ال<br />

محالة ربما في اللحظة التي تشعرين انه لن يأتي وتدرين الوجه<br />

ألخرى فتجديه في ابسط الصور وأسهل الكلمات واصدق التعابير<br />

في كلمة تتبعها جمله تالحقها فكرة وإحساس يشبعها الحلم والرغبة<br />

- ما نقوله أنه مستحيل الحصول على شربة ماء باردة في صحراء<br />

وقت الظهيرة في أيام الصيف ، ويسير يسر الحصول على شربة ماء<br />

( 1439 ه – 2018 م )


باردة من نبع مياه في ليالي الشتاء الصافية .<br />

فإذا كنت في صحراء في ق لبك وفكرك وعق لك وبيئتك ومن<br />

حولك ف أنت كمن يبحث عن شربة الماء في الصحراء وقت الظهيرة<br />

ولن يجدها ، فسيجد الماء سراب واألحالم سراب،‏ والعمر يتسرب من<br />

يديه ويدفن فوق رمال متحركة لن يترك له أثرا أو عالمة أو بصمة ،<br />

ولن يمر على صاحبه لحظة سعادة أو هناء أو راحة بال ونوم عين<br />

وإغماض جفن على سعادة حقيقة .<br />

أم أنت على نبع مياة صافي ينحدر من أعلى فينزل ماء بارد نقي<br />

ينعش الروح والعق ل قبل الق لب فهل تجدين صعوبة أن تحصلي على<br />

رشفة ماء باردة وأنت على هذا النبع .<br />

ف األساس أين نحن من أنفسنا من الحب ؟ وأين نبحث عن شربة<br />

الماء في صحراء الربع الخالي ذات الرمال الغادرة أم في نبع أهدن<br />

الصافي المنحدر من أعلى الجبل ؟ وماذا أعطينا لننال شربة الماء ؟<br />

- كوني أنت هي أنت من يبحث عنها الحب وسيأتي اليك في<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ذاتك في لحظات بكل يسر وسهولة ، ف الحب يأتي ويختار ويسقط<br />

علينا في كل يوم وكل لحظة ولكن هل نحن مستعدين الستقباله<br />

والتعامل معه ولكن كيف نتعامل معه وما الطريقة المثالية لذلك<br />

التعامل وهنا يختلف كل فرد منا فمنا من يجيد السماع إلى دق ات<br />

ق لبه ويعبر عنها فيسمع ويقرأ ذاته جيدا ويعبر عنها فيستمتع<br />

ويمتع ، ومنا من يقف على صحراء العمر اليرى سوى الرمال<br />

العاصفة ولون االصفرار في كل األشياء فكيف سيعرف أن الحب<br />

يطرق بابه.‏<br />

- من يري الحب حياة وعشرة ومعاشرة ومالطفة وسفر وزاد لرحلة<br />

العمر المشتركة ، نشيد ق لعة جدرانها أحداث وأفعال نتركها<br />

شامخة على الصخر ، فنضحك تارة ونبكي أخرى ، ونهرول لحظة<br />

ونسقط لحظات ، فنتشبث بأنفسنا نحتمي بضلوعنا ، نتدثر باآلخر في<br />

عري الحياة ، نتدف أ بآهات األنفس وزفير الروح في برودة العيون<br />

والبشر ، نرى أحالمنا تنمو وتكبر مع اليوم والعمر وتقترب الزهرة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الرقيقة أن تثمر فهذا حب حقيقي يعيش بعد العمر بعمر ويعمر<br />

من األرض إلى السماء ويمتع أصحابه حتى في لحظات الخوف وهم<br />

يتعانق ان وينزويان في جانب من العالم الكبير ال يريا سوى دموع<br />

تجفف دموع وأيادي تحن على لمسات تائهة في طريق تقول لها<br />

غدا أن شاء هللا سيكون لنا ف اليوم متعة األلم والبكاء وغدا متعة<br />

الضحك والسعادة من جديد .<br />

ومن يراه لحظات من النشوى واللذات سرعان ما تذهب وتترك<br />

بداخلك الحسرة اوالندم واأللم أو تمر أمامك ف ال تراها وال تشعر بها<br />

والتعبر ألن بداخلك صحراء لن تعطي في يوما نبع الماء .<br />

وجوه الحب :<br />

وللحب وجوه عديدة وصور متنوعة وليست وجوه سبعة كما يقول<br />

أنريه موروا يراه سبعة أقنعه أو وجوه فهو تارة عفيف وتارة عنيف<br />

وتارة طاهر وتارة ف اجر وتارة خيالي وتارة مثالي وتارة ناري واختار<br />

موروا نموذج لكل وجه من قصص الحب السبعة في األدب الفرنسي<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ونتحدث عن جزء منها لما فيها من نماذج من المحبين والبشر نراها<br />

وتق ابلنا في أنفسنا وفي اآلخرين من حولنا ونحن إذ نورد النص<br />

كما هو نعلق على ما نراه ونبدي رأينا فنجد انه أعطى لكل نموذج<br />

من الحب اسم وقصه هكذا :<br />

الحب العفيف الف ارس النبيل –<br />

دي الف اييت.‏<br />

قصة األميرة دي كليف –<br />

لمدام<br />

الحب الرومانتيكي –<br />

قصة جوليا –<br />

لجان جاك رسو.‏<br />

الحب الحرام –<br />

قصة العالق ات الخطرة – كوديرلوس دي الكلو.‏<br />

الحب الخيالي –<br />

قصة مدام بوف اري –<br />

لجوستاف ف لوبير<br />

الحب الناري –<br />

قصة األحمر واألسود – ستندال<br />

- نتحدث عن الحب في قصص األدب العالمي خصوصا الفرنسي<br />

رفيقة حلم الصبي الصغير المتدرج معها الحب العذري الجميل<br />

الرقيق إلى الحب الرومانسي الى الحب األف الطوني المجرد من<br />

الرغبة إلى الحب الخيالي إلى الحب الذاتي الحقيقي فتحول مع<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الوقت والرغبة والحلم بين وبين ، تراجع تارة ، وانزوى أخرى<br />

وتالشي حتى اخت<strong>فى</strong> في لحظات في زوايا بعيدة من النفس ،<br />

واقترب حتى تعانق مع القمر في لحظات التوحد وهكذا دارت<br />

اللحظات بين قريب وبعيد ورفيق وغريب ، ولكن يظل بداخلك<br />

ق لب ينبض ويحتاج إلى الحب إلى رؤية عين من يحب ويعلم أن<br />

أجمل ما في الكون عيون امرأة يعشقها يراها ، كل العيون يراها<br />

زرقة السماء واتساعها والبحر وانسياب أمواجه والقمر وضيائه<br />

والزهر وبسمته على قطرة الندى في ساعات الصباح الباكر في<br />

سكون الكون يراها كل العيون وكل الصور في الكون.‏<br />

الحب العفيف –<br />

قصة مدام دي كليف –<br />

لمدام دي الف اييت<br />

ومسيو الروشفوكو<br />

- قصة "" مدام دي كليف "" لمدام دي الف اييت ومسيو<br />

الروشفوكو<br />

( 1439 ه – 2018 م )


– حيث إحساس الحب الذي تشعر بطلة القصة مدام دي كليف<br />

مع ميسو دي نيمور – حيث يقول لها " إن النساء يحكمن على مبلغ<br />

حب الرجل لهن بمقدار تف انيه في إظهار شعوره نحوهن .. ،<br />

ومالزمته إياهن في الغدو والرواح وهذه مهمة يسيرة وسهلة للغاية<br />

ال سيما إذا كن جميالت ، إما المهمة العسيرة حق ا في حرمان الرجل<br />

نفسه من مسرة مالزمتهن وتجنبه االقتراب منهن خشية عيون الناس<br />

، بل خشية ان يلحظن هن أنفسهن شعور الرجل نحوهن " ...<br />

وهنا نجد مدام دي كليف تحركت من قوة الواجب والمجتمع<br />

واألخالق الصارمة التي ربتها عليها أمها ف لم تضعف أمام حبها<br />

الحقيقي ولكن أيضا لم تستطع إسعاد من أحبت أو إسعاد من<br />

احترمت ، فمات األول ‏-زوجها-‏ كمدا وضاع الثاني ‏-حبيبها-‏<br />

عبثا<br />

، وأغلقت حياتها حبيسة –<br />

فكانت النتيجة الجميع خسارة ونحن ال<br />

نراه هذا حباً‏ ف لن تتحد الخسارة والحب نهائيا ‏،ف إذا وجد الحب البد<br />

ان يكون هناك النجاح والتقدم وهنا تكمن قوة وفهم العقيدة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


والدين الذي يتجلي في كل الصور يصحح الخطأ ويعدل االعوجاج<br />

ويصحح المسار المنحرف بما يتماشي مع الطبيعة والغريزة المقبولة<br />

في إطارها الشرعي الصحيح ومن عظمة تشريع القرآن الكريم انه ال<br />

يحاسبك على التفكير او الشعور لكن يحاسب على القول والعمل<br />

فقد كان شعورها ذاتيا داخليا ال غبار عليه ولكن ما أنت محاسباً‏<br />

عليه ماذا ق لت وماذا فعلت .<br />

وهنا مدام دي كليف أخطأت في القول نتيجة الخطأ في الفهم<br />

والتفكير ف أخطأت العمل ، فجاءت كارثة النتائج بأنها أشقت ذاتها<br />

وأشقت من حولها . ولذا نجد أن التفكير والمعرفة هي السبيل الى<br />

الحب الصحيح والتعبير عنه وفهمه طبيعة األشياء بصورة حقيقة هي<br />

من تعطينا السعادة الحقيقة ف السعادة ليست في األلم والدمار<br />

والقتل ، السعادة في األعمار واالزدهار والحق والخير والجمال<br />

.<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الحب الرومانتيكي : قصة جان جاك روسو-‏ جوليا أو هيوليز<br />

