00 من مجلة ادراك
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ولقد أشرنا في الحلقة السابقة ، إلى اإلصطالحات القرآنية التي أخذت بال شك <strong>من</strong> أصل مسيحي ، حسب تعليل علماء<br />
القرآن وتعليل المستشرقين . وإذا أمعنا النظر في هذه المصطلحات القرآنية لوجدنا أن العنصر السريانيّ األّراميّ على<br />
إختالف لهجاته بين فلسطينية وسورية وعراقية هو الغالب عليها . أما اإلصطالحات المسيحية التي دخلت عن طريق<br />
الفارسية أو الالتينية أو اليونانية أو الحبشية فقليلة.<br />
وقدّم يوسف هننجر (HENNINGER)نظرة سريعة عن بعض االراء وأّيد أخيراً رأي جورج<br />
غراف (GRAF)(38)ثَّم جاء يوشع بالو (BLAU) ، فأنكر وجود ترجمة عربية للكتاب المقدس سابقة لإلسالم ،<br />
اعتماداً على أدلةٍ لغويَّةٍ ، ورداً على رأي انطون باومشتارك. (BAUMSTARK)(39)<br />
بعد هذا العرض ألبرزّ االراء ، البد لنا <strong>من</strong> أن نختمه بتقديم رأي الدكتور جوَّ اد عليّ ، إلحاطته بموضوع الجاهلية .<br />
“ويظهر <strong>من</strong> بعض روايات األخبارين أن أهل الجاهليّة كانوا قد اطلّعوا على التوارة و اإلنجيل ، وأنّهم وقفوا على<br />
ترجمات عربيّة للكتابين . وأن هذا الفريق كان قد عرّ ب بنفسه الكتابين كالًّ أو بعضاً ، ووقف على ما كان عند أهل<br />
الكتاب <strong>من</strong> كتبٍ في الدين . فذكروا مثالً )ورقة بن نَوفَل( كان يكتب الكتاب بالعبراني ، ويكتب <strong>من</strong> اإلنجيل<br />
بالعبرانية ما شاء هللا أن يكتب . وقالوا : وكان امرؤ تنصَّر في الجاهليّة ، وكان يكتب الكتاب بالعربي ، ويكتب <strong>من</strong><br />
اإلنجيل بالعربيّة ما شاء هللا أن يكتب وذكروا مثل ذلك عن )أميّة بن أبي الصَّلت(، فقالوا إنّه كان قد قرأ الكتب<br />
المقدسة وقالوا مثل ذلك عن عددٍ <strong>من</strong> األحناف”)40. )<br />
”<br />
”<br />
. ”<br />
وبعد ذكر هذه االمثلة ، أبدى المؤلف رأيه ، وقال:<br />
”وال يستبعد وجود ترجماتٍ للكتاب المقدس في الحيرة . لما عُرف عنها <strong>من</strong> تقدُّمٍ في الثقافة ووفي التعليم ، ولوجود<br />
النصارى المتعّلمين فيها بكثرة . وقد وجد المسلمون فيها حينما دخلوها عدداً <strong>من</strong> األطفال يتعلمون القراءة والكتابة<br />
وتدوين األناجيل ؛ وقد برز نفر <strong>من</strong>هم ، وظهروا في علوم الالهوت . وتولَّوا <strong>من</strong>اصب عالية في سلك الكهنوت وفي<br />
مواضع أخرى <strong>من</strong> العراق . فال غراية اذا ما قام هؤالء بتفسير األناجيل وشرحها للناس للوقوف عليها. وقد ال يُستبعد<br />
تدوينهم لتفاسيرها أو لترجمتها . لتكونَ في متناول األيدي ، والسيمَّا بالنسبة وإلى طالبّ العلم المبتدئين . وقد ال<br />
يُستبعد أيضاً توزيع بعض هذه الترجمات والتفاسير إلى مواضع أخرى ، لقراءتها على الوثنيين وعلى النصارى<br />
للتبشير .41(“ )<br />
أخيراً ، الكتب القانونية التي نرجح أنها نقلت إلى العربية قبل اإلسالم إستناداً إلى مقارنات ببعض آيات القرآن<br />
وأساليب نقلية أخرى فهي اآلتية :كتاب التكوين ، والخروج ، واألحبار ، والعدد ، وتثنية اإلشتراع ، ثم كتاب الزبور ،<br />
وأخيراً إنجيل متى . وهذا ماسنراه في في إطار حديثنا عن بعض النماذج على أقدم ترجمات األناجيل ال سيما<br />
الترجمات المسجعة.<br />
(6)المؤلَّفاتُ الالَّهوتيَّةُ:<br />
نكتفي هنا بإيرادِ رأْيِ الدُّكتورِ جوادِ ّ عليٍ في هذا المضمارِ إِذ قال: ولم يتركْ رجالَ الدِّينِ <strong>من</strong> النَّصارى العربِ لنا<br />
أَثرً ا كتابيًّا يُنبئُ عن مدى اشتغالِهِم في علمِ الالَّهوتِ وفي العلومِ األُ خرى . غيرَ أَنَّ هذا ال يعني أَنَّ النَّصارى العربَ لَ ْم<br />
يخرجُوا علماءَ دينٍٍُ <strong>من</strong>هم ولَمْ يُعطوا النَّصرانيَّةَ رجالً <strong>من</strong>هم يخدمُها ويقفُ حياتَه الرُّ وحيَّةَ عليها . ففي قوائمِ أَسماءِ <strong>من</strong><br />
حضروا المجامعَ الدِّينيَّةَ الَّتي عُقدتْ للنَّظرِ في األُمورِ الْجَدليَّةِ والسيّما في القضايا الَّتي تخُصُّ مبادئَ الدِّينِ ، أَسما ُء<br />
رجالٍ تنبئُ أَنَّهم كانوا عربًا . وقد ّ دوِ نتْ في محاضرِ تلكَ المجالسِ أَسماءُ المواضعِ الَّتي مثَّلُوها <strong>من</strong> بالدِ العربِ . كما<br />
أَنَّ بينَ رجالِ الدِّينِ الكبارِ الَّذينَ نبغُوا في العراقِ مَنْ كان أَصلُه <strong>من</strong> الْحَيرةِ . وإذْ كانت غالبيَّةُ سكانِ هذه المدينةِ <strong>من</strong><br />
العربِ فال يُستبعدُ أَنْ يكونَ <strong>من</strong> بين هؤالءِ العلماءِ النَّصارى الْحَيريِّينَ مَنْ كان <strong>من</strong> أَصلٍ ّ عربيٍ” )42.(،<br />
25<br />
”