مجلة حق الحياة - العدد الأول (يناير - فبراير - مارس) 2020
مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية
مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية
- No tags were found...
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
مجلة حق الحياة
العدد األول
فبراير/ مارس 0202
العاج مقابل حق األفيال يف الحياة
وكما أن أول جريمة في تاريخ البشر ية كانت بسبب الطمع، لا تزال جرائم الإنسان مستمرة إلى يومنا هذا لذات السبب، ضد جميع المخلوقات
التي تعيش على
كوكب الأرض، وكأن الإنسان جبل على القتل وسفك الدماء من أجل إشباع رغباته وأطماعه الزائلة. وبسبب هذا الطمع في تحقيق مكاسب مادية
طائلة
يتم قتل مئات الأفيال يوميا، وهو الأمر الذي لا يعد انتهاكا لحق هذه الحيوانات في الحياة، ول كنه أيضا تعديا صارخا على التوازن البيئي
بأكمله. فقد تناقصت
عدد الأفيال بوجه عام في السنوات الأخيرة إلى النصف تقريبا جراء عمليات القتل اليومية التي تمارس ضدها من أجل الحصول على أسنانها
والتي تعرف باسم
”العاج“.
وأسنان الفيل أو العاج لا يوجد له بديل في أي من الحيوانات الأخرى، وهو ما يجعل المشتغلين في التجارة به ينجون أرباحا طائلة من ورائه. ومن
العاج تصنع أصابع البيانو، وكذلك صناعة بعض التحف والحلي أيضا. وفي الحالتين يوجد مواد بديلة بالتأكيد يمكنها أن تحل محل العاج في تلك الصناعات،
ول كنها بالطبع لن تحقق ذات المكاسب المالية الضخمة للقائمين على التجارة به. ولأن تجارة العاج باتت تهدد الأفيال بالانقراض، قامت
بعض المنظمات
والمؤسسات المعنية بحماية حقوق الحيوانات بالتصدي لها والعمل على حظرها، وهو ما تم بالفعل. فقد تم حظر هذه التجارة في ثمانينيات
القرن الماضي. إلا أن
تجار العاج لم يرضخوا لهذا الحظر فعليا، ولم يمتنعوا عن قتل الأفيال والتجارة بالعاج، كل ما في الأمر أن هذه التجارة أصبحت غير قانونية يمارسها المشتغلين بها
في الخفاء، إذ يقومون بتهريب العاج بدلا من بيعه علانية. الأمر الذي يعني أن حياة الأفيال ما زالت مهددة وأن هذا الحيوان بات مهددا
بالفناء والانقراض
حقا. وفي أفريقيا وحدها يتعرض ما يقارب من العشرين ألف فيلا سنويا للصيد والقتل، من مجموع خمسين ألف يتم اصطيادهم وقتلهم في جميع الدول التي
تعيش فيها هذه الحيوانات. وفي إطار وقف هذا النشاط الإجرامي، عملت العديد من الحكومات أيضا على منع استيراد العاج وتجارته. ومنها حكومات مصر
والصين وبلجيكا. والعجيب في الأمر أن بعض الدولتين الأولتين، يوجد بهما العديد من الانتهاكات الجسيمة ضد حيوانات أخرى خلاف الأفيال،
خاصة
الصين التي يتم على أرضها كافة الممارسات الوحشية ضد ال كثير من الحيوانات المستأنسة والبر ية. وقد ذكر التقرير الصادر عن مؤتمر التجارة العالمية في العام
3102، أن ما يقارب من
ألف فيل تم قتلهم بطرق غير قانونية في الدول الأفريقية، ومثل ذلك العدد أيضا في العام
3103، إن لم يكن أكثر.
01
وما زالت مسلسلات العنف ضد الحيوان بكل فصائله مستمرة في جميع دول العالم، وما زالت وحشية الإنسان شاهدة على أنه المخلوق الأكثر خطورة حقا
على كوكب الأرض.
7