الجديدة -<br />

- يحاول روسو من خالل المعلم سان بريو لتلميذته التي أحبها جوليا<br />

بنت الطبقة األرستقراطية كتم الحب فترة ولم يجد مفر من أن<br />

يرسل لها رسالة يقول فيها " ولم ال افرض أن ق لبينا ينبضان بعاطفة<br />

واحدة ، كما يخيل إلي ؟ أنه ليحدث أحيانا أن تلتقي أعيننا فجأة ،<br />

فتفضح التأوهات مشاعرنا ، وتنهمر من مآقينا الدموع ! أواه ،<br />

ياحبيبتي جوليا ، لو يكون اتحاد روحينا إلهاما ! لو تكون السماء قد<br />

أعدت كلينا لآلخر .. دون أن يحوجنا األمر إلى الفرار ؟<br />

وهنا تجدي فكرة التوحد في التفكير والهدف والمشاعر يجعل<br />

شعور المحب أن الق لبين ينبضان بعاطفة واحدة . حتى عندما يقول<br />

لها إن صمتها وعدم مباالتها ستجعله يذهب كتبت تقول له " كال<br />

ياسيدي .. إن الرجل الحق – كما تعتبر نفسك – اليفر أو يهرب ..<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وإنما قد يفعل أكثر من ذلك.‏ "<br />

وهنا مبدأ مهم جدا في تفكير المرأة العاشقة إلى الرجل الحق<br />

الذي تحب ف ليست مجرد كلمات الحب تنساب والدموع تذرف<br />

هنا وهناك أو بكا وعويل بل الحب مواجهة وفعل أكثر من ذلك<br />

ولكن كيف ؟<br />

نحن نعتبر ان المقياس الحقيقي للحب فيما بعد الكلمات<br />

واللق اءات والزفرات ف إذا لم تتعدى األقوال إلى أفعال وأعمال<br />

فهي حالة رغبة جسدية أو نفسية فكرية ان يشعر اإلنسان انه يحب<br />

شخص ما او هناك من يحبه ، ولكن ليس حب حقيقي في معناه<br />

الرئيسي.‏<br />

وعندما يفهم رسالتها ورده عليه خطأ ويقول"‏ أن تدعينني إلى<br />

االنتحار ! حسنا سوف اقتل نفسي ، فهذا أق ل ألما من الفرار بعيدا<br />

عنك " تجيبة " يا لحماقة الشباب … إذا كانت حياتي غالية عندك<br />

، ف ال تمس بسوء حياتك<br />

" !<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وهنا يأتي قيمة الفعل اإليجابي الذي يكمل معاني الحب ويساعدها<br />

على االزدهار والنمو في كنف الطبيعة الرحبة المحبة للحياة<br />

المبدعة المعمرة لألرض ومن عليها المحققة لنضرة و جمال الطبيعة<br />

فنحن نرى أن جمال الطبيعة وزقزقة العصافير وخرير الماء من نبض<br />

وطاقة الحب الحقيقي وهي اللون والمعنى لكل الصور الجميلة في<br />

الكون من حولنا.‏<br />

الحب مشاعر ولكن عمل نابع من فهم حقيقي لألمور وتعبير صادق<br />

عما يشعر به ومحاولة جادة حثيثة لتحقيق ما يصبو إليه ويتمناه<br />

سيدتي .<br />

ولذا تقول له في موقع أخر " كن ف اضال أو احتقرك .. واحترمني أو<br />

أتركك " وهذه دعوة قوية وصريحة إلى التزام العفة قبل كل شيء<br />

آخر وان كان في موضع آخر تتغلب الرغبة الذاتية الشخصية<br />

لطبيعة البشر في ان يقبلها ويقبل ابنة عمها كالرا عندما التقيا في<br />

الحديقة وهنا يق ارن روسو بين فعل الواجب وفعل الرغبة وهذه<br />

( 1439 ه – 2018 م )


مق ارنه قريبة من الحقيقة فعال في أن تأتي فعل بمجرد الواجب<br />

المفروض عليك من التزام تجاه األخر وبين فعل تأتيه بواقع الرغبة<br />

والحب الذاتي الداخلي فيقول عن لسان سان بريو " وحين دخلت<br />

الغابة أدهشني أن أري ابنة عمك تقترب منى ، ثم تسألني في<br />

مذلة مصطنعة أن أمنحها قبلة .. ف أذعنت لطلبها ، دون أن أفهم<br />

اللغز الغامض ! .. ورغم جاذبيتها التي تعرفينها ، ف إنني لم أحصل<br />

من قبل على برهان أقوى إقناعا بانعدام لذة المشاعر التي ال تنبع<br />

من الق لب ، من البرهان الذي حصلت عليه لحظة إذ ، حين قبلتها !<br />

ولكن ما كان أشد اضطرابي ونشوتي بعد لحظة حين شعرت<br />

ويداي ترتجف ان رجفة لطيفة –<br />

بشفتيك الورديتين تلتصق ان<br />

بشفتي .. وأنا بين ذراعيها !! وبأسرع من البرق الخاطف سرت<br />

في روحي نار مف اجئة ، النار التي تسري مع تنهداتنا من شف اهنا<br />

الملتهبة .. وغاص ق لبي في جوفي وقد تملكته غبطة ال تحتمل ..<br />

وبغتة رأيت لونك يتغير ، وعينيك تغمضان ، ثم استندت على ابنة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


عمك ، وسقطت مغشيا عليك ! .. وعندئذ أطف أ الخوف والق لق كل<br />

نشوتي ، واختفت سعادتي كما يختفي الظالل " ..<br />

وهنا مق ارنة قوية بين تأثير القبلة المفروضة عليه من الخارج<br />

وإحساس الواجب والموقف والقبلة المفروضة عليه من داخله<br />

وإحساس العالم المختلف في الشكل والمضمون والروح وهنا ف ارق<br />

كبير بين الحب وحالة الحب فحالة الحب تكون لكل قبلة لكل امرأة<br />

مهما كانت طعم ومذاق ف القبلة قبلة والمرأة امرأة والطبيعي أن<br />

تتأثر بها ولكن تأثير يكون يكون بين حالة من االقتراب من<br />

العدم أو إحساس األلم وأخرى بين عالم يختلف في ثنايا قبلة<br />

ومشاعر تتولد تتفجر من مكنونات النفس في لحظات في لمحة من<br />

قبلة تسقط على أخرى فتتبدل األرض غير األرض والمكان غير<br />

المكان ويتوقف الزمان وتكون ما بين سماء وأرض في لحظات<br />

فتكون في األعلى التصاق ا والتق ائا وعناق ا وتكون بعدها في<br />

األسف ل هبوطا وألما وندما وق لبا يئن من جراح بين ما اخذ ويريد<br />

( 1439 ه – 2018 م )


المزيد ومن بين الخوف من الحرمان والق لق على ما فعل وهنا<br />

تتضارب مشاعر الرغبة والخوف والرجاء واألمل فتلك لحظة حب<br />

حقيقية .<br />

الحب الحرام –<br />

قصة العالق ات الخطرة " كوديرلوس دي ال كلو"‏<br />

وتبادر إلى الذهن سؤال هل الحب حرام أم حالل ؟ نقول الحب في<br />

ذاته مثل كل األشياء األصل فيها الحل ولكن تأتي المرحلة الثانية<br />

هو الفعل أهدافه أساليبه دوافعه ونتائجه،‏ ودرجة موافقته لما<br />

تنص عليه الشريعة أو ينحرف عنها ، وما نوع االنحراف ودرجته هل<br />

ذاتي شخص يؤثر على الشخص فقط ‏،أم انحراف يتعدي تأثيره<br />

على الشخص إلى اآلخرين ويسلبهم حقوقهم خصوصا إذا اقترن<br />

برغبة التدمير والعبث وتحقيق األلم لألخر فهذا قمة الظلم والخطاء.‏<br />

بمعنى يمكن أن أحب فتاة ال يحق لي أن أحبها وأتأثر وأكتم في<br />

نفسي فيكون التأثير والصراع ذاتي شخصي نعم هناك ضرر<br />

ولكن أق ل الضرر ، ويمكن ان أقيم معها عالقة تؤثر عليها وعلى<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بيتها وأسرتها وهذا الفعل المرفوض تماما ألن التأثر تحول إلى<br />

