أبو بكر الصديق
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Tarih
Mektebe -> Arapça Kitablar -> Tarih
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
-6<br />
<strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> الصدیق τ شخصیتھ وعصره<br />
فھذه الكلمات: «الصدق أمانة» اكتست بالمعاني، فكأن لھا روحًا تروح بھا وتغدو<br />
بین الناس؛ تلھب الحماس، وتصنع الأمل. «والكذب خیانة»، وھكذا یأبى <strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> إلا أن<br />
یمس المعاني، فیسمي الأشیاء بأسمائھا، فالحاكم الكذاب ھو ذلك الوكیل الخائن الذي یأكل<br />
خبز الأمة ثم یخدعھا، فما أتعس حاكمًا یتعاطى الكذب فیسمیھ بغیر اسمھ، لقد نعتھ<br />
الصدیق بالخیانة، وأنھ عدو أمتھ الأول.. وھل بعد الخیانة من عداوة؟ حقًا ما زال الصدیق<br />
یطل على الدنیا من موقفھ ھذا فیرفع أقوامًا ویسقط آخرین!!.<br />
وتظل صناعة الرجال أرقى فنون الحكم؛ إذ ھم عدة الأمة ورصیدھا الذي تدفع بھ<br />
عن نفسھا ملمات الأیام، ولا شك أن من تأمل كلمات أبي <strong>بكر</strong> تلك أصدقھ الخبر بأن<br />
إن<br />
(1)<br />
الرجل كان رائدًا في ھذا الفن الرفیع؛ فقد كان یسیر على النھج النبوي الكریم.<br />
شعوب العالم الیوم تحتاج إلى ھذا المنھج الرباني في التعامل بین الحاكم والمحكوم، لكي<br />
تقاوم أسالیب تزویر الانتخابات وتلفیق التھم، واستخدام الإعلام وسیلة لترویج اتھامات<br />
باطلة لمن یعارضون الحكام أو ینتقدونھم، ولا بد من إشراف الأمة على التزام الحكام<br />
بالصدق والأمانة من خلال مؤسساتھا التي تساعدھا على تقویم ومحاسبة الحكام إذا<br />
انحرفوا (2) ، فتمنعھم من سرقة إرادتھم وشرفھم وحریتھم وأموالھم.<br />
إعلان التمسك بالجھاد وإعداد الأمة لذلك:<br />
قال <strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> τ: وما ترك قوم الجھاد في سبیل الله إلا خذلھم الله بالذل (3) ، لقد تلقى <strong>أبو</strong><br />
<strong>بكر</strong> تربیتھ الجھادیة مباشرة من نبیھ وقائده العظیم ×، تلقاھا تربیة حیة في میادین<br />
الصراع بین الشرك والإیمان، والضلال والھدى، والشر والخیر، ولقد ذكرت مواقف<br />
الصدیق في غزوات الرسول ×، ولقد فھم الصدیق من حدیث رسول الله ×: تبایعتم<br />
ینزعھ<br />
بالعینة وأخذتم أذناب البقر، ورضیتم بالزرع، وتركتم الجھاد سلط الله علیكم لا ذلاًإذا<br />
حتى ترجعوا إلى دینكم». إن الأمة تصاب بالذل إذا تركت الجھاد، فلذلك جعل<br />
الصدیق الجھاد إحدى حقائق الحكم في دولتھ (5) ، ولذلك حشد طاقات الأمة من أجل<br />
الجھاد؛ لكي یرفع الظلم عن المظلومین، ویزیل الغشاوة عن أعین المقھورین، ویعید<br />
الحریة للمحرومین، وینطلق بدعوة الله في آفاق الأرض یزیل كل عائق ضدھا.<br />
إعلان الحرب على الفواحش:<br />
قال <strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> τ: ولا تشیع الفاحشة في قوم إلا عمھم الله بالبلاء والصدیق ھنا<br />
یذكر الأمة بقول النبي ×: «لم تظھر الفاحشة في قوم قط حتى یُعلنوا بھا، إلا فشا فیھم<br />
الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافھم الذین مضوا...». إن الفاحشة ھي<br />
داء المجتمع العضال الذي لا دواء لھ، وھي سبیل تحللھ وضعفھ حیث لا قداسة لشيء؛<br />
فالمجتمع الفاحش لا یغار ویقر الدنیة ویرضاھا، إنھ مجتمع الضعف والعار والأوجاع<br />
»<br />
، (6)<br />
(7)<br />
τ<br />
(4)<br />
-7<br />
(1)<br />
(1)<br />
<strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> رجل الدولة، مجدي حمدي: ص<br />
فقھ الشورى والاستشارة: ص<br />
(3) سنن أبي داود رقم: صححھ الألباني.<br />
<strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> رجل الدولة: ص<br />
البدایة والنھایة:<br />
(7) صحیح الألباني: 370/2، رقم الحدیث في ابن ماجھ:<br />
.37 ،36<br />
(2)<br />
البدایة والنھایة:<br />
.305/6<br />
.4019<br />
104<br />
.442<br />
،3462<br />
.73<br />
.305/6<br />
(5)<br />
(6)