17.08.2017 Views

أبو بكر الصديق

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Tarih

Mektebe -> Arapça Kitablar -> Tarih

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

. (3)<br />

τ<br />

<strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> الصدیق τ شخصیتھ وعصره<br />

فأعبرھما،‏ فقال النبي ×: ‏«اعبرھا»،‏ قال:‏ أما الظلة فالإسلام،‏ وأما الذي ینطف من العسل<br />

والسمن فالقرآن،‏ حلاوتھ تنطف فالمستكثر من القرآن والمستقل،‏ وأما السبب الواصل من<br />

السماء إلى الأرض فالحق الذي أنت علیھ،‏ تأخذ بھ فُیعلیك الله،‏ ثم یأخذ بھ رجل آخر فیعلو<br />

بھ،‏ ثم یأخذ رجل آخر فیعلو بھ،‏ فأخبرني یا رسول الله بأبي أنت،‏ أصبت أم أخطأت؟ قال<br />

‏«أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا»،‏ قال:‏ فوالله لتحدثني بالذي أخطأت،‏ قال:‏<br />

(1)<br />

‏«لا تقسم».‏<br />

وعن عائشة ‏-رضي الله عنھا-‏ أنھا رأت كأنھ وقع في بیتھا ثلاثة أقمار،‏ فقصتھا على<br />

أبي <strong>بكر</strong> ‏-وكان من أعبر الناس-‏ فقال:‏ إن صدقت رؤیاك لیدفنن في بیتك من خیر أھل<br />

فقد كان الصدیق<br />

(2)<br />

الأرض ثلاثة،‏ فلما قبض النبي × قال:‏ ‏«یا عائشة ھذا خیر أقمارك».‏<br />

أعبر ھذه الأمة بعد نبیھا<br />

ومع كونھ من أعلم الصحابة إلا أنھ من أبعد الناس عن التكلف،‏ فعن إبراھیم<br />

النخعي قال:‏ قرأ <strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> الصدیق ‏+وَ‏ فَاكِھَةً‏ وَ‏ أَبا"‏ ‏[عبس:‏ 31]، فقیل:‏ ما الأ ُّب؟ فقیل:‏ كذا<br />

وكذا،‏ فقال <strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong>:‏ إن ھذا لھو التكلف،‏ أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في<br />

كتاب الله ما لا أعلم (4) .<br />

دعاؤه وشدة تضرعھ:‏<br />

إن الدعاء باب عظیم،‏ فإن فتح للعبد تتابعت علیھ الخیرات وانھالت علیھ البركات،‏<br />

ولذلك حرص الصدیق على حسن الصلة با‏ وكثرة الدعاء.‏ كما أن الدعاء من أعظم<br />

وأقوى عوامل النصر على الأعداء،‏ قال تعالى:‏ ‏+وَ‏ قَالَ‏ رَب ُّكُمْ‏ ادْعُونِي أَسْتَجِ‏ بْ‏ لَكُمْ‏ إِ‏ َّن<br />

ال َّذِینَ‏ یَسْتَكْبِرُونَ‏ عَنْ‏ عِبَادَتِي سَیَدْخُلُونَ‏ جَھَن َّمَ‏ دَاخِ‏ ‏رِ‏ ی ‏َن"‏ ‏[غافر:‏ 60]، وقال تعالى:‏ ‏+وَ‏ إِذَا<br />

سَأَلَكَ‏ عِبَادِي عَنّ‏ ‏ِي فَإِنّ‏ ‏ِي قَرِ‏ یبٌ‏ أُجِ‏ یبُ‏ دَعْوَ‏ ةَ‏ الد َّاعِ‏ إِذَا دَعَانِ‏ فَلْیَسْتَجِ‏ یبُوا لِي وَ‏ لْیُؤْمِنُوا بِي<br />

لَعَل َّھُمْ‏ یَرْ‏ شُدُونَ"‏<br />

النبي ×:<br />

-3<br />

τ<br />

186]. ‏[البقرة:‏<br />

τ<br />

ولقد لازم الصدیق رسولَ‏ الله × ورأى كیف كان رسول الله یستغیث با‏ ویستنصره<br />

ویطلب المدد منھ،‏ وقد حرص الصدیق على أن یتعلم ھذه العبادة من رسول الله ×، وأن<br />

یكون دعاؤه وتسبیحھ على الصیغة التي یأمر بھا رسول الله ×، ویرتضیھا؛ إذ لیس<br />

للمسلم أن یفضل على الصیغة المأثورة في الدعاء والتسبیح والصلاة على النبي × صیغًا<br />

أخرى،‏ مھما كانت في ظاھرھا حسنة اللفظ جیدة المعنى؛ لأن رسول الله × ھو معلم<br />

وقد جاء في<br />

(5)<br />

الخیر،‏ والھادي إلى الصراط المستقیم،‏ وھو أعرف بالأفضل والأكمل.‏<br />

الصحیحین أن أبا <strong>بكر</strong> الصدیق قال:‏ یا رسول الله،‏ علمني دعاءً‏ أدعو بھ في صلاتي،‏<br />

قال:‏ ‏«قل:‏ اللھم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثی‏ ‏ًرا ولا یغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة<br />

من عندك،‏ وارحمني إنك أنت الغفور الرحیم»‏<br />

ففي ھذا الدعاء وصف العبد لنفسھ المقتضى حاجتھ إلى المغفرة،‏ وفیھ وصف ربھ<br />

. (6)<br />

(2)<br />

.7046<br />

.130<br />

(1)<br />

(3)<br />

(4)<br />

(5)<br />

(6)<br />

تاریخ الخلفاء للسیوطي:‏<br />

البخاري،‏ كتاب التعبیر:‏<br />

نفس المصدر السابق:‏<br />

فتح الباري:‏ 285/13، فیھ انقطاع بین إبراھیم النخعي وأبي <strong>بكر</strong>.‏<br />

<strong>أبو</strong> <strong>بكر</strong> الصدیق،‏ لعلي طنطاوي:‏<br />

مسلم،‏ الذكر والدعاء،‏ رقم:‏ 2705. البخاري،‏ رقم:‏<br />

. 129<br />

.843<br />

75<br />

.207

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!