آخرين من أجل أن تشبع نزوة أو رغبة ذاتية شخصية ، لشخصية<br />

تفتقد إلى الثقة في النفس وللفراغ النفسي والكره الناتج من<br />

تركيبة الشخصية وإحساسها بالفشل في إق امة الحب الصحيح فتجد<br />

العبث في األشياء من حولها وتدمير كل عناصر الخير لدى<br />

اآلخرين لمجرد التدمير .<br />

نجد المركيزة دي ميرتوي نتيجة خيانة الكونت دي جيركور لها<br />

تظهر الجانب الشرير المظلم في نفسها وتحيك الدسائس والمكائد<br />

ويساعدها الكونت دي ف المون وهو عابث ال يحقق سوى األلم<br />

والدمار ولم يشعر بلذة او متعة إال متعة تحطيم الذات ف إحساس<br />

اإلنسان بقسوة ورغبة الظلم والتدمير وترك الديار خربة مهجورة<br />

لهو أكثر من شيطان ، ف الشيطان له هدف وغاية وواضح في إعالن<br />

أهدافه ولكن هذا يدمر من أجل الدمار ذاته وعندما تتحد<br />

الرغبة في التدمير بين شخصين يتفق ا على أن يعمال سويا ويشرعان<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بالقرب من بعضهم ولكن كل واحد منهم ال يثق بصديقه فنحن<br />

شركاء في الجريمة ونعرف أنفسنا جيدا فكالنا يعرف أن رفيقه أق ل<br />

من أن يكون شيطان بشع مدمر .<br />

فنجد ان دي ف المون ينجح إلى إق امة عالقة معالفتاة الصغيرة<br />

سيسيل علما بان من سهل له االتصال بها هو زوج المستقبل لها<br />

الشيف اليية دانسينى –<br />

وهنا نرى الحب ذاتي شخصي ال يتطلع عليه<br />

احد مهما كان درجة عالقته بين الطرفين ونعتقد ان المحبين حالة<br />

من االنغالق على ذاتهم ولذاتهم بعيدا عن أي سرد أو حكاية او<br />

معاونة أو دعم من آخر ‏.فمن يكون محبا ال يحتاج إلى صديق او<br />

رفيق او مساعد.‏<br />

وأدعياء الحب تجدهم يهيمون في كل أنثى إما انتق ام من احتق ار<br />

أو خيانة من عالقة سابقة ينتقم منها في كل الق ادمات ، وإما نتيجة<br />

للنجاح الذي صادفه في اكتساب عالق ات مع النساء يشجعه ذلك<br />

في عالق ات أولى وثانيا لتحقيق االنتصار تلو األخر مما يسقط على<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الشخصية كثير من عناصر تحتاج إليها الستكمال بنيانها المهدم<br />

علما بأنه لن يق ام له بناينا في يوم ما بل قصور على رمال متحركة<br />

أمام موج البحر العاتية الصاخبة في مسارات الحياة فسرعان ما<br />

يذوي مهجورا وحيدا منبوذا من ذاته قبل اآلخرين . ونستطيع أن<br />

ننظر كثيرا لعديد من الشخصيات الحقيقة كانت الملء العيون<br />

واألذان امست وحيدة عجوز مدمرة أو قتيلة أو تستدعى الشفقة<br />

واإلحسان . ف الطريق المستقيم طريق كل النجاح والعزة والكرامة .<br />

فنجد شخصية مدام دي تورفيل المرأة التقية المحبة لزوجها صاحبة<br />

المبادئ الصارمة وقعت في المشكلة عندما دخلت من مبدأ أنها<br />

تنصح األخر وتحاول هدايتها ف المبادئ ربما تبدأ سامية ونبيلة<br />

ولكن سرعان ما تتحول وهنا قياس لألفعال الشر في اإلنسان هل هي<br />

من النفس األمارة بالسؤ بطبعها أم من الشيطان ولمعرفة ذلك إذا<br />

كانت من النفس تأتي من نفس الهدف كل مرة فمثال تريد أن<br />

تق ابل فتاة فتقول أق ابلها ألني أريد أن اقبلها وكل ما تطرد الفكرة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


تعود لك من جديد على نفس الصورة وبنفس الفكرة وهنا تكون<br />

وسوسة نفس ‏.وسوسة الشيطان تأتي إليك وهي ترتدي مسوح<br />

الرهبان والوعاظ المرشدين فيأتي إليك بأنك تذهب لكي تنصحها<br />

وتهديها على طريق الصواب وهذا فعل خير هذه واحدة فتجدي<br />

عالق ات كثيرة تبدأ بهدف الصداقة والنصح والمساعدة والهدف<br />

في ذاته نبيل ولكن الشيطان يأتي في األفعال التالية –<br />

ف العالقة<br />

بين شاب وفتاة ليست بين طرفين بل أربع أطراف يتحاورون هم -<br />

الشاب لديه رغبة ويشحذ لها كل الوسائل لتحقيقها ويساعده<br />

شيطانه يدله فهذان طرف ان واألخر فتاة ترفض وتأتي بالموانع<br />

‏)الدين الخلق الواجب الشرف العفة المجتمع ) ومعها شيطانها<br />

يساعدها على ان تقبل فيكون ثالثة أطراف على طرف واحد ففي<br />

النهاية البد أن تستسلم ولو في كلمة أو جملة تكون هي باب<br />

النهاية كما حدث لمدام دي تورفيل عندما في النهاية استقبلته<br />

ألنه سيعتزل العالم وكان القرار دعينى أنالك أو أموت وهنا سقط<br />

( 1439 ه – 2018 م )


مغشيا عليها وبدأت<br />

سلم النهاية في دخولها الدير ثم الموت .<br />

ونقول إن الفرق بين من يحب اآلخر ومن يحب ذاته فقط . من<br />

يحب يطلب أشياء مستقبلية وفكرة للمستقبل وإحساس لالثنين معا<br />

ويبحث عن مطالب في أساسها وجوهرها مطالب تحقق غايات<br />

ورغبات للطرف األخر،‏ ومن يعيش حالة الحب يطلب أشياء لحظية<br />

وقتيه تشبع رغباته هو.‏<br />

ونجد الفتاة الصغيرة سيسل التي أخطأت ف استسلمت إلى تكرار<br />

الخطأ واالعتياد عليه وهنا يأتي دور وفكر العقيدة في أن الخطأ<br />

وارد من كل األشخاص ولكن النتائج المتتالية هي التى تقرر<br />

مقدار وحجم هذا الخطأ ومدى تأثيره على الرجل او المرأة .<br />

وهنا يجب العمل على تقييم الحدث بعد وقوعه من تقييم عق الني<br />

يعيد رؤية األمور على الوجه الصحيح وأن مازال باب التوبة مفتوح<br />

وتصحيح الخطأ وتداركه ق ائم –<br />

ويقول هللا سبحانه وتعالى<br />

ق ‏ُلْ‏ يَا "<br />

( 1439 ه – 2018 م )


عِبَادِيَ‏ الَّذِينَ‏ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ‏ الَ‏ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ‏ اللَِّ‏ إِنَّ‏ اللََّ‏<br />

-<br />

يَغْفِرُ‏ الذُّنُوبَ‏ جَمِيعًا إِنَّهُ‏ هُوَ‏ الْغَفُورُ‏ الرَّحِيمُ‏<br />

الزمر.‏ )53(" –<br />

واننى مازلت في الحياة واستطيع ان استمر خصوصا إن أعظم ما في<br />

الحياة هي الروح الهبة الحقيقة التي وهبنا إياها هللا سبحانه وتعالى<br />

بمنه وفضله وكرمه ف الحياة نعمة وأعظم تلك النعم على اإلطالق<br />

ويجب الحف اظ عليها في ذاتها والحف اظ عليها لدي اآلخرين<br />

ف الموت من فعل او كلمة او جملة او إحساس نحن نعتبره تدمير<br />

للحياة وخرق لق انون هللا في األرض بعمارتها وسعادة البشر فيها<br />

ولذا نجد هللا سبحانه وتعالى يقول<br />

" مِنْ‏ أَجْلِ‏ ذَلِكَ‏ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي<br />

إِسْرَائِيلَ‏ أَنَّهُ‏ مَن قَتَلَ‏ نَفْسًا بِغَيْرِ‏ نَفْسٍ‏ أَوْ‏ فَسَادٍ‏ فِي األَرْضِ‏ فَكَأَنَّمَا<br />

قَتَلَ‏ النَّاسَ‏ جَمِيعًا وَمَنْ‏ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ‏ جَمِيعًا وَلَقَدْ‏ جَاء<br />

تْهُمْ‏ رُسُلُنَا بِالبَيِنَاتِ‏ ثُمَّ‏ إِنَّ‏ كَثِيرًا مِنْهُم بَعْدَ‏ ذَلِكَ‏ فِي األَرْضِ‏<br />

لَمُسْرِفُونَ‏<br />

)32(- صورة المائدة–‏<br />

"<br />

وقتل النفس بالفعل المباشر او غير المباشر اوالتدمير او التحقير<br />

( 1439 ه – 2018 م )


او اإلذالل المتعمد حالة من الموت المرفوض ألن واهب الحياة هو<br />

رب العالمين رب الحياة والموت وصاحب الحساب ، ومن أحيى نفساً‏<br />

بالفعل أو القول أو العمل فكأنما أحيا الناس جميعا.‏<br />

فسيصل عندما أخطأت في سماع وتصديق أشياء تتنافي مع المنطق<br />

والعق ل وكل عالقة غير صحيحة النتائج دائما تبدأ بحوار غير<br />

منطقي وعق الني ولعلك تشعر بصوت داخلي يقول لك ان هناك<br />

شيء ما غير صحيح ولكن تستمر لمنطق الرغبة أو اندف اع الشهوة .<br />

ففي القصة ق ال لها إنها يفضل ان يأتي لها بالخطابات من زوج<br />

المستقبل في الليل في غرفتها وهنا فعل غير منطقي كانت هناك<br />

أكثر من مئة طريقة وطريقة أخرى ونعتقد أن أي طلب يخضع<br />

لفعل وطبيعة غير العق ل والمنطق طلب غير مبرر ومدخل من<br />

مداخل الحب المحرم والعالق ات الغير صحيحة إطالق ا .<br />

وتدور القصة عندما أرسل ف المون رسالة لمدام تورفيل وهو راقد<br />

في فراشه مع أمرآة يتخذ من ظهرها منضدة ويقول لها " لم اشعر<br />

( 1439 ه – 2018 م )


