19.02.2020 Views

مجلة حق الحياة - العدد الأول (يناير - فبراير - مارس) 2020

مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية

مجلة ربع سنوية للدفاع عن حق الحياة للحيوانات الأليفة والبرية

SHOW MORE
SHOW LESS
  • No tags were found...

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

مجلة حق الحياة

العدد األول

فبراير/‏ مارس 0202

الثريان ما بني مطرقة طعنات الرماح وسندان األلم

من أبشع الجرائم التي ترتكب في حق الحيوان أمام مرأى ومسمع الآلاف من البشر،‏ الذين أتوا خصيصا ليشاهدوا عرضا وحشيا،‏ يسدد فيه أكثر

شخص من

طعنات رماحهم إلى ثور وحيد داخل حلبة مغلقة،‏ لم يختر الثور خوض تلك المصارعة،‏ كما لا يمكنه الفرار من الحلبة.‏ مصارعة الثيران التي تعد من العروض

الأكثر شعبية في إسبانيا والبرتغال،‏ والتي لها جمهور كبير جدا في البلدين،‏ هي في الحقيقة من أفظع الجرائم الوحشية التي يرتكبها الإنسان ضد الحيوان.‏ وبصرف

النظر عن طبيعة هذا الحيوان في العموم،‏ ما إذا كان وحشيا أو مستأنسا.‏ فهو مغلوب على أمره،‏ حيث يتلقى طعنات الرماح واحدة تلو الأخرى،‏

حتى يخر

صريعا مضرجا في دمائه.‏ فالإنسان في حالات كثيرة يؤكد أنه المخلوق الأكثر وحشية ودموية من كل المخلوقات الأخرى حتى الوحشي منها بطبيعته.‏ ليست

بطولة بأي حال من الأحوال أن يتكاتل أكثر من شخص على حيوان واحد بهدف إيلامه وتعذيبه كما يحدث في تلك العروض،‏ بل هي جريمة انتهاك

صريح في

حق هذا الحيوان،‏ يمارسها بعض الأشخاص الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة،‏ ويباركها و يصفق لها باستمتاع الآلاف غيرهم من بني جلدتهم.‏ والغريب في

الأمر أن هؤلاء المشاهدين للعرض يصرخون من الفزع في حال ما إذا تعرض المصارع لهجمة يائسة من الثور المضرج في دمائه،‏ والذي أثخنته

جراحه،‏ واستبد

به الألم.‏ وكأن ليس من حق هذا الحيوان المسكين أن يدافع حتى عن نفسه،‏ أو أن يصد الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال.‏

وتاريخ هذه الرياضة الهمجية قديم في إسبانيا،‏ يرجع إلى ألفين عاما قبل الميلاد.‏ وهي تعد جزءا أصيلا من

الثقافة الإسبانية الموروثة جيلا بعد جيل.‏ والمؤسف في الأمر،‏ أن من يؤيدون استمرار هذه الر ياضة

الدمو ية،‏ يعدونها دلالة على شجاعة الإنسان وصلابته لا على وحشيته وهمجيته ودمويته!‏ ومصارع الثيران

يتم إعداده منذ صغره للقيام بهذه المهمة الإجرامية بكل تفاخر وزهو،‏ حيث ينفق الممارسون لها على

الملابس التي يرتديها المصارع في الحلبة آلاف الدولارات متباهين بما يقومون به من الاعتداء الوحشي على

حيوان أعزل!!‏ والأدهى في الأمر أن هذه المصارعة لا تقوم بين شخص واحد وثور واحد،‏ بل يشارك

فيها أكثر من شخص ربما يزيد عددهم في الحلبة عن خمسة أو ستة أشخاص منهم من يمتطي الأحصنة ومنهم من يسير مترجلا،‏ وكلهم يجتمعون على

وتسديد الطعنات له بقسوة وعنف حتى يردوه قتيلا،‏ وبعدها يقومون بجر جثته إلى خارج الحلبة معلنين عن انتصار المصارع ومساعديه في هزيمة

تعذيب ثور

ثور أعزل

لاحول له ولا قوة،‏ لم يشارك في هذه المصارعة بإرادته،‏ بل سيق إليها عنوة،‏ ليعاني من الألم والعذاب لساعات طو يلة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.‏ بخلاف

ما يلاقيه من أهوال وتعذيب قبل الدخول به إلى حلبة المصارعة،‏ حيث يتم رش مادة على عينيه تضعف إبصاره،‏ كما يتم برد حواف قرنيه حتى

يفقد قدرته

على الدفاع عن نفسه بكامل قوته.‏ وتلقى أكياس ثقيلة على كليتيه إمعانا في إيلامه وإيذائه حتى يتخبط في كل اتجاه في الحلبة من شدة الألم فيبدو لمتابعين

العرض وكأنه ثور شديد الشراسة في مهاجمة مصارعه.‏

ليست إسبانيا وحدها هي التي تمارس هذه الر ياضة الدموية،‏ وتعدها جزءا لا يتجزأ من ثقافة شعبها على مر العصور،‏ بل هناك عدة دول أخرى

أيضا تشاركها في

ذات الجريمة وهي البرتغال،‏ والإكوادور،‏ وبيرو،‏ وفنزو يلا،‏ وكولومبيا،‏ والمكسيك التي يوجد بها أكبر حلبة لمصارعة الثيران.‏

9

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!