204-3aqaed-islam

80 إصدارات أنصار اإلمام املهدي ‏)عليه السالم(‏
يقولون:‏ ‏"كذب الكذبة وصدقها"،‏ فهو عن عمد يوهم نفسه بما يتمنى
هواه ويصدق وهمه على أنه حقيقة
وبما يوافق
) 1 (
.
فالنتيجة:‏ إن الرؤى الصادقة هي وحي ونص من هللا عند خلقه،‏ يعرفهم به على
خليفته في أرضه،‏ وهي باعتبارها وحيا إلهيا فهي دليل مستقل إنْ‏ تحققت فيها الشروط.‏
وبعد آدم البد أنْ‏ يكون مع الخليفة نص من خليفة سابق لتوفره،‏ فإن لم يكن حامال
لهذا النص ستكون الرؤى املدعاة مجرد أكاذيب تواطأ عليها كذابون لتأييد مذهبهم
ودينهم املنحرف املخالف للدين الحق والعقيدة الحق؛ وهي نص خلفاء هللا في أرضه
بعضهم على بعض،‏ وكما يمكن معرفة أنها أكاذيب من إمكان تواطئ املدعين لها على
الكذب مثال.‏
وال يجب االلتفات للرؤى املدعاة في نفي خالفة هللا في أرضه عن شخص؛ ألن ما
ثبت شرعا هو أنها تأتي كدليل تشخيص،‏ ولم يثبت شرعا أنها تأتي كدليل معارضة أو
نفي،‏ وال يجب االلتفات للرؤى في تحديد األحكام الفقهية والعقائد إال إنْ‏ أقرها خليفة
هللا؛ ألن الدين يبينه خليفة هللا القائم به بأمر هللا.‏
.1
اْلنسان في يقظته ونومه بين ثلثة أمور ‏َّل غير هي:‏ ‏)النور،‏ النفس،‏ الظلمة(،‏ أو لنقل:‏ ‏)هللا،‏ النفس،‏
الجهل(،‏ أو لنقل:‏ ‏)رسل هللا من ملئكة وأرواح طيبة،‏ النفس،‏ الشيطان وجنده(،‏ إذن هي ثلثة جهات؛ جهة
هي نفس اْلنسان،‏ وجهة هي الخير،‏ وجهة هي الشر،‏ فحتى بدون أي رؤيا أو كشف أي إنسان عندما تدور
في ذهنه األفكار فهي إما خير وداعي للخير فهي من هللا،‏ وإما شر وداعي للشر فهي من الشيطان،‏ وإما
أوهام فهي من هوى النفس.‏ فل يوجد شيء آخر غير هذه الثلثة،‏ وهي نفسها تطَّرد مع الرؤيا ومع الكشف
في اليقظة،‏ فاْلنسان في نومه بين هذه الثلثة،‏ ولهذا فمن نام ذاكراا هلل وللخير وللنور يرى من هللا إن شاء
هللا،‏ ومن نام غافلا عن ذكر هللا ربما رأى تحزيناا من الشيطان أو كما يسمى بالعامية ‏)كابوس(،‏ ومن نام
طالباا للجاه وللمنصب ربما أوهم نفسه بأوهام تناسب ما يطلب ‏ْلرضاء األنا المنتفخة في داخله،‏ وهوى
نفسه أيضاا يمكن أن يكون في اليقظة أي أن يرى اْلنسان كشفاا من هللا أو يريه الشيطان أو يرى ويسمع من
هوى نفسه.‏