قط من قبل بمتعة وأنا اكتب إليك مثل المتعة التي أحسها اآلن وال<br />

تملكني يوما هذا االنفعال العذب الحاد الذي يتملكني في هذه<br />

اللحظة كل شيء حولي يزيد من نشوتي الهواء الذي أتنفسه مفعم<br />

باللذة والمنضدة التي أكتب لك عليها والتي تخصص ألول مرة<br />

لهذا الغرض تبدو لي في صورة مذبح الحب المقدس . ما أجملها<br />

في عيني .. اقسم لك أني أحبك على الدوام ولتغفري لي اضطراب<br />

مشاعري ، فربما كان ينبغي أال أسلم نفسي للذة ال تشاركينني إياها<br />

... ف ألتركك اآلن كي "...<br />

وهنا متوهم الحب ال يفكر في األخر إال من خالل مدى إشباعه لذاته<br />

وكثير الحديث عن نفسه ، مطالبه ، أفعاله ، رغباته هو.‏ والمحب<br />

الحقيقي يفكر في األخر من خالل أفعاله أقواله جمله فيعمل على<br />

إسعاد األخر فيسعد ذاته .<br />

وتقول مدام دي ميرتوري وهي تتحدث عن نقطة مهمة وهي<br />

قدرة المرأة على إق امة عالقة صحيحة بينها وبين الرجلالذي تحبه<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وتتف اعل معه وتمارس معه حياتها الطبيعية . فهي تصف خلوة مع<br />

أحد عشاقها " كان أمامنا ست ساعات نقضيها سوياً‏ . ف اعتزمت ان<br />

أجعل منها كلها فترة ممتعة حق ا ، بحيث اقتضاني األمر ان أتلون<br />

كل ساعة بلون جديد ، وأنق لب بال هوادة بين الرقة والعبث ،<br />

واإلقبال واإلعراض ، والمزاح والجد ، واالنفعال والفتور ... إلخ وال<br />

أذكر أنني بذلت يوما جهدا إلرضاء رجل ونجحت فيه ، مثلما بذلت<br />

ونجحت في هذه المرة .. ف إننا لم نكد نفرغ من العشاء حتى حال لي<br />

ان أتصوره سلطانا وسط حريمه الكثيرات ، اللواتي تقمصت<br />

شخصياتهن ، الواحدة بعد األخرى ،<br />

فكنت أتلقى مداعباته في كل<br />

مرة بروح عشيقة تختلف عن سابقتها "<br />

وهنا يتبادر سؤال هل الجنس ضروري في حياة الرجل والمرأة ومؤثر<br />

في مدي قوة وضعف العالقة بينهم ؟<br />

نقول العالق ات تبادلية تأثيرية بمعنى تقولين كلمة او تقومين<br />

بفعل ف له تأثير علي جسدي أو نفسي أو نفسي جسدي والفعل<br />

( 1439 ه – 2018 م )


يتدرج من إحساس باأللم المميت إلى اإلحساس بالنشوي تفقدك<br />

التوازن وانك في عالم مختلف<br />

. ففي القصة السابقة نجد االختالف<br />

بين إحساس وشعور الق لبين لسان بريو بين قبلته لكارال الجميلة<br />

وقبلتها لجوليا الحبيبة فقد كان الفرق شاسع بينهم ولذا نعتقد ان<br />

الفعل إذا نبع من الحب عليه ان يكون مفعم باإلحساس والحركة<br />

والتغير والتبديل وبذل كثير من الجهد من كال الطرفين.‏<br />

وهذا ما يدفع الكثيرين الى الزواج الثاني او عالق ات خارج إطار<br />

الزواج للجمود والرتابة في الحياة الزوجية بينهم.‏<br />

ومنذ مدة قصيرة اتصلت بي سيدة زوجة ثانية لرجل وهو أيضا زوج<br />

ثاني لها لمشكلة أسرية نفسية فكانت نصيحتي لها ان اجعلي<br />

عالقتكم معا عالقة إمتاع ذاتي فردي ، افعلي كل ما يحلو لك<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ويمتع ذاتك ، ودعيه أيضا يفعل كل ما يحلو له ويمتع ذاته ف إذا<br />

حرص كل طرف منهم على إمتاع ذاته سيحقق بالتالي وبالتأكيد<br />

المتعة للطرف األخر ويحقق كثير من االرتباط والترابط بينهم .<br />

واستطيع ان أوكد لك أن بداية االنفصال الفكري والروحي هو<br />

بداية االنفصال الجسدي وعدم التوافق او التف اهم الكامل بين<br />

الرجل والمرأة خصوصا إذا لم يكن كالهما يستطيع فهم ومعرفة لغة<br />

األخر وليس لديه استعداد إلى تفهم تلك المشاعر والرغبات<br />

ومحاولة الوصول الى محاور وكلمات وإشارات لها داللتها بينهم<br />

وصور تساعدهم على التماسك أكثر وأكثر ونحن نعتبر ان صخرة<br />

الحب الخاص هي الصخرة الحقيقية القوية التي يتكسر عليها جميع<br />

مشاكل وأعباء اليوم والليلة والمستقبل بين الرجل والمرأة وإذا<br />

كانت لغة الحوار<br />

بينهم في تلك النقطة عالية إذن درجة التماسك<br />

والصالبة في العالقة عالية الى حد كبير جدا . ولكن تكون هناك<br />

مشكلة العاطفة الحقيقية بين الرجل والمرأة هي القياس واألساس<br />

( 1439 ه – 2018 م )


كما ق الت مدام دي ميرتوي تنتهى إلى االعتراف بأن المتع<br />

الجسمانية تجلب الملل والسأم إذا لم تنعشهاالعاطفة الحقيقية ..<br />

وأن المتعة التي هي الدافع إلى اجتماع الجنسين ال تكفي لتكوين<br />

رابطة بينهما ف لئن كانت تسبقها الرغبة – التي تقرب بينهما –<br />

ف إنه يعقبها االشمئزاز ، الذي يبعد احدهما عن األخر هذا هو<br />

الق انون األساسي الذي ال يقوي على تغييره سوي الحب وحدة..‏<br />

وهنا يأتي سؤال هل الحب طريق للجسد ؟ أم الجسد طريق الحب ؟<br />

نقول حب المحب لحبيبته يطربه سماع صوتها ، يسترق النظر إلى<br />

عينيها ، يتحسس يديها يشعر بحرارة جسدها ، ففكرة اللق اء<br />

والحديث والرؤية واللمس هي أساس العالقة بينهم وبعدها رغبات<br />

اللق اء والعناق واالستسالم ، ف الحب يأتي أوال في فكرة وكلمة وجملة<br />

وحديث وأفعال وبعد ذلك إشباع الذات من خالل اللق اء وااللتق اء<br />

في الجسد ، بينما متوهم الحب تفكر أن تقبلها ان تلمسها ، تتحرش<br />

بها وسرعان ما تمل من تلك العالقة لعدم وجود الدافع الى استمرار<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الحب في الحوار والكلمات والمناسبات واللق اءات والمشكلة كما<br />

ق لنا سابق ا في قدرتنا على التعبير ولن نستطيع ان نعبر إذا لم<br />

نستطع ان نتعلم وإذا لم نتعلم كيف نتعلم ونفكر فكيف لنا أن<br />

نعبر عما بداخلنا وعن رغباتنا إلى الطرف اآلخر .<br />

ونق ارن بين قصة الحب العفيف والحب الحرام نجد الحب العفيف<br />

وان شابه أخطاء يصل بأصحابه إلى بر األمان والسعادة وان افترق ا<br />

ففي النهاية اإلخالص والصدق والحرص على اآلخر والمحافظة عليه ،<br />

تشعر بالرضى عن النفس والحصول على نتائج إيجابية ، تكون فيها<br />

سعيد بدرجة وتحقق نجاحات كثيرة على المستويين الشخصي<br />

واالجتماعي لكال الطرفين بينما الحب المحرم تحصل على نتائج سلبية<br />

دائما ولذا اذا أردت فتاتي ان تقيسي مقدار صحة حبك او<br />

عالق اتك بمن معك قسيها بالنتائج إذا كانت النتائج إيجابية<br />

وتحققين نجاح على المستوى المهني والعلمي واالجتماعي وتحققين<br />

سعادة داخلية ذاتيه فهذه عالقة حب حقيقي حتى وأن لم تتحدا<br />

( 1439 ه – 2018 م )


