21.08.2017 Views

الأستاذ- ثامر شاكر Al-Ostath Book

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>ثامر</strong> ‏<strong>شاكر</strong><br />

نعيشها.‏ نحكم عليها عن كثب.‏ نقراأ عنها بنهم،‏ نصافحها بال خوف،‏<br />

بال خجل.‏<br />

ما زالت اأصداء مقتل املُفكّ‏ ر العربي فرج فودة تتداولها الصحف<br />

ما بني احلني واحلني رغم اأنه مضى عليها ‏سنوات طويلة.‏ ففي اأثناء<br />

املحاكمة،‏ ‏سُ‏ ئل القاتل:‏ ملاذا اغتلت فرج فودة؟ فقال:‏ لأنه كافر،‏ فلما<br />

‏سئل من اأي من كتبه عرفت اأنه كافر؟ قال:‏ اأنا مل اأقراأ كتبه فاأنا ل<br />

اأقراأ!!‏<br />

الأفكار ليست كالبشر!‏ اإن طعنتها اأو حاولت ذبحها عنوة،‏<br />

تكاثرت وانتشرت،‏ واإن حاورتها بعمق اأسرت قلبها واستسلمت لالأبد..‏<br />

ل اإكراه يف الفكر!‏ اإن اأردت اأن تكون مثقفاً‏ عاملاً‏ حقيقياً‏ خاطب واقع<br />

الناس.‏ عِ‏ ‏ش معهم.‏ اخلع معطفك الأنيق ونظارتك الوقورة،‏ وتخلّ‏ كثرياً‏<br />

عن خطواتك الرزينة املرسومة باإتقان.‏ اأحياناً‏ كثرية نحتاج اأن نُعيد<br />

تشكيل مالحمنا حتى ننهل من بحور احلياة العميقة،‏ فنقرتب منها،‏<br />

نفهمها،‏ نقتحمها بكل تفاصيلها لكن دون اأن نغرق.‏<br />

اذهب وامضِ‏ يف الشارع ‏ساعات واأياماً،‏ فاأعظم الأفكار<br />

واأصدقها تلك التي تولد على الأرصفة.‏ العظماء احلقيقيون ل يعيشون<br />

يف اأبراجٍ‏ عاجية ويكتبون عن القمر وعواصف املريخ وزلزل املشرتي،‏<br />

العظماء يلقون باأنفسهم من فوق جبل،‏ يصعدون حقاً‏ اإىل القمر ولو<br />

بواسطة ‏سفينة اأمانيهم،‏ ينادون السحاب،‏ يغنون للمطر،‏ يسهرون<br />

على ‏شرفة الكون حتى يتقنوا لغة العامل باأسره.‏ العظماء واملُفكرون<br />

والفالسفة يعيشون يف غرفة مزدحمة بها األف عني ولسان،‏ يتنفسون<br />

160

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!