13.12.2016 Views

AlHadaf Magazine - November 2016#2118

AlHadaf Magazine - November 2016#2118

AlHadaf Magazine - November 2016#2118

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

حننيحننيحننيحننيحنني<br />

نسمة أمل...‏<br />

سوريتي...‏ ال أعرف ماذا أقول عنك؟ وكيف أبدأ الكالم؟<br />

كل لغات العامل وكل حروف الهجاء تعجز عن وصفك أيتها الجميلة الرائعة.‏<br />

البهية...‏ الوفية...‏ األبية...‏ الشامخة بالعزة والكربياء...‏<br />

سوريتي حبيبتي...‏ يا وجعي ويا أملي الذي ال يطاق...‏<br />

حزنك يوجعني وعذابك يؤملني حد البكاء.‏<br />

ماذا جرى لك يا حبيبتي؟ وأي مصيبة تلك التي أملت بك؟<br />

لقد كنت يف أحسن حال...‏ كيف تبدلت األحوال؟<br />

كنت تعجني باملحبني واألصدقاء...‏<br />

كنت مقصداً‏ ومزاراً‏ لكل الرشفاء...‏<br />

كان لضحكات أطفالك صوت ترتدد أصداؤه يف أعىل فضاء...‏<br />

كان شبابك ميلؤون الساحات فرحاً...‏ كانت هناك سعادة كان هناك هناء...‏<br />

مايل أراك اليوم يا وطني وقد تبدل بك كل يشء؟ فشبابك يتسابقون اىل<br />

مغادرتك...‏ إىل الهجرة خارج أسوارك،‏ تغريهم مظاهر الغرب املزيفة<br />

ووعودهم الكاذبة...‏ يندفعون إىل بالد تسميهم ‏)الالجئني(.‏<br />

أهم الكوادر وأبرز الكفاءات غادرتك يا وطني الجريح،‏ لتضيف جراحاً‏<br />

جديدة لجراحك.‏<br />

أطفالك يا وطني كربوا قبل األوان...‏ يذهبون إىل مدارسهم حاملني أرواحهم<br />

فوق أكفهم ترافقهم دعوات األهل بالعودة بسالم...‏<br />

أطفالك يا وطني ما عادوا أطفاالً،‏ فكل منهم أصبح مرشوع شهيد.‏<br />

هي املرة األوىل التي أكتب عنك فيها يا وطني بكل هذا الحزن...‏<br />

لكنه الواقع يف بلدي...‏ بلدي الذي وإن غادرته جسداً‏ ولكنني أودعت روحي<br />

وقلبي أمانة لديه...‏ تتعبني معاناتك يا وطني تؤرقني أحزانك...‏ ليتني<br />

أستطيع أن أشفي جراحك...‏ أن أحمل عنك بعض همومك...‏ لكنها الحرب...‏<br />

ربى حديفي بقلم:‏<br />

Robahodefi34@gmail.com<br />

الحرب اللعينة واملقيتة...‏ حرب مل يكن لك بها يد...‏ حرب ال ناقة لك فيها<br />

وال جمل...‏ هي حرب فرضت عليك لتودي بحياة خرية شبابك،‏ لتيتم أجمل<br />

أطفالك...‏ لتحول معظم أمهاتك إىل ثكاىل ال ميلكن إال حرسة تعترص قلوبهن<br />

ودموع تحرق وجناتهن...‏ إنها الحرب التي تدمر كل يشء جميل فيك يا<br />

وطني وتحوله اىل ركام.‏<br />

ولكن ورغم كل هذا ستبقى يا وطني كبرياً‏ شامخاً،‏ وستنهض كطائر الفينيق<br />

من تحت الرماد...‏ وستنفض الغبار عن جناحيك لتحلق عالياً‏ ولتقول ها<br />

أنا...أنا مازلت حياً...‏ مل أمت...‏ ولن استسلم...‏ وكام انترصت يف السادس من<br />

ترشين األول عام 73 وحطمت أسطورة ارسائيل التي ال تقهر،‏ واستطعت<br />

أن ترمم جراحك بعد نكسة 67، ستنترص اليوم وستقف شامخاً‏ داحراً‏ كل<br />

الطغاة...‏ وسننشد نحن السوريني نشيد النرص...‏<br />

حامة الديار عليكم سالم أبت أن تذل النفوس الكرام<br />

حنين<br />

169<br />

نوڤمبر • 2016 العدد 2118

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!