حتى وأن لم يقبل في يوما شفتيك وإذا شعرت بحالة من اإلخف اق<br />

والق لق والتوتر والعصبية وعدم التوفيق ف أعلمي ان هناك شيئا<br />

غير صحيح في تلك العالقة وإنها أكيد ليست عالقة حب وأكيد<br />

هناك خطأ في طبيعة العالقة وطريقة التفكير واألهداف واإلخالص<br />

مما أدى الى سوء النتائج واألفعال .<br />

الحب الناري – األحمر واألسود – ستندال – هنري بيل -<br />

وهنا ستندال عاش حياته يبحث عن الحب وهو يقول " طالما كان<br />

الحب بالنسبة لي اهم شيء .. بل الشيء الوحيد في حياتي " والحب<br />

في نظره نوعان :<br />

الحب العاطفي : وهو الحب الحقيقي في نظره ويولد ويتطور وفق ا<br />

لق انون التطور التالي :<br />

إعجاب ثم يقول الشخص لنفسه أيه متعة في أن أقبل هذه المرأة<br />

وتقبلني ثم مرحلة األمل وبعد األمل يولد الحب ثم مرحلة التبلور ثم<br />

مرحلة الشك . هذا ما ق اله ستندال – ولكن نعتقد ان مراحل الحب<br />

( 1439 ه – 2018 م )


تختلف عن هذا في أشياء وتتفق في أشياء دعنا نتحدث عنها ال<br />

حق ا –<br />

وهنا نجد عالقة بين امرأة-‏<br />

مدام دي رينال -<br />

ملتزمة محرومة من<br />

عالقة التواد والرحمة بين الرجل والمرأة ألنها منيت بزوج كان له<br />

من القسوة والتعالي والجف اء في التعامل مع المرأة مما جعلها تشعر<br />

ان كل الرجال هكذا وان كل النساء هكذا وتستمر الحياة هكذا<br />

حتى تجد الشاب " جوليان سوريل " الخجول المتردد المهذب<br />

الرقيق الذي تبدأ بالتف اعل والتأثر به وهنا تأتي نقطة التواصل مع<br />

اآلخرين وهي عندما نجد من يظهر لنا عما بداخلنا ونتف اعل معه<br />

نحن نتف اعل مع داخلنا مع رغباتنا أكثر من تف اعلنا مع األخر بغض<br />

النظر رجل او أمرآة فربما كرجل أو أمرآة تجد أخر فتتف اعل معه<br />

وتنتق ل من مربع إلى أخر وتصل الى عالقة وتف اعل وحوار ، فتسأل<br />

نفسك كيف حجم هذه العالقة في تلك اللحظات والساعات الق ليلة<br />

يتبادر بداخلك سؤال هل أنا هذه المرأة السابقة ؟ أو سؤال<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بداخلك هل انا ذلك الراجل السابق ؟ لماذا هي ولماذا هو؟<br />

إن السؤال غير صحيح وليس له محل فعندما تف اعل كال مع صاحبة<br />

نعتقد<br />

كان في البداية تف اعال مع ذاته من الداخل أوال وأصبح األخر مجرد<br />

عامل أزال الطبقة الرقيقة التي تحجب صورة الداخل الذي بداخلنا<br />

فبمجرد إزاحة الستارة الرقيقة التى تحجب ضوء الشمس غمر الضوء<br />

المكان وتحول الليل إلى نهار والظالم إلى نور،‏ وتبدلت الصور<br />

وليس هناك سؤال لم استغرق سوى دقيقة ف اصلة ولكن ليس للزمن<br />

مكان لوجود األشياء حاضرة بنا فتف اعلنا وتف اعلت معنا فكان الواقع<br />

الجديد والصورة الحقيقة الداخلية مع واقع خارجي .<br />

ويتحول التف اعل بين جوليان سوريل ومدام دي رينال الى تف اعل<br />

لشاب مراهق ينظر الى طبقة عليا بحذر ويتحول الى دون جوان<br />

يتلذذ بحب األخر ومعاناته ويسعده إحساس االنتصار على هذه<br />

الطبقة الراقية ونكتفي من تلك القصة بما أسلفنا .<br />

ونالحظ أن األدب الفرنسي أو الغربي عموما أمعن في تصوير<br />

( 1439 ه – 2018 م )


مشاهد اللق اء الجسدي المباشر وأمعن في وصف الصورة بالتف اصيل<br />

الدقيقة المسيرة للغرائز ، كجائع يتضرع جوعا وأمامه أصناف من<br />

الطعام فيسيل لها لعابه و نكتفي بتلك المرحلة وبتلك النماذج<br />

الموجودة قطعا في حياتنا في أنفسنا في من حولنا . وننتق ل لصور<br />

أخرى من الحب عند العرب ف المحب العربي الشاعر الرقيق النبيل<br />

الذي يترفع أن يذكر اسم حبيبته لكي ال يتشبب بها الناس إكراما<br />

وإجالال لها وتقديرا ووف اء لشخصيتها وحبا وكرامه.‏<br />

- وجوه الحب عند العرب :<br />

1 ‏-الحب العذري :<br />

ويعتمد على المحب لحبيبة واحدة حب صادق وهو تبدأ بالحب<br />

وينق لب إلى الهوى وهناك فرق شاسع بين الحب والهوى<br />

وسنتحدث الحق ا عن الفرق بين الحب والهوى.‏<br />

جميل بن معمر وأجمل أبياته قوله :<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

ماعشت –<br />

- يهواك – الفؤاد ف إن أمت يتبع صداي صداك بين


األقبر<br />

وكأن الحب لن ينتهي بالحياة بل سيظل إلى ما بعد الحياة ، وكما<br />

كان في الحياة ق لبه يتبعها في كل مكان ففي الموت سيتبع<br />

صداه صداها يبحث عنه بين األموات لعله يأنس بها .<br />

‏-قيس بن الملوح –<br />

مجنون ليلي –<br />

- يحكي انه نزل بنساء ويقطع لهم اللحم وجاءت ليلي لتمسك معه<br />

اللحم فجعل يجز بالسكين في كفه وناظر إليها حتى قطع كفه وال<br />

يشعر فجذبت يده . ق ال لها : أال تأكلين الشواء : ق الت نعم ؟<br />

فطرح اللحم على الجمر واقبل يحدثها فق الت له : انظر إلى اللحم هل<br />

استوى أم ال ؟ فمد يده إلى الجمر وجعل يق لب بها اللحم ف احترقت<br />

ولم يشعر ، ف لما علمت ما بداخله صرفته عن ذلك ثم شدت يده<br />

بهدب قناعها .<br />

ومن أجمل أبياته قوله :<br />

( 1439 ه – 2018 م )<br />

-<br />

أمر على الديار ديار ليلى أقبل ذا الجدار وذا الجدارا


وما حب الديار شغفن ق لبي ولكن حب من سكن الديارا<br />

باهلل يا ظبيات الق اع ق لن لليالي منكن أم ليلى من البشر ؟<br />

أقول لظبي مر بي وهو شارد أأنت أخو ليلى ؟ فق ال يق ال.‏<br />

أق لب طرفي في السماء لعله يوافق طرفي طرفها حين تنظر.‏<br />

أتاني هواها قبل أنأعرف الهوى فصادف ق لبا ف ارغا فتمكنا<br />

-<br />

-<br />

-<br />

-<br />

ويوضح الشاعر السبب الرئيسي للتولع والوله بحبيبته أنها وجدت<br />

ق لبا ف ارغا فتحكمت وتحكم فيه حب من يحب حتى يسلب منه العق ل<br />

فيتحول من حب إلى هوي ، ولذا حرص القرآن الكريم والسنة<br />

المشرفة بان توجه مصير الحب الى هللا وفي هللا ومع هللا ورسوله<br />

صلى هللا عليه وسلم مما يجعل الق لب والفؤاد ممتلئا بحب هللا<br />

ورسوله صلى هللا عليه وسلم ف إذا جاء حب الحبيبة او المحب وجد<br />

الق لب ليس ف ارغا . ويكون الحب من خالل حبه هلل ولرسوله ولتعاليم<br />

دينه وعقيدة . وهنا تتأكد مق اصد السنة النبوية المطهرة من أن<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الهوى يكون موافق لما جاء به ووفق ا لمنهج هللا سبحانه وتعالى .<br />

ولذا نجد أبو الق اسم الشابي – شاعر تونسي -<br />

في قصيدة صوات<br />

في هيكل الحب :<br />

عذبة أنت كالطفولة كاألحالم كاللحن ، كالصباح الجديد .<br />

كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد.‏<br />

يا لها من طهارة تبعثالتقديس في مهجة الشقي العنيد .<br />

أي شيء تراك ؟ هل أنت فينوس تتهادي بين الوري من جديد<br />

أم مالك الفردوس جاء إلى األرض ليحي روح السالم العهيد .<br />

ونجد الرقة والجمال في تصوره للحبيبة فهي الطفولة في عذوبتها<br />

ونعومتها ورقتها وبراءتها وهي الحلم في جماله وتمنيه ، وكاللحن<br />

في شدوه ونشوة التي تسري في الروح فتريحها وتزيح عنها ما<br />

أثق لها وأتعبها ، وهي الصباح الجديد واألمل في الغد المشرق ،<br />

وهي السماء بخيرها وعطائها،‏ والليلية القمراء بشاعريتها وجمالها ،<br />

والزهر بنعومته ونضارته ورقته وأثره على روح الحياة ، وابتسامة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


