الأستاذ- ثامر شاكر Al-Ostath Book
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الأستاذ<br />
كنتُ اأنا ذلك التلميذ! وكانت تلك حلظة اللدة التي اأدخلتني اإىل<br />
عامل الكتابة. ل زلتُ اإىل اليوم اأرى مالحمي من على بُعد واأتاأمل. مرّ ت<br />
سنون طويلة على املقاعد والسبورة واملنضدة اخلشبية منذُ كنتُ صبياً<br />
يافعاً، مل اأرَ الأُستاذ اأحمد مُ صلح بعدها، ومل اأكن اأدري عن مُ ستقبلي<br />
الأدبي ول اإىل اأين املصري فالطريق طويل.<br />
اإىل اليوم ويف كل مرة اأرسم مالمح فكرة تزورين فجاأة، وما اإن<br />
اأبداأ يف خط مُ قدمة تُغازلني.. ينتابني اإحساس اللقاء الأول نفسه! كاأين<br />
اأرى الأُستاذ القدير يُ سك بورقتي ويقراأ، من حتتِ نظّ ارة تتاأرجح يف<br />
صمتٍ مُ تمعنةً نصاً بريئاً يحبو ويتاأمل.. ل زالت تفاصيل املشهد تسكنني<br />
واأراين اأترقّب، دقات قلبي تتسابق، مواكب احلُ روف واأنا اأُبعرثها بقلمٍ<br />
بسيط يحلم اأن يصنع عقداً يليقُ بعناق الأوراق، حِ وار الفكرة التي<br />
تدور وتفِ ر ما بني يدي لتعود مُ شاكسةً فرتمتي يف دلل على السطور<br />
دون اكرتاث. صمت الفصل، همس خطواتنا النشيطة احلاملة، اأصوات<br />
مكيفات الهواء الصناعية، مشهد السبورة وبقايا اأشالء الطباشري<br />
املتناثرة بعد معركة الدرس الأخري، رائحة اجلُ دران، دقات قلوبنا<br />
احلائرة، نظرات الطلبة الضجرة املرتقبة لعقارب الرحيل.. مشاعري<br />
حني طلب مني الأستاذ اأن اأقراأ ما كتبت، مقدمة بسيطة عن قُرب حلول<br />
رمضان.. شُ عور اخلوف والسعادة واملفاجاأة حني نطق باسمي متبسماً<br />
وهو ذاك اجلدّ ي املُناضل، واأنا جمرد طالب بسيط مل يبلغ يوماً درجة<br />
التفوّق.<br />
عِ شتُ كل عُ مري اأرَى مالمح اأستاذي مع كل نص، تُرافقه<br />
ابتسامة اأبي تُربّت على كتِفي يتقدمهما قلمي يف موكبٍ مهيب. ل زلتُ<br />
15