11.12.2016 Views

AlHadaf Magazine - December 2016

AlHadaf Magazine - December 2016

AlHadaf Magazine - December 2016

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

ظاهرة الواسطة انخفضت عن السابق،‏ نتيجة انتشار<br />

الوعي والتعليم والثقافة بني أفراد املجتمع،‏ وينتظر<br />

أن تنخفض أكرث مع تقدم السنوات.‏<br />

األخالق الحسنة<br />

إن خدمة الناس رشف نبيل يحمله البعض عىل<br />

أكتافهم،‏ لكن اذا مل يستطيعوا تلبيتها،‏ ميكنهم<br />

باألخالق الحسنة جعل من قدم بالواسطة<br />

االنرصاف مرسوراً‏ وراضياً،‏ فهنالك الكثري من<br />

املسؤولني يتميزون باألخالق الحسنة ويلبون<br />

حوائج الناس من دون واسطة،‏ ما ينرش الخري<br />

واإلحسان بني الناس ويعزز شعور األحقية<br />

واألفضلية ملن يستحق.‏<br />

رأي الشارع<br />

‏"الهدف"‏ استطلعت آراء عينة من الناس حول<br />

الظاهرة،‏ حيث قال محمد رشارة،‏ أردين الجنسية<br />

متخصص يف إدارة املستشفيات:‏ إن الواسطة<br />

ظاهرة سلبية ال ميكن أن تحقق منفعة يف<br />

املجتمعات،‏ ألنها تكرس فكرة األقوى واألكرث<br />

قدرة وسلطة،‏ وتعزز الشعور بالتمرد وأخذ ما ال<br />

يستطيع أخذه بالقوة،‏ ما يتيح لغري املؤهلني نيل<br />

مناصب ومراكز ال يستحقونها،‏ وبالتايل يقع الظلم<br />

عىل األكرث أحقية،‏ ما يولد لديهم الحقد الطبقي<br />

ويكرس ظاهرة الواسطة التي قد تتحول إىل مزاد<br />

تباع فيه الناس وتشرتى،‏ أو حرب يظهر فيها كل<br />

طرف قدرته وسلطته.‏ لذلك يجب الحد من هذه<br />

الظاهرة بإعطاء من يستحق حقه،‏ سواء بالعمل أو<br />

التعليم أو الخدمات أو املنافع،‏ وإذا أقبل أحدهم<br />

مستعيناً‏ ب ‏"واسطة"‏ يجب رده ومساعدته مبا<br />

يجعله يقتنع أن عمله أنجز من دون واسطة إذا<br />

كان يستحق،‏ وإذا مل يستحق ال تتاح له الفرصة،‏<br />

وبالتايل سينعكس ذلك عىل األفراد فيقنعون أن<br />

نظام الواسطة غري مجد.‏<br />

وتقول دالل املطوع،‏ وهي موظفة يف ‏"بيت الزكاة"‏<br />

إن الواسطة أصبحت أمراً‏ طبيعياً‏ يف املجتمعات<br />

النامية وخاصة بالكويت،‏ فمن يعمل بجد وجهد<br />

يذم ومن يعرقل التقدم يكافأ،‏ وهذا وجدناه كثرياً‏<br />

يف السنوات األخرية،‏ فالحاصل اآلن أن صاحب<br />

الشهادة من دون واسطة ال فرصة له لنيل وظيفة<br />

تناسبه،‏ أما الواسطة بدون شهادة فباإلمكان<br />

أن تحل باملكان الذي تريده دون خربة،‏ وميكن<br />

أن يكون الحل يف التوعية عرب سن قانون يجرم<br />

الواسطة ويعزز ثقافة املثابرة واالجتهاد يك يتخلص<br />

املجتمع من هذه الظاهرة املؤذية.‏<br />

أما فاطمة املطوع حاصلة عىل بكالوريوس إدارة<br />

أعامل من جامعة الكويت،‏ فتقول إن الواسطة<br />

فوىض كبرية وتعد عىل حقوق الغري،‏ فمن اجتهد<br />

وثابر وسهر الليايل يف التعليم وحصل عىل درجات<br />

عالية ال يحصل عىل الوظيفة التي يريد،‏ كونه<br />

ال ميلك الواسطة،‏ إن يحصل أحد االشخاص عىل<br />

وظيفة بالواسطة ال يستحقها أو يحصل عىل ترقية<br />

ليست من حقه،‏ وهو ما ينعكس بالسلب عىل<br />

املجتمع واملوظفني،‏ والحل يكون مبعاقبة كل من<br />

تسول له نفسه استخدام الواسطة بأي دائرة كانت<br />

ملنح الوظيفة ملن يستحق.‏<br />

أما لييل جريجوريان،‏ أرمينية الجنسية وتعمل<br />

مدرسة يف روضة مبنطقة كيفان،‏ فرتى أن الواسطة<br />

أصبحت أمراً‏ مهام يف الحياة،‏ وهذه حقيقة ال<br />

يستطيع أحد إنكارها،‏ فمن منا ال يرغب يف<br />

الحصول عىل وظيفة جيدة تدر دخالً‏ جيداً،‏ وهذا<br />

ال يكون إال بالواسطة...‏ الحياة زادت صعوبتها<br />

والوظائف قلت عن السابق،‏ لذا ال أرى مشكلة يف<br />

استخدام الواسطة بل هي تفيد الناس يف تحسني<br />

حياتهم االجتامعية،‏ وال بد من العمل والحصول<br />

عىل دخل جيد،‏ وهي رغبة يسعى اليها الجميع.‏<br />

وتقول سمية جرب،‏ ربة منزل،‏ إن الواسطة أصبحت<br />

منهج حياة ال ميكن االستغناء عنه،‏ فمهام امتلكت<br />

من الخربات أمام الواسطة ال تساوي شيئاً،‏ فقد<br />

ضيعت الحقوق وقرصت بالواجبات.‏<br />

وترى سهاد وريكات وهي معلمة فلسطينية،‏<br />

أن حل الواسطة ال يأيت إال باالنتظام وااللتزام<br />

بالقانون،‏ وهي ظاهرة سلبية تحبط الشباب<br />

وتقمع الطموح والنجاح والتطور.‏<br />

ويقول عصام الكندري حاصل عىل ماجستري<br />

يف علم النفس االجتامعي ومتخصص يف الذكاء<br />

الوجداين،‏ إن الواسطة عدو التنمية وهادمة<br />

التطور والفكر،‏ وتنمي الشعور بالظلم والقهر<br />

وتحبط اإلرادة،‏ لذلك يجب أن يكون هناك<br />

رقي اجتامعي بعيداً‏ عن العنرصية والطائفية<br />

واملحسوبية والواسطات،‏ وأن يعطى الشخص<br />

حقه بالحياة سواء بالتعليم أو التوظيف أو يف<br />

مختلف املجاالت،‏ ويكمن الحل من خالل تطبيق<br />

العدالة واملساواة بني أفراد املجتمع بعيداً‏ عن كل<br />

االعتبارات •<br />

• <strong>2016</strong> العدد 2119<br />

ديسمبر<br />

49

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!