الوليد بالسكون والرحمة . وتالحظي فتاتي أنه استخدم الوصف<br />

الخاص بالحبية في كل صور الكون من حوله ولم يصف الحبية<br />

كعين أو شعر أو شف اة كشاعر آخر رأي الحبيبة قبلة وشف اة وهنا<br />

يجعلها كائنا سماويا يفيض رقة وطهرا وعف اف ، ويسألها من أنت<br />

ويقول لها هو كيف يراها وكيف هي له وهنا سيدتي نجد أن<br />

نظرة المحب إلى من يحب يراها صور حقيقة في نظرته هو لها<br />

ويراها بمفرده هو فقط وهنا يستحضرني قول للطفي بشناق في<br />

أغنيه له ق الولي أش عجبك فيها ق لت لهم خوذو عيني شوفوه بيها<br />

ف الشابي يسألها أنت .. ما أنت ؟<br />

أنت .. ما أنت ؟ رسم جميل عبقري من فن هذا الوج ود<br />

أنت ... ما أنت ؟ أنت فجر من السحر تجلي لق لبي المعمود<br />

أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد.‏<br />

أنت ... أنت الحياة في قدسها السامي وفي سحرها الشجي الفريد<br />

أنت ... أنت الحياة في رقة الفجر وفي رونق الربيع الوليد<br />

.<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوقالنهي وفوق الحدود .<br />

أنت قدسي ، ومعبدي ، وصباحي وربيعي ، ونشوتي ، ووجودي<br />

وهنا ينتق ل إلى وصف أخر لها فيرها هي قمة العبادة هلل الواحد<br />

األحد المعبود فهي قدسيه ومعبده وصباحه وربيعه ونشوته ويراها<br />

وجودة رائع تلك األوصاف بأنها اشتملت على أجمل األشياء من<br />

قدسية وطهر وصالة وصباح ومساء وسعادة ووجود .<br />

يا ابنة النور إنني أنا وحدي من رأي فيك روعة المعبود.‏<br />

فدعيني أعيش في ظلك العذب وفي قرب حسنك المشهود<br />

عيشة للجمال والفن واإللهام والطهر ، والسنا ، والسجود<br />

عيشة الناسك البتول يناجي الرب في نشوة الذهول الشديد<br />

وأمنحينى السالم ، والفرح الروحي ياضوء فجري المنشود .<br />

وانفخي في مشاعري مرح الدنيا وشدي من عزمي المجهود<br />

وابعثي في دمي الحرارة على أتغنى مع المنى من جديد .<br />

أنقذيني من األسى ، فقد أمسيت ال أستطيع حمل وجودي<br />

.<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أنقذيني فقد سئمت ظالمي انقذينى ، فقد مللت ركودي .<br />

وهنا ينتق ل الشاعر يطلب منها الحماية وان يعيش في ظلها وحلوها<br />

ومعها ويطلب منها ان تنقذه من ذاته من الحزن واألسى من<br />

الظالم من السكون فهي له النور والضياء والطهر والسجود<br />

والمحرك لذاته ووجوده .<br />

ثم ينتق ل إلى ماذا فعل فيه حبها وماذا بدل وغير في داخله<br />

وخارجه وهذا فعل المحب الصادق الحقيقي .<br />

آه يازهرتي الجميلة لو تدرين ما جد في فؤادي الوحيد<br />

في فؤادي الغريب تخلق أكوان من السحر ذات حسن فريد .<br />

وشموس وضاءة ونج وم تنثر النور في فضاء مديد .<br />

وطيور سحرية تتناغى بأناشيد حلوة التغريد .<br />

وقصور كأنها الشفق المخضوب أو طلعة الصباحالوليد .<br />

كل هذا يشيده سحر عينيك وإلهام حسنك المعبود .<br />

ثم يستعطفها اال تحطم هذا الصرح الجميل وتلك الحياة التي يعيش<br />

( 1439 ه – 2018 م )


فيها باإلعراض او الصدود له او عدم الوصل إليه فيقول لها :<br />

وحرام عليك أن تهدمي ما شادة الحسن في الفؤاد العميد.‏<br />

وحرام عليك ان تسحقي مال نفس تصبو لعيش رغيد .<br />

منك ترجو سعادة لم تجدها في حياة الورى وسحر الوجود.‏<br />

ف اإلله العظيم ال يرجم العبد إذا كان في جالل السجود .<br />

وينتق ل الشاعر فيبرر لها سبب رغبته في أن تظل معه لكي ال تدمر<br />

كل هذا الحسن في فؤاده وكل الصور الجميلة الرقيقة وأنه ليس<br />

من العدل ان تسحق نفس ال تريد سوى الوصول اليها والوصول<br />

معها الى سعادة لن تجدها في حياة سواها من البشر ويذكرها<br />

بمغفرة هللا سبحانه وتعالى ورحمته ورفقة بعباده<br />

2 ‏-الحب الجسدي الذاتي :<br />

- وهو حب الرغبة والشهوة والجسد وعدم التقيد بواحدة وهنا<br />

المحب يتحدث عن الحب في ذاته ولذاته وليس لفتاة واحدة<br />

يحبها بعينها ولذا تجدي فتاتي أن الفرق بين المحب وبين ما<br />

( 1439 ه – 2018 م )


يدعي الحب المحب ينظر دوما إلى األمام في رغباته وسموها<br />

ويراها بعد اليوم وألف يوم وحتى بعد الموت ينظر إليها ولكن<br />

مدى الحب يراها لذة أنية وكما يقول عمر بن أبي ربيعة :<br />

- سالم عليها ماأحبت سالمنا ف إن كرهته ف السالم على أخرى .<br />

وهي صورة متوهم الحب ومدعيه يتنق ل بين فتاة وأخرى ، يراها<br />

كما يريد هو يتحدث عن نفسه ورغباته ف إن كرهت الفتاة حديثه<br />

وسالمه ، ف السالم على أخرى تقبل بما ترفضين أيتها الفتاة الصغيرة<br />

التي تتمرغين في غدر عابث ، ف أنت واحدة مثل األخرى .<br />

-<br />

وضاح اليمن –<br />

قصيدته اليتيمة<br />

يصور حوار مع حبيبته للفوز منها بلق اء يشفي غليله فيعطيها من<br />

الحجج واألمان للق اء :<br />

ق الت : أال ال تلجن دارنا إن أبانا رجل غائر<br />

ق لت : ف إني طالب غرة منه وسيفي صارم بات ر.‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ق الت : ف إن القص ر من دوننا ق لت : فإني فوقه ظ اه ر .<br />

ق الت : ف إن البح ر من دونن ا ق لت : ف إني سباح ماه ر .<br />

.<br />

ق الت : فحولي إخوة سبعة ق لت : ف إني غالب ق اه ر .<br />

ق الت : ف إن هللا من وفوقنا ق لت : فربي راحم غاف ر<br />

ق الت : لقد أعييتنا حجة ف أت إذا ما هج ع السام ر .<br />

واسقط علينا كسقوط الندي ليلة ال ناه وال زاج ر .<br />

يتدرج الشاعر مع حبيبته في المخاوف ويزيل كل عقبة للوصول<br />

إليها واللق اء بها ، فسرعان ماأطمئنت ووثقت في قوة شاعرها<br />

فجاءت المكاف أة والهدية بدون أي نهي أو زجر أو منع للتواصل<br />

بينهم فقد أزال كل المخاوف من عق لها وأصبحت خالصة الق لب له<br />

:<br />

‏-وديع عق ل – شاعر لبناني -<br />

يقول لمن يحب<br />

ولثمتها فطبعت في الحمراء أصف را<br />

ق الت : أال تخشى المسيح وأنت تأتي منكرا<br />

تنتابنى وأنا مص لية إليه كم ا ت رى<br />

( 1439 ه – 2018 م )


ف أجبتها إن كنت من دين المسيح بال م را<br />

ف أنا لثمت الخد األيمن كي تديري األي سرا<br />

خففي اللوم ف الصبا ساعة تمضى ونشقى من بعدها أياما<br />

وهنا الشاعر يرد على حجتها بأنها مسيحية فيقول لكونك مسيحية<br />

فيجب أن تعطيني األيسر وخففي من اللوم والقيد فيا سيدتي ربما<br />

نبعد وال نتق ابل أيام وشهور ولعل قبالت على حائط جدار او لمسة<br />

يد او عناق استسالم تكون للعاشق زاد في رحلة المسير ومعينا لق اء<br />

ربما ال يأتي إال بعد أيام وأيام . ف اآلن وقت القبالت والعناق<br />

واالستسالم ودعي المالمة لما بعد ذلك وليكن شفيعنا أننا لن<br />

نلتقي إال بعد شهور وشهور ، وأعلم ان هنا ديار قوم مؤمنين ال<br />

يدق عليهم الباب ولكن أيضا اليتركون سائال مشتاق ا إلى رؤية عين<br />

صافية وشف اه رقيقة ولمسة يد خارج الباب يكتوي بنظرة اللق اء<br />

وحديث مالمة وعتاب وخوف وارتق اب ولتعلم ان من قدر األقدار<br />

ق ادر على أن يغفر الذنب ويمحو األثام . كما يقول في موضع<br />

( 1439 ه – 2018 م )


آخر<br />

يا ثريا كلما كنت معي ف أنا،‏ في الناس ، من أغنى الرجال.‏<br />

وهنا الشاعر يؤكد على تغير المحب وتحوله إلى األفضل واألغنى<br />

واألرق بين الرجال في وجود الحبيبة<br />

صار يزعجها المجيء –<br />

يونس األبن – شاعر لبناني –<br />

أقول لها : تعالى ال تجيء تصور صار يزعج ها المجيء<br />

لماذا صار يزعج ها ؟ ألني لهيب صرت أحرق ال أضيء<br />

ألن ي والكالم لها ج ريء أم د يدي إلى حد ي سيء<br />

ألن الح ب يعجبها " بريئا " ويتعبني أنا " الح ب الب ريء "<br />

وهنا الشاعر يعترض على محبوبته التى تريد الحب البريء<br />

األف الطوني الرقيق ونظرة الخيال والهيام والمحب الذي يتبع ضوء<br />

شرفتها من الخارج وهي تقف خلف شرفتها تتابع نظراته في ليلة<br />

ماطرة ، فيقول لها نختلف في الرؤية فتاتي ولذا الحب الصادق<br />

( 1439 ه – 2018 م )


رؤية مشتركة حب الهوى وهو نوع من الحب تختلف فيه الرؤيا وان<br />

اتفق ا في الطباع والحدث فهي تريده بريئا وهو يتعبه الحب<br />

البريء ‏.وينتق ل معها إلى مكان أخر في مكتبه . ويتخيلها في<br />

حجرتها خلف مدفئتها تتدثر بالدفء المنبعث من المدفئة تق لل<br />

من برودة الجو الخارجي تداعب قطتها أسف ل منها وتحيك<br />

وسادتها وهو يداعبه بيده العابثة في مناطق كثيرة فيري منها<br />

بأنامله ألوان تتوهج له ق لبه فتصرخ فيه غاضبة معاتبة تدعوه أن<br />

يتوقف ولكنه يعلم كما تعلم أنه يعلم أنها تريده أن يستمر فتقول<br />

له :<br />

عجنت مالبسي ! أجننت يا ماما ! ك<strong>فى</strong> ..... دعني<br />

هنا أصبحت ‏!؟ يا ويلي سأصرخ إن توجعني ....<br />

تصور لو أتي أحد رآنا )) هكذا (( يعنى....‏<br />

واآلن ستسألني أمي : من بعثر شعري ؟ أأسمي ؟<br />

وإذا سميتك ، ف انتق لت من )) كيف (( ؟ و )) أين (( ؟ إلى الكم<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أأخبرها كم أنت عنيف كيف تبالغ في ضمي ؟<br />

إن أذكر ما كان وما صار أموت أمي من همي !<br />

- وشاعرنا متأثرا بالثق افة الفرنسية في األدب والشعر فمال إلى<br />

الوصف وإلى تصوير مشهد اللق اء وكانت الكلمات مليئة بالصور<br />

وأن نلحظ في الصورة موافقة الحبيبة وتمنعها واعتراضها شكليا<br />

ولكن الفعل مستمر واللق اء بينهم متصل وهي في حالة من النشوى<br />

والتمتع ففي البداية تخشى على مالبسها لقد بهدلت مالبسي<br />

وعجنتها فقدت هيئتها وشكلها وأقول لك توقف دعني أتركني<br />

أذهب وتستمر ولكن ال توجعني ف إذا أوجعتني سأصرخ وهنا ربما<br />

يأتي أحد ويراني هكذا ، وإذا رأتني أمي وسألتني من بعثر<br />

شعري وداعب من الليل نسمات الشعر الرقيق ف أخذ منه وأعطاه<br />

حركته وانبعاثه وجنونه ومجونه ، أسمى لها من فعل هذا ؟ ولكن<br />

( 1439 ه – 2018 م )


من األفضل أال أقول لها شيئا ألنها ستسألني كيف فعل هذا ولماذا<br />

فعل هذا وأين فعل هذا وما مقدار ما فعل ؟ أأخبرها كم أنت<br />

عنيف في قبالتك في انفعاالتك في نظراتك في حركة يديك في<br />

تطابق شفتيك في غمرك لي ، إذا ذكرت لها كل شيء تموت<br />

أمي من الهم والحزن علي أبنتها ولكن أنا لن أقول ولن أخبرها<br />

وأنت حاول أال توجعني ؟....‏<br />

و بعد هذا العرض المفصل لما هو الحب الحقيقى الذى يقوم على<br />

الصدق كما فسرنا <strong>فى</strong> الجزء األول و ضرورة التأكد من صدق<br />

الحب او عدمه لكى ال نبنى قناعات على أسس خاطئة يقع فيها<br />

حتى الخبراء <strong>فى</strong> المجال النفسى و أصحاب الدراسات الذين ال<br />

يتأكدون من المتطوعين ما إذا كان هذا الحب حقيقى صادقام<br />

حب الشهوة أو زوج الحمية و الرجولة من أجل تنفيذ الوعد الذى<br />

تكلمنا عنه أيضا <strong>فى</strong> الجزء األول .<br />

( 1439 ه – 2018 م )


أما مؤيدى الزواج التق ليدى فيعتمدون <strong>فى</strong> رأيهم على ركائز<br />

أساسية أال و هى :<br />

-1<br />

الحل األسرع لعدم وجود شريك :<br />

يعتبر الزواج التق ليدى واحد من أسهل و أسرع الطرق للحصول على<br />

شريك الحياة المستقبلى قبل فترة العنوسة<br />

-2<br />

اإلنجاب و إنشاء أسرة :<br />

لعل من أحد أهم الركائز التى تدعم الزواج التق ليدى هىالرغبة<br />

<strong>فى</strong> اإلنجاب و إنشاء أسرة دون النظر إلى حب أو ما سيحدث بعد<br />

ذلك و دليل ذلك أنه إذا كان الشريك غير ق ادر على الغنجاب<br />

يبحث الشريك األخر على شريك ق ادر على اإلنجاب فهنا االمر كله<br />

يتعلق باألطف ال<br />

3- رغبة األسرة :<br />

إن األسرة هى الدافع الرئيسى و الق لب النابض للزواج التق ليدى<br />

حيث إن أولويات االسرة األسرة تكون مقدمة على كل شئ ,<br />

( 1439 ه – 2018 م )


فتختار األسرة الشريك بناء على صلة القرابة أو المصلحة أو بهدف<br />

إتمام المهمة و هى تزويج اإلبن او اإلبنة<br />

-4<br />

الرغبة <strong>فى</strong> األستقرار :<br />

ميل النفس البشرية إلى اإلستقرار يدفعها إلى اللجوء إلىالحلول<br />

المضمونة و السريعة و عندما يأتى االمر إلى الزواج فما أنجع من<br />

الزاواج التق ليدى الذى يتحمل نتائجه األهل ؟!‏<br />

ببساطة الزواج التق ليدى يأتى <strong>فى</strong> األوق ات الحررجة <strong>فى</strong> مجتمعتنا<br />

العربية و أنا أعنى بكالمى الفترة الحالية ف ال تجد الزواج التق ليدى<br />

مثلما كان <strong>فى</strong> السابق غصبا و قهرا أو إستغف النا و نهرا , ال إنما<br />

يكون <strong>فى</strong> فترة أواخر العشرينيات التى تمثل الفترة الحرجة بالنسبة<br />

للشباب فيذهبون إلى الحل األسرع و هو الزواج التق ليدى أو <strong>فى</strong><br />

فترة السن الصغيرة "18-15" هنا ال يكون للشريك أى رأى و ال<br />

( 1439 ه – 2018 م )


حتى حق اإلعتراض بل هو يعتبر زواج جبرى إال أن تتوفر الشروط<br />

التى أكد الشرع عليها . لكن مع كل تلك السلبيات التى يمكن أن<br />

تجدها عزيزى الق ارئ إال أن الدراسات و التجارب <strong>فى</strong> البالد الغربية<br />

و العربية أثبتت أنالزواج التق ليدى أفضل و يدوم أكثر , <strong>فى</strong><br />

در اسة األولى من نوعها في بريطانيا،‏ كشفت عن عالقة ‏"وطيدة"‏<br />

‏.بين الديانة واالستقرار العائلي<br />

وأجريت هذه الدراسة على أكثر من 15 ألف أمًّا،‏ ووجدت أن<br />

45<br />

في المئة من النساء الباكستانيات أو البانغالدشيات<br />

المسلمات"سعيدات جدا"‏ في عالقتهن،‏ بالمق ارنة مع 34<br />

‏.المئة فقط م ن األمهات المسيحيات<br />

في<br />

وأوضح السير بول ‏"المرأة المسلمة التي تزوجت عن طريق الزواج<br />

المدبر تكون لديها عالقة ناجحة..‏ في الواقع،‏ المسلمون الذين<br />

يتزوجون باالعتماد على الزواج المدبر لديهم الكثير من مقومات<br />

النجاح في زواجهم على المدى الطويل"‏<br />

.<br />

وأضاف ‏"إنهم يتزوجون دون توقعات وضغوطات،‏ مما يجعلهم ال<br />

يشعرون بخيبة أمل بعد زواجهم<br />

.<br />

معلوم أن الزواج المدبر ينتشر في جنوب آسيا ‏)الهند،‏ النيبال،‏<br />

الباكستان،‏ بنجالدش،‏ سريالنكا(‏ وإفريقيا،‏ والشرق األوسط،‏<br />

( 1439 ه – 2018 م )


وجنوب شرق آسيا،‏ فيما ينتشر الزواج عن حب في الدول األوروبية<br />

و الدول االسكندنافية<br />

.<br />

و حسب بحث أخر بحث أجراه موقع ‏"ماتش.‏ كوم"‏ ونشرته صحيفة<br />

ديلي ميل البريطانية وشمل خمسة آالف متطوع،‏ كشف أنَ‏ 31<br />

بالمائة من الرجال موضع البحث اعتبروا أنهم مستعدون للزواج من<br />

إمرأة ‏"فيها كل المواصف ات المطلوبة،‏ رغم عدم وجود عالقة حب<br />

بين الجانبين".‏ وهكذا ف إن ثلثالرجال الغربيين في هذه<br />

الدراسة ال يشترطون الحب في عالقة الزواج،‏ ويرون أن التراحم<br />

وهناك مجموعة من ‏.والمودة بين الزوجين يمكن أن تحل محله<br />

األسباب قد تؤدي إلى فشل الزيجات التي ق امت على الحب،‏<br />

توضحها األخصائية في علم النفس العالجي،‏ سوزان بيز غادو في<br />

‏:موقع ‏"سايكولوجي تودي"،‏ ومنها أن<br />

الحب عاطفة متغيرة وليست ثابتة.‏ وأن الحب ال يؤسس ق اعدة<br />

صلبة إلق امة مؤسسة.‏ إضافة إلى أن الحب هو أبعد ما يكون عما<br />

يوصف عاطفيا على لسان الشعراء والمغنين"‏ هو كل ما نحتاجه<br />

وفي بحث نشره البروفسور آرون بن زائيف في موقع<br />

.<br />

‏"سايكولوجي تودي"‏ أيضا،‏ ف إن الزواج الق ائم على الهيام والغرام<br />

والمشاعر الملتهبة يتجاهل في الغالب عناصر الشراكة المهمة بين<br />

الزوجين من قبيل التق ارب الفكري والذكاء المطلوب والتق ارب<br />

( 1439 ه – 2018 م )


اإلجتماعي،‏ وهو في النهاية اختيار رومانسي قد يزول بزوال<br />

‏.أسبابه<br />

الهيام واإلفتتان يمكن أن يزول بمجرد والدة طف ل يجعل الحياة<br />

غير ملو نة وغير رومانسية بين االثنين،‏ ف األب ال يستطيع النوم<br />

بسبب صراخ الطف ل،‏ واألم ال تستطيع العناية ببشرتها وشعرها<br />

وأظافرها الملونة الطويلة،‏ وال تستطيع التعطر واستخدام المكياج<br />

حرصا على سالمة الرضيع،‏ كما ان الوالدة تؤدي غالبا الى نمو<br />

‏.بطنها بشكل ال يناسب مق اييس الرشاقة الرومانسية<br />

وفي كتابه ‏"تطور بنى األسرة العربية و الجذور التاريخية و<br />

اإلجتماعية لقضاياها المعاصرة "، كشف زهير حطب من معهد<br />

اإلنماء العربي أن كثيراً‏ من الزيجات العربية تستمر غالبا على<br />

حساب سعادة المرأة والرجل،‏ فهما يفضالن أن تستمر مؤسسة<br />

األسرة لتربية أبنائهما حتى إذا دب الخالف بينهما ووصل الى<br />

مستوى القطيعة.‏ كما أن مجتمعات عربية كثيرة ترى في الطالق<br />

وصمة عار تلحق بالمرأة،‏ وتجعل منها مخلوق ا من الدرجة الثانية<br />

. بين أقرانها<br />

إذا و بعد أن سمعت رأى الطرف األخر األن أنت حائر ال تدرى<br />

أى الفريقين تتبع . حسنا يا عزيزى ال داعى للحيرة األمر هنا<br />

يعتمد على األشخص أنفسهم و على نوعية الحب و على الغرض<br />

من العالقة <strong>فى</strong> األصل , و لكى نفسر هذا سنفصل األمر خطوة<br />

( 1439 ه – 2018 م )


بخطوة . و نبداء بالحب الصادق إذا كنت تحب أحد حبا صادق ا<br />

و أنت األن على دراية بما هو الحب الذى أقصده ف لما تلجأ إلى<br />

الزواج التق ليدى اذهب و تزوج هذا الشخص على الفور كى ال<br />

تضع نفسك <strong>فى</strong> فخ الندم و الحنين إلى الماضى ولكى ال تشعر<br />

بالذنب و أنك تريد العودة و تظلم شخص أخر معك .<br />

أما إذا كنت ال تملك حبيب ألى سبب فعليك بالزواج التق ليدى<br />

لكن <strong>فى</strong> سن مبكرا و حاول أن يكون شريكك هو حبيبك و<br />

ستنجح <strong>فى</strong> ذلك بال شك ف الحب غريزة إنسانية , ألم تسمع بقصص<br />

حب جاءت بعد الزواج ! .<br />

<strong>فى</strong> األخير العفة و الطهارة هى سبب نجاح العالق ات الق ائمة على<br />

هدف حقيقى و نقيضها يفسد العالقة , و النية السليمة <strong>فى</strong> إنشاء<br />

أسرة طيبة و معاملة شريكك معاملة طيبة هى التى تنشأ الحب<br />

من العدم و تدفع بالعالقة إلى اإلستمرار إلى أبعد حدود<br />

‏,إلتزامك بدينك , بخلقك , بإنسانيتك , برحمتك تجعل كل الناس<br />

تحبك و ال تنسى أن من يحب هللا يحبه هللا و من يحبه هللا يحبه<br />

المالئكة و من يحبه المالئكة يحبه الناس .<br />

تم بفضل هللا ......<br />

( 1439 ه – 2018 م )


المصادر<br />

)1( اإلحاطةج 1 ص 136، اللمحة البدرية ص 39.<br />

)2(<br />

)3(<br />

ابن عذاري:‏ البيان المغرب 3 ص 176.<br />

القسم االعالم أعمال الخطيب:‏ ابن<br />

عذاري:‏ البيان المغربج 3 ص 177-176.<br />

الثاني ص<br />

،197<br />

)4(<br />

)5(<br />

)6(<br />

،35<br />

)7(<br />

ابن عذاري:‏ البيان المغربج 3 ص 177.<br />

ابن الكردبوس:‏<br />

بطرنة<br />

المقري:‏<br />

ابن<br />

قرية<br />

بسام:‏<br />

ج 1 ص 181.<br />

)8(<br />

من<br />

تاريخ األندلس ص 77.<br />

بلنسية قرى<br />

‏)ابن سعيد:‏<br />

نفح الطيبج 1 ص 147.<br />

الذخيرة ق 3 ج 2 ص 850،<br />

ابن الكردبوس:‏ تاريخ األندلس ص 89.<br />

ابن<br />

المغرب ج 2 ص 5<br />

المقرى:‏<br />

نفح الطيب<br />

( 1439 ه – 2018 م )


)9(<br />

وإسبانيا<br />

.296<br />

)10(<br />

حيان(.‏<br />

)11(<br />

)12(<br />

رجب<br />

ابن<br />

محمد<br />

النصرانية<br />

عبد<br />

في<br />

الحليم:‏<br />

عصر<br />

العالق ات<br />

أمية بني<br />

بين<br />

وملوك<br />

األندلس<br />

اإلسالمية<br />

الطوائف ص،‏<br />

عذاري:‏ البيان المغرب ج 3 ص 212 ‏)نق الً‏ عن<br />

المصدر السابقج 3 ص 212.<br />

ابن األبار:‏<br />

الحلة السيراءج 2 ص 53. 43،<br />

)13(<br />

)14(<br />

)15(<br />

البيان المغربج 3 ص 308.<br />

المصدر السابقج 3 ص 308.<br />

ابن<br />

رجب عبد الحليم:‏ العالق ات بين األندلس اإلسالمية وإسبانيا<br />

النصرانية ص 296.<br />

)16(<br />

)17(<br />

)18(<br />

)19(<br />

مذكرات األمير عبد هللا ص 85.<br />

ابن بسام:‏ الذخيرة ق 1 ج 1 ص 388.<br />

نفح الطيبج 4 ص 199.<br />

ابن سعيد:‏<br />

المغربج 1 ص 396.<br />

الحليم:‏ عبد محمد رجب )20(<br />

وإسبانيا النصرانيةج 1 ص 300.<br />

)21(<br />

)22(<br />

العذري:‏<br />

بين العالق ات<br />

نصوص عن األندلس ص 18.<br />

محمد عبد الوهابخالف:‏<br />

)23( طوق الحمامةج 1 ص 13.<br />

األندلس<br />

قرطبة اإلسالمية ص 321.<br />

اإلسالمية<br />

( 1439 ه – 2018 م )


)24( طوق الحمامة ص 130.<br />

)25(<br />

)26(<br />

المقري:‏<br />

نفح الطيبج 4 ص 205.<br />

ابن سعيد:‏ رايات<br />

المبرزين ص 5، 0<br />

ج 4 ص 352.<br />

)27(<br />

)28(<br />

)29(<br />

)30(<br />

ابن عذاري:‏ البيان المغربج 3 ص 282.<br />

ابن الكردبوس:‏<br />

التبيان ص 73.<br />

تاريخ األندلس ص 89.<br />

المقري:‏ نفح الطيب<br />

انظر في تفصيالت سقوط هذه المدن وغيرها كال من:ابن<br />

بسام:‏ الذخيرة ق 3 ج 1 ص 189<br />

المغرب ج<br />

الملتمس ص<br />

،190 -<br />

،33 ص 2 وج 305 ص 3<br />

،257<br />

الحميري:‏ الروض المعطار ص‎90‎‏.‏<br />

ابن الخطيب:‏ أعمال االعالم ج<br />

ابن عذارى:‏ البيان<br />

وابن عميرة:‏ بغية<br />

2 ص ،203<br />

)31(<br />

لماذا نحب ؟ " هيلين فيشر<br />

"<br />

)32(<br />

أنس اليف " ستار تايمز "<br />

( 1439 ه – 2018 م )

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!